العظات

معوقات التغيير

نقرا جُزء مِنَ رِسالة مُعلّمِنا بولس الرسول إلى أهل رومية إِصحاح 12 عدد 1 : 5 بركاته على جميعنا آمين :[ فأطلُب إِليكُم أيّهُا الإِخوة بِرأفِة الله أن تُقدّموا أجسادكُم ذبيحةً حيّة مُقدّسة مرضيّة عِند الله ، عِبادتكُم العقليّة 0 ولا تُشاكِلوا هذا الدهر ، بل تغيّروا عن شكلكُم بتجديد أذهانكُم ، لِتختبِروا ما هى إِرادة الله : الصّالِحة المرضيّة الكامِلة 0 فإِنّىِ أقول بالنعمِة المُعطاة لِى ، لِكُلّ مَنْ هُوَ بينكُمْ : أنْ لاَ يرتئىِ فوق مَا ينبغىِ أن يرتئىِ ، بل يرتئىِ إِلَى التّعقّل ، كما قسم الله لِكُلّ واحِدٍ مِقداراً مِنَ الإِيمان 0فإِنّهُ كما فِى جسدٍ واحِدٍ لنا أعضاء كثيرة ، ولكِن ليس جميع الأعضاء لها عمل واحِد ، هكذا نحنُ الكثيرين : جسد واحِد فِى المسيح ، وأعضاء بعضاً لِبعضٍ ، كُلّ واحِدٍ للآخرِ ] 0 ( رو 12 : 1 – 5 ) فلتحِلّ علينا نعمِته وبركِته مِنَ الآن وكُلّ أوان وإِلَى الأبد آمين فِى دعوة مِنَ الله بالروح القُدس أنّنا نتغيّر ، فالحياة التّى للإِنسان كُلّها قائِمة على التغيير ، مثلاً فِى الدراسة ننتقل مِنَ إِبتدائىِ إِلَى إِعدادىِ إِلَى ثانوى إِلَى جامعة ، الجسد يتغيّر النمو يتغيّر وخلايا الجسم تتغيّر ، كذلِك دم الجسم يتغيّر فلهُ دورة مُعيّنة فِى الجسم فالدم يتجدّد خِلال 5 أو 6 شهور 000وهكذا ينمو الجسم فتنمو الملامح وتتغيّر ، فإِذا كان هُناك تغيير على مُستوى الجسد فيليق أن يكون هُناك تغيير على مُستوى الروح والنِفَس ، فإِن كان الجسد يتغيّر فالنِفَس لابُد أيضاً أن تتغيّر ، فإِذا تخيّلنا عِند التغيير على مُستوى كُلّ الأمور إِلاّ مُستوى الروح والنِفَس فأكون ناضِجاً وأنتقِل مِنَ سنة لأُخرى وأتغيّر مِنَ طِفل إِلَى شاب إِلَى شيخ فكُلّ هذا يحدُث لهُ تغيير إِلاّ على مُستوى الروح والنِفَس ، فعِند التغيير على مُستوى الجسد لابُد مِنَ التغيير على مُستوى الروح ، لو أحببت أن أتغيّر فما هى مُعّوقات التغيير ؟ وما هى الأمور التّى تجعلنىِ واقِف بِلا تقدّم ؟ 1- عدم مُحاسبة النِفَس 0 2- التساهُل والأعذار والتأجيل 0 3- الخطايا المحبوبة 0 4- قساوة القلب 0 ذات يوم جاء شاب للجلوس مع راهِب فِى الدير لكنّهُ ليس أب إِعترافه ، وأثناء حديث الشاب مع الراهِب كان صامِتاً فتعجّب الشاب مِنَ صمت الراهِب وقال لهُ لِماذا لا تُجيبنىِ ؟ فأجابهُ الراهِب مُنذُ فِترة طويلة وأنا لمْ أراك ، فردّ الشاب مُنذُ سنتين تقريباً ، فأجابهُ وقال مُنذُ سنتين وأنت كسابِقك فيجِب علينا التغيير ، فيُقال [ إِلَى أن نصِل إِلَى مِلء قامة المسيح لِكى تمتلِئوا إِلَى مِلء الله ] 0 1- عدم مُحاسبة النِفَس التاجِر الّذى لا يجرِد متجرهُ بإِنتظِام والّذى لا يُراجِع نِفَسه وحِساباته فهو قريب مِنَ الخِسارة وبالعكس للتاجِر الناجِح الّذى يجرِد بإِنتظام ليرى مدى مكسبه أجلِس مع نِفَسىِ فأحصُرها وأُحاصِرها وأراجِع نِفَسىِ وأُقيّمِها ، ومُحاسِبة الحواس كالعين والقلب والأفكار والسلوك ، أمور كثيرة تحتاج إِلَى وقفة حازِمة فكُلّ هذا يتكشّف بِمُحاسبة النِفَس فيقول فِى مراثىِ أرميا [ يجلِس وحدهُ ويصمُت ] ، وتتساءل إِلَى متى تظل مربوط بالخطايا وإِلَى متى تكون فِى صِراعات مع نِفَسك ، فالّذى يعرِف ضعفه قريب مِنَ البرء ، فجِلوسك مع نِفَسك فِى ضوء عمل نعمة الله يُمكّنك مِنَ تشخيص مرضك وتقييم أمورك ، فعندئِذٍ تعرِف الخطأ والصواب ماهى السلبيات التّى تحتاج الحد منها ؟ والإِيجابيات التّى تحتاج أن تُنمّيها ؟ فسِرّ رِجوع الإِبن الضال كلِمة [ ورجِع إِلَى نِفَسه وقال كم مِنَ أجير عِند أبىِ يفضل عنهُ الخُبز وأنا هُنا أهلك جوعاً ] ، وأنا مِثله عِندما أعيش الخطيّة لكِن الله منحنىِ نِعمة العقل والتسبيح والشُكر ، فأنا لىِ أن أصير مِثل الملائكة ، لىِ أن أُسبّح وأُمجّد الله ، ولىِ أن أُكرِم الله فِى جسدىِ وأعضائىِ ، فهذهِ هى رسالتىِ وهذا هو عملىِ لِمعرِفة فائدة الجلوس مع النِفَس فإِنّك تعرِفها مِنَ حروبها ومِنَ أكثر الأمور التّى تُحارب بها هى الصلاة بل وأكثر جِلوسك مع نِفَسك ، يقول أحد الآباء القديسين[ أنّهُ سهل عليك أن تشقىِ وتعرق بالجسد مِنَ أن تجلِس مع نِفَسك ] ، فبِمقدار تأجيلك لِجلوسك مع نِفَسك يكون تغييرك بطيئاً أو يكاد يكون غير موجود ، يقول القديس مارِإِسحق [ اليوم الّذى لا تجلِس فيهِ مع نِفَسك ولو إِلَى ساعة لا تحسِبهُ مِنَ عِداد أيام عُمرك ] 0 2- التساهُل والتأجيل والأعذار مرض مِنَ أخطر الأمراض التّى تكثُر فِى هذا الجيل ، فبوجود المُلحدين فِى صِراع شديد بين الخير والشر أنكروا الخير وعاشوا للشر ، فكانت أفكارهُم أنّ للإِنسان أن يُرضىِ دوافِعه لأنّ الله الّذى أعطاها للإِنسان ، ولكِن إِن كان الله قد خلق فينا الجِديّة فقد خلقها مِنَ أجل خلاص أنفُسنا أبانا إِبراهيم إِدّعى عن سارة أنّهال أُخته وعِندما علموا حقيقتها سألوه لِماذا ؟ فأجابهُم : إِنّىِ علمت إِنّىِ فِى مكان ليس فيهِ خوف الله ، فإِنّهُ كذب ووجد عُذراً لِكذبه فِى قصة صاحب الوزنة الواحدة لمْ يُتاجِر بِها ووجد لِنِفَسه عُذراً أنّ الرجُل صاحِب الوزنات قاسىِ وإِذا تأمّلنا فِى قصة القديسة مارينا الراهبة نجِدها أخفت حقيقتها كإِمرأة مُتخِذة زى الرِجال وعِند إِتهامهُم لها صمتت ولمْ تُدافِع عَنَ نِفَسها وقالت : إِنّىِ شاب وقد أخطأت ، وطُرِدت مِنَ الدير ثلاث سنوات مُعتنِيّة بالطفل حتى عادت ولكِن مع تنفيذ أحقر الأعمال وإِكتشفوا حقيقتها يوم نياحتها فخطأ كبير أن أمنح لِنِفَسىِ الأعذار ، ألِمْ يكُن يوسِف الصدّيق بأصعب الظروف ، وبالمِثل مارِجرجس ودانيال ، ألِمْ يكُنْ كُلّ هؤلاء بأصعب الظروف ، والكنيسة بِكُلّ نماذِجها أيضاً فهل كُلّ هؤلاء ضيوف شرف ؟فكثيراً ما نجِد نماذِج تُوبّخ الإِنسان مِثل متى العشّار الجالِس على مكان الجِباية فيمُر يسوع ويقول لهُ إِتبعنىِ فللوقت ترك كُلّ شىء وتبِعهُ ، وكذلِك بُطرُس ويعقوب حينما تركا شِباكهُما وتبِعاه يُقال على الخِصى الحبشىِ أنّهُ كان يقرأ الإِنجيل بِعدم فهم قائِلاً[ مِثل شاه تُساق للذبح وكنعجة صامِتة أمام جازيها ] ،فمرّ فيلُبّس الرسول وسألهُ [ عمنّ يتكلّم عَنَ نِفَسه أم عَنَ آخر ؟ ] ، وشرح لهُ أمور الكِتاب المُقدّس مِن التجسُدّ وحتى الصليب ، فبِبساطة أجابهُ [ هُوذا ماء ماذا يمنع أن أعتمِد الآن ؟ ] 0 3- الخطايا المحبوبة هى التّى تربُط الإِنسان وتجعله يظُن أنّهُ حُر فهى تزّل الإِنسان وسببها داخِل القلب وليست فِى الظروف المحُيطة فهى تُعطّل النمو وتُشبه الحجر الّذى يُعطِلّ نمو النبات ، فلابُد مِنَ الصلاة مِنَ أجلها ، فهذا أكبر دليل يُثبِت الكُره للخطيّة ، فمِنَ أين لىِ أن أعرِف الشىء إِلاّ عِند طلبه ؟ ومِن أين لىِ أن أعرِف ضرورته إِلاّ عِند طلبه كثيراً ؟ فكثيراً ما تكون الخطايا المحبوبة مُعطِلة للنمو ، [ هُناك خطيّة رابِضة عِند الباب وإِليك إِشتياقها ] القديس أوغسطينوس كانت الخطايا محبوبة لديه أكثر مِنَ الله لكِن بدموع أُمّه وصوت الله بدأ يتحرك قلبه وكلّم الله قائِلاً [ إِنّىِ أجد فِى الخطيّة لذّة عَنَ أن أحيا معك ] ، فهذهِ مرحلة مِنَ مراحِل توبتنا 0 4- قساوة القلب القساوة هى جدار عازِل يعوق التأثُر ودخول أى كلِمة للقلب ، فإِجعل قلبك مُتحرِك يحس بالكلِمة ومُستمِر فِى تقديم التوبة مِنَ أقوال البابا شنوده فِى قصيدة سوف أنسى [ إِنّ قلبىِ صار فِى صدرىِ مِثل صخر بل وكان أقصى ] ، [ إِن سمعتُم صوتهُ فلا تُقسّوا قلوبكُم ] فِى قصة القديسة بائيسة نجِد أنّها كانت مُطيعة لِصوت الله ولكِن بعد موت والديها أقنعها الآخرين أن تُحِولّ بيتها إِلَى بيت شر فلمْ يحتمِل القديس يحنِس القصير وذهب إِليها فظنّتهُ أنّهُ جاء لِيفعل الشر معها فجلس وقال لها[ لِماذا أهنتِ المسيح الّذى أحبِك ] وبكى وبكت بِجواره وتابت وقدّمت توبة عميقة وأخذ الله نِفَسها فِى ذات الليلة فنحنُ أيقونات الله الحيّة لِنسمع ونعمل ، فالكنيسة أنجبِت الكثير مِنَ القديسين ولازالت تُنجِب ، فلا تجعل قلبك قاسياً وأستجيب لِكُلّ ما تسمع ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بِنعمِته ولإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين.

مجد الطهارة

يا أحبائى ربِنا خلق الإِنسان بِدقّة شديدة جِداً ، كُلَّ جهاز فِى جسمه ، كُلَّ حاسّة ، كُلَّ طاقة بِداخله أعطاها الرّبّ لهُ بإِمكانية كبيرة جِداً جِداً جِداً تحفظه وتُنقّيه وتُنمّيه ، فأخذ يُرتِّب لنا بِحُب فائِق كُلَّ شىء ، فأعطانا الحواس ، فمثلاً رتِّب لنا كيف نرى وأعطانا أن نُميّز الأشياء مِنْ بعضها ، ولأنّ العين مُهِمة جِداً جعل الرؤية والفِكر فِى غاية السُرعة كذلِك أعطانا عقلاً وفِكراً ، أعطانا طاقة حركة وأعطانا طاقة إِبتكار وإِبداع وخيال حتى أنّهُ قال [ نعمل الإِنسان على صورتنا كشبهِنا ] ( تك 1 : 26 ) ، ربِنا يُريد أنّ كُلَّ واحِد فيكُم يكون إِنسان شبيهاً بالله فما قصد ربِنا ؟ قصده أنّ كُلَّ إِنسان فينا يكون شريكاً فِى مجدهِ ، أُنظُروا مقدار قصد ربِنا !! مجد كبير جِداً جِداً جِداً ينتظِر أولاد الله ، كما نقول فِى القُدّاس[ راعيتنىِ بِكُلَّ الأدوية المؤدية إِلَى الحياة ] ، لا يوجد شىء ياربىِ شعرت أنّهُ يفيدنىِ إِلاّ وأعطتهُ لىِ أشكُرك فمِنْ ضِمن الأشياء التّى أعطاها لىِ الرّبّ أنّهُ أعطانىِ طاقِة العاطِفة وطاقِة الشهوة ، هو الّذى أعطاها لىِ ، لكِنّهُ أعطانىِ إِيّاها كى تكون طاقِة حُب وطاقِة عطاء وطاقِة مُشاركة لله فِى الوجود ، فمِنْ خِلالها أعطانا الرّبّ أن نُشارِكهُ فِى صُنعِهِ للمخلوقات ، أُنظُروا كمْ يُريد الرّبّ أنْ يعلو بِنا !!! فكيف يُعطينا الرّبّ شيئاً غالِياً مُهِماً جِداً فنُبدّدهُ نحنُ !! تخيّلوا أباً أشترى لإِبنهِ سيّارة غالية جميلة جِداً ، وإِذا بهِ يجِدهُ يخلع عجلتها ويُجرّيها بيدهِ ، ماذا يقول هذا الأب ؟! قَدْ إِشتريت لك هذهِ السيّارة كى تمشىِ بِها ، تفرح بِها ، تقضىِ لك مشاويرك ، أتخلع عجلتها وتلعب بِها هكذا ؟! ماهذا الّذى تفعلهُ ؟!هكذا أنت عِندما تتهاون بِعفِّتك ، تكون قَدْ أعطاك ربِنا طاقة كبيرة ولست أميناً فيها ، طاقِة الشهوة التّى أعطاها لنا ربِنا هى طاقة جبّارة بِداخِل أجسادنا ، أُريدكُم أن تتذكّروا قصة شمشون الجبّار – جبّار 00قوىِ جِداً – طوال ما كان مُحافِظاً على عفّتهِ لَمْ يكُن أحداً لِيقدِر أن يقترب منهُ ، كانت البلد كُلّها تخافه ، إِنْ دخل حرب كان يُمكِن أن تكون البلد كُلّها ضدّهُ وهو يغلِبها ، لِدرجِة أنّهُ أصبح موضِع قلق مِنْ البلد المُجاوِرة كُلّها ( فلسطين ) ، الجميع يُفكِّر كيف يقضىِ على شمشون هكذا الإِنسان الطاهر مخوف جِداً ، الكُلّ يعمل لهُ حِساباً ، لأنّ قوّته داخِل طهارته ، طهارته أعطته قوّة ، ليس فقط قوّة عضلات ، لا أبداً قوّة فِى روحه ، قوّة فِى داخِله ( مِنْ الداخِل ) تُعطىِ لهُ مجداً مِنْ داخِله ، تجعلهُ يقدِر أنْ يغلِب نِفَسَه ، ويغلِب خطيّته ، ويغلِب شهوته ، والّذى يغلِب نِفَسَه وخطيّته وشهوته يصير مُكرّماً جِداً عِند الله ولكِن أُنظُروا لِشمشون هذا عِندما وقع فِى خطيّة الشهوة مع دليلة ، بعد أنْ كان لهُ مِنْ الرّبّ نوراً فِى عينيهِ ، عينيهِ قُلِعت منهُ وجعلوهُ يجُرّ السواقىِ وأهانوه ، وبعد أنْ أُعطى مجداً وقوّةً مِنْ ربِنا ، وبعد أنْ كانت كُلَّ الناس تهابه وتخافه أصبح حقيراً فِى عينىّ الناس كُلّها ، هكذا الإِنسان الّذى يتهاون بِعفّتهِ يصير مُحتقراً ، يصير هُزءاً وسُخرة إِنْ قُلنا أنّ الكنيسة لها باب مِنْ عِند الشارع وبعده هُناك حوش / فِناء ثُمّ السلالِم وباب الكنيسة الداخلىِ ، فصحن الكنيسة الّذى تجلِسون بهِ ثُمّ خورس الشمامِسة الّذى أقِف أنا عليهِ ثُمّ الهيكل الّذى بِداخِلهِ المذبح لقد بدأنا الأمر مِنْ الباب ، مِنْ عِند الشارع ، هذا الباب مُهِم جِداً أنْ أدخُل منهُ للكنيسة ، يُمكِن أن نقول أنّ هذا الباب هو التوبة ، وأنّ السلالِم هى الفضائِل ، وصحن الكنيسة هو تقديس الفِكر ، وخورس الشمامِسة هو التسبيح ، وأنّ الهيكل هو الحياة مع الله ، لكِن المذبح هو الطهارة ، هو مكان حلول الله فإِن كُنّا ندخُل الكنيسة مِنْ البِداية مِنْ الباب ذلِك لأنّ لنا قصد هو المذبح ، فالمذبح هو الّذى يُقدِّس المكان كُلّه ، هو الّذى يُعطىِ الكنيسة بهاءاً وقوّة ، هو مكان حلول الله فهل أنا الطهارة بِداخِلىِ ؟؟ فضائِل كثيرة يُمكِن أن تعتبرها الباب أو صحن الكنيسة أو خورس الشمامِسة ، لكِن المذبح هو الطهارة ، فإِن لَمْ يوجد مذبح إِذاً لا يوجد طهارة ، وبالتالىِ لن يكون هُناك فائِدة مِنْ وجود أى شىء آخر أُنظُروا يا أحبائى لإِنسان خاطىء وإِنسان قديس ، أُنظُروا المجد الّذى حول القديس ، تأمّلوا الأيقونات التّى تضعها لنا الكنيسة تجِدوا هالة نور حول السيّدة العذراء ، وحول القديس يوحنا المعمدان ، و القديس مارِجرجس ، والقديس مارِمينا ، والقديسة دميانة ، والقديس الأنبا أنطونيوس ، والقديس الأنبا بولا ، وكُلَّ القديسين مجد وكرامة ، مجد وطهارة مِنْ ربِنا ، فلو تأملّنا فِى حياة كُلَّ هؤلاء القديسين نجِد أنّهُم على إِختلاف فضائِلهُم يشترِكون فِى نُقطة واحِدة فقط هى الطهارة ، كانت الطهارة هى النُقطة المنّورة بِداخلهُم ، ذلِك أنّهُم حرصوا على طهارتهُم وبِذلِك أعادوا الطاقة التّى بِداخلهُم مرّة أُخرى لِربِنا فأصبحوا قديسين ، مبروك عليكُمْ مبروك على القديسة دميانة ، مبروك على القديسة بربارة ، مبروك على كُلَّ إِنسان يحافِظ على طهارته ، لأنّىِ عِندما أُعيد للرّبّ هذهِ الطاقة أشعُر أنّىِ أعطيته مِنْ عطاياه[ مِنْ يدك أعطيناك ] ، وأجِد أنّهُ زيّننىِ بِفضائِل كثيرة جِداً جِداً ، واشعُر كمْ أنّ ربِنا مجّدنىِ بِها كُلَّ فِى شهوته التّى مِنْ الداخِل ، أمين فِى الطاقة التّى أعطاها لهُ ربِنا ، ويُعيدها إِليّهِ فِى صورة حلوة ، يكون أميناً فِى قُدس أقداسه ، ويجِد ربِنا قَدْ كرّمه ومجّده ورفعهُ وأعطاهُ كرامة فوق كُلَّ الكرامات ، وأعطاه مجداً عجيباً جِداً جِداً فائِق كالّذى أعطاه لآبائنا القديسين لِذلِك إِنْ أردتُمْ أن تحِبّوا الطهارة أُنظُروا لأُمِنا السيّدة العذراء ، أُنظُروا طهارتها ، أُنظُروا برارتِها ، أُنظُروا عفِّتها ، أُنظُروا حلاوة فضائِلها ، لِذلِك أعطاها الرّبّ كرامة فوق كُلَّ الكرامات ، مَنْ يقدِر أن يُشبهها ، مَنْ يُمكِنه أن يتحدّث عنها ، مَنْ يستطيع أنْ يقول يُمكننىِ أنْ أكون مثلها ؟؟!!! لأنّكِ فِعلاً كُنتِ مُزّينة بالكرامة ومُزّينة بالطهارة ، لأنّكِ فِعلاً كُنتِ إِنسانة جذبتِ قلب الله بِطهارتك ، وصرتِ مسكناً لله ومسكناً لللاهوت ، النِفَسَ الطاهِرة هى عرش لله ، عرش الله بِداخِلك ، جوّاك فِى أعماقك ، عِندما أعيش فِى طهارة أصير مسكناً لله ، أشعُر أنّ ربِنا بِداخِلىِ إِيليّا النبىِ شخص قوىِ لا يُخيفه شىء ، أعطاهُ الرّبّ قوّة عجيبة مِنْ الداخِل ، لأنّهُ كان طاهِراً ، كان بتولاً ، ورغم أنّهُ فقير لا يملُك ملابس غالية ولا حتى طعام ، إِذ كان الرّبّ يُرسِل لهُ الغربان لتعوله ، ورغم أنّهُ ليس لهُ عائلة تُدافِع عنهُ ولا أصدقاء ، ولا يملُك أى شىء يجعل الناس تخاف منّه ، إِلاّ أن مذبحهُ الداخلىِ هو الّذى يُعطيه سُلطة وكرامة ، هو الّذى جعلهُ يستطيع أنْ يقِف أمام أنبياء البعل والوثنيين ، كُلّهُمْ أمامه هو فقط وهو الّذى غلب ، هو الّذى جعلهُ يستطيع أنْ يقِف أمام أخاب الملِك ويقول [ حى هو الرّبّ الّذى وقفت أمامه أنّهُ لا يكونْ طل ولاَ مطر فِى هذهِ السنين إِلاَّ عِند قولىِ ] ( 1 مل 17 : 1 ) ، ممّا أدى إِلَى مجاعة إِستمرِت حوالىِ ثلاث سنوات ونصف ، ثُمّ صلّى ثانيةً فنزل المطر ، كيف يا إِيليّا تُصلّىِ صلوة تجعل السماء لا تُمطِر ؟ وتُصلّىِ صلوة ثانية فتُمطِر !! الإِنسان الطاهِر يملُك مفاتيح السماء ، يقفِلها ويفتحها ، قوّة كبيرة فِى الطهارة كذلِك يوحنا المعمدان ، إِنّهُ شاب ، [ كان لُباسه مِنْ وبر الإِبل ]( مت 3 : 4 ) أى وبر الجِمال ، تخيّلوا مثلاً أنّكُمْ رأيتُمْ إِنساناً يلبِس فروة خروف !! ستستهينوا بهِ ، ولكِن يوحنا هذا كان بِداخِله قوّة عجيبة تجعلهُ يقِف أمام هيرودس الملِك المُفترىِ الصعب فِى الوقت الّذى لَمْ يجرُوء أحد سِواه على فِعل ذلِك ونجِده يُوبّخهُ[ مِنْ أجل هيروديا إِمرأة فيلُبّس أخيهِ ] قائِلاً لهُ [ لا يحلّ أن تكون لك ]( مت 14 : 3 – 4 ) ، قوّة الطهارة التّى بِداخِل يوحنا المعمدان تجعلهُ يشهد للحق وأيضاً الثلاثة فتية القديسين ، ما الّذى أعطاهُم قوّة ونور وجعلهُم أحسن ثلاثة أمام رئيس السُقاة ورئيس الخصيان ؟ هل نوع الأكل والشُرب ؟! كلاّ 00ولكِن تمسُّكهُم بالطهارة والعِفّة أعطاهُمْ قوّة مِنْ الداخِل جعلتهُم مُنيرين ، ظاهِرين أنّهُم أحسن ثلاثة وإِنْ كانوا فِى وسط ألف ( دانيال 1 ) ويوسِف الصدّيق ما الّذى نوّر حياته وجعلهُ أعظم إِنسان فِى مِصر كُلّها ؟ الطهارة [ كيف أصنع هذا الشر العظيم وأُخطىء إِلَى الله ] ( تك 39 : 9 ) ، لكِن لو قال يوسِف فِى نِفَسَهِ ماذا أفعل إِنّها مُتسلِّطة علىّ والشر مُحيط بىِ مِنْ كُلَّ ناحية ؟ لو كان يوسِف فرّط فِى طهارتهِ وصنع الشر مع إِمرأة فوطيفار ما كان لِيُصبِح مُتسلِّطاً على كُلَّ أرض مِصر ، ولكُنّا رأينا إِلَى أى درجة سيُذلّ ، لكِن يوسِف لَمْ يستطع أحد أن يذلّهُ – أبداً – لقَدْ كانْ مُكرّماً حتى فِى السجن كما كانْ مُكرّماً فِى بيت فوطيفار ، كذلِك فِى أكثر الأيام حظاً لَمْ يكُن هُناك مِثل يوسِف بطهارتهِ التّى كانت تُنير لهُ حياته وتجعلهُ غالِباً ، كُلّه نور قوّة الطهارة تجعل الإِنسان يغلِب نِفَسَه ويغلِب مَنْ حوله ، الإِنسان الطاهِر مِنْ داخِله يستطيع أنْ يغلِب قوّات الشر ، قوّات العالمْ كُلّها ، لو أحسن الإِنسان إِستخدام الطاقات والإِمكانيات التّى أعطاها لهُ الرّبّ وكان أميناً فِى فِكره وحواسّه ، أميناً فِى طهارته يصير كالملائكة بل وأعظم مِنْ الملائكة ، يصير محبوب الله وتنفتِح لهُ أسرار السماء إِذاً لو عِشت فِى طهارة وأحببت الطهارة ستجِد ربِنا يحِبّك وتصير لك دالّة كبيرة جِداً جِداً بينك وبين ربِنا ، وتستطيع أنْ تُكلّمه بِراحتك [ كما يُكلِّم المرء صاحِبهُ ]، مثلما كان يتكلّم أبونا إِبراهيم مع ربِنا ، يُكلِّم ربِنا بِمحبّة فائِقة لِذلِك عدو الخير يضع هذا الأمر فِى ذهنه ، ويُرّكِز ضرباته على الطهارة ، لأنّ هذهِ هى الضربة التّى تُسقِط ، لأنّهُ إِنْ أُصيب إِنسان برصاصة فِى رِجله أو ذِراعه أو حتى فِى بطنه يُمكِنهُ أنْ يُشفى منها ، ولكِنْ إِن أصابت الرصاصة قلبهُ أو دِماغه يموت فِى الحال ( يطُب ساكِت ) ، هكذا العدو بإِستمرار يضربنا فِى الطهارة ، ويضع أمامنا التليفزيون والمُغنيين والُمغنيات ونجِد أصحابنا فِى المدارس يقولون لنا كلاماً ومعارِفنا يقولون لنا كلاماً ، ويعمل الخيال وتعمل الأفكار فنجِد الطهارة تبدأ تضعُف ، ونكون قَدْ ضُرِبنا فِى القلب والعقل فنموت ، أى ننفصل عَنَ الله لأنّ الله هو الحياة [ فيهِ كانت الحياة ] ( يو 1 : 4 ) عِندما تنفصل عَنَ الحياة ذلِك يعنىِ أنّك ميّت ، إِنفصلت عَنَ الله لأنّ[ الّذى يتهاون فِى عفافه يخجل فِى صلاته ]( القديس الأنبا موسى الأسود ) ، عِندما أتهاون فِى طهارتىِ وأُريد أنْ أُصلّىِ لا أعرِف ، خجلان ، مكسوف ، إِذ أحزنت قلب ربِنا لا أستطيع أنْ أتكلّم معهُ لِذلِك إِنْ سألنا مَنْ منكُمْ مُنتظِم فِى الصلاة ؟ مَنْ منكُمْ مُنتظِم فِى الإِعتراف ؟ مَنْ منكُمْ مُنتظِمْ فِى التناول ؟ ليس كثيرين ، فما معنى هذا ؟ أنّىِ ميّت مُنفصِل عَنَ الحياة لأنّ هُناك أشياء ضربنىِ الشيطان فيها ، ضربنىِ فِى قلبىِ وضربنىِ فِى عقلىِ ، ولكِن لا لنْ أكون خائِناً وأول ما يضربنىِ الشيطان أسقُط بِلا قيام !! ، لا00سأُجاهِد وأُقاوِم وأطلُب مِنْ ربِنا مع داود النبىِ أنْ يرُدّ لىِ مجد وبهجِة خلاصىِ [ رُدّ لىِ بهجِة خلاصك ] ( مز 51 : 12 ) ، يرُدّ لىِ كرامتىِ ، يرُدّ لىِ مجدى الّذى ضاع منّىِ ، وكُلّما أنا أطلُبهُ وأطلُبهُ بِقلب مُر يرُدّه لىِ فِى الحال ، كُلّما تمسّكنا بالطهارة وعشناها نجِد أنفُسنا قَدْ غلبنا كُلَّ أوجاعنا ، نغلِب بِسلاح الطهارة القديس الأنبا موسى الأسود بعد أنْ كان شرّيراً وزانِياً ، مشهوراً بالشر لا يعرِف فيما يُخرِج طاقتهُ وهكذا يستخدِم قوّتهُ فِى الشر والتدمير ويُهدرها بِلا فائِدة ، أصعد هذهِ الطاقة الجبّارة التّى أعطاها لهُ الرّبّ ثانيةً لله ، فوجدناه إِنساناً فِى غاية الحِرص على طهارتهُ وأصبح يستخدِم قوّتهُ فِى البُناء ، فِى صورة محبّة وفِى صورة عطاء ، فكان يخرُج كُلَّ ليلة دون أن يدرىِ أحد لِيجمع جِرار الرُهبان ويضعها على كتفه ويذهب بِها أخر الدُنيا لِيملأها ماءً ويُعيدها ثانيةً مُستغِلاً طاقتهُ القوية وقوّتهُ الجبّارة هذهِ وفِى مرّة أثناء خروج القديس موسى مِنْ قلاّيتهُ لِيملأ الجِرار دخل أربعة لصوص قلاّيتهُ ونهبوا كُلَّ شىء فيها وتصادف حضوره فِى وجودهُمْ ، ولِعظِم قوّتهُ قيّدهُمْ وأتى بهُم إِلَى الكنيسة قائِلاً للآباء : لا أستطيع أنْ ألحق الأذى بأحد هؤلاء الّذين سطوا على قلاّيتىِ وأرادوا قتلىِ فما هو حُكمكُمْ ؟ ثُمّ حلّ القديس موسى وِثاقهُم فِى وداعة وقال لهُم : أنا موسى الّذى كُنت زعيماً لِجماعة لصوص ، فلّما سمع اللصوص هذا القول وشاهدوا هِدوءه وسلامه : سبّحوا الله ومجّدوه قائِلين لِنتُب نحنُ أيضاً فننعم بِغُفران خطايانا وسألوا الآباء أنْ يقبلوهُم فِى الديرإِنّهُ يُمكِننىِ أنْ أستغِل طاقتى فِى الخير ، أستخدِمها فِى البِر ، أحوّلها لِطاقِة حُب وطاقِة عطاء ، أحوّلها لِطاقة تجعلنىِ مُكرّماً جِداً فِى عين السما وعين الأرض ، تجعلنىِ مُكرّماً جِداً فِى عين ربِنا ، كُلّما كُنّا حريصين على طهارِتنا كمْ سنشعُر بِقوّة فِى حياتنا وبِدالّة عظيمة جِداً جِداً مع الله ، جُملة جميلة جِداً لا أعرِف أين أضعها فِى هذهِ العِظة الرائِعة[ مجد الطهارة الّلىِ هو ؟؟ تفرَّح تفرَّح تفرَّح لِدرجة كبيرة جِداً جِداً جِداً ]ذلِك ما جعل القديسين يرفُضون الشر بِشدّة ويُفضِلون الموت عَنَ أن يفقِدوا طهارتهُم ، حتى أنّ إِحدى القديسات عِندما علمت أنّهُ سيتِم عذابها بإِنزالِها فِى زيت مغلىِ - الّذى إِن لمستنا نُقطة منهُ نصرُخ مِنْ الألم – كان أهم شىء عِندها كيف ترفع فُستناها أولاً بحيثُ لا ينكشِف جُزءاً مِنْ جسدها ، فطلبت مِنْ مُعذّبيها أنْ يُنزّلوها فِى هذا الزيت المغلىِ سِنّة سِنّة ، لأنّها خافت بِشدّة على عِفّة جسدها ، أرادت أن تضمن أنّهُ لن ينكشِف منهُ شيئاً ، فهذا هو مذبحها ، المذبح الّذى يليق بهِ كُلّ مجد وكُلّ كرامة كذلِك فِى هجوم للجنود على أحد أديُرة العذارى وقعت عذراء راهِبة شابّة جميلة فِى قسم أحد الجنود فأحبّ أنْ يُفقِدها عِفّتها وأنْ يصنع معها الخطيّة ، فأعطاها ربِنا فِكرة فقالت لهُ : ألست جُندياً ورجُلاً تُحِب الحرب ، فتمهِلّ قريباً قبل أن تصنع معىِ الخطيّة لأنّ بيدىِ مهنة تعلّمتها مِنْ العذارى ولا تصلُح لِعملِها إِلاّ عذراء وإِلاّ فلا نفع فيها ، فقال لها : وما هى ؟ ، فقالت لهُ : هى دُهن إِذا دُهِن بهِ إِنسان فلنْ يؤثِر فيهِ سيف أو أى نوع مِنْ الأسلِحة البتّة ، وأنت مُحتاج إِلَى ذلِك لأنّك فِى كُلَّ وقت تخرُج للحرب ، فبِحُكم أنّهُ جُندىِ ويدخُل حروباً كثيرة أعجبتهُ الفِكرة ، فقال لها : وكيف أتحقّق مِنْ ذلِك ؟ ، فأخذت الزيت ووجّهت إِليّهِ الكلام قائِلةً : إِدهِن رقبتك وأعطنىِ السيف كى أضربك بهِ ، فقال لها : لا00بل إِدهنىِ أنتِ رقبتك أولاً وأنا أضرب بالسيف ، فأجابتهُ بِبشاشة : حسناً أنت لا تُصدّقنىِ 00جرِّب فىّ !! ، وأسرعت فدهنت رقبتِها وقالت " إِضرب بِكُلَّ قوّتك ، فإِستلّ سيفهُ وكان ماضِياً جِداً ، ومدّت القديسة رقبتِها وضرب بِكُلّ قوّتهُ فتدحرج رأسها على الأرض ، ورضيت عروس المسيح أن تموت بالسيف دون أنْ تُدنِّس بتوليتها ، فحزِن الجُندىِ جِداً ، وبكى بُكاءاً عظيماً إِذ قتل مِثل هذهِ الصورة الحسِنة ، وعرِف أنّها خدعتهُ لِتفلِت مِنْ الدنس وفِعل الخطيّة وكان هُناك أيضاً عذراء عفيفة هادِئة فِى منزلها فأحبّها شاب ردىء ، ولَمْ يكُف عَنَ التردُّد على منزلها ، فلّما شعرت العذراء لِتردّدُهِ وقِتاله ، شقّ ذلِك عليّها جِداً وحزِنت ، فحدث فِى يوم مِنْ الأيام أنّهُ جاء كعادتهِ يدُق الباب وكانت العذراء حينِئذٍ جالِسةً على المنسج ، فلّما علِمت أنّهُ هو الّذى يدُق على الباب خرجت إِليّهِ ومعها مخرازها وقالت لهُ ما الّذى يأتىِ بك إِلَى هُنا يا إِنسان ؟ فقال لها : هواكِ يا سيّدتىِ ، لا أستطيع أنْ أنام ، فقالت : وما الّذى يعجِبك فىّ ؟ ، فقال لها : عيناكِ فتنتانىِ وإِذا أبصرتِك يلتهِب قلبىِ ، أُريد أنْ أراهُما دوماً ، فجعلت مخرازها فِى إِحدى عينيها وقلعتها بِصرامة وطرحتها لهُ وشرعت فِى قلع الأُخرى ، فأسرع الشاب وأمسك بيدِها ، فدخلت إِلَى منزلِها وأغلقت بابها ، فلّما رأى الشاب أنّ عينها قَدْ قُلِعت حزِن جِداً وندِم على ما كان منهُ وخرج إِلَى البرّيّة مِنْ ساعتهِ وترهّب هكذا كانت تشعُر هذهِ العذراء وهى تطرح عينها لهُ ، أحسن لىِ أنْ أعيش عمياء ولاَ أنْ أفقِد طهارتىِ ، أحسن لىِ أنْ أفقِد النور المرئىِ ولا أنْ أفقِد نور قلبىِ ، ولاَ أنْ أفقِد نور عقلىِ ، قوّة00قوّة عجيبة جِداً ، تخيّل أنت أيضاً لو عِندك هذا الإِحساس ما رأيك فِى الإِنسان الحريص على حواسه ، حريص على عينيهِ ألاّ تتدنّس ، حريص ألاّ يرى منظراً شرّيراً أو يسمع كلِمة دنِسة أو يشترِك فِى حديث ردىء ، إِنّهُ بِهذا يُقلِع عين الشر مِنْ داخِل قلبه بِقوّة ، مِنْ أين أخذ هذهِ القوّة ؟ أخذها مِنْ ربِنا يسوع ، يُريد أنْ يُرجِع لهُ طهارتهُ ، يُريد أنْ يُعيد لهُ حواسّه المُضيئة لِذلِك يا أحبائى لو إِقتنينا الطهارة نكون قَدْ إِقتنينا كنزاً ، والّذى يُحِب أنْ يعيش فِى طهارة لابُد أنْ يطلُبها ، يطلُبها كُلَّ يوم ، وكُلّما أطلُب الطهارة 00كُلّما يُعطينىِ ربِنا إِيّاها 00كُلّما أفرح بها [ مجد الطهارة أنّها تفرّح تفرّح تفرّح لِدرجة كبيرة جِداً جِداً جِداً ] ، كُلّما أشعُر كمْ أنّ هُناك قوّة أنا أحتاجها أخذتها لأنّ هذهِ هى القوّة التّى يُريد ربِنا أنْ يخلِقها فىّ ، يُريد أنْ يُزّيننىِ بِفضيلة الطهارة ، لأنّ هذهِ هى فضيلة السما وفضيلة الملائكة ربِنا يُعطينا طهارة تفرّح قلبه ، طهارة تجعلنا أصحاب السمائيين ، ربِنا يُعطينا طهارة تجعلنا على إِستعداد أنْ نُجاهِد مِنْ أجل طهارِتنا ، على إِستعداد أنْ نموت ولا نُفرِّط فِى طهارِتنا ربِنا يفرّح قلبُكُم ويسنِد كُلَّ ضعف فينا بنعمِته ولإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين .

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل