العظات
حينما أنا ضعيف حينئذ أنا قوى
آية جميلة فى سفر يوئيل تقول " ليقل الضعيف بطل أنا " .... كثيراً ما نرى أنفسنا ضعفاء قليلين , خطاه مجهولين , ولا نساوى شئ , بل ونجذب أنفسنا لأسفل ... هذا الإحساس يُفرِح عدو الخير جداً , لأن الإنسان عندما يشعر أنه لا شئ يبدأ فى السقوط فى الخطايا , فهو فى رأى نفسه بلا قيمة وليس بغالى , ولذلك لا فرق عنده إن سقط أو إن لم يسقط , لكن عندما يشعر أنه غالى وذو قيمة يحترس لنفسه من السقوط
* ليقل الضعيف بطل أنا ... هل هذا الشعور يجلب كبرياء ؟ ... لا ... فهناك فرق بين إحساس الإتضاع المصحوب بالقوة , والكبرياء المصحوب بالقوة ... متى يشعر الإنسان أنه قوى وغيرمتكبر ؟ عندما يشعر أن القوة من الله لا منه , هذا إنسان غير متكبر , إنسان لسان حاله يقول " معونتى من عند الرب " .. " إن قام على جيش فلن يخاف قلبى .. ففى هذا أنا مطمئن " .. كيف يقول هذا عن نفسه ويكون متكبر ؟ لا .. هو واثق أن إلهه يعطيه هذه القوة وليست من ذاته .. لذلك قال داود النبى " بإلهى تسورت أسواراً " ويقول بولس الرسول " أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى " نحن نشعر بالقوة عندما يكون معنا الله وفينا وبه نحيا ونتحرك ونوجد , لذلك أنا قوى بالله .. لكن عندما ينظر الإنسان لنفسه يضعف , ولما ينظر للمسيح يتقوى ويفرح , لذلك قال بولس الرسول " حينما أنا ضعيف حينئذ أنا قوى " لأنى عندما أشعر أنى ضعيف لكن المسيح معى عندئذ أشعر بقوة كبيرة معى .... متى يشعر الإنسان بصغر النفس ؟ لماذا يشعر بالضعف ؟ ... متى أشعر أنى ضعيف وفى نفس الوقت لا أشعر بصغر نفس ؟ .. وما هو صغر النفس ؟
* صغر النفس هو أنى أشعر أنى مجرد مجموعة سلبيات فقط ..... متى أشعر أنى ضعيف ومتضع ؟ ومتى أشعر بصغر النفس ؟ المتضع هو من يشعر أنه ضعيف فى وجود الله , وصغير النفس هو من يشعر أنه ضعيف ويقيس نفسه بنفسه .....
صفر = صفر .. لكن لو وضعنا بجانبه واحد (1) عندئذ يساوى عشرة (10) ... أنا وحدى أساوى صفر لكنى بيسوع أساوى عشرة ... لو وضعنا أكثر من صفر , صفرين , ثلاثة أصفار , أربعة أصفار ..ستزداد القيمة الى مائة , ألف , ..... إذاً أى عدد من الأصفار مع المسيح تساوى قيمة كبيرة جداً ..... إذاً الأمر ليس فى عدد الأصفار إنما فى الواحد لأنه مهما إزداد عدد الأصفار وحدها فقيمتها معاً تساوى صفر , إذاً القيمة تأتى من الواحد بجانب هذه الأصفار .... هذا يعلمنا أنه كلما إزداد إتضاعى كلما صرت بالمسيح قوى بل أقوى , لكن بدون المسيح أضعف أكثر ..... إذاً شعورى بالقوة ليس لأن القوة من ذاتى بل من الله .. لأن لى إله قوى أشعر بقوته فى حياتى ومعونته , أنا متكل على كلمته " ككلمتك إحينى ", متكل على بركته وعمله ..... هل أشعر بوجود الله فى حياتى ؟ ووجوده هل يشعرنى بقوة أم لا ؟ كلما شعرت بوجوده فى حياتى أكثر كلما شعرت بقوته أكثر
* الله إختارتلاميذ ضعفاء لتصير القوة منه ... لنفرض أنك قلت لى أنا أشعر أنى ضعيف إمكانيات وعائلة وذكاء ومال و... , أقول لك أن كل ما ذكرته لى لا يعطى قوة , لكن لو عكست الأمر أنت غنى وذكى وذو جاة وعائلة و.... , أقول لك وكل هذا أيضاً بدون المسيح ليس قوة .. القوة هى من عمل الله فى حياتى , قد يكون شخص مثل بولس الرسول واقف يُحاكم ومكبل بالحديد ويُلطم , ورغم ذلك يشعر بقوة أكثر ن الوالى الذى يحاكمه , حتى أن بولس يعظ الوالى الذى صارخائف من بولس , الأمر عُكس لأنه يشعر أن بولس فيه قوة شديدة تحركه وترفعه
أيضاً بطرس الرسول رأى يسوع ففرح وسار على الماء , لكنه لما تحولت عينيه عن المسيح خاف وقلق , بدأ يغرق .... لماذا ؟ لأنه لما حول عينيه عن يسوع رأى ضعفه البشرى وخطورة البحر فبدأ يغرق , لكنه عندما إستنجد بيسوع أنقذه ..... هكذا عندما أنظر الى إمكانياتى وظروفى الصعبة قد أضعف , لكن عندما تكون عينى على المسيح فإنى أظل بضعفى وظروفى الصعبة لكنى قوى به
من أكثر الأمور التى تحارب الإنسان وخاصة البنات أن يشعره عدو الخير أنه رخيص بلا قيمة وغير محبوب وليس به شئ جيد أو صالح ... لا.... قل له نعم أنا ضعيف لكن لى إله قوى , وكما تقول عروس النشيد " أنا سوداء وجميلة " , كيف تكون سوداء وجميلة فى ذات الوقت ؟ تقول لأنه هو جمالى ... أنا لست بجميلة لكنه هو الذى جعلنى جميلة ببهائه , أنا ضعيفة لكنه جعلنى قوية بقوته هو ... لذلك من أفضل الأمور التى تفيد الإنسان شعوره أن الله معه ويقويه .... عندما تشعر أنك لا شئ فكر فى أمور جميلة أعطاك الله إياها , قل له أولاً أشكرك لأنى مسيحى , ولأنك عرفتنى بذاتك , وأشكرك على بيتى لأنه يعرفك ولأنه إهتم بى , أشكرك لأنك أعطيتنى أسرة ترعانى , وأعطيتنى عقل يفهم ويفكر , وأعطيتنى جسد يتحرك , وأعطيتنى....... , فكر فى أمور كثيرة حلوة أعطاك الله إياها , وأكيد الله أعطاك مواهب كثيرة ... أشكر الله على كل شئ عندئذ تتشدد نفسك
قد تقول لى لنفرض أنى لا أعرف أن أعمل كذا فماذا أفعل ؟ أقول لك قد لا تعرف أن تفعل كذا لكنك تعرف أن تعمل أمور أخرى .. كل واحد منا له أمر ضعف وأمر نافع يفعله .. المهم هو أنه جيد أن تعرف أن قوتك ليست منك بل من الله , قل له يارب أنا ضعيف لكنى قوى بك فأنا أحتمى بك
قال الملاك لجدعون سأخلص شعبى بك , قال له جدعون كيف وأنا مختبئ لأهرب المحصول من المديانيين , أنا متعب من عدوى وعشيرتى هى الذلى فى منسى , فإن كان الله معنا فلماذا يحدث معنا كل هذه الأمور ؟ .. فقال له الله سأستخدمك أنت وأغير بك الكثير , إجمع الشعب , فجمع ثلاثين ألفاً , فقال له الله هذا عدد كبير, قال له جدعون لكن المديانيين أقوياء , فقال له الله لا تخف منهم , قل للشعب الذى جمعته من كان خائف فليرجع .. فتراجع سبعة وعشرون ألفاً منهم وظل ثلاثة ألاف , فقال له الله وهذا أيضاً عدد كبير قل لهم أن يتقدموا للمياه للشرب والذى يشرب بيده هو الذى يذهب معك لمحاربة مديان , فجمع ثلاثمائة فقط وحارب بهم مديان وغلب , الله فال له أنا قادر أن أستخدمك بهذا العدد القليل ...... الله قادر أن يستخدمنا بضعفنا وضعف إمكانياتنا لكن القوة من عنده هو .. الله يحب أن يرى فينا روح قوة لأننا أولاده
تخيل شخص مثل مار مرقس يكرز لبلد وحده , مارمرقس كرز لمصر كلها وحده , لم يخف رغم أنه لم يكن له فيها أحد يسأل عنه أو يدافع عنه ويسنده ... نسأله كيف فعلت كل هذا ؟ يقول أنا ضعيف لكنى قوى وداخلى صوت الله وقوته وبه أغير بلاد وليست بلد واحدة فقط .. وهذا ما حدث
هل ترى نفسك قوى ؟ هل ترى نفسك بعين المسيح أم بعين نفسك ؟ .. أنظر الى نفسك بعين المسيح , هو أعطاك قدرات جميلة وكلما إقتربت منه كلما شعرت كم حفظك وفرحك ....... وأجمل ما فى المسيحية أنها تشعرنا كم نحن ضعفاء بأنفسنا لكن أقوياء بالمسيح ... نحن فى أنفسنا لا نملك شئ لكن بالمسيح نملك كل شئ ونستطيع أن نملك كل شئ , هو قادر أن يعطى ويغير " إختار الله ضعفاء العالم ليخز بهم الأقوياء , إختار المذدرى وغير الموجود ليخزى الموجود "
أصعب شئ أن يحتقر الإنسان نفسه ... لا ... أنظر الى نفسك بعين المسيح , كيف يراك المسيح ؟ يراك إبنه ومجده فيك , يراك أجمل ما فى الخليقة , خلق الخليقة كلها لك لتكون أنت زينتها وكاهنها .. هذا هو قصد الله من وجود الإنسان فى الحياة , أن يكون صورة الله المنيرة وسط ظلمة العالم ويعلن قوة ومجد الله
لا تستسلم للحزن والفشل , وناد إسم يسوع كثيراً وإرشم صليبك , وإحتمِ فى القديسين كثيراً... قدموا لله ضعفاتكم لتأخذوا بدلاً منها قوة , قدموا القليل لتأخذوا الكثير .. وهذا أجمل إختبار يتذوقه الإنسان فى حياته
موسى النبى أرسل إثنى عشر جاسوس ليتجسسوا أرض الميعاد , عشرة منهم أشاعوا مزمة وقالوا أن الأرض صعبة جداً تأكل ناسها ورأينا هناك بنى عناق وكنا فى أعينهم كالجراد , بينما الإثنان الأخرين قالا " الأرض جيدة جداً جداً إن سُر الله بنا يعطيها لنا " إننا قادرون عليها , نسألهما هل معكما عدة للحرب لتمتلكا بها الأرض ؟ فكيف إذاً تقولان أننا قادرون عليها بينما العشرة الأخرين يقولون أنها صعبة جداً ؟ .. يقول الكتاب عن كالب بن يفنة ويشوع بن نون أنه " كان معهما روح أخر "روح الله عملت فيهما , ولما سألوهما عن بنى عناق قالا " إنهم خبزنا " سنأكلهم .... معهم روح قوة
* لا تنظر لظروفك الصعبة ولا لإمكانياتك الضعيفة بعينك أنت بل أنظر لها بعين المسيح التى تسندك .. أخطر شئ أن تنظر الى سلبياتك فقط , لا , أنظر الى سلبياتك وإيجابياتك أيضاً فى ضوء المسيح , عندئذ ستجد المسيح هو سر فرحك وقوتك وذكاءك و..... وإن حاربك روح ضعف أطرده
* فى أحد الأيام ذهب الى القديس الأنبا بيشوى أحد أولاده وقال له أنا كثير السقوط فى الخطية , فأعطاه الأنبا بيشوى تدريب ليسير به فى جهاده , وبالفعل عاش بالتدريب وجاهد لكنه عاد بعد فترة بنفس الضعف , فأعطاه تداريب أخرى , وتكرر الأمر وفى كل مرة يعود بنفس الضعف رغم أنه يعيش التدريب الذى يعطيه إياه أبوه القديس , وفى النهاية سأله الراهب هل ترى يا أبى أنى أنفع فى الرهبنة أم لا ؟فقال له الأنبا بيشوى لا لن تنفع , فحزن تلاميذه وقالوا له لماذا يا أبانا قلت له لن تنفع ؟ فقال لهم لأن به روح ضعف
عندما يسيطر على الإنسان روح ضعف يكون تقدمه صعب , لكى تتقدم فى حياتك الروحية بدل روح الضعف الذى فيك بروح قوة وأطلبها من الله ,قل له يارب قوينى وتوبنى وإسندنى ,أنا ضعيف لكن معونتى من عندك , " أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى "
الله يعطينا روح قوة ونصرة ليبدل كل ضعف فينا بقوة من عنده , ويكمل كل نقص فينا ويسند كل ضعف فينا بنعمته .... له المجد دائماً أبدياً آمين
الروح يصلى فى داخلى
مِنْ رِسالِة مُعلّمِنا بولس الرسول لأهل رومية ( 8 : 9 – 12)[ وَأمّا أنتُم فلستُم فِى الجسد بل فِى الرّوح إِنْ كان روح الله ساكِناً فِيكُم 0 وَلكِنْ إِنْ كان أحد ليس لهُ رُوح المسيح فذلِك ليس لهُ 0 وَإِنْ كان المسيح فِيكُمْ فالجسد ميِّت بِسبب الخطيّة وَأمّا الرّوح فحيوة بِسبب البِرّ 0 وَإِنْ كان رُوح الّذى أقام يسوع مِنَ الأموات ساكِناً فِيكُمْ فالّذى أقام المسيح مِنَ الأموات سيُحيى أجسادكُم المائِتة أيضاً بِرُوحِهِ الساكِن فِيكُمْ 0 فإِذاً أيُّها الإِخوة نحنُ مديونون ليس للجسد لِنعيش حسب الجسد ]يتكلّم مُعلّمِنا بولس الرسول عَنَ صوت روح الله داخِلنا[ إِنْ كان رُوح الّذى أقام يسوع مِنَ الأموات ساكِناً فِيكُمْ ] ، هذا الرّوح أقام يسوع ، لِذلِك فهو عِنده قُدرة على أنْ يُحيى أرواحكُم المائِتة
الذين يستعملون العالم
ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا و اراه جميع ممالك العالم و مجدها (مت 4 : 8)
لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه (مت 16 : 26)
فقال لهم انتم من اسفل اما انا فمن فوق انتم من هذا العالم اما انا فلست من هذا العالم (يو 8 : 23)
لاننا لم ندخل العالم بشيء و واضح اننا لا نقدر ان نخرج منه بشيء (1تي 6 : 7)
ان محبة العالم عداوة لله فمن اراد ان يكون محبا للعالم فقد صار عدوا لله (يع 4 : 4)
اللذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه 1كو 7
العالم هو وسيله وليس هدف نستعمله مثل إستعمال المنزل والسيارة وليس يمتلكنا أو يأسر قلوبنا
أنت تسود العالم العالم خلق من أجلك وليس أنت من أجل العالم
لا تحبوا الاعلم ولا الأشياء التى فى العالم
العالم زائل أنت خالد أنت مخلوق على صورة الله فى القداسة والبر والحق والعدل
الناس بتفتخر بمخترعات العالم والله يريد أن يعلن قدرته على العالم فسمح أن يكون غير آمن وغير مستقر تلاحظ كل فترة قصيرة يحدث شىء يزعزع ثقه الإنسان فى العالم تسمع عن مرض يخيف يرعب وتتسابق شركات الأدوية فى البحث عن علاج مناسب ثم يحث وبأ ثم يحدث زلزال أو إعصار سمعت ععن البركان الأسبوع الماضى الى أوقف حركه الطائرات فى العالم خوفاً من بعض أتربه تشل حركه محركات الطائرة
الله يريدنا ألأا نضع ثقتنا فى العالم العملات متغيرة الإقتصاد غير آمن الحكومات متقلبه ثورات وقد يسمح الله بإنتقال أحد الأحباء ليعطى درساً عملياً من أقرب الأحباء أن العالم يزول
منذ فترة طويله تعرف كندا بأن مستقبل الصيادله بها جيد ومطلوب ونزح اليها كثيرون وأسمع أن هناك قوانين صدرت حديثاً تجعل الصيادله فى تراجع شديد وأقول مسكين ياإنسان يامن جعلت كل همك وإتـكالك فى العالم
هو وسيله إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما (لا حزنا ولا عزنا)
مارجرجس الشاب الذى ضحى بثروة أبيه ووزعها على الفقراء ثم ضحى بمنصبه كأمير فى الجيش وقدم حياته فى النهايه كثمرة شهيه للمسيح جعلت قلوب الشباب تتعلم العفه والطهارة والنصره على الألم
جبران خليل جبران قال بينما كنت شاباً صغيراً كنت أشعر أن العالم بحر كبير غير متناهى وأنا حبه رمل ضئيلة على شاطئه ولما كبرت علمت أنى بحر كبير والعالم حبه رمل على شاطئى
ماأجمل غلبه العالم وشهواتهوروحه وفكرة وسلطانه لأنه قوى ومغرى وله أساليبه يستخدم رغبات الإنسان وغرائزة ويتاجر بإحتياجاته ذهبت إلى بعض مولات ورأيت فيها كم بضائع مزهل وبنظرة بسيطه شعرت أن المعروض أكثر بكثير جدا من إحتياج أو إستهلاك الناس ولكنهم يتاجرون على نقاط الضعف ويجعلون الناس لاتأتى بما تحتاجه بل يصنعون فيهم شهوة للإستهلاك ويتاجرون بنقاط الضعف
من ملك المسيح شبعت كل رغباته العالم له مصلوب وهو مصلوب للعالم
رأينا كيف أن العدو يستخدم بريق العالم لإخضاع يسوع نفسه إذ أخذه وأراه ممالك العالم
ما أجمل أولاد الملوك مكسيموس ودوماديوس وتعالى نحسب ماخسرة مع ما ربحه كم من أولاد ملوك عاشوا فى شر وفساد وهلكوا وفنوا ولم يأخذوا شيئا
وقف واحد أمام جثمان الإسكندر الأكبر وهو الذى كان يطمع أن يغزو العالم كله وقال أنت أيها الجبار كيف إحتملت أن تسكن هذا القبر الضيق
لم ندخل العالم بشى ومن الواضح أننا لا نستطيع أن نخرج منه بشىء
اللذين يشترون كأنهم لا يملكون تخيل أن يكون لك شيء ولكنك لا تضع قلبك عليه لا تنجذب اليه قال واحد من القديسين لا تقتنى شيئاً تحزن على فقدانه
وقال لست أريد شيئاً من العالم لأن العالم أفقر من أن يعطينى
مسكين من وضع ثقته فى العالم
غلبة الجسد والخطية
من رسالة معلمنا بولس الرسول الى أهل كولوسى ( 3: 2-5 ) بركاته على جميعنا آمين " إهتموا بما فوق لابما على الأرض . لأنكم قد مُتُم وحياتكم مستترة مع المسيح فى الله . متى أظهر المسيح فى حياتنا فحينئذ تظهرون أنتم أيضاً معه فى المجد . فأميتوا أعضاءكم التى على الأرض " نعمة الله فلتحل على جميعنا آمين .
نسأل سؤال : لماذا تجعلنا الكنيسة نفطر فى الخماسين ؟ .. هناك فكرة رئيسية تعرفنا لماذا تجعلنا الكنيسة لانصوم فى الخماسين وهى لأننا قُمنا .. ولما قُمنا تبدل جسدنا فصار لا يتأثر بالصوم , فطبيعة الجسد تغيرت , وكأن الكنيسة تقول لك أنت قُمت بجسد جديد , والجهاد الذى كنت تجاهده أوقفه بعض الوقت لكى تشعر أن جسدك تغير ... نريد أن نقول لك أنت كنت قبلاً بجسد أرضى ومحتاج أن تجعله يصوم ويعمل ميطانيات ويجاهد و... لكن بالقيامة جسدك تحول وإكتسب طبع جديد , فصار بطبيعته جسد لا يحتاج الى صوم لأنه جسد تبدل ويُسمى الأن جسد قيامة .... من هنا الكنيسة تقول لك أنت غير محتاج للصوم لأن جسدك تبدل .
تخيل لو لم أفهم هذا المعنى الروحى و جسدى لم يتبدل بل ظل كما هو ولم يقم , جسد خطية ولا يصوم ... فماذا نفعل ؟ بالطبع هذا الجسد الغير قائم سيجذب الإنسان لأسفل , وهذه هى شكوتنا كثيراً فى الخماسين أن الجسد يأخذ راحته كثيراً فى حين إنه جسد تبدل طبعه وتقدس أكثر فتغير طبعه وتغيرت هيئته وتغيرت إهتماماته وطلباته وصار الطعام لا يؤثر فيه وليس له مطلب أو لذة لأن طبعه تغير .. لذلك أريد أن أتكلم معكم فى أن القيامة أعطتنا غلبة على الجسد و على الخطية
+ فى القيامة غـلبة على الجسد :-
الجسد الذى قيل عنه إنه " لأن الروح يشتهى ضد الجسد والجسد ضد الروح وكلاهما يشتهى ضد الأخر " هذا الجسد بالموت مع المسيح وبالقيامة توقف هذا الصراع فصار لا يشتهى ضد الروح بل يشتهى مع الروح , وصار لا يقاوم الروح بل ينقاد للروح , ولما صار منقاد بالروح قالت لنا الكنيسة أنا قد صرت مطمئنة عليكم إنكم قد صرتم سالكين بالروح فلا يؤثر فيكم شئ
مثلاً إبنك وهو طفل صغير كنت لا تستطيع أن تعطيه مال كثير لأنه لا يحسن التصرف فيه , لكن لما كبر فإنك تعطيه ما يحتاجه من مال ولاتخاف لأنه تعقل ويحسن التصرف فيه , إذاً قد صار موضع ثقة ..... هكذا جسدنا بالقيامة صار موضع ثقة , وصار الله يقول لى لتأكل ما تشاء لأنى لا أخاف عليك لأنى أعطيتك الأساسيات والضوابط التى تعيش بها , وأنا مطمئن عليك أن جسدك طبعه تغير فصرت تسلك منقاد بالروح , لذلك بدأت تلبى إحتياجات جسدك التى تكفيه ليعيش بها ........ هذه فكرة الكنيسة التى بها تجعلنا لا نصوم خمسين يوم .
إن لم تَعِش بهذه الفكرة ستتعب جداً فى هذه الفترة , وتكون أصعب أيام تمر عليك لأنك لا تجاهد ولا تصوم ولا تعرف يوم الأربعاء من يوم الجمعة , ولا يوجد فترات إنقطاع أو ميطانيات , وإزدادت طلبات الجسد وصار متمرد وغالب ...... لا..... نحن كثيراً ما نقول أنه لم يكن لدينا أسد ووضعناه فى حبس خمسة وخمسون يوماً ليخرج منا شرس ... لا .. نحن غيرنا طبع شراسته فصار يحمل قوة وليس شراسة , صار مطيع نقول له إجلس فيجلس , قف فيقف
فى قصة شمشون .. عندما هجم عليه أسد , صرعه شمشون وشقه الى نصفين , فأتت مجموعه نحل وصنعت فيه خلية وجعلت جوف الأسد مملؤ شهد , فأخذ شمشون من الشهد و أكل وأعطى لمن معه .... وقال " من الآكل خرج أكلٌ ومن الجافى خرجت حلاوة "....... يقول الأباء أن هذا الأسد يرمز للجسد الذى يريد أن يخرج عليك ليصرعك , يريد أن يلتهمك , لكنك أنت تغلبه , وبعد أن تغلبه يتغير طبعه ويصير بدلاًمن أن يكون عدو يغلبك صار حبيب يغذيك , وبدلاً من أن يكون وسيلة للموت صار وسيلة حياة , فصرت تأخذ منه لتأكل هل تعدينا هذه المرحلة أم مازلنا كما نحن ؟ جسدنا فى أى مرحلة ؟ هل هو فى مرحلة قبل الترويض أم فى مرحلة ما بعد الترويض ؟ ...... إن كان فى مرحلة ما قبل الترويض فهذه هى الخطورة ... لماذا ؟ لأن الجسد يشتهى ضد الروح , الجسد اُخذ من الأرض , عندما خلق الله الجسد أخذه من الأرض لذلك نجد أن الجسد يميل للارض ومنجذب لأسفل .. لو أحضرت شئ وتركته من يدك سيسقط بفعل الجاذبية الأرضية , هكذا جسدنا , أخذ من الأرض ولذلك هو منجذب لها , لكى نغير طبعه من الإنجذاب للأرض لنصعد به الى فوق ........ يقول معلمنا بولس الرسول " أطلبوا ما هو فوق إن كنتم قد مُتُمْ مع المسيح فأطلبوا ما هو فوق حيث المسيح جالس "يصير الجسد غير منجذب لأسفل بل الى فوق , يقول معلمنا بولس الرسول " وحياتكم مستترة فيه " أى فى المسيح أى صرت مختبئ فى المسيح , فى داخل المسيح , حياتى مستترة فى المسيح , المسيح قام إذاً أنا أيضاً لابد أن أقوم معه , وعندما أقوم معه تصير طلباتى مختلفة وإحتياجاتى ورغباتى مختلفة إجتهد أن يكون جسدك الأن جسد قائم وليس جسد ناظر لأسفل
الجسد هو مجال الحرب بيننا وبين عدو الخير , أليس هناك ميدان للقتال ؟ ميداننا للحرب بيننا وبين عدو الخير هو الجسد , ويبدأ بالفكر .. الفكر هو غرفة العمليات والميدان نفسه هو الجسد , بقدر ما تقدس الفكر الذى هو غرفة العمليات بقدر ما يتقدس الجسد ميدان الحرب فتصبح الغلبة لك ويصبح هناك إنتصار, لذلك الجسد هو وسيلة الحياة وليس هو هدفها معلمنا بولس الرسول أحياناً يكلمنا عن الجسد ويقول إنه خيمة " إن نقض بيت خيمتنا الأرضى " ما هو بيت خيمتنا الأرضى ؟ يقصد الجسد ... جسدنا هو خيمة ... تخيل عندما تتحول الوسيلة الى هدف ! أى أنا أعيش لكى أنعم جسدى , أعيش لكى أعطيه رغباته وطلباته ...... أقول لك لا , الجسد وسيلة وليس هدف , فأصبحت من خلال المسيح القائم وأنا بداخله أعرف كيف أتعامل مع جسدى لأنه وسيلة وليس هدف ... أنا أهتم به , نعم لكن لا يكون موضع إنشغالى كليةً , أنا أقوته وأربيه وأعطيه إحتياجاته لكن لا أعطيه كل رغباته ........... لذلك أقول لك أحصر تعاملك مع جسدك فى آيتين هما : " أقمع جسدى وأستعبده " , " أقوته وأربيه " ..... تحرك فى المسافة التى بين هاتين الآيتين , الحد الأدنى أقمع جسدى وأستعبده , والحد الأقصى أقوته وأربيه ... لا تزيد عن ذلك ولا تقل عن ذلك ...... تحرك فى هذه المساحة فى تعاملك مع جسدك
" إن كنتم قد قَمتم مع المسيح فأطلبوا ما هو فوق " .. الكنيسة مطمئنة على أولادها , أولاد إجتازوا رحلة الصوم وعبروا الصليب وأعضاءهم ماتت مع المسيح على الصليب , لذلك أخذوا قيامة , أخذوا أعضاء مقامة , والأعضاء المقامة تطلب طلبات جديدة
لا تتخيل أن الصلاة تقل فى الخماسين والإلتصاق بالله يقل .... لا ..... بل أنت تتذوق الله بطعم جديد ألذ وأكثر بهجة وأكثر فرح ....... لذلك الله يعطيك هذا الجسد لكى يجعلك تعيش فترة غربتك على الأرض بسلام وفى نفس الوقت يعطيك فيه مجموعة غرائز تهدف حفظ حياتك
الغرائز فى الجسد هى وسيلة حفظ حياة ... تخيل لو لم يكن عندك غرائز , ستفنى حياتك ... أى لو لم يكن لديك غريزة الجوع ستظل يوم , يومين , عشرة أيام لا تأكل وليس لديك رغبة فى الأكل لأنه ليس لديك غريزة الجوع , ويظل عشرين يوماً آخرين ...... ماذا حدث ؟ أنتهى الجسد , يصيبه الهزال ولا يوجد به غذاء ليعمل المخ , فيحدث ضمور للإنسان ويموت
إذاً لقد جعل الله حياتك خارجة عن إرادتك , فخلق فيك غريزة ...... الغريزة الجسدية فى الإنسان لحب البقاء , فجعل الله وسيلة البقاء عند الإنسان بغرائز جسدية , حتى الخوف غريزة من أجل حفظ نوع الإنسان .............. إذاً لقد خلق الله الغرائز فى الإنسان ليس لتكون ضد الإنسان بل وسائل لحفظ الإنسان , عدو الخير إستخدم الغرائز لكى يخدم الإنسان جسده ........ الله يقول لك هل أنا أعطيتك الغرائز لهذا الغرض ؟ أنا أعطيتها لك لأنى أحبك , لتأكل وتظل على قيد الحياة ... فهل تعيش لتأكل ؟ ..... أعطيتك غريزة جسدية لكى أبقى على نوعك , لتستمر فى الحياة لتعبدنى ... فهل تأخذ هذه الغريزة لتهيننى بها ؟ أنا أعطيتها لك قوة و بهجة
فى أحد المرات كنت أتحدث مع شباب صغير وقلت لهم : أنتم جميعكم تشكون من الغريزة , فقالوا نعم ... قلت لهم : ما رأيكم لو صلينا صلاة صغيرة نطلب فيها أن يرفع الله عنا الغريزة ؟ .. قالوا ياليت , سنستريح .. قلت لهم : إذاً هيا نصلى ونقول له أرفع يارب الغريزة من أجسادنا , ولكى لا نحيا فى أنانية نقول له أرفع الغريزة من كل الناس , فيكون الجميع فى هدوء وراحة .. قالوا ياليت ... سألتهم : وماذا ستكون النتيجة ؟ ..قال أحدهم : سيستريح الجميع ... قلت : ثم ؟ .. قالوا : سينقرض الجنس البشرى ......إذاً الغريزة هى وقود الحياة , هى طاقة إستمرار الحياة , هى أمر مقدس ... لكن عدو الخير يلوث , جعل الأكل والغرائز والخوف والقلق و... والجسد هدف وليس وسيلة
فى القيامة الجسد ليس هدف , فى القيامة نسمو ونرتفع .." إن كنتم قد قمتم مع المسيح فأطلبوا ما هو حيث المسيح جالس " .... لذلك قصد ربنا يسوع المسيح أن يُصلب بالجسد ويَغلب بالجسد , ويعطى نعمة الجسد الجديد جسد القيامة , لذلك يقول لك " إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون " ... هيا أطع جسدك , لن تشبع , وإن أعطيته الكثير لن يكتفى .... هل تتخيل أنه سيأتى وقت ويقول لك الجسد كفى ؟ , هل تتخيل أنه سيأتى وقت ويقول لك أنا راضى ؟ ... لا... بل بالعكس , كلما أعطيته كلما طلب أكثر .. إن نام يطلب أن ينام أكثر , وإن أكل يطلب طعام أكثر , يشتهى ويطلب شهوة أكثر ...... لا يكتفى لأنه أَخذ من الأرض فلا يشبع
لذلك , إن الحياة فى المسيح هى التى تقدس الجسد , والكنيسة تتعامل مع الجسد بإكرام لأنها تعلم إنه إناء مجد ووسيلة جهاد , تعلم إنه هو الأداة التى أعطاها لك الله لترث بها السماء ... لذلك الكنيسة منذ طفولتنا تدشن جسدنا بالميرون , وتقول لك إن جسدك هذا جميل ومقدس فهيا لتجاهد به , قد دهنته بالميرون لكى يكون إناء مجد وهيكل لله , حتى عندما تجاهد تجاهد وأنت تعلم أن جسدك هو جسد مقدس وجسد كريم , لأن هذا الجسد هو الجسد الذى سيرث الملكوت لكن طبيعته ستتغير
لذلك أقول لك أنه بجهادنا جعل الله بقصده الإلهى أن الجسد يكون هو وسيلة للإرتقاء , إذاً لابد أن يكون جسد قائم طبعه تغير .....ولنسأل أنفسنا : فى الإنسان الطبيعى النوم أفضل من الصلاة , والأكل أفضل من الصوم , والكسل أفضل من السهر , والأخذ أفضل من العطاء , و....... لكن فى الإنسان الروحى العطاء أفضل من الأخذ , والصلاة أجمل من النوم , والسهر ألذ من الكسل , و.... لماذا ؟؟ أقول لك : لأنه جسد قاوم طبعه و روضه و إرتفع فوقه .... كيف يحدث هذا ؟؟ هذا أمر يحتاج ترويض ويحتاج تدريب , يحتاج إنسان يعلم لماذا خلقه الله ولماذا أعطاه الله جسد ؟ وما الهدف من الجسد ولماذا أعيش ؟ وماذا أفعل بأعضائى وجسدى وأفكارى ؟ وما هى المجالات التى يريد الله أن ينمينى فيها ويفرحنى بها ؟ ... الله يريدنا أن ننجذب الى فوق , ويريد أن تكون القيامة بالنسبة لنا واقع وليس قصة
القيامة يا أحبائى لا تخص يسوع بل تخصنا نحن .. هو القيامة .. هو لا يحتاج للقيامة .. لكن من يحتاج للقيامة بالفعل ؟ نحن , لأنه كيف يكون رئيس الحياة ومحتاج للقيامة ؟ هو غيرمحتاج للقيامة بل هو قام لأجلنا " أقامنا معه " .. " عالمين أن الذى أقام يسوع سيقيمنا نحن أيضاً بيسوع " .. إذاً هذا الجسد لابد أن يكون جسد قيامة وليس عبد للشهوة , ولا تتحكم فيه نزوات , ولا يكون يسوع قد صلب الجسد مع أهوائه وشهواته وأنا أعيش الجسد بكل أهوائه وشهواته
لذلك من الثمار الجميلة التى نفرح بها فى فترة الخماسين أننا نشعر أننا قد إرتفعنا فوق الجسد و سمونا فوقه ... تستطيع أن تقول أنك فى مرحلة الصوم كنت فى مرحلة الصراع , مرحلة الصراع مع عماليق وأنت مازلت فى البرية , لكن فى القيامة أنت دخلت كنعان فالأمر إختلف وأصبح جهادك الأن هو جهاد تمتع بميراث أبدى .. كنعان .. لأنه كان هدف رحلة البرية دخول كنعان , لذلك الذى أخذناه فى رحلة الصوم هو أننا ننتقل من حالة الى حالة
قد تقول لى : صراحة أنا لا أشعر بكل هذا .. والكنيسة فى كنعان لكنى أنا مازلت فى البرية ... أقول لك : لاتحزن , ليتك تعيش مع الكنيسة وتحاول أن تجتهد وتقول لجسدك لا , وتحاول أن تنتصر على جسدك وأنت فى وسطنا الأن , ولأنك مرفوع برفعة الكنيسة كلها وقوتها ستجد أنك قد دخلت فى هذه الحالة .. وهذا هو جمال الكنيسة أنها ترفعنا كلنا معاً لأننا أعضاء فى جسد واحد هو جسد المسيح الجسد القائم .. إذاً أنا عضو فى الجسد القائم ........ لذلك فى الصوم كنا نقول للشخص الغير صائم : لاتتناول , الأن نقول لأى شخص : لا تصُم إلا بحل لأنه من الخطأ أن تصوم الأن .... تسأل هل الصوم خطأ ؟ أقول لك : لاتصُم إلا بحل لأنك الأن جزء من جسد , لو الجسد كله صائم تصوم أنت ولا يليق أن يكون الجسد كله صائم وأنت جزء منه وغير صائم .. وإن كان الجسد كله غير صائم فلا تكون أنت صائم , لأنك وأنت فى الصوم كنت لا تريد أن تصوم وفطرت بإذن وقلت أنا مريض والكنيسة قالت لك الله يحلك بسماح .. الأن أيضاً الذى يريد أن يصوم لابد أن يستأذن من الكنيسة ويقول أريد أن أصوم ...... هذا الكلام من أين أتى ؟ لماذا تقول الكنيسة للغير صائم فى الصوم لا تتناول ؟ لأنه خرج خارج الجسد , خرج من حالة الجسد ..... فى القـيامـة غـلبـة على الجـسـد .
+ فى القـيامة غـلبة على الخـطية :-
الخطية فى القيامة خطية ميتة , خطية مصلوبة .. " الخطية لن تسودكم " نعم .. فماذا فعل المسيح على الصليب ؟ .. أمات الخطية .... وماذا حدث للخطية على الصليب ؟ .. الخطية سُمرت , " قتلت الخطية بالخشبة " إذاً الخطية قُتلت بالخشبة إذاً حياتنا فى المسيح يسوع حياة غلبت الجسد وغلبت الخطية , وصارت الخطية مماتة ومصلوبة ... إذاً أنا أتمتع الأن بميزة جميلة جداً وهى أنه ليس للخطية سلطان علىّ ... أقول لك صدقنى الذى يعيش القيامة ليس للخطية سلطان عليه " من يغلب لا يؤذيه الموت الثانى " لأن الخطية بالنسبة له خطية مسمرة
يقول معلمنا بولس الرسول " جرد الرياسات وأشهرهم بهم ظافراً فيه " جرد الرياسات والسلاطين .. قديماً فى أيام الرومان عندما كانت تقوم الحروب بين الدول وبعضها البعض , كانت الدولة المنتصرة تقيم موكب للإنتصار .. فرحة بالإنتصار .. وكانوا يأتون بالأسرى بعد تجريدهم من رتبهم ونياشينهم ويسيرون بهم فى صفوف فى هذا الموكب - وبالطبع أكثر شئ يهين الأسرى هو تجريدهم من رتبهم ونياشينهم – وكانوا يدورون بهم فى المدينة كلها ........ تخيل أن معلمنا بواس الرسول أخذ هذا التشبيه على ربنا يسوع والقيامة وقال أن يسوع بالقيامة جرد الرياسات والسلاطين ظافراً بهم , فلا تعود وتقول هذا جنرال وهذا لواء وهذا .... بل صار مثله مثل الأخرين , صار بلا رتبة .... لمن الفضل ؟ للصليب , لذلك قال معلمنا بولس " إنه يظهر بهم رائحة المسيح الذكية فى الذين يخلصون وفى الذين يهلكون " ... ما تفسير هذه الأية ؟ يقول : عندما كانوا يقيمون هذا الموكب كانوا فى إحتفالهم هذا يقدمون بخور لآلهتهم كشكر وعرفان , فكان هذا البخور بالنسبة للمنتصرين رائحة نشوة مفرحة , بينما كان هذا البخور بالنسبة للأسرى خزى وعار ....... هكذا أنت الأن , فى حالة القيامة الخطية بالنسبة لك خطية مغلوبة وعدو مهزوم ومقهور , أنت الأن طبعك قد تغير فصارت الخطية بالنسبة لك كلاشئ لأنها لم تعد تغريك أو تؤذيك لأن طبعك تبدل ورأيت النصرة التى فى القيامة فتفرح بموكب القيامة والمسيح القائم وتقول من أعماق قلبك إخريستوس آنيستى ...... أجمل ما فى الكنيسة إنها تنقل لنا واقع الحياة التى نشتاق أن نحياها الأن , وهذا هو الواقع أننا الأن فى وقت إنتصار ....... لذلك الخطية قُتلت والشيطان سُحق وأشهرهم جهاراً ظافراً بهم , وأظهر فيهم رائحة حياته فى الذين إنتصروا , رائحة خزى فى الذين هُزموا , لذلك هناك إنسان الجهاد الروحى بالنسبة له لذيذ , وأخر الجهاد الروحى بالنسبة له ثقيل .. هذا يكشف نوع الجسد
يقال عن الخنازير أنها تختنق من الروائح الجيدة , ويحدث لهم فشل فى الجهاز التنفسى من الروائح الجيدة لأنهم إعتادوا على الروائح الكريهة فقط ......... تخيل أن إنسان يعيش فى جو الخطية , فيكون البر بالنسبة له غريب بينما الخطية بالنسبة له أمر عادى ...... أقول لك لا , هذا الحال لا يليق بك .. تقول لى هل ينفع أن أغير جهازى التنفسى ؟ .. أقول لك : أنت فى المسيح يسوع خليقة جديدة " إن كنتم قد قُمتم مع المسيح يسوع فأطلبوا ما هو فوق حيث المسيح جالس " الطبيعة تغيرت .. ونقول له " صنعت خلاصاً فى وسط الأرض كلها " الطبيعة تغيرت .... إذاً الخطية لا تسود , ولست أنا تحت نير الخطية الأن لأن المسيح إنتصر , وعندما إنتصر لم ينتصر لنفسه بل إنتصر لى أنا , المسيح رآنى أسير فأتى الىّ وفكنى وأعطانى الحرية , يقول " إذ محى الصك الذى كان ضداً لنا فى الفرائض " محى الصك ... كما كان يحدث فى الدولة الرومانية , وكما فعلوا مع المسيح يسوع , لا يوجد متهم إلا ويُكتب فوقه تهمته.. الدولة الرومانية دولة وثائق , كل متهم له رقم وتهمته مكتوبة ... كل واحد منا عليه تهمة ومكتوبة ومثبتة عليه ... ماذا فعل يسوع ؟ جاء ومحى الصك , أتى بالورقة المكتوب فيها إسمى وتهمتى وعلة سجنى .. ومزقها ...... تخيل أن عليك شيك وأنت قد كتبته بيديك , وفيه عُمرك كله مقابل مبلغ مالى كبير جداً , وفى لحظة رأيته يتمزق أمامك وفى تمزيقه أخذت حريتك .... محى الصك الذى كان مكتوباً ضداً لنا بالفرائض .. هذا ما فعله يسوع , لما محى الصك صارت الخطية غير موجودة , علة إدانتنا صارت غير موجودة , وبالتالى عندما يشتكى علينا المُشتكى لا يجد لنا دليل إدانة
فى أحد المرات قال أحد الأباء القديسين تشبيه جميل , قال : تخيل أن هناك محاكمة تتم لمعلمنا بطرس لأنه مد يده بالسيف وقطع أذن عبد رئيس الجند الذين جاءوا للقبض على ربنا يسوع , وهكذا كانت المحاكمة :
العبد : سيادة القاضى هذا الرجل قطع لى أذنى أمام كل الناس
القاضى : هل لديك شهود ؟
العبد : كل أصحابى الجنود , هؤلاء كلهم يشهدون أن هذا الرجل أخرج سيفه وقطع أذنى
ويطلب القاضى الشهود
الشاهد الأول : أنا رأيت هذا الرجل قد أخرج سيفه من غمده وضرب زميلى الجندى وقطع أذنه
ثم نادى على الشاهد الثانى , ثم الشاهد الثالث , وهكذا كل الشهود أثبتوا أن معلمنا بطرس مُدان لكن القاضى نادى على العبد المشتكى
القاضى : تعال وأرينى أذنك .. ها هى موجودة
العبد : هى كانت مقطوعة وهو الذى قطعها لى والكل شهود بذلك
القاضى : نعم ؟ لا يوجد شئ إسمه الكل شهود أنه قطع أذنك .... بينما أنا أراها موجودة ....تلغى القضية لعدم وجود الدليل إنتهت القضية صارت لا توجد قضية ... هكذا نحن اليوم , المسيح أعطانا بالقيامة براءة وصار لا حكم علينا لأنه رفعه وأخذه فى نفسه .. يأتى عدو الخير ويقول لى أنت عبد .. أقول له لا أنا لست عبد أنا حر .. يقول لى لا أنت عبد بدليل كذا وكذا و أقول له أنا كنت عبد قبلاً أما الأن فأنا حر تخيل أنك تعيش طول عُمرك عبد مسجون بينما أنت حر وقد نلت حكم البراءة دون أن تدرى يقل الكتاب " مات لأجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا " يقول أنا لست فقط أريد أن أحولك من عبد الى حر .. لا .. بل أريد أن أحولك من عبد الى حر الى ملك أنقلك نقلتين فى أمر واحد .. كما حدث مع يوسف الصديق , نقله الله من العبودية ومن السجن الى الملك , لم توجد مرحلة وسطية إنتقالية فى المسيح يسوع وفى قيامته ينقلنا من العبودية الى القيامة الى الملوكية الى شركة ميراث المسيح .. إذاً أين الخطية الأن ؟ الخطية مصلوبة , تخيل أن الخطية مصلوبة وأنا الذى أطيعها .. تخيل كلب مقيد وأنا مرتعب جداُ منه ,... تخيل جسد طبعه تغير وأنا الذى أعود لطبعه القديم مرة أخرى ,... تخيل عندما يكون علىّ دين ثم دُفع الدين , لم يدفع ربنا يسوع الدين فقط عندما أتى بل دفع الدين الماضى وأعطانى رصيد كبير لأعيش به , لو كان قد دفع الدين فقط سيكون رصيدى عندئذ صفر .. لكنه فكنى من الدين الماضى وأعطانى رصيد لأعيش به تخيل أن معك رصيد كبير لتعيش به وأنت مازلت ترى أنك فقير ..مثل رجل بسيط كان له صديق , وهذا الصديق سمح له الله أن يسافر ويغتنى , وكان هذا الصديق طيب وحنون , وكل شهر كان يرسل لهذا الرجل البسيط شيك مالى , وهذا الرجل البسيط يتخيل أن هذه الشيكات هى مجرد تذكارات فإحتفظ بها فى إنجيله حتى أتاه شخص آخر ليقرأ معه الأنجيل فوجد الشيكات موضوعة فيه ,و عندما سأله عن هذه الشيكات , قال الرجل البسيط هذه تذكارات من صديقى , ولما عدهم وجد أن عددهم كبير وحسب قيمتهم فوجدها كبيرة جداً , فقال له كل هذا المال معك وأنت لا تدرى , كيف يكون معك كل هذا المال وأنت مازلت فى هذه الحجرة الصغيرة الكائنة فوق السطح ؟ هذه ثروةهذا ما فعله معنا يسوع .. أعطانا كنز , أعطانا خير , أعطانا فضيلة , أعطانا بر وتقوى لا يليق أن يكون المسيح قائم وأولاده مازالوا غيرقائمين , لايليق أن يكون المسيح غالب وأولاده مهزومين المسيح أعطانا فرحة وغلبة على الجسد وعلى الخطية ... المسيح أعطانا رصيد ودفع عنا الدين لذلك يقول الكتاب " ليقل الضعيف بطل أنا " نحن أبطال فى المسيح الجسد والخطية .. المسيح غير من سلطان الخطية فصرنا نحن نسودها , وغير من طبيعة الجسد الى جسد يطلب ما فوق ولا يطلب ما على الأرض ربنا يفرحنا بفترة الخماسين ولا نعتبرها فترة كسل ولا نتعامل معها أبداً على أنها فترة لزيادة سلطان الجسد ولكنها فترة لقمة الإرتقاء عن طلبات الجسد ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين
سلسلة مبادىء فى الحياة المسيحية ج 6 العطاء
ليس فقط عطاء مادى...قد يكون العطاء المادى اقل درجات العطاء... نعطى انفسنا للاخرين الماديات سهله...ثم نعطى انفسنا ...اصحاب المواهب...يرسم للكنيسة .. او غيره اصحاب الحرف...الابتسامه عطاء...التشجيع ...عطاء...المشوره عطاء..
ملا3" انتم سلبتمونى" ، 2كو7،8 يتكلم عن العطاء...، أع11وبولس فى بداية خدمته فى كنيسة انطاكيه جمعت عطايا لكنيسة اورشليم..وجدنا بولس يهتم بالعطاء...بولس تكلم فى9 رسائل...يتكلم عن العطاء..لانه موضوع شاغل بولس رو،1كو،2كو،غل،فل،1تى2تى،فل،عب...كان يسافر بالعطايا لتوصيلها لفقراء اورشليم..العطاء وصيه هامه وضروريه لخلاص الانسان...نحن فى الصلاه نقدم انفسنا ، الصوم الصوم اجسادنا ، العطاء...ضرورى...يدخلنا الى حضن المسيح...مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ ..
العطاء فى الكتاب المقدس :
نحن فى عصر مادى...والعطاء شح جدا...احذر من عدم العطاء- به بركه مهما كان الضغوط ...منذ قبل الشريعة المكتوبه والله مهتم بالعطاءابونا ابرهيم بعد معركة كدر لعومر....عشر لملكى صادق- فى الوقت الذى لم يكن هناك شريعه...ابونا يعقوب وهو سائر فى الطريق لخاله لابان...كل ما تعطينى اعشر لك...وفى عودته نفذ وعده...يعقوب وزعها للفقراء...مقدم لله...تث14"تعشيرا كل محصول زرعك...حنطتك- زيتك – ابقارك..."عدد العشور للاويين ، خر23 "ازرعوا الارض ست سنين...وفى السابعه ترعها للفقراء ووحوش الارض اتركها...."لا23 عندما تحصدون حصيد ارضكم لا تكمل زوايا ارضك فى الحصاد...لقاط حصيدك لا تلتقط ....كرمك لا تعلله...للمسكين والغريب تتركه...الله فى اهتمامه بالعطاء....لا يريد ان يجرح نفس الفقير....كأنه يأخذ من يد الله...
تث15: "إقرضه قدر ما يحتاج...اعطه ولايسوا قلبك...، ولا يظهروا امامى فارغين "، نفس الوصايا للعهد الجديد...لانها لا ترمز لشئ لتبطل...إن لم يزد بركم على الكتبه والفريسين فلن تدخلوا ملكوت السموات....
كيف يكون العطاء:
الشروط:
1- الحب : الصوم...نجوع...نشعر بالجوعى العطاء..محبة من القلب.هذا دافع العطاء...صدقه..محنه...لاتخلو من المحبه...إن أطعم كل فرد ...إذا عطى الانسان كل فرد...بنيه بلا محبه...تحتقر احتقارا ، ما هو دافع عطيتى...الحديد.لابد يخبط بحديد ليخرج شرار.الاسفنج نضغط عليه كله...النحله بدون شئ....منى لله قلب به محبه. وربما فى بداية العطاءيكون بغصب....ونتخاطاها...
2- الخفاء : لاتصوت بالبوق...لاتعرف شمالك ما تفعله يمينك ، القديسة ميلانيه اخفت 500 قطعه ذهب للقديس بموا...فى كيس مغلق فأخذها...واعطاها لتلميذه...فسألته أن ينظرا لها...قال لو كنت أعطيتنى لله فهو يعرف كم هو....
3- بسخاء : فوق الطاقه من طلقاء انفسهم أوصى أغنياء هذا الدهر ان يكونوا اسخياء فى العطاء...المعطى فبسخاء حينما بدأو بناء خيمة الاجتماع...احضروا عطايا كثيره خر36 .....لدرجة موسى ارسل أن يتوقفوا عن العطاء لان مالعطايا كانت اكثر....، ارونا اليبوسى داود ذهب ليشترى الحقل ليبنى الهيكل...قال خذا الحقل...والبقر...أكثر من الطاقه...
4- بفرح : ليس عن اضطرار اوحزن لان المعطى المسرور يحبه الرب...ابونا ابراهيم...امام الخيمه رأى ثلاثة رجال..أضافهم...وقف لهم...وعنده 318من الغلمان...وهو واقف فرحان...لا تنسوا اضافة الغرباء التى بها اضاف الناس ملائكة وهم لايدرون...الفرح يأتى فى احساسى بالمكسب وانا إعطى....ملتمسين منا بطلبه كثيره ان نقبل منهم...احساس الانسان انه بيأخذ بركه من العطاء...
5- ان يكون العطاء من تعب وكد الانسان ، نحن لا نقبل عطايا الاشرار... زيت الخاطئ لا يدهن رأسى....اعطوا انفسهم اولا للرب....تقدمه بلا عيب....حفظ الانسان نفسه بلا عيب....الحياة النقيه مع العطايا ....لا تحضر لله فضلات....قدمها لو إليك ايرضى عنك قدم ما يستحق أن يأخذه واليك....قدم من ابكار غنمه ومن سمانها..نظر الله اليها..
لمن نعطى :
من جهتنا كأفراد ...كل من سألك فأعطه... انت غير مسئول أن تفحصى الشخص...لا نقيم فى انفسنا قضاة على الناس...
العطاء للمقربين منا اولا... إن كان احد لا يعتنى بخاصته ولاسيما اهل بيته....
- عطاء الكنيسة...تفحص بتدقيق...لا نشجع المتسول والكسول...إن كان لا يريد ان يشتغل فلا يأكل ايضا..كونوا فاحصين كل واحد...واقبلوا من يسعى سعيا مستقيما...
بركات العطاء : تمثل بالله صانع الخيرات....الله يعطى بسخاء اعطى جسده للكل...وانت لا تريد أن تعطى الخبز المادى للاخرين...لذلك الانسان الذى يعطى لهوا له...من يسد أذنيه عن صراخ المسكين يصرخ ولا يستجاب له....
- تنجى من الدينونه...فارق أثامك بالرحمه...اعطى تذكار للاخرين أعمال الرحمه...محب الفقراء...له شفيع فى بيت الحاكم..إن كنتم هربتم من الرحمه....الرحمه تهرب منكم...وإن رذلتم الفقراء يرزلكم ذلك الذى صار فقيرا حبا فيكم، فقرهم العميق صار لغنى سخائهم كنيسة فيلبى ، هل وصلنا الى الارمله التى اعطت الفلسين...ارمله صرف جيدا....العطاء يخص الجميع غنى وفقير...من ليس له شئ.....توفير الأكل يزيد اعمال الرحمه...العطاء للكل...
- به تنال بركات ارضيه
بركات العطاء
- أولا : الأجر السمائى
- بل اعطوا ما عندكم صدقة فهوذا كل شيء يكون نقيا لكم (لو 11 : 41)
- بيعوا ما لكم و اعطوا صدقة اعملوا لكم اكياسا لا تفنى و كنزا لا ينفد في السماوات حيث لا يقرب سارق و لا يبلي سوس (لو 12 : 33)
- فقال لهم اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله (لو 20 : 25)
- اعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا يعطون في احضانكم لانه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم (لو 6 : 38) "فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم" [36].
- ليس شيء يجعلنا مساوين لله سِوى فعل الصلاح (الرحمة).
- المسيح هو المعلِّم وأيضًا أبوه.
- لنأتِ بأنفسنا وأولادنا وكل من لنا إلى مدرسة الرحمة، وليتعلَّمها الإنسان فوق كل شيء، فالرحمة هي الإنسان... لنحسب أنفسنا كمن هم ليسوا أحياء إن كنا لا نظهر الرحمة بعد
- إنها تحل القيود، وتبدِّد الظلمة وتُطفئ النار، وتقتل الدود، وتنزع صرير الأسنان.
- تنفتح أمامها أبواب السماوات بضمانٍ عظيمٍ، وكملكة تدخل ولا يجسر أحد الحُجَّاب عند الأبواب أن يسألها من هي، بل الكل يستقبلها في الحال.
- هكذا أيضًا حال الرحمة، فإنَّها بالحق هي ملكة حقيقيّة، تجعل البشر كالله. أنها مجنحة وخفيفة لها أجنحة ذهبيّة تطير بها تبهج الملائكة جدًا
- قصه الذى أراد أن يأخذ معه شفيع للملك
- لكننا نتساءل هل للعطاء القدرة على عتقنا من الدينوية؟
- يجيب الكتاب المقدس بإفاضة بالإيجاب نذكر منها قوله: (بالرحمة والحق يستر الاثم (ام16:6)
- (فارق خطاياك بالبر واثامك بالرحمة للمساكين لعله يطال اطمئنانك (دا 4: 27) .
- (الصلاة جيدة مع الصوم والصدقة لان الصدقة تنجي من الموت وتطهر من الذنوب (طوبيا12: 9:8)
- (اعطوا ما عندكم صدقة وهوذا كل شيء يكون نقيا لكم (لو 11: 41)
- (الماء يطفئ النار الملتهبة و الصدقة تكفر الخطايا (حكمة يشوع 3: 33)
- لا يعني هذا أن الصدقة في ذاتها تقدر أن تكفر عن الخطية والا لما كان هناك حاجة للفداء بل لأن الصدقة تعلن عن قلب قبل الخلاص وامتلأ بيسوع المحبة فأحب المحتاجين والمتألمين.
- ومن جهة أخري فإن الصدقة تعلن رحمتنا لإخوتنا وحبنا لهم والمحبة تستر كثرة من الخطايا
- ولكن الآن إذهبوا الى النار الابدية لأن الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة (يع13:2)
- + إخوتي إنني أشوقكم إلى إعطاء خبزكم الأرضي وطلب الخبز السماوي فالرب نفسه هو ذاك الخبز إذ يقول أنا هو خبز الحياة ولكن كيف يعطيكم الرب يا من لا تعطون المحتاجين؟ واحد يحتاج إليكم وأنتم تحتاجون لآخر (الله) اصنعوا بالآخرين ما تريدون أن يصنع لكم
ثانيا : الجزاء الأرضى
- الله يدرك جيدا حاجة الإنسان إلى أن يرى الخير وهو أيضا على الارض . لهذا لم تقتصر وعوده الصادقة على تلك البركات السماوية لمن يلتزمون بدفع حقوقه , بل أيضا وعد ببركات أرضية عديدة اختبرها وعاينها كل من صدقوها ونفذوا الوصية . ومن هذة البركات :
1 – الغنى المادى :فالرب يرد مائة ضعف . والوعود واضحة فى الآيات الآتية :-
اكرم الرب من مالك ومن كل باكورات غلتك فتمتلىء خزانتك شبعا وتفيض معاصرك مسطارا ( ام 3 : 9 , 10 إعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبا مهزوزا فائضا يعطون فى احضانكم
لأنة بنفس الكيل الذى تكيلون يكال لكم ( لو 6 : 38 ) .
من يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفة يجازية ( ام 19 : 17 )
" هاتوا جميع العشور إلى الخزنة ليكون فى بيتى طعام وجربونـــــــــــــــــــــــى بهذا قال رب الجنود إن كنت لا افتح لكم كوى السماء وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع ( ملا 3 " 10 )
ط هذا وإن من يزرع بالشح فبالشح أيضا يحصد . ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يحصد . كل واحد كما ينوى بقلبة ليس عن حزن أو اضطرار . لأن المعطى المسرور يحبه الله " ( 2 كو 9 : 6 , 7 )
إن الله عندما نعطية يفتح لنا طاقات السماء إذ فى يده مفاتيح السحب , ويسكب علينا الخيرات الوافرة الجزيلة فجأة ( 2 مل 7 : 2 )
ومادام هو مصدرها فإن هذة الخيرات التى انسكبت سوف لا تكفى فقط بل تزيد عن الكفاية , فالزيت لن يتوقف طالما هناك أوعية تتسع لذلك ( 2 مل 4 : 6.
من يعطى الفقير لا يحتاج ولمن يحجب عنه عينية لعنات كثيرة ( ام 28 – 27 )
" ارم خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة " ( جا 11 – 1 )
" وأيضا كنت فتى وقد شخت ولم أر صديقاً تخلى عنه ولا ذرية له تلتمس خبزاً " ( مزامير 37 – 25 )
طوبى لمن يتعطف على المسكين والفقير فى يوم الشر ينجية الرب ويحمية ويجعله فى الأرض مغبوطاً , ولا يسلمه الى ايدى أعدائه . الرب يعينة على سرير وجعه . رتبت مضجعه كله فى مرضه ط ( مز 41 : 1 – 3 )
- حلول البركة والطهر والاطمئنان
إذا كان الرب يسمح لنا أن نشبع اخوتة الأصاغر بحيث يأكلون ويشبعون فى بيوتنا ( تث 26 : 12 ) فإن ذلك سوف يجعلنا نشعر بالسعادة الداخلية الغامرة لأننا ساهمنا مع السيد الرب فى إسعاد الإنسان أو شفاء المريض أو تخفيف الآلام وسوف يجعلنا هذا الشعور نشعر بالراحة والاطمئنان والسلام . وتحل البركة فى حياتنا . "
- لانهم اعطوا حسب الطاقة انا اشهد و فوق الطاقة من تلقاء انفسهم (2كو 8 : 3) ١.، إنما هو ثمر نعمة اللَّه التي تعمل في القلب، فيصير محبًا لا لإعطاء المال فحسب، بل ولبذل الذات. إنه عطاء خلال الحب الإلهي المنسكب في النفس.
- كل عطاء بل وكل فضيلة صالحة هي عطية أو نعمة من اللَّه. أيضًا إنها نعمة اللَّه هي التي تحول حياتنا لكي تكون بنِّاءة ونافعة في حياة الآخرين.
- يقول الرسول بولس أنهم يتقبلون نعمة اللَّه، وأنهم قبلوا كلمة الإيمان بتقوى.
- v الصدقة صناعة، ومعلمها ليس إنسانا بل اللَّه.
- القديس يوحنا الذهبي الفم
- v نعمة اللَّه يقصد بها بولس اقتناء كل عملٍ صالح. بقوله هذا لا يُستثنى دور الإرادة الحرّة، ولكن التعليم هنا هو أن كل عمل صالح يصير ممكنًا بعون اللَّه.
- ثيؤدورت أسقف قورش
- إذ تعمل النعمة الإلهية في قلب المؤمن تفتح قلبه بالحب لاخوته فيصير متشبهًا باللَّه.
- وتؤهل فاعلها للتشبه باللَّه، لقوله: "كونوا رحماء كما أن أباكم الذي في السماوات هو رحوم".
- v الرحمة بالآخرين فضيلة سامية، يُسر اللَّه بها. وهي صفة عالية تتسم بها النفوس الصالحة وتزيدها فخرًا ونبلاً. إنها من صفات اللَّه.
- القديس يوحنا الذهبي الفم
- v عملان للرحمة يجعلان الإنسان حرًا: اغفر يُغفر لك، أعطِ فتنال.
- v ماذا يشحذ منك الفقير؟ خبزًا. ماذا تشحذ من اللَّه؟ المسيح القائل: "أنا هو الخبز الحيّ النازل من السماء.
- v إن أردت أن تطير صلواتك مرتفعة إلى اللَّه، هب لها جناحين: الصوم والصدقة
- لكي تكون في هذا الوقت فُضالتُكم لأعوازِهم،
- كي تصير فُضالتُهم لأعوازِكم، حتى تحصل المساواة" ]14[.
- كلم بني اسرائيل ان ياخذوا لي تقدمة من كل من يحثه قلبه تاخذون تقدمتي (خر 25 : 2)
- م فعلتموه بأحد اخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت 25: 40).
أنواع من العطاء الغير مقبول
- + للتخلص من تعب الضمير متى قصّر في ذلك.
- + بقصد أن يبارك الله في البقية الباقية، كما كان بنو اسرائيل يفعلون حين يعزلون عشر المحصول قبل الشروع في الأكل منه، وهو ما يسمى بالتقديس.
- + نتيجة إلحاح السائل ومطاردته، وبذلك يتخلّص المعطى من السائل.
- + بقصد التباهي والظهور بمظهر الخيّر المحسن، وهو ما يظهر في الإعلان عن أسماء المتبرعين وقيمة ما تبرعوا به.
- +أما العطاء المقبول فهو بفرح وكتعبير عن الشكر لله الذي أعطاه أن يكون في وضع من يعطي، وكان من الممكن أن يكون الوضع معكوساً.
- + أو أن يشعر بعض الخيرين أنهم مدينون لله بالكثير وأن جميع ما يعطونه لا يكفي سدادا للديون.قال شخص سخى فى العطاء لكاهن بعد أن راجعه فى كثرة العطايا ...ظاناً أنه غير متزن ..أنا عشت على الأرض غنياً وأريد ان أكون غنياً فى السماء
- "لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك (1اخبار 29 : 14).
- ليس الفضل لك ان تعطى الفقير مايحتاجه بل أن تعطيه ما أنت تحتاجه
- كم مرة نسمع عن إمرأة ترى كنيسة تبنى وتحضر مبلغاً بسيطاً وتقول هذا إدخرته لكفنى وغن مت أرجو أن تهتموا بأمرى ...
- كم مرة نجد من يحضر ذهبه الخاص أو باقى دخله الشهرى
- نصيب سماوى
- يساعد على إخلاء الذات _مرتبط بالإتضاع نسك النفس هو بغض التنعم ونسك الجسد هو العوز
سلسلة مبادىءفى الحياة المسيحية ج5 الرضى
يقول معلمنا بولس الرسول في رسالته الثانية إلى تيموثاوس ” ستأتي أزمنة صعبة لأن الناس يكونون مُحبين لأنفسهم .. مُحبين للمال .. مُتعظمين مُستكبرين مُجدفين غير طائعين لوالديهم .. غير شاكرين .. دنسين .. بلا حنوٍ .. بلا رضىً .. ثالبين عديمي النزاهة شرسين غير مُحبين للصلاح “ ( 2تي 3 : 1 – 3 )كلمه رضى كلمه تشمل الشكر مع الإكتفاء مع السلام والفرح والإيمان عندما نتذكر قصة إبراهيم مع ابن أخوه لوط عندما حدثت مخاصمة بين رعاة ومواشي أبرام ولوط .. نجد أن لوط ارتحل شرقاً وانفصل الواحد عن الآخر .. ” فقال أبرام للوط لا تكن مُخاصمة بيني وبينك وبين رُعاتي ورُعاتك لأننا نحن أخوان “( تك 13 : 8 ) طبيعة الإنسان يميل إلى عدم الرضى والطمع -ما هو الطمع ؟ أن ينظر الواحد لنفسه .. أنانية .. محبة للنصيب الأكبر وليس للعطاء .. إن لوط فضَّل الأرض عن المحبة .. فضَّل الشئ عن الشخص وهذا هو الطمع .. معروف علمياً إن الإنسان هو بئر من الرغبات .. يرغب دائماً في المزيد .. مثل لوط الذي لم يكتفي بما عنده رأينا نهاية الطمع وما حدث للوط بسبب ذلك ووجدناه يأخذ أرض بها شر .. إندماجه مع الأشرار جعل قلبه بطئ من ناحية وعود الله ويُحدثنا الكتاب المقدس عن قصة تُحدثنا عن الطمع .. وهي مدينة تُدعى " عاي " أرسل إليها يشوع جيش صغير وقال لهم يشوع إن كل ما تحصلون عليه من هذه الأرض هو مِلك لله .. وعلى الجميع أن لا يطمع أحد .. ولكن حدثت هزيمة في القرية الصغيرة وأراد يشوع أن يعرف سبب الهزيمة فقال الله له إن في بيت إسرائيل لص .. وأرشد الله يشوع وقال له من هو ؟ وعرف أنه عخان بن كرمي .. وعندما سأله يشوع عن ما فعل فقال له إنه رأى في الغنيمة رداءً شنعارياً نفيساً ومئتي شاقل فضة ولسان ذهبٍ وزنه خمسون شاقلاً فاشتهى كل هذا ثم خبأها في الأرض ( يش 7 : 21 ) وهنا قصة أخرى في الكتاب المقدس عن الطمع مذكورة في سفر ملوك الأول عن شخص يُدعى أخآب .. وكان لديهِ كرم صغير خاص بشخص فقير .. وأخآب هذا كان ملك ولديه أراضي كثيرة ولكنه اشتهى هذا الكرم الصغير المملوك لشخص آخر .. فطلب من صاحبها أن يعطيها له بأي مقابل .. فرفض لأنها ميراث آبائه .. فدخل أخآب مُكتئب ومهموم وأخبر امرأته إيزابل بهذا .. فقامت الملكة بعمل مكيدة لصاحب الكرم وهو نابوت اليزرعيلي وقالت أنه جدف على الله وجاءت بشهود زور وحُكِم عليه بالرجم فمات الرجل المظلوم ( 1مل 21 : 1 – 16 ) .. كان هذا الملك مأسور لدرجة كبيرة لأنه خاضع للأشياء .. طمع لذلك نجد معلمنا بولس الرسول يقول كلمة عجيبة جداً عن الطمع .. يقول عنه ” الطمع الذي هو عبادة الأوثان “ ( كو 3 : 5 ) .. وفي سفر أيوب نقرأ عبارة تقول ” لأنه لم يعرف في بطنه قناعة لا ينجو بمشتهاه “ ( أي 20 : 20 ) .. وهذا رأيناه في لوط .. وفي عخان بن كرمي .. وأخآب الملك .. الجميع لم ينجو لذلك نقرأ في سفر الجامعة يقول ” من يحب الفضة لا يشبع من الفضة ومن يحب الثروة لا يشبع من دخلٍ هذا أيضاً باطل “ ( جا 5 : 10) نتحدث عن هذا الموضوع لأننا في عصر به أشياء كثيرة من حولنا تأثرنا بها .. وهناك معروضات كثيرة معروضة بطريقة مغرية وعن قصص الطمع في العهد الجديد قصة حنانيا وسفيرة المذكورة في سفر أعمال الرسل أصحاح " 5 " .. عندما باعوا الحقل وبدل أن يعطوا ثمنه للرسل إختلسوا من ثمنه جزء نحن في عالم يستغل ضعف الإنسان ويتاجر بهذا الأمر .. وبإحساس الإنسان بعدم الشبع .. لذلك أُشكر الله على ما لديك واكتفي .
أما القناعه:-
كلمة جميلة قالها معلمنا بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس ” أما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة “ ( 1تي 6 : 6 ) .. . يقول القديس مارإسحق ” أُترك ما في أيدي الناس يُحبك الناس .. أُترك ما في الأرض يُحبك الله “ .. رأينا أبونا إبراهيم لم يرض أن يأخذ شئ مقابل حربه وتعرُّضه للحرب حتى يدافع عن أهل سدوم .ولا شراك نعل ونرى المؤمنين في العهد الجديد يبيعون ممتلكاتهم ويضعونها عند أقدام الرسل ( أع 4 ) ما أجمل قديسينا مثل الأنبا أنطونيوس وهو شاب ووارث أموال وأملاك ( 300 فدان ) ومع ذلك لم يطمع ولكنه باع كل ما يملُك .
وللتدريب على القناعة تعلَّم الآتي :-
أن لا تكون مغلوب من شئ .. لا تشتهي كل ما تراه .
إهتم بعقلك وقلبك وروحك لأن هذا هو الذي يعطيك الكفاية .
أُنظر للأمور بترفع .. وكن راضي وقانع .. ولا تنظر لغيرك .
أُسلك بحسب احتياجك لا بحسب شهواتك .
كل ما عندك لا تتمسك به .. تعلم أن تنفك من عبودية الأشياء .
تعلم حب العطاء .. أكثر ما يُرهق الإنسان أن يعيش لنفسه .
حاول أن يكون لك حرية داخلية ولا تُغلب لإحساس الأنانية لأن هذا يزود عندك إحساس العدم .. الفقر والجوع .. ويزود إحساس الإتكال على الذات ” ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقرهِ “ ( 2كو 8 : 9 )
من رسالة معلمنا بولس الرسول الأولى إلى تلميذه تيموثاوس .. ” أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يُلقوا رجاءهم على غير يقينية الغِنَى بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيءٍ بغنىً للتمتع .. وأن يصنعوا صلاحاً وأن يكونوا أغنياء في أعمالٍ صالحةٍ وأن يكونوا أسخياء في العطاء كُرماء في التوزيع مُدخرين لأنفسهم أساساً حسناً للمستقبل لكي يُمسكوا بالحياة الأبدية “ ( 1تي 6 : 17 – 19 ) ” وأما أنت يا إنسان الله فاهرب من هذا واتبع البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة “( 1تي 6 : 11 )أسألك سؤال .. هل تريد أن تكون غني ؟ تُجيب بالطبع وليتكَ تصلي لأجلي لأُصبِح غني لأن الغِنَى أمر جميل .. قد نجد أن المال صار هدف كبير في حياة الإنسان ونجد أن الإنسان صار مادي ويهتم بأن يكون لديه أمور كثيرة .. ونرى أن هذا فخ من عدو الخير يصطاد به الكبير والصغير فمن الذي ينجح في أن يقول لا عندما تُعرض عليه ثروة ومال ؟لقد صار المال عنصر جذب .. وأنتم في بداية حياتكم العملية كيف تنظرون للمال ؟ هل هو هدف أم وسيلة ؟ وكيف يتقدس المال ؟ كيف لا يجذبني المال للطمع والأنانية ؟ وكيف ....... ؟؟
كيف ننظر للمال ؟
كثيرون هدفهم المال والمظهر صار إلهاً لهم والمال إله لهم والأشياء أهم من الأشخاص .. بل ويُقيِّمون الأشخاص بحسب مقتنياتهم ومظهرهم .. فتجد أنه إذا تقدم شاب لفتاة تبحث إن كان لديهِ مسكن فاخر وسيارة وراتب مرتفع و...... أم لا .. هذه أمور تنهار أمامها الإرادة وقد تُقدم الفتاة تنازلات كثيرة لا حصر لها أمام الماديات وتُقيِّم الأشخاص بمادياتهم هناك أمر ملحوظ خاصة في البنات أن الفتاة تميل للمظاهر ولا تتحكم في إرادتها أمام المقتنيات فتميل للإرتباط بالشخص الثري وقد يجعلها غناه تُقدم تنازلات عديدة كيف ننظر للمال والمقتنيات والأشياء ؟ وما الفرق بين الشخص والشئ ؟ قد يُقيَّم الشخص من مظهره أما جوهره فهذا أمر ثانوي .. يقول معلمنا بولس الرسول ” الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومُضرة تُغرق الناس في العطب والهلاك ...... وأما أنت يا إنسان الله فاهرب من هذا واتبع البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة “ ( 1تي 6 : 9 ، 11) المال بركة وعطية مقدسة وليس خطية .. عطية مقدسة من الله الذي منحنا كل شئ بغِنَى للتمتع إذاً المال بركة وليس وسيلة ليس هدف بل لقضاء احتياجات” المال عبد جيد وسيد ردئ “ .. أي تقول له أريد كذا وكذا عبد .. تخيل أن الشخص كلما ازدادت مقتنياته كلما ازدادت ارتباطاته وحبه للمال .
كيف لا يجذبنا المال للطمع والأنانية ؟
قد تتخيل أنه عندما يقتني شخص مال كثير يكتفي .. لا .. بل كلما ازداد المال ازداد الشعور بالفقر والنهم لاقتناء الأكثر .. لذلك يقول بولس الرسول ” أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبرواولا يُلقوا رجاءهم على غير يقينية الغِنَى “ .. الغِنَى ليس يقين بل مذبذب وكلنا نلاحظ ارتفاع الأسعار وأن قيمة المال تقل .. الثري يضع قلبه في المال ويُذل من المال لأن المال سيد ردئ .. وكما يقول الكتاب ” حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً “ ( مت 6 : 21 ) .. سيد قاسي .. لذلك كيف ننظرللمال ؟ المال عطية مقدسة مباركة إستخدمها للبنيان .. ليس هو هدف بل هو وسيلة حب لله وحب مني للآخرقد تسمع شخص يقول أنه يشعر بفرح لأن راتبه ازداد لأن نصيب الله في ماله ازداد .. جيد أن ننظر للمال على أنه بركة ونشعر بالطمع والأنانية لأنه في الأصل هو ماله .. عجيب أن يعطيك الله مال ثم يطلب منك جزء منه مرة أخرى ويقول لك لأختبر مدى شكرك لي .. قد تقول له ما دُمت تطلب مني عشور مالي فا لتعطني التسعة أعشار من البداية وتأخذ أنت العُشر .. يقول لك لا أريد أن أراك تعطيني إذاً الله يريدني أن آخذ في يدي ثم أعطيه وأنا في شكر دون طمع أو أنانية وكما يقول القداس الإلهي” أُقرِّب لك قرابينك من الذي لك “ .. المهم أن نُعبِّر عن أن المال لم يدخل القلب وأنه وسيلة وليس هدف لذلك يُقال إجعل المال في جيبك وليس في قلبك .. إجعله في يدك وليس في عقلك واستعمله في الضروريات .. لذلك يجب أن يكون لك نظرة بها هدف خلقة الله في كل أمور حياتك كذلك خلق المال لهدف لابد أن أعرفه .. المال عبد جيد وسيد ردئ .. لذلك تجد الأغنياء المُستعبدين للمال مذلولين له دائماً المجتمع يعطينا الشئ ويأخذ منا ثمنه أي يأخذ نفقة بينما الله يعطينا الشئ ومعه بركة .. مثلاً المدنية نأخذها من المجتمع ومعها يأخذ من صحتنا وعقلنا وعجبت لأناس ينفقون أعمارهم وصحتهم ليجمعون المال ثم يرجعون ينفقون المال على صحتهم ولا يستطيعوا أن يرجعوا أعمارهم ولا صحتهم بالمال - يشتهى الصغير أن يكبر وحين يكبر يشتهى أن يصغر أي تكنولوچيا أو مادة أو اقتصاد .. له نفقة .. قد نتخيل أن الأغياء سعداء بينما هم إن لم يكن عندهم توازن ورؤيه تجدهملا يشعرون ببعضهم لأنهم صاروا مجرد آلات للعمل فقط .. أي أعطاهم المجتمع شئ وأخذ الأغلى منه مثلاً نرى شخص يمتلك مصانع وسيارات وأموال و..... لكنه في حياته الداخلية اضطراب وصراعات و..... أي دفع نفقة .. إذاً الإعتدال جيد .. نعم نعمل لنكسب لكن لابد أن نعرف ما هو المال وكيف نستخدمه ولا يستخدمنا هو .. عندما يكون لديَّ شئ إذاً هو مِلكي لكن للأسف توجد عبودية للأشياء بدلاً من أن يكون الشىء ملكى أكون أنا ملكه
المال لا يُكوِّن الشخصية المهم الإكتفاء :-
قد يعتبر البعض أن الأشياء تُكمِّل الشخصية .. لا .. هذا فكر خاطئ لأن زينة الإنسان في عقله وقلبه وروحه ووداعته .. ” اتبع البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة “ .. هذا غناك يُقال عن أليشع النبي عندما استضافته المرأة الشونمية أنه أراد أن يُكافئها على تعب محبتها فسألها ألا تحتاجين لشئ من رئيس الجيش أو الملك ؟ لأن أليشع لتقواه كان معروف .. لكنها أجابته أنها تشكر الله لأنها ساكنة وسط شعبها .. من منا نسأله هل تريد شئ من رئيس الجمهورية ويُجيب لا ؟ من منا مُكتفي ؟ الغِنَى في داخله .. ومن هو الفقير ؟ هو الذي يشعر بالعوز من داخله مهما ملك .. لا يوجد شئ إسمه الفقر بل يوجد شئ إسمه الإحتياج للمال بدليل إنه قد تجد شخص دخله الشهري كبير لكنه يشعر بالفقر ودائم الشكوى وآخر دخله قليل لكنه غني داخلياً .. الكنيسة تقول ” لكي يكون لنا الكفاف في كل شئ كل حين “ إذاً الإكتفاء هو الذي يصنع الشخص وليس سيارته وسكنه ومركزه وماله .. بل عقله وقلبه .. لذلك أحياناً الذين يحبون المقتنيات تجد داخلهم فراغ كبير فتجد أن أغنياء كثيرون عقولهم هشة واهتماماتهم سطحية .. لماذا ؟ لأنهم يشعرون أن المال وسيلة تعويض كبيرة لهم فيُثبِّتون سلطانهم بالمال .. قد تجد غني أعطاه المال كثيرون يعملون لديهِ لكن لا يعطيه شخص وفي .. يعطيه المال سلطة لكن لا يعطيه حب .. يعطيه غِنَى لكن لا يعطيه إطمئنان .. لذلك المال ليس يقين المرأة الشونميه هل لكى ما نسأله للملك قالت أنا ساكنه فى وسط شعبى .
كيف يكون لنا شعور بالإكتفاء ؟
معلمنا بولس الرسول يقول ” تعلمت أن أكون مُكتفياً بما أنا فيه ....... تدربت أن أشبع وأن أجوع وأن أستفضل وأن أنقُص “ ( في 4 : 11 – 12) .. نحن في مجتمع استهلاكي وتوجد ثقافة إسمها إنشاء الإحتياج وتحويله إلى ضرورة .. مثلاً الموبايل أنشأ الإحتياج له .. ففي البداية كان 10 % من الناس لديهم موبايل ثم ازدادت النسبة حتى صار ضرورة .. هكذا ثقافات كثيرة .. يُنشِئ احتياج ثم يجعله ضرورة ونحن ندخل في الأمر ونُستعبد للشئ كيف أختار ما أريد وأكتفي بما عندي ؟ قد تُغيِّر الموبايل لمجرد موديل جديد رغم أن الذي لديك كافي لاحتياجاتك .. الذين يقدمون هذه السياسات لديهم خطة لسنوات طويلة ولا يجعل موديل كامل فتجد أمر في موديل بدائي غير متواجد في موديل حديث لأنه يريدك أن تحتاج ويزداد احتياجك يُقال عن أغنى رجل في العالم بيل چيتس أنه يسافر في الطائرة دون أن يحجز جناح بل مجرد مقعد عادي بينما هناك أشخاص أقل منه يحجزون جناح في الطائرة .. وقيلَ له أنه بخيل فقال أنا أستقل الطائرة للسفر من مكان لأخر المهم عندي الوقت لذلك لا يهمني إن كان جناح أم مقعد .. شخص يعلم ما يريد .. أحياناً الشخص يُكمِّل شخصيته بأشياء خارجية أرجوك لا تُذل لأمور خارجية .. أُشعر بالإكتفاء .. المال مربوط بالطمع والذات واقتناء القنية والشخص يُقلل ذاته بكثرة مقتنياته أخاب الملك كانت كل بلد تحت أمره وقطعة حقل صغير لنابوت اليزرعيلي وأرادها لكن نابوت قال له كيف أعطيك ميراث آبائي لأن الأرض كانت ملكية لله وإن بيعت يكون لفترة ثم تُرد .. إيزابل وجدت أخاب لا يأكل ويبكي ووجهه للحائط .. هل هناك كارثة ؟ أجابها أريد حقل نابوت ولا يريد أن يعطيني إياه .. فصنعت له حيلة وأخذت الحقل ( 1مل 21 : 1 – 16) .. ملك تصغُر نفسه لأجل حقل رجل بسيط .. أحياناً يُكمِّل الإنسان ضعفه بأشياء .. لا .. كفايتنا من الله .. لابد أن أتعود الإكتفاء وأقتني ما أحتاج وليس ما أشتهيه وكيف أقول لنفسي لا صراع البلاد كلها والشعوب تتلخص في كلمة واحدة هي من المُنتج ومن المستهلك .. عوِّد نفسك أن تكون مُنتج أكثر من مستهلك وتضبط نفسك أمام الأشياء وتأخذ ما تحتاج فقط إمرأة فقيرة كان لديها أربعة فتيات وزوجها توفى كان بيتها مُرتب وجيد ولكنها كانت تحتاج لأمور كثيرة فقال لها الأب الكاهن إن الكنيسة تريد أن تساعدها .. فقالت للأب الكاهن نحن لا نحتاج لقد نظمنا حياتنا حسب دخلِنا وإن أعطتنا الكنيسة أكثر سنُنظم حياتنا على الدخل الأكثر فيزداد الإحتياج عوِّد نفسك أن تقول لا وأن كنز الإنسان في جوهره وليس مظهره وأن نُقيِّم الأمور جيداً وأن نفهم أن الأشياء لا تعطي سلام بل السلام من الداخل ومن الله لأن الإنسان لا يقتنع بشئ واحد بل يتطلع للأكثر درب نفسك على الإقتناع والإكتفاء وأن تكون مُعطي ومُنتج وليس مستهلك فقط .. إحساس الإحتياج يختلف من شخص لآخر .. كيف أنظر للمال ولنفسي ولله وللآخر ؟ هذه كلها مفاهيم جيدة المهم الإعتدال .. كيف لا يكون الإنسان عبد للشئ ومكتفي بما هو فيه ؟ تدربوا على القناعة والإكتفاء والضبط والشعور بالمساكين وعندما تفكر في الآخر تهدأ يُحكى عن إحدى الفقيرات كانت تسكن في حجرة على سطح منزل وكان المطر يتساقط عليها فأحضرت قطعة خشبية لتحتمي هي وأولادها تحتها من المطر .. فسألها طفلها الذين ليس عندهم قطعة خشبية مثلنا كيف حالهم الآن في المطر ؟ شكر وشعور بالغير أعطى غِنَى داخلي الوصية تقول لا تشتهي ما لقريبك ولتكن نظرتك وهدفك أن تكون ناجح وأمين وعندئذٍ ستقتني مال .. وما هي نظرتك لما تكسب من مال ؟ هل تشكر الله وتساعد المحتاجين أم تطمع أكثر ؟ كيف تشعر أن المال لا يصنعك ؟
” أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يُلقوا رجاءهم على غير يقينية الغِنَى بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيءٍ بغنىً للتمتع .. وأن يصنعوا صلاحاً وأن يكونوا أغنياء في أعمالٍ صالحةٍ وأن يكونوا أسخياء في العطاء كُرماء في التوزيع ..... “
الرضى ينشىء حياة بلا هم
(113)
( 1كو 32:7 ) " فأريد ان تكونوا بلا هم "
- تكثر الهموم و التفكير في المستقبل و القلق و الاضطراب ... و كل واحد له همه ... و هم اليوم غير هم الامس غي هم غدآ
- "كونوا بلا هم " ....كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
+ الايمان و الإتكال علي الله ... ملقين كل همكم عليه
- انا اريحكم ... مدبر الكون ... كنز الصالحات ...
- الق علي الرب همك و هو يعولك ..... اليست خمسة عصافير تباع بفلسين ... واحداً منها غير منسياً امام الله
- هو معطياً طعاماً لكل ذي جسد ... دبر حياتنا كمايليق . كل مازاد اتكالي علي نفسي وذراعي و تدبيري .. كل ما زاد همي و قلقي ...
** الزهد بالدنيا :
- عدم التعلق بالاشياء ... الماديات ... حب الاشياء ... بيعوا امتعكم ... لا تحملوا اكياسا و لا خردا
- اري ان آكل من يدك و اشرب من مياهك ... كلما خفت النفس من ممتلكاتها كما سهل طيرانها .... الممتلكات اثقال ...
- حب العالم ... الغني الذي اراد ان يستبدل غناه بسلام ابونا ...
- القديس ابو مقار و الغني الذي حضر معه كيس ملان فضة له ... و للرهبان ... مروا عليه ... مال لنا و مال المال ...
النفس الشبعانة تدوس العسل
- القديس أنطونيوس ... نثروا له ذهب و مال و فضة علي جبال الصحاري .... و لم يلتفت لها يمنة أو يسرة
- سيدي ولد بمزود ..... سيدي لم يكن له عزا.... سيدي ابن نجار
- ابن فتاة فقيرة يتيمة ... لكن يعلن ان الغني الحقيقي هو داخل النفس في الاعماق و ليس في مظهرا أو قنية او شكل ....
- شهوات الانسان و غروره و كبرياؤه .... دائما يجب هموه ...
- رأينا اولاد ملوك يخلعون تيجانهم ( داود و يوناثان )
- المال يوقع الانسان في عطب و هلاك ... يفسد يتبدد ... لا يدوم ... كل شيء لا يبقي
- ارسل غناك عنده
** التعلق بالابدية :
+ اهدنا يا رب الي ملكوتك .......... اطلبوا اولا ملكوت الله و بره و هذه كلها تزاد لكم
+ الميراث الابدي هو المشتهي .... اهم شيء الغني الابدي
+ صار العالم بالنسبة لهم رحلة و المهم فيها الوصول الي نهايته الي الابدية ... كلما ارتفعت النفس علي تعلقها بالارض
+ النظر الي النهاية ... النظر الي الاكليل ... المكافأة هي ملكوت الله داخلكم .... نسعي للملكوت ... كل ملك الدنيا يهون في سبيل حب يسوع كل تعلق بالارض يلغي التعلق بالابدية .... و يزيد الهم و الحزن
+ زمان غربة ونطلب من الله ان يحفظنا فيه و يكمله بخوفه لنرضي الله و نربح الملكوت
- يكون غاية و هدف في حياتنا أرضى بحياتك ظروفك زوجتك أولادك قد يكونوا هم وسيله خلاصك وأنت لا تدرى البابا كيرلس كان يقول لا يوجد شىء يقدر أن يكدرنى لأنى حائز على ينبوع من النعم والتعزيات قول رائع( أعطنى يارب أن أغير الأمور التى أستطيع أن أغيرها وأن أقبل الأمور التى لا أستطيع أن اغيرها وهبنى الحكمه أن أميز بينهما)