كيف نقدم موضوعات الطهارة ج1

يقول معلمنا بولس الرسول { الجسد ليس للزنا } ( 1كو 6 : 13) .. إزدادت الإلحاحات الغريزية في هذه الأيام وهذا أمر سبَّب إنحرافات كثيرة وهذا دائماً أمر خفي لكن أضراره كثيرة جداً .. قديماً لم يكن هناك سوى قناتين في ألـ T . V وكنا ننصح أولادنا ألا يشاهدوا الأفلام .. لكن العالم تطور وصرنا نرى مناظر رديئة حتى في التليفونات المحمولة .. كل هذه الأمور تلوث الأفكار والقلب ويجعلنا نشعر أننا نعيش في كذب كبير مع الله حتى أنه صار الآن هناك علاج من الإدمان الجنسي .. لذلك أولادنا اليوم يسقطون تحت إلحاحات جنسية عنيفة .. أحد الكُتاب قال { نحن طرقنا أقدس الأمور بأقذر الوسائل } .. لأن الأمر الجنسي مقدس جداً لكن العالم أعلنه بأقذر الوسائل .. حتى أن الشاب صار له نظرة رديئة لكل الناس .. لذلك لابد أن يكون لنا وعي كيف نُعلم ونوصي أولادنا بالقداسة .
يسأل الرهبان المبتدئين ماذا تعرف عن الجنس ؟ ما علاقة شخص يريد الرهبنة بهذا الأمر ؟ يقول لأنه يجب أن تكون نظرته لهذا الأمر نظرة عميقة مقدسة ولا تكون له نظرة إحتقار للزواج أو ..... كيف نقدم لأولادنا ثقافة ومفهوم راقي لنصنع إعلاء لغرائزهم ؟
(أ) رسَّخ داخل المخدوم أن الجنس يخدم معنى إنساني :0
===================================================================
الله خلق الجنس ليخدم معنى إنساني وليس مجرد علاقة .. أولادنا يروا في المرئيات مناظر خليعة تميل للحيوانية فتكون ثقافتهم عن الجنس بهذا الإسلوب الردئ .. لذلك ركز داخله أربعة أمور مهمة :0
1. روح .
2. عقل .
3. مشاعر .
4. غريزة .
ركز على هذا الأمر جداً وقل للمخدوم أن الحيوان ليس له روح وعقل ومشاعر لكن له غريزة .. وما تراه على المرئيات هو غريزة فقط أي أمور حيوانية بل أردأ من الحيواني لأن الحيوان ليس به روح أو عقل أو مشاعر وكون إنه يسلك بالغريزة فهذا طبيعي له .. لكن كون إن الإنسان ينسى الروح والعقل والمشاعر التي يتميز بها عن الحيوان ويسلك بالغريزة فقط فهذا أردأ من الحيوان .. لذلك كلما كان الإنسان روحه مرتفعة وعقله مثقف ومشاعره مقدسة تتقدس غريزته .. الروح والعقل والمشاعر تجذب الإنسان إلى الإتجاه التي تريده إن كان في إتجاه الغريزة أو في إتجاه الله .
كثيراً ما يقيموا مقارنة تشريحية بين مخ الإنسان ومخ الحيوان نجد أن الجزء الإرادي في مخ الإنسان كبير بينما في مخ الحيوان صغير لذلك نجد أن سلوك الحيوان وحركاته لا إرادية .. لذلك عندما يجوع يأكل بدون تفكير بل يأكل أي شئ بينما الإنسان يقول الآن صوم لا آكل أكل دسم .. أو الآن وقت الإنقطاع فلا آكل الآن .. ويطيع .. إذاً الإنسان يسلك بالعقل والروح والمشاعر وبهم يقود الغريزة .. ركز عند المخدوم على الروح والعقل والمشاعر التي تقدس الغريزة وأن ما يراه مشوه ليس هو حسب قصد الله .
(ب) يوجد خمس مراحل يمر بهم الشخص من طفولته حتى شبابه :0
=================================================================================
أي إنحراف في مرحلة من هذه المراحل يسبب إنحراف غريزي :0
1/ عندما يولد الطفل يشعر أنه في الكون وكل طلباته مستجابة ومحصور في ذاته ولديه مشاعر غريزية لكنها بدائية ويميل للملكية وهذه مرحلة كلنا نمر بها .. عندما يكبر الطفل قليلاً تكون عنده بعض المشاعر .. المرحلة الأولى هذه مرحلة خطيرة .. قد يكون الإنسان غير سوي جنسياً وهذا أمر يعود أحياناً لإنحراف هذه المرحلة وتُسمى هذه المرحلة النرجسية .
ونرجس هذا كان شاب جميل المنظر ولم يكن في وقته مرآة فذهب ليشرب ماء من النهر فرأى صورته في ماء النهر فكان يذهب كثيراً إلى النهر بعلة أن يشرب ماء لكن في نيته أن يرى صورته في الماء حتى سقط في أحد المرات في ماء النهر ومات .
2/ المرحلة الأوديبية .. وهي مرحلة عادية فيها يميل الإبن لأمه والإبنة لأبيها وذلك لأن الإبن يرى في أمه أمور غريبة عنه وعن أبيه لأنه يُشبهه .. والإبنة ترى في أبيها أمور غريبة عنها وعن أمها التي تشبهها .
3/ المرحلة المثلية .. وهي الفتاة تميل لجنسها أي للفتايات والأولاد يميلون للأولاد .. هذه المرحلة في عمر 7 – 8 سنوات وكأن الطبيعة تريد أن تعطي جرعة وقائية للإنسان وتقول له حب جنسك .
4/ المرحلة الجنسية الغريزية العامة .. وفيها الولد يميل لأي فتاة سواء كانت أكبر منه أو أصغر منه .. وأيضاً الفتاة تميل لأي رجل مهما كان .
5/ المرحلة الجنسية الغريزية الأحادية .. وهي مرحلة النضج والإرتباط فيستريح الشاب لفتاة معينة ويترك الأخريات .. بل يكُنَّ في نظره إخوته .. هكذا الفتاة ترى شاب معين تستريح له أما سائر الشباب فهم بالنسبة لها إخوة .
أي خلل في أي مرحلة من هذه المراحل الخمسة يعطي إنعكاس على الحالة الجنسية للإنسان .
1/ المرحلة النرجسية :0
===========================
فيها يكون الشخص بخيل لأن الجنس بالنسبة له وسيلة إشباع ذات .. شخص منحصر في ذاته يبحث عن وسائل لإشباع غريزته حتى أنه قد يصل إلى إشباعها من ذاته .. في حين أن الله خلق الجنس للشركة وليس للذات لذلك خطايا الجنس تُسمى خطايا العزلة لأن فيها الإنسان منغلق لكن له إحتياجات فيلبيها من نفسه وكلما لباها من نفسه كلما إزداد عزلة .. لذلك النرجسية تكبر مع الإنسان ويُطلق عليها إسم Epocentric .. أي فيها يدور الإنسان حول نفسه ويعيش ذلك حتى في زواجه وفي علاقته مع زوجته .. ينظر لنفسه أكثر ما ينظر للآخر عكس إرادة الله التي تريد من الإنسان أن ينظر للآخر أكثر من نفسه من خلال الجنس فيصير معنى الغريزة عند الإنسان في نظر الله الشركة والإتحاد .
لذلك عندما تقوم علاقة جنسية على الأنانية تكون علاقة فاشلة ليس فيها شركة إنسان للآخر بينما هي أصلاً علاقة شركة وعبور للآخر .. أروع ما كُتب عن الزواج كتبه القديس يوحنا ذهبي الفم المتبتل .. لذلك الأنانية سبب تعب كبير للإنسان سواء كان متزوج أو غير متزوج .. عالج مخدوميك من الغريزة ولابد أن تُعرفهم أمر مهم وهو أن يخرجوا من أنفسهم .
2/ المرحلة الأوديبية :0
==========================
وفيها ميل للناحية العاطفية .. فنجد مثلاً شخص كبير لكن والدته متحكمة فيه رغم إنه شخص قادر على إتخاذ القرارات لكنه مازال يعيش في مرحلة عمر الخمس سنوات لا يستطيع أن يحيا بدون أمه .. نعم يجب على الشخص أن يطيع والديه لكن لابد أن يكون له أيضاً كيان خاص به .
3/ المرحلة المثلية :0
========================
وفيها الشخص يميل إلى جنسه ومن هذه المرحلة يبدأ جذر الشذوذ الجنسي إذا حدث بها أي خلل .. والشخص يقف نفسياً عند هذه المرحلة فتجد الفتاة للفتاة والشاب للشاب .
4/ المرحلة الجنسية الغريزية العامة :0
=============================================
وهذه المرحلة بدأت تطول مع الإنسان .. ونجد الشاب ينظر إلى كل البنات رغم أنه قد يكون متزوج ويُخطئ وهو متزوج .. هذا الشخص وقف عند هذه المرحلة ولم يصل إلى النضج .. لذلك عندما سُؤل أحد الآباء عن الفرق بين المتبتل والمتزوج قال { أن الفرق بين المتبتل والمتزوج ليس كبير .. فالمتزوج يضبط نفسه إتجاه كل بنات المدينة إلا واحدة .. أما المتبتل فيضبط نفسه إتجاه كل بنات المدينة } .. إذا تقريباً لا فرق لأنه ليس معنى أن الإنسان متزوج أنه يملك مشاعر إتجاه أي فتاة .
5/ المرحلة الجنسية الغريزية الأُحادية :0
================================================
مرحلة النضج والتعامل مع الكل بنقاوة حتى مع زوجته لأن علاقته معها سر مقدس يخدم الحب والشركة أكثر من الغريزة .. يقول القديس يوحنا ذهبي الفم عن العلاقة الزوجية أنها عمل رحمة أو تقدمة محبة .. لأنها تخدم الحب والشركة والعطاء وكل شخص يُعبر للآخر من خلال الحب والخدمة و ..... والعلاقة الزوجية .
المخدومين يأخذون ثقافة أخلت الحياة من كل معانيها وأعطتهم الغريزة فقط .. لذلك مطلوب من الخادم أن يصحح لهم المفاهيم .. عندما تكون علاقة زوجية قائمة على الإستهلاك أو يرى أولادنا مناظر قائمة على الأخذ فقط لابد أن يفهموا أن هذه علاقة حيوانية حتى إذا أراد أحد أن يجذبه يقول عن إقتناع لا رغم أن داخله ميل .
قد نسأل لماذا الله لم يلغي هذا الأمر ؟ نقول لأن أجمل ما توج به الله الإنسان غريزته .. لذلك بولس الرسول مدحها واعتبرها قدس أقداس .. لذلك عندما يخطئ شخص في هذا الأمر يعمل فجوة بينه وبين الله وتصير أموره روتينية .. كل الخطايا تخرج من الإنسان إلا خطايا الدنس تدخل الإنسان كالفرق بين القئ وتناول السموم .. لذلك هي خطايا تهين الجسد والهيكل وتصنع شرخ بين الإنسان والله .. لذلك تناول هذا الأمر في تعاليمك لأنه يمس الحياة والثقافة فيه قد تأتي بإسلوب غير نقي .. ولأن عدو الخير صنع داخل كل إنسان حصون له – حصون الغريزة – ويضمن إنه يلوثها فيجعلها وسيلة إبتعاد عن الله بدلاً من الإقتراب لله .
لذلك لابد أن تفهم هذه الأمور لأن خادم مرحلة المراهقة لابد أن يكون نقطة مضيئة في حياة المخدوم ولا تمنعه دون أن تفهِّمه جذور الأمر .. لذلك أنت محتاج لهذه الثقافة لترسخها داخل أولادك لأن الآن المراحل سابقة والتلوث سريع لذلك تحتاج منا وعي أكثر وإرشاد أكثر .. المفهوم الجنسي عند الشخص يُعبر عن روح وعقل ومشاعر الإنسان سواء كان شخص نرجسي أو أُوديبي أو ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين