المقالات
27 يوليو 2019
بطرس والرب يسوع
"قال لسمعان أبعد إلى العمق وألقوا شباككم للصيد" (لوقا٤:٥).هذا ما قاله الرب يسوع المسيح لسمعان بطرس وشركائه. كان المسيح قد استعمل سفينة سمعان بطرس الصغيرة فأراد مكافأته على ذلك وكان بطرس وشركاؤه قد قضوا الليل كله يحاولون صيد السمك ولم يمسكوا شيئا والآن وفي وضح النهار نرى يسوع إبن النجار ومعلم الدين هذا يأمر بطرس أن يحاول الصيد مرة أخرى لقد كان بحر الجليل مألوفا لصيادي الأسماك. وكانت بعض المدن قائمة على شواطئهوكان كثيرون من الناس يعيشون من صيد الأسماك بإلقاء شباكهم في مياهه وسمعان بطرس من بيت صيدا كان قد اعتاد أن يصطاد الأسماك في بحر الجليل مع أخيه أندراوس. ويوحنا المعمدان يقول عن يسوع: "هوذا حمل الله" (يوحنا٣٦:١) فأحضر أندراوس أخاه سمعان إلى المسيح الذي أعطاه اسما جديدا وهو كيفا أو بطرس وهما كلمتان كل منهما تعني صخرة أو صفاة. ونجد في الكتاب المقدس أن الصخرة هي رمز لله، لذلك فإن يسوع بإعطائه سمعان هذا الاسم عنى أن سمعان سيصبح إبنا لله وشريكا في الطبيعة الإلهية (٢بطرس٤:١)وهنا على بحر الجليل يأمر يسوع سمعان أن يحاول الصيد مرة أخرى.
وعندما أطاع بطرس وشركاؤه أمر يسوع اصطادوا سمكا كثيرا جدا مما دهش له بطرس حتى أنه قال ليسوع: "اخرج من سفينتي يا رب لأني رجل خاطئ" (لوقا٨:٥). بيـد أن يسوع قال لسمعان بطرس أن لا يخاف وطلب إليه أن يتبعه. وبعد قليل جعله أحد الرسل الإثني عشر (لوقا١٤:٦) وهكذا نال بطرس صياد السمك البسيط إمتيازا مدهشا وهو السير مع الرب يسوع المسيح مدة ثلاث سنين. ومن أعظم اللحظات في حياة بطرس تلك اللحظة التي إعترف فيها بالمسيح أنه إبن الله. لقد سأل يسوع تلاميذه مرة: من تقول الناس أن إبن البشر هو؟ فقالوا، قوم يقولون أنه يوحنا المعمدان وآخرون أنه إيليا وآخرون أنه إرميا أو واحد من الأنبياء "وانتم من تقولون أني أنا؟ فأجاب سمعان بطرس وقال أنت هو المسيح إبن الله الحي" (متى١٥:١٦و١٦). فامتدح الرب يسوع بطرس على ذلك لأنه كان إعلانا خاصا له من الأب السماوي. ثم أنه وعد ببناء كنيسته وأعطى بطرس مفاتيح ملكوت السماوات، أما بطرس فلم يكن دائما ينطق بالكلمات التي أعطاها له الله. ففي الفصل نفسه بالذات أخبر يسوع تلاميذه أنه ينبغي أن يقتل وفي اليوم الثالث يقوم، فلم يستطع بطرس أن يفهم كيف أن إبن الله ملك إسرائيل يمكن أن يقتل فقال: "حاشا لك يا رب لا يكون لك هذا. فالتفت وقال لبطرس اذهب عنّي يا شيطان. أنت معثرة لي لأنك لا تهتمّ بما لله لكن بما للناس" (متى٢٢:١٦و ٢٣لم تكن هذه هي المناسبة الوحيدة التي أخطأ فيها بطرس في أقواله، فذات مرة تغيرت هيئة يسوع قدام تلاميذه وظهر له موسى وإيليا يكلمانه، فقال بطرس ليسوع: "يا رب جيد أن نكون ههنا. فإن شئت نضع هنا ثلاث مظال. لك ولموسى واحدة ولإيليا واحدة" (متى٤:١٧). لقد أراد بطرس بقوله المذكور تكريم السيد المسيح والنبيين العظيمين موسى وإيليا. ولكن الله القدير لا يشاء البتة أن يكون أي إنسان على نفس مستوى إبنه، ولذلك سُمع صوت من سحابة يقول: "هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت. له إسمعوا" (متى٥:١٧). في أواخر حياة ربنا يسوع على الأرض قال لتلاميذه أنه سيقبض عليه فيتركونه كلهم ويهربون فلم يستطع بطرس أن يصدق أنه هو نفسه يمكن أن يعمل عملا خسيسا كهذا ولذلك قال أنه لو تركه جميع تلاميذه الآخرين فإنه لن يتركه أبدا. فأنذره الرب يسوع قائلا: "إنك في هذه الليلة قبل أن يصيح ديك تنكرني ثلاث مرات. قال له بطرس ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك" (متى٣٤:٢٦و٣٥)بعد قليل جاء يسوع وتلاميذه إلى بستان جثسيماني، فتركهم يسوع وذهب ليصلي لأبيه السماوي ولما عاد إليهم وجد بطرس والذين معه نياما، فقال لهم: "أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف" (متى٤١:٢٦).عندما جاء جمع كثير للقبض على يسوع فكر بطرس أنه ينبغي أن يدافع عن سيّده فاستل سيفه وضرب رجلا فقطع أذنه ولكن يسوع أبرأ الرجل. وحينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا أما بطرس فتبعه من بعيد.أتوا بيسوع إلى دار رئيس الكهنة، حكم الكهنة عليه بالموت وبصقوا في وجهه المبارك. لقد أهانوه كثيرا فاستهزءوا به وضربوه ضربات كثيرة. وكان بطرس جالسا قرب النار فرأته جارية وقالت له: "وأنت كنت مع يسوع الجليلي" (متى٦٩:٢٦) فأنكر بطرس قولها قدام الجميع. وأخيرا قال بقسم: "لست اعرف الرجل" (متى٧٢:٢٦) وللوقت صاح الديك فالتفت الرب يسوع ونظر إلى بطرس وتذكر بطرس كلام يسوع وخرج إلى الخارج وبكى بكاء مرا.
ذهب الرب يسوع وحده إلى الصليب وهو وحده إحتمل عقاب خطايانا وفي أحلك لحظة وهو على الصليب صرخ قائلا: "إلهي إلهي لماذا تركتني" (متى٤٦:٢٧). والجواب عن هذا السؤال هو لأن الله وضع عليه إثم خطايانا، وأخيرا صرخ يسوع بصوت عظيم: "قد أكمِل" (يوحنا٣٠:١٩).لقد عنى يسوع بهذا القول أن العمل الضروري لخلاص البشر قد أكمل، وهكـذا مات ولكن الله أقامه من بين الأموات في اليوم الثالث ولما ذهب بطرس ويوحنا إلى القبر وجداه فارغا. فعرفا حينئذ أن يسوع قد قام حقا. وبعد ذلك بقليل إلتقى يسوع ببطرس وسامحه على إنكاره له وأعاده لخدمته وأمره أن يعلم المؤمنين الأحداث وهكذا نرى أن سمعان بطرس بن يونا كان رجلا عظيما. لقد كان إنسانا، مخلوقا بشريا، إنسانا مقصرا، ولكنه صار عظيما. وقد جعله قربه من الرب يسوع المسيح عظيما لقد دعا بطرس نفسه رجلا خاطئا لكن المسيح سامحه لإيمانه. فالإيمان هو السبب الوحيد الذي لأجله يغفر المسيح خطايا كل إنسان يتوب. لقد مات المسيح وأكمل العمل وأنا أومن به حقا وهذا كل ما يلزم لمغفرة خطاياي لم يكن بطرس إنسانا قد غفرت له خطاياه فحسب بل أنه أصبح رسولا ملهما لذلك فمن الضروري أن نسمع أقواله بانتباه وفي مجموعة الدروس هذه سنتأمل في ما قاله بطرس وما كتبه عندما كان هنا على الأرض ولا شك أنه يريد أن يقول نفس تلك الأمور في هذه الأيام أيضا فليصغ جميع البشر إلى أقوال بطرس وليصدقوها
المزيد
26 يوليو 2019
خدمة الذين ليس لهم أحد يذكرهم
في صلاة تحليل نصف الليل للآباء الكهنة طلبة عميقة جداً و مؤثرة في معناها و هي : " اذكر يا رب العاجزين و المنقطعين و الذين ليس لهم أحد يذكرهم " نعم ، هؤلاء الذين لم يجدوا أحداً يهتم بهم ، و لا حتي يذكرهم في صلاته هؤلاء الذين أهملهم الكل ، و ربما قد نسوهم أيضاً . لا شك ، أنه يوجد أشخاص لا يحس أحد بالآمهم ، و لا باحتياجاتهم ، و لا بضياعهم . كأنهم ليسوا أعضاء في جسد الكنيسة . و لعله تنطبق عليهم تلك الأبيات التي وردت في قصيدة " النجم " :
أنا ملقي في ضلالي ليس من أسقف يرعي و لا من مفتقد فطريقي في ظلام دامس قد ضللت الله دهراً لم أجد ذلك الهادي الذي يهدي يدي يذكرنا بهذا النوع أيضاً مريض بيت حسدا الذي قضي في مرضه 38 سنة دون معونة من أحد . قال للسيد المسيح عن حالته " ليس لي إنسان يلقيني في البركة " ( يو 5: 7 ) . إنها خدمة جميلة أن نخدم تلك النفوس المسكينة المحتاجة ، التي لا تجد من يهتم بها و يفتقدها .
1- الأحياء غير المخدومة:-
هناك أحياء توجد فيها كنائس تخدمها ، و يوجد فيها اَباء كهنة روحيون و نشطاء يقومون بإفتقاد كل بيت ، و كل أسرة و كل فرد زو يعرفون كيف يوفرون الخدمة اللازمة لكل أحد ، يحلون الإشكالات ، و يتلقون الإعترافات ،و يحيطون ابناءهم بجو روحي إنها أحياء مخدومة . و لكن ماذا نقول عن الأحياء و المدن و القري غير المخدومة ، التي لا تجد أحداً يذكرها ؟! و ماذا نقول عن الخدام الذين يفضلون أن يرسموا كهنة علي المدن الكبيرة و الأحياء المخدومة ، و يرفضون القرى و الأحياء المحتاجة إلي خدمة ؟! هل هذا هو أسلوب السيد المسيح ، الذي كان يترك التسعة و التسعين ، و بحث عن الواحد الضال المحتاج إلي خدمة ؟! نعم إنه الراعي الصالح ، الذي كان " يطوف المدن و القري كلها ، يعلم في مجامعها و يكرز ببشارة الملكوت ، و يشفي كل مرض و كل ضعف في الشعب " ( مت 9 : 35 ) نعم إنه المعلم الصالح الذي قال لتلاميذه : " لنذهب إلي القري المجاورة لأكرز هناك ، لأني لهذا خرجت " ( مر 1 : 28 ) . إن الذي يفضل بهرجة المدينة علي حاجة القرية ، إنما هو يفكر في ذاته ، بطريقة علمانية ،و لا يفكر في إحتياج الآخرين و خدمتهم !
و نفس هذا الكلام نقوله عن :
2- خدمة أولاد الشوارع:-
اذكر أن هذا الأمر قد هز عاطفتي جداً في الأربعينات ، و أنا خادم و قلت في ذلك الوقت لزملائي : إننا نخدم الأطفال الذين في المدارس ، و الذين يلبسون ملابس نظيفة ، و ننسي خدمة الأولاد " الغلابة " . و أتذكر إنني وقتذاك جمعت لنفسي فصلاً جديداً لخدمته و كان فصلي هذا من أولاد الشوارع ، و من بائعي الليمون ، و ماسحي الأحذية ،و أطفال اَخرين يقفزون علي الشمال في الترام ، و أحياناً يقذفون الجمعية بالطوب . و اهتممت بهؤلاء الأولاد روحياً ، و كنت أحبهم جداًو شاءت الظروف أن أنتقل إلي خدمة في منطقة أخري و هي أحد الأيام و أنا سائر بالقرب من " حكر عزت " قفز أحد الصبيان الصغار من محل ماسح أحذية و جري نحوي يسلم علي في محبة و هو يقول " أنا تلميذك " اذكر هذه القصة فتنفعل مشاعري في داخلي . ما أحوج هؤلاء إلي الفتات الساقط من خدمتك بينما اَخرون متخمون بخدمات مركزة !! إن الذين يعيشون في الحواري و الأزقة و القري ، هم يحتاجون أكثر فالذي يسكن في الشارع الكبير قد يجد كثيرين يخدمونه ، أما الذي يسكن في " العطفة " ، , الدرب ، و الزقاق ، فربما يكون من الذين ليس لهم أحد يذكرهم لذلك ما أجمل ما فعله أخوتنا الذين كرسوا جهودهم لخدمة أحياء الزبالين ،و بعض الأحياء الشعبية الأخرى في القاهرة . و ما أجمل الذين يجمعون الأطفال الفقراء من الطرقات ، و أولاد الصناع و العمال و الكنائس و الذين لا عمل لهم و يوصلون إليهم كلمة الله التي يوصلوها إلي أولاد الأغنياء جميلة تلك العبارة التي وردت في الدسقولية عن الراعي أنه يجب أن " يهتم بكل أحد ليخلصه " لذلك سررت لما قال لي أحد الآباء الكهنة إنه سيقيم قداساً كل يوم إثنين فسألته لماذا ؟ فقال " من أجل الحلاقين و أصحاب وظائف أخري عطلتهم هي في هذا اليوم . و آخرون من أصحاب النوبتجيات لا يجدون فراغاً إلا في يوم معين . و من المفروض في الكنيسة أن توفر الرعاية لكل أحد و من بين هؤلاء ، نذكر :
خدمة الشباب النحرف:-
إننا – للأسف الشديد – نهتم فقط بالشباب الذي يأتي إلينا في الكنيسة في إجتماعات الشبان ، أو مدارس التربية الكنسية ، أو في الأنشطة و الخدمات و نكتفي بهذا . و يندر أن تكون لنا خدمة وسط الشباب الذي يتسكع في الطرقات ، أو يضيع وقته في الملاهي و في المقاهي و الذي يدل شكله ولبسه و حديثه علي أنه بعيد تماماً عن الكنيسة . أمثال هذا الشباب ، هو من النوع الذي ليس له أحد يذكره ، بل بالأكثر قد يوجد متدينون يحتقرونه و يرفضون حتى الحديث معه كيف يخلص هؤلاء إذن ؟ أليسوا هم أيضاً محتاجين إلي رعاية ؟! إن الأسقف حينما يرسم علي إيبارشية ، إنما يرسم عليها كلها ، و ليس سيامته من أجل الصالحين فيها فقط ، المترددين علي الكنيسة ن إنما من أجل الكل . عمله أن يطلب و يخلص ما قد هلك 0 لو 19 : 10 ) كما فعل سيده و تحت عنوان ط ما قد هلك " ، تدخل فئات كثيرة من الذين ليس لهم أحد يذكرهم : طلبة شطبهم خدام التربية الكنسية من قوائمهم لكثرة غيابهم . و عائلات أعتبرها الآباء الكهنة أنها ليست من أولاد الكنسية بسبب سلوكها . ألوان عديدة من المنحرفين الذين يفضل كل الخدام البعد عنهم خوفاً ، أو حرصاً أو عجزاً ، أو ياساً ...! ليس لهم أحد يذكرهم . ما أخطر أن يوجد إنسان ، تيأس منه الكنيسة ، أو تنساه ، أو تتجاهله أو تحتقره ، أو تطرده ، أو تعتبره من أهل العالم !
نتحدث عن نوع اَخر من الذين ليس لهم أحد يذكرهم ، و هو :
المنسيون فى الإفتقاد:-
قد توجد عائلات في السكندرية أو في القاهرة ،تمر عليها سنوات عديدة لا يزروها أحد من الآباء الكهنة . و لا تهتم الكنسية بهؤلاء ، إلي أن يهتم بهم الشيطان و يفتقدهم ! و حينئذ تبدأ الكنيسة تتعرف إلي أحدهم في قضية طلاق ، أو في حادث إرتداد. و كان السبب في كل هذا ن أن هؤلاء ليس لهم أحد يذكرهم ، مع أنهم ليسوا في قري فقيرة أو نائية ، و إنما هم في القلب العاصمة ! نحن أحياناً لا نهتم بالحالة ، إلا بعد أن تصل غلي أسوأ درجاتها و لو ذكرناها في بادئ الأمر ، ما كنا نحزن في نهايته لست اقصد بالذين ليس لهم أحد يذكرهم ، المحتاجين إلي الرعاية في مجاهل أفريقيا ، أو الهنود الحمر في أمريكا ن مع حاجة كل هؤلاء بلا شك !إنما اقصد " الهنود الحمر ط في قلب العاصمة ، أو في قلب المدينة العامرة و ربما قريباً من الكنيسة ! إن التخصص في خدمة " الضالين " أمر لازم في الرعاية بلا شك كانت المرأة السامرية واحدة من الذين ليس لهم أحد يذكرهم ، و كذلك زكا العشار ، و متي العشار ، و آخرون و قد قال السيد المسيح " لا يحتاج الأصحاء إلي طبيب بل المرضي " . فهل يمكن أن يتخصص بعض الخدام في مثل هذه الخدمة ؟
هناك نوع من الخدام كنا نسميهم " خدام الحالات الصعبة " .
الحالات الصعبة :-
كانوا يذهبون إلي الحالات التي تبدو معقدة ، التي وصلت إلي أسوأ درجاتها . و مع ذلك لم يفقد الخادم الأمل منها . الحالات التي قد لا تقبل الخدام و قد تطردهم ، أو التي لا تقبل كلاماً و لا إقناعاً ، و تصل إلي لون من الإصرار و العناد يدفع إلي اليأس هذه الحالات بالنسبة إلي كنائس أخري ، كانوا يتركونها يائسين ، و ينفضون أيديهم منها ، و تبقي ضمن الذين ليس لهم أحد يذكرهم أما خدام الحالات الصعبة ، فكانوا يفتقدون هذه الحالات ، ولو في آخر رمق ، و هم متالمون لأن الحالة لم تكن قد افتقدت منذ البدء إن الخدمة الصعبة لها اجر أكبر عند الله ن لن الخادم يتعب فيها ن و الله لا ينسي تعب المحبة دعوة يوسف الرامي لخدمة السيد المسيح أمر سهل ن و لكن من الصعب أن تدعو رجلاً كزكا . فرق بين أن تدعو إنساناً كيوحنا الحبيب إلي إجتماع ، أن تدعو اَخر كشاول الطرسوسي سهل ان تفتقد العائلات المنحلة و التعب في حل مشاكلها و مصالحة المتخاصمين فيها إن الأجر الكبير ليس لمن يزرع الأرض الجيدة ن إنما لمن يستصلح الأراضي البور و الأراضي المالحة ، و يحولها إلي أرض زراعية جيدة . فتلك الأراضي البور ربما كانت لمدة طويلة من النوع الذي ليس له أحد يذكره بسبب صعوبة العمل فيها .
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
25 يوليو 2019
الصمت فى أقوال الآباء
الدرجى :
الصمت بمعرفة هو أم الصلاة، واسترداد من الأسر، وصيانة لاضطرام القلب، ورقيب على الأفكار، وراصد للأعداء، وضابط للنوح، وصديق للدموع، وباعث على ذكر الموت، ومصور للعقاب، ومتطلع إلى يوم الدين، وخادم للاكتئاب، وعدو للدالة، وقرين للهدوء، وخصم لحب التعليم، ونمو للمعرفة، ومبدع للتأمل، وتقدم خفى، وصعود غير منظور.
صديق الصمت يتقرب من الله وإذ يناجيه سرا يستنير بنوره.
أذن الساكت تسمع من الله العجايب.
الشيخ الروحانى (يوحنا سابا) :
سكت لسانك ليتكلم قلبك، وسكت قلبك ليتكلم الله.
اجمع حواسك من الطياشة وهدئ قلبك من الحركات لتجد فهما للذى يقال.
الجم لسانك عن الكلام البطال، بحسب كلمة ربنا، لكونك مشتاقا للكلام مع خالقك.
بقدر ما يسكت اللسان عن الكلام هكذا العقل ينير بالإفراز.
إن كان فمك ساكتا بهدوء، فقلبك يشتعل دوما من حرارة الروح.
بالصمت تحيا النفس وتستنير بنور مجد الله فترتفع من أمامها كل اهتمامات هذا العالم الزائلة، فتتحد بالله بغير إدراك.
موسى الأسود :
السكوت بمعرفة يهذب الفكر، وكثرة الكلام تولد الضجر والهوس.
السكوت يولد النسك، والنسك يولد البكاء، والبكاء يولد الخوف، والخوف يولد الاتضاع، والاتضاع مصدر التأمل فيما سيكون، وبعد النظر يولد المحبة، والمحبة تولد للنفس الصحة الخالية من الأسقام والأمراض، وحينئذ يعلم الإنسان أنه ليس بعيدا عن الله.
مار اسحق السريانى :
الصمت هو سر الدهر الآتى، أما الكلام فأداة هذا العالم.
الفم الصامت يفسر أسرار الله، أما السريع الكلام فيبتعد عن جابله.
يجب أن نجبر أنفسنا على الصمت أولا، ثم يتولد فى داخلنا ما يقودنا إلى الصمت.
صامت اللسان يبلغ رتبة التواضع بكل أحوالها، ويتسلط على الأهواء بلا تعب.
مار افرام السريانى :
السكوت أم التخشع.
السكوت مسبب للتوبة.
السكوت مرآة توضح الخطايا، وتظهر للإنسان ذنوبه.
القديس أوغسطينوس :
يتحرك اللسان بسهولة فى جو الرطوبة حيث يقيم وينزلق بسهولة فى المنحدر. وبقدر ما يتحرك بسهولة بقدر ذلك عليك ان تكون صارما معه.
القديس يوحنا التبايسى :
يا أحبائى ليكن السكون محبوبا لديكم. لأن بمداومة السكون تموت الأفكار الطائشة والتذكارات الباطلة والآلام القاتلة. لأن العقل يتقوى بالسكون أكثر من أى أمر آخر إذ ينقبض إلى ذاته، ويهدم الأفكار الشريرة، ويقطع تذكارات الحقد.
إسحق السريانى :
إذا انقطع الإنسان عن كثرة الحديث مع الناس، فهو يرجع إلى ذاته ويقوم تدبير سيرته حسنا أمام الله.
اليوم الذى لا تجلس فيه ساعة مع نفسك وتفكر فى أى شيء أخطأت وبأى أمر سقطت وتقوم ذاتك لا تحسبه من عدد أيام حياتك.
أحب السكوت ياأخى، لأن فيه حياة لنفسك. بالسكون ترى ذاتك، وخارجا عن السكون ما ترى إلا ما هو خارج عنك. وما دمت تنظر غيرك فلن ترى نفسك.
السكوت يكسب الحكمة ويجمع ملكات الفكر للمعرفة.
الفرق بين حكمة الروح وحكمة العقل أن الأولى تقودك إلى الصمت والثانية تدفعك إلى التبجح والملاججة. والصمت الحكيم يقودك إلى الاتضاع، أما التبجح والعناد فيقودك إلى الصلف والكبرياء.
إذا أردت أن تعرف رجل الله، إستدل عليه من دوام سكوته.
أنبا أنطونيوس :
يا أولادى اهربوا من النميمة ولازموا السكوت. لأن الساكت هو مقامه عند الله فى زمرة الملائكة.
المزيد
23 يوليو 2019
تقديس الوقت
فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة" (أف 15:5،16).
هناك ما يسمى علم إدارة الوقت time mangment الوقت خمسة أنواع :
1- الوقت المادى :
المقصود به الثانية والدقيقة والساعة واليوم والشهر والسنة.
هام جداً لذلك حتى الثانية إنقسمت إلى مائة قسم بواسطة لاعبى الرياضة.
تقاس حضارة الشعوب بمدى الإهتمام بالوقت.
يجب أن نتعلم الدقة وليس التوتر فى المواعيد
2- الوقت البيولوجى :
بفرض بنتين عمر كل واحدة منهما 13 عام.. الوقت البيولوجى للاثنين لم ينضجوا (بعض وظائف الحياة) ومع ذلك الجسم يختلف.. ليس هناك فرق فى الوقت المادى ولكن هناك فرق بيولوجى.
3- الوقت الاجتماعى :
كل مجتمع له ملامح معينة فى التدقيق لا يفهمها مجتمع آخر أى المسيحيين عادة يحددوا بعض المناسبات ويربطوها بالصوم الكبير والعيد الصغير هذه التعبيرات لا يفهمها شخص آخر بقول فى عاشورة أو بعد رمضان أو فى أمريكا يقول عندنا long week end (فى شهر سبتمبر) أو عيد الشكر.
4- الوقت النفسى :
الحالة النفسية تجعل الوقت يختلف.. عندما نكون فرحين نشعر الوقت عبر بسرعة وعندما نكون حزانى نشعر ببطىء بمرور الوقت (مثل انتظار ميعاد الإعدام.. أو انتظار أخ لأخيه مسافر...).
أنظار الفرح مثل انتظار القديسين القديس ارسانيوس الذى كان يصلى إلى أن تشرق الشمس أمامه بعد أن كانت فى البداية خلقه..
وأيضاً فرح المخدومين بكلمة ربنا على لسان الخادم الذى يقدمها بروح مما يجعل الوقت مبهج وليس ممل.
5- الوقت الأبدى :
وهو إما سعادة أبدية أو عذاب أبدى.
أربعة مبادئ لاستثمار الوقت :
1- الأولويات :
عدم مضيعة الوقت فى التوافر ولا نجد وقت للضروريات والروحيات :
مثال : عامل لم يتفرغ لذهاب الكنيسة ويعتذر للجنة الافتقاد وبمشغولياته الكثيرة ثم فاجأته لحظة انتقاله بواسطة قالب طوب سقط عليه أثناء مسيرة فى الشارع وهنا لم تكن أمامه فرصة ووقت لحياته الروحية التى بددها وسط مشغولياته. وعلى ذلك فإن ترتيب الأوليات كالآتى : الروح ---> العقل ---> النفس ---> الجسد---> العلاقات.
2- التنظيم :
أنظم الوقت بين: القداس - الخدمة - راحة (خلوة للإشباع الروحى - ودراسة للإشباع العقلى - نفسية..).
3- التوظيف والاستفادة من الوقت :
قداس لمدة لابد أن أستفيد من هذه المدة.. خدمة لمدة انظمها لأستفيد منها.. راحة مدتها لابد أن تكون مثمرة وبناءة "مثمرين فى كل عمل صالح" (كو 10:1).
4- توفير الفاقد :
الاتزان فى حفظ توفير الوقت فليس الترويح كثيراً مفيد ولا الكبت الكثير مفيد.
المزيد
22 يوليو 2019
إلى من نذهب؟ - الجزء الثاني
كيف نعيش بدون الكتاب المقدس؟!!!
5- نموت من أجلها:
لقد استهان آباؤنا بالموت في سبيل حفظ كلمة الله.. لأنهم أدركوا بحسهم العالي، أن الحياة الحقيقية هي في هذه الكلمة ولذلك أعطاهم الله مكاناً لائقاً بهم في السماء "رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة الله، ومن أجل الشهادة التي كانت عندهم" (رؤ9:6). "ورأيت نفوس الذين قتلوا من أجل شهادة يسوع ومن أجل كلمة الله" (رؤ4:20). لذلك قيل عن كلمة الله أنها تعطينا ميراثاً مع القديسين "والآن أستودعكم يا أخوتي لله ولكلمة نعمته، القادرة أن تبنيكم وتعطيكم ميراثاُ مع جميع المقدسين" (أع32:20)، حقاً "صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول" (1تي9:4).
6- كلمة الله هي موضوع تسبيحنا:
فنحن نفرح بكلمة الله "أبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنيمة وافرة" (مز162:119)، وهي لا تمثل لنا عبئاً فـ "وصاياه ليست ثقيلة" (1يو3:5)، بل هي موضوع لذتنا "بفرائضك أتلذذ، لا أنسى كلامك" (مز16:119) وهي كلام نتغنى به "فآمنوا بكلامه. غنوا بتسبيحه" (مز12:106)، وكلام نتلذذ بأكله "وجد كلامك فأكلته، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي، لأني دعيت باسمك يارب إله الجنود" (إر16:15)، "فقال لي: يا ابن آدم، كُل ما تجده. كُل هذا الدرج، واذهب كلم بيت إسرائيل. ففتحت فمي فأطعمني ذلك الدرج. وقال لي: يا ابن آدم، أطعم بطنك وأملأ جوفك من هذا الدرج الذي أنا معطيكه. فأكلته فصار في فمي كالعسل حلاوة" (حز3: 1-3)إنها حقاً لذة الصديقين "شريعة فمك خير لي من ألوف ذهب وفضة" (مز72:119)، "لأن شريعتك هي لذتي" (مز77:119) "ورثت شهاداتك إلى الدهر، لأنها هي بهجة قلبي" (مز111:119). أيضاً طوبى لمن يتغنى بكلمة الله في قلبه "لتسكن فيكم كلمة المسيح بعضاً، بمزامير وتسابيح وأغاني روحية، بنعمة، مترنمين في قلوبكم للرب" (كو16:3)، يصير فيه تعزية تفيض على الآخرين "لذلك عزوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام" (اتس18:4)إن كلمة الله هي قبول الحوار مع الله برهان الحب والعشرة "إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي، وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلاً، الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي، والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للآب الذي أرسلني" (يو14: 23-24).
7- كلمة الله تخلص الإنسان:
ولذلك كان أمر الرب لتلاميذه أن يبشروا بالكلمة من أجل خلاص الناس "اذهبوا قفوا وكلموا الشعب في الهيكل بجميع كلام هذه الحياة" (أع20:5)، وهذا ما قاله الملاك لكرنيليوس عن بطرس "وهو يكلمك كلاماً به تخلص أنت وكل بيتك" (أع14:11)، وما قيل أيضاً لليهود "أيها الرجال الإخوة بني جنس إبراهيم، والذين بينكم يتقون الله، إليكم أرسلت كلمة هذا الخلاص" (أع26:13) إنها كلمة الحق التي تخلص "الذي فيه أيضاً أنتم، إذ سمعتم كلمة الحق، إنجيل خلاصكم، الذي فيه أيضاً إذ أمنتم ختمتم بروح الموعد المقدس" (أف13:1)، "لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شر، فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلص نفوسكم. ولكن كونوا عاملين بالكلمة، لا سامعين فقط خادعين نفوسكم" (يع1: 21-22)وبكل تأكيد كلمة الله تقود الإنسان إلى الإيمان، وبالإيمان ينال المعمودية ويسير في الطريق المقدس الذي يقود في النهاية بنعمة المسيح إلى الخلاص "تمموا خلاصكم بخوف ورعدة" (في12:2).دعونا الآن نقول: كيف يعيش العالم بمعزل عن كلمة الله؟ إنها مأساة أن يغيّب الشيطان كلمة الله عن الناس فليكن فينا هذا الاهتمام أن نبدأ ونستمر في قراءة وحفظ ودرس كلمة الله والتأمل فيها بشبع حتى نغتني فوق كل غنى.
نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
21 يوليو 2019
إن لم ترجعوا و تصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات
كَانَ التَلاَمِيذ مَشْغُولِين مِين هُوَ الرَئِيس وَمَنْ هُوَ الأعْظَم مَنْ الرَئِيس فُوْق فِي السَّمَاء ؟ فَهُمْ بِيَبْحَثُوا عَنْ الشَكْل وَالوَظَائِف كَانَ هَؤلاَء التَلاَمِيذ يَحْمِلُوا إِسْمَك لِيُوَاجِهُوا بِهِ مُلُوك وَأبَاطِرَة وَوَلاَة وَجَلْد وَسَيْف هَلْ إِنْتَ يَارْبَّ مِش حَاسِس بِضَعْفُهُمْ وَلَكِنْ جَمِيل جِدّاً مَحَبِّة الله الَّلِي عَارْفَه كُلَّ الأُمُور وَتَكْشِف كُلَّ الضَعَفَات إِنَّه قَادِر أنْ يَجْعَل أوَانِي لِلمَجْد الْمَسِيح رُوحه القُدُّوس سَيُغَيِّر كُلَّ الضَعَفَات كُلَّ الضَعَفَات تَكُون مَاضِي فَهُوَ عَمَل نِعْمَة الله المُغَيِّرَة فِي الضَعْف البَشَرِي رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح شَايِفْهُمْ يَقُولُوا مَنْ هُوَ الأعْظَمْ وَالأفْضَل عَجِيب أنَّ رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح عَارِف ضَعَفَاتنَا وَمُتَأنِّي وَالغَرِيب أنْ نَكُون مَعَ يَسُوع فِتْرَة طَوِيلَة وَضَعَفَاتنَا كَثِيرَة وَخَطَايَانَا مَعَانَاوَمِنْ الوَاضِح أنَّ النَّاس دِي لَيْسَ مِنْهَا رَجَاء الرَّبَّ دَخَل فِي حِوَار مَعَ بَعْض النَّاس وَقَالُوا إِنْتَ عَمَلْت كُلَّ شِئ مِنْ أجل الإِنْسَان وَلَكِنْ العَالم سَيَعْرِفُوا إِزَاي إِنَّك هُوَ الْمَسِيح ؟!!! فَرَد الْمَسِيح عَنْ طَرِيق تَلاَمِيذِي فَضَحَكُوا هَؤلاَء النَّاس هَلْ هُمَّ دُول الَّلِي يِتحَمِّلُوا الكِرَازَة ؟ فَأجَابَهُمْ يَسُوع إِنِّي أثِق فِيهُمْ وَقَدْ كَان وَصَارُوا مَوْضِع ثِقَة وَمَسْئُولِيَة وَأوَانِي لِلرُّوح عَجِيبَة نِعْمِة رُوح رَبِّنَا الَّتِي تُغَيِّر الإِهْتِمَامَات مَهْمَا كَانِت إِهْتِمَامَاته أرْضِيَّة وَفِكْره مَحْصُور فِي الأرْضِيَات وَكَأنَّ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح يَقُول لَنَا أنَا بَشْتَغَل فِي نَاس فِيهُمْ نَفْس الضَعْف وَلإِنْحِصَارهُمْ فِي ذَاتهُمْ رَاحُوا لِيَسُوع لِيَسْألوه مَنْ هُوَ الأعْظَمْ فِي مَلَكُوت السَّموَات ؟فَدَعَا طِفْلاً وَسَطْهُمْ وَقَالَ { الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوامَلَكُوتَ السَّموَاتِ } ( مت 18 : 3 ) تَجَاوَز عَنْ ضَعَفَاتهُمْ مِنْ يُوْم مَا اخْتَارهُمْ هُمْ مَسَاكِين فِي كَرَامَة وَهُوَ يَرْفَع مِنْ شَأنُهُمْ لِيُعْطِيهُمْ مَفَاتِيح مَلَكُوت السَّموَات إِنْتَ عَارِف إِنِّي ضَعِيف كُلَّ فِكْرِي فِي الأرْض وَلَكِنْ إِقْتِدَار النَّعْمَة المُغَيِّرَة الَّتِي تُحَوِّلنَا مِنْ أوَانِي لِلهَوَان إِلَى أوَانِي لِلمَجْد يَسُوع عَالِج الضَعْف بِطَرِيقَة إِيجَابِيَّة ( بِالتَفْكِير الإِيجَابِي & التَفْكِير البَنَّاء )إِنْتُمْ بِتفَكَّرُوا بِطَرِيقَة أرْضِيَّة وَأمَّا إِحْنَا بِطَرِيقَة سَمَاوِيَّة كَانَ مِنْ المُمْكِن أنْ يَقُول الْمَسِيح لَهُمْ هكَذَا وَتُصْبِح خِنَاقَة فَكَان يِكُون فِهْمُهُمْ بَسِيط وَلَكِنْ تَصَرُّف رَبِّنَا يَسُوع الإِيجَابِي البَنَّاء لَمَّا جَاب الطِفْل وَقَالَ{ إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّموَاتِ }مَثَل لاَ يُنْسَى عَلَشَان كِده إِحْسَاسهُمْ بِالعَظَمَة هُوَ أعْظَم عَائِق لِدُخُول مَلَكُوت السَّموَات{ إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّموَاتِ } " لَنْ تَدْخُلُوا "مَعْنَاهَا " مُسْتَحِيل " وَلِذلِك كَانَ لاَبُد مِنْ التُوبَة فَالتُوبَة مِيطَانيَة تَغيِير الإِتِجَاة وَالمَفْرُوض الإِنْسَان أنْ يَتَغَيَّر يَارْبَّ إِزَاي أتغَيَّر ؟ إِزَاي يِكُون لِيَّ الفِكْر بِتَاع الْمَسِيح يَسُوع ؟وَهَلْ أنَا مَاشِي صَحْ وَلاَّ لأ ؟لاَزِم نِرْجَع وَنَصِير مِثْل الأوْلاَد نَتَغَيَّر لِلْمَسِيح يَسُوع نَعِيش فِي وَصِيَة الإِنْجِيل وَفِي وَصِيَة الْمَسِيح فَهُوَ يُقَدِّس طَبْعَك وَيُغَيِّر فِكْرَك عَجِيب أنَّ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لَمَّا جَاءَ يُكَلِّمَهُمْ وَضَعَهُمْ فِي خَجَلٍ شَدِيد وَكَأنَّهُ يَقُول مِش عَايِز أتكَلِّم مَعَاكُمْ كَثِير بِدُون سَفْسَطَة فِي الكَلاَم وَكَثْرِة كَلاَم فَدَعَا طِفْلاً وَأقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ فَمَنْ إِتَضَعْ مِثْل هَذَا الصَبِي فَهُوَ الأعْظَمْ فِي مَلَكُوت السَّموَات العَظَمَة هِيَ الإِتِضَاع فَالعَالم يِغْرِينَا بِالرِئَاسَة وَالعَظَمَة وَيِجْعَلهَا مَوْضِع الصِرَاع وَيِخْسَّرْنَا المَلَكُوت تِعِيش فِي هذِهِ البَسَاطَة وَهذِهِ القَامَة هِيَ الرُّجُوع فِي حَالِة البَرَارَة الأُوْلَى هِيَّ دِي تِجْعَلَك عَظِيم إِرْجَع فِي قَامِة الطِفْل الصَغِير يِسْتَخْدِم طُرُق إِقْنَاع قَوِيَة جِدّاً وَفِي نَفْس الوَقْت بَسِيطَة جِدّاً العَالم الآن يَتَفَنن فِي فَنْ التَدْرِيس وَتَقْدِيم المَعْلُوْمَة فَهُوَ لَمْ يَقُل فَقَطْ { إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأوْلاَدِ } بَلْ أيْضاً أحْضَر الطِفْل فَالْمَسِيح لَهُ كُلَّ المَجْد صَاحِب مَنْهَج فِي التَعْلِيم لَمَّا يِتَكَلِّمُوا عَنْ وَسَائِل الإِيضَاح رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح كَانَ يَسْتَخْدِم وَسِيلِة إِيضَاح لِيُقَرِّب الحَقِيقَة وَيُقَدِّم فِي ذلِك أمْثَال لِلتَوْضِيح مِثْل الدِرْهَمْ المَفْقُود( لو 15 : 8 – 9 ) الرَّاعِي وَالخَرُوف ( مت 18 : 12 – 13 ) مُمْكِنْ أي وَاحِد عَايِش يِتعَرَّض لِهَذَا المَوْقِف فَأحْضَر فِي هَذَا المَثَل طِفْل وَوَقَّفه فِي وَسَطِهِمْ أوْ مَثَل خَرَجَ الزَّارِع يِزْرَع وَكَانَ الرَّجُل يَضْع البِذَار وَيَجْعَلَهُمْ يَتَخَيَّلُوا الكَلاَم ( لو 8 : 5 ) فَالْمَسِيح صَاحِب أُسْلُوب بَدِيع الْمَسِيح صَاحِب أُسْلُوب بَدِيع عَايِز النَّاس .. يِنْزِل لِمُسْتَوَى النَّاس ثُمَّ يَصْعَد بِهُمْ فِي أفَاق الرُّوح قِصَّة تُوَضِّح أهَمِيِة الإِتِضَاع زَي رَاهْبَة تُرِيد أنْ تَعْمَل أعْمَال عَظِيمَة مِثْل إِنْشَاءَات عَنْدَهَا آمَال كِبِيرَة وَطُمُوحَات عَاليَة وَالأُم الرَئِيسَة تَمْنَعْهَا فِي كَثِير مِنْ الأحْيَان مِنْ أدَاء أُمُور عَظِيمَة فَذَهَبِت هَذِهِ الرَاهِبَة لِتَشْتَكِي إِلَى أب إِعْتِرَافهَا عَنْ مَنْع الأُم الرَئِيسَة لَهَا فِي تَصَرُّفَاتهَا وَآمَالهَا العَظِيمَة فَرَد عَلِيهَا الأب الكَاهِن إِنَّهَا هِيَ تِمْنَعِك مِنْ الأُمُور العَظِيمَة لِتُسَاعِدِك عَلَى الإِتِضَاع حَتَّى لاَ تَنْشَغِلِي بِأُمُور عَظِيمَة وَلاَ تَنْسِي حَقِيقِة أنْ تَرْجَعِي وَتَصِيرِي مِثْل الأطْفَال هِيَّ دِي القَامَة الَّتِي سَتَدْخُل مَلَكُوت السَّموَات الوَاحِد يَتَأمَّل عِنْدَمَا يَقِف أمَام الطِفْل يَقُول دَه إِيه الزَمَن الَّذِي أحْدَث لِي هَذَا الفَسَاد طِبَاعِي فِسْدِت وَغَرِيزتِي تَدَنَّسِت وَصُوْرِتِي تَشَوَّهِت الْمَسِيح يِقُول إِرْجَع جِوَاك إِمْكَانِيَات تِعِيش فِي طَهَارِة الأطْفَال فِي عَالم كُلَّه دَنَس تِعِيش فِي بَسَاطِة الأطْفَال فِي عَالم كُلَّه كَرَاهِيَّة بِالرُّوح القُدُس الخَلاَّق الْمَسِيح إِسْتَوْدِعهُولَك مِنْ الدَّاخِل يِشَكِّل فِي إِنْسَانَنَا البَاطِنِي لِيِرْجَع فِي قَامِة الطُفُولَة طُول مَا نُقْعُد مَعَ رَبِّنَا وَنُقَف أمَامه الصُورَة تِنْطِبِع فِينَا وَتِغَيَّرْنِي إِلَى حَالِة البَرَارَة الأُوْلَى { إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّموَاتِ }لاَ تُفَكِّر كَثِيراً فِي عَظَمَة عَلَى الأرْض فَكَّر إِزَاي تِكُون عَبْد وَخَادِم لِلكُلَّ وَتَضَعْ نَفْسَك لأِجْل الكُلَّ سَأل شَخْص أحَد القِدِّيسِين قَالَ لَهُ قُلْ لِي كَلِمَة لأِحْيَا ؟ فَرَد وَقَالَ لَهُ{ ضَعْ نَفْسَك تَحْت الخَلِيقَة لِتَحْيَا فِي بَسَاطَة وَتَوَاضُع } كَمَا يُقَال نَحْنُ نَطْلُب الرَّحْمَة بِسَذَاجَة فَنَحْنُ عَارْفِين إِنِّنَا لاَ نِسْتَهِلهَا مِثْل وَاحِد مَعَهُ جِنِية وَيِكَلِّمَك فِي مَائَة جِنِيةأوْ مَائَة ألف جِنِية مِثْل الَّذِي يَقُول " يَارْبَّ أعْطِنِي المَلَكُوت بِسَذَاجِة الأطْفَال " الطَّهَارَة الحُب الرَّحْمَة كُلَّ عَطِيَّة صَالِحَة فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح إِخْتَارْهُمْ لِيُعْلِن مَجْده فِيهُمْ فِي الأرْض فَنَقُول بِرَجَاء مَهْمَا كَانَ فِكْرَك ضَعِيف فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح قَادِر أنْ يِشَكِّلَك مِنْ جَدِيد جَمِيع التَلاَمِيذ سَفَكُوا دِمَائِهِمْ وَأصْبَحُوا عُظَمَاء فِي مَلَكُوت السَّموَات وَإِنْ كَانُوا فِي البِدَايَة غِير مُسْتَحِقِين فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح قَادِر أنْ يُشَكِّلْنَا مِنْ جَدِيد إِذَا خَضَعْنَا لِعَمَل الرُّوح القُدُس حَتَّى الصُورَة تَكْتَمِل وَنَصِل إِلَى قَامِة الطُفُولَة وَيَكُون لَنَا كَرَامَة فِي مَلَكُوت السَّموَات رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِيِنَا بِنِعْمِته لَهُ المَجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
القس أنطونيوس فهمى
المزيد
20 يوليو 2019
نقاط فى شخصية بطرس الرسول
نقاط فى شخصية بطرس الرسول
6 يوليو 2015
إن حياة بطرس مليئة بمتناقضات تستحق أن تدرس لأن كل ما كتب كتب لتعليمنا فنتعلم منها حتى لا نقع فى نفس الأخطاء عينها فبطرس كان من الشخصيات المؤثرة فيما حولها وله رأيه حيث أنه ليس من السهل أن ينقاد من أى شخص وسندرس معاً بالتفصيل.
أولاً : أن شخصية بطرس قيادية فهو لم يكن صياداً أجيراً عند أحد بل كان هو صاحب المركب ويقودها. لذلك فهذه الشخصية ليس من السهل أن ينقاد بل يميل دائماً أن يكون هو الأول وهو الذى يصدر الأوامر. ونتأمل فى أحداث مشى بطرس على الماء [مت 14: 22-33] نلاحظ أن يسوع هو الذى قال لهم أن يدخلوا السفينة ويسبقوه أى أنهم فى ملئ مشيئته. ثم أن البحر كان هائجاً وأتى لهم يسوع فوق الأمواج والتلاميذ كلهم كانوا خائفين وقال لهم يسوع تشجعوا. لا تخافوا [مت 14: 28] فأجابه بطرس وقال ياسيد إن كنت هو فمرنى أن آتى إليك على الماء. لنتأمل ونتعلم من هذا العدد.
1-نلاحظ أن كل التلاميذ كانوا خائفين ولكنهم لم يتكلموا ولم يطلبوا شئ من يسوع. فهو الذى قال لهم أن يدخلوا السفينة ثم قال لهم لا تخافوا تشجعوا لكن لماذا تكلم بطرس وحده وباقى التلاميذ ساكتين؟
2-لم يطلب أى من التلاميذ الـ 11 أن يذهب إلى يسوع بل يسوع هو الذى كان آتياً لهم. لكن بطرس وحده هو الذى طلب أن يأمره أن يأتى إليه فهو كان يثق أن يسوع إذا قال فيكون حسب قوله. رغم علمه أن يسوع هو الذى قال لهم يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العبر.
3-أن طلب بطرس لم يكن بثقة بل سؤاله فيه شك فقد قال إن كنت أنت هو؟ فهو يشك أنه هو يسوع.
4-فترك بطرس السفينة معتمداً على كلمة يسوع ولكن ليس بإيمان بل ليثبت هل هو يسوع أم لا لأنه قال له إن كنت أنت هو فمرنى أن آتى إليك.
5-ومشى بطرس على الماء ليأتى إلى يسوع [ماذا سيفعل أو لماذا يذهب إليه لا يعرف]. دوافعه كانت الأنا ليظهر أنه يختلف عن باقى التلاميذ.
6 -لكن لما رأى أن الريح شديدة خاف. هنا لما خاف ابتدأ يغرق.
الدروس المستفادة :
1-أن دعوة يسوع المسيح لبطرس فى [مت 4: 18-20] فقال لهما هلم ورائى فأجعلكما صيادى الناس. تعال ورائى أى لتطيعنى وأنا أقودك حيث مشيئتى فهل نسيت يابطرس ويا [ضع اسمك أنت يامن تقرأ هذه المقالة] أنك دعيت لكى تطيع الله وكلمته وتكون صياداً للناس ولم يكن حتى هذه الحادثة قد جذب أى نفس للمسيح بعد. فوعده لم يتحقق بعد إذن لابد أن للعمر بقية لينفذ يسوع وعده.
2-لماذا أنت وحدك الذى طلبت وتكلمت ألم يكن معك 11 آخرين تلاميذ مثلك ومختارين من يسوع؟ لأن شخصية بطرس يميل أن يكون قائداً ومختلفاً عن باقى التلاميذ. لماذا يابطرس لم تقل كل أخوتى لم يتكلموا؟ لماذا لم يكن لك روح الجماعة وتصمت مثلهم لأنه لم يكن قد مات فى المسيح وأصبح شخص آخر. فكثيرين فى الإجتماعات يحبون أن يكونوا ظاهرين وفى الأوائل بسبب ذواتهم أنهم لم يموتوا بعد مثل بطرس. فالعلاج هو موت الجسد فى المسيح والإمتلاء بالروح القدس وبكلمة الله. وتجديد الذهن.
3-لماذا يابطرس شكيت فى أنه يسوع ألم تعرفه من صوته من حبه من قدرته فمن يستطيع أن يأتى إليك ماشياً على الأمواج والريح شديدة ويتكلم معك بهدوء سوى شخص يسوع المسيح. فلم يكن له إيمان صحيح. رغم أنه قبل دعوة يسوع له وتبعه – أحبائى أن كثيرين يتبعون يسوع لكن الحقيقة ليس لهم إيمان حقيقى مبنى على كلمة الله وعلى شخص المسيح الحى. لذلك يخافون فى التجربة بل ويدعون أنهم أقوياء ويقعون مثل بطرس. فإذا لم يتكلم بطرس ويطلب أن يمشى على الماء لما اتفضح فى عدم إيمانه ولبقى مثل باقى التلاميذ. فكثير من المؤمنين هم الذين يسقطون فى تجارب من أفعالهم هم. فالكتاب يقول لا يرتئى المرء أكثر مما عليه.
4-ثم يابطرس عندما تأكدت أنه هو يسوع وقال لك تعال فلماذا شكيت وخفت من الريح فبدأت تغرق. وأسأل نفسك لماذا أحياناً بعد ما بدأت العمل بحماس. بدأت فى الغرق وفقدت الكثير. الإجابة لأنك بدأت بدون إيمان حقيقى فى سيدك وكلمته بدأت تخدم لتكون مثل الأخ فلان أو لتظهر نفسك أنك أحسن من أخوتك الذين معك مثل بطرس. لكنك نسيت أنه بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه ثم أن نسيت أنه هو سيدك يسوع المسيح ويجب عليك أن تسير خلفه وتطيعه. فكثيراً ما نتخذ قرارات ليست فى مشيئته فنغرق وعندما نصرخ له ينقذنا مثل بطرس.
5-ثم ما هو هدفك يابطرس من الذهاب إلى يسوع ماشياً على الماء وسط الأمواج وبالليل. ماذا سيحققه من دعوة الله لك لتكون صياداً للناس. لنتعقل ياإخوتى ونمتحن دوافعنا قبل المضى قدماً فى قرارات اتخذناها بدون ما تتفق أهدافنا مع كلمة الله ودعوته لنا.
ثانياً : فى حادثة غسل يسوع لأرجل التلاميذ [يو 13: 1-10]
فى هذه الحادثة أيضاً يسوع غسل أرجل التلاميذ حتى أتى إلى بطرس [يو 13: 6] فجاء إلى سمعان بطرس فقال له ذاك ياسيد أنت تغسل رجلى. وإن كان فى الظاهر أنه نوع من الاحترام لكن فى داخله عدم خضوع للأسباب الآتية :
أ - لقد قام بغسل تلاميذ قبلك ولم يقول أي تلميذ للرب شئ أو إعتراض.
ب- بطرس يقول له ياسيد. فإذا كان سيدك يابطرس فيجب عليك أن تطيعه مادام هو الذى طلب منك ثم [يو 13: 8] قال له بطرس لن تغسل رجلى أبداً. تصميم بطرس الخاطئ رغم الذى رآه من يسوع والتلاميذ لكنه متمسك برأيه. فهو محتاج أن يكون هادئاً ويتحرك بإيمان ويقول لنفسه هل أنا أفهم أكثر من يسوع الذى أتبعه. ألاحظ كثيرين من المؤمنين يفعلون مثل بطرس مثلاً يقولون لى كيف أقول كلمات غير مفهومة لى [عن التكلم بالألسنة] أقول لهم هو يريدك أن تفعل ذلك. فلا تدعى المفهومية أكثر من الله.
ثالثاً : حادثة إنكار بطرس للمسيح
[مر 14: 27-31] أيضاً بطرس يشعر أنه مختلف عن باقى التلاميذ فيقول ليسوع أن شك فيك الجميع فأنا لا أشك. فبطرس معتز بنفسه واثقاً فى نفسه ويجادل مع يسوع المسيح. لقد قال له بأكثر تشديد ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك أحبائى. إن كثيراً ما نتفوه بكلمات للرب دون أن ندرى خطورتها وأنه يسمع كل ما تقوله فلا تتعجل. "لا تستعجل فمك ولا يسرع قلبك إلى نطق كلام قدام الله" [جا 5: 2].
أحبائى. كثيراً ما نسقط بكلام قدام الرب لا نقدر أن ننفذه.
رابعاً : فى حادثة رجوعه للصيد [يو 21: 2-13]
بطرس أيضاً يتحرك بحماس دون فهم لما كان قاله لهم يسوع. فبعد الصليب تزعزع بطرس مرة أخرى وفكر وقرر أن يعود لمهنته وهى صيد السمك فقال لإخوته أنا أذهب لأتصيد. ألم يدعوك يسوع لترك صيد السمك وجعلك صياداً للناس. إياك وترك دعوتك مهما كان السبب ومهما كان العيان يقول والضغط والشك حولك, فكثيرين لهم خدمة فى أماكنهم لكنهم ينظرون الأحداث حولهم فيتحركوا بالجسد ويخسرون الكثير. دائماً تفكر فى دعوتك ولابد أن تتم وتتحقق مهما طال الزمن.
خامساً : تحقيق وعــد يسوع لهم بالإمتلاء بالروح القدس وتلبســون قوة من الأعالى [أع 2: 1-41]
نلاحظ أيضاً بطرس هو الذى تكلم لكن تحت مسحة وقوة الروح القدس لذلك كانت كلماته ممسوحة وأتى بثمر كثير. لأنه إمتلأ من الروح القدس.
أحبائى. خلاصة هذه المقالة أن لا تتكلم وتتحرك من نفسك معتمداً على شخصيتك وقوتك. بل إعمل عمل الله بالروح القدس وبمسحة الله لك وفى وقت الله وحسب مشيئته ولا تدعى أبداً فهمك أكثر من الله فتعلم أن تطيعه فى كلمته كما هى لا تضيف لها أو تنقص منها وأيضاً تعلم أن تخضع لروح الجماعة وتكون متحداً مع أخوتك ولا تميز نفسك عن أخوتك بل كما قال يسوع : من أراد أن يكون أولاً يكون آخر الكل وخادم الكل وأيضاً تعلم أنه إذا تأخرت وعود الله معك فلا ترجع أبداً إلى الوراء وتقول مثل بطرس "عودة للصيد" إخدم الرب وأنت معتمداً على وعوده وكلمته فقط ومسحه وقيادة الروح القدس لك. وغير معتمداً على شخصيتك وتأثيرها على الناس وتكون دائماً خلف سيدك ولا تسبقه ولا تدعى يوماً أنك تفهم أكثر من الله. فهو خالقك وصانعك ويعرفك أكثر مما تعرف أنت نفسك فإذا وضعت يدك على المحراث لا تنظر خلفك أبداً. وأى كان المطلوب منك مادمت متأكد أنه من الله ويتفق مع كلمة الله فعليك أن تنفذه وتعمله بدون أى اعتماد على أفكارك أنت لتكون رجل حسب قلب الله.
المزيد
19 يوليو 2019
التعب فى الخدمة
كل واحد سيأخذ أجرته بحسب ـعبه ( 1كو8:3) و لسنا نقصد هنا تعب العالم الباطل ، بل التعب لأجل الملكوت. أما تعب العالم الباطل ، فهو يشبه تعب سليمان في أمور الرفاهية و الغني ، حيث قال بعد ذلك " ثم التفت أنا إلي كل أعمالي التي عملتها يداي ، و إلي التعب الذي تعبته في عمله ، فإذا الكل باطل و قبض الريح ، و لا منفعة تحت الشمس " ( جا 2 : 11 ) . أما التعب الذي تتعبه لأجل الله ، فهو تعبك من أجل خلاص نفسك ، و من أجل بناء الملكوت .و سوف نركز الآن علي هذا التعب في الخدمة إن كل تعب تتعبه من أجل الله ، هو محفوظ لك في ملكوته بقدر ما تتعب هنا ، ترتاح في الأبدية . و بقدر ما تحتمل هنا سوف تتنعم هناك . و كما قال أيوب الصديق " هناك يستريح المتعبون " (أي 3 : 17 ) . و بحسب تعبك لأجل الله : علي الأرض يحسن مستواك الروحي ، و في الأبدية يحسن مصيرك . و هؤلاء الذين تعبوا في بناء ملكوته " يستريحون من أتعابهم ، و اعمالهم تتبعهم " ( رؤ 14 : 13 ) . و ما أجمل قول القديس بولس الرسول عن التعب في الخدمة :" إذن يا أخوتي الأحباء ، كونوا راسخين غير متزعزعين ، مكثرين في عمل الرب كل حين ، عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب " ( 1 كو 15 : 58 ) .ذلك " لأن الله ليس بظالم حتي ينسي عملكم و تعب المحبة الذي أظهرتموها نحو إسمه ، إذ قد خدمتم القديسين و تخدمونهم " ( عب 6 : 10 ) . نعم ، هؤلاء سوف يستقبلهم الرب بعبارته المعزية " تعالوا إلي يا جميع المتعبين و الثقيلي الأحمال ، و أنا أريحكم " ( مت 11 : 28 ) . أريحكم ليس علي الأرض فقط ، بل في السماء أيضاً . علي الأرض ترتاح ضمائركم و قلوبكم . و في السماء ترتاح ارواحكم ... قال بولس الرسول عن عمله في الخدمة " أنا غرست ، و أبولس سقي و الغارس و الساقي هما واحد .و لكن كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه " ( 1 كو 3 : 6 ، 8 ) إن الأنصبة في الملكوت ليست واحدة فكما يقول الرسول " لأن نجما يمتاز عن نجم فى المجد "( 1كو 15 : 41 ) ومادام الله سوف يجازى كل واحد بحسب عمله " ( مت 16 : 27 ) إذن عليك أن تبذل كل جهدك فى خدمة الله ،أنت هنا على الأرض ، عالما أن الله يرقب عملك ويحسب لك كل تعبك 0 كما قال لملاك كنيسة أفسس " أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك 00 وقد إحتملت ولك صبر ، وتعبت من أجل إسمى ولم تكل " ( رؤ 2 : 2 ، 3 ) إن تعبك يدل على مقدار محبتك لك وملكوته فالذى يحب الله ، لا يسمح أن يعطى لنفسه راحة ، بل يجاهد حتى يوصل كل إنسان إلى قلب الله 0 كما قيل عن داود النبى ونذره لإله يعقوب " إنى لا ادخل إلى مسكن بيتى ، ولا أصعد على سرير فراشى ، ولا أعطى لعينى نوما ، ولا لأجفانى نعاسا 00 إلى أن أجد موضعا للرب ، ومسكنا للإله يعقوب " ( مز 132 : 2 – 5 ) فاسأل نفسك : ماهو مقدارتعبك من أجل الرب ؟ هوذا بولس الرسول الذى تعب أكثر من جميع الرسل ( 1كو 15 : 10 ) يشرح لنا بعضا من أتعابه فىالخدمة ، فيقول : فى الأتعاب أكثر ، فى الضربات أوفر ، في السجون أكثر ، في الميتات مراراً كثيرة . من اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلدة إلا واحدة . ثلاث مرات ضربت بالعصي مرة رجمت بأسفار مراراً كثيرة ، بأخطار سيول ، بأخطار لصوص ، باخطار من جنسي بأخطار من الأمم ، بأخطار في المدينة ، بأخطار في البحر ، بأخطار من أخوة كذبة . في تعب و كد ، في اسهار مراراً كثيرة . في جوع و عطش في برد و عري . عدا ما هو دون ذلك : التراكم علي كل يوم ، الإهتمام بجميع الكنائس " ( 2 كو 11 : 23 – 28 ) و أنت يا أخي ، ما هو تعبك في الخدمة ، إذا قورن بكل هذا ؟ أعرف أن كل ما تتعبه في خدمة ، مسجل لك في سفر الحياة حينما تفتح السفار في يوم الدينونة ، و حينما تكشف كل الأعمال ، ستجد كل ما عملته مسجلاً لك حتي كأس الماء البارد الذي تقدمه لأجل الله ، هذا أيضاً لا يضيع أجره ( مت 10 : 42 ) كل خطوة تخطوها إلي الكنيسة ، أو في إفتقاد إنسان ، هذه أيضاً محسوبة لك ، تنال أجرها في الملكوت كل حبة عرق تسكبها ، كل كلمة تعزية تقولها .. كل ذلك مسجل لك في سفر الحياة لا تقل أنا تعبان في الخدمة ، و لا يشعر بي أحد !كلا ، فإن الله يقول لك تلك العبارة التي كررها لكل ملاك من ملائكة الكنائس السبع : " أنا عارف أعمالك " ( رؤ 2 ، 3 ) . حتي إن لم تجد تقديراً علي الأرض ، ستجد كل التقدير في السماء . و الأعمال المخفاة سوف تظهر ، و تنال عليها أجراً أكبر بل صدقني ، حتي أتعابك التي قد نسيتها أنت ، هي نسيتها أنت ، هي محفوظة عند الله . إنه يذكرها لك ،لن ينساها . و سوف يقول لك في ذلك اليوم ، ، مع كل أخوتك الذين تعبوا مثلك و خدموا : " تعالوا يا مباركي الرب . رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم " ( مت 25 : 34 ) إن الله لا يمكن أن ينسي تعبك و خدمتك . بل أقول إنه حتي الرسل لم ينسوا أبداً الذين تعبوا معه في الخدمة . هوذا بولس الرسول يقول في رسالته لأهل رومه " سلموا علي مريم التي تعبت لأجلنا كثيراً سلموا علي تريفينا و تريفوسا التاعبتين في الرب . سلموا علي برسيس المحبوبة التي تعبت كثيراً في الرب " ( رو 16 : 6 ، 12 ) . و عندما أرسل إلي تلميذه تيموثاوس ، أوصاه أن يقيم اعتباراً حسناً ، فليحسبوا أهلاً لكرامة مضاعفة ، و لاسيما الذين يتعبون في الكلمة و التعليم " ( 1 تي 5 : 17 ) فإن كان الرسول يذكر الذين تعبوا ، فكم بالأكثر يذكرهم الله لذلك لا تفكر أبداً أن تعطي نفسك راحة في خدمتك . بل اتعب في تحضير الدروس و في الإطلاع ،و اتعب في الإفتقاد و في حل مشاكل الناس . و اصبر في إحتمال المقاومات التي تصادفك في الخدمة ن و لا تترك خدمتك بسببها . اتعب في إعادة الشاردين من الله الرافضين التوبة ، و كما قال الرسول " خلصوا البعض بالخوف ، مختطفين من النار " ( يه 23 ) . و اذكر قول الكتاب :" من رد خاطئاً عن ضلال طريقه ، يخلص نفساً من الموت ، و يستر كثرة من الخطايا " ( يع 5 : 20 ) حقاً إن النفس الثمينة التي مات المسيح لأجلها ، تستحق منك أن تبذل كل تعب في سبيل خلاصها . لذلك جاهد و لا تيأس ، حتي إن تأخر ثمر تعبك في الظهور . استمر . لا تترك غيرك يتعب ، و أن تدخل علي تعبه ( يوم 4 : 38 ) . بل اشترك في التعب ، اياً كان الجهد الذي تبذله و لا تقف لتتفرج علي الذين يتعبون . فملكوت الله ليس للمتفرجين إنما الملكوت للذين يتعبون في بنائه . تأمل كيف تعب القديس اثناسيوس الرسولي في حفظ الإيمان و في مقاومة الأربوسيين ، حتي أنه نفي عن كرسيه أربع مرات . و تأمل كيف تعب بولس الرسول ، و استطاع أن يقول أخيراً : "جاهدت الجهاد الحسن ، أكملت السعي ، حفظت الإيمان . و أخيراً قد وضع لي إكليل البر" ( 2 تي 4 : 7 ) تأمل أيضاً كيف تعب نحميا كثيراً يبني سور أورشليم . و كيف لاقي مقاومات ، و صبر عليها حتي أكمله عمله و اعلم أنك في خدمتك ، سيشترك الله معك . و لن يتركك تتعب وحدك و نحن نصلي في الكنيسة و نقول للرب " اشترك في العمل مع عبيدك " . و القديس بولس الرسول يقول عن نفسه و عن أبولس " نحن عاملان مع الله " ( 1 كو 3 : 9 ) إن الله باستمرار يعين خدامه في خدمتهم : يعمل معهم ، و يعمل فيهم ، و يعمل بهم . لذلك في خدمتك ، حاول أن تكون مجرد اَلة في يد الله يعمل بها . وصل في قلبك هذا المزمور :"إن لم يبن الرب البيت ،فباطلاً تعب البناءون "(مز127 : 1) لذلك فالخدمة تحتاج أيضاً إلي تعب في الصلاة لأجلها ،لكي يتولاها الله بعنايته ، و لكي تشعر بيد الله فيها . لأنك ربما تفكر أن التعب في الخدمة ، هو مجرد تعب ذراعك البشري . كلا . فقد قال الرب " بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئاً " ( يو 15 : 5 ) . لذلك جاهد في أن تشرك الله معك في الخدمة ن بصلوات ، باصوام ، بمطانيات ، بصراع مع الله و حذار من أن تبحث عن الخدمات السهلة ، أو تدخل إلي الخدمة من الباب الواسع ! ذلك لأن كثيرين من الذين لا يحبون التعب في الخدمة ، يهربون من الخدمات التي تحتاج غلي جهد كبير ن أو التي تصادفها بعض المشاكل ! و لا يقبلون إلا الخدمة السهلة . و قد يبررون المر ببعض كلمات تواضع ! كأن ييقول الشخص " أنا أصغر من هذا الأمر . أنا لم أصل إلي مستوي هذه الخدمة . أنا ليست لي مواهب " و الرب يرفض كل هذه الإعتذرارت . و قال لأرميا " لا تقل إني ولد . لأنك إلي كل من أرسلك إليه تذهب ، و تتكلم بكل ما اَمرك به " ( أر 1 ك 7 ) الخدمة الصعبة تظهر فيها يد الله ، كما يظهر فيها بذل الإنسان و تعبه كما تظهر فيها محبته للملكوت ، و محبته لخلاص الناس ، و عدم إهتمامه بنفسه و براحته ، و استعداده لحمل الصليب في الخدمة ، و عدم تذمره علي الضيقات في الخدمة و مثل هذه الخدمة لها أجر كبير . و هي التي دعا إليها الرب تلاميذه ، حينما قال لهم " ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب " ( مت 10 : 16 ) و لم يهرب تلاميذ الرب من خدمه كهذه :نعم ، خير لنا أن نتعب لكي يستريح الناس لا أن نستريح نحن ، و نتركهم يتعبون .
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
18 يوليو 2019
الفضائل
1 ـ تختلف الفضائل حسب اختلاف المنبع،
ولقد فرق فم الذهب بين الحياة الفاضلة على المستوى الأخلاقي الاجتماعي البحت، وبين حياة الفضيلة خلال الشركة مع الله لنكون على شبهه وندخل إلى الحياة الملائكية السمائية، التي ينبغي أن نحياها.
2- الفضائل عقد واحد :
ويقول ذهبي الفم ليست الحياة الفاضلة مجموعة من الفضائل المتراصة، لكنها وحدة واحدة متكاملة، كل فضيلة تمثل جانبا منها. " وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به ".
3 ـ توجد فضائل تحفظ الفضائل (بدونها لا تبقى الفضيلة) :
أ ـ التمييز :
يقول يوحنا الدرجي " التمييز عند المبتدئين هو معرفة ذواتهم معرفة حقيقية. أما عند المتوسطين فهو حس داخلي لا يخطئ، يميز السجية الصالحة حقا عن السجية الطبيعية وعن السجية الرديئة. وأما عند الكاملين فهو معرفة ناتجة عن استنارة إلهية تستطيع أن تضيء بمصباحها ما هو مظلم عند الآخرين "
وقال : ( كما أننا نستقي من البئر ضفدعا مع الماء أحيانا، على غير انتباه منا، كذلك كثيرا ما نصنع الرذائل مضفورة مع الفضائل بصورة غير منظورة. فإن الشراهة مثلا تختلط مع ضيافة الغرباء، والزنى مع المحبة، والدهاء مع التمييز، والخبث مع الفطنة، ثم يندس مع الوداعة كل من الغش والمماطلة والبلادة والمحاججة واتباع المشيئة الذاتية وعدم الطاعة، ومع الصمت ادعاء العلم، ومع الفرح الغرور، ومع الرجاء التواني، ومع المحبة الإدانة، ومع الهدوء الضجر والكسل، ومع الطهارة الحدة، ومع التواضع الدالة، ويرافق العجب هذه الفضائل كلها بمنزلة مرهم بل سم مشترك يطليها )
ب ـ المحبة :
وقال الدرجى : أبصرت فلاحين يلقون في الأرض نوعا واحدا من البذار إلا أن كلا منهم قصد من زرعه غرضا خاصا به. فالواحد كان غرضه أن يوفى ديونه، والآخر أن يجمع ثروة، وغيره أن يكرم سيده بالهدايا، وآخر أن يتصيد بحسن عمله مديحا من المجتازين في طريق العمر، وغيره أن يحزن عدوه الذي يحسده، وغير هؤلاء أن لا يلومه الناس على بطالته. وهذه أسماء البذار الذي ألقاه الفلاحون في الأرض : صوم وسهر وصدقة وخدمة وما إلى ذلك. فليفحص كل أخ قصده بعناية في ضوء مشيئة الرب.
جـ ـ الاتضاع :
كلمات بولس الرسول " و لكن لنا هذا الكنز في أوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا " (2كو4 : 7)
قصة الراهب الذي كان يصلى الصلاة الربانية مهلا مهلا.
د ـ الحق :
فالتشجيع لا بد أن يكون بالحق. والامتداح كذلك. فالذي يسند المحبة لئلا تنحرف هو الحق. وهكذا كل الفضائل.
فضيلة التسليم :
كانت هذه الفضيلة عجيبة ومؤثرة "ليكن لى كقولك"، تسبب لكِ متاعبِ.. يشك فيك يوسف.. لتكن مشيئتك يا رب، ربنا تدخل وأفهم يوسف.
ولكن أين كانت الولادة؟ لا بيت ولا فندق ولا حتى غرفة حقيرة.. إنه مزود حيوانات.. لتكن مشيئتك يارب، وها هم المجوس فى زيارة المولود، يقدم المجوس ذهباً ولباناً ومراً.. إذن لماذا الألم يارب؟ إنها رحلة صليب.. لتكن مشيئتك يارب، ويأتى سمعان ويقول: "أنه وضع لقيام وسقوط كثيرين فى إسرائيل ولعلامة تقاوم" لتكن مشيئتك يارب إنه كنز العذراء، وحتى عند تعذيب اليهود له، وعند صعوده على الصليب..
كان التسليم عجيباً "أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص وأما أحشائى فتلتهب عند نظرى إلى صلبوتك، الذى أنت صابر عليه من أجل الكل يا أبنى وإلهى".
هل سألته لمن تتركنى؟ من ينساها... إنه تسليم فى كل مراحل الحياة.. لتكن مشيئتك.
هل نحن نفعل ذلك أن نقول: "ليكن لى كقولى" تأملوا فى هذه العبارة "لست تفهم الآن ماذا اصنع ولكن ستفهم فيما بعد".
قيل في الفضائل :
الصلاة أم الفضائل، والتواضع الخيط في المسبحة، والطهارة زينة الفضائل، والمحبة عصير الحياة الذي يجرى في كل الفضائل.
يقول الدرجي :
المحبة والتواضع زوج طاهر جليل. لأن الأولى ترفع أما الثاني فيحفظ الذين ارتفعوا ولا يدعهم يوما يسقطون.
ويقول : الخاصة الأولى لثالوثية التواضع هي اقتبال الإهانة بسرور كعلاج شاف لأسقام النفس ومحرق لخطاياها.
والثانية تلاشى كل غضب مع عدم التباهي بالعزوف عن الغضب.
والثالثة حذر صادق من الحسنات الذاتية، ورغبة دائمة في التعلم.
ويقول : المتواضع لا يتحرى عن الخطايا، أما المتكبر فيفحص عن أحكام الله.
ويقول : يتخذ البعض مدعاة للتواضع :
ـ السيئات السابقة حتى بعد غفرانها.
ـ آلام المسيح فيحسبون ذواتهم مدينون له أبدا.
ـ النقائص الحاصلة منهم كل يوم.
ـ التجارب والهفوات العارضة لهم.
ـ الافتقار إلى المواهب.
ـ ازدياد مواهب الله فيهم مع عدم استحقاقهم.
ويقول : لقد وجد الكثيرون الخلاص خلوا من نبوءات واستنارات وآيات وعجائب. ولكن لن يدخل أحد خدر العرس بدون الاتضاع. لأن هذا حفظ أولئك وبدونه صارت تلك سببا لهلاك العادمين الفطنة.
ويقول مار اسحق السرياني :
التواضع وشاح الألوهة، لأن الكلمة المتجسد تسربله وكلمنا عنه من خلال أجسادنا. فكل من يتسربله يتشبه حقا بذلك الذي انحدر من علوه وغطى فضيلة عظمته بالتواضع وستر مجده به كي لا تلتهب الخليقة بمنظره.
ومن كلمات القديس أوغسطينوس :
السيد المسيح باب وضيع، إن أردت أن تدخل منه فعليك أن تتواضع لتتمكن من الدخول دون أن يصاب رأسك بأذى.
التواضع في السيئات لا يغيظ الله كالكبرياء في الصالحات.
عليك أن تفكر بما ينقصك أكثر مما تفكر بما لديك.
كن دوما غير راض عما أنت فيه، إن شئت أن تصل إلى ما لم تبلغه حتى الآن.
الأعرج السائر على الطريق أفضل من العداء خارجا عنها.
ويقول أنبا أشعياء :
+ التواضع نوعين : أمام الناس أن يجعل الإنسان نفسه أصغر وأحقر من الكل.
وأمام الله أن يحسب نفسه أنه خاطئ وما صنع ولا صلاحا واحدا قدام الله.
+ وهذه أعمدة التواضع التي يقوم عليها :
1 ـ لا يقايس الإنسان نفسه مع كل أحد بل يحسب نفسه أصغر وأحقر من كل أحد.
2 ـ لا يقاوم الآخرين ليقيم هواه ويغلب.
3 ـ يطيع كل أحد.
4 ـ نظره متعفف ومطأطئ إلى أسفل.
5 ـ يضع موته قدام عينيه دائما.
6 ـ يحفظ نفسه من الكذب.
7 ـ لا يتكلم بالأباطيل والضحك المنحل الذي يبطل بحفظ العقل والفم.
8 ـ لا يجاوب من هو أكبر منه ( مثل قايين الذي أجاب الله بعظمة ).
9 ـ يحتمل الإهانة والاحتقار.
10 ـ يبغض النياحات والشهوات والمفاوضات والطياشة والحكايات.
11 ـ يعود نفسه بالأعمال الجسدية، ويعود نفسه بعمل العقل.
12 ـ يغصب نفسه ويقطع هواه ويعمل إرادة أخيه.
13 ـ لا يغضب.
ويقول مار أوغريس :
الاتضاع هو عطية من الثالوث القدوس ـ وهو طريق الملائكة ـ ونار على الشياطين ـ وإمارة للحكمة ـ ويطرد الجهل ـ ونور للنفس ـ ونقاوة للعقل ـ وتذكار للموت ـ ومحب للتعب مع آخرين ـ وميناء للمحبة ـ وكنزا مخفيا وغنى لا يسرق ـ وفعل الخلاص معطى الحياة الأبدية ـ وغلبة للأعداء ـ ورباط للصلح ـ وأساس للطاعة ـ ودوس على العالم ـ وباب للسماء.
المزيد