المقالات
19 يوليو 2023
جهاد الخادم
الخادم الروحي هو مغناطيس شديد الجاذبية كل من يدخل في مجاله، ينجذب إلى حياة الروح، وتكون له القدرة على جذب غيره أيضًا إلى نفس المجال الروحي إنه يجذب الناس إلى أبوة الله وأمومة الكنيسة، بكل ما تحمل من مشاعر الحنان والعطف وكل أساليب الرعاية والاهتمام.. وهكذا يلتصقون بالله المحب، ويرتوون بلبن التعليم من الكنيسة.
الخادم الروحي له كلمة الله الحية الفعالة (عب12:4)هذه التي تترك تأثيرها في السامعين، ولا ترجع فارغة (أش11:55) إنه يشع على الآخرين نورًا وكل من يختلط به يستنير، ويأخذ شيئًا إلهيًا إنه بركة تتدفق على كل أحد، ليس في الكنيسة فقط، وإنما أيضًا في البيت ومكان العمل وفي الطريق هو خادم أينما وُجد الخدمة عنده لا يحدها مكان ولا زمان (2تي 5:4) ولا رسميات إنما روح الخدمة عنده تجعله يخدم كل من يصادفه أو يختلط به ليس هدفه أن يكون مدرسًا ناجحًا، فربما يكون هذا تركيزًا على الذات إنما كل اهتمامه هو خلاص أنفس مخدوميه إنه ينسى ذاته من فرط تفكيره فيهم. ويقول كما قال القديس بولس الرسول "كنت أود لو أكون أنا نفسي مرفوضًا من المسيح، من أجل أخوتي وأنسبائي حسب الجسد" (رو3:9).
الخادم الروحي يجاهد باستمرار مع الله من أجل أولاده يسكب نفسه أمام الله في خدمته، لكي يقود الله الخدمة لكي يعطيه الرب الغذاء الروحي اللازم له ولمخدوميه، ويعطيهم القوة للسير في طريق الرب ويظل يبلل قدمي الله بدموعه، إلى أن ينال منه استجابة صلواته لخير هؤلاء وفي كل ذلك هو إنسان فدائي، يفتدي غيره بنفسه وبراحته.
الخادم الروحي هو إنسان أمين، يتعب بكل جهده في الخدمة يضع أمامه باستمرار قول الكتاب "ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة" (أر10:48) فهو يتعب لكي يستحق أن يعمل الله معه يتعب لكي ينظر الله إلى ذله وتعبه، فيعمل عنه العمل كله وهكذا يستجيب الرب صلوات الآباء الكهنة، وهم يقولون له متضرعين "اشترك في العمل مع عبيدك "
الخادم الروحي لا يعمل بقدارته الخاصة، إنما بمواهب الروح القدس العامل فيه هو مجرد أداة يحركها الروح في خدمة الملكوت. إنه يعيش على الدوام في شركة الروح القدس. الروح القدس يعمل فيه، ويعمل به، ويعمل معه إنه إنسان امتلاء بالروح. إن تكلّم لا يكون هو المتكلم، وإنما روح أبيه يتكلم فيه (مت20:10) هكذا عمل تلاميذ المسيح كخدام للكلمة. فكانت لكلماتهم قوتها وثمارها.
الخادم الروحي ينمو باستمرار في محبة ربنا يسوع المسيح. وباستمرار يكون مستواه أعلى من تلاميذه بكثير بل فيما هو ينمو في حياة الروح، ينمو تلاميذه معه في المعرفة وفي المحبة والارتباط بالله إنه ليس إنسانًا يتدرب على حياة التوبة، بل هو يتدرب على حياة الكمال وكلما ينمو يزداد اتضاعًا، شاعرًا أن الطريق طويل قدامه، أطول بكثير من قدرة خطواته لذلك يشعر في كل حين باحتياجه المستمر إلى الله.
الخادم الروحي يهدف إلى روحانية أولاده ولذلك فدروسه دسمة وعملية وتقربهم إلى الله وهم يثقون بكلامه، كأنه كلام الله. لأنهم يوقنون أنه يأخذ من الله ويعطيهم. بعكس الخدام الذي فقدوا روحياتهم، وأصبحت لهم مجرد صورة التقوى لا قوتها.
الخادم الروحي لا يترك أمور العالم تشغله عن روحياته وإذا استمر في التركيز على ما فيه خلاص نفسه، فقد ينتهي به الأمر إلى التفرغ الكامل لخدمة الرب، أعني حياة التكريس.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
18 يوليو 2023
الشبع اليومى بالإنجيل
حينما أراد الرب أن يوضح لنا أهمية الكتاب المقدس في حياتنا ، استخدم تشبيهات عدة، يشرح لنا كل تشبيه منها زاوية من زوايا ضرورة الكتاب لحياتنا :- ۱ ـ تشبيه الخبز : « ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله » (متى ٤ : ٤ ) . « وجد كلامك فأكلته ، فكان كلامك لى للفرح ولبهجة قلبي » ( أر١٥ :١٦).الإنجيل خبز روحي ، يشبع عنصر الروح فينا، تماماً كما يشبع الخبز المادي عنصر الجسد فينا ، ومسكين الإنسان الذي يجعل كل أهتمامه نحو « لقمة العيش الجسدي » و ينسى دور كلمة الله في اشباع روحه، من خلال كلمات النعمة ، وأحداث الفداء، ووصايا المسيح ، وتعاملات الله مع أولاده على مدى العصور. ٢ ـ تشبيه المطرقة :-
« أليست كلمتى كمطرقة تحطم الصخر» ( ارمیا ۲۳ : ۲۹ )وبالفعل ، فنحن حينما نقرأ كلمة الله بانتظام تجدها خير منبه لحياتنا ، حتى لا تتوه في دوامة العالم، أو تستمر في طريق الخطيئة . ولعلك تذكر أيها الحبيب كيف هزت كلمات الرسول بولس أعماق فيلكس الوالى ، حتى أنه ارتعب من الدينونة العتيدة ، أو حينما تحدث مع اغريباس الملك ، وكيف كانت كلماته قوية وفعالة. بل لعل كلمات الرسول بطرس يوم الخمسين هي أقوى دليل على الزلزال الذي تحدثه الكلمة في حياة الإنسان ، حينما يخضع لفعل روح الله القدوس ، فتتوبخ أعماله ، و يصرخ طالباً التوبة !
٣ ـ تشبيه النار : -
« أليست كلمة كنار يقول الرب وكمطرقة تحطم الصخر» ( أر٢٣ : ٢٩) إن كلمة الله كالنار فعلاً ، حينما تحرق فينا شوائب الخطيئة ، وتطهرنا من أدناسها ، ألم يقل الرب «أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به » ( یوه۱ : ۳) ؟ إن كلمة الله كالنار المطهرة ، توخز الضمير، وتدخل إلى عمق الأعماق، لتطهر كياننا الإنساني من كل انحراف !
٤ـ تشبيه السيف :-
« لأن كلمة الله حية وفعالة ، وأمضى من كل سيف ذي حدين» (عب ٤ : ۱۲) نعم فالكلمة حينما تتجه نحو قلب الإنسان ، تخترق حتى إلى الأعماق ، إلى مناطق مجهولة ربما للإنسان نفسه ، إلى مفارق النفس والروح من يستطيع أن يدخل إلى هذه المنطقة العجيبة ؟! ما بين النفس والروح ؟! وهكذا يتفجر القلب بالتوبة صارخاً طالباً الحياة الجديدة .كما أن سيف الكلمة البتار، يمكننا استخدامه لقطع كل المبادىء غير الإلهية ، التي نقابلها في حياتنا اليومية ، فلا تسير مع أهل العالم كالقطيع ، بل يكون لنا فكرنا الخاص، واسلوبنا المتميز في الحياة والسلوك .
ه ـ تشبيه النور : -
« سراج لرجلى كلامك، ونور لسبیلی » (مز۱۱۸ : ١٠٥ ) « الوصية مصباح ، والشريعة نور » ( أمثال ٦ : ٢٣ ) وهذا حق فالإنجيل هو دستور الحياة المسيحية، وأساس التعامل بيننا وبين الناس ، بالحب والحكمة والاتزان والبساطة والسماحة والصفح وغلبة الشر بالخير!
إذن ، أيها القارىء الحبيب ، اعكف على قراءة كلمة الله ، وأقترح عليك :-
ا ـ أن تقرأ اصحاحاً من العهد الجديد في الصباح ، لتتقابل مع الرب .
ب ـ وثلاثة أصحاحات من العهد القديم في المساء، ليرى معاملاته أولاده عبر التاريخ .
ج - وتدرس سفراً كل شهر مع كتاب تفسير کنسی هذا المنهج يجعلك تقرأ العهدين مرة سنوياً ، وتدرس ١٢ سفراً في السنة ، ويمكنك مع أبيك الروحي اختصار هذا المنهج إلى النصف والرب معك ،،
نيافة الحبر الجليل الانبا موسى أسقف الشباب
المزيد
17 يوليو 2023
كيف نحب الآخرين
تذكر إحسانات الآخرين وأهميته :-
راينا كيف يجب أن نتذكر إحسانات الآخرين لكي تزداد محبتنا لهم . وقد أعجبني قول لقداسة البابا شنوده الثالث فيما كتبه عن خبرات في الحياة « لا تنس الخير الذي يفعله الآخرون بل إجعله سببا يقربهم إلى قلبك ، ويقربك إلى قلوبهم أشكرهم عليه وامتدحهم من أجله » .
نسيان تعب المحبة :-
من الأمور المؤلمة جداً للنفس ، أن يتعب شخص من أجلنا أو من أجل عمل جليل، ويبذل و يضحى ، ثم يرى أننا قد نسينا له هذا التعب أو أننا ننسب تعبه إلى أنفسنا ، وذلك حينما تدخل على تعبه، وتبنى عليه ، ثم ننسى أن نتسب إليه الفضل ، أو أن تذكر تعبه، أو أن نشكره عليه ربما يراوده الإحساس بأننا قد سلبنا منه هذا التعب أو اغتصبناه لأنفسنا وفي هذا نتذكر قول السيد المسيح « آخرون تعبوا وأنتم قد دخلتم على تعبهم » (يو٤ : ۳۸) الله نفسه يعطينا مثلاً رائعاً في عدم نسيان تعب الآخرين إذ أعلن لنا في الكتاب المقدس أن « الله ليس بظالم حتى ينسى تعب المحبة » (عب ٦: ١٠). ولعلنا نفهم من هذه الكلمات أن نسيان تعب المحبة في نظر الله يعتبر ظلماً .
إذن ليس الظلم فقط هو في الاحكام غير العادلة، أو في اغتصاب أموال الغير وحقوقهم المحسوسة، بل أن نسيان تعب المحبة يعتبر ظلماً حقيقياً ووجود مال فائض بين أيدينا بينما ترى غيرنا محتاجاً إليه، يعتبر أيضا نوعاً من الظلم وقد اطلق الرب على هذا المال لقب «مال الظلم » وقال « اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى متى فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية » ( لو١٦: ٩). وهكذا نرى أنواعاً متعددة من الظلم ، ونحتاج أن ننمو في فضيلة المحبة، لكي ننجو من هذه الأمور جميعا.
المحبة الغافرة :-
إن كنا في محبتنا لإخوتنا نتذكر أفضالهم علينا ، ونحاول أن نتغاضى عن هفواتهم وتقصيراتهم لكي لا تؤثر على مشاعر محبتنا من نحوهم ،فإن هناك من المواقف ما يحتاج إلى غفران خطايا الآخرين سواء الأصدقاء منهم أم الأعداء وهذا يقودنا إلى الحديث عن المحبة الغافرة وحيثما نتكلم عن المحبة الغافرة فإننا نكون كمن يعانق الصليب لأن الغفران هو إنكار للذات هو محبة باذلة هو عطاء بلا مقابل لمن يعجز عن الوفاء هو تنازل عن الحق الشخصي بدون التنازل عن مبادىء الكمال المثل الأعلى في المحبة الغافرة هو السيد المسيح الذي طلب من الآب الغفران لصالبيه «لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون » ( لو ٢٣ :٣٤) على الصليب أخذ القاضي مكان المتهم ، لكي يوفى عنه دين خطاياه والمحبة الإلهية الغافرة لا تتعارض مع الكمال الإلهي الذي يطلب أيضاً أن يأخذ العدل مجراه ، بل هي المحبة التي تغفر وتوفى في آن واحد أي هي التي تدفع ثمناً لغفرانها من خلال عطاء الحب إلى المنتهى فليس الغفران الحقيقي هو تساهل مع الخطية وقبول لها ، لأن هذا يكون ضد قداسة الله بل هو رفض كامل للخطية ،مع عطاء فائق يمنح الخاطىء التائب القدرة على ترك الخطية ، والتحرر من سلطانها ، والإنتقال من موت الخطية إلى حياة البر والقداسة الغفران هنا هو عطاء للحياة من خلال المحبة « الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف » ( يو۱۰: ۱۲) . « أتيت لکی تكون لهم حياة ولكي يكون لهم أفضل » (يو١٠: ١١) المحبة الغافرة هي المحبة التي تضع نصب عينيها مصير من تحب فليست هي نوعاً من عدم المبالاة بحالة الآخر، بل هي تحمل أثقال الآخرين وتتألم لأجلهم، وقد تدفع حياتها ثمناً لنجاتهم عن مثل هذه المحبة المثالية قال قداسة البابا شنوده الثالث « المثاليات تحتاج إلى قلب نقي، وإلى ارادة وعزيمة . وأن يبذل الإنسان من أجلها ، ويحتمل في سبيل تنفيذها . وحينما يصعد إنسان على الصليب ، لأجل مثالياته، حينئذ يكون مثالياً بالحقيقة » (خبرات من الحياة ) .
لقد عومل السيد المسيح بمنتهى القسوة من البشر الذين جاء لخيرهم ولخلاصهم ولم يدركوا محبته وجازوه عوض محبته شراً حتى تأسى قائلاً بلسان المرنم « بدل محبتي يخاصموننی » (مز١٠٩: ٤) « وضعوا على شرا بدل خير، وبغضاً بدل حبى » (مز١٠٩: ٥). ولكنه لم يتراجع عن الصليب لأن فيه كان - خلاص البشرية من البغضة والعداوة ، ومن كل الشرور وقد وجد السيد المسيح مسرته في الصليب (عب ۱۲ : ۲)، لأنه بالصليب أبطل العداوة بين الله والإنسان، وبين الإنسان وأخيه الإنسان. وفتح طريقاً للحب أن يسرى في كيان البشرية التي اكتشفت محبته الغافرة على الصليب ، وآمنت به، وقبلت محبته. وحينما إكتشفت إثمها الهائل، جعلت تقبل جراحاته
كقدس أقداس وكينبوع للغفران لا ينتهى أيتها المحبة الغافرة ، إن من يتكلم عنك يكون كمن يتكلم عن الله ، لأن « الله محبة » ( ١يو٤: ٨).
مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل المتنيح الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة
عن مجلة الكرازة العدد السادس عام ١٩٨٩
المزيد
16 يوليو 2023
ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات
تقرا علينا احبائى الكنيسه فصل من انجيل معلمنا متى اصحاح 18 فى تلك الساعه تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين من ترى هو الاعظم في ملكوت السماوات؟طبعا سؤال كانوا يتوقعه لى اجابات كثيره جدا في ذهنهم كان فكرهم مثلا هيقول لهم ان اللي يصوم كثير اللي يعرف كثير يعلم كثير لكن وجدوا ربنا يسوع المسيح راح شاور على طفل صغير وقفه في النصف ودي بيقولوا عليها احبائي من ضمن طرق التعليم اللي هي طرق استخدام وسائل الايضاح ربنا يسوع المسيح يستخدم وسائل الايضاح من 2000 سنه جابت طفل صغير وقال لهم الحق اقول لكم ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاولاد فلم تدخلوا ملكوت السماوات كل واحد فينا كده يعد يبص لطفل صغير طفل سنتين ثلاثه اربعه يشوف الولد ده طريقته ايه افكاره ايه مشاعره ايه هتلاقيها كلها بساطه براءة هتلاقيها كلها نقاوه هتلاقي اكبر مشكله عنده مثلا ان في لعبه معينه مش معاة دلوقتى هتلاقي اكبر مشكله مثلا انا عايز ياكل حاجه معينه عاوز يتفسح عاوز يركب عجل حاجات بسيطه قوي الاطفال دول الرب يسوع عاوزنا نرجع زى الاطفال دول يا سلام لما الواحد يجي يراجع نفسه يقول يا ترى انا قلبي قلبي طفل؟
ياتري فكري فكري طفل؟ يا ترى مشاعري مشاعر طفل؟ يا ترى افكار قلبى الداخليه افكار طفل؟ دائما الاطفال يتسموا بالوداعة الاطفال يتسموا بالنقاء والبساطة بالتواضع هتلاقى حتى الطفل كدة جسمة صغير شوف كده لما نيجي نعمد طفل بنحطه على حته ترابيزه صغيره بقى معقول حتة ترابيزه صغيره تاخذ جسم طفل؟؟! الواحد عشان تحطه على ترابيزه ما فيش ترابيزه تكفية!! ده عاوز سفره!! لكن ربنا بيسمح ان يكون الطفل صغير في كل شيء الواحد عاوز يقول يا رب رجعني رجعنى لقامة الطفولة الجميلة دى رجعنى لبساطه القلب و نقاوه القلب اقصى طموحات الطفل اية؟
ايه اكثر حاجه نفسة فيها هتلاقي طموحاتة بسيطه تعالة كده اتفرج على طموحات الناس الكبار ياه اللى عايز بقى أرض واللي عاوز عربيه اللى عاوز شقه كبيره اللي عاوز فيلا واللي عاوز عماره اللي عاوز ملايين طموحات كبيره قوي لما نيجي للطفل بقى هنلاقي مسكين كل طموحاتة بقى يبقى عنده لعبه ولا حاجه تعالة كده انت طفل الورقه ب 5 جنيه ورقه 200 جنيه هتلاقية ولا عارف دي ولا عارف دى ولا عارف الفرق بينهم إمتى الانسان يوصل لدرجه الطفوله دى من جوة قلبة ؟ طفولة حقيقيه من جوة قلبة . عشان كده قالنا رب المجد لازم ترجعوا وتصيروا مثل الاطفال وفى الحقيقة احبائى شوفنا فى قديسين كتير لما عاشوا جوة الاحضان الاهية وجوة اعماق المحبة الإلهية وجدناهم فى قامة الطفولة دى بقى العالم مايشغلهمش ولا المقتنيات تشغلهم بقى يمسك الشئ وكانها مالوش قيمة زى ما قال معلمنا بولس الرسول الذين يشترون وكأنهم لا يملكون الذين يستعملون هذا العالم كانهم لا يستعملونة كلمه استعمال في اللغه الانجليزيه yse عندك كرسي انت بتقعد عليه يبقى yseاستخدام عندك اي حاجه انت بتستخدمها او بتشتغل بيها يبقى بتستخدمها العالم بالنسبه لنا احنا بنستخدم بنستعمل العالم الاطفال احبائي نتعلم منهم التواضع الشديد حاجه تؤذي الانسان ذاتة العليا كبريائة تعال كده شوف طفل يزعل شوف تصالحة ازاى؟
لو عملتوا له شوكولاته كده ولة حاجه تلاقيه ابتسم طب فين الزعل راح فين ؟هتلاقيه خلاص ولة تجبلة لعبه بتعمل صوت كده ولا حاجه ولة بالونة تصالحة لعبة صغيره تصالحوا حاجه بسيطه تصالحه ايه البساطه دى!!
امتى الانسان احبائي يبقى قلبه بالبساطه دي يجي الواحد يقول لك انا زعلان من فولان تقول له بقالك قد ايه؟ بيقول لك بقالى30 سنه يارب ارحم ايه ده ايه ده؟! عشان كده احبائي لازم نرجع للطفوله الجميله عشان كده بننصح الولاد والبنات وبنقول لهم احتفظ لك بصوره وانت طفل صغير انظرلها شوف نفسك انت عندك ثلاث اربع سنين كده وشوف كميه التلوث اللي حصلت لي الفساد اللي دخلت جوة نفسي وعقلي كميه الانحراف عن الهدف يا رب انت خلقتني كده!!!
زى مابنقول فى الترنيمه رجعني زي صورتي الاولانيه خليني شبهك هي دي قامت الطفوله احبائى
عشان كده رب المجد جبلهم طفل وقال لهم عايزين تعرفوا مين الاعظم هو ده الاعظم كلما كبرت الذات كلما زادت عظمه الانسان جواه نفسه قله العظمة الحقيقية تزيد الذات تقل العظمه تقل الذات تزيد العظمه كلما الانسان احبائي انتبه الى حقيقه شوف صورتك كده وانت طفل الواحد يحزن على نفسه قوي قل له يا ربي سامحني سامحني على كذا وكذا وكذا شوف فساد الطبيعه شوف التلوث اللي حصل للانسان قولة يا رب اشفيني من كذا من غروري كبريائي طموحاتى اللي مخليني ابقى شغوف جدا بكل ما هو الدنيا اللى مخليني دائما خلاف مع الناس في الاخر كده قال لهم رب المجد في العالم هيكون في عثرات لابد ان تاتي العثرات لكن ويلا لمن تاتي بهم العثرات قال لهم الأطفال اوعى حد يعثرهم اوعوا حد يعثر حد يكون قلبة صغير ولة نفسة ضعيفة اوعوا حد يعثر حد فى الكنيسة ولة فى المسيح ويللا لمن تاتى بهم العثرات من اخطر الحاجات اللي الواحد ممكن يسمعها ويتالم منها جدا لما واحد يجى يقولك فلان بيروح الكنيسه وانا ما بروحش الكنيسه بس هو بيعمل وبيعمل وبيعمل يا ربي وكان الشيطان مسخر ناس تعمل عثرا في ربنا تعمل عثره في الكنيسه تعمل عثرة في المسيحيه وكانة عايز يقول لك المسيحيه دي بلا قيمه يقولك أدى يا سيدى اللى بيروحوا الكنائس اللى رافع قواضي على اخواته ادى اللى متخاصم ادى اللى يعمل كذا مع الناس قاعد بيعمل كده في تجارته يعمل كذا ويعمل كذا يعمل كذا ويلا لمن تانى بواسطة العثرات احنا احبائي صوره للمسيح انتم سفراء المسيح انتم شهود للمسيح انتم النور الذي ينور العالم انتم الحق في الحياه انتم النسل المبارك انتم ورثه الملكوت فتنيروا كانوار في العالم تخيل كده لما العثرة تيجي من ابناء الملكوت يا رب ارحم يا رب يارب ما تسمحش ابدا ان حد يعثر فيا ولا يعثر فى تصرف ليا ولا يعثر فى سلوكياتى خليني يا رب اقرب لك كل الناس ليك خلى اللى يعرفنى يعرفك خلي اللى يعرفني يمجد اسمك زي ما قال معلمنا بولس الرسول يسجدون الى اللة ويقولوا إن اللة بالحقيقة فيكم دة احبائي الدور بتاعنا ربنا يرجعنا لقامة الطفوله ربنا مايسمحش نكون سبب عثرة لحد وان اكون سبب بركه ومجد لاسمة القدوس المبارك يكمل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا كل المجد أبدياً أمين.
القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
المزيد
15 يوليو 2023
انجيل عشية يوم الأحد الثاني من شهر أبيب
تتضمن وعظ الكهنة وتنبيه الرؤساء والمرؤوسين . مرتبة على فصل انجيل وكيل الظلم : ( لو ١٦ : ۱-۱۸ )
إذا كان الكهنة هم الوكلاء على المؤمنيـن . والرعـاة للأغنـام الناطقـة . والحافظون لنظام الشريعة المقدسة . والمقلدون مراتب الرعاية . فما بالهم يتغـافلون عن الوكالة ويتشاغلون عنها ؟ ويا للعجب من كون الذين يتقلدون الوكالة من الناس . تراهم مشمرين عـن ساعد الجد . متيقظين لصالح وكالتهم . باذلين الجهد في نمو الأموال واتساع المتـاجر ووفرة الزراعات متخوفين من مصيبة تدهمهم وخسارة تلحقهم . وأنت يا وكيل الخراف الناطقة . يا أمين المتاجر الروحية . لماذا توجد هكذا نائما ومهملا !!! فلا تبالي أيها الكسلان بقوله تعالى : " أعط حساب وكالتك لأنـك لا تقدر أن تكون وكيلا بعد" . وكيف لا تفزع من سطوته حينمـا تظـهر مضيعـا للأموال مفرطا في قطيعه تعالى غير متحفظ على الوزنات ؟ وكيف لا تـهرب مـن غضبه عندما يقول لأولئك القساة : " أربطوا رجليه ويديه وخــذوه واطرحـوه فـى الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصريرالأسنان" ألم تسمع قول الكتاب عن يعقوب اسرائيل لما قبل الوكالة على غنم لابــان خاله كيف أنه اختار النظر في صالحها عن راحة نفسه . فهجر لذيذ المأكل ، وفـارق حلاوة المنام ، وجعل السهر له عادة وطبعا . حتى أعادها إلى خاله متكاثرة العـدد . حسنة الأشكال . جميلة المنظر وإذا كان يعقوب راعي الغنم الحيوانية قد أجهد نفسه هكذا وأتعب حياته في رعاية تلك القطعان حتى آل به الإجتهاد في حفظها والتشوق إلى نموهـا وكثرتـها لمكابدة الأتعاب الجمة والشقاء المتكاثر . مع احتمال حر الصيـف وبـرد الشـتاء . وملاقاة اللصوص ومكافحة الوحوش الضارية . والاعتناء بجبر الكسـير ومعالجـة الجربان . ونقل الاغنام إلى الأماكن المخصبة والمياة الصافية . ومكابدة شـدائـد هـذا عظم مقدارها . مع أن صاحب الأغنام ليس بملك . ولا صاحب نقمة . بل هو لابـان خاله . الكافر العابد للأوثان فأي عذر إذن يقدمه المتقلدون لرعاية قطيع المسيح . أولئك الذيـن يـهملون خرافهم ولا يعتنون بمصالح الرعية . بل يتركونها عرضة لافتراس الذئاب الخاطفـة والوحوش الضارية . للضيعان والتيهان . للنهب والسلب ؟ مع أن مالكـهـا ليـس هـو راعيا مثل لابان . ولا هو كأحد المائتين . ورعيته ليست كالرعية البهيمية المشـتراه بالثمن . بل هو ملك الملوك ورب الأرباب ورعيته قطعان ناطقة اشتراها المسـيح بدمه الكريم . .. اسمع قول الله تعالى مبكتا أولئك الساقطين حيث يقول على لسان حزقيـــــال النبى : " ويل لرعاة اسرائيل الذين كانوا يرعون أنفسهم . ألا يرعى الرعـاة الغنم تأكلون الشحم وتلبسون الصوف وتذبحون السمين ولا ترعون الغنم . المريـض لـم تقووه . والمجروح لم تعصبوه . والمكسور لم تجبروه . والمطـرود لـم تـسـتردوه . والضال لم تطلبوه . بل بشدة وبعنف تسلتطم عليهم . فتشتت بلا راع وصارت مـأكلا لجميع وحوش الحقل . ضلت غنمي في كل الجبال وعلى كـل تـل عـال . وعلـى الأرض تشتتت غنمي ولم يكن من يسأل أو يفتش . فلذلك أيها الرعاة أسمعوا كـلام الرب حي أنا يقول السيد الرب من حيث إن غنمي صارت غنيمـة ومـأكلا لكـل وحوش الحقل إذ لم يكن راع ولا سأل رعاتي من غنمي ورعى الرعاة أنفسهم ولـم يرعوا غنمي . فلذلك أيها الرعاة اسمعوا كلام الرب . هأنذا علـى الرعـاة وأطلـب غنمي من يدهم واكفهم عن رعى الغنم ولا يرعى الرعاة أنفسهم بعد فأخلص غنمـى من أفواههم فلا تكون لهم مأكلا .. هأنذا أسال عن غنمي وأفتقدها كما يفتقد الراعـي قطيعه يوم يكون وفي وسط غنمه المشتتة . هكذا أفتقد غنمي وأخلصها مـن جميـع الأماكن التي تشتت اليها في يوم الغيم والضباب . واخرجها من الشعوب واجمعـها من الأراضي وأتى بها إلى أرضها وأرعاها على جبال اسرائيل وفي الأودية وفـى جميع مساكن الأرض واسمع قوله تعالى أيضاً إلى الرعية : " وأنتم يا غنمي هأنذا أحكم بيـن شاة وشاة بين كباش وتيوس . أهو صغير عندكم أن ترعوا المرعـى الجيـد وبقيـة مراعيكم تدوسونها بأرجلكم وان تشربوا مـن الميـاة العميقـة والبقيـة تكدرونــها بأقدامكم . وغنمي ترعى من دوس اقدامكم وتشرب من كدر أرجلكم ... هأنذا أحكـم بين الشاة السمينة والشاة المهزولة . لأنكم بــــهزتم ( ۲ ) بـالجنب والكتـف ونطحتـم المريضة بقرونكم حتى شتتموها إلى خارج . فأخلص غنمي فلا تكون من بعد غنيمـة وأحكم بين شاة وشاة وأقيم عليها راعياً واحداً ". فسبيلنا أيها الأحباء بعد الذي سمعناه من شدة وعيد الله للمهملين أن لا ننسى قوله أيضاً له المجد " أنتم نور العالم .. فليضئ نوركم وهل يؤتى بســــــراج ليوضع تحت المكيال أو تحت السرير أليس ليوضع على المنارة " وان نتنبه من غفلتنا . ونتيقظ من نومنا . ونحافظ على صالح وكالتنا . لنفوز بمديح ربنا الـذي لـه المجد إلى الابد أمين .
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
14 يوليو 2023
مائة درس وعظة ( ٢٢ )
الآخر طريقك للأبدية محبة القريب »
قدموا في إيمانكم فضيلة ، ( ٢بط ١ : ٥ ) قدم السيد المسيح مثل السـامـري الصالح بعد ان ساله ناموسی « ماذا أعمل لارث الحياة الأبدية ) ، ( مر ١٠ : ١٧) ، فأجابه السيد المسيح عن المحبة ، وفي نهايتها قال له : « تحب قريبك كنفسك . افعل هذا فتحيا . ثم أعطى لنا مثل السامري الصالح.
أولاً : رسالة المصالحة
أما ربنا يسوع المسيح فقد أتي ليوحد الجميع 1- السماء والأرض
٢- اليهود مع الأمم
٣- اليهود والسامريين
٤- الجسد والروح
ويصالح العالم كله ، ونسميها خدمة المصالحة في مثل السامري الصالح ( لو٢٥:١٠-٣٧ ) سال السيد المسيح من من الثلاثة هو المقبول ، كانت الإجابة الذي صنع الرحمة.
ثانياً : محبة القريب أم الصلاة ؟
وهنا يأتي سؤال مهم جدا من الأسئلة التي شغلت الكثير من الآباء أيهما أهم محبة القريب أم الصلاة والإجابة على هذا السؤال نجدها على لسان هؤلاء:
١- يوحنا الدرجي : عندما سئل القديس يوحنا الدرجي نفس السؤال : أيهما أعظم محبة القريب أم الصلاة فأجاب : « المحبة أعظم من الصلاة ، فـالـصـلاة واحـدة من الفضائل ، أما المحبة هي أمهم جميعاً .
٢- اثناسيوس الرسولي : وهذه الصورة عبر عنها اثناسيوس الرسولي ، فقال : « إن حياتنا وهلاكنا هما في يد القريب ، فإذا كسبنا القريب فقد كسبنا الله.
٣- العـلامـة إكليمنضس : وأيضا في تاريخ الكنيسة العلامة إكليمنضس السكندري يقول : « عندما ترى أخانا فقد رأينا الله.
٤- يوحنا الذهبي الفم ، وللقديس يوحنا الذهبي الفم عبارة من العبارات العميقة جدا يقول فيها : « لا تنتظر أن يحبك الآخر ، بل اقفز نحو بنفسك وقدم له حبك
هذه هي تعاليم مسيحيتنا لا تنتظر أن يحبك الآخر أولا ( وهذا ما صنعه معنا ربنا يسوع المسيح ) بل قدم له حبك أولا - يوجد كتاب اسمه ، الفيلوكاليا، وكلمة الفيلوكاليا ، هذه تعني محبة الصلاة مكتوب فيه : « كما أن التفكير في لهيب النار لا يجلب لك دفئا ، كذلك الإيمان بدون محبة لا يحقق نور المعرفة الروحية في النفس.
ثالثاً : امثلة حية في المحبة:
١- المسيح له المجد : المسيح مثل اعلى في المحبة ، فنجـد في لقائه مع المرأة السامرية ، ربح هذه المرأة بحديث طويل نتعلم منه كيف تربح الآخرين أيضـاً زكا الذي كـان مكروهاً في المجتمع اليهودي ، ترى كيف أظهر له السيد المسبح كل حب وربحـه حـتـى صـار أحـد تلاميذه. ٢- الإباء ويقول ذهبي الفم عن الإنسان المسيحي : « اى مـصـبـاح بلا نور وأي مسيحي بلا حب ؟ فكما أن المصباح الذي لا يضيء عديم النفع ، كذلك المسيحي ينبغي أن يمتلى بمحبة الغريب وقال أحد الأدباء عبارة لطيفة جداً بحثت عن الله كثيرا ولم أجده ، وبحثت عن نفسي كثيراً ولم أجدها ، ولكن عندما فتشت عن أخى وجدت الثلاثة ، فأنت عندما تقدم محبة لأخيك ، فإنك تجد الثلاثة ، تجد الله وتجد نفسك وتجد أخاك . وهكذا علمنا ربنا يسوع المسيح : « من لا يحب أخاه يبق في الموت ( ۱ يو ٣ : ١٤ ) .
رابعاً : طريق المحبة
۱- جهاد مع النفس
۲- محبة عمل الرحمة ، نحن نقول في صلواتنا الليلية : « ليس رحمة في الدينونة لمن لم يستعمل الرحمة .
٣- العطف على المسكين في المزمور طوبي للذي ينظر إلى المسكين في يوم الشر ينجيه الرب ( مز ٤١ : ١ ) .
٤- كسر الهوى النفسي : لذلك يا إخوتي الأحـبـاء ليكن جـهـادنا اليومي مع أنفسنا لنتعلم محبة القريب . اكسر داخلي الهوى النفسي لكي ما ينفتح قلبي على محبة الآخر إن محبة القريب ، مقياس في منتهی الخطورة ، عندما تقف أمام الله وتسال عن هذه الفضيلة ، فماذا تجيب إن فقدت هذه الفضيلة تفقد بسببها الملكوت.
المزيد
13 يوليو 2023
شخصيات الكتاب المقدس إسطفانوس الرسول
إسطفانوس: إسم يونانى معناه تاج أو إكليل من الزهور
إسطفانوس رئيس الشمامسة وأول شهداء المسيحية (أع 6: 5).
اع 6: 5 فحسن هذا القول امام كل الجمهور فاختاروا استفانوس رجلا مملوّا من الايمان والروح القدس وفيلبس وبروخورس ونيكانور وتيمون وبرميناس ونيقولاوس دخيلا انطاكيا.
اع 6: 8 واما استفانوس فاذ كان مملوّا ايمانا وقوة كان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب
اع 6: 9 فنهض قوم من المجمع الذي يقال له مجمع الليبرتينيين والقيروانيين والاسكندريين ومن الذين من كيليكية واسيا يحاورون استفانوس.
اع 7: 59 فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول ايها الرب يسوع اقبل روحي.
اع 8: 2 وحمل رجال اتقياء استفانوس وعملوا عليه مناحة عظيمة.
اع 11: 19 اما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا الى فينيقية وقبرس وانطاكية وهم لا يكلمون احدا بالكلمة الا اليهود فقط.
اع 22: 20 وحين سفك دم استفانوس شهيدك كنت انا واقفا وراضيا بقتله وحافظا ثياب الذين قتلوه. 1كو 1: 16 وعمدت ايضا بيت استفانوس.
وهو اسم اول شهداء المسيحية وبما ان اسمه يوناني فيرجع انه كان هيلينا " أي انة كان يهودياً يتكلم اللغه اليونانية وأنه لم يكن يوناني الجنس بل يوناني اللغه والثقافة ولما اشتكى الهيلينيون المسيحيون في اورشليم من أن ارامهلن كن يهملن (اع 6: 1).انتخب سبعه رجال من ضمنهم اسطفانوس ليقوموا بأمر الخدمة اليومية وتوزيع التقدمات علي الفقراء المسيحيين (أع 6: 2- 6) وهؤلاء الرجال السبعة يعرفون بأول شماسه في الكنيسة المسيحية.
ويصف الكتاب المقدس اسطفانوس بأن رجل ممتلئ من الايمان والروح القدس (أع 6: 5) وأنه كان يصنع قوات وعجائب (اع 6: 8) وكان ينادي بالرسالة بحكمة (اع 6: 10) ولما لم يتمكن بعض هؤلاء الهيلينين أن يجابوه أو يقاموا قوة الحكمة والروح التي كانت فيه اخترعوا ضده شكايات زور، فدسوا رجالا مأجورين يقولون اننا سمعناه يجدف علي الله وعلي موسي. وانه يتكلم ضد الشريعة وضد الهيكل وقدمن هذه الشكاوى الي مجمع السنهدريم (أع 6: 9- 14).وقد سجل لنا سفر الأعمال ملخصا للدفاع المجيد الذي قدمة القديس اسطفانوس (اع 7: 1 - 35) فظهر اولا أنه يعطي المجد كله لله (اع 7: 2) وانه يكرم موسي (اع 7: 20 – 43) ثم ظهر ثانية انه لم يكن لموسي الكلمه النهائية ولا كان الهيكل نهائيا ايضا. فقط اتبع موسي اعلانات سابقه وقد وعد.نفسه بمجئ نبي بعده وهو المسيح (اع 7: 37) وكذلك الهيكل فقد جاء في اثر خيمة الاجتماع ولم يكن المسن النهائى لله رب الكون بجعلته (اع 7: 38 – 50).ثم ثالثة وبخ اسطفانوس اليهود علي مقاومتهم لله المتكررة طوال حقب تاريخهم فقد قاموا يوسف أي اول نشأتهم (اع 7: 9) وموسي في دور تكوينهم كأمه (أع 7: 39 – 42) والانبياء حينما استقر بهم الامر في كنعان (اع 7: 52) وقد رفض المجلس أن يستمع الي اسطفانوس بعد هذا اما هو فقال انه يري السماوات مفتوحة وابن الانسان قائما عن يمين الله (اع 7: 45 – 56) عندئذ اخرجوه خارج المدينة وربما من الباب الذي يدعى هذا اليوم باب اسطفانوس ورجموه وكان وهم يرجمونه يقول.. ايها الرب يسوع اقبل روحى.. ثم طلب من الرب غفران خطيئتهم بسبب رجمه.وشاول الذي أصبح فيما بعد بولس الرسول كان راضيا برجم القديس اسطفانوس (اع 8: 1) وكان حارساً لثيابهم ونجد ان سفراعمال الرسل يذكر عن رجم القديس اسطفانوس انهم اخرجوه خارج المدينة ورجموه والشهود خلعوا ثيابهم عند رجلي رجل يقال له شاؤل (اع 7: 58) ولقد كانت شهادة اسطفانوس المجيدة حقا من اكبر عوامل النعمة لأعداد شاول لكي يقبل المسيح بل ويكون رسولا كارزا المسيح (اع 22: 20).
تعيد الكنيسة في اليوم الاول من شهر طوبه كل عام.
استشهاد القديس اسطفانوس رئيس الشمامسة (1 طوبة)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس اسطفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء. هذا الذي شهد عنه لوقا في سفر أعمال الرسل بقوله " وأما اسطفانوس فإذ كان مملوءا إيمانا وقوة كان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب " فحسده اليهود واختطفوه وأتوا به إلى مجمعهم " وأقاموا شهودا كذبة يقولون بان هذا الرجال لا يفتر عن أن يتكلم كلاما تجديفا ضد الموضع المقدس والناموس. لأننا سمعناه يقول إن يسوع الناصري هذا سينقض هذا الموضع ويغير العوائد التي سلمنا إياها موسى. فشخص إليه جميع الجالسين في المجمع ورأوا وجهه كأنه وجه ملاك فقال رئيس الكهنة أترى هذه الأمور هكذا هي " فأجابهم بكلام مقنع وسرد لهم القول من إبراهيم إلى موسى. وخروج إبراهيم من حاران وميلاد ختان اسحق ويعقوب وبنيه وبيعهم ليوسف وكيف ظهر لاخوته واستدعاهم وساق القول حتى بناء الهيكل. ثم ختم كلامه بقوله: يا قساة الرقاب وغير المختزنين بالقلوب الأذان انتم دائما تقاومون الروح القدس. كما كان آباؤكم كذلك انتم. أي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبوا بمجيء البار الذي انتم ألان صرتم مسلميه وقاتليه ممتلئ من الروح القدس فرأي مجد الله ويسوع قائما عن يمين الله. فقال ها أنا انظر السموات مفتوحة وابن الإنسان قائما عن يمين الله. فصاحوا بصوت عظيم وسدوا آذانهم عليه بنفس واحدة. وأخرجوه خارج المدينة ورجموه وهو يدعو ويقول أيها الرب يسوع اقبل روحي ثم حثي علي ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يا رب لا تقم لهم هذه وإذ قال هذا رقد" وحمل جسده بعض المؤمنين وأقاموا عليه مناحة عظيمة ثم دفنوه. صلاته تكون معنا آمين.
نقل جسد القديس أسطفانوس رئيس الشمامسة (15 توت)
نعيد في هذا اليوم بنقل جسد القديس اسطفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء. وكانت قد مضت على نياحته سنين كثيرة تزيد على الثلاثمائة سنة، وقد ملك الإمبراطور قسطنطين وذاعت العبادة الحسنة، وذلك ان إنسانا اسمه لوكيمانوس. بالضيعة المدفون بها الجسد المكرم، وتسمى كفر غماليال قرب أورشليم، قد ظهر له المجاهد الشهيد اسطفانوس عدة مرات وأعلمه بمكانه، وعرفه باسمه، فذهب إلى أسقف أورشليم وأعلمه بما رأى في نومه. فقام الأسقف وأخذ معه أسقفين وأهل البيعة، وأتى إلى المكان وحفروه فحدثت زلزلة عظيمة، وظهر تابوت الجسد المقدس، وفاحت منه روائح طيب فاخرة، وسمعت أصوات الملائكة يسبحون قائلين "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفى الناس المسرة". وتكررت هذه التسبحة فسجد رؤساء الكهنة أمام التابوت، ثم حملوه بالترتيل والشموع.إلى أن دخلوا به صهيون. وبعد ذلك بنى له رجل اسمه الاسكندروس من أهل القسطنطينية كنيسة في أورشليم، وظل الجسد المقدس فيها. وبعد ذلك بخمس سنين تنيح الاسكندروس، فدفنته زوجته بجانب تابوت القديس. وبعد ذلك بثماني سنين اتفق لامرأة الاسكندروس أن تذهب إلى القسطنطينية، فأرادت أن تأخذ جسد زوجها معها. فأتت إلى المكان وأخذت التابوت الذي فيه جسد القديس ظنا منها أنه التابوت الذي فيه جسد زوجها، وحملته إلي عسقلان، ومن ثم ركبت مركبا إلى القسطنطينية. ولما توسطوا البحر سمعت من داخل التابوت تسبيحا وترتيلا كثيرا، فتعجبت وقامت وفحصت التابوت فعرفت أن الذي فيه هو جسد القديس اسطفانوس، وليس جسد زوجها وذلك بتدبير الله فلم تعد ولكنها شكرت الله واستمرت في سيرها إلى أن وصلت القسطنطينية، ومن ثم ذهبت إلى الملك وأعلمته بالخبر. فخرج ومعه البطريرك والكهنة وشعب المدينة إلى المركب وحملوا التابوت على أعناقهم إلى قصر المملكة. وأظهر الله في المركب وفى الطريق آيات كثيرة. منها أنهم حملوه على هودج محمول على بغلين، فلما وصلوا إلى الموضع المسمى قسطنطينيوس وقف البغلان ولما ضربوهما لم ينتقلا، وسمعوا صوت أحدهما يقول: يجب أن يوضع القديس هنا، فتعجب كل من سمع، وعلموا أن الذي أنطق حمارة بلعام هو الذي أنطق هذا الحيوان الحامل لجسد القديس، وأمر الملك أن تبنى له بيعة في ذلك المكان. ووضعوا فيها الجوهرة النقية التي لجسد القديس اسطفانوس الرسول أول الشهداء، صلواته تكون معنا أمين.
المزيد
12 يوليو 2023
نواحی التشابه بين القديس بطرس والقديس بولس
كل منهما كان يهودياً وقد ذكر بولس الرسول إنه يهودى، من سبط بنيامين (في٥:٣). وإن كان بطرس الرسول لم يذكر الكتاب من أي سبط هو .كل منهما دعاه الرب بطرس كان يصيد السمك مع أخيه اندراوس عند بحر الجليل فقال لهما الرب هلم ورائي فاجعلكما صيادي الناس. فللوقت تركا الشباك وتبعاه (مت٤: ۱۸- ۲۰) وبولس دعاه الرب في طريق دمشق ، إذ أبرق حوله نور من السماء . فسقط على الأرض" (أع٩: ١- ٤) ودعاه الرب ، مرسلاً إياه أولاً إلى حنانيا الدمشقي
وكما دعاه ربنا يسوع المسيح ، دعاه الروح القدس أيضاً. وقـال "افرزوا لی برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه" (أع١٣: ٢) . وكذلك دعـاه الله الآب أيضاً. وفي ذلك قال القديس بولـس الرسول "لما سر الله الذي افرزني من بطن أمي، ودعاني بنعمته أن يعلن ابنه في لأبشر به بين الأمم، للوقت لم استشر لحماً ودماً، ولا صعدت إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي" (غـل١: ١٥ -١٧).وهكذا نرى أن القديس بولس الرسول دعى من الأقانيم الثلاثة كل منهم على حده .
وإن كان القديسان بطرس وبولس قد تشابها في أن كلا منهما قد دعى من الله إلا أن أسلوب الدعوة اختلف. وكذلك مرات الدعوة كل منهما غير الرب إسمه بطرس كان إسمه سمعان بن يونا (يو ٢١: ١٥) . وقد أطلق الرب عليه إسم بطرس (مت١٦: ۱۷، ۱۸) . وشاول : تغير إسمه إلى بولس . في بدء دعوتـه نـاداه الـرب باسـم شـاول (أع٩: ٤) . وفي أثنـاء كرازتـه دعـاه بـاسـم بـولـس (أع٢٣: ۱۱) كل منهما حل عليه الروح القدس. وكل منهما تكلم بألسنة واضح أن بطرس الرسول تكلم بالسنة في يوم الخمسين، إذ حل روح الرب عليه. وبولس الرسـول قـال في رسالته إلـى أهـل كورنثوس "اشكر الله أني أتكلم بألسنة أكثر من جميعكم" (1كو١٤: ۱۸) وقيل في قصة عليم الساحر "وأمـا شـاول الذي هو بولس أيضاً، فامتلأ من الروح القدس وشخص إليه وقال له.." (أع١٣: ٩) وكل منهما كان له سلطان أن يمنح الروح القدس فقيـل عـن بطرس ويوحنـا، أن الرسـل الذيـن فـي أورشليم، أرسلوهما إلى السامرة لما آمنت "حينئذ وضعا الأيادى عليهم، فقبلوا الروح القدس" (أع٨: ۱۷) . كما قيل عن بولس الرسول إنه بعد عماد أهل أفسس "لما وضـع بولس يديه عليهم، حـل الـروح القـدس فطفقـوا يتكلمـون بلغـات ويتنبأون" (أع١٩: ٥، ٦) وكل منهما صنع آيات وقوات وعجائب قيل عن بطرس الرسول "كانوا يحملون المرضى خارجاً في الشوارع، ويضعونهم على فرش وأسرة. حتى إذا جاء بطرس، يخيم ولو ظله على أحد منهم . واجتمع جمهور المدن المحيطة إلـى أورشليم حاملين مرضى ومعذبين من أرواح نجسة، وكانوا يبرأون جميعهم" (أع٥: ١٥، ١٦) .وقيل عن القديس بولس الرسـول "وكـان اللـه يصنع علـى يـدى بولس قوات غير معتادة. حتـى كـان يؤتى عن جسده بمناديل أو مآزر إلى المرضى. فتزول عنهم الأمراض، وتخرج الأرواح الشريرة منهم" (أع١٩: ۱۱، ۱۲) وكل منهما أقام ميتاً بطرس الرسول أقام من الموت تلميذة إسمها طابيثا، وترجمـة إسمها غزالة صلى ثم التفت إلى جسدها وقال يا طابيثا قومي ففتحت عينها فناولها يده وأقامها وأحضرها حيـة (أع ٣٦:٩-٤١).وبولس الرسول أقام من الموت شاباً يدعـى أفتيخـوس، كـان قـد غلبه النوم" فسقط من الطبقة الثالثة إلى أسفل، وحمل ميتاً. فأقامـه بولس من الموت "وأتـوا بـالفتى حيـاً، وتعزوا تعزيـة ليست بقليلـة" (أع٢٠: ۷- ۱۲) كل منهما كان شعلة من النشاط والغيرة المقدسة والعمـل الكرازي .
كل منهما بشر وعلم، وبذل جهده في الخدمة منذ يوم الخمسين، كان بطرس يعلم ويكرز، ويشهد لقيامة السيد المسيح، في الهيكل وفي غير الهيكل. بشر في أورشليم، وفي لـده وفي يافا (أع٩: ۲۲، ۳۱). ومن يافا انتقل إلى قيصريـة حيـث قـام بوعظ وعماد كرنيليوس والذين معه (أع١٠) وأيضاً بشر اليهـود الذين في الشتات، وأرسل إليهم رسالة "إلى المتغربيـن مـن شـتات بنطس وغلاطية وكبادوكية وآسيا وبيثينية" (۱بط۱: ۱) . أما القديس بولس الرسول ، فقـد تعـب أكثر من جميع الرسل (1كو١٥: ١٠) لذلك سنفرد له باباً خاصاً كل منهما كان جريئاً وشجاعاً في كرازته يكفي بالنسبة إلى بطرس الرسول أنه أصر على كرازته، ولـم يعبأ بتهديد اليهود، بل قال عبارته المشهورة "ينبغي أن يطاع اللـه أكثر من الناس" (أع ه: ١٩) بل وبخ اليهود قائلاً "إله ابراهيم واسحق ويعقوب إله آبائنا، مجد فتاه يسوع الذي اسلمتموه أنتم وأنكرتموه أمام وجـه بيلاطس وهـو حاكم بإطلاقه، ولكن أنتم أنكرتـم القـدوس البار، وطلبتم أن يوهـب لكم رجل قاتل! ورئيس الحياة قتلتموه" (أع٣: ١٣- ١٥) والقديس بولس الرسول كان جريئاً جداً أمام الحكام يكفي أن فيلكس الوالي ارتعد أمامه وهو أسير لما تكلم عن البر والدينونة والتعفف (أع٢٤: ٢٥)ولمـا وقـف أمـام أغريبـاس الملك - في محاكمته قـال لـه فـي جـرأة "أتؤمـن أيـهـا الملـك أغريباس بالأنبياء؟ أنا أعلم أنك تؤمن" فأجابه الملك أغريباس قائلاً "بقليل تقنعني أن أصير مسيحياً" . فقال القديس بولس "كنت أصلى إلى الله أنه بقليل وبكثير، ليس أنـت فقط، بل أيضاً جميع الذين يسمعونني اليوم، يصيرون هكذا كما أنا ما خلا هذه القيود" (أع٢٦: .٢٧-٢٩) ومن جرأة القديس بولس أنهم لما مدوه للسياط ليجلدوه، قال لهـم "أيجوز لكم أن تجلـدوا إنساناً رومانياً غير مقضى عليـه؟!". فلمـا سمع الأمير، اختشى لما علم أنه روماني وأنه قيـده "وللوقت تنحى عنه الذين كانوا مزمعين أن يفحصوه" (أع٢٢: ٢٥- ٢٩) . ومن جرأة القديس بولس أنه لما أراد الوالي فستوس أن يسلمه لليهود ليقتلوه ، قال "أنا واقف لدى كرسي ولاية قيصر حيث ينبغي أن أحاكم لأني إن كنت أثماً، أو صنعت شيئاً يستحق الموت، فلست أستعفى من الموت. ولكن إن لم يكن هناك شئ ممـا يشتكى على به هؤلاء. فليس أحد يستطيع أن يسلمني لهـم. إلى قيصـر أنـا رافع دعوای" . فحينئذ أجابـه فسـتوس الوالي "إلى قيصر رفعت دعواك.إلى قيصر تذهب" (أع٢٥: ۱۰- ۱۲) وكان كل من القديسين بطرس وبولس حازماً في معاقبـة الخطاة نلمس هذا في معاقبة القديس بطرس لحنانيا وسفيرا لما اختلسا من المال، وكذبا على الروح القدس. فقال لحنانيـا "أنـت لـم تـكـذب على الناس بل على الله" (أع٥: ٤). فوقع حنانيا ميتاً. ولما كـررت زوجته سفيره نفس الكذب، قال لها القديس بطرس "مـا بالكمـا قـد اتفقتما على تجربة روح الرب؟! هوذا أرجـل الذين دفنـوا رجلك على الباب، وسيحملونك خارجاً فوقعت في الحال ميتة" (أع٥: ٩) وكـان هـذا الحـزم لازمـاً، حتى لا تبـدأ الكنيسـة بالتسـيب واللامبالاة. لذلك قيل بعد ذلك "فصـار خـوف عظيم على جميع الكنيسة، وعلى جميع الذين سمعوا بذلك" (أع٥: ١١) . كما تدل هذه العقوبة على مقدار السلطان الذي منحـه اللـه لـهـذا الرسول القديس مثال آخر هو موقف القديس بطرس من سيمون الساحر هذا الذي تعجب من أنه بوضع أيدى الرسل ينال الروح القدس، فقدم دراهم لكي ينال نفس الموهبة ! فقال له القديس بطرس في حزم وسلطان "لتكن فضتك معك للهلاك، لأنك ظننت أن تقتنى موهبة الله بدراهم تب عن شرك هذا، واطلب إلى الله عسى أن يغفر لك فكر قلبـك لأني أراك في مرارة المر ورباط الظلم" (أع٨: ۱۸- ۲۳) وبكل حزم تصرف بولس الرسول أيضاً مع خاطئ كورنثوس .هذا الذي وقع في الزنا بالمحرمات (مع إمرأة أبيه) . فلما سمع بولس الرسول بذلك، أرسل إليهم قائلاً "كأني غائب بالجسد، ولكـن حاضر بالروح، قد حكمت أن يسلم مثـل هـذا للشيطان، لإهلاك الجسد، لكي تخلص الروح في يوم الرب" ووبـخ الشعب وقال لهـم "اعزلوا الخبيث من وسطكم" (١كوه: ٥، ١٣). وكان لهذا الحـزم تأثيره في توبة ذلك الخاطئ، وفي الغيرة المقدسة للشعب مثال آخر لحزم القديس بولس ، وهو موقفه من عليم الساحر.
(وكان إسمه يترجم بعليم الساحر) . فامتلأ بولس الرسول مـن الـروح القدس، وانتهـر ذلك الساحر وقـال لـه "والآن هوذا يـد الـرب عليـك . فتكون أعمـى لا تبصـر الشمس إلى حين" (أع١٣: ٦- ١١) "فللحـال سـقط عليـه ضبـاب وظلمة، فجعل يدور ملتمساً من يقوده بيده" . هذا الحادث يدل أيضاً على السلطان الذي وهبـه اللـه لـهـذا الرسول القديس . فكان كما قال ومع كل هذا كان هذان الرسولان القديسان متواضعين .في بدء دعوة الرب لبطرس، في معجزة صيد السمك، نقرأ أنه بعد المعجزة خر عند ركبتي الرب قائلاً "اخرج يارب مـن سـفينتي، فإني رجل خاطئ" (لوه: ۸) . كما يعلمنا التقليد أنه في استشهاده مصلوباً، طلب أن يصلب منكس الرأس، لإحساسه بخطاياه، ولا يصلب كالرب وبولس الرسول على الرغم مـن كـل جـهـاده في الكرازة، وعلى الرغم من معجزاته الكثيرة، نراه يكتب إلى تلميذه تيموثاوس ويقـول "أنـا الـذي كنت قبـلاً مجدفـاً ومضطهـداً ومفتريـاً. ولكننـي رحمت لأني فعلت ذلك بجهل في عدم إيمان" (۱تی۱: ۱۳). ويقول في رسالته الأولى إلى كورنثوس عن ظهورات الرب "وآخر الكـل، كأنه للسقط ظهر لي أنا، لأني أصغر الرسل، أنا الذي لست أهلاً أن
أدعى رسولاً، لأنى أضطهدت كنيسة الله" (١كو١٥: ۸، ۹) والأمثلة والأدلة على اتضاع هذين الرسولين العظيمين كثيرة جداً، وليس مجالها في هذه النبذة المختصرة كل منهما تعرض لاضطهادات كثيرة القديس بطرس اضطهد مع باقي الرسل في بدء المسيحية. وقـام ضدهم الكهنة وقائد جند الهيكل والصدوقيـون (أع٤: ١). وقبضـوا عليهم ثم أطلقوهم. تشاوروا على قتلهم لولا تدخل غمـالائيل معلم الناموس (أع ه: ٣٢- ٤٠) فجلدوهم وأوصوهم أن لا يتكلموا باسم يسوع ثم أطلقوهم "وأما هـم فذهبوا فرحيـن مـن أمـام المجمع، لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل إسمه" (أع٥: ٤١) . وكما احتمل القديس بطرس الجلد لأجل المسيح، هكذا سجن أيضاً فقبض عليه هيرودس ليرضى اليهود "ووضعه في السجن مسلماً إياه إلى أربعة أرابع من العسكر ليحرسـوه، ناوياً أن يقدمـه بعـد الفصح إلى الشعب" (أع١٢: ٣- ٤) . ولكـن مـلاك الرب أنقذ بطرس من السجن فـي تلـك الليلـة،وأخرجه منه أمـا بولس فمـا أكثر الإضطهادات التي حلت عليه هو وكـل شركائه في الخدمة وقد قال في ذلك "في كل شئ نظهر أنفسنا كخدام لله، في صـبر كثير، في شدائد في ضرورات في ضيقات، في ضربات في سجون في اضطرابات، في أتعاب، في أسهار في أصوام" (٢كو٦: ٤، ٥). "مكتئبين في كل شئ، لكن غير متضايقين متحـيرين لكن غير يائسين مضطهدين لكن غير متروكين مطروحـيـن لكـن غـير هالكين حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع لأننا نحـن الأحياء نسلم دائماً للموت" (٢کو ٤: ٨- ۱۱) .وقد شرح فی (۲کو۱۱) ملخصاً لآلامه فقال : "في الأتعاب أكثر. في الضربات أوفر. في السجون أكثر. في الميتات مراراً كثيرة. من اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلدة إلا واحدة. ثلاث مرات ضربت بالعصي. مرة رجمـت ثـلاث مرات أنكسرت بي السفينة. ليلاً ونهاراً قضيت في العمـق. بأسفار مراراً كثيرة. بأخطـار سيول. بأخطـار لصوص. بأخطـار مـن جنسـى. بأخطار من الأمم. بأخطار في المدينة. بأخطار في البرية. بأخطـار في البحر. بأخطار من إخوة كذبة. في تعب وكد. في أسهار مـراراً كثيرة. في جوع وعطش. فـي أصـوام مراراً كثيرة. فـي بـرد وعرى".وكل من القديسين بطرس وبولس نال إكليل الشهادة . كل منهما أنهى حياته شهيداً سنة ٦٧م على يد نيرون قيصر. القديس بطرس الرسول استشهد مصلوباً منكساً. والقديس بولس الرسول قطعت رأسه بالسيف .
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن سلسلة نــبذات القديسان بطرس وبولس في عيد الرسل الذي هو عيدهما
المزيد
11 يوليو 2023
القديس بطرس، رسول الرجاء ج2
من صيد السمك الى ربح النفوس ..
بطرس الرسول أو سمعان ابن يونا، ولد في قرية بيت صيدا الواقعة علي بحيرة طبرية قبل ميلاد المخلص بحوالي عشرة سنين. وكان يشتغل بصيد الأسماك لاسيما فى طبريه شأنه في ذلك شأن الكثيرين من سكان قريته ويحتمل انه كان مع أندراوس أخيه تلاميذ ليوحنا المعمدان بعض الوقت وكان لقاؤه الأول بالرب يسوع، بعد أن اخبره اندراوس أخوه { وفي الغد ايضا كان يوحنا واقفا هو واثنان من تلاميذه. فنظر الى يسوع ماشيا فقال هوذا حمل الله. فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع. فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما ماذا تطلبان فقالا ربي الذي تفسيره يا معلم اين تمكث. فقال لهما تعاليا وانظرا فاتيا ونظرا اين كان يمكث ومكثا عنده ذلك اليوم وكان نحو الساعة العاشرة. كان اندراوس اخو سمعان بطرس واحدا من الاثنين اللذين سمعا يوحنا وتبعاه.هذا وجد اولا اخاه سمعان فقال له قد وجدنا مسيا الذي تفسيره المسيح. فجاء به الى يسوع فنظر اليه يسوع وقال انت سمعان بن يونا انت تدعى صفا الذي تفسيره بطرس}( يو 35:1-42). أما دعوته للتلمذة فكانت عقب معجزة صيد السمك الكثير، حينما طمأنه الرب بقوله { فقال يسوع لسمعان لا تخف من الان تكون تصطاد الناس }(لو 5 : 10) وحالما وصل بالسفينة إلى البر ترك كل شيء وتبعة هو واخوة وابنا زبدي (لو 5: 1-11) لقد شرفة الرب بدرجة الرسولية ودعاه " بطرس " وكان من المقربين للرب فهو احد التلميذين الذين ذهبا ليعدا الفصح الاخير، واحد الثلاثة الذين عاينوا اقامة ابنة يايروس بعد موتها، وتجلى السيد المسيح على جبل طابور وصلاته في جثيماني ، واحد الاربعة الذين سمعوا نبوته عن خراب اورشليم وهيكلها. كان بطرس ذا حب جم لسيده وغيرة ملتهبة ولكنه كان متسرعا ومندفعا. فهو الاول الذي اعترف بلاهوت السيد المسيح والاول الذي بشر بالمسيح بعد حلول الروح القدس . لكنه كان مندفعا ومترددا ومتبدل المواقف قبل ان يعمل الروح القدس فيه ويغيره . حاول ان يمنع المسيح ان يموت (مر 8: 31: 33) ولما قال له المسيح انه سينكره ثلاثة قبل ان يصيح الديك مرتين، اجاب في تحد " لو أ ضطررت أن أموت معك لا انكرك ". وفي لحظة القبض علي المسيح استل سيفة ليدافع عن ذاك الذي مملكته ليست من هذا العالم! دخل القديس بطرس فى تجربة مره وصعبه عرف بها ضعفه. فكان أن انكر سيده ومعلمه بتجديف ولعن واقسم وأنكر أمام الجوارى انه لا يعرف السيد المسيح . لكنه عاد الى رشده وندم وندماً شديداً وبكي بكاء مراً وقصد قبر معلمه باكراً جدا فجر القيامة عند بحر الجليل أصطاد المسيح بطرس ، وقد ظن بطرس أنه هو الذي ترك كل شيء وأمسك بالمسيح ولم يدر أن المسيح، هو الذي جذبه ، وأتي به وباصدقائه إلى مجده السماوي العتيد، كان يمكن لبطرس أن يذهب بحماقاته المتكررة، كان يمكن أن يذهب عندما انتهر المسيح واراد أن يبعده عن الصليب مأخوذًا بما للناس، وليس بما لله فقال له : {أذهب عني ياشيطان، أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس،} (مت 16: 23).. وعاد الشيطان مرة أخرى ليهزه هزا بالتجربة القاسية بنكران السيد، ومع ذلك فنظره المسيح، وظهوره الانفرادي له بعد القيامة. جعلته كارزا للرجاء الذى فى الإيمان بالمسيح. لقد أدرك من الدقيقة التي ترك فيها شباكه القديمة، أنه أصبح صيادًا من نوع آخر، صيادًا لنفوس الناس ليسوع المسيح، كان رجلاً لا يتعب في استخدام الشبكة، ولكنه أدرك بأن شبكته مرتبطة بكلمة المسيح، لقد تعب ذات مساء الليل كله، ولكن المسيح أمره على غير المألوف أن يبعد الى العمق ويلقي الشبكة على الجانب الأيمن، وأطاع، وصرخ مذهولاً لكثرة الصيد {اخرج من سفينتي يارب لأني رجل خاطيء} (لو 5: 8). وما أكثر ما نطق في حضرة المسيح بما لا يعي من فرط ذهوله واندهاشه، ولم يخرج المسيح من سفينة حياته قط، بل سار بها في بحر العالم يرفع علم الصليب فوقها، لأن {ليس بأحد غيره الخلاص}(أع 4: 12).. وكان المحصول وفيراً ، حصد يوم الخمسين مابدا مذهلاً أمامه، إذ كان فوق كل تصور وخيال، لقد كانت الباكورة ثلاث آلاف نفس في يوم واحد أمنت بعظة واحدة للقديس بطرس الرسول.
بعد قيامة السيد المسيح من الموت ظهر للتلاميذ عدة مرات وعلي بحيرة طبرية حيث ذكريات بطرس مع مخلصه ظهر له وعاتبه في رفق مخاطبا اياه بأسمه القديم قائلاً له " يا سمعان بن يونا أتحبني. وقد وجه إلية هذه الكلمات ثلاث مرات ورده إلى رتبته الرسولية ثانية بقوله " ارع غنمي " وعقب تأسيس الكنيسة يوم الخمسين بدأ خدمته بين اليهود من بني جنسه في اليهودية والجليل والسامرة. وكان الرب يتمجد علي يديه بالمعجزات كشفاء المقعد عند باب الهيكل الجميل (أع 3)، وشفاء أينياس في مدينه اللد وإقامة طابيثا بعد موتها في يافا (أع 9)... وقد فتح الرب باب الأيمان للأمم علي يديه في شخص كرنيليوس قائد المئة اليونانى عقب رؤيا أعلنت له بخصوصه (أع 10). فلما خاصمة أهل الختان لقبول الأمم فى الايمان المسيحى ، شرح لهم الأمر وقال " بالحق أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه. بل في كل امة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده " (أع 10: 34، 35) ومع ذلك فقد ظل ميدان العمل الأساسي لهذا الرسول هو تبشير اليهود (غل 2: 7-9) .
أعتراف بطرس المبكر بلاهوت السيد المسيح ..
الاعتراف العظيم الذي اعترف فيه بطرس بلاهوت المسيح، عندما ألقى المسيح سؤاله الخالد{من يقول الناس إني أنا} وقد أوقف السؤال التلاميذ أمام أعمق تأمل يمكن أن يواجهوه، وعليه تبني المسيحية بأكملها، إلى كل الأجيال، وهنا يأتي اعتراف بطرس عجيبًا ومثيرًا واعلاناً اعُطى له من الاب السماوى . وقد صعد بطرس بهذا الاعتراف إلى ما وراء العقل البشري الذي لا يمكن مهما أوتى من حكمة أو إدراك أن يبلغ كنه المسيح العجيب. { فاجاب يسوع و قال له طوبى لك يا سمعان بن يونا ان لحما و دما لم يعلن لك لكن ابي الذي في السماوات} (مت 16 : 17)، ليس بحكمة بشرية ، أو فلسفتها العميقة أجاب بطرس الرسول ، فالمسيح بالنسبة للبعض إما هو يوحنا المعمدان على حد ما اتجه هيرودس الملك الذي قتله، أو هو واحد من أعظم الأنبياء القدامي كإيليا الذى ينتظر البعض إلى اليوم عودته من السماء، أو إرميا وكان الشبه عظيمًا بين نبي الأحزان والمسيح المتألم، أو أنه نبى الله . لم يخطو أحد خطوة أخرى وراء هذا، لكن بطرس شهد وشهادة حق ، إذ لمع أمام عينيه الإعلان الإلهي البعيد العميق الغائر في بطن الأزل، وصاح {أنت هو المسيح ابن الله الحي}(مت 16: 16) ومن الواجب أن نشير إلى أن هذا ليس أول حديث عن المسيا، فقد قال نثنائيل من قبل عن السيد: «أنت ابن الله أنت ملك إسرائيل» لكن إعلان الله لبطرس كان أول وأعظم ومضة من النور عن شخص ابن الله العجيب، وكان أشبه بالشعاع الأول من نور الشمس، وهي تأخذ سبيلها إلى الشروق لتخرج الإنسان من الظلام إلى نور النهار الباهر . لقد رأى بطرس النور واستقبله بالفرح العميق، وتوالت بعد ذلك الأشعة الساطعة حتى جاء بولس ليقول: «عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد» وما من شك في أن بطرس بلغ القمة هناك، وكانت كلماته هتاف المسيحي في كل العصور والأجيال .وتأكيد على قول الرب يسوع { انا و الاب واحد. ان كنت لست اعمل اعمال ابي فلا تؤمنوا بي. و لكن ان كنت اعمل فان لم تؤمنوا بي فامنوا بالاعمال لكي تعرفوا و تؤمنوا ان الاب في و انا فيه}( يو 30:10،38،37).
ومع أعترافنا بدور القديس بطرس الرائع فى نشر الأيمان وتطويب السيد المسيح له { وانا اقول لك ايضا انت بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي و ابواب الجحيم لن تقوى عليها} (مت 16 : 18). فانى اذكر أن المسيح استعمل لفظ بطرس «بتروس» بمعنى حجر او قطعة من الصخر ولكن لفظ صخرة هنا "بترا" فعلى صخرة الأيمان بلاهوت المسيح يبنى الرب الأيمان . كما يذكر ذلك القديس بولس {وجميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا لانهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم و الصخرة كانت المسيح }(1كو 10 : 4) وقد قال القديس أوغسطينوس إن الصخرة تشير إلى المسيح . فالله هو الصخر الوحيد: {هو الصخر الكامل صنيعه}(تث 32: 4)..{وليس صخرة مثل إلهنا} (1صم 2: 2).. إن بطرس يمكن أن يكون حجرًا في الكنيسة، ولكنه لا يمكن ولا يقبل مطلقاً "حتى القديس بطرس نفسه " ان يأخذ مركز الله فيها {فإنه لا يستطيع أحد أن يضع أساسًا آخر غير الذي هو يسوع المسيح}(1كو 3: 11) وعندما قال المسيح لبطرس: {وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات. فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطًا في السموات، وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً في السموات} (مت 16: 19).. قال نفس الشيء للرسل جميعا : {الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطًا في السماء، وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء» (مت 18: 18) { و لما قال هذا نفخ و قال لهم اقبلوا الروح القدس.من غفرتم خطاياه تغفر له و من امسكتم خطاياه امسكت} يو 22:20-23. لم يكن سلطان الحل والربط جديدًا على أذهان التلاميذ إذ كان تعبيرًا شائعًا في حكم الكاهن على النجس والطاهر عندما يتقدم إليه الأبرص مثلا ليحكم بطهارته أو نجاسته، وهو ما تحكم به الكنيسة المسيحية ، كما حكمت في مجمع أورشليم فرفعت نير الناموس الطقسي عن أعناق المؤمنين، والامتناع فقط {عما ذبح للأوثان وعن الدم والمخنوق والزنا}(أع 15: 29).. وهو ما يحكم به في قبول التائبين انه في لغة أخرى إنه حكم تقرير، وليس حكم إنشاء، فالكاهن قديمًا لم يكن حرًا ليحكم في ضربة البرص كما يشاء، بل هو مأمور بأن يفحص الضربة ليراها تنتشر أو تأخذ في الشفاء إذ هي لسعة كمدت وليست برصًا،.. وخادم الله لهذا ليس حرًا في أن يفتح السماء أو يقفلها في وجه الإنسان، بل هو مأمور أن يطبق قاعدة الإنجيل على كل ما يرى، ويحكم إذا كان متمشيًا مع الحق الإلهي أو مناقضًا له. على اى حال نحن كشرقيين نفهم دور القديس بطرس حتى عندما يتقدم فى الكلام على أعتبار انه الأكبر والمعبر عن لسان حال الرسل ولا رئاسة له او لبابا روما كخليفة له على كنائس العالم الأمر الذى يتمشى مع جوهر المسيحية وتعاليم السيد المسيح { فدعاهم يسوع و قال لهم انتم تعلمون ان الذين يحسبون رؤساء الامم يسودونهم و ان عظماءهم يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا فيكم بل من اراد ان يصير فيكم عظيما يكون لكم خادما.و من اراد ان يصير فيكم اولا يكون للجميع عبدا.لان ابن الانسان ايضا لم يات ليخدم بل ليخدم و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين}(مر 42:10-45).
أتحبنى أكثر من هؤلاء
نحن نعلم أن بطرس أحب المسيح من كل قلبه، وأجاب بعمق على السؤال القائل: {أتحبني أكثر من هؤلاء} {وكان الجواب: أنت تعلم يارب كل شيء، أنت تعرف أني أحبك}(يو 21: 15 و17)، ومع أن بطرس ارتكب الأخطاء وكان فيه بعض الضعفات والعيوب كواحد منا ، لكن حبه لم يخنه وهو يخرج إلى خارج ليبكي كأعظم ما يكون المحبون في الأرض. كانت أزمته يوم الصليب، نوعًا من الغيبوبة وفقدان الوعي الذي قلبه رأسًا على عقب، فأنكر سيده وربه، ولكنه ما إن استعاد وعيه حتى غسل بدموعه الغزيرة فعلته الشنعاء. على أن حب السيد كان أوفى وأعلى إذ في قلب الأزمة نظر إليه، ومن المؤكد أن النظرة وإن كانت تعبر عن قلب المسيح المجروح، إلا أنها كانت ممتلئة بالحنان والعطف والرقة والرحمة. وفي الحقيقة إن بطرس الرسول في حياته وموته بادل سيده حبًا بحب من أعظم وأشرف وأجل ما يمكن أن يتبادله المحبون ، كان هذا الرجل على أي حال، محبا لسيد فهو إذ راه فوق جبل التجلي، وقد تغيرت هيئته، وبدا منظره على الصورة التي تتجاوز الخيال البشري، ومعه موسى وإيليا، وإذا ببطرس ينسى الأرض وما عليها ومن عليها، فلا يعود يذكر بيته وزوجته والعالم بأكمله ويصبح صارخًا: {يارب جيد أن نكون ههنا} انه لا يرضى عن المسيح بديلا، ويقول: {إلى من نذهب كلام الحياة الأبدية عندك} إنه الرجل الذي تبع سيده، سواء في أعلى الجبل أو في البحر أو في الطريق، وأصبح المسيح كنزه الوحيد: {ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك} (مت 19: 27) إنه مثل القديس بولس الرسول الذي عندما أراد أن يعبر عن الحياة والموت قال: {لأن لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح}(في 1: 21).
ان المسيحية منذ تاريخها الأول تذخر بالشجعان الأبطال الذين لا يخيفهم سجن أو اضطهاد أو تعذيب بل يقولون مع بطرس ويوحنا {لأننا نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا} (أع 4: 20).. {فأجاب بطرس والرسل وقالوا ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس، إله آبائنا أقام يسوع الذي أنتم قتلتموه معلقين إياه على خشبة هذا رفعه الله بيمينه رئيسًا ومخلصًا ليعطي إسرائيل التوبة وغفران الخطايا. ونحن شهود له بهذه الأمور والروح القدس أيضًا الذي أعطاه الله للذين يطيعونه} (أع 5: 29-32).. ومع أننا لا نعلم بالضبط الأماكن التي تنقل فيها بطرس كارزًا وشاهدًا ليسوع المسيح، ولكن من الواضح أنه وعظ في أورشليم وأنطاكية، ومن المعتقد أيضًا أنه ذهب إلى روما، والكنيسة الكاثوليكية تعتقد أنه أول أسقف لروما، ولكن الفكر الارثوذكسي لا يشاطرها هذا الرأي إذ أن بولس كان تواقًا إلى الذهاب إلى روما، وكان من عادة بولس الأكيدة أنه لا يعمل على أساس آخر، ومن غير المتصور أن يذهب بولس إلى كنيسة يؤسسها بطرس وبولس هو رسول الأمم .
لكن من المؤكد إن بطرس صلب في روما ، وكان ذلك إبان اضطهاد نيرون القاسي الشديد، قيل أيضًا إن المسيحيين شجعوه على الابتعاد عن روما، وإنه أخذ سبيله ذات مساء إلى طريق ابيان الشهير، وظل سائرًا الليل كله، ولكنه في الصباح الباكر، عند شروق الشمس، أبصر شخصًا مهيبًا أمام عينيه، وإذ عرف أنه المسيح صاح: "إلى أين يا سيد" وجاءه الجواب: "إن لي تلميذًا كان هناك ثم هرب، وأنا ذاهب لأخذ مكانه، وأصلب مرة ثانية نيابة عنه" وصرخ بطرس: "لا ياسيد أنا عائد". وعاد ليموت مصلوبًا، وعندما أرادوا أن يصلبوه قال إنه شرف لا أستحقه أن أموت مصلوبًا مثل سيدي، ولكني أرجو أن أصلب وقدماي إلى أعلى ورأسي إلى أسفل، لأني أضأل من أن أكون كسيدي. ويقال انه نظر إلى روما وهو يقول "عما قريب تتحولين أيتها الهياكل الوثنية المتعالية إلى معابد للمسيح" وقال للجماهير المحتشدين "إن أولادكم سيكونون خدامًا للمسيح.. ها نحن نموت يا روما من أجل أن تخلصي، ويسيطر عليك روح المسيح. ولسوف يجيء قياصرة ويذهبون ولكن مملكة المسيح ستظل ثابتة صامدة على مدى الأجيال" .
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد