الصليب وشركة الآلآم

Large image

الصليب وشركةالآلآم
قد يتخيل البعض أنَّ صلاة عيد الصليب تُصلى بالطقس الحزايني .. لا .. الكنيسة تصلي بلحن شعانيني لحن فرح لأنَّ الصليب أعطانا الانتصار وعتقنا من الحزن والخطية لذلك علينا أن نبتهج بعيد الصليب .
دورة الصليب :
هناك ملاحظات وتأملات في دورة الصليب منها :
1. الكنيسة تنقل لنا الصليب عملياً عن طريق الدورة .. الكنيسة تنقل لنا الصليب عملياً عن طريق النغمة وأيضاً عن طريق الدورة التي تعملها ثلاثة مرات في السنة .. مرة يوم أحد الشعانين ومرتين في عيدي الصليب .. كيف ؟
تقف أمام الأيقونات ولكل أيقونة قديس تقول مرد بفرح وتقرأ فصل من الإنجيل وتدور في أركان الكنيسة كلها وكأنها تقول لنا أنَّ هؤلاء القديسون عاشوا الصليب ونحن الآن نُعيِّد بالصليب وبهم أيضاً لأنهم هم مَنْ حملوا الصليب وعاشوه ...
أيقونة السيدة العذراء .. حملت الصليب منذ طفولتها .. صليب اليُتم والحرمان والألم ثم حملت صليب آلام ابنها الحبيب .
أيقونة الرسل .. الآباء الرسل جميعهم حملوا الصليب .. وجميعهم استشهدوا ما عدا القديس يوحنا الحبيب لأنَّ الله دبر نفيه ليكتب لنا سفر الرؤيا .. نُفِيَ في جزيرة بطمس ورأى الرؤيا في يوم الرب .. إذاً أيضاً حمل الصليب .. جميع الرسل احتملوا إهانات وعذابات وآلام .
والكنيسة تُكرِّم رموز حملوا الصليب وتقول لك أنت أيضاً احمل الصليب مثلهم وإلاَّ تكون قد خرجت عن المنهج وعن الطريق .. كلهم عُذِّبوا وماتوا لأنهم عرفوا أنَّ الصليب هو طريق المجد .
أيقونة مارجرجس .. حتى وإن كانت الكنيسة ليست على اسم الشهيد مارجرجس لكن الكنيسة تقف أمام أيقونته في دورة الصليب لأنه شهيد حمل صليب فوضعته الكنيسة نموذج للشهداء .. سبع سنوات يُقاسي من العذابات ولم يضعُف ولم يخور ولم يتراجع لذلك لابد أن ننظر له في يوم عيد الصليب .. احتمل إهانات ونزع رُتب و.... الكنيسة أمام مارجرجس تقول لك احمل صليبك بفرح مثله .. عيد الصليب ليس مجرد تذكار بل هناك نماذج قبلك حملوه وصاروا به في مجد .
أيقونة الأنبا أنطونيوس .. أيضاً نموذج ونوع من أنواع لُبَّاس الصليب بشكر وفرح حمل الصليب لأنه عاش في نُسك وفقر وبتولية وحِفظ و...... بالطبع تألَّم لأنه له طبع بشري والطبع البشري لا يحتمل فضيلة لذلك بسيره في طريق الفضيلة صار من حاملي الصليب .. فتُكرم الوصية في الأنبا أنطونيوس وتُكرم لُبَّاس الصليب وتأمَّل نفسك أين أنت من الوصية والصليب .
الأنبا أنطونيوس ترك المال والشهوات .. ترك أخته والعالم كله بكل مغرياته .. وكأنَّ الاستشهاد والرهبنة تحتفل بهما الكنيسة في يوم عيد الصليب فتضع تحت مارجرجس كل الشهداء وتضع تحت الأنبا أنطونيوس كل الرهبان .. وتضع تحت الرسل كل خادم وكارز باسم المسيح حتى في جيلنا هذا تضع الذين عاشوا من أجل اسمه القدوس وشهادتهم له .
صور متنوعة لحاملي الصليب يُكتمل عيد الصليب بهم ونفهمه من خلالهم حتى لا يكون عيد الصليب مجرد نظريات .. لا .. هم الآن مُبتهجين في السماء بصليب المسيح الذي جلب لهم المجد .. هم قدموا له عمرهم وحياتهم وشبابهم .. مارجرجس استُشهِد في عُمر 21 عام أي في ريعان شبابه .. الأنبا أنطونيوس بدأ رهبنته في العشرينات من عمره أي في شبابه أيضاً حمل صليبه بفرح .. يقول الأنبا أنطونيوس هل أبحث عن الراحة وسيِّدي لم يستريح ؟ هل أبحث عن الرفاهية وسيِّدي لم يجد أين يسند رأسه ؟ كيف أستريح ؟ .. لا هو يتعب وأنا أيضاً أتعب مثله .. فمارس استشهاد يومي .
يُقال عن الرهبنة أنها صورة جديدة للاستشهاد لأنه عندما مَلَكَ الملِك قسطنطين البار وجعل المسيحية ديانة رسمية للدولة كان لكثيرين رغبة في الاستشهاد لكن كان الاستشهاد قد توقف فصاروا شهداء بالنُسك بإرادتهم أي شهداء بدون سفك دم .. ويُقال أنَّ الشهيد يسفِك دمه مرة واحدة أما الراهب فهو يسفك دمه كل يوم قطرة قطرة .
إذاً الصليب ليس مجرد قصة إنما واقع نعيشه كل يوم .
تُصلي الكنيسة بلحن شعانيني .. لحن يُقال في أحد الشعانين وكأنَّ الكنيسة تُقارن بين الانتصار والصليب .. بين المسيح على الصليب مصلوب ودخوله أورشليم ملك .. وكأنَّ الصليب هو أداة المجد والانتصار والمُلك .
غل2 :"مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا فى "الصليب موضوع امام الانبياء والرسل وامام المسيح باستمرار منذ ولادته....علامه تقاوم....لم تاتى ساعتى بعد منذ اول معجزه ، هو ناظر الى ساعته.....كل لحظه فى حياته.....قد اتت الساعه ليتمجد ابن الانسان....يو12"وهو عالم ان ساعته قد جاءت" ....وفى صلاته الوداعيه "ايها الاب قد اتت الساعه مجدا بك"..... وبعدها ....هذه ساعتكم...وسلطة الظلمه.....موضع فكره وتامله.....ولم بنزل عينينيه عنها
وفى اول عيد فصح فى الهيكل يو2" ايه ايه ترينا حتى تفعل هذا....انقضوا هذا الهيكل وانا فى ثلاثة ايام اقيمه..."قال هذا عن هيكل نفسه....هذا فى السنه الاولى...وبعد ثلاثة سنين شهدوا عليه بهذه الشهاده....كان صليبه فى فكره.
وفى حديثه مع نيقوديموس كما رفع موسى الحيه فى البريه ينبغى ان يرفع ابن الانسان....ومتى ارتفعت اجذب الى الجميع.... انها ليوم تكفينى قد حفظته....اليوم امامه...فى فكره...يتامله باستمرار.
الصليب يميت الذات :
هوان...جلد...لابد من موت الذات، الذات هى التى تجعل المحبه قليله. الحسد خايف على نفسى...الذات سبب فقدان السلام خايف على كرامتى...الفكر فيه ارتباك...فكيف لعازر...ادين الاخرين..ذاتى...ادين الاخرين لكى اذكى نفسى امام الاخرين وحينما اتجاسر وافتح فمى لكى افتخر...افقدنى سلامى ومحبتى للنهايه.
ماهو الذى يعطل ان يملك المسيح حياتى هو ذاتى...ابغضوه الكهنه ورؤساء الكهنه ياخذ امتنا...لذواتهم...ومن الذى قبله الاطفال الصغار.."وان لم ترجعوا وتصيروامثل الاطفال..." انظروا الست العذراء....فاكره ذاتها...تنجب رغم انها عذراء...وكرامتها....بلا ذات...انا امة الرب...المسيح يقيم الموتى يشبع الجموع لا تجد العذراء...ولك حين الصليب نجد العذراء. هكذا النفس عندما تموت الذات تحب ان تقف بجانب المهانين والمذلولين والمطرودين وهذا منهج كل من ماتت ذاته...، ذات فيه لا تعمل حساب بكلام الناس....ذات صلبت...عاش للمسيح...خير لى انك اذللتنى....ابونا بيشوى....الذات تعطل عمل المسيح فينا....احيا لاانا يل المسيح يحيا فى...الوصيه تميت الذات....المسيح يملك ، احذر ان يكون لك شكل ولكن بلا ثمر...يبدوا انسان روحانى...احذر ان تتحصن الذات فى الروحيات... الذات الموجوده فى وحل الخطايا ربما يسهل توبتها اما لمن هم يداخل الكنيسه ربما رغبه فى النمو السريع...فيجرى...فيقع...ارتاتى فوق ما يرتائى...صلوات لحساب الذات لا فرح لا تعزيه....
انتقاد الاخرين...والاحساس انه افضل من الاخرين..
لايوجد ثمر..سلام..ومحبه..الطريق طويل ...ربما بعيد وممل...لذلك كثيرون يرجعون.
الحذن المفرط على السقوط....لانه يعتد ببره الذاتى...يستكثر على نفسه السقوط...ربما يرى الله ان السقوط نافع لاتضاعى.
لاتقبل كلام...او نصيحه...متحصنه بالروحيات...
كثرة الشكوى...المسيح يحاصر الذات...اوامر...تجارب لتكسر الذات ليصلب الذات...ربما فى العمل مضايقات..الله يريد ان يميت الذات لو لم تمت فى البيت...عينيها فى العمل...ربما فى الامراض...المسيح يريد ان يميت الذات ونحن نهرب...ونتمرد ...العيب فى ذواتنا...الذات تريد ان تتذكى... لاترثى لذاتك...ولا تبحث عن شفقهالاخرين عليك...اريد ان انال عطف الناس على...
علاج الذات سماع الوصايا...والخضوع للوصايا...والوصايا تؤدى الى موت الذات...
1- اطلب من قلبك لتكن لا ارادتى بل ارادتك...لا اريد ذاتى.
2- ان وجدت ممارسات روحيه بلا تعزيه...وتثقيل...العمل الروحى فى ذلك الوقت يميت الذات.
3- لو عملت عمل روحى والعمل تعطل...غضب..ادانه..تثور...هذه ذات اقبل العطله واقبل ما حولك...ولا تكثر الاسئله...الله يريد تعبك .
4- لا تسعى لارضاء الاخرين...كسب مدح الذات...اذهب لكل واحد واشكى كثيرا...
5- تجنب ان تلفت انتباه الاخرين لنفسك...اختفى...لاتظهر ذاتك ايا كانت...ارفض السيطره...المتكئ الاخير...اقبل الاهانه..الذات تنكسر تعطى رائحه ذكيه...ابونا بيشوى بعد 20سنه تقوم رائحته.
6- تذكر أنك تراب مأخوذ منه (قداسة البابا يقول عن التراب أنت جدى)
7- تذكر ضعفاتك بإستمرار وتذكر فضائل غيرك وإن تذكرت فضائلك إرجع الفضل لواهبها أى شىء لك لم تأخذة فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ
8- لو لم أكن هدمت كل شىء ما إستطعت أن أبنى شىء ليس لى عدو إلا ذاتى ولا أكره إلا خطاياى
الذات متلونه ومخادعه وتعطل وتستهلك قوى الإنسان النفسيه والجسديه
الصوم والضبط والإكتفاء والطاعه وتكميل المحبه ما هى إلا صور لإخلاء الذات
قل مع معلمنا بولس ولا نفسى ثمينه عندى كيف نحمل الصليب ؟
أن استشهد ؟ هذا أمر صعب .. أن أحيا الرهبنة ؟ هذا أيضاً صعب .. فماذا أفعل ؟
1. احتمل آلامك وتجاربك وظروفك بكل شكر وفرح .. مَنْ منّا بدون تجارب كل واحد منّا له تجربة لكن تختلف من شخص لآخر .. واحد عنده مشكلة مال .. آخر مشكلة صحة .. آخر مشكلة أولاد ....... وهكذا ... منهج الصليب مُتأصل داخلنا فاحمله بفرح .. كل أمر سمح الله به في حياتك بتدبير إلهي وسماح منه فاقبله بشكر وفرح .. لأنَّ هذا الأمر الذي يُضايقك هو سبب إكليلك ومن أجل مجدك .
ألمك هو لفترة مؤقتة مهما طالت .. أحياناً عدو الخير يقول لك هل الله تارك كل الناس ولا يرى سواك ؟ فتبدأ في الشكوى والتذمر .. لا .. الشكوى معناها عدم فهم مقاصد الله .. رجل الله يشكر الله ويطلب المعونة وهذا شرط تبعية المسيح أن نحمل صليبه كل يوم والهروب من الصليب معناه هروب من المجد وهروب من طريق يسوع ومن القيامة ومن الباب الضيق .. لأنَّ الباب الواسع لا يوصَّل للسماء .
المسيح له المجد لم يكلمنا بالناعمات بل قال ” تتكبدون حزناً “ .. ” في العالم سيكون لكم ضيق “ ( يو 16 : 33 ) .. ” إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح . أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول إلى فرح “ ( يو 16 : 20 ) .. كل مَنْ حمل الصليب بشكر استراح وكان مُتهلل وسط الآلام لأنه يعرف أنه المنهج الذي يوصَّل للسماء .
يقول الشيخ الروحاني ” يجرون في طريق الأحزان بلا تعب .. يُسرعون في حَمْل تعاذيبهم “ لأنه طريق المجد .. عندما تُظلم اشكر الله لأنه طريق المجد .. يقول القديس مارإسحق ” لا تتضايق من الذين يُشاركونك في صُنع إكليلك “ .. لا تتمرد ولا تشكو بل اشكر الله واطلب المعونة .
2. لو كانت حياتك عادية وتخاف من حمل صليب .. أقول لك هناك صليب يومي هو صليب الوصية .. ” ادخلوا من الباب الضيق “ ( مت 7 : 13) .. ” مَنْ أراد أن يُخلِّص نفسه يُهلكها “ ( مت 16 : 25 ) .. مَنْ يقف ضد شهواته فهذا حامل صليب .. إن أردت أن تُنقي عينيك فأنت تحتاج لنقاوة الفكر ونقاوة الفكر تحتاج لنقاوة القلب .. ونقاوة القلب تحتاج لنقاوة الكيان كله .. وهذا كله يحتاج جهاد أي حمل صليب .
عندما يقول لك الكتاب ” لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض “ ( مت 6 : 19) فهذه الوصية صليب احمله لأنَّ طبع الإنسان يحب القنية والذي يحيا هذه الوصية يغلب طبعه ومَنْ غلب طبعه صار من الملائكة .
الوصية صليب يومي ” الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات “ ( غل 5 : 24 ) .. يجب أن تحمل الصليب .. خُذ آية وعِشها ولا تُدلل ذاتك بل اسحقها واجعلها تُطحن مثل حبة الحِنطة .. اصلب ذاتك واصلب حب العالم داخلك كما يقول بولس الرسول العالم مصلوب لي وأنا للعالم .. العالم يصير مصلوب لكل مَنْ صلب ذاته بإرادته .
تخيل إنسان يروض جسده ويحب الصلاة والسجود والسهر .. هذا ضد طبعه البشري .. الذي يحب أن يحيا في طهارة وعفة هذا حامل للصليب .. الذي يتخلص من المشاعر البشرية هذا حامل للصليب .. الذي يخدم ويبذل نفسه لأجل الآخرين هذا أيضاً حامل للصليب .. لمّا يقول لك الكتاب ” لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم “ ( 1يو 2 : 15) .. ” اغفروا يُغفر لكم “ ( لو 6 : 37 ) .. هذه الوصايا كلها صليب احمله بفرح .
هل يليق أن يكون الصليب مجرد رمز ؟ .. لا .. الصليب يُعاش .. فَعِشه بفرح .. احياه لأنه وسيلة مجدك .. إن أردت أن ترِث المواعيد اصلب ذاتك
الصوم صلب للذات لأن الجسد هوالمجال المحسوس للذات مبارك من يرفع السكين مع أبونا إبراهيم على إبنه إسحق فأخذ الخروف العوض الذى هو نعمه الفداء .

عدد الزيارات 2713

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل