التجسد الالهى - ليلة عيد الميلاد

Large image

بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الله الوَاحِدٌ آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَانْ وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
نحنُ نؤمن أننّا نُعيدّ عيد يُسمّى عيد التجسُدّ الإلهىِ نحنُ نؤمن أنّ إبن الله أتى فىِ الجسد أى تجسدّ ربما تستريح الكنيسة لِكلمة " تجسدّ " أكثر من كلمة " ميلاد " لذلك تُسمّيه " عيد التجسُدّ الإلهىِ " أكثر ما تُسمّيه " عيد الميلاد " فما الفرق بين التجسُد والميلاد ؟ بالطبع فرق جوهرىِ.
الفرق بين التجسُدّ والميلاد :-
التجسُدّ معناه أخذ جسداً أى كان موجود من قبل لكنّهُ أخذ شكل جسد.
الميلاد يُعبرّ عن بِداية يُعبرّ عن أنّ هذا الإنسان قد بدأ الآن فنقول أنّ فُلان وُلد لا نقول أنّ فُلان تجسدّ لماذا ؟ لأنّ الفرق هو أن التجسُدّ يعنىِ أنّهُ كان موجود لكنّهُ أخذ شكل جسد ولأنّهُ كان موجود فلهُ بِداية أزليّة لكن التجسُدّ هو بِدايتهُ الزمنيّة ليس من طبيعتهُ التجسُدّ لكنّهُ لأجل الفِداء أخذ جسد وقال أكون مثل الإنسان نقول لهُ كان مُمكن لك أن تأتىِ يا الله وسط العالم ونراك كإنسان يقول لا أنا أُريد أن أكون مثلك بِلحم ودم ومولود من إمرأة معروف علمياً أنّ الجنين يتكّون من إتحاد بذرة من الرجُل مع بذرة من المرأة والحياة من الله أمّا جسد الجنين نفسه فيتكّون من جسم الأُم أى لو وزن الطفل 3ك فهذا الوزن من الأُم الروح القُدس طهرّ العذراء وهيأها ليحلّ فيها الله لماذا قصد الله أن لا يكون لهُ أب جسدىِ ؟ كُلنا نعرف أنّهُ " الروح القُدس يحلُ عليكِ " والعالم كُلهُ يشهد بذلك أنّ ميلاد يسوع لم يأتِ من إتحاد رجل وإمرأة بل من إمرأة فقط لِماذا ؟ لأنّهُ يحتاج لجسد وليس لوجود الوجود يعنىِ أنّهُ يحتاج بذرة من الرجُل لكنّهُ فىِ الأصل موجود ويحتاج فقط لجسد فتجسدّ بهذهِ الطريقة المُعجزيّة لِماذا لم يأتِ من أب فقد كان هُناك أتقياء كثيرون ؟ لأنّهُ لا يحتاج لوجود لأنّهُ موجود وهو أصل الأبوّه هو مُنذُ الأزل لذلك نقول أنّهُ تجسدّ فنقول فىِ القُدّاس " تجسدّ وتأنّس " " آفتشىِ ساركس " " آفتشىِ " تعنىِ أخذ جسداً أى واحد موجود وأخذ شىء هذا الجسد من العذراء والبذرة بذرة إلهيّة من الروح القُدس وكوّن نفسهُ داخل العذراء لأنّهُ إله خالق لذلك كان أبرع جمالاً من بنىِ البشر ولأنّ ولادتهُ عجيبة قال عنهُ أشعياء قبل ميلادهُ بـ 700 سنة " إسمهُ عجيباً " ميلادهُ عجيب لا يفحصهُ عقل " غير المفحوص " بل يُصدّق بالإيمان لا بالعيان إن كُنت قد آمنت أنّهُ جاء بدون زرع بشر فلابُد أن تؤمن أنّهُ إله وإن كان هو أصل الوجود ولا يحتاج لمن يوجدهُ فتجسدّ أى أنّهُ موجود ويحتاج لجسد لقضاء مُهمة الفِداء الله الغير قابل للموت أخذ جسد قابل للموت ليموت عنّا وينتصر على الموت لو كان قد أخذ جسداً فقط وغير مُتحد بهِ كإله كان الجسد عِند موتهِ يُدفن ويفنى ويُغلب من الموت لكنّهُ أخذ جسداً وإتحد بهِ فصار جسد إلهىِ لا تنطبق عليهِ صِفات الجسد العادىِ من حيثُ الفناء لذلك غلب الموت عجيب فىِ ميلادهُ وفِدائهُ كان مُمكن يفدينا بالجسد ويبقى الجسد فىِ الموت فيكون من فدانا تحت سُلطان الموت تخيلّ إنسان يغرق ويأتىِ غطّاس لينقذهُ فيغرق معهُ لا المسيح جاء بالجسد مثل إنسان صائراً فىِ شِبه الناس أى مثلنا " إذ تشارك الأولاد فىِ اللحم والدم إشترك هو أيضاً فيهُما لكى يبيد بالموت ذاك الذى لهُ سُلطان الموت " الجسد اليوم تبارك بهِ أنت يارب باركت جسدىِ لأنّك الإِله قبلت أن تتحد بىِ أنا أمر لا يستوعبهُ عقل بل يُدرك بالإيمان والروح لذلك لا يستطيع أحد أن يقول المسيح رب إلاّ بالروح القُدس أخذت الروح القُدس وأصبحت إبن الله اليوم سر فرح وبهجة لذلك الإنسان الطبيعىِ لا يقبل ما للّه أى إنسان يستوعب أنّ إنسان يتألّه !!! مُمكن يستوعب أنّ إنسان غنىِ يُقيم لنفسهُ تمثال ذهب والناس تسجُد لهُ أى تأليه للإنسان نقبلهُ لكن أى تنازل لا نقبلهُ لأنّ طبيعتنا مُتعالية مُتكبرّة بولس وبرنابا عِندما أقاما المُقعد فىِ لسترة أراد الشعب أن يعبدهُما الإنسان يستوعب التألّه لكن لا يستوعب التأنُّس يصطدم بعقلهُ فنقول هذهِ عظمة إيماننا وعظمة الله أنّهُ إقترب منّا وصار واحد منّا لذلك فِكر التجسُدّ يصطدم بالعقل لكن الإيمان يقبلهُ بِفرح ولذلك أيضاُ أُعلن لِناس مُعينّه الرُعاه قبلوهُ بِفرح لكن هيرودس رفضهُ كُل مُتكبرّ يكون التجسُدّ لهُ مصدر إزعاج لكن كُل مُتضع ومُتعبدّ نقىِ يقبل أكيد الرُعاة والمجوس صُدموا ممّا رأوهُ من بساطة ميلادهُ كانوا مُتخيلين منظر أكبر من الذى رأوهُ لكنّهُم قبلوا بساطتهُ بعظمة الإيمان يُسمّى سر التجسُدّ سر أى يُقبل بالإيمان المسيح عاش إنسان طبيعىِ يأكُل ويشرب ويجوع ويُشتم وفنقول هذا إنسان لكن إذا إقتربت من ميلادهُ وتجسُدّهُ سترى عظمة ميلادهُ وسترى النبّوات التى تحققّت فيهِ " كثيرون إشتهوا أن يروا ما أنتُم ترون ولم يروا " النبّوات كثيرة جداً عنهُ تقرأها عِند اليهود الذين هُم ضد المسيحيّة جداً البعض قد يمدح اليهود لكن المسيحيّة تقول أنّهُم من إستبدلهُم الله الله فىِ البِداية إختارهُم لكنّهُم رفضوه ورغم ذلك التوّراه مازال عِند المسيحيين يؤمنون بهِ ويقرأون " ها العذراء تحبل وتلد إبناً " و00 "" يا يهودىِ من هذا الذى تنبّأ عنهُ أشعياء من 700 سنة قبل ميلادهُ ؟ من هو الذى تنبّأ عنهُ دانيال أنّهُ سيأتىِ بعد 490 سنة ؟ وبالفعل وُلد المسيح وتجسدّ بعد 490 سنة من دانيالميخا تنبّأ عنهُ وعن ميلادهُ حزقيال تنبّأ عن طبيعة ميلادهُ أنّهُ بتولىِ الباب مُغلق دخل وخرج منهُ وهو مُغلق أيضاً تنبّأوا عن أنّهُ من سِبط يهوذا وملوك ترشيش يُقدّمون لهُ هدايا إن كانوا قد تنبّأوا عنهُ مُنذُ آلاف السنين وتحقّقت النبّوات فيهِ فمن يكون هو ؟ هو المسيّا اليوم نفرح لأنّهُ تمّم كُل بر اليوم تمّم قصدهُ أنّهُ صار إنسان ليفدينىِ الإله المُحتجب الذى لا يراهُ أحد قط رأيناهُ التابوت كان داخل قُدس الأقداس ولا يراهُ سوى رئيس الكهنة ويُقدّم بخور كثير حتى لا يراهُ ما هذا ؟ أسرار اليوم نعرفها وتُكشف لنا لذلك حتى فىِ الإرتحال كانوا يحملون التابوت مُغطّى حتى لا يراهُ أحد حتى أنّ بعض الوثنيين أرادوا رؤية التابوت فرفعوا غِطائهُ فقُتلوا فىِ الحال لكن اليوم شقّ حِجاب الهيكل ليُعلن إقترابهً منّا جداً هذا ما حدث فىِ التجسُدّ صار كواحد منّا وشاركنا فىِ كُل شىء شاركنىِ فىِ نسلىِ وإهتماماتىِ وحياتىِ وطبيعتىِ كان يُمكنهُ أن يكون إِله مُتعالىِ لكنّهُ جاء لأجلىِ أنا المريض أحبائىِ إحذر أن تُعيدّ عيد التجسُدّ الإِلهىِ دون أن تقترب منهُ لأنّهُ شاركك لحمك ودمك وليكُن موضع تفكيرك فكّر فىِ الإِله الذى أحبّك ولمس ضعفك كُل ما يُنسب للمسيح من أمور قد تُقلّل من شأنهُ هى من أجلنا وبِسببنا كُل ما يُنسب إِليهِ من جوع وعطش و هو بِسببنا كُلّما تقرأ آيات عن حالهُ كإنسان وأنت مُتصّورهُ داخلك إِله لا تحزن بل أُكتُب فوقها من أجلىِ لأنّهُ إتحد بك إتحاد ليس معنوى أو نفسىِ بل إتحاد حقيقىِ لذلك نقول لهُ كرامة لتجسُدّك أحافظ على جسدىِ وأُقدّس جسدىِ كرامة لتجسُدّك أُقدّس جسدىِ الذى لبستهُ من أجلىِ وكرامة لتجسُدّك أُقدّس جسدىِ وجسد إخوتىِ كرامة لجسدك سأتخلّى عن كبريائىِ وعمّا يُزيننىِ وأقبل أن أتضع " الإِله صار إنساناً " لذلك نقول " المزود حملك كمسكينٍ والخرقُ لفّتك الفمُ قبلّك واللبنُ غذّاك وهذا هو العجبُ فىِ إِتضاعك " الإنسان الطبيعىِ لا يقبل ما لروح الله لذلك لا يقبل التجسُد ولذلك تخيلهُ اليهود ملك يغلب الرومان ويُوسّع مملكتهُم ويُعطيهُم السِيادة على من حولهُم لكنّهُم صُدموا بهِ لأنّهُم وجدوهُ مُتضع بسيط فقير وقال لهُم مملكتىِ ليست من هذا العالم لا تحزن لأنّهُ شاركنا ضعفاتنا حتى أنّهُ وُلد فىِ أبسط الأماكن مزود لذلك لو قبلنا هذا العيد ستتغيّر إهتماماتنا لأننّا مُنغمسين فىِ العالميات لا هو " تاركاً لنا مِثالاً كى نتبّع خطواتهُ " يقول لك تعال وكُن مثلىِ وإنظُر كيف كُنت أحيا حياة بسيطة وأنت تُريد مملكة إنظُر كيف أحبّ الجميع وأنت تتعالى أنا أُهان وأنت لا تقبل الإِهانة وفىِ أى موقف صعب تقف فيهِ أنظُر إلىّ فىِ أى مرّة تُظلم فيها أنظُر إلى سيّدك الذى ظُلم وأُهين فلماذا لا تقبل أنت الظُلم ؟ لذلك جاء المسيح ليؤسّس لنا طريق توبة وطريق الملكوت فجاء ليقول لنا بالتجسُدّ أنّ جسدنا الضعيف هذا سندخُل بهِ السماء لذلك المسيح فىِ مجدهُ وسمائهُ يكون بنفس ملامح تجسُدّهِ وسيُقيمنا بنفس ملامح شكلنا وكرامة لتجسُدّهِ سندخُل السماء بجسدنا نعم سيكون بطبيعة مُختلفة لكن كرامة لتجسُدّهِ سنكون بنفس ملامح جسدنا كُلّما فكّرنا كيف يكون الإِله إنسان نتحيّر كيف الإِله المُحتجب يظهر وقد كانوا يقولون " يا جالس على الشاروبيم إظهر قُدّام أفرايم ومنّسى " " ليتكّ تشُقّ السماء وتنزل " الآن ظهر وشقّ السماء ونزل ليكون وسطنا لذلك نقول " وحلّ بيننا " وكلمة " حلّ " معناها نصب خيمتهُ أى لم يأتِ لِزيارة عابره بل نصب خيمتهُ وسطنا سكن بجانبنا سكن معنا هذا ما حدث بالتجسُدّ وسيظل معنا لأنّهُ وعدنا أنّهُ " ها أنا معكُم كُل الأيام وإلى إِنقضاء الدهر "ربنا يكملّ كُل نقائصنا ويسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.

عدد الزيارات 1617

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل