عطايا الأردن - ليلة عيد الغطاس

Large image

عيد الظهور الإلهي عيد مملوء بركات ونحن نشعر في كل أعمال ربنا يسوع المسيح أننا معه وكل البركات التي أتت عليه هي لم تكن له لأنه لا تعوزه بركات لأنه ينبوع البركات بل هي لنا نحن .. لذلك الكنيسة تجعلنا نحيا مع المسيح في نهر الأردن وذلك من خلال صلاة اللقان حيث نعتبر أنفسنا أمام نهر الأردن نأخذ العطايا والبركات .. حتى أنه هناك طِلبة تُقال على الماء تقول [ إمنحه نعمة الأردن ] .. وكأننا مع المسيح في عمق ماء الأردن وفي المعمودية .العطايا التي أخذناها في المسيح في الأردن :
1- أكمل كل بر فينا ونيابةً عنا :
ربنا يسوع قال ليوحنا [ يليق بنا أن نُكمل كل برٍ ] ( مت 3 : 15) .. ونحن نقول له في القداس الإلهي [ أكملت ناموسك عني ] .. أنت يارب أتيت لتُكمِّل برنا نحن .. عندما وجد أن الإنسان عاجز عن أن يصنع البر أرسل الله إبنه ليُكمِّل البر عنا .. هذا ما حدث في نهر الأردن أنه جعل نفسه آخر الكل ليُكمِّل البر فينا ونيابةً عنا .. عندما وجد أن الإنسان عاجز عن البر أتى هو ليُكمِّل كل بر ونحن فيه .. كل أعمال ربنا يسوع لا يمكن أن تستوعبها وتفرح بها إلا إذا كنت أنت داخلها .. هو أكمل البر ونحن داخله .. إذاً بالتبعية أكملنا نحن كل بر .. جاء وجعل نفسه آخر الكل ليُعلمنا أن نكون آخر الكل .. أنا الذي طلبت أن أكون أولاً جاء هو آخر الكل ليُعلمني أن أكون آخر الكل .. أنا الذي طلبت أن أكون قوي جاء هو ضعيف ليُعلمني ما هو بالضعف أعظم من القوة .
2- إعتمد بمعمودية التوبة عنا :
ربنا يسوع قَبَل أن يعتمد بمعمودية التوبة وهو لا يحتاج توبة لكن قَبَلَهَا من أجلي لكي يُعطي توبتي قبول وليُعلمني منهج التوبة ولا أستثقلها .. القديس يوحنا ذهبي الفم يقول أنه لما نزل الأردن أغرق خطايانا معه .. إذاً ربنا يسوع إعتمد معمودية التوبة لأجلنا .. كل ما فعله فعله لأجلنا ومُضاف لحساب كل واحد فينا فطوبانا لأن بره إنتقل لنا مجاناً وأعطانا في معموديته للتوبة أن توبتنا إستندت على معموديته ليُكمِّل لنا كل بر وليُعلِّمنا كيف نتوب وليعطي توبتنا قوة وقبول ومصداقية .. لذلك أفعاله اليوم هي لنا .
3- إنفتحت السماء لنا :
السماء إنفتحت ليس له بل لنا من خلاله .. عطايا الأردن هي لنا وهو واقف في ماء الأردن ليس لنفسه بل لنا ويأخذ عطايا لنا .. عندما انفتحت السماء أمامه إنفتحت أمام الجنس البشري كله .. والإنسان المطرود من السماء وطريقه لها يحرسه كاروب من نار ليمنعه عنها اليوم إنفتحت أمامه مرة أخرى بعد أن كانت هناك خصومة بين السماء والأرض .داود النبي يقول له [ طأطأ السموات ونزل ] ( مز 18 : 9 ) .. وإشعياء النبي يقول [ ليتك تشق السموات وتنزل ] ( إش 64 : 1 ) .. السماء التي تحجبك عنا شُقها وتعال لنعرفك .. لأن السماء جعلتك مُحتجِب عنا .. اليوم السماء إنفتحت .. هي أصلاً مسكنه ولا يحتاج أن تُفتح له وكما يقول الكتاب [ ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء ]( يو 3 : 13) .. اليوم نصلي قداس اللقان لنكون معه في الأردن وعطايا الأردن ليست له بل لنا نحن .. السماء إنفتحت أمامنا فيه واعتمدنا للتوبة فيه وأكملنا كل بر فيه .. إذاً كل ما يفعله يفعله لأجلنا .. صارت لنا علاقة مع السماء فصارت الملائكة تظهر للرعاة وملاك يظهر للعذراء وملاك يظهر ليوسف النجار .. صارت لنا علاقة مع السماء .. تخيل أنك تعرف قديسين وملائكة وتصير صديق سماوي وتشترك معهم في العبادة ويصيرون هم أهلك وكما يقول الكتاب [ رعية مع القديسين وأهل بيت الله ]( أف 2 : 19) .. السماء التي إنفتحت لنأخذ من قُوَّتها وبركتها ونشترك في عطايا الأردن بالسماء المفتوحة .
4- حل علينا الروح القدس فيه في هيئة حمامة :
هو غير محتاج لحلول الروح القدس عليه لأنه هو يحل فيه كل ملء اللاهوت وهو جوهر واحد مع الروح القدس وهو واحد مع الآب .. إذاً هذا الحلول يُعلن قبولنا نحن للروح فيه ومن خلاله .. الروح القدس بحسب تعبير القديس أثناسيوس الرسولي [ حل الروح القدس علينا فيه وقبلنا الروح القدس بواسطته ] .. هذه عطية الروح القدس .. والعلامة الإلهية التي نزلت واستقرت عليه هي علامة لنا .. الروح القدس هو الجوهر الإلهي المتحد فيه .. إذاً كل هذه العطايا هي لنا وتُنقل لنا في المعمودية .ربنا يسوع في الأردن أكمل برنا وأخذ لنا الروح القدس واعتمد للتوبة لنا .. كان الآباء قديماً في يوم عيد الغطاس يكونون في ملء الفرح الروحي لأنه يوم العطايا يوم الظهور الإلهي وإكمال كل بر وحلول الروح القدس والسماء المفتوحة .. يوم رائع لذلك يقول معلمنا بولس الرسول [ خلَّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبهُ بغنىً علينا ] ( تي 3 : 5 – 6 ) .. منذ يوم عماده واتفقت الطبيعة البشرية مع الروح القدس .. قبل ذلك كان حلول الروح القدس حلول خارجي على البشرية .. أما اليوم صار حلول الروح داخلي واتفقت معه الطبيعة البشرية .إذاً أنت اليوم لست متفرج بل مُشارك مشاركة روحية تعطي بهجة .. يا للفرحة والبهجة لأنك تشعر أنك داخل الأردن وتقبل العطايا بإسمه .. فما فائدة إنسان غني دون أن يُغني أولاده ؟ اليوم السماء إنفتحت لنا فيه وفيه أخذنا الروح القدس ليُقرب المسافة بيننا وبين الروح القدس .. ليتك تحتفظ بهذه العطايا داخل قلبك لتحفظك من اليأس في جهادك وتحفظك من الخطايا .
5- صرنا موضع سرور الآب فيه :
صار صوت الآب من السماء [ هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت ] ( مت 3 : 17) .. جيد أن تفهم أن هذه الآية للمسيح لكن الأجمل أن تفهمها أنها لك .. هو لا يحتاج أن يعلن علاقته مع الآب لكن هذه هي الطبيعة البشرية الجديدة التي صارت لنا فيها محبة ومسرة وكما يقول معلمنا بولس الرسول في رسالته لأهل أفسس [ كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لومٍ قدامه في المحبة إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب ]( أف 1 : 4 – 6 ) .. اليوم يقول لك الله أنت ابني الحبيب الذي به سُررت لأنك عندما تُكمل كل بر وتأخذ روحه وتتوب وتُفتح لك السماء تكون إبنه الحبيب .. ربنا يسوع المسيح هو موضِع سرور الآب منذ الأزل كما قال للآب [ والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم ] ( يو 17 : 5 ) .. أي هو غير محتاج لإعلان الآب لكنه أعلنه لنا لأنه صار أخونا البكر فصار كل واحد منا يعيش السماء المفتوحة ويُكمل كل بر ويتوب ويصير مسكن للروح القدس هو الذي يصير إبنه الحبيب .نحن نأخذ هذه الأمور والأفعال في حياتنا اليومية بداية من المعمودية وحتى نهاية حياتنا .. في المعمودية نأخذ توبة وسماء مفتوحة ونُكمل كل بر و ...... لذلك يقولون للطفل المُعمد أكسيوس .. لماذا ؟ أن أكسيوس تُقال للأساقفة و فلماذا تُقال للطفل المُعمد ؟ نقول لأنه صار من شعب المسيح أي صار إبنه الحبيب الذي به سُرَّ الآب .. أي كل واحد منا صار موضع سرور الآب .. لو عشنا عطايا الأردن سنسمع هذا الصوت داخل قلوبنا وسنشعر أننا محبوبون فنشتاق إلى تنمية محبته فينا ونقول له أنت جَرَحَت قلوبنا محبتك فنحن نريد أن نُحبك عطايا اليوم أخذناها فلابد أن نعيشها ونسلك بها ونحن داخله .. أكمل كل بر نيابةً عنا واعتمد للتوبة ليسند توبتنا ويقويها ويجعلها مقبولة وفتح السماء أمامنا لنجاهد بدون يأس وأعطانا الروح القدس ليزيد أفراحنا ويُنمي صلواتنا وينطق داخلنا بأنات يا أبا الآب وفي النهاية يُسمعنا صوت ابني الحبيب الذي به سُررت .. اليوم إشتركنا معه في عطايا الأردن الله يعطينا أن نقبل اليوم بقلوب مشتاقة ليُنمي محبته فينا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 1368

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل