المقالات

15 سبتمبر 2023

مائة درس وعظة ( ٣١ )

قوتنا في وحدتنا الوحدة هوذا مـا أحسن ومـا أجـمل أن يسكن الإخوة معاً ( مز ١٣٣: ١ ) . كلمة معا : كلمة معا ، بالرغم من أن حروفها قليلة إلا أنها ذات معان كثيرة أقف معكم أمام ثلاثة معان لهذه الكلمة القوة -الجمال - الحياة ١- القوة : من الكلمات العربية المشهورة ( الاتحاد قوة ) .. وإن تأملت في أصابع يدك سوف تجد أنه لا يوجد إصبع فيها يتشابه مع الآخر ، تختلف تماماً شكلا وحجما وطولاً ، وتختلف أيضاً في إمكانياتها وفي موقعها ، وإذا تخيلت أن أصابع يدك كلها بنفس الشكل ونفس الحجم كانت اليد لا تستطيع أن تعمل شيئا ، وكلما فعلت شيئا بيدك كانك تعبر عن قوة كلمة معا . تتعاون الأصابع برغم تنوعها ولا تقول اختلافها لكي مـا تنتج ، ويقولون إن الحضارة الإنسانية في حضارة الأصابع ، فقد نشأت من أصابع الإنسان واليد طبياً تعتبر معجزة بكل الأفعال التي تقوم بها . ۲- الجمال : هذه الكلمة تجمع البشر والبشر ليسوا قوالب ، فالبشر اجناس وبيئات متعددة وحضارات ولغات وعادات ، والبشر أيضاً نوعيات وأفكار ، والبشر فنون وفلسفات ومذاهب ، وهذا يعطي جمالاً للحياة الأرضية . ولذلك على سبيل المثال يقولون : « في السفر سبع فوائد، لأن من خلال السفر يتقابل الإنسان مع آخرين وأجناس ولغات متعددة فتزداد إنسانيته وتزداد معرفته ، وتكون الحصيلة أنه يزداد في الجمال ، عندما يكون الإنسان متعدد الثقافات ومتعدد الحضارات ومتعدد المعارف يزداد جمالا ، ويكون قلبه مفتوحاً للجميع وعقله متسعا لكل شيء . ٣- الحياة : إذا سألتك ماذا تعني كلمة « صحة .. فالصحة في معناها العلمي في توافق كل أعـضـائنا مع بعضها ، وإن فقدنا هذا التوافق بأي نسبة يدخل الإنسان في حالة مرض . الـصـحـة هي التوافق سواء على المستوى الجسدى ، ويسمونها الصحة الجسدية ، أو على المستوى النفسي وهي الصحة النفسية ، إن فقد الإنسان هذا التوافق ( معا ) يدخل في حالة مرضية . إذا لابد من التوافق.
المزيد
14 سبتمبر 2023

شخصيات الكتاب المقدس أنيسيفورس الرسول

أنيسيفورس: إسم يونانى معناه من يأتى بالنفع (2تى1: 16 - 18). انيسيفورس خدم في أفسس وبارسنيه، سحله والي أفسس علي الصخر والشوك حتي استشهد 2تي 1: 16 ليعط الرب رحمة لبيت أنيسيفورس لانه مرارا كثيرة اراحني ولم يخجل بسلسلتي 2تي 4: 19 سلم على فرسكا واكيلا وبيت أنيسيفورس .وكان هذا الرسول من السبعين رسولا خدم في افسس ولما قبض علي بولس الرسول وسجن في روما زاره انيسيفورس في السجن وخدمة وساعده.بعد ذلك قبض عليه والي افسس المدعو اوريانوس وعذبه عذابا شديدا ثم سحبه بين الصخور والاشواك فأسلم روحه الطاهرة ونال اكليل الشهادة. نياحة القديس أنيسوفورس أحد السبعين رسولا (25 برمهات في هذا اليوم تذكار نياحة القديس أنيسوفورس أحد السبعين رسولا. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
المزيد
13 سبتمبر 2023

الألفاظ الرقيقة

الإنسان الروحي لا يستخدم ألفاظًا قاسية، إنما ألفاظًا رقيقة، لأنه من ثمار الروح القدس (لطف) فهل أنت تتميز باللطف في كلامك ومعاملاتك..؟ انظر إلى السيد المسيح وهو يكلم المرأة السامرية وهى امرأة خاطئة جدًا، يقول لها "حسنًا قلت انه ليس لك زوج، لأنه كان لك خمسة أزواج والذي معك الآن ليس هو لك"، عبارة (أزواج) عبارة رقيقة جدًا، لأنهم لم يكونوا أزواجًا ولكن الرب لم يستخدم العبارة الأخرى الشديدة كما أن قوله "الذي معك ليس هو لك" هي أرق أسلوب، لم يضمنه أي لفظ جارح بدلًا من أن تجرح الناس، حاول أن تكسبهم إن بولس الرسول لما دخل أثينا واحتدت روحه، إذ وجد المدينة مملوءة أصنامًا، قال لهم في رقة، أيها الرجال الأثينيون، إني أرى على كل حال أنكم متدينون كثيرًا "والسيد الرب حينما تكلم عن أيوب، امتدحه بكلمات رقيقة أمام الشيطان بقوله أنه "ليس مثله رجل كامل ومستقيم، يفعل الخير ويحيد عن الشر"، بينما ليس أحد كامل إلا الله وحده بل من أرق كلام الله في حديثه عن نينوى، المدينة الخاطئة، الأممية، التي لا يعرف أهلها يمينهم من شمالهم قال "أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة" أكانت نينوى عظيمة حقا، أم هي رقة الرب؟ ومن رقة الله في ألفاظه، الأسماء التي أطلقها على الناس، فقد سمى سمعان (بطرس) أي صخرة، وسمى ابرآم (إبراهيم) أي أبو جمهور كلها تحمل مديحًا من أشهر القديسين الذين كانوا مشهورين بالكلمة الطيبة، القديس ديديموس الضرير، ناظر الإكليريكية في القرن الرابع لم يكن هدفه أن يغلب الناس، إنما أن يكسبهم، فلم يحاول أن يحطمهم، بل كان يقنعهم لقد أدان الرب الكلمات القاسية فقال "من قال لأخيه (رقا)، يكون مستوجب الحكم. ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم" إن الألفاظ القاسية، لا يرضى عنها الله الوديع المحب، الذي كان حلقه حلاوة، وشفتاه تقطران شهدا. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
12 سبتمبر 2023

دور الأغنسطس في الكنيسة

كلمة «الأغنسطس » تترجم دائماً «قارىء»، والكلمة منشقة أصلاً من «أنا غنوسما » أي «فصل من الكتاب المقدس »، لأن الأغنسطس هو « قارىء » أو بالحرى دارس» وبالأكثر «معلم» للكتاب المقدس، حسب نص الطقس الكنسى الخاص بسيامته. هي رتبة جليلة وخطيرة إذن ، تتعلق بشرح الكتاب المقدس للناس ، والانذار والتعليم . لهذا تعلمنا من قداسة البابا شنوده الثالث ، أن لا تعطيها إلا للشباب الكبار الذين يعدون لخدمة التربية الكنسية ، أو يخدمون فيها فعلاً . لذلك فمع أن الكثيرين يطلبون هذه الدرجة البركة ، لكن الأساس الذي يجب أن يعرفوه ، أن هذه الدرجة تقوم بالخدمات التالية في الكنيسة : ١ - خدمة التسبيح .... ٢- خدمة الذبيحة . ٣- خدمة التعليم .... وحسب سن الشخص المتقدم لنوال هذه الدرجة، وحسب قامته الروحية، يقوم بالتدرب على خدمة الكتاب المقدس، وتقديم التعليم المناسب للأعمار التي تناسبه ، فالصغار المبتدئون منهم يخدمون الأطفال في فصول التربية الكنسية، والكبار يخدمون الشباب أو الشعب .ولعله من المناسب أو المهم أن تلاحظ كيف تخصص كنيستنا المقدسة درجة خاصة ، وتمنحها لأعداد كبيرة مدربة ، بهدف واحد هو نشر التعليم الكنسى ودراسة الكتاب المقدس بين الشعب بفئاته المختلفة . فكنيستنا تهتم جداً بالتعليم، إذ تلاحظ قول الرب في الكتاب المقدس: «هلك شعبي من عدم المعرفة ( هو ٤ : ٦). كما أن كنيستنا كتابية وانجيلية حتى الأعماق ، فها نحن نرى كيف تقدم لنا هذه الدرجة الإنجيلية الخاصة، وكيف تضع البشارة فوق المذبح ، وفوق الرؤوس، وتقبلها الشفاه، وتنحنى لها الجباه، ويرفع قداسة البابا تاجه إكراماً لصوت الرب وكلمات المسيح، ونخصص للإنجيل أوشية خاصة، ونقف خاشعين لسماعه، وتضيء الأنوار على حامل الأيقونات وفى شمعتين حول القطمارس، إعلاناً أن الإنجيل هو النور الذي يرشد الحائرين في الظلمة . طقس سيامة الأغنسطس : بعد أن يتأكد الأب الأسقف من تزكية الآباء الكهنة للمتقدمين لنوال هذه الدرجة ، يصلى الصلاة الربانية وصلاة الشكر، ثم يقوم بقص شعر رأس المتقدم - على مثال الصليب في خمسة مواضع إعلاناً أنه قد نذر قلبه للرب ، ونزع فكر العالم من ذهنه ، ليضع بدلاً منه فكر المسيح والإنجيل.ثم يعطيه الأب الأسقف إسماً كتابياً أو كنسياً، حبذا لو كان إسم شفيع المتقدم ، علامة بداية الحياة جديدة في الكنيسة والخدمة ، ويتلو الأب الأسقف على رأسه الرشومات الثلاثة، للثالوث القدوس ، طالباً بركة الرب للمتقدم. ثم يصلى الأب الأسقف أربع قطع جميلة ، لكل منها محور خاص ، وهدف محدد : 1 - «أيها السيد الرب... أقبل إليك عبدك ( فلاناً ) أغنسطساً في بيعتك، فهمه حقوقك ، وهب له مخافة عبوديتك ، واجعله مستحقاً أن يلمس الأوانى، ويكون أغنسطساً مكرماً أمامك » . 2- املأه من كل حكمة ، ومن كل فهم، ليتلو أقوالك الإلهية والأغنسطسية. واحفظه في عبادتك بغير لوم ... » . 3- ... أظهر وجهك على عبدك ( فلان ) القائم أمامك، الذي قدموه لينذر بأقوالك المقدسة، التي لعهدى العتيقة والحديثة ( أى العهدين القديم والجديد)، ويكرز بأوامرك لشعبك، ويعلمهم كلامك الطاهر، الذي من جهته خلاص أنفسهم ونجاتهم ... » . ٤- امنحه حكمة ، وروح النبوة ، ليتلو أقوالك المقدمة لشعبك، بسيرة بغيرلوم.ثم يوصيه الأب الأسقف قائلاً : يجب عليك أن تتعلم واحداً فواحداً، من فصول الكتب المقدسة أنفاس الله ، التي أؤتمنت عليها كي تعظ بها الشعب . لأن هذا أمر عظيم، يحتاج من ينتصب له أن يكون كالمصباح المضيء على المنارة، لكنى تملأ مسامع سامعيك مما تقرأ عليهم، وتكون أنت غير مجرب . إذن ، فالأغنسطس في الكنيسة ، يحمل درجة حسنة، كقول الرسول : « الذين تشمسوا حسناً ( أى صاروا شمامة) يقتنون لأنفسهم درجة حسنة ، وثقة كثيرة في الإيمان الذي بالمسيح يسوع (اتي ٣: ۱۳ ) ذلك لأن الأغنسطس : ١ - يلمس الأواني ( أي يخدم الذبيحة والمذبح، ويجفف الأوانى بعد الصلاة من خلال قطعة قماش ، وليس بلمسها مباشرة ) . 2 - يتلو الأقوال الإلهية (في القداس الإلهى وفى البيوت ) . ٣- يعظ بها الشعب (في تواضع وتحت تدبير الآباء ) . 4- تكون له سيرة بغير لوم حتى لا يعثر الخدمة . رتبة الشماسية جليلة، ودرجة الأغنسطس مكرمة ، فليراجع كل من أخذها نفسه على ما تقدم، لينال بركتها وفاعليتها في حياته، ويساهم من خلالها في خدمة الكنيسة ! نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب. عن مجلة الكرازة العدد الثانى عشر عام ١٩٨٩
المزيد
11 سبتمبر 2023

كيف نحب الآخرين ؟. المحبة الخادمة

بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً » ( غل ٥ : ١٣ ) . المحبة الخادمة : تفرح بالخدمة، وتسرع إليها ، بلا توان أو تقصير. فالخدمة كامنة في طبيعتها وفي أعماق إقتناعاتها .هي تتخطى كل الحواجز والعقبات، ولا تتعلل بأية عقبةمهما كانت صعوبتها . وهى تضع نفسها تحت الكل لكى ترفعهم، لأن الخدمة "الفوقية " التي تتعالى على الآخرين لا تنجح في كسب النفوس ، ولا ترفع أحداً من حضيض ضعفه، بل بالعكس ربما تأتى بنتيجة عكسية، وتزيد المخدومين إنحداراً إلى اسفل. هذا قال السيد المسيح «من أراد أن يكون فيكم عظيماً فليكن لكم خادماً . ومن أراد أن يكون فيكم أولاً فليكن لكم عبداً. كما أن إبن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين » مت ٢٦:٢٠ -٣٨ المحبة الخادمة : لا تسعى وراء الألقاب ولا الوظائف الرسمية، بل تعمل بفرح فى الحدود اللائقة برتبتها دون جسارة.ولكنها تستطيع أن تعمل الكثير حتى من خلال أبسط الأمور التي لا يكترث لها المنقادون إلى الأمور العالية . للأسف فإن بعض الخدام يكون لهم أسماء لامعة في مجال خدمة الكنيسة، ولكنهم ينفرون من الأعمال البسيطة التي لا تحيط بها مظاهر العظمة والتوقير. فقد يتهربون من أداء أية خدمة بسيطة في المنزل لمساعدة أهل البيت مثل الوالدين ويصير الخادم العملاق ذو الصيت الذائع أبعد ما يكون عن روح الخدمة الحقيقية في حياته الخاصة والعائلية بل ربما يصير عشرة لمن يعرفون عنه هذا المسلك . المحبة الخادمة : تهرب من المناصب - كلما وجدت الفرصة لذلك. وتجد مسرتها فى أن تخدم في الخفاء، لأن دافعها هو الحب للآخرين . المحبة الخادمة : لا يهدأ لها بال حتى تتمم عملها بصورة مرضية، وتطمئن على مصير من تحبهم .. مثل الأب الكاهن الذى يسهر على نفوس مخدوميه، وهو يردد قول المزمور «لا أعطى لعيني نوماً، ولا لأجفاني تماماً، ولا راحة لصدغى، إلى أن أجد موضعاً للرب ومسكناً لإله يعقوب » (مز ۱۳۲ : ٤، ٥) . فهو يبحث عن موضع للرب في قلب كل إنسان، ويهتم بكل أحد ليخلصه . المحبة الخادمة : تهتم جداً بأن تكون أمينة في القليل الذي بين يديها، لأن الأمين فى القليل أمين أيضاً في الكثير» (لوا١ : ١٠) . لهذا فهى لا تسعى إلى مزيد من المسئوليات حتى تكمل العمل المطلوب منها بأمانة . كيف نتدرب على المحبة الخادمة ؟ 1 - فلنبداً بأبسط الأمور لأن الذي يحمل حقيبة لإنسان مسافر قد أصابه التعب، يستطيع أن يحمل أثقال الغير في رحلتهم نحو الأبدية والذي لا يحتمل أن يترك إنساناً عطشاناً في موضع قفر، بل يسرع لنجدته لن يحتمل أن ينظر حالة العطش الروحي الرهيبة الموجودة في العالم، بل يتحرك بقوة ليعمل من أجل إنتشار ملكوت الله والذي يعرف قيمة النفس البشرية الواحدة في شخص زميل أو صديق أتاحت له الظروف الفرصة لخدمته روحياً ، سوف يعرف قيمة كل نفس في الرعية إذا اختارته العناية الإلهية لرعاية الآلاف من أنفس شعب المسيح وفى كل ذلك نرى أن الخدمة ليست وظيفة ولكنها أسلوب حياة . ٢- لندرب أنفسنا على الإسراع إلى خدمة الآخرين لكي نأخذ بركة هذه الخدمة فلا نضيع الفرصة المتاحة لنا، وذلك لأن الفرصة التي تفوتنا قد لا تتكرر مرة أخرى . ٣- ولتدرب أنفسنا أن لا نطلب خدمة الآخرين لنا بقدر ما تخدمهم نحن أى أن يضع الإنسان في قلبه أن لا يكون في موضع الذي يتكى بل الذى يخدم وأن لا يكون هو في موقف الذي يأخذ بل الذى يعطى متذكرين كلمات الرب يسوع أنه قال مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ » (أع ٢٠: ٣٥) . ٤- ولندرب أنفسنا أن تتعب لكي يرتاح الآخرون وحينئذ سوف نجد راحة لأنفسنا فى الرب، كما أننا سوف نجد لأنفسنا بعد التعب - موضعاً في كل قلب ترتاح فيه . إذا تقدمنا لكى ننال شرف الخدمة فلنتذكر أن الخدمة هي طريق الصليب، وهى أيضاً طريق المجد، كقول الرب « إن كان أحد يخدمني فليتبعني. وحيث أكون أنا هناك أيضاً يكون خادمي . وإن كان أحد يخدمتى يكرمه الآب » (يو ١٢ : ٢٦) . أنواع من المحبة الخادمة : هناك خدمة الصلاة ، وخدمة التسبيح، وخدمة الكلمة والتعليم، وخدمة الأسرار وخدمة الرعاية والإفتقاد، وخدمة الفقراء والمحتاجين، وخدمة المرضى، وخدمة المجتمع أنواع كثيرة من الخدمة نقدمها لله وللناس، ولكن المحبة هي القوة الدافعة لها جميعاً وحينما نخدم فإننا نشترك مع المسيح الذي جاء ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين. كما أننا نشترك مع الملائكة خدام العرش الذين يسبحون الرب بغير فتور ومع الملائكة المرسلة للخدمة «أليس جميعهم أزواجاً خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص (عب ١: ١٤ ). نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد الثانى عشر عام١٩٨٩
المزيد
10 سبتمبر 2023

الزمن والأبدية

تُعَوِدْنَا كِنِيسِتْنَا يَا أحِبَّائِي فِي آخِر أسَابِيع قِبْطِيَّة فِي السَّنَة أنْ تُذَكِّرْنَا بِنِهَايِة العَالَمْ وَكَأنَّ الكِنِيسَة تَعِيش مَعَنَا يُوم بِيُوم وَسَاعَة بِسَاعَة وَلَحْظَة بِلَحْظَة وَكَأنَّ الكِنِيسَة تُرِيدْ أنْ تَنْقِل لَنَا مَشَاعِر مُعَيَّنَة فَنَحْنُ بِنَسْتَقْبِل سَنَة جِدِيدَة وَالكِنِيسَة تَقُول لَنَا إِسْتَفِيدُوا بِالسَّنَة فَالأيَّام بِتِجْرِي حَاوْلُوا أنْ تَسْتَفِيدُوا بِفُرْصِة الحَيَاة الَّتِي أعْطَاهَا لَكُمْ الرَّبَّ إِجْعَلُوهَا فُرْصَة لِبِرُّكُمْ وَلَيْسَ لِهَلاَكَكُمْ حَاوْلُوا أنْ تَغْلِبُوا الزَّمَنْ فَعِيشُوا فِي الزَّمَنْ وَلكِنْ لاَ تَعِيشُوا تَحْت سُلْطَان الزَّمَنْ وَلِذلِك المَزْمُور يَقُول ﴿ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ سِنُوكَ مِنْ قِدَمٍ أسَّسْتَ الأرْضَ وَالسَّموَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ هِيَ تَبِيدُ وَأنْتَ تَبْقَى وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى كَرِدَاءٍ تُغَيِّرُهُنَّ فَتَتَغَيَّرُ وَأنْتَ هُوَ وَسِنُوكَ لَنْ تَنْتَهِي ﴾( مز 102 : 24 – 27 ) رَبِّنَا يَقُول لَنَا أنَّهُ هُوَ غَالِبْ الزَّمَنْ هُوَ فَوْقَ الزَّمَنْ وَارْتَفَعْ فَوْقَ الزَّمَنْ رَبِّنَا يَسُوع يَا أحِبَّائِي عِنْدَمَا تَجَسَد بَارَك الزَّمَنْ وَحَوِّل الزَّمَنْ المَيْت إِلَى زَمَنْ خَالِدٌ وَحَوِّل سَاعَات اليُوْم إِلَى سَاعَات مُبَارَكَة وَمُقَدَّسَة وَحَوِّل كُلَّ لَحْظَة إِلَى لَحْظِة مَجْدٌ وَلَحْظَة خَالِدَة رَبِّنَا يَسُوع لَمَّا جَاءَ عَلَى الأرْض مَلأ الزَّمَان وَلَمْ يَكُنْ هذَا فَقَطْ فِي الفِتْرَة الَّتِي عَاشَهَا عَلَى الأرْض وَلكِنْ مَلأهُ إِلَى الإِنْقِضَاء فَقَدْ قَدَّس الزَّمَنْ وَبَارَكَهُ كُلَّ مَا عَمَلَهُ رَبَّنَا يَسُوع فَقَدْ عَمَلَهُ لأِجْلِنَا فَهُوَ وُلِدَ لأِجْلِنَا وَصُلِب لأِجْلِنَا رَفَعْنَا فَوْقَ الزَّمَنْ فَالإِنْسَان الَّذِي يَعِيش فِي مَحَبِّة رَبِّنَا وَمَخَافِة رَبِّنَا يَكُون بِذلِك غِير مَغْلُوب مِنْ الزَّمَنْ وَلاَ يَقَعْ تَحْت وَطْأة أوْ سُلْطَان الزَّمَنْ فَعِنْدَمَا يَقُول لَهُ أحَدٌ إِنَّ الأيَّام بِتِجْرِي لاَ يَخَاف وَلاَ يَرْتَبِك لأِنَّهُ غَالِبْ الزَّمَنْ مِنْ أجْمَل العَطَايَا الَّتِي سَيُعْطِيهَا لَنَا الرَّبَّ يَسُوع فُوق فِي السَّمَاء أنَّهُ لاَ يُوْجَدٌ زَمَنْ فَعَلَى الأرْض هُنَا الزَّمَنْ بِيِغْلِبْ الإِنْسَان وَبِيِضْغَطْ عَلِيه وَلِذلِك نَجِدٌ أنَّ النَّاس تُحِبْ المَال لِكَيْ تُؤمِّنْ المُسْتَقْبَل وَهذَا نَاتِج مِنْ ضَغْط الزَّمَنْ فَالزَّمَنْ هُوَ الَّذِي يُقْلِقٌ الإِنْسَان وَيُخِيفُه أحْيَاناً عِنْدَمَا يَفْقِد إِنْسَان أحَدٌ أحِبَّائُه نَجِدُه حَزِينْ جِدّاً لأِنَّهُ يُوْجَدٌ زَمَنْ سَيَعِيشُه مِنْ غِيرُه وَعِنْدَمَا يَكُون الشَخْص الَّذِي تَوَفَّى صَغِير نَجِد أنَّ النَّاس تِحْزَن أكْثَر لِمَاذَا ؟ لأِنَّ الزَّمَنْ الَّذِي كُنَّا نَتَوَقَعُه أنْ يَعِيشُه مَعَنَا هُوَ كَثِير وَلكِنْ هُوَ عَاش فِتْرَة قَصِيرَة وَلِذلِك فَإِنَّ الزَّمَنْ يُسَبِّب حُزْن وَتَوَتُر وَحُبْ المَال رَبِّنَا يَسُوع جَاءَ عَلَى الأرْض وَقَدَّس الزَّمَنْ وَجَعَلْنَا غَالِبِينْ الزَّمَنْ عَلَى الأرْض وَفِي الأبَدِيَّة لاَ يُوْجَدٌ زَمَنْ فَالكِتَاب المُقَدَّس يَقُول أنَّ السَّمَائِيين سَيَظَلُّوا يُسَبِّحُون وَيُمَجِّدُون بِلاَ إِنْقِطَاع فَهَلْ سَيَشْعُرُون بِالمَلَلْ ؟ لاَ لأِنَّهُ لاَ يُوْجَدٌ زَمَنْ هُنَاك وَلِذلِك لاَ يُوْجَدٌ مَلَلْ فَإِنَّ عَطِيِة غَلْبِة الزَّمَنْ هِيَ أنْ أشْعُر إِنْ رَبِّنَا مَالِئ الكُون وَمَالِئ الزَّمَنْ وَجَعَلَنِي أعِيش فِي حَيَاة أعْلَى مِنْ الزَّمَنْ وَلاَ أعِيش تَحْت سُلْطَان السَّاعَة وَلاَ أكُون قَلِقٌ وَجَدْنَا رَبَّنَا يَسُوع يَتَكَلَّمْ عَنْ الزَّمَنْ أنَّهُ سَاعَة تَكَلَّمْ عَنْ الصَّلِيب بِأنَّهُ سَاعَة فَيَقُول ﴿ قَدْ أتَت السَّاعَة ﴾ ( يو 12 : 23 ) فَعِنْدَمَا تَكَلَّمْ عَنْ الأبَدِيَّة قَالَ ﴿ لَيْسَ لَكُمْ أنْ تَعْرِفُوا الأزْمِنَةَ وَالأوْقَات ﴾ ( أع 1 : 7 ) وَكَأنَّ الله يَقُول لَك لاَ يَصِح أنْ أجْعَلَك تِعِيش تَحْت سُلْطَان الأزْمِنَة فَلاَ تَعِدٌ السَّاعَات فَهَدَف رَبِّنَا هُوَ أنْ يَجْعَلْنَا فَوْقَ سُلْطَان الزَّمَنْ وَيَدْفَعْنَا إِلَى ذلِك فَفِي يُوم الخَمِيس( خَمِيس العَهْد ) أخَذَ يِكْسَر الجَسَد وَيَقُول لِتَلاَمِيذُه ﴿ خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي ﴾( مت 26 : 26 ) مَعَ أنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَمَّ الصَلْب فَكَيْفَ يَكُون ذلِك ؟ رَبَّنَا يَسُوع يَقُول لَنَا أنَّ الزَّمَنْ هُوَ يَكُون عِنْدَكُمْ أنْتُمْ عِنْدَكُمْ مَاضِي وَحَاضِر وَمُسْتَقْبَل أمَّا أنَا فَإِنِّي أعِيش فِي المِلْء فَلاَ يُوْجَدٌ عِنْدِي زَمَنْ مُجَزَّأ مَا أجْمَل إِنْ الإِنْسَان يَأخُذْ غَلْبِة الزَّمَنْ وَكُلَّ يُوم عِنْدُه يَكُون يُوم مُبَارَك وَمُقَدَّس وَجُمْلِة حَيَاتُه تَكُون حَيَاة مُبَارَكَة وَلاَ يَكُون الزَّمَنْ ضَاغِطْ عَلَى الإِنْسَان وَغِير مُخِيف لِلإِنْسَان وَهذَا يَجْلِب لِلإِنْسَان فَرَح دَائِم وَلاَ يَشْعُر الإِنْسَان بِرُعْب وَعِنْدَمَا يِكْبَر الإِنْسَان لاَ يَشْعُر بِخُوف أوْ قَلَقٌ فَالسَيِّد الْمَسِيح عِنْدَمَا تَجَسَد قَدَّس الزَّمَنْ وَلِذلِك أنَا بَعِيش الزَّمَنْ وَأنَا مَرْفُوع فَوْقَ الزَّمَنْ وَلِكَيْ يُعْلِنْ لَنَا رَبَّنَا يَسُوع سُلْطَانُه فَوْقَ الزَّمَنْ نَجِدٌ فِي قِصِّة يَشُوع بْن نُون أنَّهُ عِنْدَمَا دَخَلْ فِي حَرْب وَاللِّيل بَدَأ يُخَيِّمْ عَلَى المَكَان وَكَانَ يَشُوع لاَ يُرِيدْ أنْ يُؤجِل الحَرْب إِلَى يَوْمٍ آخَر لأِنَّ جِيشُه كَانَ مُرْتَفِع عَلَى أعْدَائُه فَكَانَتْ لَهُ طِلْبَة عَجِيبَة مِنْ الرَّبَّ وَهيَ أنَّ الدُنْيَا تَظَلْ مُنِيرَة وَقَالَ يَارَب إِجْعَل الشَّمْس تَدُوم عَلَى جَبْعُون ( يش 10 : 12) وَفِعْلاً حَدَث ذلِك لَكَ اللِّيل يَا الله وَلَكَ النَّهَار وَاحِدٌ إِسْمُه حَزَقِيَّا المَلِك أرْسَل إِلِيه رَبِّنَا أشْعِيَاء لِكَيْ يَسْتَعِدٌ وَقَالَ لَهُ ﴿ أوْصِ بَيْتَكَ لأِنَّكَ تَمُوتُ وَلاَ تَعِيشُ ﴾ ( أش 38 : 1) وَحَزَقِيَّا المَلِك هذَا كَانَ رَجُل بَار وَتَقِي وَقَدْ هَدَم مُرْتَفَعَات الأوْثَان المَوْجُودَةٌ فِي البَلَد وَقَامَ بِإِصْلاَح الهِيكَل وَعِنْدَمَا سِمِعْ ذلِك أخَذَ يَبْكِي لِكَيْ يُطِيل لَهُ الرَّبَّ عُمْرُه حَتَّى يِزَوِدٌ مِنْ الإِصْلاَحَات الَّتِي كَانَ يَقُوم بِهَا وَكَانَ الله يَعْرِف أنَّ هذَا هُوَ أجْمَل وَقْت يَأخُذْ فِيهِ حَزَقِيَّا فَهُوَ كَانَ فِي قِمَّة الإِسْتِعْدَادٌ .. وَكَانَ يَعْمَل أعْمَال جَمِيلَةٌ فِي الهِيكَل كَانَ سَيَذْكُرْهَا لَهُ الله فَقَالَ لَهُ الرَّبَّ ﴿ قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ . قَدْ رَأيْتُ دُمُوعَكَ هَأنَذَا أُضِيفُ إِلَى أيَّامِكَ خَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً ﴾( أش 38 : 5 ) فَيَالِفَرْحِة حَزْقِيَّا وَفِي ألـ 15 سَنَة أنْجَبْ حَزَقِيَّا إِبْن إِسْمُه مَنَسَّى وَمِنْ المُؤسِفْ جِدّاً أنَّ مَنَسَّى أفْسَد كُلَّ مَا عَمَلَهُ أبُوه وَأعَادَ عِبَادِة الأوْثَان وَصَنَعْ الشَّر أمَام الرَّبَّ لإِغَاظَتِهِ ( 2مل 21 : 1 – 9 ) وَجَعَل عِبَادِة الأوْثَان تَكُون بِدَاخِل الهِيكَل وَلكِنْ رَبِّنَا أذَلْ مَنَسَّى وَقَادَهُ إِلَى أرْض السَبْي وَتَاب وَرِجِعْ وَقَدْ مَلَك مَنَسَّى 55 سَنَة عَلَى المَمْلَكَة وَأضْعَفْ مُلْك أبِيهِ كُلَّ هذَا حَدَث عِنْدَمَا حَدَثِتْ مُحَاوَلَة فِي تَغْيِير الزَّمَنْ وَلِذلِك عَلَيَّ أنْ أقُول لِلرَّبَّ إِنَّ هذَا الزَّمَنْ هُوَ مِلْكَك وَأنْتَ قَادِر أنْ تُسَخِّرُه فَسَخَّرُه لِخَلاَص نَفْسِي فَكُلَّ إِشْرَاق جَدِيد وَكُلَّ دَقِيقَة وَكُلَّ ثَانِيَة هِيَ فُرْصَة لِمُتَاجَرَة لِخَلاَص نَفْسِي مِثْل العَذَارَى الحَكِيمَات وَالجَاهِلاَت الجَاهِلاَت ظَنُّوا أنَّ الزَّمَنْ سَيَظَلْ بِلاَ تَغْيِير وَأنَّهُ مُمْكِنْ أنَّ العَرِيس لَنْ يَأتِي فَصَارَ صُرَاخ هُوذَا العَرِيس قَدْ أقْبَل ( مت 25 : 6 ) فَالعَذَارَى الحَكِيمَات وَالجَاهِلاَت كَانُوا مُتَشَابِهِينْ وَصَرَخُوا وَلكِنْ صُرَاخ الحَكِيمَات هُوَ صُرَاخ الفَرْحَة لأِنَّ العَرِيس جَاءَ فَالَّذِي كَانُوا يَسْتَعِدُّونَ لَهُ قَدْ جَاءَ وَلكِنْ الجَاهِلاَت كَانُوا يَصْرُخُون صَرَخَات الحَسْرَة وَالرُعْب فَالزَّمَنْ أحْيَاناً يَكُون لِخَلاَص الإِنْسَان وَأحْيَاناً لِهَلاَك الإِنْسَان وَلِذلِك يَقُول لَنَا الرَّبَّ أنَّ السِّنِينْ بِتْمُر فَهَلْ تَقْضِي الزَّمَنْ بِحِكْمَة أم أنَّهُ ضَاغِطْ عَلِيك ؟ فَعِنْدَمَا تَقُول أنَا أعِيش فِي دَوَامَة وَكُلَّ يُوم مُشَابِه لِلَّذِي قَبْلُه فَإِنَّهُ بِذلِك يَكُون الزَّمَنْ مِسَيْطَر عَلِيك وَلَنْ تُقَدِّس الزَّمَنْ إِنْسَان آخَر يُقَدِّس الزَّمَنْ وَمِحَدِّدٌ أوْقَات لِلصَّلاَة فَهُوَ بِذلِك يَجْعَل الزَّمَنْ زَمَنْ أبَدِي وَمُبَارِك الزَّمَنْ وَمِسْتَفِيد مِنُّه حَيَاتْنَا يَا أحِبَّائِي مِحْتَاجَة لِهذِهِ النِّعْمَة وَهيَ نِعْمِة غَلْبِة الزَّمَنْ وَرَبِّنَا يُرِيدْنَا أنْ نَنْتَقِل مِنْ مَجْد إِلَى مَجْد وَلاَ يَمُر الزَّمَنْ فِي لَهْو بَلْ فِي يَقَظَة مِثْل طَالِبْ فِي المَدْرَسَة نِحَدِّدٌ لُه فِتْرَة قَبْل الإِمْتِحَان مَثَلاً 6 شُهُور وَهذَا الزَّمَنْ مَحْسُوب عَلِيه وَلِكَيْ لاَ يُظْلَم الطَّالِبْ قَدْ أعْطُوه هذِهِ الفِتْرَة فَإِنْ قَضَاهَا فِي إِجْتِهَادٌ سَيَكُون فِي نَجَاح فَهكَذَا رَبِّنَا قَدْ أعْطَانَا الزَّمَنْ الَّذِي نَعِيشُه الآنْ لِكَيْ نَرْبَح بِه وَلَوْ قَارِنَّا هذَا الزَّمَنْ بِالأبَدِيَّة فَسَنَجِدُه مِثْل نُقْطَة فِي مُحِيط وَسَنَجِدٌ أنَّ عُمْرِنَا هذَا تَافِه جِدّاً وَأنَّهُ سِنِينْ لاَ قِيمَة لَهَا فَنَحْنُ أكْثَر شِئ يِشْغِلْنَا هُوَ الزَّمَنْ الحَاضِر وَرَبِّنَا أكْثَر شِئ يِشْغِلُه هُوَ الأبَدِيَّة رَبِّنَا يِقُولَّك نِفْسِي أُعْطيك زَمَان الأبَدِيَّة إِتْعَب شِوَيَّة عَلَى الأرْض إِجْتَهِدٌ إِسْتَفَادٌ مِنْ كُلَّ وَقْت القِدِّيسِينْ يِقُولُوا إِنْ العُمْر قَصِير وَمَهْمَا إِجْتَهَدُوا وَتِعْبُوا يَقُولُوا نَحْنُ لَمْ نَتْعَبْ فَأحَدٌ القِدِّيسِينْ كَانَ يِتْعِبْ نَفْسُه جِدّاً فَجَاءَ لَهُ الشَّيْطَان وَقَالَ لَهُ لاَ تِتْعِبْ نَفْسَك كُلَّ هذَا التَّعَبْ فَأنْتَ بَاقِي لَك عَشَر سِنِينْ سَتَقْضِيهَا فِي الأرْض فَقَالَ لَهُ القِدِيس بَاقِي لِي عَشَر سِنِينْ فَقَطْ ؟!! فَأنَا عَلَيَّ أنْ أُضَاعِفْ مِنْ جَهْدِي وَتَعَبِي فَالإِنْسَان الَّذِي يَعِيش فِي إِسْتِهْتَار يَكُون عُمْرُه سَبَبْ دَيْنُونَة عَلِيه وَمَا هِيَ وِجْهِة نَظَر الله لِحَيَاتْنَا ؟ إِنَّ الغِنَى وَالفَقْر وَالصِّحَة وَمَا إِلَى ذلِك هِيَ أُمور لاَ تَشْغِل الله وَإِنَّمَا الأُمور الَّتِي تَشْغِلُه جِدّاً جِدّاً جِدّاً هِيَ الأبَدِيَّة وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذلِك فَإِنَّهُ بِذلِك يَخْدَعْنَا وَحَاشَا أنْ يَكُون الله هكَذَا وَكَأنَّ الله يَقُول لَك أنَا لِكَيْ أكُون مُخْلِص مَعَك عَلَيَّ أنْ أأمِنْ لَك الأبَدِيَّة فَعِنْدَمَا تَنْشَغِل بِأُمور صَغِيرَة تَافِهَة رَبِّنَا يَقُول لَك أنْتَ لَمْ تَسْتَطِعْ أنْ تَفْهَمْ أحْكَامِي بَعْد أتَذَكَّر سَيِّدَة ذَهَبَتْ لِلطَّبِيب لِتِعْمِل عَمَلِيَّة فِي القَلْب وَقَالَتْ لَهُ أُرِيدْ أنْ تَفْتَح لِي فَتْحَة صَغِيرَة فَالَّذِي يَشْغِلْهَا هُوَ أمر صَغِير تَافِه أمَّا الَّذِي يِشْغِل الطَّبِيب هُوَ العَمَلِيَّة وَهذَا مَا نَفْعَلُه نَحْنُ فَنَحْنُ بِنَنْشَغِل بِأُمور تَافْهَه صُغَيَّرَة مِثْل الغِنَى وَالمَال وَالمُقْتَنَيَات وَالصِحَّة أمَّا الله فَيُرِيدْنَا أنْ نَهْتَمْ بِالأهَمْ وَهُوَ الدَّاخِل فَالأُمور الخَارِجِيَّة هِيَ أُمور بَسِيطَة وَزِيَادَة وَالأُمور الدِنْيَاوِيَّة أُمور فَانِيَة عَابِرَة عَلَيْنَا أنْ نَهْتَمْ بِالأبَدِيَّة فَالله مَعَهُ مَفَاتِيح الأبَدِيَّة وَيُرِيدْنَا أنْ نَعِيش فَوْقَ الزَّمَنْ وَبِالزَّمَنْ القَصِير نِرْبَح أبَدِيَّة سَعِيدَة رَبِّنَا يُعْطِينَا أنْ نَقْضِي حَيَاتْنَا فِي رِضَاه رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
08 سبتمبر 2023

مائة درس وعظة ( ٣٠ )

حياتي في المسيح السعادة » أتيت لتكون لهم حـيـاة ولـيـكـون لـهـم أفـضـل ( يو ١٠ : ١٠ ) المسيح له المجد قال : « أتيت لتكون لهم حـيـاة وليكون لهم أفـضـل ( يو ۱۰ : ۱۰ ) ، الأفضل هنا هو تعبير عن السعادة قـال غاندي حكيم الهند : « إننا جميعاً نبحث عن السعادة وهي بين أيدينا » أمـثـال العـرب يقولون الرفيق قبل الطريق » ، والرفيق هو شخص السيد المسيح ، لذلك فالسعادة فيه أولاً وآخراً كلمة سعادة: السعادة كلمة تتكون من خمسة حروف ، ودائما رقم خمسة يعني قبضة اليد أي منظومة عمل متكاملة وشاملة س- رمز السماء: ١- البـداية : السـعـادة لا تبدأ من الأرض ، وإنما تبدأ من السماء. ٢- الـعـلاقـة : الإنسان له علاقة بالسماء لأنه مخلوق إلهي وفيه نسمة حياة من الله. ٣- الفكر : عندما يكون فكر السماء حاضراً في حياة الإنسان ، تكون حياته كلها سعادة. ٤- العلو : زكا العشار كل عالمه كان مرتبطاً بالأرض في جمع الضرائب وبالتالي لم يكن عنده فـرصـة أن ينظر إلى فوق . ع- رمز العطاء: الآية الوحيدة التي قالها السيد المسيح ولم تذكر في البشائر الأربع وذكرت في سفر الأعمال هي : « مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ ، ( أع ٢٠ : ٣٥ ) . الغبطة في السعادة . ١- التعود : وصية العشور أو البكور الهدف منها هو أن يتعود الإنسان على العطاء ، فيصير أكثر سعادة. ٢- الإعـواز : عندما تمتلك أي شيء هو ملك لله لكنه منـحـه لك . الأرملة صاحبة الفلسين ، امرأة فقيرة ولكن روح العطاء الذي في داخلها جعلها تقدم الفلسين من إعـوازها ، وكانت أكثر سعادة. ٣- الاستمرارية : إذا أردت أن تحيا السعادة فعليك أن تقدم باستمرار . ٤- المحـبـة : لا يهم الله مـقـدار مـا تقدمه ، ولكن ما يهمه هو المحبة في هذا العطاء ، وعندما تقدم هذا العطاء بروح المحبة تكتسب سعادة. أ- رمز الآخرين : ١- الأنانية : يجب على الإنسان أن يتخلى عن أنانيته فلا مكان للسعادة مع الأنانية . ٢- الذات : العنف الموجود في العالم يدور حول كلمة واحدة وهي ذات الإنسان ، أمـا إذا نظر الإنسان إلى الآخر يشعر بالسعادة . ٣- الآخر أولا : السعادة ليست في الجمال أو المنصب .. إلخ ، السعادة تأتي في أن الإنسان يضع الآخر أولاً . ٤- الخدمة : نظرة الإنسان لاحتياج الآخر هي في غاية الأهمية لأجل سعادة الأوطان . د- رمز الدموع 1- التعب : الدموع معناها التعب حتى الكتاب يقول : « الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتـهـاج ( مز ١٢٦ : ٥ ) . السعادة فيها دموع وتعب ، فيها اجتهاد وفيها بذل . ٢- البـذل: الدمـوع تعنى البـذل ملعون من يعمل عمل الرب برخاء ( إر ٤٨ : ١٠ ) . حتى مسيحنا القدوس حمل صليب الألام من أجل سـعـادة الإنسان . ٣- الاجـتـهـاد : الدموع تعنى الاجتهاد ، فالسعادة ليست في الكسل" الرخاوة لا تمسك صيدا "( أم ١٢: ٢٧). ٤- التوبة : الدموع هي أيضاً دموع التوبة . ويقول الكتاب في سفر الأمثال النفس الشـبـعـانة تدوس العسل ، وللنفس الجـائعة كل مـرحلوه ( ام ٧:٢٧). هـ- رمز الهناء ١- الاكتفاء الإنسان الذي يشعر أنه مكتف ، وعنده شبع داخلی يشعر بالسعادة . ٢- الرضا : بالاكتفاء يشعر الإنسان بالرضا ، ومن ثم السعادة.
المزيد
07 سبتمبر 2023

شخصيات الكتاب المقدس أندرونيقوس الرسول

أندرونيقوس: إسم يونانى معناه قاهر الرجال وهو أحد أقرباء بولس الرسول (رو16: 7). اندرونيقوس سجن مع بولس، خدم مع يونياس الرسول، أسقف بنوتياس رو16: 7 سلموا على اندرونكوس ويونياس نسيبي الماسورين معي اللذين هما مشهوران بين الرسل وقد كانا في المسيح قبلي .كان هذا القديس احد السبعين رسولاً وقد نال نعمة الروح القدس المعزى مع التلاميذ فى العلية فقام بالتبشير والعمل الكرازى مع التلاميذ.هذا القديس قد انتخبه السيد المسيح من جملة السبعين تلميذًا الذين أرسلهم أمام وجهه يكرزون بملكوت الله. وقد حلَّت عليه نعمة الرب المعزي في العلية فكرز مع التلاميذ.وقد ذكره بولس الرسول بقوله: "سلموا على أندرونيقوس ويونياس نسيبيَّ المأسورين معي الذين هما مشهوران بين الرسل وكانا في المسيح قبلي" (رو16: 7).والرسول بولس قصد ذكرهما فى هذه الاية معاً لأنهما ذو قرابة للرسول وقد احتملا معه فى وقت غير معروف يعتز بهما لأنهما قد عرفا السيد المسيح قبله ولهما دورهما الهام فى الخدمة التبشيرية والعمل الكرازى.حتى ذكرهما بإنهم مشهوران بين الرسل ويعلق القديس يوحنا ذهبى الفم قائلاً: انهما لم يسقطا تحت الاسر بالمعنى الحرفى (كأسرى حرب) وانما احتملا ما هو اقسى من ذلك اذ عاشا فى الغربة محرومين من اقربائهما واحتملا المجاعات والميتات المستمرة وسقطا تحت المتاعب بلا حصر.ولم يتجاهل الرسول بولس القرابة الجسدية التى تتقدس من خلال الايمان كما يخجل من الكشف عن ايمانهما بالسيد المسيح قبله.بشر هذا القديس فى مدن كثيرة بصحبة يونياس فرد كثيرين إلى الايمان واجرى الرب على يديهما كثير من الايات وشفاء المرضى وقد حولا هياكل الاوثان الى كنائس ولما اكمل الرب سعيهما الصالح وخدمتهم المثمرة، مرض الرسول أندرونيقوس قليلاً وتنيح بسلام وكفنة القديس يونياس ودفنه فى مغاره وصلى إلى الرب فتنيح هو أيضًا في اليوم الثاني والعشرون. السنكسار، 22 بشنس. نياحة أندرونيقوس أحد السبعين (22 بشنس) في مثل هذا اليوم تنيح القديس أندرونيقوس. هذا القديس انتخبه الرب من جملة السبعين تلميذا، الذين أرسلهم أمام وجهه يكرزون بملكوت الله. وقد حلت عليه نعمة الروح المعزي في العلية. فبشر مع التلاميذ. وقد ذكره بولس الرسول بقوله: " سلموا علي أندرونيقوس ويونياس نسيبي المأسورين معي، اللذين هما مشهوران بين الرسل وقد كانا في المسيح قبلي " (رو 16: 7).وقد بشر في مدن كثيرة صحبة يونياس فأرجعا كثيرين إلى الأيمان وأجريا الآيات وشفيا المرضى وحولا هياكل الأصنام إلى كنائس ولما أكملا سعيهما وشاء الرب أن ينقلهما من هذا العالم مرض الرسول أندرونكوس قليلا، وتنيح بسلام في مثل هذا اليوم. ولما كفنه يونياس ودفنه في مغارة صلي إلى الرب فتنيح هو أيضا في اليوم الثاني.صلاتهما تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين
المزيد
06 سبتمبر 2023

الجدية

ربما تتصف بعض علاقتنا بالناس بالجدية، ولكن هل علاقتنا بالله لها نفس طابع الجدية؟ هل وعودنا لله هي وعود جادة؟ وهل قراراتنا الخاصة بحياتنا الروحية هي قرارات جادة؟ أم نحن نعد ولا ننفذ، نقرر ولا نفعل، كما لو كنا غير ملتزمين بشيء؟ هل نذورنا لله هي نذور ثابتة تتصف بالجدية؟ أم نحن نبرم مع الله اتفاقات هامة في لحظات حرجة من حياتنا، ثم يزول الحرج فنلغى كل اتفاقاتنا، ونحاول تغييرها؟ وحينما نتقدم للتناول من السرائر المقدسة، عازمين من كل قلوبنا على حياة مقدسة مع الله، هل نحتفظ بهذا الشعور، أم ننسى تعهدات قلوبنا، ولا نسلك بجدية في حياة التوبة..؟! هل لنا خط واضح معروف نسلك فيه بثبات، أم نحن كريشة تتجاذبها الرياح بلا جدية؟ هل هذه الجدية في الحياة الروحية، تلتزم بمبادئ معينة من النقاوة بلا انحراف، ومن وسائط النعمة بلا كسل، ومن الخدمة بلا تراخ؟ القديسون الذين تابوا، مثل موسى الأسود وأوغسطينوس ومريم القبطية، كانت توبتهم تتصف بالجدية، فلم يعودوا مطلقًا إلى حياتهم القديمة التي تركوها بلا رجعة والذين أقاموا مع الرب صداقة وعشرة، لم يخونوه في هذه الصداقة، بل ظلوا مخلصين له في جدية، يشعرون بالتزام قلبي وعملي من نحو محبته الجادون في حياتهم الروحية، لا تزحزحهم التجارب ولا الإغراءات ولا ينسون مطلقا أنهم هياكل الله وان روحه ساكن فيهم، ولا ينسون أنهم أبناء الله، وأنهم يجب أن يظلوا محتفظين بصورته ومثاله الجادون في حياتهم الروحية، تظهر الجدية في كل مظهر من مظاهر حياتهم في كلامهم، وفي تصرفاتهم، وفي خدمتهم، وفى عبادتهم، وفي علاقاتهم بالآخرين، وفى موقفهم الحازم من الأفكار ومن المشاعر المحاربة للقلب إنهم أصحاب مبادئ، ولهم التزام تجاه مبادئهم ليتنا نعيش جميعا بهذه الجدية، فهي صفة من صفات أولاد الله. وهى دليل على الثبات. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل