المقالات

26 فبراير 2020

قِدِيسات جَمِيلات

الجمال هِبة إِلَهِيَّة تُعلِن جَلاَل الله وَإِحسانه فَكيفَ يتحوَّل إِلَى وسِيلِة عَثَرة وَهَلاَك فَلاَ ننسىَ أبداً أنَّ الله سَمَحَ أنْ يستخدِم الجمال لِمجد إِسمه القُدُّوس بَلْ وَلإِنقاذ شعبه المُقدَّس كما سنرى فِى جمال أستِير المَلِكة الَّتِى قَالَ عنها الكِتاب المُقدَّس وَكانت الفتاة جَمِيلة الصورة وَحَسَنَةَ المنظر ( أس 2 : 7 )فَكَانَ جمالها سبباً فِى إِختيارها مَلِكة لِتُخَلِّص شعبه وَأيضاً مُوسى النَّبِى قائِد الشَّعْب العظِيم إِستخدم الله جماله وَكَانَ سبباً فِى إِستبقاء حياته وَلَمَّا رأتهُ أنَّهُ حَسن خبَّأتهُ ( خر 2 : 2 ) وَكَانَ جَماله سبباً لِجذب إِبنة فرعُون إِليهِ فَتَرَّبىَ فِى قصر فرعُون وَتَعَلَّم وَتَهَذَّب بِكُلَّ حِكمة المصرِيين وَكَانَ الله يَعِدَّه لِقِيادة الشَّعْب داخِل قصر فرعُون وَكَانَ جَماله سبباً فِى تأهِيله لِهذِهِ الرِسالة العظِيمة وَداوُد النَّبِى قِيلَ عنهُ أنَّهُ أشقر مَعْ حلاوة العينين وَبنات أيوب البَّار قِيلَ عنهُنَّ أنَّهُ لَمْ توجد نِساء جَمِيلات كَبَنات أيوب فِى كُلَّ الأرض ( أى 42 : 15 ) وَالله أرادَ أنْ يجعل الجمال وسِيلة لإِظهار بِرَّه وَمجده فَحِينما أرسل إِبنه الوحِيد إِلَى العالم كَانَ أبرع جمالاً مِنْ بنِى البشر وَقَدْ إِرتسمت النِعمة عَلَى شَفَتيهِ فَكَانَ جَماله جاذِباً لِكُلِّ جَمال فَجَذَبَ قُلُوب شباب وَعذارى وَنِساء وَشيُوخ وَأطفال فَنَجِد القِدِيس الشِيخ الرُّوحانِى يُنَاجِيه قائِلاً أقسمت بِحُبَّك ألاَّ أُحِب وجهاً آخر غير وجهَكَ لأِنَّ من رآه ثُمَّ احتمل ألاَّ يراه وهنا نود أن نستعرض بعض القديسات الجميلات لنرى كيف أن جمالهن كان سبب مجدهن :- القديسة أوليمبياس:- كانت جَمِيلة الشكل جِدّاً وجهها ملائِكِى ملامِحها هادِئة ملابِسها بسِيطة تفوح مِنْها روائِح الكرامة وَالمجد وَكانت تلمِيذة لِلقِدِيس يُوحَنَّا ذهبِى الفم وَأعطاها رُتبة شمَّاسة وَكَانَ دائِماً يمدحها بِسبب رُوحانِياتها العالية وَسلُوكهاوَقَدْ قَالَ لها أنَّكِ تُظهِرِينَ بساطة بِغير تأنُق فَهَذِهِ الفضِيلة تبدو كأنَّها أقل مِنْ غيرِها لَكِنْ مَنْ يُدَّقِق فِى الأمر يَجِدها فضِيلة عظِيمة تكشِف عَنْ نَفْسَ مملؤة حِكمة وَقَدْ وَطأت تحت قدميها الأمور الزمنِيَّة وَتنطَلِق نحو السَّماء طائِرة وَيُعوِزَنِى ألف لِسان لأُنادِى بِإِسمِك مِنْ أجل بساطِة مظهرِك إِذْ بِوَاسِطَتِك تظهر كُلَّ ألوان الفضائِل المَسِيحِيَّة الَّتِى عَبَرت إِلَى الخارِج تُعلِن عَنْ الحِكمة الكامِنة فِى داخِلِك مِنْ أجل هذا أدعُوكِ وَندعُوكِ مُطَوَّبة وَهَا نرى كم مِنْ نِفُوس جَذَبتها أُولِمبِياس إِلَى المسِيح المَلك بِجَمالِها كم مِنْ شباب مجَّدُوا الله وَكم مِنْ شابَّات عرفوا الطرِيق الصَّحِيح إِذاء الجمال فَعَرَفُوا كيفَ يُمَجِّدُوا الخالِق وَيُقَدِّموا لَهُ أغلىَ مَا يملُكُون0 القديسة الشهيدة أجنس وقصتها العجيبة:- إِنَّها فتاة صَغِيرة جَمِيلة جِدّاً أكملت جِهَادها وَنَالت إِكلِيل الإِستشهاد وَهِىَ فِى الثَّانِية عشر مِنْ عُمرِها وُلِدت فِى روما مِنْ أبوين مَسِيحِيين تَقِيين مِنْ أشراف المدِينة وَمُنذُ طفولَتِها وَأحَّبت أنْ تَكُون هيكلاً مُقَدَّساً لِمُخَلِّصها فَنَذَرت بتولِيتها وَكرَّست حياتها لِعَرِيسها السَّماوِى وَهِى لاَ تزال فِى سِن العاشِرة فَثَارَ عليها عدو الخِير مُكَثِّفاً جهده ضِدَّها لِعرقلِة سِيرتها الطَّاهِرة وَاستغلَّ جمالها الجَسَدِى لِيفقِدها جمالها الرُّوحِى وَلِتنفِيذ خطِتهُ أثَارَ فِى قلب إِبن حاكِم روما حُبَّاً شَدِيداً تجاهها وَعَقَدَ العزم عَلَى الزواج بِها وَلَكِنْ كانت المُفاجأة إِذْ سَمَعَ إِجابة أجنِس { لَنْ أتخلَّى عَنْ عرِيسِى الَّذِى سبق وَاختارنِى وَارتبطت بِهِ وَلاَ تحيا رُوحِى إِلاَّ بِمَحَبَتِّهِ فَلاَ مَثِيلَ لَهُ وَهُوَ وحدهُ يستحِق كُلَّ الحُب فَهُوَ أبرع جَمالاً مِنْ بنِى البشر حَكِيم سيِّد ممالِك الأرض غَنِى شَرِيف حنُون رَؤوف عَظِيم فَإِنَّ محبَّتِى لَهُ تُزِيدَنِى عِفة وَطهارة وَاقترابِى مِنْهُ يُزِيدَنِى نقاوة إِنِّى لَنْ أُغَيِّر أبداً عرِيسِى السَّماوِى الَّذِى سبق أنْ إِخترتهُ حَتَّى وَلَوْ وضعت أمامِى كُلَّ مُمتلكات العالم } وَهُنا بَدَأَ طرِيق الإِستشهاد إِقتادها الحاكِم بِأغلال حدِيدِيَّة إِلَى هيكل الأصنام لِتسجُدَ لها فوضعُوا أصغر قِيد حدِيدِى فِى يَدَيها وَلَكِنَّهُ إِنزلقَ مِنْ يَدَيها الصغِيرتينِ وَسَقَطَ عَلَى الأرض وَكانت تقِف ثابِتة وَلَعَنت الآلِهة فَوَضَعُوها فِى بيت لِلشَّر وَشَرَعَ الجُند يُعَرونها مِنْ ثِيابها وَلَكِنْ فِى الحال طَالَ شعرها وَصَارَ كَثِيفاً جِدّاً بِصورة مُعجِزِيَّة وَغَطَّى كُلَّ جَسَدها وَتَعَجَّب الكُلَّ مِنْ ذلِك حقاً إِنَّ الرَّبَّ هُوَ حافِظ نُفُوسَ أتقيائِهِ مِنْ يَدِ الأشرارِ يُنقِذُهُمْ ( مز 97 : 10 ) وَعِندما زُجَّ بِالفتاة فِى بيت الأشرار أضَاءَ المكان بِنُور ساطِع جِدّاً وَرأت أجنِس ملاكاً واقِفاً بِجوارِها كما وجدت ثوباً جَمِيلاً جِدّاً أكثر بياضاً مِنْ الثلج فَإِرتدته وَتَعَزَّت أجنِس إِذْ غُمِرت بِمَحَبَّة عرِيسها وَفادِيها وَاستغرقت فِى صَلاَة عميقة تشكُر إِلَهَهَا صانِع العجائِب الَّذِى يحمِيها فَلَم يجسُر أحد مِنْ الأشرار أنْ يدنو مِنْها فما مِنْ شاب دَنِس إِقتربَ مِنْ الحُجرة إِلاَّ وَتراجع مذهُولاً مِمَّا رآه وَخَرَجَ مُؤمِناً بِإِلَه أجنِس بَلْ وَأحبَّ العِفة وَالطهارة حقاً لقد تشرَّف هذا المكان الَّذِى لِلفساد بِذِهاب عروس المسِيح إِليهِ فَحَوّلَتهُ إِلَى فردوس وَمِيناء لِلطهارة وَالعِفة وَهيكل لله وَصَارَ هذا المكان كنِيسة عَلَى إِسم الشَّهِيدة أجنِس بعد مُضِى زمن الإِضطهاد أمَّا إِبن الحاكِم تجاسر وَدخل ذلِك البيت مُقتحِماً الحُجرة لِيفتِك بِأجنِس غير مُكترِث بِالنُّور العجِيب الَّذِى يملأ المكان وَأسرع لِيقترِب مِنْها وَلَكِنْ ملاك الرَّبَّ ضَرَبَهُ وَلَمْ يُمهِله فَسَقَطَ ميتاً طرِيحاً عِند أقدام الفتاة النقِيَّة الطَّاهِرة أجنِس الَّتِى سترها الله بِيَمِينه وَبَدَأَ الحاكِم يتذلَّل لها طالِباً مِنْها أنْ ترُد الحياة إِلَى إِبنه حَتَّى يعرِف الجمِيع أنَّها لَمْ تُمِيته بِفنُونِها السِحرِيَّة فَأجابت أجنِس إِنَّ ظُلمة عينيكَ وَقلبِكَ لاَ يستحِقان مِثلَ هذا الصنِيع وَلَكِنْ مِنْ أجل أنْ يَتَمَجَّد إِسم إِلهِى وَيعلم الجمِيع قوَّتَهُ وَعَظَمَتَهُ فَإِنِّى سأطلُب مِنْهُ أنْ يُقِيم لَكَ إِبنك وَجثت أجنِس وَصَلَّت إِلَى الله بِدِموع عَزِيزه راجِية مِنْهُ أنْ يَتَمَجَّد وَيُقِيم الشَّاب لِيعلم الجمِيع أنَّهُ هُوَ الإِله الواحِد الحقِيقِى وحدهُ وَمَا كادت تنتهِى مِنْ صَلاَتِها حَتَّى مَثَلَ أمامها ملاك وَأقَامَ الشَّاب فَقَامَ وَخَرَجَ فِى الحال وَهُوَ يصِيح بِعَظَمِة الإِله العظِيم القادِر عَلَى كُلَّ شىء الَّذِى يعبُدَهُ المَسِيحِيُّون وَعِند قطع رأسِها وَضَعُوها فِى السِجن أوقدوا نار تحتها وَلَكِنْ العِناية الإِلَهِيَّة لَمْ تسمح أنْ تُصِيب النَّار جَسَدها فَحَكموا عليها بِالموت بِحد السيف وَأحنت الفتاة رأسِها مُنتظِره أنْ يهوى عليها السيَّاف بحد السيف وَلَكِنْ السيَّاف لَمْ يستطِع وَارتعشت يَدَهُ وَشَحِبَ لونه أمَّا أجنِس فَكانت تلومه عَلَى تباطُئِهِ فَقَالت لَهُ ماذا تنتظِرلِماذا تتوانىَ أمِت هذا الجسد الَّذِى أعثر آخرِين أمِت هذا الجسد لِتحيا الرُّوح الَّتِى هِىَ ثمِينة فِى عينىَ الله حِينئِذٍ زمجر القاضِى مُنتهِراً السيَّاف لِيُنَفِّذ الحُكم سَرِيعاً وَهُنا غطَّى السيَّاف عينيهِ بِيَدِهِ اليُسرى وَبِاليد اليُمنىَ أطَاحَ بِرأس الحمامة الودِيعة الرَّاكِعة أمامه أُنظُروا يَا أحِبَّائِى أنَّهُ نموذج رائِع يلزم أنْ تقتدِى بِهِ كُلَّ شابَّة وَفتاة مدحها آباء الكنِيسة عَلَى عَظَمِة شجاعتِها فَيَقُول عنها القِدِيس أمبرُوسيُوس إِنَّ الفتيات فِى هذا السِن الصغِير لاَ يحتمِلنَ نظرِة غضب مِنْ والِدِيهِمْ وَيبكِينَ مِنْ وخز الإِبرة كَأنَّها جرح حاد أمَّا الفتاة أجنِس فَكانت ثابِتة لاَ تتزعزع بينَ أيدِى الجلاَّدِين المُلطَخة بِالدِماء لَمْ تكُنْ أجنِس تُدرِك بعد معنى الموت وَلكِنَّها كانت مُستعِدة أنْ تواجِهَهُ وَتذوقه فَفِى خطوات ثابِتة وَسَرِيعة تقدَّمت نحو موضِع العذاب وَرأسها مُزَين ليسَ بِضَفائِر الشَّعر وَإِنَّما بِالمسِيح رأسها وَعرِيسها وَمُتوَّجه بِإِكلِيل مُزَين ليسَ بِالورُود وَإِنَّما بِالفضائِل وَثِمار جِهادها فَكانَ لها مَا هُوَ فائِق الطبِيعة مِنْ خالِق الطبِيعة نَفْسَه كَانَ الكُلَّ يبكِى أمَّا هِىَ فَلَمْ تذرِف دمعة إِنَّها إِنطلقت إِلَى أحضان حبِيبها وَعرِيسها لِتحيا مَعْهُ إِلَى الأبد0 العفيفة لوسيا عذراء الأسكندرية :- كانت القِدِيسة العفِيفة لُوسيا مِنْ أهل مدِينة الأسكندرية وَكانت حَسَنة المنظر جِدّاًوَكانت تشتغل بِصِناعِة النَّسِيج وَقَدْ وضعت فِى قلبها أنْ تحفظ طهارتها وَبتوليتها لله وَحَدَثَ أنْ تعلَّق بِها قلب شاب وَصَارَ يتبعها ذِهاباً وَإِياباً وَكَانَ يتردد دائِماً حول منزِلِها00فَحَزَنت الفتاة لُوسيا جِدّاً وَظلَّت تُصَلِّى إِلَى الله لِكى يُنقِذها وَيُنقِذ هذا الشَّاب حَتَّى لاَ تكُون سبب عثرة لَهُ وَيتنجس قلبه بِسَبَبِها وَفِى طرِيقها إِلَى الكنِيسة زادَ إِلحاح الشَّاب عليها فتوقفت وَسألته إِعلمنِى لِماذا تُلاَحِقنِى فِى ذِهابِى وَإِيابِى ماذا تتطلَّع وراء جسد شقِى مصِيره الفناء وَدود الأرض أجابَ الشَّاب عيناكِ فتنتانِى وَإِذا أبصرتِك لاَ يهدأ قلبِى حِينئذٍ بكت العفِيفة لُوسيا وَقالت لَهُ إِعلم يَا أخِى أنَّ العينين اللذين تُبصرهُما مِنْ الواجِب عَلَىَّ أنْ أُهلِكهُما فِى هذا الزمان اليسِير حَتَّى لاَ أُعذَّب زماناً لاَ ينقضِى فِى الدَّهر الآتِى وَفِى سُرعة وَشجاعة نادِرة خلعت الفتاة إِحدى عينيها بِمخراز كَانَ فِى يَدِها وَطرحتها أمامه ثُمَّ شَرَعت فِى خلع العِين الأُخرى إِلاَّ أنَّ الشَّاب منعها مِنْ ذلِك أمَّا الشَّاب فَإِرتعد وَخاف جِدّاً وَزالت عنهُ شهوة قلبه وَخرَّ ساجِداً عِند قدميها باكِياً نادِماً وَخرجَ وَوَزَّع مالهُ عَلَى الفُقراء وَالمساكِين وَمضىَ إِلَى الصحراء وَصَارَ راهِباً عابِداً ناسِكاً مُمَجِداً الله عامِلاً بِوَصَاياه إِلَى وقت وفاته يَا ليتَ شابَّاتنا المَسِيحِيات بنات لُوسِى وَأجنِس وَبُوتامِينا وَبربِتوا يسلُكنَ فِى نَفْسَ السِيرة وَلاَ يكُنْ لَهُنَّ قدوة غيرَهِنَّ فَيُكَمِلنَ المسِيرة إِلَى النِهاية0 كَلِمة مِنْ عِند الرَّبَّ يَسُوع:- إِبنتِى المحبُوبة المُباركة يَا من تحمِلِى إِسمِى وَتُعلِنِى مجدِى يَا من وهبتِك مَلاَمِحِى وَجَمَالِى يَا من بسطتُ ذيلِى عليكِ وَسترتِك حَتَّى لاَ يظهر خِزى عُريِك أُوصِيكِ بِجَسَدِك الَّذِى هُوَ جَسَدِى وَأُناشِدِك أنْ تكرمِيه فِى أعيُن الجمِيع لِيكُنْ لَهُ وقار وَبهاء وَجمال كَهيكل قُدسِى زَيِّنِيه بِالفضائِل وَاستُريه بِالثِياب اللائِقة بِكَرَامَتِهِ لاَ تسمحِى لأحد أنْ يتفوَّه بِكَلِمة تُهِيننِى بِسَبَبِك يكفِى مَا أنال مِنْ تعييرات أحتمِلها بِسبب بنات الغرب واضِعِينَ صَلِيبِى فِى أعناقِهِنَّ وَهُنَّ عارِيات أمَّا أنتِ يَا إِبنة كَنِيستِى المحبُوبة مِصر الَّتِى باركت شعبها وَجعلت عليها أمانة كِرازة لِلعالم كُلَّه قَدِّمِى لِى إِكراماً عِوض كُلَّ إِهانة وَحُبَّاً حقِيقِياً عِوض كُلَّ جحُود لأِنَّهُ إِنْ فَسَدَ الملحُ فَمَاذا يُمَلَّح إِنَّهُ سَيُطرح خارِجاً وَسَيُداس مِنْ النَّاس لاَ تجعلِى لَكِ مِنْ بنات أهل العالم من تتمثَّلِى بِهِ أنا قَدْ إِشتريتِك لِى إِقتنيتِك لِى وحدِى فَلاَ تَكُونِى لِغيرِى إِحملِى شكلِى وَأنتِ قَدْ لَبستِينِى وَسِيرِى فِى طريقِى وَهَا قَدْ تركت لَكِ ألُوف ألُوف وَربوات ربوات عذارى حَكِيمات حفظُوا إِسمِى وَمَجَّدُوا جَسَدِى وَبذلوا حياتهُمْ مِنْ أجل وصايا محبتِى فَكُونِى معهُمْ دائِماً وَاتَّبِعِى خطواتِهِمْ وَلاَ تجعلِى قلبِك مَعْ الجاهِلات اللواتِى إِحتقرنَ وصاياى وَبدَّلنَ مَلاَمِحِى وَكَشَفنَ كنُوزِى الَّتِى فِى أجسادِهِمْ فعرَّضُوها لِلنهب وَالسلب مِثل هؤلاء سَأُطالِبَهُمْ بِكُلَّ مَا أعطيتهُمْ وَعلَّمتهُمْ وَكُلَّ مَا بددوه بِجهل وَغَبَاوة وَلأِنَّهُمْ إِحتقرُونِى وَسَمَحُوا لإِسمِى أنْ يُهان بِسَبَبِهِمْ سأطرُدَهُمْ مِنْ حفل عشائِى لأنَّهُنَّ قَدْ إِنحمقنَ جِدّاً أمَّا أنتِ فَمَكانِك مُعد فَاتَّبِعِى كَلاَمِى وَمحبتِى إِرفعِى نَظَرِك إِلَى فوق وَلاَ تنبهرِى بِكُلَّ مَا هُوَ زائِل وَلاَ تستنِدِى عَلَى كُلَّ مَا هُوَ ظِل زائِل بَلْ تَمَسَّكِى بِالحقٌّ الدائِم فَويل لِمن كَشَفَ مَا أردت أنْ أستره وَويل لِمَنْ إِزدرى بِعُريِى مِنْ أجله وَاستمرَ بِعزم عَادَ أنْ يُعَرِّى جَسَده وَلاَ يسمع وَلاَ يفهم أُنظُرِى إِلَى الحيوانات الَّتِى لاَ تفهم وَلاَ تلبِس هَا أنا قَدْ سترت أعضاءها بِأعضائها حَتَّى أحفظ كرامتها فَكم يلِيق بِجسد سَيَتَمجد فِى السَّماء إِعلَمِى أنَّ عينىَّ تنظُر وَتُراقِب وَتخترِق أستار الظَّلام وَمَا أُوصِيكِ بِهِ إِفعلِيه فِى الخفاء وَفِى العلن وَحَتَّى وَأنتِ فِى حُجرِتِك لأِنَّ عينىَّ هُناكَ أيضاً وَلَكِ ملاك لِحراستِك يُرَافِقِك ليلاً وَنهاراً فَإِخجلِى مِنْهُ وَاسلُكِى بِكُلَّ وقار وَعفاف وَاعلمِى أنِّى آتِى سَرِيعاً وَأُجرتِى معِى لَكِ وَلِكُلَّ من حَفَظَ كَلاَمِى وَهَا أُمِّى القِدِيسة مريم قَدْ أوصيتها بِحِفظ العذارى فَتَشَّفعِى بِها فَهِىَ تفرح بِبناتِها العفِيفات القِدِيسات إِجعلِى ملامِحها أمامِك كُلَّ حِينوَاسألِيها فِى كُلَّ مَا تحتاجِى فَهِىَ أُم قادِرة مُعِينة وَهَا نِعمتِى وَمراحِمِى مَعَكِ طول الأيَّام وَحَتَّى إِعلان المُكَافأة0 القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك الاسكندرية عن كتاب ثياب الحشمة
المزيد
11 فبراير 2019

الخادم والتكامل مع إخوته الخدام (ب)

أخي الخادم: المخدوم لا ينتظر أن يسمع منك درسًا بل أن يراك أنت درسًا..الله سمح بالتنوع، وجعل بيننا مواهب كثيرة كما ذكر معلمنا بولس الرسول: «فأنواعُ مَواهِبَ مَوْجودَةٌ، ولكن الرّوحَ واحِدٌ» (1كو12: 4)، فقد سمح الله أن يختار الأنبياء من مختلف الثقافات والطبقات والوظائف والاهتمامات والأماكن، وجعل من تباينهم أكبر منفعه لخدمة رسالتهم الإلهية، إذ مكّنتهم من توصيل رسالتهم لكل إنسان، لذلك ستجد النبي الباكي والناري والهادئ والقائد و... والله يستخدم هذا وذاك.+ فقد رأينا موسى النبي الذي لم يكن متكلمًا بارعًا ولكن الله أكّد له دعوته قائلًا: «مَنْ صَنَعَ للإنسانِ فمًا؟... فالآنَ اذهَبْ وأنا أكونُ مع فمِكَ وأُعَلِّمُكَ ما تتَكلَّمُ بهِ» (خر4: 10). وعندما بقي موسى متشكّكًا في قدرته، سمح لأخيه هارون بأن يرافقه لأنه كان فصيح اللسان... اعلم عزيزي الخادم أن الله قد يهبك أو يهب من حولك القدرات والمواهب التي تحتاجها خدمته، يكفي أن تكون توّاقًا لخدمته، وهو سيعمل بما لديك ويكمل بمن حولك. تعلمنا من أبينا المتنيح القمص ميخائيل إبراهيم منهجًا رائعًا نتمنى أن نردّده في قلوبنا دائمًا: "ليتمجد الله بي أو بغيري، ويُفضَّل بغيري".+ رأينا في التلاميذ الاثني عشر والآباء الرسل تنوعًا وتباينًا. فليس من مجال للمقارنة بين بطرس وبولس ويوحنا، بل بالأحرى أن نبارك الله الذي عمل بهم واستخدمهم ورأى في تنوعهم منفعة لخدمة وانتشار ملكوته السماوي، فكلٌّ له مذاقه الخاص وأسلوبه المميز الذي يؤثر في فئة سامعيه. نتعجب لمعلمنا بولس الرسول صاحب القلب الناري في خدمته حين يقول بغير خجل: « ولكن لَمّا جِئتُ إلَى ترواسَ، لأجلِ إنجيلِ المَسيحِ، وانفَتَحَ لي بابٌ في الرَّبِّ، لَمْ تكُنْ لي راحَةٌ في روحي، لأنّي لَمْ أجِدْ تيطُسَ أخي. لكن ودَّعتُهُمْ فخرجتُ إلَى مَكِدونيَّةَ» (2كو2: 12، 13). بولس الخادم الغيور صاحب القلب الملتهب، الذي انفتح له باب في الرب للكرازة التي هو موضوع لأجلها، لم يحتمل غياب أخيه تيطس، بالرغم من قوة شخصيته ومعاملات الله العجيبة في حياته وخدمته! هكذا يليق بالخادم ليس فقط أن يتعاون مع إخوته الخدام، وإنما لا يطيق العمل بدونهم! الهدف من مساعدة الآخر هو نمو الآخر ولو بتقديم بعض التضحيات.. فكم من إنسان احتاج في بداية الطريق إلى آخر يساعده؟ وإن درست تاريخ الكنيسة وآبائها ومعلميها وبطاركتها، ستدرك عظمة وسخاء روح الله الذي يقود الكنيسة في كل زمان بحسب ما تحتاج..الله يعمل في كل أحد وبكل أحد ويستخدم القدرات والمواهب والتنوع لصالح مجد خدمته.. ليتنا لا نرفض أحدًا ولا نحتقر أحدًا، فالله يريد أن يعمل بالقليل وبالكثير. القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس – محرم بك - الأسكندرية
المزيد
28 أكتوبر 2018

الخادم والازدواجية

الخادم يمثّل المسيح أمام المخدومين، يحمل فكره، يتكلم بكلامه، وينشر رسالته وتعاليمه. هكذا يرى المخدومون الخادم أنه في درجه من الكمال، وقد لا يستوعبون أنه شخص تحت الآلام مثلهم. وكثيرًا ما نجد الخادم قد يُسَرّ بهذه الصورة ويرسّخها في أذهان المخدومين، بينما الحقيقة مختلفه تمامًا! فتجد الخارج غير الداخل، والكلام غير الأفعال، والمظهر غير الجوهر، ممّا جعل الخادم يحيا في ازدواجية تجعله غريبًا عن نفسه. وأخطر ما في الأمر هو تباعُد المسافة بين ما يقول وما يفعل إلى أن يصل إلى درجة الازدواجية المريضة. وهناك موقف في الكتاب المقدس يوضّح لنا كيف يحيا الإنسان مزدوجًا؛ حين تقدّم أبونا يعقوب إلى أبيه إسحق لنوال البركة عوض عيسو البكر: «فتقَدَّمَ يعقوبُ إلَى إسحاقَ أبيهِ، فجَسَّهُ وقالَ: «الصَّوْتُ صوتُ يعقوبَ، ولكن اليَدَينِ يَدا عيسو». ولَمْ يَعرِفهُ لأنَّ يَدَيهِ كانتا مُشعِرَتَينِ كيَدَيْ عيسو أخيهِ، فبارَكَهُ. وقالَ: «هل أنتَ هو ابني عيسو؟». فقالَ: «أنا هو».» (تكوين 27: 21-24). كثيرًا ما يوجد داخلنا هذا التناقض: الصوت صوت يعقوب، واليدان (اللتان تشيران إلى الأعمال) يدا عيسو! وتجتهد النفس في تزييف حقيقتها لتأخذ ما ليس لها، وتدقّق وتجتهد لتلبس الثياب وتأخذ الشكل بل والرائحة، وتمتد إلى ما أهو أكثر وأعقد من ذلك وهو تغطية الجلد حتى يحصل على ضمان اقتناء الشخصية المرغوبة، ويتحمّل المخاطر ويستمرّ في الخداع حتى وإن ظهر الشك في أمره، ولكنه يؤكد: «أنا هو»! ما أخطر خداع النفس وما أسوأ النتائج حين يتوقّع المخدوم من الخادم كمالات لا يجدها، بل والأكثر حين تظهر أمور عكس ما يظهر أو يعلم. لقد مدح السيد المسيح من عَمِل وعَلَّم أنه يُدعَى عظيمًا في ملكوت السماوات (متى 19:5)، بل وقد وجدنا في شخصه القدوس تحقيقًا وتطبيقًا واضحًا لكل ما عَلَّم به، فلم يتكلم عن المتّكأ الأخير بينما يتنافس على المتكآت الأولى، ولم يحدّثنا أن «بيعوا أمتعتكم وأعطوا صدقة» بينما يسكن هو في القصور، ولم يتكلم عن ضرورة حمل الصليب بينما يهرب هو من حمله، بل على العكس نجده فعل أكثر مما تكلّم به لدرجة عجز الكلمات عن التعبير. أعظم عمل للخادم هو التأثير، والعين أكثر تفاعلاً من الأذن، فنحن لا نحتاج إلى كلمات بقدر ما نحتاج إلى أفعال، ولا نحتاج إلى خدام بل إلى نماذج، ومن المعروف أن أي تعليم يستمدّ قوته من قائله، فالذي جعل القديس تيموثاؤس يتبع بولس الرسول ليس فقط تعليمه بل سيرته وقصده وإيمانه وأناته ومحبته وصبره (تيموثاوس الثانية 10:3) التي رآها وتلامس معها بشكل عملي. ليت نفوسنا تتوحّد في خوف الله، ونقدم صورة للمسيح الذي يحيا في داخلنا، ولا ننجذب لغيره ولا نتبع غيره، فنقدم صورته وكلامه وحياته لأولاده فيجذبهم فيجروا وراءه. القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك الأسكندرية
المزيد
26 يوليو 2020

الخادم والمفقودون ج3

ولو راجعنا ذاكرتنا لتذكرنا العديد والعديد من المفقودين الذين لابد أن ندرك مسؤليتنا تجاههم... لأنه سيسألنا: أين أخوك؟ وسيطالبنا بهم، بل ومن المرعب أن نعرف أنه سيطلب دمهم من يدنا (حز3: 18)، وقد سبق وأوصانا «معرفة اعرف حال غنمك، واجعل قلبك على قطعاناك...»+ في (تك٣٧) حين مضى إخوة يوسف إلى شكيم ليرعوا غنم أبيهم، وقد استولوا عليها من أهل شكيم بعد قتل أهلها انتقامًا لأختهم دينا، لذلك أرسل يعقوب يوسف لينظر سلامة إخوته وسلامة الغنم خشية أن تكون بعض القبائل الكنعانية قد اعتدت عليهم انتقامًا لأهل شكيم، ويردّ له خبرًا ليطمئن عليهم. انطلق يوسف في طاعة لأبيه المحب لأولاده، بالرغم مما اتسموا به من أعمال النميمة الرديئة، وما حملوه من بغضة وحسد لأخيهم المحبوب والمحب يوسف؛ لكنها لم تكن طاعة الخوف كالعبيد ولا طاعة الأجير المنتظر الأجرة، إنما طاعة الابن المحب لأبيه ولأخوته الحاسدين له. في حب انطلق من وطاء حبرون إلى شكيم، وإذ لم يجدهم لم يرجع بل بحث عنهم وذهب وراءهم إلى دوثان.+ وكذلك رأينا نموذجًا أمينًا في خدمة المفقودين في أبينا يعقوب حين كان أمينًا على خراف خاله لابان لدرجة الإعياء، إذ قال: «الآنَ عِشرينَ سنَةً أنا معكَ. نِعاجُكَ وعِنازُكَ لَمْ تُسقِطْ، وكِباشَ غَنَمِكَ لَمْ آكُلْ. فريسَةً لَمْ أُحضِرْ إلَيكَ. أنا كُنتُ أخسَرُها. مِنْ يَدي كُنتَ تطلُبُها. مَسروقَةَ النَّهارِ أو مَسروقَةَ اللَّيلِ. كُنتُ في النَّهارِ يأكُلُني الحَرُّ وفي اللَّيلِ الجَليدُ، وطارَ نَوْمي مِنْ عَينَيَّ» (تك31: 38-40). هكذا يعلن يعقوب مدى أمانته في خدمته للابان على مدى عشرين عامًا، مقدِّمًا صورة حيّة لا لراعي الخراف غير العاقلة فحسب، إنما لكل خادم مؤتمن على رعاية النفوس، كيف يحتمل حرّ النهار وجليد الليل كي لا يسمح بافتراس نفس واحدة أو سرقة قلب واحد!وتبقى عبارات يعقوب توبّخ كل خادم في كرم الرب... فإن كانت الخراف غير الناطقة هكذا ثمينة في عيني يعقوب، فكم بالأولى أن تكون كل نفس في أعيننا؟!لقد غيّر لابان الأجرة عشر مرات، أما يعقوب فلم يتغير عن أمانته... وهكذا يليق بنا ألا نرعى من أجل الأجرة أيًا كانت: مادة أو كرامة أو غيرها... فإن كان هذا ينطبق على النعاج والعناز، فكم يكون على أولئك الذين مات المسيح لأجلهم؟! ولنتذكر دائمًا قيمة كل نفس في عين خالقها الذي أحبها وأوجدها وفداها ونجاها ليردها اليه مرة أخرى بعد أن عصت قديمًا.. فقد أعلن لنا إشعياء النبي عن قيمة كل نفس في عين الله حين قال «قد صرتَ عزيزًا في عينيّ الرب مُكرَّمًا، وأنا قد أحببتك».+ أحبائي.. نعجز أمام هذه الأمانات أن ندَعي أننا نخدمه، لذلك علينا أن نصلح من أنفسنا ونتكل على محبة الله للبشر، ونثق أنه يستخدم الضعفاء ليعلن قوته فيهم ويعمل بعديمي القدرة ليتمجد اسمه القدوس، ونثق أنك صالح رؤوف. وليكن رجوعهم إليك سرورًا وإكليلًا لنا، وفرحًا وتهليلًا للسماء بكل من فيها. القس أنطونيوس فهمى - كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
09 سبتمبر 2018

رسالة شهيد

من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل رومية بركاته على جميعنا آمين ” من سيفصلنا عن محبة المسيح أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عُري أم خطر أم سيف كما هو مكتوب إننا من أجلك نُمات كل النهارقد حُسبنا مثل غنمٍ للذبح ولكننا في هذه جميعها يعظُم انتصارنا بالذي أحبنا فإني مُتيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا “ ( رو 8 : 35 – 39 ) لماذا استشهد الشهداء وكيف تحملوا ؟ تخيلوا الشهيد يقف وأمامه آخر مثله يُهان ويُضرب ويُجلد ويُعذب وتُقطع رأسه وهو واقف يرى كل ذلك بالطبع يوجد من ضَعَف ومن أنكر الإيمان وهناك أيضاً من ثَبَت حتى أن الكنيسة وضعت قانون توبة لمن أنكر الإيمان في هذه الفترة وكانت هناك عظات تُسمى عظات المُرتدين أي من ترك الإيمان أثناء فترة الإستشهاد كيف يصبر الإنسان ويصمُد أمام آلام الجسد مارجرجس احتمل سبع سنوات تعذيب أمر عجيب لكنهم عاشوا ثلاثة أمور مهمة هي :- 1. لا تُحبوا العالم :- لا يمكن لإنسان مُتعلق بمقتنيات العالم ويستشهد .. كيف يقف أمام سيف السياف وهو مربوط بسبب الموت ؟ العالم في قلب الشهيد غير موجود .. مفطوم عن العالم .. حدث له انفصال نفسي عن العالم وكأنه غير موجود في العالم لكنه يراه من الخارج ولا يملُك عليه العالم كما يقول معلمنا بولس الرسول ” الذين يشترون كأنهم لا يملكون .. والذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه “ ( 1كو 7 : 30 – 31 ) .. أي قلبهم غير مُتعلق بالقنية .. لا تُحبوا العالم . كان الشهيد تيموثاوس متزوج حديثاً .. ولأن المُضطهدين كانوا يكرهون عبادة المسيحيين فكانوا يسرقون كتب العبادة فخبأ المسيحيون كتب العبادة في منازلهم .. كان الشهيد تيموثاوس لديهِ كُتب العبادة والقراءات في منزله .. فدخل المُضطهدون بيت تيموثاوس وأخذوه وضربوه وأهانوه وعذبوه ليأخذوا كتب العبادة لكنه رفض .. فحاولوا إغرائه بعروسه وزوجته فلم يستطيعوا أن يثنوه فأحضروا له زوجته ليتراجع عندما يراها لكنها كانت قوية مثله فقوَّته .. فعذبوهما .. رغم إنهما كانا مُتزوجان حديثاً لكنهما لم يُحبا العالم ولم يضعا ويخططا مستقبل لأنفسهما .. لأنه صعب على إنسان يحب العالم أن يستشهد . هناك قصة خيالية تقول أنه كان هناك شاب في عمر الثلاثين متزوج وله طفلان ويعمل من أجل بيته وزوجته .. وفي أحد الأيام جاءه ملاكه الحارس وقال له أنت أتعبتني أنت لست مع الله .. أجابه الشاب أنت الذي أتعبتني .. أُريدك أن تتجاوب معي وتساعدني على امتلاك الممتلكات والمال .. أريد أن أصير غني وأتمتع و...... فقال له الملاك أنت تعرف أن الزمن مِلك لله وأستطيع بحركة من جناحي أن أُدير الكون وتِكبر في عمرك .. وبالفعل حرك الملاك جناحه وفي ثوانٍ كبر الشاب حوالي " 45 " سنة وصار مُسن أشيب وأولاده يتزوجون وزوجته طريحة الفراش وصديقه الذي كان يُنافسه في عمله قد مات وماله موجود كما هو لكن أمامه ثلاثة أيام ويموت .. فسأل الملاك ماذا أفعل الآن ؟ هل أستطيع أن أُعطي نصف أموالي للفقراء ؟ وأصوم هذه الأيام الثلاثة وأصلي وأعمل ميطانيات وأسجد لإلهي ؟ أجابه الملاك تستطيع ذلك .. بالفعل صام وصلى وسجد وطلب مراحم الله .. ثم قال للملاك هل أستطيع أن أُعطي كل أموالي لله ؟ أجابه الملاك تستطيع .. ثم طلب منه الملاك مهلة لحظة وحرك جناحه فعاد الزمن وعاد الشاب لعمره الأصلي .. شاب .. وسأله حينئذٍ الملاك ماذا تريد الآن ؟ هل تريد أموال .. ممتلكات ....... ؟ نحن لنا طموحات لن تشبع .. قد نرى المُسن في دار المسنين يغطي وجههُ أثناء النهار لا يريد أن يرى أحد لأنه حقق كل طموحاته ولم يشبع .. كل جزء يفرغ في قلبه ولا يملأه بمحبة الله لذلك يتعب .. الأولاد تزوجوا و........ إملأ الفراغات بالمسيح تِشبع . الشهداء لم يحبوا العالم لذلك عندما أتتهم الفرصة لتقديم حياتهم للمسيح لم يتراجعوا لأنهم رفضوا العالم بكل مغرياته لأن محبة المسيح التي ملكت قلوبهم أقوى من محبة العالم .. دقلديانوس كان يتلذذ بتعذيب المسيحيين لكنه كان يتعجب من فرحتهم أثناء الإستشهاد فقال لمساعديه يستحيل أن يكونوا هؤلاء مربوطين بشهوات .. ” الذي يقتني في نفسه شهادة صالحة يشتهي الموت أكثر من الحياة .. وكل إنسان تدبيره ردئ أمور هذا العالم شهية عنده “ .. بينما الإنسان الروحاني الأفكار المقدسة والكتاب شهية عنده .. الشهيد يعيش في العالم لكنه لم يتغير ولم يسمح لماء العالم أن يدخل سفينته بل ركب العالم وسار فوقهُ . 2. لا تخافوا :- يقول الآباء أن الكتاب المقدس به " 365 " مرة كلمة " لا تخافوا " .. أي بعدد أيام السنة .. الخوف ضد الله لذلك الخوافين لا يدخلون الملكوت .. هناك خوف طبيعي هذا أمر عادي لكن لا تتحول حياتنا إلى سلسلة خوف ووقت الجد نُنكر الإيمان .. لا .. هذا مرفوض .. نعم كل شئ فيَّ ردئ إلا إني مسيحي وهذا أجمل ما فيَّ فلا أخاف لو ظُلمت أو كنت في وسط مخيف .. لا أخاف لأني في يد المسيح الغالب الموت .. ” الذي فيكم أعظم من الذي في العالم “ ( 1يو 4 : 4 ) .. الشهداء لم يخافوا من رعب دولة .. أمامهم حاكم قاسي وجلاَّد مُرعب والسيف والقسوة على وجوه من حولهم ولم يخافوا . لابد أن نعرف أنه سيكون لنا في العالم ضيق .. قايين قتل هابيل لكن هابيل لم يمُت .. هيرودس قتل يوحنا المعمدان لكن يوم قتل يوحنا كان يوم حزن عند هيرودس وكانت رأس يوحنا الميتة تصرخ ” لا يحل لك “ ( مت 14 : 4 ) .. عيسو اضطهد يعقوب .. فرعون اضطهد بني إسرائيل .. عيسو أراد قتل يعقوب وفرعون أراد قتل بني إسرائيل .. هناك مرات كثيرة أراد العالم إبادة شعب الله .. عثليا أرادت قتل النسل الملكي هذا أمر غير منطقي .. فرعون أراد قتل أطفال بيت لحم منتهى القسوة ويسوع مُضطهد لكنه يبقى .. بعد ذلك هيرودس يقتل يعقوب الرسول وأراد قتل بطرس .. هل الكل يخاف ؟ لا .. دقلديانوس قتل الكثير والكثير .. وحتى اليوم وغداً و...... . الإضطهاد موجود لأن وجود المسيحيون يُسبب ألم للعالم لكن لا تخاف حتى لو أدى الأمر للإستشهاد لأن المسيح أعطاني وعد أنه ” ثقوا أنا قد غلبت العالم “ ( يو 16 : 33 ) .. أكثر شئ يُخيف الإنسان نفسه .. 65 % من مخاوف الإنسان لا تحدث .. الذي يجعل ثقته في الله .. في يقين أن الله قادر أن يُدير كل أموره هذا لا يخاف .. قل له كل يوم " أنا مِلك لك " . القديس أبو مقار كان يصلي فظهر له الشيطان وفي يده سيف يريد قطع يدي أبو مقار .. لكن القديس لم يهتز ولم يخاف .. فقال له الشيطان أما تخاف يا راهب ؟ أجابه أبو مقار إن أمرك الله أن تقطعها فاقطعها .. ما يحدث هو الذي يسمح به الله فقط .. لا تخف لأنك كلما ارتبطت بالأرض كلما خفت أكثر . شخص في طريقه للسفر وكان الطريق طويل ومعه حقيبة بها أمور مهمة كثيرة فوضع الحقيبة بجانبه ولم يحرك عينه عنها لكنه كان النُعاس يغلبه وهو يقاوم ويعود يطمئن على الحقيبة إلا أن النُعاس غلبهُ فغفل للحظات وقام من غفلتهِ ونظر لم يجد الحقيبة .. لقد سُرقت عندئذٍ استسلم للنوم . هناك ما يربطك بالحياة ويُخيفك وكلما انحليت من العالم كلما عشت فوقهُ .. الإنسان يخاف من نفسه ومن أطماعه وضعفه لكن مادمت في يد الله لا أخاف شراً .. لذلك رأينا في الشهدتء بطولات .. عندما تُوضع فتاة رقيقة في زيت مغلي .. عندما يحضروا رضيع بربتوا تصرخ من جوعها فتقول لهم بربتوا " هو أعطاني إياها .. هو يقُوتها " .. قوية .. لا تخاف .. ويحاولون إضعافها أكثر فيضعون الرضيعة في حضنها لعلهت تتراجع .. عذابات نفسية وجسدية لكنهم غلبوا لأنهم من داخلهم غالبين . 3. لا تنسوا المجد الأبدي :- لهم هدف ترى منظر الشهيد وترى الدم وهو يرى السماء أنت ترى سيف وهو يرى مجد الذي يجعلك تصبِر على السيف وعلى الآلام أنك ترى السماء قديسون كثيرون سمح الله لهم أن يروا إكليلهم لأن بعد لحظات قليلة يتحول الضعف إلى قوة ومجد ويُستبدل الإضطهاد إلى استقبال في مجد لا تنسى مجد السماء لا تنظر للجزء المُتعب في القصة بل انظر للمكافأة الشهيد عينه على المكافأة فكان مشتاق لمجد السماء ووجد أن الإستشهاد خطوة للمجد يقول القديس أغسطينوس ” يا الله أنت قلت لا أحد يراني ويعيش إذاً لكي أراك لابد أن أموت أريد أن أموت لكي أراك “ لذلك رأينا في الكنيسة صفوف شهداء وقالوا للملك قسطنطين نحن غير فرحين بالحرية لأن عدو الخير وجد أنه قد خسر كثيراً عندما أشعل الإضطهاد على المسيحية لأن الضيق أقام في الكنيسة آلاف من الشهداء فغيَّر الشيطان خطته وجعل الضيق من داخل الكنيسة بالبدع والهرطقات لكن وسط كل هذا حب الإستشهاد مازال في قلوب أولاد الله فأقاموا صفوف تريد الرهبنة فنجد في القرن الخامس 20.000 راهب في البرية وكان في منطقة الساحل الشمالي حوالي " 400 " دير فكانت الأديرة تُسمى بالأرقام وصوت التسبيح لا ينقطع في هذه المنطقة الشهيد تُقطع رأسه وينزف" 5 " لتر دم والراهب ينزف نفس الدم لكن قطرة قطرة بالميطانيات والجهاد عندما تملُك محبة المسيح على القلب تهون الحياة لذلك أُطلِق على الرهبنة اسم " الإستشهاد الأبيض " قدموا حياتهم على مذبح العبادة والنسك يجوع ولا يأكل ويتعب وكل يوم يجدد عهد استشهاده مع يسوع هذا أتى من إنسان وضع مجد السماء هدف له الشهيد يقول لك لا تنسى مجد السماء إجعل في عقلك شكل أجمل وهو صورتي وعلى رأسي إكليل المجد الذي يضع لنفسه هدف يسعى له وتهون عليه الوسيلة والتعب كان أسهل طريق على الشهيد لنوال المجد هو قطع الرأس لكن الأصعب أن يتعذب يوم بعد يوم لكي يواجه الإنسان الموت أيام هذا أمر صعب ورغم ذلك صمدوا هم ليسوا بشر الله غيَّر طبيعتهم وجعلهم يتخطون طبع البشر لم يكونوا أصحاب قوة جسمانية وعضلات بل قوَّتهم في عبادتهم لذلك هدفهم مجد الأبدية وصارت عائلات بأكملها تتقدم للإستشهاد طفل صغير كان يشاهد أبوه يستشهد وتقابلت نظرات الأب مع الطفل فدمعت عين الأب فأجابه طفله " إحذر أن يتغير قلبك بسببي " أي كان يُشدده ويشجعه الشهيد يقول لك " ألا تريد أن تكون مثلي " ؟ أنا ضعيف مثلك لكني أحببت الله أكثر من العالم ولم أخاف ولم أنسى مجد الأبدية فصرت شهيد وتمتعت بالمجد عِش هذه الثلاثة تقدم له نفسك شهيد كل يوم حتى يأتي اليوم الذي تكون فيه معه وتسمع صوته الجميل ” كنت أميناً في القليل فأُقيمك على الكثير ادخل إلى فرح سيدك “ ( مت 25 : 21 )” من سيفصلنا عن محبة المسيح أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عُري أم خطر أم سيف كما هو مكتوب إننا من أجلك نُمات كل النهار قد حُسبنا مثل غنمٍ للذبح ولكننا في هذه جميعها يعظُم انتصارنا بالذي أحبنا فإني مُتيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا “ ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانيا أتطونيوس – محرم بك - الاسكندرية
المزيد
21 يوليو 2019

إن لم ترجعوا و تصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات

كَانَ التَلاَمِيذ مَشْغُولِين مِين هُوَ الرَئِيس وَمَنْ هُوَ الأعْظَم مَنْ الرَئِيس فُوْق فِي السَّمَاء ؟ فَهُمْ بِيَبْحَثُوا عَنْ الشَكْل وَالوَظَائِف كَانَ هَؤلاَء التَلاَمِيذ يَحْمِلُوا إِسْمَك لِيُوَاجِهُوا بِهِ مُلُوك وَأبَاطِرَة وَوَلاَة وَجَلْد وَسَيْف هَلْ إِنْتَ يَارْبَّ مِش حَاسِس بِضَعْفُهُمْ وَلَكِنْ جَمِيل جِدّاً مَحَبِّة الله الَّلِي عَارْفَه كُلَّ الأُمُور وَتَكْشِف كُلَّ الضَعَفَات إِنَّه قَادِر أنْ يَجْعَل أوَانِي لِلمَجْد الْمَسِيح رُوحه القُدُّوس سَيُغَيِّر كُلَّ الضَعَفَات كُلَّ الضَعَفَات تَكُون مَاضِي فَهُوَ عَمَل نِعْمَة الله المُغَيِّرَة فِي الضَعْف البَشَرِي رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح شَايِفْهُمْ يَقُولُوا مَنْ هُوَ الأعْظَمْ وَالأفْضَل عَجِيب أنَّ رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح عَارِف ضَعَفَاتنَا وَمُتَأنِّي وَالغَرِيب أنْ نَكُون مَعَ يَسُوع فِتْرَة طَوِيلَة وَضَعَفَاتنَا كَثِيرَة وَخَطَايَانَا مَعَانَاوَمِنْ الوَاضِح أنَّ النَّاس دِي لَيْسَ مِنْهَا رَجَاء الرَّبَّ دَخَل فِي حِوَار مَعَ بَعْض النَّاس وَقَالُوا إِنْتَ عَمَلْت كُلَّ شِئ مِنْ أجل الإِنْسَان وَلَكِنْ العَالم سَيَعْرِفُوا إِزَاي إِنَّك هُوَ الْمَسِيح ؟!!! فَرَد الْمَسِيح عَنْ طَرِيق تَلاَمِيذِي فَضَحَكُوا هَؤلاَء النَّاس هَلْ هُمَّ دُول الَّلِي يِتحَمِّلُوا الكِرَازَة ؟ فَأجَابَهُمْ يَسُوع إِنِّي أثِق فِيهُمْ وَقَدْ كَان وَصَارُوا مَوْضِع ثِقَة وَمَسْئُولِيَة وَأوَانِي لِلرُّوح عَجِيبَة نِعْمِة رُوح رَبِّنَا الَّتِي تُغَيِّر الإِهْتِمَامَات مَهْمَا كَانِت إِهْتِمَامَاته أرْضِيَّة وَفِكْره مَحْصُور فِي الأرْضِيَات وَكَأنَّ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح يَقُول لَنَا أنَا بَشْتَغَل فِي نَاس فِيهُمْ نَفْس الضَعْف وَلإِنْحِصَارهُمْ فِي ذَاتهُمْ رَاحُوا لِيَسُوع لِيَسْألوه مَنْ هُوَ الأعْظَمْ فِي مَلَكُوت السَّموَات ؟فَدَعَا طِفْلاً وَسَطْهُمْ وَقَالَ { الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوامَلَكُوتَ السَّموَاتِ } ( مت 18 : 3 ) تَجَاوَز عَنْ ضَعَفَاتهُمْ مِنْ يُوْم مَا اخْتَارهُمْ هُمْ مَسَاكِين فِي كَرَامَة وَهُوَ يَرْفَع مِنْ شَأنُهُمْ لِيُعْطِيهُمْ مَفَاتِيح مَلَكُوت السَّموَات إِنْتَ عَارِف إِنِّي ضَعِيف كُلَّ فِكْرِي فِي الأرْض وَلَكِنْ إِقْتِدَار النَّعْمَة المُغَيِّرَة الَّتِي تُحَوِّلنَا مِنْ أوَانِي لِلهَوَان إِلَى أوَانِي لِلمَجْد يَسُوع عَالِج الضَعْف بِطَرِيقَة إِيجَابِيَّة ( بِالتَفْكِير الإِيجَابِي & التَفْكِير البَنَّاء )إِنْتُمْ بِتفَكَّرُوا بِطَرِيقَة أرْضِيَّة وَأمَّا إِحْنَا بِطَرِيقَة سَمَاوِيَّة كَانَ مِنْ المُمْكِن أنْ يَقُول الْمَسِيح لَهُمْ هكَذَا وَتُصْبِح خِنَاقَة فَكَان يِكُون فِهْمُهُمْ بَسِيط وَلَكِنْ تَصَرُّف رَبِّنَا يَسُوع الإِيجَابِي البَنَّاء لَمَّا جَاب الطِفْل وَقَالَ{ إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّموَاتِ }مَثَل لاَ يُنْسَى عَلَشَان كِده إِحْسَاسهُمْ بِالعَظَمَة هُوَ أعْظَم عَائِق لِدُخُول مَلَكُوت السَّموَات{ إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّموَاتِ } " لَنْ تَدْخُلُوا "مَعْنَاهَا " مُسْتَحِيل " وَلِذلِك كَانَ لاَبُد مِنْ التُوبَة فَالتُوبَة مِيطَانيَة تَغيِير الإِتِجَاة وَالمَفْرُوض الإِنْسَان أنْ يَتَغَيَّر يَارْبَّ إِزَاي أتغَيَّر ؟ إِزَاي يِكُون لِيَّ الفِكْر بِتَاع الْمَسِيح يَسُوع ؟وَهَلْ أنَا مَاشِي صَحْ وَلاَّ لأ ؟لاَزِم نِرْجَع وَنَصِير مِثْل الأوْلاَد نَتَغَيَّر لِلْمَسِيح يَسُوع نَعِيش فِي وَصِيَة الإِنْجِيل وَفِي وَصِيَة الْمَسِيح فَهُوَ يُقَدِّس طَبْعَك وَيُغَيِّر فِكْرَك عَجِيب أنَّ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لَمَّا جَاءَ يُكَلِّمَهُمْ وَضَعَهُمْ فِي خَجَلٍ شَدِيد وَكَأنَّهُ يَقُول مِش عَايِز أتكَلِّم مَعَاكُمْ كَثِير بِدُون سَفْسَطَة فِي الكَلاَم وَكَثْرِة كَلاَم فَدَعَا طِفْلاً وَأقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ فَمَنْ إِتَضَعْ مِثْل هَذَا الصَبِي فَهُوَ الأعْظَمْ فِي مَلَكُوت السَّموَات العَظَمَة هِيَ الإِتِضَاع فَالعَالم يِغْرِينَا بِالرِئَاسَة وَالعَظَمَة وَيِجْعَلهَا مَوْضِع الصِرَاع وَيِخْسَّرْنَا المَلَكُوت تِعِيش فِي هذِهِ البَسَاطَة وَهذِهِ القَامَة هِيَ الرُّجُوع فِي حَالِة البَرَارَة الأُوْلَى هِيَّ دِي تِجْعَلَك عَظِيم إِرْجَع فِي قَامِة الطِفْل الصَغِير يِسْتَخْدِم طُرُق إِقْنَاع قَوِيَة جِدّاً وَفِي نَفْس الوَقْت بَسِيطَة جِدّاً العَالم الآن يَتَفَنن فِي فَنْ التَدْرِيس وَتَقْدِيم المَعْلُوْمَة فَهُوَ لَمْ يَقُل فَقَطْ { إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأوْلاَدِ } بَلْ أيْضاً أحْضَر الطِفْل فَالْمَسِيح لَهُ كُلَّ المَجْد صَاحِب مَنْهَج فِي التَعْلِيم لَمَّا يِتَكَلِّمُوا عَنْ وَسَائِل الإِيضَاح رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح كَانَ يَسْتَخْدِم وَسِيلِة إِيضَاح لِيُقَرِّب الحَقِيقَة وَيُقَدِّم فِي ذلِك أمْثَال لِلتَوْضِيح مِثْل الدِرْهَمْ المَفْقُود( لو 15 : 8 – 9 ) الرَّاعِي وَالخَرُوف ( مت 18 : 12 – 13 ) مُمْكِنْ أي وَاحِد عَايِش يِتعَرَّض لِهَذَا المَوْقِف فَأحْضَر فِي هَذَا المَثَل طِفْل وَوَقَّفه فِي وَسَطِهِمْ أوْ مَثَل خَرَجَ الزَّارِع يِزْرَع وَكَانَ الرَّجُل يَضْع البِذَار وَيَجْعَلَهُمْ يَتَخَيَّلُوا الكَلاَم ( لو 8 : 5 ) فَالْمَسِيح صَاحِب أُسْلُوب بَدِيع الْمَسِيح صَاحِب أُسْلُوب بَدِيع عَايِز النَّاس .. يِنْزِل لِمُسْتَوَى النَّاس ثُمَّ يَصْعَد بِهُمْ فِي أفَاق الرُّوح قِصَّة تُوَضِّح أهَمِيِة الإِتِضَاع زَي رَاهْبَة تُرِيد أنْ تَعْمَل أعْمَال عَظِيمَة مِثْل إِنْشَاءَات عَنْدَهَا آمَال كِبِيرَة وَطُمُوحَات عَاليَة وَالأُم الرَئِيسَة تَمْنَعْهَا فِي كَثِير مِنْ الأحْيَان مِنْ أدَاء أُمُور عَظِيمَة فَذَهَبِت هَذِهِ الرَاهِبَة لِتَشْتَكِي إِلَى أب إِعْتِرَافهَا عَنْ مَنْع الأُم الرَئِيسَة لَهَا فِي تَصَرُّفَاتهَا وَآمَالهَا العَظِيمَة فَرَد عَلِيهَا الأب الكَاهِن إِنَّهَا هِيَ تِمْنَعِك مِنْ الأُمُور العَظِيمَة لِتُسَاعِدِك عَلَى الإِتِضَاع حَتَّى لاَ تَنْشَغِلِي بِأُمُور عَظِيمَة وَلاَ تَنْسِي حَقِيقِة أنْ تَرْجَعِي وَتَصِيرِي مِثْل الأطْفَال هِيَّ دِي القَامَة الَّتِي سَتَدْخُل مَلَكُوت السَّموَات الوَاحِد يَتَأمَّل عِنْدَمَا يَقِف أمَام الطِفْل يَقُول دَه إِيه الزَمَن الَّذِي أحْدَث لِي هَذَا الفَسَاد طِبَاعِي فِسْدِت وَغَرِيزتِي تَدَنَّسِت وَصُوْرِتِي تَشَوَّهِت الْمَسِيح يِقُول إِرْجَع جِوَاك إِمْكَانِيَات تِعِيش فِي طَهَارِة الأطْفَال فِي عَالم كُلَّه دَنَس تِعِيش فِي بَسَاطِة الأطْفَال فِي عَالم كُلَّه كَرَاهِيَّة بِالرُّوح القُدُس الخَلاَّق الْمَسِيح إِسْتَوْدِعهُولَك مِنْ الدَّاخِل يِشَكِّل فِي إِنْسَانَنَا البَاطِنِي لِيِرْجَع فِي قَامِة الطُفُولَة طُول مَا نُقْعُد مَعَ رَبِّنَا وَنُقَف أمَامه الصُورَة تِنْطِبِع فِينَا وَتِغَيَّرْنِي إِلَى حَالِة البَرَارَة الأُوْلَى { إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّموَاتِ }لاَ تُفَكِّر كَثِيراً فِي عَظَمَة عَلَى الأرْض فَكَّر إِزَاي تِكُون عَبْد وَخَادِم لِلكُلَّ وَتَضَعْ نَفْسَك لأِجْل الكُلَّ سَأل شَخْص أحَد القِدِّيسِين قَالَ لَهُ قُلْ لِي كَلِمَة لأِحْيَا ؟ فَرَد وَقَالَ لَهُ{ ضَعْ نَفْسَك تَحْت الخَلِيقَة لِتَحْيَا فِي بَسَاطَة وَتَوَاضُع } كَمَا يُقَال نَحْنُ نَطْلُب الرَّحْمَة بِسَذَاجَة فَنَحْنُ عَارْفِين إِنِّنَا لاَ نِسْتَهِلهَا مِثْل وَاحِد مَعَهُ جِنِية وَيِكَلِّمَك فِي مَائَة جِنِيةأوْ مَائَة ألف جِنِية مِثْل الَّذِي يَقُول " يَارْبَّ أعْطِنِي المَلَكُوت بِسَذَاجِة الأطْفَال " الطَّهَارَة الحُب الرَّحْمَة كُلَّ عَطِيَّة صَالِحَة فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح إِخْتَارْهُمْ لِيُعْلِن مَجْده فِيهُمْ فِي الأرْض فَنَقُول بِرَجَاء مَهْمَا كَانَ فِكْرَك ضَعِيف فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح قَادِر أنْ يِشَكِّلَك مِنْ جَدِيد جَمِيع التَلاَمِيذ سَفَكُوا دِمَائِهِمْ وَأصْبَحُوا عُظَمَاء فِي مَلَكُوت السَّموَات وَإِنْ كَانُوا فِي البِدَايَة غِير مُسْتَحِقِين فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح قَادِر أنْ يُشَكِّلْنَا مِنْ جَدِيد إِذَا خَضَعْنَا لِعَمَل الرُّوح القُدُس حَتَّى الصُورَة تَكْتَمِل وَنَصِل إِلَى قَامِة الطُفُولَة وَيَكُون لَنَا كَرَامَة فِي مَلَكُوت السَّموَات رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِيِنَا بِنِعْمِته لَهُ المَجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين القس أنطونيوس فهمى
المزيد
14 يوليو 2019

كيف أتعامل مع المجتمع بتوازن

التَوَازُن يعنِي أنْ يَكُون الإِنسان مُتَزِن فِي أموره أي لاَ يَكُون مُتَحَيِّز إِلَى اليمِين وَلاَ يَكُون مُتَحَيِّز إِلَى اليسار وَلاَ يَكُون فَاقِد إِتِزانه وَيَكُون مُتَزِن وَثَابِت فَهذَا هُوَ الإِتِزان كَيْفَ يسلُك أولاد الله بِإِتِزان ؟ هُناك أربعة نِقاط :- 1- مفهُوم الإِتِزان :- أنْ يَكُون الشخص قَادِر عَلَى إِختِيار أُسلُوب حياته المُناسِب أنْ يعرِف أنْ يختار مَتى يَتَكَلَّم وَمَتى يصمُت عَنْ الكَلام وَأنْ يختار الأشخاص الَّذِينَ يُعَاشِرهُمْ وَأنْ يعرِف كَيْفَ أنْ يفرِز الأُمور عَنْ بعضها فَهُناك فَضِيلة تُسَمَّى فَضِيلة الإِفراز وَهيَ تعنِي الإِختيار وَالتقييم فَمِنْ المفرُوض أنْ يَكُون فِي حياتنا إِفراز وَاتِزان بِمعنى أنْ يَكُون لدينَا إِفراز وَاتِزان فَمَثَلاً الفُول الَّذِي بِهِ حصى فَإِذا طُلِبَ مِنْكَ أنْ تُنَظِف هذَا الفُول فَإِنَّكَ تقُوم بِفرز الفُول عَنْ الحصى الَّذِي بِهِ وَلاَ تعُود وَتضع الحصى مَعَ الفُول بعد عَمَلِيِة الفرز وَهَكَذَا الفرز هُوَ أنْ تختار الجَيِّد وَتَكُون معهُ وَتَبعِد عَنْ الرَدِئ وَكَيْفَ أنْ تَتبع الأمر الجَيِّد وَتُنَمِيه وَتستمِر مَعْهُ وَتطرح الأمر الرَدِئ يِبعِد عنْكَ تماماً فَهذَا هُوَ الإِفراز فَهيَ مُشتَقَّة مِنْ كَلِمة " فرز " ذَات مرَّة قَالَ الأنبا أنطونيُوس لِتَلاَمِيذه : مَا هِيَ أعظم فَضِيلة ؟فَقالُوا تَلاَمِيذه : المَحَبَّة ، التواضُع ، الطاعة ، العطاء ، الإِيمان ، التَعَاوُن ، حُب الآخرِين ، الأمانة ،الصِدق ، طول الأناة ، الإِحتِمال ، التَّعَفُّف ، الوَدَاعة ، الصمت ، الطهارة ، العطف وَهَكَذَا فَقَالَ الأنبا أنطونيُوس : لاَ هُناكَ أعظم فَقَالُوا تَلاَمِيذه : وَمَا هِيَ ؟فَقَالَ الأنبا أنطونيُوس : هِيَ الإِفراز فَقَالُوا تَلاَمِيذه : مَا هُوَ الإِفراز ؟فَقَالَ الأنبا أنطونيُوس : الإِفراز هُوَ العطاء ، وَالمَحَبَّة ، وَالطهارة وَكُلَّ هذِهِ الصِفات الَّتِي ذُكِرت فَكُلَّ هذِهِ الفضائِل سببهَا الإِفراز فَمَثَلاً إِذا لَمْ يعرِف شخص فَضِيلة الإِفراز وَلاَ يعرِف كَيْفَ يفرِز أصدِقائه وَكَانَ إِختِياره مَعَ أصدِقاء غِير أتقِياء فَلاَ يعرِف أنْ يَكُون تَقِي وَإِذا كَانَ إِختِياره مَعَ أشخاص لاَ يعرِفُوا الصمت فَلاَ يَتَعَلَّم فَضِيلة الصمت وَهَكَذَا وَلَكِنْ إِذا قَامَ هذَا الشخص بِإِختِيار صَدِيق نقِي وَطَاهِر فَإِنَّهُ يَكُون نقِي وَطَاهِرفَإِنَّ أعظم الفضائِل هِيَّ الإِفراز فَمَثَلاً كَانَ الأنبا أنطونيُوس يسكُنْ فِي مغارة فوقَ جبل مِنْ جِبال البحر الأحمر لِمُدِّة عشرُونَ سنة بِدُون أنْ يدخُل إِليهِ أي شخص وَلَمْ يرى وجه إِنسان فِي هذِهِ المُدَّة وَبعد عشرُونَ سنة عَلَمَ تَلاَمِيذه أنَّهُ سيخرُج مِنَ المغارة الَّتِي مَكَثَ فِيهَا كُلَّ هذِهِ المُدَّة وَظلَّ تَلاَمِيذه حَائِرِين كَيْفَ يَكُون شكله بعد هذِهِ المُدَّة ؟ وَكَيْفَ تَكُون شخصِيِته أيضاً ؟ فَعِندما خرجَ الأنبا أنطونيُوس مِنَ المغارة فَكَانَ قوامه مُعتدِل فَلاَ يوجد سَمِيناً مُتَرَهِلاً أي سِمِين جِدّاً وَلاَ نَحِيفاً مِنْ شِدَّة النُسك بَلْ كَانَ مُعتَدِلاً فَهُوَ كَانَ يسلُك بِتَوَازُن فَلاَ يوجد وَاجِماً مُتَبَرِماً بِمعنى عَابِس وَلَمْ يوجد ضحوكاً مُتَسَيِباً أي كانت شخصِيِته مُتَزِنة وَعِندما عرضُوا عَلَى الأنبا أنطونيُوس أنَّهُ سَيَكُون رَئِيساً عَلَى جماعة رُهبان كَثِيرة جِدّاً فَكَانُوا تَلاَمِيذه يَتَسَألُون : هل سَيَكُون شَدِيداً معنا ؟ وَآخر يقُول : هل سَيَكُون طَيِّباً معنا جِدّاً ؟ فَنَحْنُ نَكُون عَلَى حُرِّية جِدّاً لأِنَّهُ طَيِّب وَلَكِنْ الأنبا أنطونيُوس كَانَ شَدِيد وَلَكِنْ لَيْسَ لِدَرَجِة أنَّ تَلاَمِيذه يِنفِرُوا مِنْهُ وَلاَ كَانَ مُتَسَيِباً لِلدَرَجة الَّتِي تؤدِي إِلَى أنَّ تَلاَمِيذه يَكُونُوا مُتَسَيِبِين فَإِنَّهُ كَانَ مُتَزِن وَكَانَ يضبُطَهُمْ بِحُب وَبِحزم السلُوك بِإِتِزان وَاعتِدال فَلاَ تَكُون مُتَطَرِفاً إِلَى إِتِجاه شِئ مُعَيَّن فَلاَ تَكُون شَدِيد لِدَرَجِة أنَّكَ تَكُون حرفِي وَلاَ مُتَسَيِب لِدَرَجِة أنَّكَ لاَ تَكُون لَكَ قاعِدة وَلاَ قانُون فَيَجِب أنْ تَكُون مُتَزِن فَمَثَلاً فِي مجمع نِيقية كَانَ يحضره 318 أُسقُفاً بِنِيقية فِي سنة 325 م وَكَانُوا مِنْ مُختلف البِلاد مِنْ كُلَّ أنحاء العالم وَكَانُوا لَيْسَ كُلُّهُمْ أرثُوذُوكس فَكَانُوا مِنْ أسَاقِفة مِنْ كُلَّ كنائِس العالم وَكَانَ موضُوع المُناقشة عَنْ بِدعة آريُوس الَّذِي أنكر لاَهُوت السيِّد المَسِيح وَفِيهِ تَمَّ وضع قانُون الإِيمان بطل هذَا المجمع هُوَ البابا أثناسيُوس وَمِنْ ضِمن موَاضِيع المُناقشة الَّتِي تمَّ مُناقشتها فِي هذَا المجمع فَقَالُوا مفرُوض أنْ يَكُون الكاهِن مُتَبَتِل ( أي بتول ) وَلَيْسَ مُتَزَوِج لأِنَّ الكهنُوت هُوَ كهنُوت المَسِيح وَالمفرُوض أنَّ الَّذِي يدخُل المذبح يَكُون رَاهِب وَغِير مُتَزَوِج .. وَآخرُون قَالُوا أنَّ مِنْ المفرُوض لاَ يَكُون هُناك شِئ إِسمه مُتَبَتِل فَيَجِب أنْ يَكُون كُلَّ الكهنة وَالرُهبان مُتَزَوِجِين فَكَانَ الرأي بينَ أنَّ كُلَّ الكَنِيسة تَكُون مُتَبَتِلة وَآخرُون رأيُهُمْ أنْ تَكُون كُلَّ الكَنِيسة مُتَزَوِجة وَآباء كَنِيسة مصر قَالُوا أنَّ رُعاة الشَّعْب يَكُونُوا مُتَبَتِلِين ( البطرك وَالآباء الأساقِفة ) أمَّا رُعاة الكَنَائِس الَّذِينَ هُمْ تحت الأساقِفة هُمْ يَكُونُوا مُتَزَوِجِين وَبِهذِهِ الطرِيقة تمَّ الجمع بينَ البتولِيين وَبينَ المُتزوِجِين فَهُمْ لاَ ينحازُوا إِلَى جِهه مُعْيَّنة فَكَنِيستنا بِهَا الآباء الأساقِفة وَالآباء الرُهبان وَِالآباء الكهنة فَهَذَا هُوَ الإِتِزان بِمعنى أنْ لاَ يَتِمْ التمييز بِجانِب شِئ أوْ لاَ يحدُث العكس فَيَجِب أنْ تسِير الأُمور بِإِتِزان 2- رَبَّنَا يَسُوع المَسِيح كَنموذج لِلإِتِزان :- لاَ يوجد أقدس أوْ أطهر أوْ أبرأ أوْ أبرع مِنْ يَسُوع المَسِيح فَكَانَ يَسُوع فِي الجِبال يُصَلِّي وَكَانَ فِي المجمع يُعَلِّم وَكَانَ يتواجد فِي الهِيكل مَعَ التَلاَمِيذ يُعَلِّمَهُمْ وَكَانَ يَسُوع فِي حياته مُتَزِن وَكَانَ هُناك أمور كَثِيرة تدُل عَلَى إِتِزانه عِندما دخل يَسُوع إِلَى الهِيكل وَوَجَدَ الباعة بِالهِيكل فَلَمْ يقبل هذَا المنظر وَثَارَ عَلَى الباعة وَالصيارِفة وَكَانَ أيضاً هُناكَ مَوَاقِف تدُل عَلَى أنَّهُ رَحِيم جِدّاً .. فَمَثَلاً المرأة الَّتِي أُمسِكت فِي ذات الفِعل وَقَالَ لَهَا إِذهبِي وَلاَ أنَا أدِينِك ( يو 8 : 4 - 11) فَنَحْنُ رأيناه وَهُوَ مُمسِك السِياط لِلباعة فِي الهِيكل وَفِي نَفْس الوقت يِسَامِح المرأة المُمسِكة فِي ذات الفِعل فَهُوَ يسِير بِإِتِزان وَذَهَبَ يَسُوع فرح عُرس قانا الجلِيل ( يو 2 : 1 )وَذَهَبَ لِلعَشاء عِندَ الفرِّيسِي وَكَانَ يَتَمَشَّى مَعَ التَلاَمِيذ فِي الحقُول ( مت 12 : 1 ) وَركب مركِب مَعَ تَلاَمِيذه فَإِنَّهُ كَانَ مُتَزِن فِي تصرُّفاته فَلاَ هُوَ صَلاَة وَعِبادة فقط فَكَانَ لَهُ حياة إِجتماعِيَّة وَحياة مُجاملة وَحياة خاصة وَلَهُ مُحِبِين فَكَانَ يَسُوع مُتَزِن فَكَانَ يعرِف يَتَعَامل مَعَ تَلاَمِيذه وَأُسرِته وَالكتبة وَالفرِّيسِيين وَالخُطاة وَالمُحِبِين وَكَانَ يعرِف أنْ يَتَعَامل مَعَ المُتأمِرِين وَالأشخاص الَّذِينَ كَانُوا يُرِيدوا أنْ يصطادوه بِكَلِمة( مت 22 : 15) فَيَسُوع كَانَ مُتَزِن 3- كَيْفَ تَكُون شخصِيَّة مُتَزِنة ؟ يَجِب أنْ تسأل نَفْسك : هل أنتَ مُتَزِن ؟ هل أنتَ مُتَزِن فِي تَصَرُّفاتك ؟ هل أنتَ مُتَزِن مَعَ أصدِقائك ؟ هل أنتَ مُتَزِن فِي إِختِياراتك لأمور حياتك ؟ هل أنتَ مُتَزِن فِي بَاقِي سِلُوكِياتك ؟ هل أنتَ مُتَزِن فِي المنزِل ؟ هل أنتَ مُتَزِن فِي المدرسة ؟ أم أنَّكَ تمشِي وَتَتَجِه فِي أي تيار ؟أصعب شِئ أنْ يَكُون الإِنسان بِعِدَّة شخصِيات وَيَكُون غِير مُتَزِن أي عِندما يَكُون فِي الكَنِيسة يُصَلِّي وَيُرَنِّم وَيحفظ ألحان وَيُصَلِّي فِي الأجبِية وَعِندما ينزِل إِلَى حوش الكَنِيسة يَكُون شخص ثانِي وَعِندما يخرُج مِنْ الكَنِيسة يَكُون شخص ثالِث وَعِندما يَكُون فِي المدرسة يقُول لِنَفْسه أنَا الآن فِي المدرسة مَعَ زُمَلاَئِي فَأنَا الآن شخصِيَّة مُختلِفة وَعِندما نسأله لِماذا تَكُون شخصِيَّة أُخرى ؟يقُول يَجِب أنْ أكُون هَكَذَا ( حَتَّى يُوَاكِب الجو ) فَهَذَا يَكُون شخص غِير مُتَزِن فَيَجِب أنْ تَكُون شخص مُتَزِن يعنِي لَكَ مُعَامَلاَت مَعَ كُلَّ الأشخاص الَّذِينَ حولك بِشخصِيَّة واحدة شخصِيَّة مُتَزِنة شخصِيَّة وَاثِقة مِنْ نَفْسهَا أصعب شِئ أنَّكَ تَكُون بِعِدَّة شخصِيات وَأصعب شِئ أنَّكَ تَكُون إِنسان مُتَرَدِّد فَهُناك مواد كِيميائِيَّة إِسمها مواد مُتردِّدة أي أنَّهَا لاَ هِيَّ حَامِضِيّة وَلاَ قَاعِدِيَّة فَلاَ يَجِب أنْ تَكُون مُتَرَدِّد لاَ تَكُون مَسِيحِي وَلاَ تَكُون غِير مَسِيحِي لاَ تَكُون مُتَدَين وَلاَ تَكُون غِير مُتَدَيِن لاَ يَكُون لَكَ مبدأ وَتسِير فِي أمور بِمبدأ " ساعة لِقلبك وَساعة لِرَبك " هُناكَ أشخاص يحفظُون الألحان وَفِي نَفْس الوقت يحفظُون أغانِي وَيعرِفُون أسماء القِديسِين وَالأباء الكهنة وَفِي نَفْس الوقت يعرِفُوا أسماء المُطرِبِين وَالمغَنِيين وَيسمعُون شرائِط الترَانِيم وَشرائط الأغانِي فَهَذِهِ تَكُون شخصِيَّة غِير مُتَزِنة فَيَجِب أنْ تَكُون غِير ذلِك فَأنتَ إِبن رَبِّنَا لاَ تسلُك بِحسب غِير هذَا [ كُلُّ الأشياء تَحِلُّ لِي لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأشياء تُوَافِقُ ]( 1كو 6 : 12) فَلاَ يَكُون أي شِئ يِمشِي فِيهِ وَلاَ يَكُون أي شِئ يَتِم السلُوك بِهِ وَلاَ نِمشِي مَعَ أي شخص فَيَجِب أنْ تَكُون لِشخصِيِتك مَلاَمِح بِمعنى أنَّ رَبِّنَا خلق كُلَّ شخص لَهُ مَلاَمِح مُعَيَّنة فَإِنَّ بصمة اليد قَادِرة أنْ تُمَيِّز شخصِيِتك مِنْ وسط العالم كُلَّه وَلُون عِينِيك وَشكلك فَإِنَّ كُلَّ شخص لَهُ مَلاَمِح مُمَيَزة فَيَجِب أنْ تَكُون لَكَ شخصِيَّة وَاضِحة وَلاَ يَجِب أنْ تَكُون فِي عِدَّة إِتِجاهات هذِهِ تَكُون خطورة فَيَجِب أنْ تَكٌُون شخصِيِتك شخصِيَّة إِبن رَبِّنَا إِنتَ متعَمِّد وَبِوَاسِطة المعمودِيَّة أنتَ لَبِستَ المَسِيح بِالمعمودِيَّة فَأنتَ فِي وسط مدرستك وَفِي وسط زُملائك مَسِيحِي وَفِي منزِلك مَسِيحِي وَفِي الكَنِيسة مَسِيحِي فَلاَ يَجِب أنْ تَكُون فِي كُلَّ مكان بِشخصِيَّة مُختلِفة فَيَجِب أنْ تَكُون إِنسان مُتَزِن فَمَثَلاً هُناكَ شمامِسة طُلِبَ مِنْهُمْ أنَّهُمْ يخدِمُوا فِي إِكلِيل وَوَافقوا فَالمعرُوف عنهُمْ أنَّهُمْ شمامِسة وَأولاد الله وَعِندما جاءوا الشمامِسة سألوا النَّاس : إِنتُمْ بعد الكِنِيسة هل ستذهبُوا فِي مكانٍ مَا ؟ فَقَالُوا لَهُمْ : نعم سوفَ نذهب فِي مكانٍ مَا نِفرفِش فِيه فَالشمامِسة قَالُوا : إِحنا مُمكِنْ نأتِي معكُمْ وَنِفرفِش معكُمْ ؟!!! فَهؤلاء الشمامِسة كَانُوا فِي الإِكلِيل يخدِموا وَيرتِلوا الألحان فِي الكَنِيسة وَمُمسِكِين بِالدف وَيلبِسُونَ التونية وَبعد الفرح يخلعُوا التونية وَيِمسِكُوا بِأشياء أُخرى غِير الدف فهل هذا يلِيق ؟ فهل هذِهِ الشخصِيَّة تَكُون مُتَِزِنة ؟ بِالكَنِيسة يُرَتِلُونَ الألحان وَفِي الأماكِن الأُخرى يِرَدِدُوا الأغانِي فَهَذِهِ ليست شطارة هذَا غِير صَحِيح وَهُناكَ أشخاص يِبَرَرُوا هذَا التَصَرُّف بِأنَّهُمْ يِوَاكبوا العصر وَبِأنْ يَكُونوا مُدرِكِين كُلَّ الأمور الفنيَّة وَالدِينِيَّة وَمعرِفة أسماء المُطربِين وَالمُغَنِيين فَهَذَا غِير صَحِيح فَإِنَّ هذِهِ الشخصِيات غِير مُتَزِنة وَلَمْ يُحَدِّدُوا أهدافهُمْ فَهؤلاء الأشخاص لَمْ تُحَدِّد معالِم شخصِيتهُمْ فَمَثَلاً إِذا وضعنا شعر مِينا عَلَى مناخِير كِيرلُس عَلَى عِين بِيتر عَلَى حواجِب فِيكتُور فَهَذَا لاَ يَصِح فَإِنَّهُ يُنتِج وجه غِير وَاضِح المعالِم .. فَأنتَ كَشخصِيَّة يَجِب أنْ يَكُون لَكَ صِفات مُعَيَّنة وَتَكُون مُتَزِن وَيَجِب أنْ تَكُون مُقتنِع بِحياتك مَعَ رَبِّنَا وَأرفُض الخطأ وَأتبع الصح وَأرفُض الخطأ بِقُوَّة وَبِشَجَاعة 4/ كَيْفَ تَكُون مُتَزِن مَعَ الأُمور الحدِيثة ؟ ( الأُمور الحَدِيثة مِثْل التِلِيفِزيُون ، الدِش ، الفِيديو ، الإِنترنِت ، المُوبايِل ) كُلَّ شِئ رَبِّنَا سمح بِهِ يَكُون كُويِس وَمِنْ المُمكِنْ نَحْنُ نُحَوِّلهَا إِلَى شِئ غِير كُويِس فَمَثَلاً رَبِّنَا سمح أنْ يَكُون هُناكَ شِئ إِسمه رَاديو وَتِلِيفِزيُون وَفِيديو وَكمبيوتر وَمُوبايِل فَمِنْ المُمكِنْ أنْ يَتِمْ إِستخدام هذِهِ الحاجات بِطَرِيقة كُويِسة وَمُمكِنْ أيضاً أنْ تُستخدم بِطَرِيقة غِير كُويِسة فَمِنْ المُمكِنْ أنْ يقُوم شخص بِتجهِيز طعام وَيستخدِم فِيهِ السِكِينة وَبِوَاسِطة هذِهِ السِكِينة يِجرح شخص آخرفَأينَ الخطأ هُنَا فِي السِكِينة أم فِي الشخص الَّذِي يستخدِمهَا ؟هَكَذَا نَحْنُ أيضاً فَإِذا تمَّ إِستخدام الأشياء الحدِيثة بِصورة جَيِّدة وَإِذا تمَّ إِستخدامها بِصورة خطأ فَبِهَذِهِ الطرِيقة نَكُون نأذِي أنفُسنَا وَنأذِي غِيرنَا فَأنتَ يَجِب أنْ تعلم أنَّ الأشياء الحدِيثة يَجِب أنْ تستخدِمها بِطَرِيقة صَحِيحة ذَاتَ مرَّة هُناكَ بِنت تُرِيد أنْ تذهب إِلَى الدِير لِلرهبنة فسألها أب إِعترافها : مَا الَّذِي جعلَكِ تُحِبِين الرهبنة ؟ وَكانت إِجابِتها : أنَّ الَّذِي جعلنِي أُحِب وَأُفَكِر فِي الرهبنة فِيلم ( الرَاهِبة أنَاسِيمُون ) فَإِنَّ هذَا الفِيلم عجبها جِدّاً وَأحَبِت الرهبنة وَأحَبِت الرَاهِبة أنَاسِيمُون وَأقدمت عَلَى الرهبنة فَمُمكِنْ الفيديو يُقَدِّس حياة إِنسان وَمِنْ المُمكِن أنْ يُستخدم بِطَرِيقة غِير مُقَدَّسة فَكَيْفَ تستخدِم الأُمور الحَدِيثة ؟ فهل تُستخدم لِتقدِيس النَّفْس وَتمجِيد رَبِّنَا بِهَا أم تُستخدم لِتدنِيس النَّفْس وَتلوِيث الفِكر وَتلوِيث الجسد ؟ فَأي إِستخدام أنتَ تستخدِمهَا ؟ كُنْ حَذِر رَبِّنَا يُعطِينا سلُوك مُتَزِن فِي حياتنا نُمَجِّد بِهِ رَبِّنَا لأِنَّنَا شهُود لِرَبِّنَا لإِلهنَا المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة القديسين مارجرجس والانبا أنطونيوس – محرم بك
المزيد
22 يونيو 2019

الخادم والموضوعات اللاهوتية والعقائدية

من الملاحظ في جيل خدامنا الحالي الهروب من الموضوعات اللاهوتية والعقائدية إما عن خوف أو عن جهل أو عن تجاهل ..ومن المؤسف أصبح غالبية موضوعاتنا ومؤتمراتنا يختارها منظميها وخدامها بحبكة إعلامية أكثر منها ما يفيد أو ما يبنى فى تجاهل تام للأمور التى تمس المعرفة اللاهوتية أو العقائدية وفى هذا خطر شديد أي خدمة روحية وأي مؤتمروأى كرازة بدون معرفة لاهوتية وتأصيل عقيدي هي لا تعد أكثر من نشاط أخلاقي أو إجتماعي وفي إهمال الموضوعات اللاهوتية والعقائدية إحتقاراً لفحواها وقيمتها ... الأمر الذي سيؤل تباعاً إلي نسيانها وتجاهلها وتغييب دورها ... ويكون نتيجة لذلك أننا نجعل التعاليم البشرية والأرضية معياراً للأمور الإلهية والأبدية ... بدلاً من أن تكون المعرفة اللاهوتية والأبدية هى التى تقيس وتدين الأمور البشرية والزمنية .... وإذا قصرنا في التعليم اللاهوتي والعقيدي نكون قد أجرمنا في حق اللاهوت والعقيدة والمخدومين ... ونكون بذلك جهلنهاهم عن لاهوتهم وعلقناه ... ربما عن جهل أو عن كسل ... وأصبحنا نميل إلي التعليم الفضائلي ... ربما لأنه يسهل تحضيره أو لأنه الأكثر طلباً من المخدومين فصرنا نساير ابنائنا ونجاريهم في ميولهم لما يسمعون ... وهذا خنوع وضياع وإنعدام رؤيا ... كيف يستقيم الإيمان بدون تعليم ومعرفة لاهوتية وعقائدية سليمة ... أري في هذا تنكر للاهوت وخدمة للشر ... لأننا حين نتجاهل اللاهوت ونعلقة نحن نصرح بشكل غير مباشر أنه لا ينفع ولايجدي .. وهنا نعلم أولادنا بدلاً من أن يمتزجوا بالمعرفة اللاهوتية أن يسايروا التعاليم الزمنية .. هذه حقيقة لابد مواجهتها والسكوت عليها أو إغفالها يعد إنكاراً للإيمان بشكل خفي ... علينا أن نستيقظ ونراجع أنفسنا كيف نخدم وماذا نرجو من خدمتنا .... ربما تقديم اللاهوت والعقيدة بشكل تلقين المعلومات وذكر بعض الإصطلاحات بشكل جامد مثل الأقنوم والإنبثاق والجوهر ... صنع حاجزاً في أذهان المخدومين ... إذ كان يجب أن يلمس اللاهوت أعماق إحتياجاتهم .... أكثر مما يخاطب عقولهم .. علينا أن نعمق التعليم اللاهوتى والعقيدى ونطور أساليبه بما يتناسب مع إحتاجات المخدومين ... علينا أن نشجع علي القراءة والتنوير والمعرفة والتنقيب في كنوز كتابات الآباء ... ولا نعتبر أن التعليم اللاهوتي يقتصر علي الراغبين والدارسين ... فكنيستنا القبطية استطاعت أن تجعل من بسطاء شعبها معلمين للاهوت من خلال نصوصها الليتورجية فى تسابيحها وصلواتها وحفظتهم من الهرطقات وقدمتهم شهداء علي مذبح الحب والإيمان فكيف ننحو نحن إن إهملنا تراثاً وتايخاً هذا مقداره ... علينا أن نعرف ونعلم ولا نسكت ولا ندعه يسكت ... القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك الإسكندرية
المزيد
30 يونيو 2019

الخادم وأخطر الأعداء

لا تتوقع خدمة بدون أعداء ولا تنتظر ثمر بغير جهاد وحين نتحدث عن الأعداء ربما يتوجه عقلك إلى الظروف والإمكانيات والمكان ولا تتوقع أبداً أن أكبر عدو لك هو ذاتك هو نفسك أنت كما ذكر أحد الآباء أن ليس لى عدو إلا ذاتى ولا أكره إلا خطاياى ولنتذكر دائماً أن أصحاب الرتب الملائكية سقطوا من شرف مكانتهم بسبب كبرياء قلوبهم فالأنا هى أخطر السلوك والتوجه الإنسانى حيث تصير الذات مركز الحياة تسيطر وتبطش حيث تتحول كل الأمور إلى مجرد وسائل لخدمتها حيث تصبح هى الهدف الأعلى للحياة وغايتها وما أخطر أن تأخذ الأنا الغطاء الروحى وتتظاهر بالشكل الإلهى لتتأله بالأكثر وتتعظم على حساب الله وقد يتربص هذا العدو بالأكثر بالخدام هؤلاء الذين قال عنهم الكتاب سراق الهياكل وأنهم رعوا أنفسهم فتجد فى الخدمة من يرغب فى أن يربط العمل بإسمه ويخشى أن يشاركه خادم غيره ويسعى ليظهر عمله فقط بين الناس ..وكأنه يريد أن يأتوا له ببوق ليتحدث عن إنجازاته الفريده وفى ذات الوقت يقلل من قيمة عمل غيره ويسخر منه ويسعى فى إعلان سلبياته ولا يدرى أنه يخسر بذلك أكثر مما يكسب وحين تسيطر الذات البشرية الكثيرة الخداع على خدمة الخادم تجده يستخدم سمو الكلام لصالح إشباع ذاته ويتعمد إبهار الآخرين بالعلم والمعرفة ولا يدرى أن السامع يدرك ما وراء الكلام فيتعجب كيف لم تنجح الوسيلة ؟؟؟ ويلجأ لوسائل أخرى متعددة ولا يعرف أن الخدمة عمل إلهى وحركة سماء وفعل روحانى وما الخادم إلا حضرة شفافة لصورة الله والذى عرفنا على الله هو إخلاؤه الذى بدونه لظل محتجباً بالنسبة لنا وهذا العدو يدفع إلى الإنفراد بالعمل وتقليل شأن الأجيال الجديدة ولا يؤمن بمواهب الآخرين ولا يشجع على توزيع المهام ولا يرغب فى طاعة الكبار ويستعف أن يسمع أى تعليم ولا يعترف بخطأه ويتعالى على الإجتماعات التى يحضرها كمخدوم وبدل من أن يشارك فى حمل المسؤليات يسرع بالنقد وإعلان السلبيات ويساعده فى ذلك ما حصل عليه من معرفة أو وعى بظروف الخدمة والخدام ما أخطر ذلك العدو الخفى الذى يهزمنا دون أن ندرى أننا إنهزمنا بل يجتهد أن يقنعنا أننا الافضل دائماً وكأنه يهمس فى أذن كل واحد فينا دائماً أنت تعرف أكثر أنت تخدم أكثر أنت موهوب أكثر أنت محبوب أكثرأنت .أنت.أنت .وللأسف نصدق لأننا نميل ان نصدق أحبائى لو نظرنا إلى آبائنا الرسل وخدمتهم الجليلة والعظيمة ندرك لماذا إختار الله الجهال البسطاء ليعمل بهم ويتمجد بهم ليصير ضعفهم أعظم كرازه بمرسلهم أحبائى الخلاص من الذات ليس أمراً هينا ً ولكنه يتطلب جهاد وعناء وصراخ ودموع لأنه عدو شرس ومتحور يظهر أحياناً ويختبىء أحياناً لذا علينا أن ننتبه ونطلب إنصفنى من خصمى إحمينى من نفسي أما يهمك أن أهلك وحين تتراجع الذات يظهر المسيح بنفس المقدار حينئذ يفرح الزارع والحاصد معاً . القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك الإسكندرية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل