المقالات
03 يوليو 2018
الخادم انجيل مُعاش
" فقط عيشوا كما يحق لانجيل المسيح " (فيليبي 27:1)
المسيحية تلمذة، والسيد المسيح لم يسلم تلاميذه كتاباً، ولكنهم تتلمذوا عليه وتلامسوا معه " الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه و لمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة" (1يو 1:1) وبعد أن تلمذهم أرسلهم ليتلمذوا الآخرين بدورهم "فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس " (متى 19:28). كان سلوك السيد المسيح بينهم هو أقوى شرح للتعليم عن الفضيلة، ولذلك فإن سلوك الخادم سيكون له التأثير الأول على من يخدمهم، اكثر من الكلام وحلاوة التعبير والذى يمكن أن يتحول عند شخص ما إلى ما يقرب من المهنة .. أو الصناعة (حسن الكلام أو مهنة الكلام). الخادم يجب أن يكون إنجيلي من جهة القلب والقالب، فهو مطلع بشكل جيد على الكتاب المقدس، ويحفظ منه الكثير ويعضّد تعليمه وإرشاده بالآيات، وُيحسن استخدام الآيات فى تقنين الأفكار والمبادئ التى يسلمها لمخدوميه, وفى الوقت ذاته يتحول فيه الإنجيل إلى حياة، فتأتى حياته وسلوكه كثمرة تفاعل شخصه مع الوصية، أو هو كما يقول قداسة البابا شنودة أنه على الخادم أن يكون وسيلة إيضاح للفضائل، وكذلك إنجيلا مشروحاً للمخدومين إن الخادم ليس شخصاً عارضاً لبضاعة أو "ريكوردار" وليس خزانة معلومات وليس "بياع كلام" ولكنه شخص تحول بالوصية من الخبر إلى الخبرة ومن التعليم إلى التسليم. وفى الأدب الرهبانى نقرأ عن شخص زار أب كبير لسمع منه كلمة منفعة، ولكن الأب أمسك عن الحديث معه .. فلما سأله البعض، قال: " يعلم الله إنى لم ُأمسك نفسى عنه إلاّ لكونه بياع كلام ُيؤثر أن يتمجد بأقوال الآخرين !!" وفى انشودة المحبة التى كتبها القديس بولس يقول أن المحبة تتأنى وترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ .. الخ .. (1كو 13: 4) ولعله كان من المنطقى أن يقول أن المُحبّ يتأنى ويرفق .. الخ ولكنه تكلم عن المحب باعتباره محبة !!.. أليس حسنا أن يدعى الله نفسه محبة " ونحن قد عرفنا و صدقنا المحبة التي لله فينا الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه" (1يو16:4 ) محبة تجسدت فى تجسده وفداءه. هكذا الخادم إذا تكلم عن الاتضاع فهو متضع .. وإذا تكلم عن المحبة فهو مُحبّ ..إنه ليس واعظاً بقدر ماهو عظة .. وليس صاحب رسالة بقدر ماهو رسالة مقرؤة من الآخرين، وهو أيضا إنجيل معاش وبشارة مفرحة. هناك شخصيات في حياتنا ُتمثل لنا المسيحية المفرحة والعبادة المبهجة، والمسيح المعزيّ، ويكفى أن ترى شخصاً من هذا النوع. ويكفى أن يقول أى شئ .. يكفى أن فلان الذى قاله .. فكم وكم إذا كان شخصاً كتابياً، وإذا تكلم فلن يقول أى شئ بل "قاعدة الكلام كتابية والكلمة مشروحة فيه هو". لذلك فإن من عمل وعلم فهذا يدعى عظيماً (متى 19:5)، وقديماً كانوا يكتبون فى تقريظ الكتب ُمقدمين الكاتب بقولهم " الأب العامل العالم ". وهذا هو الفرق بين الفلاسفة والسيد المسيح .. فكثير منهم رغم ماقدموه من نظريات وأفكار عاشوا تعساء وأنهى بعضهم حياته بطريقة مأساوية إن الخادم هو شخص كاشف ومعلم صادق لكلمة الله وقوتها وفاعليتها من خلال حياته بكلمة الله .. كلام الله يؤيد كلامه، وكلامه وسلوكه يؤكدان أن الوصية حق وحيّة ويمكن الحياة بها فى كل الظروف إن الخادم هو انجيل مسموع .. وإنجيل مقروء وانجيل معاش. " فقط عيشوا كما يحق لانجيل المسيح " ( فى 27:1).
المزيد
02 يوليو 2018
الرسل والسلطان الرسولي الممنوح لهم
فى إرساليته الأولى للتلاميذ قال لهم "أشفوا مرضى. طهروا برصًا. أقيموا موتى. اخرجوا شياطين. مجانًا أخذتم مجانًا أعطوا "، وعندما عين سبعين آخرين وأرسلهم أمام وجهه أعطاهم نفس السلطان ولما رجعوا من مهمتهم "قالوا يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك. فقال لهم رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء. ها أنا أعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء ". وبعد قيامته وقبل صعوده إلى السماء قال لهم:"وهذه الآيات تتبع المؤمنين. يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بألسنة جديدة. يحملون حيات وإن شربوا شيئًا مميتًا لن يضرهم ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون ". وبناء على ذلك كان الرسل في كل مكان حيث يذهبون يصنع الرب على أيديهم آيات وعجائب وقوات لا حصر لها حتى أنه، كما يقول الكتاب "كانوا (الناس) يحملون المرضى خارجًا في الشوارع ويضعونهم على فرش وأسرة حتى إذا جاء بطرس يخيم ولو ظله على واحد منهم.. وكانوا يبرأون جميعهم "، "وكان الله يصنع على يدي بولس قوات غير المعتادة. حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل أو مآزر إلى المرضى فتزول عنهم الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة "وكانوا يصنعون هذه الآيات والمعجزات باسم "يسوع المسيح" ويعملوها بقوته هو كما سبق أن قال لهم "الذي يثبت فيّ وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير. لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا". ومن ثم فعندما وجد بطرس الرسول مفلوجًا قال له "يا إينياس يشفيك يسوع المسيح. قم وأفرش لنفسك. فقام للوقت "، وقال للمقعد أمام باب الهيكل "باسم يسوع الناصري قم وأمش" ولما وجد الناس تنظر إليه هو والقديس يوحنا مندهشين ومذهولين قال لهم "لماذا تشخصون إلينا كأنه بقوتنا أو تقوانا جعلنا هذا يمشى.. إله آبائنا مجد فتاه يسوع.. وبالإيمان باسمه شدد اسمه هذا الذي تنظرونه وتعرفونه والإيمان الذي بواسطته أعطاه هذه الصحة أمام جميعكم "وأعطاهم أيضا سلطان الحل والربط وغفران الخطايا "الحق أقول لكم إن كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطًا في السماء. وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولًا في السماء "، "فقال لهم يسوع أيضا سلام لكم كما أرسلني الآب أرسلكم أنا. ولما قال هذا نفخ وقال لهم أقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له. ومن أمسكتم خطاياه أُمسكت ". هذا السلطان يذكر الكتاب استخدام بطرس له عندما عاقب حنانيا وسفيرة لكذبهما على الروح القدس، وحرم سيمون الساحر من شركة القديسين لأنه أراد أن ينال مواهب الروح القدس بالمال "فقال له بطرس.. ليس لك نصيب. ولا قرعة في هذا الأمر. لأن قلبك ليس مستقيمًا أمام الله ". كما استخدم هذا السلطان أيضا بولس الرسول عندما عاقب عليم الساحر الذي قاوم كرازة بولس وبرنابا وأصابه بالعمى "هوذا يد الرب عليك فتكون أعمى ولا تبصر الشمس إلى حين "وكانت للرسل المكانة الأولى في الكنيسة باعتبارهم ممثلو المسيح وشهوده "الذي يقبلكم يقبلني "، "الذي يسمع منكم يسمع منى. والذي يرذلكم يرذلني ". وكان لهم سلطان على أعضاء الكنيسة وتعاملوا مع كل الأمور والقضايا التي واجهت الكنيسة في مهدها وعقدوا أول مجمع للكنيسة في أورشليم لمناقشة وبحث موضوع قبول المؤمنين الراجعين إلى الله من الأمم. وأصدروا التوصيات والقرارات اللازمة لذلك. ومن ثم كان تصنيفهم الأول في الكنيسة قبل الأنبياء والمعلمين :"فوضع الله أناسًا في الكنيسة، أولًا رسلًا، ثانيًا أنبياء، ثالثًا معلمين ثم قوات وبعد ذلك مواهب الشفاء.. "،"مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية "،"وأعطى (المسيح) البعض أن يكونوا رسلًا والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمين ".وكانت الوصية العظمى التي حفظوها كاللؤلؤة الكثيرة الثمن هي "لأن معلمكم واحد المسيح وأنتم جميعًا إخوة ".
الإنجيل الشفوي والتسليم الرسولي
سلم السيد المسيح تلاميذه ورسله الإنجيل شفاهة ولم يذكر الكتاب أنه كتب سوى مرة واحدة وكان يكتب بإصبعه على الأرض" ، وذلك في حادثة المرأة التي أمسكت في الزنى، وكلمة إنجيل ذاتها كما بينّا في الفصل الأول، تعنى بالدرجة الأولى، الأخبار السارة والبشارة المفرحة، بشارة الخلاص الأبدي، أي الكرازة بـ"جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به إلى اليوم الذي أرتفع فيه". وكانت كرازة الرسل بالأخبار السارة، هي ذاتها الإنجيل، الإنجيل الشفوي "ويكرز ببشارة الملكوت هذه كل المسكونة". وتوضح الآيات التالية عمل الله في الرسل في نشر الإنجيل شفاهة بالتسليم:"الخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله" ، "وأعرفكم أيها الأخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به وقبلتموه وفيه تقومون" "أن إنجيلنا لم يصر إليكم بالكلام فقط بل بالقوة أيضًا وبالروح القدس" ، "أشكر إلهي.. لسبب مشاركتكم في الإنجيل من أول يوم إلى الآن" "هاتين اللتين جاهدتا معي في الإنجيل مع أكليمندس أيضًا وباقي العاملين معي" ، "تيموثاوس أخانا العامل معنا في إنجيل المسيح" ، "ثم أريد أن تعلموا أيها الأخوة أموري قد آلت أكثر إلى تقدم الإنجيل" ، "ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل ".ولذلك فعندما يقول الرسول "يدين الله سرائر الناس حسب إنجيلي " و"للقادر أن يثبتك حسب إنجيلي "، يقصد كرازتي، عملي في حمل البشارة، وعندما يقول "أنى أوتمنت على إنجيل الغرلة كما بطرس على إنجيل الختان "، يقصد كرازته بين الأمم وكرازة بطرس بين اليهود "فإن الذي عمل في بطرس لرسالة الختان عمل فيَّ أيضا للأمم ".انتشر الإنجيل شفاهة في كل البلاد التي كرز فيها الرسل ولم تكتب الأناجيل المدونة سوى بعد أكثر من خمسة وعشرين سنة من صعود السيد المسيح.
المزيد
01 يوليو 2018
الخادم بين الروحانية والاجتماعية
يقول بولس الرسول « كنا مترفقين في وسطكم كما تربي المرضعة أولادها هكذا إذ كنا حانين إليكم كنا نرضى أن نعطيكم لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضاً لأنكم صرتم محبوبين إلينا »( 1تس 2 : 7 – 8 ) نتحدث عن نقطتين مهمين جداً :-
المخدومين في أعيننا .
نحن كخدام في أعينهم .
أولاً المخدومين في أعيننا :-
أ- إنهم قطيع المسيح
ب- إنهم قديسين ومحبوبين .
ج- إنهم كنيسة الغد .
أ- إنهم قطيع المسيح :-
لأن المسيح اشتراهم خاصته وملكيته فداهم جعلهم الله مملكة وكهنوت وأُمة مقدسة وشعب مُبرر أبونا الكاهن في سر الإبركسيس يقول « أُحرس قطيعك » لذلك نحن شعب اقتناء ( 1بط 2 : 9 ) والخادم هو وكيل لله مؤتمن على قطيعه والله أرسلك له لتخدمه وتعتني به إذن أنت خادم على قطيع المسيح وملكيته وليس في ملكيتك لذلك نجد ربنا يسوع عندما اختار تلاميذ إنه أرسلهم قدام وجهه إعلم أن المخدوم هو مواطن سماوي أي إنه من المختارين والمفديين وعليك أن تنظر إليه على أنه ابن للمسيح .
ب- إنهم قديسين ومحبوبين :-
الله جعلهم أواني مجد فمعلمنا بولس الرسول وهو يكتب رسائله يقول « إلى القديسين الذين في أفسس كورنثوس المدعوين قديسين في المسيح يسوع » إن مفهوم القداسة إنه يقاوم الخطية ويرفضها ويكرهها وهذا هو عمل النعمة المخدوم هو قديس في المسيح يسوع وله كرامة المسيح نفسه وعليك أن تحبهم مثل محبة المسيح لك شخصياً الرب يسوع أحب خاصته الذين في العالم أحبهم إلى المنتهى ( يو 13 : 1 ) إعرف إن المخدوم غالي مُميز باسمه وشخصه وظروفه انظر لهم بالمحبة مثل نظرة المسيح إلى زكا رغم أن كل الناس كانت تنظر له على أنه لص وسارق وأناني ولا ينظر إلاَّ لنفسه أما يسوع فقال له ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك ( لو 19 : 5 ) « ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويُخلِّص ما قد هلك » ( لو 19 : 10) .
ج- كنيسة الغد :-
عدم الإهتمام والإهمال في المخدوم سيُضعف من كنيسة الغد لذلك يقول سيدنا البابا « كنيسة بلا شباب كنيسة بلا مستقبل » هؤلاء المخدومين هم الذين يُكملوا الطريق حِفظ الألحان مكرسين كاهن راهب خادم لا تبخل عليهم أبداً بأي شئ سيؤتمنوا على الأسرار والتعليم والعقيدة إنهم يستحقوا كل التعب إعطي كل ما عندك .
ثانياً نحن كخدام في أعينهم :-
1- أنت في عين المخدوم خادم أم مُعلم ؟
2- أنت في عين المخدوم روحاني أم اجتماعي ؟
3- أنت في عين المخدوم تحبه أم لا ؟
1. أنت في عينيه معلم أم خادم ؟
هل أنت مُلقن أعطيته منهج وجاء لكي يسمَّعه لك !! هل تعطي معلومات ؟ هناك فرق بين التلقين والتسليم فرق بين المدرس والخادم ربنا يسوع المسيح يقول « وأما أنا في وسطكم مثل الذي يخدم » هناك فرق بين من يعطي معلومة أو يسلِّم حياة ولذلك نجد ربنا يسوع المسيح يقول « الكلام الذي أُكلمكم به هو روح وحياة » ( يو 6 : 63 ) ولذلك يقول « أما من عمل وعلَّم فهذا يُدعى عظيماً في ملكوت السموات » ( مت 5 : 19) عندما جلست لتحضير الدرس هل وقفت تصلي من أجل الدرس ولمعرفة ما يريده الله أن يُقال ؟ هل حاولت أن تُخرِج من الدرس تدريب لكي تعيشه ؟ المخدوم يعرف ويرى ويُقال على الخادم أنه وسيلة إيضاح للفضائل وسيدنا البابا يقول أن الخادم ليس معلم دروس بل مُخلِّص نفوس أنت خادم أي لك عِشرة لك حياة إختبار أعماق مخدع تحب الإنجيل تحب العبادة .
2. أنت روحاني أم اجتماعي ؟
الفرق بينهم شعرة أن يكون المسيح قدامك وأن تكون بتحب الجميع لأنهم أولاد المسيح فإن الإنسان الروحاني لا يفرق بين المخدومين والإنسان الإجتماعي يسير بالعتيق إن الحب يكون روحاني في المسيح ومن أجل المسيح ولكي يتعلقوا بالمسيح الخادم الروحاني أولاده يروا فيه المسيح ويميزوه ويروا فيه العبادة الحقيقية هو يقدم المسيح من خلال رحلة أكلة رعاية نحن نفتقد جداً القدوة لأننا نعيش في مجتمع طمست معالمه هل محبتك محبة المسيح ولطفك وصوتك صوت المسيح ؟ إمشي باتضاع ووجه بشوش وصوت ليِّن .
3. أنت تحبه أم لا ؟
هل تهتم به وترعاه فعلاً ؟ تسأل عنه إن غاب تتابع ظروفه مرضه أسرته أموره الدراسية إحتياجاته مشاعره ؟ هذا هو الذي يحب لا تستطيع أن تخدم وأنت لا تعرف مشاكلهم وبيوتهم وظروفهم واحتياجاتهم « أعرف خاصتي وخاصتي تعرفني » ( يو 10 : 14) قدم قدوة صورة حية لمخدوم المسيح عن المسيح ربنا يعطينا خدمة تُرضيه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين
المزيد