العظات
قيادة اللة لحياتى
يحكى سفر يشوع أنه بعدما تنيح موسى النبى أن يشوع كان خائف , فقال له الله " كما كنت مع موسى أكون معك لا أهملك ولا أتركك . تشدد وتشجع , لأنك أنت تقسم لهذا الشعب الأرض التى حلفت لأبائهم أن أعطيهم إنما كن متشدد وتشجع جداً لكى تتحفظ للعمل حسب كل الشريعة التى أمرك بها موسى عبدى تشدد وتشجع لا ترهب ولا ترتعب لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب "( يش 1:5-9) جيد أن يشعر الإنسان أن الله معه فى كل مكان وكل إختبار وليؤكد الله للشعب أنه قائدهم قال ليشوع فى الإصحاح الثالث " عندما ترون تابوت عهد الرب إلهكم والكهنة اللاويين حاملين إياه فإرتحلوا من أماكنكم وسيروا وراءه " حيثما يذهب تابوت عهد الرب تسيرون وراءه وتتبعوه أبونا آدم إختبر وجود الله فى حياته فى الفردوس يتبعه خطوة بخطوة , والتجسد أعاد للإنسان وحدته مع الله لذلك عمانوئيل معناه الله معنا إذاً مهم أن أشعر أن الله معى فى كل وقت , صعب نفصل الله عن حياتنا العملية , أى قد نرى أن الله فى الكنيسة فقط لكن فى الكلية أو العمل أو البيت ..؟! .. لا .. لابد أن أشعر وأدرك بإدراك روحى أن هناك قوة تصحبنى فى كل حياتى , لذلك شعور وجود معك شعور جميل أخنوخ عرفنا عنه أنه سار مع الله فكان الله معه , لم يكن كموسى الذى قاد الشعب ولا كداود الذى حارب وملك ولا كسليمان الذى ملك و لكنه سار مع الله فلم يوجد جيد أن تشعر أن الله معك فى إستيقاظك وفى نومك وفى أكلك وعملك ووقت راحتك و فى كل حياتك بكل تفاصيلها ... إختبر هذا الشعور فى كل وقت وفى كل مكان أبونا إبراهيم قال له الله " أخرج من أرضك ومن عشيرتك الى الأرض التى أريك إياها " تعال ورائى , يقول الكتاب " فخرج وهو لا يعلم الى أين يذهب " لو سألته أمنا سارة الى أين نذهب ؟ ماذا يجيبها ؟ يقول الى حيثما يريد الله ... أريد إجابة محددة , يقول لها ليس لدى إجابة سوى أن الله يقودنا يقول له قدم لى إبنك وحيدك حبيبك على الجبل الذى أريك الله لم يعلمه أى جبل يقدم إبنه عليه لكنه أطاع الله لا تخف قد لا تعلم متى تعمل ولا أين تذهب ولا كيف لكن إعلم أن الله معك فلا تخف الله قال لإيراهيم " سر أمامى وكن كاملاً " لذلك من أجمل وعود الله لنا أنه فى بداية حياته على الأرض قال أن إسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا وفى نهاية حياته على الأرض قال لنا " ها أنا معكم كل الأيام والى إنقضاء الدهر " وأنا مع الله كلى إطمئنان وسلام وتقوى " تمسكت بخطواتك فما زلت قدماى " لن أضل لأنى أسير وراءك , أنا مطمئن لذلك لما تجسد يسوع قال عنه الكتاب " تاركاً لنا مثال لكى نتبع خطواته " دائماً أنظر خطواته وحياته , والجميل فى حياة يسوع أنه ما من أمر يمكن أن نجتازه إلا وعاشه , مراحل عمرية , عائلة , أناس محبين , أناس كارهين وحاقدين , أناس متآمرين , ناس محبين جداً له يريدون الحياة على صدره , وأخرين حاقدين يقولون خير أن يموت واحد ولا تهلك أمة , وأخرين يقولون نتبعك أينما تمضى , وأخرين يقولون أصلبه أصلبه إجتاز كل إهانة وكرامة ومجد وألم و لذلك عندما تتعرض لموقف أنظر كيف إجتازه يسوع لكى تجتازه أنت أيضاً , عينك عليه فى كل أعماله وأقواله , هو يقودنا فى موكب نصرته , الذى يجتاز كل ما إجتازه يسوع يكون مطمئن ولا يخاف أبداً الشعور بوجود حضرة الله الدائم شعور جميل , إيليا كان دائماً يقول " حى هو الرب الذى أنا واقف أمامه " حتى وهو فى قصر أخاب كان يرى الله أمامه إختبار قيادة الله فى حياتى أن اليوم كله يكون هو المرشد والمعين , لابد أن تخرج منا خلال اليوم أنات تناجى الله , قل له يارب أعنى , يارب إرشدنى , يارب دبرنى , أثناء اليوم أنا متصل به , اليوم كله عبارة عن إتصال دائم بالله , يوسف الصديق كان يقول " كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطئ الى الله " لن أختبئ منه فى مكان .. لا .. الله فى كل مكان فكن مطمئن له معظم مشاكل الإنسان تأتى من أنه يشعر أن الله غير موجود معه فيترك نفسه لأفكار عدو الخير فيقلق ويخاف , لكن مادمت تشعر أنك فى معية الله ستشعر بقوة لا نهائية , لما تشعر أن كمال الله كله لك ومحبة الله كلها لك ومعيته كلها لك , تشعر أنك فى يد قدير تصل الى درجة أنك تشعر أن الله لك وحدك , ملك خاص بك وحدك, وكأن الله يهتم بك بشكل خاص جداً , تشعر أن الله يشملك بنعمته ومعونته ويحيط بك وحدك دون غيرك , وكما يقول القديس أوغسطينوس " تسهر علىّ لتهبنى عطاياك وكأنى أنا وحدى موضوع حبك " هل لا يوجد غيرى فى الخليقة كلها ؟ كما يقول أشعياء النبى " على الأيدى تُحملون وعلى الركب تُدللون "تشعر أن الله ينجيك من كثير لا تعرفه أكثر من الكثير الذى تعرفه فتقول له " أعظمك يارب لأنك إحتضنتنى ولم تشمت بى أعدائى " .. هذا عكس شخص لا يشعر بوجود الله معه , وإن شعر بوجوده يشعر بوجوده مع غيره وليس معه هوهذا الشعور أنه موجود بالفعل قائم , لكن علينا نحن أن نقترب اليه ونثق أنه سيقبلنا , ويوم أشعر أن الله متخلى عنى فهذا علامة أكيدة أننى أنا الذى تخليت عنه وليس هو المتخلى عنى , فالشمس لا تغيب لكن الأرض هى التى تدير لها ظهرها , هكذا لما أشعر أن الله ليس معى فأنا الذى أدرت له ظهرى وليس هو الذى تركنى , وكما قال الله عن الشعب فى العهد القديم " أعطونى القفا لا الوجه" جيد أن أتخيل نفسى دائماً داخل المسيح , أسمع تعاليمه وأنفعل بإنفعالاته وأسلك سلوكه , لما نكون فى إحساس شركة مع المسيح سيكون لنا إيمان " إن سرت فى وادى ظل الموت لا أخاف شراً لأنك أنت معى " معية الله مهمة وجميلة , كان الله مع الشعب فى النهار عمود سحاب وفى اليل عمود نور وهم يسيرون ورائه , يسيرون وراء التابوت لما يسير ويقفون لما يقف وينصبوا خيامهم .. الى أين يذهب بكم عمود السحاب وعمود النور ؟ الى أرض الميعاد .. وما هو الطريق الذى تسلكونه ؟ يقولون وراء عمود السحاب وعمود النور نسير كيفما سار نسير نحن وراءه هكذا نحن , الله يقودنا الى السماء , ما هو الطريق ؟ أقول لك الطريق للسماء هو كلامه , هو يقودنى وأنا أطمئن , يقول سفر عاموس " هل يسير إثنان دون أن يتفقا " .. الله يقول لى : تعال معى , فماذا أجيبه أنا ؟.. أقول له : أريد يارب فأين نتقابل ؟ .. يقول لى : فى الصلاة , فى الأنجيل , .. وكلما سرت معه كلما إختبرت قدرته وقوته الشعب خلال أربعين سنة يعبر بهم البحر الأحمر ويبيد لهم أعدائهم وويخرج لهم ماء من الصخرة ويعطيهم المن والسلوى و هكذا الذى يسير مع الله ينتظره خير كثير , لذلك قصة خروج بنى إسرائيل من أرض العبودية هى ترنيمة محبة لله , كانوا يتغنون بها وبما فعله الله معهم خلالها , مجرد أن ينمو الطفل يعرفوه ما فعله الله معهم خلال رحلة الشعب فيثبت فى ذهنه أن الله مدبر وقادر وكل من إتكل عليه لا يعاقب ... هذا هو الطريق الذى يريدنى الله أن أسير فيه ويكون لى نية السير وراءه وأكمل حتى وأن كان فى الطريق صعاب لكن فيه أيضاً أفراح وتعزيات " الرب عز لخائفيه "هذه البركة تعطى الإنسان نعمة كبيرة تجعل محبة الله تنمو فى قلبه , لما تعاشر إنسان كثيراً تحبه , هكذا الله سِرْ معه تزداد محبتك له وتغنى بأعماله معك وتقول الذى ينجى من الحفرة حياتى , منقذى , رافع نفسى , خُذْ الأمر عملى أن الله يقود ويدبر أمور حياتك ويرعاك , هذا يحتاج منك تسليم وحب صادق وأن تكون واثق فيه بدون ندم أنك ستصل معه وستفرح وتتعزى فى الكنيسة كثيراً ما يؤكد الأب الكاهن على كلمة " الرب مع جميعكم " فى بداية كل صلاة .. لماذا ؟ حتى قبل التناول مباشرة من بداية كلمة " إهدينا يارب الى ملكوتك " يقولها أربعة مرات , مرة بعد إهدينا الى ملكوتك , ومرة فى بداية القسمة ,ومرة بعد القسمة , ومرة قبل التناول وكأن الكنيسة تؤكد لنا أن الرب مع جميعكم , تعطيك عطية السلام , يؤكد أن الله حال بجوهره وحال فى كلمته وجسده ودمه وحضوره معك فأطمئن , وقبل أن تخرج من الكنيسة تسمع عبارة جميلة جداً تقول " محبة الله الأب ونعمة الإبن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم " ,أى وأنت فى الكنيسة فى حضور الله وأيضاً عندما تخرج من الكنيسة ستكون أيضاً فى حضرته , وكأنه يقول قوة الثالوث هى من أجلك وعمل الخلاص من أجلك , هذا يفرحك كثيراً ما يعلمونا أن نخلط أحداث اليوم بالأنجيل , مثلاً عندما تنزل من بيتك إرشم الصليب , قل أية مع كل موقف يحدث لك خلال يومك , حتى وأنت تغسل وجهك وأكلك و فى كل موقف تخيل ربنا يسوع يجوزه وأسلك مثله حتى يصير يومك مختلط بيسوع أكثر شئ يحاربه عدو الخير هو شعورك بمعية الله معك , وليس نجاح عدو الخير فى أن يسقطك فى الخطية إنما هدفه ونجاحه هو أن يبعدنا عن الله وأن نصير أعداء مع الله , أى عندما أكل آدم من الشجرة لم يكن هدف عدو الخير أن يأكل آدم من الشجرة إنما كان هدفه بعد آدم عن الله بعصيانه له وأكله من الشجرة فيشعر أن الله بعيد عنه ويشعرأنه ردئ وأن الله لن يقبله لكن العكس , لو سقطت فى الخطية وصرخت لله وشعرت بوحدة معه , فهذا أمر يؤذى عدو الخيرإختبار قيادة الله لحياتى فى كل أمورى , وكما يقول الأباء " لا تعمل عمل إلا ويكون لك عليه شاهد من الأنجيل " تأكل , تتعلم , تسير , تنام , كل هذا يكون لك عليه شاهد من الأنجيل فيتقدس يومك الله يريد أن يعلن وجوده وحياته فينا , يريد أن يؤيد خطواتنا بخطواته وكلامنا بكلامه فنصير نحن هو ويصير كل واحد منا سفير وحامل له يقدم المسيح بكل وضوح , كل عمل تعمله فكر أن المسيح فيه حتى فى أبسط الأعمال , كان أحد الأباء يقول لله أنا أراك فى كل شروق شمس وفى كل طير يغرد وفى كل شجرة وفى إختَبر أن يرى الله فى كل شئ بدون تعقيد , بينما الذى وعيه بعيد عن الله يكون الله واضح أمامه ولايصدق ولايرى, بينما أولاد الله يرون الله بكل سهولة كما قال يوحنا الحبيب " هو الرب " ربنا يعطينا أن نراه فى كل شئ حولنا ونتمتع بمعيته فى كل حياتنا , ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين .
حينما أنا ضعيف حينئذ أنا قوى
آية جميلة فى سفر يوئيل تقول " ليقل الضعيف بطل أنا " .... كثيراً ما نرى أنفسنا ضعفاء قليلين , خطاه مجهولين , ولا نساوى شئ , بل ونجذب أنفسنا لأسفل ... هذا الإحساس يُفرِح عدو الخير جداً , لأن الإنسان عندما يشعر أنه لا شئ يبدأ فى السقوط فى الخطايا , فهو فى رأى نفسه بلا قيمة وليس بغالى , ولذلك لا فرق عنده إن سقط أو إن لم يسقط , لكن عندما يشعر أنه غالى وذو قيمة يحترس لنفسه من السقوط
* ليقل الضعيف بطل أنا ... هل هذا الشعور يجلب كبرياء ؟ ... لا ... فهناك فرق بين إحساس الإتضاع المصحوب بالقوة , والكبرياء المصحوب بالقوة ... متى يشعر الإنسان أنه قوى وغيرمتكبر ؟ عندما يشعر أن القوة من الله لا منه , هذا إنسان غير متكبر , إنسان لسان حاله يقول " معونتى من عند الرب " .. " إن قام على جيش فلن يخاف قلبى .. ففى هذا أنا مطمئن " .. كيف يقول هذا عن نفسه ويكون متكبر ؟ لا .. هو واثق أن إلهه يعطيه هذه القوة وليست من ذاته .. لذلك قال داود النبى " بإلهى تسورت أسواراً " ويقول بولس الرسول " أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى " نحن نشعر بالقوة عندما يكون معنا الله وفينا وبه نحيا ونتحرك ونوجد , لذلك أنا قوى بالله .. لكن عندما ينظر الإنسان لنفسه يضعف , ولما ينظر للمسيح يتقوى ويفرح , لذلك قال بولس الرسول " حينما أنا ضعيف حينئذ أنا قوى " لأنى عندما أشعر أنى ضعيف لكن المسيح معى عندئذ أشعر بقوة كبيرة معى .... متى يشعر الإنسان بصغر النفس ؟ لماذا يشعر بالضعف ؟ ... متى أشعر أنى ضعيف وفى نفس الوقت لا أشعر بصغر نفس ؟ .. وما هو صغر النفس ؟
* صغر النفس هو أنى أشعر أنى مجرد مجموعة سلبيات فقط ..... متى أشعر أنى ضعيف ومتضع ؟ ومتى أشعر بصغر النفس ؟ المتضع هو من يشعر أنه ضعيف فى وجود الله , وصغير النفس هو من يشعر أنه ضعيف ويقيس نفسه بنفسه .....
صفر = صفر .. لكن لو وضعنا بجانبه واحد (1) عندئذ يساوى عشرة (10) ... أنا وحدى أساوى صفر لكنى بيسوع أساوى عشرة ... لو وضعنا أكثر من صفر , صفرين , ثلاثة أصفار , أربعة أصفار ..ستزداد القيمة الى مائة , ألف , ..... إذاً أى عدد من الأصفار مع المسيح تساوى قيمة كبيرة جداً ..... إذاً الأمر ليس فى عدد الأصفار إنما فى الواحد لأنه مهما إزداد عدد الأصفار وحدها فقيمتها معاً تساوى صفر , إذاً القيمة تأتى من الواحد بجانب هذه الأصفار .... هذا يعلمنا أنه كلما إزداد إتضاعى كلما صرت بالمسيح قوى بل أقوى , لكن بدون المسيح أضعف أكثر ..... إذاً شعورى بالقوة ليس لأن القوة من ذاتى بل من الله .. لأن لى إله قوى أشعر بقوته فى حياتى ومعونته , أنا متكل على كلمته " ككلمتك إحينى ", متكل على بركته وعمله ..... هل أشعر بوجود الله فى حياتى ؟ ووجوده هل يشعرنى بقوة أم لا ؟ كلما شعرت بوجوده فى حياتى أكثر كلما شعرت بقوته أكثر
* الله إختارتلاميذ ضعفاء لتصير القوة منه ... لنفرض أنك قلت لى أنا أشعر أنى ضعيف إمكانيات وعائلة وذكاء ومال و... , أقول لك أن كل ما ذكرته لى لا يعطى قوة , لكن لو عكست الأمر أنت غنى وذكى وذو جاة وعائلة و.... , أقول لك وكل هذا أيضاً بدون المسيح ليس قوة .. القوة هى من عمل الله فى حياتى , قد يكون شخص مثل بولس الرسول واقف يُحاكم ومكبل بالحديد ويُلطم , ورغم ذلك يشعر بقوة أكثر ن الوالى الذى يحاكمه , حتى أن بولس يعظ الوالى الذى صارخائف من بولس , الأمر عُكس لأنه يشعر أن بولس فيه قوة شديدة تحركه وترفعه
أيضاً بطرس الرسول رأى يسوع ففرح وسار على الماء , لكنه لما تحولت عينيه عن المسيح خاف وقلق , بدأ يغرق .... لماذا ؟ لأنه لما حول عينيه عن يسوع رأى ضعفه البشرى وخطورة البحر فبدأ يغرق , لكنه عندما إستنجد بيسوع أنقذه ..... هكذا عندما أنظر الى إمكانياتى وظروفى الصعبة قد أضعف , لكن عندما تكون عينى على المسيح فإنى أظل بضعفى وظروفى الصعبة لكنى قوى به
من أكثر الأمور التى تحارب الإنسان وخاصة البنات أن يشعره عدو الخير أنه رخيص بلا قيمة وغير محبوب وليس به شئ جيد أو صالح ... لا.... قل له نعم أنا ضعيف لكن لى إله قوى , وكما تقول عروس النشيد " أنا سوداء وجميلة " , كيف تكون سوداء وجميلة فى ذات الوقت ؟ تقول لأنه هو جمالى ... أنا لست بجميلة لكنه هو الذى جعلنى جميلة ببهائه , أنا ضعيفة لكنه جعلنى قوية بقوته هو ... لذلك من أفضل الأمور التى تفيد الإنسان شعوره أن الله معه ويقويه .... عندما تشعر أنك لا شئ فكر فى أمور جميلة أعطاك الله إياها , قل له أولاً أشكرك لأنى مسيحى , ولأنك عرفتنى بذاتك , وأشكرك على بيتى لأنه يعرفك ولأنه إهتم بى , أشكرك لأنك أعطيتنى أسرة ترعانى , وأعطيتنى عقل يفهم ويفكر , وأعطيتنى جسد يتحرك , وأعطيتنى....... , فكر فى أمور كثيرة حلوة أعطاك الله إياها , وأكيد الله أعطاك مواهب كثيرة ... أشكر الله على كل شئ عندئذ تتشدد نفسك
قد تقول لى لنفرض أنى لا أعرف أن أعمل كذا فماذا أفعل ؟ أقول لك قد لا تعرف أن تفعل كذا لكنك تعرف أن تعمل أمور أخرى .. كل واحد منا له أمر ضعف وأمر نافع يفعله .. المهم هو أنه جيد أن تعرف أن قوتك ليست منك بل من الله , قل له يارب أنا ضعيف لكنى قوى بك فأنا أحتمى بك
قال الملاك لجدعون سأخلص شعبى بك , قال له جدعون كيف وأنا مختبئ لأهرب المحصول من المديانيين , أنا متعب من عدوى وعشيرتى هى الذلى فى منسى , فإن كان الله معنا فلماذا يحدث معنا كل هذه الأمور ؟ .. فقال له الله سأستخدمك أنت وأغير بك الكثير , إجمع الشعب , فجمع ثلاثين ألفاً , فقال له الله هذا عدد كبير, قال له جدعون لكن المديانيين أقوياء , فقال له الله لا تخف منهم , قل للشعب الذى جمعته من كان خائف فليرجع .. فتراجع سبعة وعشرون ألفاً منهم وظل ثلاثة ألاف , فقال له الله وهذا أيضاً عدد كبير قل لهم أن يتقدموا للمياه للشرب والذى يشرب بيده هو الذى يذهب معك لمحاربة مديان , فجمع ثلاثمائة فقط وحارب بهم مديان وغلب , الله فال له أنا قادر أن أستخدمك بهذا العدد القليل ...... الله قادر أن يستخدمنا بضعفنا وضعف إمكانياتنا لكن القوة من عنده هو .. الله يحب أن يرى فينا روح قوة لأننا أولاده
تخيل شخص مثل مار مرقس يكرز لبلد وحده , مارمرقس كرز لمصر كلها وحده , لم يخف رغم أنه لم يكن له فيها أحد يسأل عنه أو يدافع عنه ويسنده ... نسأله كيف فعلت كل هذا ؟ يقول أنا ضعيف لكنى قوى وداخلى صوت الله وقوته وبه أغير بلاد وليست بلد واحدة فقط .. وهذا ما حدث
هل ترى نفسك قوى ؟ هل ترى نفسك بعين المسيح أم بعين نفسك ؟ .. أنظر الى نفسك بعين المسيح , هو أعطاك قدرات جميلة وكلما إقتربت منه كلما شعرت كم حفظك وفرحك ....... وأجمل ما فى المسيحية أنها تشعرنا كم نحن ضعفاء بأنفسنا لكن أقوياء بالمسيح ... نحن فى أنفسنا لا نملك شئ لكن بالمسيح نملك كل شئ ونستطيع أن نملك كل شئ , هو قادر أن يعطى ويغير " إختار الله ضعفاء العالم ليخز بهم الأقوياء , إختار المذدرى وغير الموجود ليخزى الموجود "
أصعب شئ أن يحتقر الإنسان نفسه ... لا ... أنظر الى نفسك بعين المسيح , كيف يراك المسيح ؟ يراك إبنه ومجده فيك , يراك أجمل ما فى الخليقة , خلق الخليقة كلها لك لتكون أنت زينتها وكاهنها .. هذا هو قصد الله من وجود الإنسان فى الحياة , أن يكون صورة الله المنيرة وسط ظلمة العالم ويعلن قوة ومجد الله
لا تستسلم للحزن والفشل , وناد إسم يسوع كثيراً وإرشم صليبك , وإحتمِ فى القديسين كثيراً... قدموا لله ضعفاتكم لتأخذوا بدلاً منها قوة , قدموا القليل لتأخذوا الكثير .. وهذا أجمل إختبار يتذوقه الإنسان فى حياته
موسى النبى أرسل إثنى عشر جاسوس ليتجسسوا أرض الميعاد , عشرة منهم أشاعوا مزمة وقالوا أن الأرض صعبة جداً تأكل ناسها ورأينا هناك بنى عناق وكنا فى أعينهم كالجراد , بينما الإثنان الأخرين قالا " الأرض جيدة جداً جداً إن سُر الله بنا يعطيها لنا " إننا قادرون عليها , نسألهما هل معكما عدة للحرب لتمتلكا بها الأرض ؟ فكيف إذاً تقولان أننا قادرون عليها بينما العشرة الأخرين يقولون أنها صعبة جداً ؟ .. يقول الكتاب عن كالب بن يفنة ويشوع بن نون أنه " كان معهما روح أخر "روح الله عملت فيهما , ولما سألوهما عن بنى عناق قالا " إنهم خبزنا " سنأكلهم .... معهم روح قوة
* لا تنظر لظروفك الصعبة ولا لإمكانياتك الضعيفة بعينك أنت بل أنظر لها بعين المسيح التى تسندك .. أخطر شئ أن تنظر الى سلبياتك فقط , لا , أنظر الى سلبياتك وإيجابياتك أيضاً فى ضوء المسيح , عندئذ ستجد المسيح هو سر فرحك وقوتك وذكاءك و..... وإن حاربك روح ضعف أطرده
* فى أحد الأيام ذهب الى القديس الأنبا بيشوى أحد أولاده وقال له أنا كثير السقوط فى الخطية , فأعطاه الأنبا بيشوى تدريب ليسير به فى جهاده , وبالفعل عاش بالتدريب وجاهد لكنه عاد بعد فترة بنفس الضعف , فأعطاه تداريب أخرى , وتكرر الأمر وفى كل مرة يعود بنفس الضعف رغم أنه يعيش التدريب الذى يعطيه إياه أبوه القديس , وفى النهاية سأله الراهب هل ترى يا أبى أنى أنفع فى الرهبنة أم لا ؟فقال له الأنبا بيشوى لا لن تنفع , فحزن تلاميذه وقالوا له لماذا يا أبانا قلت له لن تنفع ؟ فقال لهم لأن به روح ضعف
عندما يسيطر على الإنسان روح ضعف يكون تقدمه صعب , لكى تتقدم فى حياتك الروحية بدل روح الضعف الذى فيك بروح قوة وأطلبها من الله ,قل له يارب قوينى وتوبنى وإسندنى ,أنا ضعيف لكن معونتى من عندك , " أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى "
الله يعطينا روح قوة ونصرة ليبدل كل ضعف فينا بقوة من عنده , ويكمل كل نقص فينا ويسند كل ضعف فينا بنعمته .... له المجد دائماً أبدياً آمين