المقالات

16 مايو 2023

فاعلية الإيمان بالقيامة

إيماننا بالفداء والقيامة ... أهنئكم أحبائي بعيد قيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح راجيا أن نعيش جميع سلام وأفراح وقوة القيامة. وان نحيا جميعا على رجاء القيامة مع المسيح القائم منتصرا علي الشيطان وعلي مملكة الشر وعلى الموت واهبا الحياة للذين فى القبور. وثقين ان الآم الزمان الحاضر لابد ان تنهي مهما طال العمر أو قصر، وانه بعد حمل الصليب وتبعية المصلوب هناك مكافاة للأبرار والقيامة المجيدة وافراح السماء. فنحن ابناء القيامة والحياة الأبدية نحيا فى فرح وقوة لا تهاب الموت بل نشهد للمسيح القائم ونعلم ان الموت هو جسر عبور لنا للسماء. لقد اخبر السيد المسيح بقيامته التلاميذ كما أعلن لهم صلبه قبل حدوثه حتى يطمئنوا وهو عالم بالضعف البشري { لانه كان يعلم تلاميذه ويقول لهم ان ابن الانسان يسلم الى ايدي الناس فيقتلونه وبعد ان يقتل يقوم في اليوم الثالث} (مر31:9). وقد تمت الاحداث الخلاصية والصلب بشهادة الاعداء قبل الاصدقاء وتمت محاكمة السيد المسيح أمام قيافا وحنان ثم أمام مجلس السنهدريم وامام بيلاطس البنطى الوالي وهيرودس الملك وقد تم الصلب امام الكثيرين وتحدث من فوق الصليب مع أبيه السماوي ومع أمه ويوحنا ومع اللص اليمين ومع الجموع طالبا لهم المغفرة وفى حضور الجند الرومان وحضر دفنه وتكفينه يوسف الرامي ونيقوديموس ودفن فى قبر جديد لم يوضع فيه احد قط بل شهد الاعداء قبل الاصدقاء انه صلب وأمروا بحراسة القبر عالمين انه قال انه سيقوم فى اليوم الثالث { وفي الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون الى بيلاطس. قائلين يا سيد قد تذكرنا ان ذلك المضل قال وهو حي اني بعد ثلاثة ايام اقوم. فمر بضبط القبر الى اليوم الثالث لئلا ياتي تلاميذه ليلا ويسرقوه ويقولوا للشعب انه قام من الاموات فتكون الضلالة الاخيرة اشر من الاولى. فقال لهم بيلاطس عندكم حراس اذهبوا واضبطوه كما تعلمون. فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر} ( مت 62:27-66). فلم يتم الصلب والفداء والقيامة خفية حتى ينكرهم البعض وليبقى الله صادقا وأمينا وليتشدد المؤمن ويحيا فى سلام وإيمان بقوة المسيح القائم. نعم قد يتعرض إيماننا للضعف والخوف ونحن نواجه التجارب، وعندما نحارب ولكن لن يتخلى عنا الله ابدا بل وعدنا انه معنا كل الأيام والى إنقضاء الدهر، وكما ظهر للتلاميذ الخائفين بعد قيامته مبددا خوفهم مانحا لهم السلام والفرح والقوة ليبشروا بكل مجاهرة بفداء وقيامة الرب من الاموات، فلنصلى فى ثقة وإيمان ورجاء والله قادر ايضا ان يبدد خوفنا ويزيل ضعفنا ويهبنا السلام ويحول الحزن الى فرح والضعف الى قوة ويجعلنا شهود امناء للقيامة. محاولات فاشلة لمقاومة الإيمان.. لقد حاول البعض قديما كما الأن ان يخفوا حقيقة القيامة، فعقب قيامة الرب وظهوره وانتشار خبر القيامة بواسطة الجنود الرومان المكلفين بحراسة القبر، حاول البعض أخفاء القيامة وتكذيبها { وفيما هما ذاهبتان اذا قوم من الحراس جاءوا الى المدينة واخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان. فاجتمعوا مع الشيوخ وتشاوروا واعطوا العسكر فضة كثيرة. قائلين قولوا ان تلاميذه اتوا ليلا وسرقوه ونحن نيام. واذا سمع ذلك عند الوالي فنحن نستعطفه ونجعلكم مطمئنين. فاخذوا الفضة وفعلوا كما علموهم فشاع هذا القول عند اليهود الى هذا اليوم.}(مت 11:28-15). لكن شيوع الخبر الكاذب لدى هؤلاء لم يخفى حقيقة قيامة السيد المسيح بل اظهر كذبهم ونفاقهم، فلو كان الجند نيام فمن اين قد عرفوا ان التلاميذ هم سارقوا الجسد المقدس، وان كانوا متيقظين فهل يتركوهم يسرقوه؟. وهل يقدر الرسل الخائفين ان يقوموا بذلك. وهل يدعوا كذبا ان المسيح قام وهو لم يقم من الموت، بل يتعرضوا للموت والاستشهاد شهادة للمسيح القائم. لقد اعلنت الملائكة خبر القيامة للنسوة الخائفات فى زيارتهن للقبر باكر احد القيامة { فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع. وفيما هن محتارات في ذلك اذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة. واذ كن خائفات ومنكسات وجوههن الى الارض قالا لهن لماذا تطلبن الحي بين الاموات.ليس هو ههنا لكنه قام اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل. قائلا انه ينبغي ان يسلم ابن الانسان في ايدي اناس خطاة ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم. فتذكرن كلامه. ورجعن من القبر واخبرن الاحد عشر وجميع الباقين بهذا كله. كانت مريم المجدلية ويونا ومريم ام يعقوب والباقيات معهن اللواتي قلن هذا للرسل.} ( لو 3:24-10). ثم ظهر لتلمذى عمواس ثم للرسل مجتمعين { وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم سلام لكم. فجزعوا وخافوا وظنوا انهم نظروا روحا. فقال لهم ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر افكار في قلوبكم. انظروا يدي ورجلي اني انا هو جسوني وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي. وحين قال هذا اراهم يديه ورجليه.} ( لو 36:24- 40). لقد ظهر المسيح بعد قيامته لمريم المجدلية اولا (مر9:16) ولبطرس الرسول(لو 12:24). كما ظهر للتلاميذ فى غياب ثم فى حضور توما واراهم حتى جرح جنبه من أتر الطعن بالحربة . وظهر للتلاميذ على بحيرة طبرية (يو1:21-7) وظهر بعد ذلك لخمسمائة مؤمن وظهر بعد لجماعة المؤمنين وكانوا يزيدوا عن خمسمائة مؤمن ثم ظهر لشاول مضطهد الكنيسة الذى شهد للقيامة {فانني سلمت اليكم في الاول ما قبلته انا ايضا ان المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب. وانه دفن وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب وانه ظهر لصفا ثم للاثني عشر. وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لاكثر من خمس مئة اخ اكثرهم باق الى الان ولكن بعضهم قد رقدوا. وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل اجمعين. واخر الكل كانه للسقط ظهر لي انا} (1كو 3:15-8) لقد برهن السيد المسيح للرسل علي قيامته مرات كثيرة { الذين اراهم ايضا نفسه حيا ببراهين كثيرة بعدما تالم وهو يظهر لهم اربعين يوما ويتكلم عن الامور المختصة بملكوت الله} (أع 3:1). لكي يحمل الرسل هذه البشري السارة لكل العالم وهم قلة قليلة بلا سيف ولا مال أو سلطان جالوا فى كل الأرض وفى سني حياتهم وصل الإيمان الى كل الارض. قد يتسأل الانسان لماذا لا يظهر لنا السيد المسيح الأن ويدعونا للإيمان ويعلن مجده علانية. وتنهى المجادلات العقيمة ويؤمن الكثيرين. وقد نجد بعضا من الإجابة فى ظهور الرب القائم لتوما الشكاك {وبعد ثمانية ايام كان تلاميذه ايضا داخلا وتوما معهم فجاء يسوع والابواب مغلقة ووقف في الوسط وقال سلام لكم. ثم قال لتوما هات اصبعك الى هنا وابصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا.اجاب توما وقال له ربي والهي. قال له يسوع لانك رايتني يا توما امنت طوبى للذين امنوا ولم يروا.} ( يو 20: 26-29). ان الله قد أعطانا الحرية ولا يريد ان نؤمن به كرها وتغصبا او تحت ضغط، سواء بالترغيب او الترهيب المادي أو الفكري بل نستخدم العقل وحريتنا فى الإيمان أو عدمه، كما نتحمل نتائج ذلك. لقد حمل لنا التلاميذ والرسل شعلة الايمان للعالم واستطاعوا ان ينطلقوا بعد حلول الروح القدس عليهم بقوة تغلبت بمحبتها وجرائتها فى الحق على العنف المضاد لهم فى الشهادة للإيمان فى أورشليم واليهودية والسامرة والى اقصى الارض حتى روما ويعتبر هذا التغيير العظيم لدى التلاميذ أكبر دليل مقنع على قيامة المخلص وعلى فاعلية القيامة فى التلاميذ والرسل وتغيرهم الفجائي وقد عرفوا انهم من عامة الشعب. وبالتأكيد لم يضحى التلاميذ والرسل بحياتهم من اجل الشهادة للمسيح القائم ان لم يكونوا على ثقة ويقين بقيامته والوهيته وكان من الاسهل عليهم ان يكرموا مسيحا ميتا كاحد الأنبياء الشهداء الذين يُبجل اليهود قبورهم حتى اليوم. ونحن قد آمنا بايمان ابائنا الرسل وانتشر الايمان بالمسيح المصلوب القائم فى كل الارض { وايات اخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم اذا امنتم حياة باسمه} (يو30:20-31). ان هذا الإيمان صنع القديسين واعطانا اليقين والثقة فى المسيح الغالب وبه نبشر بموته المحيي ونعلن قيامته المجيدة لكل احد كسبب للرجاء الذى فينا. الإيمان بقيامة الرب يسوع المسيح من بين الأموات هو هو من أسس المسيحية الراسخ ومصدر عزائنا ورجائنا فى الحياة الأبدية فكما قام الرب سنقوم نحن ونكون معه كل حين. فلابد ان يكأفا المؤمنين على تعب محبتهم وصبرهم ويعاقب الأشرار على جحودهم وشرهم. ان العادل لابد ان يعطى كل واحد حسب عمله ورحمته تدعونا الى الإيمان والتوبة وتقدم لنا المغفرة والحياة الأبدية وكما انه بأدم دخلت الخطية والموت الى العالم هكذا فى المسيح يسوع سيحيا الجميع كما يقول الكتاب المقدس { وان لم يكن المسيح قد قام فباطل ايمانكم انتم بعد في خطاياكم.اذا الذين رقدوا في المسيح ايضا هلكوا.ان كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فاننا اشقى جميع الناس. ولكن الان قد قام المسيح من الاموات وصار باكورة الراقدين. فانه اذ الموت بانسان بانسان ايضا قيامة الاموات.لانه كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع. ولكن كل واحد في رتبته المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه} ( 1كو 17:15-23). لقد تحدى اعداء السيد المسيح الرب مطالبين اياه ان ينزل عن الصليب ولم يظنوا انه بسلطانه وضع ذاته ليموت عن خطايانا ويقوم من اجل تبريرنا، وابقى أثار الجروح فى جسده المقام كشهادة محبة لنا فقد كانت الجراح رمزا لحياته وما تفعله الخطية ككسر لوصايا الله وكتذكير لنا لمدى محبته ومع ان الجراح تحولت الى ذكرى لكنها شاهد حي على محبة الله والفداء والخلاص. ثمار القيامة فى حياتنا الروحية لكي نتبين ثمار القيامة فى حياتنا الروحية، يجب ان نرى أثر القيامة على التلاميذ والرسل ونقتدى بهم ناظرين الى رئيس إيماننا ومكمله الرب يسوع المسيح. فقد اختلفت حياة الرسل فى ايام قلائل وتغيرت قدرتهم على رؤية العالم والأشياء وفقا لارادة الله، لقد تبدد ضعفهم الى قوة { وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت على جميعهم }(اع 4 : 33). وتحول خوفهم الى سلام وكان السلام يملاء قلوبهم رغم الضيقات والتجارب التي تعرضوا لها واثقين فى من قال لهم { قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33). { سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب }(يو 14 : 27). وتحول ضيقهم الى فرح { ولما قال هذا اراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ اذ راوا الرب (يو 20 : 20). وأمتلاؤا بالرجاء الصالح حتى ان بطرس الذى ضعف إمتلاء قوة للكرازة وبعظة واحده منه أمن ثلاثة الآف نفس. كانت القيامة سبب لرجاء بطرس الرسول { مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات} (1بط 1 : 3). وجال الرسل القديسين فى كل الارض يبشروا بايمانهم { وقال لهم اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها. من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن} ( مر15:16-16) وهكذا تتلمذنا وآمنا نحن { فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين}(مت 19:28-20). اننا مدعوين لان ناخذ من ثمار الإيمان بالمسيح القائم فى حياتنا ايضا، فالله هو امس واليوم والى الابد {غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله } (مر 27:10).اننا مدعوين لحياة السلام من رب السلام ومادام الله فى سفينة حياتنا فثقوا انها لن تغرق ابداً، بل سيأتي حتى فى الهزيع الأخير من الليل ويأمر الريح ان تسكت وهياج البحر ان يبكم.{ فقال لهم ما بالكم خائفين يا قليلي الايمان ثم قام وانتهر الرياح والبحر فصار هدوء عظيم} (مت 8 : 26). فى القيامة نحيا حياة الفرح الروحي كابناء وبنات الملكوت بمن دعانا من عالم الظلمة الى نوره العجيب. نفرح بخلاص الله وبمحبه لنا وبتعزية الروح القدس وثماره وبمواعيده الصادقة على رجاء مجد ملكوت الله والحياة الأبدية ولقائنا باحبائنا الذين إنتقلوا وبالقديسين وبالملائكة وبالحياة فى مع الله. يجب ان نصلى فى ثقة ونطلب ان يقوى الله إيماننا ليكون عاملا بالمحبة ويقوى رجائنا بمن على اسمه رجاء الأمم { الذي به ايضا قد صار لنا الدخول بالايمان الى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله }(رو 5 : 2). ان المسيح القائم يريد ان يعمل معنا وبنا ويدعونا ان نحيا بالإيمان ونثمر ويدوم ثمرنا حتى نحيا معه أمجاد القيامة فى مجيئه الثاني له كل المجد، أمين. القمص أفرايم الانبا بيشوى
المزيد
09 مايو 2023

قيامة المسيح ونتائجها فى حياتنا

المسيح قام ... بالحقيقة قام . "المسيح قام" هى تحية كل مؤمن لغيره طوال فترة الخماسين المقدسة، وهم يردون التحية قائلين " بالحقيقة قام". التجسد الإلهى يصل الى غايته والهدف منه فى القيامة المجيدة، التى هى إنتصار على الشيطان والموت. مات المسيح من أجل خطايانا وقام من أجل تبريرنا، لكى ما يقيمنا لنكون معه فى السماء. قام السيد المسيح وبرهن على قيامته المجيدة بالعديد من الظهورات والاحداث والنتائج وهذا ما اكد عليه القديس بولس الرسول { ان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم. ونوجد نحن ايضا شهود زور لله لاننا شهدنا من جهة الله انه اقام المسيح وهو لم يقمه ان كان الموتى لا يقومون. لانه ان كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام. وان لم يكن المسيح قد قام فباطل ايمانكم انتم بعد في خطاياكم. اذا الذين رقدوا في المسيح ايضا هلكوا. ان كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فاننا اشقى جميع الناس. ولكن الان قد قام المسيح من الاموات وصار باكورة الراقدين. فانه اذ الموت بانسان، بانسان ايضا قيامة الاموات. لانه كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع} (1كو 14:15-22). ظهورات السيد المسيح بعد القيامة لقد استحقت "مريم المجدلية " بأمانتها الداخلية العجيبة. ان تكون حاملة بشرى القيامة للتلاميذ والرسل. لقد جاءت إلى القبر مع المريمات والليل باقٍ، مدفوعين بمحبتهم للسيد الرب . وكانت مريم المجدلية أول أول من رأى الحجر مرفوعًا عن القبر. لقد أراد الرب أن تشهد بأن المسيح رافع خطية العالم قد قام. بعث السيد المسيح برسالة الفرح والسلام والانتصار مع المجدلية إلى تلاميذه الذين تركوه عند القبض عليه ولم يرافقوه حتى الصليب. لم يشر إلى كلمة عتاب واحدة، وكأنه قد أرسل إليهم يقول: "إني أغفر وأنسى " ارسل المجدلية معلنا شوقه للاتحاد بهم، ثم ظهر لهم ليعيد لهم الرجاء المفقود والايمان الموعود والفرح المعهود ويعلن اتحاده بهم بلا قيود. السيد المسيح قد تألم وقام لأجلنا لكي يقيمنا أحباء له "وظهر لتلميذى عمواس" فى الطريق مرافقاً لهما ومبيناً كل ما جاء عنه { كان ينبغي ان المسيح يتالم بهذا ويدخل الى مجده.ثم ابتدا من موسى ومن جميع الانبياء يفسر لهما الامور المختصة به في جميع الكتب} لو26:24-27. فإنه إذ قام اعطانا ان نقوم معه ونكون اصدقاء له ليلهب قلوبنا بمحبته وهو يشتاق أن يهبنا حياته المقامة. نراه يقترب من تلميذي عمواس، ويمشي معهما، ويحاورهما بلطف، ويلهب قلبيهما بمحبته، ويفتح بصيرتهما للتعرف عليه. إذ كانت أعينهما قد أمسكت عن معرفته، لكنه تقدم بنفسه إليهما ليبدأ الحديث معهما، وسألهما: "ما هذا الكلام الذي تتطارحان به، وأنتما ماشيان عابسين؟". فإن كان السيد قد تألم وصلب فالموت لم يفصله عن تلاميذه، وإن كان قد قام فقيامته لم تبعد به عنهم. بل لكي يقترب إلينا ويبادرنا بالحب، مشتاقًا أن يدخل معنا في حوار، لكي يقدم ذاته لنا، فتنفتح أعيننا لمعاينته وقلوبنا لسكناه فينا. إن قصة لقاء السيد المسيح بتلميذي عمواس اللذين أُمسكت أعينهما عن معرفته هي قصة كل إنسان روحي، يرافقه الرب كل الطريق، ويقوده بنفسه، ويلهب قلبه، ويكشف له أسرار إنجيله، ويعلن له قيامته، ويفتح بصيرته لكي يعاينه ويفرح به. قيامة الرب في أول الأسبوع،باكر الاحد، كانت بمثابة بداية جديدة للبشرية في علاقتها بالرب، إذ صار لها حق الحياة المقامة في الرب، لتعيش في سبتٍ جديدٍ فريدٍ هو راحة الحياة الجديدة في الرب والمُقامة معه والشركة مع المسيح المقام. ثم ظهر "للتلاميذ " فى العلية والابواب مغلقة { ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو اول الاسبوع وكانت الابواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم. و لما قال هذا اراهم يديه و جنبه ففرح التلاميذ اذ راوا الرب. فقال لهم يسوع ايضا سلام لكم كما ارسلني الاب ارسلكم انا.}( يو19:20-21 ). تحدث المسيح القائم من الأموات مع التلاميذ، فأعطاهم سلامًا جديدًا فائقًا، وتحدث معهم واراهم جراحاته التي في يديه وجنبه، فوهبهم فرحًا فريدًا بحضرته في وسطهم. أراهم يديه وجنبه ليطمئنوا أنه يسوع المصلوب نفسه بذات الجسد. لقد ترك آثار الجراحات شهادة حية لقيامته، وتبقى هذه الجراحات في الأبدية مصدر فرح ومجد، كعلامة حب إلهي عجيب لا ينقطع لخلاص البشرية. لقد وضع حجابًا على بهاء مجد جسده القائم من الأموات حتى يمكنهم معاينته والتحدث معه. يبقى السيد المسيح يبسط يديه ويكشف عن جنبه ويحتضننا بحبه ويروينا من ينبوع دمه العجيب، فنعلم أنه مادام هو حي فنحن بصليبه أحياء. لن يقدر الموت أن يحطمنا. جراحات صليبه هي لغة الحب القادرة أن تنزع منا الخوف من العالم، وتهبنا فرحًا داخليًا فائقًا.إنه دومًا يفتح بصيرتنا بجراحات صليبه، فندرك أننا لسنا نتمتع برؤياه فحسب، بل نتمتع بحضرته في وسطنا. ثم ظهر لهم أكثر من مرة طوال الاربعين يوم حتى صعوده يعرفهم أسرار ملكوت الله . وفى احدى ظهورات السيد المسيح، ظهر لأكثر من خمسمائة { بعد ذلك ظهر دفعة واحدة لاكثر من خمس مئة اخ اكثرهم باق الى الان لكن بعضهم قد رقدوا} (1كو 15 : 6).ليؤكد للمؤمنين قيامة المجيده ويرفع قلوبنا الى السماء لنقوم معه { فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله} (كو 3 : ). هذا هو إيمان الكنيسة الذي لخّصه الرسول بولس في عبارته الموجزة: "الذي أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا" (رو 4: 25). وكما يرى الدارسون أن هذه العبارة تمثل حجر الزاوية في قانون الإيمان الكنسي في عصر الرسول. نتائج قيامة المسيح فى حياة المؤمنين.. الإيمان والأنتصار .. كما نرتل فى ايام القيامة ونقول " المسيح قام من بين الاموات، بالموت داس الموت ووهب الحياة للذين فى القبور". فقد قام السيد المسيح واعطى المؤمنين نعمة القيامة كوعده الصادق فقوى الرب إيمان تلاميذه ومؤمنيه فى كل زمان وهذه هى الغلبة التى تغلب العالم { لان كل من ولد من الله يغلب العالم وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم ايماننا} (1يو 5 : 4) . فان كان لنا رجاء فى هذه الحياة فقط فنحن أشقى جميع الناس ولكن على رجاء المكأفاة والسعادة الابدية نجاهد ونحتمل ونصبر { لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة} (يو 28:5-29). الرجاء المبارك فى الحياة الابدية .. لقد وهبت لنا قيامة الرب يسوع المسيح الرجاء المبارك فنعيش ونموت على رجاء القيامة. واصبح لنا فرح برجاء القيامة لذلك بولس يقول عن الرب (انه باكورة الراقديين) لهذا وجدنا شهوة القديسين هى الانتقال من الحياة ليس كراهية فيها ولكن ابتغاء لحياة أفضل { لي اشتهاء ان انطلق واكون مع المسيح ذاك افضل جدا} (في 1 : 23). هذا أصبح الموت هو الجسر الذهبى الموصل للابدية للمؤمنين للالتقاء بالله وبالملائكة والقديسين{ كل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر} (1يو 3 : 3). الفرح الروحى والقوة .. لقد بدلت قيامة السيد حزن التلايمذ الى فرح { ولما قال هذا اراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ اذ راوا الرب} (يو 20 : 20). وتحول خوفهم الى قوة وسلام وإيمان راسخ ومجاهرة بالإيمان { فاجابهم بطرس ويوحنا وقالا ان كان حقا امام الله ان نسمع لكم اكثر من الله فاحكموا. لاننا نحن لا يمكننا ان لا نتكلم بما راينا و سمعنا} أع 19:4-20. وعندما هددوهم لم يخاف الرسل بل رفعوا الامر لله وجالوا مبشرين بكلمة الله كما ارسلهم السيد الرب ليكرزوا { والان يا رب انظر الى تهديداتهم و امنح عبيدك ان يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة }(اع 4 : 29). أخذ المؤمنين من الرب قوة ووعود من الرب بانه سيكون معنا الى الانقضاء فان كان الرب معنا فمن علينا { فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به و ها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين}( مت 19:28-20). حياة السلام القلبى والثبات فى الرب .. من الثمار الحلوة للقيامة المجيدة { سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم و لا ترهب} (يو 14 : 27). السلام الذى ينبع من الاحساس بوجود الله فينا ومعنا وقائداً لمسيرتنا وسفينة حياتنا {وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم و افكاركم في المسيح يسوع }(في 4 : 7). لقد بددت قيامة الرب يسوع شكوك التلاميذ وخوفهم وشك توما وعدم إيمانه ووهبت لنا الطوبى لاننا آمنا دون ان نرى { قال له يسوع لانك رايتني يا توما امنت طوبى للذين امنوا ولم يروا }(يو 20 : 29). فنحن واثقين بمن آمنا ولدينا يقين ثابت لا يتزعزع ان الله حى وعادل وامين وقادر ان يحفظ وديعة حياتنا الى النفس الأخير. قوة قيامة السيد المسيح هى التى الهبت قلوب التلاميذ والرسل للعمل الكرازى والشهادة حتى الاستشهاد، وهى مصدر العزاء للمؤمنين فى ضيقات وتجارب الحياة وهى التى هزمت الشيطان وقيدت سلطانه واصبح لا سلطان له على ابناء الله السالكين حسب الروح . الروح القدس وحلول .. وبقيامة الرب من بين الأموات وصعوده الى السموات وجلوسه عن يمين الآب ارسل لنا الروح القدس{ لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق لانه ان لم انطلق لا ياتيكم المعزي ولكن ان ذهبت ارسله اليكم }(يو 16 : 7).وهكذا حل الروح القدس على الرسل يوم الخمسين { لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم و تكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض} (اع 1 : 8). ومنحهم قوة الإيمان والعمل والكرازة، كما يحل على المؤمنين ويقدسهم ويقويهم ويقودهم ويقيمهم فى اليوم الأخير. فهنيئاً لنا نحن المؤمنين قيامة ربنا من بين الأموات ولنعش قوة القيامة وثمارها ونتائجها فى حياتنا ونكرز ونشهد بمن نقلنا من عالم الظلمة الى نوره العجيب. فكل عاما وحضراتكم تحيون فى ثمارونتائج القيامة الطيبة فى حياتكم. القمص افرايم الانبا بيشوى
المزيد
30 يوليو 2022

معنى وقيمة لحياتك

ونحن نسير فى برية هذا العالم لابد ان يكون لحياتنا أهداف نسعى لتحقيقها والوصول اليها والإ تصبح حياتنا بلا قيمة ولا معنى ، ونعانى مشاعر الأحباط والقلق والحزن ، ونسير فى الحياة من كريشة فى مهب الريح حائرة لا تستقر على حال من القلق ، ان الكثيرين ممن نقابلهم يحتاجون للمساعدة فى أكتشاف المعنى والقيمة من حياتهم ، اننا فى المسيح يسوع مخلوقين لاعمال صالحة سبق الله فاعدها لنسلك فيها ، ولهذا قال القديس بولس الرسول { أسعى نحو الغرض لأجعل جعالة دعوة الله العليا} (فيلبي3: 14) اننا لابد ان نعرف لماذا نوجد وما هى رسالتنا فى الحياة وماذا يحدث بعد الأنتقال الى السماء . كثير من سكان هذا كوكبنا لهم أهداف مادية متعددة والكل يبحث عن السعادة وتحقيق الذات سوا في جمع المال او نيل الرغبات او الوصول الي سلطة اومنصب وكلها اهداف مرحلية ستنتهي حتي بعد حين بانتهاء حياتنا علي الارض . والمؤمن الحكيم يجعل الأولوية لتحقيق الأهداف الروحية، على مثال القديسين الحكماء والعارفين بالهدف السليم والروحي والاول في حياتنا وهو ان نحب الله من كل القلب والفكر والنفس ونربط انفسنا بالله ، فعشرتنا مع الله تنمو وتذداد الي ان نصل الي السماء حيث نوجد معة كل حين ونفرح بوجودنا معة الي الابد ومع محبتنا لله يجب علينا ان ننمو فى محبة الإخرين ونحب أنفسنا أيضا محبة سليمة تقودها الى الخلاص والنمو والوصول الى الإبدية السعيدة . لقد اوجد الانسان الكثير من الوسائل التى تساعده للوصول الى أهدافه ، والحاجة أم الإختراع كما يقولون ، فمن أجل الوصول من مكان الى أخر أوجد كل وسائل الانتقال من الباخرة الى القطار ثم السيارة وحتى الطائرة ومن أجل سهولة الاتصال والتواصل أكتشف التلغراف والتليفون والمحمول والنت وكل وسائل الاعلام ، وهكذا أوجدنا كل الأختراعات من أجل تحقيق اهداف سامية والتى قد ينحرف بها الانسان عن هدفها الاصلى الى أهداف باطله او حتى سيئة، ولهذا يجب علينا ان نتسأل ما هو الهدف من وجودنا وهل أنحرفنا عن هذا الهدف لنصحح طرقنا ونعدل من درجة أنحراف البوصلة لنصل الى بر الأمان والأيمان . الأنسان ورسالته السامية ... جاء السيد المسيح له المجد ،كلمة الله المتجسد ، لكى يتمم خلاصنا ويعلن لنا محبة الأب السماوى ويقترب لنا بالمحبة والتواضع لنقترب الية ونتعلم منه { فقال لهم يسوع ايضا سلام لكم كما ارسلني الاب ارسلكم انا } (يو 20 : 21) نعم { انكم رسالة المسيح مخدومة منا مكتوبة لا بحبر بل بروح الله الحي لا في الواح حجرية بل في الواح قلب لحمية} (2كو 3 : 3). ولاننا غرباء على الارض ووطننا الحقيقى هو السماء فنحن سفراء لله وللسماء على الارض { اذا نسعى كسفراء عن المسيح كان الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله} (2كو 5 : 20) . والسفير توفده بلده ليمثلها فى البلد المضيف ويحمل قيمها ولغتها ويعمل على أعلاء مبادئها وتمثيلها التمثيل اللائق والمشرف ، فهل نحن كذلك ؟ ملح الارض ونور العالم ... يلخص السيد المسيح له المجد رسالة المسيحى على الارض فى العظة على الجبل بقوله { انتم ملح الارض و لكن ان فسد الملح فبماذا يملح لا يصلح بعد لشيء الا لان يطرح خارجا و يداس من الناس. انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل. و لا يوقدون سراجا و يضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة و يمجدوا اباكم الذي في السماوات} مت 5:13-16نعم الملح يعطى مذاقة للطعام ونحن نعطى مذاقة روحية لمجتمعنا والملح رخيص الثمن والمسيحى يجب ان يكون متواضعا وهو ضرورة فى مجتمعه رغم تواضعه والملح يحفظ الطعام من الفساد وهكذا المسيحى الحق يحفظ مجتمعه من الفساد ويبكته على خطاياه ، وهكذا راينا الله يرحم العالم لوجود قلة صالحة فيه ولكن لنحترس لأنفسنا لئلا نفسد ونطرح خارجاً ونداس من الناس. اننا نكون نورا للعالم عندما نقترب من النور الحقيقى ، شمس برنا ونكون حباً للأخرين عندما نثبت فى محبة الله ونعلن محبته لكل أحد والنور ضرورى للسائرين فى ظلمة هذا العالم يعطى قدوة ويهدى الضالين لا بالكلام واللسان بل بالعمل والحق { كن قدوة للمؤمنين في الكلام في التصرف في المحبة في الروح في الايمان في الطهارة }(1تي 4 : 12). علينا ان نثمر ثمراً صالحا نبنى به أنفسنا ومجتمعنا واقربائنا وأنفسنا .ولكل منا وزنات معطاه له وقدرات وطاقات يجب ان يتاجر بها ويربح ليقدم ثمر الروح والإيمان العامل بالمحبة . ليكون لحياتنا معنى ... علينا اذا على المستوى الشخصى ان ننمى أنفسنا وان نتعلم كيف نكون سفراء صالحين للسماء نعلن محبة الله للبشرية الخاطئة وان نكون نوراً فى العالم وملحاً يعطى مذاقة وسعادة لمن حوله فكل منا يمكنه ان يكون محباً للإخرين فالمحبة لا تسقط أبداً ، علينا ان نسعى للنجاح ونجاهد بامانة لكى نؤدى عملنا باخلاص وننمو فى النعمة والقامة والحكمة وان نسعى فى أثر السلام والصلح والفضيلة مما يعطى لحياتنا هدف ومعنى ، علينا ان نحافظ على حياتنا ومن حولنا وان نمد يد العون للمحتاج ونشجع صغار النفوس و هكذا سنكون سعداء ونجد من يقدرنا ويسعى لخيرنا ويكون لحياتنا معنى وقيمة كما ان تبنينا لقضايا أسرتنا وكنيستنا ومجتمعنا وأوطاننا والسعى الى تحقيقها وتبنى قيم الحرية والمساواة والديمقراطية ومساعدة الفقراء والمحتاجين واى أهداف سامية فى الحياة تجعل للحياة هدف نناضل للوصول اليه مع بقاء الهدف الروحى الثابت ان نفعل مرضاة الله ووصاياه يهبنا سلاما وفرحاً داخلياً يشعرنا باهميتنا داخل نطاق الاسرة والكنيسة والمجتمع . كان هدف دانيال وأصحابة أن يعيشوا – مع الله – رغم فساد البيئة الوثنية في القصر البابلي (دا 8:1)وكذلك مارست أستير الصوم في القصر، حتى تدخل الله فى الأمور وانقذها الله وشعبها من ظلم الاشرار. وقال القديس بولس الرسول لكنيسة فيلبي:{"ليس أني قد نلت (الهدف) أو صرت كاملاً، ولكني أسعى لعلي أدرك ... وإنني أفعل شيئاً واحداً إذ أنا انسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام. أسعى نحو الغرض}(في3: 13-14). وهذا هو المثال الجيد لكل مؤمن. ووضع القديس أرسانيوس هدفه الروحي أمامه، وقال: "تأمل يا أرسانيوس فيما خرجت من أجله" (خلاص نفسه). وأعلن البشير لوقا أن الرب يسوع "ثبت وجهه إلى أورشليم" (نحو الصليب) (لو9: 51)، أي لتحقيق هدف مجيئة الأساسي للعالم. الشيطان دائماً يوجه نظر الإنسان إلى الإنشغال الدائم بمحبة الذات والشهوات، وأمور العالم التي تعوقه عن السير في طريق خلاصه فهو يلهينا باي شي الا أمر خلاصنا وحياتنا الابدية الانسان يتلهي وينشغل بامور كثيرة ولكن الحاجة الي واحد . لقد صار هدف الكثيرين الآن هو البحث عن لذة الطعام والشراب، ولذة الحواس، وجمع المال او المناصب ولا يفكرون في أهم هدف، وهو كيفية الإستعداد لمغادرة هذا العالم الفاني. ويقول قداسة البابا شنودة: "إن كان هدفك هو الله فسينحصر كل اهتمامك بالله وملكوته و كنيسته و انجيله و خدمة أولاده .... إلخ، ومسكين من ينحرف عن هدف خلاص نفسه، ويستمع لضلال الشيطان وحيله. فلنحاسب أنفسنا ونسأل أنفسنا ما هو هدفي من حياتي؟ وهل أسير في طريق تحقيق الهدف الأسمى وهو "ربح ملكوت الله" أم ربح الأرضيات فقط، أم نفعل هذه ولا نترك تلك . لنبحث فى حياة العظماء ورجال الله القديسين الذين كانت لهم أهداف روحية عظيمة، وصبروا حتى تحققت رغم ما لاقوه من صعاب وتجارب من أجل تحقيق هدفهم مثل يوسف الصديق و دانيال النبى والقديس الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا والقديسين والشهداء والمعترفين فما اصعب أن نركز هدفنا على أمور عالمية زائلة وباطلة وفانية، لا توصلنا إلى السعادة الأبدية، ولا حتى إلى الراحة الوقتية في الدنيا. نحتاج ان نتعلم من الله .. تعبنا في الطريق بدونك ايها الاب الحاني والصديق . نبحث عن السعادة ولا نجدها ، نبحث عن الحب فنجده سراب . نرجو ان نكون شيئاً فلا نجد الا التعب وعدم التقدير . لاننا نبحث عن السعادة بعيداً عنك، لاننا نبحث عن الامتلاك من دونك، لاننا نبحث عن الحب في عالم ملئ بالشهوات. ربي علمنا ان نبحث عنك فنجدك . علمنا ان نحبك فانت قريب منا ، داخلي وانا ابحث عنك بعيداً بعيد. دعني اكتشفك داخلي ايها الحب المطلق فاجد الكنز السماوي. لتكن انت هدفي واكون سفيرك علي الارض . لاحيا لا انا بل انت تحيا في . أمين القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
23 يوليو 2022

عمل الخير

علينا أن نعمل الخير في محبة وتواضع وأنكار للذات ولا نكل أو نمل أو نتضجر بل نقتدى بمخلصنا الصالح الذى كان يجول يصنع خير وكما يوصينا الكتاب { لا نفشل في عمل الخير لاننا سنحصد في وقته ان كنا لا نكل} (غل 6 : 9). وثقوا أن عمل الخير لا يضيع أجره ابدا لا على الأرض ولا في السماء. بل حتى كأس الماء الذى نقدمه لنروي عطشان له أجر صالح {ومن سقى احد هؤلاء الصغار كاس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره}(مت 10 : 42).روى دوستويفسكى قصة إمرأة ماتت وذهبت إلى الجحيم . وفى تسأول طلبت من الله إن يعطيها سببا لماذا هى هناك ؟ وإذ سمع بطرس صرخات تظلمها تكلم إليها قائلا لها : إعطنى سببا واحدا لماذا ينبغى أن تكونى فى السماء . توقفت, راجعت, فكرت مليا, ثم قالت : يوما ما أعطيت جزرة لمتسول .تحقق بطرس من السجل ورأى أنها فعلت ذلك حقا, كانت جزرة قديمة, لكن مع ذلك فهى جادت بها. فأخبرها بطرس أن تنتظر ريثما يساعدها لتصعد, ثم أخذ سلكا طويل وربط إلى طرفه جزرة ودالها لها إلى الجحيم لتتمسك بها, فتعلقت بها وبدأ هو يسحبها .ورآها اخرون تختفى تدريجيا من وسطهم, فتمسكوا بكاحليها عساهم ينتقلون أيضا, وإذ استمر المزيد منهم بالتعلق, بدأ السلك بالهبوط فصرخت: " اتركونى, هذه جزرتى وليست جزرتكم" وحالما قالت ذلك انكسرت الجزرة . يا احبائى كلنا نحتاج لعمل الخير فى محبة لله والغير وبدون انانية مادام فى أمكاننا أن نعمله ونجذب الأخرين معنا لنجد داله امام الله ونجد نصيب مع القديسين. {فاذا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولا سيما لاهل الايمان} (غل 6 : 10). القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
16 يوليو 2022

ضبط اللسان

{ تفاحة من ذهب في مصوغ من فضة كلمة مقولة في محلها} (ام 25 : 11) كتب أحدهم تحت أحدى الأسماك التى أصطادها: (لو أحتفظت بفمى مغلقا لما كنت ها هنا). حقا لو لم تفتح السمكة فاها وتبتلع الطعم لما تم أصطيادها! ونحن كثيرا ما نتسرع ولا نضبط السنتنا مما يتسبب لنا فى مشكلات كثيرة لاسيما لان هناك من يتصيدون لنا الأخطاء، علينا اذن ان نضبط السنتنا لانه بكلامنا نتبرر وبكلامنا ندان. ونفكر قبل ان نتكلم، فنتكلم بما يفيد ويبنى الغير والنفس. والا فلنصمت ونستمع للغير وكما قال أحد القديسين: تكلمت كثيرا فندمت أما عن الصمت فلم أندم قط. فان أردنا الابتعاد عن هفوات اللسان علينا ان نراعي لمن نتكلم،وكيف، ومتى، ولماذا؟. ونصلى ليهبنا الله حكمة ونعمة وقوة لنضبط السنتنا وحواسنا وأفكارنا وعواطفنا وسلوكنا لنصل الى الكمال المسيحي الذى دعينا اليه. القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
28 مايو 2022

المؤمن وحياة النصرة ج2

أمثلة لحياة النصرة قدم لنا الكتاب المقدس وتاريخ الكنيسة أمثلة ونماذج للأنتصار في الحروب الروحية كما قدم لنا أمثلة للسقوط فى الحرب، وقدم أمثلة للتائبين الذين سقطوا ثم قاموا وأنتصروا لنتعلم كيف نجاهد وننتصر في الحرب. ومن الأمثلة الشهيرة الشهيرة للأنتصار في الحرب أبونا أبراهيم ويعقوب والقديس الأنبا أنطونيوس وباخوميوس ومقاريوس والبابا كيرلس وأثناسيوس والأنبا برسوم والأنبا رويس وكثيرون كالكواكب يضيئون فى السماء ومن أشهر قصص التائبين داود النبي والقديس بطرس الرسول الذي بكي بمرارة بعد أنكاره لمخلصه الصالح والقديس القوى الأنبا موسي والقديس أغسطينوس والقديسة مريم المصرية والقديسة بلاجيا ومن أشهر الذين سقطوا يهوذا لمحبة للفضة وخيانه لسيده { حين كنت معهم في العالم كنت احفظهم في اسمك الذين اعطيتني حفظتهم ولم يهلك منهم احد الا ابن الهلاك ليتم الكتاب} (يو 17 : 12) وديماس الذى أحب العالم الحاضر { لان ديماس قد تركني اذ احب العالم الحاضر } (2تي 4 : 10). كل ذلك لتعليمنا وقيادتنا في الطريق الروحي {اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم }(عب 13 : 7) أبونا ابراهيم وحياة الإيمان... انتصر أبراهيم أبو الأباء في طاعته لله على مشاعر القرابة والوطن وتغرب فى طاعة لله حينما قال له الله { اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك} (تك 12: 1). فأطاع {وخرج وهو لا يعلم إلى أين يذهب} (عب 11: 8). وأنتصر واطاع الله فى إيمان وقدم أبنه علي مذبح المحبة لله {إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات}(عب 11: 17 – 19). وأخذ ابنه وحيده اسحاق ليقدمه محرقة لله (تك 22). انتصر على مشاعر الأبوة وأنتصر علي حب المال والمقتنيات حين رفض أن يأخذ شئ مما استرده في المعركة { فَلَمَّا سَمِعَ أَبْرَامُ أَنَّ أَخَاهُ سُبِيَ جَرَّ غِلْمَانَهُ الْمُتَمَرِّنِينَ وِلْدَانَ بَيْتِهِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ وَتَبِعَهُمْ إِلَى دَانَ. وَانْقَسَمَ عَلَيْهِمْ لَيْلاًهُوَ وَعَبِيدُهُ فَكَسَّرَهُمْ وَتَبِعَهُمْ إِلَى حُوبَةَ الَّتِي عَنْ شَمَالِ دِمَشْقَ. وَاسْتَرْجَعَ كُلَّ الأَمْلاَكِ وَاسْتَرْجَعَ لُوطاً أَخَاهُ أَيْضاً وَأَمْلاَكَهُ وَالنِّسَاءَ أَيْضاً وَالشَّعْبَ.فَخَرَجَ مَلِكُ سَدُومَ لِاسْتِقْبَالِهِ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ كَسْرَةِ كَدَرْلَعَوْمَرَ وَالْمُلُوكِ الَّذِينَ مَعَهُ إِلَى عُمْقِ شَوَى. وَمَلْكِي صَادِقُ مَلِكُ شَالِيمَ أَخْرَجَ خُبْزاًوَخَمْراً. وَكَانَ كَاهِناًلِلَّهِ الْعَلِيِّ. وَبَارَكَهُ وَقَالَ: "مُبَارَكٌ أَبْرَامُ مِنَ اللهِ الْعَلِيِّ مَالِكِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. وَمُبَارَكٌ اللهُ الْعَلِيُّ الَّذِي أَسْلَمَ أَعْدَاءَكَ فِي يَدِكَ". فَأَعْطَاهُ عُشْراًمِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَقَالَ مَلِكُ سَدُومَ لأَبْرَامَ: "أَعْطِنِي النُّفُوسَ وَأَمَّا الأَمْلاَكَ فَخُذْهَا لِنَفْسِكَ". فَقَالَ أَبْرَامُ لِمَلِكِ سَدُومَ: "رَفَعْتُ يَدِي إِلَى الرَّبِّ الإِلَهِ الْعَلِيِّ مَالِكِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.لاَ آخُذَنَّ لاَ خَيْطاً وَلاَ شِرَاكَ نَعْلٍ وَلاَ مِنْ كُلِّ مَا هُوَ لَكَ فَلاَ تَقُولُ: أَنَا أَغْنَيْتُ أَبْرَامَ.} (تك 14:14-23). لقد ظهر الله لابراهيم بعد ذلك وقال له أجرك عظيم جدا { بعد هذه الامور صار كلام الرب الى ابرام في الرؤيا قائلا لا تخف يا ابرام انا ترس لك اجرك كثير جدا (تك 15 : 1). أبونا يعقوب والصلاة سر النصرة .... يقدم لنا انتصار من نوع آخر، هو الصراع مع الله في الصلاة ، إذ أمسك به، وصارعه حتى الفجر، وقال له { لا أطلقك إن لم تباركني} (تك 32: 26) ونال البركة فعلًا، وقال له الرب {لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت" (تك 32: 28). كان يعقوب خاف من عيسو ولكنه لم يعتبر أن الصراع قائم بينه وبين عيسو وإنما صارع مع الله، مؤمنًا أنه إذا انتصر في صراعه مع الله، ونال منه البركة والوعد والبركة حينئذ لابد سينتصر في علاقته مع أخيه، وقد كان. كان في صراعه مع الله، قد أخذ الإيمان الذي يقابل به عيسو إنه درس لنا في الصراع مع الله، حتى ننال منه وعده { يحاربونك ولا يقدرون عليك، لأنى أنا معك –يقول الرب – لأنقذك} (أر 1: 19). دواد النبي والتوبة وسر القوة .... إن داود في صراعه مع جليات يرمز للشيطان وحربه معنا لقد قال داود لذلك الجبار { اليوم يحبسك الرب في يدي} (1صم 17: 46). لست أنا الذي يغلبك، وإنما الرب. وعندئذ أستطيع أن أجعل لحمك طعامًا لطيور السماء.. وقال قوله الشهير {أنت تأتيني بسيف ورمح، وأنا آتيك باسم رب الجنود}(1صم 17: 45). لقد فهم دواد النبي السر، فأدخل الله إلى ميدان المعركة. هل انتصر داود إذن لأن يده كانت ماهر في القتال، أم لأن الرب حبس جليات في يد النبي ؟ السر كله في الرب نفسه. لذلك ما أجمل قول داود النبي في كل حروبه{مبارك الرب الذي علم يدي القتال، وأصابعي الحرب} (مز 144: 1). إن الدروس والعبر التي ناخذها من حياة داود النبي ليس فقط من السلوك الإيجابي للشخص بل ربما تكون من التصرفات السلبية فمع كون داود نبي وملك عظيم فإن ذلك لم يحميه من الوقوع في الخطية فكونك متقدم في الإيمان لن يجعلك بعيداً عن هجمات ابليس الذي يجول ملمتساً من يبتلعه. وقد قال الكتاب {لا تشمتي بي يا عدوتي إذا سقطت أقوم} (مي 7 : 8) من المهم جداً أن نعرف كيف ننهض من الخطية ولا نسمح لها بأن تسيطر على حياتنا وتدمرها ونجد في المزمور السادس والثاني والثلاثين والواحد والخمسين ندم وتوبة داود النبي ولنا في حياة داود النبي وغيرة من التائبين الدروس في تحدي الخطية والنهوض والعودة من جديد , ولنا نحن في المسيح يسوع وصليبه الرجاء , ألم يقل { تعالوا إليّ ياجميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم} (مت 11 : 28). فالله لا يريك أن تستمر في الخطية بل يريدك أن تعيش حياة النصرة عليها. القديس الانبا أنطونيوس والطاعة .. لقد أطاع الأنبا أنطونيوس صوت الله وسار في طريق الكمال المسيحي ووزع كل ماله علي الفقراء وتفرغ للعبادة والصلاة ومحبة الله { قال له يسوع ان اردت ان تكون كاملا فاذهب وبع املاكك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني} (مت 19 : 21). أنتصر على محبة المال، ووزع كل أمواله على الفقراء. وانتصر في حروب الشكوك وفي كل المخاوف التي وضعها الشيطان في طريقه. وانتصر باحتماله الوحدة والنسك وفي بقائه في البرية بلا مرشد أو أنيس لسنين. وانتصر أيضًا في قيادته لكثيرين في هذا الطريق الملائكى، حتى أصبح نورًا للعالم . أن الله ينتصر فينا، حينما نسلمه إرادتنا، نسلمه تدبير أمورنا، وحينئذ {يقودنا في موكب نصرته} (2كو 2: 14). ولنا وعد الله الصادق { قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا انا قد غلبت العالم (يو 16 : 33) . أنه سيغلب فينا هذا العالم مرة أخرى. كما قال القديس بولس الرسول { أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ}( غل 2: 20). أن أردنا أن ننتصر، علينا أن نلتصق بالمسيح، ونطلبه أن يحارب عنا وناخذ منه القوة التي بها نغلب العالم. ونقول مع بولس الرسول {أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني }(في 4 : 13) ومادامت الحرب للرب، إذن هو الذي سيحارب عنا وينتصر وليس نحن. يجب إذن أن تسلمه قيادة المعركة في جهادك الروحى مع العدو، مع العالم، مع الخطية، مع ذاتك. وقبل أن تحارب، أطلب من الرب أن يدربك، أن يعلم يديك القتال، وأصابعك الحرب.. تتلمذ على الرب وقديسيه وأبيك الروحى، فيستطيع مقلاعك أن يفعل الأعاجيب. وبحصاة واحدة تكسب الحرب. وفي كل حروبك، استمع إلى قول موسي النبي { قفوا وانظروا خلاص الرب. الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون} (خر 14: 14). أبائنا الشهداء والمعترفون أنتصروا في صراعهم من قوات الشر ولم يحبوا حياتهم حتى الموت. انتصروا على كل التهديدات، وعلى السجون، وعلى العذابات التي تفوق احتمال البشر. وثبتوا على الإيمان، وقابلوا الموت ببسالة عجيبة. وكانوا مثالًا رائعًا جذب الكثيرين إلى الإيمان. لذلك تكرمهم الكنيسة تكريمًا عظيمًا، ونقول إن دماء الشهداء هي بذار الإيمان. يقودنا فى موكب نصرته ... أيها الآب القدوس مخلص ومحيي النفوس الذين منحنا السلطان أن ندوس علي كل قوات العدو لا تدع موت الخطية يقوى علينا ولا علي كل شعبك بل هبنا حياة الكمال المسيحي الذى يرضيك أمامك وعلمنا أن نصلي كل حين وأن نحيا بك واثقين وفي محبتك نكون فى الإيمان نامين ومثمرين وبنعمتك نحيا علي رجاء القيامة فرحين وشاكرين محبتك التي تؤهلنا لميراث القديسين في النور. أيها الرب يسوع المسيح الهنا وقائد نصرتنا اليك نصلي أن تقودنا فى موكب نصرتك، علمنا وأرشدنا فى الطريق وكن لنا مرشداً ومنقذا في الضيق . علما أن نسهر لخلاص نفوسنا ونجاتنا من طوفان بحر هذا العالم الزائل . وبالصلاة والصوم نتحصن ضد هجمات العدو. أعطنا يقظة روحية لنجاهد الجهاد الحسن وتسندنا نعمتك. أيها الروح القدس المعزي الذى أعان وأرشد وقاد أبائنا القديسين وأعانهم ليكملوا جهادهم أعنا بصلواتهم لنتذكر جهادهم وصبرهم ونتمثل بإيمانهم ونقتدى بسيرتهم ونحيا كحياتهم. أعطنا يا روح الله من مواهبك وثمارك وعلمنا أن نسير في طريق الكمال كما سار ابائنا أخنوخ ونوح والأنبا أنطونيوس وباخوميوس ومقاريوس ونجاهد حسنا مواظبين علي الصلاة كل حين كموسي النبي والانبا شنودة رئيس المتوحدين والأنبا بيشوى ونتمثل بإيمان أبونا أبراهيم وأسحق ويعقوب ونتقوى فى الحرب كداود النبي والقوى الأنبا موسي ونحيا حياة الرجاء متشبهين بزكريا النبي وبطرس الرسول ونبكي علي خطايانا كارميا النبي والقديس أرسانيوس ونجاهد الجهاد الحسن كالقديس بولس الرسول ونتعلم من فضائل القديسين ونسير علي أثر خطاهم لنكون معهم وأرثين لملكوتك السماوى، أمين . للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
21 مايو 2022

المؤمن وحياة النصرة ج1

{ الفرس معد ليوم الحرب اما النصرة فمن الرب }(ام 21 : 31) السيد المسيح وحياة النصرة ... قدم لنا السيد المسيح في تجسده الصورة المثالية لحياة الغلبة والانتصار المقترن بالبذل والوداعة كما جاء عنه { هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْبِرُ الأُمَمَ بِالْحَقِّ.لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ. وَعَلَى اسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ .} ( مت 18:12-21). لقد انتصر في كل كل حروب الشيطان، كما في التجربة على الجبل (مت 4) وانتصر بالمنطق وقوة الحجة في كل حواراته مع الكتبة والفريسيين وكل قيادات اليهود (مت 21-23). وانتصر على الصليب وأظهر قوة المحبة الغافرة حتى للصالبين وقدم لنا الخلاص الثمين وداس على الموت بموته (عب 2: 14، 15). وأنتصر على الموت بقيامته. وانتصر على العالم وشروره ووعدنا أنه كما غلب العالم فانه سيعطينا الغلبة { ثقوا أنا قد غلبت العالم} (يو 16: 33) ومن جهة البر كان منتصرًا.. فقد شابهنا في كل شيء ما عدا الخطية (عب 4: 15). وقد تحدى اليهود قائلًا { من منكم يبكتني على خطية؟!} (يو8: 46). وانتصر في كسبه لمحبة الناس.. فقيل عنه {هوذا العالم قد ذهب وراءه} (يو 12: 19). ودخل أورشليم منتصرًا كملك وديع وعادل ومنتصر فارتجت المدينة كلها (يو 21: 10). وقيل عن انتصاراته {هوذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا} (رؤ 5: 5). وأنتصر عندما صعد الي السماء وأصعد طبيعتنا معه وقد رسم لنا سر النصرة وطريق الخلاص كما أنتصر في تلاميذه ونشروا الكرازة في كل مكان وينتصر بنا وفينا أن تمسكنا بالإيمان المستقيم وجاهدنا الجهاد الحسن. الله وأهب النصرة .... الله هو سر نصرة المؤمن في حياته العملية وحروبه الروحية وهو الذى يهبنا النعمة الحكمة والقوة وكما صنع الله خلاصاً عجيباً مع الشعب قديما في خروجهم من مصر بذراع رفيعة فان الرب يقاتل عن شعبه فى كل جيل الشيطان وكل قواته { أَلَيْسَ هَذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْنَاكَ بِهِ فِي مِصْرَ قَائِلِينَ: كُفَّ عَنَّا فَنَخْدِمَ الْمِصْرِيِّينَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ نَخْدِمَ الْمِصْرِيِّينَ مِنْ أَنْ نَمُوتَ فِي الْبَرِّيَّةِ». فَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «لاَ تَخَافُوا. قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ الَّذِي يَصْنَعُهُ لَكُمُ الْيَوْمَ. فَإِنَّهُ كَمَا رَأَيْتُمُ الْمِصْرِيِّينَ الْيَوْمَ لاَ تَعُودُونَ تَرُونَهُمْ أَيْضاً إِلَى الأَبَدِ. الرَّبُّ يُقَاتِلُ عَنْكُمْ وَأَنْتُمْ تَصْمُتُونَ».} ( خر12:14-14). والله يطمئن كل نفس قائلا {لا تخف لاني معك لا تتلفت لاني الهك قد ايدتك واعنتك وعضدتك بيمين بري} (اش 41 : 10). وكما أنتصر السيد المسيح فى حياته وحقق الهدف من تجسده وأكمل لنا تدبير الخلاص وأنتصر علي كل تجارب إبليس فانه وعدنا بانه سيكون معنا كل الأيام والي انقضاء الدهر { ها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين} (مت 28 : 20) {ولكن شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته فلأي المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان} (2كو 2 : 14). كيف ننتصر في الحروب الروحية... لان لنا أعداء روحيين يحاربوننا فيجب علينا أن نتسلح باسلحة الحرب الروحية لكي ننال الغلبة والنصرة لهذا يوصينا الكتاب أن نخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور { قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع اعمال الظلمة ونلبس اسلحة النور (رو 13 : 12). أننا نواجه أنواع من الحروب منها ما يأتي الينا من الداخل كحروب الفكر والحواس والقلب والميول والشهوات الخاطئة ومنها الحروب الخارجية سواء من الشيطان أو ما له من أعوان الشر. أو أغراءات العالم أو محبة المال والأتساع. وعلينا أن نطلب من الله الحكمة والمعرفة والنعمة والقوة وأن يقودنا فى موكب نصرته . علينا في حروبنا ومواجهتنا لتجارب إبليس والعالم علينا أن لا نعتمد علي ذواتنا أو إرادتنا، وقوتنا، وخبرتنا، وذكائنا، لأن العدو أكثر قوة وخبرة وحيلة، والرب نفسه قال { بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا} (يو 15: 5). فعلينا أن نثق في الله أولاَ ونطلب منه الحكمة والنصرة ويكون لدينا الأفراز ونطلب روح الله ليقودنا ويرشدنا ونصلي ليتدخل الله ويحارب عنا وكما قال الكتاب {الحرب للرب.. والرب قادر أن يغلب بالكثير وبالقليل} (1صم 14: 6). وكما قال القديس بولس الرسول {يعظم انتصارنا بالذي أحبنا} (رو 8: 37). أسلحتنا الروحية... هي الصلاة بتواضع والصوم والسهر والحكمة واليقظة الروحية والأنقياد لروح الله القدوس وكلمة الله والحق ودرع البر وكلام الله في الكتاب المقدس وترس الإيمان المستقيم والعمل بإمانة وأخلاص والألتصاق بكل وساط النعمة من صلاة وقراءات روحية وتأملات وتداريب لمحاسبة النفس واليقظة الروحية والألتصاق بالكنيسة وأب الاعتراف، والتناول والاجتماعات الروحية. فإن هذه كلها توقد الحرارة في قلوبنا، وتعمق محبتنا لله ، وتمنحنا قوة للانتصار. أما إن بعدنا عن هذه الوسائط الروحية، فما أسهل أن نفتر، ويجد العدو مدخلًا إلينا . ويعطينا الكتاب المقدس أمثلة لأسلحة الحرب الروحية { الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ.فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ، عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا. فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ، وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ. حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ. وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ. مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهَذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ} ( أف 11:6-18) من يستخدم سلاح الصلاة والصوم وتواضع القلب لا يعرف الهزيمة إطلاقًا فبالصلاة يأتي بالرب ليحارب عنا لهذا قال النبي{ جعلت الرب أمامي في كل حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع} (مز 16 : 8). الانبا أنطونيوس الذي حاربته الشياطين وزلزلت موضع سكناه ذات مرة قال للشياطين (إن كان الله قد أعطاكم سلطانًا على، فمن أنا حتى أقاوم الله؟ وإن لم يكن الرب قد أعطاكم سلطانًا، فلن يستطيع أحد منكم أن يغلبني). الحرب ليست بينك وبين الأعداء، وإنما هي أولا وقبل كل شيء مع الله. إن صارعته حتى الفجر، وأخذت منه القوة فلن يستطيع عدو أن يغلبك. فصلي بإيمان وثق أن الله واقف معك، يحارب ويقاتل أعداءك إن وثقت بهذا تقول مع داود النبي {إن يحاربني جيش فلن يخاف قلبي، وإن قام على قتال، ففي هذا أنا مطمئن} (مز 26). وهناك أسلحة ضرورية لهذه الحروب الروحية، يجب أن نستخدمها في الوقت المناسب، فيهرب إبليس وكل أفكاره الشريرة . الصلوات السهمية... هي صلوات سريعة جدًا، كسرعة "السهم" يصليها المؤمن فى كل وقت كصلاة يسوع لتقيه سهام إبليس وأفكاره وعندما يأتي العدو بهجوم مفاجيء نرُد عليه بصلاة سهمية ة لطلب المعونة والقوة والنصرة ويمكننا أن نصليها في كل زمان ومكان. الإيمان ... يقول القديس بولس الرسول {حاملين فوق الكل ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة}(أف 6: 16). فالإيمان هو الذي يوقف سهام الشيطان الشريرة ويهلكها بالخوف من الدينونة المستقبلة، والإيمان بملكوت السموات. علينا أن نثبت فى جهادنا الروحي ونثق أن السماء ترقب جهادنا، وملائكة وقديسون كثيرون يشفعون فينا. وليكن جهادنا مسنود بالإيمان بيد الله القوية وذراعه الحصينة، التي تغنى بها النبي قائلًا: { دفعت لأسقط والرب عضدني. قوتي وتسبحتي هو الرب وقد الرب وقد صار لي خلاصًا} (مز 118 : 14). المحبة .... { فالمحبة تحتمل كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء} (1 كو 13: 7). فأي أفكار خاصة بالغضب والحقد والضغينة لو قابلتها بالمحبة لأهلكتها وجعلتها لا تتعمق في قلب الإنسان فتفسده، فالذي يحب الآخرين ويحب الأعداء لا يغضب ولا يحقد. الرجاء... يقول القديس بولس الرسول {وأما نحن الذين من نهار، فلنصح لابسين درع الإيمان والمحبة وخوذة رجاء الخلاص} (1 تس 5: 8). والخوذة هي التي تحمي الرأس. والمسيح رأسنا لذلك ينبغي علينا في التجارب أن نحمي رأسنا برجاء الأمور الصالحة المقبلة. كلمة الله.... كلمة الله قوية جدًا وفعالة في محاربة الأرواح الشريرة، لذلك استخدمها رب المجد في تجربة الشيطان لأنها {أمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة أفكار القلب ونياته} (عب 4: 12). الصبر والمثابرة.... نحن نحتاج إلى الصبر في هذه الحرب الروحية، فالمجاهد الصبور سيحارب بالصبر كما قيل {لأنكم تحتاجون إلى الصبر، إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد} (عب 10: 36). أن عمل الله معنا ليس معناه أن نكسل. بل نجاهد بكل قوتنا . ونقاوم كل شهوة وكل رغبة خاطئة. كما قال الرسول {قاوموا إبليس فيهرب منكم} (يع 4: 7) وأيضًا {قاوموه راسخين في الإيمان} (1بط 5: 9). إن مقاومتنا تدل على رفضنا للخطية. وبذلك نستحق معونة النعمة. نتذكر فى جهادنا الروحي وعود الله وتشجيعه لأولاده { الفرس معد ليوم الحرب اما النصرة فمن الرب} (ام 21 : 31) وقوله لزربابل { من أنت أيها الجبل العظيم؟! أمام زربابل تصير سهلًا} (زك 4: 7)، وقوله للقديس بولس { لا تخف.. لأني أنا معك، ولا يقع بك أحد ليؤذيك} (أع 18: 9، 10). وقوله من قبل لارمياء النبي {يحاربونك ولا يقدرون عليك، لأني أنا معك، يقول الرب، لأنقذك} (أر 1: 19). علينا أن نعيش دائما في محبة الله، فننتصرونستعين في جهادنا بالصبر والثبات فى كلمة الله. وإن أخافنا عدو الخير، تذكر قول القديس بولس {أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني}(فى 4: 13).ونثق أننا كلما نلنا خبرة في حروبنا الروحية، سوف نزداد قوة وإيمان وننتصر وننال الغلبة بربنا يسوع المسيح. القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
14 مايو 2022

الأحد الجديد والإيمان الواثق

الأحد الجديد من الخماسين المقدسة .. ونحن نعيش فترة الخماسين المقدسة ونفرح بقيامة الرب من بين الاموات لابد ان نحيا القيامة الروحية الحياة المقامة مع المسيح القائم بالتوبة المستمرة والمتجددة ونطلب ما هو فى السماء { فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله} (كو 3 : 1). فنحن ابناء القيامة والمسيح القائم من بين الأموات، الذي مات من اجل خلاصنا وقام من أجل تبريرنا. ان الرب القائم غالباً ولكى يغلب بنا وفينا يريد لنا حياة الإيمان القوى والواثق والمتجدد والذى ينمو يوما بعد يوما لنصل الى ملء القامة فى المسيح يسوع ربنا الذى تجسد ليعلن لنا محبة الله الكاملة والشاملة والمستمرة ، ويعلن لنا رحمة الله للخطاة ويعطينا حياة أفضل وفى نهاية رحلة الحياة يهبنا الحياة الأبدية . ظهر الرب يسوع المسيح يوم الاحد حيث أعتاد التلاميذ ان يحتفلوا فيه بقيامة الرب من بين الاموات بالصلاة وكسر الخبر ليؤكد وعده بطريقة ملموسة أنه إن اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمه يكون في وسطهم. وقد حرص توما أن يكون حاضراً مترقباً ظهور السيد المسيح للتلاميذ. فلم يكن موجودا بينهم فى أحد القيامة وعرف باخبارها ولما كان لديه شكوك بطبعه، كان ينتظر مترقبا يوم الاحد الجديد ليأتى الرب وله الايمان الواثق يعيد. وهنا نرى الرب القريب مهما بدى الينا بعيد، السامع والفاحص ما فى القلوب، ياتى الى الرسل ويهب الرجاء لبطرس ويبدد شك توما ويهب لنا الايمان الواثق. كما بدد خوف التلاميذ وحوله الى قوة وسلام فامتلأت قلوبهم فرحا ومنحهم السلطان وقوة الروح القدس للكرازة وغفران الخطايا باسمه القدوس. أهتم الرب بالمؤمنين ككل كما يهتم بكل واحد وواحدة منا فقد اولى توما الرسول الشكاك عناية خاصة وازال شكوكه وان اختلفت الآراء، فالبعض يرى أن توما أعلن إيمانه ولم يلمس جراحات السيد، وآخرون يرون أنه أعلن إيمانه فعلاً، وفي طاعة لسيده لمس جراحاته، وإن كان لم يعد بعد محتاجًا إلى ذلك لكي يؤمن {قال له يسوع: لأنك رأيتني يا توما آمنت، طوبى للذين آمنوا ولم يروا} (يو 20 : 29) . فلم يقل له السيد: "لأنك لمست جراحاتي آمنت"، وإنما قال: "لأنك رأيتني"، فرؤيته للسيد المسيح جذبته للإيمان. يمكن القول بأن التلميذ لم يجسر أن يلمسه عندما قدم (السيد) نفسه لهذا الهدف، إذ لم يُكتب "فلمسه توما". ولكن سواء أكان ذلك بالرؤية فقط أو باللمس أيضًا رأى وآمن، فمبارك هو شك توما الذى وهبت به الطوبى للذين يؤمنوا ولم يروا. ان الغاية من كتابة يوحنا الانجيلى للأيات التى فعلها السيد المسيح هى ان يكون لنا الإيمان الحيّ الواثق العامل بالمحبة والذي يقدم معرفة حقيقية تهب حياة أبدية لمن يؤمن . فالإيمان بيسوع أنه المسيح ابن الله لا يترك الإنسان في موقعه كما هو، بل يقوده للتمتع بالحياة الأبدية، أو التمتع باسم المسيح بكونه الحياة ومعطيها { وايات اخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم اذا امنتم حياة باسمه} (يو30:20-31). انتصرالمسيح بقيامته علي الخطية والشيطان والموت ووهب الحياة للذين في القبور. قام منتصراً ليقودنا في موكب نصرته، ولكي يهبنا الشجاعة والقوة في مواجهة الشر والشيطان والموت فان الله الذي سمح أن يدخل الموت الي طبيعتنا بمخالفة وصيت من ابوينا الأولين بحريتهم دبر لنا الخلاص برحمته الغنية وأراد لنا ان نقوم معة في جدة الحياة المنتصرة وننعم معه بالحياة الأبدية. أعطي الرب بقيامتة للمؤمنين روح السلام والقوة والفرح، وكان قد وعدهم قبل صلبه (أراكم فتفرح قلوبكم، ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحكم منكم ) وأتم وعده بعد قيامتة المجيدة (ففرح التلاميذ اذ رأوا الرب) يو 20:20. وكانت الكرازة بالقيامة والحياة الابدية وأفراحها موضوع كرازة الرسل فى كل مكان ( ان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم. ونوجد نحن أيضا شهود زور لله . ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين.فانه اذ الموت بانسان، بانسان أيضاً قيامةُ الأموات .لأنة كما في أدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع. (1كو 15 : 20،14). الكرازة بالقيامة فى حياة الرسل والمؤمنين لقد أثمرت قيامة السيد المسيح في التلاميذ والمؤمنين فى العصر الرسولي ويجب ان تعمل وتبث مفعولها الروحى والإيمانى فى حياتنا. القيامة تهب المؤمنين روح الفرح والسلام والقوة والثبات فينا. وكما سار ابائنا الرسل علي درب سيدهم مقتدين به علينا أن نعرف المسيح وقوة قيامتة وشركة الآمه . علينا أن نسير علي ذات الدرب والله قادر ان يقودنا في موكب نصرته لنحيا إيماننا ونشهد له لنكون أبناء وشهودأ للقيامة، لنكون دعاة سلام وعدل وحرية ونضحي في خدمة الجميع ولبناء مجتمع تسوده روح القيامه والفرح والقوة والسلام . كانت القيامة وستبقي مصدرا للسلام وشتان بين حالة التلاميذ يوم الجمعة العظيمة وأحد القيامة كان الخوف قد ملأ قلوبهم وتفرقوا يوم الصلب وحتي ان اجتمعوا كانوا في خوف ورعدة ولكن دخل اليهم الرب يسوع وهم في العلية والابواب مغلقة وقال لهم سلام لكم {ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو اول الاسبوع وكانت الابواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم} (يو 20 : 19) . جال الرسل يكرزو ببشري السلام الذي صنعة لنا الرب بموته عن خطايانا وقيامته من اجل تبريرينا وكل من يحيا القيامة مدعوا الي حياة السلام والشهادة لمخلصه الصالح باعماله وأقواله {سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب} (يو 14 : 27). تحول الرسل بعد القيامة الى كارزين وشاهدين بقوة لقيامة الرب يسوع من بين الاموات {وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت على جميعهم }(اع 4 :33). وكان الرسل يحيون فى الرجاء المبارك الذى ادخلته قيامة الرب فى قلوبهم والتى بددت الخوف واليأس والضعف {مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات }(1بط 1 : 3). ونحن من المسيح القائم نستمد القوة والنعمة والإيمان والرجاء ولابد ان نشهد لإيماننا ونعيشه يوما فيوم. لقد منحت القيامة القوة للمؤمنين فلا خوف من قوة الشيطان الذي انتصر علية الرب بصليبة وقيامتة، ولا خوف من العالم والشر امام قوة القيامة التي دحرت المضطهدين ولا خوف من الموت أمام قوة من قام من بين الاموات ووهب الحياة للذين في القبور. نعم نحن الذين أخذنا قوة الروح القدس وثمارة لا نخشي شيئا بل نشهد لمن أحبنا وبذل ذاتة فداءً عنا وسط جيل ملتوي شرير {لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم و في كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض}. (اع 1 : 8). أمتلأ التلاميذ من الفرح بقيامة الرب من الأموات وهو معطي القيامة ومصدر فرحنا. كان قال لهم قبل صلبه (أراكم فتفرح قلوبكم ، ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحكم منكم ) وأتم وعده بعد قيامتة المجيدة (ففرح التلاميذ اذ رأوا الرب) يو 20:20. وأتخذ التلاميذ من الإيمان بالقيامة وأفراحها موضوع كرازتهم {وان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا و باطل ايضا ايمانكم. ونوجد نحن أيضا شهود زور لله .ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين.فانه اذ الموت بانسان، بانسان أيضاً قيامةُ الأموات .لأنة كما في أدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع}(1كو15 : 20،14). حتي عندما تعرض الرسل للسجن او الاضطهاد كانوا يقابلون ذلك بفرح وسلام وقوة .هكذا راينا الرسل بعد ان تعرضوا للضرب امام المقاومين {واما هم فذهبوا فرحين من امام المجمع لانهم حسبوا مستاهلين ان يهانوا من اجل اسمه} (اع 5 : 41).وهذه وصية الكتاب لنا يجب ان نختبرها ونحياها{فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة} (رو 12 :12). فلنعيش يا أحبائى قوة الإيمان بالقيامة ومفاعيلها الروحية فينا ولنصلى ليعطي الله كنيستنا ومؤمنيها كل ثمار القيامة المجيدة وليعطى بلادنا سلاماً ورجاءاً فى حاضر أفضل ومستقبل مستقر ومزدهر ولنحيا فى سلام وفرح لا ينطق به ومجيد بإيماننا الذى يغلب ويتخطى كل تحديات الحياة . القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
07 مايو 2022

إيماننا بقيامة السيد المسيح

نحن نحيا قيامة السيد المسيح وثمارها طوال أيام الفصح من يوم القيامة وحتى عيد حلول الروح القدس وفي أيام الاحاد وفى باكر كل يوم نتذكر قيامة الرب يسوع، ونحن ابناء القيامة والمسيح القائم من بين الأموات، الذي مات من اجل خلاصنا وقام من أجل تبريرنا. لقد انتصرالمسيح بقيامته علي العالم والشيطان وسلطانه والموت وسطوته ووهب الحياة للذين في القبور. قام الرب يسوع المسيح منتصراً ليقودنا في موكب نصرته، وليحيينا حياة أبدية بقيامته المجيدة. ان الله الكلمة المتجسد، الذي سمح أن يدخل الموت الي طبيعتنا بسقوطها فى الخطية بارادتنا وحريتنا، برحمتة الغنية أراد لنا بالإيمان به وبقيامته ان نقوم معة في جدة الحياة المنتصرة وننعم معه بالحياة الأبدية. ومن بين عطايا القيامة الكثيرة فى حياتنا انها تجعلنا نحيا فى حياة السلام والقوة والفرح والرجاء والحياة الأبدية. القيامة وحياة الإيمان .... أول فاعلية لقيامة المسيح هي الإيمان به ربا ومخلصا وواهب الحياة الأبدية للمؤمنين به، فكما قام المسيح وغلب الموت فاننا سنقوم معه ونرث الحياة الأبدية وكما قال القديس يوحنا إن القيامة والآيات الأخرى التى صنعها يسوع قد كُتبت ليكون لنا حياة أبدية { لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكى تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه} ( يو 31:20). { من يؤمن بى فله حياة أبدية} (يو 47:6) { من يسمع كلامى ويؤمن… فله حياة أبدية ولا يأتى إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة} (يو24:5) وكما قال السيد المسيح لمرثا { أنا هو القيامة والحياة من آمن بى ولو مات فسيحيا. وكل من كان حيًا ويؤمن بى فلن يموت إلى الأبد} (يو26،25:11). ومن يؤمن بالمسيح ينال حياة أبدية تجعل روحه لا تموت، أما الجسد فبالتأكيد سيموت لكى يقوم فى حالة المجد فى القيامة العامة. لقد أتخذ التلاميذ من الإيمان بالقيامة وأفراحها موضوع كرازتهم ( ان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم. ونوجد نحن أيضا شهود زور لله .ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين. فانه اذ الموت بانسان، بانسان أيضاً قيامةُ الأموات. لأنة كما في أدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع} (1كو 15 : 20،14). لقد أحب الله العالم ومن أجل خلاصنا بذل أبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل لتكون له الحياة الأبدية { لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية }(يو 3 : 16). وقيامة المسيح ووعودة للغالبين بالحياة الأبدية تجعلنا نشتاق ونجاهد للوصول للسماء { جاهد جهاد الايمان الحسن وامسك بالحياة الابدية التي اليها دعيت ايضا واعترفت الاعتراف الحسن امام شهود كثيرين }(1تي 6 : 12). المؤمن يشتاق إلي شيء أكبر من العالم، وأرقي من المادة، وأعمق من كل رغبة أو شهوة يمكن أن ينالها علي الأرض. لقد نظر القديسون إلي الأرض كمكان غربة، واعتبروا أنفسهم غرباء في العالم، يشتاقون إلي وطن سماوي، وإلي حياة روحية خالدة. حيث نلبس أجساد روحانية نورانية ممجدة علي مثال جسد المسيح الممجد والقائم وسنكون كملائكة الله { لانهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء} (مت 22 : 30). القيامة نبع للسلام .. شتان بين حالة التلاميذ يوم الجمعة العظيمة وأحد القيامة كان الخوف قد ملأ قلوبهم وتفرقوا يوم الصلب . كانوا في خوف في العلية والأبواب مغلقة عليهم ولكن دخل الرب يسوع اليهم وقال لهم سلام لكم (و لما كانت عشية ذلك اليوم وهو اول الاسبوع وكانت الابواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع و وقف في الوسط و قال لهم سلام لكم). (يو 20 : 19) . تحول الخوف الي شجاعة، والضعف الي قوة، والارتباك الي سلام، وجال الرسل يكرزون ببشري السلام الذي صنعة لنا الرب بموته عن خطايانا وقيامته من اجل تبريرنا. ان كل من يؤمن بالقيامة مدعوا الي حياة السلام (سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب). (يو 14 : 27) . ان المسيح القائم هو سلامنا ولن تستطيع اى قوة او تهديد حتى بالموت ان تنزع منا هذا السلام لاننا ابناء القيامة والحياة الإبدية .ان الموت الذى يخافه الناس بقيامة السيد المسيح صار جسر للعبور للإبدية السعيدة. ولنا فى أنشودة القديس بولس الرسول قدوة ومثل { فماذا نقول لهذا ان كان الله معنا فمن علينا. الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لاجلنا اجمعين كيف لا يهبنا ايضا معه كل شيء. من سيشتكي على مختاري الله ، الله هو الذي يبرر. من هو الذي يدين المسيح هو الذي مات بل بالحري قام ايضا الذي هو ايضا عن يمين الله الذي ايضا يشفع فينا. من سيفصلنا عن محبة المسيح اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف.كما هو مكتوب اننا من اجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا. فاني متيقن انه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا امور حاضرة ولا مستقبلة.ولا علو ولا عمق ولا خليقة اخرى تقدر ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا}( رو31:8-38). القيامة مصدر قوة للمؤمنين ... فلا خوف من قوة الشيطان الذي انتصر علية الرب بصليبة وقيامتة، ولا خوف من العالم والشر امام قوة القيامة التي اخزت المضطهدين ولا خوف من الموت أمام قوة من قام من بين الاموات ووهب الحياة للذين في القبور(وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت على جميعهم). (اع 4 : 33). أخذنا قوة القيامة وكثمرة لها حلول الروح القدس وثمارة فلا نخشي شيئا بل نشهد لمن أحبنا وبذل ذاتة فداءً عنا وسط جيل ملتوي شرير (لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم و في كل اليهودية و السامرة و الى اقصى الارض). (اع 1 : 8). هكذا راينا أبائنا وأخوتنا الشهداء يقدموا دمائهم علي مذبح الحب الالهي ويشهدوا لقوة إيمانهم بمن مات من اجلهم . لقد أعطانا الرب القائم من الأموات قوة من العلاء { ها انا اعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء} (لو 10 : 19). نحيا على رجاء مجئيه الثانى { وحينئذ يبصرون ابن الانسان اتيا في سحاب بقوة كثيرة ومجد} (مر 13 : 26). نحيا شهود للقيامة ونثق فى وعود الرب الحى الى الابد { فللوقت كلمهم يسوع قائلا تشجعوا انا هو لا تخافوا } (مت 14 : 27). قوة قيامة المسيح تغلب رائحة الموت والمرض والضعف وتعطي توبة وقيامة للأموات في الخطية وتحيي المائتين وتهبنا نصرة علي الموت وحياة أبدية سعيدة وكما قام المسيح فايماننا أكيد أن احبائنا الذين أنتقلوا ارواحهم في السماء تسبح في فرح ونور القيامة كملائكة الله في أنتظار للقيامة العامة ليقوم الجسد أيضا ويتحد بالروح ونحيا في أجساد روحانية نورانية ممجدة. لقد حطم السيد المسيح بقيامته شوكة وسطوة الموت ووهب المؤمنين الثقة والرجاء فى الحياة الأبدية، حتى قال القديس بولس الرسول "أين شوكتك يا موت؟ " لقد تحطم الموت، وأصبح لا مستحيل. وبالموت داس المسيح الموت ووهب الحياة للذين فى القبور.إن القيامة أعطت الناس قوة جبارة. وإذ تحطم الموت أمامهم، تحطمت أيضًا كل العقبات، وأصبح لا مستحيل. بالقيامة اصبح المؤمن لا يخاف الموت بل يقول مع القديس بولس { لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، فذال أفضل جدًا} (في 1 : 23). ويتحقق لنا ما وعدنا به الرب { أنا ماض لأعد لكم مكانًا. وإن أعددت لكم مكانًا آتي أيضًا وآخذكم إلي. حتى حيث أكون أنا، تكونوا أنتم أيضًا} (يو 14: 2، 3). أننا نثق في وعود الله الأمين التي تهبنا قوة لا تضعف في مختلف ظروف الحياة. أفراح القيامة .... فرح القيامة يغلب ضغوط الحياة واحزان العالم ومتاعبه ويتغلب علي الخطية والضعف والموت فالمؤمن يحيا في فرح بخلاص المسيح كل حين ويستمد فرحه لا من الظروف ولا من تمتع وقتي بعلاقات او اشياء بل من المسيح القائم ومن إيمانه الحي الواثق بان الله يرفعه ويعبر به ضيقات وتجارب الحياة وينقيه ويكمله ويجمله ليجعله لائق لمملكة السماء. نفرح أن الله معنا كل حين وهو لنا في الضيق معين، ولنا ملجأ حصين به نحيا دوما فرحين. لقد أمتلأ التلاميذ من الفرح بقيامة الرب من الأموات وهو واهب الفرح. السيد المسيح قال لتلاميذه قبل صلبه (أراكم فتفرح قلوبكم ، ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحكم منكم ) وأتم وعده بعد قيامتة المجيدة (ففرح التلاميذ اذ رأوا الرب) (يو 20:20). حتي عندما تعرض الرسل للسجن او الاضطهاد كانوا يقابلون ذلك بفرح وسلام وقوة .هكذا راينا الرسل بعد ان تعرضوا للأضطهاد امام المقاومين ( اما هم فذهبوا فرحين من امام المجمع لانهم حسبوا مستاهلين ان يهانوا من اجل اسمه} (اع 5 : 41). وهكذا يوصينا الإنجيل ان نحيا فرحين برجائنا فى القيامة ( فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة)(رو 12 : 12). القيامة معجزة مفرحة لأن بها تكمل الحياة، وينتصر الإنسان علي الموت ويحيا إلي الأبد. الحياة الأبدية والخلود هي حلم البشرية التي يهددها الموت بين لحظة وأخري، الإنسان حياته قصيرة علي الأرض، وبالرغم من قصرها فهي مملوءة بالمتاعب والضيقات، لذلك كم يكون فرح عظيم للإنسان أن يتخلص من التعب ومن الموت، ويحيا سعيد في النعيم الأبدي كملائكة الله. القيامة والتوبة... إيماننا بقيامة السيد المسيح يجعلنا نحيا حياة التوبة كابناء لله وأن حدث وسقط المؤمن فى الخطية لضعف بشري عليه أن يتوب. فالرب عندما كلم التلاميذ قبل صعوده عرّفهم أنه ينبغى أن يكرز باسمه للتوبة { أن يُكرز باسمه للتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم} (لو47:24). وعندنا سُئل بطرس يوم الخمسين من الجموع ماذا يفعلون لكى يخلصوا أجابهم { توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس } (أع38:2). فالذى ينال نعمة الحياة والخلاص بالمعمودية فى طفولته يحتاج إذا فقد شركة الحياة مع المسيح أن يستعيد فاعلية القيامة التى حصل عليها في المعمودية بالتوبة وهذا أيضًا مجال لعمل الروح القدس فالتوبة هى معمودية ثانية كما قال مجمع قرطاجنة فى القرن الرابع. إذ بالتوبة يتجدد فينا فعل الروح القدس الذى قد حصلنا عليه أولاً فى المعمودية. وكما يقول القديس أنطونيوس: ( إن الروح القدس المعزى المأخوذ فى المعمودية يعطينا العمل بالتوبة ليردنا ثانيةً إلى رئاستنا الأولى). التوبة الصادقة والرجوع بقلب مخلص إلى المسيح تفيض عطية الروح القدس فى القلب من جديد. فعندما يستجيب الإنسان لنداء التوبة ويرجع تظهر فيه جدة الحياة الكامنة فيه بعمل الروح القدس. ويبدأ الإنسان يعيش الحياة الجديدة مرة أخرى، هذه الحياة التى هى حياة المسيح القائم من بين الأموت. القيامة والرجاء ... القيامة تغلب ظلمة وظلم العالم وتهبنا حياة الرجاء فنحن فرحين في الرجاء صابرين في الضيق ومواظبين علي الصلاة. لنا رجاء في المسيح الحي انه يخلصنا من الخطية والمرض والضعف والخوف ويهبنا قوة القيامة وبركاتها وجسدها الممجد ونجاهد في رجاء ان الله ليس عنا ببعيد بل يتألم مع المتالمين ويجوع مع الجائعين ويعاني مع المضطهدين ويدافع عنهم فهو الله القادرعلي كل شئ ويقدر ان يهب عزاء وصبر وهو الذي خرج غالبا ولكي يغلب بنا وفينا ومعنا. سر القيامة يسري في كنيستنا واعضائها لتعيش للابد شاهدة للمسيح. نحن ابناء كنيسة حية تقدم شهادة حية مختومة بدم شهدائها انها تحب مخلصها وتحمل صليبه لتقوم معه وربها قادر ان يمنحها سلام ويحفظها وسط أتون النار ويهبها صبر في الآلام ورجاء في الظروف الصعبة ومحبة للجميع وعمل الخير والرحمة حتي مع المقاومين فمن قوة القيامة نستمد قوة لنشهد للمسيح ونحيا بلا عيب كانوار تضئ ويأخذ الله بيدنا في طريق الفضيلة والبر والقداسة لنكون سفراء للملكة السماء ولنا في القديسين الذين سبقوا قدوة وعزاء ونحن ناظرين الي رئيس إيماننا ومكمله الرب. القديس بطرس الرسول يقول إن الله ولدنا ثانية لرجاء حى بقيامة يسوع المسيح من بين الأموات (1بط3:1). فبقوة القيامة يتوّلد فينا رجاء حار من جهة الميراث الذى لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل الذى هو ميراث الملكوت السماوى المحفوظ لنا. وهذا الرجاء النابع من قيامة المسيح يتحدث عنه القديس يوحنا ذهبى الفم فى عظته عن قيامة الأجساد، إذ يشرح معلقًا على قول الرسول بولس { عالمين أن الذى أقام الرب يسوع سيقيمنا أيضًا ويُحضرنا معكم.. لذلك لا نفشل بل وإن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يومًا فيومًا} (2كو 14:4، 16). إن إنساننا الخارج يفنى أى جسدنا يضمحل طالما نحن فى غربة هذا العالم، ولكن بينما نحن نسير فى حياتنا وتقابلنا ضيقات وصعوبات وآلام تساهم فى اضمحلال الجسد أى إنساننا الخارج الذى يفنى، نستمد من قيامة المسيح رجاءً وقوة. إن رجاء القيامة يجدد إنساننا الداخلى فى وسط هذه الآلام والضيقات { لأن الذى أقام الرب يسوع سيقيمنا نحن أيضًا} (2كو 14:4) وهذا يعنى أنه من الآن وقبل القيامة الآتية فإننا ننال مكافأة احتمال الأتعاب وتتجدد النفس فى وسط الضيق وتصير أكثر قوة وأكثر إشراقًا. الحياة المقامة فى الرب .. قيامة الرب يسوع من بين الأموات علينا أن نحياها ونجني ثمارها، نحيا في إيمان ولنا سلام وفرح ورجاء في المسيح وكما سار ابائنا الرسل علي درب سيدهم مقتدين به علينا أن نعرف المسيح وقوة قيامتة وشركة الآمه. وأثقين في أن الله قادر ان يقودنا في موكب نصرته لنحيا إيماننا ونشهد له لنكون شهود للقيامة ودعاة سلام وعدل وحرية ونبذل من وقتنا واموالنا وحياتنا في خدمة الجميع ومحبة الأخرين فقوة القيامة تعمل فى تحرير المؤمن من الأنانية وحب الذات الى المحبة الأخوية والعطاء. فالرسول يوحنا يعلمنا أن الدليل والبرهان على قيامتنا مع المسيح هو محبة الاخوة، إذ يقول { نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الاخوة… من لا يحب أخاه يبقى فى الموت} (1يو14:3). فالبرهان على أن قيامة المسيح عاملة هو قوة المحبة التى غلب بها المسيح الموت بأن بذل ذاته فداءاُ عنا. نعمل على المشاركة الإيجابية والفاعلة والمستمرة فى بناء مجتمع تسوده روح القيامه والفرح والقوة والسلام . إن قيامة السيد المسيح ، سكبت علي البشرية قوة القيامة ومنحتها عطايا عجيبة، ما كان ممكناً أن نحصل عليها لولا القيامة { فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله}. (كو 3 : 1). أننا نصلى معكم للذى أبطل الموت وانار لنا الخلود والحياة ان يشرق فينا بشمس بره لنرى ونعاين ونحيا أمجاد القيامة وسلامها وافراحها وقوتها ورجاء الحياة الإبدية . نصلي للمسيح القائم ... نصلى ليهبنا الله قوة القيامة التي تهزم الخطية وتطرد روح المرض، ونصلي من المرضى لينعموا بالشفاء ومن رقدوا ليحيوا كملائكة الله ومن أجل أسرهم لينعموا بالعزاء والصبر ومن أجل كل نفس لتقوم من سقطاتها وتحيا النصرة على الخطية والشر والفساد وعلى كل أغراءات العالم الشرير حتى نعاين أمجاد القيامة وحياة الدهر الاتى . نصلى من أجل الكنيسة، الرعاة والرعية لتعيش كنيستنا بمؤمنيها ثمار القيامة وأفراحها وليفتح الله أبواب الكنائس أمام المؤمنين ويخلص ويقدس الله شعبه، لنكون ابناء القيامة والفرح والسلام ونحيا على رجاء حياة الدهر الأتى . نصلى من أجل بلادنا والعالم ليقوم من الوبأ والتباعد وتعود عجلة الأنتاج تعمل من جديد وننجح بقوة القيامة فى عبور الصعوبات لنصل الى حياة السلام والأمان والعدل والمساواة والرخاء والحرية. ليحيا كل مواطن إنسانيته وكرامته ونساهم جميعا فى خلق مجتمع أفضل يأمن فيه الناس على حياتهم ومستقبلهم، أمين . القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل