المقالات
23 أكتوبر 2022
التغيير مع بطرس
تقرأ اليوم الكنيسة علينا فصل من إنجيل معلمنا مار لوقا البشير الإصحاح الخامس جزء دعوة معلمنا بطرس ليكون صياداً للناس معلمنا بطرس ويعقوب ويوحنا كانوا شركاء في الصيد فكل فرد منهم كان يصطاد ولهم مركب فكان من عادة الصيادين يقوموا ليلاً ليصطادوا ولكن هذا اليوم كان يوم غريب كان يوم عجيب لم يصطادوا شيئاً فهم رجعوا من الصيد شاعرين بإحباط وبفشل فوقفوا عند الشط ليغسلوا الشباك من الزفارة وبقايا الصيد ولكن كان في داخلهم تساؤلات كثيرة وهي لماذا هذا اليوم ؟ فكانوا متضايقين فوجدوا يسوع جاء إلى الشط فازدحم المكان – حينما يكون المسيح تكون الزحمة – فاجتمع عليه الجموع ليسمعوا كلام الله فضغطوا عليه من كثرتهم وهو كان لم يراهم فدخل السفينة لكي تكون هناك مسافة بينه وبينهم فيراهم كلهم وهم يروه فطلب سفينة بطرس ولكن بطرس في داخله كان يقول * لا تطول أنا تعبان أنا متضايق لن أسمعك كثيراً أنا حاكون سرحان * وربما يكون قال له إتفضل خجلاً فالسيد المسيح أخذ السفينة كمنبر ليعظ الناس ويكلمهم من عليه أما بطرس الرسول ربما يكون سمع أو ربما لم ينتبه لكلمة من الوعظ فكان معلمنا بطرس يفكر في الفشل الذي أصابه من سهره وعدم إصطياده لشئ فجميل إن ربنا يسوع إنه يعلم والناس تسمع بانجذاب عجيب فربنا يعلم بنفسه الكلمة بنفسه يتكلم كم تكون الإستجابة ؟ كم يكون الإنصات ؟ فقديماً كان يتكلم الأنبياء أما الآن بنفسه يتكلم فأي حاجات من الطبيعة تنجذب إلى أصلها فأصل الوجود نفسه الذي هو السيد المسيح هو الذي يتكلم فهو عرف كيف يخاطب الإنسان فيكون مسحوب ومنجذب ناحية الكلام الذي يُقال قال لسمعان ﴿ ابعد إلى العمق وألقوا شباككم للصيد فأجاب سمعان وقال له يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ولكن على كلمتك أُلقي الشبكة ﴾ ( لو 5 : 4 – 5 ) فإنَّ النهار ظهر والسيد الرب يقول له أُدخل إلى العمق !! في عُرف الصيادين وعادتهم لا يكون هناك صيد في النهار أو حتى في العمق بل يكون الصيد في الليل ليل في العمق فما قاله السيد الرب هو عكس المنطق الطبيعي لخبرة الصياد فقال له بطرس ﴿ تعبنا الليل كله ﴾ أحياناً الإنسان يعتمد على الخبرة السابقة في غياب الله في غياب من النعمة تجاهد كثير ولكن ليس على سند قوي في غياب روح الإتضاع في غياب روح المحبة الحقيقية فتتعب ولم تصطاد شيئاً مثل الكتبة والفريسيين فهم يتعبوا في تدقيق الناموس ولكن متكلين على ذواتهم فالنعمة لم تمكث عندهم جهاد بدون نعمة يجعلنا نعيش بدون اصطياد ﴿ الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم ﴾ ( مت 6 : 2 ) فهم صنعوا أشياء كثيرة بحسب الشكل من أجل إرضاء الضمير فيمكن إن إنسان يتعب كثيراً من أجل بيته ولم يصطاد شيئاً فهو يضيعه وذلك بسبب الأنانية العصبية فهناك أفراد تتعب ولم تصطاد شيء فيقول أنا بتعب ولكن لم أصطاد شيء فهو لايعرف ويسأل لماذا نحن غير مترابطين ؟ لماذا نحن بعيدين عن ربنا ؟ وذلك لأنَّ الهدف ليس واضح فأحياناً الإنسان يجب أن يسأل نفسه هل هذا التعب من أجل الله ومع الله ؟ في سفر حجي يقول الرب ﴿ زرعتم كثيراً ودخلتم قليلاً تأكلون وليس إلى الشبع تشربون ولا تروون تكتسون ولا تدفأون والآخذ أُجرةً يأخذ أُجرةً لكيسٍ منقوبٍ ﴾ ( حج 1 : 6 ) فيقول ﴿ تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ﴾ فمحبة الخطية جذورها في الأعماق من الداخل فالجهاد يكون في غياب المسيح فالجهاد يتم بشكل روتيني فهناك تعب من أجل الذات وليس من أجل الله فهناك تعب باطل وهناك تعب بناء سليمان الحكيم يقول ﴿ باطل الأباطيل الكل باطل ولا منفعة تحت الشمس ﴾ ( جا 1 : 2 ؛ 2 : 11) تعبنا ولم نصطاد شيء ولكن معلمنا بطرس لم يستمر في النقاش كثيراً مع ربنا ولم يركز على النقطة السلبية ولكنه قال ﴿ على كلمتك أُلقي الشبكة ﴾ فكان هناك مركبتين ولكن لأنه ليس واثق في أنه يمكن أن يصطاد شئ فدخلت مركب واحدة من أجل الطاعة دخلت * كلمتك * هي الوصية الوصية حينما تأتي في فكرنا فنكون عاجزين عن طاعتها الوصية ضد المنطق ضد الجسد ضد الذات فهل أضيف إلى فشلي فشل جديد ؟ فأنا تعبت وقت الصيد ولم أصطاد شئ فهل سأصطاد في وقت الراحة ووقت ليس فيه صيد ؟ فربنا يوصلنا لدرجة إنه يجعلنا غير نافعين غير قادرين فيجعلنا نقول * أنا مش قادر فأنت تقود ؛ أنا غير نافع فاستخدمني أنت ؛أنا لا أستطيع فأنت تصنع بي * فالوصية تتخطى العقل الوصية تتخطى المنطق الوصية تتخطى القدرة فيجب أن أُعد ذهني البشري لا لعمل المنطق أن أقول ليس بقدرتي وأن أقول حاضر فهنا تعمل النعمة فأطاوع الإنجيل بطرس دخل مسنود على كلمته – كلمة ربنا – الجهاد المسنود على الإنجيل غير الجهاد المسنود على عقلي أنا فالوصية أطيعها ليس من أجل لذاتي بل أطيعها لأن بها روح بها سند فهي تحمل في داخلها قوة استجابتها فنقول حنحب حنبذل حنخدم ولا أشعر في كل ذلك إنه إهدار لكرامتي أو لوقتي فمعلمنا داود يقول ﴿ كلامك أحيني ﴾ ( مز 119 : 154)﴿ سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي ﴾ ( مز 119 : 105) فحياته مقادة بالروح حسب كلمة الإنجيل الآباء القديسين يقولوا ﴿ لا تعمل عملاً إلا ويكون لك شاهد من الإنجيل ﴾ هناك الكثير من الأفراد يقول * أنا لو صنعت ذلك فإني لن أبيع أو أشتري * ولكن كلمة ربنا هي التي تعينك فيمكن أنَّ كثيراً تتعب وتجمع قليلاً فلا تصطاد شئ فيُقال مثلاً * أنا بكسب كتير ولكن ليس في بيتنا سلام ليس في قلوبنا محبة * ﴿ تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ولكن على كلمتك أُلقي الشبكة ﴾ فربنا يعطيك مع القليل حب يعطيك مع القليل سلام يعطيك مع القليل نعمة يعطيك مع القليل قناعة ﴿ فعلى كلمتك ﴾ جميل أن يعيش الإنسان حسب الكلمة إفعل ذلك فتحيا فكلمة الإنجيل تجعلك تتخطى نفسك حاضر حنطرح الشباك فقال لهم بطرس ريحوا واستريحوا أنتم وسأذهب أنا لكي أرى وأجرب فدخل إلى العمق بسفينة واحدة ﴿ ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكاً كثيراً جداً فصارت شبكتهم تتخرق فأشاروا إلى شركائهم الذين في السفينة الأخرى أن يأتوا ويساعدوهم ﴾ ( لو 5 : 6 – 7 )فأحياناً الإنسان يكون واقف مشاهد على وصية ربنا فالذي يطاوع يمسك كثيراً فيقول له تعال ويدعو الآخرين ويقول تعال لن تخسر لن تندم فكلما ذوقت أنت تدعو الآخرين لكي يذوقوا ويجربوا فيلتهب قلبه على كل من حوله ويدعوه ويقول هذا خير ربنا هذه نعمة ربنا فتبدأ النعمة التي بداخلي تزيد فربنا يريد يفرحنا كلنا به فالخلاص لا ينتهي الفضيلة لا تنتهي النعمة لا تنتهي فالنعمة ليس لها حدود بل حدودها أنت وليس هي فهي تملأك على قدر سعيك على قدر خضوعك على قدر اشتياقك فهي تملأ كل كيانك حتى تقول كفانا كفانا حتى تقول تكاد السفينة أن تتخرق ﴿ فصارت شبكتهم تتخرق ﴾ فالنعمة ليس لها أي حدود ليس لها نهاية فهم رفضوا حتى أنفسهم رفضوا الثوب المدنس رفضوا السلطة الجاه المال فتركوا العالم كله فهناك نعمة إمتلأت﴿ فأتوا وملأوا السفينتين حتى أخذتا في الغرق ﴾ ( لو 5 : 7 ) فهذا هو سخاء ربنا يسوع فهناك يكون بعد فشل كبير يكون هناك نجاح ليس متوقع ما أجمل هذا الإختبار فهناك نعمة كبيرة تملأ حياتك فأعيش بكلمتك فأحياناً نقول * أنا فشلت كتير وأصبح الفشل ملازم ليَّ * ولكن ﴿ على كلمتك أُلقي الشبكة ﴾ أنا يارب ضعيف جداً وعاجز جداً ولكن أنت يارب قُل كلمة لتبرأ نفسي فربنا يريد أن يُدخلنا في هذا الإختبار إختبار كلمته إختبار محبته إختبار الخضوع له فيملأ حياتك بكل بهجة وخير ﴿ فلما رأى سمعان بطرس ذلك خر عند ركبتي يسوع قائلاً اخرج من سفينتي يارب لأني رجل خاطئ ﴾ ( لو 5 : 8 ) ما علاقة الصيد بأن يقول بطرس أنا خاطئ ؟ فهذه نصيحة غالية أنا متشكر شكراً جداً فنحن لا نسمي هذه المعجزة معجزة اصطياد السمك بل إنها مهمة أكبر فهي معجزة تغيير بطرس فالرب يسوع أتى ليأخذ ممتلكات بطرس فهو يغيرك إنت عن طريق السمك فهل ستتلهي في الصيد وتتركني أنا ؟ فليس هناك معجزة يصنعها ربنا يسوع إلا ويكون هدفها هو خلاصي فمعجزة التجلي هدفها خلاصي الأمور العقيدية هدفها خلاصي قيامة لعازر هدفها قيامة الخاطئ فإنك تتجاوز هذه المرحلة وتتقابل مع هذه القدرة التي لا نهائية فتخر وتسجد له فلم ينسب النجاح لنفسه أو لأنه طاوع بل مركز ذهنه على المسيح فتكون في سجود في حياتك فعيش مشاعره فهو كان محبط فهو كان فاشل ولكن ربنا أعطاني نعمة وملأ قلبي ونفسي سلام فالسجود هو انفعال هو حركة إنفعال قلبية حركة إنفعال لا إرادية فهي إعلان عن فرح إعلان عن شكر هذا هو السجود بالروح فلذلك حاول أن تجرب هذا الإحساس أن تخضع لعمل نعمته أن تدرك أمام من أنت واقف ؟ فعندما الإنسان يحس بعظمة الله يتضاءل هو ويصغر جداً فعندما يتفاعل هو يخر ساجداً فالإنسان عندما يشعر أنَّ الذي أمامه كبير جداً فهو يصغر جداً أمام نفسه فيسجد إلى ربنا الذي هو كله عظمة وقدرة وأنا الخاطئ فالسجود هو إنفعال من الداخل أشعياء النبي يقول ﴿ رأيت السيد جالساً على كرسيٍ عالٍ ومرتفعٍ وأذياله تملأ الهيكل فقلت ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين ﴾( أش 6 : 1 ؛ 5 ) فلم يسعه أن يفعل شئ إلا السجود السجود هو شعور بضعفي الشرير وبر الله الذي أنا واقف أمامه كذلك أيضاً يعقوب ويوحنا إبني زبدي اللذان كانا شريكي سمعان فقال يسوع لسمعان لا تخف من الآن تكون تصطاد الناس ﴿ ولما جاءوا بالسفينتين إلى البر تركوا كل شيءٍ وتبعوه ﴾ ( لو 5 : 11) فالحكاية تحولت عن السمك فهم لم يفرزوا السمك و يبيعوه فالهدف الأول كان السمك ولكن في النهاية تركوا كل شئ وباعوه فهم وجدوه هو الأجمل هو الأحلى ولكن أنت ماذا تفعل في عمرك ؟ فإن كنت محبط مضايق فقل يكفيني أن أكون معه يكفيني أن أحيا معه هو فرحي هو كفايتي هو بهجتي فهو إذا كان عمل معي كل ذلك الآن فهو يدبر كل أمور حياتي فأدركت أنه يقدر أنه يستطيع فمعلمنا بطرس يقول لنا لا تجعل شغلك يأخذ كثير فأنا جربت ذلك لذلك ضع قلبك في كلمته ضع قلبك في المسيح فهو الغني وليس شغلك فأصبح صياد للناس فيرمي مثلاً الشبكة في يوم الخمسين فيصطاد حوالي ثلاثة آلاف نفس فاختبر قدرة ربنا في حياته الشخصية وبذلك استطاع أن يجذب النفوس بلا كلل بلا تعب فكان يقول ﴿ ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب ﴾ ( مز 34 : 8 )فمعلمنا بولس يقول لتلميذه ﴿ اكرز بالكلمة اعكف على ذلك في وقتٍ مناسبٍ وغير مناسبٍ وبخ انتهر عظ بكل أناةٍ وتعليمٍ ﴾ ( 2تي 4 : 2 ) فاحضر كل إنسان إرمي الشبكة إحضر كل إنسان في المسيح يسوع فإحكي عن يسوع إحكي عن خبرتك معاه فأن تُخبر بما رأيت وبما سمعت فربنا حول هذه المعجزة من موضوع اصطياد السمك إلى اصطياد أربعة أعمدة فهو قام باصطياد بطرس ويوحنا وأندراوس ويعقوب يا لجلالك يارب فهو يختارنا بنفسه يستخدمنا لإسمه يغير حياتنا لنفوز بملكوته فهو يريد أن نسجد أن نسبح أن نخدم أن نعيش بهدف أبدي ربنا يغيرنا ويجعلنا نعيش له ومن أجل إسمه ويجعلنا نتعب من أجله وأن نعرف أنَّ بدونه نتعب ولا نصطاد شيء ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
16 أكتوبر 2022
معجزة شفاء المفلوج
إنجيل هذا الصباح المبارك يحكي معجزة ربما نكون كلنا نعرفها وهي عن المفلوج الذي حمله أربعة رجال أصدقائه ربنا يسوع في مدينة كفرناحوم إجتمع في منزل ومن المعروف عن شخصية ربنا يسوع المحبوبة الجذابة أنه حيثما وُجِد تجمع زحام حوله ربنا يسوع لو تأملنا في شخصيته نجد أنه كم كانت الجموع شغوفة لسماع تعاليمه مرة يقول الكتاب ﴿ اجتمع ربوات الشعب حتى كان بعضهم يدوس بعضاً ﴾ ( لو 12 : 1) يصعد على الجبل لكي يتكلم لم يقل الكتاب لنا في كل مرة إجتمع فيها ربنا يسوع مع الجموع كم كان عددهم ؟ وجدنا أنه في المرة التي كان فيها على الجبل كان عددهم خمسة آلاف رجل غير النساء والأطفال تخيل هذا العدد في عظة يقولها ربنا يسوع على جبل وبالطبع كانت المدينة كلها في ذلك الوقت لا تتعدى إثنين مليون نسمة تقريباً بذلك نجد هذه النسبة تعلن أن ربنا يسوع شخصية جذابة جداً وكل من يسمعه يحرص على أن يعود ليسمعه مرة أخرى ﴿ ثم دخل كفرناحوم أيضاً بعد أيام فسُمع أنه في بيت وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب ﴾ ( مر 2 : 1 – 2 ) مجرد أن عرفت الجموع أنه في بيت تجمعوا حوله في البيت لذلك كان ربنا يسوع يُعلم في أي مكان قد يكون على جبل أو مكان عام في مجمع على شاطئ البحر لأنه حيثما تواجد ربنا يسوع تواجد زحام حوله لم يسع البيت الجموع من كثرتها حتى أمام الباب ﴿ فكان يخاطبهم بالكلمة وجاءوا إليه مقدمين مفلوجاً يحمله أربعة وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع كشفوا السقف حيث كان ﴾ ( مر 2 : 2 – 4 ) هنا نتكلم عن نقطتين هما :-
1. روح الخدمة في الرجال الأربعة :-
ذهب الرجال الأربعة ليسمعوا ربنا يسوع مثل غيرهم ومثل من في البيت لكن كان لديهم روح خدمة وكانوا حريصين على أن يأخذوا معهم شخص لا يستطيع أن يذهب ويريدونه أن يتقابل مع ربنا يسوع أرادوا أن يأخذوا معهم إنسان مفلوج ومرض الفلج هو الشلل الكلي الإنسان المقعد الذي كل أعضاؤه ضامرة عضلات الجسد كله ضامرة وغير عاملة هذا هو الإنسان المشلول أخذوه وحملوه معاً على سريره ليقدموه للمسيح هذه هي روح الخدمة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المسيحي الذي لا يريد أن يذهب وحده بل يذهب ومعه أصحابه وعندما يذهب ومعه أصحابه لا يفكر في أصحابه الذين إعتادوا الذهاب بل يفكر في أصحابه الذين لا يستطيعون الذهاب هذه هي روح الخدمة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المسيحي بنعمة الله أن يكون له غيرة وله حب وأمانة نحو سائر إخوته خاصةً الذين لا يستطيعون ولا يعرفون أن يأتوا خدمة يطلق عليها الآباء إسم خدمة المفلوجين وبالطبع مفلوج بالمعنى الجسدي أن جسده لا يتحرك أما المفلوج بالمعنى الروحي فهو كل نفس لها قيود داخلها تمنعها من الحياة مع الله المفلوج بالمعنى الروحي هو شخص لم تتعود رجليه أن تقف للصلاة وليس له يدين إعتادتا أن ترتفعا للصلاة وليس له لسان تعود مباركة الله وتسبيحه وذِكر إسمه – هذا مفلوج روحياً – وعندما تسأل نفسك كم مفلوج تعرفهم تجد أنهم كثيرون نفوس كثيرة لا تعرف طريق الله وليس بها مخافة الله .. نفوس كثيرة أرجلها لا تعرف طريق الله وليس في قلبها مخافة الله نفوس كثيرة مفلوجة لا تستطيع أن تتقدم في طريق الله ولا خطوة واحدة لابد أن أشعر في قلبي أن عليَّ مسئولية نحو هذه النفوس لا يكفي أن أذهب بمفردي لا يكفي أن أهتم بخلاص نفسي وحدي كلما ذاقت النفس عذوبة وحلاوة الحياة مع الله كلما شعرت أنها لا تستطيع أن تعيش وحدها معه بل تشتاق أن تقدم له كل يوم نفوس جديدة بل تقول مع داود النبي ﴿ ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب ﴾ ( مز 34 : 8 ) لا تريد أن تترك شخص لم يعرف الله لا تترك شخص مازال مُقيد مفلوج ليس بداخله حركة الإشتياق لله معلمنا بولس الرسول كان يقول ﴿ من يضعف وأنا لا أضعف من يعثر وأنا لا ألتهب ﴾ ( 2كو 11 : 29 ) من أسمع عنه أنه مازال لا يعرف الله ويعيش في عثرة وأنا لا أعثر من أجله ؟! من الذي أشعر أنه يعيش في ضعف وأنا لا أضعف من أجله ؟!
لذلك قال ﴿ صرت لليهود كيهودي لأربح اليهود وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس صرت للكل كل شيء لأخلص على كل حالٍ قوماً ﴾( 1كو 9 : 20 – 22 ) معلمنا بولس الرسول مملوء غيرة حتى أنه قال لنا كلمة صعب جداً فهمها﴿ كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد ﴾ ( رو 9 : 3 ) نستطيع أن نقول أنَّ نفس الكلمة تنطبق على الرجال الأربعة الذين حملوا المفلوج كان يمكن لكل واحد منهم أن يقول أنا أريد أن أسمع وحدي أو أن أسمع براحتي وحدي أستطيع أن أدخل بسهولة لكن لأننا أربعة ونحمل معنا مفلوج فهذا سيحرمنا من أن نسمع لا هم قبلوا أن يُحرموا من أن يسمعوا ولكن من أجل عمل أفضل من أن يسمعوا يجب أن نهتم بخلاص غيرنا وكما قال بولس الرسول ﴿ لكي نُحضر كل إنسانٍ كاملاً في المسيح يسوع ﴾ ( كو 1 : 28 ) نحضر نحن المفروض أن نخرج خارج أنفسنا ونسأل عن إخوتنا ونهتم بأن نُحضر للمسيح نفوس جديدة ونهتم بخدمة المفلوجين ونهتم بخدمة الذين ليس لهم أحد يذكرهم إهتم بإفتقاد الإخوة إهتم بإفتقاد الناس التي أخذها العالم وابتلعها إن لم يحمل الإنسان المسيحي في قلبه روح غيرة ومحبة لإخوته يكون هناك خطأ في حياته المسيحية الذي عايش المسيح بالفعل لا يستطيع أن يهدأ حتى يأتي بنفوس كثيرة للمسيح القديس يوحنا فم الذهب يقول لو قلت أنَّ الشمس لا تضئ أصدقك لكن لو قلت أنَّ المسيحي لا يخدم لن أصدقك يريد أن يقول كون الشمس لا تنير فهذا شئ لا يصدقه عقل لكن قد أصدقك لكن أن تقول لي مسيحي لا يخدم فلن أصدقك أبداً لماذا ؟ لأنَّ نور المسيحي أقوى من نور الشمس لأنَّ نوره من نور خالقه الله قال الله ﴿ لا يمكن أن تُخفى مدينة موضوعة على جبلٍ ﴾ ( مت 5 : 14) كيف تُغطى مدينة كائنة على جبل ؟ هل تغطيها بيدك أو بسِتر ؟ لا يمكن أن تُغطى ﴿ ولا يوقدون سراجاً ويضعونه تحت المكيال ﴾( مت 5 : 15) يريد أن يقول لك أنت مثل مدينة كائنة على جبل تضئ للآخرين بحياتك وسيرتك وسلوكك الإنسان المسيحي لابد أن يعيش الخدمة وروح الخدمة هؤلاء الرجال الأربعة لم يريدوا أن يذهبوا وحدهم لم يشعروا أنهم مسئولين عن أنفسهم وحدهم فقط بل عن الاخرين أيضاً هذه هي الروح التي يجب أن نتحلى بها ونلتزم بها ربنا يسوع قال عن نفسه ﴿ كما أنَّ ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين ﴾ ( مت 20 : 28 ) رأينا ربنا يسوع بشخصه المبارك يجول يصنع خير ويشفي كل مرض تسلط عليهم يقول الكتاب أنه ﴿ ولما رأى الجموع تحنن عليهم إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كعنمٍ لا راعي لها ﴾ ( مت 9 : 36 ) الإنسان الذي تذوق حلاوة الحياة مع الله يكون حنون على إخوته وينظر لهم بنظرة حب وحنان وشفقة ويكون غيور على خلاصهم بل وساعي لخلاصهم هذه هي الروح المسيحية التي لابد أن تكون فينا إتجاه كل نفس إن كنت لا تستطيع أن تُحضر نفوس لله إن كنت عاجز عن أن تُعلم فعلى الأقل صلي من أجلهم على الأقل قدم لهم نموذج جيد قدوة لهم يجعل قلوبهم تتحرك نحو الله مسئولية نحن غير مدركين لها وسُندان عليها إن كان ليس لدينا روح خدمة الله خلق الإنسان بطاقة حب وطاقة فكر جبارة إن حصر نفسه في نفسه فهو بذلك أول الخاسرين وأول المُتعبين أكثر شئ يتعب الإنسان أن لا يهتم سوى بنفسه فقط لكن عندما يكون له روح خدمة إتجاه الآخرين تجده يقول ﴿ أحيا لا أنا بل المسيح فيَّ ﴾ ( غل 2 : 20 ) يقول القديس يوحنا ذهبي الفم تشبيه رائع عن الكنيسة فيقول أنها جسد المسيح ويأتي بتشبيه من العهد القديم وهو عندما سكر أبونا نوح في أحد المرات وتعرى فدخل عليه إبنه كنعان ورآه فتهكم على أبيه وخرج دون أن يستره لكن عندما دخل إبنيه سام وحام ورأيا عُري أبيهما أحضرا ملآه ورجعا بظهرهما وسترا أبيهما لكي لا ينظرا عُريه وعندما أيقن نوح هذا الموقف لعن كنعان وبارك سام وحام يقول القديس يوحنا ذهبي الفم أنَّ الكنيسة هي جسد المسيح وكل جزء في الكنيسة فارغ من المؤمنين هو جزء مُعرى وإن رأيت هذا الجزء المُعرى لابد أن تغطيه ليس بستر بل بمؤمنين تُحضرهم للكنيسة لأنَّ حضورهم هو الذي يستر الكنيسة إذاً عليك أمرين مهمين أولهما إنك لابد أن تأتي أنت بنفسك لئلا تكون متسبب في العُري وهذا أصعب لأنك المُتسبب وثانيهما أنه إن وجدت جزء مُعرى فكَّر في إخوتك لكي تأتي بهم لتستر الكنيسة جسد المسيح وتنال بركة لذلك لابد أن تتعامل مع الكنيسة على أنها جسد المسيح التي هي حريصة على أن تكون ممتلئة وفرحة ومتهللة بجماعة المُصليين والمُسبحين لأنَّ الله يحب جمهور المُعيدين لذلك لابد أن تشعر بروح المسئولية ليس نحو نفسك فقط بل ونحو الآخرين أيضاً اليوم نتعلم روح الخدمة من الرجال الأربعة الذين حملوا المفلوج وإن كانوا قد حُرموا من سماع كلمة الله نتعلم روح الخدمة والبذل وتقديم الآخرين عن أنفسنا الإنسان الذي يحب أن يقدم غيره عن نفسه يريد أن يتمتع الآخرين بالله مثله ولا يكون هناك شخص محروم من عِشرة الله الحلوة هؤلاء الرجال الأربعة عندما ذهبوا إلى المسيح وجدوا أنه من الصعب الوصول إليه لم يرجعوا بل فكروا كيف يتغلبوا على هذه العقبة الذي له روح الخدمة يغلب العوائق وليس الزحام هو الذي يجعله يتراجع عن روح الخدمة الإنسان الذي به روح الخدمة لا يعطلها أي عوائق مادام القلب مملوء بحب الله والنفس مملوءة بالغيرة إذاً لن توجد عوائق لهذه الخدمة .
2. هدف المعجزة :-
كل الناس تتخيل أنَّ هدف المعجزة أن يتلامس هذا المفلوج مع المسيح ويُشفى من مرضه وربما هذا الهدف هو الذي كان في هؤلاء الرجال الأربعة أيضاً ﴿ وبعدما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مُضجعاً عليه فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج يا بُني مغفورة لك خطاياك ﴾ ( مر 2 : 4 – 5 ) لم يتوقعوا من يسوع أن يقول له تلك العبارة بل توقعوا أن يقول له قم إحمل سريرك وامشِ توقعوا أن يقول له أنت برئت قم مُعافى لكن لم يتوقعوا أن يقول له مغفورة لك خطاياك بالطبع كان هناك قوم من الكتبة وقالوا ﴿ لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف ﴾ ( مر 2 : 7 ) ؟أي ما معنى إنسان يقول مغفورة لك خطاياك ما سلطانه على غفران الخطايا ؟ ﴿ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا في أنفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم أيُّما أيسر أن يُقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك أم أن يُقال قم واحمل سريرك وامشِ ﴾( مر 2 : 7 – 9 )أنتم في أذهانكم أيهما أيسر أن أُقيمه من سريره أم أن أغفر له خطاياه ؟ أراد أن يقول لهم إقامته من سريره أمر سهل جداً لكن الأصعب هو مغفرة الخطايا﴿ ولكن لكي تعلموا أنَّ لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا ﴾( مر 2 : 10) أريد أن أُعلمكم أمر مهم جداً وهو أنَّ مغفرة الخطايا أهم جداً من أنه يكون مفلوج كون أنه يكون مفلوج ويظل بمرضه أو لا يظل بمرضه فهذا أمر لا يشغل ربنا يسوع بقدر ما يشغله غفران الخطايا لذلك قال له ﴿ لك أقول قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك حتى بُهت الجميع ومجدوا الله ﴾ ( مر 2 : 11 – 12) هدف المعجزة هنا هو خلاص النفس لو نظرنا إلى كل المعجزات التي صنعها ربنا يسوع نجد أنَّ هدفه ليس أن يجمع الجموع ويصنع المعجزة لكي يفتخر بصنعها ويظهر أنه رجل عجائب لا لم يكن هذا هدفه لم يكن هدفه أن يأخذ الجموع إلى الجبل ويعلمهم لكي يمضي الوقت ويجوعوا فيطعمهم ويُقال عنه أنه أشبعهم لا ما من معجزة عملها إلاَّ وهدفها إعلان لاهوته إلاَّ وهدفها خلاص النفس وهذا أروع وأجمل من مجرد أكل وشرب وشفاء مرض أروع معجزة يصنعها فينا ربنا يسوع أن نتلامس معها هي توبتنا إختبارنا الشخصي كل يوم بغفرانه لنا غفران ربنا يسوع أجمل من شفاء مفلوج لذلك كوننا نقف عند هذا الحد نكون قد أخلينا ربنا يسوع من جوهره الإلهي عندما يأتي إنسان ليتعامل مع ربنا يسوع لمجرد أنه يشفيه أو يحل له مشكلة فهذا الأمر يجعل نظرته ضعيفة جداً وقليلة عن ربنا يسوع لكن يجب أن نتخطى ذلك بكثير لكي نتلامس معه كإله ونتذوق منه غفران خطايانا وأن نعرف كيف نمجده لأنه صنع معنا أمر عظيم في حياتنا أجمل وأعظم معجزة يصنعها فينا أن نتغير إلى تلك الصورة عينها أعظم معجزة يصنعها فينا الله أنه يعطينا نفسه على المذبح مأكل ومشرب حقيقي لكي يثبتنا فيه ويثبت هو فينا أعظم معجزة يعملها الله فينا هي التوبة ونعمة مغفرة الخطايا أحياناً الناس وخاصةً في جيلنا يتعلقون بالمعجزات كثيرون يقرأون معجزات البابا كيرلس وأبوناعبد المسيح المناهري وأبونا يسى ويتركون الكتاب المقدس كثيرون فكرهم نحو المسيح أنه يحل فقط المشاكل في حين أنَّ هدف ربنا يسوع نحونا غير ذلك هدفه توبتنا وخلاص أنفسنا لذلك ما من معجزة صنعها ربنا يسوع إلا وكشف لنا هذا الجانب الجموع التي أكلت من الخبز وشبعت وأشبعها فرحت وقالوا لقد أشبعنا لنظل سائرين معه حتى لا نجوع لكنه قال لهم أنتم مخطئون أنا لست ساحر أطعمكم وأشبعكم لا ﴿ اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية ﴾ ( يو 6 : 27 ) أعطاهم فكر إلهي فكر عن خلاص أنفسهم عندما ننظر لمعجزة صيد السمك التي عملها مع بطرس الرسول قال له ﴿ ابعد إلى العمق ﴾( لو 5 : 4 ) قال له بطرس ﴿ قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ولكن على كلمتك أُلقي الشبكة ﴾( لو 5 : 5 ) هل الذي تعب الليل كله ولم يصطاد شىء الآن يقول له ربنا يسوع أدخل للعمق ؟ ودخل بطرس للعمق واصطاد سمك كثير جداً حتى كادت السفينة أن تغرق فإستعان بسفينة يعقوب ويوحنا التي هي أيضاً كادت أن تغرق من غزارة الصيد والشباك كانت تتخرق من كثرة الصيدهل إنتهت المعجزة إلى هذا الهدف أنَّ المسيح جعلهم يصطادون سمك كثير ؟ لا ليس هذا هدف المعجزة بل هدفها أعظم بكثير وهو أنَّ بطرس سجد لربنا يسوع وقال له ﴿ اخرج من سفينتي يارب لأني رجل خاطئ ﴾ ( لو 5 : 8 ) .. إذاً المعجزة هدفها خلاص النفس وتبرير الإنسان ومن هنا تحول من سمعان إلى بطرس ومن صياد سمك إلى صياد الناس وهنا مجد المعجزة صعب أن نرغب في السير وراء المعجزة لأجل المعجزة مثل اليهود الذين قالوا له نريد أن نرى آية نريد معجزة كثيراً ما يطلب الإنسان معجزة من أجل أطماع شخصية أو أهداف أرضية أو من أجل تأمين حياة في حين أنَّ هذا ليس هدف ربنا يسوع مع النفس والعجيب أنه عندما نرى عمل المسيح المعجزة مع بطرس نجد الكتاب بعدها يقول ﴿ تركوا كل شيءٍ وتبعوه ﴾ ( لو 5 : 11) إذاً ماذا عن السمك يا معلمنا بطرس ولمن تتركه ؟ يقول الأمر الآن أصبح ليس صيد سمك كثير الأمر أكبر من ذلك بكثير الأمر في الذي أعطاني السمك هل يليق أن أتمسك بالسمك وأترك الذي أعطاني إياه ؟
هكذا اليوم مع المفلوج ربنا يسوع قال له ﴿ قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك ﴾ هل أفكر في الذي قال هذه العبارة ومن هو وما هي قدرته ؟ إذاً يجب أن أكون قد تلامست مع الله وعندما أتلامس معه أتبعه أينما يمضي ربنا يسوع لا يحب أن يظهر معنا في حياتنا في شكل أمر يعطي إندهاش للنفس أو يصنع عمل عجائبي أي مثلاً يصعد أعلى الجبل ويُلقي نفسه فتأتي الملائكة وتحمله لا هذا فكر شيطان لذلك هو لم يسمح لهذا الفكر وقال له ﴿ لا تجرب الرب إلهك ﴾ ( لو 4 : 12) في حين أنه قادر أن يصعد إلى جناح الهيكل ويُلقي نفسه ولا يُؤذى هو قادر لكن يقول لماذا وما هدف ذلك ؟ أي معجزة أصنعها لابد أن يكون هدفها توبة النفس وخلاصها وإعلان مجد لاهوتي في النفس وفي أولادي ووسط الكنيسة لذلك يجب أن لا نطلب أمور تحقق إيماننا لأن إيماننا أكبر من كل الأمور المرئية أنا لست منتظر معجزة لأعرف أنَّ إلهي هو الإله الحقيقي لا أنا إيماني أقوى بكثير من كل ما هو مرئي أنا أؤمن به داخل قلبي ونفسي وعقلي أنه قادر ومقتدر وأكبر دليل يعلن لي أنَّ إلهي قادر ومُقتدر أنه يغفر لي خطاياي وأنه يعدني بالحياة الأبدية وأنه يعطيني مجد ألوهيته في داخلي وأنه خلقني على صورته ومثاله – هذا أكبر مجد – لكن كون أنَّ هناك أمور أخرى أتعلق بها أقول لك أنت بذلك لم تفهم هدف المسيح من صنع أي معجزة إن كان المفلوج أول كلمة قالها له هي مغفورة لك خطاياك ثم بعد ذلك قال له قم إحمل سريرك وامشِ إذاً الأهم من شفاء الجسد هو شفاء مرض النفس قد يسمح الله كثيراً بأمراض للجسد لكيما تكون شفاء للنفس قد يسمح الله للإنسان أن يُحرم من بعض الأمور الأرضية من أجل اقتناء ما هو أهم وهو الأمور السماوية فنجد أنه قد يسمح لأبرار وقديسين أن يتألموا في الجسد ويُصابوا بأمراض ومع ذلك يقول أنَّ هدف الله من الإنسان هو خلاص نفسه أهم بكثير من بعض آلام في الجسد بل قد تكون آلام الجسد سبب بركة للنفس والروح لذلك هدف المعجزة في فكر المسيح وفي فكر الإنجيل هو تغيير الإنسان وتوبة الإنسان وليس مجرد فعل ظاهري الله الذي تحنن على المفلوج يتحنن علينا ويقول كلمة الخلاص لكل نفس أنَّ مغفورة لك خطاياك لنقوم ونحمل سريرنا ولا يعود سلطان المرض يغلب علينا بل نقوم ونمجد ذاك الذي أعطانا السلطان والمجد وشفانا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
02 أكتوبر 2022
مقابلة ربنا يسوع مع زكا العشار
مُعَلِّمْنَا لُوقَا البَشِير بِالذَّات بِيرَكِّز عَلَى شَخْص رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح كَصَدِيق لِلإِنْسَان مُعَلِّمْنَا مَتَّى يُبْرِز رَبِّنَا يَسُوع المَلِك مُعَلِّمْنَا مَرْقُس يُبْرِز رَبِّنَا يَسُوع الخَادِم مُعَلِّمْنَا لُوقَا يُبْرِز رَبِّنَا يَسُوع صَدِيقٌ الإِنْسَان صُورِة مُعَلِّمْنَا لُوقَا الكِنِيسَة تَضَعْ مَعَهُ صُورَة شِبْه الإِنْسَان لأِنَّ مُعَلِّمْنَا لُوقَا أبْرَز رَبِّنَا يَسُوع الإِنْسَان وَمُعَلِّمْنَا يُوحَنَّا رَكِّز عَلَى رَبِّنَا يَسُوع الإِله فَمُعَلِّمْنَا لُوقَا يِعْرِض المَوَاقِفْ اللِّي رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح إِقْتَرَب فِيهَا مِنْ الإِنْسَان هذَا مَوْقِفْ مِنْ المَوَاقِفْ اللِّي رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح بِيِعْزِم نَفْسُه وَبِيْقُول مُمْكِن أجِي البِيتْ عَنْدَك ؟ دَه يَنْبَغِي أنْ أمْكُث اليُّوم فِي بِيتَك ( لو 19 : 5 ) أنَا لاَزِم أجِي اليُّوم عَنْدَك كُلَّ مَوَاقِفْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح هِيَ فَوْقَ الزَّمَنْ وَفَوْقَ المَكَان يَعْنِي هِيَّ لَمْ تَحْدُث فِي أرِيحَا وَلاَ حَدَثِتْ مِنْ 2000 سَنَة وَلكِنْ بِتَحْدُث فِي زَمَانَنَا وَفِي مَكَانَنَا نَفْس الدَّعْوَة اللِّي قَالْهَا رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لِزَكَّا أنَا يَنْبَغِي أنْ أمْكُث اليُّوم فِي بِيتَك هِيَ دَعْوَة مُتَكَرِّرَة لِينَا كُلِّنَا يَقُول لَنَا أنَا عَايِز أجِي أتَلاَمَس مَعَك أدْخُل جُوَّه حَيَاتَك أدْخُل جُوَّه بِيتَك لأِنْ كَانِتْ الثَّمَرَة الطَّبِيعِيَّة بِلِقَاء زَكَّا بِرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح مِشْ مُجَرَّدٌ إِنُّه رَاح أكَل عَنْدُه وَلاَ قَعَد عَنْدُه هِيَّ تَغَيُّر حَيَاتُه يِقُول عَنْ زَكَّا أنَّهُ كَانَ رَئِيس العَشَّارِينْ وَكَانَ غَنِياً الثَّمَرَة الطَّبِيعِيَّة لِلِقَاء رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لِرَئِيس العَشَّارِينْ هُوَ تَغَيُّر حَيَاتُه فَوَجَدْنَاه يَقُول أنَا هَا أُعْطِي نِصْف أمْوَالِي لِلفُقَرَاء وَإِنْ كُنْت وَشَيْتُ بِأحَدٌ أرُدُّ لَهُ أرْبَعَة أضْعَاف ( لو 19 : 8 )تَغْيِير حَيَاة تَغْيِير عَمَلِي لِذلِك نُقَفْ وَقْفَة صَغِيرَة مَعَ مَوْقِفْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح وَوَقْفَة صَغِيرَة مَعَ مَوْقِفْ زَكَّا .
مَوْقِفْ رَبِّنَا يَسُوع :-
رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح فِي وَسَطْ الدُنْيَا المُزْدَحَمَة رَفَعْ عِينُه وَجَدْ زَكَّا مُتَسَلِّق عَلَى شَجَرَة مَدِينَة أرِيحَا مُسَمَّاه بِهذَا الإِسْم لأِنَّ رَائِحَتْهَا حِلْوَة لأِنَّهَا مَشْهُورَة بِزِرَاعِة الفَوَاكِه فَمِنْ عَلَى بُعْد كِبِير تِشِمْ رَائِحَة جَمِيلَةٌ رَائِحَة فَوَاكِه فَكَانْ فِيهَا جِمِّيزَة مِنْ ضِمْن أشْجَار الفَوَاكِه وَزَكَّا عَشَانْ دَارِس المَنْطِقَة طِلِعْ عَلِيهَا لِكَيْ يَرَى يَسُوع فَرَبِّنَا يَسُوع رَفَعْ عِينُه وَجَد وَاحِدٌ مُتَسَلِّق عَلَى شَجَرَة قَالَ لَهُ أسْرِع وَانْزِل تَعَالَ أصْل أنَا يَنْبَغِي أنْ أمْكُث اليُّوم فِي بِيتَك رَبِّنَا يَسُوع بِيقُول لُه * يَنْبَغِي * يَعْنِي * لاَزِم * هُوَ اللِّي بِيَدْعُوه وَبِيقُول لُه لاَزِم أجِي لَك رَبِّنَا يَسُوع هُوَ اللِّي بِيِبْحَث عَنْ الإِنْسَان هُوَ اللِّي يِفَتِّش عَنْهُ رَغْم الجَمَعْ زَحَام لكِنْ هُوَ عَارِفْ إِنْ دَه لاَزِم يَمْكُث عَنْدُه دَه لاَزِم يِتْغَيَّر دَه يَحْمِل إِشْتِيَاقَات جَمِيلَة وَلكِنْ مُسْتَعْبَد وَمَأسُور لِعَادَات رَذِيلَة يُبْقَى لاَزِم أنَا أدْخُل جُوَّه حَيَاتُه دَعْوِة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لِينَا هِيَّ نَفْس الدَّعْوَة يِقُولَّك إِنْتَ بِالرَّغْم مِنْ إِنْ الدُنْيَا زَحْمَة مِنْ حَوْلَك لِمَاذَا أنَا ؟ يِقُول رَبِّنَا لِيك أنَا أُرِيدَك إِنْتَ لِدَرَجِة إِنْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح نَظَرَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ يَا زَكَّا( لو 19 : 5 ) نَادَاه بِإِسْمُه تَخَيَّل رَبِّنَا بِيْنَادِي كُلَّ وَاحِد بِإِسْمُه وَيَقُول لَهُ أنَا اليُّوم أُرِيدْ أنْ أمْكُث فِي بِيتَك يَنْبَغِي أنْ أمْكُث فِي بِيتَك رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح قِصِّة الكِتَاب المُقَدَّس كُلُّه هِيَ هذِهِ الدَّعْوَة مِنْ بِدَايِة سُقُوط أبُونَا آدَم وَجَدْنَا إِنْ رَبِّنَا يَسُوع بِيْقُول لُه آدَم بِيْنَادِيه بِإِسْمُه بِيْقُول لُه آدَم أيْنَ أنْتَ ( تك 3 : 9 ) وَهِنَا بِيْقُول لِزَكَّا زَكَّا أسْرِع وَانْزِل يَنْبَغِي أنْ أمْكُث اليُّوم فِي بِيتَك يَنْبَغِي لاَزِم أنَا جَاي لِكَيْ أرُدٌ إِلَيْكَ مِيرَاثَك المَسْلُوب أنَا جَاي عَشَانْ أرَّجَعَك لِحِضْن أبُوك أنَا جَاي عَشَانْ غِيرَك إِنْتَ وَإِنْتَ بِالذَّات وَبِإِلْحَاح وَبَاقُولَّك لاَزِم أجِي إِلَيْكَ جَمِيلٌ إِنْ أنَا أشْعُر إِنْ رَبِّنَا بِيْنَادِينِي بِإِسْمِي وَعَارِفْ ظُرُوفِي وَبِيْقُولَّك أنَا لاَزِم أجْلِس عَنْدَك هُوَ يُرِيدَك إِنْتَ هُوَ يَقْرَع عَلَى بَابْ قَلْبَك إِنْتَ هُوَ يُقْصُدَك إِنْتَ أحْيَانَاً الإِنْسَان فِي وَسَطْ الزَّحْمَة يِفْتِكِر إِنُّه مِشْ مَعْرُوف عَنْدُه لاَ دَه مَعْرُوف بِالإِسْم مَعْرُوف بِالسِيرَة يِعْرَف كُلَّ أعْمَاقَك وَكُلَّ إِشْتِيَاقَاتَك هُوَعَارِفْ وَعَارِفْ المَاضِي وَعَارِفْ الضَّعْف وَبِيْقُولَّك أنَا أمْكُث اليُّوم فِي بِيتَك أنَا لاَزِم اليُّوم أجِي لَك وَأجْلِس مَعَك وَالعَجِيب جِدّاً إِنْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح هُوَ صَاحِبْ السُّلْطَان وَسَيِّد مَمَالِك الأرْض كُلَّهَا هُوَ اللِّي بِيِعْزِم نَفْسُه عَنْد وَاحِد كَرَامِة الشَّخْص مُمْكِنْ تِمْنَعُه أنْ يَقُول لِوَاحِد أنَا هَاجِي إِلَيْكَ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لَمَّا شَافْ إِنْ إِحْنَا تَبَاطَأنَا جِدّاً فِي دَعْوِتُه فَدَعَى نَفْسُه هُوَ لِينَا رَبِّنَا يَسُوع لَمَّا لَقَى إِنْ إِحْنَا أهْمَلْنَا كَثِير جِدّاً فِي حَقٌ تُوبِتْنَا وَفِي حَقٌ خَلاَصْنَا فَوَجَدْنَاه هُوَ بِيْقُول لِينَا أنَا اللِّي هَاجِي إِنْتَ الوَاضِح إِنْ الخَطْوَة دِي صَعْبَة عَلِيك إِنْتَ مُكَبَّل وَمَأسُور وَتَعْبَان أنَا اللِّي هَادْعِي نَفْسِي إِنْتَ مِتْأخَر كَثِير جِدّاً وَتِفْضَل سَايِبْ نَفْسَك حَتَّى تَصِل إِلَى حَالْ أرْدَأ لاَ أنَا اللِّي هَاجِي أنَا اللِّي هَافْتَقِدَك وَبِإِلْحَاح .
جَمِيلٌ جِدّاً فِي زَكَّا إِنُّه إِسْتَجَاب رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح مِشْ مِنْتِظِر إِنْ إِنْتَ اللِّي تَدْعُوه لكِنْ هُوَ اللِّي بِيَدْعُوك وَلكِنْ مِنْتِظِر مِنَّك حَاجَة لَوْ إِنْتَ مَعَمَلْتَهَاش هُوَ مِشْ هَا يِجِي إِنْ إِنْتَ تَسْتَجِيب لِنِدَائُه يَامَا نَاس رَبِّنَا يَسُوع بِيْنَادِي عَلِيهُم وَهُمَّ يِرْفُضُوا عَايِز يِقُولَّك كِدَه كِتِير مَعْقُول إِنْ أنَا اللِّي أدْعُو نَفْسِي وَإِنْتَ تُرْفُض وَأنَا أجِي ؟!! كِدَه كِتِير قَوِي لِذلِك نَاس كَثِيرِين رَبِّنَا دَعَاهُمْ وَقَالْ أنَا أجِي وَفِي نَاس إِعْتَذَرُوا عَنْ قَبُول الدَّعْوَة جَمِيلَةٌ جِدّاً الكَلِمَة اللِّي ذَكَرْهَا الكِتَاب المُقَدَّس إِنْ مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول لَمَّا تَكَلَّمْ مَعَ فِيلِكْس الوَالِي يِقُول إِرْتَعَدَ فِيلِكْس الوَالِي إِبْتَدأ قَلْبُه يِتْحَرَّك إِبْتَدأ يَسْتَجِيب لِلكَلاَم وَلكِنْ لِلأسَفْ قَالَ لِمُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول إِذْهَب الآن وَمَتَى حَصَلْت عَلَى وَقْت أدْعُوك ( أع 24 : 25 ) وَلَمْ يَحْصُل عَلَى وَقْت إِنَّهَا الأن رَبِّنَا عِنْدَمَا يُنَادِيك فِي لَحْظَة لاَ تُؤَجِلْهَا يِقُول الأنْ تِقُول لُه حَاضِر يِقُول يَنْبَغِي أنْ أمْكُث فِي بِيتَك تِقُول لُه يَارَب أنَا مُشْتَاق أنْ تَمْكُث فِي بِيتِي أنَا مِنْتِظْرَك جَمِيلٌ جِدّاً أنْ أشْعُر بِعَمَل رَبِّنَا فِي حَيَاتِي وَدَعْوِتُه لِيَّ بِالتُّوبَة وَإِلْحَاحُه عَلَيَّ لَوْ عَرَفْنَا إِنْ مِنْ أهَمْ مَقَاصِد حَيَاتْنَا إِنْ الله أبْقَانَا إِلَى الأن إِلَى هذِهِ اللَحْظَة وَنَحْنُ أحْيَاء لِكَيْ نُكَمِّل تَوْبَتْنَا الله يَتَرَجَّى تَوْبَتْنَا بِالحَيَاة وَمَا الحَيَاة إِلاَّ فُرْصَة لأِسْتِجَابِة تَرَجِّي التُّوبَة زَكَّا إِسْتَجَاب زَكَّا إِسْتَجَاب قَبَلَهُ فَرِحاً رَبِّنَا عَايِز يِلْزِمْنَا أنْ نَعِيش مَعَاه رَبِّنَا عَايِز يُغْلِقٌ عَلِينَا دَوَائِر الشَّر عَشَانْ يِحْفَظْنَا رَبِّنَا يُرِيدْ أنْ يِأمِنَّا مِنْ شُرُور وَخَطَايَا كَثِيرَة إِحْنَا اللِّي نِسْعَى إِلَيْهَا فِي سِفْر هُوشَعْ يِقُول إِنْ فِيه إِمْرَأة زَانِيَة حَبِّت تُتْرُك الرَّجُل بِتَاعْهَا فَرَبِّنَا شَبِّه المَرْأة الزَّانِيَة بِشَعْبُه بِتُتْرُك الرَّجُل بِتَاعْهَا وَبِتَدَوَر عَلَى غِيرُه عَشَانْ تِعْمِل الغَلَط مَعَاه هذَا هُوَ حَال النَّفْس البَشَرِيَّة بِتُتْرُك عَرِيسْهَا وَتَبْحَث عَنْ الشَّر وَتَقْتَرِنْ بِغَيْرُه الله لاَ يَسْكُت يُكْمِل فِي سِفْر هُوشَع مَوْقِفْ ربِّنَا فَيَقُول ﴿ لِذلِك هأَنَذَا أُسَيِّجُ طَرِيقَكِ بِالشَّوْكِ وَأَبْنِي حَائِطْهَا حَتَّى لاَ تَجِدَ مَسَالِكَهَا فَتَتْبَعُ مُحِبِّيهَا وَلاَ تُدْرِكُهُمْ وَتُفَتِّشُ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَجِدُهُمْ ﴾ ( هو 2 : 6 – 7 ) رَبِّنَا عَايِز يِسَيِّج عَلِينَا فَيَقُول حَتَّى لَوْ إِنْتَ رَغَبْت أنَا هَاسَيِّج عَلِيك هَاجْعَل طَرِيقَك بِالشُوك وَأبْنِي حَائِط حَتَّى لاَ تَجِد مَسَالِكْهَا فَتَجِد مُحِبِّيهَا وَلاَ تُدْرِكَهُمْ تُفَتِّش عَلَيْهِم وَلاَ تَجِدَهُمْ ﴿ فَتَقُولُ أذْهَبُ وَأَرْجِعُ إِلَى رَجُلِي الأَوَّلِ لأِنَّهُ حِينَئِذٍ كَانَ خَيْرٌ لِي مِنَ الآنِ ﴾ رَبِّنَا يَتَرَجَّى التُّوبَة بِتَاعِتْنَا يُرِيد أنْ يُحَاصِرْنَا يُحَاصِرَك بِكَلِمَة بِآيَة يِسَيِّج طَرِيقَك يَضَعْ جُوَّاك إِشْتِيَاقَات إِسْتَجِيب وَتَجَاوَب مَعَهُ بَنِي إِسْرَائِيل لَمَّا خَرَجُوا مِنْ أرْض مَصْر لِكَيْ يَذْهَبُوا لأِرْض كَنْعَان مَكَثُوا أرْبَعِين سَنَة تَائِهِينْ رَبِّنَا كَانْ لُه قَصْد مِنْ دَه المِشْوَار كُلُّه لَمْ يَأخُذ أكْثَر مِنْ ثَلاَثَة أسَابِيع لَوْ شَعَرُوا إِنْ الطَّرِيقٌ صَغِير أمَام أي صُعُوبَة كَانُوا يِرْجَعُوا الله أرَاد مِنْ ذلِك أنْ يَدْخُلُوا كُلُّهُمْ كَنْعَان وَلاَ يَرْجَع أحَدٌ فَيَقُول ﴿ لَمْ يَهْدِهِمْ فِي طَرِيقِ أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مَعْ أَنَّهَا قَرِيبَةٌ ﴾( خر 13 : 17) خَايِفْ عَلِيهُمْ لِئَلاَّ يَرْجَعُوا فَتَوِّهَهُمْ الله يَصِر عَلَى أنْ يِسَيِّج عَلِينَا الطَّرِيقٌ لِكَيْ لاَ نَرْتَد إِلَى الوَرَاء أبَداً هذَا هُوَ مَوْقِفْ رَبِّنَا يَسُوع أنْ أمْكُث اليُّوم فِي بِيتَك أنَا الدَّاعِي الكُلَّ لِلخَلاَص لأِجْل المَوْعِد بِالخَيْرَات المُنْتَظَرَة .
مَوْقِفْ زَكَّا :-
زَكَّا رَجُل غَنِي رَجُل رَئِيس عَشَّارِين سِمِعْ إِنْ يَسُوع رَايِح بَلَدُه فَكَانَ مُشْتَاقٌ جِدّاً أنْ يَرَى يَسُوع وَهذِهِ هِيَ بِدَايِة الطَّرِيقٌ بِدَايِة الحَيَاة مَعَ رَبِّنَا هُوَ الإِشْتِيَاق لاَزِم تِكُون نَفْسَك تَرَى يَسُوع نَفْسَك تَتَقَابَل مَعَاه نَفْسَك تَسْمَعُه مُشْتَاق جِدّاً أنْ تَتَلاَمَس مَعَهُ هذِهِ هِيَ البِدَايَة البِدَايَة هِيَ رَغْبَة مِنْ الدَّاخِل أمِينَة صَادِقَة لِكَيْ مَا أتَقَابَل مَعَ الْمَسِيح زَكَّا كَانْ مِتْضَايِق مِنْ حَيَاتُه فَلِذلِك كَانَ يُرِيدْ أنْ يَرَى يَسُوع عَشَانْ عَايِز طَرِيقٌ أفْضَل ؟ رُبَّمَا تِكُون سِمِعْت عَنُّه إِنُّه بِيِعْمِل مُعْجِزَات وَإِنُّه رَجُل فَاضِل وَإِنُّه قِدِيس رَايِح تَرَاه ؟ رُبَّمَا زَكَّا يُرِيدْ أنْ يُقَابِل يَسُوع فَوَجَدَ الطَّرِيقٌ مُزْدَحِم جِدّاً( عَوَائِقٌ ) بِالإِضَافَة إِلَى قِصَر قَامَتُه كَانَ هُنَاك عَوَائِق كَثِيرَة لكِنْ زَكَّا كَانَ عِنْدُه عَزْم فَمِشِي وَسَطْ الزَّحْمَة إِلَى أنْ وَصَل لِمَمَر الطَّرِيقٌ وَتَسَلَّقٌ الجِمِّيزَة زَكَّا كَانَ عِنْدُه ثَبَات عَزَم وَاللِّي وَضَعْ فِي قَلْبُه أنْ يَرَاه فَلاَبُدْ وَأنْ يَرَاه وَلكِنْ مَنْ الَّذِي يُرَاقِب هذِهِ الإِشْتِيَاقَات كُلَّهَا ؟ رَبِّنَا يَسُوع هُوَ اللِّي مِرَاقِبْ المَوْقِف كُلُّه هُوَ اللِّي مَعَاه أمْرِنَا هُوَ اللِّي يِعْرَف أعْمَاقْنَا الله اللِّي عَارِف خَفَايَا القَلْب رَأى إِسْتِعْدَادٌ زَكَّا زَكَّا غَلَبْ العَوَائِقٌ غَلَبْ الزَّحْمَة وَغَلَبْ قِصَر القَامَة وَصَعَد عَلَى جِمِّيزَة لِكَي يَرَى يَسُوع الآبَاء القِدِّيسِينْ يِقُولُوا إِنْ الجِمِّيزَة هِيَ مُمْكِنْ تِكُون كَلِمَة مَنْفَعَة مُمْكِنْ تِكُون كِتَاب رُوحِي مُمْكِنْ تِكُون شِرِيطْ عِظَة الإِنْسَان مُمْكِنْ يِكُون قَامْتُه الرُّوحِيَّة قَصِيرَة لاَ تُوْجَدٌ عِنْدِي إِسْتِعْدَادَات كَافِيَة تُؤهِلْنِي لِمُقَابَلَة الْمَسِيح الحَلْ هُوَ أنْ أجِدٌ شِئ يِرْفَعْنِي أبْحَث عَنْ وَسِيلَة لِكَيْ أرى بِهَا الْمَسِيح العِظَة وَسِيلَة لِكَيْ أرَى بِهَا الْمَسِيح الآبَاء القِدِّيسِينْ يُعَلِّمُونَا أنْ نُوَاظِبْ كَثِير جِدّاً عَلَى القِرَاءَة الرُّوحِيَّة ( جِمِّيزَة ) خِسَارَة الوَقْت يِضِيع وَأُمُور غِير نَافْعَة إِهْدَارٌ لِلوَقْت وَإِهْدَارٌ الوَقْت مَعْنَاه إِهْدَارٌ لِلعُمْر وَإِهْدَارٌ العُمْر مَعْنَاه خَطْوَة لِلجَحِيم لِذلِك إِصْعَدٌ عَلَى جِمِّيزَة لِكَيْ تَرَى يَسُوع مَا أجْمَل أنْ تَرَى يَسُوع بِوُضُوح مَا أجْمَل أنْ يَتَلاَقَى زَكَّا مَعَ رَبَّ زَكَّا جَمِيلٌ هذَا المَوْقِفْ لِذلِك رَبِّنَا يَسُوع نَادَاه بِإِسْمُه فَفَرِحَ زَكَّا جِدّاً فِي وَسَطْ الزِّحْمَة رَبِّنَا وَاخِدٌ بَالُه مِنْ زَكَّا هُوَ يَعْلَم الإِشْتِيَاق وَيُكَمِّل النَّقَائِص وَيَسْنِد الضَّعْف الله يُرِيدَك يَنْبَغِي أنْ أمْكُث فِي بِيتَك نَزَلْ زَكَّا بِسُرْعَة وَأخَذَ رَبِّنَا يَسُوع فِي بِيتُه مَعْقُول هذَا المَوْكِب العَظِيمْ يِنْتِهِي فِي بِيتِي أنَا ؟!! إِبْتَدأ حِلْم زَكَّا يِتْحَقَّقٌ فَابْتَدأ يُدْخُل بِيتُه فَقَبَلَهُ فَرِحاً لِذلِك الثَّلاَث خَطَوَات مُهِمِينْ جِدّاً فِي زَكَّا وَهُمَّ :-
1- الإِشْتِيَاق جَعَلَهُ يَتَحَدَّى العَوَائِقٌ .
2- القَبُول قَبَلَهُ فَرِحاً .
3- التَّغَيُّر وَالتَّحَوُّل الفِعْلِي .
زَكَّا لَمْ يَلْتَزِم بِحُدُودٌ الشَّرِيعَة وَهيَ إِنْ الشَّخْص الَّذِي يَظْلِم أحَداً يَرُدٌ أرْبَعَة أضْعَاف لكِنْ زَكَّا أعْطَى نِصْف أمْوَالُه لِلفُقَرَاء مُقَابَلَة الْمَسِيح تُفْطُمَك عَنْ كُلَّ مَا قَدْ سَبَقٌ فَآسَرَك مُقَابَلَة الْمَسِيح تَخْلَع مِنَّك أهْوَائَك القَدِيمَة إِنَّهُ زَعْزَع صُخُور الأوْجَاع المُضَادَّة وَهَدَّى أمْوَاج الشَّهوَات الثَّقِيلَة كُلَّ مَا تَحَدَّانَا فِيهِ العَدُو وَسَبَانَا فِيهِ مُجَرَّدٌ مُقَابَلَة الْمَسِيح تُزِيل هذِهِ الأوْجَاع هذَا هُوَ التَّحَوُّل الفِعْلِي المُقَابَلَة مَعَ الْمَسِيح تُغَيِّر الإِنْسَان وَجَدْنَا التَّغَيُّر حَصَل يَا لِفَرْحِة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح بِهذَا اللِقَاءإِنْ كَانْ زَكَّا فِرِح بِهذَا اللِقَاء فَرَبِّنَا يَسُوع فِرِح بِهِ أكْثَر جِدّاً بِمَا لاَ يُقَاس رَبِّنَا يَسُوع مِنْتِظِر تَغَيُّرْنَا التَّغَيُّر مُسْتَحِيل بِدُون لِقَاؤُه مُسْتَحِيل أنْ تَحْمِل شَهَوَات المَاضِي وَكُلَّ مَا عَاقَ قَلْبَك دُونَ أنْ تَلْقَاه أنْ تَلْقَاه بِاشْتِيَاقٌ وَبِقَبُول وَبِتَحَوُّل لِذلِك لاَ أسْتَطِيع أنْ أغْلِب بِدُون مَا أرَاه الفِعْل وَالتَّغَيُّر الفِعْلِي شَرْط يُلاَزِم اللِقَاء لِذلِك وَجَدْنَا الَّذِينَ رَأُوا تَذَّمَرُوا قَائِلِينْ أنَّهُ دَخَلَ إِلَى بَيْت رَجُل خَاطِئ لِيَسْتَرِيح ( لو 19 : 7 ) رَبِّنَا يَسُوع وَزَكَّا بِيْفَكَّرُوا فِي إِتِجَاه وَالجُمُوع بِيْفَكَّرُوا فِي إِتِجَاه آخَر وَجَدْنَا رَبِّنَا يَسُوع بِيْقُول اليُّوم صَارَ خَلاَصٌ لِهذَا البَيْت إِذْ هُوَ أيْضاً إِبْن لأِبْرَاهِيم ( لو 19 : 9 ) إِبْن البَشَر جَاءَ لِيُخَلِّص مَا قَدْ هَلَك ( لو 19 : 10) لِقَاء رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لاَبُدْ وَأنْ يَصْحَبُه تَغْيِيرلاَبُدْ وَأنْ يَصْحَبُه قَطْع لِلأهْوَاء وَالشَّهوَات القَدِيمَة كُلَّ مَا سَيْطَر عَلِينَا العَدُو فِيهِ وَنَجَح فِي أنْ يُكَبِلْنَا بِهِ مِنْ مَحَبِّة شَهْوَة أوْ مَحَبِّة عَالَمْ أوْ مَحَبِّة كَرَامَة أوْ مَحَبِّة لَذَّة تَجِدٌ رَبِّنَا يَحْمِلُه بِسُهُولَة وَيَرْفَعُه عَنَّك بِقُّوَتُه وَبِنِعْمِتُه زَكَّا يَتَقَابَل مَعَ رَبِّنَا يَسُوع يَتَغَيَّرمُعَلِّمْنَا مَتَّى يَتَقَابَل مَعَهُ يَتَغَيَّر مُعَلِّمْنَا بُطْرُس يَتَقَابَل مَعَاه يِتْغَيَّرهذِهِ سِمِة اللِقَاء بِرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لَوْ تَقَابَلْت مَعَ رَبِّنَا يَسُوع وَلَمْ تَتَغَيَّر يُبْقَى اللِقَاء فِيه حَاجَة غَلَطْ يُبْقَى إِنْتَ لَمْ تَنْظُرُه بِعِينْ الإِيمَان يُبْقَى عَزِيمْتَك مِشْ ثَابْتَة يُبْقَى الأهْوَاء غَلَبِتَك لِذلِك تُطْلُب مِنُّه إِنْ بِنِعْمِتُه هُوَ وَبِقُّوِتُه هُوَ يِجْعَلَك تَلْقَاه وَهُوَ القَادِرٌ أنْ يُغَيِّرَك رَبِّنَا يِفَرَّح قُلُوبْكُم وَيُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
25 سبتمبر 2022
كيف تقرأ الكتاب المقدس؟
يقول لنا إنجيل اليوم أنّ :" فريسى قام ليجربّة 0فقال له يسوع كيف تقرأ "الموضوع الذى نركّز عليه اليوم بنعمة ربنا هو كلمة " كيف تقرأ " فهو رجل حافظ الناموس0ومن جهة المعرفة هو عارف وقال ما هو الناموس0وبما أنّه حافظ فإنّه سيبدأ يسمع0فقال له رب المجد يسوع : كيف تقرأ 0فى الحقيقة ياأحبائى رب المجد يسوع لم يوجّه هذا السؤال للرجل الفريسى أو للشاب الغنى فقط0ولكن هو بيسأله لكل واحد فينا ويقول له :0 كيف تقرأ ؟!
توجد مشكلة فى داخل حياتنا إننا عارفين الوصايا ونحفظها ولكن ممكن نكون لم نعيشها0فأنت كيف تقرأ ؟! أبونا قبل قراءة الإنجيل 0الكنيسة تخصص أوشية أى طلبة أو صلاة قبل قراءة الإنجيل0وتقول له " كى نستحق أن نعمل بأناجيلك المقدسة " لكى تجعلنا نسمع ونعمل وليس فقط نسمع0يعقوب الرسول يقول " لكى نكون سامعين عاملين لا خادعين أنفسنا " الوصية ياأحبائى تحتاج أن تنتقل فى حياتنا من مرحلة المعرفة إلى مرحلة الحياة وهنا يقول رب المجد يسوع : كيف تقرأ ؟
نحب اليوم أن نتكلّم فى ثلاث نقط :
1- الوصية هى حياة :-
ياأحبائى الإنجيل ليس مكتوب لمجرد معلومات0فهو ليس كتاب تاريخ0الإنجيل ليس سجلات0فرب المجد يسوع قال : " الكلام الذى أكلّمكم به هو روح وحياة " 0ويقول لنا الكتاب " فقط عيشوا كما يحق لإنجيل يسوع المسيح " فالإنجيل ليس المطلوب منه المعرفة العقلية0ولكن الإنجيل يتكلّم عن معاملات الله الحية مع شعبه " كما كان هكذا يكون " فهو يثبت فينا مقاصد الله0ويكشف لنا عن صلاح الله فى كل قصة وهى تكشف لنا عن خلاصنا نحن الآن0فعندما نقرأ عن عبور البحر الأحمر00وعندما نقرأ عن أبونا إبراهيم عندما يقدّم إبنه تكون القصة لنا ونكتشف أنفسنا فيه00فهو كتاب حياة0ولابد أنّ كلامه يدخل فى أعماق حياتنا0فكثيراً ياأحبائى تكون الوصية عارفينها ولكن يجب ياأحبائى أنّ الوصية تدخل فى الأعماق وتدخل فى الذهن وتقدّسه0وتدخل فى داخل القلب فتقدّس الإرادة فبذلك يكون قلب وذهن وإرادة وسلوك فيكون كيان مقدّس0فتتقدّس المشاعر وتبدأ الدوافع تجعل الإنسان يتحرك بالإنجيل وليس بنفسه فداود النبى يقول " سراجاً لرجلى كلامك ونوراً لسبيلى " فما الذى ينير الطريق ؟!00هو كلامك00داود النبى بيعبّر عن حُبة للوصية وتفاعله معها وتلّذذه بها 0فيقول له " أبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة 00" فهل توجد علاقة بينك وبين الكتاب المقدّس أم لا ؟!0فهل مسنودين به أم لا ؟! وهل بنأخذ منّه وعد بالحياة الأبدية أم لا ؟! تخيّل أنّ هذا أجمل شىء فى بيتنا0فإحذر أن يكون مُهمل القديس الأنبا أنطونيوس أتوا إليه الجنود من عند الملك قسطنطين بموكب ومعهم رسالة من الملك0فخرج الجنود لإستقبال الموكب0وكانت الرسالة إلى الأنبا أنطونيوس فهو أضافهم ثم صرفهم0وكان الرهبان مشتاقين أن يعرفوا ماذا أرسل لهم الملك ، ففى اليوم الثانى توقّعوا أنّ الأنبا أنطونيوس سهر يقرأ الرسالة0وقد مرّ يومين وثلاثة فسألوه0فسكت0وقال لهم أراكم مشغولين جداً جداً برسالة الملك ياليتكم تكونوا مشغولين بالإنجيل هكذا 0أليسّ الإنجيل هو رسالة من الملك السماوى0فهو نقلنا إلى ملكوت إبنه0فالإنجيل هو بشارة مُفرحة0فماذا تريدون أكثر من ذلك0شىء يفرّحكم0
فهل قرأت الإنجيل فشعرت أنك مرفوع0فيقول الكتاب " لتسكن كلمة الإنجيل بغنى " ، أرميا يقول عنّه الكتاب أنّه أكل درج فيه سفر مكتوب فيه كلمة ربنا0وحزقيال وجده كالعسل0فأحلى طعم نُشبّه به الحاجات الأرضية فنقول ( مثل العسل )الإنسان ياأحبائى عندما يكون الإنجيل مكشوف له يكون فرحان0ومرفوع به0وخاضع له0فبولس الرسول يقول " نشكر الله لأنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التى تسلّمتموها " فأطيعها بقلبى0وأقول له يارب ساعدنى على تنفيذها0يارب إسند ضعفى0فنكون نحن البشارة المُفرحة للعالم 0فننقله للعالم بحياتنا لأنّه بداخلنا0فعندما حاولوا المضطهدين أن يقطعوا الأناجيل ويحرقوها 0الأباء قالوا لهم أنتم سوف لا تقدروا أن تحرقوها فى قلوبنا0ربنا فى العهد القديم فى سفر التثنية قال لموسى " ليكن الكلام الذى كلّمتك به على قلبك " فأين يضع الكلام ؟! فى قلبك000" تكلّم بها حين تمشى وحين تنام " حين تنام أى تقدّس عقلك وإنسانك الباطن0فتكون فى داخلك حين تنام0إجعلها على أبواب بيتك يريد أن يقول له أن تكون كلمة ربنا تكون أمام عينىّ0وأمام خطواتى وأقُصّها وتكون فى داخلك حين تنام وحين تقوم وعندما قام موسى بتسليمها ليشوع قال له " لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك أبداً " فهذه هى كلمة الحياة0هذه هى الوصية التى ربنا يريد أن يراها فى أولاده0فنحن فُقراء جداً فى العمل0ولذلك نجد أنفسنا لا يوجد عندنا القدرة على فعلها
فداود النبى يقول له " خبأّت كلامك فى قلبى لكى لا أُخطأ إليك " ، فالإنسان يجب أن يفكر كيف يعيش الوصية0فربنا يسوع يقول " أنتم أنقياء من أجل الكلام الذى كلّمتكم به " اليوم ربنا يسوع بيقول لك وبيقول لى : كيف تقرأ ؟! فالوصية حياة يقول عن أبونا بيشوى كامل أنّه من ضمن أتعابه ( الإنجيل المُعاش ) 0أى أنّه الوصية لم يكتفى بأن يعرفها 0ولكنّه عاشها0كُلنا حافظين الوصية " حب قريبك كنفسك " فهل نعملها ؟ هل نعيشها ؟ ولذلك الإنجيل بيقول لك مع الشاب الغنى : كيف تقرأ 0وهنا ندخل فى كلمة كيف تقرأ ؟
2- كيف نقرأ الإنجيل :-
الإنجيل لا يُقرأ أبداً إلاّ بالصلاة والتأمل ورفع القلب00لا يُقرأ كدراسة وكمعلومات أو لنضيف لأذهاننا تعاليم0لا فالإنجيل يُقرأ بصلاة0الإنجيل مكتوب بالروح0إذن لابد أن يُقرأ بالروح لكى أفهمه00فهذا هو مفتاح الإنجيل0ولا تحاول أن تخضع المعلومات لتحليلات ذهنية كثيرة أو أن تجعل عقلك يعمل فاصل بينك وبين الوصية0فعقولنا هى التى تخضع للوصية فلابد أن أقرأه بالروح0ولابد أن أقرأه بصلاة وبتأمل0فأنا أقرأ وأسجد وأنتظر وأقول له ماذا تريد يارب أن تقول لى0وأغمض عينّى وأرفع قلبى00ما أجمل أن أكتشف عناية الله بىّ فى الإنجيل0فالإنجيل مكتوب لكى أكتشف حقيقة حُب الله للإنسان ويكشف كم أنّ ربنا بيدبر الخلاص للإنسان فالمفسرين عندما حلّلوا الكتاب المقدس وجدوا أنّ الإنجيل بيتكلّم بالأكثر عن الإنسان من الله 0فهو يريد أن يقول أننا موضع حُب الله0وموضع تدابير الله0وأنّ هذا الكتاب هو من أجل تقديس الإنسان فلماذا كل هذه التعاليم الكثيرة ؟ كل هذا هو لنا0ولذلك يقول كل هذه الأمور كُتبت لتذكيرنا0ولمنفعتنا0 فعندما نقرأه نقرأه بروح خاشعة0بروح صلاة0بروح تأمّل فإن كان داود النبى يقول له " إكشف عن عينّى لأرى عجائب من ناموسك " ، فعندما أقرأ قصة فى الكتاب المقدس أقول له يارب ماذا تريد أن تقول لى فى هذه القصة ؟ ما أجمل أن نشعر عندما نقرأ الكتاب المقدس أنّ ربنا يكلّمنا " كلمة ربنا تُضىء العينين " 0وهى تُضىء القلب فأتقدّس وذهنى يُنير0وقلبى يملُك عليه محبة ربنا فعندما أقرأ الكتاب المقدّس أقرأه بالروح0لابد ان أتضرع لربنا لكى يكشف لى عن الوصية ولكى أعرف ما هى الوصية التى يريدنى اليوم أن أخرج بها وأأخذها0وأفرح بها فعندما يقرأ الإنسان قصة سقوط آدم0ويأخذها كقصة فيعاتب ابونا آدم ويقول له : أنت جلبت لنا العقوبة 00ولكن لابد أن أجعل نفسى شىء غير أبونا آدم وممكن ما أنا أفعله هو ما فعله أبونا آدم وهذا ما أفعله كل يوم ، فسقوط آدم هو سقوطى أنا وآدم هو أنا ففى طاعة أبونا إبراهيم لا أقول له برافو عليك0فأنت خليل الله00ولكن هل أنا عندى إستعداد أن أترك من أجل الله0هل عندى إستعداد أن أخرج من سلطان أرضى وعشيرتى لكى أُرضى الله ؟!!
وبذلك يبتدأ الإنجيل يكون له السلطان أن يوجّه حياتى كلها0والإنسان يشعر بسلطان الله0وعندما يقف الإنسان يصلى يقول له " أنت قلت " أنت فقلت " أنّ شعور رؤوسكم كلها محصاه00وأنتم أفضل من عصافير كثيرة "00ما أجمل أن نذّكر الله بمواعيده0فنقرأه بالروح ونقرأه بالصلاة0ما أجمل أنّ الإنسان قبل أن يقرأ يقول له يارب إكشف عن عينّى لأُبصر عجائب من ناموسك00إكشف لى عن كنوزك وأسرارك " أبتهج بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة "0
3- بعض تداريب عملية :-
مامن آية نقرأها إلاّ ونقول له : يارب ساعدنى أن أعيشها لابد أن نُقرّب المسافات حتى ولو بمحاولة حتى ولو برغبة0فمثلاً لنفرض أنّ الآية تقول لى " صلّى كل حين صلّى بلا إنقطاع " ، فأننى سأقول يارب كيف يكون ذلك وأنا عندى شغل0فأنا بنام بالليل0فكيف أصلّى كل حين ولا أملّ !
إغمض عينيك وإرفع قلبك وقل له يارب ساعدنى0وعندما ترفع قلبك ستجد حالاً معونة0وتجد مساندة وتجد الله يقول لك يعنى أن تكون فى حالة من رفع القلب بإستمرار فحين تتكلّم وأنت فى الشغل00ويكون بإستمرار عندك آية تردّدها0وتكون فى حالة إحساس بحضور الله0فإحفظ عدّة آيات ورددّها وقل له " اللهم إلتفت إلى معونتى يارب أسرع وأعنى00اللهم بإسمك خلّصنى وبقوتك أُحكم لى00إستمع يا الله صلاتى00محبوب هو إسمك يارب فهو طول النهار تلاوتى00يارب يسوع المسيح خلّصنى " عبارات قصيرة تجعلنى أشعر بإستمرار أنى فى حضرة الله0صدقّونى ياأحبائى يوجد ناس عاشوا حياتهم لكى يتقنوا وصية0فيوجد سائح روسى وصلت به الدرجة أن يردد إسم يسوع آلاف المرات فى اليوم أعطيكم تدريب أن تُردّدوا إسم يسوع 50 مرة فى اليوم0وعندما أردّد إسم يسوع أحبّه فإبتدأت أزوّد العدد أكثر0فأكلّمة بكمية غير محدودة فلابد أن أنظر للآية وأقول كيف أتمتّع بها0فالإنجيل لابد أن يدخل فى داخلنا ونشبع به ونتمتّع به فداود النبى يقول " بفرائضك أتلذذ " 0فتدخل فى داخلى وتعمل فى حياتى فتوجد آية أخرى تقول " طوبى لأنقياء القلب " فأقول له يارب أنا مشتاق أنّ قلبى يكون نقى00فما الذى يجعلنى غير نقى ؟! فهل شهوات ، غرور ، بُغضة لفلان ، حقد فكل هذا يجعلنى غير نقى0ولكن نقاوة القلب تجعلنى أعاين الله0فأجد الوصية لها سلطان0وهى التى تعمل بنا وليس نحن0فالوصية قادرة أن تُضىء حياتى ولكن لابد أنكّ تُبدى إستعداد0فهى بتعمل الجزء الأصعب 0وأنا طوال اليوم أفكّر كيف يكون قلبى نقى0وأقول له ساعدنى ياربى لكى يكون قلبى نقى00تعال إنت يارب وإعمل وسلّط ضوءك على قلبى لكى يكون نقى0فالموضوع هو موضوع تطبيق للوصية فتوجد آية أخرى تقول " حب قريبك كنفسك "وأبدأ أقيس محبتى للناس0وياترى عندى فعلاً إحساس بمشاعر حقيقية بحُب كامل نحو الكل00ياترى هل أنا أحب الذى يحبنى فقط أم إنى أحب الكل00وأبتدأ أقف عند هذه الآية يوم وإثنين وثلاثة00وأحوّل الآية إلى صلاة0وإلى سلوك0فيصير الإنجيل هو الذى يقودنى0ويتكلّم فى حياتى0ما أجمل أن أقيس نفسى على الآية0وأبتدأ أشتاق أن أعملها فأنت كيف تقرأ الإنجيل ؟! رب المجد يسوع اليوم مع الشاب الغنى الفريسى الذى له الشكل الحلو0وهو شكله أنّه حافظ الوصايا00شكله من الخارج حلو جداً0وبيسأل عن الحياة الأبدية0فهو عنده إشتياقات للحياة الأبدية حلوة0وعندما سأل كان حافظ الإنجيل ولكن المهم أن نعيش الإنجيل0فممكن أن نكون لا نعمل بكلام الإنجيل00فما الفائدة ؟!
صعب أن يكون إنتمائنا لربنا يسوع شكلى0ولا نعيش الإنجيل0ما أجمل ياأحبائى الإنسان الذى يجتهد فن أن يحوّل المعرفة إلى حياة000فنحن ينقُصنا الفعل ربنا يسوع يعطينا ويكشف لنا كنوز كلماته0ويعطينا خزائن الروح0ويعطينا نعمة ويسند كل ضعف فينا ولإلهنا المجد دائماً أبدياً أمين0
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
18 سبتمبر 2022
قوة الحق عند القديس يوحنا المعمدان
فِى بِداية السنة القبطيّة الكنيسة تُعيّد بِتذكار القديس العظيم يوحنا المعمدان ، لِذلك قصدت الكنيسة أنّ أول إِسبوع مِن السنة القبطيّة يُقرأ فيهِ فصل مِن إِنجيل مُعلّمنا لوقا الّذى يقول " أنّهُ ليس أحد فِى مواليد النساء أعظم مِن يوحنا المعمدان " 0
القديس يوحنا المعمدان تجمّع فِى شخصيتهُ أمور كثيرة : -
1- الحُب لله 2- التقوى وحياة البِر
3- حياة الخفاء 4- حياة الوحدة والنُسك
ومع هذا كُلّهُ إِلاّ أنّ القديس يوحنا يتميّز بأمور عديدة أُخرى ، سوف نأخُذ منها حاجة واحدة فقط لأنّ الكلام عن يوحنا المعمدان كثير وجميل ، مِن الحاجات التّى تجذِب الإِنتباه فِى شخصيّة يوحنا المعمدان هى :0
قوة الحق :-
القديس يوحنا المعمدان قد لا يطيق أن يرى الشر وكان يُوبّخ المُتهاونين بِقوّة ، وكان يُنادىِ بالتوبة للجميع ، وكان صوتهُ قوىِ ، لِذلك قيل عنهُ " صوت صارِخ فِى البرّيّة " مِن المُميّزات الشخصيّة لدى القديس يوحنا أنّهُ كان صوتهُ قوىِ ، فعندما يُوبّخ كان يُوبّخ بإِنتهار وبِجبروت فكانت الناس تهابه وظهرت قوّة الحق عِند القديس يوحنا المعمدان فِى الموقف الّذى تسبّب فِى إِستشهادهُ ، إِنّهُ سمع أنّ الملك هيرودس تزوّج مِن إِمرأة أخيهِ وهذهِ مِن الأمور المحظورة ولمْ يستطع أحد أبداً أن يفتح فمهُ أمام هيرودس ، لكِن القديس يوحنا وجدناهُ يصرُخ فِى هيرودس بِنفَس القوّة التّى تعوّدناها منهُ أنّهُ لا يحِلّ لك أن تتخِذّ هيروديّا إِمرأة أخيك زوجة لك 0
مِن أين تأتىِ قوّة الحق :-
قوّة الحق لا تأتىِ إِلاّ مِن قناعة داخِليّة نابعة مِن داخِل الإِنسان لا تأتىِ إِلاّ لمّا يكون الإِنسان عايشها يجب أن يكون الإِنسان مُرتبِط بِها يجب أن يكون الإِنسان شاهِد لها أولاً فِى داخِل نفسه 0 لِذلك لا تجِد إِنسان بيحِب الحق إِلاّ وأن يكون هو عايش الحق لِذلك نجِد مِن ضِمن ألقاب السيّد المسيح أنّهُ قال عن نفسهِ " أنا هو الطريق والحق00" ، وأيضاً السيّد المسيح قال " أنّهُ مِن علامات مجيئه هى أن تعرِفون الحق والحق يُحرّركُم " ، بِمعنى إِذا أنتُم عِشتُم مع المسيح هتعرفوا الحق وساعِتها الحق هيحرّركُم معرِفة الحق وحياة الحق هو جُزء مِن تكوين الإِنسان الروحىِ ، الإِنسان الّذى يعيش مع ربنا يكون قوىِ وحُجّتهُ قويّة ويكون ثابت كالصخرة والتهديدات لا تنفع معهُ قوّة الحق داخِل الإِنسان تجعل الحق يشهِد لنفسه وتجعلهُ إِنسان قوىِ جبّار مِن داخلهُ ولا يستطيع أحد أن يُثنيه عن حُبّه للحق أو عن حياة الحق الّتى يعيشها حياة الحق وسلوك الحق تجعِل مِن الإِنسان فِى إِحترام وتقدير مِن الجميع ، قيل عن هيرودس بالنسبة لموقفهِ مِن يوحنا المعمدان أنّهُ كان يهابه لو تنظُر للقديس يوحنا المعمدان تجِدهُ منظر مُحتقر ، إِنسان عايش فِى البرّيّة لابِس وبر الإِبِل لكِن عِنده مهابة ، المهابة هذهِ مِن داخلهُ لأنّهُ عايش الحق ومُقتنع بهِ ، ومِن قوّة الحق المُعلنه بِداخلهُ أحد القديسين يقول عنهُ " أنّهُ فضلّ أن يكون بِلا رأس عن أن يكون بِلا ضمير " ، وأيضاً التقليد يقول " أنّ بعدما قُطِعت رأس يوحنا صرخت وقالت أنّهُ لا يحِلّ لك أن تأخُذ هيروديّا إِمرأة أخيك زوجة لك "هذهِ شِهادة حق قويّة كان مُمكِن القديس يوحنا يتنازل عن رأيهُ فِى هذا الموقف مِن أجل حياتهُ ، لكِن لا00فضّل الموت عن أن يكون بِلا ضمير الإِنسان المُتمسّك بالحق تجِد عِندهُ مبادىء قويّة أساسيّة لا يستطيع أن يتنازل عنها ،لا يتقلّب ولا يتغيّر ولا يتراجع ولا يخاف أبداً ، عِندما يكون الإِنسان عايش مِن داخلهُ الصِعاب فلا يخاف مِن الصعب لأنّهُ عايش هذهِ الحياة ولا يخاف لكِن الخوف مِن إِنسان يُحِب أن يُدلّل نفسه ، الخوف على الإِنسان الّذى يعيش حياة الإِستهتار مِن الداخِل ، هذا عِندما يُمتحن فِى الخارِج يسقُط ، لأنّ الّذى لا يعرِف أن يشهِد للحق أمام نفسه لا يعرِف أن يشهِد للحق مِن خارِج نفسه 0
الّذى لا يستطيع أن يغلِب نفسه مِن الداخِل لا يعرِف أن يغلِب نفسه مِن الخارِج ، الّذى لا يعرِف أن يقف أمام نفسه لا يستطيع أن يقف أمام الناس صوت يوحنا المعمدان صوت يُصّحىِ الضمائر ، صوت يُصّحىِ الكسالى ، صوت يُصّحىِ الناس التّى لا تُحِب الحق وتُحِب الباطِل والظُلمة ، صوت يُبكّت الخُطاه ، صوت يوقظ الضمائرلِذلك نحنُ فِى إِحتياج لصوت الحق هذا ، نحنُ فِى إِحتياج لنشهِد للحق بِلا خوف ، مُحتاجين أن يكون عِندنا قوّة القناعة التّى تجعِل الإِنسان لا يُكمِلّ شهواته داخِل نفسه ولكِن يكون مُطاوِع للحق داخِلهُ محتاج الإِنسان أن يقول لِنفسه الأول لا يحِلّ لك ، وقتها يعرِف يتكلّم مع الخارِج ويقول لا يحِلّ لك ،الإِنسان أكثر حاجة تغلِبه هى نفسه ، لِذلك يقول أحد القديسين" تعّود ألاّ يكون لك عدواً إِلاّ ذاتك " ، عايز يقول لا يكون عدو لك إِلاّ ذاتك وتُريد أن تكره إِكره خطيّتك المسيح وصّانا وقال لازِم تُبغِض نِفَسك ، النِفَس التّى تُدلّلِ نفسِها والتّى لا تكره خطيّتها تجِدها عايشة فِى صُلح مع الخطايا بِتاعِتها ، خُذ مِن النِفَس ديّه توانىِ و كسِل وتتغيّر مع كُلّ جيل ومع كُلّ لون وكُلّ مُجتمِع ، تجِدها تعيش هُنا بِشكل وهُناك بِشكل قوّة الحق لمْ تُعلن فِى داخِلها ، لا يعرِف أن يقول لِنفسه لا يحِلّ لك ، الإِنسان مُحتاج أن ينجح أولاً مع نفسه ، لِذلك يقول الإِنسان الّذى يُجاهِد فِى مخدعهُ لا يتعب فِى الخارِج ، الإِنسان الّذى يخاف على نفسه ومركزه وكرامته تجِدهُ يتغِلِب بِسهولة ، إِجعِل كنزك فِى الداخِلأيضاً تجِد أنّ السيّد المسيح عِندما لقّب الكنيسة لقّبها " بِعمود الحق وقاعِدتهُ " ، شاهِدة الحق هى الكنيسة ، سفكت دم أولادها مِن أن أجل أن تشهِد للحق ، حق المسيح القديس يوحنا ذهبىّ الفم حكوا لهُ عن أنّ الإِمبراطورة ظلمِت إِمرأة ، نجِدهُ لمْ يسكُت وبّخها وأنذرها وكان شديداً معها ، نجِد الإِمبراطورة أنّها سمعِت مِن يوحنا كلام لمْ تتعّود أن تسمعهُ أبداً ، وقالت مَنْ هذا الّذى يفعِل هكذا معىِ ، قالوا لها هذا البطرك ، فقالت مَنْ هو هذا البطرك ! أنا سوف أؤّذيه ، وأتت بِقرار نفيه 0شِهادة الحق التّى بِداخلهُ عِندهُ إِستعداد أن يتحمِل نفقتها حتى وإِن كانت مؤلِمة وإِن كانت صعبة ، لِدرجة أنّهُ يقول " أنّ كلِمة الحق لمْ تُبقىِ لى أصدقاء " القديس أثناسيوس الرسولىِ نجِدهُ يُدافِع عن الإِيمان بِقوّة رغم أنّ أعداؤه كُتار " آريوس كان مكّار وكان عِندهُ موهِبة فِى الخطابة وكان بيعمل أشعار للناس ويستميلهُم ويُثبّت الإِيمان بِتاعه هو " 00ولمّا يجى أثناسيوس يتكلّم الناس تقول أنّ آريوس صح وأنت خطأ كان مُمكِن أن يقول أنّ آريوس صح ويمشىِ الموضوع ، لكِن قوّة الحق عِندهُ أكبر بكثير مِن أعداؤه ، قوّة الشِهادة بالحق للسيّد المسيح جعلتهُ يُعادىِ كُلّ الناس مِن أجل شِهادتهُ للحق ومِن أجل شِهادة أثناسيوس للحق قال عنهُ القديسين" لولا شِهادة أثناسيوس لصار العالم كُلّهُ آريوسياً " ، " الناس قالت العالم ضِدّك يا أثناسيوس قال وأنا ضِدّ العالم " ، الإِنسان الّذى بِداخلهُ شِهادة ضمير صالِحة الّذى بِداخلهُ قوّة حق تجِدهُ عِندهُ إِستعداد أن يكون ضِدّ العالم لِذلك فِى المزمور الخمسين الّذى نُصلّيه كُلّ يوم نقوله " لأنّك هكذا أحببت الحق " ، القديس عِندما يعيش مع ربنا ويقرّب مِن ربنا نجِدهُ يكتسِب جُرءه وشجاعة ، النِفَس التّى يكون فيها قوّة عمل الله مِن الداخِل لا تعرِف الخوف 0
أمثِلة لِقديسين شهدوا للحق :0
مارِجرجس الّذى وقف أمام المنشور وكان السبب فِى إِستشهاده ، لِشهادتهُ بالحق0القديسة دميانة التّى لعنت الرِسالة وكاتبها وقارئها ، التّى كانت تستميلها إِلى التبخير لأبولّون القديس إِيليّا النبىِ الّذى وقف أمام آخاب الملك وقال لهُ " حىّ هو الرّبّ أن لا يكون طلّ ولا مطر إِلاّ عِند قولىِ " ، شِهادة للحق ولا يهمّهُ ماذا سوف يفعِل بهِ الملِك طول ما يوجِد يوحنا وإِيليّا طول ما يوجِد هيرودس وآخاب ، هيرودس وآخاب مُقاوِمين للحق وإِيليّا ويوحنا شُهداء للحق ، نحنُ فِى عالم ومُجتمع يكثُر فيهِ هيرودس وآخاب ويندُر فيهِ إِيليّا ويوحنا الكنيسة تُريد أن تقول ينبغىِ أن يكون فيكُم إِمتداد للآباء والأنبياء ، ينبغىِ أن يكون فيكُم قوّة حق مُعلنة للكُلّ ، ينبغىِ أن تشهدوا أمام الجميع بالتوبة والخلاص وبِعمل الله عِندما يتكلّم عن ربنا يسوع المسيح فِى العهد القديم يقول " هوّذا فتايا الّذى أحببتهُ ، حبيبىِ الّذى سُرّت بهِ نفسىِ ، أضع روحىِ عليه لِيُخبِر الأُمم بالحق " 00قال عليهِ أنّهُ يُخرِج الحق إِلى النُصرة وأنّهُ يُخبِر الأُمم بالحق لِذلك عِندما صلّى ربنا يسوع المسيح فِى الصلاة الوداعيّة قال " قدّسهُم فِى حقّك " ، إِجعلهُم أن يكونوا مُقدّسين للحق كيف للإِنسان أن يعيش فِى المُجتمع بِدون ما يؤثّر عليه ؟ أن تكون قوّة الحق بِداخلهُ قويّة ، أنا لىِ منهج مُعيّن ، لىِ حياة ، لىِ رجاء ، أنا مُتمسّك بوصايا ، أنا الإِنجيل يحكُمنىِ ، جميل العِبارة التّى قيلت عن دانيال النبىِ " وضعت فِى قلبىِ ألاّ أتنجّس بأطايب المِلك ولا بِخمر مشروبه " قوّة الحق التّى بِداخِل الإِنسان تجعلهُ غالِب لِنفسه مُتخطّىِ ضعفاته ، هو ده عمل نعمة ربنا التّى تعمل فيهِ كيف للإِنسان وسط شر كثير أن يكون شمعة تنّور وتُضىء للحق ، بولس الرسول وقف أمام فيلِكس الوالىِ ومكث يتكلّم معهُ عن البِر والدينونة والتعفُفّ وجعل فيلِكس الوالىِ يرتعِد ، شِهادة للحق فِى أى وقت النِفَس التّى حبّتِ أطماع العالمْ الكثيرة الإِيمان هُنا يضعُف 00النِفَس عِندما تكون مربوطة بالأرض الإِيمان يضعُف مُعلّمِنا بولس الرسول قال " حاشا لىِ أن أفتخِر إِلاّ بِصليب ربنا يسوع المسيح " ، إِوعى تِخجِل مِن إِسمك ، أو صليبك ، بل بالعكس أنا لا أستحِق أن أحمِل صليبك ، دا إِنت أعطيتنىِ مجد وكرامة لا أستحِقها ربنا يُعطينا أن يكون الحق فِى قلوبنا وضمائرنا وعقولنا ، أن نكون مُحبين للحق ، أن نكون أدوات للحق ، نُعلِن الحق فِى كُلّ مكان ربنا يُكمِلّ نقائصنا ويسنِد كُلّ ضعف فينا بِنعمتهُ لإِلهنا المجد دائماً أبدياً آمين0
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
11 سبتمبر 2022
الاستشهاد المعاصر
تحتفل الكنيسة احبائى بعيد آبائنا الشهداء لفترة تطول إلى تذكار عيد ظهور الصليب المقدس فترة من ١ توت ل١٧ توت وكأن الكنيسه تريد أن تربط ثلاث اشياء ببعض الاستشهاد بالفرح بالصليب.عشان كدة الكنيسة تصلى .عيد الشهداء من بدايه ١توت ل١٧ توت على طول تصلي طقس فرايحى.استشهاد وفرح وصليب الكنيسه عاوزه تثبت فيها احساس ومشاعر ان الشهاده متعلقه بالصليب وان الشهاده متعلقه بالصليب والفرح لذلك احبائي الانسان المسيحي معروض عليه انه يدخل جوه هذه الدائره البهجة ..دائرة الاستشهاد والفرح وحمل الصليب. يتساءل كل واحد فينا طب انا عايش في عصر بعيد عن عصر الاستشهاد ازاي اشعر بالاستشهاد؟ هل الاستشهاد ماضى ؟ ما هو الاستشهاد بالنسبه لي حاليا احب اتكلم معكم عن روح الاستشهاد المعاصر ازاي الانسان المسيحي يعيش كشهيد في وقتناالحاضر في ثلاث مجالات ان انت محتاج ان انت تقدم حياتك؟ في ثلاث مجالات انت محتاج انك تقدم حياتك فيهم كشهيد هما موضوع صراع ثلاث مجالات المفروض ان انت تعتبر نفسك قصادهم شهيد:-
١- جسد:-
الجسد المفروض ان انت جسدك تكون شهيد قصادة ان تسلك بالروح ولا تكمل شهوه الجسد كانك بتضع سكين روحي على الجسد. كانك تقتل شهوه الجسد الجسد في حد ذاته ليس خطية هو عمل الله الجسد كريم ومقدس الجسد هو إيناء الروح ..الجسد عمل اللة لكن عدو الخير استخدم الجسد كسلاح ضد الانسان استخدم غريزه الجسد وجعل الجسد يكون اداء الشر عشان كده الكتاب المقدس يقول لك ان الجسد يشتهى ضد الروح والروح يشتهي ضد الجسد وكلاهما يقاوم الاخر.. عشان كده الكتاب المقدس يكلمنا عن ان نسلك بالروح ولا نكمل شهوه الجسد..يكلمنا عن ان الذين هم للمسيح يسوع قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات الانسان المسيحي عليه ان هو يعيش الاستشهاد اي يحيى بجسد مصلوب جسد وضع عليه سكين النعمه بلاش شفقة.. الكنيسه لما انتهت منها عصر الاستشهاد في عصر القرن الثالث ابتدت ناس كثير عندها اشتياء للاستشهاد بس ما فيش فرصه ما فيش اباطرة مضطهدين المسيحين...خلاص قسطنطين الملك جاء وجعل المسيحيه ديانا رسميه ورفع الاضهاد عن الكنيسه وابتدا يهتم بزينه الكنائس وبناء الكنائس.. طب وبعدين احنا كنا عايزين نستشهد نعمل ايه؟ فوجد نظام كامتداد للاستشهاد..وهو طريق الراهبنة فطريق الرهبنة هو امتداد للاستشهاد لذلك يطلق عليه الاباء انهم الشهداء البيض ...بمعنى انهم شهداء بدون سفك دم شهيد امام جسدة يضبط جسدة يضبط غرائزه يتساما بحواسة ومشاعرة بيقدم جسد لربنا جسد مذبوح كل يوم فإن كان الشهيد يقتل يوميا أو يذبح يوميا أو يضرب أياما فالراهب وضع على نفسية ان يكون ضد جسدة طول ايام حياتة..... من هنا صار هناك مجال للاستشهاد هو أن اضبط جسدى .ان احيا بجسد كل يوم قصاد ضميرى انا بقدمة كشهيد للة .. عشان كده لو انت جواك اشتياق استشهاد اقولك الاستشهاد موجود دور عليه تلاقية ... انت لما تبقى تعبان وتقف تصلى ما دة نوع من انواع الاستشهاد..عندما تكون ميال للراحة و عاوز تنام وعاوز تصحى بدري عشان تحضر قداس ولة تحضر تسبحة ما ده نوع من انواع الاستشهاد ..لما تعيش الطهاره في وسط عالم مليان بالفساد ما ده برضه نوع من انواع الاستشهاد عشان كده الاستشهاد معروض علينا استشهاد بانك تصلب الجسد بتاعك بدل ما الجسد يبقى مؤذي بالنسبه لك بدل ما الجسد يكون وسيله هلاك.. هو هو الجسد يبقى وسيلة نجاه فالجسد اللي كان بيشتهى وياكل ويشرب ويجوع هو هو نفس الجسد اللي هيصوم هو هو نفس الجسد اللي هيعيش العفه عشان كده يقول لك لما جسدك تجعلة يتعب في الاعمال الروحية.. بيقول لك ان عرق الصلاة اللة يشتمها كأذكى من رائحة البخور ..الذكية..لانة خارج من الجسد. خارج من افرازات الجسد ... لكن هو جسد تقدس ... قدم كيان مقدس للة..... لدرجه ان الاباء القديسين كانوا ينصحوا تلاميذهم ويقولوا لهم ((أن لم يتقدس فراشك بعرق الصلاه فلا تنام )) ماتنمش الا لما يكون سريرك مقدس بعرق الصلاة.. يعني افضل صلي صلي جاهد جاهد .. لحد ماجسدك كلة يشر عرق ... لما تيجي تنام العرق ينزل على السرير بتاعك هو ده بيقدس فراشك ان لم يتقدس فراشك بعرق الصلاه فلا تنام.. دول بيقدمه أجساد شهيدة كل يوم ده شهيد للمسيح يسوع ان كان دقلديانوس قد انتهى ولا يوجد هناك سياف ولايوجد من يبطش بية فأقام هولنفسة سيافا ..فجعل ان يقدم جسدة كاناء لمجد ربنا يسوع المسيح ..بدل الجسد اللي كان مؤذي ومتعب وعمال يقدم سقطات وشهوات صار هو هو الجسد اللي بيقدم كرامه لربنا فاكرين قصه شمشون لما طلع عليه اسد فشمشون ضرب الأسد وشق فكية وموتة.. جاء بعد كده وهو راجع فوجد الجسد ده اتعمل كخليه نحل..فتعحب وقال الاسد اللي احنا موتنا ده اتحول لخليه نحل فاخذ من الجوف بتاعه عسل وقال العباره المشهوره بتاعتة((يخرج من الاكل اكلا ومن الجافي حلاوه)) قديسين اخذوا العباره دي على الجسد الجسد عامل زي الاسد عايز يطلع يكلك يفترسك .عاوز يبلع منك الحياه الابديه.. انت اغلبة و بدل ما يقدملك موت هيقدملك حياه ...نفس الجسد اللى كان هيقدم لك شهوه راضيه هو هو نفس الجسد اللى تاكل منه عسل جميل.. وتاكل منة وسائط نعمة.. هو هو الجسد اللي هيسجد... هو الجسد اللي هيصوم هو الجسد اللى هيتسامى بالغريزه بتاعته ويصعدها الى الله وهتترجم لطاقة حب للجميع هو ده الجسد.. هو ده الجسد اللي كان متعب ((يخرج من الاكل اكلا ومن الجافي حلاوه))
٢- العالم :-
مفروض ان انا النهارده اكون شهيد قصادالعالم كناس وشهيد قصاد العالم كمغريات.. المفروض ان انا اكون شهيد قصاد العالم كمجتمع اعيش كانسان مذبوح يقول لك على الانسان المسيحي عباره جميله جدا الانسان المسيحي كسيده قائم كانه مذبوح يقول لك ابائنا القديسين تفسير عن الجمله دي كانه مذبوح معناها انه لا يعيش عيشه الاحياء ولا يستريح راحه الاموات ...كان مذبوح هو دة الانسان المسيحي قصاد العالم ...الانسان المسيحي قصاد العالم لا هو عايش ولا هو ميت.لكنة عايش حياه مختلفه عن العالم العالم بالنسبه للانسان المسيحي مجال استشهاد ان يصلب العالم لى و انا للعالم. انا مصلوبلة وهو مصلوبلى..يعني هو مالوش سلطان عليا...وانا مش منجذب آلية انا مصلوبلة رغم انة قصادي.. فانا مصلوبلة وهو مصلوبلى... الذي صلب العالم لي وانا للعالم... احنا الاثنين مصلوبين لبعض..احنا فى عالم النهاردة احبائى المباهج بتاعتة بتتحدي الانسان بقوه وكل يوم في جديد و الانسان لو مغلوب من نفسه هيتغلب للعالم ..عشان كدة من مجالات الاستشهاد العمليه خلي العالم يبقى مصلوب ليك ..اجعل العالم بكل مباهجه و كل مخترعاته وكل تقدمه يبقى عالم مصلوب ليك ما تبقاش انت مذلول لية... ماتبقاش انت خاضع لة.. ما يبقاش هو بيشكلك ..ما يبقاش هو بيستخدمك معلمنا بولس الرسول يقول لك(( الذين يستعملون هذا العالم كانهم لا يستعملونة الذين يشترون كانهم لا يملكون)) دة إنسان شهيد قصاد العالم..العالم بالنسبه له مش حاجه هو بيتعيد لها.. لا دي حاجه مصلوبة لةعدو الخير تجاصر واخد ربنا يسوع المسيح فوق جناح الهيكل وقالة شايف العالم شايف مباهجة شايف اضواءة... انا هعطيك كل ده ان سجد ليا... نفس الاسلوب ده بيستخدمة عدو الخير معنا لحد النهارده..انة يحاول يغلبنا بمباهج العالم المتعدده يحاول يعرض علينا مباهج العالم فى صورة مزينه من المجالات اللي احنا لازم نستفيد بها كوسيلة نقدم انفسنا للة كشهداء فى عصرنا الحالى...ان يكون العالم مصلوب لنا ..عشان كده حرب العالم دي كانوا بيحاربوا بيها الشهداء جدا... يقول له هاعطيك. هجوزك طب هجعلك تبقى قائد جيش.. تخيل لما يكون فى جندى صغير ولا ضابط صغير في الجيش ويقول لة ..هجعلك تكون قائد جيش ... قائد جيش بالنسبه لواحد جندى ده حلم ..حاجة فظيعةو رهيبه ..اخليك تبقى قائد جيش يقول له اجوزك بنت الملك كل ده و الشهيد يرفض لان اغراءات العالم ماتت من جواهم يقولك عن دقلديانوس.. عندما رأى ان مواكب بالالاف من المسيحيين يقبلون على الاستشهاد قال عباره شهيرة يستحيل ان يكون هؤلاء مغلوبين لشهوه...حاجة تلخبط اصل هو راجل مستعبد للعالم مستعبد للجسد فمستغرب ازاي واحد بالسهوله دي بيتنازل عن حياته عن العالم.. اقولك اصل هو مش مغلوب لشهوه.. مش مغلوب للعالم .. مش حاسس ان حياته في هذه الحياه لا ..ده له مدينه باقيه ...عشان كدة احبائى صلب العالم ...العالم كمجال للاستشهاد امر هام جدا ان احنا نؤمن به ونعرفة .. عشان كده احبائى لو انت النهاردة تعيش استشهاد معاصر اصلب العالم بايديك... مش كل حاجه جديده تجري وراها.. مش كل حاجه يبقى نفسك فيها وتنزللها.... اغلب من جواك تعرف تغلط من براك. قاعده الانسان اللي يعرف يغلب من جوه يعرف يغلب من بره اللي يتغلب من جوه هيتغلب من بره.. العالم مجال للاستشهاد العالم كأشياء .العالم كبشر... انت محتاج ان انت تشهد للمسيح وسط العالم.. ممكن العالم يطهدك كمسيحي..اقولك دى فرصة للاستشهاد.. فرصه للاستشهاد اذا كانوا هما عزبوا من اجل اسمة... انت ممكن تهان من اجل اسمه او ممكن تظلم من اجل اسمه عشان كده اقدر اقول لك ان من ضمن المجالات ان ممكن انت تكون بيها شهيد العالم كبشر كضيق كاضهاد كاغراءات او كعبودية لاشياء وملكيات. كل دة مجال للاستشهاد.. يقف واحد من الشهداء قصاد واحد مالك يقولة لو ماانكرتش الإيمان انا هعزبك وهتتالم انا بأمرك تترك المسيح اللي انت متمسك بية دة....يقولة دة انا نفسي اتالم من اجل اسمه يا ريتك ما تحرمنيش من البركه دي ده شرف عظيم ان اوهان من اجل اسمه اخشى ان اقول لك ان الحياة التى احياها انا اصعب من السجن الذى تدبرة لى انت.. انا راجل ساكن في نوءرة في جبل هتبقى بالنسبه للسجن بتاعك اصعب السجن بتاعك يمكن يبقى مرفة عن الحياه اللي انا عايشها انا ساجن نفسي بأرادتى انا عايش عيشه صعبه بارادتى ومانع نفسى من كل ممتلكاتى بأرادتى.. انا ليس لى شئ الان ...يقولة هموتك..يقولة دة انا حياتي كلها في اشتياق لهذه اللحظه فليتك تتعجل...فليتك لا تتردد فى امرى .. انا مشتاق للحظه دي مش مغلوب لحاجه ..لا الملكيه ولا خائف من الالم ولا خائف من الموت مش مغلوب لشيء..
٣- الشيطان:-
محتاج ان انا اقدم نفسي شهيد قدام حيل الشيطان مهما يحاول يقدم لي من اغراءات اكون شهيد قصادة..ومهما يحاول يقدم لى من خداعات انا اكون شهيد قصادة.. الشيطان بيقدم لنا فرصه نشتهد..ياما الشيطان يدبر للانسان فخاخ عشان يقع بيها عليك ان انت تجاهد عشان تنجو من الفخاخ الشيطانيه دي وده لون من اللوان الاستشهاد..حيل العدو الكثيره حيل العدو المختلفه محتاج انك تقف قصادها بنفسيه شهيد يعني نفسيه انسان قد وضع كل ثقتة فى الحياه الابديه وتخلى عن كل امجاد الحياه الدهرية ... من هنا احبائي ده مجال احنا محتاجين اننا نعيش بية كشهداء. شهداء امام ضمائرنا شهيد قصاد العدو يقول لك ان العدو أصبح محتار في القديس ابو مقار بيقول له انا مش عارف اعمل فيك ايه انت غلبتني انت ما خلتش حرب من الحروب اللى فى جعبتى الا وانا حاربتك بيها وفي الاخر انت اللى انتصرت... فانت لما انتصرت عليا فى كل الحروب دي انت كللت... فانا حروبي بتعطيك مجال للاكليل انا لازم ابعد عنك... حروب عدو الخير هي بالنسبه لنا مش اداء لسقوط ولكنها اداه لمجد..هى اداة لاكاليل..هى أداة للاستشهاد.. جميل الانسان اللي تتحول الحروب بالنسبه له لاكليل مش للسقوط...عشان كدة احبائى من ضمن الميادين اللي احنا معروض علينا ان احنا نقدم فيها اجسادنا ونفوسنا كشهداء لله حرب عدو الخير.... عدو الخير كان ياتى للمساجين اللي كانوا على زمة التحقيق عشان يستشهدوا...كان ياتى وسط الالاف دون يقول له هتسيب عيالك؟ وبعدين هيعملوا ايه من غيرك اذا كان ومش عارفين يعيشوا وانت موجود امال لما تموت هيحصل لهم ايه ؟يقول لك على القديسة بربتوا .. كانت انجبت طفلة لها بضعت اشهر عدو الخير يجيب فكره للناس اللي بيعذبوها يقول خلوا الطفله بتاعتها تجيء وتقف بره السجن عشان تسمع صراخ الطفلة الجعانه فقلبها يلين فتترك المسيح و يسمعوها صراخ الطفلة الجعانه يقولوا ايه بنتك اطلعى رضعيها ربنا هيعزرك ويسامحك... لدرجه ان في واحد الشيطان اغواة وجبلة فكره بقى يكلم المسجونين المسيحين..رغم أن .هو مسيحي يقول لهم انا عشان خاطر اولادي هبخر للاوثان بس انا فى ضميري مسيحي... الشهداء قالوا لة كلام فاضي ما ينفعش ده انت مخدوع من الشيطان كيف ابخر وضميري مسيحي كيف اابخر للاوثان وانا باقول قدوس الله قدوس الحي الذي لا يموت ...هل انا اضحك على ربنا ؟عشان كده احبائي شوفوا خداعات عدو الخير كان بيضغط بها على الشهداء ...يجعل الشخص يتذكر زوجته ...وزوجة تذكر زوجها واولادها تتذكر التزاماتها تذكر العالم ممكن عدو الخير يقول لك انت لو ضعفت ربنا يسامحك انت ممكن تقدم توبه...وخلي بالكم الاباء القديسين بتوع الكنيسه الاولى كانوا عاملين قانون للتوبه على ناس كثير جدا تركت المسيح اثناء الاضطهاد ثم ارادوا ان يرجعوا...واختلف الاباء على أن يقبلوهم ام لا .. و معظم الاباء اقرروا انهم ياخدوا قانون توبة ويرجعوا... قصدي اقول لك ان عدو الخير عندما رمى الشبكه بتاعته..جذب ناس كثير بخداعة...ومازال عدو الخير يلقى نفس الشبكه ويخدعك ويقولك هل انت هتعيش للمسيح لواحدك في الدنيا دي.... انت بس اللي عايز تعيش بالانجيل عايز الناس كلها تبقى ماشيه بالنفاق وانت اللي ماشي بالحق... عايز الناس كلها تكون ماشيه حسب الموضه وانت اللي عاوز تكون بحسب الانجيل ..عدو الخير بيستخدم كل الأساليب .عشان كدة انت محتاج تكون شهيد قصاد حروب الشيطان ثلاث مجالات المفروض المفروض اننا نكون شهداء من خلالهم...شهيد قصاد جسدى.. شهيد قصاد العالم... شهيد قصاد حيل لشيطان ...من هنا انا ممكن اكون شهيد وممكن اعيش بنفس ابائي الشهداء... عشان كده الكنيسه تقول لك الشهداء (( الخطاة اللذين تابوا عدهم مع مؤمنيك..ومؤمنيك احسبهم مع شهدائك)) يعني كل مؤمن حقيقي بالمسيح يسوع متمسك بالانجيل وتمسك بالصلوات متمسك بالوصايا متمسك بالاتضاع وسط عالم لا يعرف الى العجرفة.. ..متمسك بالتسامح وسط عالم لا يعرف الا الشراسه كل انسان مسيحي يعيش بالوصايا مؤمنيك احسبهم مع شهداء....يصبح انسان في كرامة شهيد تخيل انت لما يبقى عليك ان انت تاخذ كرامه الشهداء ان انت تعيش بجسد مصلوب وتعيش بعالم مصلوب وتعيش غالب لحروب عدو الخير... ده احبائي ميادين ربنا بيعطيهلنا لنا عشان نكون شهداء بيها.. منظر قبر الست دميانه ..فوق قبر الست دميانة فى مذبح ..فيقول لك المنظر ده جميل المسيح مذبوح من اجل الست دميانه والست دميانه مذبوحه من اجل المسيح حب متبادل هو مات عنها وهي ماتت ي عنة ... كل نفس مجروح بجراحات المسيح جراحات من اجلة فتقدم جسد مذبوح وتقدم عالم مذبوح وتقدم شيطان مهذوم....ربنا يكمل ناقصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمتة ولالهنا المجد الى الابد امين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
09 يوليو 2022
الخادم مرمم الثغرة
الخـادم مرسل من الله ليعمل عمل الله ... يقود ويجمع ويبنى ويفتقد ويعلم ويتابع ... وأضاف لنا أشعياء النبي دوراً هاماً للخادم وهو أن يرمم الثغرة .. إذ قال : ومنك تبنى الحرب القديمة . تقيم أساسات دور فـدور ، فيسمونـك : مرمم الثغرة ، مرجع المسالك للسكني » ( آش ۱۲:۵۸ ) وهنا الثغرة بمعنى النقص أو الفراغ أو نقطة الضعف ... وما أخطر الثغرات في أسوار المدن ... فهي تسمح للأعداء بالتسلل خفية ... وتضعف السور بأكمله فتعرضه للهـدم وبالتالي المدينة بأكملها للهزيمة ... قديماً وقف حزقيال ينادي . وطلبت من بينهم رجـلا يبني جدارا ويقف في الـفـر أمامـي عـن الأرض لكيلا أخربها ، فلم أجد ( حز ۲۰:۲۲ ) مـن هـنـا نجـد أن الله يقـوم بعملية بحث عـن خدام ، رجـالا يبنون جدراناً قبالة الأعداء ويقفون في الثغر ليتصدوا لهم من الدخول والسلب والنهـب ... الله يبحـث ولا زال يبحث عن مثل هؤلاء الخـدام إذ لازالت الثغرات كثيرة والجدران تحتـاج إلى ترميم وبنـاء ... يحتاج إلى خدام يبنون الخرب القديمة يقيمون الموحشات الأول ويجددون المدن الخربة ... يريد أن يقيم خداماً حراساً على أسوارها كما ذكر النبي أشعياء . « علـى أسـوارك يا أورشليـم أقمت حراسا لا يسكنون كل النهـار وكل الليل على الدوام ، يا ذاكري الرب لا تسكتوا ،ولاتدعوه يسكت ، حتى يثبت ويجعل أورشليم تسبيحة في الأرض " ( أش ٦:٦٢ ) لا تنظر إلى الثغرات وتسكت بل قم ورمم .. إن كان هنـاك ثغرات في الحب قـم إصنع سلاماً وحبـاً وبادر وقدم وإمسك بآلات الترميم ولا ترخها من يدك ... وإن كانت الثغرات في الإفتقاد إبدأ وإسـأل أولا عن إخوتك الخدام اللذين ظنوا أن الكنيسة قد تركتهم ونسيتهم بل وقد يظن البعض أنها قد م .. قم رمم الثغرات التي صنعتها أحداث واستثمرها عدو الخير رفضتهم .. لصنـع شقاقات في أسوار المحبـة وإصنع سلاماً وحباً وكن كسيدك الذي يرى كل ما هو صالح حتى في الشخصيات الضعيفة ... وإن كانت الثغرات في التعليم ... قدم التعاليم العديمة الغش تمسك بنصيحة القديس بولس لتلميذه تيطس . مقدما نفسك في كل شيء قدوة للأعمال الحسنة ، ومقدمـا في التعليم نقـاوة ، ووقارا ، وإخلاصا ( تيط٧:٢) وإن كانت الثغرات في عدم الجدية والأمانة فكن أنت مبادرا بالإلتزام والتواجـد وإهتم بالأعمال الصغيرة قبـل الكبيرة ففي هذا ربح عظيم .. ولتكـن خدمتك ليست عن إضطرار بـل بالإختيار ولا لربح قبيح ( يقصد ليسـ لحساب مجد الذات ) بل بنشاط أي برغبـة الحب والإشتياق لعمل الله . ليتـك عـزيـزى الخادم تـكـن خادماً مرممـاً للثغرة وتـردد مع مرنم إسرائيل الحلو أحسـن برضـاك إلى صهيـون . ابـن أسـوار أورشليم ( مز 18:51 ).
القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
عن كتاب الخادم ولكن ... الجزء الاول
المزيد
02 يوليو 2022
الخادم والمسؤلية
كثرت الشكوى في هذا الجيل من ضعف روح المسؤلية لدى الخدام في الوقـت الـذي زادت فيـه إحتياجات الخدمـة وتحدياتها ... لذا تقتضى الخدمـة وجود خدام ملتهبين يشعرون بالغيرة والإخلاص والأمانة تجاه المخدومين واحتياجاتهم ... ولأن العالم تعددت وسائل إغراءاته وتنوعت بشكل مذهل .. وغير العدو من خطط حروبه وأسلحته .. فلـزم على كل خادم أن يتحلى بروح المسؤلية مثل التي يلتزم بها كل جندی محارب في حرب شرسة ... يجب أن يعرف الخادم أن الخدمة هي عمل إلهى .. وهي خدمة خلاص نفوس ثمينة في عيني الله تحمل صورته ومجده وروحه قد إشتراها بدمه الغالي الذكي الكريم وفاديها سر أن يعطيها الملكوت ... وطالما أدرك الخادم أن الخدمة هي عمل الله فكيف يخدم برخاوة ؟ كيف يتأخر عن إنقاذ من مات المسيح من أجل أن ينقذه ... ؟ ومن هنا نرى أن دافع الخدمة هو الذي يلد الخدمة ... فالذي تدفعه المحبـة ستجد خدمته مملؤة محبة ... والذي تدفعـه الذات تجد خدمته مملوءة بأعمـال الذات والـذي تدفعه المظهرية ستجد خدمتـه مملؤة بالمظهرية ... الخادم المسؤل تجده كثير التضحيات وله إستعداد أن ينفق وينفق ... فهو يقدم الخدمة وإحتياجاتهـا عن أموره الشخصيـة .. وله حماس في العمل ويسعى دائماً للأفضل .. ويبث روح الغيرة والجدية والمسؤلية في كل من حولـه ... ويعمل بأقـل الإمكانيات ... ويبحث عن بدائل للعوائق ..وكثيراً مـا رأينا خداماً تحـدوا عوائق كانت كفيلة لتراجعهـم وتوقف خدمتهـم .. أنظر كيف واجـه معلمنا بولس الرسول الأخطـار والعوائق والمحاربات والاتعاب والضربات .. تجده يقف صامدا ويقول : ولكنني لست أحتسب لشيء ، ولا نفسي ثمينة عنـدي ، حتى أتمم يفرح سعيـي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع(أع٢٤:٢٠) وعلـى العكس نجد الخادم الغير مسـؤل كثير النقد قليل العمل كثير الإعتذارات ... لايبـالي بالإحتياجات ولا يتفاعل مع الأزمات ... بسهولة تجده غير موجود .. أو موجود وغير موجود ... وقد يؤثر على غيره ويحوله إلى غير مسؤل ... أو غير موجود .. ورغم ذلك لا يحتمـل من يوجهه أو يلومه على أي تقصير .. ليتنـا نتحلى بروح نحميـا الذي بكى وصام وصلى وقـام ورجع ليبنى أسوار أورشليم المحترقة المنهدمة ... ليتنا نتحلى بروح المسؤلية فيما أخذنا من وزنات ومواهب ومسؤليات ونعلم أن المكافأة عظيمة ... لأن الوعد لنا أن اللذين ردوا كثيرين يضيؤن كالكواكب في ملكوت أبيهم ... وأن هناك من عينيه تخترق أستار الظلام تراقـب وتلاحظ كل عمل وكل نيـة وكل قلب ... ولنبذل أكثر ونتعب ونعمل أكثر مادام نهاراً ... ولنتخلص من الرخاوة ونعلم من أي روح نحن..
القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
عن كتاب الخادم ولكن ... الجزء الاول
المزيد
25 يونيو 2022
الخادم والتعب
مثلنا الأعلى في الخدمة هو شخص ربنـا يسوع المسيح المبارك الذي ذكر عنه أنه كان يجول يصنع خيراً ... وليس له أين يسند رأسه ... « وكان يسـوع يطوف المدن كلها والقرى يعلم في مجامعهـا ، ويكرز ببشارة الملكوت ، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب » ( مت ٣٥:٩ ) لا يعرف الراحـة لأنـه أتى ليصنع تدبير الخلاص ... وأخبرنا أنه لهـذا ولد ولهذا أتى إلى العالم ... وهو عالم بكل ما يأتى عليه .. فمعاناة الصليـب والإهانات والمرارة والآلام لم تكن أحداث مفاجئة بل هو يعلمها وينتظرها ويسر بها ... هـذا منهج مخلصنا الصالح في خدمتـه ... يطوف .. يسهر .. يعلم .. يتعـب .. يصلى ... . يصلب .. يسعـى ليكرز ويرد النفوس مـن الظلمة إلى النـور ومن الضلال إلى معرفة الله الحقيقي ... وجدناه يسافر ويجعل مـن السامرة مساراً إجبارياً ليقابـل نفساً واحدة وهي المرأة السامرية .. فيذكر الكتاب « وكان لابد له أن يجتاز السامرة ويمشى ستة ساعات وقد تعب من السفر جلس هكذا على البئر وكان نحو الساعة السادسة .. حيث شدة حرارة الشمس » .. كثيراً ما يعتـذر الخدام عن خدمات كثيرة بسبب ضيق الوقت وكثرة المشغوليـات ... لكن لو وضعنا في قلبنا أنه لابد من التعب في الخدمة ... لأن عمـل الله لا يعمل برخـاوة ... ولا يتفق مـع روح الكسل التي تعبر عن اللامبالاة ... يذكر عن أبونـا المتنيح القمص بيشوى كامل أنه كان لا يميل إلى الراحة ولو طلب منه أن يستريح كان يقول كيـف أستريح ولابد أن يكون خدامه لهيب نار .. فتجده في أيام قليلة قام بأعمال كثيرة .. يذكر معلمنا بولس الرسول عن خدمته في تعب وكد ، في أشهار مـرارا كثيرة ، في جوع وعطش ، في أصـوام مـرارا كثيرة ، في برد وعري . ( ۲ کو ٢٧:١١ ) ومـن أكثر الأسباب التي تدعونا للتعب أن نعلم أن المكافأة مرتبطة بالتعب . « لأن كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه ( اکو ٨:٣ ) « ونثق أن الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه » ( عب ١٠:٦ ) كان المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث يوجه لأمر هام أنه إن تعب: الخادم إستراح المخدومين .. وإن إستراح الخادم تعب المخدومين أخى الخادم كم شخص يحتاج إلى إفتقادك .. كم خدمة تحتاج إلى تعبك ... كم محتاج يحتاج إلى مساعدتك ... تعلـم التعـب في الخدمة لأنه تعب مريح ... لأن مـن يحب لا يتعب لأن المحبـة تجعله لا يشعر بالتعب فما أجمل ما قيل عن تعب أبونا يعقوب من أجل الحصول على راحيل محبوبته أنه حسبهـا كأيام قليلة بسبب كثرة محبته لها .. يصلـى الكاهن في سر الإبراكسيس سـراً متضرعاً إلى الله أن نتمثل بخدمـة أبائنـا الرسـل وأن نشترك معهم في الأعراق ( الأتعـاب ) التي قبلوها لحفظ التقوى ... فطوبى لمن يعملون الآن بكل قوتهم فإن لحظة واحدة في مجد السماء سـوف تنسيهـم كل أتعابهـم ويالخـزى من تكاسل وأهمل وبـدد قطيع سیده ..
القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
عن كتاب الخادم ولكن ... الجزء الاول
المزيد