سر الشُكر -خميس العهد

Large image

اليوم تحتفل الكنيسة بتأسيس سر الشُكر الذى فيهِ كسر المسيح جسدهُ وأعطاهُ لتلاميذهُ وقال لهُم خذوا كُلوا هذا هو جسدىِ وسفك دمهُ وأعطاهُ لهُم قائلاً هذا هو دمىِ إشربوا لمغفرة الخطايا 0
عطيّة اليوم عطيّة عظيمة صعب نفهمها أو نستوعب أننّا نأكُل ونشرب جسدهُ ودمهُ ولكن الكنيسة تقول عنهُ " حكمة عميقة وسر خفىِ لا يُدركهُما عقل بشرىِ " صعب نستوعب أنّ الإله يُعطينا جسدهُ ودمهُ حقيقة0
عندما تكلّم فىِ إنجيل يوحنا إصحاح 6 عن هذهِ العطيّة قال " من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذهُ إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معهُ بعد " لأنّها شىء صعب 00صعب على المسيح أن يتركوهُ تلاميذهُ فسأل الأثنى عشر تلميذ الباقين معهُ ألعلّهُم هُم أيضاً يُريدون أن يتركوهُ فأجابهُ بُطرس بكلمة رائعة " إلى من نذهب يارب وكلام الحياة الأبديّة عِندك " 0
فىِ أحد المرات كتب إنسان غير مسيحى عن المسيحيين عِبارة صعبة جداً قال " عجبىِ على قوم يذبحون إلههُم ثُمّ يأكلونهُ " لأنّهُ لم يعرف المسيح فهو مُحق لأنّهُ أمر لا يُعبرّ عنهُ بالعقل البشرىِ أمر يفوق أى عقل0
الله أعدّ لنا ما تشتهيهِ الملائكة 00قال أحد الآباء " فىِ أى عُرس كسروا جسد العريس وقدّموهُ للمدعويين " هذهِ هى وليمتنا السماويّة " إذبحوا لهُ العجل المُسمنّ " أى أفضل عِجل 00إِشارة للمسيح الوليمة السماويّة التى أعدّها لمُحبيهِ0
هذهِ هى هديتةُ التى قدّمها لنا على الصليب00اليوم قدّم لنا جسدهُ مكسور ودمهُ مسفوك قبل الصليب بيوم وقال خذوا كُلوا لذلك الكنيسة اليوم مُلتفّة حول عريسها فىِ سر زيجة بجسدهُ ودمهُ 0
وليمة سماويّة لا يُعبرّ عنها بِفكر بشرىِ00أحد القديسين قال أنّ هذهِ الوليمة تُشبه عروس أعطاها عريسها مهرها ثُمّ مات فقالت العروس سأعيش لهُ للأبد00هكذا الكنيسة المسيح أعطاها دمهُ للأبد لذلك هى مُلتفّة حولهُ بإيمان0
أنا جالس مع الله بمشاعر محبة لأثبُت فيهِ وهو فىّ00السؤال العجيب الذى يطرح نفسهُ هو لماذا إختار المسيح هذهِ الطريقة بالذات لمغفرة خطايانا 00ولماذا أعطانا جسدهُ ودمهُ ؟
إذا نظرنا للعهد القديم نجد أنّ فكرة الكفّارة كانت سائدة لأنّ الإنسان أخطأ فىِ حق الله فمات عنهُ فكان لابُد من موت للمغفرة وهو قال " لا تحدُث مغفرة بدون سفك دم " سفكوا دم ذبائح كثيرة جداً ولكنّها كانت ذبائح ناقصة وكُل عهد دخل فيهِ المسيح مع الشعب كان الشعب ينقُضهُ ، دخل مع آدم بجلد غنم ذبحهُ00نوح قدّم ذبيحة00إبراهيم00كُل شخص فىِ العهد القديم قدّم ذبائح حتى جاء موسى النبىِ فأعطاهُ الله ذبائح بشروط0
عندما يوضع الدم الذى للذبيحة على القائمتين والعتبة العُليّا يمنع الملاك المُهلك من الدخول لهذا البيت أى صار الدم علامة نجاة وحياة0
اليوم سابق ليوم فِصح اليهود ولأنّ فصحنا المسيح الذى ذبُح لأجلنا وأصبح دمهُ ليس على بيوتنا مرشوشة فقط بل مرشوشة على قلوبنا أيضاً00إذا كان الملاك عندما يجد الدم على البيوت يعبُر وأنا إذا وقفت فىِ الدينونة على قلبىِ دم المسيح فماذا يحدُث ؟ 00حياة0
لماذا كانت ذبائح العهد القديم كثيرة ؟ دلالة على نقصها وأنّها لا تفىِ العدل الإلهىِ حقهُ00فماذا تفعل يا الله ؟ يقول سآتىِ بنفسىِ وأعطيكُم جسدىِ ودمىِ " ليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسهِ دخل إلى الأقداس فوجد فِداء ابدىِ " إذاً دم الثيران والتيوس لا يُمكن أن يرفع خطيّة " لأنّهُ إذا كان دم ثيران وتيوس ورماد عجله مرشوش على المُنجسين يُقدّس إلى طهارة الجسد فكم بالحرىِ دم المسيح الذى بروح أزلىِ قدّم نفسهُ للّه بلا عيب يُطهرّ ضمائركُم من أعمال ميتّة لتخدموا الله الحى " ( عب 9 : 12 – 14 ) 0
إذا كان دم ثور وغنم يُطهرّ00كان الأبرص يأتىِ بعصفورتين ويذبحهُما ويضع دمهُما على الماء ويُرش فيطهُر00فكم بالحرىِ دم إبن الله؟!
نعم نحنُ مُستوجبين حُكم الموت لكنّهُ قدّم نفسهُ ذبيحة كافيّة للعالم كُلّهُ00الذبيحة كانت تُقدّم مرّة واحدة وهو يقول لنا قدّموها كُل يوم0
كان يُقال عن كنيسة الرُسل أنّهُم يواظبون كُل يوم على تعاليم الرُسل وكسر الخُبز00كانوا يتناولون كُل يوم ونحنُ أيضاً لا يوجد مانع لنا أن نتناول كُل يوم00ذبيحة ليست دمويّة تفىِ العدل الإلهىِ حقهُ وتُعطىِ غُفران00أى عطيّة تستحق الإبتهاج فيها مثل عطيّة جسدهُ ودمهُ00 ؟؟ تخيلّوا أننّا بدون جسدهُ ودمهُ سنظل بخطايانا مهما قدمنّا تيوس وعجول لأنّها لا تفىِ0
فىِ سِفر الرؤيا يقول " هؤلاء الذين بيضّوا ثيابهُم بدم الخروف " فىِ السماء الكُل لابس أبيض ماعدا المسيح لابس أحمر ودمهُ هو الذى يُبيضّ ثيابنا0
عطيّة اليوم عطيّة العهد الجديد00لأنّ عهود الله التى صنعها مع الناس لم يفيها الإنسان 0
+ صنع الله مع آدم عهد وقال لهُ لا تأكُل من الشجرة ولكنّهُ أكل ونقض العهد مع الله0
+ صنع مع نوح عهداً وأعطاهُ قوس قزح علامة وعمل معهُ صُلح وبعدها سِكر نوح وأولادهُ غطّوة000طبع بشرىِ 0
+ صنع عهد مع إبراهيم وعمل معهُ علامة لا تُمحى فىِ الغُرلة " فىِ أجسادكُم أنتُم مُباركين لىِ " ثُمّ نقض الإنسان العهد ودنّس مواعيد الله وخانوا الأمانة0
+ أعطى موسى عهد وأعطاهُ الشريعة وقال الشعب للّه ولموسى سنسمع للّه ونحفظ الشريعة لأننّا أخطأنا بِغباوة ولكنّهُم عادوا ونقضوا العهد وخانوه0
الله أمين للنهايّة فىِ كُل عهد والإنسان هو الخائن ولكن نشكُر الله لأنّ مراحمهُ جديدة فىِ كُل صباح لا تزول يعلم أنّ الإنسان ضعيف فنجدهُ فىِ سِفر أرميّا يقول " سأجعل نواميسىِ فى أذهانهُم " سيجعل ناموسهُ محفور فىِ قلوبنا0
الإنسان نقض كُل وسائل التطهير والتنقيّة ذبائح وغير ذبائح لذلك عمل معهُ عهد أبدىِ لا يزول وقال سأعطىِ الإنسان جسدىِ ودمىِ حتى إذا رُشّ دمىِ عليهِ يكون لهُ علامة نجاة وحياة وخلاص0
يقول بولس الرسول " لتقديس الروح للطاعة ورش دم يسوع المسيح " تخيلّ لو أنت صاعد للسماء وحاول الكاروب الواقف على باب السماء أن يمنعك لكنّهُ يرى دم يسوع المرشوش عليك عندئذٍ يقول لك أدخُل السماء ولا يستطيع منعك ليس لإستحقاق فيك بل لدم يسوع المرشوش عليك0
إذا كُنّا إذا أخذنا توصيّة من شخصيّة كبيرة ندخُل بِها بثقة لأى مكان فما بال إقرار الإيمان بدم يسوع كم يكون لنا ثقة بهِ00عطيّة تُعطينا ثقة فىِ دخول السماء0
نحنُ أخطأنا ودنسنا لكننّا ندخُل السماء لأننّا ندخُل بعهد بهِ هو00قوس قزح كان خارجىِ00الذبيحة كانت خارجيّة00الخِتان كان فىِ الجسد لكن جسدهُ ودمهُ هو نأخذهُ داخلنا " لأنّكُم أفتديتُم بثمن كما بحمل بلا عيب " 00فِداء يفوق العقل مهما كُنّا نُخطىء ونتعدّى لا نستثقلّ خطايانا على دم يسوع0
المُشكلة الوحيدة هى أنّك لا تقترب من الرب أو إذا إقتربت منهُ لا يكون فيك دمهُ فأين عدالتهُ ودينونتهُ فيك ؟ لو أنت مُتحدّ بجسدهُ ودمهُ مهما كانت خطاياك يُعطى عنّا خلاص وغُفران الخطايا0
عدو الخير يُحاول يُشككنّا فىِ ذلك00الجسد والدم هو هو الله بذاتهُ لذلك يصرُخ الكاهن " أعترف إلى النفس الأخير أنّ هذا هو بالحقيقة أمين " ليس تذكار ولا شىء معنوىِ00الكاهن يصرُخ والشماس يصرُخ والشعب يقول حقاً نؤمن لأننّا نعرف أننّا نلتفّ حولهُ ونُقرّ أنّهُ آتىِ اليوم يصنع عهد جديد ويغفر ليس لإستحقاقنا بل بدمهِ كما من حمل بلا عيب0
الإستحقاق للتناول :0
========================================
نجد فئتين عكس بعضهُما والإثنان خطأ00 هُناك فئة مُستهترّة جداً وفئة مُتشددّة جداً0
الفئة المُستهترّة غير صائم وغير مُعترف ويأتىِ القُدّاس فىِ أى وقت ويُريد أن يتناول0
لابُد أن نُعطىِ كرامة لائقة للجسد والدم 00الذى يتناول ليس هو بلا خطيّة لأنّ الجسد والدم للخُطاه بل يأتىِ للتناول من هو تائب وغير مُتلذّذ بِها وليس لديهِ إستعداد أن يظل فىِ الخطيّة عُمرهُ كُلّهُ0
هل سنكُفّ عن الخطايا ؟ بولس الرسول يقول " لأنّهُ لا يسكُن فىِ جسدىِ شىء صالح" 00نعم لكنّىِ أطلُب المراحم وأعُطىِ إحساس توبة وندم00القديسين يقولون " الشعور الحقيقىِ بالإستحقاق هو الشعور بعدم الإستحقاق " أى أتقدّم للتناول وعلى قدر طاقتىِ أحُاول أن أكون تائب طاهر0
الصلوات تعدّنا للتناول لذلك إِحضر تقديم الحمل وأصُرخ يارب إرحم والكاهن يقول هذا هو حمل الله الرافع خطيّة العالم00إذا لم تتُب فكيف تُنقل عنّك خطيتك00أثناء رفع الحمل الكنيسة تصرُخ يارب إرحم والكاهن يقرأ التحليل نتقدّم بِطهارة لائقة على قدر الإمكان0
صلاة قبل التناول نقول لهُ نعم أنت ولُدت فىِ مذود حقير لكنّك " لم تستنكف من دخول بيت الأبرص لتشفيهِ " لو قرأنا عن الأبرص فىِ العهد القديم نجد أنّ لهُ شرائع تطهير قاسية لأنّ البرص علامة الخطيّة00لذلك كان الأبرص يُعامل مُعاملة سيئة ويُطرد خارج المحلّة ويُغطىِ راسهُ والذى يمُرّ بجانبهِ يتنجّس لذلك كان الأبرص يُحذرّ من يمُرّ بجانبهِ قائلاً أنا أبرص أى كان البرص فضيحة والمسيح لم يستنكف من دخول بيتهُ وأنا جئت للمسيح للتناول وأنت لم تستنكف من دخول قلبىِ0
المرأة الخاطئة كان الكُل يعلم أنّها خاطئة والمسيح لم يبعدها00نأتىِ ونحنُ خُطاه ولكن لنا إحساس توبة00الشمّاس يقول " إحنوا روؤسكُم " أى إنكسار ومذلّة وليس لنا إستحقاق0
الفئة المُتشدّدة فئة مرعوبة من التناول وتُفضلّ أن تظل فىِ خطيتها عن أن تتناول00تحضر القُدّاس ولا تتناول ولو سُألوا يقولون أنّها نار نُجيبهُم بالفعل التناول نار لكنّها لا تحرق بل تُطهّر00تحرق لو إنت تفضلّ الخطيّة على التناول0
هل من المعقول أن تحرم نفسك من التناول لأنّك غير مُتصالح مع إنسانٍ ما وأنت سوف تأخُذ غُفران00سامح أخيك لتتمتّع بالغُفران00مهما كُنت خاطىء المسيح جاء للخُطاه فتعال وأنت فيك إحساس التوبة قدر المُستطاع0
المسيح عندما قدّم جسدهُ قال " خُذوا كُلوا كُلّكُم " الكنيسة لا تعترف بإنسان يحضر القُدّاس ولا يتناول0
الكنيسة تُعطىِ العطيّة للكُل فلا تفصل نفسك عن التناول لأنّك تحرم نفسك من شِركة الكنيسة00تخيلّ لو الكنيسة تقول لإنسان أنت محروم !؟ صعب00الكنيسة تقول محروم للإنسان المُخالف للعقيدة أو مُخطىء خطيّة صعبة لكن أطُلب أن تُقدّم توبة ولا تحرم نفسك من التناول0
فىِ أحد المرات أعطى أب كاهن تدريب لأحد المُعترفين وهو حضور القُدّاس ولكن بدون تناول وبعد فترة التدريب رجع المُعترف لأبيهِ وقال لهُ أنّهُ كان يبكىِ بشدة أثناء التناول لأنّهُ أحسّ بإنكِسار ولكن جاءت لهُ فكرة جيدّة وهى أن يشرب من ماء صرف التناول بعد المُتناولين وكأنّهُ المرأة النازفة التى مسّت هُدب المُخلّص وبذلك حاول أن يُشارك التناول بأى وسيلة00إحذر أن تمنع نفسك عن عطيّتة التى أعطاها لك كُل يوم لأنّها قوة الكنيسة وفرحها0
أيام البصخة لم يكُن فيها قُدّاس وتناول وكُنّا نشعر بشىء ناقص00الكنيسة شفيعة عن العالم كُلّهُ وكُل يوم تُقدّم ذبيحة وتقول للآب إرفع غضبك00بالذبيحة ندخُل للأقداس نشكُر الله على عطيتةُ شُكر لا يُعبرّ عنّه إلاّ أننّا نعدهُ بأننّا نُقدّم توبة ونُكرمهُ بإستعدادنا اللائق0
تخيلّوا لو القُدّاس قائم والناس تعتذر عن الوليمة بحجة حقل أو آخر إشترى ثيران أكيد صاحب الوليمة يغضب لأنّهُم بالفعل ليسوا خُطاه لكنّهُم مشغولون عنّهُ بإهتمامهِم00تخيلّوا لو المسيح كُل يوم على المذبح ونحنُ مشغولين عنّهُ00لابُد أن نلتفّ حولهُ لأنّهُ أعطانا جسدهُ ودمهُ خُبز حياة وخلود0
ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ
لهُ المجد دائماً أبديديا أمين

عدد الزيارات 1457

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل