القيامة والحياة الجديدة - ليلة عيد القيامة

Large image

" هذا هو اليوم الذى صنعهُ الرّبّ فلنفرح ولنتهلّل بهِ "
قيامة المسيح هى عيد الأعياد وهى غرض التجسُدّ وتاج المسيحيّة قيامة المسيح هى التى أنقذتنا مِن الفساد ورفعت العقوبة وهى التى جعلت الظُلمة تصير نور والموت يصير حياة
نحنُ يوم الجُمعة فرِحنا بالصليب وأثناء صلب رب المجد كُنّا حزانى على خطايانا لكن لنا ثقة أنّهُ سيقوم ونُركّز على كلمة " الذى لا يموت " لأنّ الذى صنع القرار أقوى من الموت كما قال بولس الرسول " الذى لم يكُن مُمكن أن يُمسك منهُ " أى مِن الموت
القيامة أعطتنا بِداية جديدة وعهد جديد وغيّرت خلقتنا00وقد نتعجّب مِن الكنيسة عِندما تقول لنا أن لا نصوم خمسين يوم ولا حتى يومىّ الأربِعاء والجُمعة ولا نقوم بعمل مِيطانيات 00كيف ؟
تقول لنا لأنّك أصبحت إنسان جديد وعُتقت مِن الإنسان القديم00نعم إنّ كنيستنا كنيسة نُسك وعِبادة شديدة لكنّها تقول لنا بعد القيامة أصبحنا أُناس جُدُد فطمنا عن الإنسان العتيق لأنّ جوهرنا تغيّر لأنّ المسيح عِندما قام قام ليس لنفسهِ بل لنا نحنُ فأقامنا معهُ وأجلسنا فىِ السماويات فتغيّرت طبيعتنا وتغيّرت طلباتنا وذهننا
كُل ما فعلهُ المسيح فعلهُ مِن أجلِنا تجسّد لنا وصام لنا وصلّى لنا وصُلب لنا وقام لنا ونقلنا بالقيامة نقلة جديدة كما قال بولس الرسول " إن كُنتُم قد قُمتُم مع المسيح فإطلبوا ما هو فوق حيث المسيح جالس " 0
نحنُ نُشبه إمرأة زوجها شرس وشرّير وبخيل ودائماً يُهينها وحياتها مُرّة معهُ ومِن كثرة ضغوطه عليها إكتسبِت صِفات ليست مِن طبعها مِثل الكذب لكى تهرب مِن إِهاناتهُ أو الإدّخار بِدون معرفتهُ لأنّها لا تشعُر معهُ بِأمان وكثير مِن الصِفات الرديئة الحقد والغيره و000وأخيراً مات زوجها وتقدّم لها إِنسان آخر شريف يُريد الإرتباط بِها وتزوّجتهُ ولمّا عاشت معهُ وجدت فرق كبير بينهُ وبين زوجها السابق لكنّها كانت قد إكتسبت عادات رديئة وتُحاول الآن أن تتوب عنها00هكذا قال بولس الرسول " المرأة مُرتبطة بالناموس مادام رجُلها حياً ولكن إن مات رجُلها فهى حُرّة لكى تتزوّج بِمن تُريد فىِ الرّبّ فقط " 0
أنتُم قد قُمتُم بِجسد المسيح لكى تصيروا لآخر والآخر غير الأول 00الأول كان قاسىِ وبخيل ومُتعب والآن صرنا لآخر00عِندما قام المسيح فطمنا عن الذى كُنّا مُمسكين بهِ مبيعين مِن جهة خطايانا الإنسان العتيق المُتمرّد00عِندئذٍ أصبحنا نحيا للّه وتحرّرنا مِن الناموس القديم إذ مات الذى كُنّا مُمسكين بهِ
نعم إنّ ناموس الخطيّة ترك فينا صِفات رديئة كما كانت المرأة زوجة الرجُل القاسىِ لكن زوجها الجديد الصالح غيّرها أذا حاولت هذهِ المرأة أن تتعامل مع زوجها الصالح بِفكرها القديم تعود وتندم لأنّهُ زوج صالح سخىِ وكُلّهُ محبّة وحنان فلِماذا تتعامل معهُ كما كانت تتعامل مع زوجها السابق ؟ لِماذا تدّخر مال بِدون معرفتهُ إِذا كان يُشعرها بالأمان ؟ لِذلك تتراجع عن تفكيرها هذا
الذى قام مع المسيح تغيّر عن طبعهُ القديم " نحنُ الذين مُتنا عن الخطيّة كيف نعود نحيا لها " ، نحنُ إرتبطنا بالمسيح فخطبنا لهُ وإقترن هو بِنا " لا أعود بعد أذكُر خطاياكُم " وقال أنّهُ فطمنا عن بعل صِبانا أى إِنسان الخطيّة الإنسان القديم الذى كُنّا مُمسكين بهِ حرّرنا منهُ00الأول إرتبطنا بالخطيّة فاثمرنا الموت لكن الآن صِرنا لهُ لا لنعبُدهُ بالحرف بل بالروح00كفى هكذا حياة الإنسان مُستعبدهُ للخطيّة ويعيش فىِ وجع وقلق وخوف 00ولا يصحّ الآن بعد أن إِرتبطنا بالمسيح القائم أن نحيا فىِ قلق وتعب 0
إِذا كُنت تشعُر أنّك مُرتبط بالمسيح القائم فلا تقلق على المُستقبل 000القيامة تغيُّر " لأنّكُم قد مُتم وحياتكُم مُستتِرة مع المسيح فىِ الله " 00 " إِذ خلعتُم الإنسان العتيق مع أعمالهُ " خلعنا موت الخطيّة00إِنسان الخطيّة لابُد أن ينتهىِ مِن حياتنا لكى نُثمر للّه00لابُد أن يموت الإنسان العتيق طالما أنّ المسيح قام0
هُناك أمر صعب فىِ حياتنا وهو أنّ المسيح يقوم ونحنُ لا نقوم معهُ بل نظلّ مُرتبطين بآخر وتظلّ عادتنا القديمة00إِذا كان هو قال لنا " أخطُبك لنفسىِ بالمراحم " إِذا كان هو إرتبط بِنا فلِماذا نكتئب ونحقد ونغِير ونقلق على المُستقبل0
عِندما سُمرّ المسيح على الصليب سمرّ معهُ هذهِ الأمور كُلّها " حتى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلُك نحنُ أيضاً فىِ جِدّة الحياة لأنّهُ إن كُنّا قد صِرنا مُتحدين معهُ بِشبه موتهِ نصير أيضاً بِقيامتهِ عالمين أنّ إنساننا العتيق قد صُلب معهُ ليُبطل جسد الخطيّة كى لا نعود نُستعبد أيضاً للخطيّة " كيف يُعطنىِ إنسان جديد وأنا مازلت أحيا فىِ الإنسان العتيق إذاً صليبهُ باطل00إِذا قام المسيح وأنا لم أقُم معهُ 00؟
هذهِ خِيانة لو هو إرتبط بِنا وهو الصالح المُحب ونحنُ نستمر مع القديم00رغم أنّهُ يعلم ماضينا الردىء إلاّ أنّهُ قبل الأرتباط بِنا ودخل معنا فىِ عهد جديد وقال لنا إنسوا الخطيّة والهّم والقلق إصلُبوا إنسانكُم العتيق معىِ لكى يبطُل جسد الخطيّة " إحسبوا أنفُسكُم أموات عن الخطيّة " 00يقول أيضاً " إِذاً لا تُملّكن الخطيّة فىِ جسدكُم المائت " الذى كُنت مُمسك بهِ إنتهى فكيف نُستعبد لهُ مرّة أُخرى " قدّموا ذواتكُم للّه وأعضاءكُم أعضاء بِر للّه إِذاً الخطيّة لن تسودكُم " 0
بعد القيامة تغيّرت صِفاتىِ وأصبحت إنسان جديد وأمتّ أعضائىِ القديمة زِنا وفساد وعِبادة أوثان وسخط و000ولبست الجديد " حتى يتجدّد للمعرفة حسب صورة خالقهُ " 00" إلبسوا كمُختارىِ الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات ولُطفاً وتواضُعاً ووداعة وطول أناه " 00 " إِذا كُنتُم قد مُتم مع المسيح عن أركان العالم 000 " أى ركائز العالم أصبحت ليست لنا فلِماذا كأنّكُم تحيون للعالم 0
إحذر أن تُبعد القيامة عن حياتك وإلاّ لن تستفيد مِن قيامتهِ00إحذر أن تكون ميّت والمسيح قائم وإلاّ كأنّهُ لم يقُم لك00الخطيّة لن تسودكُم هذا وعد منهُ00المسيح دان الخطيّة بالجسد00أبطلها وأماتها فكيف لا أقوم معهُ ؟
بولس الرسول يقول " إِذاً لا شىء مِن الدينونة الآن على الّذين هُم فىِ المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح " أعطانا عربون هو شرِكة الحياة الأبديّة وغُفران الخطايا0
ما مِن شىء إحتاجناه ولم يقُم بهِ المسيح لأجلنا لِذلك قال " أنت بِلا عُذر أيّهُا الإنسان " هو إحتمل خطايانا فىِ جسدهِ وسمّرها على الصليب وقام بدونِها فكيف لا أستفيد ؟ لِذلك عِندما تأتىِ الدينونة يقول لىِ أنت دُست دمىِ
لابُد أن نُفطم عن الإنسان القديم ونحيا للجديد أُطلب حياة سماويّة وعِشرة القديسين0
يُحكى عن القديس يوحنا القصير أنّهُ كان يجلس يبيع أعمال يديهِ والناس يُحاسبوهُ فوجدوهُ غير مُنتبه لهُم فبدأوا يُخادعوهُ فىِ الثمن والحِساب00عِندئذٍ سأل أخوهُ الراهب الذى معهُ تفتكر مِن أعلى فىِ السماء الشاروبيم أم السيرافيم ؟ فأجابهُ الراهب نحنُ فىِ بيع أعمال أيدينا والناس تُخادعنا وأنت تُفكّر فىِ السماء ؟!!! لأنّهُ سمّر خطاياهُ مع المسيح أنت أيضاً سمّر خطاياك معهُ00أبطل الخطيّة وأعطاك عدو مهزوم تُحاربهُ 0
المسيح فىِ القيامة إبتلع الموت إلى غلبه إِذاً ثمر القيامة عدم الخوف مِن الموت ، أحد القديسين قال " أنّ الموت قد تجاسر على المسيح وتطاولت يدهُ على رئيس الحياة " ، عِندما مات المسيح تطاول الموت على المسيح لكنّهُ قبض عليهِ وسباه0
أبطل الموت فلِماذا نخاف مِن الموت ؟ بالقيامة صارت الكنيسة لا تخاف الموت وصار التلاميذ الّذين خافوا ولم يتبعوا المسيح حتى الصليب حتى يوحنا الحبيب الذى تبعهُ دخل المُحاكمة بِمعرفة ووِصاية وليس لأنّهُ مِن أتباع يسوع 0
رغم كُلّ هذا صاروا لا يخافون الموت بعد القيامة000الّذين تبعوهُ بِحق هُم المرّيمات وكأنّ القصد الإِلهىِ مِن إتباع المرّيمات للصليب أنّهُ كما أنّ حوّاء كانت سبب خروج آدم مِن الجنّة هى التى لم ترهب الموت0
بُطرس الرسول الذى أنكر المسيح أمام جارية قبل القيامة بعد القيامة جاهر اليهود قائلاً أنتُم الّذين صلبتموهُ00ألّم تخف يا بُطرس كما قبل ؟ يقول لا00أميتونىِ الآن مِن أجلهِ00أصلبونىِ كما صلبتموهُ ولكن ليس مثلهُ لأنّىِ لا أستحق لِذلك أصلبونىِ مُنكّس الرأس ألّم تخف يا بُطرس ؟ يقول إنّىِ فُطمت عن حُب الحياة لأنّ لىِ الحياة هى المسيح والموتُ رِبح0
لننظُر للشُهداء الّذين يلبسون أفخر ثيابهُم بِفرح وهُم ذاهِبون لطريق الإستشهاد عُذّبوا ولم يقبلوا النجاه00غلبوا الموت فلِماذا نخاف منهُ ؟ قديماً كان الموت حُزن وضيق بينما نحنُ اليوم نحتفل بيوم إستشهاد الشهيد ونِياحة القديس وليس بأعياد ميلادهُم بينما فىِ العهد القديم كان يُقام للموت مناحة نقرأ فىِ الكِتاب عن المناحة التى أُقيمت لموت إبراهيم وإسحق وموسى النبىِ الذى كانت لهُ مناحة عظيمة حتى أنّ الرّبّ أخفى جسدهُ حتى لا تطول مناحتهُ أكثر مِن ذلك0
عِندما مات المسيح وقام لم تعُد هُناك مناحة ولم يعُد الموت يرهبنا بسُلطانه حتى أنّ الفتيات والاطفال والعذارى لم يخافوا الموت ولم يستسلموا للإغراءات لأنّهم فُطموا عن الإنسان العتيق0
يقول بولس الرسول " إذ جرّد الرياسات والسلاطين" وهذا تعبير رومانىِ لأنّ الرومان قديماً عِندماكانوا ينتصرون فىِ حروبهِم كانوا يأتون بأسراهُم ويُشهّروا بِرؤساء وعُظماء أعدائهُم بأن يُجرّدوهُم مِن رُتبهُم ويمشون بِهم فىِ موكب بعد مرور أصغر جُندىِ رومانىِ يمُر هؤلاء العُظماء المُجرّدين000فضيحة للعدو 0
هكذا جرّد الله عدو الخير مِن سُلطانهُ00قد مات الموت أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاويّة00هل تُريد أن تحتفل بالقيامة ؟ يُجيبك القديسون أنّ القيامة تظهر فىِ أيقونتين000الأولى أيقونة شهيد مِثل مارِجرجس الذى لم يرهب التعذيب والموت لأنّهُ لم يحيا لإنسان الجسد وإن مات فليمُت لأنّهُ يعلم أنّهُ سيقوم 00الثانيّة أيقونة التائب 0
التوبة المُستمرّة لابُد أن أكُف عن الإنسان العتيق وأُفطم عنهُ وأحيا للإنسان الجديد المُقام بعقل جديد وإتجاهات جديدة0
صعب أنّ المسيح يقوم ويرفعنا للسماء ونحنُ مازلنا أرضيين00إِذا كُنت قد قُمت معهُ فسيحكُمك قانون القيامة وليس الجسد وتصبح الخطيّة أمر عارض مرفوض يندم عليهِ فىِ الحال0
المسيحىِ الذى عاش القيامة لا تغلبهُ الخطيّة مهما كان سُلّطانها ومهما كانت ساكنة فينا فالمسيح دانها00أقوى دليل على قيامة المسيح أنّهُ يُقيم موتّى00قيامتهُ حيّة وفعّالة0
أحد القديسين يقول " كيف يكون المسيح ميّت وهو ما يزال يجذب نفوس ويُعلن أنّهُ ملك على العالم ويجذب قلوب عذارى " 00حُبه جديد حياتهُ جديدة0
نرى القديس موسى الأسود نعرف أنّ المسيح فعلاً قام لأنّهُ قام عن خطيتهُ وتاب00عدو الخير يُعلن لى حرب شرِسة جداً إِذ يفقدنىِ رجائىِ فىِ التوبة لكنّىِ أُجيبهُ أنّ سيّدىِ قام وأنا وارث قيامتهُ ومهما كان ضعفىِ فأنا بهِ قادر على القيامة0
لابُد أن نحيا لآخر لا موت يغلبنا ولا حُزن ولا قلق لابُد أن نكون بِصفات جديدة صعب أن آتىِ للكنيسة وأسمع وأنا لا اُريد أن أتغيّر 00المسيح يقول لِمن قُمت أنا ؟ كان مُمكن يُبيد العالم وهو على الصليب لكنّهُ قام لك 0
ربنا يفطمنا عن إنسان الخطيّة ويُعطينا
نُصرة وقيامة لهُ المجد دائماً أبدياً أمين

عدد الزيارات 1971

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل