المقالات

14 يناير 2020

تجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء

قال الملاك للعذراء "ها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسميه يسوع هذا يكون عظيماً وابن العلى يدعى ويعطيه الرب الإله كرسى داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله(1) وجاء فى إنجيل متى "وجدت حبلى من الروح القدس لأن الذى حبل به فيها هو من الروح القدس هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا"(2). ومن هذه الآيات يتضح الآتى: 1 ان المولود هو "ابن العلى"، "المالك إلى الأبد"، "الذى ليس لملكة نهاية". 2 انه القدوس "ابن الله". 3 ان الحمل والميلاد تما بقوة الروح القدس وبدون زرع بشر. 4 ان قوة الله العلى ظللت العذراء والروح القدس نفسه حل عليها. 5 ان المولود هو من العذراء نفسها "المولود منك" بمعنى إنه نما كأي جنين فى بطن أمه، وتغذى على طعامها، اخذ ناسوته بالكامل منها معنى هذا ان هذا المولود او الجنين الذى كان فى بطن العذراء هو القدوس، ابن الله العلى، الملك السرمدى، اى إنه الإله الحق(3) "الذى فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً"(4) وانه أتخذ ناسوته من العذراء، كما ان اللاهوت والناسوت اتحدا فى أحشائها حتى دعاها آباء الكنيسة بالمعمل الذى تم فيه اتحاد اللاهوت بالناسوت قال القديس أثناسيوس الرسولى "لذلك وهو نازل إلينا صاغ لنفسه جسداً من عذراء لكى يقدم للجميع برهاناً قوياً على لاهوته بأعتبار ان من صاغ هذا الجسد هو أيضاً مكون سائر الأشياء، لأنه من ذا الذى يرى جسداً يخرج من عذراء وحدها ولا يدرك ان من ظهر فى الجسد لابد ان يكون هو صانع ورب باقى الأجساد أيضاً"(5) قال الأب بروكلس، بطريرك القسطنطينية (429م) (القديسة مريم هى معمل اتحاد الطبائع هى الحجال الذى فيه خطب "الكلمة"، "الجسد"(6) وقال القديس كيرلس الكبير "السلام لمريم الثيئوتوكس (والدة الإله) الكنز الثمين الذى وجه العالم، المصباح غبر المنطفىء قط، تاج البتولية قضيب الأرثوذوكسية، الهيكل غير المفهوم، الموضع الذى احتوى غير المحوى الأم الباقة عذراء"وجاء فى قداس القديس باسيليوس عند الروم "صارت بطنك له عرشاً وجسدك احتواه باتساعه الذى يفوق السماء"وجاء فى ثيئوتوكية الأحد "وانت أيضاً يا مريم حملت فى بطنك غير المنظور كلمة الأب" لذا دعيت العذراء بوالدة الإله، المجمرة الذهب، السماء الثانية الجسدانية،الخ كما لقبت بخيمة الأجتماع، قدس أقداس خيمة الاجتماع، لانه كما حل الرب على الخيمة "وان السحابة حلت عليها وبهاء الرب ملأ المسكن"(7). هكذا أيضاً حل الرب فى بطن العذراء تسعة اشهر جاء فى ثيئوتوكية الأحد "المباركة فى النساء القبة الثانية التى تدعى قدس الأقداس، وفيها لوحا العهد" فكلمة "يظللك" التى استخدمها الملاك فى قوله "الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك"(8)، فى اليونانية "epeskiazen" إبيسكيازين هى نفس الكلمة التى استخدمها الوحى فى "سكن" الرب فى خيمة الاجتماع، فى الترجمة السبعينية، وهى ترادف "شكن" اى يسكن فى العبرية، اى ان قوة الله التى ظللت العذراء هى نفس القوة التى سكنت فى خيمة الاجتماع، لذا قالت ثيئوتوكية الأحد "من يقدر أن ينطق بكرامة القبة التى صنعها موسى على جبل سيناء؟ شبهوك بها يا مريم، القبة الحقيقية التى دخلها الله" كما لقبت بتابوت العهد، وقسط المن لان المسيح هو المن العقلى والمنارة الذهبية لأنها حملت نور العالم، وعصا هارون التى أفرخت لأنها حملت المخلص بدون زرع بشر. كما لقبت أيضاً بالسلم الذى رآه يعقوب فى حلمه موصلاً بين السماء والأرض والرب وأقف عليه وملائكه الله يصعدون وينزلون عليه(9). لأنها حملت الوسيط بين الله والناس جاء فى ثيئوتوكيه الخميس "أنت هى السلم الذى رآه يعقوب، ثابت على الأرض، ومرتفع إلى السماء وهذه الألقاب وغيرها تبين:- أولاً: ما نالته العذراء من كرامة وتطويب، كما قالت هى نفسها "هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنى"(10). وثانياً: أن الأحشاء التى تجسد منها كلمه الله الأزلى، الله معنا، الله الذى ظهر فى الجسد، الآله الحقيقى، القدوس ابن العلى، الذى شابهنا فى كل شئ ما خلا الخطية وحدها، لا يمكن أن تحمل أولاد آخرين حاملين خطيئة آدم، ولا يمكن أن تتدنس بالشهوات الجسديه، لا يمكن أن تبدأ بالروح وتكمل بالجسد، لا يمكن أن مسكن الله يصبح مسكناً لإنسان، لما ظهر لموسى فى العليقة لمدة دقائق قليلة تقدست العليقة التى ظهر من خلالها الرب، بل وتقدست الأرض التى كانت فيها العليقة حتى أن الله لما رأى موسى متقدم إلى العليقة "فقال لا تقرب إلى هنا، أخلع حذاءك من رجليك لأن الموضع الذى أنت واقف عليه ارضاً مقدسة"(11)، "ولما رأى يعقوب فى حلمه السلم المنصوبة بين السماء والأرض خاف وقال ما أرهب هذا المكان. ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء"(12) ولما حل بهاء الرب والسحابة على خيمة الإجتماع "لم يقدر موسى أن يدخل خيمة الإجتماع، لأن السحابة حلت عليها وبهاء الرب ملأ المسكن(13)، فكم وكم تكون العذراء التى حملت القدوس فى أحشائها تسعة أشهر حتى أنها صارت سماء ثانية جسدانية؟؟!! جاء فى ثيئوتوكية الأحد "وأنت أيضاً يا مريم الوف الوف وربوات ربوات يظللون عليك، مسبحين خالقهم، وهو فى بطنك هذا الذى أخذ شبهنا". موسى لم يستطع أن يتقدم إلى العليقة إلا بعد خلع حذاءه وتقدم بخشوع إلى العليقة قال القديس يوحنا الدمشقى: "العليقة المشتعلة بالنار كانت رمزاً ورسماً للعذراء مريم أم الله، وحينما أراد موسى الاقتراب منها نداه الله لكى يخلع نعليه لأن الأرض التى كان واقفاً عليها أرضاً مقدسة بحلول الله فكم وكم تكون مقدسة صورته مع أمه العذراء"؟ويعقوب قال عن المكان الذى رأى فيه حلم السلم المنصوبة بين السماء والأرض أما أرهب هذا المكان" "واسماه بين الله" جاء فى ثيئوتوكية الثلاثاء "أنت هى السلم الذى رآه يعقوب، ثابت على الأرض، ومرتفع فى السماء". وموسى أيضاً لم يستطع دخول خيمة الإجتماع لأن بهاء الرب كان حالاً فيها فكم وكم العذراء القديسة التى حملت القدوس تسعة أشهر؟؟!!هل يعقل أن الأرض تتقدس بحلول الرب عليها والجماد يصبح قدس أقداس للرب، والعذراء التى قال لها الملاك "الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك. وتلد القدوس أن لا تتقدس أو أن تكون قداستها مؤقتة؟ قال القديس ساويرس الأنطاكى حينما أريد أن أنظر إلى العذراء والده الإله وتجول فقط فى خاطرى الأفكار المتعلقة بها فمنذ أول بادره يبدو لى أن صوته من جهة الله يأتى صارخاً بقوة فى أذنى ينبئنى "لا تقرب إلى هنا أخلع حذاءك من رجليك لأن الموضع الذى أنت واقف عليه أرضاً مقدسة"(14) فى الواقع يجب أن نتخلص من كل تصور جسدى منحل مثلما نخلع الحذاء من أرجلنا حينما نحاول أن نصعد بروحنا إلى التأمل فى أحد الأشياء الإلهية، فأى موضوع لاهوتى يمكن تأمله، أجل شأناً من والده الإله واية موضوعات تعلو عليه؟ أن الاقتراب منها هو الاقتراب من المكان المقدس أو هو بلوغ السماء، كانت فعلاً تنتمى إلى الأرض لأنها كانت تشترك مع الانسانية بطبيعتها وكانت بشراً مثلنا إلا أنها كانت نقية طاهرة من كل دنس وأثمرت فى أحشائها ذاتها كما من السماء الإله المتجسد، حملت وولدت بطريقة الهية تماماً ليس أنها أعطت المولود الطبيعة الالهية لأن هذه كانت له قبل كل بدء وقبل كل الدهور ولكنها أعطته الطبيعة البشرية بدون استحالة وذلك من ذاتها ومن الحلول السرى الذى لا ينطق به للروح القدس. وإذا كانت تريد أن تعرف كيف كان ذلك قالت تجد ابحاثك متوقفة بختم البتولية الذى لم ينقضه هذا الميلاد وما يكون مختوماً بغير محسوس تماماً هذا يبقى سراً ولا يمكن أن نتكلم عنه لذلك يصرخ شخص كيعقوب عجباً فيقول "ما أرهب هذا المكان ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء(15). القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد عن التجسد الإلهى و دوام بتولية العذراء
المزيد
13 يناير 2020

يوسف البار

اختارت العنايه الإلهية والنعمة الغنية يوسف النجار لمهمة لا تقل كثيراً عن مهمة رسل المسيح، فقد كانت مهمته جليلة، فقد اختير لخطوبة العذراء ليعيشا معاً حياة العفة والبتولية، اختير ليرعى العذراء وهى حامل بالقدوس ابن الله، فرأى ما اشتهت الانبياء والرسل ان يروا وسمع ما اشتهوا ان يسمعوه ولم يسمعوا فطوبى لك يا يوسف لأن عينك ابصرت من لم تبصره عين من قبل واذنيك سمعت مل لم تسمعه اذن من قبل، ويديك لمست من لم تلمسه يداً من قبل ان اختيار يوسف لهذه المهمة جعله يتحدث مع الملائكة بل لنق ان الملائكة جاءت لتتحدث أليه هى، لتزيل عنه شكه فى حمل العذراء، ولتكلفة بعد ذلك بالهرب إلى مصر والعودة منها قام يوسف بدور هام فى تاريخ البشرية، فدوره فى تاريخ الفداء لا يقل عن دور أحد الرسل الذين بشرونا بالسيد المسيح، اختارته العناية الإلهية لهذا الدور لأنها رأت فيه "إناء مختار" ليحمل هذه المهمة. العناية التى اختارت شاول الطرسوسى وجعلته بولس الرسول ورأت فيه اناء مختاراً "هذا لى أناء مختار ليحمل اسمى أمام أمم وملوك بنى إسرائيل لأنى سأريه كم ينبغى ان يتألم من اجل أسمى"(1). اختارت أيضاً يوسف النجار ليقوم بهذه المهمة الجليلة ويهرب بالطفل إلى مصر ويظل مطارداً بالطفل وأمه ما يقرب من اربع سنوات والكتاب يصفه انه "بار". كان يوسف رجلاً باراً لذلك(2) استحق ان يكون اباً للمسيح بالتبنى او اباه الاعتبارى، ان يوسف لم يتبنى الطفل الإلهى وانما العناية الإلهية هى التى شاءت ذلك. وظهر أمام بنى إسرائيل انه آبو السيد المسيح "وكان أبواه (يقصد يوسف النجار والعذراء) "يذهبان" إلى اورشليم.. " وقالت له أمه هوذا أبوك وانا كنا نطلبانك"(3) "وهو على ما كان يظن ابن يوسف"(4) أليس هذا ابن النجار"(5) "يسوع ابن يوسف"(6). "أليس هذا هو يسوع ابن يوسف"(7). ومن علامة بر يوسف الذى جعلت الكتاب يقول عنه "فيوسف رجلها إذا كان باراً"(8) إنه لما رأى العذراء حبلى ولم يكن قد عرف بقصة الحمل الإلهى وساوره الشك لم يشأ ان يفضحها ويعرضها لعقوبة الرجم، علماً بأنه كان على اليهودى الغيور أن يطبق نصوص الشريعة(9) ولكن يوسف نتيجة لبره تصرف تصرف متسامح أعلى من مجرد ان يطبق حرفية الشريعة، لقد طبق ما لم يقدر عليه مجرد يهودى غيور على دينه ومما يدل على قوة إيمان هذا الرجل الذى وصفه الكتاب ب "البار" انه صدق كلام الملاك حالاً، بلا شك، وبدون سؤال لقد صار فى هذا أعظم من سارة التى ضحكت لما اعلن العلى لزوجها بميلاد اسحق(10) وأعظم من زكريا الكاهن الذى شك فى كلام الملاك له عن الحبل بميلاد يوحن المعمدان(11). كان يوسف النجار رجلاً باراً حافظ على العذراء وصدق كلام الملاك، ونفذ الأوامر الإلهيه بلا شك ولا جدال، بل بإيمان عميق فكان للعذراء رفيقاً فترة الحمل بالطفل الإلهى وفترة الميلاد والطفولة فتكلم مع ملائكة وسعد بقصة الرعاة الذين بشرتهم الملائكة بميلاد مخلص العالم، وشاهد المجوس الذين أتوا للسجود للطفل الإلهى وتقديم هداياهم له وكان رفيقاً للعذراء والطفل الإلهى فى رحلة الهروب إلى مصر، أنه كان قائد رحلة الهروب والعودة لأنه هو الذى كان يتلقى التعليمات من الملاك كما كان ربيباً للطفل فى الناصره هذا هو يوسف البار الذى اختارته العناية الإلهيه لهذه المهمة المقدسة، فهل يعقل أن هذا الرجل البار الذى عاصر هذه الأحداث والإعلانات الإلهية ان يفكر فى معاشرة العذراء معاشرة ازواج بعد كل هذا الذى عاشه وشاهده وسمعه؟؟؟؟!!! القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد عن التجسد الإلهى و دوام بتولية العذراء
المزيد
11 يناير 2020

المرأه ... العذراء

1 كلمة امرأة ومريم العذراء: كلمة امرأة فى كل اللغات وخاصة اللغة العبرية واللغة اليونانية اللذان كتب بهما الكتاب المقدس واللغة العربية التى ترجم إليها أيضاً الكتاب المقدس تعني بشكل عام "أنثى" سواء كانت عذراء او متزوجة، أى تعنى جنس المرأة مقارنه بالرجل، ففى اللغة العبرية المرأة هى "أيضاَ Isis والرجل هو "ايص is " سواء قبل الزواج او بعده وكذلك فى اللغة اليونانية المرأة هى "gene" سواء كانت أنثى آو زوجه لرجل، امرأة كجنس وعذراء أو امرأة متزوجه وعلى هذا الأساس دعيت حواء امرأة بعد خلقتها مباشرة وقبل أن يكون لها علاقة زوجية مع أدم "وبنى الرب الإله الضلع التى أخذها من أدم امرأة أحضرها إلى آدم. فقال آدم هذه... تدعى امرأة لأنها من امرأ أخذت"(1). ودعى العهد الجديد المنضمات للكنيسة من الإناث سواء كن عذارى أو متزوجات "النساء" "وكان مؤمنون ينضمون للرب اكثر جماهير من رجال ونساء"(2) وهكذا دعيت القديسة مريم "امرأة": أولاً: كأنثى بصفة عامة "مباركة أنت فى النساء". ثانياً: كزوجة ليوسف كما دعى يوسف رجلها "فقال الملاك ليوسف لا تخف آن تأخذ مريم امرأتك"(3). "فصعد يوسف ليمكث مع امرأته المخطوبة"(4) "ففعل كما آمره الملاك وأخذ امرأته"(5) "فيوسف رجلها.."(6). ثالثاً: لأنها المرأة الموعودة، حواء الجديدة، التى سيأتى من نسلها المسيح، حسب وعد الله القائل أن نسل المرأة سوف يسحق رأس الحية "واضع عداوه بينك (أى الحية) وبين المرأه وبين نسلك ونسلها وهو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه"(7) ولذلك قال الوحى عن تحقيق هذه ألنبؤه وميلاد المسيح من المرأة "ولما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأه"(8) أي ان حواء الأولى كانت سبب فى سقوط ادم فى التعدى والخطية وحواء الجديدة أنجبت النسل الموعود الذى صار أدم الثانى وأعاد البشرية إلى الفردوس(9) "لأنه كما فى أدم يموت الجميع هكذا فى المسيح سيحيا الجميع"(10) إذاً فلقب امرأة بالنسبة للعذراء مريم لا يقلل من شأنها، ولا ينفى دوام بتوليتها إنما يعطيها رفعه لأنها المرأة التى حبلت وولدت بالإله التجسد، عمانوئيل، نسل المرأة، الذى جاء فى ملء الزمان. 2 مالى ولك يا امرأة: فى عرس قانا الجليل دعيت العذراء مريم كما دعي السيد المسيح وتلاميذه لحضور هذا العرس ولما فرغت الخمر طلبت العذراء مريم من السيد المسيح، ابنها، التى كانت تعرف إمكانياته جيداً، فقد كانت تحفظ كل شىء يحدث له او منه منذ طفولته المبكرة فى قلبها(11) وقالت له موحيه بما يجب عليه عمله "ليس لهم خمر"(12). فقال لها "مالى ولك يا امرأة لم تأت ساعتى بعد"(13). وقد ظن بعض الهراطقه وغيرهم ان فى هذا القول تحقيراً للعذراء آو أبعاداً لها عن طريق الرب. ولكن هذا مستحيل فواضع الناموس لا يمكن ان يخالف شريعته، فهل يمكن أو يعقل أن يخالف الوصية القائلة "أكرم أباك وأمك"(14)، هل يخالف الناموس واضعه وهو القائل "لا تظنوا أنى جئت لأنقض بل لأكمل"(15) هل يمكن او يعقل ان يهين أمه وهو الذى قال عنه الكتاب "قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات"(16) والذى قال عنه الكتاب أيضاً أنه كان خاضعاً لأمه وأبيه الاعتبارى يوسف النجار "وكان خاضعاً لهما"(17) حاشا وكلا: لم يكن فى كلام الرب مع أمه العذراء المباركة أي تناقض مع احترامه وخضوعه لها حسب الوصية وهذا ما أعلنه الكتاب عنه انما السبب الحقيقى فى رده هذا هو قوله "لم تأتى ساعتى بعد"(18)، لم تأت ساعته بعد إعلان عمله المسيانى علناً، لم تأت ساعته بعد ليعرف العالم كل ما تعرفه وما لا تعرفه أمه المباركة عنه. لم تأت ساعته بعد لأن كل عمل كان يعمله لم يكن خاضعاً للصدفة او الظروف وإنما كل شيء معلوم لديه منذ الأزل "معلومة عند الرب منذ الأزل جميع أعماله" وهذا يتضح أيضاً من أقوال الكتاب الكثيرة فى هذا الشأن كقوله قبل العشاء الربانى: قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان(19) فجاءه صوت من السماء مجدت وامجد أيضاً(20) ولما اقتربت ساعة الصلب قال "قد آتت الساعة"(21) ومع ذلك كانت ثقة العذراء فى ولدها الإلهى غير محدود، لذا قالت للخدام "مهما قال لكم فافعلوه"(22) فاستجاب السيد له المجد لطلب أمه وأيضاً لإعلان مجده امام تلاميذه ليؤمنوا به. 3 يا أمرأه لقب تكريم: ومناده الرب يسوع لأمه العذراء المباركه بلقب "يا امرأة" فضلاً عن إنه لا يحمل أي معنى لإهانة او جفاء، كما يحمل معنى عظيم لأنها المرأة الموعودة بأن يأتى منها "نسل المرأة" فهو أيضاً فى ذلك العصر كان لقب تكريم بمعنى يا "سيده" ويدل على الإجلال والأحترام ففى الأدب اليونانى يخاطب "اوديسيوس" زوجته المحبوبه "بنلوب"بلقب "يا امرأة"(23) واغسطس قيصر خاطب كليوباترا ملكة مصر بنفس اللقب "يا امرأة" مما يدل على ما كان لهذا اللقب من تكريم واحترام. كما نادى الملاك على مريم المجدليه بنفس اللقب "يا امرأة"(24) وكذلك الرب يسوع أيضاً ناداها قائلاً "يا امرأة لماذا تبكين"(25) ولم يكن فى هذا أي تحقير او توبيخ لها وإنما إجلال واحترام. فالأولى زوجه محبوبه والثانية ملكة والثالثة غير متزوجه وهذا اللقب استخدمه أيضاً الرب وهو على الصليب، فى وقت كان يتحمل فيه كل الألام البشريه على الصليب، وكان يعانى سكرات الموت واحتجاب وجه الأب عنه، وسط آلامه الرهيبه، ومعركته الأخيرة وهو يصارع الشيطان لم يغب عنه ما تعانيه امه من حزن شديد، فقد جاز فى نفسها سيف كنبؤة سمعان الشيخ(26) ولم ينس واجبه كأبن، فسلمها لتلميذه الحبيب قائلاً "يا امرأة هوذا ابنك"(27) وهذا يدل على الحب الذى لا حد له لأمه، نسى آلامه وفكر فى آلام والدته، فناداها "يا امرأة" ولم يقل "يا أمى" لكى لا يزيد قلبها جرحاً كما قال اسحق لأبيه وهو يقدمه للذبح "يا أبى"(28) أسلمها لتلميذه، "الحبيب ولعنايته كما اعتنى بها من قبل يوسف النجار. وفى هذا دليل على ان العذراء لم يكن لها أولاد من يوسف. قال القديس اوغسطينوس فى تعليقه على لقب "امرأة" "فى الواقع حتى العذراء نفسها دعيت "امرأة" ليس لأنها فقدت بتوليتها ولكن لأن هذا التعبير هو المألوف فى لغة شعبها والرسول بولس نفسه يقول عن الرب "ولد من امرأة" وهذا لا يعنى تحطيم إيماننا الذى نعترف فيه انه "ولد من الروح القدس ومن مريم العذراء" لأنها كعذراء حبلت وكعذراء ولدت واستمرت عذراء، ولكن فى اللغة العبرانية تدعوا كل انثى امرأة، وها هو اوضح مثال لذلك، أول أنثى صنعها الله أخذ اياها من جنب الرجل هى أيضاً دعيت امرأة قبل ان ترقد مع رجل إذ ان ذلك حدث بعد خروجها من الفردوس لأن الكتاب يقول "وعملها الرب ...امرأة"(29). القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد عن التجسد الإلهى و دوام بتولية العذراء
المزيد
10 يناير 2020

لماذا خطبت القديسة مريم ليوسف النجار؟

هناك عدة اسئلة تطرح نفسها عن سبب خطبة العذراء ليوسف النجار إذا كانت القديسة مريم قد اختارت البتولية فلماذا خطبت ليوسف النجار؟ هل اتفق يوسف النجار مع العذراء أو كان فى نيتها الزواج الفعلى وإنجاب الأطفال؟ ماذا يعنى قول الملاك ليوسف "خذ الصبى وأمه واهرب إلى ارض مصر"(1)؟ والكتاب المقدس والتقليد يجيبان على هذه الأسئلة وغيرها بدقة ووضوح. 1 عذراء إلى الأبد:- تتضح نية القديسة مريم من عدم إعتزام الزواج الفعلى واعتزام البتولية كل ايام حياتها من موقفها عند بشارة الملاك لها بالحبل بالطفل الإلهى. فلما قال لها الملاك: "ها انت ستحبلين وتلدين أبنآ وتسمينه يسوع"(2) سألت هى الملاك فى دهشة واستغراب قائلة "كيف يكون لى هذا وانا لا أعرف رجلاً"(3)؟ وسؤال العذراء هذا يؤكد بما لا يدع مجالاً من الشك انها لم تفكر فى الزواج والإنجاب مطلقاً. فلو كانت قد اعتزمت الزواج من يوسف لما كانت قد سألت الملاك هذا السؤال على الإطلاق بل لأعتقدت أن هذا (الحبل) سيتم بعد الدخول الفعلى بيوسف خاصة وانها مخطوبة له. ولكن سؤالها يؤكد إنها لم تفكر فى الزواج والحبل مطلقاً. ومما يؤكد ذلك أن سؤالها للملاك يشبه أستفسار زكريا الكاهن عندما بشره الملاك بحبل زوجته وإنجابها ليوحنا المعمدان فقال "كيف اعلم هذا لأنى شيخ وإمرأتى متقدمة فى أيامها"(4) وكذلك إستغراب سارة وضحكها عندما بشر الرب ابراهيم بولادة اسحق "وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين فى الأيام. وقد انقطع ان يكون لسارة عادة كالنساء. فضحكت سارة فى باطنها قائلة أبعد فنائى يكون لى تنعيم وسيدى قد شاخ.. ضحكت سارة قائلة أفبالحقيقه ألد وانا قد شيخت"(5) زكريا استغرب واندهش من بشارة الملاك لأن زوجته كانت عاقراً كما إنهما قد شاخا وهناك استحالة حتى فى مجرد التفكير فى الإنجاب بحسب المقاييس البشرية وكذلك سارة. زكريا استفسر من الملاك عن كيفية حدوث ذلك غير مصدق وسارة ضحكت غير مصدقة والقديسة مريم اندهشت واستغربت "كيف يكون لى هذا وانا لست أعرف رجلاً"؟. زكريا وسارة لم يصدقا مطلقاً قبل البشارة انهما سينجبان وبعد البشارة شكا لأن الطبيعة تقول أن هذا محال والعذراء مريم استغربت حدوث الحبل والولادة لإنها نذرت البتولية، فكان المعجزة ان الشيوخ إبراهيم وسارة وزكريا واليصابات ينجبون اسحق ويوحنا والعذراء تحبل وتلد الإله المتجسد وتظل عذراء إلى الأبد. فأمنت العذراء على الفور قائلة: "هوذا أنا امة الرب ليكن لى كقولك"(6). قال القديس اغسطينوس"بالتأكيد ما كانت تنطق بهذا (كيف يكون لى هذا..) ولم يوجد نذر مسبق بأن تقدم بتوليتها لله وقد وضعت فى قلبها ان تحققه"(7) وقال ذهبى الفم "كيف يكون لى هذا وانا لا أعرف رجلآ، ليس شكاً بل أستفساراً وهو دليل على انها أعتزمت البتوليه"(8)وقال القديس امبروسيوس "لم ترفض مريم الإيمان بكلام الملاك ولا اعتذرت عن قبوله بل أبدت أستعدادها له، أما عبارة: "كيف يكون هذا"؟ فلا تنم عن الشك فى الأمر قط إنما تساؤل عن كيفية إتمام الأمر...لأنها تحاول ان تجد حلاً للقضية.. فمن حقها ان تعرف كيف تتم الولادة الإعجازية العجيبة"(9). 2 لماذا خبطت مريم ليوسف؟:- بشر الملاك مريم انها ستحبل بقوة الروح القدس وبدون زرع بشر وإنها ستلد القدوس، فماذا يقول عنها الناس عندما يجدونها حامل وهى غير متزوجة؟ والأجابة هى إنها ستتهم بالزنا وترجم حتى الموت، حسب الشريعة(10). أو ان يقوم الجنين بإعلان حقيقة الوهيته بقوات وعجائب كما سجد له المعمدان وهو جنين فى بطن أمه(11)، ولكن السر الإلهى، سر التجسد كان لابد يخفى عن الشيطان الذى لو علم به وتيقن منه لكان، على الأقل، قد حاول ان يفسر عمل الفداء ومن ثم يحاول تعطيله. لكن الشيطان لم يعلم هذه الحقيقة، حقيقة الحبل الإلهى إلا بعد القيامة وحلول الروح القدس قال القديس اغناطيوس"أما رئيس هذا العالم فقد جهل بتولية العذراء وايلاها وكذلك موت الرب"(12) ويرى العلامة اوريجانوس بأن وجود خطيب او رجل لمريم ينزع كل شك من جهتها عندما يظهر الحمل عليها"(13) قال القديس امبروسيوس عن خطبة العذراء ليوسف "ربما لكى لا يظن إنها زانية. ولقد وصفها الكتاب بصفتين فى أن واحد، انها زوجة وعذراء. فهى عذراء لأنها لم تعرف رجلاً، وزوجة تحفظ مما قد يشوب سمعتها، فأنتفاخ بطنها يشير إلى فقدان بتوليتها (فى نظر الناس). هذا وقد اختار الرب ان يشك فى نسبه الحقيقى عن ان يشكوا فى طهارة أمه لم يجد داعياً للكشف عن شخصه على حساب سمعة والدته(14)" ويضيف "هناك سببآ أخر لا يمكن اغفاله وهو ان رئيس هذا العالم لم يكتشف بتولية العذراء فهو إذا رأها مع رجلها، لم يشك فى المولود منها، وقد شاء الرب ان ينزع عن رئيس هذا العالم معرفته"(15) وقد ذكر القديس جيروم عدة اسباب لخطبة مريم ليوسف اولاً: لكى ينسب (المسيح) للقديس يوسف قريب القديسة مريم، فيظهر إنه المسيا الموعود به من نسل داود من سبط يهوذا. ثانياً: لكى لا تُرجم القديسة مريم طبقاً للشريعة الموسوية كزانية، فقد سلمها الرب للقديس البار الذى عرف بر خطيبته وأكد له الملاك سر حبلها بالمسيا المخلص ثالثاً: لكى تجد القديسة معها من يعزيها خاصة اثناء هروبها من مصر. قال ذهبى الفم "مع العلم ان عذراوية مريم كانت سرآ مخفيآ عن الشيطان مثل امر صلبه" قال الأنبا بولس البوشى "ذكر انها خطبت ليوسف لكى ما يخفى الرب تدبير التجسد عن الشيطان. لأن النبوه تذكر بأن العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعوا اسمه عمانوئيل. ولهذا كانت البشارة بعد خروج السيدة العذراء من الهيكل إلى بيت يوسف ليخفى سر الحبل فى ذلك"(18) قال العلامة يوحنا الدمشقى"ولما كان عدو خلاصنا يترصد العذارى لسبب نبؤة اشعياء القائل "ها العذراء... ". ولكن لكى يصطاد الحكماء بخدعتهم"(19) فلكى يخدع المتباهى دوماً بحكمته دفع الكهنة بالصبية للزواج من يوسف، وكان ذلك "كتاب جديد مختوم لمن يعرف الكتابة"(20). فأصبح الزواج حصناً للعذراء وخدعه لمترصد العذارى"(21) قال القديس أغريغوريوس الصانع العجائب "أرسل جبرائيل إلى عذراء مخطوبة لكنها لم تتحد معه، إنها مخطوبة ولكنها لم تمس. لماذا كانت مخطوبة؟ حتى لا يدرك الشرير (الشيطان) السر قبل الأوان فقد كان عارفاً ان الملك سيأتى من عذراء إذ سمع ما جاء فى اشعياء ... وكان يهتم ان يعرف العذراء ويتهمها بالعار، لهذا جاء الرب من عذراء مخطوبة حتى يفسد حيل الشيطان لأن المخطوبة مرتبطة بمن سيكون رجلها"(22). 3 كيف تمت خطبة العذراء مريم ليوسف؟:- وندرس هنا ثلاث نقط: 1 كيفية اتمام الخطبة والزواج فى بنى إسرائيل وقت ميلاد المسيح. 2 متى تمت خطبة العذراء مريم ليوسف. 3 هل كان يوسف النجار فتى أم شيخ؟ يقول التقليد والأباء ان الخطبة كانت تتم، حسب عادة اليهود، رسميآ أمام الكهنة، والشريعة تعتبر المخطوبة كالمتزوجة تمامآ عا العلاقات الزوجية، وتدعى زوجة وتصبح أرمله ان مات خطيبها وتتمتع بجميع الحقوق المالية إن مات خطيبها او طلقت منه، ولايمكن ان يتخلى عنها خطيبها إلا بكتاب الطلاق، كالزوجة تماماً، وإذا زنت تعتبر خائنة لزوجها وتعامل معاملة الخائنة وليس معاملة العذراء الغير مرتبطة برجل(23) ويروى التقليد ان العذراء مريم خطبت ليوسف رسمياً أًمام كهنة اليهود بعقد رسمى وكما يروى الكتاب والتقليد أيضاً فقد احتفظ بها فى بيته فى الناصره(24). فكانت فى نظر بنى إسرائيل خطيبته، وإمرأته، فهو رجلها، وقال له الملاك: "لا تخف ان تأخذ مريم أمرأتك"(25) قال ذهبى الفم "وهنا يدعوا الخطيبة زوجة كما تعود الكتاب ان يدعوا المخطوبين أزواج قبل الزواج، وماذا تعنى "تأخذ"؟ اى تحفظها فى بيتك لأنه بالنية قد أخرجها، احفظ هذه التى أخرجتها كما قد عهد بها إليك من قبل الله وليس من قبل والديها"(26) اما متى تمت خطبة العذراء مريم ليوسف، فهذا يتضح من الزمن المستخدم فى اللغة اليونانية فى قوله "كانت مريم مخطوبة ليوسف"(27) والذى يبين أن الخطبة كانت قد تمت حديثاً جداً وبما قبل ظهور الملاك لها بأيام قليلة جداً. وهذا مايبين قصد الله من خطبة العذراء ليوسف، فقد خطبت قبل الوقت المعين للبشارة بوقت قليل، لتصبح تحت حماية رجل، ولأنها نذرت بتوليته إلى الأبد فقد عاش معها يوسف النجار التى تجمع التقاليد على إنه كان شيخاً وعاش معها فى حالة قداسه كامله قال تاتيان عن علاقة يوسف بمريم العذراء "كان يسكن معها فى قداسة"(28) مما سبق يتضح ان ما تصوره بعض الأفلام الأوربية وماتدعيه بعض الطوائف المتطرفه عن صبا مريم ويوسف أو عن وجود نية للزواج بينهما لا أساس له من الصحة سواء عقلياً او تاريخياً او كتابياً. 4 خذ الصبى وأمة هناك نقطة هامة فى بحث العلاقة بين القديسة مريم ويوسف النجار وهى إننا لا نجد نصاً واحداً فى الكتاب خاصة بعد ميلاد الطفل الإلهى يشير او يشتم منه اى صله زواجية بين يوسف النجار والعذراء بل على العكس تماما فبعد الميلاد يخاطب الملاك يوسف ويقول له قم وخذ الصبي وأمة وأهرب إلى ارض مصر"(29) ومتى الإنجيلى يقول "فقام وأخذ الصبى وأمه"(30) ثم يخاطبه الملاك فى مصر أيضاَ قائلاً: "قم خذ الصبى وأمه واذهب إلى ارض إسرائيل.. فقام وأخذ الصبى وأمه وجاء إلى ارض إسرائيل"(31). الوحى يخاطبه بالقول "خذ الصبى وأمه" وليس الصبى وزوجتك، مما يدل ويؤكد انه لم يصبح زوجآ فعليآ بعد ميلاد الطفل الإلهى وانه لم يكن له اى صله زواجيه بها وإلا لكان قال له "خذ الصبى وزوجتك" وليس "الصبى وأمه". ولكن قول الملاك هذا وتأكيد الإنجيلى يؤكدان ان مهمة يوسف كخطيب وزوج قد نجحت فى حماية العذراء من الأتهام بالزنا كانت مهمة شرعية وظاهرية أمام الناس ولأخفاء سر التجسد والفداء عن الشيطان وليست علاقه زواجيه. بل ان ذلك يؤكد لا لبس فيه ولا غموض أن يوسف كان رجلاً باراً من تهمة الزنا وعقوبة الرجم فصار زوجاً لها على الورق وأمام بنى إسرائيل فقط، وأيضاً للهروب بالصبى وأمه إلى مصر ثم العودة إلى إسرائيل والسكن فى الناصرة وإعطاء الصبى اسم يوسف كأب أمام الناس بالإضافة إلى حرفة النجارة فقيل عنه"وهو (يسوع) على ما كان يظن ابن يوسف"(32). "يسوع ابن يوسف الذى من الناصرة"(33)"أليس هذا هو يسوع ابن يوسف الذى نحن عارفون بأبية وأمه"(34) "أليس هذا ابن النجار"(35) قال ذهبى الفم "وقال الملاك ليوسف "خذ الصبى وأمه" ولم يقل له "زوجتك" هذا الكلام بعد الولادة يثبت إنها لم تعد زوجه له بعد ولادة المسيح بل علاقتها مازالت مع المسيح وليست معه"(36) وقال القديس باسيليوس "ان المسيحيون لا يطيقون أن يسمعوا بزواج العذراء بعد ولادة السيد المسيح لأنه على خلاف ما تسلموه من آبائهم"(37). القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد عن التجسد الإلهى و دوام بتولية العذراء
المزيد
09 يناير 2020

النبؤة بميلاد المسيح من العذراء

جاء فى سفر نبؤة اشعياء النبى 14: 7 "ولكن يعطيكم السيد نفسه آيه ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعوا أسمه عمانوئيل". والآيه تركز على أربعة نقاط هامة: 1 آيه "يعطيكم السيد نفسه آيه". 2 العذراء..من هى؟ 3 العذراء تحبل وتلد ابناً. 4 المولود هو عمانوئيل. 1 الأيه والأية المقصودة فى هذا الفصل الإلهى أو المعجزة مزدوجة، فهى أولآ تعنى ان "عذراء" او "العذراء" ستحبل وتلد ومع ذلك تظل "عذراء" لأنه يتكلم عنها كعذراء سواء قبل الحبل أو اثناؤه او بعد الميلاد "ها العذراء تحبل وتلد" فالأيه تنص على ان العذراء ستحبل وان العذراء ستلد وبذلك تنص ضمنآ على أنه ستظل بعد الحبل والولادة عذراء ايضاً لأنه يدعوها "بالعذراء" معرفة بأداء التعريف. والأيه ليست معطاه من بشر أو بواسطة بشر ولكن معطاة من الله ذاته "ولكن السيد نفسه يعطيكم أيه"، السيد نفسه وليس مخلوق هو معطى الأيه. ولكن كيف تتم هذه الأيه؟ وهذا ما سألته العذراء مريم نفسها للملاك قائله "كيف يكون لى هذا وأنا لست اعرف رجلاً"؟(1) أى كيف أحبل وأنا عذراء وقد نذرت البتوليه وليس فى نيتى التراجع؟ ويجيب الملاك أن هذا الحبل لن يمس بتوليتك ولن يضطرك للتراجع عما نذرتيه وسوف تظلين بتول إلى الأبد. وأما عن الكيفيه فهذا عمل الله حده: "الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله"(2). الروح القدس هو الذى سيتولى هذه المهمه الآلهيه لأن المولود هو القدوس ذاته. وقوه الله هى التى تظللها أى تحل عليها، تسكن فيها، لذلك لن تحتاج إلى رجل، لن يكون المولود من زرع بشر لأنه القدوس، بل لابد أن يولد من عذراء بحلول الروح القدس على العذراء وكان برهان المعجزة، معجزة حبل العذراء هو حبل اليصابات العاقر المتقدمه فى الأيام وأمراه الشيخ(3) والتى لم تنجب فى شبابها ولكن أراد الرب أن تحبل وتنجب فى شيخوختها عبر هنا على قدرته التى ليست لها حدود. 2- العذراء وكلمه "العذراء" المستخدمه هنا فضلاً عن أنها تشير إلى دوام البتوليه كما قلنا – وكما سنبين فى الفصول التاليه – وجاءت فى اللفظ العبرى "عولما – Alma" ونعنى فتاه ناضجه، وهو مشتق من أصل بمعنى "ناضج جنسياً" كما يعنى عذراء كامله الأنوثه، كما تشير إلى أمرأه فى سن الزواج ولكن لم تلد أطفال ويرادفها فى اليونانيه (neanis) نيانيس – فتاه)(4). وقد تكررت هذه الكلمه سبع مرات فى الكتاب المقدس وكلها ترجمت بمعنى فتاه (أو عذراء) غير متزوجه وهى كالأتى:- جاء فى تك 23: 24،44 "فها أنا واقف على عين الماء وليكن أن الفتاه (عولما) التى تخرج هى المرأه التى عينها الرب لأبن سيدى"والفتاه المقصوره هنا هى التى ستكون عروس لأسحق، أى أنها عذراء غير متزوجه. وجاء فى نش 3: 1 "أسمك دهن مهراق لذلك أحبتك العذارى" والعذارى هنا جمع (عولما). وقع نش 8: 5 "احلفكن يا بنات أورشليم أن وجدتن حبيبى". وبنات هنا جمع (عولما) والمقصود عذارى فى مرحله الحب قبل الزواج. وقيل عن أخت موسى العذراء "فذهبت الفتاه ودعت أم الولد" خر8: 2 والفتاه هنا (عولما). وجاء فى ام 19: 30 "طريق رجل بفتاه". والفتاه هنا (عولما) والمقصود بها العروس التى احضرت توا(5) ولم يدخل بها العريس" أى ما زالت عذراء. وجاء فى مزمور 25: 68 عن ضاربات الدفوف اثناء التسبيح للرب "فى الوسط فتيات ضاربات الدفوف" والفتيات هنا جمع (عولنا) والمقصود بهن العذارى(6) او الفتيات غير المتزوجات. والكلمة السابعة هى ماجاء عن العذارء نفسها فى نبؤة أشعياء النبى. وهذا يدل على ان كلمة "عولما" المقصود بها فى اللغة العبرية على الأقل فى زمن الأيات المذكورة والتى يرجع تاريخ احداثها إلى سنة 1000 قبل الميلاد الفتاة العذراء غير المتزوجة ولكنها فى سن النضوج والزواج كرفقة عروس اسحق وعذارى سفر النشيد وأخت موسى العذراء التى لم تكن قد تزوجت بعد وعروس وعروس النشيد وضاربات الدفوف فى فريق التسبيح للرب وهناك لفظ عبرى أخر هو "بتول" وهو مشتق من لفظ عبرى بمعنى يفصل، وتعنى عذراء منفصلة لم تعرف رجلآ قط، ومرادفها باليونانية "بارثينوس thenospar(7) وقد اختار الوحى الكلمة الأولى "عولما" للعذراء مريم فى سفر اشعياء النبى للدلاله على انها كانت فتاة ناضجة وفى سن الزواج، كما إنها كانت ستكون تحت وصايا خطيب وذلك حسب الترتيب الإلهى لحمايتها عند الحمل والولادة ولكن الوحى أيضاً الهم مترجمى الترجمة السبعينية فترجموا كلمة "ها العذراء(عولما).." إلى "ها العذراء (بارثينوس).." اى ترجموها "بارثينوس" عذراء منفصله لم تعرف رجلآ قط ولم يترجمها "نيانيس" للدلاله على انها ستكون عذراء دائمآ ولن تعرف رجلآ قط لأن محتوى الأية يدل ويؤكد على هذا المعنى وأن الفتاة المقصودة وإن كانت ستكون ناضجة وتحت وصايا خطيب إلا إنها ستكون عذراء لم ولن تعرف رجلآ قط "بارثينوس" رغم خطبتها ليوسف. 3 العهد الجديد والعذراء وقد سار العهد الجديد على هذا النهج وأطلق على العذراء لقب "بارثينوس" واقتبس القديس متى فصل نبؤة اشعياء النبى وكتبها هكذا"هوذا العذراء (بارثينوس) تحبل وتلد"(9). وكذلك القديس لوقا لم يستخدم عن العذراء مريم سوى "العذراء بارثينوس""ارسل جبرائيل إلى عذراء (بارثينوس9 مخطوبة"(10) "وأسم العذراء (بارثينوس) مريم"(11) وهكذا أيضاً صار أباء الكنيسة داعين القديسة مريم بالعذراء "بارثينوس" والدائمة البتولية "إيبارثينوس" ومما يذكر يبطل زعم اليهود ومن تبعهم بقولهم لم يكتب فى نبؤة اشعياء "عذراء" بل كتب "فتاة" محاولين النيل من بتولية العذراء سواء قبل الحبل أو بعده وإلى جانب ماذكر يضيف القديس كيرلس أورشليمى براهين اخرى لتفنيد رأى اليهود ودحض حجتهم قائلاً "لكن اليهود يعارضوننا فى ذلك (ومقاومة الحق عادة قديمة عندهم) إذ يقولون إن لم تكتب "العذراء" بل الفتاة. فليكن، لنسايرهم، وهكذا سنجد الحقيقة، إذ فى وسعنا أن نسألهم: متى تصرخ الفتاة المغتصبة طالبة النجدة. قبل الأعتداء أم بعده؟ وإذا كان الكتاب يقول فى موضع اخر: "صرخت الفتاة فلم يكن من يخلفها"(12)، أفلا يتكلم هنا عن عذراء؟ ولكى تعلم بوضوح ان العذراء فى الكتاب المقدس تدعى فتاه، اسمع ما جاء فى سفر الملوك عن ابيشاج الشونميه "كانت الفتاة جميلة جداً"(13) لابد من التسليم إنها اختيرت بسبب بتوليتها"(14). 4 عمانوئيل والنقطة الهامة فى هذا الموضوع من ستحبل به هذه العذراء وتلده، انه "عمانوئيل" أى "الله معنا"(15) أى ان الذى ستحبل به العذراء هو "إيل الله" الذى اتحد بالناسوت داخل احشائها، انها ستلد الإله المتجسد، الله الظاهر(16) فى الجسد، ستلد الناسوت المتحد باللاهوت "الذى فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً" ولذلك كان لابد ان تكون عذراء وتظل عذراء لأنها لم تلد مجرد مخلوق بل ولدت الإله المتجسد الذى حل فى أحشائها تسعة اشهر واتخذ جسداً داخل احشائها(17)، وتغذى على غذائها فكان لابد ان تحبل وهى عذراء وتظل عذراء وتلد وتظل عذراء، فالمولود هو الخالق ذاته. القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد عن التجسد الإلهى و دوام بتولية العذراء
المزيد
08 يناير 2020

تجسد الله الكلمة لخلاصنا من الخطية

لهذا كان له مرة أخري أن يأتي بالفاسد إلي عدم الفساد وأن يوفي المطلب العادل الذي للأب على الجميع وحيث إنه هو كلمة الأب وفوق الكل كانت له وحده لياقة طبيعية أن يجدد خلق كل شيء وأن يحتمل بالنيابة عن الكل وأن يكون شفيعًا عن الكل لدي الأب وإذا رأي "الكلمة " أن فساد البشر لا يمكن إبطاله بأية وسيلة سوى الموت كشرط ضروري بينما كان من المستحيل أن يتحمل الكلمة الموت إذ أنه غير مائت وإذ إنه ابن الأب فلهذه الغاية اخذ لنفسه جسدًا قابلًا جديرًا بأن يموت بالنيابة عن الكل ولآن الكلمة أتي وسكن فيه يبقي في غير فساد وبذلك ينزع الفساد من الكل بنعمة القيامة وبتقديمه للموت الجسد الذي أخذه هو نفسه كذبيحة وضحية خالية من كل دنس أزال الموت فورًا عن جميع نظرائه (أي عن أخوته الذين أشبههم في كل شيء) بتقديمه العوض فأوفي دين الموت وإذ اتحد ابن الله عديم الفساد بالكل بطبيعة مماثلة؛ فإنه بطبيعة الحال ألبس الجميع عدم الفساد وكما إنه إذا ما دخل ملك عظيم مدينة واتخذ مسكنه في أحد بيوتها فإن مثل هذه المدينة تعتبر على أية الحالات جديرة بشرف عال ولا ينزل إليها بعد ذلك ويخضعها أي عدو أو قاطع طريق وإنما تعتبر على العكس مستأهلة لكل عناية لأجل أن الملك اتخذ مقره في بيت واحد من بيوتها هكذا أيضًا ما حدث مع ملك الكل فإنه لما جاء إلي عالمنا واتخذ مسكنه في جسد واحد بين نظرائه أبطلت من ذلك الحين كل مؤامرة العدو ضد الجنس البشري وارتفع عنهم فساد الموت الذي كان متفشيًا فيهم من قبل. البابا القديس أثناسيوس الرسولى
المزيد
07 يناير 2020

كيف ُولد المسيح وظلت أمه عذراء

تنبأ إشعياء عن ميلاد الإله المتجسد من العذراء قائلاً "ها العذراء تحل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل"(1) وقد استخدم النبى فى تعبيره كلمه "العذراء" وليس "عذراء" فهو يتكلم بلفظ معروف لإنسانه معروفه فى خطة الله الأزلية للخلاص(2) فتكلم عنا بآل التعريف ليعنى دوام بتوليتها، فهو يتكلم وكأنه يرى العذراء قبل الحبل وأثنائه وبعده ولا يرى فيها سوى العذراء التى ستلد عمانوئيل، الله معنا، فهو يراها عذراء قبل الحبل وعذراء أثناءه وعذراء بعد الولادة لذلك استخدم تعبير العذراء "ليعبر عن هذه الحقيقة"حبلت العذراء بالطفل الغلهى وولدت وظلت عذراء وبتوليتها مختومة والسؤال الأن كيف ولدت القديسة مريم وظلت عذراء بعد الولادة؟يقول الكتاب "وبينما هى هناك (فى بيت لحم) تمت أيامها لتلد فولدت أبنها البكر وقمطته واضجعته فى المزود"(3) وهذه الآية تؤكد لنا أن العذراء مريم حبلت لمدة تسعة أشهر، تمت أيامها، ثم ولدت وقمطت الطفل كسائر المواليد ولم يشر الكتاب إلى شئ غريب ربما يكون قد حدث وقت الولادة ولكن كل الظواهر نوحى بأن العذراء ظلت عذراء بعد الولادة كما كانت قبل الولادة، عذراء روحاً وجسداً وقد اعتادت الكنيسة منذ فجرها الأول أن تلقب القديسة مريم بالعذراء Parthenos (بارثينوس) والدائمة البتولية air Parthenos (ايبارثينوس) للتعبير عن دوام بتوليتها قبل وأثناء وبعد الحمل والولادة ولكن يظل السؤال كيف ولدت القديسة مريم ومع ذلك ظلت عذراء؟! والإجابة هى أنه كما خرج الرب يسوع المسيح من القبر والقبر مغلق وكما دخل على التلاميذ والأبواب مغلقة حتى إنهم ظنوه شبح(4) هكذا أيضاً خرج من العذراء وظلت العذراء كمت هى وبتوليتها مختومةوترى الكنيسة فى ما جاء فى حزقيال (1: 44،2) "ثم ارجعى إلى طريق باب المقدس الخارجى المتجه إلى للمشرق وهو مغلق" فقال لى الرب هذا الباب يكون مغلقاً لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً" اشارة إلى بتولية العذراء الدائمة فقد حل عليها الروح القدس والكلمة الأزلى اتخذ جسداً من لحمها ودمها وحل فى أحشائها تسعة اشهر وخرج، فلا يعقل أن يفض بكارتها ولا يعقل أيضاً أن تجتمع بعد ذلك بإنسان أو تلد بنين أخرين غير المجد قال القديس جيروم: (مع أن الباب كان مغلق، دخل يسوع إلى مريم، القبر الجديد المنحوت فى الصخر، الذى لم يرقد فيه من قبل ولا بعده أنها جنة مغلقة، ينبوع مختوم(5) هى الباب الشرقى الذى تحدث عنه حزقيال المغلق إلى الدوام، المملوء نوراً يدخل إلى قدس الأقداس منه يدخل ويخرج من هو على رتبه ملكى صادق ودعوهم يخبرونى كيف دخل يسوع والأبواب مغلقة، وأنا أجيبهم كيف تكون القديسة مريم أماً وعذراء بعد ميلاد ابنها؟"(6) قال مارافرام السريانى "كما دخل الرب والأبواب مغلقه هكذا خرج من حشا البتول وبقيت بتوليتها سالمة لم تحل"(7) قال أغسطينوس "بعد قيامة المسيح عندما ظن إنه روح قال لتوما هات يدك وانظر لأن الروح ليس له جسد وعظام كما ترى، وبالرغم من ان جسده جسد شخص فى سن الرجولة فأنه دخل إلى حيث يوجد تلاميذه خلف الأبواب المغلقة، فأذا كان قد استطاع لأن يدخل خلال الأبواب المغلقة وهو فى جسد فى سن الرجولة فكيف لا يستطيع إذآ كطفل أن يترك جسم أمه دون أتلاف بتوليتها. الذى يؤمن ان الله ظهر فى الجسد يصدق الأمرين كليهما، أما غير المؤمن فلا يصدق هذا ولا ذاك"(8) قال ذهبى الفم: "نحن نجهل أموراً كثيرة وعلى سبيل المثال كيف وجد غير المحدود فى رحم العذراء؟ ثم كيف الذى يحوى جميع الأشياء حملته امرأة؟ ثم العذراء كيف ولدت وهى كما هى عذراء؟"(9) قال أغريغوريوس صانع العجائب "رأى النبى المولود منك أيتها العذراء القديسة خلال الرمز.. بأى كلمات يمكنا أن نعبر عن كرامة بتوليتها النقية الطاهرة"(10) قال القديس كيرلس الكبير "لنمجد مريم دائمة البتولية بتسبيحة الفرح"(11)قال القديس أغريغوريس الثيؤلوغوس "ولد من عذراء وحفظ أيضاً عذريتها وبتوليتها بلا تغيير"(12) قال القديس أغريغوريوس أسقف نيصص "أن رحم العذراء الذى استخدم لميلاد بلا دنس هو مبارك لأن الميلاد يبطل أو يحل عذريتها، كما أن العذراوية لم تمنع أو تعق ذلك الميلاد العالى، كما اعلن عنه فى الإنجيل "طوبى للبطن الذى حملك والثديين اللذين رضعتهما"(13). وجاء فى ثيؤتوكية الخميس "يا للطلقات الإلهية العجيبة التى لوالدة الإله مريم العذراء كل حين هذه التى منها اجتمع معاً بتولية بلا دنس وميلاد حقيقى لأنه لم يسبق الميلاد زواج ولم يحل الميلاد أيضاً بتوليتها لأن الذى ولد إله بغير ألم من الأب ولد أيضاً حسب الجسد ونقول فى المجمع فى القداس الإلهى "وبالأكثر القديسة المملؤة مجداً العذراء كل حين والدة الإله القديسة الطاهرة مريم التى ولدت الله الكلمة بالحقيقة". القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد عن التجسد الإلهى و دوام بتولية العذراء
المزيد
31 أغسطس 2019

المجيء الثاني للسيد المسيح وقيامة الأموات

رابعا جسم القيامة أما كيف يقام الأموات وما نوع الجسد الذي سنقوم به يجيب الروح القدس على لسان القديس بولس " لكن يقول قائل كيف يقام الأموات وبأي جسم يأتون ؟ يا غبي الذي تزرعه لا يحيا أن لم يمت والذي تزرعه لست تزرع الجسم الذي سوف يصير بل حبة مجردة ربما من حنطة أو أحد البواقي ، ولكن الله يعطيها جسما كما أراد ولكل واحد من البزور جسمه ، ليس كل جسد جسدا واحدا بل للناس جسد واحد وللبهائم جسد آخر وللسمك آخر وللطير آخر ، وأجسام سماوية وأجسام أرضية لكن مجد السماويات شيء ومجد الأرضيات آخر ، مجد الشمس شيء ومجد القمر آخر ومجد النجوم آخر لان نجما يمتاز عن نجم في المجد ، هكذا أيضا قيامة الأموات يزرع في فساد ويقام فيعدم فساد يزرع في هوان ويقام في مجد يزرع في ضعف ويقام في قوة ، يزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا يوجد جسم حيواني ويوجد جسم روحاني ، هكذا مكتوب أيضا صار آدم الإنسان الأول نفسا حية وآدم الأخير روحا محييا ، لكن ليس الروحاني أولا بل الحيواني وبعد ذلك الروحاني ، الإنسان الأول من الأرض ترابي الإنسان الثاني الرب من السماء ، كما هو الترابي هكذا الترابيون أيضا وكما هو السماوي هكذا السماويون أيضا ، وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضا صورة السماوي . فأقول هذا أيها الاخوة أن لحما ودما لا يقدران أن يرثا ملكوت الله ولا يرث الفساد عدم الفساد ، هوذا سر أقوله لكم لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير ، في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير فانه سيبوق فيقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغير ، لان هذا الفاسد لا بد أن يلبس عدم فساد وهذا المائت يلبس عدم موت ، ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ولبس هذا المائت عدم موت فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت إلى غلبة ، أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية " (1كو35:15-55) . القمص عبد المسيح بسيط أبو الخيركاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد عن كتاب المجيء الثاني متى يكون وما هي علاماته؟
المزيد
29 أغسطس 2019

المجيء الثاني للسيد المسيح وقيامة الأموات

ثالثا المجيء الثاني وقيامة الأموات كان اليهود في أيام السيد المسيح ينقسمون إلى فريقين فريق يؤمن بقيامة الأموات وعلى رأس هؤلاء الفريسيون والذين كان من ضمنهم بولس الرسول ، شاول الطرسوسى قبل تحوله إلى المسيحية ، وفريق آخر لا يؤمن بقيامة الأموات وهم الصدوقيون والذين كان من ضمنهم رؤساء الكهنة الذين عاصروا السيد المسيح . وعندما كان القديس بولس يحاكم أمام مجمع لليهود يقول الكتاب " ولما علم بولس أن قسما منهم صدوقيون والآخر فريسيون صرخ في المجمع أيها الرجال الاخوة أنا فريسي ابن فريسي على رجاء قيامة الأموات أنا أحاكم ... لان الصدوقيين يقولون انه ليس قيامة ولا ملاك ولا روح وأما الفريسيون فيقرون بكل ذلك " (أع23 : 6،8) ، وأضاف القديس بولس " ولي رجاء بالله في ما هم أيضا ينتظرونه انه سوف تكون قيامة للأموات الأبرار والأثمة " (أع24 : 15) ، " إلا من جهة هذا القول الواحد الذي صرخت به واقفا بينهم أنى من اجل قيامة الأموات أحاكم منكم اليوم " (أع24 : 21) وقد أوضح السيد حقيقة قيامة الأموات لتلك الفئة غير المؤمنة ، يقول الكتاب " وحضر قوم من الصدوقيين الذين يقاومون أمر القيامة وسألوه " ( لو20 : 27) عن حقيقة القيامة فقال لهم " وأما من جهة قيامة الأموات أفما قرأتم ما قيل لكم من قبل الله القائل أنا اله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب ليس الله اله أموات بل إله أحياء " (مت31:22،32) . وأضاف موضحا أن الحياة بعد القيامة لن تكون مثل الحياة التي كانت على الأرض إنما ستكون حياة روحانية سماوية مثل حياة الملائكة تماما " فأجاب يسوع وقال لهم تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله لأنهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء " (مت22 : 29،30) ، " ولكن الذين حسبوا أهلا للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الأموات لا يزوجون ولا يزوجون إذ لا يستطيعون أن يموتوا أيضا لأنهم مثل الملائكة وهم أبناء الله إذ هم أبناء القيامة " (لو20 : 35،36).وكان الوحي الإلهي قد سبق وأعلن لدانيال النبي في نهاية حياته على الأرض قائلاً " أما أنت فاذهب إلى النهاية فتستريح وتقوم لقرعتك في نهاية الأيام " (دا12 : 13) . كما كان المكابيون في القرن الثاني قبل الميلاد يؤمنون بقيامة الأموات يقول سفر المكابيين الثاني : " ولما اشرف على الموت قال حبذا ما يتوقعه الذي يقتل بأيدي الناس من رجاء إقامة الله له أما أنت فلا تكون لك قيامة للحياة " (2مكا7 : 14) ، " ثم جمع من كل واحد تقدمه فبلغ المجموع ألفى درهم من الفضة فأرسلها إلى أورشليم ليقدم بها ذبيحة عن الخطيئة وكان ذلك من احسن الصنيع واتقاه لاعتقاده قيامة الموتى " (2مك12 : 43) ، " لأنه لو لم يكن مترجيا قيامة الذين سقطوا لكانت صلاته من اجل الموتى باطلا وعبثا " (2مكا12 : 44) . ولما أعلن السيد لمرثا أخت لعازر أنه سيقيمه من الموت " قالت له مرثا أنا اعلم انه سيقوم في القيامة في اليوم الآخر ، قال لها يسوع أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا " (يو11 : 24،25) وكانت قيامة السيد المسيح من الأموات هي البرهان القوى والدليل العملي على حقيقة القيامة من الأموات في اليوم الأخير ، يقول القديس بولس "فسواء أنا أم أولئك هكذا نكرز وهكذا أمنتم ، ولكن أن كان المسيح يكرز به انه قام من الأموات فكيف يقول قوم بينكم أن ليس قيامة أموات ، فان لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام ، وان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم ، ونوجد نحن أيضا شهود زور لله لأننا شهدنا من جهة الله انه أقام المسيح وهو لم يقمه أن كان الموتى لا يقومون ، لأنه أن كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام وأن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم انتم بعد في خطاياكم ، إذا الذين رقدوا في المسيح أيضا هلكوا ، أن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فأننا أشقى جميع الناس ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين ، فانه إذ الموت بإنسان بإنسان أيضا قيامة الأموات ، لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع ولكن كل واحد في رتبته المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه " (1كو11:15-30) " أن يؤلم المسيح يكن هو أول قيامة الأموات مزمعا أن ينادي بنور للشعب وللأمم " (أع26 : 23) نعم فقد كان السيد المسيح ، كإنسان ، بناسوته ، هو أول من مات وقام ولم يمت ثانية ولن يسود عليه الموت إلى الأبد ، وأعطى لنا البرهان على الحياة الأبدية ووهب لنا الخلود " الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التي أعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية وإنما أظهرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذي ابطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل " (2تى 9:1،10) . فقد مات كل الذين أقامهم المسيح وإيليا النبي واليشع النبي ثانية بعدما عاشوا مدد زمنية محدودة على الأرض أما السيد المسيح فهو أول من قام من الأموات بجسد القيامة ولن يسود عليه الموت ثانية " عالمين أن المسيح بعدما أقيم من الأموات لا يموت أيضا لا يسود عليه الموت بعد " (رو6 : 9) ، بل سيسود هو على الأحياء والأموات " لأنه لهذا مات المسيح وقام وعاش لكي يسود على الأحياء والأموات " (رو14 : 9) . ومن ثم صار هو بكر أو باكورة الراقدين الذين سوف يقومون من الموت عند مجيئه في اليوم الأخير : " وهو راس الجسد الكنيسة الذي هو البداءة بكر من الأموات لكي يكون هو متقدما في كل شيء " (كو1 : 18) . " ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين " (1كو15 : 20) . " كل واحد في رتبته المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه " (1كو15 : 23) . " يسوع المسيح الشاهد الأمين البكر من الأموات ورئيس ملوك الأرض الذي احبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه " (رؤ1 : 5) ومن ثم فقد أكد السيد المسيح أن جميع الأموات سيقامون من الموت عند مجيئه الثاني في مجد على سحاب السماء ومعه الملائكة القديسين : " لا تتعجبوا من هذا فانه تأتى ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته ، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلي قيامة الدينونة " ( يو8:5،9) ، " لان هذه هي مشيئة الذي أرسلني أن كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير ... لا يقدر أحد أن يقبل إلى أن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني وأنا أقيمه في اليوم الأخير ... من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير " (يو40:6-54) ويقول القديس بولس أيضا " لأنه أن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله أيضا معه ، فأننا نقول لكم هذا بكلمة الرب أننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين ، لان الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولا ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء وهكذا نكون كل حين مع الرب " (1تس14:4-17) . القمص عبد المسيح بسيط أبو الخيركاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد عن كتاب المجيء الثاني متى يكون وما هي علاماته؟
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل