المقالات
05 أغسطس 2019
رموز العذراء مريم في العهد القديم
خيمة الاجتماع: هي العذراء التي هي مسكن الله مع الناس (خر25:8-9) لذلك سميت بالمسكن حيث كان الله فيها يتجلي ويكلم موسي والكهنه . وكانت الخيمه مقامه بين اسبط بني اسرائيل الاثني عشر."ثم غطت السحابه (مجد الله ) خيمه الاجتماع وملا بهاء الرب المسكن فلم يقدر موسي ان يدخل خيمة الاجتماع لان السحابه حلت عليها وبهاء الرب ملا المسكن " (خر 40:35) فهي قدس لاقداس التي دخل فيها وخرج رئيس الكهنه الاعظم مرة واحدة (عب 8-1)
وفي ثيوطوكية الاحد تقول عن العذراء"من يقدر ان ينطق بكرامة القبه التي صنعها موسي النبي علي جبل سيناء؟ شبهوك بها يا مريم العذراء القبه الحقيقية التي في داخلها الله"
تابوت العهد: فكان يحمل عصوين واحدة لموسي واخري لهارون أما العذراء فقد حملت من صلب علي عصوين متعارضين الا وهما خشبتا الصليب (خر25 :16) وتابوت العهد العتيق حوي قسط المن اما العذراء فكانت قسطا للمن الجديد السماوي الذي لا يموت اكله (يو :38-42)
فتابوت العهد مكث في بيت عوبيد ادوم ثلاث شهور قبل ان يكون فى بيت داود النبي والقديسه مريم العذراء الحاملة الرب الاله مكثت في مدينة اليهوديه ثلاث شهور. كان حمل التابوت يبعث الفرحه في الشعب " وكان داود يرقص بكل قوتة امام التابوت(2صم 6) وهكذا وصول العذراء بعث في اليصابات الفرح(لو1 :44)
في ثيوتوكية الاحد "شبهت القديسة مريم بتابوت العهد المصنوع من الخشب الذي لا يسوس مغشي بالذهب من كل ناحيه وانت يا مريم العذراء متسربلة بمجد اللاهوت من الداخل والخارج " فالعذراء هي تابوت الله الحقيقي الحامله المن الحقيقي يسوع المسيح وتقول ثيؤطوكية الاربعاء " تكلموا بكرامات من أجلك يا مدينة الله لانك انت مسكن جميع الفرحين "
والعذراء مريم هي الغطاء رمز الكنيسه حيث يجلس الله علي عرش رحمته وسط شعبه وهي ممتلئه بالخليقه السماويه وتقول ثيئوكوكيه الاحد "كاروبا الذهب مصوران علي الغطاء باجنحتهما كل حين يظللان علي موضع الاقداس في القبه الثانيه وانت يا مريم العذراء الوف الوف وربوات ربوات يظللان عليك مسبحين خالقهم وهوفي بطنك هذا الذي اخذ شبهنا ..."
قسك المن: قد قال الرب يسوع عن نفسه" انا هوخبز الحياة الذي نزل الي السماء ليس كما اكل اباؤكم المن في البريه وماتوا, هذا هو الخبز الذي نزل من السماء لكي يأكل منه الانسان .أن اكل احد من هذا الخبز يحيا الي الابد والخبز الذي انا اعطيه هو جسدي الذي ابذله من أجل حياة العالم" ( يو6 : 49 )
وفي ثيوتوكية الاحد "انت هي قسط الذهب النقي المن المخفي في داخله خبز الحياة الذي نزل الينا من السماء واعطي الحياة وانت ايضا يا مريم العذراء حملت في بطنك المن العقلي الذي اتي من الاب "
المنارة الذهبيه: في ثيؤطوكيه الاحد " انت المناره الذهبيه النقيه الحامله المصباح المتقد كل حين الذي هو نور العالم غير المقترب منه ...الذي تجسد منك بغير تغيير ...كل الرتب العلويه لم تقدر ان تشبهك ايتها العذراء , أضاء لكل انسان اتي الي العالم لانه شمس البر ولدته وشفانا من خطايانا"
العليقه المتقدة بالنار تتوقد ولم تحترق وقال الرب " اني رأيت مزلة شعبي الذي في ارض مصر وسمعت الي صراخهم .... فنزلت لاخلصهم من أيدي المصريين (خر3:2-10 )
ثيؤطوكيه يوم الخميس : العليقة التي رأها موسي النبي في البريه والنار مشتعله فيها ولم تحترق اغصانها هي مثال العذراء مريم غير الدنسه الهادئه التي تجسد منها كلمة الاب ونار لاهوته لم تحرق بطن العذراء وانت بعد ما ولدتيه بقيت عذراء"
عصا هارون: "وفي الغد دخل موسي الي خيمة الشهادة وأذا عصا هارون لبيت لاوي قد أفرخت فروخا وأذهرت زهرا وانضجت لوزا "(عدد 17 :8 )
العصا التي افرخت هي مثال العذراء التي ولدت الله بدون زرع بشر
ثيؤتوكية الاحد " مرتفعه انت بالحقيقة اكثر من عصا هارون ايتها الممتلئه نعمة ما هي العصا الا مريم لانها مثال بتوليتها حبلت بغير مباضعه ابن العلي الكامه الذاتي"
سلم يعقوب: العذراء هي الواسطه التي جعلت هناك علاقه بين السماء والارض وبقدسيتها استحقت ان تلد الرب يسوع الوسيك بين الله والناس
في ثيؤطوكيه الثلاثاء "انت هي السلم الذي راة يعقوب ثابت علي الارض ومرتفع الي السماء والملائكه نازلون عليه "
الجبل العقلي: ثيؤطوكية الثلاثاء " كلمة الله الاب الحي الذي نزل ليعطي الناموس علي جبل سيناء هوايضا نزل عليك ايها الجبل العقلي الناطق ... هذا هو الحجر الذي راة دانيال قد قطع من جبل ولم تلمسه يد انسان البته هوالكلمه الصادرة من الاب اتي وتجسد من العذراء بغير زرع بشر حتي خلصنا " راجع (دا 2 :34 )
وهناك رموز اخري :
باب حزقيال: (حز44 :2) "فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: [هَذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقاً, لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ, لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقاً. اَلرَّئِيسُ الرَّئِيسُ هُوَ يَجْلِسُ فِيهِ لِيَأْكُلَ خُبْزاً أَمَامَ الرَّبِّ. مِنْ طَرِيقِ رِوَاقِ الْبَابِ يَدْخُلُ, وَمِنْ طَرِيقِهِ يَخْرُجُ».
فلك نوح: وكما خلص نوح ومن معه بواسطة الفلك كذلك خلصنا نحن بتجسد الرب يسوع من العذراء مريم
مدينه الله اورشاليم الجديدة: هي السماء الثانيه التي حوت في احشائها الله الكلمة
شورية هارون: التي حملت جمر اللاهوت في احشائها
السحابة المنيرةالتي يجلس عليها الرب الاله (اش 19)
لوحا الشريعه: التي كتب عليها كلمة الله والعذراء حملت كلمة الله في احشائها
سلم يعقوب: (تك 28:6-13) " وَرَأَى حُلْماً وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا فَقَالَ: «أَنَا الرَّبُّ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ."
أسماء السيدة العذراء فى العهد الجديد
- عذراء من الناصرة (لوقا27:1)
- من حُييت من الـملاك جبرائيل (لوقا28:1)
- الممتلئة نعـمة (لوقا28:1)
- أم يسوع (لوقا31:1)
- أم إبن العليّ (لوقا32:1)
- أم إبن داود (لوقا32:1)
-يأم ملك إسرائيل (لوقا33:1)
- أم بفعل الروح القدس (لوقا35:1 و متى20:1)
-آمـة الرب (لوقا 38:1)
- أم عمانوئيل (متى 23:1)
- من منها أصبح الكلـمة جسداً (يوحنا14:1)
- من منهاِ ظهر الكلـمة بيننـا (يوحنا14:1)
- المباركة بين النساء (لوقا41:1، يهوديت18:13)
- أم الرب (لوقـا 43:1)
- التى فرحت لأنها آمنتِ بـما قيل لها من قِبل الرب (لوقا43:1)
- آمـة متواضعـة أمام الرب (لوقا48:1)
- من تطوبها جميع الأجيال (لوقا48:1)
- من منها صنع الرب العجائب (لوقا48:1)
- من تحقق فيها وعد الله لإبراهيم (لوقا55:1)
- أم اسحق الجديـد (لوقا37:1وتكوين14:18)
- من ولدت إبنها البِكر فـى بيت لحم (لوقا7:2)
- من قمّطت إبنها ولفّته ووضعته فى المزود (لوقا7:2)
- إمرأة وُلد منها المسيح (غلاطية4:4 ومتى16:1)
- أم الـمخلّص (لوقا11:2 ومتى21:1)
- أم الـمسيّا (لوقا11:2 ومتى 16:1)
- من وُجدتِ من الرعـاة مع يوسف وإبنها الـمولود (لوقا16:2)
- من إحتفظت بكل شيئ فى قلبها (لوقا19:2)
- من قدمتِ يسوع فـى الهيكل (لوقا22:2)
- من فـى نفسها سيجوز سيف (لوقـا 35:2)
- من وُجدتِ من المجوس مع الطفل يسوع (متى11:2)
- من أخذها يوسف كمغتربة لأرض مصر (متى14:2)
- من أخذت الطفل يسوع الى أورشليم فى عيد الفصح (لوقا42:2)
- من بحثتِ عن يسوع لمدة ثلاثة أيام (لوقا46:2)
- من وجدت الطفل يسوع ثانية فـى بيت أبيـه (لوقا46:2-49)
- أم أطاعها يسوع فى الناصرة (لوقا51:2)
- من صَحبت يسوع لعرس قانا الجليل (يوحنا1:2-2)
- من قالت للخدام: "افعلوا كل ما يأمركم بـه"(يوحنا5:2)
- من على يديهـا صنع يسوع أولى عجائبه الزمنية (يوحنا11:2)
- من أتـممتِ إرادة الآب السماوي (متى50:12)
- من إختارت النصيب الصالح كمريم أخت لعازر (لوقا42:10)
- من طُوبّت لأنهـا سمعت كلام الله وحفظته فى قلبها (لوقا28:11)
- أم وقفت تحت أقدام الصليب (يوحنا25:19)
- من أصبحت أما للتلميذ الذى أحبه سوع (يوحنا26:19-27)
- من كانت تصلّي مع الرسل فى العلّيـة (اعمال14:1)
- إمرأة إلتحفت بالشمس (رؤيا1:12)
- إمرأة توجت بإثنى عشر كوكباً (رؤيا12:1)
- أمـاً للكنيسة المتألـمة (رؤيا2:12)
- أم الـمسيـّا الـممجد (رؤيا5:12)
- رمزاً لأورشليم السماويـة (رؤيا2:21)
- نهر مـاء الحيـاة الخارج من عرش الله والحَمل (رؤيا1:22)
المزيد
04 أغسطس 2019
القاب العذراء فى العهد القديم
1- الملكة
كما ذكر داود فى المزمور" قامت الملكة عن يمين الملك " ( مز 45 ) لهذا ترسم العذراء فى الايقونات دائما على يمين السيد المسيح و هى الملكة لان ابنها هو ملك الملوك عند ولادة السيد المسيح قدم له احد المجوس الذهب و هو رمز الملك و عند دخول اورشليم قبل الصلبوت استقبله الشعب بالاغصان و فرشوا القمصان على الطريق و عند الصلب البسه الجند اكليل الشوك و البسوه اللون القرمزى و هو لون الملوك
نعم فقد كان المسيح ملكا فى ولادته و حياته و صلبه و قيامته و هو الملك على حياتنا لهذا فسيدتنا العذراء هى الملكة التى عن يمينه .
2 - سلم يعقوب
وَرَأَى حُلْمًا، وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ، وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا ( تك 28 : 12 ) نعم هى سلم يعقوب هى من وصلت الارضيين بالسمائيين و الطريق بين الارض و السماء
عن طريقها تم ردنا الى رتبتنا الاولى هذا الرمز هو الاحب الى قلبى هى الصلة و الوسيلة منها تجسد الرب و فدانا و بسببها وصلنا الى السماء
3 - العليقة
" . فَنَظَرَ وَإِذَا الْعُلَّيْقَةُ تَتَوَقَّدُ بِالنَّارِ، وَالْعُلَّيْقَةُ لَمْ تَكُنْ تَحْتَرِقُ. فَقَالَ مُوسَى: «أَمِيلُ الآنَ لأَنْظُرَ هذَا الْمَنْظَرَ الْعَظِيمَ. لِمَاذَا لاَ تَحْتَرِقُ الْعُلَّيْقَةُ؟». فَلَمَّا رَأَى الرَّبُّ أَنَّهُ مَالَ لِيَنْظُرَ، نَادَاهُ اللهُ مِنْ وَسَطِ الْعُلَّيْقَةِ وَقَالَ: «مُوسَى، مُوسَى!». فَقَالَ: «هأَنَذَا». " ( خر 3 : 2---4 )لقد اشتعلت العليقة بالنار و لم تحترق كمثل العذراء مريم التى ضمت اللاهوت و لم تتأذى حل الله داخلها و لم يمسسها ضرر و كما قال موسى على العليقة المنظر العظيم نحن نعتبر الميلاد و التجسد بأعظم الحوادث على مر التاريخ و كما يقال فى الترنيمة العليقة التى رأها موسى النبى فى البرية و النيران تشعل جواها و لم تمسسها بأذية مثال ام النور طوباها حملت جمر اللاهوتية تسعة اشهر فى احشاها و لم تمسسها بأذية
4 - القبة الحقيقية
فى ثيؤطؤكية العذراء من يقدر ان ينطق بكرامة القبةالتى صنعها موسى النبى شبهوك بها يا مريم العذراء القبة الحقيقيةهذه الخيمة المذكورة فى سفر الخروج 40و يقول الكتاب " و بهاء الرب ملأ المسكن "( خروج 40 )و العذراء كانت مسكن و بهاء الرب ملأها و انت يا امنا القبة الحقيقية التى زانها الرب بمجده و بهائه انت القبة التى جعلت الانسان الضعيف يشعر بقرب الله منه القبة كانت فى وسط اسباط اسرائيل
و انت يا امنا فى وسطنا و الكل يراك العذراء بكر الابكار و طهر الاطهار
5 - قسط المن
قسط المن عندما قال الرب يسوع "أنا هوخبز الحياة الذي نزل الي السماء ليس كما اكل اباؤكم المن في البريه وماتوا, هذا هو الخبز الذي نزل من السماء لكي يأكل منه الانسان.أن اكل احد من هذا الخبز يحيا الي الابد والخبز الذي انا اعطيه هو جسدي الذي ابذله من أجل حياة العالم" ( يو6: 49 ).و كما نقول فى ثيؤطوكية الاحد انت هي قسط الذهب النقي المن المخفي في داخله خبز الحياة الذي نزل الينا من السماء واعطي الحياة وانت ايضا يا مريم العذراء حملت في بطنك المن العقلي الذي أتى من الآب"و كان قسط المن فى خيمة الاجتماع كما قيل فى سفر الخروج لموسى النبى " وَقَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: «خُذْ قِسْطًا وَاحِدًا وَاجْعَلْ فِيهِ مِلْءَ الْعُمِرِ مَنًّا، وَضَعْهُ أَمَامَ الرَّبِّ لِلْحِفْظِ فِي أَجْيَالِكُمْ». " ( خر 16 : 33)و العذراء هى القسط الذهبى الذى حوى المن السماوى غذاء العقول و القلوب
6 - عصا هارون
كما عصا هارون التى وضعها امام خيمة الاجتماع فازهرت و اثمرت ثمرا دون زرع او سقى هكذا العذراء مريم برغم بتوليتها انجبت يسوع المسيح بدون زرع بشر و اخرجت لنا ثمرة الحياة التى اعادتنا الى رتبتنا الاولى
7 - المجمرة الذهب
التى لهارون الكاهن التى تحوى الجمل المشتعل هكذا ايضا العذراء احتوت اللاهوت و لم تتأذى
و لذلك نقول لحن تى شورى ( المجمرة الذهب ) فى القداس المجمرة الذهب هى العذراء و عنبرها هو مخلصنا و لدته و خلصنا و غفر لنا خطايانا
8 - الباب الذى فى المشرق
"هذا الباب يكون مغلقًا لا يفتح ولا يدخل منه إنسان، لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقًا.
الرئيس الرئيس هو يجلس فيه ليأكل خبزًا أمام الرب.من طريق رواق الباب يدخل ومن طريقه يخرج
" حز 44 : 2-3 "وتشبه العذراء بالباب الذي في المشرق ذلك الذي رآه حزقيال النبي وقال عنه الرب "هذا الباب يكون مغلقا لا يفتح ولا يدخل منه إنسان . لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقا" حز 44 : 1- 2) وهذا الباب الذي في المشرق رأي عنده النبي مجد الرب وقد ملأ النبي ( حز43 : 2- 5) وهذا يرمز إلي بتولية العذراء التي كانت من بلاد المشرق . وكيف أن هذه البتولية ظلت مختومة ما هو الباب المغلق الذي دخل منه الرب ومنه يخرج ويبقى مغلقًا إلا الأحشاء البتولية التي للقديسة مريم، حيث حلّ السيد في أحشائها متجسدًا منها بالروح القدس وولد منها وبقيت بتولًا؟! في هذا يقول القديس جيروم: [إنها (مريم) هي الباب الشرقي الذي تكلم عنه حزقيال، هو مغلق دائمًا، متلألئ دائمًا، وهو مختوم، وفي نفس الوقت يعلن عن قدس الأقداس، من خلاله يدخل ويخرج "شمس البر" (ملا 4: 2)، الذي هو رئيس كهنة على طقس ملكي صادق" (عب 5: 10). من ينتقدني فليشرح لي كيف دخل يسوع خلال الأبواب المغلقة عندما سمح أن تُلمس يداه وجنبه مظهرًا أن له عظمًا ولحمًا (يو 10: 19، 27)، مبرهنًا أنه كان يحمل جسدًا حقيقيًا لا خياليًا، وعندئذ أوضح أنه كيف يمكن أن تكون القديسة مريم أمًا وعذراء في نفس الوقت!.
أما قوله: "هو يجلس فيه ليأكل خبزًا أمام الرب" ففيه إشارة إلى التجسد الإلهي حيث صار ابن الله إنسانًا. "
القمص تادرس يعقوب المالطى
تابوت العهد
في ثيئوطوكية الاحد"شبهت القديسة مريم بتابوت العهد المصنوع من الخشب الذي لا يسوس مغشي بالذهب من كل ناحيه وانت يا مريم العذراء متسربلة بمجد اللاهوت من الداخل والخارج "
+ مصنوع من خشب السنط لايسوس وهذا رمزأ لطهارة وقداسة السيدة العذراء مريم
+ امر الرب موسى ان يغشى التابوت من الداخل والخارخ بالذهب النقى وهذا اشارة الى مجد اللاهوت الذى اشتملت به السيدة العذراء مريم
+ الذهب والسنط مادتا التابوت رمز لاتحاد اللاهوت والناسوت
+ كان بداخل التابوت كثير من المقدسات مثل قسط المن ... وعصا هارون ... لوحى الشريعة وهذه الاشياء اشارة رمز الى السيدة العذراء مريم من جهة وللفضائل التى تحلت بها
+ كما التابوت بشرى الخلاص والنصرة للشعب هكذا السيدة العذراء مريم صارت مبعث لكل السمائين والارضين يرمز للعذراء له قدسيته الفريدة، ومكرّس لحلول الرب فيه. العذراء هي النموذج الحيّ، والعضو الأمثل للحياة المقدسة مع الانعزال عن الخطية وتقديس القلب وتكريسه للَّه. خر33:26،34 قدس الأقداس
التابوت من خشب لا يسوس، هو رمز لطهارة العذراء. مصفح بالذهب، رمز للاهوت الروح القدس، يحلّ عليك (من داخل)، وقوة العلي تظللك (من خارج)، الطهارة هي نعمة إلهية ترتبط بوجود اللَّه معنا. خر10:20-16 التابوت المصفح بالذهب "قوة العلي تظللك" عمق اهتمام اللَّه بنا حيث يظلّلنا برعايته، ويسترنا بستر جناحيه، فلا تحرقنا الشمس بالنهار ولا ال*** بالليل. خر 17:25-2 غطاء التابوت وعليه الكاروبيم مظللين القسط الذهبي نال كرامة بوضع المن فيه، العذراء نالت كرامة بتجسد المسيح يسوع (المن الحقيقي) فيها، وها هي تقدمه لنا، فمن يأكل منه لا يموت إلى الأبد. خر33:16 قسط الذهب
كما تبعث المنارة النور، هكذا حملت العذراء النور الحقيقي. العذراء حاملة النور منارة، وبالتالي الكنيسة منارة، وجماعة المؤمنين صاروا منائر (رؤ20:1). السبع منائر هي 7 كنائس ، تُشير أيضًا إلى 7 طغمات الكنيسة. خر31:25-40 المنارة الذهبية رُمِز للعذراء، الذهب = طهارتها، المجمرة تحمل جمر اللَّه (الفحم = الناسوت، والنار = اللاهوت)، والمجمرة تستخدم في الصلاة. وهكذا تضع لنا العذراء طريق الوجود مع اللَّه وهو الصلاة. عد 46:16 المجمرة الذهب كانت رمزًا لحبل العذراء بغير دنس. خر8:17 عصا هارون التي أزهرت كانت رمزًا للعذراء التي فاح عطرها في المسكونة. خر7:30،8 زهرة البخور كانت رمزًا للحبل الإلهي من العذراء. خر2:3 العليقة كان رمزًا للعذراء حيث أخذ كلمة اللَّه الجسد منها للنزول من السماء، ليأخذ طبيعتنا ويُصعدها إلى سمائه. تك12:28 سلّم يعقوب قُطِع منه حجر دون أن يلمسه أحد، رمزًا للعذراء التي أُخذ منها المسيح بدون زرع بشر. دا 45:2 جبل دانيال الذي نزلت عليه كلمة اللَّه (الوصايا العشر) لموسى النبي رمزًا للعذراء التي حملت الكلمة المتجسد. خر3:19 جبل سيناء رآه حزقيال مغلقًا لا يفتح ولا يدخل منه إنسان، كان رمزًا للعذراء الدائمة البتولية. خر2:44 باب حزقيال هي مدينة اللَّه ومسكن الفرحين، فتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقك (إش3:60). مز7:87 مدينة اللَّه هي السحابة السريعة (أو الخفيفة) التي ركبها اللَّه قادمًا إلى مصر، كنبوة عن مجيء السيد المسيح إلى مصر هربًا من وجه هيرودس. ما أجمل الهروب من وجه الشر. إش1:19 السحابة تُشرق منها شمس البر الذي هو ربنا يسوع المسيح. ملا2:4 سماء ثانية الذي سكن فيه آدم الثاني (الرب يسوع). الفردوس العقلي وتحت رجليها واثنى عشر كوكبًا تكلّل رأسها. المرأة هي العذراء، والشمس هو المسيح، وهو يوحنا المعمدان والاثنى عشر كوكبًا هم الرسل الأطهار. رؤ1:12،2 المرأة المتسربلة بالشمس عليهما الوصايا العشر مكتوبة بأصبع اللَّه، وكان هذا رمزًا للعذراء التي تجسد منها اللَّه الكلمة. خر12:24 لوحي الشريعة.
المزيد
03 أغسطس 2019
أمنا القديسة العذراء.. فضائلها وإيمانها
لا توجد امرأة تنبأ عنها الأنبياء وأهتم بها الكتاب مثل مريم رموز عديدة عنها في العهد القديم وكذلك سيرتها وتسبحتها والمعجزات في العهد الجديد وما أكثر التمجيدات والتأملات التي وردت عن العذراء في كتب الآباء التي تلقبها بها الكنيسة مستوحاة من روح الكتاب إنها أمنا كلنا وسيدتنا كلنا وفخر جنسنا الملكة القائمة عن يمين الملك العذراء دائمة البتولية المملوءة نعمة القديسة مريم الأم القادرة المعينة الرحيمة أم النور أم الرحمة والخلاص الكرمة الحقانية.هذه هي التي ترفعها الكنيسة فوق مرتبة رؤساء الملائكة فنقول عنها في تسابيحها وألحانها: علوت يا مريم فوق الشاروبيم وسموت يا مريم فوق السيرافيم لم يرد بالكتاب المقدس تاريخ القديسة حنة والقديس يواقيم -أبويّ العذراء مريم- بل حتى تاريخ السيدة العذراء قبل خطبتها ذلك لأن الكتاب المقدس يركز كل اهتمامه على شخصية السيد المسيح وترك باقي الأشياء للتقليد ليدونها ويذكرها للكنيسة المقدسة يذكر التقليد انه كان في بلاد اليهودية رجل اسمه يواقيم (يهوه يقيم) وزوجته اسمها حَنَة (الحنون) وقد كانا متقدمين في السن ولم يرزقا بذرية. ولأن بنى إسرائيل كانوا يعيرون من لا ولد له لهذا كانا القديسان حزينين ومداومين على الصلاة والطلب من الله نهارًا وليلًا أن يعطيهما ابنًا يخدمه في بيته كصموئيل. فاستجاب الرب الدعاء فظهر ملاك الرب جبرائيل ليواقيم وبشره بان امرأته حَنَة ستحبل وتلد مولودًا يسر قلبه, كما ظهر جبرائيل الملاك لحَنَة وزف إليها البشرى بأنها ستلد ابنة مباركة تطوبها جميع الأجيال لان منها يكون خلاص آدم وذريته. وقضت حَنَة أيام حملها في صلوات وأصوام إلى أن ولدت بنتًا وسمياها مريم (سيدة), وكان ذلك في يوم أول بشنس. ولما بلغت مريم 3 سنوات قاما والداها بتقديمها للهيكل لتخدم الرب مع بقية العذارى, وظلت تخدم في الهيكل حتى بلغت الثانية عشر من عمرها, وكان أبواها قد ماتا وعندما بلغت سن الزواج تشاور الكهنة معًا على زواجها فاختار زكريا الكاهن من شيوخ وشبان يهوذا واخذ عصيهم وكتب عل كل واحدة اسم صاحبها ووضعهم داخل الهيكل فصعدت حمامة فوق العصا التي كانت ليوسف النجار ثم استقرت على رأسه فعقد الكهنة خطبتها على يوسف وعاشت في بيته الذي في الناصرة.
بشارة الملاك جبرائيل للعذراء:
ظهر جبرائيل الملاك للعذراء مريم وبشرها بميلاد الطفل يسوع (لو 1: 26-38) وذلك بعد ستة أشهر من ظهوره لزكريا الكاهن وبشارته بميلاد يوحنا المعمدان.
فضائل العذراء:
إذا كانت العذراء قد استطاعت ان تحوى بداخلها الغير المحوى فلقد تجملت بالفضائل الكثيرة التي أهلتها لذلك, ولو كان يوجد من يفوقها من بعدها نقاءً وقداسة لكان الله قد أبطأ قدومه حتى جاء منها لذلك نحن نقول عن العذراء إنها قديسة الأجيال وقديسة القديسين.
1- الاتضاع والوداعة
لعل الفضيلة الأساسية والعظمى التي جعلت الرب ينظر إليها إنها كانت وديعة إذ قالت "لأنه نظر إلى اتضاع أمته" (لو 48:1) وقد ظهرت وداعة العذراء مريم في عدة أمور:
أ- احتمال الكرامة:
قد يظن البعض إن احتمال الآلام صعب ولكن يجب أن نعرف إن احتمال الكرامة يحتاج إلى مجهود أكثر من احتمال الآلام والإهانات وقد قال أحد القديسين: "هناك الكثيرون يحتملون الإهانات ولكن القليلين يحتملون الكرامات"حينما صارت العذراء أمًا لله لم تتكبر بل قالت "هوذا أنا أمة الرب", واحتملت كرامة ومجد التجسد الإلهي منها.. مجد حلول الروح القدس فيها.. مجد ميلاد الرب منها.. ومجد جميع الأجيال التي تطوبها. احتملت كل ظهورات الملائكة لها وسجود المجوس أمام ابنها والمعجزات الكثيرة التي حدثت من ابنها في ارض مصر بل ونور هذا الابن في حضنها.
ب- إنكار الذات
حينما كان الرب في الهيكل وهو طفل صغير وبحثت عنه العذراء ولم تجده مع الأقرباء والمعارف وكان معها يوسف النجار, وأخيرًا وجدته في الهيكل جالسًا وسط المعلمين (لو2: 44-49) قالت له العذراء".... هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين"العذراء كانت تعرف أن ابنها ليس ابنًا ليوسف ومع ذلك كانت تدعوه أبًا له, والأفضل من ذلك أنها كانت تقدمه على نفسها فتقول "... هوذا أبوك وأنا..." معطية له كرامة أكثر.
ج- خدمة الآخرين:
خدمة الآخرين تكون مبنية على المحبة والتواضع. القديسة مريم ذهبت إلى أليصابات لتخدمها عندما علمت أنها حبلى مع إنها أم المسيح, إلا إنها لم تمنعها كرامتها من تذهب إلى أليصابات في رحلة مضنية شاقة ومضنية عبر الجبال وتمكث عندها 3 شهور تخدمها حتى ولدت يوحنا (لو 1: 39-56), فعلت ذلك وهي حبلى برب المجد.
2- الإيمان:
قالت أليصابات للعذراء" ... طوبى للتي آمنت أن يتم لها ما قيل من قبل الرب.." (لو 45:1).
فى بشارة الملاك للعذراء كشف لنا جوهر الإيمان العميق في حياتها, هذا الإيمان الذي تسلمته من أبويها وازداد نموًا بوجودها في الهيكل وصلواتها وتضرعاتها المستمرة وحفظها لكلام الرب الذي كانت تخبئه داخل قلبها و لكي ندرك مقدار وعظمة إيمان العذراء لنقارنه بإيمان زكريا الكاهن إن الكاهن الشيخ لم يصدق كلام الله الذي يتم في حينه (لو 20:1) فلم تكن معجزة ولادة يوحنا من أم عاقر وأب شيخ, هي المعجزة الأولى في التاريخ إذ سبقتها معجزات, فهوذا إسحق قد وُلد من إبراهيم ذو المائة عام وسارة العاقر (تك 18), وآخرون كثيرون : صموئيل من حَنَة (1صم1), وشمشون من منوح وزوجته (قض13), ويعقوب وعيسو من رفقة (تك 25), ويوسف من راحيل (تك 31:29) و لكن المعجزة التي لم يسبق أن حدث مثلها في التاريخ من قبل هي معجزة ولادة المسيح من عذراء بدون زرع بشر, ولكن مع ذلك فان الأمر السهل لم يصدقه زكريا, والأمر الأصعب قبلته العذراء إذ كان لديها رصيد جبار من الإيمان.
كان إيمان العذراء يتصف بثلاث صفات:
أ- إيمان بلا شك:
عندما بشر جبرائيل الملاك العذراء بميلاد المسيح قالت له مريم :"..ليكن لي كقولك..."(لو 38:1)
لقد فاقت العذراء الكثير من القديسين والقديسات فهوذا سارة عندما سمعت بشارة الملائكة بميلاد إسحق ضحكت وقالت" ..أبعد فنائى يكون لي تنعم وسيدى قد شاخ.."(تك12:18) ليس سارة فقط لكن هذا توما الرسول يشك في قيامة السيد المسيح من بين الأموات, وبطرس الرسول الذي إشتهر بكلمة : " إن شك فيك الجميع فأنا لا أشك" قال له السيد المسيح : " ...يا قليل الإيمان لماذا شككت...."مع ان العذراء مريم سألت الملاك : "..كيف يكون هذا..." إلا إنها حينما رد عليها الملاك:"...الروح القدس يحل عليك.." لم تتساءل للمرة الثانية بل آمنت وقالت:"...ليكن لي كقولك..."
ب- إيمان بلا جدال:
هناك الكثير من النعم التي نفقدها إذا جادلنا وناقشنا وسألنا بعقلنا الجسدى وحكمتنا البشرية.لم يكن غريبًا ان عاقرًا تلد ولكن الغريب ان تلد عذراء لهذا قال الرب على لسان أشعياء النبى العظيم:"....يعطيكم السيد نفسه آية, ها العذراء تحبل وتلد ابنًا...." (أش14:7) ومعروفة قصة سمعان الشيخ وتفكيره في هذه الآية.
هناك الكثير من أنبياء العهد القديم قد طلبوا من الرب علامات:
* موسى النبى حين أرسله الله وأعطاه علامات تحويل العصا إلى حية وتحويل يده السليمة إلى برصاء (خر4).
* جدعون وعلامة جزة الصوف (قض6).
* حزقيا الملك ورجوع ظل الشمس 10 درجات (2مل 20: 9)
* زكريا الكاهن وعقوبته بالصمت .
أما العذراء مريم فلم تطلب لا من الرب ولا من ملاك الرب أي علامة .
ج- إيمان بلا خوف:
كثيرون من الذين رأوا الرب أو تكلموا معه أصابهم الخوف مثال أشعياء النبى (أش 5:6), ومنوح وزوجته (قض 23:13)أما العذراء فلم تؤمن لأنها خافت بل آمنت وهي في كامل ثباتها وقوتها. حقًا لقد اضطربت بعض الشيء. كان في قلب مريم خوف الله ولكن لم يكن في قلبها خوف من الله لأن المحبة الكاملة تطرد الخوف إلى خارج.
بين إيمان إبراهيم وإيمان العذراء مريم:
لقد وعد الله إبراهيم بنسل في الوقت الذي كان فيه قد صار شيخًا, وزوجته سارة كانت عاقرًا ولكن " آمن إبراهيم بالله فحسب له برًا" (تك 6:15)"فهو على خلاف الرجاء آمن على الرجاء لكي يصير أبًا لأمم كثيرة... ولا بعدم إيمان إرتاب في وعد الله بل تقوى بالإيمان معطيًا مجدًا لله وتيقن أن ما وعد به الله قادر أن يفعله.."(رو 4: 18-21) فكان إبراهيم بهذا أعظم نموذج للإيمان في العهد القديم.لقد وضع الملاك غبريال القديسة مريم في موقف مشابه للموقف الذي كان فيه إبراهيم وسارة حينما سمعا كلمة الله من فم الملاك أخبر الملاك العذراء مريم عن حبل أليصابات التي كانت عاقرًا فآمنت. والثلاث رجال أخبروا إبراهيم عن حبل سارة أمرأته التي كانت عاقرًا فآمن الملاك يقول لمريم:" ليس شيء غير ممكن عند الله.."(لو37:1). وقال الرب لإبراهيم :"..هل يستحيل على الرب شيء.."(تك 14:18)
على العكس تمامًا سارة لم تؤمن بكلام الملاك وكذلك زكريا الكاهن حتى إن نفس الكلام الذي قالته سارة في (تك 18: 12) كرره زكريا في (لو 1: 18) كل بركات العهد القديم من إبراهيم حتى العذراء مريم كان بدايتها إيمان إبراهيم, وكل بركات العهد الجديد كان بدايتها إيمان العذراء مريم ولإلهنا المجد الدائم أبديًا آمين.
المزيد
02 أغسطس 2019
حياة مريم أحاطت بها المعجزات
تبدأ المعجزات في حياة العذراء قبل ولادتها، وتستمر بعد وفاتها، ومنها:
• حبل بها بمعجزة، من والدين عاقرين، ببشرى من الملاك.
• معجزة خطوبتها، بطريقة إلهية حددت الذي يأخذها ويرعاها.
• معجزة في حبلها بالمسيح وهي عذراء مع استمرار بتوليتها بعد الولادة.
• معجزة في زيارتها لأليصابات، التي لما سمعت صوت سلامها، ارتكض الجنين بابتهاج في بطنها وامتلأت بالروح القدس.
• معجزات لا تدخل تحت حصر أثناء زياراتها لأرض مصر، منها سقوط الأصنام (أش19: 1).
• أول معجزة أجراها الرب في قانا الجليل كانت بطلبها.
• معجزة حل الحديد وإنقاذ متياس الرسول، كانت بواسطتها.
• معجزة استلام المسيح لروحها، ساعة وفاتها.
• معجزة ضرب الرب لليهود لما أرادوا الاعتداء على جثمانها بعد وفاتها.
• معجزة صعود جسدها إلى السماء
• المعجزات التي تمت على يديها في كل مكان، وضعت فيها كتب.
• ظهورها في أماكن متعددة وبخاصة ظهورها العجيب في كنيستنا بالزيتون، وفي بابادبلو.
ومازالت المعجزات مستمرة في كل مكان، وستستمر شهادة لكرامة هذه القديسة.
مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث
من كتاب السيدة العذراء مريم
المزيد
01 أغسطس 2019
عقيدة العذراء مريم عبر الأجيال
(رد على عقائد الكاثوليك والبروتستانت الخاطئة عن أمنا السيدة العذراء)
* الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تكرم السيدة العذراء الإكرام اللائق بها دون مبالغة أو إقلال من شأنها. فهي القديسة المكرمة والدة الإله المطوَّبة من السمائيين والأرضيين, دائمة البتولية العذراء كل حين, الشفيعة المؤتمنة والمعينة, السماء الثانية الجسدانية أم النور الحقيقي التي ولدت مخلص العالم ربنا يسوع المسيح.
* مريم العذراء هي الإنسانة الوحيدة التي أنتظر الله آلاف السنين حتى وجدها ورآها مستحقة لهذا الشرف العظيم "التجسد الإلهي" الشرف الذي شرحه الملاك جبرائيل بقوله "الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلىّ تظللك فلذلك أيضًا القدوس المولود منكِ يدعى أبن الله" (لو35:1). لهذا قال عنها الكتاب المقدس "بنات كثيرات عملن فضلًا أما أنت ففقتِ عليهن جميعًا " (أم29:31)
* هذه العذراء كانت القديسة كانت في فكر الله وفي تدبيره منذ البدء ففي الخلاص الذي وعد به آدم وحواء قال لهما "أن نسل المرأة يسحق رأس الحية " (تك15:3) هذه المرأة هي العذراء ونسلها هو المسيح الذي سحق رأس الحية على الصليب.
* أولًا: العذراء في العقيدة الكاثوليكية:
* عبادة مريم:
* يؤمن الكاثوليك أن عبادة مريم هي أعظم وسيلة لحفظ البر والقداسة وانه يجب تقديم العبادة لمريم مثل تقديم العبادة للقربان المقدس (الافخارستيا). والمقصود بالطبع بكلمة العبادة هنا ليست هي العبادة مثل الله -حاشا- ولكنه المبالغة في التكريم والتبجيل والتقدير وإضفاء أمورًا زائدة على الواقع.. فهناك فرقًا بين كلمة adoration أي العبادة والتوقير والافتنان، وبين كلمة worship أي العبادة التي هي لله وحده عز وجل. فلا يوجد ما يظنه الأخوة المسلمون ما يُطلق عليه "تأليه العذراء مريم"! والسبب في سوء الفهم الإسلامي هو قول القرآن: "وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ (سورة المائدة 116).. فلا تأخذ معلوماتك عن المسيحية من القرآن بالطبع، بنفس الحال الذي لا تأخذ معلوماتك عن القرآن من الإنجيل أو من "الكتاب الأقدس" البهائي وخلافه.. هذه الإضافة للمقال بهدف التوضيح بسبب سوء فهم البعض لبعض المصطلحات الدينية، وإسقاطها على مفهوم مخالف..
* وجزء من عبادة مريم هو أن تعطى لمريم كنزك الروحي من ثواب ونعم وفضائل وكفارة فيما يعرف بزوائد فضائل القديسين - (العقيدة الكاثوليكية تؤمن أن لكل إنسان فضائل أو غفرانات يأخذها عن طريق التأديبات الكنسية أو بصلوات يتلوها فيتحول لديه رصيد من البر ويصير عنده فائض يستطيع أن يتصدق بهذا الفائض إلى إحدى النفوس المعذبة بالمطهر لينقذها من الاستمرار فيه, وعندما نهب زوائدنا للعذراء تصبح ملكا لها تمنحها للنفوس المعذبة بالمطهر لتخفيف آلامها أو لأحد الخطاة لردة إلى النعمة).
* الحبل بلا دنس:
* في يوم 8 ديسمبر من كل عام يحتفل الكاثوليك بعيد الحبل بالعذراء بلا دنس الخطية الأصلية وهذا معناه انه منذ اللحظة الأولى في تكوينها في أحشاء أمها قد وجدت طاهرة نقية خالية من عار الخطية الجدية (خطية آدم) وذلك ليس من ذات طبعها ولكن بإنعام خاص ويعتمدون على الآية "قدس العلى مسكنه" (مز 45: 5) أي مستودع العذراء لتصبح أهلًا لسكنى الله وكان إظهار هذه العقيدة سنة 1854.
* الرد:
* نحن نعلم ان هناك طريق واحد للخلاص وهو دم المسيح "بدون سفك دم لا تحدث مغفرة" (عب 9: 22) وهذا المفهوم كان حتى موجود في العهد القديم في ذبائح الكفارة فكيف خلصت العذراء قبل سفك الدم وولدت طاهرة من الخطية الأصلية؟!
* إذا كان ممكنا ان يخلص إنسان كالعذراء من الخطية الأصلية بدون تجسد الرب وصلبه وموته وقيامته، فلماذا لم يخلص الله البشر كلهم بهذه الطريقة؟ ما حاجته أن يخلى الله ذاته ويأخذ شكل العبد وان يصلب ويموت؟!
* هناك الكثير من الآيات الدالة على كفارة المسيح وغفرانه لخطايانا بالصليب:
* "متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه" (رو 3: 24).
* "ان اخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار هو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضًا" (1 يو 2: 1-2).
* "فمن ثم يقدر ان يخلص أيضًا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله". (عب 7: 25).
* "ليس بأحد غيره الخلاص " (أع 4: 13).
* ثم إذا كانت العذراء قد خلصت من الخطية الأصلية لماذا قالت "تبتهج روحي بالله مخلصي" (لو 1: 47).
فهناك حبل بلا دنس وقت الحبل فقط.. بعد الحلول الأقنومي على السيدة العذراء مريم في فترة الحبل فقط.
* عصمة مريم:
* يؤمن أخوتنا الكاثوليك كذلك بان مريم كانت ثابتة في الصلاح والبر من وقت أن حبل بها وان الله منحها العصمة طوال حياتها وهذه هي الفضيلة التي انفردت بها العذراء عن سائر القديسين، ويقول البابا بيوس التاسع أن العذراء مريم كانت منذ أول دقيقة من الحبل بها معصومة من الخطيئة وذلك بإنعام إلهي خاص.
* الرد:
* إن العذراء مريم كانت هيكلًا للإله ولم تكن إلهًا. العذراء مريم هي قديسة الأجيال وكل الدهور ولكن ليس قداستها معناها إنها كانت معصومة من الخطأ. فليس هناك امرأة في الأرض قبلها أو بعدها تساويها في القداسة ليس عن عصمة وإنما عن قداسة مصدرها حلول الروح القدس عليها والنعمة التي حلت عليها والتي أعطتها قوة تفوق الوصف لأنها تحمل قدوس الله.
* ولو كان قداسة العذراء عن عصمة كان يمكن أن ينال هذا الأنعام أي من القديسات اللائي سبقنها في الزمن والتاريخ.
* هذا تقليل من قيمة العذراء إذ نرجع الفضل في قداستها لله الذي انعم عليها بالعصمة من الخطية وليس لجهادها في طريق القداسة.
* مريم والغفرانات:
* الغفرانات هي منح يمنحها الباباوات لمن يتلو تلاوات خاصة أو يزور أماكن معينة في أوقات معينة والعذراء قد نالت من هذه الأنواع الثلاث كثيرًا.
* غفرانات لأوقات معينة: بالنسبة للعذراء مريم شهر مايو يعتبره الكاثوليك الشهر المريمي وقد صادق عليه البابا بيوس السابع وحتى يشجع المؤمنين على ممارسته منح غفران 300 يوم عن كل يوم يحضره المسيحي أو يحتفل به في أي مكان وغفرانا كاملا لكل الذين يحتفلون بالشهر كله.
* وبالمثل شهر مارس هو شهر القديس يوسف الصديق خطيب مريم العذراء.
* غفرانات لصلوات معينة: غفران 300 يوم لكل من يقول يا يسوع ومريم – غفران 7 سنين و7 أربعينات لكل من يقول يا يسوع ومريم ومار يوسف.
* غفرانات لاماكن معينة: مثال الذين يزورون أي كنيسة أو مكان لعبادة العذراء مريم يوم 8 ديسمبر أو أيام أعياد ميلاد العذراء وبشارتها ودخولها إلى الهيكل وانتقالها إلى السماء.
* الرد:
* شرط الغفران هو التوبة.
* " فتوبوا وارجعوا تمحى خطاياكم " (اع 3: 19).
* " فإذا رجع الشرير عن جميع الخطايا التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقًا وعدلًا فحياة يحيا لا يموت كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه, في بره الذي عمل يحيا " (حزقيال 18: 21-22).
* " ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون " (لو 13: 3).
* " ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه" (أش 55: 7).
* صلاة الفريسي كانت أطول من صلاة العشار ومع ذلك خرج العشار مبررا فالعلاقة بيننا وبين الله – كالصلاة- ليست تلاوة فالكتبة كانوا يطيلون الصلوات وانتقدهم الرب في ذلك، المهم هو نوع الصلاة والكلام الذي أقوله فيمكن أن أقول كلمة واحدة وأنال بها الفردوس مثل اللص اليمين أو العشار. المهم هو الانسحاق والخشوع والفهم أما أن تكون التلاوات محددة بأرقام وأيام للمغفرة فهذا الكلام ليس له أي سند.
* بأي حق وعلى أي أساس كان الباباوات يعطون هذه الغفرانات هذا 300 يوم وهذا 30 سنة وهذا 7 سنين هذا الكلام ليس له أي سند في الكتاب المقدس أو تعاليم وأقوال الرسل!!
* العذراء سيدة المطهر:
* إن كنا نؤمن بالكنيسة المجاهدة على الأرض والكنيسة المنتصرة في السماء فهناك عند الكاثوليك كنيسة أخرى هي الكنيسة المتألمة في المطهر، ويؤمنون أن العذراء مريم تستطيع أن تساعد وتسعف أبنائها في المطهر بان تنتشلهم منه أو تخفف عنهم وطأة العذاب وهي تستطيع أن تستعمل سلطانها وسلطتها في الكنيسة المنتصرة أو المجاهدة أو المتألمة حيث يمتد سلطانها إلى حيث يصل سلطان ابنها ويؤمنون أن العذراء تظهر للأنفس التي في المطهر لتعينها على العذاب وان المطهر قد يفرع في أعياد العذراء المجيدة مثال السجون التي يطلق المساجين منها في الأعياد وعند العفو الملكي.
* أيضًا عندما تمنح زوائد فضائلنا ا للعذراء فهي تنقلها للأنفس المعذبة في المطهر لتخفيف مدتها.
* (بين عقيدة زوائد فضائل القديسين والغفرانات: هناك ارتباط بين هاتين العقيدتين, بمعنى أنه قد يتحصل إنسان ما على غفران 50 سنة ويموت بعد 30 سنة فيكون لديه فائض غفران 20 سنة كرصيد يمكن أن يتصدق به على غيره من الأحياء أو الأموات في المطهر أو يهبه للعذراء لتوزيعه على من تشاء من الخطاة!!)
* الرد أصلا على موضوع المطهر طويل ولكن نذكر بعض النقاط:
* هل دم المسيح غير كاف للخلاص؟! إن كان غير كافٍ فباطل هو إيماننا أما إذا كان كافيًا فما لزوم المطهر.
* هل هناك خطايا يغفرها دم المسيح وخطايا أخرى يغفرها العذاب في المطهر؟!
* في كل قصص الغفران في الكتاب المقدس يكون غفران الله كاملًا لا تجزئة فيه... إن الذين كان على الواحد منهما خمسمائة دينار وعلى الآخر خمسون يقول الكتاب إن الله... إذا لم يكن لهما ما يوفيانه سامحهما جميعًا (لو 42:7) فالخطية التي للموت (مثال 500 دينار) والخطية العَرَضّية (مثال 50 دينار) سامحهم كلهم.
* (توضيح: يؤمن الكاثوليك فيما يخص عقيدة المطهر أن هناك نوعان من الخطايا كقول الكتاب هناك خطايا للموت وخطايا ليست للموت فالخطايا التي للموت يغفرها دم المسيح, أما الخطايا التي ليست للموت -العَرَضّية- فيذهب الإنسان إلى المطهر ليدفع عنها الحساب, ولكن الواضح في هذا المثل الذي قاله المسيح أن السيد سامح العبدان كليهما وأن العبدان لم يكن لهما ما يوفيانه سواء ال500 أو الـ50 دينار).
* اللص اليمين قال له المسيح اليوم تكون معي في الفردوس معناها انه دخل الفردوس في يوم وفاته دون أن يعبر على هذا المسمى المطهر.
* ثانيًا: العذراء في العقيدة البروتستانتية:
* تشتهر الكنيسة البروتستانتية بكثرة مدارس تفسير الكتاب المقدس إذ أعطى مارتن لوثر الحق لكل مسيحي مؤمن لان يفسر الكتاب المقدس حسبما يرشده روح الله القدوس وذلك ردًا على تسلط الكنيسة الكاثوليكية.
* لهذا انتشرت المذاهب البروتستانتية لتعدد أنواع التفاسير.
* بالرغم من إنكار البروتستانت لبعض الأمور الخاصة بالعذراء كدوام بتوليتها وشفاعتها إلا أنهم يكرمونها في كتاباتهم وأقوالهم كثيرا.
* تشبيه العذراء بعلبة الجوهرة:
* بالرغم من بعض الكلمات الجميلة التي تظهر في بعض الكتب البروتستانتية إلا أننا في عظاتهم نسمعهم يشبهون العذراء بالعلبة التي فيها جوهرة نأخذها ونرمى العلبة أوكالبيضة نقشر القشرة ونأكل البيضة, بل قد تجرأ البعض وقالوا عنها "اختنا".
* الرد:
* هذا التشبيه خاطئ لاهوتيا لان الجوهرة أو الذهب من خامة والعلبة من خامة أو مادة أخرى كذلك قشرة البيضة مختلفة في مادتها عن البيضة فإذا كانت العذراء علبة للتجسد فهذا معناه أن جسد المسيح ليس مأخوذًا منها بل كان موضوعًا فيها "فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضًا كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت اى إبليس" (عب 2: 14)، أيضًا في قانون الإيمان نقول "تجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء، تأنس".
* بالرغم من أن العلبة ليست في قيمة الجوهرة ولكن هذا لا يلغى أهميتها في حفظ الجوهرة.
المزيد
31 يوليو 2019
الشباب والأحلام
كل إنجاز يبدأ حلما وكل تقدم يسبقه حلم وكل نجاح يزين طريقه حلم أي أن الأحلام وقود كل شيء جميل ومعني تكتسبه الأشياء.
فلماذا لا تحلم وتمارس حقا من حقوقك الإنسانية.
1- عن أي حلم نتحدث؟
هناك عدة أنواع من الأحلام وكل منها يستحق شرحا وتفصيلا لكني سوف أتناول الأخير دون إغفال تمييزه عن غيره من الأحلام.
هناك أحلام تزور الإنسان النائم وتطرق باب خياله وتدخله دون استئذان هي عبارة عن هواجس مشاهدات النهار وأصداء الذات والرغبات وتعبير عن المخاوف التي تراود المرء في صحوة.
هناك نوع أخر من الأحلام هي أحلام تستغرق ذهن الإنسان في يقظته وتسمي أحلام اليقظة هي أشبه بخيالات تعويضية يحاول فيها الإنسان أن يعوض نقصاً أخفق في بلوغه واقعيا فإذا أخفق الشخص في امتحان تخيل نفسه متفوقا يسبح في بحر من النشوة والانتصار وإذا شعر الشخص بالمهانة في موقف ما لجأ إلى خياله بحثا عن صورة ذهنية تعويضية فيتخيل نفسه قويا متجبراً قادرا على إهانة وربما سحق من أهانوه وجرحوا كبرياءه.
وتصل أحلام اليقظة في بعض الأحيان إلى حالة مرضية حين تستغرق الإنسان بالكلية ويصبح واقعه حلما ويعيش في الخيال أكثر مما يعيش في الواقع.
النوع الثالث من الأحلام وهي غاية المراد من هذا المقال هي أحلام الطموح تشغل عقل الإنسان وتدفعه للإمام ليس عبر القفز على الواقع وتجاهله ولكن من خلال فهمه وإدراك أبعاده وتصويره هي أحلام تقدمية تدفع مسيرة الشخص نحو التقدم والنجاح والنمو الحلم يبدأ من قراءة جيدة للواقع قبل أن يتسلمه الخيال ويحتضنه. عن هذا الحلم نتحدث وندعوا الشباب أن يمارسوه لأنه أحد حقوقهم الأساسية ليس هذا فقط ولكن لن له أهمية لتكوينهم النفسي.
2- لماذا يجب أن نحلم؟
إجابة هذا تنصب على معرفة أسباب ممارسة حق الحلم ومن المفيد أن نتوقف قليلاً أمام الأسباب حتى نعرف أهمية الحلم في الحياة وندرك أنها حق وليس ترفا.
الحلم شعورنا بالإنسانية. الإنسان وحده دون غيره من الكائنات الذي يستطيع أن ينسج أحلاما مستقبلية ويجعل ذهنه حاضراً نشطا بأفكار وغايات وأمال نتجاوز يومه أو إدراكه الحسي المباشر,
وإذا لم ينشغل الإنسان بأحلام متلاحقة فإن ذلك يعني التخلي عن احدي الخصائص المميزة لإنسانيته.
الحلم خروج من دائرة الزمن: يشد الزمن الإنسان ويجذبه إلى دائرية بلا هوادة يجعله أسيرا له يتحرك الإنسان المعاصر تبعا لحركة عقارب الساعة كل شيء بموعد وكل موعد يسبقه اتصال أو أكثر ويعقبه متابعة أو متابعات أوراق ملفات اتصالات مواعيد ترتيبات.
وسط هذه الدوامة يشعر الإنسان بضيق وملل ويجد نفسه محاصراً لا يخرج من الدائرة المفرغة إلا إذا أفلت قليلاً من قبضة الزمن واسترخي قليلاً واسترسل في أحلام نتجاوز هذا الزمن أحلام جميلة تخص المستقبل المرجو.
الحلم مقدمة للنجاح:كل فكرة ناهضة أو اختراع أسعد البشرية قاد إليه حلم وكل أمل يحتاج إلى خيال يخضنه في البداية ويعهده بالرعاية حتى يشب عن طوق الخيال وينطلق إلى الواقع فالفكر يسبق العمل وأي عمل بلا فكر هو نشاط بشري غير محسوب هكذا يسبق العمل أمينة وحلم ورجاء النجاح قد يقابل الشخص مصادفة مرة لكنه لا يستطيع أن يلتقي به دوما موعد سابق. وحتى ندرك روعة الحلم نقرأ كلمات المرنم في المزمور وهو يحلم بالفداء والخلاص متجاوزا بذلك واقعا يدين منه (إلى متى يارب تنساني إلى الانقضاء حتى متي تصرف وجهك عني إلى متى أردد هذه المشورات في نفسي وهذه الأوجاع في قلبي كل يوم (مز 12).
الحلم تحدي للواقع: قد يعيش الإنسان واقعا لا يرضي عنه تماما وقد يسعى لتغييره بحثا عن حياة أفضل لكنه لن يستطيع بلوغ هذا التغيير إلا من خلال حلم يحدد فيه الإنسان ما يتطلع إليه وما يصبو إلى تحقيقه.
الحلم عدم استسلام للواقع بل هو تحد له ورغبة في تغييره هو الدواء الذي يسكن في نفس الإنسان أوجاع الواقع أملا في شفاء أتي في الأفق.
يقول نجيب محفوظ. في رواية الكرنك إن حياتنا تزخر بالآلام والسلبيات ولكنها في جملتها ليست إلا النفايات الضرورية التي يلفظها البناء الضخم في شموخه وأنها يجب ألا تعمينا عن العظمة في تولدها وامتدادها.
3- كيف نحلم؟
إذا اتفقنا على أن الحلم حق وإنه ضروري لإنسانيتنا السؤال هو كيف نمارس هذا الحق؟..
البحث عن حلم نظيف. حتى يشغل الإنسان ذهنه بكل ما هو بناء وراقي عليه أن يبحث عن حلم نقي نظيف يهدف إلى رقي كيانه الإنساني فهو ليس حلما يهدف إلى تحقيق مطامع أو إيقاظ رغبات دفينة أو يجعل الإنسان مستعبدا للزمن بكل تحدياته فإذا كان الحلم خروجا مؤقتا من حركة الزمن وتحديا تلقائيا للواقع فإن انكماش أحلام الإنسان وانحصارها في نزوات مطامع رغبات غير ناضجة يعني أن الإنسان صار ترسا في أله الزمن كأن يحلم الشخص بمكانه مرموقة كي يتعالى على غيره أو ينتقم من أشخاص بعينهم أو يحلم شاب بالارتباط من فتاة من طبقة اجتماعية معينة كي يجعل أخري تنحسر على عدم الارتباط منه. إنها أحلام تخصم من نفسية الإنسان ولا تضيف إليها ردود أفعال للزمن الذي يسعى الحلم النظيف. للإفلات من قبضته.
الحلم الراقي يبدأ من الحقيقة بمعني أن الإنسان لا يسبح بذهنه في بحر من التطلعات في انفصال عن الواقع الذي يعيشه بل يترجم أحلامه في خطوات عملية ملموسة الحلم يبدأ بالواقع يقراؤه ويسعى إلى تطويره هذا ما يفرق بين الحلم الراقي والنوعين الآخرين من الأحلام.
أحلام النوم يجبر النائم على مشاهدتها وأحلام اليقظة يستغرق المستيقظ فيها وكلاهما ليس لهما اتصال مباشر بالواقع أما أحلام الطموح فهي واقعية حقيقية تنطلق من الواقع وترتد إليه مرة أخري لا تنفصل عنه لكنها تتجاوزه إلى أفات أكثر رحابة.
الحلم بالمستقبل لا يعني القلق هناك فارق بين الحلم والقلق الحلم استشراق لمستقبل أفضل أما القلق فهو انشغال غير صحي بالمستقبل الحلم يحركه التفاؤل والقلق يغذيه الهم.
يقول ديل كارنيجي في رائعته دع القلق وابدأ الحياة.
إن الترفية يؤدي إلى الاسترخاء ولكي ترفه عن نفسك اتبع ما يأتي ثق بالله واعتمد عليه أعط بدنك قسطه من النوم استمتع بالموسيقي انظر إلى الجانب البهيج للحياة وثق بعد هذا أن الصحة والسعادة من نصيبك.
المزيد
30 يوليو 2019
البخور فى الكنيسة
منذ العصور الأولى تستخدم الكنيسة البخور أثناء الصلوات، وللبخور قيمة عملية فى الصلاة. لذلك أمر الرب موسى أن يعمل مذبحاً للبخور بمواصفات خاصة: «وَتَصْنَعُ مَذْبَحاً لإِيقَادِ الْبَخُورِ. مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ تَصْنَعُهُ. 2طُولُهُ ذِرَاعٌ وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ. مُرَبَّعاً يَكُونُ. وَارْتِفَاعُهُ ذِرَاعَانِ. مِنْهُ تَكُونُ قُرُونُهُ. 3وَتُغَشِّيهِ بِذَهَبٍ نَقِيٍّ: سَطْحَهُ وَحِيطَانَهُ حَوَالَيْهِ وَقُرُونَهُ. وَتَصْنَعُ لَهُ إِكْلِيلاً مِنْ ذَهَبٍ حَوَالَيْهِ. 4وَتَصْنَعُ لَهُ حَلْقَتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ تَحْتَ إِكْلِيلِهِ عَلَى جَانِبَيْهِ. عَلَى الْجَانِبَيْنِ تَصْنَعُهُمَا لِتَكُونَا بَيْتَيْنِ لِعَصَوَيْنِ لِحَمْلِهِ بِهِمَا. 5وَتَصْنَعُ الْعَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ وَتُغَشِّيهِمَا بِذَهَبٍ. 6وَتَجْعَلُهُ قُدَّامَ الْحِجَابِ الَّذِي أَمَامَ تَابُوتِ الشَّهَادَةِ. قُدَّامَ الْغِطَاءِ الَّذِي عَلَى الشَّهَادَةِ حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكَ. 7فَيُوقِدُ عَلَيْهِ هَارُونُ بَخُوراً عَطِراً كُلَّ صَبَاحٍ. حِينَ يُصْلِحُ السُّرُجَ يُوقِدُهُ. 8وَحِينَ يُصْعِدُ هَارُونُ السُّرُجَ فِي الْعَشِيَّةِ يُوقِدُهُ. بَخُوراً دَائِماً أَمَامَ الرَّبِّ فِي أَجْيَالِكُمْ. 9لاَ تُصْعِدُوا عَلَيْهِ بَخُوراً غَرِيباً وَلاَ مُحْرَقَةً أَوْ تَقْدِمَةً وَلاَ تَسْكُبُوا عَلَيْهِ سَكِيباً. 10وَيَصْنَعُ هَارُونُ كَفَّارَةً عَلَى قُرُونِهِ مَرَّةً فِي السَّنَةِ. " (خر 1:30-10).
أما البخور المستخدم فى الصلاة والعبادة؛ فأيضاً كانت له مواصفات خاصة وله قدسية خاصة، حتى أنه لا يجوز الإنسان أن يصنع مثله أو يستخدمه فى منزله.. وقال الرب لموسى:" وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «خُذْ لَكَ أَعْطَاراً: مَيْعَةً وَأَظْفَاراً وَقِنَّةً عَطِرَةً وَلُبَاناً نَقِيّاً - تَكُونُ أَجْزَاءً مُتَسَاوِيَةً. 35فَتَصْنَعُهَا بَخُوراً عَطِراً صَنْعَةَ الْعَطَّارِ مُمَلَّحاً نَقِيّاً مُقَدَّساً. 36وَتَسْحَقُ مِنْهُ نَاعِماً وَتَجْعَلُ مِنْهُ قُدَّامَ الشَّهَادَةِ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكَ. قُدْسَ أَقْدَاسٍ يَكُونُ عِنْدَكُمْ. 37وَالْبَخُورُ الَّذِي تَصْنَعُهُ عَلَى مَقَادِيرِهِ لاَ تَصْنَعُوا لأَنْفُسِكُمْ. يَكُونُ عِنْدَكَ مُقَدَّساً لِلرَّبِّ. 38كُلُّ مَنْ صَنَعَ مِثْلَهُ لِيَشُمَّهُ يُقْطَعُ مِنْ شَعْبِهِ»" (خر 34:30-38).
تاريخ استخدام البخور:
1- "فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا. (تك 21:8)، لعل عبارة "تنسم الرب رائحة الرضا" هى أول إشارة للبخور فى تاريخ الإنسان... حيث صاحب تقديم الذبيحة، رائحة عطرة من أدهان الذبيحة ودخان حريقها.. اشتمه الرب كرائحة بخور يرضى عنها.
2- استخدمته الشعوب الوثنية فى عباداتهم المنحرفة "وَأُبَطِّلُ مِنْ مُوآبَ يَقُولُ الرَّبُّ مَنْ يُصْعِدُ فِي مُرْتَفَعَةٍ وَمَنْ يُبَخِّرُ لِآلِهَتِهِ (أر 35:48)، "وَأُقِيمُ دَعْوَايَ عَلَى كُلِّ شَرِّهِمْ لأَنَّهُمْ تَرَكُونِي وَبَخَّرُوا لِآلِهَةٍ أُخْرَى وَسَجَدُوا لأَعْمَالِ أَيْدِيهِمْ" (أر 16:1)، ثَامَكُمْ وَآثَامَ آبَائِكُمْ مَعاً قَالَ الرَّبُّ الَّذِينَ بَخَّرُوا عَلَى الْجِبَالِ وَعَيَّرُونِي عَلَى الآكَامِ فَأَكِيلُ عَمَلَهُمُ الأَوَّلَ فِي حِضْنِهِمْ. (أش 7:65)، "ذَهَبُوا مِنْ أَمَامِهِمْ يَذْبَحُونَ لِلْبَعْلِيمِ وَيُبَخِّرُونَ لِلتَّمَاثِيلِ الْمَنْحُوتَةِ" (هو 2:11).
ومن الملاحظ هنا أن الله لم يعترض على البخور، ولكنه أعترض على التبخير لآلهة غريبة؛ فالبخور فى ذلك - شأنه شان باقى الوسائط العبادية من ذبائح وصلوات وأصوام وأعياد وغيره - استخدمتها الشعوب استخداماً منحرف لعبادة المخلوق دون الخالق.. وطبيعة الأمر أن استخدامها لهذه الوسائل لا يصبغها بالصبغة الوثنية.. فليست الصلوات تراثاً وثنياً لأن الوثنيين صلوا، وكذلك الأصوام ولا الكنائس لأنهم بنوا معابد، وأيضاً ليس البخور عملاً وثنياً..
3- قننه الله فى عهد موسى النبى للإستخدام المقدس داخل خيمة الاجتماع فى عهد موسى النبى، كما قرأنا فى مقدمة هذا المقال، واستمر الوضع هكذا فى الهيكل أيضاً بعد بنائه فى عهد سليمان الحكيم.. حتى أننا رأيناه فى الهيكل قبيل ولادة السيد المسيح فى قصة زكريا الكاهن "فَبَيْنَمَا هُوَ يَكْهَنُ فِي نَوْبَةِ فِرْقَتِهِ أَمَامَ اللهِ 9حَسَبَ عَادَةِ الْكَهَنُوتِ أَصَابَتْهُ الْقُرْعَةُ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى هَيْكَلِ الرَّبِّ وَيُبَخِّرَ. 10وَكَانَ كُلُّ جُمْهُورِ الشَّعْبِ يُصَلُّونَ خَارِجاً وَقْتَ الْبَخُورِ. 11فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفاً عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ " (لو 8:1-11).
4- قدمه المجوس للرب يسوع المولود ضمن هداياهم النبوية والرمزية، حيث فسر الآباء أن الذهب كان رمزاً لملكوته، والمر رمزاً لآلامه وموته، أما البخور (اللبان) فكان إشارة لكهنوته وألوهيته " ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً (مت 11:2).
5- رأينا حتى الآن أن البخور استخدم فى العبادة الإلهية من عهد موسى النبى حتى زكريا والد يوحنا المعمدان.. وفى نفس الأثناء كان هناك وثنيون يستخدمون نفس البخور فى عبادة منحرفة.. ما الذى يميز البخور الإلهى عن البخور الوثنى؟
أولاً: أنه يقدم لإسم الرب.
ثانياً: أنه يقدم فى أورشليم فى الهيكل وليس خارجه..دعنا الآن نتساءل عما فيهما يتنبأ ملاخى النبى...
"لأَنَّهُ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ وَفِي كُلِّ مَكَانٍ يُقَرَّبُ لاِسْمِي بَخُورٌ وَتَقْدِمَةٌ طَاهِرَةٌ لأَنَّ اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. (ملا 11:1) لاحظ ما تحته خط (كل مكان، الأمم).. هل يتكلم عن بخور (لإسمى) إسم الرب.. فهل هو البخور اليهودى؟ أيضاً لا.. لأنه يتكلم عن (الأمم).. إنه هنا يتكلم بروح النبوة عن البخور المسيحى أى يقدم فى كل مكان لإسم الرب، وليس فى أورشليم فقط أو للأوثان.
6- رأينا فى تسلسل التاريخ أن هناك بخوراً أيام نوح وبخوراً أيام موسى وهارون ثم بخوراً أيضاً فى المسيحية.. فهل هناك بخور فى السماء؟ هذا ما يشرحه القديس يوحنا الرائى إذ رأى أربعة وعشرون قسيساً فى السماء "ولهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب مملوءة بخوراً هى صلوات القديسين" (رؤ 7:5)، وكذلك رأى ملاكاً آخراً جاء "وَجَاءَ مَلاَكٌ آخَرُ وَوَقَفَ عِنْدَ الْمَذْبَحِ، وَمَعَهُ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَأُعْطِيَ بَخُوراً كَثِيراً لِكَيْ يُقَدِّمَهُ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ جَمِيعِهِمْ عَلَى مَذْبَحِ الذَّهَبِ الَّذِي أَمَامَ الْعَرْشِ. 4فَصَعِدَ دُخَانُ الْبَخُورِ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ مِنْ يَدِ الْمَلاَكِ أَمَامَ اللهِ." (رؤ 3:8-4).
إذا فالبخور مستخدم فى عبادة الله منذ البداية وإلى الآن... والسؤال الذى يطرح نفسه الآن...
لماذا البخور؟
1- الإيحاء بحضور الله فى الكنيسة "مَا دَامَ الْمَلِكُ فِي مَجْلِسِهِ أَفَاحَ نَارِدِينِي رَائِحَتَهُ" (نش 12:1). وسحابة دخان البخور تشير إلى أن الله محتجب وغير مرئى.. كما حدث وقت تدشين هيكل سليمان وكان لما خرج الكهنة من القدس، أن السحاب ملأ بيت الرب. ولم يستطع الكهنة أن يقفوا للخدمة بسبب السحاب؛ لأن مجد الرب ملأ بيت الرب. حينئذ تكلم سليمان: "وَكَانَ لَمَّا خَرَجَ الْكَهَنَةُ مِنَ الْقُدْسِ أَنَّ السَّحَابَ مَلَأَ بَيْتَ الرَّبِّ، 11وَلَمْ يَسْتَطِعِ الْكَهَنَةُ أَنْ يَقِفُوا لِلْخِدْمَةِ بِسَبَبِ السَّحَابِ، لأَنَّ مَجْدَ الرَّبِّ مَلَأَ بَيْتَ الرَّبِّ.12حِينَئِذٍ تَكَلَّمَ سُلَيْمَانُ: [قَالَ الرَّبُّ إِنَّهُ يَسْكُنُ فِي الضَّبَابِ. (1مل 10:8-12) إنه يسكن فى الضباب بمعنى أنه غير مرئى وغير مفحوص وغير مدرك.. لذلك عندما ترتفع سحابة البخور بالكنيسة فأنها تنبه أذهاننا إلى حضور الله غير المرئى وسطنا ويصلى الكاهن فى سر بخور عشية قائلاً: "أيها المسيح إلهنا العظيم المخوف الحقيقى الإبن الوحيد وكلمة الله الآب طيب مسكوب هو اسمك القدوس، وفى كل مكان يقدم بخور لإسمك القدوس صعيدة طاهرة".
2- شغل حواس الإنسان بالعمل الروحى.. فلا نكتفى فقط بصلاة العقل بلا تنشغل العيون بالأيقونات البديعة، وتنشغل الآذان بالألحان الشجية والموسيقى الروحية، كما الأنوف برائحة البخور العطرة.. فيرتفع القلب فى هذا الجو الروحى ليسكن السماويات.
3- والبخور فى الكنيسة يشرح ويعبر عن روح الصلاة.. فالإنسان فى ذبيحة التسبيح يقدم أفخر ما لديه: الجهد والوقت والحب... ويطرحها فى حب وتسليم تحت قدس المسيح كالبخور الذى يطرح على الحجر؛ فتتصاعد روائح عطرة تملأ الكون الفسيح برائحة المسيح الذكية لِتَسْتَقِمْ صَلاَتِي كَالْبَخُورِ قُدَّامَكَ. لِيَكُنْ رَفْعُ يَدَيَّ كَذَبِيحَةٍ مَسَائِيَّةٍ (مز 2:141)، والكاهن فى سر بخور عشية يصلى قائلاً: "نسألك يا سيدنا أقبل إليك طلباتنا ولتستقم أمامك صلاتنا مثل بخور"، "نطلب إليك يا محب البشر أن تستنشق طلباتنا التى نقدمها لك مع البخور مثل ذبيحة نوح".
4- وسفر الرؤيا يكشف لنا عن ارتباط البخور بصلوات القديسين (رؤ 8:5، 3:8،4)؛ لذلك كلما ارتفع البخور بالكنيسة يرتل الشعب ذكصولوجيات وتسابيح خاصة بالقديسين، لنتشارك معاً فى الصلاة والتسبيح والفرح بالسيد المسيح مَنْ هَذِهِ الطَّالِعَةُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ كَأَعْمِدَةٍ مِنْ دُخَانٍ مُعَطَّرَةً بِالْمُرِّ وَاللُّبَانِ وَبِكُلِّ أَذِرَّةِ التَّاجِر " (نش 6:3).
5- يرمز البخور أيضاً إلى التطهير من الخطية، وإلى التوبة ورائحة القداسة والبر.. وهذا تعلمناه من قصة حدثت فى العهد القديم حيث تذمر الشعب فأصيبوا بالوباء.. ثُمَّ قَال مُوسَى لِهَارُونَ: «خُذِ المَجْمَرَةَ وَاجْعَل فِيهَا نَاراً مِنْ عَلى المَذْبَحِ وَضَعْ بَخُوراً وَاذْهَبْ بِهَا مُسْرِعاً إِلى الجَمَاعَةِ وَكَفِّرْ عَنْهُمْ لأَنَّ السَّخَطَ قَدْ خَرَجَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. قَدِ ابْتَدَأَ الوَبَأُ» 47فَأَخَذَ هَارُونُ كَمَا قَال مُوسَى وَرَكَضَ إِلى وَسَطِ الجَمَاعَةِ وَإِذَا الوَبَأُ قَدِ ابْتَدَأَ فِي الشَّعْبِ. فَوَضَعَ البَخُورَ وَكَفَّرَ عَنِ الشَّعْبِ" (عد46:16-50).
ولعل هذه القصة هى السر فى أن أبونا يأخذ الشورية ويبخر بها بين الشعب فى الكنيسة... إنها لحظات تطهيرية؛ لذلك يقف الشعب وينحنى برأسه ويعترف سراً بخطاياه ويعود أبونا إلى الهيكل ليصلى (سر إعتراف الشعب)، وفى صلاة بخور باكر يقول أبونا: أقبل إليك هذا البخور من أيدينا نحن الخطاة رائحة بخور غفراناً لخطايانا مع بقية شعبك.
ولعل إشارة البخور إلى التطهير تفسر لماذا يبخر الكاهن يديه قبل أن يمسك القربانة فى القداس.
6- والبخور أيضاً هو شركة مع السمائيين الذين يرفعون أمام الحى إلى الأبد الآبدين.. لذلك عندما يرتل الشعب لحن (أجيوس) قبل أوشية الإنجيل يمسك أبونا الشورية ويضع بها يد بخور ويقف أمام باب الهيكل يبخر.. مشاركاً بذلك السمائيين فى تسبيحهم وبخورهم.
7- أخيراً يجب أن نعرف أن التبخير فى الكنيسة هو عمل كهنوتى لا يجوز للشماس أو الشعب أن يقوم به، فعندما تجرأ قوم قورح وداثان وابيرام وقدموا بخوراً للرب وَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَأَكَلتِ المِئَتَيْنِ وَالخَمْسِينَ رَجُلاً الذِينَ قَرَّبُوا البَخُورَ. " (عد 35:16)، "تذكاراً لبنى إسرائيل؛ لكى لا يقترب رجل أجنبى ليس من نَسْلِ هَارُونَ لِيُبَخِّرَ بَخُوراً أَمَامَ الرَّبِّ فَيَكُونَ مِثْل قُورَحَ وَجَمَاعَتِه" (عد 40:16).
وقيل كذلك عن عزيا الملك أنه "وَلَمَّا تَشَدَّدَ ارْتَفَعَ قَلْبُهُ إِلَى الْهَلاَكِ وَخَانَ الرَّبَّ إِلَهَهُ وَدَخَلَ هَيْكَلَ الرَّبِّ لِيُوقِدَ عَلَى مَذْبَحِ الْبَخُورِ. 17وَدَخَلَ وَرَاءَهُ عَزَرْيَا الْكَاهِنُ وَمَعَهُ ثَمَانُونَ مِنْ كَهَنَةِ الرَّبِّ بَنِي الْبَأْسِ. 18وَقَاوَمُوا عُزِّيَّا الْمَلِكَ وَقَالُوا لَهُ: [لَيْسَ لَكَ يَا عُزِّيَّا أَنْ تُوقِدَ لِلرَّبِّ بَلْ لِلْكَهَنَةِ بَنِي هَارُونَ الْمُقَدَّسِينَ لِلإِيقَادِ. اخْرُجْ مِنَ الْمَقْدِسِ لأَنَّكَ خُنْتَ وَلَيْسَ لَكَ مِنْ كَرَامَةٍ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ الإِلَهِ]. 19فَحَنِقَ عُزِّيَّا. وَكَانَ فِي يَدِهِ مِجْمَرَةٌ لِلإِيقَادِ. وَعِنْدَ حَنَقِهِ عَلَى الْكَهَنَةِ خَرَجَ بَرَصٌ فِي جَبْهَتِهِ أَمَامَ الْكَهَنَةِ فِي بَيْتِ الرَّبِّ بِجَانِبِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ. 20فَالْتَفَتَ نَحْوَهُ عَزَرْيَاهُو الْكَاهِنُ الرَّأْسُ وَكُلُّ الْكَهَنَةِ وَإِذَا هُوَ أَبْرَصُ فِي جَبْهَتِهِ فَطَرَدُوهُ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى إِنَّهُ هُوَ نَفْسُهُ بَادَرَ إِلَى الْخُرُوجِ لأَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَهُ. 21وَكَانَ عُزِّيَّا الْمَلِكُ أَبْرَصَ إِلَى يَوْمِ وَفَاتِهِ وَأَقَامَ فِي بَيْتِ الْمَرَضِ أَبْرَصَ لأَنَّهُ قُطِعَ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ وَكَانَ يُوثَامُ ابْنُهُ عَلَى بَيْتِ الْمَلِكِ يَحْكُمُ عَلَى شَعْبِ الأَرْضِ. 22وَبَقِيَّةُ أُمُورِ عُزِّيَّا الأُولَى وَالأَخِيرَةُ كَتَبَهَا إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ النَّبِيُّ.." (2أخ 16:26-23).
ونال بذلك جزاءً تعديه وعدم احترامه للعمل الكهنوتى.
وَلَكِنْ شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. 15لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ لِلَّهِ، " (2كو2: 14 -15).
المزيد
29 يوليو 2019
لماذا أنا مسيحى؟الجزء الثانى
(4) كمال الأعمال الربانية:
صحيح إن الهدف الرئيسي لمجئ السيد المسيح للعالم ليس هو عمل المعجزات من شفاء مرضي أو إطعام الجموع من سمكتين وخمس خبزات وغير ذلك وإنما الموت عن الخطاة كما قلنا سابقا وأن أعماله الجليلة التي سجلت الأناجيل عدد محدوداً منها قد أكد لنا حبه وأنه هو نفسه الله الخالق (عيون للأعمي) وفي إقامة الموتي بالأمر وهوالشافي لجميع الأمراض حتي تلك التي يصعب علي الطب شفائها حتي الآن وهو المسيطر علي الطبيعة الحية والجامدة انظر كيف أسكت هيجان البحر بالأمر وسار علي الماء وصعد وحده إلي السماء (بعكس قانون الجاذبية)..الخ وأراح التعابي وبإختصار إن أعمال السيد المسيح كلها إعجاز ولم يأت أعظم الأنبياء بمثلها أو بعددها أو بطريقة عملها كما كانت للرب يسرع سيطرة (سلطان) علي الشياطين طرد الأرواح النجسة بكلمة منه) ومعرفته الغيب وأسرار وخفايا القلوب وأفكار ونيات الناس والتنبؤ بما سيحدث قبل نهاية العالم وأعلن بعض ما في السماء من أمور مخفية عن البشرية وهو ما إعترف بع الأعداء قبل الأصدقاء وقد قال المخلص للناس "إن الأعمال –التي أعطاني الآب لأكملها –هي الأعمال هي بعينها التي أنا أعملها وهو مستعد أن يعملها لكل من يطلبها إذا ما توقفت مع مشيئة الله الصالحة (أو لأجل شفاعة ملائكته وقديسيه وشهدائه أيضاً) ولهذا تم تطويب كل من رآه بالجسد وسمع منه بالأذن لأن أنبياء وأبراراً كثيرين –في العهد القديم –كانوا يشتهون ويتمنون رؤياه –له المجد –ولم تتح لهم الفرصة الذهبية لإتمام مثل هذا اللقاء العجيب (مت 16:13-17) ومع ذلك يسمح الرب بلقاء كل نفس مؤمنه به وتشتاق إليه الآن ويعمل الروح القدس في النفس فتستطيع أن تعمل أعمال عجيبة وتثمر عملاً صالحاً باراً وتحتمل الألم الشديد..الخ لأننا بدونه لا نستطيع كل شئ أن نفعل شيئاً (يو 5:15) "وأستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني " (في 13:4) فهو يسند الضعفاء ومعين لكل من ليس له معين وهو الوحيد الذي يقول لكل الأجيال "تعالوا إلي يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم " (مت 28:11) ويقول أيضا لكل ضال:"كل من يقبل إلي لا أخرجه خارجاً (يو 37:6) وهو ما لم يستطيع أن يقوله أي نبي أو رسول أرسله
(5) أعطانا المسيح الفرح الكامل:
في ليلة الصلب تحدث الرب –بصراحة عما سيجابهه تلاميذه وخدامه من الآم شديدة من من أجل الإيمان بعد رحيله عن العالم ولكنه وعدهم بإرسال الروح القدس المعزي لهم من اعند الآب لكي تمتلئ به النفوس المؤمنه وتتمتع بمواهبه الهامة لنجاح الخدمة ولتستفيد بثماره الكثيرة من محبة وفرح وسلام وطول أناة وصلاح ولطف وبر ووداعة وتعفف ومزيد من الإيمان (غل 22:6-23) وكان له المجد قد قال لهم من قبل أنه يرسلهم للخدمة أنهم كغنم وديعة وسط ذئاب مفترسة ولن يخافوا لأن الراعي الصالح سيكون معهم ويدافع عنهم فمتي أسلموكم للمحاكمة فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم (الروح القدس) الذي يتكلم فيكم " (مت10) وأعطي الرب يسوع أولاده الطمئنينة وقال:لا تضطرب قلوبكم..في بيت أبي منازل كثيرة (درجات) كثيرة أنا أمضي أعد لكم مكاناً وإن مضيت وأعددن لكم مكانا آتني وأخذكم حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً ولكنني سأراكم أيضا فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم " (يو 17:14) وهكذا تمتع أولاد الله بفرح روحي داخلي دائم من عمل الروح القدس في النفس وهو يختلف عن فرح العالم المادي والمؤقت والذي يتذبذب حسب الظروف وخير دليل علي ذلك أنهم تعرضوا للتعذيب علي أيدي الرومان بنحو أربعين نوعاً من العذابات البدنية والنفسية التي لا يستطيع أن يتحملها البشر ولكن الرب اذي لم يمنع عنهم بركات الألم وقف بجوارهم وسندهم وعزاهم حتي أنهم كانوا يندفعون إلي أقصي الولاة لإعلان الإيمان والإلحاح عليهم أيضا بتعذيبهم حتي موتهم لأن الروح القدس عزاهم جداً وأعطاهم عربون الحياة الآبدية في الدنيا وهو ما لا يوجد في أي دين آخر علي الأرض
وهو ما أوضحه السيد المسيح في صلاته الشفاعية وقال "أيها الآب القدوس احفظهم في اسمك..ليكونا واحداً كما نحن..ليكون لهم فرحي كاملاً فيهم..لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير..أنا فيهم وأنت في ليكونوا مكملين إلي واحد" (يو 17) وقد تم وعد الله وانسكب الروح القدس علي كل المؤمنين من الجنسين يوم الخمسين وفرح الرسل بالآلام والسلام كما سجله القديس لوقا في سفر أعمال الرسل وقال "دعوا الرسل وجلدوهم وأما هم فذهبوا فرحين –من أمام المجمع –لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه وكانوا لا يزالون (رغم كل هذه الآلام) كل يوم في الهيكل وفي البيوت –معلمين ومبشرين بيسوع المسيح (أع40-42) والمؤمن الحكيم لا يتعقد من الظلم ولا من الاضطهاد ولا من المعاناة من أجل إيمانه وأمانته بل يفرح جداً بكل بركات الألم وسيسند الروح القدس كل نفس تتألم ونشكر الرب وتدعو للظالمين بالخلاص من ظلمهم (لا أن تدعي الرب للإنتقام منهم لأنهم مرضي بالروح وفي حاجة علاج لا عقاب
(6) أعطانا الأسرار المقدسة الكاملة والمكملة:
من أعظم نعم الله التي تتميز بها المسيحية عن غيرها تمتع المؤمنين بها "بأسرار الكنيسة السبعة "ونتائجها العظيمة للنفس والغير وعلي رأسها سر المعمودية حيث يولد المسيح ولادة جديدة من الماء والروح ويتخلص من الخطية "الجدية التي ورثتها ذرية أدم كمرض روحي وهي الديانة الوحيدة التي تقدم العلاج الحقيقي لهذه المشكلة الروحية وفي سر التوبة يجلس الخاطئ مع جلسة مصالحة طالباً رحمة الله ثم يتقدم بإيمان تام إلي المستشفي الروحي (الكنيسة) حيث يلتقي التائب مع الرب يسوع طبيب الروح والجسد فيسكب أمامه دموعه ويعلن توبته الحقيقية وندمه الشديد عما فعله وبصلوات الكاهن يرحمه الله من كل آثامه وذنوبه وشروره وخطاياه ثم يتقدم للتناول من السر الأقدس دواء وشفاء وعزاء للنفس ويشتعل الروح القدس فيه بالأكثر بممارسة باقي وسائط الخلاص من صوم وصلاة وعطاء وخدمة وقراءات روحية ومطانيات وتسبيح وترنيم وتأملات..الخ فيزداد فرح النفس وتتقدس وربما تتكرس لخدمة الرب والشعب في سر الكهنوت المقدس أو الوحدة بالبرية أو يقدس نصف الوقت للعبادة والخدمة مع العمل لطعام الجسد ويمكن للمريض الجسدي أن يدعو رجل الله لكي يعترف بخطاياه ويشفيه الله منها ومن مرض الجسد بصلاة مسحة المرضي إذ رأته عناية الرب أو علي الأقل يتمتع المريض بالإنعتاق من عبودية الخطية وهو الأهم من كل مرض للجسد الترابي وترتفع المسيحية بقمة الكمال والجمال في سر الزيجة المقدس الذي به تقام أسرة مسيحية مؤسسة علي صخرة المسيح ولا تتأثر بمتاعب الدنيا الكثيرة إذ يربط الروح القدس بين الشريكين برباط المحبة والإخلاص والوفاء والأمانة وغيرلاها من الفضائل المتميزة بها الأسرة المسيحية وتقوم الأسرة المسيحية علي أساس وجود المسيح في البيت المقدس والمكرس للعبة والحب للرب لأنه "حيثما اجتمع إثنان أو ثلاثة باسمي هناك أكون في وسطهم (مت 20:18) ولذلك يتم اختيار الشريك المبارك الممتلئ نعمة والذي له علاقة قوية بالله وبكنيسته والمرتبط باجتماعاته وخدمته (بالوزنة المعطاه له من الله) وتكون الشريكة "الأمينة "معينة لزوجها كما حدده الله للإنسان منذ بدء الخلق وتشاركه كل أفراحه وأحزانه ويتقاسمان معا متاعب الدنيا فتخف أثقلها (جا 9:4-12) ولا تتكون زيجة مسيحية سليمة علي أساس مادي جسدي أو جنسي فقط كما يفعل أهل العالم لأنها ستكون حتما مثل بيت مبني علي الرمل يسط بسرعة وبسهولة متوقعة من أول تجربة صعبة (مت 27:7) وبندم الشريك ولكن لا ينبغي له أن يلقي بالمسئولية علي الله فالزواج ليس قسمة ونصيب كما يزعم البعض بل هو إختيار بحكمة ويطلب النعمة وبمشورة القريب والغريب وسؤال الرب وخدامه والبحث والإستقصاء –لفترة طويلة قبل وبعد مشروع الخطبة ولا يلومن أحد سوي نفسه كما قال القديس يوحنا ذهبي الفم
وتبلغ الأسرة كمالها وجمالها بتفيذ مفاهيم وتعاليم المسيح السليمة
عن الحب الروحي والمضحي وعن مساندة الشريك للضعيف الآخر وعن عدم التخلي عن الشريك المريض بالروح أو بالجسد والصلاة من أجله إلي أن يسترد صحته الروحية والجسدية وأن تدنيس الرباط المقدس يكون بدخول طرف شرير ثالث بينهما وهو السبب الرئيسي (الخيانة)لفصم عري هذا الزواج المقدس علاوة الزنا الروحي بترك أحدهما الإيمان المسيحي عندما يغوي إبليس طرفا ً ضعيفا ً روحيا لبيع مخلصه بغباء من أجل لذة عابرة وغيرها من أمور العالم الفاني ويندم الغبي إلي الآبد ولا يمكن منطقياً لمن يغضب الرب ويترك أو يخالف شريعة الكمال أن يشعر براحة بال بسعادة حقيقة بأية حال من الأحوال وهو أمر مؤكد للكل وأسألوا المجربين البين عن الله ووصاياه
الخاتمة:
والخلاصة أن المسيحية الجميلة بما فيها من سمو في الروحيات وفي الإجتماعات والصداقات الروحية وفي التعاليم العظيمة هي حقاً ديانة الجمال والكمال ومن يشك في هذا المقال عليه أن يدرس كتابها وما يحتويه من أقوال وأفعال تدعو للسعادة الحقيقية والأستقرار والهدوء والسلام النفسي والاجتماعي أيضا وهو ما إخترته الملايين ووصل أتباع هذا الدين العظيم إلي نحو من ثلاثة مليارات من سكان عالمنا المعاصر ويزدادون كل يوم بعمل الروح القدس في كل نفس تؤمن وتعتمد وتخلص
وختاماً تعلمنا الكنيسة القبطية في صلوات (ومزامير الساعة الأولي من النهار (صلاة باكر بالأجبية) كيف يومنا بكل آلامه وآماله وكيف نتعامل مع الناس ومختلف الأجناس بتلك الكلمات الجميلة التي نطق بها الروح القدس علي لسان القديس بولس وقال
"أطلب إليكم أن الأسير في الرب (في سجن روما أجل الإيمان) أن تسلكوا كما يحق للدعوة " (المسيحية التي دعيتم بها بكل تواضع ووداعة وبطول أناة محتملين بعضكم بعضاً في المحبة مجتهدين (مسرعين تحفظوا وحدانية الروح برباط سلام "
وليتنا نستمع بالأكثر ونستمع بتلك أيضا الوصايا الجميلة والكاملة:"لا تسلكوا فيما بعد كما يسلك سائر الأمم (الأشرار) ببطل ذهنهم إ هم مظلمو الفكر ومتجنبون (بعيدون) عن حياة الله (المقدسة) لسبب الجهل الروحي)الذي فيهم بسبب غلاظة قلوبهم
"لا يسرق السارق والعاطل فيما بعد بل بالحري يتعب (يكسب العيش) عاملاً الصالح بيديه (لتوفير المال) وليكون له أن يعطي من له احتياج "
"لا تخرج كلمة ردية من أفواهكم بل كل ما كان صالحاً للبنيان (لا للعثرة) كي يعطي نعمة للسامعين ولا تحزنوا روح الله القدوس
" لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ. (لؤم أو مكر) وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضاً فِي الْمَسِيحِ. فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاَللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ، 2وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضاً وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَاناً (لخلاصنا) وَذَبِيحَةً لِلَّهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً. " (أف 5-4)
المزيد
28 يوليو 2019
لماذا أنا مسيحى؟
المسيحية هي ديانة الكمال "قد أكمل "
"تم جميع «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ " (لو 44:24)
تمهيد:
المسيحية قد شهد لها الأعداء قبل الآبناء والأصدقاء بأنها أكمل وأعظم تعاليم السماء علي الأرض كما قال الزعيم الهندي "غاندي " وغيرة ممن قرأوا الإنجيل وتعرفوا عن قرب عن سيرة وأعمال الرب يسوع واكتشفوا مجالات عظيمة وكماله المطلق الذي به تفوق علي كل الأنبياء والرسل
ولم يستطيع علماء اليهود وكبار رجال دينهم أن يردوا علي تحديه لهم بقوله:" مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ " (يو 46:8)؟ بينما سجلت الكتب المقدسة أخطاء الأنبياء والخدام بكل جلاء في العهدين وذكرت ضعفاتهم أجمعين.
وفي الرب يسوع نري الكمال والجمال وعظمة الحب العملي وجليل الأقوال والأعمال التي لا تضارع وهو ما نناقشه بعد قليل للتدليل علي عظمة الإيمان المسيحي وكمال تعاليمه وعباداته وسمو رسالته وممارساته وحلاوة تقاليده وعاداته وفهمه السامي للفضيلة وكيفية تنفيذها وكشفه الواضح عن أسباب الشر والخطية وعلاجه الوحيد لنتاجها وآثارها الضارة علي النفس والروح والجسد وقد كسبت المسيحية الملايين من البشر ولا تزال تضم اليها –كل يوم – الكثيرين من كل العالم بالحب البازل وليس بالغضب أو بالعنف
(1) السيد المسيح هو المثال الكامل لكل الأجيال:
إنها دعوة للقارئ –ولكل نفس في هذا العالم –أن تتأمل في حياة وآلام الرب يسوع وكيف ألزمه حبه أن يأتي ليفدي البشرية الخاطئة – ويسدد الدين لكل خاطئ حزين كان مصيره المحتوم الهلاك هنا وهناك.
وعلي كل إنسان غير متحيز أن يعرف ما سجلته التوراة والإنجيل والقرآن عن السيد المسيح من صفات تفوق طبيعة عن السيد المسيح من صفات تفوق طبيعة البشر في الخلق وفي السلوك والخلق العظيم وكذلك كل ما نراه في حياته البسيطة وعدم تعلقه بأمور الدنيا الفانية مثل ميلاده من بتول متواضعة وفي مكان وضيع وعاش فقيراً في المال وغنياً بلا حدود في النعمة وفي البر والتقوي والفضيلة الجميلة وفي زهده في المأكل والمشرب والمسكن فلم يكن له – في الواقع – أين يسند رأسه كما أعلنه بنفسه (مت 10:8) ولم ينظر لمملكته أرضية ولم يأتِ السيد المسيح –كبقية أنبياء العهد القديم – مهدداً ومتوعداً الخطاة بهلاك محتوم بل جاء ليساعدهم وينتشلهم من وحلهم ويسامحهم علي عظم آثامهم ويشجعهم علي ضرورة سلوك طريق الفضيلة من جديد "وجاء طبيباً شافياً وليس قاضياً
وقد علم الرب – بالقول وبالعمل الفعلي -أن الخاطئ مريض يحتاج علاج لا عقاب لا توبيخ ولا تجريح ولا لوم بل صلاة وإرشاد وطبق السيد المسيح هذه السياسة علي كل من تقابل معهم من صرعي الخطية وأعطاهم الأمل في النجاة لو بدأوا معه سلوك طريق الحياة الجديدة. وها هو يتعامل بحب وبكلام رقيق جداً مع السامرية ومع المرأة الزانية ومع زكا القاسي القلب ومع بطرس بعد إنكاره له.وحتي مع يهوذا الذي خانه فلم يوبخه أو يعنفه بل كان مستعداً أن يقبل ضعفه وأن يصفح عنه لو تاب عن زلته ولكنه يأس من رحمة الله ففقد الحياة وأضاع أخراه مثل كثيرين جداً من الجلاء روحياً ومن المعاندين الأغبياء في كل زمان ومكان علي الأرض.
(2)المسيح أكمل الفداء كما قررته السماء وشهد به كل الأنبياء:
لا ينكر أحد أن الإنسان الأول قد أخطأ بإرادته وخالف وصية الله واستحق الشقاء والعقاب الأرضي والآبدي وإذا كان الله عادلاً جداً فهو أيضاً رحيم جداً وكيف تحل هذه المشكلة المعضلة؟وهل بسهولة يمكن أن يقول الرب لآدم "مغفورة لك خطاياك؟" وإن كان الله قد غفر له خطاياه – التي لم يتب عنها فعلاً –فلماذا طرده من الجنة الأولي؟ولماذا يعاني –مع ذريته –من نتائج وراثة ارض الخطية وآثارها الردية ويستحق الحكم العادل "بالموت "الهلاك الآبدي؟
وهو أمر عادل بسبب كسر قانون السماء والإساءة إلي قداسة الله الغير حدود لذلك فقد وعد الرب آدم بخلاصه وذريته من عبودية إبليس وسداد الدين الروحي الكبير الذي لم يستطيع أن يدفعه وها هو موقف "القاضي "العادل الذي قد يفاجأ ذات مرة بوجود ابنه –متهماً أمامه بالسلب والنهب –واقفاً في قفص الاتهام بلا مال ولا تعليل مقبول؟ لقد كان لابد أبد يحكم هذا القاضي علي ابنه المدين المسكين حسب قانون العدل الذي يطبقه ويقوم هذا القاضي بنفسه بسداد دين ابنه الثقيل جداً ويحرره من السجن الدائم ولهذا فقد طالب الأنبياء الرب يإنقاذهم من الهاوية التي كان يلقي بهم فيها الشيطان وجاء "إبن الرب "الذي بلا خطية ليفدي البشرية ويخرج أرواح مؤمني العهد القديم من سجن الجحيم ويفتح لهم أبواب الفردوسي انتظاراً ليوم الدين لدخول الملكوت مع المفديين في العهد الجديد الطائعين لوصايا الله ويدخله كل منهم حسب درجة عمله الروحي.وليس أمر الفداء وموضوع الخلاص من إبتداع المسيحية بل هو أساس التوراه ورموز ذبائجها القديمة التي كان يقر ويعترف الخاطئ بذنوبه علي رأسها وتذبح في الهيكل فداء عنه لأنه " وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ! " (عب 22:9) وأكد الرب يسوع – في عدة مناسبات –علي أنه جاء خصيصاً لإتمام فداء الإنسان وأعلن ذلك مراراً لرسله وأصر لي إتمام هذا المشروع الروحي رغم إعتراض القديس بطرس عليه (مت 22:16) وخلال أكله خروف الفصح مع رسله مساء خميس العهد –أعلن لهم عن بدء المسيرة –نحو جبل الجلجثة –حيث يتم صلبه وقال لهم بوضوح "ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ (مر21:14) ولكي تكمل نبوات الكتب (العهد القديم "وكان القديس مار متي الإنجيلي البشير يدعم ما سجله من سيرة وأعمال السيد المسيح بنصوص كثيرة من التوراة وأقوال أنبياء العهد القديم ويكتب ويقول كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ..ألخ (مت 22:1،:5) ولكي يتم ما قيل بالأنبياء..الخ (مت 35:13) ويذكر لنا القديس مار يوحنا الحبيب أنه حينما إلتقي الرب يسوع بالمرأة السامرية الخاطئة – لكي يخلصها وشعبها – حضر إليه تلاميذه –حاملين الطعام الذي اشتروه –وطلبوا منه أن يأكل معهم فأعن –له المجد –أن له هدفاً أهم جداً من طعام أو شراب الجسد وقال لهم عنه:طعامي (الهدف الذي يشبعني) أن أعمل مشيئة (الآب) الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ. (يو 34:4) وسجل لنا القديس لوقا الإنجيلي ما نصه وحين تمت الأيام لارتفاعه (علي الصليب)ثبت (المسيح) وجهه (هدفه) لينطلق إلي أورشليم " (لو 51:9) استعداد للآلام وإتمام الفداء العجيب علي عود الصليب كما يذكر القديس لوقا البشير أنه قبل القبض عليه جاء بعض اليهود لكي يبتعد عن أورشليم حتي لا يقتله هيرودس الملك الجبار والمكار فقال لهم المخلص بكل شجاعة: «ﭐمْضُوا وَقُولُوا لِهَذَا الثَّعْلَبِ: هَا أَنَا أُخْرِجُ شَيَاطِينَ وَأَشْفِي الْيَوْمَ وَغَداً وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أُكَمَّلُ. (لو31:13-32) ويروي القديس مار متي أنه عندما مضي يسوع إلي بستان جسيماني (شرق القدس)وجاء يهوذا الاسخريوطي (تلميذه الخائن) مع جمع كثير من الجنود بسيوف وعصي لقيض عليه وتقديمه للمحاكمة لم يوافق السيد المسيح علي تصرف القديس بطرس عندما إندفاع بسرعة –وقطع أذن عبد رئيس الكهنة بسفه –فأبرأه بحبه العملي وأعلن للرسول بطرس أنه كان في استطاعته أن يطلب فوراً إثني عشر جيشاً من الملائكة لإبادة كل بني إسرائيل وكل قوات الرومان ولم يفعل بالطبع لأن ذلك سوف يفسد هدفه في الموت عن البشر وإنما خلاصهم ثم قال له المجد لبطرس متسائلاً "فكيف تكمل الكتب " (تتم نبوات الهد القديم): أَنَّهُ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟ (الفداء) (مت 54:26) ثم أعلن المخلص لمن جاءوا إليه من الجنود –وغيرهم – أنه كان من السهل عليهم أن يقبضوا عليه في الهيكل أثناء تعليمه للناس هناك ثم أضاف قائلاً: "وأما هذا كله (القبض عليه) فقد كان لكي تكمل (نبوات) كتب الأنبياء " (مت 56:26) وكان يسوع له المجد قد تنبأ لبطرس الرسول عن إنكاره له – أثناء محاكمته الغير قانونية والظالمة ليلاً –قبل أن يصيح الديك (وهو ما حدث فيما بعد رغم إصرار القديس بطرس أنه لن يفعله ويدل علي علم الله في المستقبل) وقد أكد الرب علي أنه سيصلب مع لصين مجرمين وقال لرسله:لأني أقول لكم:أنه ينبغي أن يتم في أيضا هذا المكتوب (أش12:53) وأحصي مع أثمة (لو 34:22،37) وفي صلاته الشفاعية والوداعية – عن تلاميذه وعن كل شعبه ليلة صلبه طلب المخلص من الآب –أن يفيض عليهم بالروح القدس المعزي ثم قال له "العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكلمته " (4:17) وسجل القديس يوحنا الإنحيلي – كشاهد عيان –أنه قبل صلب الفادي إقترع الجنود الرومان علي من يأخذ ثيابه؟ وعلق البشير علي هذا العمل بأن هذه اقسمة كانت مكتوبة (مز 18:22) وبذلك تمت في حينه (يو 24:19) وكذلك علق القديس علي عدم كسر الجند ساقي السيد المسيح بعد موته علي الصليب بأنه "لكي يتم هذا أيضا كما هو مكتوب " (مز 18:22)... (يو 36:19) وبعد ما تم صلب الحبيب علي عود الصليب قام بالإهتمام بأمه البتول "مريم " بتسليمها للقديس يوحنا الحبيب لتعيش في بيته بأورشليم وقد قبل هذا الكنز الروحي العظيم وسجل لنا في إنجيله ما يلي "بعد هذا رأي يسوع أن كل شئ قد كمل..وقال "قد أكمل ونكس رأسه وأسلم الروح " (يو 28:19-30) وبذلك كمل الفداء والخلاص لكل الناس ولكل من يقبله فادياً خاصاً له وبعد صعود السيد المسيح إلي السماء تحدث القدس بطرس الرسول مع زملائه الرسل الإحدي عشر عن خيانة وموت يهوذا الأسخريوطي وقال:"كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقال بفم داود عن يهوذا.. (مز 9:41)..." (أع 16:1) وخاطب القديس بطرس اليهود أورشليم شارحاً لهم مجئ الخلص الحقيقي وهدف صلبه ثم قيامة حيا بقوة ذاته ثم قال:"والآن –أيها الأخوة – أنا أعلم إنكم بجهالة عملتهم – كما رؤسائكم أيضا وأما فما سبق وأنبأ به بأفواه جميع أنبيائه أن يتألم المسيح قد تممه (أع 1:3-7) وشرح القديس بولس الرسول لليهود المجتمعين في مجمع إنطاكيه بسيديه (بآسيا الصغري) كل ما تحدثت عنه نبوات العهد القديم من أن السيد المسيح الذي جاء، وصلب وقام من الأموات هو نفسه:" الذي يأتي من نسله داود حسب الموعد " (مز 11:132) وأضاف قائلاً لهم:"ولكن رؤساء الكهنة في أورشليم تمموا أقوال الأنيباء التي تقرأ – كل سبت – إذ حكموا ليه ومع أنهم لم يجدوا علة واحدة (فيه) للموت طلبوا من بيلاطس (الوالي) أن يتقبل ولما تمموا كل ما كتب عنه (في العهد القديم) أنزلوا عن الخشبة (الصليب) ووضعوه في قبر ولكن اله (الآب)أقامه من الأموات "واستطرد الرسول قائلاً:"ونحن نبركم بالموعد (الوعد)الذي صار لآبائنا أن الله قد أكمل هذا الفداء)لنا نحن إذ أقام يسوع كما هو مكتوب..الخ " (أع 1:13-34). وفي رسالته إليإلي العبرانيين قال القديس بولس الرسول عن الفادي العظيم " مَعَ كَوْنِهِ ابْناً (لله)تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ. 9وَإِذْ كُمِّلَ صَارَ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ سَبَبَ خَلاَصٍ أَبَدِيٍّ(يقبلون دعوته) (عب 9:5) وبعدما ذكر لهم سلسلة من أبطال الإيمان من أنبيائهم القدامي ونماذج من عذابات إخوتهم شهداء العهد الجديد (عب 11) دعا الكل إلي التمثل بهم في إيمانهم (عب 7:13) وعلي رأسهم " رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِيناً بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ. الخ (عب 12) وهكذا صار القديس بولس لرسول في جهاده إلي النهاية (من أجل إتمام الخدمة ونشر كلمة الخلاص)علي درب الصليب مثل بقية الرسل والخدام المجاهدين –وأعلن لتلميذه الأسقف تيموثاوس (اسقف أفسس) في رسالته له قبل استشهاده في روما بعد قليل (67م) قائلا:"فإني الآن أُسكب سكيباً ووقت إنحلالي قد حضر للرحيل من العالم للفردوس) قد جاهدت الجهاد الحسن –أكملت السعي الجهاد في نشر كلمة ملكوت الله علي الأرض حفظت الإيمان (سليماً) وأخيراً وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي –في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبونه عند ظهوره (مجيئه الثاني أيضا" (2تي 6:4-8) وختاماً لهذه النقطة نذكر أن الرب يسوع –له المجد قد أظهر للقديس يوحنا البشير بعض أمجاد أورشليم السمائية المعدة للمؤمنين المفديين ثم أعلن له ما سجله الإنجيلي في رؤياه ما يلي " «قَدْ تَمَّ! أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. " (رؤ 1:21-6) وبالطبع لا قبلة لولا بعده كمال لما فعله الفادي في الدنيا وما أعده أيضا لأولاده في السموات من ملكوت أبدي سعيد وكامل وشامل
(3) كمال التعاليم والأقوال:
أعظم وأكمل تعليم في العالم ذاك الذي قدمه الرب يسوع للعالم وبهتت به الجموع (مت54:13) وقد طور يسوع مفاهيم الشريعة القديمة ليصل بها إلي حد الكمال المطلوب كما قال لسامعيه علي الجبل "«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. " (مت 17:5) وهكذا أوضح الرب في تعاليمه العظيمة من هم المطوبون من الله في دنياه وسماه – وعنكيفية البعادات والمماراسات الروحية ليس بالفرض أو الحبر والإلو\زام بل بمقاس الحب والإتضاع والخفاء والعمق: إن كنتم تحبونني فإحفظوا وصاياي (يو 15:14) وبعيداً عن المظهرية والسطحية والطقوس الجامدة ووضع مفاهيم جديدة للحب ليس علي أساس الأنانية بل الامحبة القائمة علي البذل والتضحية:ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه (يو 13:15) وقدم المعلم الأعظم المثال العملي للحب المثالي بالصليب والرحمة والإتضاعي الحقيقي بغسل أرجل تلاميذه وغفرانه لمن عذبوه وصلبوه وعندما إمتنع القديس الشهيد يوحنا المعمدان عن تعميده بسبب عظم قدره ومركزه الإلهي طلب منه الفادي بكل إتضاع أن يسمح له بالعماد (مثل باقي الناس الخطاة) وقال إسمح الآن لأنه ينبغي بنا أن نكمل كل بر (مت 15:3) كما قدم تعليمه للناس في قالب تربوي صالح لكل المستويات ويقوم علي أساس ذكر الأمثلة المستمدة من البيئة المحلية ثم شرحها بعمق أكثر – لتلاميذه الأخصاء وعلم بأن العظمة الحقيقية لا تكمن في السلطة والغني والمال ومناصب العالم وإنما في الإتضاع والمسكنة بالروح والخدمة (مت 19:5) وبساطة الأطفال وفي الصفح عن الإساءات وتقديم الخير للغير والصلاة من أجل المسيئين وضرورة "تنقية القلب " من دنس الخطية وعدم تعلق المؤمن بالله في نفس الوقت وفي نفس المجال كانت دعوة السيد المسيح إلي الكمال الحقيقي بعدم إنشغال المرء أكثر من اللازم بمحبة العالم إذ طلب له المجد من شاب غني كتدين أن ينمو أكثر في طريق الكمال الروحي بنبذ محبة المال ولكنه كان غير حكيم بما فيه الكفاية لأنه ظل يفضل عطايا الله عن رضاه فعاش حزيناً رغم توفر الأمور لديه (لو 16:19-22) بينما نما البقديس أنطونيوس في طريق الكمال الروحي مبتدئا بتوزيع كل ثروته علي المحتاجين ومكرساً قلبه ووقته للعبادة والجهاد الروحي وخلاص الآخرين أيضاً فنال الملكوت السعيد وإدانة النفس بدلا من إدانة الغير وطلب الحكمة واقتناء النفس بالصبر والإيمان واعتبار الألم "بركة عظمي (فيلبي 29:1) كما تضمنت تعاليمه مفاهيم سليمة للملكوت الآبدي القائم علي أساس روحي في عشرة الرب وملائكته وشهدائه وقديسيه وخدامه الأمناء وليس متع جسدية وأعلن أن التعاليم الدينية والتأملات الروحية تنير الذهن وتهذب القلب وتعين المؤمن علي الوصول إلي الحياة الفضلي وإلي الكمال الروحي أي النمو الروحي التدريجي بوسائط النعمة المختلفة "إلي ملء قامة المسيح " (أف 13:4) الوصول إلي درجة ممتازة من النمو في النعمة بالنعمة والجهاد الوحي ومن تعاليم الفادي التأكيد علي الحياة الروحية المعتدلة والتوازن بين مطالب الروح والجسد وبين العبادة والعمل مع أفضلية التكريس بالطبع والتأكيد علي خطورة العثرة علي النفس والغير وأهمية القدوة الصالحة للصغار والكبار وخطورة العثرات وضرورة السلوك بضمير صالح أمام الله والناس (أع 1:23) أي السلوك بأمانة حتي الموت (رؤ 10:2 وفي كافة الظروف وفي كل شئ القليل والمثير أي أمانة نحو الله ونحو النفس السعي لخلاصها وأمانة نحنو الأسرة ونحو الكنيسة وطقوسها وإيمانها المسلم مرة من القديسين وأمانة الإنسان أيضا في ماله وفي عمله وفي علاقته بالآخرين..الخ وقامت تعليمة العظيمة علي الإيمان والأعمال الصالحة معاً والتأكيد علي غربة الإنسان في الدنيا وضرورة الإستعداد للرحيل المفاجئ منها والتدرب علي الجدية وعلي قبول الوضع الصعب وفهم طبيعة الحياة والناس كبشر ضعفاء ومفهوم القوة في الحب وليس في الضرب وأن العنف ضعف وتتركز تعليم الكمال علي ضرورة حدوث التغير الداخلي عن طريق تغيير الفكر بتجديد الذهن (رؤ 2:12 أف 23:4) لا بتجديد الثياب (المظهر الخارجي)والتلمذة الدائمة لإكتساب الخبرة والعلم الجيد من رجال أمناء كما يعلمنا المخلص أنه ينبغي حل المشاكل بالمناقشة المنطقية الهادئة القائمة علي الإقتناع بالأدلة بدلا من الغضب والثورة أو العاطفة الهوجاء التي تدل علي الجهل المطبق متمثلين في ذلك بالري يسوع الذي كان يقدم الدليل الملموس والمثال الواضح الذي يقنع الغير ويقود إلي قبول لرأي الآخر وإلي حلول السلام في النهاية وغير ذلك من التعاليم العظيمة التي تضمها الأناجيل وبقية أسفار العهد الجديد التي ندعو الآن كل واحد لدراستها بتأمل وعمق ورغبة في الإستفادة الفعلية وحتماً سيجد فيها متعة ونعزية وعلماً نافعاً للنفس والروح والجسد ويشير القديس يعقوب الرسول إلي أن السيد المسيح "قد أعطانا الناموس الكامل ناموس الحرية " (يع 25:1) فهو الوحيد الذي يمكنه أن يحرر المرء من شهواته ومن خطاياه ويمتعه بالنمو بعد التحول من حياة النجاسة إلي حياة القداسة ويؤهله لفردوس الموعود كما يقول القديس بولس "أعد لنا المسكن الأعظم " (عب 11:9) علما بأن تعاليم المسيح توضح أن العبودية الحقيقية هي في سيطرة الخطية والعادات الردية علي الخاطئ الذي يسمع الصوت إبليس ولأعوانه من أصدقاء السوء ومن وسائل الإعلام العالية الفاسدة والمغرضة فإلجأ إليه تجد المساعدة لديه
وللحديث بقية
المزيد