العظات
القديسة تكلا أولى الشهيدات
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين.
تقرأ علينا الكنيسة يا احبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا مرقس الإصحاح (٣) والكنيسة اليوم تحتفل بتذكار نياحة القديسة تكلا تكلا هي تلميذة لمعلمنا بولس الرسول والكنيسة تعتبرها شهيدة لأنها تعرضت لعذابات شديدة جداً وأليمة فالإنجيل اليوم يقول أتوا وقالوا له هوذا أمك واخواتك خارجاً يطلبونك فأجابهم وقال "من أمي وإخوتي ثم نظر إلى الجالسين حوله وقال ها أمي وإخوتي لأن من يصنع إرادة الله هذا هو أخي وأختي وأمي" وكأن الكنيسة اختارت هذا الفصل تحديداً لتكرم به القديسة تكلا صاحبة تذكار هذا اليوم وكأن ربنا يسوع المسيح يقول هذه أختي الذي يصنع مشيئة الله هذا هو أخي وأختي وأمي القديسة تكلا تعتبرها الكنيسة أنها أولى الشهيدات أي أنها بالنسبة للشهداء هي أول الشهداء نحن جميعاً نعرف أول الشهداء وهو القديس اسطفانوس وأولى الشهيدات هي القديسة تكلا فلها كرامة كبيرة جدًا في الكنيسة والسنكسار يقول عنها والسير الكثيرة المكتوبة عنها لأنها أخذت اهتمام كبير وخاصة في كنائس أوروبا يقولون عن القديسة تكلا أنها كانت جميله جداً وكانت من عائلة ثرية جداً ومن الأشراف وتعيش حياة عادية وطبيعية ومخطوبة بمعنى أن أمورها تسير بطريقة عادية ثم جاء معلمنا بولس لزيارة البلد التي تعيش بها وذهبت من باب الفضول لتسمع ما يقوله هذا الرجل فسمعت كلام أول مرة تسمعه وهذا الكلام دخل إلى داخل قلبها جداً فبدأت تتبع بولس الرسول كل مكان يعلم فيه تذهب إليه إلى أن تغير قلبها وبدأ الكلام يقتحمها وبدأت تنوي الحياة مع المسيح وبالطبع كانت من عائلة وثنية ومن الأشراف ومخطوبة فبالطبع عندما عرفت والدتها هذا الكلام لم تقبله لأنها وجدتها تقول لها أنا سوف أترك خطيبي لماذا تتركين خطيبك؟! لأنني عرفت المسيح من المسيح هذا؟! فبدأت تحدثها عنه ولكن أمها لم تقبل الكلام فبدأت تضغط عليها عندما وجدت أنها لا تستطيع أن تثنيها عن إيمانها فبدأت تشي بها إلى حاكم البلد فتعرضت لعذابات كثيرة وفي النهاية كان الله ينقذها أريد أن أتحدث اليكم في أربعة مراحل في حياة القديسة تكلا:-
١- مرحلة ما قبل الإيمان .
٢- مرحلة الإيمان .
٣- مرحلة الكرازة .
٤- مرحلة النياحة ومجدها .
أولا: مرحله ما قبل الايمان:-
بنت جميله عادية تعيش الحياة الطبيعية والحياة الطبيعية هي تعني أن تكون مشهورة أي عندما تذهب إلى مكان تأخذ فيه كرامتها بنت عادية جداً لكن عندما بدأ أن يكون هناك نور يدخل حياتها استجابت له وأريد أن أقول لكم هيا نتخيل حياة فتاه مثل القديسة تكلا من الممكن أنها كانت أكملت حياتها بشكل عادي جداً كيف يكون عادي؟! عادي بنت جميلة بنت ناس أغنياء ومن أشراف المدينة تم خطبتها ثم تزوجت وأنجبت وعملت ثم ماتت وانتهى الأمر فمن كان سيعرفها؟! فتاه من القرن الأول الميلادي المسيحي أي أن الكلام الذي نقوله تقريبًا في سنة 50م التي هي وقت رحلات معلمنا بولس الرسول منذ عام 50م إلى عام 60م اذا كانت فتاه تعيش منذ عام ٥٠م هل كنا سوف نتذكرها إلى الآن؟! بالطبع لا لكن عندما تبعت المسيح ترى المجد الذي تأخذه وترى الذكر الأبدي الذي تأخذه ترى الحياة التي تتحول تعالى وأنظر إلى أي شخص في حياته العادية تجده عاش حياة عادية ماذا يعني عادية؟ بمعنى انه يعيش يتعلم ويتزوج وينجب ويعمل ويشتري سيارة ويسكن في بيت كبير و .... و .... إلخ، كل هذا جيداً وأولاده يصبحون في مراكز مرموقة ثم بعد ذلك ماذا يحدث؟! لا شيء بعد 50 أو 60 سنة هل أحد يتذكره؟! فهل نحن نتذكر أحد عاش منذ 100 سنة قبل ذلك؟! ابدا الذي يقول لك اليوم تذكار جدي تقول له كم سنة يقول لك التذكار ال٢٤ يقول لك لا غير معقول! 24 سنة ولازلت تتذكر! أكثر من ٢٠سنة أي أن الإنسان إلى العدم إلى النهاية لكن ما الذي يبقى؟!ذكرى الصديق يبقى هل هي عاشت حياة عادية؟ لا ليست عادية لكنها انتصرت على هذا المعتاد.
ثانياً مرحلة الإيمان:-
هل تظنوا أن معلمنا بولس الرسول عندما كان يدخل مدينة ويعظ أو يتحدث عن المسيح وخلاص المسيح وعمل المسيح وصليب المسيح والخليقة الجديدة معلمنا بولس كان جبار في إقناعه ولكن هل تظن أنه كان هناك جموع كثيرة تقتنع؟! لا ليس كثير مجموعة تقتنع ومجموعه أخرى لا تقتنع فقد كان هناك كثيرين عندما يحضروا عظة بولس ينقلبوا عليه فهناك أشخاص كانوا يقولون أن هذا الرجل جاء لكي يفسد صناعتنا فنحن كنا بلد أصنام فنحن نبيع الأشياء الخاصة بالأصنام نحن نبيع تماثيل لأرطاميس وهذا الرجل جاء يقول العبادة الحقيقية وهذه الهياكل مصنوعة بأيدي الناس فتكون ليست هياكل حقيقية فبذلك هذا الرجل ينقض صناعتنا فكان كثيرين من الجموع يهاجمونه أو يسجن أو يكون مطارد من اليهود أو مطارد من الدولة الرومانية في كل الأحوال لكن هل هناك أشخاص تبعته؟ نعم فالقديسة تكلا سمعت كلامه ودخل إلى داخل قلبها وأثمر فيها جعل بداخلها ثورة لكن أنا مخطوبة؟! لايهم وماذا عن أهلي؟! يارب أنرعيونهم ليكونوا معي وماذا إذا لم يأتوا؟! لايهم وماذا عن الأيام القادمة والحياة ليست سهلة وسوف تتعذبين ولن يتركونك أنت سوف تتأذين أيضاً فلم تدخل الإيمان أيضاً ببعض المغريات العجيب في طريق ربنا يسوع المسيح يا أحبائي أن الذي يريد أن يدخل في الطريق يقال له أن الباب ضيق فهل هناك أحد يدخل بداية الطريق فيقولون له الباب ضيق؟!فمن المفترض أن يكونوا يريدون أن يقنعوه أن الحياة جميلة وحلوة وسوف تأخذون امتيازات كثيرة لا بل على العكس فهو يقول العالم يفرح وأنتم تحزنون فالباب ضيق وقليل هم الذين يجدونه ومن أضاع نفسه من أجلي يجدها بمعنى هل نأتي معك لنضيع؟! قال لك نعم سوف تأتي معي لتضيع فمن هذا الذي يذهب معه ويعرف أنه سوف يضيع؟! يقول له تعالى فقط أنت تعالى فيقبله.
قبول كلمه الله يا أحبائي يحتاج إلى تصديق فنحن عندما نذهب مع المسيح نجد أنفسنا كثيراً في طريق ضيق قال لك لا تحب العالم قال لك لا تعيش حياه التنعم لا تعظم في ذاتك لا تعظم نفسك لا تكن كل طموحاتك طموحات ارضية لا أبدا بل ارفع عينك وغير من نفسك من أسفل إلى أعلى فاذا لم تكن مقتنع فلا تستطيع لأنها حياة ضد الطبيعة فالحياة في المسيح ضد الطبيعة ليس كما يظن الانسان لافهي فيها خسارة ما كان لي ربحا حسبته نفاية هذا ما قاله معلمنا بولس لذلك عندما سمعت تكلا هذا الكلام لم يكن على مستوى الإعجاب العقلي لا فهو اختراق قلب هل كلمة الله اخترقت قلوبنا يا أحبائي؟ هل اخترقت قلوبنا لدرجة مغيرة؟ هل اخترقت قلوبنا لدرجة أنني أقول أنا لن أعيش مثلما كنت ولن اعيش مثلما أريد لكن أعيش مثلما يريد المسيح، هل حدث لي هذا التغييرأم لا؟! إذا حدث هذا التغيير سأصبح انسان آخر سوف أعيش مثلما المسيح عايش مثلما المسيح يريد وأقول أحيا لا أنا وانتبه من كلمة "لا أنا" لا أنا بل المسيح يحيا في وهذا ما قيل عنه في المزمور "بجبروت خلاص يمينه"أي الشخص يصبح شخصاً آخر فتكلا تغيرت قالوا لها تعالي أنتي بنتنا وحبيبتنا ونحن نفعل معك كل ما تريدين قالت لهم وأنا عرفت المسيح تركت خطيبها وتركت الدنيا وبدأوا معها في طريق عذابات تعرضت لثلاثة حالات أو ثلاثة سلاسل من العذابات،أول مرحله أنهم أحضروها وهددوها وحرقوها وبالطبع أنتم تعلمون أنه عندما تكون بنت تكون ضعيفة وجميلة بل وأيضاً رقيقة فبنت جميلة ورقيقة وغنية تحرق لكن الله أنزل مطر وأطفأ الحريق فقالوا هذه البنت فيها شيء غريب فأطلقوا صراحها مرة أخرى وضعوها في السجن ومره ثالثة ألقوها للوحوش يقول لك تصور أنه خرج أحد الوحوش وأفترس بقية الوحوش الأخرى ودافع عنها هذه معجزة عجيبة فكانوا الذين يعذبونها يندهشون فيخرجونها ويخافون منها المرحلة الرابعة وضعوها في وسط أفاعي لكي ترتعب لكنها لم تخاف ولم يلمسوها فأخرجوها وقالوا لها شرط ألا تظلين في هذه البلد فأنت ليس لك حل معنا وظلت تكرز باسم المسيح وعندما تجد مكان به بولس تذهب له وتسمع وتكرز بولس كان يفعل مدارس للكرازة لكي عندما يذهب هو من المدينة هم يخدمون لذلك كانت كرازتها قوية جدًا وأثمرت كثيراً وبالطبع عندما ترى فتاة صغيرة أو سيده هذه البنت الجميلة فتقول هذه تعرضت للحرق والله انقذها فهي وضعت وسط وحوش والرب أنقذها فهذه الفتاه إلهها إله حقيقي أنا أريد أن أتبع إله تكلا فكانت خدمة تكلا خدمة مثمرة جداً جلبت آلاف للمسيح المجد لك يارب أي أنه إذا كانت تكلا عاشت حياة عادية كانت الآن لا ذكر لها فما معنى ان فتاه ملامحها جميلة وعاشت مجموعة من السنين فقط لكن لا فهي جميلة للمسيح قوية بالمسيح غيرت جموع كثيرة لذلك آخر شيء أقوله لك أنظر المجد والكرامة الذي أخذتهم فهي استحقت لقب أولى الشهيدات المسيحية أخذت لقب تلميذة بولس الرسول فهي اسمها القديسة تكلا تلميذة بولس الرسول يقولون عنها أنها زينة العفاف وأنها أولى الشهيدات أثمرت لخدمتها وأتت بنفوس كثيرة للمسيح عندما ينظر الشخص لما عاشه على الأرض ٥٠ أو ٦٠ أو ٧٠ عاماً ماذا فعل بهم؟! كم مرة مجد الله في حياته؟! كم من النفوس أتت للمسيح بسببه؟! الله أعطاك غنى جمال ثقافة عائلة مرموقة أي عطية أنعم بها الله عليك نأتي بها عند قدميه ونخدمه بها حينئذ تصبح لحياتنا معنى هذه هي حياة القديسة تكلا ربنا يعطينا يا أحبائي أن نتقابل معه مقابلة حقيقية أن ننسى كل شيء ونتبعه أن نترك كل شيء ونتبعه أن نرتفع أن تؤثر في كل من حولنا لكي ما نأتي بأبناء كثيرين إلى المجد يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته، لإلهنا المجد دائمًا أبديا أمين.