المقالات

24 نوفمبر 2018

لاهُوتُ الوَقْتِ للوَقْتِ عَلاَمَةٌ

في أي امتحان يكون للوقت علامة، بحيث تكون الإجابة الصحيحة بعد انقضاء الموعد المحدد بلا معنى، لأنها أتت في الوقت الضائع، وبالتالي يكون للوقت الحاسم في تحديد العلامة المؤشر الدقيق للمستوى الذي يؤهل الممتحن للوصول إلى أعلى مستوى. لذلك بكل الجهد نفتدي الوقت، كما نصلي قائلين: (تُوبي يا نفسي ما دُمتِ في الأرض ساكنة) لأن هذا العمر ليس ثابتًا وهذا العالم ليس مؤبدًا. علامة وقتنا هي أعمال الملكوت؛ من دون التعريج بين محبة الله ومحبة العالم؛ إذ لا يمكن أن تنظر إلى السماء بعين وتكون العين الأخري ناظرة إلى الأرض في نفس الوقت؛ حتى تبلغ الشرارة مكان زيت النعمة، وتخرج قوة عظيمة من أيادينا، ولا نسلم إناءنا ليد عدونا الشرير، الذي يزأَر ليُلهينا حتى يختطف إناءنا، التي هي أشواقنا الصالحة التي يجب أن تخدم الله نهارًا وليلاً وكل الأوقات. فعلامة وقتنا هو امتحاننا وسلوكنا على طريق الملك، محروسين بعناية الملائكة القديسين ليلاً ونهارًا، مع كل السالكين بالنهار وبالليل، الذين يجتهدون من أجل حفظ نفوسهم من عثرة المهالك، فيكون تعب جهادنا حلوًا وشهيًا بلا ملل ... لأن الطوبىَ لمن يبقى في تعبه فرح القلب؛ ويدوم فيه بلا تكلف حتى باب الفردوس المفتوح. وكل واحد عمله محسوب له، إن كانت خدمة أو صلاة أو ميطانيات أو عمل خير أو ليتورجيا، فحتى الكلمة الواحدة التي يقولها الإنسان بالمحبة المسيحية في شأن الله للتعزية ... هذا كله محسوب؛ لأن مخلصنا لا يظلمنا بشيء، وكل شيء سوف يُستعلن لنا وقت خروج النفس من الجسد . الإنسان مدعو في حياته الأرضية أن يجعل من الزمن الحاضر وسيلة لتذوق الأبديات، على مسار تصاعد الزمن، لملاحظة علامة الوقت بحرص والالتفات لتحويل بصره في انتباه نحو الوقت المقبول، لأن اليوم يوم خلاص، ويوم غرس وزرع وجمع للحصاد وتخزين، فيكون خلاصنا دائمًا موضع سعي وإكمال، ولا سطوة للزمن علينا، بل يكون الزمن خاضعًا لنا، نقر ونختار مصيرنا، متحررين من المفهوم الدائري للزمن، متجهين إلى أبديتنا في اليوم الثامن الجديد. نملأ آنيتنا زيتًا دون أن نهمل فيها ثقبًا، حتى نصل إلى نهاية سعينا التي هي (علامة للوقت)؛ لئلا يصير الإناء فارغًا مما فيه، بل نحيا أمناء للوصية؛ لأن الله مخفي فى وصاياه، حتى يقبل تعبنا منا ولا يضيع ... حريصين على حالنا مميزين أعمالنا، ولا يلحقنا تفريط. عالمين أن التوبة قائمة الآن ومستعدة، وكل الفضائل تلحقها مثل السلسلة لكل من يجاهد فيها. وشأن التوبة جليل وعظيم، وهي حسنة العاقبة إلى الأبد، كسُلّم خيرات الحياة الدائمة. فنحيا ونجتاز وقتنا دون غفلة ولا استرخاء ولا دفن للوزنات ولا انعدام للنعمة بترك العلل والمطامع في نفوسنا، حتى نمضي إلى الرب بدالة، ووجوهنا مكشوفة وأعمالنا نيّرة؛ كي نستحق الدخول إلى أورشليم السمائية . لكننا لن نقوي على اجتياز الوقت، إلا بقوة ونعمة الله المقدسة، لا نميل يمنة ولا يسرة؛ بل نسلك في الطريق المستقيم كأولاد للنور، بذبيحة الروح المنسحق الخاضع لترتيب الروح القدس، والارتماء على الله والثقة به؛ لأن عنده طعام الفرح وخبز الخلود؛ ومَصل عدم الموت ونبع الخلاص وماء الحياة وحلاوة كل الحلاوة . إيماننا هو منبع التقوي، لذلك منذ الآن ينبغي أن يكون كل واحد منا كنيسة لله، لكي نرسل إلى فوق المجد والإكرام للثالوث الاقدس، باعترافنا بالإيمان الأرثوذكسي. مهتمين بكرمنا في أوان الإثمار؛ حتى لا ندع الثعالب المفسدة تُتلفه، وبشجرة حياتنا لئلا يبدد طرحها طيور السماء، وبكنزنا حتى لا ينقبه السارقون، وبمركبنا التي وسقت الخيرات الملكية لئلا يفسد العدو خطتها ... متمنطقين كجنود بأس في ميدان الركض، حتى يأتي وقتنا لنقول عند علامة النهاية يا ربي يسوع المسيح في يديك أستودع روحي .. القمص أثناسيوس چورچ كاهن كنيسة مارمينا – فلمنج - الاسكندرية
المزيد
01 ديسمبر 2018

أَوَّلِيّةُ الكِرَازَةِ بِالِإنْجِيلِ للخَلِيقَةِ كُلِّهَا

الروح الكرازية هي العمل الأول الذﻱ قامت به الكنيسة منذ يوم الخمسين. وسيظل هو طريق عملها الصحيح للخلاص ونوال الحياة الأبدية؛ (مبنيين على أساس الرسل والأنبياء؛ ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية) (أف ٢ : ٢٠) فالبناء على الرسل يعني إيمانهم وكرازتهم. ولا تقوم أية كرزاة صحيحة إنْ لم تكن مؤسسة على الأساس الوحيد؛ لأنه لا يستطيع أحد أن يضع أساسًا آخر غير الذﻱ وُضع؛ الذﻱ هو يسوع المسيح مخلصنا؛ الذﻱ تجسد وصُلب وقام ناقضًا أوجاع الموت، وصعد إلى يمين الآب؛ وسكب الروح القدس على تلاميذه الأطهار، وسيأتي أيضًا في مجده ليدين الأحياء والأموات؛ وليس لملكه انقضاء. هذه الروح الكرازية هي محور الإنجيل وهي قوة الله للخلاص لكل من يؤمن (رو ١ : ١٦)؛ وهي أيضًا قوة الله وحكمته (١ كو ١ : ٢٤)، ولا توجد كرازة رسولية لا تقوم إلا على خلاصه وغفرانه للخطايا لكل من يقبله ويتجاوب مع عطية نعمته.. من أجل هذا يلزم لكل كارز ومكروز له أن يقبل الرب يسوع قبولاً شخصيًا؛ لأن البشرية التي اُفتُديت ليست شيئًا؛ بل هي (الأشخاص البشريون) الذين دعاهم المخلص بأسمائهم ليكونوا خاصته؛ وأهل بيته. معروفين لديه ومميزين عنده (كل واحد منا بإسمه وكل واحدة بإسمها، معروفين بأشخاصنا وليس فقط بطبيعتنا البشرية العامة، نعرفه بإسمه وفي شخصه، نعتمد بإسم الثالوث القدوس ونتوب لنتجدد بالروح القدس الذﻱ يمنحه الله للذين يطيعونه (أع ٥ : ٣٢).. نتوب ونرجع لتُمحَى خطايانا؛ حتى تأتي أوقات الفرج من عند الرب (أع ٣ : ١٩) بالبركة والرد عن الشرور (أع ٣ : ٢٦). يسوع المسيح ربنا هو المكروز به وهو محور كل عمل كرازﻱ، والذين يكرزون به؛ إنما يدعون إلى الإيمان بالمسيح الذﻱ ليس بأحد غيره الخلاص، رب الكل وإله الكل ومخلص الجميع، ديانًا للأحياء والأموات، الذﻱ يعطي كل من يؤمن به أن ينال بإسمه غفران الخطايا... فتأسست الكنيسة على شهادة التلاميذ الرسل؛ وتمركزت رسالة الإنجيل حول الشهادة لتدبير الخلاص؛ فصارت شهادتهم برؤية العين هي أساس كتابة الانجيل وكرازة الكنيسة. لقد وَعَتْ الكنيسة الوليدة نفسها بأنها هي (البقية المختارة)، وكل ما قاله لهم السيد المسيح وعَوْهُ في قلوبهم ونفوسهم؛ بعد أن ارتفع عنهم إلى السماء وسيأتي هكذا كما رأوه منطلقًا إلى السماء، ملأهم بالرجاء الحار بإنتظار مجيئه القريب على الأبواب، فكان قوة حية في الكرازة لتلمذة جميع الأمم، وتعليمهم جميع ما أوصاهم به للخليقة كلها، ومعموديتهم على اسم المسيح القدوس. قامت الكرازة بلا سند من قوة زمنية... بلا ذهب ولا فضة... كرازة بالكلمة الحية المقولة أكثر من الكلمة المكتوبة، كرزوا في البيوت وفي الأسواق جهرًا، وفي بيوت الولاة والحكام... كرزوا بلا فتور، ليلًا ونهارًا، في وقت مناسب وغير مناسب، كرزوا مَقُودين بالروح القدس في دعوتهم ومسار كرازتهم ومعجزاتهم... كرزوا ببرهان الروح والقوة ونشروا إنجيل الخلاص وبشارة الملكوت.. فكانت كلمة الله تنمو؛ وعدد التلاميذ يتكاثر، أمّا الكنائس كانت تتشدد في الإيمان وتزداد في العدد كل يوم؛ وتنمو وتتقويَ. القمص أثناسيوس چورچ كاهن كنيسة مارمينا – فلمنج - الاسكندرية
المزيد
27 مارس 2020

القُمُّص بِيشُوي بُطْرُس

(من رواد مدارس احد اسكندرية) وُلد ثروت بطرس فى ٦ ديسمبر ۱٩٤۲ بمدينة نقادة محافظة قنا ، من أسرة كهنوتية ؛ فكان جده القمص متياس ، لذلك تربىَ في وسط تقوى أصيل ، جعله يذهب في شبابه ليتتلمذ في خدمة الدياكونية الريفية على يد المتنيح الطيب الذكر أنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة ؛ حيث أخذ يجُوب البلاد والنجوع واعظاً ؛ إلى أن أتى إلى القرى المحيطة بغرب الإسكندرية في طريقها الصحراوى بإرشاد القمص بولس بولس رائد الدياكونية ومدارس الأحد الشهير . أسس الشماس ثروت فروع مدارس الأحد واجتماعات الوعظ للكبار كخادم مكرس في كتيبة الدياكونية الريفية، فبدأ أول خدمة في منطقة الصحراوى (مصر - إسكندرية) على جانبي الطريق لأطراف متباعدة منها (منطقة كينج مريوط -المستعمرة - عبد القادر - العرجى - العامرية - الناصرية - قرى النهضة - العشرة آلاف - النوبارية - بهيج - برج العرب - الغربنيات - الحمام - الضبعة..) حيث كان الأخ ثروت بطرس يجمع الناس في خدمة كرازية بدأها في البيوت والحقول وبذرها من لا شيء؛ بلا إمكانيات ولا زاد ولا زواد ؛ حتى دعته النعمة ليكون كاهناً للمذبح المتنقل في الصحاري والبراري ؛ يفتقد ويزور كل بيت وموضع ؛ بداية من ضواحي الإسكندرية إلى مشارف محافظة مطروح ؛ قبل أن تُبنىَ كنيسة هناك آنذاك ؛ لكنه تشرَّب فكر الإنجيل وكرازة بشارته التي تأسَّست عليها منهجية مدارس الأحد ؛ فأسس الكنيسة كمعنىً وكحياةٍ أولاً؛ حتى أفاض الله عليه بالعطايا عندما بنى الكنيسة كمبنىً ؛ بل وكنائس وقباب ومنارات أعدها العَليُّ لسُكناه ومواضع لرضاه ؛ لأجل استصلاح الصحاري والجُدُوب ؛ لزراعة فلاحة الله ببذار الكلمة .سيم كاهناً في ٤ / ٧ / ١٩٧٥ بيد الأنبا باخوميوس مطران البحيرة والخمس مدن الغربية ؛ بإسم القس بيشوي ؛ وصار باكورة كهنة المذبح المتنقل في القطر المصري لقطاع الصحراء الغربية ..بداية من بوابات الاسكندرية ومحيطها الصحراوي والساحلي .ليكون المذبح المتنقل والقداسات اليومية زاده الوحيد ، حاملاً الأوانى المقدسة للقرى المجاورة (في شنطته المتهرئة الشهيرة)، رافعاً الصعائد والقرابين ومفسراً لكلمة الحياة ، محباً للتكريس وللصلاة والكتاب المقدس ولخدمة الأطفال والكبار، ولخدمة الفقراء والأعضاء المتألمة، وأيضاً اهتم بأعمال التنمية والترقية الريفية؛ محولاً الطريق الصحراوي إلى طريق عامر بالبيع والكنائس المقدسة ؛ وَفِيًّا للروح والطريقة التي تسلمها من رُوَّاد التربية الكنسية والدياكونية الريفية على يد الخدام الكبار أنبا صموئيل أسقف الخدمات الأول وأنبا أثناسيوس مطران بني سويف وم. يوحنا الراهب وم. يسي حنا ود. طلعت عبدة حنين وجيل الأولين الذين رفعوا عيونهم إلى السماء؛ وثبتوا أرجلهم على أرض واقع الإنسان المعذب ؛ كي يعبُروا إليه بالمعونة؛ من أجل الخلاص والإشباع والنجاة والحرية التي صنعها ابن الإنسان الكلمة المتجسد من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا... حقيقة صارت مدارس الأحد هي ثمرة الكنيسة ؛ وأيضاً الكنيسة صارت ثمرتها ؛ فهناك كنائس بدأتها مدارس الأحد؛ وكانت المباني الكنسية تالية لها .. وقد لمستُ ذلك في عشرات الفروع التي أنشأها أبونا القمص بيشوي بطرس ؛ عندما كان يبدأ خدمة قرية بإنشاء فرع لمدارس الأحد واجتماعاً للكبار يتحول إلى كنيسة ومذبح وذبيحة وليتورجيا ما بعد الليتورجيا ، في خدمة العطاء والتوزيع التي أجاد فُنُونها؛ وتطوَّر معها كخادم مُبدع في بساطته ؛ غنياً في افتقاره ؛ بناءاً حكيماً في أرض مَذَلَّته .ترقىَّ إلى رتبة القمصية في ۲٨ فبراير ۱٩٩۲ وقد أعطاه الله من فيض نعمته ، فمن كنيسة في كُوخ صغير؛ صارت كنيسة وكاتدرائية ضخمة؛ ومقراً لأسقفية جديدة وحديثة . رُسم لخدمتها عشرات وعشرات من الآباء الكهنة والمكرسين.. هذا وقد بنى مقودا بذراع الله الرفيعة ؛ أكثر من ٢٠ كنيسة لتكون منائر ومذابح لله وخدمات وملاجئ وبيوت لخدمة الحالات الخاصة ومستشفى لعلاج وخدمة الفقراء ؛ وأعمال مجيدة صار فضل القوة فيها لله الذي استخدم هذا الخادم البسيط والنقي ليكون آلة عمله ؛ حتي يتكامل ويزداد العمل بجهاد وأتعاب آباء جُدُد يستكملوا التسليم حسبما تسير كنيستنا على مر الأزمان . إن الخادم الغلبان ثروت بطرس (القمص بيشوي) رمزٌ وعلامة لخدام مدارس الأحد والدياكونية والقرى المجاورة؛ يجُول ويصلي ويبني ويعطي في خدمة نارية ؛ مهموماً بمحيط رعيته نارياً في خدمته ؛ محباً للفقراء وللتعمير ، يجول في الخلاء وقيظ الشمس حتى أخرجه الرب إلى الرَّحْب والسعة . وستبقى الخفيات في أعماله أكثر من المُعلَنَات ، وسيكافئه الرب عنها جميعاً . وعن روحة البسيطة والوثَّابة الطموحة التي استقاها من تلمذته للمتنيح أنبا صموئيل ومن قيادة القمص بولس بولس لخدمته ، ومن إرشادات أبيه الروحي القمص بيشوي كامل ؛ لذلك تمنطق وغسل الأرجل وأكمل الطاعة وصار قربانةً مطحونة وصعيدة مسحوقة مُقدَّمة كصعيدة حُب؛ ناطقة على المذبح وكشمعة أضاءت الأرجاء ، حاملاً على كتفه صليب الأتعاب والمسافات والظروف والصعاب، عندما مات مِيتات كثيرة في بناء وتأسيس النفوس والمباني بمشورات الله .تنيح بسلام فى ٥ مارس ۲٠۱۳ الموافق ٢٦ أمشير ١٧٢٩ وستبقى سيرته مثالاً للوُعاظ المتجولين ولخدام القرى المجاورة والمذبح المتنقل إلى يوم مجيء السيد الرب . القمص اثناسيوس جورج كاهن كنيسة الشهيد مارمينا فلمنج الاسكندرية
المزيد
18 سبتمبر 2020

الاضطهادات العشرة التي عبرت على الكنيسة في العصر الروماني

الاضطهاد الأول تحت حكم الإمبراطور نيرون سنة 64 م. الاضطهاد الثاني تحت حكم الإمبراطور دوميتيان سنة 81 م. الاضطهاد الثالث الذي بدأ في عصر تراجان سنة 106 م. الاضطهاد الرابع تحت حكم مرقس أوريليوس أنطونيوس عان 166 م. الاضطهاد الخامس الذي بدأ مع ساويرس عام 193 م. الاضطهاد السادس في عهد مكسيميانوس التراقي سنة 235 م. الاضطهاد السابع في عهد ديسيوس سنة 250 م. الاضطهاد الثامن على يد فاليريان الطاغية سنة 257 م. الاضطهاد التاسع في عهد أوريليان سنة 274 م. الاضطهاد العاشر في عهد دقليديانوس سنة 284 م. | بدء التقويم القبطي على رسم الشهداء موقف المسيحيين في وسط العالم في أيام الاضطهاد عدم مقاومة الشر الصلاة المحبة الارتباط السري بين الصلاة وقبول الآلام الاستعداد للآلام بفرح كيف أعدت الكنيسة أولادها للاستشهاد؟ إنَّ الاستشهاد اختبار تَقَوِي يومي يحيا فيه المؤمن، والكنيسة كجسد المسيح المُتألِم، يلزمها قبول سِمَات المسيح الرأس حتى تكون لها شَرِكة الحُب الحقيقي والوحدة التي بين العريس المُتألم وعروسه، بين الرأس والجسد (الأعضاء).لذلك الكنيسة العروس تُكمِّل نقائِص شدائِد المسيح بالألم (كو 1: 24) فالمسيح هو العريس والرأس وحجر الزاوية ولمَّا كانت الكنيسة أُم جميع المؤمنين، لذلك سلَّمت أولادها صراحة الإيمان، وجعلتهم يستعدون للمعركة الروحية غير واضعين أمامهم سوى مجد الحياة الأبدية وإكليل الاعتراف بالرب، غير مُهتمين بما يُقابلهم من عذابات، لأنها ستكون كتلك التي عبرت وانتهت ولأنَّ الحرب قاسية وشديدة تلك التي تُهدد جنود المسيح، لذلك هيَّأتهم ليشربوا كأس دم المسيح اليومي حتى يُعطيهم إمكانية تقديم دمهم مسفوكًا لأجله، لأنَّ من قال أنه ثابِت فيه ينبغي أن يسلُك كما سَلَكَ ذاك (1يو 2: 6).المسيح عريس الكنيسة ورأسها وأُسقفها هو الذي يُتوِج خُدامه الذين أُعِدَّت أفكارهم وحياتهم للاعتراف والاستشهاد... فهو لا يرغب في دَمِنَا بل يطلُب إيماننالهذا حرصت أُمنا البيعة المُقدسة على إعداد أولادها للاستشهاد لا بخوف كالعبيد بل بحُب كما يليق بأبناء أحرار، فيا لها من كنيسة مجيدة ومُطوبة تلك التي صار فيها دم الشُهداء مُمجدًا!!لقد كانت بيضاء قبل استشهاد هؤلاء العِظَام، والآن بعد أن أعدَّتهُم الكنيسة للشهادة فشهدوا، صارت قُرمُزية بدم الشُهداء، ولم يعُد ينقُصها زهور بيضاء ولا زنابِق حمراء.لذلك تُجاهد الكنيسة لتُعِد أولادها بجهاد عظيم غير مُتزعزِع لأجل المجد، فينال أولادها أكاليل بيضاء بجهادِهِم في غير زمن الاستشهاد، وينالون أكاليل قُرمُزية مُخضبَّة بدِماء شهادتِهِم في زمن الاستشهاد، عندئذٍ يكون في السماء لكلٍ منهم زهوره التي يتمجد بها جنود المسيح. دور الكنيسة في الاستعداد للاستشهاد كان دور الكنيسة الأساسي الذي قامت به أثناء الاضطهادات المُريعة التي صادفتها خلال الثلاثة قرون الأُولى، هو إعداد أبنائها لاجتياز تلك الاضطهادات التي كانت في عهد الأباطرة المُضطهدين:- (1) نيرون سنة 64 م. (2) دوميتيان سنة 81 م. (3) تراجان سنة 106 م. (4) أوريليوس سنة 161 م. (5) ساويرُس سنة 193 م. (6) مكسيميانوس سنة 235 م. (7) ديسيوس سنة 250 م. (8) ڤالريان سنة 257 م. (9) أورليان سنة 274 م. (10) دقلديانوس سنة 303 م. لكنه سالم الكنيسة منذ تَوَلِّيه سنة 284 م. حتى سنة 303 م. ومن إحصائية قام بها بعض المؤرخين للسنوات التي عاشتها الكنيسة تحت الحرمان والاضطهاد، تبيَّن ما يأتي:- القرن الأول سِت سنوات اضطهاد ، مُقابِل 28 سنة تسامُح. القرن الثاني 86 سنة اضطهاد، مُقابِل 14 سنة تسامُح. القرن الثالِث 24 سنة اضطهاد، مُقابِل 76 سنة تسامُح. القرن الرابِع 10 سنوات اضطهاد ، حتى صدور مرسوم ميلان. فالكنيسة عاشت تحت الحرمان والاضطهاد والمُطاردة ابتداءً من عصر نيرون سنة 64 م إلى سنة 313 م، حتى مرسوم ميلان السلامي الذي أصدره قسطنطين الكبير... ومع أنَّ الاضطهادات لم تكن بدرجة واحدة في العُنف، إلاَّ أنَّ الكنيسة من سنة 249 م حتى تملَّك قسطنطين الكبير ذاقت اضطهادات ومُطاردات ومذابِح عظيمة.وكانت الأجيال المُتلاحِقة تُدرِك تمامًا أنها تعيش تحت خطر الاستشهاد الذي ينبغي الاستعداد له... فكان هذا واجب الأساقفة وقادة الكنيسة من إكليروس وعلمانيين.فكانت تُلقِن أولادها إنهم مُجاهدون لأنَّ حياة المُجاهِد تستوجِب التدريب على النُسك والجهاد ويذكُر التاريخ والتقليد الكنسي أنَّ هناك شُهداء لم يكونوا مُستعدين ولا مُدربين لذلك عجزوا عن الشهادة، وكذلك نجد أنَّ القديس كبريانوس الأسقف والشهيد سنة 249 م يُؤكد على حمل سلاح الله.. فصار تدريب الكنيسة الروحي المُستمر هو الاستعداد للموت وتصفية النَّفْس وتكلَّم أيضًا العلاَّمة ترتليان عن مبدأ الاستعداد بقوله: يجب أن تجعل النفس تألف السجن وتُمارِس الجوع والعطش وتقبل الحرمان من الطعام حتى يمكن للمسيحي أن يدخل السجن، بنفس الكيفية كما لو كان خارجًا منهُ حالًا، فيصير تعذيب العالم لنا ممارسة عادية... فلنمضي للجهاد بكل ثقة دون جزع كاذِب، وليصير الجسد مُدرع بسلاح فيوجد يابسًا. لذلك نقرأ في سيرِة الشهيد يوحنا الهرقلي أنه عاش كيوحنا المعمدان بتولًا، والشهيد أنبا إيسي من صعيد مصر الذي فضَّل البتولية وحذا حذو أُخته تكلة. القمص أثناسيوس فهمي جورج كاهن كنيسة مارمينا فلمنج عن كتاب الاستشهاد في فكر الآباء
المزيد
28 سبتمبر 2020

التَّمَرُّدُ عَلَىَ الكَنِيسَةِ

قَبولنا للكنيسة هو قبول للحياة قبولاً مطلقًا كليًا؛ دون أﻱ استثناء ولا انتقاء؛ لأن نعمة الخلاص الآتي لنا من محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة وموهبة الروح القدس؛ تمنحنا وتبعث فينا روح الطفولية والبساطة التي في المسيح يسوع. نتشرَّبها بالإيمان الشعبي البسيط، ونتسلمها بالالتحام بالتعليم اللاهوتي القائم على المعرفة والخبرة والبراهين المستندة على الوحي الإلهي. فنذوق الخبرة الروحية القائمة على التجاوب السينرجي الشخصي.كل أرثوذكسي صميمي هو غيور وأمين لعقيدته وكنيسته، وذهابه إلى الكنيسة يكون للقاء الرب يسوع وجهًا لوجه، وأيضًا ليواجه حقيقة نفسه ذاتها، من أجل توبتها وخلاصها واتحادها بالذبيحة؛ لا ليُقيم نفسه قاضيًا ومعلمًا ليدين الأساقفة والكهنة والخدام، ولا ليفصل بين الحنطة والزوان؛ ولا بين السمك الجيد والردﻱء؛ لأن الكنيسة باقية في حق الحضرة الإلهية بسلطانها السرﻱ الروحي، وبقوة فعل الروحانية الرسولية الكائنة في طقوسها وقوانينها وترتيب هيرارخيتها القائم من أجل التقويم والتنقية والتدبير وفق الأحكام الإلهية بلا مجاملة ولا تشويش ولا تسيُّب، فهي لا ترضخ لملوك ولا لأباطرة ولا لابتزاز؛ لأنها شاهدة وحاملة لضمير الحق، وهي لن تتحول إلى منتدى أو سوبر ماركت؛ وفقًا للأمزجة وتقلبات الزمان .الكهنة خدام هذه الأسرار يحملوننا في قلوبهم بأبوّة وأمومة روحية صادقة. وهُم بحق رعاة لا تنقص رسالتهم شيئًا عن العمل التعليمي والذبائحي والرعوﻱ والليتورجي. كيانات روحية لا مجرد أشخاص عادية؛ بل أبواق إلهية وضعت على عاتقها عبء خدمة وغسل أرجل جسد المسيح الذﻱ هو الكنيسة. ولكل واحد منهم وزناته التي لا يحاسبه عنها الناس بل الكرَّام صاحب الكرم، الساند والعامل في كرمه، ليفتح أمامنا ملكوته منذ الآن، ويجعله راسخًا أمام أبواب الجحيم، بينما كل المجالات الأخرى للحياة تُبتلع وتندثر تمامًا. لذلك كل من يدخل الكنيسة بيت الله؛ المفترض فيه أنه داخل إلى الفردوس لسَبْر أغوار نفسه؛ مشتركًا في العبادة والوعظ. يهرع إليها لينجو من تيارات الطوفان؛ مُحتميًا بالثقة والإيمان بكل عقائدها الجوهرية، متفهمًا جيدًا لوجوب الطاعة لها من غير مساومة، بل بثقة وطيدة في مسيرتها؛ عبر التاريخ الموثق في خبرة صدور الذين سبقونا وسلمونا ما اختبروه، لنعيش نحن ما تُمليه علينا سلوكيات ومقتضيات الحياة الجديدة . وحتى إذ ما طل علينا شيء غير مفهوم أو معلوم لدينا، فذلك لأننا ما زلنا في بدايات الطريق ومبتدئين عليه؛ عبيدًا بطَّالين، بل ولم نصل إلى رتبة العبد البطال الذﻱ فعل كل البر. كنيستنا مملوءة من الآباء الروحيين المنارات، المعروفين ببصيرتهم الروحية وحكمتهم وقداستهم. وأيضًا هي مملوءة من الملايين الغفيرة من العابدين، الذين مَنْ أراد أن يتعلم ويستفيد منهم؛ سيجد الفرصة والمناخ حالما يتراءَى أمامهم : من صلاتهم ووعظهم وقدوتهم وكتاباتهم وسيرتهم ومواظباتهم؛ وشهادتهم حتى الدم والحرق والنفي. لأن المسيحي الحقيقي الذﻱ ينظر إلى رئيس الإيمان ومكمله الرب يسوع، سيجد الكون كله ممتلئًا من مجده!! ألمْ يقُل الرب نفسه : "أن رئيس هذا العالم قد طُرح خارجًا؟!". لذا عندما نتخلص من الإدانة والشر والتسلي بالفضائح ؛ انما نسلك طريق حمل الصليب والفرح الروحي اليقيني؛ الذﻱ لكل من يحمل الصليب بلا تذمر ولا تمرد؛ فيكون له النير هيِّنًا والحمل خفيفًا. أعضاء بعضنا لبعض؛ متشاركين في جوهر واحد، تسرﻱ فينا المحبة، لأننا في اليوم الأخير سنحاسَب على المحبة تنفيذًا أو تقصيرًا. فإما أن ننشر عبق رائحة المسيح الذكية، أو نُشيع رائحة موت ونتانة الروح وفسادها؛ إذا انجذبنا لإشاعة المذمَّة بجهل. تكون موجة الفساد واللوم قد اكتسحتنا، وتركنا ناموس المحبة والأدب المسيحي، مشوِّهين جمال وجه الكنيسة؛ "لأننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون؛ وفي الذين يهلكون؛ لهؤلاء رائحة موت لموت؛ ولأولئك رائحة حياة لحياة" (٢كو ٢ : ١٥). ما أشد حاجتنا لا إلى ألسنة لاذعة ناقدة هدَّامة، بل إلى الألسنة المصلية المسبِّحة الشاكرة؛ كي تحجز بين الصفين؛ فيقف الوبأ!! ويعفو الله عن جهالاتنا واحتقارنا للروح؛ وازدرائنا بالدم ودَوْسنا للمقدسات. وليعلَم كل من لديه روح هجومية وانتقاد مُرّ، أن العبرة في المسيحية بالنهايات وليست بالبدايات، كي لا يحكموا على شيء قبل الأوان، وكى لا ينصِّبوا أنفسهم قضاة؛ لأننا في مسيرة ضمن التاريخ الإلهي، حلاوتها في التوبة والبداية الجديدة لكل واحد "هَبْني يارب أن أبدأ"؛ لأن العِبْرة في أن أبدأ أنا؛ لا في أن أنشغل ببداية غيرﻱ؛ أن أنظر إلى نفسي لا أنظر لمن حولي؛ لأننا جميعا لسنا في نهاية الرحلة؛ بل في محطة لا تتوقف لنتجدد ونتغير. حبة حنطة مستقبلها في دفنها، وخميرة عملها في تخميرها، محترمين الفروق الفردية بين المؤمنين في الكنيسة؛ من جهة نموهم التدريجي (٢كو ٣ : ١) (أف ٤ : ١٣).إذا كان الكاهن موضوعًا كي يكون إيقونة للكاهن الأعظم خادمًا لأقداسه، إذن من يذمه يشترك في تقويض عمل الخدمة الإلهية، بالسوء الذﻱ يقدحه (أع ٢٣ : ٥). فإن كان هناك لأحد رأﻱ فيه؛ فليذهب إليه ويعاتبه بوضوح ومحبة شُجاعة موصولة بالحوار الهادف؛ لأنه إن كانت النميمة سيئة ومذمومة في حق الناس، فكم وكم تكون في حق الكاهن!!، لأنها لا تمسّ شخصه فقط بل عمل الخدمة الإلهية والرعاية، حتى أن الشيطان يجد أداة تعمل لزعزعة الثقة وإشاعة المذمة؛ التي غالبًا ما تكون مبنية على أوهام وتصورات مبتورة؛ تتصوب نحو هدم العمل الإلهي، للانصراف في الملاسنات والدمدمة وشيوع الدينونة. ربما في أحيان كثيرة تأتي هذه الإسقاطات نتيجة قصور في الرؤيا والمحبة تارة وتارة أخرى بسبب علو سقف المثاليات، التي يصعب على الكاهن أن يتممها؛ لأنه من طين؛ وسيموت من طين.من يبتغي البناء والإصلاح عليه أن يتخذ الوسيلة الواجبة لاحقاق الحق؛ ولا يتبع الذم والهدم والوهم والتشهير؛ ولا يتخذ من التهجم والهمجية وسيلته خلوًّا من الأدب والحياء. فقد وصل بالبعض التطاول في صفحات الجرائد وفي فسحات الإنترنت وفي ساحات القضاء!! ووصل بالبعض تعمُّد إفساد روح العبادة وتحويل الكنيسة بالتطاول والصياح والهتاف؛ إلى مغارة لصوص، (حسب قول السيد الرب). وتشخيصي لما يجري بأن عدوىَ التمرد المجتمعية قد استشرت وأصاب فيروسها كثيرين، دون تمييز ولا تقدير، فاستهوت غير المميزين والمحرضين حتى اختلّت معاييرهم؛ وتجردوا من وعي الأصول الروحية، مُعطين أعداء صليب المسيح فرصة الشماتة وإهانة المقدسات، ما دُمنا نحن قد استبحناها، وما دُمنا تركنا عنا أصول حياة القداسة والاستقامة في معاملاتنا وسلوكنا بمخافة واتزان متعقل ومعقلن .وأقول أن كل نقد جارح؛ ننهش ونأكل به بعضنا بعض يؤدﻱ إلى فنائنا، وأن الاغتياب بالأوصاف والاتهامات القبيحة لإرضاء نزوات وعداوات القلوب المتغربة عن الله، أدَّى إلى التجديف على الاسم الحسن بسببنا، حتى فاحت رائحة النهش؛ عندما قرأها رجل الشارع والجميع من كل مِلَّة، فصفَّر بفمه وضرب كفًّا على كف، لخروج خصوصياتنا على الملأ.فلنتذكر جميعًا غَيْرة صبانا؛ ولماذا تغربنا عن أنفسنا وعن وديعة قلوبنا وسريرتنا الطيبة. الله هو نصيب الكاهن؛ وهو الذﻱ سيحاسبه على نذور تعهداته وتكريسه، فلا تدفعه بذمك وغَيّك الشخصي أن يدخل معك على الخط، لأن في ذلك خسارة وتشويهًا للأيقونة؛ لا ترضاها ولا يرضاها كل غيور على الخلاص. سالكين بعفة واحتراس، محسوبين من البنَّائين المَهَرَة، ومن المعاونين المتعاونين؛ لا من المخربين والخائنين الهدَّامين، حتى لا نعمل لحساب إبليس؛ فتتعطل الخدمة وتُلام بسببنا، ستَّارين على العيوب، محبين في كل شيء، رحومين كسيدنا الرحيم، موضوعيِّين لا شخصانيين، وغيورين على الهدف والوسيلة أيضًا. هناك قوانين موضوعة منوطة لمثل هكذا أمور، وهناك أيضًا جهات اختصاص هي التي تضطلع بالفصل لا بُد أن تُتبع في كنيسة نقية قوية راسخة؛ حملت وتحمل صليبها عبر كل الزمان، لتسلمه للآتين بلا دنس ولا غضن ولا شيء من ذلك، وهي لا ترضى إلا أن تكون بهية بهاء الشمس والقمر .لقد قال معلمنا يعقوب الرسول عن اللسان بأنه نار تحرق؛ وأنه سُمٌّ قاتل؛ وأنه أكثر حِدَّة من السيف، وأننا سنعطي حسابًا عن كل كلمة بطَّالة. لذلك لنرى دائمًا العالم من حولنا بعين التفاؤل والرجاء، ناظرين إلى الحسن والحلو والإيجابي، لأن المتخبط والمرتاب لا يرى أﻱ نور ولو بصيص، فيستعمره الشيطان المستبِد؛ ويجرّه جرًّا لخسف الآخرين. أما الكاهن عليه أن يقدم دليل كهنوته للمقاومين؛ عندما ينظر إلى نفسه ويصححها؛ منتفعًا من كل رأﻱ بنَّاء، وعندما يذهب إليهم مبادرًا؛ ليقبِّل أقدامهم ويغسلها، عندئذٍ ستسقط القشور عن عيونهم؛ ويبصروا ما هُم عليه، لأنه خادم لكل أحد ولا ينفِّر من أحدًا، حتى من الذين يذمُّوه كي يقرِّبهم.. وحتى لا يكونوا ضمن من يشتكوا عليه في اليوم الأخير.ساعيًا إليهم بحب واعٍ وأُفُق واسع؛ لا ليدللهم بل ليردهم. ولا ليكسبهم لشخصه؛ لكن ليضمهم إلى راعي نفوسهم؛ ويحملهم إلى فندق الكنيسة؛ كما فعل الرعاة إغناطيوس الأنطاكي وبوليكاربوس وكبريانوس وأثناسيوس وكيرلس وبطرس خاتم الشهداء وأغسطينوس؛ الذين مع كونهم كهنة عتيقي ومؤصلي القِدَم، إلا أنهم انحنوا وغسلوا الأقدام؛ كسيدهم الذﻱ كان مرتسمًا عليهم بنور دعوته. القمص أثناسيوس جورج
المزيد
21 أغسطس 2020

العَذْرَاء مَريَمُ كليَّة الطهْرُ

رؤية آُبائية الكنيسة الأرثوذكسية لا تجعل من علم المريميات Μαριολόγυ موضوعًا عقائديًا مستقلاً بذاتو بل يظل متكاملاً مع لرموع التعليم الدسيحي القائم على أساس ال ) Χριστολόγυ ) متأثرًيا كثنًًا بالتعليم عن الريوح القدس ) πνευματολογία ( من خلال التدبنً مريتبطًا بشدة بحقيقة التعليم عن الكنيسة ) Εκκλησιολόγυ .) لذلك نظريتنا إلى العذراء القديسة في كل شيء لا تتخذ كامل معناىا إلا من خلال سري الخلاص والتجسد الإلذي، فتقليدنا الكنسي لا يعتبرىا أبدًا موضوعًا مستقلاً وقائمًا بحدّ ذاتو، بل يرياىا دائمًا من خلال دورىا في تدبنً الخلاص. وإن كان تقليدنا برُيمّتو يتضمن مدائح وتكرييم وثيؤطوكيات لكنو في الوقت نفسو لم يحسبها موضوع بحث نظريي خاص يُدرّس بحد ذاتو، أو مسألة عقائدية مستقلة. فالآباء الأولون تكلموا عنها في سياق الدناسبات والتفاسنً والكتابات والليتورچيات من أجل ارتباطها بالخطة الإلذية للخلاص، بعد أن خدمت خلاص البشري وتم بواسطتها قصد الله القديم، وأجابت بإرادتها الحرية )ىوذا أنا امَة الريب، ليكن لي كقولك( في تذكار البشارة الدسمىَ في الليتو رجية )رأس خلاصنا(. قبلت غنً المحوي في بطنها، ومن قِبَل تذريتها أدرك الخلاص جنسنا، وأشريق لنا منها شمس البِر، قدمتو لنا لزمولاً على ذراعيها، ولدتو بإتحاد بغنً افتراق، ولدتو كالنبوة بغنً زرع ولا فساد، وبقيت عذراء بعد الولادة وبتوليتها مصونة بأمري عجيب، فهي ق بُّة وقدس أقداس، وتابوت مصفح بالذىب من كل ناحية، صارت أمًا لله، عمانوئيل ابن العلي، وقد ثبَّت لرمع أفسس ) مٖٔٗ( مسكونيًا لقب "والدة الإلو الثيؤطوكوس" ىذه التسمية ذات الواقع اللامتناىي. فالكنيسة الأرثوذكسية نادرًا ما تريسمها وحدىا بل جالسة عن منٌ الدلك حاملة دومًا ابنها الإلذي بنٌ ساعديها ومتوَّجة كملكة، ىي أعلى من الشاروبيم وأجَلّ من السنًافيم؛ لأن الآب تطلع من السماء ولم يجد من يشبهها، فأرسل وحيده أتى وتجسد منها، غنً الدنسة العفيفة قبلت بإرادتها الحرية وىي نذيرية الذيكل أن يَفِد إليها الابن الوحيد، فصارت الشريط البشريي الدباشري والدوضوعي للتجسد، والدكان الحي حيث سكن العلي في بطنها، ودُعيت سماء ثانية جسدانية، وصارت أيقونتها ىي أيقونة التجسد، واسمها ولقبها صار يحوي سري التدبنً الإلذي للخلاص، بإسهام إمانها وطاعتها وطهارتها وفقريىا ونذرىا وتكرييسها وإرادتها، وبواسطتها أصلحنا الله مرية أخريى من قِبَل صلاحو، فأخذ الدسيح وجو إنسان، وارتبطت ىي بو ارتباطًا عضويًا، ارتباطًا فرييدًا مع شخص كلمة الله الذي اتخذ جسدًا من جسدىا، وأراد أن يكون ابنها بالدعنى الكامل للكلمة. إنها العَجنة والسماء والأرض، والنسل الجديد، حواء الثانية أم كل حي، حَجْلة الريب الدتسريبلة بالشمس، مدينة الله التي قيل عنها أعمال لريدة، لأنها أرفع وألرد بغنً قياس من كل الطغمات، وىي وحدىا البرئية التي استحقت أن تكون الأم والعبدة، الأم الدائمة البتولية، الأم والعذراء، عظمت الريب فأزىريت وأوسقت تذرًيا، وابتهجت بالله لسلصها ففاح عنبرىا بوحدانية لا يُنطق بها، ونضح الحبور عليها في الريوح القدس فنادت في أرضنا وأينعت لنا تذرية الريوح، حبلت بالفريح وولدت بالفريح، وىي يُنبوع الحياة الفائض الذي نبعت لنا منو نعمة اللاىوت، فصارت عنبرًا لستارًا ومامة عقلية وسبب فريح وخلاص وعتق ونجاة وفخري وشفاء وكريازة وكريامة وثبات ورفعة وقوة كل من يتشفع بها. ففي رقادىا أيضًا ما أهملت العالم وما تريكتو لأنها الشفيعة الدؤتدنة التي تستر العالم بجناحيها وتحريسو بزنارىا، وىي قوية في الحريوب، ناظرية إلينا من الدواضع العلوية، تريفع ألحاظها وتوصينا تريعًا )مهما قال لكم ابني تفعلوا( ونحن نقول لذا )الفريح لكِ يا والدة الإلو مرييم أم يسوع المسيح. القمص أثناسيوس چورچ
المزيد
13 أكتوبر 2018

المرتل حبيب الميراهم

(من رواد مدارس احد اسكندرية) حضر الى الاسكندرية سنه ١٩٢٣م ، وعين مرتلاً بكنيسة العذراء بمحرم بك منذ يومها الاول ( عيد السيدة العذراء ١٦ مسري ١٦٥١ ش / ٢٢ اغسطس ١٩٣٥ م ) ، فقد حضر تدشينها الجليل بيد البابا يؤانس التاسع عشر البطريرك ( ١١٣ ) ؛ ومنذ ذلك الحين تعهد الغروس النابتة في حقل مدارس الاحد ؛ والتي اثمرت خوارس شمامسة اشتهرت بالاتقان ؛ اسموها بالفرق الشماسية ؛ بتشجيع ابينا القمص يوسف مجلي والقمص فيلبس بطرس والقمص اسحق ابراهيم والقمص مرقس باسيليوس والقمص ميخائيل سعد ( الذي تزوج بشقيقته المرحومة تفيدة حنا الميراهم ) ؛ والقمص عبد المسيح مقار ..مع اشتراك شمامسة جمعية النهضة ( نهضة الكرازة ) . ومساندة العلامة يوسف حبيب استاذ التاريخ الكنسي باكليريكية الاسكندرية ؛ ثم ا. عبد المسيح رزق الله رئيس الشمامسة ( المتنيح الطيب الذكر ابينا القمص جرجس رزق الله / المكس ) . مع اخوة مشهود لهم بعشرة الروح القدس ؛ مفروزين للعبادة الصادقة . كان المرتل حبيب حنا الميراهم ؛ تلميذاً للمعلم ميخائيل الكبير البتنانونى ، تسلم منه الالحان والتسبحة الكنسية فماً لاذن . وكرس حياته متبتلاً لخدمة التسبيح بالكنيسة ، وقد تلمذ جمع كبير من الخدام الذين استلموا الالحان الليتورجية القبطية ، ضمن جيل خدام ارثوذكس محبين للمسيح ، إذ انه لا يوجد انفصال ولا ازدواج بين خدمة المذبح وبين خدمة الكلمة . فالكل يحتاج الى الخدمة ، والخدمة تحتاج الى الكل . المعلم فى الكنيسة كان يسمى ب"العريف" لانه هو مرجع السائل ، والمرتل حبيب جمع فى عقله وقلبه موسوعة من العلوم الكنسية والكتابية والتقاليد الموروثة . كان انيقا ومهاب الجانب لذلك كان لرأيه كل الاعتبار فى اوساط خدام مدارس الاحد الذين تأثروا به جداً ووعوا دوره ؛ كمربي وعالم يعيش ترنيمة الرب الجديدة برباب العشر اوتار ؛ وكقيثارة شجية منسجمة العطاء والطاعة ؛ بوقار تشربه ابناء التربية الكنسية ؛ وتوارثوه علي مدي الاجيال ؛ منهم من يسلم ومن يشرح ويحفظ ؛ ومنهم من يطور ويبدع ؛ لتكميل المسرة الروحية التي جمعت وكملت واثمرت ؛ في ربوع الكنيسة ؛ واعطت اتساعا جيل من بعد جيل . كان المرتل حبيب خزينة متحركة في علوم البيعة ، علاوة على درايته التفصيلية بأصول العبادة وطقسها وروحانيتها . متمكناً فى اصول القراءة باللغات ومبادى النحو والصرف ، مدققاً فى تسليم الالحان وطقوس المناسبات ، فأوكلت اليه مهام التحفيظ والتسليم والشرح للاولاد الذين ازدحمت بهم افنية الكنيسة "الحوش الممتد المحيط بالكنيسة" . وقد عهدت الكنيسة له بتأسيس خوارس للخدمة الشماسية ، وعمل الدروس المنظمة على مثال الكتاتيب ؛ لتعليم ابناء مدارس الاحد اللغة والالحان والطقوس فتشربوا منه الاتقان والعفة وامانة التسليم . وقد عرف عنه تدقيقه و قدرته على التعليم بالرغم من تجربة فقده لبصره ، حيث رفعه تبتله وتكريسه ليحلق فى افاق روحية عالية . ولان المثيل يستريح الى مثيله فقد زامله المؤرخ العلامة المقدس يوسف حبيب لتكوين خدام كنسيين ارثوذكسيين متقنين للعبادة والطقوس الكنسية . فلا ينبغى ان يكون هناك انفصام او انفصال بين التربية الكنسية والخدمة الشماسية . لان خدمة مدارس الاحد لم تؤسس من اجل صناعة عقلية ؛ بل من اجل الارتباط بمسيح الكنيسة ؛ التي لاخلاص لاحد خارجها ..والتي لايستطيع احد ان يقول بان الله ابا له ؛ ما لم تكن الكنيسة امه حباه الله بموهبة طلاوة الصوت ، وبحنجرة روحانية متوهجة طبعت على الاجيال اشتياق التسبيح وجماله ، مع مداومة العبادة كسمة اصيلة عند كل خادم حقيقى فى مدارس الاحد ؛ فاضحي ايقونة فى الاهتمام بتنشئة اجيال التربية الكنسية فى جو الليتورجيات وعيش العبادة ؛ عربون مواريث المختارين . حتي مضي في خدمة فصول التعليم الي اخر نسمة من حياته ؛ وتنيح بسلام فى ٢٢ فبراير ١٩٨١م . القمص اثناسيوس فهمي جورج كاهن كنيسة مارمينا – فلمنج الأسكندرية
المزيد
13 أكتوبر 2020

( تذكار عظيم)

نياحة القديس فيلبس احد السبعة شمامسة سمى بالانجيلى المبشر احد السبعة " كان يكرز بالمسيح" ( أع ٥:٨)، وكان له اربع بنات عذارى يتنبأن . تعين بحكمة الله ليكمل خدمة الكنيسة فى غربتها على الارض من حيث اعواز الزمان . مملوءآ بالايمان والروح القدس والحكمة ، وعلى مستوى عال من التصرف ، وكان الثانى من السبعة الذين انطلقوا بروح الحرية من عالمهم الكرازى الكبير Macrocosm الى العالم الصغير Microcosm ، وهو من الذين تشتتوا وجالوا مبشرين بالكلمة ... صنع ايات وعجائب واخرج أرواح شريرة . وكثيرون من المفلوجين والعرج شفاههم فكان فرح عظيم (أع ٤:٨) . وهو الذى عمد الرجل الحبشى خصى وزير كنداكة Candake = Candace ورافق مركبته وعمده ، وبعد ذلك خطفه الروح ليجتاز مبشرآ فى جميع الامم . فيلبس هذا عندما تشتت نثر زرع فلاحة الله وجال يصنع خيرآ ، وقدم الإنجيل للأمم واخرج شياطين ( اكسورسزم) Exorcism فصدق الناس بشارته بالأمور المختصة بملكوت الله ، وعمدهم باسم الثالوث القدوس ، وقد فتح عصر أنبياء العهد الجديد بلا منازع حتى صارت طغمة قائمة بذاتها بعد الرسل ، حسبما جاء فى كتاب " الديداكية" حيث وردت الاشارة عن أنبياء العهد الجديد ، وتسخير الله لهم بقوته ومبادراته اللامتناهية وتوظيفه للاوقات والأزمنة والملائكة والناس والأرض واختيار القراءات النبوية لتوصيل رسالة الخلاص . تأتي عظمه فيلبس المبشر كونه شرح سر الخروف المذبوح !! السر المخفى منذ الدهور والذى فتش وبحث عنه الانبياء ، باحثين عن الحمل السالم الصامت الذى جز وصلب ولم يفتح فاه " فمسكوه / وسألوه ودانوه / وسيق الى الذبح / وانتزع قضاءه = خسر قضيته / فقطع من ارض الاحياء" ، اما وزير الخزانة تعمد وأخذ كنز الكنوز Treasury، وامن بالرب يسوع ، ثم اختفى فيلبس ولم يبصره الخصى بينما ذهب هو فى طريقه فرحآ . فلنفرح بخلاصنا ونقتنى كنزنا ونخدم بالروح والملء كما فيلبس الذى فتح أبواب للإيمان وجمع ثمرآ وصيدآ وحصادآ . القمص اثناسيوس جورج كاهن كنيسة الشهيد مارمينا فلمنج الاسكندرية
المزيد
20 أكتوبر 2018

د. موريس تواضروس

(العالم والفيلسوف اللاهوتي) فارقنا علامة فارقة من علامات هذا الجيل وهذا القرن ، د. موريس تواضروس عبد مريم ؛ المعتبر من المع علماء اللاهوت الاقباط المعاصرين ؛ و الذي صار صوت القبط اللاهوتى العالى وسط المحافل المسكونية الكنسية . تتلمذ للقديس الارشيدياكون حبيب جرجس "مدير المدرسة الاكليريكية" ، وكان من اول دفعاتها ؛ بل والاول علي دفعة القسم النهاري سنة ١٩٤٩.ثم حصل علي درجة الدكتوراة في مبحث ( الشخصية الانسانية عند القديس بولس الرسول ). وقد صار اهم مرجعية لليونانية ورئيس قسم العقيدة واللاهوت الكتابي بالكلية الاكليريكية القبطية ؛ وساهم في اعادة تاسيس كلية السريان - بمعرة صيدنايا بسوريا . دراسته للاهوت لم تكن فقط نتيجة جهد العقل ، لكنها اتت معبرة عن معرفة الهية "روحية وصافية وسماوية وسامية وغير كاذبة" ، معرفة خبرة ووداعة وانسحاق وغيرة ملتهبة وشركة مع الثالوث . في قانون الحق كوديعة متجددة ؛ فكرا وقورا وتقويا لائقا . من عاشره اشتم فيه عبير النساك والزهاد ، وانفاس الاتقياء الهدوئيين الحاذقين فى الخبرة والقناعة العقلية والايمانية ، هادئ الطباع ، خلوقاً بالطبيعة ، يحترم الكهنوت جداً ، ويهاب السلطان الكنسى ، سالكاً بحكمة وسط انواء وتيارات الازمنة . تضمنت كتاباته شروحات وتفسيرات وتعليقات ؛ وتأصيل ابائي . ورسالة تخاطب الروح ، فى اسلوب ادبى" واضح الفكر "؛ " وسهل الفهم " ، وربما تكراره كان من اجل بلوغ المدراك . عاش د. موريس هاضماً للكتاب المقدس ، ساعياً لمقاصده ، ومفسراً شارحاً ، ويحق ان نسميه "فلاحاً يحرث الكتاب المقدس بعهديه" . حيث كان الكتاب هو مرجعه وحجته الاساسية ، متقنا للتوثيق والحجة الابائية التى سلمها وحفظها كى تتخلى من المخابئ والزواياالخفية كل ظلمات البدع والانحرافات الايمانية . يعتبر للدكتور موريس الريادة فى اقتحام مجال الدراسة والبعثات ، فى زمن ضعفت وشحت فيه الامكانيات ، لكنه بلغ مراده كعالم لاهوتى ، له باعه الكافى في الالمام التام بأصول اللغة اليونانية .وله الفته الشديدة مع اساليب التفكير اليونانى الابائى ، مكرساً حياته لتكون وقفاً ابدياً ، من اجل خدمة التعليم الكنسى ؛ وقد أملت عليه الضرورة وموقعه الاكليريكى ، ان يحمل مشعل الدراسة والبحث والتدريس والتصحيح والترجمة والتلمذة المستقيمة عبر هذا القرن . فعلم خوارس الكنيسة القبطية بكل رتبها وطغماتها علوم البيعة ، منشغلاً بالكتابة والتدريس والتأليف والنشر اللاهوتى الابائى ؛ بقدرة ومهارة ومثابرة كثيرة . لقد اخذنا بكتاباته وتعليمه من ذروة الى ذروة ، فى غيرة متقدة موثقة بخطة كان يضعها فى راسه ، ثم يفصح عنها عندما تناقشه عما سيقدمه ، ويشاركك حلمه واشتياقه عندما يكون مؤرقاً من جهة مهمة يريد ان ينجزها . اما اذا وثق بإهتمامك وتعاطفك فى (قضيته العلمية اللاهوتية) . حينئذ سينقلك للمعانى الاكثر واقعية ، ويضعك كمسؤل معه بالتوسل ؛ كى لا يخيب امله فى استكمال ما ينجز . واذكر انه فى اخر اتصال تليفونى تم بيننا ، كان متحمساً ثائراً مؤرقاً من جهة استقامة التعليم ووحدته ، لكننى كنت مشفقاً على شيخوخته ، خاصة انه ذكر لى ان ما يكلمنى بصدده لم يجعله ينام الليل ، فرجوته ان يستريح يسيراً لكنه رفض ما لم اعده ( اوعده ) بالمساهمة فيما يسعى لاستكماله؛ حتي يصل الي اقصى درجة ممكنة لبيان الحقيقة . كم كان مشجعاً ، ومنمياً لصغار النفوس ، وكم قدم من عرقه وعلمه ودمه حتى النفس والفلس الاخير؛ سواء في حقل الاكليريكية او في حقل مدارس الاحد والتربية الكنسية التي كان من خيرة الرواد فيها . فحياته الحقيقية كانت عملاً صحيحاً وفكراً صحيحاً . نيح الله نفسه المباركة التي انطلقت الي المجد الاسني في ٤/ ٨ / ٢٠١٨ ؛ لتسبح الذكصا وترنم لحن اللاهوت في كورة الاحياء الي الابد القمص أثناسيوس جورج كاهن كنيسة مارمينا – فلمنج الأسكندرية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل