مناسبات

Large image

يقسم المسيحيون العام إلى سبعة أزمنة تدعى بمجموعها السنة الطقسية، يرتبط كل زمن منها بقسم من حياة يسوع الأرضية؛وتختلف الأزمنة في مدتها، مواعيد بدايتها، أو طرق الاحتفال بها، بين مختلف الطوائف استنادًا إلى الليتورجيا السائدة والطقس المعتمد، إضافة إلى عادات البلدان المختلفة؛ بيد أنه عمومًا ومع استثناء الطوائف البروتستانتية حيث لا وجود لسنة طقسية، فإن السبعة أزمنة هي، الميلاد ذكرى ميلاد يسوع؛ الغطاس ذكرى عماده، الصوم لمدة خمسين يومًا تستذكر فيها أعاجيب المسيح وأمثاله، أسبوع الآلام تستذكر محاكمة المسيح وآلامه وصلبه ومن ثم موته، الفصح أو القيامة حيث تستذكر قيامة المسيح وما لحقها من ظهورات وتعاليم، العنصرة أي ذكرى حلول الروح القدس ويستذكر فيه أيضًا مواعظ المسيح وتعاليمه، وأخيرًا زمن الصليب حيث تستذكر تعاليم المسيح عن يوم القيامة. ويحوي كل زمن أعياده الخاصة، وقد يحوي أعياد قديسين أو أعيادًا أخرى من خارج الزمن، وعلى العموم فإن عيد الميلاد وعيد الفصح يعتبران من أهم الأعياد المسيحية ويسبقهما صيام، ولا يوجد قواعد محددة للصوم المسيحي، فمن المعروف أنه محبذ لأن المسيح قد فعل ذلك، لكنه يختلف حسب الطوائف ومن منطقة إلى أخرى، ويتنوع بين الامتناع عن الطعام ساعات محددة أو الامتناع عن ألوان محددة من الطعام.

المقالات (2)

22 مايو 2023

اختبار قوة قيامة المسيح في حياتنا

نحن نعيش مشاعر اختبار قوة قيامة السيد المسيح في حياتنا، بالانتصار على الخطية، وعدم الخوف من الموت، وعدم اليأس في الضيقات، والإيمان بالحياة الأبدية.. الحياة الأفضل التي أُعطيت لنا من الله الآب: «بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي اعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي ابْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ والْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ» (2تي1: 9 و10).مَن كان يستطيع أن يَعبُر بطبيعتنا الساقطة التي كانت في قبضة الشيطان، ويعبر بها من الموت إلى الحياة، من الظُلمة إلى النور، من الضياع إلى الوجود في أحضان الآب السماوي؟! مَن كان يستطيع أن يفعل هذا كله؟ إنه «الرب العزيز القدير، الرب القوي في الحروب» (مز23: 8)، هو وحده الرب الذي قام منتصرًا بجسد ممجّد.. وليس قام فقط، لكنه صعد إلى السموات وجلس عن يمين الآب بنفس الجسد الذي اتخذه من العذراء مريم وصُلِب به عنا لكي يفدينا، وقام به ممجدًا لكي ينصرنا على الموت. وصعد لكي يعرِّفنا أنه يوجد في بيت أبيه منازل كثيرة كما قال: «فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لِأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا. وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا» (يو14: 2، 3).احتفالنا بعيد القيامة هو درس قوي في أننا لا نهاب الموت، ولا نهتز أمامه لأننا نؤمن بقيامة الرب من بين الأموات، كقول معلمنا بولس الرسول «إِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ، أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ!» (1كو15: 14، 17).احتفالنا بعيد القيامة يجعلنا نثق أن الذين رقدوا لم نفقدهم؛ لأن أرواحهم في الفردوس وأجسادهم سوف تقوم مرة أخرى لكن بصورة منتصرة على الموت مثلما قام السيد المسيح، «لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذَلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ سَيُحْضِرُهُمُ اللَّه أَيْضًا مَعَهُ» (1تس4: 14).احتفالنا بعيد القيامة يمحو من داخلنا أحزان فراق الذين رقدوا كما قال معلمنا بولس الرسول: «لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ» (1تس4: 13). وكما قال أيضًا عن نفسه: «لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا» (في1: 23).وأما نحن الذين مازلنا في هذا العالم نحمل صليب الجهاد، وهكذا ونحن نحتفل بعيد القيامة ننتظر على رجاء قيامة الأبرار حينما نلتقي بجميع الأحباء مرة أخرى، ليس في القداس هنا على الأرض الذي هو رمز للأبدية وعربون لها، لكن هناك في المائدة السماوية مع السيد المسيح. ويقول البابا القديس أثناسيوس الرسولي عن الاستمرار في تذكر القيامة: "إن الصوت الرسولي ينذرنا قائلًا «اذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ» (2تي2: 8) دون أن يشير إلى زمن محدود، بل أن يكون ذلك في فكرنا في كل الأوقات. ولكن لأجل كسل الكثيرين نحن نؤجل من يوم إلى يوم. فلنبدأ إذًا من هذه الأيام!" نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير السيدة العفيفة دميانة بلقاس
المزيد
16 يونيو 2020

«هَأنَذَا أَرْسِلْنِي» (إش6: 8)

«لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ» (أع1: 8)،«فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي» (لو24: 49).- بعد صعود الرب إلى السماء، رجع التلاميذ إلى أورشليم.. ومكثوا يصلون في علية مارمرقس.. التلاميذ ومعهم السيدة العذراء مريم، والنسوة، ومن معهم.. إلى أن حلّ عليهم الروح القدس المعزي.ويأتي "عيد العنصرة" في اليوم الخمسين من يوم عيد القيامة، وبعد عشرة أيام من عيد الصعود، ويُسمّى الـ Penticost "البنطيقستي" حيث كلمة بنتا تعني خمسة، ويسمى أيضًا "عيد حلول الروح القدس". ويليه صوم الآباء الرسل الأطهار؛ وكان من أهم أعياد اليهود..- و"العنصرة": هي كلمة عبرية معناها "الجمع" أو "الاجتماع" أو "المحفل المقدس"، وفيه كانوا يجتمعون ويعيّدون.. وجاءت المسيحية فدعت عيد حلول الروح القدس باسم "عيد العنصرة" لأن الروح القدس حل فيه على جماعة التلاميذ وهم مجتمعون في العلية، حيث أعطى قوة للتلاميذ، في الكرازة، وصنع المعجزات، فأقاموا الموتى، وشفوا الأمراض المستعصية، وأخضعوا الشياطين وصنعوا المعجزات (مر16: 17-18).- فالعنصرة إذًا تتويج للفصح، لأن السيد المسيح بعد أن أتمّ الفداء والقيامة على الأرض، صعد إلى السماوات، ثم أرسل لنا الروح القدس المعزي، لكي ينير أذهاننا، فنفهم الكتب، وندرك عمق أقواله التي وردت في الكتاب المقدس.- أرسلهم ليكرزوا: كانت إرسالية الرب للتلاميذ، الذين سرعان ما فتنوا المسكونة، وغيّروا وجه التاريخ، ونشروا اسم المسيح في كل مكان، حتى دانت لهم إمبراطورية الأوثان، وملك الرومان، وصارت هياكل الأصنام مذابح للرب.. وهكذا سلكوا:- في بذل.. حتى إلى الموت..- وفي إخلاء.. حتى إلى وضع العبيد..- وفي ألم.. حتى الاستشهاد..- وفي طاعة.. مهما كانت التضحيات..- وفي أمانة.. حتى النفس الأخير..- قدموا من أجل المسيح:1- خدمة الصلاة من أجل المخدومين.2- وخدمة المحبة لكل الناس.3- وخدمة النموذج الشاهد للمخلص.4- وخدمة الكلمة الحية الفعالة..لذلك يعظنا الكتاب المقدس «امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ» (أف5: 18). «وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ» (أف4: 30). «لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ» (1تس5: 19)، بل «حَارِّينَ فِي الرُّوحِ، عَابِدِينَ الرَّبَّ» (رو11: 12).. فالروح القدس هو الذي يعطينا التجديد الروحي وإرسالية الخدمة، وإمكانية الكرازة!! وهكذا انطلق الآباء الرسل يخدمون ويبشرون، حتى نشروا المسيحية وصاروا شهودًا للرب في كل مكان، في أنحاء العالم المعروف آنذاك، وذلك: بقوة الروح، وعمق الصلاة، ويقين الإيمان، وفاعلية الكلمة.- لقد تغيرت حياة التلاميذ بعد حلول الروح القدس عليهم.. لهذا يجب أن نسلم حياتنا لقيادة الروح القدس لكي يغيرنا «لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ» (رو8: 14).فليعطنا الرب أن نخدم كما خدموا.. لنذوق فرحة الخدمة والإرسالية، مع فرحة القيامة المجيدة.. ولنقل في تواضع إشعياء النبي وانسحاقه: «هَأنَذَا أَرْسِلْنِي» (إش6: 8). نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل