المقالات
18 أغسطس 2024
دعوة لاوى
إِنجيل هذا الصباح المُبارك يا أحبائىِ يُكلّمِنا عن دعوة لاوىِ أو متى الرسول ويقول " وَبَعْدَ هذَا خَرَجَ فَنَظَرَ عَشّاراً اسْمُهُ لاَوِى جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَة ، فَقَالَ لَهُ : " اتْبَعْنِى " 000" ( لو 5 : 27 – 39 ) 0
أحِب أن أتكلّم معكُم بِنعمة ربنا فِى ثلاث نُقط :0
1- مكان الجِباية
دولة أورشليم كانت تحت الإِستعمار الرومانىِ وكان الإِستعمار الرومانىِ مُخصِّص بعض الأشخاص مِن دولة أورشليم لِيجمعوا الضرائب مِن الشعب اليهودىِ ، فكانوا هؤلاء العشّارين غير مقبولين مِن دولة أورشليم ، وكانوا بيجمعوا أزيّد مِن الضرائب التّى حدّدها الإِستعمار ويأخُذوا هذهِ الزيادة لأنّفُسهُم وهكذا قال الرومان بدلاً مِن أن نأخُذ منهُم الضرائب نجعلهُم يجمعوها هُم مِن أنّفُسهُم ونُحدّد واحِد لِكُلّ منطقة ويُعطينا جُملة المبلغ ، وهكذا كان لاوىِ واحِد مِن هؤلاء العشّارين وكان مكانهُ هو الجِباية ، وفِى هذا المكان كانت الناس بِتتخانِق معاً وبتفاصِل لأنّ الشخص الّذى سيدفع بيكون مظلوم مِن الدولة الرومانيّة ، وكذلك الشخص الّذى سيُحصِلّ الأموال منهُ سيُزيد عليهِ المبلغ لكى يكسب هو أيضاً ، فكان الشخص واقع تحت ضريبة مدنيّة للدولة الرومانيّة ، وضريبة للهيكِل بِحُكم أنّهُ يهودىِ ربنا يسوع المسيح جاء لِكى يفتقِد العالم فِى ظُلمتهُ ، وهو ذاهِب للمكان الّذى فيهِ مصدر الظُلمة ، " وبعد هذا خرج فنظر عشّاراً إِسمهُ لاوىِ جالِساً عِند مكان الجِباية " ( لو 5 : 27 ) ، فالمكان الّذى مُمكِن أن لا نتوقّعهُ أنّ ربنا يسوع المسيح مُمكِن أن لا يُرى فيهِ أو يذهب إِليهِ نجِدهُ قد دخلهُ ، فالمكان المملوء بالظُلم والمملوء بِحُب العالمْ ربنا يسوع دخلهُ ، " وبعد هذا خرج فنظر عشّاراً إِسمهُ لاوىِ 000" نظرة ربنا يسوع غير نظرة باقىِ الناس ، فالناس كُلّها آتية إِليهِ لِكى تنظُر لهُ كإِنسان ظالِم ، ولكِن الله عيناهُ تخترِق الإِنسان الظالِم ، فهو يُريد أن يقول لهُ إِنّ هذا المكان لمْ يكُن مكانك ، فأنت لابُد أن تخرُج مِن سُلطان هذا المكان ، أنت لابُد أن تتبعنىِ ، ربنا يسوع بيفتقِد كُلّ إِنسان فِى مكان جبايته حيثُ محبة العالِم وحيثُ مكان شروره ، فربنا بيقول للإِنسان إِنت إِن لمْ تأتىِ إِلىّ أنا أأتىِ إِليّك ، فأجمل ما فِى التجسُدّ هو أنّ الله هو الّذى جاء لنا على الأرض ولمْ ينتظِرنا أن نصعِد إِليهِ ربنا يسوع المسيح بِيفتقِد كُلّ إِنسان فِى مكان جبايته ، فِى محبّتهُ القديمة ، وفِى محبّتهُ للعالمْ وشرور العالمْ فالشاب الغنىِ يقول عنهُ الكِتاب إِن ربنا يسوع " نظر إِليهِ وأحبّهُ " ، فالناس مُمكِن تكون نظرِتها سطحيّة وللخارِج فقط ، ولكِن ربنا يسوع هو يرى النِفَس وعارِف أشواقها الداخِليّة ، وعارِف رباطاتِها بالخطيّة ، فكثيراً ما حاولت أن أخرُج مِن مكان الجباية ولكِن لمْ أقدِر ، وكُلّما حاولت الخروج أجِد قيود تمنعنىِ ، وهذا الأمر يحتاج لِنظرة منك ياربىِ يسوع وكلِمة منك وأبونا فِى التحليل يقول " قطّع رباطات خطايانا " ، نِفَسىِ مُقيّدة بِقيود كثيرة تحتاج أن تُقطّع ، فربنا يسوع بينادينا حتى ولو كُلّ الناس رفضِتنا ، فهو " الداعى الكُلّ إِلى الخلاص لأجل الموعِد بالخيرات المُنتظرة " ربنا يسوع يُريد أن ينتشِلنا مِن مكان جبايتنا ، يُريد أن يأخُذنا مِن مكان إِهتمامتنا العالميّة ، يُريد أن يقول لِكُلّ واحِد منّا خسارة عُمرك ، خسارة وقتك ، إِنت أجمل مِن ذلك بكثير ، إِنت لك إِمكانيات رائعة ، إِنت لك قلب ونِفَس يُمكِن أن تتكلّم بِهُما مع الله ، أُخرُج مِن هذا المكان الضيّق وأقترِب منّىِ ، فعينىِ تتبعِك ، وصوتىِ سيظِلّ يُطارِدك حتى فِى مكان جبايتك القديم فالقديسة مريم المصريّة وهى ذاهبة لأورشليم لِتصنع الخطيّة هُناك ربنا إِفتقدها فِى مكان جبايتها ويقول أنا أفتقِدها هُناك ، فأنا موجود فِى كُلّ مكان ، أنا قادِر على كُلّ شىء ، فهو بِيفتقِد الإِنسان فِى ظُلمتهُ وفِى شرّهُ ، ويقول " أنا خطبتكُم لِرجُلٍ واحِد 00" ربنا يسوع هُنا طالِب لاوىِ ، طالِب هذا الرجُل الظالِمْ فِى وسط تفكيره وزوغانه ، فداود النبىِ عِندما كان يُطارِدهُ شاول مرّت عليهِ لحظات ضعفٍ وإِبتدأ يُفكّر كيف يحتمىِ فِى الناس لِكى يهرُب مِن شاول فدخل عِند الفلسطينيين فنظروا إِليهِ بِحقِدٍ لأنّهُ قتل جُليات ، فداود النبىِ فعِل أمر غير مُستحِب أبداً لِكى يُنقذ مِن يدهُم وهو أظهر أنّهُ مجنون ، ورفع قلبهُ لِربنا وقال لهُ " فِى زيغانىِ راقبت " فكُلّ نِفَس فينا مزوّغة عن الله ومُعتقِدة أنّها مُمكِن أن تبعُد عن ربنا ولو لِلحظة ، ربنا يقول لها " أنا عينىِ عليك " ، أنا سأفتقِدك وسأأتىِ إِليّك فِى مكان جبايتك ، فيقول الكِتاب " فلنفحص طُرُقنا ونحتبِر خطواتنا ونرجِع إِلى الرّبّ " إِفحص نِفَسك وإِعرف إِنت هربان ومُختبِأ فِى أى مكان ، فهو يقول لك : أنا سأأتىِ إِليك ، فأنت لن تهون علىّ ، فلذّتىِ فِى بنىِ آدم ، أنا لن أترُكك حتى ولو كُنت هربان فِى مكان الجِباية 0
2- فقال لهُ إِتبعنِى
فلاوىِ لمْ يقول لِربنا يسوع ولا أى كلِمة ولكِن ربنا يسوع يقول عنهُ الكِتاب أنّهُ نظر إِليهِ وقال لهُ إِتبعنىِ ، فهو بيقول لهُ أنا بقول لك كلِمة مُهمّة جداً وهى أجمل كلِمة فِى حياتنا ، وكأنّ ربنا يسوع بيكرّرها فِى آذانْ كُلّ نِفَس فالكلِمة دخلت فِى قلب لاوىِ وغيّرت فِى حياتهُ أمور كثيرة ، فقديماً قالها ربنا يسوع لإِبراهيم ويقول عنهُ الكِتاب " لمّا دُعى أطاع وتغرّب فِى أرضٍ لا يعرِفها " ، فهو كان يعرِف أنّهُ يوجِد صوت لابُد أن يتبعهُ ، ويتغرّب فِى أرضٍ غريبة ، وأكتفى بِرعاية إِلههه الّذى ناداهُ وقال لهُ " سِر أمامىِ وكُن كامِلاً " ، لا تخِف خِسارة يا لاوىِ إِنّك تقضىِ عُمرِك فِى مكان الجِباية هذا ، إِنت أغلى مِن ذلك ، فإِلى متى تظِلّ هُنا ؟ فالمكان الّذى أنت فرحان بهِ هو سبب هلاكك ، طوبى للّذى يُلّبىِ الصوت الّذى يقول " إِتبعنىِ " ، طوبى للّذى يتجاوب مع هذا النِداء ، ولِذلك قال ربّ المجِد يسوع " خِرافىِ تسمع صوتىِ وتتبعنىِ " ، فهى تعرِف صوتىِ ، ولِذلك الإِنسان يقول لهُ يارب أنا أُريدك أن تقول لىِ كُلّ يوم " إِتبعنىِ " ، زيغانىِ راقِب ولا تترُكنىِ فأنت الّذى بحثت عن الخروف الضال والدِرهم المفقود فأحد القديسين يقول لهُ " أنا يارب خروفك وإِن لمْ أكُن فِى حظيرتك ، أنا دِرهمك وإِن لمْ أكُن فِى كيسك " ، أنا مِلكك ، أنا لك ، أنا يارب خروف معدود عليك ، ومحسوب عليك ، فكُلّ واحِد فينا المسيح إِقتناهُ بِدمهِ ، نحنُ محسوبين على ربنا ، إِنت ياربىِ فتّش علىّ وقُلّ لىِ إِتبعنىِ ، فأنا أعرِف أنّك قُلت " لمْ يقدِر أحد أن يأتىِ إِلىّ إِن لمْ يجتذِبهُ أبىِ " ، فأنت ياربىِ إِجذبنىِ ، أنا أُريد قوّة تُساعدنىِ وتنتشلنىِ لأنّىِ غير قادر فهوشع النبىِ يقول لهُ " يا مَنْ درّجت إِفرايم مُمسِكاً إِيّاهُ بأذرُعهِ " ، أنت يارب إِمسِك يدى مِثل الأطفال وأصعِدنىِ السلالِمْ ، وأشعياء النبىِ يقول " بِذراعهِ يجمع الحُملان فِى حضنهِ ويقود المُرضعات " فأنا يارب مُبتدِأ فِى الحياة معك ، فما أسهل أن أتوه ، وكثيراً ما أتوه ، ولِذلك أُريدك أن تجمعنىِ فِى حِضنك ، فأنا لا يوجد عِندىِ إِستحقاقات للدعوة ولكِن أنت الّذى تختار وتجتذِب وتسنِد فأنت كثيراً ما جذبت خُطاه وأشرار ، وكثيراً ما حللت قيود ، أنت القادِر أن تورِدنىِ إِلى مياه محبّتك ، ولكِن لابُد أنّ الإِنسان يكون عِندهُ إِستجابة لهذهِ الدعوة تخيّل شاول وهو ذاهِب لِيضطهِد الكنيسة ، فهل توجد أكثر مِن ذلك قسوة ، ولكِن يقول الكِتاب " بغتةً أبرق حولهُ نور مِن السماء 00وسمِع صوتاً قائِلاً لهُ شاول شاول لِماذا تضطهِدنىِ 00 " ، قال لهُ إِتبعنىِ ، أنت جميل ، أنا عارِف إمكانياتك مِن الداخِل خِسارة إِنّك تضيع ، ربنا يسوع بيقول لِكُلّ واحِد فينا أنت خِسارة أن تضيّع عُمرِك وإِهتماماتك وأشواقك فِى أمور زائلة ، أنت إِبنىِ ، أنت لىِ ، فماذا ستأخُذ مِن هذهِ الأمور الزائِلة ، فهى أمور لا تفيد ولِذلك نقول لهُ : نتبعك يارب بِكُلّ قلوبنا ، نتبعك أينما تمضىِ ، ولِذلك عِندما قال لواحِد مِثل بُطرُس الرسول " هلّمُ ورائىِ فأجعلكُما صيّادىِ للناس " ، يقول الكِتاب أنّهُم للوقت تركا شباكهُما وتبعوه ، فلابُد أن أقول لهُ أنا يارب أُريد أن أتبعِك فِى خِدمِتك ، وفِى كنيستك ، أنا أتمنى أن أعيش لك ولِكنيستك ، فما الّذى سأأخُذهُ مِن العالم ؟!! فأنا أتمنّى أن يكون لىِ رِسالة نحو أولادك ، " فأُعلّم الأثمة طُرُقك والمُنافِقون إِليّك يرجعون " ، تعالى إِجتذبنىِ أنت مِن إِهتماماتىِ التافِهة الميّتة إِلى أمجادك السماويّة 0
3- فترك كُلّ شىء وتبعهُ
هذا الإِنسان درجِة محبّتهُ للمال قويّة ، فهو مربوط بِمحبّة المال ، وربنا يسوع يُريد أن يقول لهُ أنا سأفُكّك مِنْ كُلّ قيد زكّا العشّا عِندما تقابل معهُ قال لهُ " ها أنا يارب أُعطىِ نصف أموالىِ للمساكين وإِن كُنت قد وشيت بأحد أرُدّ أربعة أضعاف " أمّا لاوىِ " فترك كُلّ شىء وقام وتبعهُ " ، فهو لمْ يُحدّد حدود ولكِن ترك كُلّ شىء ، عجيب أنت يارب فِى دعوِتك !!
بُطرُس الرسول 000فقِد دعاهُ ربنا يسوع هو وأخوهُ أندراوس " فللّوقتِ تركا الشِباك وتبِعاهُ " ( مت 4 : 20 ) كيف أنّ الإِنسان فِى لحظة يأخُذ هذا القرار الصعب ؟!! كيف أنّ لاوىِ وهو فِى وسط هذهِ الأموال يترُك كُلّ شىء ؟ يا لاوىِ ألمْ تُفكّر بأنّك عليك أقساط وإِلتزامات نحو الدولة ، فالناس بِتتصارع على هذا الشُغل ، وأنت قد أخذتهُ بالرشاوىِ فكيف تترُكهُ بِمثل هذهِ السُرعة ؟ ألمْ تتمهِلّ لِكى تحسِبها ؟ ولكِن هو إِختار صوتهُ القديس أوغسطينوس يقول " إِنّ مَنْ يقتفىِ أثارك لن يضِل قط ، ومَنْ إِمتلكك شبِعت كُلّ رغباته " ، لاوىِ داس وترك كُلّ شىء ، فالتوبة تحتاج لِقرار جرىء وتحتاج لِنِفَس واعية تستجيب لِنداء ربنا تاجر اللآلىء الحسِنة وجد الجوهرة الكثيرة الثمن فباع كُلّ ما يملُك لِكى يشترىِ هذهِ الجوهرة ، والإِنسان الّذى وجد كنز فِى الحقل فباع كُلّ مالهُ لِيشترىِ هذا الحقل ، فالّذى يتبع ربنا يسوع لابُد أن يكتشِف كنز فِى قلبهِ ويبيع كُلّ ما يملُك ، فهو بيكتشِف جوهرة غالية تستحِق الإِقتناء ويدوس على كُلّ إِغراء فِى حياتهُ فداود النبىِ يقول لهُ " مَنْ لىِ فِى السماء ومعك لا أُريد شيئاً على الأرض " ، أنا لا أُريد شىء ، فكُلّ ما أمتلِكهُ فِى العالم أنا لا أُريدهُ فبولس الرسول يقول فِى رسالتهُ لأهل فيلبّىِ : لا تعتقِدوا إِنّىِ بِدون أصل أو نسب فأنا مُتعلّم ومِن سِبط بنيامين ومِن جِنس إِسرائيل ، ومِن جهة الناموس فرّيسىِ ، والقديس بولس كان مِن أُسرة مرموقة ولها دالّة مع الحُكّام وقد ترّبى أفضل تربية ومع كُلّ هذا يقول " ولكِن ما كان لىِ رِبحاً فهذا قد حسبتهُ مِن أجل المسيح خِسارة " ( فيلبّىِ 3 : 7 ) فكُلّ الّذى كان لىِ قديماً وكُنت أحسِبهُ رِبح هذا صار نِفاية ، والآباء يقولوا أنّ النِفاية هى زِبالة الزبالة ، فالقِمامة بِتُفرز والّذى يتبقّى مِنها إِسمهُ نِفاية ، فبولس الرسول كُلّ الّذى ربِحهُ مِن العالم حسبهُ نِفاية مِن أجل فضل معرفة المسيح " بل إِنّىِ أحسِب كُلّ شىء أيضاً خِسارة مِن أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربّىِ " ( فيلبّىِ 3 : 8 ) ، أُنظُروا الفخر !!
فهل عِندك إِحساس أنّك لو تبعت المسيح ستكون كسبان أم خسران ؟! هل عِندك إِحساس إن ربنا سيعولك أم أنّك سترتبِك ؟! لاوىِ أخذ القرار ، فالإِنسان الّذى يسمع صوتهُ صح مُستحيل أنّهُ يظِلّ فِى مكان الجِباية 0
فاليوم هو دعوة لِتغيير الحياة ، والإِهتمام بالسماء والملكوت ، ولِذلك أول حركة للإِستجابة للملكوت هى الترك وإِحتقار أباطيل العالمْ ويكون إِيمانهُ جاد ولا يعود القلق يملُك عليه ، لِدرجة هُنا لاوىِ قِد عمل ضِيافة وكان يشعُر بِفرحة فما هذا ؟
يقول إِن السعادة التّى شعرت بِها هى سعادة لا يُعبّر عنها وتستحق أن أحتفِل بِها ، فالإِنسان الّذى يعرِف المسيح يُنادىِ على كُلّ إِنسان ويقول تعالوا " ذوقوا وأنظُروا ما أطيب الرّبّ " ، الرّبّ عِز لِخائفيهِ فالسامِريّة لمْ تحتمِل أن لا تُعرّف الناس بالمسيح فنادت على الناس وقالت " هَلُمّوا أنْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِى كُلّ مَا فَعَلْت0" ( يو 4 : 29 ) وزكّا العشّار عِندما تقابل معهُ قال لهُ ها أنا يارب أُعطىِ نصف أموالىِ للمساكين فالنِفِسَ التّى تتقابل معهُ تصير نِفَس شغوفة بالِجلوس معهُ ، والنِفِسَ عِندما تتحرّر تتمنّى أنّ كُلّ الناس تتحرّر ، فالعلامة الأكيدة أننّا تغيّرنا هو ترك مكان الجِباية وأن يشعُر الإِنسان بِثقتهُ فِى الله وفِى تدبيره ربنا يسوع الّذى إِفتقد لاوىِ فِى مكان جبايتهُ وقال لهُ إِتبعنىِ قادِر أن يأتىِ إِلى مكان جِبايتىِ ، فمكان جِبايتىِ هو حالة القلب ربنا يسوع الّذى يعرِف أين قلب كُلّ واحِد فينا يقول لهُ إِتبعنىِ ، فطوبى للنِفِسَ التّى تسمع كلِمتة وتترُك كُلّ شىء مِن أجلهِ وتُلبّىِ دعوتهُ وتتبعهُ أينما يمضىِ ربنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمتهُ ولإِلهنا المجد دائماً أبدياً آمين0
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
13 أغسطس 2024
مفهوم الألم
إِحنا فِى أيام السِت العذراء نُحِب نقرّب لها وَنقرّب لِصفاتِها وَنقرّب مِنَ طبيعة حياتها ، مِنَ ضِمن الحاجات الّلى تشدِنا قوِى فِى حياة السِت العذراء أنّها " مُتألِمة " ، أبوها وَأُمها دخّلوها الهيكل وَهى عندها 3 سنين وَهى عندها 6 سنين أبوها مات وَهى عندها 8 سنين أُمها ماتِت فأصبح كده ملهاش حد لاَ أب وَ لاَ أُم ، لمّا كِبرت شويّة لازِم تُخرُج مِنَ الهيكل ، فبدليل إِنْ ملهاش حد مين الّلى تولّى شأنها شيوخ الكهنة بتوع الهيكل ، قالوا طب نعمِل إِيه فِى البِنت الغلبانة دى ؟ فكان الدور على الّلى بيخدِم زكريا الكاهِن فقالوا له صلّى للموضوع ده وَنشوف مشورة ربِنا أنّهُمْ يختاروا مِنَ شيوخ إِسرائيل الموجودين فِى الوقت ده لقوا أنّ فِى حمامة إِستقرت على يوسِف البار فقالوا إِنّهُ هو ده الّلى يخُدها يوسِف نَفْسَه كان عِنده حوالِى 87 سنة قال لهُم إِنتُمْ ياجماعة عايزين تضحّكوا علىّ النّاس ، أنا واحِد عِندى 87 سنة أخُد بِنت عندها 12 سنة ، ده حتّى صعب قوِى ، فِى البِداية لَمْ يقبل لكنّهُمْ أقنعوه أنّهُ هو يأخُدها وَطبعاً السِت العذراء كان فِى قلبِها ندر البتوليّة ، وَكان فِى قلبها ندر أنّها تعيش لله كُلَّ أيام حياتها ، لكِن لأنّ ملهاش حد قبلِت أنّها تروح مَعَ يوسِف وَنيتها أنّها تحفظ نَفْسَهَا وَيوسِف فِى نيته أنّهُ يحفظ هذهِ العذراء بِنت فقيرة يتيمة موضِع عطف مِنَ النّاس ، بعد كده هنلاقِى موضوع البِشارة بالحبَل الإِلهِى وَعدم تصديقها وَعدم إِيمانها يكفِى لحظة واحدة مِنَ الألمْ مِنَ لحظات الشك الّلى مِنَ يوسِف البار للسِت العذراء ، يكفِى لحظة واحدة يكفِى نظرة واحدة مِنَ نظرات الشك دى فِى مين ؟ فِى السِت العذراء !! يعنِى أُمْ الأطهار شفيعة البتولين ، يعنِى البتولين لمّا يحِبّوا يتشفّعوا يأخُذوا قوّتهُمْ مِنَ السِت العذراء ، لِذلِك تحسّوا كده إِنْ الرُهبان يحبّوا يسمّوا أديرتهُمْ على السِت العذراء علشان ياخدوا مِنها مُعينة لِبتولِيتهُمْ ، أُم البتوليين دى أتنظُر لها نظرة شك فِى أنّها خاطِئة !
تلقى كده دير العذراء السُريان وَدير العذراء البراموس ، طب ما جمب بعض ما يختاروا إِسم تانِى ، لأ00دى تُعتبر العذراء شفيعة المحرّق يحبّوا الرُهبان ياخدُوها مُعينة لِبتوليتهُمْ ، وَلمّا ربِنا أعلن برائتِها برؤية هى لَمْ تنطِق وَلَمْ تتكلّم وَلَمْ تُجادِل ، إِحتملت ، وَبعد كده نلاقِى برضه آلام الولادة بِتاعِتها وَتقبل أنّها تخبّط على بيوت النّاس علشان تنزِل عندُهُمْ ، برده دى مُش سهلة مرّة واحدة غير مؤمِنة ( يعنِى غير مسيحيّة ) راحِت تعيِّد على واحدة صاحبِتها مسيحيّة فبصِت كده لاقِتها عاملة ديكور ، قالِت لها إيه ياأختِى ده ؟ قالِت لها دا مِزود ، مِزود ! بصِت وَقالت لها أصدك ذريبة ، قالِت لها آه ذريبة ، قالِت لها هو إِتولد فِى ذريبة ؟!! أصل إِحنا بنحِب نجمِلّ الكلمة شويّة لكِن هى ذريبة ، مين ترضى إِنّها تولِد فِى ذريبة ؟؟
بعد كده يجى يقول لها خلّى بالِك الملِك بيطلُب نِفوس الأولاد الصغيرين ، معاها راجِل داخِل فِى 90 سنة ، واحِد 90 سنة وَعمّالين يخبّطوا على بيوت النّاس الّلى بياكلوا عندُهُمْ لُقمة وَالّلى بيباتوا عندُهُمْ ليلة ، فين على بال ما حد يتحنِّن عليهُمْ ، علشان كده تلاحظوا إِنّهُمْ قعدوا فِى كُلَّ حِتّة شويّة ، متلأهُمش إِستقروا فِى حِتّة خدوها كده لفّة مِنَ أول العريش لِغاية جبل المحرّق تحت سوهاج وَعمّالين يفوتوا على كُلَّ بلد شويّة ، بلد تقبلهُمْ وَبلد ترفُضهُمْ ، إِنسانة مُتألِمة لَمْ تستريح لَمْ تستقِر يكفِى أنّها فِى النهاية تشوف الآلام إِبنها وَهو على الصليب وَشايفه إِنّه هو مظلوم وَعارفة إِنّها ملهاش حد مِنَ بعده ، يعنِى لو كان لها حد أقرب مِنَ يوحنا كان هو الأضمن وَالأئمن إِنّه ياخُدها ، لكِن هى دليل إِنْ ملهاش حد راحِت عند يوحنا ، علشان كده حتّى سمعان الشيخ فِى نبّوِته عَنَ العذراء [ أنتِ سيجوز فِى نَفْسَكَ سيف ] ، يعنِى فِى سيف هيجِى عليكِ 0
الألم:-
إِيه حكاية الألم دى ؟! فِى ناس يربُطوا الألم بالخطيّة ، لأ مش شرط ، مش شرط تكون بسبب خطيّة ، تجرِبِة ربِنا لعبيده مش شرط تكون خطيّة ، آه مُمكِن تكون خطيّة لكِن مش لازِم تكون خطيّة ، وَإِلاّ السِت العدرا عملِت إِيه خطيّة علشان خاطِر تكون فِى كُلَّ الآلام دى ، دى إِستحقِت إِنّها تكون والِدة الإِله ، إِستحقِت حشاها البتولِى إِنّه يحمِل جمرة لاهوت إِبن الله ، أكثر مِنَ كده إِستحقاق ! دا مفيش طبع فِى البشر يفوق الطبع ده 0
عايِز أكلّمكُمْ فِى 3 نُقط فِى موضوع الألم :-
1- لِماذا الألم ؟
ليه يارب ليه يارب فِى فِى أولادك يُبقى متألمين ؟ يُبقى فِى مرضى ؟ يُبقى فِى حزانى ؟ ليه تسمح حد يتنقِل مِنَ وسط أُسرة أحباء عليه ؟ ليه تسمح إِنْ فِى واحِد يكون عِنده تجرُبة صعبة فِى شُغله ؟ ليه تسمح إِنْ واحِد يتهموه تُهمة زور ؟ ليه تسمح بإِنّهُ يوجد أى فشل فِى حياته ليه ؟ لِماذا الألم ؟ ليه ؟ ياما الإِنسان يُبقى مش فاهِم ليه ؟ هو فِى الحقيقة إِستجابة لحاجة واحدة بس ، [ ما أبعد أحكامه عَنَ الفحص وَطُرقه عَنَ الإِستقصاء ] ،[ وَزى ما إِرتفعِت السماء عَنَ الأرض ترتفِع أفكارِى عَنَ أفكاركُمْ ] فِى فرق إِنتُمْ بتفكّروا تحت ، وَأنا بفكّر فوق ، إِنتُمْ ليكُمْ هدف وَأنا لىّ هدف ، أنا لىّ هدف تكسبوا الأبديّة ، أنا لىّ هدف إِنْ إِنتُمْ تكونوا قديسين بِلاَ لوم ، إِنتُمْ ليكُمْ هدف تربحوا الأرض ، إِنتُمْ ليكُمْ هدف تتمتّعوا على الأرض ، ليكُمْ هدف إِنْ إِنتُمْ تاخدوا مناصِب وَمراتِب فِى الأرض ، أنا بقنعكُمْ مفيش فايده ، إِنتُمْ ماشيين فِى سِكّة وَأنا ماشِى فِى سِكّة 0
هدف الله مِنَ الألم:-
الألم الّلى ربِنا بيبعته للإِنسان كُلَّ هدفه إِنّه يوّحده بالأبديّة ، إِنّه يقرّبكُمْ مِنَ الأبديّة ، إِنّه يقرّبه للسماء وَإِنّه يخلّيه يتنقّى مِنَ أى شائِبه ، أدِى هدف ربِنا ، هدف ربِنا مِنَ الألم إِنّه ينقّى أولاده وَيُحضِرهُمْ لِنَفْسَهِ بِلاَ عيب وَلاَ دنس ، هدف ربِنا إِنّه يُعِّد لِنَفْسِهِ نَفْسَ كامِلة نقيّة مُتعلِّقة بِهِ بالكمال 0
الألم فِى حياة أبونا إِبراهيم
يجى ربِنا كده يلقى مَثَلاً أبونا إِبراهيم نَفْسَه مُتعلِّقة بِزيادة بإِسحق ، وَإِبتدى يفرِح بإِسحق ، وَإِبتدى مركز حياة إِبراهيم يُبقى إِسحق ، يروح يقول لهُ طب لو سمحت أنا عايِز إِسحق ، ليه بس يارب ؟ ما أنت الّلى عطيطه إِسحق ، سيبه يتمتّع بإِسحق ، أنا شاعِر إِنْ دايرة إِهتمامات إِبراهيم صارت إِسحق ، أنا مبقِتش مركز حياته ، أنا عايِز أبقى مركز حياته ، فأقول لهُ طب هاته فيجِى ربِنا وَيقوله هاته ، يقول لهُ حاضِر، مفيش فِى إِيديه غير إِنّه يقوله حاضِر ، ليه ياربِى عملت كده ؟
أصل أنا عايِز أرجّع إِبراهيم إِنْ مركز حياته يُبقى أنا ، وَعايِز أفكّره إِنّى أنا الّلى عطتهوله ، يُبقى أصلاً هو بتاعِى ، يُبقى كان المفروض محِبّة إِبراهيم لإِسحق تكون محبّة الله الّذى أعطى إِبراهيم إِسحق ، مش محِبّة إِسحق الّلى تفصِلنِى عَنَ الله ، فيقول لهُ هات إِسحق ، هدفك إيه مِنَ التجرُبة الصعبة المُرّة دى ؟ هدفِى إِنّى أديله قوّة إِنّى أبقى أنا مركز حياته وَمركز إِهتمامه ، أنا صعبان علىّ إِبراهيم ده بس أخاف أحسن كُلَّ آماله يضعها فِى إِسحق ، أخاف إِنّه يُبقى هو أفتِكره مركز حياته يُبقى إِسحق وَإِبتدى ينسانِى ، لأ 0
أنا عايِز أفكّره إِنّى أنا الوهّاب وَأنا الرزّاق وَمُعطِى جميع الخيرات ، وَأنا مركز حياته ،عايِز أفكّر إِبراهيم، فيسمح لهُ ربِنا بالتجرُبة دى يحِب ربِنا يبعت تجرُبة الهدف منها نقاوة ولاده ، مجد ولاده ، خلاص ولاده ، لو النَفْسَ أحبائى مُستنيرة تعرف تكتشِف السر ده ، النَفْسَ بعيدة صعب جِداً تكتِشفه ، صعب جِداً 0
الألم فِى حياة أبونا يعقوب
تشوفوا كده أبونا يعقوب ، أبونا يعقوب ده بعيد عنكُمْ إِبتدى حياته كان مكّار شويّة وَكان أنانِى شويّة ، إِنتزع البكوريّة بحيلة ، يعنِى كان عايِش بِطريِقة مُدلّلة وَكانت أُمّه تملّى فِى صفّه ، ربِنا شايِف إِنْ أبونا يعقوب ده وعاء جميل وَحلو خالِص صعبان عليه إِنْ يعقوب يفضل زى ما هو كده فعايِز يغيّره شويّة فعمل إيه ؟
طب أنا هسمح لك تنسِحِب مِنَ وسط الجو المُدلّل الّلى إِنت فيه ، حِتّة الخشبة ملهاش قيمة وهى مقطوعة مِنَ الشجرة ، لكِنْ لمّا تتمسح ، لمّا تدّهن وَتتلّمِع تُبقى حلوة وَمُمكِن نستخدِمها ، هو أبونا يعقوب ده حِتّة خشبة حلوة نوعها جميل بس لِسّة متنفعش تُستخدم لأنّ فيها خشنات كتيرة وَرواسِب ، فربِنا حِب يسنفره ، خرّجه للبرّيّة وَسابه لوحده وَبدال ما ينام على سرير أبو مخدّه ناعمة ، نام على حجر وَلمّا نام على حجر شاف السماء مفتوحة ، شاف السُلّم الّلى طالِع للسماء وَربِنا برده بعت لهُ الّلى أمكر منه ، مين ؟ الّلى هو مين ؟ لابان ، زى ما هو ضحك على أخوه برده ده ضحك عليه وَإِدّاله ليئة وَبعد كده فين عُقبال ما إِدّاله راحيل ، إِبتدى ربِنا عمل إيه فِى يعقوب ؟ نقّاه ، صحيح شكلها فِى الوقت ده مذلول ، شكلها ده إِنْ مُمكِن واحِد يقول ربِنا سايبه أو إِنْ ربِنا غضبان عليه ، لاَ سايبه وَلاَ غضبان عليه ، ده بيأدّبه ، بيودّبه ، ده بيهيّأه 0
الألم فِى حياة أيوب الصدّيق
تعال كده نشوف أيوب البار ، أيوب الصدّيق ده يعنِى البلاوِى الّلى فِى الدُنيا الّلى صعب نحتمِلها ربِنا راح عطاها له ، وَهو قاعِد كده يجى لهُ خبر إِنْ كُل غنمه ماتوا ، كُلّهُمْ ماتوا مرّة واحدة ، كُلّهُمْ مرّة واحدة ! وَبعد كده يجيله خبر إِنْ ولادك كُلّهُمْ كانوا مجتمعين فِى بيت واحِد مِنَ إِخوتهُمْ البيت وقع عليهُم ماتوا كُلّهُمْ ، ماتوا كُلّهُمْ إِتجمّعوا فِى البيت الّلى هيوقع طب واحِد وَلاّ إِثنين عشرة مجتمعين فِى بيت وِقع ! يا ساتِر يارب ، بعد كده تلاقيه قال لهُمْ [ الرّبّ أعطى الرّبّ أخذ ليكُنْ إِسمْ الرّبّ مُباركاً ] أقول إيه بس مش قادِر أقول ، بس أنا قُلت لربِنا كُف عنّى سبنِى شويّة لِدرجة تقروها كده قال لربِنا قاله " سبنِى أبلع ريقِى مش عارِف أبلع ريقِى ما كُلَّ شويّة تيجِى لىّ مُصيبة ، كارثة " ، إيه الحكاية دى يارب ، ليه بتعمِل كده ؟
لو نبُص لأبونا أيوب نلاقِى أبونا أيوب ده راجِل حلو وَكُلَّ حاجة بس كان عِنده شويّة شوائِب كان متكِل على غِناه ، أبونا أيوب كان متكِل على أولاده ، أبونا أيوب كان عِنده إِحساس بحاجة صعبة جِداً إِسمها " البرّ الذاتِى " صحيح ، يعنِى إيه البرّ الذاتِى ؟ يعنِى أنا راجِل بتصدّق على الفُقراء ، أنا أب للأيتام ، أنا عين للضُعفاء ، كان بيقول على نَفْسَه كده ، لدرجِة إِنّه فِى مرّة قال عَنَ نَفْسَه كلمة نستغرب قوِى إِنّه يكون أيوب هو الّلى قالها لمّا جُم صحابه يعزّوه فمأبلش منهُمْ كلام فقعد مَعَ نَفْسَه وَنَفْسَه صعبانة عليه قوِى إِنْ إِزى دول قال إيه جايين يعزّونِى أنا فيقول كلمة صعبة[ هؤلاء الّذين كُنت أستنكِف أنْ أُجلِس أبائهُمْ مَعَ كلاب حراستِى ] ، يعنِى إيه ؟ يعنِى أنا كُنت أأرف أأقعد أبائهُمْ مَعَ الكلاب الّلى بتحرُس البيت بتاعِى ، لا ياأيوب إِنت كان فيك حِتّة صعبة قوِى ، لإِنْ ربِنا بيحِبك محبِش تستمر بالحِتّة الصعبة دى فحب يعمِل لها إيه ؟ يستأصِلها فلّما حب يستأصِلها ففِى حاجة إِسمها جِراحة وَ جِراحة مؤلِمة بس لازِمة لأنّ الله صالِح وَلأنّ أيوب بار وَلأنّ الله أبوه وَلاَيُريد أنْ يهلك فحب يعمِل معاه حب ينقّيه 0
لِماذا يسمح الله بالتجارُب ؟
لازِم أكون فاهِمْ أنّ قصد الله لِنمو مُعيّنْ ، لازِم أكون فاهِمْ إِنْ ده شىء إِن ربِنا هو الّلى أمر بِهِ ، ليه 00ليه يارب بتعمِل كده ؟ أنا عايِز أعلّق ولادِى بالأبديّة ، أنا عايِز ولادِى سعيهُمْ كُلّه لخلاص نفوسهُمْ ، عايِزهُمْ يشيلوا نير ، يشيلوا صليب ، ما هو قال لنا كده أنّهُ لمّا تألّم فِى الجسد كفّ عَنَ الخطيّة ، فيحِب ربِنا أولاده يكونوا مشاركينه فِى الألم معايشينه فِى الألم ، وُمُعلّمِنا بُطرُس الرسول يقول لنا زى ما ربِنا يسوع المسيح تألّم يجِب أنْ نتسلّح نحنُ أيضاً بهذهِ النيّة ، يُبقى عِندى كده نيّة الألم ، يعنِى واحِد حاطِط كِتفه كده لربِنا وَيقول لهُ شيّلنِى شيّلنِى الّلى إِنت عايزه ، وَأبقى عارِف إِنّك إِنت مش مُمكِن تشيّلنِى حاجة أأقع بس لازِم أشيل ، شيّلنِى الّلى إِنت عايزه ، ألم ، مرض حاضِر أشكُرك ، تعب فِى الشُغل قوِى ، ظروف صعبة فِى الحياة قوِى ، مرض ، الدخل مش مكفّى قوِى ، أى ألم إِنت مُمكِن تبعتهولِى أنا أقبله بِمُنتهى السرور ، أنا أقبله عشان كده أول نُقطة لِماذا الألم ؟ الثانية كيف أحتمِله ؟
كيف أحتمِل الألم
لازِم أقبله وَلازِم أعرف إِنْ الرّبّ صالِح وَأنّ تدابيره كُلّها لخير الإِنسان ، مش مُمكِن هيبعت لِى شىء إِلاّ لفايدتِى وَخلاص نَفْسَىِ ، فِى سِفر مراثِى إرميا عِبارة رائِعة نَفْسَىِ كُلّنا نحفظها وَنعيش بيها [ مَنَ ذا الّذى قال فكان وَالرّبّ لَمْ يأمُر ] ، كيف يتذّمر الإِنسان الحىّ الراجِل المُعاقب على خطيته ، كيف أتذّمر [ مَنَ ذا الّذى قال وَالرّبّ لَمْ يأمُر ] ، إِفرض إِنّى أنا فِى ظروف حياة صعبة ، مَنَ ذا الّذى صنع هذهِ الظروف ؟ مش فُلان وَلاَ عِلاّن ، الرّبّ مرّة واحِد مِنَ الآباء بيسأل ولاده مَنَ ذا الّذى باع يوسِف ؟ فقالوا له خواته ، قال لهُم لا ، قالوا له الغيرة ، قال لهُمْ لا ، أُمال مين الّلى باع يوسِف ؟ قال لهُم الرّبّ هو الّذى باع يوسِف ، مين الّلى باعه !!! ربِنا لا غيره ، إِخوته وَلاَ حد سيبك مِنَ كُلَّ الكلام ده هو نحنُ نتعامل مَعَ الله وَليس مَعَ الظروف وَلاَ مَعَ الأشخاص ، النَفْسِ المُستنيرة هى الّلى تعرِف تكتشِف يد الله فِى حياتها ، أعرف إِزاى أطلّع إِيده فِى حياتِى ، أيوه أنا عارفه إِنْ الحِتّة دى ضعيفة عِندى جِداً ، أيوه ركِّز عليها عشان تنقينِى منها 0
الألم فِى حياة مريم وَمرثا
مريم وَمرثا طول ما أخوهُمْ لِعازر كان عايِش معاهُمْ كانوا عايشين بعواطِفهُمْ نحو بعض ، عواطِف جميلة ، إِخوات مُحبين جِداً لبعض ، ليه ربِنا مرحش ساعِة لِعازر ما كان عيّانْ ؟ ليه إِستنّى أربعة أيام ؟ واحِد مِنَ الآباء يقول تفسير جميل قوِى : يقول إِنْ ربِنا كان شايِف إِنْ الأُسرة دى أُسرة تقيّة وَجميلة جِداً بس محبتهُمْ لِبعض كانت بِطريقة عاطِفيّة مُمكِن تبعدهُمْ شويّة عَنَ إِحساسهُمْ بِربِنا مركّزين على بعض قوِى ، فربِنا عمل إيه ؟ إِتأخِر لِغاية ما لِعازر مات وَشِبِع موت ، رابِع يوم راح وَبعد كده قوّمه [ لِعازر هلُمَّ خارِجاً ! ] ، الأُسرة بعد كده بقى مين مركزها ؟ يسوع ، بقى يسوع مركزها ، أنت الّذى أقمت لىّ لِعازر يُبقى أنا مديون لك أنت ، أنا بحِب لِعازر بس محبتِى لِلِعازر تختلِف عَنَ محبيتِى ليك ، أنت أعظم مِنَ لِعازر0
مركز الله فِى حياتِى:-
أنا لازِم أشعُر أنّهُ أحسن وَأعظم مِنَ ولادِى ، إِنْ هو أعظم مِنَ شُغلِى ، إِنْ هو أعظم مِنَ الفلوس ، إِنّه أعظم مِنَ كُلَّ شىء ، لأنّهُ هو الكُلَّ فِى الكُلَّ لمّا ربِنا يلقى الإِنسان الحِتّة دى مهزوزة عِنده يُحاوِل إيه يعيد الترتيبات ، يقول له طب تعالى تعالى ، علشان كده فِى سِفر إِرميا النبِى يقول كده إِنْ مرّه أخد إِرميا النبِى فِى بيت واحِد بيشتغل فِى الفُخّار فلقاه عمّال يشتغل ، الفخّارِى ده يدّور البِتاعة دى بِرجلِه وَفِى إِيده كده شويّة طين يُعُد يدّور يعمِل منهُمْ وعاء ، أى شكل كده ، برّاد ، زير أى حاجة ، فيقول كده إِنّه لمّا دخل بيت الفخّارِى ده لقاه بيعمِل حاجة بازِت منّه ، فلّما بازِت منّه فعاد وَعمل وعاء آخر ، أه ربِنا يحِب يعود وَيصنع منّنا وعاء آخر وَلو شايفنِى كده إِنّنِى إِبتديت أفسد شويّة يحِب يحُطِنِى تانِى ويدور بىّ تانِى ويضغط علّى فِى حِتت مُعيّنة وَيشكّلنِى مِنَ جديد ، أبقى وعاء آخر جديد للمجد فعاد وَعمله وعاء آخر ، النَفْسَ أحبائى الّلى تقبل وَالّلى تعرِف بالعين الروحيّة تميِّز إِنْ دى إِيد الله مش إِيد النّاس ، تقبل 0
كيف أحتمِل التجرِبة:-
أشكُر ، أثِق أنّ يد الله يد صالِحة ، لو حتّى خواتِى باعونِى يد الرّبّ صالِحة لو مرات فوطِيفار إِتبلِت علىّ بِتُهمة أنا برىء منها تماماً وَبقيت فِى السجن يد الرّبّ صالِحة ، إِيده صالِحة فِى كُلَّ ده ، مش باينة إِنّها صالِحة !!! لا أنا واثِق إِنّها صالِحة لمّا واحِد يُبقى مريض يقول له طب ده مرض ، يقولهُمْ أشكُر ربِنا ، فِى واحِد يشكُر ربِنا على مرض ليه ؟! يمكِن ربِنا عايِز ينقِل مركز إِهتماماتِى ، أنا كُنت مهتِمْ بِحياتِى ، أنا كان أهمْ حاجة فِى حياتِى شُغلِى وبس ، مكُنتِش بدّى ربِنا دقيقة ، أنا دلوقتِى مواظِب على الأجبية ، أنا مكُنتِش أفتح الأجبية قبل كده ، مكُنتِش بتناوِل ، مكُنتِش بعترِف ، يُبقى ربِنا بعت لك ألم أو تجرُبة أصد ربِنا منها إيه ؟
ينقِل مركز إِهتمام حياتك وَنَفْسَكَ له أو صار مِنَ الظروف وَالمتاعِب لإِرادتِهِ وَمشيِئتِهِ ، مُبارك الإِنسان أحبائى الّلى يفهِم قصد الله 0
2- كيف نحتمُله ؟
أحتمِله ، إِنْ أنا أنظُر لهُ بِنظرِته هو مش بِنظرِتِى أنا ، إِنْ أنا أنظُر للسماء مش أنظُر للأرض ، لحسن لو إِفتكرنا إِنْ الكلام ده عقوبة وَلاّ غضب طب إِزاى ربِنا يسمح للنّاس دى كُلّها يستشهِدوا ؟ إِزاى يسمح لِكُلَّ ولاده يستشهِدوا ؟ تلقى الإِنجيل يقول لك [ كثيرة هى أحزان الصدّيقين وَمِنَ جميعها يُنجّيهُمْ الرّبّ ] ، إِزاى ينجّيهُمْ وَهُمّا ماتوا كان المفروض بقى مماتوش ، أصل إِحنا فِى فكرِنا ينجّيه يعنِى يخِف مِنَ الألم ، لكِنْ فِى فِكر ربِنا ينجّيه يعنِى ينجّيه فِى اليوم الأخير مش ينجّيه دلوقتِى ، ينجّيه دلوقتِى دى سهلة إِحنا فِى فكرِنا إِنْ ربِنا يقعُدوا مَثَلاً يعذّبوا فِى أبانوب يبعت له الملاك يخِف وَميهُنش عليه فِى أخر مرّة أنْ تتقِطِع رقبته ويموت ، عايزين بعد ما تتقِطِع رقبته عايزينه يرجع لهُم حىّ تانِى مش عايزينه يموت علشان إِحنا فليِنا فِى الأرض ربِنا عايزه عِنده يمجِّده بِمِئات الأضعاف ده هو بس ، إِذ كان عمل مُعجِزة أو إِتنين وَلاّ تلاتة وَشفاه عايِز يعلِن لهُمْ إِنْ أنا لىّ سُلطان على الّلى إِنتُمْ بتعمِلوه ده ، يوم ما واحِد يحصِل إِنّه ينتقِل فهو إِنتقل بإِذنِى وَبأمرِى ، وَلاَ بأذنُكُمْ وَلاَ بأمرُكُمْ وَلاَ بِسيفكُمْ ، لأ ده بِسماح منّى أنا لِذلِك كنيستهُ كنيسة ألم ، كنيسة شُهداء ، كنيسة إِضطهادات ، مين الّلى بيسمح بيها ؟ ربِنا ليه ؟ نقدِّم له كنيسة مجيدة ، بيدّى فُرصة لولاده أنْ يكونوا فِى مجد أكتر بالآلامات وَالعذابات ، وَمُمكِن ربِنا خايِف على ولاده لاَ يتوهوا مَثَلاً وَلاّ يحِبّوا العالم فيخلّى قلبهُمْ دايماً متحِد به فيعمل إيه ؟ فيبعِت لهُم إِضطهاد نلاحِظ كده أحبائى أنّ أقوى عصور للكنيسة هى أقوى عصور كان فيها إِضطهاد ، فمِنَ المفروض إِنْ إِحنا نلاقِى العكس ، الواحِد أول ما يلاقِى الإِضطهاد يخِف نقول خلاص بقى النّاس فيها تُعبُد ربِنا بِراحِتها ، أبداً أكتر عصر كانِت الرهبنة نامية فِيه عصور الإِستشهاد ، أكتر عصر كان فِيه قديسين للكنيسة هى عصور الإِستشهاد ، أكتر عصر كانِت فِيه الكنائِس زحمة وَفيها مُصلّيين بِعِبادة حقيقيّة هى عصور الإِستشهاد فكان ربِنا بيصنع مِنَ العصر ده فِى نَفْسَ الوقت الّلى فِيه ألم يصنِع فِيه مجد ، مين الّلى ياخُد باله مِنَ كده ، إِيه قصد ربِنا مِنَ التجرِبة ، التجرِبة أصد ربِنا منها يوحّدنِى بِيه ، التجرِبة أصده منها إِنّه يخلّينِى ألمِس إِيديه ، إِنّه يخلّينِى أخضع ، يخلّينِى أشكُر ، لازِم أشعُر إِنْ دى إِيده ، لازِم أشعُر إِنّها منّه ، يقول كده فِى العهد القديم [ إِنّه أقام لهُمْ الرّبّ سبعة شعوب لِمُحاربتهُمْ ] ، مين الّلى أقامهُمْ ؟ الرّبّ ، [ أقام لهُمْ الرّبّ ] يعنِى ربِنا يقوِّم لهُمْ شعوب تحارِبهُمْ ، يعنِى هُمّا شعبك ! إِنت مَعَ مين بالظبط مَعَ شعبك وَلاّ مَعَ الأعداء ؟
لاَ أنا مَعَ شعبِى بس أنا مسلِّط عليهُم ناس ، لو لقيت شعبِى ده إِبتدوا يمشوا فِى طريق ميعجبنيش أسلِّط عليهُمْ ، ولو لقيت شعبِى ماشِى كويس حهديهُم ، يُبقى مين الّلى فِى الأخِر بيحدِّد كُلَّ الأمر ده ؟ هو الرّبّ ، مين الّلى بيدّيهُمْ الغلبة ؟ هو، مين الّلى بيدّيهُمْ الهزيمة ؟ هو، [ لأنّ الحرب للرّبّ ] ، علشان كده لمّا ربِنا يسمح لىّ بِشىء أشكُرك ، ما يسمحش أقوله برده إيه ؟ أشكُرك ، ليه ؟ إِنت الّلى عايِز كده إِوعوا تفتِكروا أحبائى إِنْ إِحنا مصيرنا فِى إِيد حد حتّى وَلو رئيس البلد أبداً ، إِحنا نؤمِن [ إِنْ يد الرّبّ على قلب الملِك ] ، فِى قلب الملِك أو قلب الرئيس ما هو لِسلام كنيستهُ أو لألم كنيستهُ ، يُبقى فِى النهاية مين الّلى صانِع ؟ هو ربِنا ، [ يد الرّبّ على قلب الملِك ] ، علشان كده يقول لِنا إِخضعوا للرئاسات مهما كان ، إِذا كان بيعبُدوا ربِنا أوْ إِذا كان ما بيعبُدوش ربِنا0
كيف أحتمِل التجرِبة ؟
إِزاى أحتمِل أى تجرِبة ؟ إِنْ أنا أشكُر ربِنا وَأثِق أنّها مُرسلة لىّ مِنَ عِند الرّبّ ، أشعُر أنّها إِيده ، أنّها مشيئتهُ ، أنّها مشورتهُ وَمشورتهُ صالِحة ، إِنّهُ هو لَمْ يشأ إِنّه يستأصِلنا وَلَمْ يُريد هلاكنا الأبدِى علشان كده يقول لك فِى إِنجيل الشُهداء[ وَيحفظ جميع عظامِهِمْ وَعظمة واحِدة منها لاَ تنكسِر ] ، فِى حين إِنْ إِحنا نلاقِى مَثَلاً الشهيد ده إِنْ مش واحدة بس الّلى أكسرِت ، لا عِظامه كُلّه أكسّر زى القديس يعقوب المقطِّع ، ده قطّعوه كُلَّه ويقول لك واحدة منها لاَ تنكسِر ، أصده إِنّه يحفِظ نَفْسِه سالِمة فِى المجد الأبدِى هو ده الّلى ربِنا بيجهِّزنِى له ، هو ده الّلى ربِنا بيعدِّنِى له ، حتّى وَلو بِمدرسة الألم وَلو بالضيق ، شوفوا أحبائى النَفْسَ البشريّة دى صعبة جِداً ، مغرورة جِداً ، مُتكبِرة جِداً ، مُعتزّة جِداً ، مُتسلِّطة جِداً ، بتحاوِل تستغِل عقلها مش لِمجد ربِنا لاَ لِمجدها الذاتِى يقعُدوا يتكلّموا فِى الطب مُمكِن يزرعوا قلب ، يزرعوا عين ، ويعمِلوا وَيعمِلوا ، يجِى ربِنا يقولهُمْ مهما كان أنا مُمكِن أبعت لكُمْ فيرس صغير يغلِبكوا تقعُدوا تعمِلوا عليه أبحاث20 سنة ويادوب أول ما تقولوا إِكتشفنا حاجة للفيرس ده أطلِّع لكُمْ حاجة بعدها ،علشان عايِز أعرّفكوا إِنْ إِنتُمْ فِى قبضة يدِى ، أنا الّلى عطِتكُمْ العقل وَإِنتُمْ لازِم تمجّدونِى أنا وَلازِم أكون أنا موضِع المشورة بِتعاكُمْ مش عقولكُمْ لِذلِك ربِنا يخفِى بعض أمور العلم ميقدروش يخترِقوها ، لإِنْ ربِنا عايِز يكون النّاس كُلّها فِى خضوع كامِل لإِرادتهُ لأنّهُ هو القادِر على كُلَّ شىء وَخاضِع لِكُلَّ شىء ، فالإِنسان لو مكنش فِيه حاجة محتاج فيها لِربِنا مُمكِن يزوغ وَيزوغ ، فربِنا يعمِل إِيه ؟ يقول لك شوف أنا حبعت لك حِتّة متقدرش عليها ، فيبعت لك حِتّة فِى حياتك ما تقدرش عليها ، كُلَّ واحِد فينا ربِنا عايِز يبعت له حِتّة ميقدرش عليها ، علشان يقول معقول ده مِنَ عِند الرّبّ ؟! علشان أقوله يارب إِفتقدنِى أنت ، إِسندنِى أنت ، عوّض ضعفِى أنت ، أنا ليس لِى مُعين آخر سِواك ، علشان أعرف فِعلاً [ أن تخرُج روحهُمْ فيعودون إِلَى تُرابهُمْ ] ، الإِنسان ده وَلاَ حاجة وَساعِتها أثِق أكتر فِى قُدرة ربِنا ، وَساعِتها كُلّنا نمجِّد مين بالأكتر ؟ ربِنا أدِى حكمة ربِنا إِنْ يكون الكُلَّ خاضِع لهُ ، الكُلَّ مُلتف حولهُ ، الكُلَّ يُسبِّحه وَيُبارِك عظمته فِى كُلَّ أُمور حياتنا يُبقى : (1) لِماذا الألم ؟
(2) كيف نحتمِله ؟
3- بركاته
شوفوا أحبائى طوبى للرجُل الّذى يحتمِل التجرِبة ، طوبى للنَفْسَ الّلى فِعلاً تشكُر أثناء التجرِبة ، صدّقونِى أحبائى فِى نفوس مُستنيرة لمّا تلاقِى حياتها مفهاش تجرُبة تِبدأ تطلُب مِنَ ربِنا تجرُبة ، وَفِى ناس لمّا تلقى فِى حياتها مفيش تجرُبة تِبدأ تسعى علشان يشارِك المُتألمين فِى حياتهُمْ علشان يشعُروا أنّهُ مُتألِم عِوض عنهُمْ ، فِى ناس يقول لك طب أنا ميعتبرش عِندى تجرُبة فِى حياتِى بس أحِب إِنْ أخُد البركة دى ، أحِب أُشارِك المُتألمين وَأشعُر بألامهُمْ أشاركهُمْ ضيقتهُمْ وَتعبهُمْ ، إِيه الكلام ده ؟ دى نَفْسَىِ أيقنت مجد الألم علشان يقولوا كده إِنْ لولا أنّ دانيال وقع فِى جُب الأسود ما كان تمتّع بِصُحبه الملائِكة ، وَلو أنّ يوسِف بيع وَلو أنّ يوسِف كان فِى بيت فوطيفار ، وَلو أنّ يوسِف وَضِع فِى السجن ما كان ذهب لفرعون وَما كان رئيساً على مصر يُبقى صارت المؤامرات دى كُلّها وَالكلام ده كُلّه فِى النهاية إِيه ؟ صار مجد00 مجد ، نهايِة مرض إِنسان إِيه ؟ واحدة تقول لك مات ، أقول لها أبداً يتنقّى ، يتمجِّد ، ده ربِنا جعله وعاء جديد ، ده شايِف ربِنا فعطايا سماويّة نهايِة إِنسان فِى تجرُبة إِيه ؟ إِتضع ، وَداوُد النبِى قال لربِنا كده [ خير لِى أنّك أذللتنِى ] ، وَلو النَفْسَ أحبائى عارفه إِيد ربِنا أقوله أفضل حاجة لىّ الذُل وَأنا متكبِر ، متكبِر جِداً ، أنا أخفِى جوايا كبرياء غير عادِى فلو إِنت ما خلتنيش أنكسِر وَأتضِع بِتجرُبة أنا كان زمانِى بقى حالتِى حالة ، كُنت هلكت فعلشان أنا خاطِر غالِى عندك فمش عايزنِى أهلك بِذاتِى ، فحاوِلت إِنْ إِنت تبعت لِى تجرُبة علشان أتحِد بِك مِنَ خلال التجرُبة القديس يوحنا ذهبىّ الفم يقول قول رائِع[ إِنْ لَمْ يُجرِّبك إِعلمْ أنّهُ تركك ] ، علشان كده القديسين واعيين لمّا كان ربِنا ما يبعتش لهُم تجرُبة يقولوا إِتأخرت علينا كتير ليه ؟ سِبتِنا وَلاّ إِيه ؟ وَلمّا كانِت حياتهُمْ ماشية بِطريقة طبيعيّة كانوا هُمّا بيصنعوا لنَفْسَهُمْ آلام ، ألم نُسك ، ألم جِهاد ، ألم سهر ، الألم حروب مَعَ عدو الخير علشان يتزّكوا بِهذهِ الآلام ،[ فكُلَّ ألم نحتمِله مِنَ أجل الله هو مجد فِى الأبديّة]ما أجمل أحبائى الإِنسان الصابِر الشاكِر ، ما أجمل الإِنسان المُتألّم الّلى يقول يارب أشكُرك ، تشكُره على إِيه وَأنت مُتألّم ؟ لا إِنت شايِف حِتّة واحدة بس لكِن أنا شايِف حاجات تانية كتير ، أنا شايِف يد الله الصالِحة فِى حياتِى وَفِى حياة بيتِى ، أنا شايِف إِنْ الأمر ده للخير [ لأنّ كُلَّ الأمور تعمل معاً للخير للّذين يُحِبّون الله ] ، أنا شايِف إِنْ الأمر ده بيقرّبنا أكتر ، أنا شايِف إِنْ الأمر ده بيوّحدنا أكتر ، أنا شايِف إِنْ الأمر ده مدّينا وحده مَعَ ربِنا أجمل وَأنقى ، هى دى النفوس الّلى ربِنا مجهزها للمجد الإِنسان الّلى يتحمِلّ بِشُكر وَفرح أجرة عظيم فِى السماء ،[ إِنّ خفّة ضيقتنا الوقتيّة تُنشىء لنا ثِقل مجد أبدى ] ، مجد تُنشىء ثِقل مجد أبدى ، علشان كده أحبائى ما مِنَ حياة إِنسان عاش فِى حياة البِر إِلاّ ما كان دايِب وَمتألّم ، وَنموذجنا السِت العذراء ، نموذج نموذج للألم وَالحرمان وَالفقر ، نموذج للإِهانة وَالإِحتمال ، سيف يجوز فِى نَفْسَهَا ، صامِتة وَشاكِرة وَحتّى بعدما إِبنها إِتصلب ماسمعناش صوتها وَلاَ مُتذّمِرة وَراحت ترفع قضيّة مَعَ الجماعة اليهود وَلاَ الجماعة الرومان وَلاَ تثبِت إِفتراهُمْ وَلاَ ثبتِت إِنّهُمْ كذّابين ، وَلمّا صلبوه سكتِت ، تحمّلت الألم بِكُلَّ المعانِى لأنّها واثقة فِى إِبنها وَإِلهها وَعارفه إِنْ طريقها طريق ألم وَعارِفه إِنْ إِبنها علشان يتمجِد لازِم يتصِلِب وَطالما إِتصلب يُبقى لازِم يتمجِد ، أه إِحنا كده مفيش لينا مجد مِنَ غير صليب ، مفيش لينا أبديّة مِنَ غير ما يكون لينا شرِكة فِى بُستان جثسيمانِى علشان كتير أحبائى بنحِب نهرب مِنَ أى ألم ، كتير قوِى لمّا ربِنا يبعت أبسط شىء نتذّمر ، تلقى كُلَّ واحِد ربِنا بعت له حِتّة تقرّبه منّه ، أحياناً يُبقى مش فاهِمها وَهى دى النُقطة الّلى تتعِبه وَهى دى النُقطة الّلى تجيب له تمرّد فِى حياته وَعدم شُكر فِى حياته ، لاَ إِعلمِى أنّ الحكاية دى الّلى يبعت هالِك علشان تقرّبِى أكتر مش علشان تبعِدِى ، دى نُقطة ربِنا بعت هالِك علشان تتزّكِى أمامه ، علشان تُبقِى فِى أمان وَفِى صبر وَفِى صمت وَفِى شُكر مهما كانِت قاسية ثِقِى أنّ ربِنا هو الّذى قَدْ صنع وَهو الّذى قَدْ فعل [ أضع يدِى على فمِى ] ، وَأشكُر ، فِى مجد منتظرنِى ، مجد فِى السماء ، أحبائى كُلَّ النّاس الصامتين المُتألمين ، الشاكِرين حنشوفهُمْ بِمجد عظيم ، الفقير الّلى إِحتمل حنشوفه بِمجد عظيم ، المريض الّلى صبر وَشكر حنشوفه بِمجد عظيم فِى السماء ، بلاش نظراتنا تُبقى نظرات العين البشريّة ، لازِم نظراتنا تُبقى أوسع القديس أوغسطينوس بيحكِى لنا عَنَ أُمّه القديسة مونيكا كانِت بارة تقيّة نقيّة ، قبل ما يتوب مكانش عارِف قيمتها وَكان يعنِى بيستهزأ بيها ، بعد ما تاب عرف قيمة أُمّه دى فإِبتدأ يسترجِع الذاكِرة بتاعته وَإِبتدأ يفتِكر الّلى كانِت أُمّه بتعمِله أبو القديس أوغسطينوس رجُل شرّير سكّير وَكُلَّ أنواع الشر موجودة فيه وَقاسِى وَكان بيضربها ، كُلَّ ده كان بيشوفه مين أوغسطينوس ، لمّا تاب إِبتدى يحكِى لنا عَنَ مونيكا دى يقول إِيه فِى إِعترافاته [ وَكُنت أراها تخدِمه بِكُلَّ أمانة وَوقار كأنّها تخدِم جلالك أنت يا الله ] ، كُنت شايِفها بتخدِمه بِكُلَّ أمانة رغم أنّها عارفة إِنّه سكّير إِنّه بيضربها ، كُنت أراها تخدِمه بِكُلَّ أمانة وَوقار كأنّها تخدِم جلالك أنت يا الله ، أصل هى شاعرة أنّ الراجِل ده مسئوليتها إِنْ هى تصلّى لهُ لأنّ مُمكِن يكون ربِنا عاطِى هلها علشان يحسِنّ فِيها نُقطة مُعيّنة علشان كده واحِد مِنَ القديسين بيسأل واحِد مِنَ تلاميذه مين الّلى علّمك الصلاة ؟ قال لهُ التجارُب الّلى علّمتنِى الصلاة مين الّلى علّمنِى الصلاة !! أفتِكر أنّ أحسن صلوة وَأعمق صلوة صلاّها يونان الّلى فين ؟ فِى بطن الحوت ، مفيش بعد كده مِنَ جوف الهاوية صرخت وَإِنت سمعت الصوت يارب ، يُبقى ربِنا مُمكِن يكون عايِز ينقّينِى ، عايِز يعلّمنِى إِزاى أشوفه ، إِزاى أتكلِّم معاه ،[ خيراً صنعت مَعَ عبدك ] ما أجمل أحبائى أنّ الإِنسان ينظُر إِلَى حياته بِنظرة الله وَليست بِنظرِته الشخصيّة ، ما أجمل أنْ نثِق فِى يد الله ، ما أجمل أنْ ننظُر إِلَى البركة المُعدّة لينا فِى الألم وَالمجد إِنْ ربِنا هيدينا تزكية ، ربِنا هيدينا عِوض الألم الأرضِى مجد أبدى ، نختار المجد الأبدى وَلاّ المجد الأرضِى ؟ عايِز المجد الأبدى ، إِحنا عنينا على السماء مش على الأرض وَعشمنا كُلّه فِى السماء ، وَرحلِة غُربِتنا أهى رِحلة تنقضِى بأى طريقة ، المُهِم فِى النهاية نكسِب فيها السماء بأى طريق الّلى إِنت تختاره الأضمن هو الألم ، الأسهل هو الألم ، علشان كده أحبائى لو الإِنسان قابِل أى ألم ربِنا يبعت هوله يوصل كده للسِت العذراء عشان كده تسابيح الكنيسة تقول لنا [ يأتِى الشُهداء حاملين عذاباتهُم وَيأتِى الصدّيقين حاملين فضائِلهُمْ ] ، أنا صحيح مش شهيد لكِن لازِم أحمِل عذابات ، لازِم أحمِل آلام مُعيّنة أتقدِّم بيها إِليه ، علشان كده لو ربِنا بعت لأى حد منّنا تجرُبة أشكُره عليها وَأعرف إِيه قصده منها ، قصدك الّلى إِنت توحّدنِى بيك ، تقرّبنِى ليك ، لو مبعتليش أقول لك أنا مش قصدى تبعت لِى تجرِبة بس وحّدنِى بيك فِى خواتِى المُتألمين ، خلّينِى أشعُر بألمهُمْ وَأشارِكهُمْ آلامهُمْ علشان يُبقى لىّ إِستحقاقات مجد آلامك ربِنا يسوع المسيح ينّور عقولنا علشان نفهِم ما قصد أى ألم فِى حياتنا وَيسنِد كُلَّ ضعف فينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد إِلَى الأبد آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
11 أغسطس 2024
مثل الكرمه والكرامين
انجيل هذا الصباح المبارك احبائي بيتكلم عن مثل ربنا يسوع المسيح قالة عن انسان غرز كرمة وسلموا الكرامين وسافر زمن طويل لما سافر الى زمن طويل الناس اللى سلمهم الكرمه افتكروا ان الكرم ده بتاعهم فلما غاب بداوا يتصرفوا فيه زي ما هما عاوزين ارسل ناس من طرفة ويقول لهم المفروض الكرم لة ايجار والمفروض انة لة محصول لازم اخذ منة حاجه فجلد الكرامين دول وبعثوهم فارغين ده اول مره طبعا صاحب الكرم ماسكتش ما فكرتش فارسل اليهم عبدا اخر فاجلدوه ذلك الاخر ايضا واهانوا وارسلوا خائبا الثاني جلدوا واهانوا فارسل اليهم ثالث فجرحوا هذا ايضا واخرجوا بمعنى ان الضرب كان مبرح فقال صاحب الكرم ماذا افعل ارسل ابني الحبيب لعلهم يخجلون منه ارسل اليهم ثلاث مرات مره جلدوا مرة اهانه ومره جرحوا وكل مره يكرشوهم من غير اى ثمر فأرسل ابنة الحبيب لعلهم يخجلون منه فأول ماشافوة الكرامين قالوا له بس هو ده اللي احنا عاوزينه. ليه لان ده الوارث بتاع الكرم يوم مانقتلوا يبقى الكرم بتاعتنا فلما شافوه بدل ما يخجلوا منه تامروا فيما بينهم قائلين هذا هو الوارث هلم نقتلة لكي يصير لنا الميراث فاخرجوا خارج الكرم وقتلوا فماذا يفعل بهم صاحب الكرم خدوا بالكم لما ربنا يسوع المسيح عندما يقول مثل بيسال عشان يخلي الناس تفكر ياتي ويهلك هؤلاء الكرامين ويعطي الكرم للاخرين الجماعه اليهود عندما سمعوا هذاة الكلام قالوا ده قصده علينا الكرم هو مين؟؟مامعنى هذة الحكاية؟
الكرم هو احنا البشر صاحب الكرم دة مين ؟ هو ربنا ابنة دة مين ؟دة يسوع الكرامين دول مين؟
اليهود مين اللي بيرسلهم؟ الانبياء والرسل
الله ارسل الانبياء للكرامين للبشر قال لهم الحياه دي بتاعتى والبشرية دي بتاعى الكرم دة بتاعى وانا اللي خلقتة وجبلتة تعالوا عيشوا معايا اسمعوا وصاياى رفضوا عشان كده تلاقي كذا نبى من الأنبياء ينطرد كذا نبى يتجلد كذا نبي يتسجن يعني موسى النبي عظيم الانبياء قالوا له انت متنفعناش احنا عايزين نعملنا واحد ثاني يكون احسن منك يرجعنا لمصر انت عاوز تدخلنا ارض الميعاد احنا مش عاوزينها احنا عاوزين قائد بدل ما يخذنا كده ياخدنا كده ده حال البشر حال البشر عاوز يعيش بفكروا عايز يعيش الوقت بتاعه دلوقتي بمزاجوا مش عايز حد يرجعوا ولا يقول له كده غلط مش عايز حد يقول له يلا نروح السماء يلا نروح ارض الميعاد عايز يرجعل ارض مصر يفكر فى أشياء بتاعت الارض يكلمك عن البطيخ والكرات والرمان حاجات هايفه قوي دة حال الإنسان يجيلوا حد يكلموا كلمه ربنا تقوله دة غلط ماينفعش يقول له اسكت انت ما لكش دعوه ولو كلمه ربنا ضغطت على الانسان شويه ممكن يجلدها ياما واحد يقولك هى الوصية دى تنفع؟ هو احنا هنعيش وسط الناس مش عارفين ناخذ حقنا ؟هو دة جلد الوصية هو كدة بيرفض سلطان الوصيه علية هو أعلن انه لا يريد ولا يحب ان يحيا لصاحب الكرم ولا بحسب وصايا صاحب الكرم ولا يكرم هذا الرسول الاتي من صاحب الكرم المرسل ابدا كتير صوت ربنا جوانا احنا بنجلدوا ياما احنا بنرفض كلمه ربنا جوانا المفروض ربنا يجى يقول لك خلاص انا ما ليش دعوه به لكن ربنا يقول لا ماينفعش دوول ولادى كرمي كام مره نهين كلمه ربنا ونلاقي ربنا يكلمنا ثاني ويبعث صوتة تانى اول مره جلدوه الثانيه عملوا ايه جلدوا واهانوا ياما نجلد كلمه ربنا واحيانا مش بس نجلدها ونهنها يعنى اية؟
ممكن واحد يكون عايش بحسب ربنا نتريق عليه وممكن نتهم الوصيه اللي هي ما تنفعش مش في الزمن بتاعنا احنا كده بنجلدها وبنهنها بنطردها مش عاوزين سلطانها علينا عشان كده نشوف ابونا لما يمسك البشاره اللي هى رمز الانجيل و يحطها فوق راسه مش يجلدها ويهنها لا دي فوق راسه بيعلن ان لها سلطان عليه وهي دي اللي تحركوا وتوجهوا الوصيه الثالث جرحوا كمان ياما نجرح في كلمه ربنا المفروض الانسان لما مرة مايطوعش بعد كدة يطاوع يقول لك لا اصل القلب بيئسى بقى طول ما احنا مابنطوعش كلمة الانجيل نلاقى كلمه الانجيل بالنسبه لنا ملهاش اي تاثير بالعكس ممكن ان احنا نستخف بها فربنا قال اعمل ايه؟؟ دةانا ارسلت موسى رفضوا بعد منة يشوع رفضوا ارسلت بعد منه انبياء كثير انا بعت اشعياء وبعثت ارميا وبعثت دانيال وحزقيال وهوشع بعثت انبياء كثير جدا رفضوا كلامهم يقولك على اشعياء من كثر ماهما ماتجبوش مع كلامه مش بس موتوه ده نشروا عظامة ارميا القوا بية فى الجب عشان يخلصوا منه احيانا الانسان يبقى عايز يخلص من كلمه ربنا مش حابب انها تطاردوا ولا تعلموا حزقيال وضعوا فى سجن الانبياء كلهم تالموا وكلهم رفضوا ما فيش نبي كلمته اتسمعت طب وبعدين يا رب خلاص بقى ارسل ابنى وربنا فكره غير فكر البشر فكره اجمل من فكر البشر بكثير قال لما انا ارسل ابنى المفروض انهم يحترموا قالوا ابدا هو ده المقصود اذا كان الاولانين جلدوهم وطردوهم و الثاني قتلوا اصل دة الوارث الوحيد لما جاء ربنا يسوع المسيح الكلمه نفسها قعد يعلم يوعظ ويوبخ ويصنع معجزات عشان يطالب الكرامين دول بثمرعاوزهم يتغيروا ويتوبوا ويعلنوا مملكه اللة عليهم فقالوا هو ده اللي جاء يرد العالم كله الى الله وياخذ الكرم لحساب الله؟ لابد من قتله نقضي علية عشان يفضل الكرم بتاعنا احنا هو ده اللي عملته الامه اليهوديه بدل ما ربنا يسوع المسيح يقبلوه ويرحبوا بية ويعلنوا مملكته عليهم ابدا دة تامروا عليه وتشاوروا عليه واتوا بشهود زور وجلدوا واهنوا وجرحو الثلاثه الاولانيين عشان كده باقول لك ركز يسوع مكتفاش بان هو يموت وبس قال انا هاخذ نصيب اللي قبل منى كلهم اتهان واتجرح وتجلد ومات كمان ومستريحوش غير لما قتلوا لما اتقتل ايه اللي حصل انا لازم اجي بنفسي واخذ الكره لانة لما مات اللى غير حكايه الموت بدل ما يبقى انتهى ويجى ياخذ الكرم القيامه بقى قام انا كنت بكلمكم بالراحه وبنظر بالتوبة لكن دلوقتي الجماعه دول الكرم لازم يتاخد منهم فبدا بالقيامه و يأسس كنيسه جديده ويأسس لها سلطان ويأسس لها كهنوت ويعمل لهم اماكن عباده و يلغى الهيكل اليهودي لغايه ماخربلهم الهيكل اليهودي قالهم خلاص اصل الكرم لازم يتاخد منكم وفعلا النهارده العالم كله بتاع المسيح لانة اخذ الكرم من جماعه اليهود لأنة هو كرمة وهما اللى رفضوا جميل الواحد بقى لما ياخذ المثل ده على نفسه ربنا وهب لى حياتي الهدف منها ايه؟ يشوف منها ثمرعاوز كل يوم يشوف ثمر توبه قال لنا كده اصنعوا اثمارا تليق بالتوبه اصل الكرم ده مش بتاعك الحياه دي مش بتاعتنا هو عاوز مننا ايه ؟عاوز تواضع طهاره عايز فضيلة عايز حب عايز رحمه عاوز شهوة الملكوت هي دي الحياه بتاعتنا عايز ياخذ منها الحاجات دي طب لما منقدملهوش الحاجات دي يعمل آية يبعث لك حد يكلمك هتحضر قداس وصوت ربنا هيكلمك تسمع قراءه في الانجيل هتشوف هتسمع عن معجزة ياما ربنا بيكلمنا عاوز ياخد مننا ثمر فيبعتلى كلمة تخيل انت لما تاخذ الكلمه وتخبيها جوه قلبك و تشتغل بها تلاقي الكلمه ابتدت تغير وابتدت يخرج منها ثمر حلو تقدمه لربنا يقول لك انا متشكر منك انت اكرمتنى.طب تخيل انت اخذت الكلمه وتركتها وجلتها واهانتها وجرحتها وقتلتها هيقول لك طب تعال بقى خلاص نفسك تاخذ منك وساعتها انت بتعلن لنفسك عن خراب نفسك ربنا متأني علينا الذى يظن ان الحياة دى بتعتوا ان ربنا رحيم وطويل البال ومحب اللي بيخلينا نتكبر ويخلينا ناجل توبتنا ان هو سايب لنا الكرم نتصرف فى زي ما احنا عاوزين كل واحد فينا ربنا سايبلوا نفسه يعمل فيهآ اللي هو عاوزه اللي عايز يصحى يصحى ويلى عاوز ينام ينام اللى عايز يشتغل يشتغل ربنا سايب كل واحد يعمل اللي هو عاوزه فالواحد افتكر والشيطان كبرها في دماغه ان الكرم ده بتاعي انا و الحياه دي بتاعتي انا بس هي مش بتاعتي هو عطهانى و هيحاسبني عليها بس لان هو بيسبهالي اتصرف فيها زي ما انا عاوز لان هو بيحب يكرمنى و عايزني اعيش حر انا بفتكر ان هى بتاعتي وابتدى اتصرف فيها زي ما انا عاوزاصحى الصبح افكر انا هعمل ايه في حين ان المفروض اقول له انت عاوزني اعمل ايه لانها حياتك انت مش حياتي انا ولو لاحظ أن انا بعاند بيكلمني بلطف مره واثنين وثلاثه ولما ااسى قلبي يقول لك لا خلاص بقى اذا الحياه بتاعتنا ربنا مدينا لنا فرصه عشان نطوعة ونصنع اثمارا ونرجعها لة ويكرمنا عشان خاطر انا اشعر بكرامه الكرم ده تخيل انت كده لما الانسان تخرج منه ثمار مفرحة شجره كل شويه تعطى ثمار جميله شهية
قد ايه الشجره دي بتبقى محبوبة تخيل لو راجل عنده كارمة واشجار كثير لكن في شجر بالذات الشجر ده هو اللي معيشه اهو احنا كده لما نكون احنا بنقدم توبه لربنا توبتنا دى بتفرح ربنا جدا برنا ده بيخلي ربنا يبقى مفتخر بينا جدا يقول هو ده ابني هو ده الانسان هو ده اللي انا خلقته على صورتى ومثالى هو ده اللي انا حبيته هو ده اللي انا بذلت نفسي من اجله يستاهل كل محبة لانه عايش في القداسة والطاعة ربنا ادانا الحياه بتاعتنا فرصه لفتره عشان نصنع بيها اثمار اللي هياخد الحياه دي انها ملكة وينسى ربنا يبعد عن ربنا ويجحد ربنا ويرفض سلطان ربنا ربنا يكلمه مره واثنين وثلاثه ويشوف الانسان مبيستجبش ربنا يعمل ايه ؟يكلم ثاني وثاني لحد لما الانسان يعلن هو اللى يعلن رفضة الكامل الانسان الذى رفض تماما كلمه ربنا من قلبه من زهنة اللي رفضت تماما يعيش لربنا ربنا يجي في الاخر يقول له ايه بقى اذهب عني انى لا اعرفك يشقة من وسطة ويجعل نصيبه مع عديم الإيمان تخيل اية موقف الناس دول بقى موقف خزى موقف كله جحود عاوزين يعاتبه ربنا ربنا يقول له ده انا كلمتك وبعثت لك ده انا لما لقيتك مااستجبتش لحد بعتلك ابني الحبيب لعلك تخجل منة حتى ابني مش بس اهنته انت اهانته و جرحتوا وقتلتوا انت اللي حكمت على نفسك عشان كده القديسين كانوا بيقولوا لنا احكم يا اخى على نفسك قبل ان يحكم عليك طول ما انت في هذه الحياه ربنا بيكلمك انت تجاوب مع الصوت تجاوب مع النداء تجارب مع كل كلمه تجيلك لانها مرسله من قبل صاحب الكرم يقول لك هات ثمر يقولك الكرم بتاعي انا مش بتاعك انت ربنا يدينا احبائى ان نتجاوب مع صوته في داخلنا وان نرد له ثمار ثلاثين وستين وتسعين ومئة لكى يفرح بها خالقنا ربنا يكملنا ناقصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الابد امين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
06 أغسطس 2024
حياة القداسة
فِى الأيَّام الجمِيلة بِتاعت أُمِنا السِت العدرا نحِب إنْ إحنا نقف عند أمور تهمِنا إحنا ،كُلِّنا بِنعترِف بِقداسِة وَكرامة وَفضايِل أُمِنا السِت العدرا لكِنْ لابُد أنْ تكون هذِهِ الأمور هِى لنا ، عشان كده إحنا بنقُول عَنْ أُمِنا السِت العدرا " القديسة الطاهرة مريم " ، فأحِب أنْ أكلِّم معاكم شوية عَنْ حياة القداسةمُعلِّمنا بولس فِى رِسالته لِتسالونِيكِى يقول لنا كده [ لأِنَّ هذِهِ هِي إِرادة الله قداستُكُمْ ]( 1تس 4 : 3 ) ، يعنِى ربِّنا عايزكم تبقوا قديسِين ، إِرادة الله لِنا أنْ نكُون قديسِين ، يارب إنت عايزنا إيه ؟ عايزكم قديسِين ، نقوله بس يارب دى كلِمة كبيرة علينا قوى ، إحنا لاَ نحتملها ، ما نقدرش أبداً نستوعِب إنْ إحنا نُبقى قديسِين ، عشان كده عايز أكلِّم معاكم شوية النهارده عَنْ مفهوم القداسة وَعَنْ مُعوِقات القداسة وَعَنْ طريق القداسة0
1- مفهوم القداسة :-
إوعى تفتِكر إِنْ القداسة دى لِفئة مُعيَّنة مِنْ النَّاس وَناس لأ ، إوعى تفتِكر إِنْ القداسة دى لِناس وصلوا لِجِهاد كبير جِدّاً مِنْ الجِهاد الرُّوحِى لِدرجِة إِنْ هُمَّ وصلوا إِنهم ما بيعملوش خطيَّة أبداًإحنا فكرِنا عَنْ القداسة كده ، إِنْ القداسة يعنِى واحِد ما بيغلطش ، القداسة يعنِى واحِد كامِل فِى كُلَّ شئ ، أقولك00لأ00ده مفهوم خاطئ للقداسة ، تقولِى القداسة هِى إيه ؟ أقولك إنه ربِّنا بيقولك كده[ لأِنَّ الله لَمْ يدعُنا للنجاسة بَلْ فِي القداسةِ ] ( 1تس 4 : 7 ) ، كُلِّنا مدعوِين للقداسة ، لِدرجِة إِنْ مُعلِّمنا بولس كَانَ مُمكِنْ يخاطِب أهل كنيسة كُلَّها يقولك [ إِلَى القديسين الَّذِينَ فِي رومية ] ،فِكرك هُوَ بينكم فِئة مُعيَّنة وَالاَّ كُلَّ مسيحِى رومية ؟!! مسيحِى رومية يقولوا عليهم قديسِين ، يعنِى أقدر أقول دلوقتِى بِدون مُجاملة لكم " إِلَى قديسِى كنيسة مارِمينا بالمندره " ، أقول لكم صدَّقونِى بِدون مُجاملة أنا أقدر أقول لكم إِنْ إِنتم دلوقتِى قاعدِين فِى بيت ربِّنا أقدر أخاطِبكم أقول لكم " يا قديسِى كنيسة مارِمينا بالمندره " ، تقولِى بس كده تنفُخنا يا أبونا وَالحِكاية يعنِى مِش كده خالِص ، ده يمكِنْ قُدسك بتقول كده عشان شايفنا دلوقتِى فِى الكنيسة وَالاَّ شكلِنا كويس لكِنْ إحنا أفعالنا صعبة جِدّاً أقول أفعالكم صعبة وَلكِنْ سالكِين فِى طريق القداسة وَإِنْ عملتم خطايا فالخطايا فِى حياتكم شئ عارِض تقاوموه وَترفضوه وَتحاولوا أنْ تخرجوا مِنْ سُلطانه إِلَى أنْ تنالوا القداسة ، فليس معنى القداسة إنه إِنسان لاَ يُخطئ وَلكِنْ معنى القداسة إنه إِنسان يرفض الخطأ وَإِنْ أخطأ ، فليس معنى القداسة إنه لاَ يُخطِئ وَلكِنْ يرفض الخطأ إِنْ أخطأ ، ليس معنى القداسة إِنْ إِنسان وصل للكمال لكِنْ معنى القداسة إنه إِنسان سائِر فِى طريق الكمال عارِف إنت أقولك تشبيه ، إيه رأيك إنت كده فِى لو واحِد فِيكم كده إبنه وَلاَّ بِنته ربِّنا سمح لَه يجِيب مجموع كويس وَيدخل مثلاً كلية الطب ، لِسه إحنا مقدمِين له فِى التنسِيق وَجات لَه الكارتة تقول إِنْ جات له كلية الطب ، تلاقِى الواحِد فرحان بابنه وَإبتدى يقوله يا إيه ؟ يا دكتور ، دكتور عَلَى إيه ؟ هُوَ لِسه حَتَّى خد كلمتين ، مخدش وَلاَ حاجة باعتبار ما سيكون ، باعتبار إِنْ هُوَ سالِك فِى طريق كلية الطب ، طب دخل أوِل سنة ، أوِل سنة دى ما بيخدوش وَلاَ كلمة لها عِلاَقة بِالطب وَمَعْ كده نقوله إيه00يا دكتور ، إحنا سالكِين فِى طريق القداسة وَإِنْ كُنَّا لَمْ نبلُغ نِهايِتها وَلكِنْ سالكِين فنحنُ قديسِين ليسَ لأِننا بلغنا طريق كمال القداسة وَلكِنْ لأِننا سالكِين فِى طريق القداسة إذاً إحنا نحزن عَلَى أنفُسنا إِنْ تركنا هذا الطريق وَنطمئِن عَلَى نِفُوسنا مادُمنا سالكِين فِى هذا الطريق ، إِنت إحزن عَلَى نَفْسك بقى – بعد الشَّر – لَوْ الولد إبنِنا ده دخل كلية الطب ، سقط فِى سنة أولى راحوا عادوا له السنة سقط فِيها تانِى مرَّة راحوا عادوا السنة ثالِث مرَّة وَأعطوا لَهُ إِنذار قالوا لَه لو سقطت حا نطلَّعك ، يسموهاExterner يعنِى أخِر حاجة فِى أخِر حاجة فيعطوا لَه سنة أخِيرة لَوْ الولد ده سقط 3 سنِين فِى أوِل سنة يقولوا لَه إِنت واضِح إختيارك كَانَ غلط ، واضِح إِنْ إِنت ميولك وَذِهنك وَاستعدادتك ما تناسِبش الطريق ده ، بعد إِذنك يُمكِنْ أنْ تختار كلية أخرى ؟!! يكروشوه إِحنا سالكِين فِى طريق القداسة وَبنجاهِد فِيه أوْ مُمكِنْ فِينا ناس بتجِيب تقدِيرات عالية لكِنْ إِحنا برضه قديسِين ، [ نجماً يمتازُ عَنْ نجمٍ فِي المجدِ ] ( 1كو 15 : 41 ) ، لكِنْ برضه إِحنا قديسِين ، عشان كده أحبائِى إِحنا سالكِين فِى طريق العالم ده لازِم نسلُك فِيه بمفهُوم حياة القداسة ، لمَّا الإِنسان يُدرِك أنَّهُ مدعو قديس مِنْ الله يفرح جِدّاً فِى حياته ، كُلِّنا سكن فِينا رُوح القداسة ، كُلِّنا سكِن فِينا الرُّوح القدس ، عشان كده لازِم تفهم إنه ليسَ معنى القداسة أنَّك معصُوم مِنْ الخطيَّة وَلكِنْ معنى القداسة أنَّهُ ترفُض الخطيَّة عارِف إِنت كده الشئ الطبيعِى بِتاع أى إِنسان فِينا إنه بيمشِى عَلَى رجليه ، لَوْ حصل يعنِى وَاكعبِل وقع يعمِل إيه ؟ عَلَى طول يحصل إيه ؟ يقوم وَيكمِّل عَلَى رجليه ، الشئ الَّلِى مِش طبيعِى فِينا إِنْ إِحنا نِسحف عَلَى بطنِنا أوْ نمشِى عَلَى ايدِينا وَرجلِينا ده مِش طبيعِى لكِنْ الطبيعِى إِنْ أنا أمشِى عَلَى رجلىَّ0
مِنْ يوم ما ربِّنا يسُوع المسِيح سمح لِنا أنْ نولد مِنْ الماء وَالرُّوح سمح لِنا أنْ نكُون قديسِين فأعطاك إِمكانية تمشِى عَلَى رجليك لكِنْ إِنْ وقعت تِعمِل إيه ؟ قوم بسرعة عشان تكمِّل برضه عَلَى رِجليك ، عشان كده مُعلِّمنا بُولُس الرَّسُول يقولك [ لكِن اِغتسلتُمْ بَلْ تقدَّستُمْ بَلْ تبرَّرتُمْ ] ( 1كو 6 : 11) ، إِغتسلتُمْ يعنِى إيه ؟ معمودية ، مِنْ يوم ما اتعمِدنا إِحنا بقينا قديسِين ، فإحنا مولودِين قديسِين مِنْ الماء وَالرُّوح مِنْ بطن أُمِنا الكنيسة ، إِحنا ثمرِة زواج مُقدَّس بين المسِيح وَعروسه الكنيسة ، فنحنُ ثمرِة هذا الزواج فكيف نكون نحنُ ثمرة غير مُقدَّسة لِزواج مُقدَّس ؟ إِحنا مولودِين مِنْ الكنيسة ، يقولوا عَلَى بطن المعمودية هِى دى الأم بِتاعِتنا الَّلِى إِحنا مولودِين مِنَّها أنا فاكِر مرَّة كُنت بكلِّم ولاد فِى سِن إعدادِى بقولهم هُوَ يسُوع تزوَّج وَلاَّ لأ ؟ قالوا لِى ما تجوزش ، قُلت لهم00لأ00يسُوع تزوَّج ، قالوا لِى تزوَّج منين ؟ قُلت لهم ها أقول لكم عَلَى الشرُوط بِتاعِت يسُوع عشان نشوف لَه عروسة زيه :-
يسُوع بِلاَ عيب هاتوا لِى عروسة بِلاَ عيب0
يسُوع أزلِى أبدِى هاتوا لِى عروسة تكون أزلية وَأبدية0
يسُوع قدُّوس هاتوا لِى عروسة تكون0000قعدنا نجِيب صِفات لقينا مافِيش عروسة تِنفع ، قُلت لهم لأ فِى عروسة تِنفع هِى مِين بقى ؟ الكنيسة ، فالمسِيح إِقترن بِالكنيسة وَكَانَ ثمرِة هذا الإِقتران هُوَ إِنتم عشان كده كُلَّ واحِد فِيكم يتعمِد يسَّبِب للكنيسة فرحة00لِيه ؟ رُزِقت بِمولود جدِيد ،عشان كده تاخد بالك مثلاً لمَّا حد يجِيب طِفل يعمِّده مِش مِنْ حقه ياخده وَيمشِى00لأ00نقوله00لأ00الولد ده مِش إِبنك بس ده إِبنِنا كُلِّنا ، ده إِحنا لازِم نِعمِل لَه إيه ؟ زفَّة وَكُلِّنا نِحضر الزَّفة دى وَنُبقى فرحانِين جِدّاً بِالعضو الجدِيد الَّلِى أُضِيف إِلينا ، صَارَ إِنتساب هذا الولد ليسَ لأبوه وَأمه لكِنْ لِلمسِيح وَالكنيسة ، صَارتَ الكنيسة أمه وَالمسيِح أبوه ، طب أبوه وَأمه دول إيه ؟ أقولك دول صاروا مؤتمنِين عَلَى تربيته وُكلاء عليه ، فا تُعتبر الكنيسة مِثل يُوكابِد كمُرضعة لِمُوسى00مُجرَّد إيه00وَترَّجعه تانِى ، فالكنيسة بِتأتمِنكمْ عَلَى أولادكم لإِنْ فِى الحقيقة الولاد دول أساساً ولاد مِين ؟ ولاد المسِيح ، ولاد المسِيح وَالكنيسة إِزاى ما يكونوش قديسِين وَإِزاى يستغربوا عَلَى دعوِتهم إِنْ هُمَّ قديسِين إِذا كانوا هُمَّ ولاد المسِيح00ولاد الكنيسة ، المسِيح وَالكنيسة يجِيبُوا إيه ؟ يجِيبُوا قديسِين ، عشان كده أقدر أقولك إِنْ مِش معنى القداسة إِنْ إِنت مِش بِتغلط وَلكِنْ إِنْ إِنت بِترفُض الخطيَّة واحِد جسمه مُمكِنْ يِعرق بس باستمرار بيستحمى ، باستمرار بِيُبقى نظِيف ، مِش معنى إنه باستمرار نظِيف مِش معنى إِنْ الجو الَّلِى حواليه كُلّه يُبقى جو مُعقم ، وَمِش معنى إِنْ باستمرار نظِيف إِنْ جسمه بقى مِش قابِل لإِفرازات عرق00أبداً00ده هُوَ جِسمه نظِيف وَإِنْ كَانَ عايِش فِى وسط مُلُّوث أوْ جِسم قابِل للتلُّوث ، أدى مفهوم القداسة مفهوم القداسة أنْ يكون الخطيَّة بِالنِسبة لِنا شئ عارِض ، مفهوم القداسة بِالنِسبة لِنا أنْ نُقاوِم حَتَّى الدم ضِد خطايانا ، لإِنْ إِحنا ما نِقدرش نقول إِنْ إِحنا قديسِين معناها إِنْ إِحنا بِلاَ خطيَّة00لأ ما نِقدرش ، مِين ده يِقدر يقول عَلَى نَفْسَه كده ، ده يقولك كده [ إِن قُلنا إِنَّنا لَمْ نُخطِئ نجعلهُ كاذِباً وَكلِمتُهُ ليست فِينا ]( 1يو 1 : 10) ، يعنِى نخلِّى ربِّنا نَفْسَه كدَّاب ، لو قُلنا إِنْ إِحنا إيه ؟ بِلاَ خطيَّة ، مِين ده الَّلِى يقول كده ؟!! يقولك [ لَوْ قُلنا أنَّنا بِلاَ خطيَّة ] ، إِحنا خُطاة ، إزاى نِجمع بين التعارُض ده إِنْ إِحنا خُطاه وَفِى نَفْسَ الوقت قديسِين ؟!! إِنْ إِحنا مدعوِين للقداسة وَلمَّا تِيجِى لنا الخطيَّة بنرفُضها وَبِنبغُضها وَبِنطرُدها وَلاَ نقبلها وَلاَ نتصالح معاها وَلاَ نتوائم معها وَلاَ نقبل أنْ نحيا فِيها ، لاَ نقبل أنْ نحيا قابعِين فِى آثامنا ما أجمل الكنيسة الَّلِى هُوَ إنتم شعب الله إِنْ أى واحِد يِعمِل خطيَّة يلاقِى كده ضميره تعبان ،رُوح ربِّنا بيوبخه ، إلحقنِى يا بونا حاللنِى يا بونا أنا امبارِح غضبت وَشتمت وَحاسِس باضطراب جوايا ، حاسِس فاقِد سلامِى ، حاللنِى يا بونا وَينكسِر قُدَّام أبونا وَأبونا يحالَّه بعد كده يتناول وَالمناولة هِى أعظم مُكافأة للقديسِين ، فا بناخُد المُكافأة دى ، الكنيسة خلِّت الجسد وَالدم بِتاع ربِّنا يسُوع المسِيح ده هِى المُكافأة بِتاعِت الجِهاد بِتاعنا ، الضامِن لِقداسِتنا الَّلِى هُوَ إيه ؟ جسد المسِيح عَلَى المذبح ، عشان كده يقولك [ القدسات للقديسِين ] ، مِش معنى إِنْ إِحنا وصلنا إِنْ إِحنا بقِينا قديسِين ، إِنْ إِحنا بقينا مِش بِنغلط00لأ00ده إِحنا كُلِّنا بِنغلط وَبنجاهِد وَرافضِين خطايانا عشان كده إِحنا بنتناوِل فِى بعض الكنائِس – كنايس إِخوانا الرُوم الأرثوذُكس – المؤمنِين يخافوا جِدّاً مِنْ التناوُل ، تروح تلاقِى القُدَّاس يتصلَّى تلاقِى أبونا إِتناوِل وَكام طِفل بس وَكُلَّ المؤمنِين محدش إِتناوِل ، أقول لك ده معناها إِنْ إِحنا فضَّلنا أنْ نحيا فِى الشَّر عَنْ أنْ نحيا فِى القداسة وَنأخذ جسد المسِيح ، عكس فكرِنا إِحنا ،إِحنا وَإِنْ كُنَّا فِى خطايا فنحنُ نرفُضها وَنتقدَّس لِكى ما نأخُذ ما يُقدِّسنا الَّلِى هُوَ إيه ؟ الجسد وَالدم ، فجعلت الكنيسة الجسد الموضُوع وسِيلة مُكافأة ، وسِيلة تقدِيس ، نجعل أنفُسنا قديسِين لِكى ما نأخذه وَهُوَ يُثَّبِت هذِهِ القداسة ، أدى عمل الله فِى كنيسته إِنْ إِحنا نُبقى قديسِين عشان كده أقدر أقولك إِنْ ده مفهوم القداسة ، مفهوم القداسة إِنْ الإِنسان يُبقى مُخصَّص لله ،مُفرز لله ، مُعيَّن لله ، عارِف إنت فِى العهد القدِيم لمَّا كان يقولك إيه [ قدِّس لِي كُلّ بِكرٍ ]( خر 13 : 2 ) ، ده بتاع مين ده ؟ ده بتاع ربِّنا ، كان لمَّا ييجوا يعشَّروا الحاجات بتاعِتهم واحِد عنده غنم يعمِل إيه ؟ يجِيب الغنم بتاعه يقولك 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 7 ، 8 ، 9 ، وَعند 10 يروح جايبه عَلَى جنب ، يروح جاى تانِى1 ، 2 ، 3 0000وَالعاشِر يروح جايبه عَلَى جنب ، الشوية الَّلِى عَلَى جنب دول بتوع مين00بتوع ربِّنا ، دول خلاص بتوعِى وَدول بتوع ربِّنا ، دول مِش مِنْ حقِى دول خلاص بقوا بتوع ربِّنا مفهوم القداسة كده بالظبط00إيه ؟ إِحنا ربِّنا جعل العالم كُلَّه وراح أخد جماعة أفرزها قال دول بتوعِى أنا ، بقى يعد مِنْ كُلّ تسعة واحِد ، وَإِنتم محظوظِين لإِنْ إِنتم مِنْ الواحِد المُختار مِنْ كُلّ تسعة عشان تبقوا مفروزِين ، يقولك دول بتوعِى ، فِى وسط العالم كُلّه إِنتم بتوعِى ، عشان كده مُعلِّمنا بُولُس يقولك كده [ كما اختارنا فِيهِ قبل تأسِيس العالم لِنكُونَ قدِّيسِينَ وَبِلاَ لومٍ قُدَّامهُ فِي المحبَّةِ ] ( أف 1 : 4 ) ، ربِّنا مختارنا مِنْ زمان ، مِنْ زمان قوِى ، مِش قبل ما تتولد00لأ00ده مِنْ قبل ما يِعمِل العالم مختارنا وَمختارنا لِيه ؟ لِنكُون قديسِين معندوش بدِيل ، أنا مِش معقول أختاركوا عشان تبقوا أشرار00لأ00ربِّنا مختارنا عشان نكُون قديسِين ، [ كما اختارنا فِيهِ قبل تأسِيس العالم لِنكُونَ قدِّيسِينَ وَبِلاَ لومٍ قُدَّامهُ فِي المحبَّةِ ] ، عشان كده مفهوم القداسة إِنْ الإِنسان يشعر أنَّهُ مُفرز لله ، طب التسعة التانِين ؟ أنا ماليش دعوة بِيهم بقى ، ده وضع وَده وضع ، عشان كده إِنت لاَ تقِيس نَفْسك بِأهل العالم إِنت حاجة تانية ، إِنت مُفرز ، إِنت مُختلِف ، إِنت مُخصَّص ، مُخصَّص لِربِّنا ، إِنت ما يصحِش تُستخدم أى إِستخدام00لأ00إِنت مُفرز لله ، عارِف إِنت كده مثلاً زى مثلاً إيه الكهنة ، تلاقِى الكهنة ربِّنا أفرزهم فتلاقِى الكاهِن ده ما بيشتغلش شُغلانة تانية ، إيه شُغلته ؟ هُوَ كاهِن ، لو لقيت كاهِن كده يعنِى فاتِح مكتب مُحاسبة وَقاعِد يقابِل زبايِن تلاقِى الحكاية دى غرِيبة قوِى ، لو لقيت كاهِن سوَّاق تاكس وَالاَّ فاتِح محل بتاع سوبر ماركِت حاجة بايخة قوِى00لِيه ؟ لإِنْ خلاص هُوَ مُفرز لله ، بقى لا يعمل عملاً آخر ، أنت مُفرز لله ، طب إِحنا بقى يابونا بنشتغل ، أقولك حَتَّى لو إِنت بِتشتغل فأنت مُفرز لله ، أنت إِناء مُختار لَهُ أفرزك مِنْ وسط العالم لِتكون لَهُ وَلَهُ وحده ، ده مفهوم القداسة عشان كده ما تستغربش إِنْ تلاقِى نَفْسك إِنت مِنْ يوم المعموديَّة – تنزِل فِى المعموديَّة – وَتروح إيه تاخد خِتم الميرُون ، خِتم الميرُون 36 دهنه ، ألـ 36 دهنه دول علامِة إيه ؟ الملكِيَّة وَالتخصِيص وَالعزم ، إِنت مُختلِف عَنْ الَّلِى حوالِيك00لِيه ؟ إِنت فِيك الخِتم ، تخيَّل إِنت كده ورقة مختومة بِخِتم النسر ، ورقة تانية فِيها نَفْسَ الكلام مِش مختومة بِخِتم النسر ، تفرِق إيه ؟ تفرِق كتير00تفرِق كتير ،هُوَ خِتم لكِنْ الخِتم ده أقر حاجات كتير جِدّاً ، إِنت بقى فِيك الخِتم ده ،عشان كده يقولك [ وَأمَّا أنتُمْ فلكُمْ مسحة مِنَ القُدُّوس ]( 1يو 2 : 20 ) ، إِنتُمْ الَّلِى لِيكُمْ سِمة عَلَى جباهكم ، إِنتُمْ الَّلِى ربِّنا حب يختِمكُمْ فِى كُلّ حِتّة مِنْ جسمكم ، تخيَّل إِنت كده لمَّا يكُون الكِتاب المُقدَّس ده بتاع الكنيسة فعشان خاطر يعنِى نخليه وقف عَلَى الكنيسة نقعد نختِم عليه كذا خِتم بِخِتم الكنيسة عشان لو شُفنا الكِتاب ده فِى أى مكان تانِى نقول إيه00إيه الَّلِى جاب الكِتاب ده هِنا ، الكِتاب ده بتاع إيه00الكِتاب ده بتاع الكنيسة إِنت ربِّنا أرسلك للعالم عشان تعِيش فِى وسط النَّاس بس إِنت مختوم ، لو عملت أى حاجة مُخالفة الإنجيل ، مُخالفة للكنيسة تقولك خُد تعال إيه ده ؟!! ده إِنت مختُوم إيه الَّلِى جابك هِنا ، إيه الَّلِى خلاَّك تِعمِل كده ، ده إِنت فِيك الخِتم ، إِنت واخِد الخِتم ، إِنت فِيك علامِة الملكيَّة ، علامِة التقدِيس ، علامِة التخصِيص ، علامِة العزم ، إِنت مُفرز لله ، ربِّنا أفرزنا لِنكُون لَهُ وَلَهُ وحدهُ ، ده مفهوم القداسة يا أحبائِى إِنت إتخصصت لِربِّنا ، إتخصصت كإرادة ، كحواس ، كفِكر ، يا سلام كده لو تتابِع معايا كده تلاقِى أبونا لمَّا يجِى يرشِم00يرشِم إِزاى ؟ يرشِم هِنا الفِكر بعد كده العِينِين وَالودان وَالمناخِير وَالشفايِف00دول الحواس ، خَتَم فِكرك وَختم حواسك بقى عليها الخِتم ، فِكر وَحواس ، بعد كده بقى يختِم لك المفاصِل بِتاعِت دِراعك ، خَتَم إيه00خَتَم أعمالك ، بقى يختِم لك كده مفاصِل الرجلين خَتَم طريقك ، بقى يِختِم لك فِى ضهرك00خَتَم إِرادتك00إيه ده ؟ يِختِم لك عند قلبك خَتَم مشاعرك ، إِنت مختُوم فين ؟ فِى فِكرك وَفِى حواسك وَفِى أعمالك وَفِى طريقك وَفِى إِرادتك وَفِى مشاعرك ، كُلّ حاجة فِيهُمْ واخده إيه ؟ واخده الخِتم ، لِيك مشاعِر غرِيبة خُد تعال هِنا المشاعِر دى جِبتها منين ؟ إِنت مشاعرك مختومة ، لاَ يلِيق أنْ تتصرَّف هكذا ، إِنت إِبن لله ، أنت قديس00لاَ دى مشاعِر ملوثة اُطرُدها وَارفُضها ، أنت مختوم ، إيه العمل الَّلِى بِتعمِله ده ؟ تقولِى ما النَّاس كُلَّها بِتِعمل كده ، أقولك آه بس إِنت مختُوم ، إِنت ما يصحِش تِعمِل كده00لأ00مِش إِنت لو النَّاس عملِت كده هُمَّ معذُورِين لكِنْ إِنت00أنتَ بِلاَ عُذر00لِيه ؟ لإِنك إِنت إيه00مُفرز لله ، فربما ينظُر العالم إِلَى أمور أنَّها طبيعيَّة أو أنَّهُ حق طبيعِى وَلكِنْ أولاد الله يتعاملوا مَعْ مِثل هذِهِ الأمور بِموقِف مُختلِف لإِنْ لهم إِرادة مُختلِفة وَلهم فِكر مُختلِف0
2- مُعوِقات القداسة :-
يوجد 3 حاجات بِتعوقنا عَنْ طريق القداسة :0
1- الجسد :-
يابونا قُدسك كلِّمتِنا كلام حلو إنه إِحنا مختومِين وَإِحنا بتوع ربِّنا بس ده فِينا تيار شر ، ده فِينا حواس مُلوثة ، ده إِحنا فِينا حركات فِى الجسد فِى شهوات وَرغبات وَأمور000أقولك أيوه الجسد محتاج أنْ يُضبط ، محتاج أنْ يُرُّوض ، نحنُ لاَ نكره الجسد بل بِالعكس ده الكِتاب يأمرنا بأنْ نقوته وَنُربيه ، إِحنا لاَ نكره الجسد لأِنَّهُ صُنع الله لكِنْ نكره تيار الشَّر العامِل فِى الجسد ، عشان كده أقدر أقولك إِنْ الجسد ده مِش مُجرَّد شوية اللحم وَالدم00لأ00اللحم وَالدم ده شئ مُبارك ، ده لو إِنسان أهمل فِى وزنِة جسده الكنيسة تلومه وَلكِنْ إِحنا بِنُقاوِم الخطيَّة الساكِنة فِى الجسد ، عشان كده عند بعض إِخوانا التانِين يقولك لو واحِد سرق نِقطع له إيده ، أقولك طب تفِيد إيه إِنْ أنا أقطع له إيده وَالخطيَّة لِسَّه جوَّاه ، الَّلِى تِقطع له إيده يسرق بِإيده التانية ، هُوَ لو واحِد إيده الأتنين مقطوعة وَحب يسرق مِش حا يعرِف يسرق ؟!! ده فِى ناس دلوقتِى تسرق عَنْ طريق ألـ visa card وَعَنْ طريق الإنترنِت ، سطو كده بِالإلكترونِى ، طب واحِد خلاص قطعنا له إيده الإتنين لإِنه حرامِى لكِنْ إبتدى يسرق بإيه ؟ بأسالِيب تانية ، المُشكِلة مِش فِى الإيد وَلاَ فِى الرِجل وَلاَ فِى اللسان ، المُشكِلة فِى تيار الخطيَّة الداخِلِى فِى الإِنسان كلِمة جمِيلة أبونا يصليها فِى القُدَّاس مِنْ أجل شعبه ، يقول لِربِّنا [ إِبطِل سائِر حركاته المغرُوسة فِينا ] ، يعنِى فِينا حركات شر مغرُوسة00ده الجسد00الجسد ده مُحتاج أنْ يُضبط ، أنْ يُروَّض ،ما أجمل كنيسِتنا الَّلِى كُلّ شوية تنادِى لِنا بِأصوام ، عايزه تنمِى الإِرادة الرُّوحِيَّة عند الإِنسان ،عايزه تُقوِّم الجسد ، عايزه تعرَّف الجسد إِنْ مِش كُلّ الَّلِى حا تطلبه حا تاخده ، الإِرادة الرُّوحِيَّة تقود إِرادِة الجسد ، وَشهوِة الرُّوح تقود شهوِة الجسد ، أعرف أقول لجسدِى00لأ00 ، عايز00أقوله00لأ00، كذا أقوله لأ00لِيه ؟ ده غلط ، أخدت منين الكلام ده ؟ أخدت مِنْ رُوح ربِّنا الساكِن فِىَّ ، عشان كده الجسد يُضبط ، يُروَّض ، يُقدَّس ، صَارَ هذا الجسد جسد مُقدَّس عشان كده يا أحبائِى إِحنا وَإِنْ كان الجسد بيوعقنا فِى حياتنا مَعْ الله لاَ يلِيق لنا أنْ نكره الجسد ، لكِنْ إِحنا بِنُقاوِم الخطيَّة الساكِنة فِينا ، بِالعكس ده نَفْسَ الجسد الَّلِى إِنت فِكرك إِنْ ده يمنعك جِدّاً عَنْ ربِّنا هُوَ هُوَ الجسد الَّلِى حا يصوم ، هُوَ هُوَ الجسد الَّلِى حا يسجُد ، هُوَ هُوَ الجسد الَّلِى حا يرفع يديه ، هُوَ هُوَ الجسد الَّلِى حا تخرج مِنه رائِحة العرق المُقدَّس مِثل رائِحة البخُور الذكِى أمام الله ، عرق خارِج مِنْ جسد بيصلِى أذكى مِنْ بخور أمام الله ، أدى عرق خارِج مِنْ جسد ، عشان كده الآباء القديسِين يقولك [ لاَ تنام إِلاَّ وَفِراشك قَدْ ابتلَّ بِعرق صلاتك ]00إيه ده ؟ جسد بس ابتدى يُبقى فِيه تيار رُوح بِيعمل فِيه ، الجسد لابُد أنْ يُضبط ، حركات الجسد ، عشان كده أقدر أقولك إِنْ الجسد ده مؤشِر مُهِمْ جِدّاً فِى حياة القداسة ، يقولك كده [ الَّذِينَ هُمْ حسب الجسد فبما للجسد يهتمُّونَ وَلكِنَّ الَّذِينَ حسب الرُّوح فبِما للرُّوح ] ( رو 8 : 5 ) ، عشان كده أقدر أقولك مُعلِّمنا بُولُس الرَّسُول يحُط لِنا خِطة للجسد يقولك [ لاَ تصنعُوا تدبِيراً للجسد لأِجلِ الشَّهواتِ ] ( رو 13 : 14) ،يعنِى ما تقعدش ترتِب كتير حاجات للجسد ، بلاش إعتناءك بِالجسد مِنْ ناحية الجسد يُبقى زِيادة00 يعنِى إيه ؟ تقعد تفكَّر كتير قوِى قوِى فِى الأكل00لاَ00بلاش تفكَّر كتير ، كُل ما يقوتك وَما يُغذِيك وَما يُشبِعك بس ما تقعدش تفكَّر كتير ، ما تشغِلش نَفْسك كتير قوِى قوِى بِشهوِة الأكل ، ما تشغلش نَفْسك كتير قوِى قوِى حا تلبِس إيه ؟ هات حاجة تستر جسدك وَخلاص ، [ لاَ تصنعُوا تدبِيراً للجسد لأِجلِ الشَّهواتِ ] ، وَحاجة تانية يقولك إيه [ فَلاَ تُكمِّلوا شهوِة الجسد ] ( غل 5 : 16) ، يعنِى إِنْ تحرَّكت فِيك الشهوة – أى شهوة00أى نوع – اضبُطها ما تكملهاش ، ربِّنا عايز يقولك أنا عارِف إِنْ إِنت ساكِن فِى جسد ضعِيف حا تتحرَّك فِيه شهوات ، لاَ تُكمِّل شهوِة الجسد ، لِدرجِة إِنْ يوصل يقولك [ فَأميتُوا أعضاءكُمُ ] ( كو 3 : 5 ) ، توصل مرَّة تانية يقولك [ لاَ تملِكنَّ الخطيَّةُ فِي جسدِكُمُ المائِتِ لِكي تُطِيعُوها فِي شهواتِهِ ] ( رو 6 : 12) ، ما تخليش الخطيَّة تُبقى مالكة فِيك0
2- العالم :-
العالم الَّلِى قِيل عنه إنه موضُوع فِى الشِّرِّير ، إِحنا عايشِين فِى العالم يابونا إِزاى نُبقى قديسِين وَإِحنا عايشِين فِى العالم ؟!! العالم ملوَّث ، العالم مليان تيارات صعبة جِدّاً ، العالم مليان مبادِئ ، مليان شر ، مليان غِش ، مليان خِداع00نِعمِل إيه ؟ إزاى نُبقى قديسِين فِى عالم زى ده ؟!! أقولك خلِّى بالك إِنت لازِم تِعرف إِنْ إِنت بتعِيش فِى العالم وَلكِنْ لاَ تحيا بِحسب العالم ، عشان كده يقولك " نعِيش فِى العالم لكِنْ ما نخلِيش العالم يعِيش فِينا " ، المركِب عشان تمشِى لازِم لها مية ، فالمية لازمة للمركِب لكِنْ لو المية دخلِت جوه المركِب ها تغرَّق المركِب ، فالعالم لازِم لِخلاصنا ، إِحنا لاَ نخلُص إِلاَّ لو عِشنا فِى العالم لإِنْ هُوَ الإِمتحان الَّذِى سيُزَّكِى إِيمانا وَالَّذِى سيُظهِر قداسِتنا فنحنُ نُختبر بِالعالم فصار العالم بِالنِسبة لنا وسِيلة بركة وَخلاص لإِنَّهُ لولا العالم ما خلُصنا ، وَلولا الشَّر الَّذِى فِى العالم ما ظهر برَّنا لإِنَّ النور يفضح الظُلمة ، مِنْ هِنا تيار الشَّر الَّلِى فِى العالم كُلّ ما يزِيد كُلّ ما زاد إِحتياجنا للقداسة أكتر عكس الفِكرة الَّلِى تِيجِى واحِد يقولَّك إيه لاَ أصل خَلاَص بقى دِى حاجات بقِت موضة قدِيمة مقدرش أعِيش بِالمبادِئ دِى عشان الجو الَّلِى حَوَلَىَّ صعب ، أقولَّك تخيَّل إِنتَ كِده لَوْ معانا واحِد دلوقتِى فِى وسطنا معاه كشَّاف وَلقِيناه مَثَلاً منُّور الكشَّاف ، فَواحِد يقوله الدُنيا نُور مفِيش داعِى تنُّور الكشَّاف ، يقوله أصل أنا أحِب الكشَّاف بِتاعِى يُبقى منُّور ، يقوله خَلاَص بِراحتك ، فجأة النُور إتقطع وَالدُنيا كُلَّها بقِت ضلمة ، صاحِبنا ده راح عمل إيه راح طفَّى الكشَّاف ، يقولَّك أصل كُلَّها ضلمة أبقى أنا بس الَّلِى منُّور ، أقولَّك ده لأِنْ كُلَّها بقِت ضلمة فَإِحتياجنا للنُور بِتاعك زاد ، إوعى تقولِى لإِنْ تيار الشَّر فِى العالم زاد فَأنا مفِيش داعِى أعِيش كَقدِيس أقولَّك ده لإِنْ تيار العالم الشَّر فِيه زاد إِحتياجنا للقداسة زاد مِش قل ، ده زاد ، ده تمسُكك بِطرِيق القداسة وَحِرصك عليه المفرُوض يزِيد جوَّاك وَجوه قلبك عشان تِحفظ نَفْسَك وَتِحفظ مصباحك مُضاء ملآن ، ده زاد0
عارِف إِنت كده يقولك لمَّا فِى ناس تِيجِى لها هِجرة أمريكا يقولك إبتدوا يروحوا الكنيسة أكتر00يقولك لِيه ؟ يقولك أصل أخاف عَلَى ولادِى هِناك ليضِيعوا فابتديت أروح الكنيسة ،عشان كده يقولك [ محبَّة العالم عداوة لله ] ( يع 4 : 4 ) ، للدرجة دى ؟!! يقولك آه ، خلِّى بالكم يا أحبائِى وسائِل الإِعلان ، الأجهِزة الحدِيثة وَالتطور الَّلِى فِى المُجتمع وَالمُجتمع الإِستهلاكِى الَّلِى إِحنا عايشِين فِيه بيخلِّى الإِنسان يُبقى علمانِى جِدّاً ، كُلّ شوية عايِز00عايِز00عايِز ، وَلاَ يشبع وَلاَ يكتفِى وَلاَ000يقولك00لأ00 إِنت لازِم تِعرف إِنْ إِنت مدعو للقداسة ، لازِم تِعرف إِنْ إِنت لو كُنت عايش فِى عالم موضُوع فِى الشِّرِّير إِلاَّ إِنْ إِنت عايش فِى كرامة أولاد الله عارِف زمان المسيحيين كانوا ياخدوا لِنفسهم رمز جمِيل جِدّاً الَّلِى هُوَ " السمكة " ،عارِف السمكة دى لِيه إِختارها المسيحيين ؟ أقولك عشان كذا حاجة :-
أولاً : السمكة ما تِعرفش تعِيش برَّه المية ، إِنْ طِلعِت برَّه المية تموت ، أولاد الله كده لو خرجوا برَّه ينابِيع الرُّوح بِتاعِتهم وَبرَّه كنيستهم وَبرَّه فِكر الخلاص وَبرَّه فِكر القداسة يموتوا0
ثانياً : السمكة فِيها حاجتين مُهمِين قوِى ، تلاقِى السمكة كده فِيها القشُور الَّلِى عَلَى الجسد بتاعها ، القشُور دى سمِيكة جِدّاً ، دى أساساً لِيه ؟ لِحفظ جسدها ، وَتلاقِى فِيها زعانِف ، القشُور دى عشان تِحفظ الجسد مِنْ أى حاجات تدخُل فِى الجسم ، وَالزعانِف دى عشان تساعِدها تسبح عكس التيار ، المسِيحِى كده00المسِيحِى مُحصَّن بِالقشُور الخارِجيَّة دى عشان تيارات العالم لاَ تدخل جواه ،وجواه زعانِف تُعطيه قوة يسلُك فِيها ضِد مبادِئ العالم أدى دى السمكة ، عشان كده لو لقيت سمكة ماشية مَعْ التيار إعرف إِنْ السمكة دى ماتِت ، إوعى تكون مشيت مَعْ التيار يُبقى إِنت كده مُت ، أقولك00لأ00إِنت لم تمُت لكِنَّك لَمْ تستخدِم الزعانِف بِتاعتك ، طلَّع الزعانِف عشان تسبح ضد التيار ، عشان كده ولاد ربِّنا لاَ يسلكوا بِحسب العالم ، إوعى لو حسِيت إِنْ مملكِة العالم بتقوى إوعى تفتِكر إِنْ مملكِة الله بِتضعُف00لاَ أبداً لازِم تِعرف إِنْ إِنت مُستهدف جِدّاً مِنْ مملكِة العالم00لِيه ؟ لإِنْ إِنت الوحِيد الَّلِى مِش ماشِى تبعها فإنت ضدها0
3- الشيطان :0
الشيطان بقى الَّلِى عمَّال عاوِز يوَّقع فِى ولاد ربِّنا ، الشيطان الَّلِى عمَّال عايِز يوَّقع فِى ولاد ربِّنا ، أكتر واحِد يتغاظ إِنْ إِنتُمْ تبقوا قديسِين هُوَ الشيطان ، عارفين لِيه ؟ لإِنْ أكتر واحِد داق الوجود فِى حضرِة الله هُوَ الشيطان ، فلما إِنت تيجِى تاخد مكانه لاَ يهدأ ، كُلّ واحِد فِيكُمْ بيقرَّب لِربِّنا ياخد المكان الَّلِى كان بتاع الشيطان فيهِيج ، يقولك ده واخِد مكانِى أنا كُنت هِنا وَاطردت أنا كمان ها اطرده زى ما أنا اطردت ، أنا مِش ها سيبه ، عشان كده كُلّ ما تقرَّب لِربِّنا الشيطان يهيج ، إِعرف إِنْ ده أمر طبيعِى ، الشيطان خِصم لازِم تِعرف ده عدو ، لازِم تِعرف إِنْ له حِيل وَله أسالِيب بِتختلِف وَتتلوَّن وَتتشكَّل ، إِثبت فِى ربِّنا عشان إِنت تِقدر تثبت ضِد مكايِد العدو ، 3 حاجات عايزه تُعِيق قداستك :-
1- الجسد 2- العالم 3- الشيطان
طب أخيراً بقى يابونا إِزاى نُبقى قديسِين ؟ أقولك طريق القداسة ، عاوِز أحُط لِك شوية مبادِئ0
1- القداسة بِالمسِيح يسُوع ، صعب جِدّاً إِنْ إِحنا نحاوِل نقعد نفكَّر إزاى نُبقى قديسِين وَإزاى نسلُك فِى طريق القداسة بِفِكرِنا البشرِى أوْ بِمُجرَّد مشاعِرنا أو إِرادِتنا الذاتِيَّة ، بِالمسِيح يسُوع ،إِحنا قديسِين فِى المسِيح يسُوع ، صدقونِى يا أحبائِى أقول لكم عِبارة مُمكِنْ تستغربوا لها" المسِيح يسُوع أرادَ أنْ نكُون قديسِين لِدرجِة قداسته هُوَ الشخصِيَّة بِهِ وَفِيهِ " ، ربِّنا يسُوع المسِيح إِستودع فِى كنيسته كُلّ ما لَهُ وَكُلّ بِرَّه وَكُلّ قداسته لِنتمتَّع نحنُ بِهِ عايِز أقولك كده إِنْ المسِيح عايِز ولاده دول يِبقوا قديسِين ، فعمل إيه جاب مِنْ قداسته وَحطَّها فِى الكنيسة وَاستودع قداسته دى فِى الكنيسة ، كُلّ واحِد يُبقى قديس يجِى يِسحب ، الَّلِى عاوِز مِنْ الرصِيد بتاعِى تاخُد زى ما انت عايِز ، لِدرجِة إيه ؟ لِدرجِة يقولك [ إِلَى قِياس قامة مِلء المسِيح ] ( أف 4 : 13 ) – عَلَى فِكره مِش مِلء قامة المسِيح00لأ00قامة مِلء – لإِنَّ الملء يُنسب إِلَى المسِيح وَليسَ العكس ، إِنْ إِحنا نِوصل لِملء المسِيح00إيه ده ؟ يقولك هُوَ ده الغِنى بقى ،القداسة بِالمسِيح يسُوع0
الله ينَّيح نَفْسَه أبونا بيشُوى كامِل كان لمَّا يروح حد يقوله إيه يابونا بس إِحنا ضُعفا ، إزاى تطلب مِنِّى أسامِح الشخص ده وَهُوَ غاظنِى ، إزاى تطلب مِنِّى أحافِظ عَلَى عنيا ، إِنت مِش بتمشِى يابونا فِى الشَّارع ، مِش بتشوف المناظِر ، مِش بتشوف التليفزيُون إزاى ؟ يقولك كانِت مِنْ الحاجات الَّلِى تخلِّى أبونا بيشُوى يِغضب00يثور ، يقوله هُوَ أنا بقولك تِعمِل الكلام ده لوحدك ، أنا مِش بقولك مَعْ المسِيح وَانت مِش عايش فِى المسِيح ، أنا عارِف لو لوحدك حا تقع وَتُبقى وحِش وَتُبقى وَتُبقى ، يِغضب00يثور00لِيه ؟ يقولك ما هُوْ إِنت ضعِيف لكِنْ فِى المسِيح يسُوع تُبقى قوِى ،[ إِنْ كَانَ أحد فِي المسِيح فَهُوْ خلِيقة جدِيدة ]( 2كو 5 : 17) ، خلِيقة جدِيدة ، واحِد تانِى ، ما تكلمنِيش عَنْ نَفْسك الَّلِى مغموس فِى الخطيَّة وَحالك حال وَتعبان وَمِش قادِر وَمِش عارِف لسنِين ، أقولك لإِنْ إِنت جواك سِلاح لاَ تستخدِمه إِسمه يسُوع المسِيح ، قوِّة يسُوع المسِيح ، أنْ تحيا محرُوس بِهِ ، أنْ تحيا محفُوظ فِيهِ ، أنْ تحيا حافِظ لِكلِمته ، هُوْ ده طريق القداسة0
القداسة مشرُوع مُشترك بينك وَبينَ الله ، " أنتَ لاَ تستطيع أنْ تفعل شيئاً بِدونه " ، خايف أقول الكلِمة العكس تتخضُّوا مِنها " وَهُوْ لاَ يستطيع أنْ يفعل شيئاً بِدونك " ، القديس أوغسطِينُوس يقُول لنا كده [ إِنْ الله الَّذِى خلقك بِدونك لاَ يستطيع أنْ يُخلِّصك بِدونك ] ، فَهُوْ مشرُوع مُشترك ، أنا باطلُب النِّعمة وَالمعونة وَهُوْ يقولِى كُلَّ نِعمِى وَمعونتِى عشانك ، خُد يا حبيبِى ، خُد يا ابنِى ، ياربَّ الخطيَّة دى غلبانِى ساعِدنِى قوينِى00حاضِر ، عشان كده أُطلبوا إِسعوا إجتهِدوا ، عشان كده أقدر أقولك إِنْ لابُد إِنْ إِنت تِعرف إِنْ إِنت عليك دور ، الراجل الَّلِى بِيزرع ده عليه إِنْ هُوْ يجِيب البِذر وَعليه إِنْ هُوْ يحرُث الأرض وَعليه إِنْ ينضَّفها ، يشِيل الأحجار الَّلِى فِيها وَيحرُث كويس وَيحُط البِذرة وَيسقِيها ، بس يجِى يقوله خلِّى بالك بقى إِنت لازِم تنتظِر حاجتين ، المطر وَالنمو ، المطر وَالنمو حا يشتغلوا فِى أرض مِش محروثة !! مِش محطوط فِيها بِذر ، مِش حا يشتغلوا ، مِش حا يعمِلوا حاجة عشان كده لو تاخُد بالك إِنْ عمل الله كامِل تماماً بس بيتوقف عَلَى عملك ، بس العجِيب بقى إِنْ عمل ربِّنا دائِم وَمُستمِر بس عملِى أنا هُوْ الَّلِى مِش دائِم وَمِش مُستمِر ، مُمكِنْ أنا معمِلش دورِى بس ربِّنا يِعمِل دوره حَتَّى لو أنا معملتِش دورِى ، فلو كُلّ الأراضِى مِش مزروعة إِلاَّ إِنْ ربِّنا بيمَّطر عَلَى كُلّ الأراضِى ، لو كُلّ الأراضِى مفهاش بِذار إِلاَّ إِنْ ربِّنا بيحُط المطر بِتاعه وَأى أرض أحُط فِيها بِذر لو خدمتها شوية ربِّنا قادِر إِنْ هُوْ إيه000يخرَّج ، إِذاً عمل الله كامِل المُشكِلة فين00عملِى أنا0
عشان كده عاوِز القداسة إيد ربِّنا ممدودة لِك بس بيقولك إيه تَعَالَ ، [ لأِنَّ هذِهِ هِي إِرادة الله قداستُكُمْ ] ( 1تس 4 : 3 ) ، إِنَّ الله يُرِيد أنْ تفعلوا وَلكِنْ عشان يخلِيك تِفعل لازِم إِنت تِفعل فيخلِيك إِنت تُرِيد ، شوف ربِّنا مِنْ كُتر حُبه لِك عايزك تُبقى قديس بس لقاك كسلان يقولك طب أنا ها اخلِيك تُبقى قديس ، بس أنا شايفك ميولك ضعِيفة تُبقى قديس ها أخلِيك تُرِيد أنْ تكُون قديس ، الله يفعل فِيكُمْ أنْ تُرِيدوا ، للدرجة دى يارب عايِزنا ؟ يقولك عايزكم أصل أنا مالِيش حل إِلاَّ إِنْ أنا أخلِيكُمْ قديسِين أصعب حاجة يا أحبائِى إِنْ ولاد ربِّنا يهلكوا ، أصعب حاجة ، واحِد مِنْ القديسِين يقُول لِربِّنا كده [ أنتَ يا الله ليسَ عِندك خُسارة إِلاَّ هلاكنا ] ، صحِيح ، هُوْ مُمكِنْ تقُول عَلَى ربِّنا إِنْ عنده كلِمة " خُسارة " !! ربِّنا ما يخسرش لكِنْ لو فرضنا إِنْ فِى كلِمة " خُسارة " عند ربِّنا فهى هلاك الإِنسان ، دى الخُسارة ، عشان كده أقدر أقولك القداسة هِى مِنْ عمل الله0
2- الطريق ليسَ سهلاً ، مِش أتوماتيك كده00لأ00ها تلاقِى مُعوِقات كتِيرة وَها تلاقِى حرُوب كتِير مِنْ داخِل وَمِنْ خارِج ، ده مُمكِنْ تلاقِى ناس مِنْ أهل بيتك ، مُمكِنْ تلاقِى حاجات فِى جسدك ، مُمكِنْ تلاقِى حاجات فِى العالم ، مُمكِنْ تستمِر فِترة وَتِرجع تانِى ، أقولك00لأ00عليك إِنْ إِنت تثَّبِت وجهك وَتستمِرعشان كده يا أحبائِى كنيسِتنا القبطيَّة الأرثوذُكسِيَّة لاَ تسترِيح للمنهج الإنفعالِى وَالعاطِفِى ،واحِد يقولك خلاص أنا ها اتوب دلوقتِى مِش ها اعمِل كده أبداً تانِى ، أقولك حبيبِى ده الطريق لِسَّه طويل وَبلاش كُلّ شوية تقعد تِعمِل كده المفرُوض إِنْ إِنت تنمو فِى هدوء وَفِى تدرُّج وَتِعرف إِنْ إِنت حا تبلُغ الكمال فِى النهاية مِش فِى لحظة ، مِش فِى يوم ، لاَ تُعطِى وعُود كتِير إعرف إِنْ الطريق طويل وَشاق وَالباب ضيَّق عشان كده أقدر أقولك عشان تسلُك فِى طريق القداسة لازِم تِعرف إِنْ الطريق ها ياخُد مِنك عُمرك كُلّه وَمِش ها تطَّمِنْ وَلاَ ترتاح وَلاَ تهنأ إِلاَّ حِين لِقاء إِلهك ، طول ما انت عايش فِى الجسد وَطول ما انت عايش فِى العالم أنت لاَ تسترِيح0
عشان كده عَلَى كُلّ مَنْ يُرِيد أنْ يسلُك فِى طريق القداسة أنْ يكُون يقِظ وَساهِر وَأَلاَّ يشعُر أنَّهُ قَدْ وصل أوْ نال وَلاَ يشعُر أبداً أنَّهُ فِى مأمن مِنْ عدو الخير أوْ مِنْ جسده أوْ مِنْ العالم ، عارِف إِنه مُمكِنْ فِى أى وقت يقع ، عشان كده يا أحبائِى لازِم تِعرف إِنْ الطريق مِش سهل – لازِم تِعرف كده – عشان كده قايلك إِنْ القداسة هِى مِنْ الله ، القداسة طريق مِش سهل0
3- وَالأخِيرة إحذر مِنْ ثلاث حاجات :-
1- اليأس 2- الإستهتار 3- التهاوُن
التهاوُن أوْ الإستهتار وَاليأس ، إحذر جِدّاً إِنْ طريق القداسة بِتاعك يُفقد مِنك بِسهولة00إِحذر00إِحذر إِنْ تِقطع رجاءك فِى إِلهك ، تقول خلاص بقى مفِيش فايدة ، أنا حاوِلت كتِير وَمِش قادِر وَمِش عارِف ، إِحذر00إِحذر مِنْ اليأس ، اليأس أسقط ناس كتِير جِدّاً ، إِحذر مِنْ الإِستهتار00الإِستهتار يعنِى أيه ؟ مِش مُهم ، دى حاجة بسِيطة ، عدو الخير عايِز يبتدِى معاك بِطريقة تدرِيجِيَّة ، كتِير دلوقتِى ناس يقولك أبونا تحمَّست كده إِنْ أنا أجِيب فِى البيت بِتاعنا الدِش وَفِى الحقيقة أنا جايبه عشان أتفرَّج عَلَى القنوات الدينية00كويس00بعد كده إبتدى يقلَّب فِى القنوات الغير دينية فابتدى يقلَّب فِى القنوات الكويسة بس غير دينية فابتدى يشوف شوية أفلام وَشوية أغانِى ، فابتدى يقلِّب فِى قنوات دينية غير دينية ردِيئة00 إيه ده ؟ إِستهتار ، واحدة00 بواحدة00بواحدة ، ما عدو الخير عُمره ما يجِى يقولك إيه تَعَالَ إعمِل الخطيَّة دى00لأ00ده يعرِض عليك يقولك إيه " الثمرة دى حلوة ، دى بهجة للعيُون ، دى شهية للأكل ، أحقاً قَالَ لَكُمْ ( تك 3 : 1) " إِحذر الإِستهتار00إِحذر اليأس00إِحذر التأجِيل ، " التأجِيل " إِنْ كُلّ شوية تقول إيه00بعدين00لِسَّه ، مُمكِن واحِد يقعد يأجِل يقولك طول ما انا فِى الشُغل بتاعِى مِش حا اعرف أعِيش كويس مَعْ ربِّنا ، أصلِى بَشتِم00بَكدِب ، طيب تعِيش مَعْ ربِّنا إمتى ؟ يقولك لمَّا أطلع معاش ،ياه عايِز تأجِل مصِيرك الأبدِى لِغاية لمَّا تِطلع معاش !! إِنت ضامِن00إِنت ضامِن دلوقتِى ، ضامِن بُكره ، لاَ تؤجِل ، ده [ اليوم إِنْ سمِعتُمْ صوتهُ فَلاَ تُقسُّوا قُلُوبكُمْ ] ( عب 4 : 7 ) أختِم كلامِى بِكلِمة يا أحبائِى ، إِحنا فِى جيل محظُوظ جِدّاً ، تخيلوا لمَّا تقعدوا 15 يوم تسمعوا عِظات ، بس مِنْ المؤسِف جِدّاً إنها تعجِبنا عَلَى مُستوى العقل وَلاَ تفعل فِينا شئ – أدى بقى المُشكِلة – المُشكِلة إِنْ إِحنا تعوَّدنا السماع وَلاَ نفعل وَكترة الكلام خلِتنا نتلذذ أكتر بِالكلام وَكإننا بتوع كلام ، إِحنا مِش بتوع كلام ، [ الكلام الَّذِي أُكلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوح وَحيوة ] ( يو 6 : 63 ) قدِيماً ربِّنا لمَّا أرسل حزقيال النَّبِى قاله لمَّا ها تكلِّمهم ها ينبسطوا قوِى مِنْ كلامك بس مِش ها يعمِلوا به فتكون لهم [ كشِعرِ أشواقٍ لِجمِيلِ الصَّوتِ يُحسِنُ العزف فيسمعُونَ كَلاَمَكَ وَلاَ يعملُونَ بِهِ ]( حز 33 : 32 ) ، عارِف إِنت لمَّا واحِد يسمع شِعر حِلو بِصوت حِلو ، الواحِد يقوله " الله "00" يا سلام " ، تخيَّلوا إِنْ إِحنا دلوقتِى وصلنا للدرجة إِنْ إِحنا عَلَى المنابِر نعِظ وَالنَّاس تقُول " يا سلام " ، " يا جمال الكلام "00وَبعدين ؟ إيه بعد كده يعنِى ؟ الكلام يا أحبائِى لابُد أنْ يدخل إِلَى القلب وَأنْ نُخَبِئ الكلِمة وَأنْ نحرُسها وَأنْ نطلُب مِنْ الله أنْ يختِم عليها وَأنْ نطلُب مِنْ نعمِته أنْ تقودنا لِنحياها وَ نُنفِذها وَنحيا بِمُقتضاها ، أنْ يكون لنا سلوك بِحسب الكلام ربِّنا يُعطِينا رُوح القداسة لأِنَّهُ لَمْ يدعُنا للنجاسة بَلْ للقداسة لأِنَّ هذِهِ هِى إِرادة الله قداستكم ربِّنا يكمِّل نقائِصنا ، يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين0
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
04 أغسطس 2024
الحاجة الى واحد
إِنجيل هذا الصباح المُبارك ياأحبائىِ يتكلّم عن البيت المحبوب جداً لدى شخص ربنا يسوع المسيح وهو بيت لِعازر ومريم ومرثا معروف أنّ هذا البيت هو موضع راحة ربنا يسوع ، لأنّ ربنا يسوع لا يستريح إِلاّ عِند الناس التى قلوبها تُحبّه والنفوس التى تُرحّب بِقدومهِ ، فهو يُحب أن يستريح عِندهُم مِن كُلّ عناء فوجدنا أنّ ربنا يسوع قبل أن يُصلّىِ كان يستريح فىِ بيت عِنيا ،واليوم نُحب أن نقترب مِن صِفات هذا البيت لكى يستريح فينا شخص ربنا يسوع المُبارك ، فوجدنا فىِ هذا البيت :-
1- لِعازرالذى ربنا يسوع يُحبّهُ 0
2- مرثا التى تهتم بِخدمة البيت 0
3- مريم التى تُحب أن تجلس عِند قدميهِ لِتتعلّم 0
وجدنا كُلّ نِفَس تُحب أن تقترب منهُ لكى يستريح فيها ، ما أجمل العِبارة التى قالها ربنا يسوع لِمرثا عِندما قال " مرثا مرثا أنتِ تهتمين وتضطربين لأجل أمورٍ كثيرة ولكن الحاجة إِلى واحد "،يُريد أن يقول لها أنا أُريدك أن تكونىِ مِثل مريم ولِعازر ، فلا تنصرفىِ كثيراً عن الجلوس تحت أقدامىِ ، فإِنّ الجلوس تحت أقدامىِ أمر محبوب جداً ربنا يسوع يُحب النفوس التى تجلس عِند قدميهِ لكى تسمع وتعمل ، تسمع بقلب مُنسحق وكُلّها إِنصات ، بل كُلّها شغف وحُب وإِتساع لتسمع الكلمة التى تعبُر أعماقها وتؤثرّ فيها ، ولِذلك ربنا يسوع قال لمرثا " الحاجة إِلى واحد " لِنعتبر أنّ ربنا يسوع دخل بيتنا الشخصىِ ووجّه لنا هذا النِداء بل هذهِ الصرخة وقال" ولكن الحاجة إِلى واحد " ،ولِذلك لو ترك الإِنسان نفسهُ لِمشغوليات العالم فإِنّهُ سيرتبك بأمورٍ كثيرة ، وهذهِ قاعدة الذى يهتم بأمور خارج ربنا يسوع ،فلو بعدنا عن ربّ المجد يسوع وعمله وملكوته والتسليم لهُ فإِنّ ذلك يُنشأ إِرتباك لكن إِرتباكنا هذا يجعلنا ننزعج فنهرب إِليهِ أنت مُحتاج للواحد ، ومِن هو الواحد ؟ هو شخص ربنا يسوع ، فلو ربنا دخل إِلى كُلّ واحد وإِلى بيتهِ فإِنّهُ سيقول لهُ " الحاجة إِلى واحد " فهذهِ الآية نحنُ مُحتاجين أن نعيشها ، فتوجد إِحتياجات كثيرة جداً يرتبك بِها الإِنسان ويخدمها وينسى الحاجة إِلى واحد فعُلماء النِفَس لكى يُحدّدوا إِحتياجات الإِنسان وجدوها كثيرة جداً لا تنتهىِ ، ولكن أكثر إِحتياج عِند الإِنسان ومُلح جداً هو أن يُحب ويشعُر أنّهُ محبوب ، وأيضاً الحاجة إِلى التقدير بأنّ الّذين حولهُ يُكرموه ويرفعوه فأكثر شىء يُتعب الإِنسان هو أن يشعُر بأنّ الّذين حولهُ يحتقروه ويُقلّلوا مِن شأنهِ ولا يُقدّروه ،وأيضاً الإِنسان بِيحتاج إِلى الشعور بالأمان والسلام والطُمأنينة والإِستقرار وعدم الخوف وعدم الإِضطراب وأيضاً توجد إِحتياجات بيولوجيّة مِثل الإِحتياج للأكل والشُرب والملبس ، كُلّ هذهِ الإِحتياجات كيف نقيسها على الحاجة إِلى الواحد ، فأنا يارب مُحتاج إِلى إِحتياجات كثيرة0
1- الحاجة إِلى الحُب :-
ما لم يشعُر الإِنسان بِمحبة ربّ المجد يسوع لهُ شخصياً ، ويشعُر بِحُبهِ الباذل الفادىِ فإِنّ الإِنسان سيظل فقير مِن معنى الحُب ، فمهما أحبّوه الناس فإِن محبة البشر محبة زائفة مُتغيّرة مُتقلّبة غير ثابتة ، بل أحياناً تكون محبة أنانيّة تميل إِلى الأخذ ولكن عِندما نرى محبة المسيح فإِنّها محبة ثابتة غير مُتغيّرة حتى وإِن كُنّا خُطاه ، مات لإِجلنا الفُجّار ، والفاجر هو الإِنسان الذى إِستباح الخطايا ، وعِندما يفعل الخطيّة لا يخجل بل بالعكس يكون مُصرّ ومُصمّم ومُتلذّذ بالخطيّة ، ولكن هذا الإِنسان عِندما يشعُر بِمحبة الله فإِنّ هذهِ المحبة تُغطّىِ إِحتياجاته لأى محبة أُخرى ، لأنّها محبة ظاهرة بِشدّة ، الذى أحبّنىِ أنا وأسلم ذاته لأجلىِ أنا فالإِنسان مُحتاج أن يأمِن لِهذا الحُب ، الذى لا يوجد أحد يُعطيه لهُ إِلاّ شخص ربنا يسوع ، تأملّ فىِ غُفرانه لك وكم أنّهُ يكمُن فيهِ محبّة ومِن الأمور التى يحتاج إِليّها الإِنسان الحاجة إِلى الغُفران وذلك حتى لا يشعُر الإِنسان أنّ خطاياهُ بِتتراكم وبتزيد عليه لا تبحث عن حُب خارج المسيح ، لا تجد نِفَسك جوعان وغير شبعان ، محبّة الناس لن تكفيك ، أنت مُحتاج لِحُب لا نهائىِ ، " هكذا أحبّ الله العالم " أى بِدون سبب ، بِدون أن يكون لىّ إِستحقاقات لِحُبّةِ ، أحبّنا فِضلاً ، أحبّنا أولاً لأنّهُ أراد أن يُحبّنا ، أحبّنا لأننّا عمله وصنعه يديهِ 0
2- الحاجة للتقدير :-
الإِنسان مُحتاج لِمن يقول لهُ كلِمة ترفعهُ ، ولِمن يُحسّسهُ بقيمتهُ وبأنّهُ غالٍ ومُهم ،لا يوجد عِند ربنا يسوع أغلى منّىِ ومنك ، لا يوجد أقيّم عِند ربنا يسوع مِن الإِنسان ،فهو يقول لك أنت صورتىِ ، جعلت إِسمىِ عليك ، نحنُ صرنا شُركاء للطبيعة الإِلهيّة فهل يوجد إِحتياج عِند الإِنسان بأن يشعُر بِقيمتهُ وهو شريك للطبيعة الإِلهيّة ،وهو إِبن للّه ،وهو إِناء للكرامة ،وهيكل للروح القُدس ، فعندما نشعُر بِذلك نشعُر بقيمة أنفُسنا ، وأشعُر أننّىِ غالىِ عِندهُ ، ربنا يسوع قال " لذّتىِ فىِ بنىِ آدم "الإِنسان محبوب جداً ، صورتىِ فيهِ لن تجد تقدير مِثل الذى يُعطيه لك ربنا يسوع ، فإِن كُنت مُحتاج لتشجيع فإِنّك ستجد الإِنجيل يُكلّمك ويقول لك " قصبة مرضوضة لا يقصِف وفتيِلة مُدّخنّة لا يُطفأ " ، ويقول " الصدّيق يسقُط سبع مرّات ويقوم " فهل يوجد أكثر مِن ذلك ! فالكِتاب المُقدّس تشجيع وسند ، فهل يوجد أكثر مِن أنّهُ يُعطينىِ جسده ودمه ! فمِن سيُقّدرنىِ هكذا ؟!!
فعِندما تكون مُحتاج للتقدير ويقول لك شخص كلِمة مديح فإِنّها ستكون مملوءة بالنِفاق والرياء ، ولكن عِندما يُشجّعك الذى خلقك وجبلك فهذا هو التقدير الحقيقىِ ، كرامة الإِنسان عِند ربنا كرامة عظيمة سُليمان الحكيم يقول " إِنسان فىِ كرامة لا يفهم يُشبه البهائم التى تُباد " ، فأنت غال أنت محبوب أنت مُكرّم عِند ربنا ، لا يوجد تقدير يُعطيه لى أحد مِثل ما يُعطينىِ ربنا يسوع ، فهو الذى يجعلنىِ أشترك معهُ فىِ الذبيحة الغير دمويّة فأشعُر أنّ قلبىِ مسكن لهُ وجسدىِ هيكل لِربنا 0
3- الإِحتياج للأمان :-
يظل الإِنسان طوال حياته يبحث عن الأمان ،فمثلاً يقول أنا أأمنّ على حياتىِ ويدّخر مِن الأموال وتجدهُ مُضطرب ومهموم ومهما فعل فإِنّهُ لا يشبع ولا يكتفىِ الإِنسان فىِ داخلهُ إِحساس عميق للأمن ، خارج عن ربنا يسوع لا يوجد إِطمئنان ، اليد الإِلهيّة هى التى تحمل كُلّ نِفَس ، مُستحيل أن أطمئن بعيداً عن ربنا يسوع والإِنسان مُحتاج أن يستقرّ ويأمن ولكنّهُ لا يستريح إِلاّ فىِ الله ، فإِن كان يظُن أنّهُ عِندما يدّخر أموال أنّهُ سيستريح ، ولكن كلاّ ، وكان يظُن أنّهُ عِندما يتمسّك بالدنيا أكثر أنّهُ سيستريح ، ولكن الأمر عكس ذلك ، الإِحتياج للأمن لن تجدهُ إِلاّ فيهِ هو بولس الرسول يقول " لأنّهُ هو سلامُنا " ، لا يوجد سلام خارج عنّه ، لا يوجد أمن ولا إِستقرار ولا سكينة ولا إِطمئنان خارج عنّه ، الإِنسان بيأخُذ منهُ سلام ويشبع بهِ ، إِطمئنانىِ هو فىِ يد ربنا ، فالإِنسان عِندما يأخُذ وعد مِن ربنا عِندما يقول لهُ " لا تخف أنت لىِ " ، وعِندما يقول لىِ " أنّ حافظ الأطفال هو الرّبّ " ، ونحنُ نُصلّىِ ونقول " مواعيدك الحقيقيّة الغير كاذبة " ، فبِذلك أثق بهِ وأطمئن فحينما أضطرب أهرب إِليّهِ فأستريح ، وعِندما أجثو أمامهُ أشعُر بالأمن والسلام ، يعتقد الإِنسان أنّهُ سيستريح عِندما يأخُذ بيت وأنّهُ سيجد فيهِ الأمن والسلام ، ولكن كلاّ فلن يجد أنّ البيت هو مصدر سلامه ، فالمتنيح البابا شنوده الثالث يقول " لن يرتاح للأسوار فِكرىِ " ، فأى بيت أيا أن كان أنا سعيد فيهِ مادُمت فيهِ مع يسوع القديس يوحنا ذهبىِّ الفم عِندما أتوا لِيفنوه قالوا لهُ إِننّا لن نجعلك تشعُر بالأمن فمِن حين لآخر سنُرسلك إِلى بلدٍ جديدة ،فقال القديس " للرّب الأرض وملؤها " ، فهو كان يشعُر أنّ أمنه لم يكُن بالمكان الذى سيعيش فيهِ بل فىِ أى مكان يعيش فىِ أمن مع الله كثيراً ما ينخدع الإِنسان مِن نفسه ومِن شهواته ومِن عدو الخير ومِن إِحتياجاته ويُعلن أنّ لهُ راحة خارج ربنا يسوع ، ولكن أبداً فسنظل حيارى وفىِ شدّة وفىِ ضيق إِلى أن نشعُر أنّ راحتنا هى فيهِ القديس أوغسطينوس كان يقول للّه " أعطنىِ أن أستريح فيك دون جميع رغباتىِ " ، أتُريد أن تأمنّ المُستقبل أمنّ الأبديّة ، والإِبن بيرث أبوه والله لم يترُك لى أموال ولا عمارة ولكنّهُ أعطانىِ الميراث الذى لا يفنى ولا يضمحلّ ، ترك لىِ شرِكة الحياة الأبديّة وتجد أنّ الإِحتياجات البيولوجيّة مِن أكل وشُرب وملبس مهما أخذ منها الإِنسان فإِنّهُ لن يكتفىِ بها ولا يشبع منها إِن لم يأكُل بِشكُر ، وإِن لم يكُن لبسه فىِ المسيح يسوع ويكون لبِس بسيط ومُجرّد ليستُر الجسد ،وإِن لم يشعُر الإِنسان أنّ جماله هو مِن الداخل فإِنّهُ لن يعرف أن يختار ملابسهُ ،وسيجد أنّ اللبس يذلّه والأكل يذلّه ولو حاولنا أن نُشبع كُلّ إِحتياجاتنا فإِننّا سنشعُر أننّا مُحتاجين للمسيح وللمسيح فقط ، ولِذلك ربنا يسوع عِندما خاطب الآب قال لهُ " أن يعرفوك أنت الإِله الحقيقىِ وحدك "،كما نقول نحنُ لهُ " لأننّا لا نعرِف آخر سِواك " فالإِنسان لو ترك نفسهُ فىِ إِشباع إِحتياجاته فإِنّهُ سيُذل ،ولو بحث عن إِحتياجه للحُب خارج عن المسيح فإِنّهُ سيتعب ،ولو بحث عن التقدير خارج المسيح سيُذل ، ولو بحث عن الأمان خارج المسيح فلن يشعُر بالأمان ،الحاجة الأصليّة التى تُشبع الإِنسان هى الحاجة إِلى واحد فعُلماء النِفَس قد وجدوا أنّ هذهِ الإِحتياجات لن تُغطّىِ أو تُشبع أبداً ، لأنّ الإِنسان هو بئر مِن الرغبات ، فلو إِمتلك مُمتلكات مِثلاً فإِنّهُ لن يشبع ولكن لا يُشبعهُ إِلاّ الله خالقهُ " فلن يُشبع القلب المُثلّث إِلاّ الله المُثلّث الأقانيم " ، فلو أعطينا لِهذا القلب المُثلّث الكُرة الأرضيّة فإِنّهُ سيظل فيهِ جوانب فارغة قال المسيح لمرثا " أنتِ تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة ولكن الحاجة إِلى واحد " ، يا ليتنىِ أكتشف هذهِ الحاجة ، ولو بحثت عن هذهِ الإِحتياجات خارج المسيح فإِننّىِ بِذلك سأُصبح فقير ولن أشبع ، ولِذلك لابُد أن أرجع إِليهِ ، فوقفة الصلاة ستُشبعنىِ وستُغنينىِ ، ففىِ الكِتاب المُقدّس الله يُكلّمنىِ ويُهدّأنىِ ويُطمأننىِ ،إِشبع بجسده ودمه فهو يعلم بِكُل إِحتياجاتك القديس أوغسطينوس يقول " إِنّ مِن يقتفىِ أثارك لن يضلّ قط ، إِنّ مَن إِمتلكك شبِعت كُلّ رغباته " ، فشخص مِثل موسى النبىِ عِندما تختبره وتقول لهُ : تُحب أن تعيش مُعزّز ومُكرّم فىِ قصر فرعون أم تكون مذلول مع شعب الله ؟ فنجد الردّ يقوله الكِتاب " بالإِيمان موسى لمّا كبِر أبى أن يُدعى إِبن إِبنة فرعون مُفضّلاً بالأحرى أن يُذلّ مع شعب الله على أن يكون لهُ تمتُّع وقتىِ بالخطيّة حاسباً عار المسيح غِنى أعظم مِن خزائن مِصرِ " ، فطوباك يا موسى ، فهذا هو الإِنسان الذى عرِف أن يُشبع إِحتياجاته صح والإِنسان مُحتاج أن يُشبع إِحتياجاته ، ولِذلك وجدنا فِئات كثيرة تتبع ربنا يسوع لأنّهُم إِكتشفوا حُبّه فىِ قلوبهُم ، فتبِعوه مِن كُلّ قلوبهُم وقدّموا حياتهُم حتى الموت الإِنسان مُحتاج أن يُراجع نفسه هل يُشبع كُلّ إِحتياجاته مِن ربنا يسوع ويشعُر بِغِنى أم أنّهُ يعيش مذلول ، ولِذلك عليهِ أن يرجع إِلى الله ولا يلجأ إِلى غيّرهُ ليشبع مِن فيض وغِنى ربنا يسوع المسيح ربنا يسند كُلّ ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً آمين 0
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
30 يوليو 2024
الاجتهاد والتغصب
مِنْ رِسالة مُعلّمِنا بولس الرسول إِلَى أهل أفسُس بركاته على جميعِنا آمين[ فإِنَّ مُصارعتنا ليست مَعَ دمٍ وَلحمٍ ، بل مَعَ الرُّؤساء ، مَعَ السَّلاطين ، مَعَ وُلاة العالم على ظُلمة هذا الدَّهر ، مَعَ أجناد الشَّرِّ الرُّوحيَّة فِى السَّماويَّات مِنْ أجل ذلِك إِحمِلوا سِلاح الله الكامِل لِكى تقدِروا أنْ تُقاوِمُوا فِى اليوم الشِّرِّير ، وَبعد أنْ تُتمِّمُوا كُلَّ شىءٍ أنْ تثبُتُوا 0 فأثبُتُوا مُمنطِقين أحقاءكُمْ بالحقِّ ، وَلاَبسين دِرع البِرِّ ، وَحاذين أرْجُلكُمْ بإِستعداد إِنجيل السَّلام حامِلين فوق الكُلِّ تُرْسَ الإِيمانِ ، الّذى بِهِ تقدِرون أنْ تُطفِئوا جميع سِهام الشِّرِّير المُلتهِبة وَخُذوا خُوذة الخلاص ، وَسيف الرُّوح الّذى هُو كلِمةُ الله مُصلِّين بِكُلِّ صلوةٍ وَطِلبةٍ كُلِّ وَقْتٍ فِى الرُّوح ، وَساهِرين لِهذا بِعينِهِ بِكُلِّ مُواظبةٍ وَطِلبةٍ ، لأِجْلِ جميع القدِّيسين]( أف 6 : 12 – 18 ) لِكى نصِل إِلَى حياة الصلاة المُثمِرة يلزمنا أنْ لاَ ننتظِر البركات تهبِط علينا فجأة ، بل نحنُ نأخُذ طريقنا إِليّها بخطوات بطيئة وَلكِن ثابِتة ، يلزمنا جِهاد مُنظّم طويل ، وَيلزمنا صبر وَتغصُّب يكفينا أنْ نتقدّم ، مهما كان هذا التقدُم بطيئاً ، وَمهما كانت حلكة الظلام التّى تُحيط بِنا وَبِإِيماننا !! وَأنّ مُجرّد تقدُمنا فِى حياة الصلاة وَالعِشرة مَعَ الله لهُو دليل أكيد أنّنا واصِلون ، وَأنّ النّور لابُد أن يظهر وَإِنْ إِحتجب عنّا طويلاً ، وَحينئِذٍ يظهر تعب جِهادنا وَشدّة إِيماننا وَصبرِنا أمّا تغّصُبنا فِى جِهادنا وَعرقنا وَدموعنا وَمُغالبتنا مَعَ شِكوكنا ، وَسيّرنا بالرغم مِنْ الظُلمة التّى تُحيط بِكُلّ شىء فينا ، فهو وَإِنْ ظهر بِمظهر الضعف فِى أعيُننا إِلاّ إِنّهُ فِى عينّى الله غالِى القيمة [ طوبى للّذين آمنوا وَلَمْ يروا ] ، [ لأنّ الله ليس بِظالِم حتّى ينسى عملكُم وَتعب المحبّة التّى أظهرتموها نحو إِسمِهِ ] ( عب 6 : 10 ) معنى الجِهاد وَالتغّصُب القانونِى السوِى الّذى يقود إِلَى المسيح وَالحياة الأبدية وَهُو أنْ تتجِه إِرادة الجِهاد نحو التسليم المُطلق لله ، وَيتجِه تغّصُب الإِرادة إِلَى إِتضاع النَفْسَ لتدبير النعمِة مهما كانت الظروف ، بإِيمان لاَ يكِل ، حتّى لاَ يتبّقى للنَفْسَ مشيئة خاصة وَ لاَ شهوة خاصة إِلاّ أنْ تكون فقط مُطيعة دائِماً لصوت الله وَوصاياه وَهُنا ينبغِى أنْ نحترِس مَعَ إِنحراف الذات أثناء حرارِة العِبادة ، حينما تبدأ علامات النجاح وَما يتبعها مِنْ فرح وَسرور ، لأنّ الذات تميل فِى هذِهِ اللحظات أنْ تستزيد مِنْ النّجاح وَتستزيد مِنْ السرور ، فتلجأ إِلَى الجهد الذاتِى لِتستحدِث بِهِ مزيداً مِنْ النّجاح وَالفرح ، وَهُنا النُقطة الحرِجة التّى عِندها يتحّول الجِهاد وَالتّغصُب مِنْ سيرة القانونِى السوِى إِلَى جِهاد ذاتِى مقلوب ، وَتغّصُب لِحساب نمو القُدرات الشخصيّة إِذن فالإِجتهاد وَالتغّصُب لاَ ينبغِى أنْ يكون لهُما حافِز على الإِطلاق سوى محبِة الله فِى شخص يسوع المسيح مِنْ كُلّ القلب ، وَالتعبير عَنَ هذا الحُب ليس إِلاّ بقسر الذات على طاعِة الوصيّة مهما كان الثمن باهِظاً ،وَإِلزام الإِرادة وَالنيّة للتسليم بتدبير الله مهما كانت النتائِج غير مُسرّة للنّفْسَ ، أمّا الهدف الّذى يلزم أنْ نضعه أمامنا بالنسبة للجِهاد وَالتغّصُب فهو الخضوع الكامِل لله وَالتسليم المُطلق لمسرِّة مشيئتةُ 0
علامات منيرة على طريق الإِجتِهاد وَالتغّصُب :-
أولاً:- إِحترِس مِنْ توّتُر الإِرادة لأنّهُ عتيد أنْ يُلقيك فِى دوّامِة جِهاد ذاتِى ، فحينما تنشط الإِرادة وَ تتحمّس أُربُطها فِى الحال بِطاعِة المسيح حتّى لاَ تعمل شيئاً مِنْ ذاتك 0
ثانياً:- أُرفُض كُلّ إِحساس بمسئوليتك عَنَ النّجاح وَالفشل ، وَحوِّله فِى الحال إِلَى إِحساس بمسئوليِة مُتابعِة العمل فقط 0
ثالِثاً:- لاَ تتطلّع إِلَى ضرورِة الحصول على معونة خارِجيّة مِنْ القوّات غير المنظورة ، لأنّ المسيح لَمْ يجعلك فِى نقص مِنْ شىء ، وَقَدْ تكفّل لك بِكُلّ لوازِم المسير ، إِذن فأكتفِى بِقوّة المسيح التّى معك ، وَجاهِد على أساسها ، فإِذا أتتك معونات وَتعزّيات مِنْ فوق فأفرح بِها وَأبتهِج ، وَلكِن لاَ تجعلها أساس جِهادك لئلاّ تُبطِل مسيرك وَيتعطّل 0
رابِعاً:- الإِجتِهاد وَالتغّصُب الّذى تعيشه ليس مِنْ أجل حصول شىء لذاتك أو لتقوية إِرادتك وَعزيمتك ، أوْ لِمواجهة عدوّك ، بل هُو فِى الحقيقة لِتتخلّى عَنَ ذاتك ، وَتُسلِّم إِرادتك ، وَ لاَ تعتمِد على عزيمتك ، وَتختفِى خلف المسيح مِنْ مواجهة عدّوك 0
خامِسا:ً- بقدر ما ستعتمِد على إِرادتك ، بقدر ما سيضعُف إِحساسك بِمعونة الله ، وَبقدر ما تقتصِر فِى جِهادك على تسليم إِرادتك فِى هدوء الخُضوع وَعِناد المُثابرة وَالتغّصُب لقبول كُلّ تدبيرات الله ، بقدر ما تحِس بيقين عمل الله وَعنايتهُ وَتدبيره لحياتك 0
سادِساً:- لاَ توقِف إِجتهادك وَتغّصُبك فِى طاعِة وصايا الله مهما كان فشلك ، وَمهما كانت تجارُبك ، لأنّ خلف نَفْسَك المهزومة يقِف المسيح وَفِى يديهِ إِكليل الجِهاد،فأنت غير مسئول عَنَ النّجاح،بل مسئول عَنَ الجِهاد 0
سابِعاً:- الجِهاد الّذى نُجاهِده وَالتغّصُب الّذى نُمارِسه إِذا مارسناه بِصِحّة فهو قطعاً يُبعِدنا عَنَ ذواتنا ، وَيفصِلنا عَنَ حياة الخطيئة وَالعصيان 0
وَالحقيقة التّى لاَ ينبغِى أنْ تغيب عَنَ أذهانِنا ، هى أنّ الإِنسان الّذى يعتمِد على ذاته وَإِرادتهُ فِى جِهاده لاَ يكتشِف أنّ جِهاده ذاتِى وَ لاَ يحِس أنّ إِعتماده لاَ يستنِد على الله ، فيمضِى فِى مسيره مُتعلِّقاً بِنَفْسَه مُتخبِّطاً ، يقوم مِنْ حُفرة لِيسقُط فِى أُخرى ، يلغِى نَفْسَه وَيلوم مشيئتةُ وَيحزن وَيكتئِب نَفْسَياً ، وَهُو لاَ يزال يعتقِد أنّهُ يستنِد على الله وَأنّهُ يثِق بِهِ وحدهُ فالحقيقة عكس ذلِك تماماً ، فالمسير فِى حياة تسليم الإِرادة لله لاَ يكون فيِهِ لوم للإِرادة كأنّها هى المسئولة عَنَ السقوط وَالتعثُّر ، فالسقوط وَالعثرات لاَ تنشأ عَنَ ضعف الإِرادة بل تنشأ عَنَ قوّتِها وَ تداخُلِها وَنشاطِها وَتعاليها على النعمة إذاً فإِنْ كُنّا نُريد أنْ نتحاشى العثرات وَالخطايا وَالسقطات ، فعلينا أنْ نخضع إِرادتنا وَنُسلّمها لله بِكُلّ عزم تسليماً نهائياً ، وَهذا يتِم بتغليب صوت الله على صوت الذات ،وَإِلزام الإِرادة بتكميل وصيّة الله مهما كانت الخِسارة أوْ الإِهانة ،وَإِلزامها بالخضوع وَإِحتمال التعب وَالمشقّة وَالوقوف وَالسهر لطاعِة كُلّ تعليمات الآباء وَتدبيرهُم ، حتّى تخضع الإِرادة وَينكسِر سُلطانِها لسُلطان الروح القُدس ، وَتبدأ تختفِى وراء النعمة ،وَحينئِذٍ ينجح الإِنسان علماً بأنّ الأحزان المُفرِطة التّى يستسلِم لها الإِنسان عِند سقوطه فِى خطيّة أو عثرة ما هى إِلاّ علامة على الكبرياء وَتوقير الذات وَالظُنون بالإِرادة فوق ما تستحِق ، ممّا يجعل على الإِنسان يستكثِر على نَفْسَه السقوط ، وَيظِل يتلّمس العزاء وَالراحة فِى تشجيعات كاذِبة مِنْ النّاس وَأب الإِعتراف لِيُضّمِد بِها كبرياء نَفْسَه المجروحة أمّ الموقِف الصحيح إِزاء سقوط الإِنسان فِى أىّ خطيّة فهو الإِعتراف بالخطيئة ، الإِلتِجاء فِى الحال إِلَى التوبة ، مواصلة الجِهاد بِتغّصُب لِمُتابعة تسليم وَمُمارسة إِتضاع النَفْسَ لله 0
أقوال الأباء فى الإجتهاد والتغصب:-
فِى بدء حياة العِبادة ، تكون الصلاة أمراً ثقيلاً على الجسد وَالعقل ، وَإِنْ تُرِكا لذاتيهِما لِما تقدّمنا للصلاة قط ، لِذا وجب أنْ نُغصِب ذواتنا حتّى تصير الصلاة جُزءاً هاماً مِنْ حياتنا لاَ نستطيع أنْ نُهمِله أو نستغنى عنهُ 0
يقول النّاس إِذا كُنت لاَ تشعُر بميل إِلَى الصلاة ، فالأحسن أنْ لاَ تُصلّى ، هذا إِحتيال وَسفسطة جسدانيّة ، لأنّك إِذا كُنت ستُصلّى فقط حينما يكون لك ميل للصلاة ، فأنت لن تُصلّى قط ، لأنّ ميل الجسد الطبيعِى هُو ضد الصلاة [ فإِنِّى عالِم أنّهُ ليس ساكِن فىّ أىّ فِى جسدِى شىءً صالِح ] ( رو 7 : 18 ) ، وَ معروف أنّ [ الجسد يشتهِى ضد الرّوح ] ،وَ [ ملكوت الله كُلّ واحِد يغتصِب نَفْسَه إِليه ] ( لو 16:16 ) ، فأنت لن تستطيع أنْ تعمل لِخلاص نَفْسَك إِذا لَمْ تغصِب ذاتك 0
الصلاة التّى تكون لأداء الواجِب فقط خوفاً مِنْ النّاس تولِّد النِفاق وَالرياء ، وَتجعل الإِنسان عاجِزاً عَنَ أىّ خِدمة تحتاج إِلَى تأمُلّ روحِى ، وَتجعلهُ كسلاناً مُتباطِئاً فِى كُلّ شىء حتّى فِى تتميم واجِباته الجسديّة ، لِذلِك وجب على الّذين يُمارِسون مِثل هذِهِ العِبادة أنْ يُصّححوا صلواتهُم وَيجعلونها بفرح وَهِمّة وَنشاط مِنْ كُلّ القلب ، فَلاَ نُصلّى للرّبّ فقط حينما نكون مُجبرين على ذلِك بحُكم طقس العِبادة أوْ القوانين المُرتّبة ، بل يجِب أنْ نكون [ غير مُتكاسلين فِى الإِجتهاد ، حارين فِى الرّوح ، عابِدين الرّبّ ، فرِحين فِى الرجاء ، صابِرين فِى الضيق مواظِبين على الصلاة ] ( رو 12 : 11 ) 0
الكسل هُو الشوك الّذى يخنُق حِنطة الجِهاد ، وَهُو يحرِمنا مِنْ أتعابنا السالِفة ، وَالكسل فُرصة للشيطان ، يرمِى فيها بذوره السّامة ، الحسد ، الغيرة ، البُغضة ، الدينونة 0
إِغصِب نَفْسَك فِى كُلّ كلِمة مِنْ كلِمات الصلاة لِكى تكون بصحو وَشِدّة مِنْ عُمق القلب ، فإِذا فرِحت بِصلاتك فأعلم أنّ الله فرِح بِها ، فكُلّما كان القلب صادِقاً فِى شعوره ، كُلّما صارت الصلاة مُستحِقة القبول وَالإِستِجابة ، وَالله يُعطيك حسب قلبِك 0
إِذا كان جسدك ضعيفاً مُتكاسِلاً ، وَمهما كانت تيّرات النُعاس شديدة ، وَقَدْ سرت فِى جسدك كُلّه ، وَأخذت ترخِى أعضاءه عُضواً بعد الآخر ، هُنا وقت الشِهادة ، قُم أُنفُض غُبار الكسل وَأنزع نوم الغفلة ، وَجاهِد نَفْسَك حتّى تغلِبها ، وَ لاَ تُشفِق عليها ، وَمَنْ أجل حُبّك لله أُرفُض ذاتك وَأجحدها وَتقدّم للصلاة بِقلبٍ شُجاع وَنَفْسَ حارّة 0
القلب الّذى تقسّى بأباطيل العالم وَشهوات الجسد طويلاً ، يلزمهُ جِهاد طويل كذلِك 0
الله يفرح بلجاجتنا فِى الصلاة ، أىّ لاَ تكون صلواتنا قصيرة ، لِذلِك أعطانا مَثَلَ صديق نصف الليل وَالأرملة المُلِحّة ، فَلاَ تمل مِنْ الصلاة وَجاهِد إِلَى أنْ تبلُغ ما تُريد 0
تعلّم كيف تُصلّى وَأغصِب ذاتك على الصلاة ، فِى البداءة سيكون الأمر لديك شاقّاً ، وَلكِن بعدئِذٍ كُلّما غصبت نَفْسَك صار سهلاً لديك أنْ تُصلّى ، كُلّ شىء فِى بدايتِهِ يحتاج إِلَى أنْ يغصِب الإِنسان نَفْسَه عليه [ القديس يوحنا كاسيان ]
لاَ تتبع راحِة الجسد وَلكِن صلّى ، وَصلّى بجِد وَإِهتمام حتّى وَلو كُنت طول النّهار تكِد وَتتعب ، لاَ تكُن مُهمِلاً فِى الصلاة المُقدّسة ، بل إِنتصِب وَقُل صلاتك مِنْ قلبك حتّى نهايتها ، لأنّها واجِب عليك نحو الله [ لاَ أصعد على سرير فِراشِى وَ لاَ أُعطِى لعينىّ نوماً أو لأجفانِى نُعاساً وَ لاَ راحةً لصدغِى إِلَى أنْ أجِد موضِعاً للرّبّ ] ( مز 132 ) ، إِذن فأحترِس أنْ لاَ تتمدّد بِجسدك أمام الله ، وَتزدرِى بالصلاة مِنْ أجل راحِة الجسد 0
إِذا كُنت قَدْ رتّبت لنَفْسَك قاعِدة أنْ تقرأ عدداً مِنْ الصلوات قصيرة كانت أم طويلة فتمِّم قراءتها بأعتناء حتّى أخر كلِمة ، إِقرأ بِكُلّ إِنتباه وَتيّقُظ ، وَ لاَ تعمل عمل الله بقلبٍ مُنقسِم فيكون نصفهُ أمام الله وَنصفه الآخر يطوف فِى العالم ، الرّبّ إِله غيور وَلن يسكُت على خِداعك وَمُخاتلتك وَإِشفاقك على ذاتك وَتقول أنّك تُصلّى وَأنت لاَ تُصلّى وَأعلم أنّ كُلّ صلاة تُقدّم بِلاَ إِخلاص نيّة تفصِل قلبك عَنَ الله وَتجعله ضِدك ، وَكُلّ صلاة تُقدِّمها بإِهتمام وَإِشتياق ترفع قلبك نحو الله فتجعلك قريباً مِنهُ على الدوام ، لأنّهُ ليس شىء يستطيع أنْ يجعل قلبك قريباً مِنْ الله مِثَلَ العرق وَالدموع 0
لِكى تتحرّر مِنْ عبودية الشهوات وَالخطايا وَسُلطة الشياطين ، ضع ملكوت السموات وَأورُشليم السمائيّة هدفاً لك ، مُستعيناً بإِسم الرّبّ يسوع ، وَأعلم أنّ هذا الهدف يحتاج إِلَى ثلاثة وَهى : الإِيمان وَ الرّجاء وَ المحبّة ، وَالمحبّة تكون أعظمهُنّ 0
أحياناً تفتقِد النَفْسَ حركة روحانيّة حادّة تتذّوق فِيها الله بِحرارة وَتشتعِل بِحُب الأشياء الإِلهيّة ، ثُمّ تعود تفتقِدها فتجِدها بردت وَجفّت مِنها ، لأنّ التشويش الحادِث مِنْ خُلطة النّاس قَدْ أصابك فِى موضعٍ ما ، أوْ لأنّك قَدْ فضّلت بعض الأعمال الجسديّة وَقدّمتها على خدمِتك الرّوحيّة إِلاّ أنّهُ فِى أىّ حال أنّ الدموع وَقرع الرأس على الأرض أثناء الصلاة وَإِنسحاق النَفْسَ ، تُسرِع مرّة أُخرى بإِنسياب تيار الحرارة الرّوحيّة الحلو الدافىء مِنْ القلب ، وَفِى شغف الفرح الرّوحِى الممدوح يطير القلب وراء الله هاتِفاً [ عطِشت نَفْسَى إِلَى الله إِلَى الإِله الحىّ ، متى أجىء وَأتراءى قُدّام الله ] ( مز 42 )( القديس مارِأفرآم السُريانِى )
الإِنسان الّذى يرغب أنْ يأتِى إِلَى الرّبّ وَيوجد مُستحِقاً للحياة الأبدية ، عليهِ أنْ يُداوِم بإِستمرار على الصلاة ، وَيغصِب ذاته على الإِتضاع ، واضِعاً فِى نَفْسَه أنّهُ أقل وَأحقر النّاس جميعاً ، وَكُلّ ما يغصِب نَفْسَه لأجله وَيعمله وَهُو مُتألِّم بقلب نافِر غير راضِى ، سوف يأتِى عليه يومً يعملهُ بِرضى وَقبول ، وَحينما يرى الرّبّ نيّة الإِنسان وَإِجتهاده يتحنّن الرّبّ عليه وَيُظهِر لهُ رحمتهُ ، وَيُخلِّصه مِنْ أعدائه وَمِنْ سُلطان الخطيّة ، وَيملأه مِنْ الرّوح القُدس ، وَحينئِذٍ يُتمِّم وصايا الرّبّ دون تغّصُب وَإِجتهاد ، لأنّ الرّبّ الساكِن فيه هُو يكون العامِل فيه ، وَبِذلِك يُثمِر ثِمار الرّوح بِطهارة ( الأنبا مكاريوس الكبير )
نصيب النعمة الإلهيه فى الإجتهاد البشرى:-
لاَ وسيلة لرفع الملل وَالضجر وَ الحُزن المُفسِد إِلاّ بالإِنقطاع عَنَ الكلام البطّال وَالمزاح وَمُضاعفة الصلاة وَالإِنهماك فِى العمل الموكول إِلينا ، وَعدم التنّقُل مِنْ مكان إِلَى مكان ( القديس يوحنا كاسيان )
بالإِيمان ينال الإِنسان نعمة ، وَيكون أهلاً لدخول الملكوت ، إِلاّ أنّهُ مِنْ الناحية الأُخرى عليهِ أنْ يُحافِظ على روح النعمة وَيكون موافِقاً لهُ فِى كُلّ أعمالهِ ، فَلاَ يأتِى عملاً رديّاً أوْ يُهمِل عملاً مِنْ أعمال الله ، فإِذا داوم على ذلِك وَلَمْ يُحزِن الرّوح داخِلهُ بعمل ما يوافِقهُ ، يُمكِن عملياً مِنْ الدخول إِلَى ملكوت السموات 0
أحياناً يقوى علينا جانِب الشر ( بِسماح مِنْ الله ) وَتثِب علينا الأفكار الشرّيرة بِشِدّة ، وَفِى أُخرى تكون ثِقة الإِنسان وَعزمه أكثر مِنْ قائِد مُنتصِر يستمِد العون وَالنجاة مِنْ الله ، وَيُقاوِم الشرّ بِقوّة ، وَهكذا يسمح الله أنْ نكون فِى ناحية مغلوبين ، وَفِى أُخرى غالِبين ، حيناً ضُعفاء وَحيناً نتقدّم إِلَى الله بغيرة وَحرارة مُلتهِبة ، وَالشيطان يعلم ذلِك وَ لاَ يتجاسر أنْ يقترِب مِنْ الإِنسان فِى هذِهِ الأوقات لأنّهُ يعلم أنّهُ لاَ يقوى عليه ، وَ لِماذا ؟ لأنّ الإِرادة تكون حاضِرة عِنده مُشدّدة بالنعمة ، وَقَدْ تكاثرت عِنده بسبب ذلِك قوّة الإِيمان وَالحُب 0
الرّبّ يعمل مَعَ الإِنسان فِى أرض النَفْسَ ، أمّا الأشواك التّى يُبذِرها الشرّير فهى تنمو ، وَ لكِن حينما تكثُر النعمة تذويها وَتلفحها شمس البِر 0
المواهِب التّى يمنحها الله لنا تكون بِمثابِة وسائِل لتقوية إِيمان الآخرين ، فكُلّ إِجتهاد وَكُلّ بلوغ لَمْ يكمُل وَيُكلّل بعد رباط الحُب يبقى مُعرّضاً للخوف وَالحرب وَالسقوط وَالزوال ، وَإِذا لَمْ يأخُذ صاحِبهُ الحذر البالِغ فإِنّ الشيطان يُباغِتهُ وَيُصرِعهُ ( القديس مكاريوس الكبير )
قبل كُلّ شىء إِعلم أنّهُ لن يُتّوج أحد إِذا لَمْ يُجاهِد قانونياً ، كما قال بولس الرسول ، وَكُل واحِد لاَ يُجاهِد حسب ناموس السيرة التّى إِختارها لِنَفْسَه فإِنّهُ لن يُتّوج ، فينبغِى لِمَنْ تقدّم إِلَى الطريق الروحانِى أنْ يغصِب نَفْسَه فِى كُلّ تدبير يُقدِّمهُ إِلَى الله ، إِنْ كان صوماً أو صلاة أو بقيّة الفضائِل 0
إِذا كُنت تسأل إِلَى أىّ حد أغصِب ذاتِى ، أقول لك إِلَى حد الموت إِغصِب نَفْسَكَ مِنْ أجل الله ، إِغصِب نَفْسَكَ على الصلاة قبل مواعيدها لِتخِف عليك 0
إِحذر أنْ تُبطِل شيئاً مِنْ خِدمة الأوقات ( أىّ سبع الصلوات التّى بالأجبية ) ، إِتعِب جسدك بالصلاة حتّى تؤهّل لِحفظ الملائِكة ، وَحتّى يتقدّس سريرك مِنْ عرق الصلاة ، وَبِغير تعب فِى الصلاة لاَ تنم 0
صدّقنِى ياأخِى أنّ الملل وَالضجر وَثِقل الأعضاء وَالتكدُر وَتعب الفِكر وَبقيّة أسباب الحُزن التّى يسوقها عدو الخير على الإِنسان ، تُحسب لهُم عملاً إِلهياً ، وَلو يبقى الإِنسان مضغوطاً بِها فيصبِر وَيحتمِل وَ لاَ يخضع لها ، تُحسب لهُ ذبيحة نقيّة وَعملاً إِلهياً ، ما خلا فِكر العظمة وَالكبرياء 0
التجارُب التّى أمرنا الرّبّ أنْ نطلُب عدم الدخول فيها هى التجارُب النَفْسَية التّى تؤول بِنا إِلَى الفشل وَتُبعِدنا عَنَ الخلاص ، أمّا تجارُب الجسد فعلينا أنْ نستعِد لقبولها بالشُكر لأنّها توّصلنا إِلَى الله 0
مُحِبّو الراحة لاَ يحِل فيهُم روح الله ، بل الشيطان 0
أمّا إِنْ كُنت تتعب فِى سهرك مِنْ الوقوف وَيُوسّوِس الشيطان إِليك أنّهُ ما يبقى فيك قوّة ، وَيوحِى إِليك بالنوم ، فقُل لهُ أنا أجلِس وَأُكمِل سهرِى وَلستُ أنام 0
إِنّهُ أليق لنا أنْ نموت فِى الجِهاد ، مِنْ أنْ نحيا فِى السقوط 0
لاَ تقُل إِنِّى جاهدت وَمللت ، فرُبّما فِى أخر لحظة تهزِم عدوك وَتأخُذ إِكليلك وَتعبُر فِى أرض الشقاء إِلَى الراحة الأبديّة ، وَرُبّما يكون ذلِك بِكلِمة تقولها فِى موضعِها ، أو بِفكر مُنسحِق تُقدِّمهُ ، أو بشُكر على ضيقة تحِل عليك ، أُذكُر اللص الّذى دخل ملكوت الله مَعَ مُخلّصنا بسبب فِكرة إِيمانيّة ملأت نَفْسَه فِى أخر ساعة مِنْ ساعات حياته إِذا هبط علينا روح الإِهمال وَبردت حرارتنا ، نجلِس بيننا وَبين أنَفْسَنَا وَنجمع أفكارنا ، وَنُميِّز بِدقّة ما هُو سبب الإِهمال ، وَمِنْ أين بدأ ، وَ ماهُو الّذى يُبطِلك مِنْ الصلاة وَالعِبادة ؟ إِبحث وَإِذا عرفت داءك فَلاَ تتوان عَنَ تقويمه وَقطعه ، مُركِّزاً كُلّ عِبادتك وَصلاتك مِنْ أجله إِذا تعرّقلت حياتك الرّوحيّة لأىّ سببٍ كان ، فأبدأ حياتك مِنْ جديد ، كأول يوم عرفت فيهِ الله ، وَأبدأ جِهادك بِشِدّة وَأنت تصِل سريعاً إِلَى درجتك الأولى الّذين يبدأون جِهادهُم بِعزيمة مُتراخية ، فإِنّ الشيطان يقوى عليهُم ، وَالله لاَ يُعضّدهُم لأنّهُ يقول [ ملعون مَنْ يعمل عمل الرّبّ بِرخاءٍ ] أنّ جميع الفضائِل التّى نقتنيها بالتعب ، إِنْ كُنّا نتهاون فِى عملِها تضيع قليلاً قليلاً ( القديس مارِإِسحق السُريانِى )
الملل عدو الصلاة ، إِذا وقفت يُصارِعك لِتجلِس ، وَإِذا جلست يُصارِعك لِتتكىء ، وَإِذا إِتكأت يُصارِعك لِتنام ، أمّا ثمرِة الملل المُرّة فهو التنقُلّ مِنْ مكانٍ إِلَى مكان ، وَعصيان أوامِر الرؤساء وَالآباء ( القديس يوحنا الدرجِى )
إِسهر بغير ضجر ، لأنّ الله يُحِب سهراً بِفرح ، وَكُلّ ما يكون بِفرح فلهُ ثمرُه ، أمّا العمل الّذى بالضجر ما يكون لهُ أجر بل دينونة ( القديس يوحنا ذهبىّ الفم )
مَنْ تكاسل عَنَ الأمور الصغيرة ، لاَ تثِق بِهِ فِى الأمور الكبيرة ، وَ لاَ يُثقلّ عليك أنْ تموت مِنْ أجل الأمور التّى تحيا بِسببِها ( القديس باسيليوس الكبير )
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
28 يوليو 2024
المسيح المشبع الاحد الثالث من أبيب
تَقْرَأ الكَنِيسَة فِي هذَا الصَّبَاح فَصْل مِنْ بِشَارِة لُوقَا أصْحَاح 9 وَالَّذِي يَتَحَدَّث عَنْ إِشْبَاع الجُمُوع وَكَانَتْ الجُمُوع تَتْبَعْ يَسُوع لِسَمَاع التَّعْلِيمْ وَابْتَدَأ يَسُوع يُكَلِّمَهُمْ لِفِتْرَة طَوِيلَة وَكَانَ التَّلاَمِيذ لَهُمْ دَالَّة عِنْدَ الرَّبَّ يَسُوع فَقَالُوا لَهُ { إِصْرِف الجُمُوع لِيَذْهَبُوا إِلَى القُرَى المُحِيطَة وَالحُقُول لِيَسْتَرِيحُوا وَيَجِدُوا مَا يَأكُلُونَهُ } ( لو 9 : 12)وَكَأنَّهُمْ يَتَشَفَعُوا عَنْ الشَّعْب فَالشَّعْب مَكَثَ ثَلاَثَة أيَّام يَسْمَعْ تَعَالِيمْ الْمَسِيح وَمِنْ جَمَال التَّعْلِيمْ لَمْ يِشْتِكُوا وَلَمْ يَمَلُّوا وَكَانَ لاَ يُوْجَدٌ طَعَام لِذلِك طَلَبَ التَّلاَمِيذ مِنْ يَسُوع أنْ يَصْرِف الجُمُوع وَلكِنْ يَسُوع كَانَ لَهُ حَل آخَر فَقَالَ لَهُمْ { أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا }( لو 9 : 13) فَتَحَيَّرُوا وَتَعَجَّبُوا وَخَجَلُوا وَكَانَ هُنَاك تِلْمِيذ مُنْدَفِعْ قَلِيلاً وَهُوَ القِدِيس فِيلُبُّس فَقَالَ لِلْمَسِيح إِنَّهُمْ وَلَوْ بِمِئَتَيْ دِينَار يَسْتَطِيعُوا أنْ يُشْبِعُوا هذِهِ الجُمُوع وَحَتَّى لَوْ حَدَثَ ذلِك فَكُلَّ وَاحِدٌ سَيَأخُذ شَيْئاً بَسِيطاً جِدّاً مِنْ الأكْل ( يو 6 : 5 ) وَكَانَتْ ألـ 300 دِينَار قَدِيماً تُعَادِل 10 آلاَف جُنَيْة اليَوْم هُنَاك أُمور كَثِيرَة فِي دَاخِلْنَا لاَ نَسْتَطِيعْ حَلَّهَا بِحُلُولْنَا البَشَرِيَّة وَالله يَطْلُبْ مِنَّا أنْ نَسْتَخْدِم الخَمْسَة خُبْزَات وَالسَّمَكَتَيْن المَوْجُودَة بِدَاخِلْنَا وَلاَ نَخْجَل مِنْهُمْ فَنَحْنُ نَظُنْ أنَّ إِمْكَانِيَاتْنَا ضَعِيفَة وَحَقِيرَة وَلكِنْ الله يَفْرَح بِهَا فَالله يُرِيدْ أنْ يَعْمَل بِالضَّعْف فَنَحْنُ نَمْلُك جَسَدٌ تَعْمَل فِيهِ الغَرَائِز وَالشَّهوَات جَسَدٌ لاَ يُرِيدْ أنْ يَصُوم أوْ يُصَلِّي وَهذِهِ هِيَ إِمْكَانِيَاتُه وَلكِنْ إِذَا قَدَّمْنَا هذَا الجَسَدٌ الضَّعِيفْ لله سَيُصْبِحٌ هَيْكَل لله وَأدَاة فِي يَدْ الله وَمَوْضِعْ لِسُكْنَى الله فَيَجِبْ أنْ نُقَدِّم أي شَيْء عِنْدَنَا حَتَّى لَوْ كَانَ صَغِير مِثْل فِلْسِيّ الأرْمَلَة ( مر 12 : 42 ) فَيَجِبْ ألاَّ نُمْسِك شَيْء عَلَى رَبِّنَا وَأنْ نُقَدِّم لَهُ كُلَّ مَا عِنْدَنَا فَأُقَدِّم لَهُ عُمْرِي وَمَشَاعْرِي وَوَقْتِي وَإِمْكَانِيَاتِي { مِنْكَ الْجَمِيعَ وَمِنْ يَدِكَ أَعْطَيْنَاكَ }( 1أخ 29 : 14) جَمِيل أنْ يَعِيش الإِنْسَان بِهذَا الفِكْر فَالله يَنْظُر لأِي تَقْدِمَة بِفَرَح مَهْمَا كَانَتْ بَسِيطَة فَالله لاَ يُرِيدْ أنْ نَطْلُبْ مِنْهُ أنْ يَعْمَل فِينَا وَلاَ نُقَدِّم لَهُ شَيْئاً بَلْ يَجِبْ أنْ نُقَدِّم لله كُلَّ مَا عِنْدَنَا مَهْمَا كَانَ صَغِير مِثْل وَقْفِة صَلاَة بَسِيطَة وَقَصِيرَة وَرَفْع يَدْ وَعُشُور قَلِيلَة فَلاَ يَجِبْ أنْ نَقِفْ أمَام الله فَارِغِي اليَدَيْن فَالله يَنْظُر لِلحُبْ وَالأمَانَة أكْثَر مِنْ القِيمَة وَقَدِيماً فِي العَهْد القَدِيم كَانَتْ هُنَاك تَقْدِمَات لِكُلَّ طَبَقَات الشَّعْب وَكَانَتْ هُنَاك تَقْدُمِات لأِكْثَر طَبَقَات الشَّعْب فَقْراً وَهيَ فَرْخَيّ حَمَام وَهذِهِ هِيَ التَّقْدِمَة الَّتِي قَدَّمَتْهَا السَيِّدَة العَذْرَاء وَيُوسِفْ النَّجَار وَلَمْ يَخْجَلُوا مِنْ فَقْرِهِمْ وَكَذلِك كَانَتْ هُنَاك تَقْدِمَات لِلأَكْثَر فَقْراً وَهيَ الدَّقِيق المَوْجُودٌ فِي كُلَّ بَيْت إِذَا لَمْ نَكُنْ نَمْلُك تَقْدِمَة فَلاَ يَجِبْ أنْ نَنْظُر لِلخَارِج كَمَا فَعَلَ التَّلاَمِيذ عِنْدَمَا إِسْتَهَانُوا بِالخَمَس خُبْزَات وَالسَّمَكَتَيْن بَلْ يَجِبْ أنْ نُقَدِّم لله أبْسَط شِئ حَتَّى إِمْكَانِيَاتْنَا فَنُقَدِّم لَهُ جَسَدْنَا حَتَّى وَلَوْ كَسْلاَن القَلْب وَلَوْ حَتَّى بَلِيدْ الله يُحِبْ أنْ يَعْمَل بِالضَّعْف فَيُحِبْ الضَّعْف { قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ } ( 2كو 12 : 9 ) فَصَمُوئِيل النَّبِي عِنْدَمَا ذَهَبَ لِيَسَّى لِيَخْتَار المَلِك عَرَضَ عَلَيْهِ يَسَّى كُلَّ أوْلاَدُه فَرَفَض فَقَالَ لَهُ يَسَّى لَيْسَ لَدَيَّ سِوَى وَلَدٌ وَاحِدٌ ضَعِيف وَصَغِير فَإِخْتَارُه صَمُوئِيل لِيَكُون المَلِك وَاسْتَخْدِمُه رَبِّنَا لِخَلاَص الشَّعْب كُلُّه بِأبْسَطْ الإِمْكَانِيَات هِيَ مِقْلاَع وَخَمَس حَجَارَات ( 1صم 17 : 1 – 54 ) وَيَقُول الله عَنْ دَاوُد { أَقَامَ لَهُمْ دَاوُدَ مَلِكاً الَّذِي شَهِدَ لَهُ أَيْضاً إِذْ قَالَ وَجَدْتُ دَاوُدَ بْنَ يَسَّى رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِي } ( أع 13 : 22 ) الله يُحِبْ أنْ يَسْتَخْدِم الضَّعْف فَفِي عَصْر القُضَاة كَانَ الشَّعْب يَعِيش فِي ذُل وَانْكِسَار وَمَهَانَة عَلَى يَدْ جَمَاعَة مِنْ البَشَر إِسْمُهُمْ المِدْيَانِيِّين فَاخْتَار الله شَخْص ضَعِيفْ لِكَيْ يَقُود الشَّعْب وَيُخَلِّصَهُمْ هُوَ جَدْعُون الَّذِي قَالَ لِلمَلاَك عِنْدَمَا إِخْتَارُه { هَا عَشِيرَتِي هِيَ الذُّلَّى فِي مَنَسَّى وَأَنَا الأَصْغَرُ فِي بَيْتِ أَبِي } ( قض 6 : 15) وَكَأنَّ جَدْعُون يَقُول أنَّهُ أصْغَر وَاحِدٌ فِي أصْغَر عَشِيرَة فِي بَنِي إِسْرَائِيل الله لاَ يَعْمَل فِي الأقْوِيَاء وَلكِنَّهُ يَنْظُر لِلإِمْكَانِيَات الضَّعِيفَة { لِيَقُلِ الضَّعِيفُ بَطَلٌ أَنَا }( يؤ 3 : 10) فِي الكِتَاب المُقَدَّس ذَهَبَتْ إِمْرَأة إِلَى ألِيشَعْ النَّبِي وَقَالَتْ لَهُ أنَّ زَوْجِي مَاتْ وَعَلَيْهِ دِينْ وَلَمْ يُوْفِي دِينُه وَلاَ يُوْجَدٌ لَدَيْهَا مَال وَأنَّ الدَّيَّان يُرِيدْ أنْ يَأخُذْ وَلَدَيْهَا عَبِيداً لَهُ مُقَابِلْ لِلدِينْ فَسَألَهَا ألِيشَعْ عَمَّا تَمْلُكُه فَقَالَتْ لَهُ أنَّهَا لاَ تَمْلُك شَيْئاً وَسَألَهَا ثَانِيَةً وَأخَذَتْ تُفَكِّر حَتَّى تَذَكَّرَتْ أنَّ لَدَيْهَا قَلِيل مِنْ الزَّيتْ فَقَدِّمِتْهُمْ لأِلِيشَعْ فَطَلَبْ مِنْهَا إِنَّهَا تِجِيبْ كُلَّ الأوَانِي الَّلِي عَنْدَهَا وَعَنْد جِيرَانْهَا وَأخَذَ ألِيشَعْ يُصَلِّي ثُمَّ صَبْ الزَّيتْ فِي الأوَانِي حَتَّى فَرَغِتْ الأوَانِي فَتَوَقَفْ الزَّيتْ ( 1مل 17 : 8 – 16) فَالله يَمْلأ طُوْل مَا إِحْنَا بِنُقَدِّم لَهُ فَلاَبُدْ أنْ نُقَدِّم لَهُ أوْعِيَة فَارِغَة حَتَّى يَمْلأَهَا فَنُسَلِّمْ كُلَّ أُمُورْنَا لِرَبِّنَا وَرَبِّنَا يُجْرِي فِي كُلَّ أُمورْنَا رَحْمَة وَبَرَكَة فَلاَبُدْ أنْ نُجَاهِدْ حَتَّى نَأخُذْ فَضِيلَة فِي مُعْجِزِة تَحْوِيل المَاء لِخَمْر طَلَبْ الْمَسِيح أنْ يَمْلأُوا الأجْرَان الفَارِغَة بِالمَاء وَالله حَوَّلْهَا لِخَمْر جَيِّدٌ ( يو 2 : 1 – 10) فَالله طَلَبْ أجْرَان مَمْلُوءَة بِالمَاء وَهُوَ حَوَّلْهَا لِخَمْر وَلكِنْ لاَ يُمْكِنْ أنْ نَقُول لَهُ أنَّنَا لاَ نَمْلُك حَتَّى المَاء ( جَسَدْنَا وَمَشَاعِرْنَا ) لاَبُدْ أنْ نَنْظُر لله وَلاَ نَنْظُر لإِمْكَانِيَاتْنَا الضَّعِيفَة حَتَّى لاَ نَيْأس وَبِذلِك نَحْنُ نُقَلِّلْ مِنْ قُدْرِتُه بَلْ يَجِبْ أنْ يَكُون لَدَيْنَا إِيمَان بِأنَّهُ يَسْتَطِيعْ أنْ يَعْمَل بِالقَلِيل فَالْمَسِيح إِخْتَار تَلاَمِيذُه مِنْ الضُّعَفَاء وَالصَّيَادِينْ وَاسْتَخْدِم الجُهَلاَء لِيُخْزِي الحُكَمَاء وَالضُّعَفَاء لِيُخْزِي الأقْوِيَاء ( 1كو 1 : 27 ) الله عِنْدَمَا إِخْتَار مُوسَى قَالَ لَهُ مُوسَى { أَنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ } ( خر 4 : 10) وَلكِنْ الله صَمَّمْ عَلَى إِخْتِيَار مُوسَى وَقَالَ لَهُ أنَّكَ سَتَتَكَلَّمْ أمَام فَرْعُون بِجَمِيعْ مَا أقُولُه لَك فَلَمْ يَخْتَار الله شَخْص فَصِيحٌ اللِّسَان بَلْ إِخْتَار شَخْص ثَقِيل اللِّسَان لِيَكُون فَضْل القُوَّة لِرَبِّنَا وَلَيْسَ لَهُ ( 2كو 4 : 7 ) كَانَ الله يَقُول لأِرْمِيَا دَائِماً { لاَ تَقُلْ إِنِّي وَلَدٌ } ( أر 1 : 7 ) .. فَهُوَ لَيْسَ صَغِير وَلكِنَّهُ كَبِير فِي عِينْ رَبِّنَا وَالله بِرَغْم صِغَر سِنُّه إِلاَّ أنَّهُ بَعَثَهُ إِلَى شَعْب بَنِي إِسْرَائِيل بِرِسَالَة صَعْبَة وَهيَ أنَّ الله سَيُهْلِكَهُمْ وَنَتِيجَة لِذلِك أنَّهُمْ رَمُوه فِي الجُبّ ( أر 38 : 6 ) فِي رِسَالِة بُولِس إِلَى تِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُس يُوَضِّحٌ بُولِس أنَّ تِيمُوثَاوُس كَانَ :-
1- سِنُّه صَغِير وَغِير نَاضِج كِفَايَة لكِنْ بُولِس كَانَ يَقُول لَهُ { لاَ يَسْتَهِنْ أَحَدٌ بِحَدَاثَتِكَ }( 1تي 4 : 12) فَالحِكَايَة لَيْسَتْ بِالسِّنْ وَلكِنْ بِاسْتِعْدَاد القَلْب .
2- مَرِيض بِرَغَمْ صِغَر سِنُّه{ مِنْ أَجْلِ مَعِدَتَكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ } ( 1تي 5 : 23 ) .
3- كَانَ خَجُول فَكَانَ بُولِس يَقُول لَهُ { لاَ تَخْجَلْ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا وَلاَ بِي أَنَا أَسِيرَهُ } ( 2تي 1 : 8 ) .
4- حَسَّاس فَقَدْ بَكَى أثْنَاء القَبْض عَلَى بُولِس وَلَمْ يَسْتَطِيعْ أنْ يَحْتَمِل .
وَبِالرَّغْم مِنْ كُلَّ هذِهِ الضَّعَفَات إِلاَّ أنَّ الله إِخْتَارُه فَالله يُرِيدْ ضَعْفِنَا لِكَيْ يَكُون فَضْل القُوَّة لاَ مِنَّا بَلْ مِنْ الله ( 2كو 4 : 7 ) لاَبُدْ أنْ نُفَتِّش دَاخِل أنْفُسَنَا لِنَرَى مَا نَسْتَطِيعْ أنْ نُقَدِّمُه لِرَبِّنَا وَلاَ يَجِبْ أنْ نَقُول أنَّنَا لاَ نَمْلُك شَيْئاً فَنَحْنُ نَسْتَطِيعْ أنْ نُحِبْ النَّاس وَأنْ نَقْرأ وَنَدْرِس الإِنْجِيل وَنُصَلِّي وَالله أعْطَانَا عَقْل وَقَلْب وَمَشَاعِر فَنَحْنُ نَمْلُك أُمور كَثِيرَة يَجِبْ أنْ نُقَدِّمْهَا لِرَبِّنَا فَلاَ يَجِبْ أنْ نُفَتِّش عَلَى شِئ نُعْطِيه لِرَبِّنَا مِنْ الخَارِج بَلْ يَجِبْ أنْ تَكُون العَطِيَّة مِنْ دَاخِلْنَا{ أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا }فَرَبِّنَا يَسْتَطِيعْ أنْ يَسْتَخْدِم ضَعْفِنَا وَأنْ يُحَوِّل الضَّعْف لِقُوَّة رَبِّنَا يِكَمِّلْ نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلأِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
23 يوليو 2024
الشباب وَ هِموم الغد
سوف نتحدّث اليوم بِنعمة ربِنا عَنَ موضوع يشغِلنا جِداً فِى هذهِ الفترة وَهو الشباب وَهِموم الغد ، فالفرد بِطبيعتهُ قلِق وَيُفكِر فِى الغد بل وَرُبّما يُفكِر لسنين طويلة ، وَسوف أقرأ معكُمْ جُزء مِنْ مزمور 37 لِمُعلّمِنا داوُد الملِك بركاته على جميعنا آمين :[ إِتَّكِلْ على الرّبّ و إِفعل الخير أُسكُن الأرضَ وَأرْعَ الأمانةَ وَتلذَّذ بالرّبّ فيُعطيك سؤل قلبِكَ سلَّم للرّبّ طرِيقكَ وَ إِتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِى وَيُخْرِجُ مِثل النّورِ بِرَّكَ وَحَقَّكَ مِثْلَ الظَّهيرَةِ إِنتظِرِ الرّبّ وَأصبِرْ لَهُ القليلُ الذّى للصّديِقِ خير مِنْ ثَرْوَةِ أَشْرارٍ كَثيِرِينَ لأَنَّ سَوَاعِد الأشْرَارِ تَنْكَسِرُ وَعَاضِدُ الصّدِّيقِينَ الرّب مِنْ قِبَلِ الرّبّ تَتَثَبَّتُ خَطَوَاتُ الإِنْسَانِ وَفِى طَرِيقِهِ يُسَرُّ إِذَا سَقَطَ لاَ يَنْطَرِحُ لأَنّ الرّبّ مُسنِد يَدَهُ أَيْضاً كُنْتُ فَتىً وَقَدْ شِخْتُ وَلَمْ أَرَ صِدّيِقاً تُخُلّىَ عَنْهُ وَلاَ ذُرّيَّةً لَهُ تَلْتَمِسُ خُبْزاً الْيَوْمَ كُلَّهُ يَتَرَأَّفُ وَيُقْرِضُ وَنَسْلُهُ لِلبرَكَةِ هللويا]
أولاً إِذا أردنا تحليل أسباب هِموم الغد سوف نجِد العديد مِنْ الأسباب ،مِنْ بين أكبر هذهِ الأسباب :-
1- البطالة حيثُ تقِل فُرص العمل وَتُغلق المصانِع وَخصخصِة الشرِكات وَ الأماكِن التّى تطرُد العاملين فيها مِنْ أجل ضغط الميزانيّة ، وَعِندما يسمع الفرد كُلَّ هذا يقلق وَيغتِّم 0
2- الغلاء حيثُ نجِد الفرد فِى دائِرة صعبة لايدرىِ كيف يواكِبها حيثُ يحيا الأفراد الآنْ مُعادلة صعبة وَالتّى تتمثِلَّ فِى قِلّة الدخل وَغلاء مُتطلِّبات الحياة 0
3- الإِضطِهاد حيثُ نجِد بعض الشرِكات تُعلِن عَنَ الآتىِ " نأسِف لِعدم تعيين ..... " وَيُشكِلّ هذا عِبء على أولادنا وَخاصةً أنّ أولادنا يحمِلوا همّ الحياة أكثر مِنْ أهل العالمْ فنجِدهُمْ مهمومين وَخائِفين وَمُتردّدِين أكثر مِنْ غيّرُهُمْ الذّين لاَ يهتموا وَيُريدوا أنْ يحيوا الحياة بِكُلَّ ما فيها 0
4- عدم الإِستقرار حيثُ تتغيّر الأمور بِسُرعة وَمِنْ بين سِمات دول العالمْ الثالِث عدم الإِستقرار ، فنجِد أنّ سِياسة الدولة مُتحكِم فِيها أفراد وَتختلِف مِنْ رئيس بلد إِلَى أُخرى بينّما فِى البِلاد المُتقدِّمة تخضع سياسة الدولة لِمجموعة أوْ نِظام وَهذا بالطبع يُحدِث إِضطراب لدى الفرد فهو فِى وسط مجموعة غير مُستقرّة 0
كُلَّ هذهِ العوامِل السابِقة مِنْ البطالة وَالغلاء وَالإِضطِهاد وَعدم الإِستقرار بالإِضافة إِلَى ضعف الإِيمان + عدم الإِكتِفاء يُحدِث فِى داخِل الفرد ثورة 0
مِنْ ضِمن الأشياء المُتعِبة للشباب اليوم أنّ كثيراً مِنْ الشباب يتملّك عليّهُمْ فِكرة السفر وَ بالتالىِ لاَ يستطيع الحياة هُنا وَلاَ يدرىِ كيف يُسافِر 0
العِلاج يتمثِلّ العِلاج فِى شقّين:-
أولا الجانِب العملىِ أوْ الجانِب الإِجتماعىِ:-
كثيراً ما يشغل الإِنسان نَفْسَهُ وَيهتم بِالحسابات المادّيّة البشريّة وَيترُك تدابير ربِنا وَيتناسى أنّ الله هُو الذّى يقود حياتِنا [ إِتكِل على الرّبّ وَإِفعل الخير أُسكُنْ الأرض وَإِرعَ الأمانة ] ، فنجِد كثير مِنْ الشباب لاَ يتكيّف مع أى عمل على أساس أنّهُ لاَ يُعطيه حقّهُ ، فنجِد الشاب يعمل وَهُو ناقِم وَيتعب نَفْسَيّاً وَيُصاحِب ذلِك عدم رِضا صاحِب العمل عنّه فَلاَ يُقدّمهُ وَلاَ يُزكّيه وَلاَ يُرّقيه وَلاَ يُحِب أنْ يحتفِظ بِهِ وَيبدأ فِى التنقُلّ مِنْ مكان عمل إِلَى مكان آخر وَلاَ يأخُذ وضعه فِى أى مكان وَلاَ يتقدّم فيهِ وَهذا يُسبِّب تعب الفرد ليس فقط مادّياً بل وَنَفْسَيّاً ، فإِحساس الفرد بأنّهُ لاَ يستطيع تحقيق ذاته وَإِحساسه بأنّهُ غير ناضِج إِحساس صعب لابُد أنْ تكون عمليّاً بِذهنيّة غير ذلِك وَ أنْ تتكِلَّ على الله وَ تجتهِد فيما أنت فيهِ الآنْ وَلاَ يكون كُلَّ شىء تفعلهُ بِرخاوة وَإِستهتار حتى تستطيع أنْ تُثبِت وجودك فِى هذا العمل ، فأنت تُريد صاحِب العمل أنْ يُضحّىِ معك ولكِن يُضحّىِ معك تحت أى بند ، فمِنْ المُفترض أنّ هذهِ عمليّة تبادُليّة أخذ وَعطاء ، خُصوصاً وَ أنّ إِتجاه الأعمال حالياً هو الإِتجاه الخاص وَهذا الإِتجاه يسير نحو إِثبات نَفْسَكَ فِى العمل الذّى تعملهُ كما أنّهُ مِنْ المُهِم ألاّ تُقدِم على الحياة وَ أنت كئيب ، فلتكُنْ لديك ثِقة فِى الله وَأعمل بِفرح وَ أمانة حتّى وَ إِنْ فكّرت فِى ترك هذا المكان فلتترُك فيهِ إِنطباع جيّد عَنَ شخصيتك وَلتترُك شخص يُذكر بالخير وَالحُب وَالأمانة [ أُسكُنْ الأرض وَأرعَ الأمانة ] ، فكثيراً ما يكون الشخص محبوب وَ مرغوب وَ إِنْ كان مِنْ المُمكِن أنْ يكون مرفوض وَثقيل على المكان الذّى يوجد فيهِ وَنجِد اليوم أنّ العرض كثُر وَقلّ الطلب وَيتمثِلّ حل هذهِ المُشكِلة فِى التميُّز ، فأنت الذّى تصنع نَفْسَكَ أوْ تجعل مِنْ نَفْسَكَ فاشِلاً ، وَ تتمثِلّ مُشكِلة الإِنسان فِى المُجتمع الحالىِ وَ الذّى يغلب عليهِ طابِع الفهلوة ، وَ الذّى قال عنهُ الفلاسِفة وَالكُتّاب عِندما حلّلوا الشخصيّة المصريّة وَالمقصود بالفهلوة أى أنّ الفرد يُريد عمل الشىء بأقل مجهود وَبأكبر مكسب وَ هذا الطبع الفهلوىِ لنْ يجعلك تعيش حياتك فِى تقدُّم وَلِذا فلتكُنْ أميناً فِى العمل الذّى تعملهُ حتّى إِنْ كانت الأعداد كبيرة وَ المطلوب قليل ، فالحل هُو فِى أنْ تكون مُتميِّزاً فَلاَبُد أنْ تعمل فِى أى مجال وَلاَبُد أنْ تُصقِلّ شخصيتك بِمواهِب تفوق تلك التّى تعلّمتها ، بِمعنى أنّ الشخص لابُد أنْ يدرِس لُغة أوْ كمبيوتر حتّى إِذا ما تقدّم لِمكان يكون لديهِ شىء زائِد يجعلهُ مُتميّزاً [ الفاعِل مُستحِق أُجرتهُ ] ، وَ قديماً نجِد اليهود الذّين كانوا يتحكّمون فِى الإِقتصاد على الرغم مِنْ أنّهُمْ لاَ يُمثِلون أى ثِقل بالنسبة للتعداد فِى العالمْ لكنّهُمْ يحكُمون العالمْ إِقتِصادياً حيثُ كانْ يسعى اليهودى لِتعليمْ صغيرُه شيئين وَهُما الناموس وَ الوصايا وَحِرفة فلنرى بولس الرسول الذّى كان فيلسوف وَصانِع خِيام فلقد كان صُنع الخِيام رزقه وَحياته وَهكذا لابُد أنْ يكون عِندك أكثر مِنْ مهارة فِى حياتك وَليس شىء واحِد فقط لابُد أنْ تكتسِب مهارات شخصيّة فِى حياتك الشخصيّة كتعلُّم الكمبيوتر أوْ لُغة أوْ حِرفة أوْ إِقرأ وَ تثقِّف فَلاَبُد أنْ تكون شخص مُنتِج يقول عنهُ الآباء القديسين " شخص عمّال " ، فمثلاً الأنبا أرسانيوس وَ أبو مقّار كانوا يعملوا خوص وَ يصنعون منهُ القُفف التّى تُباع وَ يأتوا منها بقوتهُمْ لابُد أنْ تكون إِنسان مُجتهِد أمين مُنتِج لديك مهارات حتّى تستطيع أنْ تتغلّب على التحدّيات التّى تعيشها الآنْ ، وَ يُقال فِى الكِتاب المُقدّس عَنَ راعوث أنّها رجعت مع حماتِها وَليس لديهُمْ ما يأكُلوه وَ كان صاحِب الحقل فِى هذهِ الآوِنة يترُك أركان الحقل وَ الساقِط منهُ فَلاَ يلتقِطها بل يترُكها للغريب وَ الفقير وَنجِد راعوث نزلت فِى الحقل تجمع وراء الحصّادين عِندما جاء صاحِب الحقل وَوجدها مُجتهِدة وَ سأل عمِنَ تكون هذهِ الفتاة قالوا : نحنُ لاَ نعرِفها [ إِنّها قليلاً ما مكثت فِى البيت ] أرجو بنعمِة ربِنا أنْ تكون شخص يستفيد مِنْ وقته وَ يستغِله وَلتُنمّىِ مهاراتك وَنَفْسَكَ وَ للأسف فهُناك أشخاص تعوّدت على الخمول وَهذا سوف يُعطيك لون مِنْ ألوان الكسل وَ البلادة لأنّ عقلك سوف يسترخىِ 0
ثانيا الجانب الروحى
[ إِتكِلّ على الرّبّ وَإِفعل الخير ] فخِبره الإِتكال على ربِنا مُهِمّة جِداً ، وَ أنت قلِق فمِنَ الذّى يقود حياتك أنت أم الله ؟؟ إِذا كُنت أنت الذّى تقود حياتك فلك الحق أنْ تقلق وَسوف يزداد القلق كُلّما توليّت القيادة بِذاتك وَلكنّهُ سيقِل إِذا ما أعطيت القيادة لله ، لِذلِك نجِد مُعلّمِنا بولس يقول [ سلّمنا فصرنا نُحمَلَ ] ،[ الإِتكال على الرّبّ خير مِنْ الإِتكال على البشر وَ الرجاء بالرّبّ خير مِنْ الرجاء بالرؤساء ] ، فالفرد يرى أنّهُ لاَ واسِطة لهُ إِلاّ الله وَكأنّهُ لاَ يعرِف أحد ، فالذّى لهُ الله لهُ كُلَّ شىء فهو ضابِط الكُلَّ الذّى قال أنا صاحِب مُفتاح مدينة داوُد [ أفتح وَلاَ أحد يُغلِق وَ أُغلِق وَلاَ أحد يفتح ] فلتعلِم يقيناً أنّ مُستقبلك ليس بيد أحد بل بيد الله ، فإِذا ذهبت لِمكان وَ قُوبلت بالرفض فلتعلم أنّ الله هُو الذّى سمح أنْ تُرفض ، وَ إِذا قبلت فِى مكان فلتعلمْ أنّ الله هُو الذّى سمح بِقبولك ، فليكُنْ لديك إِيمان أكيد أنّ الله هُو مُجرى أُمور حياتك [ سلِّم للرّبّ طريقك وَإِتكِل عليه وَهُو يُجرىِ ] هل ترفع حياتك للرّبّ وَتطلُب منهُ أنْ يكون معك عِندما تمُر بِضيق ؟ لِماذا لاَ يتخِذ الله بُعد عملىِ فِى حياتك ؟ لِماذا هُو على الهامِش ؟ إِنّ الله فِى داخِلك وَمِنْ أجلك إِنّهُ ناظِر لِمُشكلتك [ عين الرّبّ نحو الصدّيقينْ وَ أُذُناه إِلَى صُراخِهِم ] ، فهو سامِع فهل عِندك إِيمان بِذلِك أم لاَ ؟
وَ يقول مُعلّمِنا بولس الرسول [ الله الذّى أعبُده بِروحىِ فِى الإِنجيل ] ، فلتتكِل على الله فِى عملك وَ إِرعَ الأمانة وَأرضىِ الله قبل أنْ تُرضىِ أحد وَالله سوف ينصِفك حتّى إِذا كُنت مظلوم [ أُحكُمْ يارب للمظلومين ] ، وَ يقول الإِنجيل[ أليستْ خمسة عصافير تُباع بِفلسين وواحِدة منها غير منسِيّة أمام الله ] ، فالله لَمْ يتخلّى عَنَ هذهِ العصفورة الزائِدة وَلكِنّهُ إِهتم بِطعامِها وَنجِده يقول [ ألستُمْ أنتُمْ أفضل مِنْ عصافير كثيرة ] ، للأسف إِنّنا لاَ نصِل فِى إِيماننا لإِيمان عصفورة فإِذا كُنت أنا واثِق فِى أبىِ السماوىِ أنّهُ يقود سفينة حياتىِ وَيُنجينىِ[ أُعظّمِك يارب لأنّك إِحتضنتنىِ وَ لَمْ تُشمِّت بىِ أعدائىِ ] ، فَلاَ أحد يتحكِّم فيك وَيقول القديس يوحنا ذهبىّ الفم [ لاَ أحد يقدِر أنْ يؤذيك إِلاّ نَفْسٍكَ ] أى غرورك وَشهوتك هى التّى تخشاها فمتى غلبتها صرت ملِك العالمْ كُلّه [ شعور رؤوسكُمْ مُحصاة واحِدة منها لاَ تسقُط إِلاّ بإِذنىِ ] ، فلتتكِلوا على الله ، إِنّىِ أخشى لِئلاّ يكون هذا الكلام نظرىِ [ مُلقين كُلَّ همُكُمْ عليه لأنّهُ هُو يعتنىِ بِكُمْ ] ، وَلكِن أحياناً تكون ثِقتنا بالله قليلة [ يا مُعطياً طعاماً لِكُل ذىِ جسدِ إِملأ قلوبنا فرحاً وَنعيماً ] ، فلتكُنْ لك هذهِ الثِقة مع الله لِترى مدى أهميتك عِند الله [ سلِّم للرّبّ طريقك وَإِتكِل عليه وَهو يُجرىِ ] ، فأنت إِنسان أمين فِى كُلَّ ما تفعلهُ وَلديك إِيمان قوى أنّ الله مُعتنىِ بك وَهُو قائِد حياتك وَإِنّهُ لنْ يدعك مُعوزاً لِشىءٍ أبداً 0
وضوح الهدف من حيث:-
1- الماديّات
2- معاك كام تُساوىِ كام وَمعاك كتير تُساوىِ كتير فِى الحقيقة إِنّ عصرِنا الحالىِ الماديّات هى السائِدة وَأصبح الجميع يقولون " معاك كام تُساوىِ كام " ، وَلِذلِك لابُد أنْ يكون للماديّات لديك مفهوم فأنت لست عبد للمادّة ، فالمادّة الله قَدْ وضعها لك وَلكِن ليس أنت مِنْ أجل المادّة ، وَهُناك مثل فرنسىِ يقول [ أنّ المال عبد جيِّد وَسيِّد ردىء ] ، أى أنّك تكون المُتحكِّمْ فيهِ حينما تصرِفهُ وَتقضىِ بِهِ حاجاتك وَهو دائِماً ما يكون سيِّد فَلاَ تبدأ حياتك بأنْ يكون المال سيِّد حياتك فالمال عبد ، فإِيّاك أنْ تتعلّق بالأشياء وَتُصبِح عبد لها فِى سِفر الجامعة [ إِذا كثُرت الخيرات كثُر الذّين يأكُلونها ] ، أى كُلّما يأتىِ لك دخل أكبر كُلّما تزداد مصادِر صرفك أكثر حيثُ أنّ الإِنسان لاَ يشبع وَشبعه الحقيقىِ فِى ربِنا ، وَنجِد مُعلّمِنا بولس يقول [ لأنّ كِفايتنا مِنْ الله ] ، فمتى إقتنيت الله فأنت غنىِ ، لقد إِقتنيت الجوهرة الغالية الكثيرة الثمن التّى لاَ يُعبّر عنها ، أمّا عِندما لاَ يكون معك الله تكون أفقر إِنسان فِى الدُنيا حيثُ أنّ أفقر إِنسان فِى الدُنيا هو الذّى يترُك الله ، فربّ المجد يسوع قال[ إِفتقر وَهو الغنىِ لِيُغنينا بِفقرهِ ] فِى حين أنّك ترى إِنّك غلبان ، لاَ يوجد شىء يغلِبك إِلاّ شهوتك وَعدم تحكُمك فِى ذاتك وَلكِن إِذا كُنت مُتحكمِاً فِى ذاتك وَنَفْسَكَ تجلِس على قمة العالمْ ، وَيقول مُعلّمِنا بولس الرسول [ إِنْ كان لنا قوت وَكِسوة فلنكتفِ بِهُما ] ،وَلكِن الإِنسان بقى وَغروره وَ غرور العالمْ وَ المادّيات وَ المظاهِروَإِحنا دلوقتِى فِى عصر المظاهِر وَ الحِكاية عمّالة تزيد حيثُ إِنّنا فِى عصر المظاهِر لابُد أنْ تكون إِنسان مُتحكِمْ فِى الأشياء وليست الأشياء هى المُتحكِمة فيك[ القليل الذّى للصدّيق خير مِنْ ثروة أشرار كثيرين ] سوف أقرأ لكُم جُزء مِنْ رِسالة بولس الرسول الأولى لِتلميذه تيموثاوس كى توضِح لك علاقتك بالمادّة الإِصحاح 6 عدد 6 :[ وَأمّا التَّقوى مع القناعة فهى تِجارة عظيمة لأِنّنا لَمْ ندْخُلِ العالم بِشىءٍ ، وواضِح أنّنا لاَ نقدِر أنْ نخرُج مِنهُ بِشىءٍ فإِنْ كان لنا قُوت وَكِسوة ، فلنكتفِ بِهُما وَأمّا الذّين يُريدون أنْ يكونوا أغنياء ، فيسقُطون فِى تجرِبةٍ وَفخّ وَشهواتٍ كثيرةٍ غبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ ، تُغرَّقُ النَّاس فِى العطب وَالهلاك لأنَّ محبّة المال أصل لِكُلَّ الشرُّور ، الذّى إِذِ إِبتغاهُ قوم ضَلُّوا عَنِ الإِيمانِ ، وَطَعَنُوا أنْفُسهُمْ بِأوجَاعٍ كثيرةٍ وَأمّا أنتَ يَا إِنسانَ الله فاهرُب مِنْ هذَا وَاتبعِ البِرَّ وَ التَّقْوَى أَوْصِ الأغنياءَ فِى الدَّهْرِ الحاضِرِ أنْ لاَ يستكبِرُوا ، وَلاَ يُلقُوا رَجاءَهُمْ على غير يقينيَّةِ الغِنَى ، بلْ على الله الحىّ الذّى يمنحنا كُلَّ شىءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتٌّعِ] فلتكُنْ نَفْسَكَ مليئة وَهى التّى تدوس وَتكونْ إِنسان ساعٍ لمجد الأبديّة ، ربِنا يسوع المسيح الذّى دعانا لملكوته الأبدىِ قادِر أنْ يحفظ حياتِنا فِى هذا العالمْ غير عاثِرين يحفظنا فِى تقّوى وَعفاف ، يحفظنا مِنْ كُلَّ شِباك عدو الخير ، يحفظنا بِلاَ هم لأنّهُ مكتوب[ كونوا بِلاَ هم ] ربِنا يسنِد كُلَّ ضعف فينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين0
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
21 يوليو 2024
الأعظم فى ملكوت السماوات
إنجيل هذا الصباح المُبارك يا أحبائى هو فصل من معلمنا متى إصحاح 18 يقول لنا أنّ تلاميذ يسوع المسيح بيسألوا يسوع سؤال شاغلهم جداً يريدون أن يعرفوا من هو الأعظم فى ملكوت السماوات ؟!! وماهى معاييرك ؟! وحدّد وقل فلان وفلان نريدك أن تبسّط لنا الأمور بالطبع هم منتظرين أن يسمعوا كلام ويروا صفات معينّة فوجدوا إن ربنا يسوع عمل موقف تعجبّوا من فهو دعى طفل وأوقفه فى وسط الجموع كلها طفل عنده 3 أو 4 سنين وقال" إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات " أجابهم إجابة سهلة جداً وصعبة جداً فيها لون من ألوان إستخدام وسائل الإيضاح وليست إجابة نظرية فهو أعطاهم درس عملى وهو أن ترجعوا وتصيروا أطفال لذلك يا أحبائى نستطيع أن نقول إن حياتنا كلها هى جهاد من أجل الرجوع إلى حالة الطفولة ، فنحن غير منتظرين أن نكتسب أمور جديدة ولكن حياتنا هى الرجوع إلى الحالة التى خُلقنا عليها صورة الطفل الذى لم يتلّوث بطبيعة العالم أريد أن أتكلّم معكم فى ثلاث نقط :-
1- الطفولة الروحية :-
الطفولة الروحية ياأحبائى تجعل الإنسان يشعر أنّه بسيط بساطة الأطفال تأّملوا يا أحبائى فى طفل صغير تجدوا عنده بساطة ونظرة بسيطة للأموروعنده محبة صادقة وإتضاع وإيمان للأسف كلّما كبر الإنسان كلّما فقد صورة طفولته كلّما بعد عن الطريق الصحيح الإنسان الواعى هو الذى يحاول أن يكون طفل وأن يرجع إلى الصورة التى خلقه ربنا عليها من الأمور الجميلة التى نتدرب عليها وهى أكيد إن كل واحد منّا محتفظ بصورته وهو طفل فإنظر للصورة وإعرف ما فقدته فأحد القديسين يقول : " حدّد فىّ صورة ملامحك " ، الصورة التى تلّوثت بأفعال كثيرة بالخطايا وبالشرور محتاجة أن تتجدّد فأحد القديسين يقول : " أصلح فىّ ما قد أفسدته " جهادنا على الأرض ياأحبائى هو أن نقترب إلى صورة الطفولة محتاجين جداً أن نرجع ونكون أطفال كم أنّ الإنسان عندما ينظر إلى نفسه يحزن على الأمور التى أفسدناها فالطهارة فسدت والبساطة فسدت نحن محتاجين لجهاد كبير جداً حتى نصل إلى حالة الطفل الذى لا يبالى بعثرات ولا يبالى بمناظر شريرة بولس الرسول يقول " كونوا أطفالاً فى الشر " ، أريدك أن لا يكون عندك جراءة ولا إقدام فى الشر لذلك شرط ربح الملكوت هو أن نكون أولاد فى الشر ونرجع إلى الطفولة أقبل الملكوت كولد0أقبل الملكوت كطفل0لدرجة عندما أحبّوا أن يُعطوا علامة كميلاد يسوع المسيح وهو" تجدون طفلاً مُقمطاً "فعلامة أن نتلاقى معه هى أن نراه كطفل الطفل عنده هدوء عنده سلام ولا يوجد عنده صراعات ولذلك تجدوا فى زى الرهبان والراهبات فى القلاسوة يوجد فيها شريطة تُربط وهى مثل شريطة الأطفال لأنّه يريد أن يقول لك وأنت راهب أنت بتلبس مثل الأطفال أنت بترجع إلى سذاجة الأطفال " إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال فلن تدخلوا ملكوت السماوات " كم أنّ يااحبائى العالم لوثّ داخلنا جداً ولوثّ ذهننا ولوثّ ملامحنا ففى هذه الأيام الذى تقول له كلمة يفكّر فيها بمئة طريقة ولو حدث موقف من سنين الإنسان يتذكّره و لا ينساه إنظر لطفل بيبكى تجده بعد لحظات بيضحك بعد أن كان بيبكى بطريقة شديدة جداً نريد أن نتكلّم فى بعض صفات الأطفال
2- صفات الطفولة :-
أ- الإيمان والتسليم
نجد الطفل الصغير يعيش فى إيمان فى ثقة لا توجد عنده أى زعزعة ولا يوجد عنده شكوك فإن كان أبوه يشعر بخطر فهو لا يكون عنده إحساس بخطرلو قلت له عن أمر يفوق الخيال تجده يصدّقه هو بيستلم منّا بدون نقاش الإنسان ياأحبائى محتاج أن يصل إلى هذه القامة الطفولة هى قامة روحية عالية الإنسان محتاج أن يرجع لها فلو معرفتنا زادت جداً وفقدنا طفولتنا فستكون معرفتنا ليس لها فائدة فكثيراً معرفتنا بتحجز عنّا الطفولة البريئة فتقول لو أنا عشت بالطفولة هذه فإنّ الناس ستهزأ بى أقول لك أنّ النعمة تُعطى مع كل فضيلة فإنّ الله سيعطيك نعمة أزيد وأزيد وسيعطيك مع طفولتك إفراز وحكمة فنجد ربنا يقول لإبراهيم " إبراهيم إبراهيم إترك أهلك وعشيرتك وبيتك وإذهب إلى الأرض التى أُريك إياها " فأطاع فهو طفل مُطيع لأبيه ولكن لو أبونا إبراهيم فكّر بعقلة وبشيخوخته فإّنه كان سيقول كيف أترك أرضى وأهلى ولكنّه أطاع بولس الرسول يقول " شكراً لله لأنكم أطعتم من القلب صورة التعليم " فأطاوع بطفولة أطاوع بدون نقاش فالإنجيل يقول أحب الأعداء لا أُناقش بل أطاوع فعندما أعطى ربنا وعد لأبونا إبراهيم بأبن فى شيخوخته فإنّه صدّق الوعد فأين شيخوختك يا أبونا إبراهيم وأين خبرتك فى الحياة فإنّه يقول أنا سألقى شيخوختى وخبرتى جنباً ونجد الله يقول له " أنا سأرجع بك إلى زمن الحياة " فكيف سترجع به ياالله إلى زمن الحياة ؟ ولكن أبونا إبراهيم صدّق وبعد ذلك يقول له ربنا يا إبراهيم هات إبنك الذى أعطيته لك فيطيع فلابد أن تكون طفل فالإنسان الذى عنده طفولة يكون عنده تصديق وعنده وعى فهل تعرفوا يا أحبائى لماذا الله حاجز مسئوليته عننا ؟! لأننا نسير بحسب هوانا نسير بتفكيرنا ولكن لو طفل مسلّم لأبوه فإنّه يترك لأبيه ما يفعله ولا يقول له لا تفعل كذا ولكن عندما نصرّ على رأينا فإننا بذلك بنعطّل إعلان مسئولية ربنا عن أنفسنا لأننا نقول له أنا سأفعل وسأفعل وأسير بإرادتى فالطفولة الروحية هى مجد للمشيئة الشخصية فأقول له يارب أنا لا أريد أن أسير بإرادتى ونجد ربنا يقول لموسى إضرب البحر بالعصا فسينشق معقول واحد إن موسى لو ضرب البحر بالعصا فإنّه سينشق ولكن موسى أطاع كطفل وصدّق وضرب البحر بالعصا فإنفتح له فيه مسلك فالإنسان محتاج أن يعيش فى إيمان الطفولة فى روسيا فى زمن من الزمان كان لا يوجد فيها إيمان بالله إطلاقاً وكان يوجد ثلاث أطفال مسيحيين فى فصل فى المدرسة فكان باقى الأطفال يهزأون بهم ويسخرون بهم ويقولوا لهم هل يوجد شىء إسمه ربنا !! فالثلاث أطفال حزنوا جداً فدخل المُدّرس وسألهم ما بالكم حزانى هكذا فقالوا له إنّ أصدقائهم يقولون لهم أنّه لا يوجد إله فقال لهم وهذا صحيح فإنّه لا يوجد إله فحزن الأطفال فقال لهم إثبتوا إن فى إله ! فالثلاث أطفال سجدوا وواحد منهم صرخ وقال أيها الطفل يسوع تعال وأخذ ينادى ويقول هكذا أيها الطفل يسوع تعال ففجأة أبرق نور وأستمر النور فى الفصل لمدة نصف ساعة حتى يصدّق الأطفال بوجود الله فهو إيمان أطفال إيمان بسيط عديم الغش أو الشك القديس العظيم الأنبا أبرآم أسقف الفيوم أتوا إليه ثلاث أشخاص وقالوا له إن أبوهم مات فأعطاهم فلوس المستشفى التى كان يُعالج فيها وفلوس الشادر وأعطاهم كل إحتياجاتهم وأخذوا مبلغ كبير وخرجوا ووصلوا البيت فوجدوا أبوهم قد مات فعلاً فقالوا نحن أخطأنا وحزنوا فالقديس الأنبا أبرآم صدّقهم ببساطة وتعاطف معهم ولذلك فأنت لا تحزن إن ظلمك أحداً بل سلّم لمن يقضى بعدل لأنّه يوجد إله هو الذى قال :" لى النقمة أنا أجازى يقول الرب " وكما يقول الحكيم فى سفر الجامعة أنّ : " فوق العالى عالى وفوقهما أعلى يُلاحظ "،يوجد واحد عالى يُلاحظ بولس الرسول يقول : " أخشى أنّه كما خدعت الحية حواء أن تُفسد أذهانكم عن البساطة فى المسيح يسوع " حواء الحية خدعتها وأفسدت بساطتها نخاف جداً يا أحبائى على أنفسنا لئلاّ البساطة والإيمان البسيط الذى عندنا نفقده0
ب- التسليم
نتكلّم فى نقطة أخرى وفى قامة مرتفعة جداً وهى قامة التسليم الطفل عنده تسليم عجيب جداً تأخذه أمه فى أى مكان فإنّه لا يُناقش لا يخاف من أى مكان فيه خطر وهو فى حضن أمه يكون فرحان وإن كانت أمه حزينة الطفل يعيش فى تسليم فوق العقل محتاجين أن نعيش كأطفال فلا يكون عندى أى لون من ألوان القلق ولا أجلس أفكّر بعقلى ولا أخاف ولا أتردد وأعيش فى تسليم الطفل ولا يكون عندى أى نوع من الخوف من أى ظرف توجد قصة تحكى عن أنّه كانت توجد سفينة فى البحر فهاجت الأمواج وإشتدت الرياح وكادت السفينة تغرق فكان الناس الموجودين فى السفينة خائفين جداً وفى وسط هذه الظروف كانت توجد طفلة بتلعب فإنتهرها الناس وقالوا لها أنتِ تلعبين فنحن سنغرق فأجابتهم الطفلة بكل هدوء إنّ قائد السفينة هو بابا وأنا ركبت معه كثيراً وبابا بحّار ماهرفأنا لا أخاف وأنتم لا تخافوافأنشأت سلام وتسليم فى كل المركب
نحن محتاجين ياأحبائى أن نثق فى أبانا السماوى نحن ياأحبائى أبونا هو ضابط الكل هو الذى يُخرج الشمس فى ميعاد هو ضابط أعماق البحارمحتاجين أن نعيش فى قامة الطفولة فى التسليم إسحق قبل أن يُربط لكى يُقدّم كذبيحة فالذى يعيش فى قامة الأطفال يكون عظيم فى ملكوت السماوات الأمر محتاج منّا جهاد كبير وأن نبكى على أنفسنا ونحزن على كل شىء فسد بداخلنا ربنا خلقنا أن نكون بلا لوم وعلى صورته فنحن مخلوقين من أجل أن نسبحّه " من أفواه الأطفال هيأّت سُبحاً " وربنا يسمعها لأنها صاعدة ببساطة وبلا رياء0
ج- إتضاع الطفولة
لا تجد طفل عنده سنتين أو ثلاثة أو أربعة ويكون مُتكبّربعد ذلك يقول أنا مين وأنا عندى وفلان لا يوجد عنده لكن لو قبل ذلك حتى ولو كان إبن ملك فإنّه يلعب مع إبن غفير ولا تجده يطلب أن يلبس ذهب أو يطلب ملابس مُعينّة فهو طفل صغير تلّبسه أمه تلّبسه ، تخلع الملابس تخلعها ، فلا يوجد عنده إعتراض ولا نقاش لانجد عنده تعال أو غرور أو عظمة فنحن كثيراً ما نفسد أمور كثيرة فينا فنحن محتاجين أن نلغى كل هذا الإفساد ونقول له يارب علّمنى أن أسلك كطفل فالطفل أكبر شىء يحلم به هو اللعبة أحلام بسيطة جداً الطفل لا يعرف أن يعتدّ بذاته ولا يحتدّ ولو أُهين يصفح ولو أدخلت الطفل فى أى مكان فإنّه لا يطلب أن يُغيّره ولذلك المسيح يريدنا أن نسلك كأطفال ولذلك نقول له يارب " نحن لا نعلم ماذا نفعل ولكن نحوك أعيننا " الطفولة تحتاج جهاد طويل تحتاج صلوات كثيرة تحتاج نقاوة تحتاج تعب تحتاج مقاومة للغرور والعظمة تحتاج بإستمرار انّ الإنسان يتابع نفسه التمتّع بالملكوت ياأحبائى سوف لا يأتى إلاّ بالطفولة يقولوا عن الأنبا موسى الأسود أنهم حبّوا أن يرسموه كاهن فأخذوه للبطريركية وقالوا له نحن إختارناه ليكون كاهناً فوقف أمام البطريرك يرسمه وحوله آلاف الرهبان فقال لهم البطريرك ما هذا الأسود ؟ وطرده ، فعندما خرج خارجاً سمعوه يقول لنفسه ( حسناً ما فعلوا بك يا أسود اللون ) ، وأخذ يوبّخ نفسه فخرجوا إليه ورجع معهم فهو طفل يقولوا له إذهب يذهب تعال يأتى كثيراً ما نجد الإنسان يصّر على موقفه ويكون عنده إعتداد بذاته ربنا يسوع المسيح الذى دعانا أن نكون أطفال يثبّت فينا روح الطفولة ويُجدّد صورة الطفولة فينا ربنا يسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً امين0
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد