العظات
الآب يحبكم الاحد السادس من الخماسين
خرجت من عند الآب الأحد السادس من الخماسين
خرجت من عند الآب
إحتفلنا بالصعود وجلس عن يمين الآب قراءات العشرة أيام بين الصعود وحلول الروح القدس تدور حول أمرين الآب السماوى وحلول الروح القدس الابن صعد ليرسل لنا موعد الآب
الآب نفسة يحبكم المسيح ركز حديثه فى النهايه حول الآب السماوى لدرجه فيلبس اشتاق وقال ارنا الآب وكفانا
المسيح أعلن أبوة الآب للعالم عرفتهم اسمك وساعرفهم كل ما سالتم من الآب باسمى يعطيكم – ياابانا – فى الكنيسة حضن الآب لإدراك محبه وحضن الله الدافىء
البن يعلن الآب السماوى ليس أحد يعف الآب إلا الإبن
البن هو الكلمه حيث هو تجسيد للعقل ( ذاته –كلمته- روحه )
مجد الإبن هو مجد الآب الله أب وهذا ما يميز مسيحيتنا
الأبوة بذل تضحية عطاء حب وكلنا نرى فى الابوة منه تسمى كل ابوة جمع كل ابوة كل عاطفه الأبوة تمثل جزء من أبوة الله
كلنا رأينا الأبوة فى أبشالوم ابن داود الذى تمرد واضجع مع سرارى ابوة وداود يوصى كل جندى ترفقوا لى بالفتى ابشالوم ابنى ابشالوم ليتنى مت عوضا عنك هذه العاطفه تجاه إبنه العاق
محبه الاب أحبنا وإختارنا المختارين بمقتضى علم الله السابق من قبل تأسيس العالم أنت فى فكر الله الآب لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ لنا فى السماء
لترث كل ما للاب أرسل ابنه كفارة
الروح القدس يمتعنا ببركات الفداءء عبر العصور يأخذ مما لى ويعطيكم يهبنا المحبه الإلهيه هكذا اللغه تعجز عن إدراك محبه الله الفائقه المعرفه منذ الأزل محبه أبديه وأدمت لك الرحمه ظهرت فى الصليب الله المحب المتواضع من يرفض الغبن يرفض الآب المساوى للآب فى الجوهر ومن لم يعرفه يتخبط فى معرفه الله هل تنسى المرأة رضيعها أو ترحم ابن بطنها حتى هؤلاء ينسين
أحبنا وتبنانا ليس كعبيد وسيد بل أب تبنانا هو من ذات جوهر الآب ومن خلال إرتباطنا به نصير آبناء لله بالتبنى من خلال إيماننا به أرسل الله روح إبنه يصرخ فينا ياأبا الآب – القدي ابو مقار يحكى عن بنوة ملك لفتاة ساقطه
خرجت من عند الآب بدايه الخلاص إرسال الإبن الشعاع لم ينفصل من الشمس لم تكن بدايته هو منذ الأزل وأتيت هذا التجسد ليعلن أبوة الله ومحبه الله للعالم وبعد أن أكمل الرسالة ورجع للسماء للآب كانوا لك واعطيتهم لى والآن يجلسوا عن يمينك الذى دبر الفداء هو الآب
ما دورنا تجاة محبه الآب إن كان الآب إختارك لترث هذا الميراث تمسك به ولا تضيعه ولا تبيع الغالى بالرخيص لا تبيع المجد السماوى ولا الميراث السماوى هو إختارك واحبك كن أمين لهذا الميراث
نتعامل مع الله بهذه الداله أدخل كلم أبوك الذى يرى فى الخفاء ليس لى حدود ولا مواعيد هذا أبى بثقه كل ما طلبتم من الآب بإسمى لنحيا بهذه الثقه وهذه الداله
حتى وإن أخطأنا بخجل نعتذر ونرتمى فى الحضن الأبوى نعرف كيف نصطلح أنا راجع عمل المسيح أن يظهر محبه الله للبشرية
راينا الأب الذى ركض ووقع على إبنه ليقبله
حتى وإن أدبنا من يد أبوىا لخيرى وبنيانى أى فرح نفرحه فى الألم إنه علامه أبوة الله لى لا اطلب الا ارادته وهو يعرف الصالح لى لانه اب يحبنى
وسائل التمتع بالنورالأحد الرابع من الخماسين
وسائل التمتع بالنور
سيروا فى النور مادام لكم النور
المسيح
المسيح هو النور كان النور الحقيقى الذى يضىء لكل إنسان آت إلى العالم
النور معكم زماناً يسيراً
المسيح تجسد لكى يعطينا طريقاً للخلاص ويعلمنا طرق الخلاص
سلك فى طريق الحياة لكى ما يقدس الحياة بكل ما فيها عاش المجتمع والأسرة والعمل والمشاعر الأحباء والظلم والخيانه تاركاً لنا مثالاً لكى نتبع خطواته
إن كان لك موقف فى حياتك تريد أن تعرف كيف تسلك وكيف تتصرف إسأل المسيح يعلمك كيف تحتمل وكيف تنمو وكيف تصلى وكيف تتكلم ويرشدك ويدربك
إجعل حياتى حياتك وإملأنى بروحك
مجرد ذكر إسم يسوع يمنحك قوة وتجديداً فى إنسانك الداخلى وتتجدد فيك طاقات وينابيع روحيه تسندك وتفرحك وترفعك فهو أتى ليحمل عنا نير خطايانا ويقدس ايامنا ويغير الحياة بكل ما فيها فأعطى للزمن قيمة جديدة وللجسد والمشاعر وكل ما فى الحياة لذلك نصلى باركت طبيعتى فيك
الوصية
سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى وصية الرب تضىء العينين ينصحنا الآباء لا تعمل عملاً إلا ويكون لك عليه شاهد من الكتاب المقدس – ككلمتك أحيينى وصية الرب تضىء العينين
عايز نور من غير مصباح كيف عايز نور من غير ماتعرف ربنا بيقول ايه وعايز منك ايه هو إحنا عرفنا ربنا إلا من الإنجيل محبته حناته معاملاته لطفه حذمه طول أناته قوته سلطانه أسلوبه فى الخدمه معاملاته مع الخطاة حفظت شهاداتك يارب – كيف تقرأ ألتمس منه نورك وطريقك
الخلقه السقوط مع نوح سدوم وعمورة عرفتنا أن الله لا يطيق الشر أبداً وعرفنا إختيارة لابونا إبراهيم وكيف تعامل معه معلماً لنا منه الإيمان وكيف يكون رأيناة يقدم إبنه وحيدة حبيبه على الجبل الذى أعلمه إياه ورأينا فى يوسف كيف كان الرب معه وكيف أن الله يحول كل الاشياء للخير وإن كانت تبدو قاسة لنعلم أن الله مدبر وقادر ومقتدر ويجعل من السجن مقدمة للقصر وراينا معاملات الله مع بنى إسرائيل وكيف أطال أناته وأعطاهم الوصايا وأنزل لهم المن من السماء ورايناة كيف يشق لهم البحر وينصرهم على أعدائهم رغم ضعف إمكانياتهم ورأيناة مع داود والأنبياء كيف أن كل هذه الأمور كتبت من أجلنا
فصارت الوصية بالنسبه لنا هى رصيد خبرة معاملات الله مع شعبه عبر الاجيال منها نكتشف إرادته ومحبته وصلاحة فهى نور سبيلنا ومرشدنا ومعزينا وغذائنا فى رحله الحياة المليئه بالأتعاب والمشقات
3 الكنيسة
هى الحاملة لتراث معاملات الله معه شعبه فى العهد الجديد نحن نؤمن أن الله لازال يعمل فى كنيسته ونقول لم تزل كلمه الرب تنمو وتزداد فى هذه البيعه وكل بيعه
هى المؤتمنة على أقوال الله وتعلمنا إياها وتشرح تفسر فى التى تنقل لنا الإنجيل عملياً لا أعرف الإنجيل إلا الذى تقررة الكنيسة مشروحاَ من الآباء معاشاً فى القديسين حياً فى عباداتها فالكنيسة هى سفينه النجاة فى هذه الحياة وهى التى تقدم لنا وسائل الخلاص التجسد والصليب والقيامه والصعود والابدية
إن لم تكن إفخارستيا كيف نتمتع بالصليب يصير الصليب قصة ويستحيل أن يسمح الله بتدبير الفداء لينتهى عند عصر معين او مجموعة معينة
لَيْسَ لَهُ إِنسان
الرَّبَّ يَسُوع ذهب لِمَرِيض بِركِة حسدا .. وَ " بيت حسدا " بِالعِبرِيَّة تعنِي " بيت الرحمة "يَتَجَمَّع حول البِركة مرضى بِأنواع كَثِيرة عُمي وَعُرج وَعُسم .. جَاءَ يَسُوع وَدخل فَوجد عُمي وَعُرج وَعُسم كَثِيرُون لَكِنَّهُ إِختار مرِيض لَهُ 38 سنة فِي مرضه .. يأتِي المَلاَك وَيِحَرَّك الماء وَالَّذِي ينزِل أوَّلاً يبرأ لَكِنْ الَّذِي لَهُ 38 سنة مرِيض مَنْ الَّذِي يُسَاعِده لِيَنزِل الماء ؟ إِذا ساعده أحد وَلَمْ يبرأ يَقُول هُوَ السبب وَإِذا جَاءَ مرِيض آخر وَسبقهُ وَنزل الماء يَقُول لَهُ لِماذا أخَّرتنِي وَيِعتِب عليه .. لِذلِك تَخَلَّى عنْهُ الكُلَّ وَلَمْ يوجد أحد مُتَعَاوِن مَعْهُ لِذلِك ذهب لَهُ السَيِّد المَسِيح مُباشرةً الكِتاب المُقَدَّس يَتَكَلَّم عَنْ أنواع المرضى حول بِركِة حسدا وَيَقُول عُمي وَعُرج وَعُسم وَلِنرى مَنْ هُمْ هؤلاء فِي الفِكر الرُّوحِي ؟
عُمي هُوَ إِنسان لاَ يرى وَفِي الفِكر الرُّوحِي هُوَ مَنْ لَيْسَ لَهُ تمييز وَلاَ يرى الله فِي قلبه وَلاَ ينظُر لِلأُمور الغِير مرئِيَّة بَلْ يرى الأرضِيات فقط بينما بُولِس الرَّسُول يَقُول [ وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأشياءِ الَّتِي تُرَى بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى ] ( 2كو 4 : 18 ) .
العُرج هُوَ إِنسان يمشِي بِعَرج وَفِي الفِكر الرُّوحِي هُوَ الَّذِي يأخُذ الحياة الرُّوحِيَّة بِغِير جِدِيَّة .. يِعترِف وَيَظِل بعد الإِعتِراف فِترة قَصِيرة مُنتَظِم فِي رُوحِياته ثُمَّ يستهتر شهر أوْ إِثنين ثُمَّ يعُود وَيِعترِف وَيَظِل فِترة أيَّام بعد الإِعتِراف فِي حالة رُوحِيَّة مُرتَفِعة ثُمَّ يستهتر مرَّة أُخرى وَهَكَذَا هذَا عَرج فِي الحياة الرُّوحِيَّة هُوَ مَنْ يأخُذ الأُمور بِغير إِنتِظام .
عُسم هُوَ الَّذِي لاَ يَتَحَرَّك نِهَائِياً أي مُقعد مِنْ الحركة كُلِّيةً .
أصعب هذِهِ الحالات هُوَ الأعسم وَكَانَ هُوَ حال مرِيض بِركِة حسدا الَّذِي لَهُ 38 سنة إِذاً السَيِّد المَسِيح ذهب لأِصعب حالة فِي المرضى وَسَألهُ سؤال عَجِيب [ أتُرِيدُ أنْ تَبْرَأ ] ( يو 5 : 6 ) .. نُجِيب نَحْنُ إِذاً لِماذا هُوَ موجُود عِندَ البِركة ؟ هذَا المرِيض هُوَ إِنسان مَلَكَ عَليه رُوح اليأس وَالفشل وَلَيْسَ لَهُ رجاء فِي أحد وَيأتِي لِلبِركة كُلَّ مرَّة كَأدَاء وَاجِب لَكِنْ لَيْسَ لَهُ رجاء فِي الشِفاء العَجِيب أنَّ السَيِّد المَسِيح يَقُول لَهُ [ قُم احمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ ] ( يو 5 : 8 ) تَخَيَّل إِنسان لَهُ 38 سنة نَائِم مُقعد وَالمُخ لديهِ تَكَيَّف مَعَ هذَا الوضع صعب نَقُول لَهُ قُمْ إِحمِل سَرِيرك وَامشِي إِذا آلمت إِنسان رِجله وَظلَّ فِترة أسبُوعين أوْ أكثر بِدُون حركة عِندما يبدأ السير يخاف أنْ يضع قَدَمه عَلَى الأرض وَيَسِير عليها لأِنَّ المُخ تَكَيَّف مَعَ الأمرأمَّا الَّذِي لَهُ 38 سنة مُقعد فَهَذَا قَدْ نسى الحركة تماماً وَالسَيِّد المَسِيح يَقُول لَهُ قُم إِحمِل سَرِيرك وَأيضاً إِمشِي .. عَجِيب أنتَ يَا الله وَكَمَا يَقُول المزمُور [ جَبَرُوت خَلاَص يَمِينه ]( مز 19 – مِنْ مَزَامِير الثَّالثة ) وَكَأنَّهُ يُعلِن خَلاَصه لِلكُلَّ .
كَثِيراً مَا نُصاب بِرُوح اليأس وَالفشل فِي حياتنا الرُّوحِيَّة وَنشعُر أنَّهُ لَيْسَ لَنَا إِنسان وَلَيْسَ لَنَا رَجاء وَلَيْسَ لَنَا شِفاء بينما المزمُور يَقُول [ قَالَ الجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ لَيْسَ إِلهٌ ] ( مز 14 : 1) .. [ كَثِيرُونَ يَقُولُونَ لِنَفْسِي لَيْسَ لَهُ خَلاَصٌ بِإِلهِهِ ] ( مز 3 : 2 ) .. هُنَا نَتَكَلَّم عَنْ ثَلاَث نِقاط مُهِمِين :-
خبز الحياة الاحد الثانى من الخماسين
خبز الحياة (الأحد الثانى من الخماسين)
أنا هو خبز الله النازل من السماء المعطى الحياة للعالم
الجسد المحييى – أسرارة الإلهيه غير المائتة – خبز الخلود –مصل عدم الموت
فى سفر الإعمال معلمنا بولس أطال الحديث حتى الصباح وسقط أفتيخوس الشاب وكانوا يكسرون الخبز وتقابل الموت مع الحياة وغلبت الحياة لان الاضعف يغلب من الاقوى وقام الشاب
التناول ينقل لنا بركات القيامه وتجد أحاد الخماسين تتدرج بك وتكلمك عن لوازم رحله الملكوت الإيمان الخبز الماء النور الطريق الصعود الروح القدس
الخبز هو ضرورة الحياة العيش المسيح خبزنا طعامنا معيشتنا سر بقائنا
التناول ينقل بركات القيامة فيعطى غلبه على الجسد الخطية الشيطان الموت
الجسد
تتحد أجسادنا المائتة مع غير المائت فماذا تصير تتغير طبيعتها (تتحول نفوسنا إلى مشاركة مجدك وتتحد نفوسنا بألوهيتك) قسمه ياحمل الله
وهبت لنا أن نأكل جسدك علانيه أهلنا للإتحاد بك سراً وهبت لنا أن نشرب كأس دمك ظاهراً أهلنا أن نمتزج بطهارتك سراً
الجسد المأخوذ من التراب والمائل إلى الشر يصير جسد يميل إلى الإلاهيات ويرتفع عن أمو الأرض يصير جسد إفخارستى
جسد تتبدل طبيعته ويكتسب طبيعه جديدة
الخطية
الخطيه خاطئة خدا ً وصارت مرضاً متأصلاً فى طبع الإنسان ولكن ماذا يفعل التناول ينقل بركات الخلاص يصرخ الكاهن ويقول يعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه – إننا نأخذ الجسد الذى مات وقام الجسد الذى جعله واحداً مع لاهوته بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير فهو جسد له سلطان محو الذنوت بالفكى البشرى توجد مواد مذيبه للدهون ومواد مزيله للبقع ومواد تصبغ أراد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح أن يكون وسيله غفران الخطايا هى الأتحاد بجسدة ودمه الأقدسين خبز الله القوت السماوى الذى أكله يحيى النفوس
ماذا لو لم يعطينا المسيح جسده ودمه كانت خطايانا تتراكم كيف تنتقل إلينا بركات الفداء هل بالإيمان فقط أم لابد أن يدخل إلينا مريض يحتاج إلى دم لإنقاذ حياته لايكفى أن يؤمن أن الدم ضرورى ولا مجرد ينظر لابد أن يدخل جسمه ويتحد به
الصليب صنع الخلاص والقيامه أعطت حياة معلمنا بولس يقول الذى مات لأجل خطايانا قام لاجل تبريرنا وكما نقول فى المديح اكله يحيى النفوس
دم يسوع إبنه يطهر من كل خطية
تشبيه كشافات ألوان مختلفه لو سقطت على لوح شفاف أحمر يصير لون واحد أحمر
كذلك نحن فى المسيح يسوع خطايانا تظهر من خلال المسيح يراها الآب من خلال إبنه مقبوله لأن دم إبنه يشفع فينا
الموت
القيامة نصرة على الموت أين شوكتك ياموت أين غلبتك ياهاويه –بالموت داس الموت أخرج أسرى الرجاء وسبى سبياً وأعطى عطايا
والتناول ينقل إلينا هذه النعمه وهى غلبه الموت مشاركه سعادة الحياة الأبدية وعدم الفساد وغفران الخطايا
من يواظب على التناول لا يخاف الموت لأنه قد أتحد بالحياة حياة أبدية لكل من يتناول منه – ونقول عنها غير المائتة المحييه
القيامة فتحت دائرة الأبدى مع الزمنى والقيامة أيضاً فتحت دائرة الأبدى مع الزمنى
وجعلت الحياة الأبدية حاضرة أمامنا نحياها ونمارسها
التناول ينقل إلينا مذاقة الابدية وتشعر أنك قد إقتربت منها وبدأت معك من الآن
نحيا عشاء عرس الخروف ونبتهج بعمانوئيل القائم معنا على المائدة
التناول يفتح العينين على بركات القيامه كما حدث مع تلميذى عمواس إذ إنفتحت اعينهما وعرفاة عند كسر الخبز
إعلان القيامة أحد توما
إعلان القيامة
بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد أمين . فلتحل علينا نعمته وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها أمين
+ اليوم هو الاحد الاول بعد القيامة وحقيقة الكنيسة قصدت هذا اليوم ان تجعلنا نتذكر موقف حدث فى يوم الاحد الاول بعد القيامة .......
* ففى يوم أحد القيامة نفسه يقول الكتاب "فى عشية ذلك اليوم"عشية ذلك اليوم أى فى يوم أحد القيامة نفسه بعد الظهر... ...ظهر ربنا يسوع للتلاميذ وهم فى العليه مجتمعين والابواب مغلقة وكانوا فى حالة خوف شديد .. صلب يسوع وصلب بإهانة كبيرة وجمهور كثير عاين أحداث الصلب ورأينا الضعف الذى ظهر فىالصليب ورأينا الاهانة والاحتقار ...والتلاميذ كانوا فى زعر وخوف شديد جدا .. وهم لم يجتمعوا فى العلية لكى يصلوا معا بل إجتمعوا ليحتموا بعضهم ببعض ..أى لون من ألوان الضعف الشديد
والابواب مغلقة ..كان البيت اليهودى قديما له حديقة ولها باب خارجى ثم باب للبيت نفسه.. يليه قاعة لاستقبال الضيوف (ما يسمى بالدوار) ولها أيضا باب يغلق ثم للاسرة مكان علوى للمعيشة ولهم باب للصعود اليه وباب للدور العلوى نفسه ....كل هذه الابواب كانت مغلقة
ربنا يسوع يدخل والابواب مغلقة ويقف فى الوسط ويقول لهم "سلام لكم".. لك ان تتخيل مشاعر التلاميذ ويسوع واقف فى وسطهم وهم فى هذه الحالة ! وأعطاهم سلام وأعطاهم سلطان غفران الخطايا وكأنه يرد لهم رسوليتهم ورتبتهم رغم أنه كان قد قال لهم نفس هذا الكلام قبل القيامه وكأنه يقول لهم حالة الخوف التى أنتم فيها أنا أغفرها لكم.....
* - وكان فى هذا الوقت التلميذ الغائب هو توما .. وقال له التلاميذ ان يسوع كان ههنا .. فقال لهم كيف أتاكم وبأى جسد؟ فقالوا له ظهر لنا هو هو ...قال أنا لا اصدق بسهوله حتى وان أتى لابد وأن أرى جراحاته ليس هذا فقط بل وأضع يدى فى جراحاته ...ليس فى جرح واحد بل فى جرح جنبه وجراح
يديه ............توما وضع شروط كثيرة
+ - الاحد الاول بعد القيامه - أى اليوم – يأتى يسوع للتلاميذ ومعهم توما ... مجرد أن رأى توما ربنا يسوع قال له يسوع تعال وضع اصبعك .. حقيقة توما لم يضع إصبعه بل خجل وسجد له وقال " ربى والهى" ...... القديس يعقوب السروجى يقول ( هذا هو الشك الذى خرج منه اليقين ) .. ورأينا توما ورأينا التلاميذ كيف تغيروا بعد ظهور ربنا يسوع لهم وخاصة بظهوره لهم ومعهم توما
+ - لننتبه ان الصليب كان اعلان للكل .. لم يوجد شخص أراد أن يرى الصليب ولم يراه .. لا.. بل الكل رأه .. صلب على ربوة عاليه وامام الجميع ....... لكن القيامه ليست مثل الصليب بل القيامه اعلان شخصى ...الصليب واضح للكل لكن القيامة اعلان شخصى
لمريم المجدليه كانت القيامة إعلان شخصى ..لمعلمنا بطرس كانت القيامة إعلان شخصى ..للتلاميذ بدون توما القيامة إعلان شخصى ..للتلاميذ ومعهم توما القيامة إعلان شخصى ..لتلميذى عمواس القيامة إعلان شخصى .. للمريمات القيامة إعلان شخصى .. حتى عندما يقول " ثم ظهر لاكثر من خمسمائة أخ أكثرهم باق حتى الأن " ....كل هذا القيامة إعلان شخصى
حقيقة أى شخص يستطيع أن يرى الصليب لكن ليس بسهوله أن الذى يرى الصليب يؤمن به وليس بسهوله أن الذى يؤمن بالصليب تعلن له القيامة... لذلك أقول لك ونحن فى فترة القيامةلابد أتأكد أنه على مستوى شخصى أنه حدث لى إعلان للقيامة .. ما أجمل الكلمة التى قالها معلمنا بولس الرسول وهى أن يسوع ظهر للمريمات ثم ظهر ليعقوب ثم ظهر لصفا ثم لسائر التلاميذ ثم يقول " ثم ظهر لى أنا أيضا" .. نقول له يا معلمنا بولس إن قائمة الذين ظهر لهم ربنا يسوع القائم نحن نعرفها ونحفظها لكن..أين ظهر لك؟ يقول ظهر لى بمستوى خاص عندما ظهر لى وأنا فى طريقى الى دمشق .......
أنا أيضا محتاج أن أقول مع معلمنا بولس الرسول "وظهر لى أنا أيضا"..ربنا يسوع سعى وراء كل ضعيف وسعى وراء كل انسان تشكك فى أمر قيامته وسعى وراء كل انسان كان قد ترك الطريق مثل تلميذى عمواس ومثل مريم المجدلية التى كان كلها حزن وشكوك ومعلمنا بطرس الذى كان داخله مشاعر رفض وإنكار جعلته يشعر انه مرفوض ... كل هذا جمعه ربنا يسوع مرة اخرى بعد قيامته ..يقول لبطرس أنا محتاج لك تعال أنا فقط أريد أن أعيد لك المحبة الاولى ..أتحبنى يابطرس؟...يقول بطرس نعم يا سيد ..يقول له يسوع مرة أخرى أتحبنى ؟.. يجيب بطرس نعم يا سيد.. سأله مرة ثالثة أتحبنى ؟ حزن بطرس لكنه يتذكر جيدا أن هذه الأسئلة الثلاثة لتمسح الثلاثة انكارات الأولى .. فقال له إرعى غنمى
+ - القيامة تبدل حال الانسان.. يحدث تغيير .. ولنرى الأباء الرسل الذين كانوا فى حالة خوف ورعدة ولنرى المجاهرة التى كانوا بها فى الكرازة .. كانوا يكرزون ليس فقط فى البيوت بل وفى داخل المجامع اليهودية أيضا كرزوا ..... تخيل انك دخلت مكان غير مسيحى لتعلم فيه تعاليم مسيحية ولترى رد فعل الناس الموجودة ماذا تفعل معك ؟ .. كان التلاميذ يدخلون المجمع اليهودى ويعظون ويتكلمون عن المسيح المصلوب القائم ويقولون "يسوع المسيح الذى صلبتموه أنتم "..من هم ؟ اليهود الجالسين ليسمعوهم .. يقولون " أمام بيلاطس الذى كان حاكم بإطلاقه "أى أرادوا أن يقولوا لهم بيلاطس أراد إطلاقه لكنكم انتم الذين أردتم صلبه وصرختم أصلبه أصلبه .... ترى ماذا يكون رد فعل اليهود الموجودين ؟ .. هل يتوقعون إنهم عندما يقولون هذا الكلام الناس كلهم يؤمنون ويحملوهم على الأعناق ؟ لا .. هم يعرفون أن الذين قد يؤمنوا قله والباقى سيقاوم .. نتساءل .. ألا تخافون ؟ يقولون لا لقد تركنا الخوف نهائيا .. لقد أزالت القيامة الخوف من داخلنا
+ - هل ظل معلمنا توما فى شكه ؟ .. لا.. يحكى التقليد عن توما قصة إنه تصنع الشك لكنه لم يكن شكاك ..... ما هى القصة ؟ .. تقول القصة ..... أن توما لم يكن حاضر نياحة السيدة العذراء وقد سمح له الله أن يرى صعود جسدها للسماء وبينما هى صاعدة ألقت لتوما الزنار الذى كانت مؤتزرة به (الزنار هو شريط أحمر يربط به الوسط ) .. فذهب الى التلاميذ وسألهم هل تنيحت السيدة العذراء ؟ قالوا له نعم ..... سألهم ...... أين جسدها أريد أن أراه أنتم تعلمون إنى شكاك ... قالوا له ألم تتوقف عن هذا الطبع الصعب ؟ ........ فى الحقيقة لم يرد توما أن يقول لهم إنه شكاك لكى يرى الجسد بل أراد أن يعرفهم أن الجسد غير موجود وإنه قد رآه صاعد للسماء ويريد أن يروه هم أيضا مثله ..... وذهبوا الى القبر فلم يجدوا الجسد .. فقال لهم إنه رآه صاعد الى السملء والدليل على ذلك أن معه زنارها ..................
لنرى توما الذى كان داخله شك كبير ....... كان الأباء الرسل يلقون القرعة ليعرف كل واحد منهم أين يذهب للكرازة لئلا يختار كل واحد منهم مكان بحسب هواه ........ وكان نصيب توما فى الكرازة مكان صعب جدا .. الهند .. تخيل الهند منذ عشرين قرن كيف كان حالها إن كانت حتى الأن مايزال فيها ناس يعبدون النار والبقر الشمس و..... أى حتى الأن مازالت فيها عقليات قديمة جدا فكيف كان حالها وقت كرازة توما ؟؟ توما كرز فى الهند ولنرى الصعاب التى لاقته ....هل تعلم كيف إستشهد توما الرسول؟ إستشهد بأصعب الطرق ....... فى نهاية كرازته ربطوه فى عمود لكى يكون مشلول الحركة وضربوه بالحراب فنزف جسده حتى الموت رميا بالحراب .... هذه طريقة إستشهاد توما الذى كان يشك والذى كان خائف .....
ماذا حدث له ؟ ... تبدل والقيامة هى السبب .... القيامة تغير الأنسان .. الذى قال لاأصدق صار يقول أنا أؤمن
هذا هو حال الكنيسة الذى لابد أن نتذوقه ونختبره فى فترة الخماسين أن القيامة تعمل داخلنا فيتبدد من داخلنا كل حزن وكل خوف ويتحول إفرح بل الى كرازة بل الى مناداة بل الى مجاهرة
+ - الكنيسة التى تلامست مع المسيح القائم من الأموات قل معها – الهم أن تقول من كل قلبك – "آمين آمين آمين بموتك يارب نبشر وبقيامتك المقدسة وصعودك الى السموات....."نبشر ونؤمن ... ليس فقط نؤمن بل نؤمن ونبشر .....ونجيب الأب الكاهن "نؤمن ونعترف" ليس فقط نؤمن بل نؤمن ونعترف بل ونبشر بل نحن نسبح بهذا الكلام لأن قيامتك صارت تسبحتنا وعلامة إنتصارنا
لذلك لا يتحمل ربنا يسوع أن يكون واحد فى وسطنا لم يتلامس بعد مع القيامة .... لنرى ماذا فعل مع المجدلية حتى جعلها تصرخ وتقول "ربونى الذى تفسيره يا معلم" ........ ولنرى ماذا فعل مع تلميذى عمواس الإثنين الذين تركا الطريق وعادا الى القرية ليبدءا حياه جديدة وكانا يبدو وكأنهما نادمان على الفترة التى قضياها مع يسوع وكانا سائران عابسين .. ويقول معلمنا لوقا " ثم إقترب إليهما "أى هو الذى فرض نفسه عليهما ... قال لهما " ما بالكما ماشيان عابسين وما هذا الكلام الذى تتطارحان به "ماذا تقولان؟ ..قالا له ألست أنت من هنا .. ألم تسمع عما حدث ؟ .. قال لهما لا أريد أن أسمع منكما .... قالا له عن يسوع ... فسألهما ومن هو يسوع؟ قولا أنتما لى من هو يسوع؟ ... قالا ألاتعرفه؟ سنقولا لك عنه " إنسانا نبيا مقتدرا فى الفعل والقول عند الله والناس".. وصف محدود جدا عن يسوع ...ليس هذا هو يسوع ..لاأستطيع أن أقول عن يسوع إنه إنسانا نبيا مقتدر فى القول والفعل .. أى نبى أستطيع أن أقول عنه هذا الكلام .. أستطيع أن أقول ذلك عن موسى وإيليا وحزقيال وإليشع و.... لكن يسوع؟! يسوع هو إبن الله الحى ............. وسمع لهما وصمت .. فقالا له ..حقيقة " بعض النسوة حيرنن وقلن إنه قام "...... أمر إنه قام فهذا قالته بعض النسوة ونحن نشك فى كلامهن و قد إحترنا .... وظل يسوع سائر معهما محتمل كل هذا الحديث ثم بدأ يشرح لهما من موسى والأنبياء والكتب وقال لهما " أيها الغبيان والبطئا القلوب أما سمعتما .... أما قرأتما..."وشرح لهما ثم دخل معهما البيت وكسر الخبز ... يقول الكتاب " فإنفتحت أعينهما وعرفاه وقالا لبعضهما ألم يكن قلبنا ملتهبا فينا إذ كان يكلمنا "...وبدأ حالهما يتغير ....
لا يحتمل يسوع أن يكون هناك شخص لم يفرح بالقيامة حتى الأن .... لايحتمل لا أن أحدنا حتى الأن لم يصدق القيامة ... سنجده يقترب منه ويكلمه ويسأله لماذا أنت حزين؟ لماذا أنت عابس والمسيح قائم؟ ...كما يقول القديس يوحنا ذهبى الفم "أتركوا العبوسة للأشرار"العبوسة والهم والحزن والضيق هم لإنيان مغلوب ..لكنك أنت غالب فى المسيح يسوع ... المسيح غلب الحزن والهم والموت والخطية بالقيامة ...لايترك إنسان فى ضعف بل يأتيه مع معلمنا بطرس ويتنحى به جانبا حتى لايسبب له خجل أوإحراج ويصالحه ويبدأ معه بداية جديدة ....مع التلاميذ وهم فى حالة الخوف الرهيب يظهر لهم ويبدل خوفهم .. ولنرى التلاميذ وكيف صاروا كارزين بالكلمة ..تغيرت حياتهم وتبدلت ..وكيف صاروا كلهم شهداء ما عدا يوحنا الحبيب ..ورأينا توما كيف كان الله يعده لرسالة عظيمة
+ القيامة إعلان داخلى وثقة فى المسيح الغالب القائم من الأموات الذى يحول الحزن الى فرح ....القيامة إعلان شخصى يتمتع به الإنسان فتتغير مفاهيم كثيرة فى حياته ...لا يمكن لإنسان تلامس مع المسيح القائم ويفكر كيف يغلب شئ
تخيل معى كل تعاليم يسوع التى قالها قبل القيامة وتخيل وأنت تسترجعها لكن فى ضوء القيامة ....ستأخذ قوة كبيرة .......إنسان قال لك كلام ثم مات وقام ..ما قيمة الكلام الذى قاله قبل الموت ؟ بالطبع وأنت تسمعه قبل موته وقيامته غير ما تسمع نفس الكلام بعد قيامته .. لذلك عندما تقول لنا الكنيسة كلمة قالها يسوع نأخذها من المسيح الذى له القدرة الكاملة على الموت والحياة .. لذلك نسمى كلمته (الكلمة المحيية) .. تدخل داخلى فتعطينى قيامة ...آخذ الجسد والدم فأنال قيامة ..أشارك الكنيسة فآخذ روح قيامة ..إذن القيامة موجودة فى حياتنا ... نحن محتاجين أن نتلامس معها على المستوى الواقعى الشخصى ...كلما صليت صلاة بقلب مرفوع لإلهك وتنتصر على ضعف فى داخلك ..فهذه هى القيامة العملية فى حياتك ....هذه هى القيامة التى أراد ربنا يسوع أن يعطيها تكنيسته كلها ...يقول معلمنا بولس الرسول "عالمين أن الذى أقام يسوع سيقيمنا نحن أيضا بيسوع "...لايمكن أن يقوم هو ونحن لانقوم لأنه لاتوجد قيمة لقيامته بدون قيامة أولاده .. هو لم يقم لنفسه بل قام لأجلنا لكى تكون القيامة فى حياتنا واقع ملموس
إن الكنيسة تضع لنا أحد توما فى بداية الخماسين لأنه أحد الإيمان بالقيامة ..هذا أحد التلامس الشخصى مع القيامة والأحد الذى يبدأ فيه الإنسان أن يتمتع ببركات جديدة لأنه نقل من حال الى حال مثل التلاميذ وتوما
الله يعطينا فى هذه الفترة المقدسة أن يكون لنا تمتع بالقيامة ..ولنحذر أن تكون هذه الفترة فترة فتور وإبتعاد ..لنحذر أن تكون فترة تراخى .. لايمكن أن يكون المسيح قد جعلنا نصوم فترة 55 يوم ثم نختمها بأجمل وأروع نشيد حب وهو الصليب ثم يختم الأمر كله بإنتصار القيامة لكى نقول فى النهاية أن هذا الكلام كله مجرد قصة وننساها .. لا..بل لأجل أن تتحول القيامة الى فعل داخلنا
لماذا تطلب منا الكنيسة فى هذه الأيام أن نفطر ؟ ولماذا نفطر فى يومى الأربعاء والجمعة التى هى أقدس أيام ؟ .. لأن الكنيسة تتعامل معك على أن جسدك قائم ..فالجسد القائم صار ليس تحت سلطان المادة ولذلك يأكل ولا يهمه .... لذلك تقول لك الكنيسة أنا أجعلك تتذوق فى هذه الفترة أروع ما يمكن أن تتذوقه وأنت فى الجسد لذلك تكون أرفع وأعلى من الجسد وأن يكون جسدك جسد قائم
الله يعطينا أن يكون لنا هذه البركات وهذه الشركة فى قيامته المقدسة ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائما أبديا آمين
الرجاء الذى لا يخزى
بِنِعْمِة رَبِّنَا نِتكَلِّم النَّهَارْدَة فِي مَوْضُوع " الرَّجَاء الَّذِي لاَ يُخْزَى "فِي حَيَاتنَا الرُّوحِيَّة كِتِير نُوَاجِه ضَعْف أوْ إِحْبَاط أوْ يَأس أوْ فَشَلْ فَاكِتِير جِدّاً نِلاَقِي نَفْسِنَا يَأسَانِين مِنْ نَفْسِنَا مَفِيش رَجَاءعَنْدِنَا إِحْسَاس إِنْ إِحْنَا مَفِيش فَايْدَة فِينَا مَهْمَا عَمَلْنَا وِحْشِين وَمَهْمَا هَا نِعْمِل بَرْضُه وِحْشِين وَصَعْب إِنْ إِحْنَا نَسْتَمِر فِي الحَيَاة دِي لَمَّا وَاحِد يِجَرَّب حَاجَة وَيِنْجَح يِفْرَح لَكِنْ يِجَرَّب وَيِفْشَل يُحْبَط أحْيَاناً فِي حَيَاتنَا مَعَ رَبِّنَا نِكُون مِش عَارْفِين نِنْجَح فِي حَيَاتنَا الرُّوحِيَّة وَبِالتَالِي نِيأس وَاحِد مِنْ الآبَاء القِدِّيسِين يِكَلِّم رَبِّنَا وَيقُولَّه أنَا عَامِل زَي الَّلِي عَايِز يِجْمَع مِيَاه فِي مَنْدِيل أوْ يِطْلَع السَّمَا بِرِجْله أحْيَاناً إِحْنَا بِنكُون زَي الَّلِي عَايِز يِجْمَع مِيَاه فِي مَنْدِيل وَاحِد مِنْ الآبَاء القِدِّيسِين يِقُول عِبَارَة – أشْعُر إِنَّهَا قَرِيبَة جِدّاً لِحَالِتنَا الرُّوحِيَّة – { أنَا لَيْسَ لِي مَسَرَّة بِسُقُوط وَلَيْسَ لِي قُدْرَة عَلَى قِيَام } نِتكَلِّم فِي 3 نُقَط :-
التداريب الروحية
وَاحْنَا فِي فِترِة الصُوم المُقَدَّس يَلِذ لَنَا الحَدِيث عَنْ التَدَارِيب الرُّوحِيَّة وَفَوَائِدْهَا وَخِبْرَاتهَا الرُّوحِيَّة لَنَا بِنِعْمِة رَبِّنَا .. جَمِيل جِدّاً أنْ تُدَرَّب النَّفْس عَلَى الفَضِيلة وَكُلَّمَا كَانَ التَدرِيب مُتقِن تَكُون المُمَارسة مُتقِنة .. يَقُول مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول فِي أعمَال الرُّسُل الأصْحَاح 24 : 16{ أُدَرِّبُ نَفْسِي لِيَكُونَ لِي دَائِماً ضَمِيرٌ بِلاَ عَثْرَةٍ مِنْ نَحْوِ اللهِ وَالنَّاسِ } جَمِيل جِدّاً أنْ تَتَدَرَّب النَّفْس عَلَى مُمَارَسَات رُوحِيَّة لِتَتَحَوَّل المَعرِفة الرُّوحِيَّة فِي حَيَاتهَاإِلَى سُلُوكِيَات تَثْبُت فِيهَا لِتُصبِح جُزء مِنْ حَيَاتهَا .. مِنْ طَبعَهَا أي يُسَهِّل فِعل الفَضِيلة وَتُصبِح الفَضِيلة تَعِيش دَاخِل هذِهِ النَّفْس .. مَا أجمل قَول مُعَلِّمنَا دَاوُد النَّبِي بَعْد تَدَرُّبه عَلَى فَضِيلِة الصَلاَة أنْ يَقُول{ أَمَّا أَنَا فَصَلاَة } ( مز 109 : 4 ) وَذلِك مِنْ كَثرِة تَدرِيب نَفْسه عَلَى الصَلاَة أصبَحِت هِيَ حَيَاته .. كَمْ هذَا رَائِع يَا أحِبَّائِي يَقُول مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالته إِلَى الْعِبْرَانِييِّنَ { وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ } ( عب 5 : 14)مُؤكِّداً عَلَى أهمِيِة التَدرِيب لِلحُصُول عَلَى حَوَاس مُقَدَّسة فِي الرَّبَّ .. فَمَثَلاً العِين تَحْتَاج إِلَى تَدرِيب عَلَى العِفَّة وَعَدم الشَّهوة .. الضَمِير يُدَرَّب لِيُصبِح بَعِيد عَنْ الإِدَانة وَعَدم التَفَكُّر بِالشُّرُور وَهَكذَا بَقِيِة الحَوَاس .. مُعَلِّمنَا دَاوُد النَّبِي فِي مَزْمُور 25 يِقُول لِرَبِّنَا { دَرِّبْنِي فِي حَقِّكَ وَعَلِّمْنِي }( مز 25 : 5 ) .. " دَرِّبْنِي يَارْب " أنَا عَايِز أدَّرَّب .. التَدرِيب يَا أحِبَّائِي يُمكِنْ أنْ يُحَوِّل الوَحش الشَرِس إِلَى حَيَوَان مُطِيع لِلأوَامِر الَّتِي تُمْلَى عَلِيه كَمَا نَرَى فِي الأُسُود المُدَرَّبة كَيْفَ إِنَّهَا تُطِيع مُدَرِبهَا فِي كُلَّ مَا يَقُول .. هذَا مَا يَفعله التَدرِيب المُستَمِر مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول يَقُول فِي رِسَالِة فِيلِبِّي { تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِياً بِمَا أَنَا فِيهِ }( في 4 : 11) .. إِدَّرَّبت مُمْكِنْ أجُوع .. مُمْكِنْ أعْطَش .. إِدَّرَّبت .. الحِكَايَة بِالنِسْبَة لِيَّ مِش صَعْبَة .. إِدَّرَّبت .. الإِنْسَان مُحْتَاج جِدّاً عَلَى التَدْرِيب فِي الفَضِيلَة لِغَايِة لَمَّا تُبْقَى الفَضِيلَة دِي جُزء مِنْ الحَيَاة وَجُزء مِنْ السُلُوك وَالإِنْسَان يَتَعَوَّدْهَا مَعَ الزَمَن وَيَسْهُل فِعْلَهَا .
لمحة مِنْ فَضَائِل البابا كِيرلُس السَّادِس
ثَلاَث مَرَاحِل مُهِمة فِي حياة البابا كِيرلُس السَّادِس نَتَعَلَّمْ مِنْهَا دِرُوس كَثِيرة :-
1/ مرحلِة مَا قبل الرهبنة :-
مرحلة تِلفِت نظرنا مرحلِة مَا قبل رهبنته وَهُوَ مَازالَ عِلمانِي وسط مُجتمع وَضُغُوط وَأوجاعه وَكَانَ إِسمه الأخ عَازِر .. كَانَ حاله إِنَّه إِنسان مَسِيحِي يُمَجِّد الله وَيخاف الله فِي كُلَّ أموره وَلَمْ يشعُر أبداً إِنَّه فِي خُلطة مَعَ أهل العالم أوْ إِتِفاق مَعَ فِكرهُمْ وَأعمالهم الردِيئة .. كَانَ يُمَجِّد الله فِي كُلَّ أمور حياته وَيُعلِنْ مَسِيحِيته وَسط مَنْ حوله .. كُلَّ مَنْ حوله كَانَ يرى فِيهِ إِنسان فرِيد وَهذَا مَا نَتَعَلَّم مِنْهُ لأِنَّنَا وسط العالم لاَ نُحَافِظ عَلَى أنْفُسَنَا وسط ضُغُوط وَإِغراءات العالم لَكِنْ الإِنسان الَّذِي مَسِيحه دَاخِل قلبه وَيحفظ نَفْسه وَمَزَامِيره دَاخِل فِكره وَقلبه لاَ يُؤثِّر عليه العالم كَانت المَزَامِير دَاخِل قلب البابا كِيرلُس مُنذُ أنْ كَانَ عِلمانِي .. كَانت كَلاَم حيّ دَاخِله رُبَّمَا آيات كَثِيرة فِي المَزَامِير لَمْ تلفِت نظرنا إِلاَّ عَنْ طرِيق البابا كِيرلُس لأِنَّ الإِنسان الرُوحانِي يلفِت الله نظره لِكِنُوز الكِتاب .. [ وَجِدَ كَلاَمُكَ فَأكَلْتُهُ فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي ... ] ( أر 15 : 16)إِذا دخلت حُجرته وَهُوَ عِلمانِي تَجِدهَا مُزَيَنة بِعَدِيد مِنْ الآيات .. كَلِمة الله أمام عينيهِ دَائِماً .. فِي بيته إِنسان ودِيع هَادِئ لَهُ خفائه وَصَلَوَاته الخاصة وَهُوَ لَمْ يَكُنْ رَاهِب بعد .. بينما نَحْنُ يخدعنا عدو الخِير وَيقُول لَنَا أنَّ الحياة المَسِيحِيَّة صعبة فِي العالم لَكِنَّهَا قَاصِرة عَلَى الرُهبان وَرِجال الدِين .. لاَ الحياة المَسِيحِيَّة لِكُلَّ إِنسان .. عَلَى كُلَّ إِنسان أنْ يَكُون بِيته كَنِيسة وَلَهُ عِشرِته وَخفائه مَعَ الله وَلَهُ مذبح فِي بِيته وَلَهُ سهرات وَأصوام وَتقوى وَبِر وَعفاف كَانَ البابا كِيرلُس مشهُور بِالعطاء وَالوداعة وَالصمت قَلِيل الكَلاَم وَلاَ يتكلَّم إِلاَّ لِلبُنيان .. صِفات تُؤهِل النَّفْس أنْ تَكُون مسكن لله .. الإِنسان المُنزَعِج بِأُمور كَثِيرة صعب إِنَّه يستقر فِيهِ الله .. تعلَّم مِنْ الأخ عَازِر أنْ تَكُون شَاهِد لِلمَسِيح فِي بِيتك وَعملك .. إِشهد لَهُ بِكُلَّ قُوَّة وَجبرُوت دُونَ أنْ يَكُون لَكَ زِي مُعَيَّن لأِنَّ الآباء يَقُولُون [ إِنَّ الشكل وَالزِي لاَ يُخَلِّصان ] القِدِيس الأنبا روِيس لَمْ ينال أي رُتبة لَكِنْ لَهُ كرامة عظِيمة فِي السَّماء لأِنَّ الكَنِيسة لَهَا ترتِيب عجِيب تضع مَثَلاً إِستفانُوس رَئِيس الشمامِسة فِي المجمع قبل مَارِمرقُص رَئِيس البطاركة لأِنَّ السَّماء لَيْسَ لَهَا ترتِيب بَلْ لَهَا مَعَايير خفايا الإِنسان الأخ عَازِر عَاشَ وسط العالم لَكِنْ لَمْ يعِش العالم دَاخِله .. كَانَ وسط العالم إِنسان مُختلِف وَالَّذِي لاَ يحيا هذَا الفِكر يَكُون قلبه خراب .. لاَبُد أنْ تَتَمَسك بِوَصَايا الله .
2/ مرحلِة أبُونَا مِينا المُتَوَحِد :-
عِندما تختلِي النَّفْس مَعَ الله تصفو وَتُحَلِّق فِي السَّماوات .. الوِحدة تُعطِي الإِنسان صفاء وَسكُون وَيكتشِف بِهَا أكبر كِنز دَاخِله وَهُوَ الله السَّاكِن فِيهِ .. عِندما يجلِس الإِنسان وحده وَيصمُت يهدأ مِنْ الإِضطِرابات الكَثِيرة وَيُصبِح مسكن لله .. رأينا فِي أبُونَا مِينا المُتَوَحِد نموذج يُقارب المراتِب السَّماوِيَّة لأِنَّ الإِنسان لَمَّا يخلو لِنَفْسه يرفعه الله لِمَرَاتِب مَلاَئِكِيَّة .. رأينا فِيهِ مَحَبَّة لِلصمت وَالسكُون وَالأصوام .. كَثِيرُون لَهُمْ فُرص يُتاجِرُونَ بِهَا وَلاَ يُتاجِرُون بينما المسِيحِي الصَحِيح الحقِيقِي هُوَ مَنْ يِتاجِر وَيِربح .. الَّذِي يفهم خِطَّة الله فِي حياته هُوَ إِنسان سَمَاوِي أبُونَا مِينا المُتَوَحِد كَانَ يستثمِر وقته فِي قِراءة الكِتاب المُقَدَّس وَالتَّسبِيح وَالصَلَوَات كَانَ يُدَاوِم عَلَى صلوات التَسبِحة وَالأجبية .. أصعب شِئ أنْ لاَ نفهم كِنز أُرثُوذُكسِيِتنا .. الَّذِي يسأل مَا فائِدة صلوات الأجبية وَالأسرار الكَنَسِيَّة نسأله مَا رأيك فِي البابا كِيرلُس ؟ يَقُول هُوَ رجُل صَلاَة .. نُجِيبه الَّذِي صنع هذَا الإِنسان هُوَ الكَنِيسة بِأسرارهَا .. [ إِنْ لَمْ تعرِف الطرِيق فَاخرُج عَلَى آثار الغنم ] .. الإِنسان الكَنَسِي يعلم وَيعِي اللاهوت وَأسرار الكَنِيسة وَأسرار الله .
3/ مرحلِة البابا كِيرلُس البطريرك :-
عِندما صَارَ بطريرك لَمْ يفقِد حُبَّه لِلوِحدة وَالسكُون وَلَمْ يفقِد رُوح رهبانِيته وَوَدَاعته وَعِندما كَانَ الشَّعْب يَتَعَامل معهُ كبطريرك كَانَ يُخاطِب نَفْسه بِكَلِمات تبدو لِلنَّاس مرح[ عِيشنا وَشُوفنا الولد بقى بطرك ] .. وَعِندما كَانَ يطلُب طلب وَالنَّاس كُلَّهَا تِلَبِّي طلبه كَانَ يَقُول لِنَفْسه [ جَلَبِيته لِحد رُكبِته وَعشرة فِي خِدمِته ] .. كَانَ فِي كرامة لَكِنْ أمام نَفْسه بِلاَ كرامة بُولِس الرَّسُول يَقُول كَانَ مُمكِنْ يَكُون لَنَا كرامة لَكِنَّنَا رفضناهَا .. لأِنَّ الَّذي يطلُب الكرامة تهرب مِنْه وَالَّذِي يهرب مِنْهَا تأتِي إِليه وَلنرى كرامة البابا كِيرلُس فِي السَّماء وَعَلَى الأرض رغم إِنَّه كَانَ يهرب مِنْهَا عَلَى الأرض .. لَوْ كَانَ أحب الكرامة عَلَى الأرض كَانَ سينالها لِفِترة مُؤقتة قَصِيرة وَيَا لِلخُسارة يَا ليتهُ مَا طلبهَا جَيِّد أنْ يحتفِظ الإِنسان بِإِتِضاعه وَهُوَ فِي منصِب .. دَاوُد النَّبِي عِندما إِنتصر وَمَلك بدأروح الغرُور يملأه وَبدأ يَتَمَشَّى عَلَى السطح وَنظر وَاشتهى وسقط وَعِندما أرادَ أنْ يِدَارِي خَطِيته أتى بِأورِيَّا الحِثِّي وَعِندما رفض أُورِيَّا الرجُوع لِبِيته أسكره فرفض أيضاً رجوعه لِبِيته فَأرسله دَاوُد لِلحرب وَبِيده خِطاب موته لِيضعوه فِي الصفُوف الأُولى فِي الحرب فَيَموت .. دَاوُد الَّذِي قَالَ عَنْ نَفْسه إِنَّه كلب مَيِّت عِندما مَلك تَكَبَّر أجمل شِئ أنْ يَكُون الإِنسان فِي كرامة وَلاَ يطلُبهَا وَيِحافِظ عَلَى إِتِضاعه وَالَّذِي يشتكِي لَهُ عَلَى آخر لاَ يقبل مِنْه كَلِمة كَمَا كَانَ يفعل البابا كِيرلُس السَّادِس لأِنَّ [ مُشِيعُ المَذَمَّةِ هُوَ جَاهِلٌ ]( أم 10 : 18) .. لَمْ يَشِع مذمَّة بينَ النَّاس بَلْ أشَاعَ السَّلام وَالمحبَّة بينَ شعبه وَلَمْ ينقِل كَلِمة مِنْ أحد عَلَى آخر وَيَقُول لَهُمْ أنَّ الله لاَ يُحِب مُشِيعِي المذمَّة لأِنَّهُ أرادَ أنْ يرفع أولاده لِمراتِب رُوحِيَّة عالية وَكَانَ يِعالِج الأُمور بِحِكمة وَلَمْ يراه أحد أبداً فِي إِحساس عَظَمِة البطريرك .. لَمْ يرتدِي مَلاَبِس ثمِينة لأِنَّهُ كَانَ يشعُر أنَّ كُلَّ مجد إِبنة المَلِك مِنْ دَاخِل ( مز 45 : 13 ) لاَبُد أنْ لاَ تعبُر علينا درُوس حياته لِكي تنتقِل لَنَا فَضَائِله لأِنَّ هذِهِ هِيَ الكَنِيسة وَهؤلاء هُمْ آباءنا رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين