المقالات

19 أبريل 2024

رحمة للتائبين

استكمالاً ﻟﺘأملاتنا ﻓﻲ سلسلة الصلوات القصيرة من القداس الغريغورى نصل إﻟﻰ عبارة "رﺣﻤة للتائبين وما أجمل قطاع التائبین في كنیستنا فالكنیسة لیس لھا عمل سوى الاھتمام بتوبة كل إنسان ھذا ھو عملھا الرئیسي كل الأنشطة والصلوات والمناسبات والنھضات والقداسات العشیات إلخ ھي من أجل أن تتوب النفوس، لأن التوبة أحیانًا تكون بعیدة عن الإنسان. مثل الفریسي والعشار (لو ۱۸: 9-14) طائفة الفریسیین كانت من الطوائف الیھودیة والفریسي ھو الشخص الناموسي الحرفي الذي یظن أن عنده كل المعرفة أما العشار فھو جابي الضرائب، وھي فئة لم تكن محبوبة في المجتمع الیھودي، لأنه كان یجمع الضرائب لیسلمھا للسلطة الرومانیة التي كانت تحكم البلاد ھذا المثل قاله السید المسیح كنموذج، فكل منا إما في جانب الفریسي أو العشار سل نفسك وأحكم ھل أنا في جانب الفریسي أم العشار؟ وقد قال المسیح ھذا المثل لأنه یوجد "قَوْم وَاثِقِینَ بِأَنْفُسِھِمْ أَنَّھُمْ أَبْرَارٌ، وَیَحْتَقِرُونَ لآخَرِینَ" (لو ۱۸:۹)، إحساسھم الداخلي أنھم أبرار، وھذه لیست الحقیقة، ومن لا یكتشف مرضھ یضیِّع على نفسه فرصة الشفاء. والأخطر ھو أن یحتقر الآخرین صعد الفریسي والعشار إلى الھیكل لیصلیا.فتقدَّم الفریسي الصفوف ووقف رافعًا یدیه وعینیه،كنوع من لفت النظر، وھو یقول: "اَللّھُم أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِینَ الظَّالِمِینَ الزُّنَاةِ" (لو ۱۸: 11) یفتتح صلاته ﻟﻠﮫ بأنه أفضل من كل الناس، ویشكر الله على ذلك وفي نظره الناس ثلاثة أنواع: خَاطِفِینَ ظَّالِمِینَ زُّنَاةِ لا یرى أحدًا صالحًا إلا نفسه. ثم نظر للخلف حیث العشار وحدد "وَلاَ مِثْلَ ھذَا الْعَشَّارِ"، وأضاف "أَصُوم مَرَّتَیْنِ فِي الأُسْبُوعِ، وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِیه" (لو18: 12) كأنه یقول ﻟﻠﮫ لن تجد مثلي. إیاك أن تكون مثل الفریسي الذي مدح نفسه واحتقر غیره فكانت النتیجة أن "ھذَا (العشار) نَزَلَ إِلَى بَیْتِه مُبَرَّرًا (أخذ حكم براءة) دُونَ ذَاكَ (الفریسي)" (یو ۱۸: 14) رﺣﻤة للتائبين ربنا یسوع المسیح بدأ خدمته بقوله "قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ للهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِیلِ" (مر ۱: ۱٥ )، "تُوبُوا، لأَنَّه قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ" (مت ۳ :2) )، "لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ" (لو ٥: 32) فھو قد جاء لكي تتوب كل نفس وتتغیر وتستیقظ ویقول معلمنا بولس الرسول "صَادِقَة ھِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُول أَنَّ الْمَسِیحَ یَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِیُخَلِّصَ الْخُطَاةَ الَّذِینَ أَوَّلُھُمْ أَنَا" ( ۱تي1: 15) وھو ھنا لا یقول إنه خاطئ بل إنه أول الخطاة الذین تجسد المسیح لیخلصھم من الخطیة. حوار الرﺣﻤة أرید أن أكلمكم عن حوار الرحمة (حدیث بین اثنین) في أربع خطوات: ۱- نداء من الله: تبدأ التوبة بنداء یتردد ویتكررموجه للجمیع من الله "تُوبُوا" حینما أخطأ داود الملك والنبي العظیم ولم ینتبه لخطیته، جاءه ناثان وقال له "لِمَاذَا احْتَقَرْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ لِتَعْمَلَ الشَّرَّ فِي عَیْنَیْه؟ قَدْ قَتَلْتَ أُورِیَّا الْحِثِّيَّ بِالسَّیْفِ، وَأَخَذْتَ امْرَأَتَه لَكَ امْرَأَةً، وَإِیَّاهُ قَتَلْتَ بِسَیْفِ بَنِي عَمُّونَ"( ۲صم ۱۲: 7-9) فبدأ داود یسكب الدموع وقال مزمور التوبة ببكاء وندم وحسرة مقدمًا لنا قطعة من أروع قطع الصلاة الفردیة: "اِرْحَمْنِي یَا لَلهُ كَعَظِیم رَحْمَتِكَ" (مز ٥۱: 1) "إِلَیْك وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ، وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَیْنَیْكَ صَنَعْتُ" (مز٥۱: 4) مثال آخر، ھو بطرس الرسول الذي كان أحد تلامیذ السید المسیح المتقدمین، لكنه أنكر المسیح أمام جاریة، ثم ظن أن لیس له رجاء فعاد إلى صید السمك، فأتاه المسیح وھو یصطاد وناداه ثلاث مرات: "یَا سِمْعَان بْنَ یُونَا، أَتُحِبُّنِي.. ارْع خِرَافِي"(یو ۲۱: 15) فعاد إلى مكانته ورسولیته وإلى الكرازة والخدمة حتى صلب منكس الرأس إن الإنجیل ھو نداء المسیح، وكل مرة تقرأ الإنجیل أنت تستمع إلى نداء التوبة والمسیح صباحًا ومساءً ینادي ویقول"تُوبُوا" بصیغة الجماعة (أنا أتوب وأساعد الآخرین على التوبة). ۲- استجابة من الإنسان: إن سمعت نداء المسیح "تُوبُوا"، علیك أن تستجیب، والاستجابة یجب أن تكون یومیة، لأن لنا خطایا وضعفات یومیة ذھب النبي یونان لأھل نینوى وقال "بَعْد أَرْبَعِینَ یَوْمًا تَنْقَلِبُ نِینَوَى" (یون ۳: 4) فاستجابت المدینة وتاب أھلھا كلھم من الملك مثال آخر قال بولس لسجان فیلیبي "آمِن بِالرَّبِّ یَسُوعَ الْمَسِیحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَھْلُ بَیْتِكَ" (أع ۱٦: 31 ) فاستجاب وآمن أما الابن الضال فاستجاب للنداء الداخلي فقط وقال "أَقُومُ وَأَذْھَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَه یَا أَبِي، أَخْطَأْتُ" (لو ۱٥: 17-18)ونسمع عن زكا العشار إنه صعد على الشجرة لیرى المسیح فقال له المسیح: "یا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّه یَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْیَوْمَ فِي بیْتِكَ" (لو19 : 5) فتغیرت حیاتھ تمامًا وصار قدیسًا. وفي المقابل ھناك أناس لا یستجیبون، مثال: یھوذا الإسخریوطي وعخان ابن كرمي وحنانیا وسفیرة. ۳- فتح الباب من لله: إذا استجبت لنداء لله یفتح أمامك باب الرجاء، لأن التوبة تحمي الإنسان من الیأس والقلق والمتاعب النفسیة، ویقول الكتاب "ھكذاَ یَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاء بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ یَتُوبُ أكَثَرَ مِنْ تسِعَة وَتسِعِینَ بَارًّا لا یَحْتَاجُونَ إلِىَ تَوْبَة"ٍ (لو۱٥: 7) أتوا بالمرأة التي أمسكت في ذات الفعل لیرجموھا لكن السید المسیح تعامل مع الموقف بطریقة كلھا حكمة ورحمة، وفتح لھا باب الرجاء قائلاً: "أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟... وَلاَ أَنَا أَدِینُكِ اذْھَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَیْضًا" (یو ۸ : ۱۱-۱۰) والابن الضال أثناء عودته كان یفكر أفكارًا كثیرة لكنه فوجئ أن الأب "تَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِه وَقَبَّلَه" (لو ۱٥: ۲۰ ) وأعطاه الحُلة الأولى والخاتم والحذاء وذبح العجل المسمن إنه الرجاء. ٤- نوال الجائزة: الجائزة ھي كمال الرحمة أوحالة الفرح التي یصل إلیھا الإنسان التائب، لأن الخطیة ثقل، لذلك قال السید المسیح "تَعَالَوْا إِلَيَّ یَا جَمِیعَ الْمُتْعَبِینَ وَالثَّقِیلِي الأَحْمَالِ،وَأَنَا أُرِیحُكُمْ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ" (مت ۱۱: ۲۸، ۲۹) ،تجدوا راحة البال وراحة القلب والسعادة والعجیب إن أكثر كلمة تكررت في مثل الدرھم المفقود، والخروف الضال، والابن الضال (لو15 ) التي تتكلم عن التوبة ھي كلمة فرح (وردت 10-11 مرة) بینما لا نجد كلمة توبة ولا مرة(انظر لو ۱٥: 5, 6, 9, 23, 24, 32). اﻟﺨلاصة حینما نقول "رحمة للتائبین" كأننا نقول أرجع لھم الفرح. في كل مرة یقدِّم الإنسان توبة یحصل على كنز ھو الفرح وھذا الكنز یدوم ویبقى. إن أردت أن تشعر بالفرح وراحة البال والسلام في وسط العالم المتوتر والھائج بأزماته وضعفاته وأخباره فكن من التائبین في الكنائس قدیمًا كان یوجد خورس للباكین أو التائبین، وما أشھى أن یقف الإنسان في مخدعه ویقدم دموعه التي تغسل خطایاه إذا حدث أن قابلت المسیح ماذا ستطلب منه سوى الرحمة ارحمني كعظیم رحمتك ليعطينا اﻟﻤسيح أن تكون حياتنا تائبة،ونشتهى الرحمة التى يسكبها الله علينا ﺟﻤيعًا،ونسمع نداءه " توبوا ، لأنه قد أقترب ملكوت السماوات" ( مت 3: 2). قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
18 أبريل 2024

مع الفادى الحبيب (۳) مَا هوَ الحل ؟

سقط آدم تحت حكم الموت ، وفسدت طبيعته بالخطيئة ، فلم تعد تثمر سوى الخطيئة ،كامنة في أعماق أولاده، وواضحة في سلوكهم اليومي ولاشك أن إلهنا العظيم لم يتوقف لحظة ليفكر فيما يفعله لحل هذه المشكلة .. كما أنه تكن لديه حوارات واختيارات مطروحة ليرى أيهما أفضل هذه كلها مجرد تعبيرات بشرية عن الفداء تحاول أن تقترب بنا إلى جوهر الأمر، كما هو فى ذهن الله منذ الأزل ، وقبل أن يخلق آدم وحواء وهو إلهنا العظيم ، عالم بكل شيء ، وقادر على كل شيء ، ولا يستحيل عليه شيء ، أو يخفى عليه شيء الأزلية مكشوفة أمامه ، وكذلك الأبدية الكمالات في جوهره تتكامل ولا تناقض هو المحبة العدل أو قل هو العدل المحب والمحبة العادلة أو قل هو فوق هذا كله !! فإلهنا ليس في متناول إدراكنا البشرى القاصر العاجز المحدود إن هي إلا اشراقات أساسها الوحى المقدس، والروح القدس اشراقات تحاول أن ترفع الذهن البشرى، ليدرك بعض أسرار التدبير الإلهى ، في خلاص الإنسان . بدائل ممكنة : ۱ - الغفران : هل كان ممكناً أن يسامح الله آدم وحواء ؟ ما هي المشكلة هنا ؟ إن إلهنا محبة، وكله محبة ، فلماذا لا يسامح آدم وحواء. وينتهى الأمر تماماً ؟! أليس هو القائل « من يقبل إلى لا أخرجه خارجاً» (يو٦ : ٣٧) . وحتى في العهد القديم يقول « أنا أنا هو الماحى ذنوبك لأجل نفسي، وخطاياك لا أذكرها »( اش ٤٣ : ٢٥ ) ولكن إذا سامح الله آدم بسبب محبته اللانهائية فأين عدله اللانهائي الذي حكم بالموت . ولابد من تنفيذ هذا الحكم العادل كذلك إذا سامح الله آدم فلن ينته الأمر عند هذا الحد! فالغفران شيء، وتطهير وتقديس الطبيعة التي فسدت شيء آخر أهم . ومن السهل أن تدفع عن السارق المبلغ الذي سرقه ، ولكن الأهم أن تتغير طبيعته فلا يعود إلى السرقة !! ولهذا كان التجسد، والفداء، تقدياً للكيان الإنساني والطبيعة البشرية : "دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية " ( ابوا : ٧) "يسوع لكي يقدس الشعب بدم نفسه ، تألم خارج الباب " ( عب ۱۳ : ۱۲ ) . ٢ - الإفناء : وهذا حل آخر ممكن، أن يفنى الرب آدم وحواء ، ويخلق آدم جديد وحواء جديدة! ما المشكلة هنا ؟ المشكلة أن هذا اعتراف - وحاشا لله بالعجز، فها قد خلق الله الإنسان، واستطاع الشيطان أن يفسد خليقة الله ويضطر الله أن يفنيها . إنها تصرة شيطانية، لا تليق بقدرة الله غير المحدودة ، وكرامته ومجده كخالق !! كذلك ففرصة سقوط آدم الجديد وحواء الجديدة ممكنة وقائمة ومستمرة، فالله هو الله ، والإنسان هو الإنسان، والشيطان هو الشيطان ومادام الله سيخلق الإنسان حراً فيسقط ويتكرر الأمر هل الحل أن يخلق الله آدم مقيداً ، وبلا حرية ؟ هذا مستحيل لأن الله من الأساس أراد أن يخلق الإنسان حراً، وقادراً على الاختيار، لكي يأتي إليه بكامل حريته و بعد أن يتذوق طرقاً أخرى . وبالطبع فخلقة آدم مقيد بدل آدم الهالك، لن تلغى أن آدم الأول هلك ، وأن الشيطان انتصر، لهذا اضطر الله أن يخلق دمية جديدة أو قطعة شطرنج لن تفترق شيئاً عن الأشجار أو الحيوانات !! إذن ، فلابد من حل آخر إنه الفداء . (يتبع) نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب عن مجلة الكرازة العدد العشرون عام ١٩٨٩
المزيد
17 أبريل 2024

متاعب الذكاء

للذكاء فوائد كثيرة في حياة الإنسان وحياة غيره ولكن الذكاء يسبب أيضًا بعض المتاعب، فكيف يحدث ذلك؟ إذا طالب الشخص الذكي والذكي جدًا أن يتعامل معه الناس بنفس مستوى الذكاء، وقد يكونون دون ذلك، حينئذ سيصطدم بهم، يتعبهم ويتعبونه لأنه سيطالبهم حينئذ بأكثر مما يستطيعون سيحزن في قلبه لأنهم تصرفوا بهذا الأسلوب وهذا أول عيب، هو تضايق الذكي من تصرف الناس كيف أنهم لم يفهموا! وكيف تصرفوا هكذا؟! "مع أن الأمر واضح"! (طبعًا له وليس لهم)! وقد يتحول من الحزن والضيق إلى النرفزة والغضب! وربما تسوء المعاملة، وكثرة التوبيخ والانتهار ولذلك قد يتعب كثيرًا من يشتغلون تحت إمرة شخص ذكي! فمع إعجابهم بفهمه وبكثير من أعماله، يجدونه أحيانًا ضيق الخلق، كثير الأوامر، وقد يطلب منهم فوق ما يطيقون! وقد يتضايق بلا سبب (في نظرهم طبعا). الذكي -أكثر من غيره- يقع في إدانة الآخرين وربما دون أن يقصد إن عقله يفكر بسرعة ويكتشف الأخطاء بسرعة وربما تلقائيا وقد يشعر الذكي بالوِحدة ويميل إليها لأنه ربما لا يستفيد كثيرًا من الناس ولأنه لا تعجبه تصرفاتهم ولا يجد من توافقه صداقته! ومثل الفيلسوف ديوجينيس Diogenes of Sinope واضح الذي رأوه يحمل مصباحا في النهار فسألوه، فقال"إنني ابحث عن إنسان"! وهكذا قد يقع الذكي في الكبرياء أيضًا إما بدوام تفوقه، وبحديث الناس عن أعماله البارعة، وبمقارنته بغيره، وشعوره هو بالأفضلية، وتحدث الناس عنها وعمومًا فإن فضيلة التواضع -بالنسبة إلى الأذكياء- قد تحتاج إلى مجهود أكبر وهنا قد يسأل البعض سؤالًا ذكيًا وهو لماذا لا يكتشف الذكي بذكائه هذه الأخطاء ويتجنبها؟ والإجابة أنه قد يكتشف أخطاءه. أما عن تجنبها، فهنا الفارق بين العقلية والنفسية، وبين العقل والروح. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
16 أبريل 2024

مع الفادى الحبيب (۲) تجديد الطبيعة البشرية

كان السبب الأول للتجسد والفداء، هو حكم الموت عن البشرية بموت المسيح نيابة على عود الصليب لكن المشكلة لم تكن مشكلة قانونية ، بمعنى مشكلة دينونة حكم موت مسلط على رقاب البشر، فهناك شكلة أخطر هي مشكلة «فساد الطبيعة البشرية » إن خطية آدم أفسدت طبيعة الإنسان، هذا هو السبب الأساسي لطرد آدم من الفردوس ، لا كقسوة من الله ، ولكن محبة منه الثلا يأكل من شجرة الحياة - بعد أن أصابه الفساد فيحيا إلى الأبد في هذا الفساد. لذلك خرج آدم من الفردوس، ومعه وعد بالفداء وبأن يسحق نسل المرأة الحية (ابليس ) بمعنى أن تتجدد الطبيعة الإنسانية بالروح القدس، وباستحقاق دم المسيح ، فيصير الإنسان إنساناً جديداً « مخلوقاً بحسب الله ، في البر وقداسة الحق » (أف ٤:٢٤) الأمر إذن يحتاج إلى « إعادة خلق » وهذا يستلزم وجود الخالق وفعله إن الطوفان الذي أتى به الله على الأرض ومن فيها لم يجدد طبيعة الإنسان من الداخل بالروح القدس ، وكان هدفه مجرد رد الإنذار والتوجيه ، ليجاهد الإنسان في طاعة الله وتنفيذ وصاياه الأمر المستحيل دون معونة وتجديد من الله . كان الهدف إذن، أن يقتنع الإنسان بحاجته إلى المخلص كان الناموس مؤد بنا إلى المسيح » وكانت غاية الناموس هي أن أرى نفسى فاسداً وضعيفاً فأشعر بحاجتي إلى المخلص ، الذي « افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا » ( غل ٣: ١٣ ) المشكلة إذن ليست أن يسامح الرب آدم ، فما أسهل ذلك، ولكن كيف يجدد الرب طبيعة آدم ، و يقدسها بالروح القدس ، و يعيد إليها الصورة الإلهية التي خلقت عليها ؟ ومن هنا كان التجسد، ليأخذ الله طبيعتنا البشرية ويعطينا «شركة الطبيعة الإلهية » ( ٢بط ١ : ٤ ) كذلك فالمشكلة ليست أن يموت المسيح عنا ، فيرفع عنا حكم الموت ، لكن الأهم أن يجدد طبيعتنا من الفساد ، ويجعلها قابلة للحياة المقدسة هنا ، والحياة الأبدية هناك. + فكر القديس أثناسيوس : وهنا ، لابد لنا من الرجوع إلى فكر النوراني العظيم ، القديس أثناسيوس ، لتفهم منه حاجتنا إلى تجديد الطبيعة . هذه بعض أقواله من كتاب «تجسد الكلمة » . «كان أمام كلمة الله مرة أخرى أن يأتي بالفاسد إلى عدم الفساد، وفى نفس الوقت أن يوفى مطلب الآب العادل المطالب به الجميع » ( فصل ٤ فقرة ٥ ) . « وهكذا إذ أخذ من أجسادنا جسداً مماثلاً لطبيعتها، وإذ كان تحت الجميع قصاص فساد الموت ، فقد بذل جسده للموت عوضاً عن الجميع، وقدمه للآب . كل هذا فعله شفقة منه علينا وذلك : أولاً : لكي يبطل الناموس الذي كان يقضى بهلاك البشر. ثانياً : لكي يعيد البشر إلى عدم الفساد » . ( فصل ۸ فقرة ٤ ) . « إذ اتحد ابن الله عديم الفساد بالجميع بطبيعة مماثلة ، فقد ألبس الجميع عدم الفساد ... بوعد القيامة من الأموات » (فصل ۹ فقرة ٢) + « إن تلطخت تلك الصورة المرسومة على الخشب بالأدران من الخارج أو أزيلت ، فلابد من حضور صاحب الصورة نفسه ثانية، لكى يساعد الرسام على تجديد الصورة على نفس اللوحة الخشبية لأنه إكراماً لصورته يعز عليه أن يلقى بتلك اللوحة ( الإنسان الساقط ) وهى مجرد قطعة خشبية ، بل يجدد عليها الرسم »( فصل ١٤ فقرة ١ ) . إذن، فلابد من الفادى ! فما هي المواصفات المطلوبة في ذلك الفادى ؟؟؟ نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب عن مجلة الكرازة العدد التاسع عشر عام ١٩٨٩
المزيد
15 أبريل 2024

يوم الاثنين من الأسبوع السادس (لو ١٣: ١ - ٥)

[وَكَانَ حَاضِراً فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَوْمٌ يُخْبِرُونَهُ عَنِ الْجَلِيلِيِّينَ الَّذِينَ خَلَطَ بِلَاطُسُ دَمَهُمْ بِذَبَائِحِهِمْ، فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: أَتَظُنُّونَ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْجَلِيلِيِّينَ كَانُوا خُطَاةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ الْجَلِيلِيِّينَ، لأَنَّهُمْ كَابَدُوا مِثْلَ هَذَا؟ كَلَّا أَقُولُ لَكُمْ. بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ. أَوْ أُولئِكَ الثَّمَانِيَةَ عَشَرَ الَّذِينَ سَقَطَ عَلَيْهِمُ الْبُرْجُ فِي سِلْوَامَ وَقَتَلَهُمْ، أَتَظُنُّونَ أَنَّ هَؤُلَاءِ كَانُوا مُذْنِبِينَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ السَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ؟ كَلَّا أَقُولُ لَكُمْ ۚ بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ]. إن لم تتوبوا الرب في هذا الإنجيل أعطى مثلين لنوعين من الكوارث التي يُفاجأ بها الناس: أولاً : الكوارث الاجتماعية: وفيه يتحدث هذا الإنجيل عن الصدام الدموي الذي حدث بين الجليليين وبين الجنود الرومان داخل الهيكل. كانوا يظنون أن الهيكل سيدافع عنهم، ومن أمثلة هذا النوع الكوارث التي يتسبب فيها الإنسان كالحروب والاضطهادات العنصرية والصراعات المسلحة. ثانياً : الكوارث الطبيعية، والمثال الذي يقدمه الإنجيل هو سقوط برج على الناس مما أدى إلى موتهم. ويندرج تحتها كل ما ينشأ من الطبيعة وليس للإنسان يد فيها، مثل الزلازل والأعاصير والأمراض والحرائق.ولكن ما هي وجهة نظر المسيح في هذين النوعين من الكوارث؟ المسيح يرتفع بهذه الحوادث كلها ولا ينسب سببها إلى خطية محددة، فهو ينفي عن أولئك الذين قتلهم بيلاطس أنهم كانوا أكثر خطية من غيرهم، وهو أيضاً لا ينعت الجماعة التي قتلهم البرج في سقوطه بأنهم أكثر شراً من الآخرين. ولكنه يستطرد ويقول: إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. وهنا يجب أن نلاحظ بعض الأمور: ١- أن الكارثة سواء كانت طبيعية أو اجتماعية هي عظة تنبيهية، هي إنذار، سواء لك أو لمن معك، أو للجماعة، أو للمدينة أو للشعب، إذن فعليك إذا تواجهت مع كارثة، فلا تبحث عن سببها، بل عليك بالتوبة. ٢- إن أي كارثة سببها خطية، ولكن ليس خطية الذين ماتوا فقط؛ ولكن خطية الكل. إنها خطية الذين ماتوا وخطية الذين نجوا، وهذا ما يوضحه المسيح عندما قال: أتظنون أن هؤلاء أكثر خطية من الآخرين، بمعنى إنهم كانوا خطاة مثلهم تماماً، وهو يجيب بالنفي التام. ٣- إن كل كارثة نسمع بها أو نراها أو ندخل فيها هي إنذار لكارثة أعم أكبر قادمة، ما لم يتبعها توبة. ٤ - التوبة قادرة أن توقف أي كارثة في الحال. والذي يسترعي انتباهنا في قول المسيح: جميعكم تهلكون»، إن "جميعكم" معناها أن الخطر القادم سيكون أشد ضراوة وسيشمل ويعم الجميع؛ فإذا كان البرج قد قتل فقط ثمانية عشر؛ فتعالوا انظروا ماذا فعل تيطس بمدينتهم أورشليم، حيث ارتكبت فظائع يندى لها الجبين. كان المسيح يرى الحاضر ويرى القادم ويرى وسيلة الخلاص من القضاء المحتم وقوعه. وهنا تظهر التوبة أمامنا بجلاء كقوة عظمى قادرة أن تُغيّر قضاء الله وتغير القانون المحتوم. الله ليس عنده قوانين محتمة القوانين مُحتمة علينا نحن فقط. الله حر في جميع قوانينه. والعجيب المذهل هو أن الله، وهو صاحب القضاء وصاحب القانون ألزم نفسه إن جاز التعبير، وهو جائز بأنه مستعد أن يُغيّر جميع أقضيته، وجميع حتمياته المقدر وقوعها إذا الإنسان تاب. هنا ترتفع التوبة في عيني أي إنسان لكي تبلغ إلى قامة الله في قدرته على تنفيذ الحكم، وفي نفس الوقت على رفع الحكم. الخطية تجعل الله ينفذ الحكم؛ والتوبة تجعله يلغيه.انظروا إلى أي مدى يعتمد الله علينا في قضائه وأحكامه.ولكن الشيء الأعجب من هذا كله هو أن الله لا يريد التوبة من الجميع، يكفيه عشرة فقط تائبين. واقرءوا المحادثة الرائعة التي دارت بين إبراهيم والله، وكيف تشفع فيهم إبراهيم حتى لا يحرق سدوم وعمورة معتمداً على وجود عشرة أشخاص فقط تائبين فيهما. المسيح يريد واحداً من كل بيت أو حتى من كل بيتين. مطلوب فدائيين للتوبة عن كل العالم مطلوب جماعات فدائية تتوب لأجل لمصر ولكل بلد، تكرّس حياتها الخاصة للصلاة والتقوى والتوبة عن نفسها والآخرين. لكي يرحم الله العالم ويرفع غضبه. أرجوكم انتبهوا،هذه هي مسئوليتكم! والآن ما هو موقفنا نحن يا مسيحيين، من إنجيل هذا اليوم؟ يجب أن نعلم أولاً أنه ليس هناك أفكار أو فتاو بشرية؛ ولكن المسيحية محكومة وقائمة على قدمين ١- إنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله. لذا فإن كل كارثة تحدث للشخص المسيحي هي أمر داخل في اعتبار الله واعتبار المنهج المسيحي للخلاص وتكميل الرسالة. لذلك يقول: «لا تستغربوا البلوى المحرقة التي بينكم حادثة»، بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل الملكوت»، في العالم سيكون لكم ضيق»، «سيأتي وقت يظن فيه كل من يقتلكم أنه يؤدي خدمة الله». إذا ليس في الأمر جديداً، ونحن لهذا نحيا، ولهذا ولدنا،وإن متنا بها؛ يا مرحبا. ٢- علينا أن نرى مسيحنا ونتعلم منه ففي أوج محنة آلامه وصلبه طلب من الآب أن يغفر خطايا أعدائه، وكأنه يقول: لا تجعل صليبي وموتي سبباً لدينونتهم، اغفر لهم، أنا مصلوب من أجلهم. لذلك لابد من حتمية الصفح والغفران للمسيئين.ما أعظم الصليب ! إذ ليس في كل ما يُعرض على الإنسان من كرامة ومجد يساوي حمل الصليب هذا هو منهجنا. المتنيح القمص متى المسكين
المزيد
14 أبريل 2024

الصوم والشفاء من الخطايا

اليَوْم هُوَ الأحَد السَّادِس مِنْ الصُوْم المُقَدَّس وَالكِنِيسَة تُسَمِيه أحَدٌ المِخَلَّع لِذلِك نُحِب أنْ نَأخُذ فِكْرَة سَرِيعَة عَنْ آحَاد الصُوْم وَارْتِبَاطْهَا بِبَعْضَهَا البَعْض هُمْ مِنْ البِدَايَة إِلَى النِهَايَة تِسْعَة آحَاد وَيُمْكِنْ تَقْسِيمَهُمْ إِلَى ثَلاَث مَجْمُوعَات كُلَّ مَجْمُوعَة تَضُمْ ثَلاَث آحَاد :- الثَّلاَثَة الأُولَى أُسْبُوع الإِسْتِعْدَاد ( الوَصِيَّة ) أُسْبُوع الكُنُوز أُسْبُوع التَجْرُبَة. الثَّلاَثَة الثَّانِيَة أُسْبُوع الإِبْن الضَّال ( الشَّاطِر ) أُسْبُوع السَّامِرِيَّة أُسْبُوع المِخَلَّع. الثَّلاَثَة الثَّالِثَة أُسْبُوع المَوْلُود أعْمَى ( الإِسْتِنَارَة) أُسْبُوع الشَّعَانِين ( السَّعَفْ ) أُسْبُوع القِيَامَة. تَبْدَأ الرِّحْلَة بِهذَا التَّسَلْسُل فِي أُسْبُوع الإِسْتِعْدَاد الكِنِيسَة تَقُول لاَبُد وَأنْ يَكُون لَكَ أسْلِحَة تُحَارِب بِهَا وَتُظْهِر الكِنِيسَة هذِهِ الأسْلِحَة فِي الوَصِيَّة " الصَدَقَة الصُوْم الصَّلاَة " وَنَجِد أنَّ الصَدَقَة تَتَقَدَّم عَنْ الصُوْم وَالصَّلاَة وَهُمْ يُمَثِّلُوا مُثَلَّث أهَمْ ثَلاَث عِلاَقَات لَنَا مَعَ الله :- لأِنَّ الصَدَقَة هِيَ عِلاَقَتِي بِالآخَر وَأنَّ عِنْدِي حَنَان وَأشْعُر بِمَدَى إِحْتِيَاجَاتُه وَأنَّهَا جُزء مِنِّي . وَالصُوْم يُمَثِّل عِلاَقَتِي مَعَ الله . وَالصُوْم تُمَثِّل عِلاَقَتِي مَعَ نَفْسِي . هَؤُلاَء الثَّلاَثَة مُرْتَبِطِين فِي البُّنَاء الرُّوحِي لأِنَّهُ حِينَمَا تَنْمُو عِلاَقَتِي مَعَ الله يَزْدَاد قَبُولِي لِلآخَروَقَبُولِي لِنَفْسِي لِذلِك نَتَعَجَّب أنَّ الوَصِيَّة تَبْدَأ بِالصَدَقَة لأِنَّهَا نَتِيجَة لِلعِشْرَة مَعَ الله لأِنَّهَا كُلَّمَا زَادِت زَادَ حُنُوَك نَحْوَ الآخَرِين مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول يَقُول { لِكَيْ تَكُونَ فِي هذَا الْوَقْتِ فُضَالَتُكُمْ لإِعْوَازِهِمْ كَيْ تَصِيرَ فُضَالَتُهُمْ لإِعْوَازِكُمْ حَتَّى تَحْصُلَ الْمُسَاوَاةُ } ( 2كو 8 : 14) بِمَعْنَى أنْ تَتَسَاوَى الفَضَلاَت مَعَ الإِعْوَاز وَالصَّلاَة هِيَ عِشْرَة خَفِيَّة مَعَ الله دَاخِلِيَّة لِذلِك لاَبُد وَأنْ يَكُون لَكَ جِهَاد بِينَك وَبَيْنَ الله وَالصُوْم عِلاَقِة ضَبْط لِلنَّفْس أسْلُك بِالرُّوح وَلاَ أُكَمِّل شَهْوِة الجَسَد وَلاَ أكُون مُنْصَاع وَرَاء شَهَوَاتِي وَحِينَمَا تَصِل فِي هذَا الأُسْبُوع إِلَى هذِهِ المَرْحَلَة تَتَصَدَّق وَتَصُوم وَتُصَلِّي فَالكِنِيسَة هُنَا تُحَذِّرَك لأِنَّكَ بِهذَا تَضَعْ كِنْز فِي السَّمَاء لَك { اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرِّهِ وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ } ( مت 6 : 33 ) تَدَرَّب فِيك عُيُون مُشْتَاقَة لِلسَّمَائِيَات وَقُلُوب مَرْفُوعَة لله وَغِير نَاظِرِين لِلأرْضِيَات { وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأشْيَاءِ الَّتِي تُرَى بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى } ( 2كو 4 : 18) وَيَكُون قَلْبِي وَفِكْرِي فِي السَّمَاء . ثُمَّ يَأتِي الأحَد الثَّالِث وَطَالَمَا أصُوم وَأتَصَدَّق وَأُصَلِّي وَقَلْبِي مُكَرَّس وَمَشَاعِرِي مُكَرَّسَة أسْتَعِد لِلتَّجْرُبَة وَاحْذَر لأِنَّ العَدُو لَنْ يَتْرُكَك فَسَيُحَارِبَك بِالطَّعَام وَمَبَاهِج العَالَم وَحُرُوب تَشْكِيك لاَبُد أنْ تَعْرِف أنَّ رِحْلِة الصُوْم بِهَا تَسَلْسُل مُعَيَّن وَاعْلَم أنَّكَ بَدَأت مِنْ الدَّاخِل حِينَمَا يُحَارِبَك العَدُو وَحَتَّى إِنْ كَانَ جِهَادْنَا الدَّاخِلِي غِير مُنْضَبِط وَلكِنْ العَدُو يُحَارِبْنَا لأِنَّ الَّذِي يَعِيش مَعَ رَبِّنَا بِأمَانَة وَصِدْق وَيَسِير فِي الرِّحْلَة بِانْتِظَام يَهِيج عَلِيه العَدُو جِدّاً الصُوْم المُقَدَّس بِالذَّات مَا الَّذِي فِيهِ ؟لأِنَّكُمْ أُنَاس أوْلاَد الله أعْلَنْتُمْ حَرْب عَلَى رَئِيس هذَا العَالَم وَجَهِّزْتُمْ أسْلِحَة وَالعَدُو يِهِيج جِدّاً وَلكِنْ إِحْذَر مِنْ الغَلْبَة مِنْ الخَطَايَا الذَّاتِيَّة وَالَّتِي فِيهَا تَكُون مَغْلُوب مِنْ نَفْسَك وَاحِد مِنْ أوْلاَد القِدِيس مَقَارْيُوس الكِبِير جَاءَ لِيَشْكُو حَالُه لأَبُو مَقَّار وَالعَدُو يُقَاتِلُه بِاسْتِمْرَار فَصَلَّى أبُو مَقَّار لأِجْلُه كَثِيراً وَأخِيراً ظَهَرَ عَدُو الخِير لأَبُو مَقَّار وَقَالُّه إِنْ صَلاَتَك هذِهِ تِحْرَقْنِي وَلكِنْ لَسْتُ أنَا المُخْطِئ بَلْ هُوَ لأِنَّهُ يَنَام كَثِيراً وَيَأكُل كَثِيراً لِذلِك إِنْسَان قَلْبُه فِي السَّمَاء وَيُحَارِب مَعَ العَدُو وَغَلَب وَلكِنْ سَتَظَل الحُرُوب مَوْجُودَة أنْتَ مُعَرَّض لِحُرُوب شَرِسَة مُعَرَّض لِلتَعَبْ وَسَطْ الطَّرِيق فَهُنَا تَبْدَأ الكِنِيسَة تِسْنِدَك لأِنَّهُ فِي أحَدٌ الإِبْن الضَّال هُوَ يُمَثِّل مَدَى شَنَاعِة الخَطِيَّة وَتَأثِيرْهَا عَلَى الإِنْسَان وَالَّتِي تَجْعَلُه لاَ يَسْتَحْسِن البَقَاء فِي بَيْت الله لأِنَّكَ مُمْكِنْ تِكُون مَوْجُود مَعَ الله وَتَتْرُك البِيت وَتَنْسَى العَزِيمَة الأُولَى وَلكِنْ الإِبْن الشَّاطِر رِجِعْ بِسُرْعَة وَلكِنْ هُنَاك أُنَاس تُقَعْ ( تَسْقُط ) وَتَتَكَرَّر الخَطِيَّة وَهيَ الَّتِي تُمَثِّل السَّامِرِيَّة وَلكِنْ هُوَ يَقُول أنَا رَجَاءَك حَتَّى وَلَوْ تَرَكْت بِيت أبُوك وَصَارَ لِلخَطِيَّة سُلْطَان عَلِيك وَلكِنْ أنْتَ لَكَ رَجَاء ثُمَّ نُدْخُل عَلَى أحَدٌ المِخَلَّع وَهُوَ لَيْسَ مُجَرَّد تِكْرَار لِلخَطِيَّة بَلْ حَالَة مِنْ الإِسْتِسْلاَم الكَّامِل وَالشَلَل لِلأعْضَاء فِي الذِّهْن وَالجَسَد وَالنَّفْس وَعَدَم القُدْرَة عَلَى أخَذْ القَرَار وَعَدَم القُدْرَة عَلَى إِعْلاَن الرُجُوع إِلَى الله ثُمَّ نُدْخُل إِلَى الهَدَف مِنْ الصُوْم وَهُوَ " الإِسْتِنَارَة " وَنَوَال فَوَائِد المَسِيرَة الرُّوحِيَّة وَلكِنْ لاَ خَلاَص خَارِج بَيْت الآب المَمْلُوء بِالعِجْل المُسَّمَن وَالحُلَّة الأُولَى لأِنَّ أُسْبُوع السَّامِرِيَّة يُمَثِّل الإِرْتِوَاء مِنْ ثِمَار الرُّوح القُدُس وَأُسْبُوع المِخَلَّع لَيْسَ أنْ تَقُوم فَقَط بَلْ وَخَطَايَاك مَغْفُورَة وَتَحْمِل سَرِيرَك وَفِي الإِسْتِنَارَة تَقُول{ كُنْتُ أَعْمَى وَالآنَ أُبْصِرُ } ( يو 9 : 25 )هُنَاك أُمُور كُنْتُ أُقَيِّمْهَا بِشَكْل خَاطِئ وَلِي مُعَامَلاَت خَاطِئَة مَعَ مَنْ حَوْلِي فَأبْدَأ فِي تَغْيِير كُلَّ هذَا وَذلِك يَتِم بِالمَعْمُودِيَّة فِي أحَدٌ الإِسْتِنَارَة وَبِالسَعَفْ فِي دُخُول الْمَسِيح لأِورُشَلِيم لأِنَّ أُورْشَلِيم هِيَّ نَفْسَك وَقَلْبَك وَدُخُولُه فِيهَا هُوَ إِعْلاَن إِنْتِصَار عَمَل نِعْمِة الله رَغم كُلَّ مَكَائِد الأعْدَاء رَغم الحُرُوب لأِنَّ الله أحَبَّ أُورُشَلِيم { الرَّبُّ أَحَبَّ أَبْوَابَ صِهْيَوْنَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ مَسَاكِنِ يَعْقُوبَ } ( مز 87 : 2 ){ هَهُنَا أسْكُنُ لأِنِّي أرَدْتَهُ } ( مز 132 : 14 ) ثُمَّ نُكَلَّل بَعْد كُلُّ هذَا بِالقِيَامَة وَانْتِصَارْهَا وَاليُوْم نَتَكَلَّم عَنْ المِخَلَّع وَآخِر شِئ وَصَلِت إِلِيه الخَطِيَّة هُوَ إِنْسَان مَشْلُول جَالِس عِنْدَ بَيْت حَسْدَا وَهيَ تَعْنِي " بَيْت الرَّحْمَة " وَالَّذِي يَحْدُث هُنَاك أنَّ هذِهِ البِرْكَة يَأتِي إِليْهَا مَلاَك أحْيَاناً وَيُحَرِّك المَاء وَالَّذِي يَنْزِل أوَّلاً يُشْفَى وَلكِنْ كُلَّ وَاحِد مِنْ الَّذِينَ حَوْلَ البِرْكَة مَعَهُ مَجْمُوعَة مِنْ الأصْدِقَاء لِيُسَاعِدُوه حِينَمَا يَأتِي المَلاَك وَيُلْقُوه فِي البِرْكَة لِيُشْفَى وَلكِنْ حِينَمَا يَتْرُكَهُ الكُلَّ يَكْتَئِب لأِنَّهُ مُمْكِنْ لأِعْمَى وَلكِنْ يَسْتَطِيع الحَرَكَة فَحِينَمَا يَسْمَع أنَّ المَلاَك جَاءَ وَحَرَّك المَاء يُلْقِي بِنَفْسُه وَآخَر مَرِيض بَرَص وَأيْضاً يَسْتَطِيع أنْ يُلْقِي بِنَفْسُه وَلكِنْ لِهذَا المِخَلَّع يَا لَهَا مِنْ حَسْرَة لأِنَّهُ كَثِيراً مَا رَأى المَلاَك وَأُنَاس تُشْفَى وَهُوَ لَمْ يَنْزِل وَرَغم كُلَّ هذَا نَجِد فِي هذَا الرَّجُل مِيزَة عَظِيمَة جِدّاً وَهيَ أنَّهُ لَمْ يَخْرُج مِنْ البِرْكَة ظَلَّ بِجَانِبْهَا رَغم كُلَّ هذَا الزَّمَان وَلَمْ يَفْقِد رَجَاءُه وَلَمْ يَتْرُك مَكَانُه لأِنَّهُ قَالَ فِي نَفْسُه يُمْكِنْ أنْ يُشْفِق عَلَيَّ أحَدٌ حِينَمَا يُحَرِّك المَلاَك المَاء فَهُوَ بِذلِك يُعْطِينَا نَمُوذَج لِعَدَم فَقْد الرَّجَاء لأِنَّ عَدُو الخِير لاَ يُهِمُّه إِنْ كُنَّا نُخْطِئ كَثِيراً أوْ قَلِيلاً وَلكِنْ الَّذِي يَهِمُّه هُوَ أنْ نِبْعِد عَنْ الله وَأنْ يَقْطَع رَجَاءَنَا بِهِ وَيَكُون سُور بَيْنَك وَبَيْنَ الله لأِنَّ الإِنْسَان نَرَاه يِحْزَن عَلَى الخَطِيَّة وَلاَ يَحْزَن أنَّهُ بَعِيد عَنْ الله لأِنَّهُ كَيْفَ أخْطَأت ؟ لاَ يَهِمْ وَلكِنْ المُهِمْ أنَّكَ إِبْتَعَدْت عَنْ الله لأِنَّهُ مِنْ المَفْرُوض أنْ تَكُون نَتِيجِة الخَطِيَّة هُوَ أنْ تَقْتَرِب مِنْ الله وَلَيْسَ العَكْس كَلِمَة جَمِيلَة جِدّاً يَقُولَهَا أبُونَا فِي تَحْلِيل صَلاَة نِصْف الَّلِيل { لاَ تَقْطَع رَجَاءَنَا يَا سَيِّدِي مِنْ رَحْمِتَك } لِذلِك مَهْمَا الشَّيْطَان أصَابَنَا بِشَلَل فِي الفِكْر وَالجَسَد إِلاَّ أنَّهُ لَنَا رَجَاء فِي الْمَسِيح يَسُوع الجَمَال فِي عَمَل نِعْمِة رَبِّنَا أنَّهَا مُتَافَضِلَة أي أنَّهَا تَزِيد زِيَادَة غِير مُتَوَقِعَة لأِنَّ هذَا مِنْ طَبْع الله كَثِير التَّحَنُّن وَالإِحْسَان لِكَي أتَمَجَّد فِيهِ وَأعْطَى الإِنْسَان أنْ لاَ يَفْقِد رَجَاءُه أبَداً مَهْمَا مَضَى مِنْ الزَّمَان وَكُلَّمَا صَعَبِت حَالِة الإِنْسَان كُلَّمَا زَادَ عَمَل الله فِيهِ لَكَ رَجَاء فِي الْمَسِيح يَسُوع مَهْمَا كُنْت عَايِش فِي الخَطِيَّة وَلكِنْ اليُوْم أنْتَ لَسْتَ جَالِس عِنْدَ البِرْكَة الَّتِي كَانَ لَهَا خَمْسَة أرْوِقَة وَهيَ الَّتِي تُمَثِّل التَوْرَاة وَلَكَ أنْتَ أنْ تَعْرِف الفَرْق بَيْنَ الضَّأن وَهُوَ الَّذِي كَانَتْ تُقَدَّم عِنْدُه الذَّبَائِح قَدِيماً وَبَيْنَ مَسِيح العَهد الجَدِيد :- 1- فِي العَهد القَدِيم يَذْهَب الإِنْسَان وَيُقَدِّم ذَبِيحَة وفِي العَهد الجَدِيد يَسُوع آتِي إِلِيك { هذَا الَّذِي مِنْ أجْلِنَا نَحْنُ البَشَر وَمِنْ أجْل خَلاَصِنَا نَزَلَ مِنْ السَّمَاء وَتَجَسَّد مِنْ الرُّوح القُدُس وَمِنْ مَرْيَم العَذْرَاء تَأنَّس } ( قَانُون الإِيمَان ) . 2- فِي العَهد القَدِيم لاَبُد أنْ يَذْهَب المَرِيض عِنْدَ البِرْكَة أوْ خِيمِة الإِجْتِمَاع وَيُقَدِّم ذَبِيحَة وفِي العَهد الجَدِيد لكِنْ مِنْ حَنَان رَبِّنَا وَنِعْمِتُه وَمَحَبِّتُه هُوَ يَقْرَع عِنْدَ البَاب وَيَأخُذ المُبَادَرَة وَيَطْلُب الضَّال وَيَسْتَرِد المَطْرُود وَيَعْصِب الجَرِيح( حز 34 : 16) . 3- فِي العَهد القَدِيم المَلاَك هُوَ الَّذِي يَأتِي إِلَى البِرْكَة وفِي العَهد الجَدِيد لكِنْ يَقُول { لاَ مَلاَك وَلاَ رَئِيسُ مَلاَئِكَةٍ وَلاَ رَئِيسُ آبَاءٍ وَلاَ نَبِيّاً إِئتَمَنْتَهُ عَلَى خَلاَصِنَا }( مَا يُقَال فِي صَلاَة صُلْح " أيُّهَا الكَائِن الَّذِي كَانَ " ) بَلْ بِإِبْن الله وَنِعْمَتِهِ وَعَطَايَاه المُقْتَدِرَة لأِنَّهُ إِله . 4- فِي العَهد القَدِيم المَلاَك كَانَ يُحَرِّك المَاء أحْيَاناً وَالكُلَّ مُنْتَظِر وَمُتَوَقِع الشِفَاء وفِي العَهد الجَدِيد اليُوْم لاَ تُوجَدٌ " أحْيَاناً " { هَا أنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ }( مت 28 : 20 ) { عَمَانُوئِيلَ الَّذِي تَفْسِيرُهُ اللهُ مَعَنَا } ( مت 1 : 23 ) لاَ نُرِيد التَوَقُع فَهُوَ يَأتِي لاَ بَلْ هُوَ مَوْجُود بِدَاخِلْنَا فِي كُلَّ وَقْت مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول يَقُول { النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ } ( رو 5 : 2 ) هُوَ مَوْجُود يَعْمَل فِينَا وَيَتَمَجَّد بِاسْتِمْرَار . 5- فِي العَهد القَدِيم عِنْدَ البِرْكَة كَانَ المَلاَك يَحْضَر أحْيَاناً وَوَاحِد فَقَطْ هُوَ الَّذِي يَنَال الشِفَاء وَلاَبُد أنْ يَكُون لَهُ أصْدِقَاء لِيَحْمِلُوه وَنَتَوَقَّع عِنْدَ مَجِئ المَلاَك يَحْدُث صِرَاع شِدِيد وفِي العَهد الجَدِيد وَلكِنْ اليُوْم الشِفَاء لِلجَمِيع { يُعْطَى عَنَّا خَلاَصاً وَغُفْرَاناً لِلخَطَايَا وَحَيَاة أبَدِيَّة لِكُلَّ مَنْ يَتَنَاوَل مِنْهُ } ( مَا يَقُولُه الكَاهِنْ فِي الإِعْتِرَاف الأخِير ) الكِنِيسَة كُلَّهَا نَالِت الشِفَاء وَالَّذِي لاَ يَتَمَتَّع يَكُون ذلِك لِسَبَبْ وَاحِد مُرْتَبِط بِهِ هُوَ أنَّهُ لاَ يُرِيد أنْ يَبْرَأ وَلكِنْ إِنْ أرَادَ يَخْرُج مُبَرَّراً . يَا لِعِظَم مَجْدَك يَارَبَّ الَّذِي وَضَعْتَهُ فِي كِنِيسْتَك اليُوْم كُلَّ وَاحِد مِنَّا عَنْدُه ضَعْف " مَرَض " لِذلِك لاَ تَدِين الآخَر لأِنَّكَ أعْرَج وَآخَر أعْمَى وَيُوجَدٌ مَنْ هُوَ أبْرَص لِكُلَّ وَاحِد مِنَّا الدَاء الَّذِي لَهُ يُوجَدٌ مَنْ هُوَ شَهْوَانِي مُحِب المَال مُحِب السُّلْطَة أنَانِي كُلَّ وَاحِد مِنَّا لَهُ مَرَضُه العَايِش بِهِ وَكُلِّنَا جَالْسِين عِنْدَ البِرْكَة لِلشِفَاء وَالبِرْكَة هَيَّ المَذْبَح وَالمَذْبَح الَّذِي سَيُعْطِينَا الشِفَاء وَنَحْنُ مُنْتَظِرِين رُوح الله لَيْسَ لِكَي يُحَرِّك المَاء وَلكِنْ لِيُحَرِّك عَصِير الكَرْمَة وَالخُبْز وَيُحَوِّلْهُمَا إِلَى جَسَد وَدَم رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح إِبْن إِلهْنَا وَيَصِير هُوَ الحَمَل الَّذِي بِلاَ عِيب وَبِالتَأكِيد هذَا سَيَحْدُث وَلَيْسَ كَمَا كَانَ قَدِيماً " أحْيَاناً " وَلكِنْ كُلِّنَا سَنَخْرُج مُبَرَّرِين لِذلِك سَألَهُ يَسُوع سُؤال لَمْ يَكُنْ مُتَوَقَّع { أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ }( يو 5 : 6 ) إِنْسَان لَهُ 38 سَنَة جَالِس عِنْدَ البِرْكَة مَاذَا يَنْتَظِر ؟ يَرُد يَسُوع أخْشَى أنْ تَكُون تَصَالَحْت مَعَ الخَطِيَّة وَمَعَ المَرَض وَصَارَ جُزء مِنْكَ لاَ تَرْفُضه أُرْفُضه وَارْفُض المَرَض الَّذِي بِدَاخِلَك وَاجْعَل الخَطِيَّة شِئ عَارِض إِجْعَلْهَا مَوْضِع طِلْبَه وَتَنَهُّد أمَام الله لِكَي نَخْرُج اليُوْم وَنَكْرِز بِعَمَل الله لاَ نَخْرُج فَقَطْ مَغْفُورِي الخَطَايَا بَلْ وَحَامِلِين الأسِرَّة وَهذَا يُعْلِنْ أنَّهُ قَدْ صَارَ لَنَا سُلْطَان عَلَى الخَطِيَّة الَّتِي حَمَلِتْنَا اليُوْم حَمَلْنَاهُ نَحْنُ وَنَحْنُ نَشْهَد لِعِظَم عَمَل الله فِي حَيَاتْنَا الآن هُوَ أبْرَئَنِي وَأعْطَانِي خَلاَص ..أُنْظُر الغِنَى وَاحْذَر أنْ تَتْرُك آحَاد الصُوْم لأِنَّكَ سَتَجِد قِرَاءَات الكِنِيسَة طَوَال الأُسْبُوع حَوْلَ مَوْضُوع يُوْم الأحَد أنْتَ أيْضاً لَكَ رَجَاء مَعَ هذَا الرَّجُل الَّذِي لَمْ يَفْقِد رَجَاؤه { لِكُلِّ الأحْيَاءِ يُوجَدُ رَجَاءٌ } ( جا 9 : 4 ) رَبِّنَا يِسَاعِدْنَا أنْ نَنَال الخَلاَص وَنُنَادِي بِهِ لأِنَّهُ بِمَوْتِكَ يَارَبَّ نُبَشِّر( مَا يَقُولُه الشَّعْب بَعْد رُشُومَات الكَأس ) رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
13 أبريل 2024

إنجيل عشية الأحد الخامس من الصوم الكبير ( لو ۱۸ : ۱ - ۸ )

وقالَ لَهُمْ أيضًا مثلاً في أنَّهُ يَنبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حينٍ ولا يُمَلَّ، قائلاً كان في مدينة قاضٍ لا يَخافُ الله ولا يَهابُ إنسانًا وكان في تلك المدينة أرملة وكانت تأتي إليه قائلةً أنصفني مِنْ خَصمي! وكانَ لا يَشَاءُ إِلَى زَمان ولكن بعد ذلك قال في نَفْسِهِ وإِنْ كُنتُ لا أخافُ الله ولا أهاب إنسانًا، فإنّي لأجل أنَّ هذهِ الأَرمَلَةَ تُرْعِجُني، أُنصِفُها،لئلا تأتي دائما فتقمعني!"وقال الرَّبُّ "اسمعوا ما يقول قاضي الظلم أفلا يُنصفُ اللَّه مُختاريه،الصارخين إليه نهارًا وليلاً، وهو مُتَمَهِّلْ عَلَيْهِمْ؟ أَقولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُنصِفُهُمْ سريعًا! ولكن مَتَى جاءَ ابنُ الإنسانِ، أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإيمان على الأرض؟". إنجيل القداس : شفاء الرجل المريض الراقد ٣٨ سنة بجوار بركة بيت حسدا. إنجيل العشية: قاضي الظلم عنصر الزمن بالنسبة للإنسان يساوي الشيء الكثير ولكن في تدبير المسيح لكل شيء تحت السماء وقت وميعاد وموسم فهو ينضج الثمار في حينها ويعطي كل شيء في حينه الحسن. فبعد ٣٨ سنة أشرق المسيح على هذا المريض البائس شبه اليائس وقال له: أتريد أن تبرأ". ولما وجد بصيصًا من إرادة شفاه بعد طول انتظار ... فكثيرا ما يأتي المسيح في الهزيع الرابع ... ولكن مجيئه يكون كإشراق النور بعد طول ظلام وظلمة. ويهتف الإنسان هل يوجد بعد رجاء ؟ هل ربنا مازال يسمع الصلاة؟ هل، هل؟ وأسئلة كثيرة. ولكن بمثل قاضي الظلم يلقي الرب ضوءا على أن الله مستعد دائما ومستجيب دائمًا وهو يُعطي أكثر مما نسأل. ولكن قال عن قاضي الظلم لم يكن يشأ إلى زمان، ولكنه عاد فأنصفها وقضى حاجتها لأجل لجاجتها.قال الرب يسوع اسمعوا ما يقول قاضي الظلم أفلا ينصف الله مختاريه الصارخين إليه نهارًا وليلاً وهو متمهل عليهم؟ نعم أقول لكم إنه ينصفهم سريعًا" والحق يقال إن المسيح تكلم عن النقيض ولكن مع هذا النقيض كشف لنا عن مكنونات أسرار الله وقلبه نحونا فالقاضي الظالم لا يخاف الله ولا يهاب إنسانًا، التجأت إليه الأرملة فهل يقارن بالآب السماوي الحنون الذي نطرح أمامه توسلنا وهو كلي الحب والحنان. والقاضي لا يربطه بالأرملة رباط ما أما نحن فنلجأ إلى أبينا السماوي ونسكب توسلنا لديه بدالة البنين وثقة أعطاها لنا المسيح في شخصه والقاضي ظالم لا يعرف العدل أما ربنا فهو الحق والعدل ذاته وعدله رحيم ورحمته عادلة، لا يقرب إليه الظلم وليس عنده تغيير أو شبه ظل يدور ساكن في النور الذي لا يُدنى منه. والقاضي لا يشاء أن يسمع، أما مسرة ربنا ولذته في أن يسمع لنا فهو سامع الصلاة الذي إليه يأتي كل بشر لم يعط القاضي الظالم المرأة الأرملة أذنا صاغية بل كان كأنه لا يسمع ولا يرى إلى أن ضج من لجاجتها، أما ربنا فهو يسمع حتى أنات القلوب ويقول: "من أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين الآن أقوم يقول الرب أصنع الخلاص علانية فهو مصغ لتنهد البائسين !!. ولكن الأمر كما شرح المسيح أن الله "متمهل" صراخ المساكين داخل إلى قدام رب الصباؤوت. ومختارو الله الذين يسبحونه النهار والليل ويسألونه يسمع تضرعهم ويخلصهم ولا يتغاضى عن طلبتهم. أما أن يتمهل عليهم فهذه حكمة عالية عن فهم البشر، وإدراكهم. ولكن الثابت عندنا أنه يتمهل لأجل خيرنا ومصلحتنا تمهل على إبراهيم أبي الآباء ولكن بالنهاية أعطاه النسل الموعود به الذي فيه تتبارك جميع قبائل الأرض وكانت صلوات إبراهيم قد بلغت مسامع القدير منذ البدء، وحين قال له إبراهيم: ماذا تعطيني؟" قال له الرب: "لا تخف أنا ترس لك أنا أجرك العظيم جدا" وتمهل على حنة أم صموئيل وحين جاء الوقت أنعم عليها بصموئيل النبي الذي صار نبيا للرب وهو بعد صبي صغير وتمهل على زكريا وأليصابات ولكن في الوقت المعين أرسل له جبرائيل رئيس الملائكة قائلاً: "طلبتك سمعت" فالطلبة تُسمع حين نرفع قلوبنا إلى فوق وفي حال سؤال الصلاة تدخل طلبتنا إلى القدير. ولكن يوجد ميعاد وميقات للتنفيذ وحين يحل الميعاد تكمل الطلبة هذا ما يتوازى مع الـ ٣٨ سنة التي ظل فيها هذا الإنسان راقدا وليس له إنسان وقد حطم المرض ليس أعضاء جسده فقط بل وحتى نفسه أيضًا ولكن منتظري الرب يجددون قوة ولا يخزى منتظروه لذلك يجب أن نركز رجاءنا في المسيح مع المسيح لا مكان لليأس، ومهما تأخر لكنه حتى في الهزيع الرابع يأتي ومتى جاء ينحسر المرض وتهرب الأوجاع فإن كان الرب يتمهل علينا ولكن لنتمسك بالرجاء كمرساة مؤتمنة للنفس وثابتة كيف نطلب وماذا نطلب ؟ نطلب بإيمان لنطلب أولاً ملكوت الله وبره لنطلب بحسب مشيئة الله وإرادته قال الرسول يعقوب تطلبون ولستم تأخذون لأنكم تطلبون رديا"، وقال الرب "إلى الآن لم تسألوا شيئًا باسمي اطلبوا تأخذوا لكي يكون فرحكم كاملاً"وحين نطلب نطلب بلا ملل "صلوا ولا تملوا" ولتكن طلبتنا برجاء وثقة أنه مهما طلبنا ننال "كل ما تطلبونه في الصلاة آمنوا أنكم تنالونه" ونحن نطلب باسم يسوع متمسكين بوعده كل ما تسألونه من الآب باسمي يعطيكم أياه"ولسنا نطلب بحسب استحقاقنا ولكم من أجل احتياجنا وأمامنا هذه المرأة الأرملة وكيف نالت طلبتها. لذلك نطلب بلجاجة وبالحاح عالمين أنه ليس لنا آخر سواه وأنه لا سبيل للحصول على النعمة التي تنقصنا سوى سؤال الصلاة والطلب والالحاح ونحن لا نكف عن الصلاة حتى نأخذ لأننا نعرف أنه لا يتركنا نجرب فوق ما نحتمل بل يُعطي مع التجربة المنفذ. المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
12 أبريل 2024

حياة صالحة للذين في الزيجة

البولس في صلاة الإكلیل (أف٥ :22-33) استكمالاً ﻟﺘأملاتنا ﻓﻲ الصلوات القصيرة من القداس الغريغورى نصل إﻟﻰ"حياة صاﻟﺤة للذين فى الزيجة". الصلاح ھي كلمة كبیرة من الكلمات المشھورة في الحیاة الكنسیة، والصلاح ھو ثمرة من ثمار الروح القدس، (غل ٥ : ۲۲ ،23) ثلاثة أمور هامة ﻓﻲ تكوين الأﺳﺮة ۱- الزواج ھو قمة العلاقات الإنسانیة الرسمیة في العالم كله، لذلك فإن الأفراح والأكالیل أمور ھامة جدًا بالنسبة للأفراد، وبالنسبة للدول أیضًا،لأن كل زیجة توثق في عقد ككیان وعلاقة رسمیة داخل البلد. وتنتج عن الزیجة مسئولیات. ۲- الزواج ھو رابطة ثلاثیة من خلال سر كنسي مقدس، یعمل فیه روح لله من أجل وحدة ھذا الكیان الجدید أي الأسرة. یدخل الاثنان إلى الكنیسة وتتم صلوات الإكلیل من خلال كاھن شرعي أمام الھیكل، ثم یخرجان كزوج وزوجة ومعھما المسیح، مكونین ما نسمیه رابطة ثلاثیة Triple Bond ھذا ما قال عنه الكتاب: "الْخَیْطُ الْمَثْلُوثُ لاَ یَنْقَطِعُ سَرِیعًا" (جا ٤ : 12)،ھذه ھي الزیجة المسیحیة، فاحترس لأن حولنا أمورًا لیست في معنى الزواج المسیحي، فلا تقلد ما تراه. ۳- كیان الأسرة ھو أیقونة الكنیسة، كما قال القدیس یوحنا ذھبي الفم وكلمة أیقونة ھنا معناھا الجمال المقدس ومجموع الأسر ھو الجمال المقدس في الكنیسة لذلك فإن كیان الأسرة ھو كیان خطیر لذلك نطلب أن كل أسرة تعیش حیاة صالحة. كيف تعيش الأﺳﺮة حياة صاﻟﺤة؟ الأسرة یكون فیھا المسیح: المسیح الذي أخذناه من أمام الھیكل ودخلنا به إلى البیت، وظیفته في كل أسرة أن یحفظ لھا دوام المحبة. لأن الزوجة/الزوج ھو ھدیة المسیح التي اختارھا للطرف الآخر، وبما أنھا ھدیة من ید المسیح إذن ھي ثمینة جدًا وتوضع على الرأس. وعلى ھذا الأساس یكون المسیح ھو صاحب ھذا البیت، والشاطر ھو من یشعر بوجوده، بوجود علاقات المحبة وكلمات المحبة إذا اھتممتم بالمسیح داخل البیت، بالصلوات الدائمة والإنجیل الدائم، تزداد المحبة بینكما ویصیر البیت أكثر من رائع. لینظر كل طرف إلى الطرف الآخر على أنھ عطیة المسیح وعطیة المسیح لا تتقادم، لذلك یقول "لِكَيْ یُحْضِرَھَا لِنَفْسِه كَنِیسَةً مَجِیدَةً، لَا دَنَسَ فِیھَا وَلَا غَضْنَ أوَ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذَلكِ، بَلْ تَكُونُ مُقدَّسَةً وَبلِاَ عَیْبٍ" (أف5 :27) وتظل ھكذا. أما إن كان البیت خالیًا من المسیح، یحیا حیاة العالم بكل صورھا،ستكون النتیجة أن المسیح ینزوي ویحزن لا تحزنا مسیحكما وإن حدث أي خلاف -وھو أمر وارد- فلن یحله سوى المسیح، لأن الصلوات والإنجیل یجعلان الطرفین یفھما بعضھما بعضًا جیدًا، أما إھمال وجود المسیح فنتیجته خطیرة. إن المسیح ھو صمام الأمان داخل الأسرة، لذلك نضع صلیب داخل باب المنزل لأنه علامة أمان وأیضًا علامة حضور المسیح، فیكون أول من تودعه وأنت تغادر وأول من تراه عند دخولك. ۲- الأسرة كنیسة: "كنیسة" تعني ھیكلًا ومذبحًا، أي لابد أن یكون القلب مرفوعًا ﻟﻠﮫ على الدوام من خلال الصلوات. یكون البیت ممتلئًا من روح الصلاة التي تلد قدیسین، لأن كل أسرة ھي مصنع للقدیسین. یقول الكتاب عن زكریا وألیصابات والدي یوحنا المعمدان "وَكَانَا كِلاَھُمَا بَارَّیْنِ أَمَامَ للهِ" (لو1 : 6) وكانت النتیجة یوحنا المعمدان السابق والصابغ والشھید أعظم موالید النساء، الذي نحتفل به إلى الیوم والحقیقة إن الحیاة القاسیة التي نعیشھا في الأزمات الحاضرة من الناحیة الاجتماعیة والاقتصادیة ھذه لا یسندھا إلا روح الصلاة إن روح الصلاة تعلمك، وتستر على بیتك، وعلى كل أفراده، وتبارك ما فیه، وتعطي روح الرضى الداخلي مھما كانت الأحوال. ۳- الأسرة كتاب مقدس: كل أسرة تتكون ھي إنجیل مفتوح، مقروء من جمیع الناس، لأن الزوجین یأخذان الوصیة ویعیشا بھا ویلقناھا لأولادھما، فیتربى الأولاد بالنعمة بالمعرفة الكتابیة. یجب أن تكون التعاملات داخل الأسرة بالمبادئ الكتابیة وأحد أھم المبادئ ھو مبدأ الاحترام أرجوكم أن تتجنبوا أي موقف بأي صورة من الصور یكسر أو یجرح ھذا الاحترام،لأن كسر الاحترام للأسف لا ینجبر ولا یُمحى، وھذا یؤثر على سلامة بیوتنا والحیاة الصالحة فیھا. ٤- الأسرة منارة: تتكون داخل الأسرة الجدیدة منارة. والمنارة معناھا الاستقامة، مثلما نقول: "قلبًا نقیًا اخلق فِيّ یا لله، وروحًا مستقیمًا جدّد في أحشائي" (مز ٥۱ : 10) الأسرة التي ترید أن تعیش في الصلاح لا یصح أن تعیش متقلقلة وبعیدة وتائھة، بل لا بد أن تعیش حیاة الاستقامة وفي اللغة العربیة یقولون عن الاستقامة كان حرف الألف حرفًا مثل كل الحروف، ولكنه عندما استقام جعلوه أول الحروف. المنارة تعبیر عن استقامة ھذا البیت. لذلك قال السید المسیح عن عروس النشید (كل أسرة): "كُلُّكِ جَمِیلٌ یَا حَبِیبَتِي لَیْسَ فِیكِ عَیْبَةٌ" (نش ٤ :7) والاستقامة ھي: الصدق والوضوح والطھارة، وھي عدم اللف والدوران،وعدم الكذب، عدم وجود أمر مخفي، عدم وجود سلوك منحرف، عدم وجود علاقات ردیئة. إن وجود مثل ھذه الأمور یكسر البیوت. إننا نقول في الصلوات "بیوت صلاة، بیوت طھارة، بیوت بركة"، فالصلاة والسلوك بطھارة یجلبان البركة وحیاة الصلاح في الأسرة ھي الاستقامة في كل شيء والاستقامة تشمل في داخلھا حیاة الطھارة والنقاوة. ٥- الأسرة أسرار: الكنیسة محل الأسرار السبعة، وكل أسرة ھي موضع للأسرار، أي موضع للخصوصیة. كلمة "سر" تعني نعمة غیر منظورة ننالھا من خلال طقس منظور بفعل الروح القدس ومن الدعوات الشعبیة الجمیلة التي تقال للعروسین ربنا یھدي سركم حیاة الصلاح في البیت المسیحي یقصد بھا الخصوصیة في البیت،أي ألا یتكلم الطرفان عن خصوصیاتھما مع أي إنسان مھما كان إیاك أن تجرح ھذه الخصوصیة لأن ھذا سر علیك أن تحفظه الوحید الذي تستطیع أن تكلمه عن ھذه الخصوصیات ھو الله. أتجاسر وأقول إنه أحیانًا تكون ھناك مشكلة صعبة داخل بیت، وربما لو أشركنا أولادنا فیھا یتعبون، لذلك یجب أن تظل بین الزوجین فقط، یصلیان من أجلھا وأضیف أن أكثر ما یحفظ الخصوصیة ھو حیاة الرضى. یا لسعادة البیت العمران بالرضى الداخلي، فھذا یجعل من یعیش في مكان بسیط أكثر سعادة ممن یعیش في قصر. اﻟﺨلاصة عبارة "طھارة للذین في البتولیة" ھي لكل شاب وشابة إلى أن تأتي مرحلة الزواج، ثم نقول: "حیاة صالحة للذین في الزیجة". والحیاة الصالحة ھي في خمس نقاط:- ۱- المسیح صمام الأمان ومعطي المحبة في الأسرة، ۲- الكنیسة ھي موضع الصلاة لنحب بعضنا أكثر، ۳- البیت كتاب مقدس وحیاة وصیة نعیش فیھا لنفھم ما یریده المسیح منا، ٤- حیاة الصلاح تشبھ المنارة المستقیمة من حیث الحیاة والسلوك والنقاوة، ٥- حیاة الأسرار ھي خصوصیة الحیاة. كان البابا كیرلس دائمًا یقول: "داري على شمعتك تقید". ﻟﻴحفظكم الرب ويبارك أسركم ويعطيكم دائماً الحياة الصالحة. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
11 أبريل 2024

بدعة ميناندر الهرطوقى العراف

كان سامرى وتلميذ لسيمون الساحر، وأنه أتى إلى انطاكيه وخدع كثيرين بسحره فقد علم ميناندر أن من يتبعه لن يموت .. ويذكر أن ميناندر أدعى أنه المخلص المرسل من فوق العالم الايونات المرئيه، حتى ما يخلص البشر . فبواسطة المعموديه التى يمنحها هو، يصير الإنسان أعلى من الملائكه المخلوقين. وقد أتسع نفوذ ميناندر فى انطاكيه بين سنتى 100،70م. ميناندر العراف ذكر يوسابيوس القيصرى (1): ميناندر العراف: 1 - لقد برهن ميناندر (2) خلف سيمون الساحر، بتصرفاته على أنه آله أخرى فى يد القوة الشيطانية لا يق عن سلفه، وكان هو أيضاً سامرياً، وأذاع أضاليله إلى مدى لا يقل عن معلمه، وفى نفس الوقت عربد فى طياشات أعجب منه، لأنه قال بأنه هو نفسه المخلص الذى أرسل من الدهور غير المنظور لخلاص البشر(3) 2 - وعلم بانه لا يستطيع أحد أن ينال السيادة على الملائكة نفسها خالقة العالم (أتفق مع سيمون بان الملائكة خلقت العالم)، إلا إذا جاز فى النظام السحرى الذى يمنحه هو وقبل المعمودية منه، أما من يحسبون أهلاً لهذا فإنهم ينالون الخلود الدائم حتى فى الحياة الحاضرة، ولن يموتوا، بل يبقون إلى الأبد، ويصبحون عديمى الفناء دون أن يشيخوا، وهذه الحقائق يمكن أن نجدها بسهولة فى مؤلفات إيريناوس. 3 - أما يوستينوس فإنه فى الفقرة التى تحدث فيها عن سيمون قدم وصفاً عن هذا الرجل أيضاً فى الكلمات التالية: " ونحن نعلم أن شخصاً معيناً أسمه ميناندر، وكان أيضاً سامرياً من قرية كابرانى (مكان هذه القرية غير معروف الآن) وكان تلميذ لسيمون، وهو أيضاً إذ طوحت به الشياطين أتى إلى أنطاكية وأضل الكثيرين بسحره، وأقنع أتباعه بأنهم لم يموتوا، ولا يزال البعض منهم موجود ويؤكد هذا" 4 - وقد كانت مهارة من أبليس حقاً أن يحاول، بإستخدام أمثال هؤلاء العرافين الذين أنتحلوا لأنفسهم أسم مسيحيين، تشويه سر التقوى العظيم بالسحر، وتعريض تعليم الكنيسة عن خلود النفس وقيامة الأموات للسخرية، على أن الذين أختاروا هؤلاء الناس كمخلصين لهم سقطوا من الرجاء الحقيقى.
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل