العظات
المسيح في شخصية أبينا إبراهيم الجزء الأول
بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِد آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
في بداية ظهوره في الكتاب المقدس :
وقال الرب لأبرام: "اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك، وتكون بركة وأبارك مباركيك، ولاعنك ألعنه وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض فذهب أبرام كما قال له الرب وذهب معه لوط وكتن أبرام ابن خمس وسبعين سنة لما خرج
من حاران" ( تك 12 : 1 - 4 ) من دراستنا يبقى عندنا ربط مباشر بين أبونا إبراهيم والسيد المسيح:
شخصية أبونا إبراهيم محبوبة من المسيحيين وغير المسيحيين ليه قال:"أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح" ( يو 8 : 56 ).
شخصية أبونا إبراهيم متعدده الجوانب ملئ بالفضائل وملئ بالرموز وملئ بشخص ربنا يسوع المسح.
تقال عنه )خليل الله( يعنى ايه مختاره حبيبه وصديقه، هل إلى هذه الدرجة؟
هل وصل الود بين الله وإبراهيم إلى هذا الحد؟ "هل أخفى عن إبراهيم ما أنا فاعله" )تك 18 : 17).
الكنيسة تقول عن أبونا إبراهيم تشفع بيه تقول له ( من أجل إبراهيم حبيبك وإسحق عبدك وإسرائيل قديسك).
أختارت لأبونا إبراهيم لقب حبيبك فهو حبيب الله لبره ولتقواه. عشان كده شخصية أبونا إبراهيم من أعظم شخصيات العهد القديم والكتاب المقدس على الإطلاق.
أنه ( إبراهيم خليلى) يقول له: "وأما أنت يا إسرائيل عبدي، يا يعقوب الذي اخترته، نسل إبراهيم خليلي" ( إش 41 : 8 ). يقول يهوشافاط الملك لما صلى قال له: "ألست أنت إلهنا الذي طردت سكان
هذه الأرض من أمام شعبك إسرائيل وأعطيتها لنسل إبراهيم خليلك إلى الأبد"( 2أخ 20 : 7).
الكنيسة تكرم جداً أبونا إبراهيم في يوم 28 مسرى تقيم تذكار للكنيسة للآباء البطاركة إبراهيم وإسحق ويعقوب له كرامه كبيرة جداً وعندما ينتقل شخص تقول الكنيسة أنه ذهب إلى حضن إبراهيم وإسحق ويعقوب، وأيضا في مثل الغنى والعازر تقول: "مات المسكين وحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم" ( لو16 : 22 ).
رموز في شخصية أبونا إبراهيم :
1. للتقوى.
2. للحياة مع الله.
3. للبر.
4. لمصادقة الله.
عشان كده يقول لهم: "انظروا إلى الصخر الذي منه قطعتم انظروا إلى إبراهيم أبيكم" (إش 51 : 1 - 2 ).
هناك نقاط كثيرة جداً تربط بين أبونا إبراهيم وشخص ربنا يسوع المسيح :
الترك والإخلاء :
وقال الرب لأبرام: "اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك فذهب أبرام كما قال الرب" ( تك 12 : 1 ، 4 ).أبونا إبراهيم ترك أرضه وعشيرته تغرب في أرض كنعان وده بيشبه لنا ترك لربنا يسوع المسيح في حالة الإخلاء والترك أنه ترك السماء "هذا الذي من أجلنا نحن البشر من أجل خلاصنا نزل من السماء" ( تقال في قانون الإيمان).
ترك العرش الإلهى ومكانه في السماء وجلنا على الأرض لماذا؟ لكى يفتقد الإنسان ترك مجد السماء ويقول لك أخلى ذاته آخذاً شكل عبد وأبونا إبراهيم ترك مجد أبوه وغناه وجاء في أرض كنعان تغرب فيها.
علامات سرية في الكتاب المقدس في الأسماء والمدن والأماكن وطبائع الشعوب قال له اذهب إلى كنعان.
"الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله. لكنه أخلى نفسه، آخذاً صورة عبد، صائراً في شبة الناس" ( في 2 : 6 - 7 ).
جاء ربنا يسوع اتقال عنه ليس له أين يسند رأسه وأبونا إبراهيم جاء وعاش وسط الناس كغريب ليس له أين يسند رأسه لم يكن عنده مكان،يقولوا عنه أنه رجل الخيمة والمذبح عاش طول عمره في خيام، ربنا يسوع المسيح متعرفش هو منين لأنه اتولد في بيت لحم قال له: "قم خذ الصبي وأمه واذهب إلى أرض مصر" ( مت 2 : 20).
النزول إلى مصر (الطاعة) :
"وحدث جوع في الأرض، فانحدر أبرام إلى مصر ليتغرب هناك، لأن الجوع في الأرض كان شديداً" ( تك 12 : 10 ) هذا يذكرنا بهروب ربنا يسوع المسيح لأرض مصر، الجوع الذي كان يحدث في الأرض كان يحصد ناس أموات فانحدر لمصر إشارة لربنا يسوع المسيح اللى نجا من خطر الموت عن طريق هيرودس الملك وهرب لأرض مصر فنزل أبونا إبراهيم إلى أرض مصر كان إشارة لنزول السيد المسيح لأرض مصر وهروبه من وجه هيرودس الذي كان مزمع أن يطلب نفسه.
حياة الأنبياء والآباء هي رمز الكتاب المقدس وأحداث هي نفسها بتتكلم عن نفسها عشان تشاور لنا على حياة ربنا يسوع المسيح فلما تقرأ حاجة تعرف أن هي بتشير إلى حاجة أكبر:
موسى النبى عندما رفع يديه غلب عماليق ده إشارة لصليب ربنا يسوع المسيح، نزول أبونا إبراهيم مش حدث بس بيتكلم عن نفسه غير مفهوم لا بالروح القدس نفهم أنه بيمهد أذهانا لهروب ربنا يسوع إلى أرض مصر عشان يقول: "هوذا حمل الله" ( يو 1 : 29 ) يقول "من له العروس فهو العريس، وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحا من أجل صوت العريس إذا فرحي هذا قد كمل"
( يو 3 : 29 ).
العجيب أن أبونا إبراهيم لما نزل مصر كان معه عائلة وصورة للعائلة المقدسة اللى نزلت إلى أرض مصر اللى جت عشان تطلب في مصر النجاة كان رمز لهروب العائلة المقدسة لمصر.
أبونا إبراهيم ينتصر على كدرلعومر :
في موقف قوى جداً يشير لربنا يسوع المسيح عارفين أن لوط تم سبيه في معركة كدرلعومر، كدرلعومر ده ملك شرير بيفرض جزيه على الملوك اللى حواليه، الملوك اللى حواليه تمردوا وقالوا لا ندفع الجزيه، فجاء وحاربهم وسباهم وأخذهم سبايا، أبونا إبراهيم سمع عن السبايا اللى من ضمنهم لوط ابن أخوه أتاخذ كسبى، فخذ معاه 318 من رجاله المتمردين المتمرسين وراحوا وأنقذوا كل الشعوب بملوكهم أنقذوهم ورجعوهم تانى ما هو الأمر اللى يربط بين المسيح و بين الانتصار في
معركة كدرلعومر؟ يقول لك: "فلما سمع أبرام، أن أخاه سبي جر غلمانه المتمرنين، ولدان بيته، ثلاث مئة وثمانية عشر، وتبعهم إلى دان وانقسم عليهم ليلاً هو وعبيده فكسرهم وتبعهم إلى حوبة التي عن شمال دمشق. واسترجع كل الأملاك، واسترجع لوطا اخاه أيضا وأملاكه،والنساء أيضا والشعب"( تك 14 : 14 – 16).
كدرلعومر يمثل الشيطان اللى سبى أولاد الله وأذلهم وفرض عليهم الجزية وجعلهم يعيشون بدون كرامة وأخذ أملاكهم ورمز لعدو الخير الذي لا يشفق وجاى يأخذ مننا السلام والقداسة والطهارة والبر ويفقدنا عشرتنا مع ربنا، عايز يأخذ وقتك وعمرك ومشاعرك وأجمل وأغلى ما تملك وعمرك كله وكأنها ضريبة وعايز يسبينى نفسيا وأدبيا وجسديا وروحيا،ً كدرلعومر عدو شرس بيأخذ ما ليس حقه و مجرد سيطره، مين اللى هيسترجع كل الأملاك؟ ربنا يسوع المسيح.
حارب كدرلعومر وكانت معركة محسومة وانتصر على عدو الخير يقول ورد أبانا آدم وبنيه إلى الفردوس، رد لنا الأملاك أخذ مننا كل ما قد سبى مننا رد لنا كل ما فقدناه، المسيح في الصليب نزل ربنا يسوع المسيح إلى الجحيم وسبى سبيا وأعطى عطايا وقال لهم: "إذ صعد إلى العلاء سبى سبيا وأعطى الناس عطايا" ( أف 4 : 8 ).
معركة كدرلعومر ورد السبى ورد الأملاك كانت إشارة واضحة لمعركة الصليب بين ربنا يسوع والشيطان، فيها إسترد ربنا يسوع المسيح المسبيين والتي فيها يسوع جرد الرياسات والسلاطين وأظهرهم ظافراً بالصليب.
كيف ستحارب الشيطان وهو محترف حرب؟ سأحاربه على الصليب،الشيطان لا يحتمل الإتضاع والمحبة والغفران. وأبونا إبراهيم أنتصرعلى معركة كدرلعومر بإيمانه.
أبونا إبراهيم يرفض الأملاك :
أراد ملك سدوم أن يرد الجميل لإبراهيم قال له: "رفعت يدي إلى الرب الإله العلي مالك السماء والأرض،لا آخذن لا خيطا ولا شراك نعل ولا من كل ما هو لك" ( تك 14 : 22 - 23 ).
شراك نعل هو الخيط الذى يخيط به الحذاء.
لماذا يا أبونا إبراهيم لم تأخذ شئ؟ يقول: "فلا تقول أنا أغنيت أبرام" ) تك 14 : 23 ) والمسيح يقول "مملكتى ليست من هذا العالم" ( يو 18 : 36 ) يقول: "مجداً من الناس لست أقبل" (يو 5 : 41 ).
يوم ما ارتفع الصليب ارتفع عريان وأبونا إبراهيم غالب من داخله وغالب المقتنيات وغالب أي أمور مغريه لا ذهب ولا فضه وعبيد ولا جوارى ولا مواشى، وكان أبونا إبراهيم هنا رمز ربنا يسوع المسيح اللى جاى يغلب ويدينا النصره لحسابنا.
أبونا إبراهيم يزجر الجوارح :
أبونا إبراهيم بعد ما غلب في معركة كدرلعومر فابتدا يقلق وابتدا ربنا يطمنه "لا تخف يا أبرام. أنا ترس لك" ( تك 15 : 1).ربنا يعلم ضعف البشر هعمل بينى وبينك عهد ( ميثاق) قال له هات
الحيوانات ( قديما)ً انت طريقة العهود المعاهدات بين الشعوب يضمنوا أن هم ما يحاربوش بعض ولا ناحية مقتنيات بعض كانوا يجيبواحيوانات ( مثلاً: بقرة – جاموسه – معزه – خروف) ويشقهم من النص ويبقى وهم مشوقين من النص الدم يمين وشمال والملكين بتوع البلدين المتجاورين المتحاربين اللى عايزين يعملوا سلام هم الاثنين يعدوا من وسط الحيوانات المشقوقه طبعا منظر مخيف ومرعب ودم وحيوانات تفرفر ومنظر غريب، يشقوه من النص ويضعوا نص يمين ونص شمال والاثنين الملوك يعدوا وكأن كل واحد بيقول للثانى لو خنت العهد مصيرك الدم والموت، منظر مخيف عشان يخليهم هم الاثنين يعملوا عهد بينهم وبين بعض قال له هات الحيوانات وشقهم من وسطهم ويخلى فكره الخيانة تبقى بعيده، قال له: "خذ لى عجلة ثلاثية، وعنزة ثلاثية، وكبشا ثلاثيا،ً ويمامة وحمامة" ( تك 15 : 9 ) تشق كله ما عدا اليمامة والحمامة لأنهم في الكتاب المقدس رمز للشخص الروحانى لا ينقسم أما العجلة والكبش والعنزة رمز للشخص الجسدانى اللى ممكن ينقسم، طبعا لما الحيوانات مشقوقه تجيب دم والموقف طول لقينا الحيوانات الطيور الجارحه جايه عشان تأكل من الحيوانات الميته. أبونا إبراهيم يزجرها وهي حيوانات شرسة من كتر ماتعب حصله حاله الاغماء والتعب ونام.
قصة الجوارح رمز لعدو الخير والحيوانات المشقوقه والطيور رمز للإنسان المعرض لحرب عدو الخير وهنا أبونا إبراهيم عمل مثل الراعى الصالح رمز لربنا يسوع المسيح اللى بيزجر الجوارح، ربنا يسوع أتكلم عن السيد لما اتأخرعن العبد قال لك يأكل ويشرب ويسكر وجاء سيده يجعل نصيبه مع عديم الإيمان ويشق من وسطه بينما الإنسان الأمين الذى يقيمة سيده على أمواله ده الشخص اللى حافظ العهد.
أبونا إبراهيم يقع في سبات ورعبة عظيمة :
أبونا إبراهيم رمز )إشارة( للمسيح:
1. لما نزل لأرض مصر كان إشارة للمسيح.
2. لما ترك أرضه وعشيرته كان إشارة للمسيح.
3. لما غلب في معركة كدرلعومر كان يرمز للمسيح.
4. لما رفض الأملاك كان يرمز للمسيح.
5. لما وقع عليه سبات يرمز للراعى الصالح اللى بيبذل نفسه عن الخراف.
6. السبات معناه أن الشمس لما غابت وقع على أبونا إبراهيم السبات رمز للصليب لحظة تسليم الروح "وقع على أبرام سبات، وإذا رغبة مظلمة عظيمة واقعة عليه" ( تك 15 : 12).
7. "وإذا تنور دخان ومصباح نار يجوز بين تلك القطع" ( تك 15 : 12). رمز لشخص ربنا يسوع المسيح اللى جاى يصنع بنفسه المصالحة.
8. اللى حصل مع أبونا إبراهيم )السبات( ده كان الموت رمز للصليب.
9. قال له: "وأما أنت فتمضى إلى آبائك بسلام وتدفن بشيبة صالحة"( تك 15 : 15). رمز للفداء والقيامة ( ده مشهد الفداء). مشهد تحطيم مملكة العدو وانتصار ربنا يسوع المسيح وقهر للظلمة والموت والرعب حدث الموت على الصليب و القيامة اصل الأمه هتستعبد في الأرض لمدة ( 400 ) سنة قال له: "يستعبدون لهم. فيذلونهم أربع مئة سنة" ( تك 15 : 13 ) .
10. انا اجناز بعمود التنور والدخان المصباح قال له: "ثم غابت الشمس فصارت العتمة، وإذا تنور دخان ومصباح نار يجوز بين تلك القطع"( تك 15 : 17 ). رمز للحضور الإلهى قال معلمنا بولس الرسول: "الذي أسلم من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا" ( رو 4 : 25 ).
المسيح في شخصية ملكي صادق
بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِد آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
بنعمة ربنا نستكمل دراستنا في سلسلة السيد المسيح فى الشخصيات سبق وذكرنا ان ربنا يسوع كائن قبل كل الآزمان وموجود قبل كل الدهور كأقنوم الابن فى العهد القديم من خلال ٤ محاور:
1 - المحور الاو ل (الظهورات) هناك نماذج كثيرة لظهورات الابن فى العهد القديم منها ظهوره لابونا ابراهيم - يعقوب - موسى - هاجر- جدعون- يشوع.
2 - المحور الثاني (النبوات) توجد نبوات كثيرة من بداية سفر التكوين عندما يذكر أن نسل المرآه يسحق رأس الحية، نبوات عن ميلاد المسيح وحياته وصلبه موته و صعوده وحلول الروح القدس و معجراته .
3 - المحور الثالث (الرموز) وقد درسنا ١٣ حلقة عن رموز مسيانة المسيح فى شجرة الحياة وخروف الفصح والمن وفى عمود السحاب وبيت راحاب والفلك والصخره وفى التقدمات والاعياد والذبائح المسيح موجود فى رموز كثيرة جداً فى العهد القديم.
4 - المحور الرابع (الشخصيات) هو موضوع دراستنا حاليا سلسلة فى دراسة المسيح فى الشخصيات، ندرس في الشخصية معنى الاسم، وأهم اعماله، وظيفته ،القابه ،والشواهد الكتابية
عنه فى العهد القديم و العهد الجديد. ثم نبداً نربط ما بين الشخصية والسيد المسيح، موسى المخلص وابراهيم اب الاباء ويشوع القائد، كل شخصيه بها رمز من الرموز التى ترمز للمسيح وبتجميع الشخصيات نحصل على صورة مبدئيه لشخص ربنا يسوع المسيح.
درسنا سابقا السيد المسيح فى شخصية آدم وهابيل ونوح، واليوم ندرس المسيح فى شخصية ملكى صادق.
شخصية السيد المسيح في ملكى صادق
شخصية ملكى صادق تبدو غامضة لا توجد عنه معلومات كثيرة
معنى اسمه : ملك البر واحيانا يذكر عنه أنه ملك السلام ذكر فى الكتاب المقدس فى تكوين ١٤ وفى مزمور ١١٠ وعبرانيين اصحاح ٥ واصحاح ٧ فى تكوين 14 يذكر: زحف كدرلعومو ر ملك عيلام ومعه ثلاثه ملوك اخرون من ملوك بلاد بين النهرين على البلاد المحيطه بالبحر الميت، لاعادة اخضاعهم له أراد خضوع ملوك الممالك المحيطة له، تخضع له وتقدم له رسوم مثل الضرائب، وحدثت المعركة وكانت الموقعه في عمق السديم وانهزم حلف سدوم وعمورة، فاخذ كدرلعومر ومن معه جميع املاك سدوم وعمورة،واخذوا لوط ابن اخي ابراهيم واملاكه ومضوا، فلما سمع ابرام جرغلمانه المتمرنين ولدان بيته 318 وتبعهم الى دان، وهزمهم "وَاسْتَرْجَعَ كُلَّ الأَمْلاَكِ، وَاسْتَرْجَعَ لُوطا أَخَاهُ أَيْضًا وَأَمْلاَكَهُ،وَالنسَاءَ أَيْضًا وَالشَّعْبَ "( تك ١٤ : ١٦ ) وعند عودته قابله ملكي صادق "مَلْكِي صَادِقُ، مَلِكُ شَالِيمَ، أَخْرَجَ خُبْزًا وَخَمْرًا وَكَانَ كَاهِنًا لِلِا لْعَلِيِ وَبَارَكَهُ وَقَالَ: "مُبَارَكٌ أَبْرَامُ مِنَ اللهِ الْعَلِيِ مَالِكِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَمُبَارَكٌ اللهُ الْعَلِيُّ الَّذِي أَسْلَمَ أَعْدَاءَكَ فِي يَدِكَ". فَأعَطَاهُ عُشْرًا مِنْ كُل شَيْ ءٍ" (تك ١٤ : ١٨ - ٢٠ ) ملكي صادق ملك ساليم، قدم لابراهيم خبزا وخمرا، وكان ملكي صادق (كاهنا لله العلي) ونتعجب من هذه الكلمة كيف عرف الكهنوت! وكيف بارك ابراهيم! وقال له مبارك ابرام من الله العلي مالك السماوات والارض ومبارك الله العلي الذي اسلم اعدائك في يدك، فاعطاه ابراهيم عشرا من كل شيء! ابونا ابراهيم يعطي له العشور!!!
معني ذلك شعور ابونا ابراهيم بأن هذا الشخص كأنه اكبر منه واعظم منه وانه كاهن ومبارك
من الله فيعطيه العشور ما علاقه ملكي صادق بكاهن الله العلي، من أين أتى هذا الأمر وما بدايته؟ برغم هذه الامور كانت بعيدة عن الفكر الوثني؟
وقول ملكي صادق لابراهيم مبارك الله العلي الذي اسلم اعدائك في يدك، وابونا ابراهيم وافق على هذا الكلام، ووافق على انه يباركه وان يعطيه عشرا من كل شيء، رغم أن ابونا ابراهيم سابقا آبي ان ياخد من ملك سدوم اي شيء عندما أنقذ أبونا ابراهيم ملك سدوم وكل من له، فأراد الملك ان يكافئه آبي ابراهيم وقال "لاَ آخُذَنَّ لاَ خَيْطًا وَلاَ شِرَاكَ نَعْل وَلاَ مِنْ كُل مَا هُوَ لَكَ" ( تك ١٤ : ٢٣ ) ما هذا الآمر وهل معني ذلك الكهنوت كان موجود كوراثة ؟ من اين آتي ملكي صادق ؟
في مزمور 110 يتحدث داود بروح النبوة عن شخص ملكى صادق "أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ "أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ". ( مز ١١٠ : ٤ ) في عبرانيين 5:6 - 10 "أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ"، "مَدْعُوًّا مِنَ اللهِ رَئِيسَ كَهَنَةٍ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي" صَادَقَ. (عب ٥ : ٦ ، ١٠ ) کهنوت ربنا يسوع المسيح أسمى من كهنوت هارون ولاوى ويذكر انت كاهن الى الابد على
رتبة ملكى صادق وليس رتبه هارون أو لاوى لذلك المسيح وملكى صادق يذكر عنهما ( ملك البر، وملك السلام) وكلاهما لهم كهنوت من الله وليس من الناس ، ولا علاقة له بالكهنوت الموروث عائليا الكهنوت الهارونى ما هذا الكهنوت الجديد؟ ما الكهنوت الاسمى من كهنوت هارون؟
هو كهنوت ملكى صادق كهنوت مقام من الله، الكهنوت الاعظم من ابونا ابراهيم ولاوى، لان ابونا ابراهيم جد لاوى وملكي صادق أعطى ابراهيم هدايا وبارك ابراهيم واخذ منه العشور، يصبح هذا الكهنوت اعظم من كهنوت اللاوي يقال عن كهنوت اللاوى ( الذي لم يكن به كمال) وكهنوت المسيح على رتبة ملكى صادق كان بقسم :"أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ، أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ". ( عب ٧ : ٢١ ) كهنوت يبقى الى الابد، أما كهنوت اللاوى بدون قسم ويخص مرحلة آو فترة معينة يقال آن ملكى صادق ما هو الا أحد ظهورات المسيح قبل التجسده كان رمز من الرموز المسيانية عن الابن بحسب الجسد ، والدليل ما كتب عنه انه "بِلاَ أَبٍ، بِلاَ أُ م، بِلاَ نَسَبٍ لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هذَا يَبْقَى كَاهِنًا إِلَى الأَبَدِ" ( عب ٧ : ٣ ) ليس معنى ذلك انه نزل من فوق او خيالي او رمزي بل هو حقيقى، لكنه بلا اب معروف وام معروفه بلا تسلسل معروف فى الكهنوت او محدد هو ظهر كرمز مسياني انه ملك البر الذى يبارك ابونا ابراهيم وأعلى وأعظم منه، وكاهن مقام من الله فكان رمز لشخص ربنا يسوع المسيح و به صفات جميله تخص يسوع المسيح .
ما بين المسيح وملكى صادق
ملك البر و ملك السلام :
ملكى صادق : معناه ملك البر عبد ٧ : ٢: "الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْرًا مِنْ كُل شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ
أَوَّلاً "مَلِكَ الْبِر "
والمسيح هو ملك البر
في إشعياء 5:16 : "وَيَتَعَالَى رَبُّ الْجُنُودِ بِالْعَدْلِ، وَيَتَقَدَّسُ الإِلهُ الْقُدُّوسُ بِالْبِر". ( إش ٥ : ١٦ )
المسيح هو سر برنا لقد أخذنا من آدم اللعنة والجحود والعصيان لكن فى المسيح اكتمل برنا وورثنا به البر،ملكى صادق تعنى ايضا ملك السلام عب ٧ : ٢: "ثُمَّ أَيْضًا "مَلِكَ سَالِيمَ" أَيْ "مَلِكَ السَّلاَمِ"
( عب ٧ : ٢ )
والمسيح ملك السلام ورئيس السلا م.
في اش 9:6 : لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الريَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا،
مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. ( إش ٩ : ٦ ) هو سلامنا و معطينا السلام القائل "سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ" ( يو ١٤ : ٢٧ )
ملك وكاهن الله العلي :
في عبرانيين 7 : "لأَنَّ مَلْكِي صَادَقَ هذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِ" )عب ٧ : ١ ) قيل عن ملكي صادق انه ملك وكاهن قلما نجد ملك وكاهن، لان نسل الملوك كان فى سبط يهوذا و نسل الكهنوت من سبط لاوى، لكن كاهن وملك لا تجتمعا معا إلا في شخص ربنا يسوع فقط وفي زكريا 6 يتحدث عن المسيح ككاهن وملك و لاجل ذلك قدم المجوس هدايا تشير الى ملكه ( ذهب) وكهنوته ( لبان)
كان ملكى صادق ملك البر، والمسيح برنا وكان ملكي صادق ملك السلام والمسيح سلامنا وقد اجتمع الملك والكهنوت فى ملكى صادق كما في ربنا يسوع.
مشبه بأبن الله :
قيل عن ملكي صادق كلمة عجيبة وغريبة ولا تفهم ابدا الا فى شخصى ربنا يسوع المسيح فى عب 7:3 : "بِلاَ أَبٍ، بِلاَ أُم، بِلاَ نَسَبٍ لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ هذَا يَبْقَى كَاهِنًا إِلَى الأَبَدِ" (عب ٧ : ٣ )
مشبه بابن الله كلمة صعب أن تقال عن اي شخص، قد نجد شخص يقال عنه انه بار وانه كامل
وجبار وفى نسله تتبارك الارض انه مخلص نستطيع ان نقول كل ذلك، لكن كلمة مشبه بابن الله !!! كلمة عجيبه لتقال لشخص، لكن تفك وتحل رموزها فى ربنا يسوع ابن الله بالحقيقة الذى يقال عنه فى عبرانيين 4 : "فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ"(عب ٤ : ١٤ )، وقيل أيضا "هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ". )مت ٣ : ١٧ ) هو يسوع ابن الله بالحقيقة وليس مشبه بابن الله كما قيل عن ملكي صادق الحقيقة ان كلمة مشبه بابن الله تستوقفنا كثيرا وتستحق ان تقف أمامها ونخضع لها كثيرا .
بلا أب بلا أم بلا نسب :
قيل عن ملكي صادق "بِلاَ أَبٍ، بِلاَ أُم، بِلاَ نَسَبٍ"(عب ٧ : ٣ ) كان السيد المسيح عجيبا على الارض!!! من أبوه الارضى؟
يرمز اليه بالقديس يوسف البار، لكنه كأبن الله ليس له أب أرضي وكأبن لله بلا أم، لان العذراء لم تلد اللاهوت، لكن كانت تحتوى الحبل الآلهى لتعطينا المسيح ابن الله فكان شخص محير بلا أب بلا أم، أخذ من أمنا العذراء الجسد، لذلك قيل عن بطنها معمل إتحاد الطبائع التى ولدت لنا الله الكلمة بالحقيقة، فنقول لها السلام لك يا كرمة الحاملة جمر اللاهوت .
بلا أب من جهه الكهنوت:
لان كهنوت العهد القديم كان بالوراثة، أما كهنوت ملكى صادق فكان من الله مباشرة (عب ٧ :
١٤ ) في العهد القديم كان الكهنوت يجب أن يكون بالوراثة، ونحن نقول في الكنيسة السلام ليوحنا
الكاهن ابن الكاهن، فالكهنوت موروث والسيد المسيح لم يرث الكهنوت فهو ليس من نسل هارون، فكهنوت السيد المسيح ليس كهنوتا هارونيا بالوراثة، ولكنه كاهن منذ الابد على طقس ملكى صادق. جاء المسيح كأنه امتداد لملكي صادق، لان ملكى صادق بنفسه كان يعبر عن شخص المسيح أسمى رتبة وأعظم من ابينا أبراهيم، ويقدم له العشور كان ملكى صادق أسمى رتبة وأعظم قدراً من أبينا إبراهيم، بدليل انه بارك ابونا ابراهيم الذى فى نسله تتبارك جميع قبائل الارض وابونا ابراهيم يعطي له العشور، معلمنا بولس يذكر "وَبِدُونِ كُل مُشَاجَرَةٍ: الأَصْغَرُ يُبَارَكُ مِنَ الأَكْبَرِ" (عب ٧ : ٧ )
ملكى صادق يبارك أبونا ابراهيم، اذن ابونا ابراهيم هو الصغير- حاشا أن نقول عنه أنه صغير- لكن أمام ملكي صادق يصبح صغيراً ويخضع له ويقدم العشور، وكأنه يقول أن كهنوت هارون ولاوى أقل من كهنوت ملكى صادق،لذلك يقال عن كهنوت المسيح توفى له النذور والعشور، ايضا كهنوت المسيح هو أعظم من كهنوت اللاوي الخاص بالعهد القديم .
كل ما جاء فى كهنوت العهد القديم انه كهنوت بالوراثة، ويزول، ويحتاج شفاعة وانه كهنوت يقدم عن نفسه ذبيحة، كهنوت محدود بزمن و ذبيحة تقدم لتفتدى أنسان واحد فقط، لكن كهنوت ملكى صادق لا يحتاج أن يقدم عن نفسه ذبيحه ولا يحتاج شفاعة ولا يورث ولا يقدم ذبائح دموية من دم تيوس وعجول بل قدم دم ذاته ذبيحته ذبيحة مقبولة لدى الله، لانه اعطى به فداء عن جنس البشر، وقدم ذاته فداء عن العالم كله، هو كهنوت المسيح.
قدم ذبيحة خبز وخمر ولم يقدم ذبائح دموية:
قدم كهنوت ملكى صادق شىء عجيب عندما نقرأ عنه فى العهد القديم لا نفهمه، لانه قدم ذبيحة خبز وخمر!! !
هل نتخيل ان نسمع عن ذبيحة خبز وخمر فى بداية التكوين اصحاح ١٤ ، فالله يقدم لنا صورة عن نفسه من الآف السنين، لنفهمه عند مجيئه، فعندما يأتي المسيح ويقدم ذبيحة جسده ودمه من خبز وخمر -هما مادتا سر الافخارستيا- يوم خميس العهد، نعرف انه هو الملك والكاهن الذي بارك ابونا أبراهيم، فهو يمهد اذهاننا لكهنوت ملكى صادق بمجده ورموزه ليشير عن شخص المسيح، لذلك يجب أن نحفظ هذا الشاهد في المزمور ١١٠ "أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: "أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ". ( مز ١١٠ : ٤ ) بربط سفر المزامير ١١٠ مع عبرانيين ٧ نرى ان كهنوت ربنا يسوع المسيح أسمى من كهنوت هارون وكان امتداد لكهنوت ملكى صادق الذى جاء ليعطى كهنوتا جديداً لم يكن له علاقه بالوراثة العائلية، كهنوت دائم الى الابد ولا يزول وأسمى واعظم من اللاوى كان رمز لكمال كهنوت المسيح وكان كهنوت اكيد بقسم ويبقى الى الابد يجب الا نعتبر ملكى صادق شخصية رمزية او خيالية ليس لها وجود ولكنه حقيقى وظهر ليعطينا صورة عى كهنوت العهد الجديد ونسله الكهنوتى المستمر الى الابد لذلك في حضور الآباء، أب أسقف آو ا لأب البطريرك، يقرأ من الانجيل الجزء القائل ( فليرفعوه في كنيسة شعبه وليباركوه علي منابر الشيوخ لأنة جعل أبوة مثل الخراف يُبصِرُ المستقيمون ويفرحون أقسم الرب و لن يندم أنك أنت هو الكاهن إلي الأبدعلي طقس ملكي صادق) الكاهن الى الابد هو المسيح أما الاسقف او البطريرك فهو يرمز للمسيح هو امتداد لكهنوت المسيح الذى يحقق ويقدم لنا المسيح على الارض.
رآينا فى شخصية ملكى صادق علامات واضحة وقوية على شخص المسيح هو الذى له الخضوع وتقدم له التقدمات ونأخذ منه البركة، هو المشبه بابن الله، وكهنوته دائم الى الابد،واعظم من كهنوت هارون، هو الذى بلا أب ولا أم جاء من الله ليحقق وجود ابن الله فى حياتنا ربنا يبارك فيكم، درسنا المسيح في شخصية آدم وهابيل ونوح و ملكي صادق، والمرة الجاية واللي بعدها سندرس شخصية أبراهيم ابو الاباء، لالهنا المجد دائما ابديا آمين .
المسيح في شخصية نوح البار
بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِد آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
معنى أسم نوح :
أسم نوح معناه راحة أو تعزية،كما أن المسيح جاء تعزية وراحة لنا من تعب الجنس البشرى وخطيته وفساده ومن تعب أيدينا من قبل الأرض اللي اتلعنت، جاء المسيح ليرفع عننا اللعنة، الموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس هدمته، كما قال: "أنا اريحكم".
نسل نوح :
نوح بن لامك بن متوشالح بن أخنوخ.
أولاد نوح :
أولاده سام - حام - يافث حين كان نوح ابن 500 سنة كان نوح الجيل العاشر من آدم نوح ابن 480 سنة عندما قال الله له: "لا يدين روحى في الإنسان إلى الأبد، لزيغانه" نوح ابن 600 سنة عندما جاء الطوفان، إذن بناء الفلك استغرق 120سنة، وخلال هذه السنوات أمهل الله العالم وأعطى لنوح علامات الفلك،حيث أن الله لديه طول أناة وينتظر الخلاص تعرض نوح للشك والاستهزاء من معاصريه الذين كانوا سالكين بحسب شهوات أنفسهم وقائلين: "أين هو موعد مجيئه؟ لأنه من حين رقد الآباء كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة" معلمنا بولس قال: "بالإيمان نوح لما أوحي إليه عن أمور لم تر بعد خاف، فبنى فلكا لخلاص بيته، فبه دان العالم، وصار وارثا للبر الذي حسب الإيمان" )عب 7:11) ولم يشفق على العالم القديم، بل إنما حفظ نوحا ثامنا كارزاً للبر، إذ "جلب طوفانا على عالم الفجار" وقال الرب لنوح: "ادخل أنت وجميع بيتك إلى الفلك" لأني بعد سبعة أيام أيضا أمطر على الأرض أربعين يوما وأربعين ليلة. " وأمحو عن وجه الأرض كل قائم عملته. ففعل نوح حسب كل ما أمره به الرب" (الطاعة الكاملة لله الآب رغم أنه أمر غير منطقي) وحدث بعد السبعة الأيام أن مياه الطوفان صارت على الأرض". " دخل نوح وسام وحام ويافث بنو نوح وامرأة نوح وثلاث نساء بنيه " معهم إلى الفلك هم وكل الوحوش كأجناسها كما أمره الله وأغلق الرب عليه" ( رمز من رموز المسيانية لله الديان) وتعاظمت المياه وتكاثرت جداً على الأرض، فكان الفلك يسير على "
وجه المياه" فمات كل ذي جسد كل ما في أنفه نسمة روح حياة من كل ما في "اليابسة مات"وتبقى نوح والذين معه في الفلك فقط". " وتعاظمت المياه على الأرض مئة وخمسين يوما"ً. " ثم ذكر الله نوحا وكل الوحوش وكل البهائم التى معه في الفلك. وأجاز " الله ريحا على الأرض فهدأت المياه رجعت المياه عن الأرض رجوعا متواليا واستقر الفلك في الشهر السابع، في اليوم السابع عشر من
الشهر، على جبال أراراط". )تك 1:8- 5) "وكان في السنة الواحدة والست مئة، في أول الشهر، أن المياه نشفت عن الأرض" "وفي الشهر الثاني،جفت الأرض" وأمر الرب نوح بالخروج هو ومن معه فخرج وبنى مذبح للرب وأخذ كل البهائم والطيور الطاهرة وأصعد محرقات على المذبح فتنسم الرب
رائحة الرضا وبارك نوح وبنيه بدأت خليقة جديدة ومخافة لربنا كان يوجد رعب هل الطوفان سيتكرر مرة أخري أم لا فقطع الله مع نوح ونسله علامة ميثاق "فمتى كانت القوس في السحاب، أبصرها لأذكر ميثاقا أبديا بين الله وبين كل نفس حية في كل جسد على الأرض" الطبيعة البشرية الفاسدة الذي أهلكها الله لا يعود يفنيها نوح غرس كرما وشرب من الخمر وسكر وتعرى فرأى حام ابوه وهو
عريان فشاف عوره ابيه ولم يستره وأخبر اخواته الاثنين واخذوا الرداء ووضعوه على كتفهم ورجعوا إلى الخلف وغطوا ابوهم به فلما فاق نوح وعرف ما عمل ابنه الأصغر حام قال نوح ملعون كنعان( نسل حام) عبد من العبيد يكون لإخوته.
نكمل مع بعض المسيح في شخصية نوح البار :
نوح البار كان تعزية للجنس البشرى لأن ربنا رأى في الجنس البشرى كله أنه فسد وأنه زاغ وقال الله لا يدين روحى في الإنسان وخلاص ربنا أعتبر أن الخليقة فسدت كلها عايز يجددها مره أخرى فأغرقها بالطوفان وأبقى لنا منها نوحا.ً
نوح يرمز للسيد المسيح :
1. نوح كان رمز للسيد المسيح اللى جاي يدينا تعزية ببداية جديدة عن فساد وعن هلاك وعن زيغان وعن تعب.
2. يقال عن نوح كان بار وكامل رمز للسيد المسيح.
3. نوح صدق بإيمان وأطاع ونفذ وعمل خطوات فعلية رغم أن ممكن تكون درجة اقتناعه درجة بسيطة لما ربنا أمره أنه يعمل الفلك كانت أمور لم تصدق لكن "ففعل نوح حسب كل ما أمره به الله هكذا فعل" ( تك 6 : 22 ).
مواصفات الفلك :
الفلك ضخم جداً ومعدات كثيرة جد اً محتاج عماله محتاج تكاليف محتاج خشب من نوع معين محتاج عمر صنع نوح الفلك في 120 سنة وكان هذا اختبار لنوح في المدة الطويلة ديه وكان ممكن يزهق في نصف المدة لكن لم يقل ذلك ولكنه فعل حسب كل ما أمره به الله عشان كده الابن جه عمل ايه؟ "أفعل مشيئتك يا إلهي سررت" جاي يفدى العالم جاي يموت يتصلب جاي يحتمل مؤامرات ومكايد جاي يبنى كنيسة جديدة جاي يبنى خليقة جديدة.
الفلك هو المسيح والكنيسة.
المسيح علمنا أن احنا نكون جوه الفلك جوه الكنيسة "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به،بل تكون له حياة أبدية"( يو 3 : 16 ) القديس كبريانوس يقول: ( الذي لم يتخذ له الكنيسة أما لم يكن الله له آبا)ً "لأنه كما كانوا في الأيام التي قبل الطوفان يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوجون، إلى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك" ( مت 24 : 38 ).
مقارنة ما بين نوح وما بين المسيح :
حدث الفلك يشير إلى مجيء المسيح بالأبدية وهناك تشابه بين نوح وبين المسيح في أمور كثيرة:
نوح بار والمسيح بار.
نوح كامل والمسيح كامل.
باب الفلك هو باب واحد إشارة إلى المسيح )أنا هو الباب(.
نوح صار بداية الخليقة الجديدة بعد الطوفان والسيد المسيح هو رأس الخليقة الجديدة ( كو 1 : 15 - 18 ) "لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه،ليكون هو بكراً بين إخوة كثيرين" ( رو 8 : 29 ) نوح أب جديد للبشرية بدلاً من آدم والمسيح أب جديد بدل آدم "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا ملائكة السماوات، إلا أبي وحده. وكما كانت أيام نوح كذلك يكون أيضا مجيء ابن الإنسان" ( مت 24 : 36 - 37 ) الله قال لنوح لا أعود العن الأرض أيضا والمسيح على الصليب قال قد أكمل "قد صالحكم الآن في جسم بشريته" ( كو 1 : 21 - 22 ) الفلك من خشب لإنقاذ نوح وعائلته من الطوفان وهكذا صليب المسيح من خشب واتصلب عليه لكي يخلص جميع المؤمنين لكي لا يهلكوا من الموت الأبدي.
ملحوظة :
الخشب والشجرة هما دائما رمز للمسيح جعل نوح باب الفلك في جانبه وقال الله له "وتصنع باب الفلك في جانبه" (تك 6 : 16 ) جنب المسيح الذي فتح بالحربة لندخل إليه جميعاً في صلاة القسمة ( وفتح جنبه بالحربة لكي ندخل إليه ونتمتع معه).
الطوفان غسل العالم من الخطية والمسيح غسل العالم من الخطية واعطانا طريق المعمودية لغسلنا من الخطية "الذي مثاله يخلصنا نحن الآن، أي المعمودية لا إزالة وسخ الجسد، بل سؤال ضمير صالح عن الله، بقيامة يسوع المسيح" ( 1 بط 3 : 21).
كام نفس دخلت الفلك؟
خلص الفلك ثمانية أنفس هما نوح وزوجته وأولاده الثلاثة وزوجاتهم ( 1 بط 3 : 20 ) رقم 8 يرمز لقيامة السيد المسيح، وإشارة للبداية والحياة الجديدة.
قوس قزح رمز للصليب والمصلوب.
الفلك رمز للخلاص المعد في شخص ربنا يسوع المسيح "ويكون إنسان كمخبأ من الريح وستارة من السيل، كسواقي ماء في مكان يابس كظل صخرة عظيمة في أرض معيية" (إش 32 : 2 ) "ولم يشفق على العالم القديم، بل إنما حفظ نوحا ثامنا كارزاً للبر، إذ جلب طوفانا على عالم الفجار" ( 2بط 2 : 5 ).
بعت حمامة رجعت على طول مستحملتش زي الابرار لم يكن لهم بهجة خارج المسيح أنت فرحى وبهجتي وبدونك حياتي طعمها مر بعت غراب مرجعش رمز الإنسان الجسداني والعالم عايش على الجثث بعت حمامة رجعت بغصن زيتون.
المسيح في شخصيه هابيل الصديق
بسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِد آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
درسنا في الحلقة الماضية شخصية المسيح في آدم وسندرس لاحقا المسيح فى شخصية هابيل ونوح وملكى صادق وابونا ابراهيم واسحاق ويعقوب ويوسف وموسي في العليقة ويشوع وايوب ، كل هذه الشخصيات موجود فيها السيد المسيح مخبأ فيها هناك عبارة جميلة تقول ( أن السيد المسيح مخبأ فى العهد القديم ومعلن فى العهد الجديد ) وكما ذكرنا سابقا ان هناك اربع محاور لاعلان الابن فى العهد القديم:-
1 - المحور الاول (الظهورات) هناك نماذج لظهورات الابن فى العهد القديم مثل ظهوره لابونا
ابراهيم - يعقوب - موسى - هاجر- جدعون- يشوع.
2 - المحور الثاني (النبوات) توجد نبوات كثيرة عن مكان ميلاد المسيح و طبيعة ميلاده وحياته
وصلبه موته وقيامته وصعوده وحلول الروح القدس و معجراته .
3 - المحور الثالث (الرموز) وقد درسنا ١٣ حلقة عن رموز مسيانة المسيح فى شجرة الحياة
وخروف الفصح والمن وفى عمود السحاب وفى التقدمات والاعياد والذبائح المسيح موجود فى
رموز كثيره جداً فى العهد القديم.
4 - المحور الرابع (الشخصيات) موضوع دراستنا حاليا سلسلة فى دراسة المسيح فى
الشخصيات ،وسبق ذكرنا أن المسيح أعظم من ان يوفيه شخص واحد ان يرمز اليه ، لكن في
مجموع اباءنا أنبياء وابرار العهد القديم مجتمعين كحزمة يكونوا لنا صورة ولو باهته عن
شخص ربنا يسوع المسيح المخلص في دراستنا لشخصية في الكتاب المقدس يجب ان نعرف؛-
1 - معنى الاسم، وأهم اعماله، وظيفته ،القابه ،والشواهد الكتابية عنه فى العهد القديم و العهد
الجديد.
2 - نبداً ربط ما بين الشخصية وصفاتها واعمالها واسمها وما اتسمت به،نربطها بالسيد
المسيح.
+ ونتعجب يا أحبائى اننا نجد ربنا يسوع المسيح مخفى فى كل هولاء الاشخاص. سواء فى
صفة أو فى عمل أو نبوة نجد المسيح ويشار اليه .
ملحوظة مهمة جدا
+ احيانا نجد القاب كبيرة أكبر مما يحتمل الطبع أو الضعف البشرى ، مثل ما يقال عن شخص
انه كاملا و بار، او يقال عنه انه جبار، او انه مخلص، مثل ما ذكر عن ابونا ابراهيم " وَبِنَسْلِكَ
تَتَبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ". (أع ٣ : ٢٥ )، آو مثل ما قيل عن يوسف انه مخلص العالم .
+ عندما نجد صفة كبيرة اكبر من الامكانيات البشرية المحدودة نعرف ان هذا اللقب لا يخص
الشخص وحده لكنه يخص المسيا ربنا يسوع المسيح المخلص .
في الحلقة السابقة:-
- درسنا المسيح فى آدم ورآينا ان آدم بكر الخليقة والمسيح بكر الخليقة الجديدة ، أن آدم أخذ
سلطان من الله على الطبيعة والسيد المسيح كان له سلطان ،رأينا أن آدم مجد الله - لكنه للاسف
فسد بالخطية - لكن جاء المسيح وأصلح الفساد وصار بكر لخليقة جديدة .
- ومثل ما اخذنا فى آدم الموت اخذنا فى السيد المسيح الحياة ،اخذنا من آدم اللعنة واخذنا فى
المسيح البركة ورفع عنا اللعنة، قد قيل لآدم الارض تنتج لك شوك وحسك ووضعت علي راس
المسيح كإكليل شوك ليرفع لعنة وخطيه آدم عنا .
ثانيا : شخصية السيد المسيح في هابيل
* هابيل: اسم سامی معناه نسمة أو بخار او نفخة أو بطل ، كل هذه العلامات تدل على شخص يسوع المسيح فى تكوين 4 يذكر: "ثُمَّ عَادَتْ فَوَلَدَتْ أَخَاهُ هَابِيلَ. وَكَانَ هَابِيلُ رَاعِيًا لِلْغَنَمِ، وَكَانَ قَايِينُ عَامِلاً فِي الأَرْضِ."(تك ٤ : ٢ )
هابيل الراعي :
+ دائما ربنا يختار الناس التى ترمز اليه ويميزهم بكلمة (رعاة) لانه سيأتي فى ملء الزمان ويذكر عن نفسه "أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ" (يو ١٠ : ١١ )
+ دائما من صفات راعى الغنم أن يكون حنون ، ويثبت عينيه على الغنم ، ويضع الغنم أهم من نفسه ،وكثيرا ما يضحى براحته من اجل الغنم و أحيانا يضحى بحياته من أجل الغنم يهمه جدا ان يعيشوا في آمان ويحميهم من الذئاب الخاطفة وأن يأكلوا ويشربوا و يفرحوا و يكونوا مرتاحين كل هذه الصفات فى الراعى ربنا يسوع المسيح.
فى يوحنا ١٠ شبه الرب يسوع نفسه بالراعي "أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ" ( يو ١٠ : ١١ )
هابيل و ذبيحته:
"وقدم هابيل ذبيحه لله مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ، ( تك ٤ : ٤ )
- هل كان غرض هابيل من تربية الغنم البيع او الربح ؟
- نلاحظ أن فى ذلك العصر لم يكن الغرض من تربية الغنم أكل لحمها آو البيع ، كان هابيل يربيها ليقدم منها تقدمات وذبائح لله.
- بالتالي هابيل كان عمله عمل سماوی والهى ، لا ينتظر أجر أو ربح بشرى بذلك يكون رمز لربنا يسوع المسيح اللى أتى الى العالم لكى يصنع مشيئة الله " أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلهِي سُرِرْتُ،". ( مز ٤٠ : ٨ ) لم يأتي المسيح من أجل الربح الارضي اوالزمني، هو القائل"مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ ". ( يو ١٨ : ٣٦ ) جاء ليكون له نصيب وميراث سماوی.
- نرى هابيل يقدم من ابكار غنمه ومن سمانها ،أظهرهابيل بتقدمته مقدار كرامة الله بالنسبة له .
- أراد ان يقدم لله من أجود ما يملك من سمان غنمه من أبكارها ، كل ما هو غالى فى عينيه وثمين !! ما أجمل أن الانسان يضع ربنا فى اولوية حياته!! ، لذلك وجدنا فى هابيل رمز لبر المسيح ،هابيل الذي كان فكره كله الهى وسماوي واهم اولوياته أرضاء الله.
- ويذكرفي تكوين 4 " فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ،" (تك ٤ : ٤ ) ومعني ذلك أن هابيل أهم من قربانه، فالله ينظر إلى قلبك اكثر مما ينظر إلى عطاياك ،وكأن الله يرى شكل القلب والفكر والمشاعر في العطاء، لذلك يقول الكتاب "المُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ."( ٢كو ٩ : ٧)، يمكن أن أنسان يقدم ١٠ وأنسان آخر يقدم ١٠ أيضا لكن الاول يقدم بفرح و مسرة و سرور.
وهذا ما عاتب به معلمنا بولس الرسول اهل كورنثوس عندما وجدهم فكروا فكر خاطىء في الموضوع بالنسبه لله ،ان يقدموا عطايا مادية كواجب وكأنهم يقولون لربنا اننا نؤدي ما علينا ! لكن الله لا يريد مالك بل اياك ، و معلمنا بولس قال لهم ذلك "لأَني لَسْتُ أَطْلُبُ مَا هُوَ لَكُمْ بَلْ إِيَّاكُمْ."( ٢كو ١٢ : ١٤ ) بالنسبة لله الاهم الانسان وليس العطية.
قتل هابيل:
"وَكَلَّمَ قَايِينُ هَابِيلَ أَخَاهُ وَحَدَثَ إِذْ كَانَا فِي الْحَقْلِ أَنَّ قَايِينَ قَامَ عَلَى هَابِيلَ أَخِيهِ وَقَت لَهُ".(تك ٤ : ٨ )
- لماذا قتل قايين اخاه ؟
لان الله رآى ذبيحة هابيل وقبلها لكن ذبيحة قايين رفضها، فهنا اغتاظ قايين فقال لآخيه تعالى نذهب للحقل وقام على هابيل وقتله في تكوين 4 فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: "أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟" فَقَالَ: "لاَ أَعْلَمُ! أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟ ( تك ٤ : ٩ ) هذه بدايه شر و بدايه خطية في متى 23 يقول " لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زكِيٍ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصديقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ". ( مت ٢٣ : ٣٥ ) في عبرانيين 11 يقول " بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلِذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ وَبِهِ،وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ!" (عب ١١ : ٤ ) لان قرابين هابيل كانت من قلب فرح في عبرانين 12 يقول "وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ، يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَش يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ " (عب ١٢ :24 )
ما هذا الدم الذي يتكلم افضل من هابيل ؟؟؟ سنراه في المقارنة بين هابيل وبين شخصيه ربنا
يسوع المسيح .
ما النقاط التي تجمع ما بين هابيل والسيد المسيح ؟؟؟ سنرى في شخصية هابيل كم كان رمزا لشخص ربنا
يسوع المسيح في اعمال كثيره ، وفي تقدمته اللي قدمها وفي مشاعره اللي قدمها، وأن قتله في الحقل بيداخوه كانت كلها رموز لشخص ربنا يسوع المسيح المبارك .
قيل عن هابيل الصديق
أَنَّ شَرِيعَةُ الْحَقِ كَانَتْ فِي فِيهِ، وَإِثْمٌ هَابِيلَ بَرِيءَ وَوَدِيعٌ لَمْ يُوجَدْ فِي شَفَتَيْهِ حَسَدَهُ إِخْوَهُ لأَنَّهُ
لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَدًا. (مت ٢٧ : ١٨ )
لَمَ يُقَاوِمُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. ( إش ٥٣ : ٧ ،) ذَبِيحَتَهُ ذَبِيحَةً مَقْبُولَةً .
مقارنة بين شخصية هابيل وشخصية ربنا يسوع المسيح
1 - بار:
اولا ذكرعن هابيل انه كان بارا وكان راعيا للغنم وربنا يسوع المسيح هو المذخر فيه كل نعمة،
هو برنا في اعمال 3 :"وَلكِنْ أَنْتُمْ أَنْكَرْتُمُ الْقُدُّوسَ الْبَارَّ،" ( أع ٣ : ١٤ )، فكلمه بار مثل ما تقال عن هابيل، تقال عن ربنا يسوع المسيح فهو رئيس الابرار في دانيال 9 :هو البار" لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَنَا بَارٌّ فِي كُل أَعْمَالِهِ الَّتِي عَمِلَهَا"( دا ٩ : ١٤ ) ونلاحظ حديث زوجة بيلاطس عندما قالت لبيلاطس "إِيَّاكَ وَذلِكَ الْبَارَّ".( مت ٢٧ : ١٩ )
2 – راعي(عمل سماوي):
في تكوين 4 : "وَكَانَ هَابِيلُ رَاعِيًا لِلْغَنَمِ" ( تك ٤ : ٢ ) وربنا يسوع المسيح هو الراعي الصالح
"وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ". (يو ١٠ : ١١ ) هابيل راعي والسيد المسيح راعي ، هابيل بار والسيد المسيح بار هابيل عندما كان يربي الغنم وكان غير مسموح بأكل اللحوم، فكان يربي الغنم لتقدم ذبائح لله فكان عمله عمل سماوي، وربنا يسوع المسيح كان رسالته سماويه، وقال لنا "اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ". ( مت ٦ : ٣٣ ) مثل ما كان هابيل بار وراعي وعمله عمل سماوي ،فالسيد المسيح بار وراعي وعمله عمل سماوي وهذا ما سنراه أن المسيح مخبأ في هذه الشخصيات، وكيف أنه يريد ان يعلن لنا عن بره ومحبته ورحمته وشخصه وصفاته من خلال اشخاص في تكوين 4 : " فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ،" ( تك ٤ : ٤ ،)
اولا الله ينظر للقلب وليس للتقدمة نفسها ، لذلك السيد المسيح كان مقبولا من الاب، يذكر عنه
"دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيًّا." ( عب ٩ : ١٢ ).
3 - حسده اخوه (قتله في الحقل):
نجد حدث عجيب جدا عندما يذكر ان هابيل كان في الحقل واخوه حسده وابغضه " فَاغْتَاظَ قَايِينُ
جِدًّا وَسَقَطَ وَجْهُهُ". (تك ٤ : ٥)، وقتله في الحقل "وَحَدَثَ إِذْ كَانَا فِي الْحَقْلِ أَنَّ قَايِينَ قَامَ عَلَى
هَابِيلَ أَخِيهِ وَقَتَلَهُ". (تك ٤ : ٨ )، اخوه حسده وابغضه لذلك يقال عن المسيح "أنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ
حَسَدًا". (مت ٢٧ : ١٨) واخوه قايين هو الامة اليهودية الامة اليهوديه اخوته اسلموه حسدا، وهم الذين تأمروا على صلبه وقتلوه في حقل ،وهو البستان (بستان جثسيماني) هو الذي قيل عنه "هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ". (مت ٣ : ١٧ ) هو الذي قيل عنه "إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ". ( يو ١ : ١١ ) وصلبوه ودفنوه ووضعوه في قبر في بستان هذا هو الحقل الذي قتله فيه اخوه.
ماذا فعل هابيل ؟؟؟ هو بريء ، و المسيح أيضا بريء.
ما سبب هياج قايين على هابيل؟
كان اخوه رجلا حلوا، وبارا، وقدم تقدمة جميلة لما لم يتعلم منه ؟ لانه حسده،
ونتيجة حسده قتله ليتخلص منه، وهذا ما فعلته الامة اليهودية قالوا "خَيْرٌ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ
عَنِ الشَّعْبِ".( يو ١٨ : ١٤ ) ،اعتبروا انهم عندما يتخلصوا من المسيح يستريحوا، لذلك قتلوه
في الحقل .
4 - قدم (ذبيحة دموية):
هابيل يرمز للسيد المسيح هابيل قدم ذبيحة دموية، وكانت تقدمة قايين من ثمار الحقل، ذبيحة
ارضية، ذبيحه من ثمر الارض، ليست ذبيحه إلهية لكن ربنا يسوع المسيح قدم نفسه ذبيحة على الصليب في عبرانين 9 :"فَإِذْ ذَاكَ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَتَألَّمَ مِرَارًا كَثِيرَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ' (عب ٩ : ٢٦ ) هابيل قدم ذبيحة دموية، والمسيح قدم ذبيحة نفسه،
5 - دم هابيل (صرخ) :
دم هابيل صرخ من الارض،وقيل "صَوْتُ دَمِ أَخِيكَ صَارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأَرْضِ". ( تك ٤ : ١٠)والسيد المسيح دمه بيصرخ !! معلمنا بولس قال "دَمِ رَش يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ". )عب ١٢ : 24)
ما معني يتكلم افضل من هابيل ؟
دم هابيل كان يصرخ بالانتقام، لكن دم المسيح لم يصرخ بالانتقام،دم يتكلم افضل من هابيل،
ما الكلام الافضل من هابيل ؟
لانه دم لم يتكلم بالانتقام ، لكن دم يتكلم بالبر، صراخ دم ربنا يسوع المسيح من اجلنا ليشفع
فينا، هو دم يبررنا، هو دم ذبيحة ذبحت نيابة عنا، "دَمِ رش يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ" فهذه كلمة
تخص السيد المسيح.
6- هابيل (البكر):
من الاكبر قايين أو هابيل؟ في الحقيقة الاكبر قايين وهابيل الاصغر نلاحظ في الكتاب المقدس ان
دائما ما يكون الوعد والبر للاصغر وليس للاكبر، للثاني وليس للاول . لماذا ؟
في الحقيقه الكتاب المقدس يوضح لنا ويشير ان راس الخليقه آدم لكنه ليس مخلصها ، مخلصها
هو آدم الثاني، هو السيد المسيح. فأدم الاول كان به اللعنة، آدم الثاني اللي كان به الخلاص،فقايين كان به لعنة، لكن هابيل به الخلاص، الثاني وليس الاول ، لذلك نجد يعقوب وعيسو،عيسو البكر، لكن البركة في يعقوب، نجد أن كثيرا ما تاتي البركة من التاني، فيذكر الكتاب المقدس شارحا " الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ ". ( رو ٨ : ٢٩ ) قد صار هابيل ببره هو البكر، هو الذي فيه البركة "الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُل خَلِيقَة". ( كو ١ : ١٥ ) هكذا صارت البكوريه لهابيل وليس لقايين،رغم انه قد مات لكن هو البار "وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدمًا فِي كُل شَيْءٍ." ( كو ١ : ١٨ ) في عبرانيين 1 : يقول لك "وَأَيْضًا مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ "وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ"(عب ١ : ٦ ) البكر الى العالم، المسيح صار بكرنا، صار بركتنا، صار هو الاول رغم انه هو الثاني لكن صار الاول
7 - قبول الذبيحة:
في جزء قبول ذبيحة هابيل،لو سألنا هابيل ؟ لماذا تقدم ذبيحة من سمان غنمك؟ لقال في الحقيقة قلبي متعلق بالله جدا،واريد ارضاؤه واقدم له تقدمة كأنني أقدم له نفسي،والسيد المسيح قدم ذاته من اجلنا، هل توجد اغلى من ذبيحه الابن!!!
عندما قدم هابيل من اجود واجمل ومن سمان غنمه، فان ذبيحة هابيل استقبلها الله بسرور كبير جدا
في فيلبي 4 :عن قبول الذبيحه يقول معلمنا بولس "وَلكِني قَدِ اسْتَوْفَيْتُ كُلَّ شَيْءٍ وَاسْتَفْضَلْتُ قَدِ
امْتَلأْتُ إِذْ قَبِلْتُ مِنْ أَبَفْرُودِتُسَ الأَشْيَاءَ الَّتِي مِنْ عِنْدِكُمْ، نَسِيمَ رَائِحَةٍ طَيبَةٍ، ذَبِيحَةً مَقْبُولَةً مَرْضِيَّةً
عِنْدَ اللهِ"(فى ٤ : ١٨ ) وكأن الله قبل ذبيحة هابيل انها نسيم رائحه طيبة ذبيحة مقبولة مرضيه عنده في الحان الكنيسة نقول - هذا الذي اصعد ذاته ذبيحة مقبولة فاشتمه ابوه الصالح وقت المساء
ذبيحة مقبولة امام الله.
وفي كولوسي 1 : يقول "لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ" ( كو ١ : ١٩ ) يربط بين السيد المسيح وبين ذبيحة وتقدمة هابيل، نستطيع ان نقول ان هابيل رغم انه كان الابن الثاني لآدم وحواء، وهو رابع البشر في الخليقه،بعد ادم وحواء وقايين أراد الله ان يجعله رمز للسيد المسيح يذكر ان قايين كان عاملا في الارض ( فلاح)، قايين قدم من ثمار الارض قربان، تقدمه قايين كان يمكن أن تكون مقبوله، لكن في الحقيقة مشاعره ليست مثل مشاعر هابيل،فالآمر ليس من مادة القربان، او القيمة الماديه لها، وبرغم انه كان معروفا أن التقدمات الحيوانية في الامة الاسرائيلية هي الافضل، افضل جدا من التقدمات النباتية، وناموس موسى امر بتقديم النوعين من القرابين، لكن كان هابيل اعلى من ناموس موسى، وكان يعلم ان الذبيحة الدموية هي الافضل عند الله فقدمها .
في العبرانين 11 : "بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلِذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ
اللهُ لِقَرَابِينِهِ". (عب ١١ : ٤ )
+ رآي الله قرابين هابيل كما رآي تقدمة الابن "هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ"(مت ٣
: ١٧ ) "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ
تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّة "( يو ٣ : ١٦ ) ، قدمه ذبيحة عن العالم كله يوحنا يقول " لَيْسَ كَمَا كَانَ قَايِينُ مِنَ الشريرِ وَذَبَحَ أَخَاهُ وَلِمَاذَا ذَبَحَهُ؟ لأَنَّ أَعْمَالَهُ كَانَتْ شِريرَةً، وَأَعْمَالَ أَخِيهِ بَارَّةٌ" (١يو ٣ : ١٢ )
اذن : أمران هابيل مقبول وقايين غير مقبول ليس لآجل الذبيحة فقط، بل كانت مرآه لما بداخلهم ، الذبيحة صورة معبرة عن ما بداخلك ،لآجل ذلك احبائي تقدماتنا لربنا تبين ما بداخلنا تجاه الله، هل أقول لله فعلا ان مديون لك، "لأَنَّ مِنْكَ الْجَمِيعَ وَمِنْ يَدِكَ أَعْطَيْنَاكَ." ( ١أخ ٢٩ : ١٤ )، هل انا أعطي واقول له يا رب اقبل مني الذبيحة، واجعلها تكون مسر ة قدامك ، والا افتخر، والا اقدمها بندم لذلك يقول ولم يكن قلب قايين نقيا، الله لا ينظر الى التقدمات في ذاتها ولا الى الظواهر بل الى
القلب، في صموئيل الاول اصحاح 16 و في امثال 23 ، يذكر لنا كيف تكون الذبيحة مقبولة
بحسب قلب الذي يقدمها لم يكن قلب قايين نقيا كان نزاع للشر وحسد اخوه وقتله،وقد وصل به
الامر انه سلم نفسه لمشاعر البغضه ليقتل اخاه، فالشخص الشرير لا يطيق ان يرى الصلاح مثل الامة اليهودية لم تستطيع ان تري المسيح، ظلوا يطاردونه ويحاولوا ان يصطادوه بكلمة
كانوا يفكروا كيف يتخلصوا منه هكذا فعل قايين بسبب الحسد ويذكر في اشعياء انهم اسلموه
حسدا كان طريق قايين طريق الانسان الشرير الذي لا يطيق ان يرى الصلاح في الاخر ،وهذا رمز
للشخص الجسدي الترابي الطبيعي، الذي لا يحاول ان يرضي الله باعماله ، يريد أن يغش الله هابيل كان العكس، شخص يريد أن يرضى الله غير مهتم بارضاء الناس شهد وشهيد للبر بالايمان، وكان دمه أمام الله دم غالي جدا جدا، فالاخوين قايين وهابيل رمزين ممثلين لنوعين من البشر ،والتناقض الصارخ بين الشر والبر.
جاء المسيح يفضح الشر بحياته، تخيل معي ان هابيل ليس له وجود وقايين قدم ذبيحتة من ثمار الارض، كان يمكن ان الامر يمر ويعدي ما الذي وبخ اعمال قايين؟؟؟
جاء السيد المسيح ليوبخ اعمال الظلمة، قال عنها معلمنا بولس الرسول "وَلاَ تَشْتَرِكُوا فِي أَعْمَالِ الظُّلْمَةِ غَيْرِ الْمُثْمِرَةِ بَلْ بِالْحَرِيِ وَبخُوهَا" (أف ٥ : ١١ ) الذي وبخ اعمال قايين ووجع قلبه وجعله يشعر بالخزي؟ أعمال هابيل .
هكذا عمل السيد المسيح جاء لنرى النور لئلا نسير في الظلمة ، جاء يرشدنا للبر لئلا نستعبد للخطية "لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلاً ظُلْمَةً، وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّ بِ ( أف ٥ : ٨ )"أَنْتُمْ شَعْبُ اللهِ الَّذِينَ كُنْتُمْ غَيْرَ مَرْحُومِينَ، وَأَمَّا الآنَ فَمَرْحُومُونَ" (١بط ٢ : ١٠ ) ، كنتم قبلا غير محبوبين اما الان محبوبين انتم كنتم قبلا تحبون الشر الان تحبون البر، "الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ" ( كو ١ : ١٣ ) ، هذا عمل المسيح جاء المسيح ليوبخ كبرياء ورياء الكتبة والفريسيين وقال لهم "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَريسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ ! " ( مت ٢٣ ) جاء المسيح لآجل توبيخ الخطاة قائلا "إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ" (لو ١٣ : ٣ )
جاء المسيح ليحتضن الخاطيء الذي يريد أن يرجع ، مثل ما فعل مع المرآة الخاطئة التي ادانها الجميع اما هو فقال لها "وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا" ( يو ٨ : ١١ ) البر يفضح الشر، البر يقاوم الشر، والشر يقاوم البر ونجد في مواضع كثيرة ،الاشرار لا يطيقون الابرار والجسد لا يطيق الروح "لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ،وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ" (غلا ٥ : ١٧ )
رآينا أن المسيح موجود داخل هابيل وبره وداخل وظيفته انه راعي للغنم، وداخل صلاح قلبه وشهوته ان يرضى الله بتقديم ذبيحة مقبولة جميلة، يقدم من اجمل ما لديه ربنا يسوع المسيح بذل ذاته من اجلنا قدم نفسه ذبيحة مقبولة،رآينا قايين الذي يحسد اخاه،و يتآمر عليه ،ويقتله في حقل ،رآيناه قادم من وراءه بخيانه وكأنه يقول لاخاه تعالى انا اريدك ويقتله وهذه هي المؤامرة التي فعلها اليهود مع الرومان، انهم حاولوا انهم يصطادوا المسيح بكلمة، وحاولوا ان يلتفوا عليه ويتأمروا ويحضروا شهود زورا عليه ،لآجل ان يتخلصوا منه اخيرا . هذا مما فعله قايين بسبب الحسد في اخيه !!
مثل الامة اليهوديه كانت اخواته، فالمسيح مخفى في شخصية هابيل ،ودمه الذي يصرخ رمزا
لدم المسيح الذي يصرخ بغفران الخطايا "دَمِ رَش يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ" (عب ١٢ : ٢٤ )
رآينا المسيح في هابيل، في وظيفته ،في عمله في ذبيحته،في حقد اخوه عليه ،في حسد اخوه عليه ، في قتله ، في دمه في انه وهو الثاني ولكنه صار الاول، مثل ربنا يسوع المسيح هو الثاني وبكر الخليقه برغم ان ادم هو البكر لكن صار المسيح هو البكر نرى المسيح في الشخصية ونقول له: المجد لك يا رب ،انت تريد ان تعلن لنا ذاتك ،وتحضرنا لك، وتريدنا نخضع لك،و نراك من بدايه ابونا ادم،و نراك في هابيل.
سندرس بنعمه ربنا الحلقة القادمة المسيح في نوح، نوح البار الذي بنى الفلك، والذي خلص
العالم وخلص خليقة جديده من الهلاك ربنا يعطينا ان نتمتع بالدراسه ونربطها ببعض ونقرا الكلام الذي يقال ونذاكره ونفرح به،ويقولوا لنا الاباء ان لما بنشوف المسيح في العهد القديم بتدخل لنا فرحة اكثر من فرحة الفردوس اتمنى ان تدخل لكم الفرحه دي، اتمنى لكم انتم مش تسمعوا بس تفتحوا انجيلكم ،والايات تجيبوها بالشواهد وتخططواعليها، ويبقى لكم فرحة مع كلمه ربنا ونلتقي ان شاء الله في الحلقه القادمه مع المسيح في شخصية نوح لالهنا المجد دائما ابديا امين .
المسيح في شخصيه آدم
بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِد آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
الشخصيات التي سيتم تناولها في الدراسة الحالية
سيتم دراسة احدى عشر شخصية
1 – شخصية المسيح في ادم
2 – شخصية المسيح في هابيل
3 – شخصية المسيح في نوح
4 – شخصية المسيح في إبراهيم
5 – شخصية المسيح في اسحق
6 – شخصية المسيح في يعقوب
7 – شخصية المسيح في موسى
8 – شخصية المسيح في يشوع
9 – شخصية المسيح في أيوب
10 – شخصية المسيح في ملكي صادق
11 – شخصية المسيح في يوسف
هل السيد المسيح شخصيته موجودة في كل هؤلاء الأشخاص ؟
بالطبع موجود ولم تكتمل صورته في شخص واحد فقط ،كلهم معا يقدمون صورة وان كانت ضعيفة في شخص الرب يسوع المسيح .
أولا : شخصية السيد المسيح ف ي آدم
القديس لوقا في الاصحاح الثالث يشير الي نسل ربنا يسوع المسيح حيث انه :
1 - من ناحية النسب الجسدي :
أبن آدم أبن الله فهو أبن متوشالح ، أبن أخنوخ أبن يارد أبن مهلئيل أبن قنان أبن أنوش أبن شيس أبن آدم أبن الله . وبالتالي المسيح بالنسبة لادم فهو ابن لله بالتبني.
2 – من ناحية الطبيعة :
اما السيد المسيح في طبيعته فهو أبن الله بالطبيعة فهو
1 – واحد مع الاب في الجوهر
2 – واحد مع الاب في اللاهوت
3 – واحد مع الاب في الازلية
فكما قيل عنه في يوحنا الاصحاح الأول ان الله لم يره أحد قط ، الأبن الوحيد الذى في حضن أبيه هو خبر ،وبالتالي ابونا ادم هو اب للجنس البشري ( اب للخليقة القديمة ) وكما ذكر في (اعمال 17 ) " وصنع من دم واحد كل أمة من الناس يسكنون على كل وجه الأرض " والمقصود بالدم الواحد هو نسل ادم الذي هو رئيس الخليقة أو رأس الخليقة بحسب الجنس البشري اما المسيح فهو كما قيل في رسالة كولوسي الاولي : " هو بكر كل الخليقة الذى هو صورة الله غير المنظور " وفي رسالة رومية 8 "أنه بكرا بين إخوة كثيرين "، وبالتالى آدم هو بكر الخليقة القديمة ،السيد المسيح هو بكر الخليقة الجديدة اما نحن بحسب الجسد ، وفقا للولادة الطبيعية ، نحن أبناء ادم ، وبالتالي نحن جسديون و نحمل طبي عة آدم وكما ذكر القديس بولس في كورنثوس الاولى 15 : الانسان الأول من الأرض ترابى أي ان الانسان في شخص أبونا آدم الذي خلقه الله من تراب الأرض و نفخ فيه نفخه حياة اما في المسيح يسوع فنحن أبناء ادم الجديد بالولادة الجديدة بالمعمودية وكما ذكر في انجيل يوحنا اصحاح 3 قال : " المولود من الجسد جسد هو " ( أي المولود من ادم ) والمولود من الروح ، هو الروح الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد و لا من مشيئة رجل بل من الله ولد ، اللى هو في يوحنا واحد " وبالتالي نحن شركاء الطبيعة الالهية ، لاننا سمائيون ولسنا أبناء آدم ، بل أبناء المسيح .
كيف نأخذ هذه الولادة ؟
تؤخذ من المعمودية فعندما يأتي الطفل يأتي الي المعمودية ابن لآدم اي ابن لأبيه و امه وعندما يتم تغطيسه فيها وبالتالي يأخذ ولادة جديدة يأخذ ولادة جديد ة بدليل الدفن ، وبالتالي الكنيسة تقول على المعمودية انها بطن المعمودية أو رحم الكنيسة الذي يولد من خلاله لله بنين ولاده جديدة وبالتالي يولد من المعمودية ابن للمسيح فكان الأول خليقة قديمة ، يأخذ الان الخليقة الجديدة وكان ابن للأرض بقى اصبح للسماء ،وكان ابن للخطية اصبح ابن للبر ،وكان ابن لآدم اصبح ابن للمسيح .
وكنصيحة للآباء و الأمهات عند تعميد طفل ضرورة الاحتفاظ بأمرين :
1 - تاريخ معمودية الطفل
2 - و صورة للمعمودية حتي يتذكر الطفل مثل هذا اليوم الذي كان فيه ابن للإثم واصبح فيه ابن المسيح ،وأيضا انه كان ابن للأرض واصبح ابنا للسماء وكان ابنا للخطية اصبح ابن للبر وبالتالي حصل علي ولادة جديدة كما نقول بالقداس انعم علينا بالميلد الفوقاني بواسطة الماء والروح
كأنه حصل على ولادة جديدة مثلما نقول في القداس الإلهي : انعم علينا بالميلاد الفوقانى بواسطة الماء و الروح .
كيف خلقت حواء ؟
من جنب آدم عندما قال : " هذه الآن عظم من عظامي و لحمة من لحمي " وبالتالي يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحدا وهو ما ذكر فى تكوين الاصحاح الثاني أي ان الله وضع تدبير الرجل و المرأة من بداية الخليقة اما بالنسبة لربنا يسوع المسيح فقد ترك أباه السماوى والسماء أخلى نفسه أخد صورة عبد صائرا في شبه الناس و ترك أمه الارضية مريم ليتلصق بعروسه ، التي هي الكنيسة صار معها جسدا واحدا الذي يقول عنها معلمنا بولس في رسالة افسس الاصحاح الخامس " لاننا اعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه " فكما اخذت حواء من جنب ادم ومن نفس ضلع ادم هكذا الكنيسة اخذت من المسيح ومن نفس المسيح لذلك نقول نحن أعضاء جسده
من الذي اتى بآدم "
آدم لم يأتى من زرع بشر آدم لم يرث طبعا فاسدا من طبيعة سابقة عليه ولكنه اخطأ فصار فيه
الفساد لكن المسيح لم يات أيضا من زرع بشر ولم يرث الخطية مثل ادم ، لكن المسيح هو الوحيد بل خطية فلم يعمل ظلما ولم يكن في فمه غش اما الخطية دخلت الي ادم ودخل الفساد الي ادم .
اما المسيح فليس فيه فساد فهو حمل خطايانا وضعفاتنا وهو بار بل خطية ، وكما قيل كده الذى
لم يعرف خطية ،صار خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه
الإرادة :
خلق آدم حر الارادة وقال له : شجرة معرفة الخير و الشر ، فل تأكل منها لأنك يوم تأكل منها
موتا تموت ، والمسيح أيضا هو حر الارادة ، لكن إرادة ادم للأسف استخدمها استخدام خاطئ ،
اما المسيح بإرادته ، قبل الآلام بإرادته ، و قال ليس أحد يأخذها منى ، بل أضعها أنا من ذاتي ، لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان آخذها أيضا وهذا هو الفرق بين طبيعة ادم وطبيعة السيد المسيح .
السلطان :
قبل السقوط كان لآدم سلطان على الطبيعة ،وقال الرب : نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا ،
فيتسلطون على سمك البحر ،على طير السماء ، على البهائم و على كل الارض و على جميع
الدبابات التى تدب على الارض ( تكوين 1 ) لكن ربنا يسوع المسيح كان له سلطان على الطبيعة ، ولم يتم استخدام هذا لسلطان بشكل خطأ،ولم يستخدمه للخطية علي العكس اتضع جدا واخذ هذا السلطان و انتهر الرياح ، فصار هدوء عظيم ، كما ان معجزات كتير من معجزات ربنا يسوع المسيح
تؤكد على إن له سلطان على الطبيعة .
كبداية للخليقة :
كان آدم الأول خليقة الله فقيل : " جبل الرب الاله آدم ،تراب الارض ، ونفخ في نفس في أنفه
نسمة حياة ، فصار آدم نفسا حية " . ( تكوين 2 ) اما السيد المسيح ، السيد المسيح هو الابن الوحيد المولود من الأب ، وهو مولود غيرمخلوق ، كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح فقد ولد من الله وكل من يحب الوالد يحب المولود منه ايضا علي الرغم من ان ادم أول الخليقة ، لكن المسيح هو الابن الوحيد الازلى الذي في حضن ابيه الذي خبرنا بالآب .
الخطية وفساد الطبيعة
آدم على الرغم من انه رأس الخليقة ، لكن كانت الخطية عن طريقه ، فدخل الينا الموت عن طريقه دخل لنا الفساد وفي رومية 5 – 12 قام معلمنا بولس بعمل مقارنة بين ادم والمسيح من أجل ذلك ، كأنما بأنسان واحد دخلت الخطية الى العالم ( ادم ) ، بالخطية الموت وهكذا ،اجتاز الموت إلى جميع الناس ، إذ أخطأ الجميع ( لأننا ورثان الخطية والفساد والموت ) ، إذ أخطأ الجميع ، ولكن ليس كالخطية ، هكذا أيضا الهبة لأنه إن كان بخطية واحد ، مات الكثيرون ( ادم ) ، فبالاولى كثيرا نعمة الله ، و العطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد ( المسيح)، قد ازدادت للكثيرين ، يبقى آدم كان بيه الخطية لأنه كما بمعصية الانسان الواحد جعل الكثيرون خطاه ( ادم ) ، هكذا أيضا بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبرار فالمسيح هو برنا ،آدم تسبب في فساد الجنس البشرى ، الجنس كله بشرى و الجميع زغوا اما المسيح فاصلح هذا الفساد فصار آدم الجديد ،لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع .
اللعنة :
لعنت الأرض بسبب ادم ، قال له ملعونة الارض بسببك ، ( تكوين 3 - 17 ) في ( تثنية 21 - 23 ) المعلق ( الذي هو المصلوب معلق ) ملعون من الله فآدم جلب اللعنة على الارض ، اما المسيح حمل اللعنة ،لأنه علق على الصليب ( غلاطية 3 ) المسيح افتدانا من لعنة الناموس ، إذ صار لعنة لأجلنا ، لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة وبالتالي آدم جلب اللعنة اما المسيح فرفع اللعنة ، آدم جلب لنا الفساد ، المسيح ادخلنا البر ، آدم تمت غوايته من الشيطان ، المسيح غلب الشيطان ونتيجة ثمرة الخطية بالتعب تأكل منها ، ( تكوين 3 ) ، اما المسيح فقد حمل التعب واللعنة
فأوجاعنا حملها أحزاننا ده حملها أوجاعنا تحمل ونحن حاسبناه مضروبا من الله ومذلولا ، هو
مجروح لأجل معصينه مسحوق لأجل أثامنا تأديب سلامنا عليه بحبره شفينا أي بجراحاته شفينا
( اشعياء 3 – 4 ، 5 ).
الشوك والحسك
وقال له الرب ( تكوين 3 - 18 ) الأرض شوكا وحسكا ،تنبت لك والمقصود بالشوك هو الشيء الغير نافع والضار فالشوك الذي صنعه العسكر وقت الصليب وضفروه وكان في شكل اطار و الشوك الذي كان يخرج من الأرض خارج من الأرض ده اللى كان سبب لعنة لأبونا آدم ، لكن المسيح حملها
ووضعت علي راسه كإكليل شوك حتى يرفع اللعنة التي أخدها أبونا آدم عننا وبالتالي تتضح شخصية السيد المسيح في آدم ، فكيف كان ادم في بداية الخليقة ، لكننا نرتجي خليقة جديدة ،وعلي الرغم من ان ادم جلب لنا السقوط والخطية واللعنة والموت والهلاك والفساد وحمل ابونا ادم كل هذا واعطانا ادم الجديد ، فآدم كان صورة مقدمة للمسيح عن بداية جنس بشرى جديد خليقة جديدة ، خليقة تعطى حياة ، خليقة تعطى مجد ، خليقة تعطى خلص .