نحن ووليمة بيت عنيا - ليلة أحد الشعانين

Large image

الكنيسة تعيش نفس الحدث الذي عاشه يسوع فهو قبل الصليب بستة أيام كان في بيت عنيا ونحن مدعوين لحضور نفس الوليمة التي دُعي إليها رب المجد يسوع في بيت عنيا حيث لعازرالذي كان ميت وربنا يسوع أقامه من الموت تخيل ربنا يسوع جالس في الوليمة وبجانبه لعازر الذي كان ميت – منظر عجيب – وأرادت مريم أخت لعازر أن تعبر عن هذا المنظر العجيب فلم تجد سوى قارورة طيب الناردين ومعروف عند اليهود أن الفتايات كانت تدخرن أغلى ما عندهن لشراء قارورة طيب ليوم عرسهن مريم أخت لعازر أخذت طيب عرسها أغلى ما عندها وكسرته ليسوع لتعبر عن شكرها له الذي أقام أخيها من الموت وأيضاً مريم كانت تكن ليسوع مشاعر حب قوية لذلك جلست تحت أقدام المخلص من قبل وعرفت طريق أقدام يسوع لذلك قال الكتاب ﴿ قبل الفصح بستة أيامٍ ﴾ ( يو 12 : 1) القديس يوحنا الحبيب دقيق في تعبيره خروف الفصح كان يخرج خارج الحظيرة قبل الفصح بخمسة أو ستة أيام وكان يُشترى من الهيكل ويُحفظ ستة أيام وكأنه يُعزل عن حياته القديمة وكأننا نقول له من فضلك أيها الخروف تقدس وتكرس لكن هذا الخروف له سلوكيات خروف لذلك يُفرز لكي يُكرس للذبح هكذا يسوع عُزل في حظيرة بيت عنيا ظل تحت الحفظ قبل الذبح . يسوع يدفع حياته عن العهد القديم ويطبقها يعيشنا رموز العهد القديم ويجعلها واقع كل كلمة في الكتاب المقدس لها إشارة ومعنى يمس حقيقة خلاصنا فيزداد إحساسنا بالجهل ونسعى لنعرف كي نعرف ونمجد مخلصنا الذي فعل ذلك لأجلنا .. لذلك الكتاب المقدس مكتوب بالروح وكل نفس تقاد بالروح تكتشف أعماق وأعماق والكنيسة منقاده بالروح وكل من يسلك بالروح يفرح بالكنيسة والكتاب بينما لو بعدت عن الروح ستكون في الكنيسة بلا وعي قبل الفصح بستة أيام كان المسيح له المجد في بيت عنيا وهناك كانت ثلاثة مواقف مهمة هي :-
1) موقف مريم أخت لعازر .
2) موقف لعازر .
3) موقف يهوذا .
1- موقف مريم أخت لعازر :-
البيت مزدحم أتت الجموع من كل مكان لرؤية لعازر المقام من الموت وللتأكد من حادثة إقامته كل القرية تعرف لعازر وتعرف موته وقد حضروا جنازته .. والبعض حضر حادثة إقامته من الموت الذي لم يحضر معجزة قيامته أتوا ليتأكدوا من المعجزة والذي رأى المعجزة أتى ليتابع هل هو بعد قيامته صار إنسان طبيعي مثلنا أم حدث له أمور أخرى ؟ مريم حضرت بمشاعر مختلفة تماماً حضرت بمشاعر الإعتراف بالجميل والحب الخالص يهوذا قدر ثمن طيب الناردين 300 دينار – أي مبلغ كبير جداً – وكُتب التفاسير تكتب عن الدينار أنه عملة رومانية بينما الفضة عملة يهودية هكذا الفلس عملة رومانية الدينار يساوي الفضة اليهودية أو أجرة فاعل في يوم إذاً 300 دينار تساوي أجرة فاعل في 300 يوم أي أجرة تعب عامل لو العامل اليوم أجرته حوالي 2 إذاً 300  2 = 600 أي حوالي 5000 إلى 6000 جنية تقريباً في عصرنا ما هذه المشاعر ؟ وما هذا الحب العميق ؟!!ناردين طيب جميل خالص أي غير مغشوش أو ليس به إضافات الناردين وحدته حوالي 380 سم طيب خالص ليس به كُحل أي طيب طبيعي طيب ناردين خالص ثمنه 300 دينار وضعت فيه مريم كل مدخراتها لعرسها لم تبخل به على يسوع فوضعته عليه النفس التي ذاقت محبة الله لا تستثقل على يسوع شئ ولا تشبع من التسبيح والصلوات تريد أن تسكب الطيب كله وليس قطرات منه على قدمي يسوع النفس المحبة لله تريد أن تعطي بغزارة مريم شعرت بقيمة المخلص الذي في بيتها هو القدوس والمخلص الطيب نزل على كل جزء من جسد يسوع حتى أن البيت إمتلأ من الرائحة – رائحة عميقة وجميلة – سفر النشيد يقول ﴿ مادام الملك في مجلسه أفاح نارديني رائحته ﴾ ( نش 1 : 12) البيت الذي إمتلأ بالرائحة هو الكنيسة والمسيح فيه داعي نفسه للوليمة التي له يشهد أن في وسطنا لعازركم منا مديون ليسوع بالقيامة من موت الخطية جاء ليستنشق رائحة الطيب لذلك أدخل الكنيسة بالروح وانفعل مع البخور والصلاة وثق أنه يقبل صلاتك رائحة طيب خالص الله يريد ويحبذ أن لا تقف أمامه خليقة صامته لذلك قدم له ليعرف أنك تعترف بما قدمه لك مريم قدمت ما لا تعرف أن تقدمه أو تفعله مريم أنابت نفسها عن كل نفس في البشرية عن كل محب صادق وقدمت بسخاء له قد يكون ليس لك إمكانيات كبيرة لكن لك مشاعر وقلب وقارورة إدخرتها قدمها له هو يريد أن يراك مركز عليه هو يريد أن يكون مركز حياتك وحبك مريم قدمت نموذج محبة في يوم هو يقدم فيه محبة لذلك بدأ الأسبوع بطيب مريم لتقدم له مشاعر حب وتقول له أنت ستُظلم وتتألم كثيراً من اليهود لن تُظلم منا سنقدم لك مصالحة طيب ناردين رائحة طيب الناردين لم تذهب من جسده حتى على الصليب كانت فيه ودخل إلى القبر بها وعبر بها من القبر لذلك قدم لله رائحة نحن بنا رائحته نجتاز بها الموت ونتن الخطية هو وضع رائحته الذكية فينا وكلما إتحدنا به كلما زاد ثبات رائحته فينا ونعلن بها عن شخصه وله رائحة مميزة كل من إقترب من المسيح صارت له نفس الرائحة .. رائحة المسيح مميزة جداً ونفاذة مجرد أن تصلي أو تتكلم تظهر الرائحة أنت رائحته في كل مكان وهو يعلن بك نفسه بسهولة في كل مكان هذا موقف مريم التي قدمت محبة أمام آلامه المشفية المحيية لذلك الآباء ينصحونا أن نضع أنفسنا في كل موقف في الكتاب كل موقف مع يسوع نجد محبين أو مبغضين والبعض محايدين مثلاً أي معجزة تقرأ بها عن بعض الأشخاص وكم دور بينما الحاضرون كثيرون من أي فئة أنا هل من فئة المبغضين أم من فئة المحبين أم من الفئة المحايدة ؟ هل لي قارورة طيب ؟ هل لا أعرف أن أقدم عبارة كعرفان بالجميل ؟ هل لا أقدم قبلة ؟ ليتنا نتوقف عن كل إهتماماتنا هذا الأسبوع ونجهز طيب مشاعرنا أمام هذه الآلام وهو يستقبل طيبنا عِوض آلامه .
2- موقف لعازر :-
لنراقب لعازر وانفعالاته ما التغيرات التي حدثت له قبل وبعد قيامته وما هي مشاعره إتجاه العالم والناس والمسيح وبالطبع يكون عرفانه قد إزداد للمسيح ؟ فهو الذي رفعه من أبواب الموت ونجى نفسه من الجحيم بكلمة أقامه بالطبع سيكون قلبه مشتعل بمحبة يسوع أما إهتمامات العالم فهو قد إختبرها وعرف أنها بلا فائدة لنسأله ما هو إذاً مركز حياتك الآن يا لعازر ؟ يجيب مركز حياتي هو الله واهتماماتي هي أن أمجده وأكرمه بكل طاقتي الذي إختبر حلاوة التوبة ويسوع عتقه من خطاياه الثقيلة وخلصه من الهاوية والجحيم تكون مشاعره مثل لعازر ومن الجيد أن كل من تكلم مع لعازر يقول له كلمني عن يسوع يجيب أنا أيقونته هو البطل ولست أنا الذي ذاق محبة الله يعود بالمجد له هو أقامني أما أنا فميت وليس لي قدرة على شئ قد تقول له أنا ضعيف يقول لك أنا أضعف فأنت تعيش أما أنا فقد وصلت للأردأ أنا مت وهو أقامني فلا تيأس ﴿ إن كان للموتى رجاء في القيامة هكذا رجائي فيك ﴾ نعم الموت له رجاء للقيامة العدو أماتني بالخطية هو له مفاتيح الهاوية قال للعازر هلم خارجاً ( يو 11 : 43 ) وخرج لعازر لعازر يشهد للمسيح كل من ينظر ليسوع يمجده على إقامته للعازر هذه هي صورة يسوع القادر الحي القادر على إقامتنا هل تريد أن تعرف يسوع ؟ أنظر للعازر أنظر لأي مسيحي غير مستعبد حر قائم هذه صورة يسوع تخيل يسوع بجانب لعازر والكل يتأمل فيهما لذلك الموقف فوق أي كلام حتى أن مريم بحثت عن لغة فوق الكلام لغة سكب الطيب الآباء يطلقون عليها لغة التسبيح ﴿ لساني عاجز عن القيام بحمدك ﴾ لذلك يسوع في هذا المشهد أراد أن يقول لمحبيه لا تخافوا إن صلبوني وأماتوني ووضعوني في قبر لا تخافوا فإني سأقوم أراد قبل الفصح بستة أيام أن يزيد إيماننا وأن يجعل أيقونة القيامة أمامنا فلا نهتز ولا نضعف بل نثق في الحي القائم من الأموات جميل أن كل من يحب قديس يحب يسوع وكل من يحب يسوع يحب القديس كل من رأى لعازر رأى قوة الله وكل من رأى قوة الله رأى لعازر ما من إنسان أحب يسوع بصدق إلا وأحب قديسيه وما من إنسان أحب القديسين إلا وأحب يسوع بصدق هكذا لعازر يحقق قدرة المسيح في حياته لعازر كرس حياته لله وصار خادم بل وأسقف لمدينة قبرص ومازال قبره في قبرص وصار شهيد لم يخف من الموت لأنه عرف أنه شئ وقتي وأن حياته هي فترة شهادة لمن أحبه لذلك قل له يا لعازر ليتني أحيا حياتك الجديدة بعد القيامة .
3- موقف يهوذا :-
موقف يهوذا موقف سلبي جداً ﴿ فقال واحد من تلاميذه وهو يهوذا سمعان الإسخريوطي المزمع أن يسلمه لماذا لم يبع هذا الطيب بثلثمائة دينارٍ ويُعط للفقراء ﴾ يريد أن يقول مريم عاطفية جداً غير عقلانية راجعوها ﴿ قال هذا ليس لأنه كان يبالي بالفقراء بل لأنه كان سارقاً وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقى فيه ﴾ ( يو 12 : 4 – 6 ) يا يسوع كنت تعلم أن يهوذا سارق للصندوق فلماذا تركته ؟ يجيب ربنا يسوع كنت أعطيه فرصة للتوبة لكن ياربي أنت كنت تعلم أنه تقاضى ثلاثين من الفضة ليسلمك وقلت له ما أنت فاعله إفعله ( يو 13 : 27 ) وتركته أيضاً ؟!! يقول يسوع أيضاً تركت له فرصة للتوبة هناك من يعيش مع يسوع وهو مبتعد عن البركات بل ويدين يسوع هناك من يدخل الكنيسة ويدين ويقول ماذا يفعلون وماذا يتناولون أي غير قادر على التفاعل مع يسوع موقف مريم لا يهتم بالعقل بل بالروح بينما علامات الغضب كانت تبدو على وجه يهوذا النفس التي لا تتفاعل مع الله تستثقل وصايا يسوع وترى الحياة معه وهم هناك ملحد ألَّف كتاب أسماه * وهم الله * هناك من يقرأه ويعجب به وآخر يقرأه ويقول مسكين لأنه لم يذق الله لم يرى لعازر القائم وطيب مريم والكنيسة الملتفة حول يسوع إحذر أن تحصر المسيح في زمن معين أو أحداث أو أشخاص وإلا سيكون ماضي لا يسوع حي للأبد وهو قائم ونحن بيت عنيا وهو يستقبل طيبنا يهوذا لم يستطع أن يستوعب يسوع مفارقة عجيبة بين يهوذا ومريم التقييمات كلها مختلفة والمشاعر مختلفة والإهتمامات مختلفة يهوذا رأى الأمر إتلاف ومريم رأته مشاعر حب يسوع الذي سلم نفسه للموت يسلم نفسه اليوم لطيبنا لتكفينه من يرى تكفينه قبل موته ؟ يسوع لأنه فوق الزمن بدليل أنه قدم جسده يوم الخميس قبل الصليب وطيَّب جسده بالطيب قبل موته لأنه فوق الزمن ويرينا ملكوته الآن قبل أن ندخل ملكوته الذي يعيش بالروح هو فوق الزمن لأن الزمن أمر أرضي كيف نستقبل يسوع في الأسبوع المقبل ؟ إستقبله بقارورة طيب قلبك ووقتك ومشاعرك قدمه ليسوع وهو قادر أن يستقبل طيبنا ونقبِّل نحن أقدامه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 1625

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل