المقالات

28 سبتمبر 2018

ثمار الروح القدس

وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ ٢٣وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. (غل 5 : 22). أبدأ اولاً بالتوجه بالشكر إلى محافظ مطروح سيادة اللواء علاء أبو زيد على ترحيبه و كل أجهزة المحافظة. و أعجبنى في سيادة المحافظ أن له رؤية والقائد الذي له رؤية دائماً يكون قائدا ناجحا. كما أشكر السيد اللواء مختار الصنبارى مساعد وزير الداخلية و مدير أمن مطروح و السيد اللواء عادل الطحلاوى مساعد مدير الأمن و السيد اللواء أشرف عبيد مساعد مدير الأمن كما أشكر أيضا الأستاذ سيد إمام سكرتير عام المحافظة و الأستاذ علاء عبد الشكور سكرتير عام مساعد المحافظة و المهندس محمد شريف مصطفى مدير الاستثمار بالمحافظة وكل الأحباء وكل الحضور. ونشكر نيافة الأنبا باخوميوس و كل الآباء الأساقفة المتواجدين معنا وكل الآباء الكهنة وكل الشمامسة وكل الأراخنة وكل الشعب والكورال أيضاً اللي قدم. واحنا في بداية سنة قبطية مصرية جديدة و التى بدأت فى 11 سبتمبر واحتفلنا فيها بعيد النيروز ” عيد رأس السنة القبطية ” كما احتفلنا بعيد الصليب بالأمس ، يجب أننا دائماً فى البداية نضع مبادىء لحياتنا. فالبداية الصحيحة تؤدي إلى نتائج صح و عشان كده أحب أن أكلمكم اليوم عن مبدأ ممكن تضعه لحياتك و المبدأ ده ممكن نسميه ” محبة – فرح – سلام ” .. 1- محبة: كلمة المحبة وهي الركن الأول بيمثل الإنسان الذي يشعر بيد الله التي خلقته ويشعر بمحبة الله في حياته. الإنسان في أيام عمره أحيانا ينسى الحكاية دي ، ينسى أن محبة الله هي التي انسكبت وهي التي خلقته ، فإن سألتك لماذا خلقني الله أجبتك إنه خلقني لأنه أحبني. كما هو مكتوب: “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (يو 3 : 16). أحب العالم كله لذلك فمحبة الله هي نقطة البداية، إذا عشت أيها الإنسان وقلبك مملوء بمحبة الله أعلم أنك بدأت بشكل صحيح. ولكن انتبه فالمحبة لله ليست بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق. 2 – فرح: إن الفرح الشخصي الذي يعطيه لنا الله لا يستطيع العالم أن يعطيه لك .. سوف يعطيك فرحاً داخلياً حقيقي وهو احساس الرضا و احساس الشبع فأحيانا الإنسان يمتلك كل شيء ولكن نجده غير راضي ودائم الشكوى والتذمر أما الإنسان الذي عاش واختبر محبة فانه يمتلك فرحاً إنسانياً داخلياً. وهو ما يختلف عن فرح الإنسان حينما يقضي وقتا طيبا وسط اصحابه يزور مكان جديد فكل هذه الأشياء سطحية و وقتية أما الفرح الذي من الله فهو دائم . 3 – سلام: إذا اختبرت الحب الإلهي وعشت الفرح الشخصي ستصل إلى الركن الثالث و هو السلام الإجتماعي و تستطيع أن تصنع سلاما فى الأسرة وفى العمل وفى المجتمع. … لماذا يصعب على الناس صنع هذا السلام ؟ لان قلبه ليس فيه فرح شخصي ولم يختبر محبة الله ولكن طوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون .. هناك نوعان في الصناعة صناعات خفيفة و ثقيلة و لكن النوع الأصعب هي صناعة السلام ، فالإنسان الواعى هو هو الذي يستطيع أن يصنع سلاما فى كل عمل صالح. فبكلمة حلوة تكسب ناس كتيرة ، بكلمة تشجيع تكسب ناس كتيرة وبروحك الحلوة تستطيع أن تكسب شعوبا ولعل أوضح قصة على صناعة السلام هى قصة أبراهيم و لوط . هذا المبدأ يا أخواتي يصلح لنا جميعاً و لكن لابد أن يكون الثلاث اركان معاً ، ومحبة الله تكون فينا . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
21 سبتمبر 2018

حياة القداسة

علاقتنا بالقديسين علاقة تجعل السماء قريبة إلى الأرض، ونحن نقول كل يوم في السنكسار: "نعيّد في هذا اليوم بتذكار القديس فلان أو القديسة فلانة"، ولهذا سنتكلم اليوم عن حياة القداسة لكي لا تظن أن القداسة لناس معينين ولكن القداسة لنا جميعًا، ولكن كيف؟يقول معلمنا بولس الرسول: «لأَنَّ هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ... لأَنَّ اللهَ لَمْ يَدْعُنَا لِلنَّجَاسَةِ بَلْ فِي الْقَدَاسَةِ» (1تس4: 1-7).القداسة كلمة من الكلمات التي نستخدمها كثيرًا. نقول: "قدوس الله. قدوس القوي. قدوس الحي الذي لا يموت..."، والكتاب الذي فيه الوصية نسميه "الكتاب المقدس"، والكنيسة نصفها بأنها "كنيسة واحدة مقدسة"، وفي القداس نمسك في أيدينا كتاب "الخولاجي المقدس"... والإنسان المسيحي حين يعيش في هذة الحياة نقول عنه "قديس"، والذي يزور المواضع المقدسة نطلق علية لقب "مقدس"... فما هو موضوع القداسة التي هي للجميع؟أولًا: لابد أن تفهموا أن القداسة ليس بلوغ الحياة المقدسة في كمالها، ولكن القداسة في المفهوم الأرثوذكسي هي الإنسان السائر في طريق الله والمشتاق إلى هذه القداسة، شخص دائمًا لديه اشتياق أن يكون أفضل روحيًا، ولهذا عندما كان القديس بولس الرسول يرسل الرسائل للمؤمنين كان يدعوهم "قديسين" و"مقدسين".ثانيًا: القداسة هي نعمة يمنحها الله لنا من خلال جهادنا وحياتنا الروحية، ويقول لنا في القديس بولس في الآية التي ذكرناها: «هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ»، أي أن الله يريد منّا أن نصير قديسين: الكبير والصغير، القريب والبعيد...ثالثًا: القداسة لا تتعارض مع الطبيعة البشرية، الوضع الأصيل للبشر هو القداسة، فعندما خلق الرب آدم وحواء في كانا في حالة القداسة، ولكن الخطية لما دخلت إلى العالم أفقدت الانسان هذة النعمة، مثلما خلق الله الإنسان صحيحًا ثم يأتي المرض كاستثناء لكن الوضع الأصيل هو الصحة. هكذا نجد أن القداسة ليست شيئًا نصل إليه، ولكن هي شيء نعيشة، وهي الوضع الأصيل لحياة الإنسان والخطية نوع من أنواع الاستثناء في الحياة. القداسة تعني حالة جهاد مستمر ومتواصل، يقول لنا الكتاب المقدس آية جميلة «لأنَّ الجَسَدَ يَشتَهي ضِدَّ الرّوحِ والرّوحُ ضِدَّ الجَسَدِ» (غل5: 17)، فإذا قاد الجسد حياة الإنسان يتعرض للسقوط، أمّا الروح عندما تقود حياة الانسان فإنه يستمر في النمو والارتفاع.كيف يمكن للإنسان أن يعيش حياة القداسة؟ 1) علّم نفسك كيف تكره الخطية من قلبك الكتاب يقول على فم السيد المسيح إن العالم شرير، لذا علّم ذاتك كيف تكره الخطية، علّم نفسك أن لا تميل للخطية ولا شبة الشر، جميعكم تذكرون كيف تعرّض يوسف الصديق لمتاعب كثيرة، ولكن عندما وقف أمام امرأة فوطيفار وقال هذة العبارة العظيمة «فكيفَ أصنَعُ هذا الشَّرَّ العظيمَ وأُخطِئُ إلَى اللهِ؟» (تك39: 9). أتعلمون لماذا توجد أصوام كثيرة في الكنيسة؟ لكي يدرّب الإنسان إرادته فتستطيع الوقوف أمام الخطية وتقول لا. مشكلة الإنسان أن الإرادة أحيانًا تصبح ضعيفة، وأبسط شيء يمكن أن يشدة إلى الخطية، لذلك فالصوم يعلّمنا مبكرًا كيف نقف ونقول لا. بل حتى في تربية الأطفال، نربي أولادنا بكلمة نعم ونربيهم أيضًا بكلمة لا.2) اجعل لقلبك بابًاقلبك مثل الشارع أو مثل البيت، وهناك فرق كبير بينهما. البيت به باب والشارع لا يوجد به باب، تخيل معي أن بيتك بدون باب، هل تستطيع أن تنام؟ أو أن تحرس أشياءك؟ هل تستطيع أن تستريح؟ اجعل قلبك مثل البيت، ليس كل شيء يدخل قلبك، ولا كل فكرة أو شهوة، ولا كل علاقة. لا تجعل العالم يعيش بداخلك. كنيستنا الجميلة التي هي أمنا، في كل قداس بعدما نقرأ الكاثيليكون تقول لنا "لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يمضي وشهواته تزول"، وهذه نصيحة تقدمها الكنيسة كل يوم. العالم يوجد به موضات كثيرة ولكن الشاطر الذي يعرف أن يختار المناسب له. الإنسان الذي يسير في طريق القداسة يعلم نفسه ان يكون له هذا الباب، مثل قول داود النبي: «اجعَلْ يا رَبُّ حارِسًا لفَمي. احفَظْ بابَ شَفَتَيَّ» (مز141: 3). علّم نفسك أن تعيش في العالم لكن العالم لا يعيش فيك، وليس معنى هذا أن نكره العالم ولكن لا تجعل العالم وكل الذي فيه ينسيك طريقك. الذي يعيش في الشارع فكل من هبّ ودبّ – كما نقول في المثل – يدخله. إذًا اجعل لقلبك بابًا لا يدخل منه العالم إلى قلبك.3) رأس مال الإنسان المسيحي هو المحبة نحن لا نملك إلّا هذه الوصية، وصية المحبة، "أحبوا بعضكم بعضًا". المحبة أحد المعايير الرئيسية التي يتعامل بها السيد المسيح مع البشر، والمحبة كما يقول القديس يوحنا الحبيب «يا أولادي، لا نُحِبَّ بالكلامِ ولا باللِّسانِ، بل بالعَمَلِ والحَقِّ!» (1يو3: 18). محبة اللسان أرخص شيء، ولكن نحن نحب بالعمل والحق، من كل القلب. مشكلة العالم المعاصر أن المحبة تناقصت جدًا، صار الإنسان جائعًا للحب. وعندما نسمع في الإنجيل السيد المسيح يقول: «جُعتُ فأطعَمتُموني» (مت25: 35)، فليس المقصود الجوع للأكل أو الشرب فقط، لكن أيضًا الجوع للمحبة. يقول القديس أغسطينوس: "حب الكل فيكون لك الكل".العالم يا إخوتي يحتاج إلى هذا الحب، وكل القديسين والشهداء نتذكر لعم هذا الحب الجارف. تحكي قصص الشهداء عن الشهيدين ديديموس وتيودورا. قُبِض على تيودورا لكي تنكر الإيمان بالمسيح فرفضت، فأرسلوها إلى أحد بيوت الخطية، وفي الليل دخل إليها ضابط مؤمن اسمه ديديموس وألبسها ثيابه وهرّبها. وفي النهار عندما اُكتُشِفت الخدعة ساقوا ديديموس إلى ساحه الاستشهاد، وفوجئ الجميع بفتاة تجري نحوه وتصرخ وتقول: "لا تسرق إكليلي"، وكانت النتيجه أنهما اُستُشهِدا في نفس اليوم. الحب الذي ملأ قلبيهما جعل حكايتهما تصل إلى الاستشهاد. إذا أردت أن تعيش القداسة أحبب من قلبك وليس على مستوى المجاملة، حُب المسيح الذي أحبك. المحبة تعني شيئين أساسيين: أن يكون عندك القدرة أن تسامح الآخر، وأن تستطيع أن تنسى الإساءة، أليس هذا ما فعله معنا السيد المسيح؟ كل الذين عاشوا في القداسه عاشوا في هذا الحب الكامل، القداسة تعني الحب، حب غير مشروط.4) الوسائط الروحيةالسماء غالية، ووصولها فيه تعب وجهاد متواصل. هل لك إنجيل وصلوات كل يوم؟ هل لك خدمة وأعمال رحمة كل يوم؟ هل لك ابتسامة تقدمها لكل أحد؟ هل تفرح كل من يقابلك؟ هل تجلس كل فترة وتحاسب نفسك، وتكون لك جلسة مع أب اعترافك؟ إذا كنت بالأمس شريرًا، فلتكن اليوم صالحًا. ابدأ بداية جديدة كل يوم. هل في حياتك التوبة؟ المبادئ الروحية والوسائط الروحية التي نعيشها في ممارسة الأسرار ونتعلمها من الكتاب المقدس، أتُرى نعيشها في خياتنا اليومية أم هناك أشياء أخرى تشغلك؟ لكي تصل للقداسة يجب أن تمارس الوسائط الروحية. حياتك الروحية مثل الصليب، تبتدئ تكره الخطية من كل قلبك، ثم تضع لقلبك بابًا، وتملأ قلبك بالمحبة لكل أحد، ثم يكتمل الصليب في حياتك من خلال الوسائط الروحية التي تربط بينك وبين السماء، وهكذا تصبح حاملًا الصليب في حياتك، وتصير في زمرة القديسين. «هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ»، الله لم يدعنا للنجاسة بل في القداسة. كونوا قديسين كما أن أباكم قدوس. في بداية السنة القبطية الجديدة، قل للرب: أنا أريد أن أعيش في القداسة. أنت يا رب أعطيتني نعمًا كثيرة، وسترت عليَّ في أشياء كثيرة، وباركت بيتي وأسرتي وكنيستي وعمري وعملي. وأعطيتني يا رب هذه السنة لأحيا فيها بالقداسة. ساعدني يا رب، وأعدك أن أكره الخطية من كل قلبي، وأن يكون لقلبي باب يحرسه، وأن أملأ قلبي بالمحبة، وأعيش بالوسائط الروحية. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
07 سبتمبر 2018

صفحة من التاريخ الكنسى المصرى المسيحى. معنى روحى مع بداية السنة القبطية.

” اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ، وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي، وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ. لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ. وَلكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ. لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْل كُنْتُ أَتَكَلَّمُ، وَكَطِفْل كُنْتُ أَفْطَنُ، وَكَطِفْل كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ. فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ. أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.” (كورنثوس الاولى 13: 8-13) اليوم سنتأمل فى: صفحة من التاريخ الكنسى المصرى المسيحى. معنى روحى مع بداية السنة القبطية. فى القرن الأول الميلادى كانت مصر ولاية رومانية مستعمرة، فى منتصف القرن جاء مارمرقس إلى مصر وبدأت الكنيسة القبطية المصرية وكانت الكنيسة أقدم مؤسسة شعبية واحتوت كل الكيان المصرى واستوعبت كل مصركانت البلاد مستعمرة ولكن المؤسسة الكنسية كانت مستقلة، فلذلك نقول بكل فخر ان بلادنا استعمرت من بلاد كثيرة لكن الكنيسة القبطية عاشت مستقلة وصمدت فى مواجهة الاضطهادات الرومانية والبيزنطية. وقد عاشت الكنيسة تحتضن الإيمان المسيحى الذى ينادى بالتوحيد ( بالحقيقة نؤمن بإله واحد … ) الإيمان بالله الواحد والتعبير عن هذا الإله الواحد فى شعار المسيحية : ( الله محبة ) الإله الواحد المحب. فلهذا الكنيسة القبطية المصرية هى أقدم كنيسة، مستقلة رغم الاستعمار، إيمانها يعتمد على الله الواحد، كنيسة شعارها ” الله محبة “” أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ. وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ ” (رسالة يوحنا الاولى 4: 7،8) الله خلق الخليقة وعلى قمتها الانسان فصار الانسان هو تاج الخليقة وقد أصبحت مصر نموذج للجنة ” كَجَنَّةِ الرَّبِّ، كَأَرْضِ مِصْرَ ” (تكوين 13:10) كما أنه مكتوب فى إشعياء “مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ” فبهذا بارك الرب الأرض والشعب، لذلك فى كل قداس نصلى من أجل أرض مصر وشعبها. لهذا صار لدينا حياة لها ثلاثة أركان: النيل الذى يمر وسط البلاد: هو أبونا الأرض على ضفتى النيل: هى أمنا الانسان المصرى: ابن النيل وابن الأرض فلذلك صارت مصر لوحة الهية بارعة الجمال وسط كل شعوب الأرض يجب أن نعلم أن الكنيسة القبطية المصرية قد عاشت ستة قرون قبل دخول العرب إلى مصر تحتضن كل الشعب المصرى وصارت الكنيسة هى المدرسة الأولى التى تعلم حب الوطن وحب الأرض وحب الانسان وحب النهر. لذلك فى وسط القداس نذكر الزرع والهواء والأرض “اصعدها كمقدارها كنعمتك، فرح وجه الأرض ليرو حرثها ولتكثر أثمارها. أعدها للزرع والحصاد (للأرض)، ودبر حياتنا كما يليق(للانسان). بارك اكليل السنة بصلاحك (اكليل السنة المقصود به الحصاد) من أجل فقراء شعبك، من أجل الأرملة واليتيم والغريب والضيف، ومن أجلنا كلنا نحن الذين نرجوك ونطلب اسمك القدوس. لأن أعين الكل تترجاك، لأنك أنت الذي، تعطيهم طعامهم في حين حسن. اصنع معنا حسب صلاحك، يا معطيا طعاما لكل جسد. املأ قلوبنا فرحا ونعيما، لكي نحن أيضا إذ يكون لنا الكفاية في كل شئ، كل حين نزداد في كل عمل صالح.” لأن الله فى المسيحية محبة، ولأن الله خلق الانسان على صورته ومثاله، فالانسان يصبح بدوره محبـــة. فالانسان المسيحى لا يعرف إلا من سلوك المحبة. وتعاليم الكنيسة فى كل صورة ولكل سن وفى أى زمن هى تعاليم قائمة على المحبة. لذلك الكنيسة تصلى من أجل المرضى والمسافرين والحزانى والعاملين فى كل موقع ولأجل طمأنينة البلاد والهواء الحسن والمدن والقرى والمنازل والبيوت والاديرة والماء والزرع والثمر وحكام البلاد والعائلات والايتام وكل البشر. عام 284 م قد بدأ دقلديانوس عصر الاضطهاد وفيه استشهد الاف من المسيحيين، فتأخذ الكنيسة السنة الزراعية القديمة عند قدماء المصريين وتحولها للتقويم القبطى، الذى نحتفل بمرور 1733 عام عليه. عندما دخل العرب إلى مصر حدث ما يسمى بالتعدد الدينى، بعد أن كانت فرعونية ثم مسيحية ثم إسلامية، صارت مصر تعيش بهذا التعدد. فأصبحت مصر نموذج رائع أمام العالم للتعايش. كيف يعيش الانسان ويتحامل ويحيا، حيث انه لا يمكن ان يستغنى الانسان عن الاخر. اليوم كيف نحتفل ببداية سنة قبطية جديدة؟ كيف نعيش كنيستنا بتاريخها القوى؟ أساسيات الحياة المسيحية كما قال عليها القديس بولس الرسول: “أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.” نقيس انفسنا فى بداية السنة القبطية الجديدة من خلال ثلاثة نقاط: إيمانك: هل نظرة الإيمان لدينا نظرة قوية؟ أم ايماننا بدأ ان يضعف ويبهت ويغيب ؟ الإيمان القويم الذى عاشته الكنيسة خلال عمرها (أكثر من 20 قرن) ومازلنا نتمتع بهذا الإيمان .. ولكن هل فى حياتنا اليومية نعيش ذلك الإيمان ونشعر بيد الله التى تعمل ؟ هل نعلم أن الله ضابط الكل هو الذى يدير حياة البشر ؟ هل الوعود الكتابية حاضرة أمامنا ؟ هل نشعر بذلك الايمان القوى ؟ الإيمان هو اليقين بحضور الله فى الزمن وفى الحياة باستمرار. إن كنت انسان أمين فى حياتك وتشعر بهذا الإيمان ستجد الله يصنع معك عجبا. المحبة: ما هو شكل المحبة فى قلوبنا؟ العالم هذه الأيام جائع من الحب، صار الانسان يعتمد على الالات والاتصالات وجف قلبه من المحبة. كيف يكون الانسان منبع للحب ؟ يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: “أى مصباح بلا نور وأى مسيحى بلا حب ؟” ايها الانسان لقد أوجدك الله لكى تصير مصدر للحب. ومن يعتمد على المحبة يعتمد على الله ومن يأخذ المحبة طريقا له فهو يأخذ الله وينجح فى طريقه. الرجـــاء: هل لدينا رجاء؟ أمل؟ عنصر التشجيع؟ ام نترك انفسنا للمحبطين واليائسين وليس لدينا رجاء ؟ “يا رجاء من ليس له رجاء، معين من ليس اه معين “ داود النبى تعرض لمخاوف كثيرة ولكنه قال “اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟” يكون لدينا رجاء لأن لدينا ثقة أن الله يقود كل شىء فى حياتنا. لمراجعة إيمانك: عبرانيين 11 لمراجعة محبتك: كورنثوس الاولى 13 لمراجعة رجائك: رؤيا 2 قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
31 أغسطس 2018

اشكروا فى كل شيء

لماذا نشكر الله ؟ ولماذا يوجد آخرين لا يشكرونه؟ وأجاب قداسته على السؤال الأول بأن أهم شيء يجب أن نشكر الله عليه هو أنه خلق الإنسان مميز عن كافة المخلوقات بالعقل وأوجده وأعطاه الحياة وتوجه ملكا على الخليقه كلها لأنه يحبه ، مشبها بفنان يرسم لوحه بارعة ، وصار الإنسان كائنا عاقلا عاملا بيديه ، ثم أعطاه الحرية وصار مميزا عند الله ،وأعطاه الله أيضا نعمة الخلود أو الحياة الجديدة. ونشكر الله على أنه أعطانا نعمة العيش بمصر تلك البلد العريقة التاريخية التي يعرفها العالم كله والمسيح اختار مصر لتكون البلد الوحيد الذي يزوره. هذه نعمة كبيرة نشكر الله عليها”. وأضاف قداستة: “نحن نشأنا على هذه الأرض ذات التاريخ العريق ونحن مرتبطون بنهر النيل الذي أعطانا الحياة وهو يعلمنا الشكر والصلاة، والفراعنة جعلوه إلها”. وتابع قائلا “نعتز بمصر وكلنا نعرف الزعيم مصطفى كامل الذي قال لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا ونحن نشعر بهذا الأمر في الغربة لأنهم ينظرون للمصريين بانبهار لأن بلدك له حضارة 7 آلاف عام ويشتاقون لزيارتها ومعرفتها. وارجع قداسة البابا فى عظتة أسباب وجود أناس لا يشكرون الله إلى عدة أسباب وهي: النسيان والتذمر والمقارنة الظالمة. وقال: بعض الناس ينسون دائما عمل الله فى حياتهم ويجب دائما أن نسبح الله باعماله مثل ماقال داود النبى “أخبر باسمك إخوتى” الذى يخبر دائما بنعم الله وبركاته فى حياته. ويجب ألا ننسى أبدا أن نعم الله دائمة فى كل صباح. والسبب الآخر فى أن الإنسان لا يشكر هو التذمر. “الإنسان المتذمر دائمًا ينسى نعم الله بحياته، ولذلك تعلموا الشكر في حياتكم حتى تروا البركات” موضحا أن الإنسان كثير الشكوى والتذمر في حياته هو سلبي لا يدرك معنى الإيجابيات التي يمنحها له الله في حياته. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
24 أغسطس 2018

“لا تطفئوا الروح”

يجب أن تكون حياتنا متوهجة مثل القديس جيروم حينما قال: “إن للنار طبيعة مزدوجة، إن كنا خاطئين تحرق خطايانا وإن كنا أبرارًا تعطينا نور”والنار أيضا تعطينا نور في الظلام، استنارة للقلب ودفء واحساس القلب المتوهج بالروح القدس الذي يطرد دائمًا الشيطان ويفسر قداسته اللؤلؤة بثلاث أسئلة وعلى رأسها أسباب انطفاء الروح ؟ 1. محبة الماديات: شخص يحقق ذاته بالامتلاك المادي والأنا أي الإنسان النرجسي،والمثل اللاتيني يقول: “الكفن ليس له جيوب” .. فيجب أن أفحص ذاتي. 2. الشهوات (جسدية أو مادية وغيرها)مثل شمشون رغم افتخاره بقوته ولكن عندما أتت دليلة تغلبت عليه شهوته. 3 . الفلسفات الفلسفات التي تصل للإلحاد وأفكار شاذة على سبيل المثال: فمنذ القدم الزواج يكون بين رجل وامرأة فقط ولكن العالم أصبح يظهر أشكال أخرى مثل زواج المثليين وهذا من أنواع الفلسفات التي تطفئ الروح وهذه الأسباب الثلاثة تطفئ روح الله بداخلنا وماذا يصير شكل الإنسان ؟ يصبح عقله مظلم يفقد القدرة على التمييزوالنار تعطى نور وعندما أطفئ النار ينطفئ النور. مثلما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم. 2 . الفتور الروحي:- أي البرود الروحي الذى يتحول إلى غربة روحية ويتحول إلى عجز روحي وعدم المقدرة على التواصل مع الله. 3 . الشعور بالتيه: حياته تصبح متخبطة ومتداخلة مثلما أسماها الآباء، الغفلة ومن الممكن أن يتطور الأمر إلى أن ينهي حياته بيده لأن روحه انطفأت ويبقى أمرًا أخيرًا، وهو كيف نتجنب انطفاء الروح ونجعلها دائمًا متوهجة ؟! .. أي خطوات علاج إعطاء الروح أكثر فعل هو “الصلاة”. الصلاة هي التي تشعل نار الروح فينافيقول:”عِنْدَ لَهَجِي اشْتَعَلَتِ النَّارُ. تَكَلَّمْتُ بِلِسَانِي ” (مز 39 : 3). حراره القلب والروح يزداد بالصلاة. كل أشكال الصلاة الشخصية أو الكنسية المنظمة. ولهذه الاسباب يوجد بالكنيسة قانون ونظام روحي لتبقى حرارة الروح مشتعلة. 2. المحبة: “مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْفِئَ الْمَحَبَّةَ” (نش 8 : 7)والإيمان عامل دائمًا بالمحبة الايمان وسيلة التعبير عنه هي المحبة ولا يوجد مقياس غيره. ولهذا السبب قال بولس الرسول: “الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ” (غل 5 : 6) حينما تشتعل الروح في القلب نتعامل بمحبة دائمة مع الآخرين وأخيرًا توبة الإنسان وتطهيره من الخطية. فالخطية تطفئ عمل الروح وبالتوبة يسترجع الإنسان قوته مثل شخصية السامرية قبل وبعد مقابلة المسيح. بعد التوبة أصبحت أقوى وأفضل ، ودائمًا تخبرنا كنيستنا بألا نطفئ الروح وختم قداسته العظة قائلًا: “لا تنسى أن نار الروح القدس تعطيك نورًا في الظلام وتعطيك استنارة للنفس وتعطيك راحة للقلب” قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
17 أغسطس 2018

فضيلة حياة الرضا من حياة القديسة العذراء مريم

أمنا العذراء مريم كنز من الفضائل ومهما تحدثنا عنها لم نوفها حقها, هى من نتشفع بها ونعتبرها فخر جنسها. نتكلَّم اليوم عن فضيلة حياة الرضا من حياة أمنا العذراء، نلاحظ في هذا الزمان أن حياة التذمُّر تزداد وتتسع فأنظر إلى القديسة العذراء مريم. ” ليس أني أقول من جهة إحتياج، فإني قد تعلَّمت أن أكون مكتفياً بما أنا فيه ” ( في 4 : 11 ). بعض الناس يمتلكون كل شيء لكنهم غير فرحين بل مُتذمِّرين, هذا النوع من التذمُّر قد يصيب الكثير من الناس المتزوجين والمخطوبين ومَن يعيش في بلادنا أو في الخارج. ما معنى الرضا؟: الرضا هو شعور إيماني وهو شعور إيجابي, هو شعور القلب الهادئ, فهو يُعبِّر عن قبول الإنسان للحياة التي يُقدِّمها له اللـه فيشكر اللـه على كل شيء. هو شعور أن اللـه يُدبِّر هذا الكون, ” جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه عن يميني فلا أتزعزع “. جوانب حياة الرضا: 1ـ هى طبيعة شخصية: تكوَّنت من خلال نشأة الإنسان وتربيته وهذه من أهم الفضائل التي يجب أن نزرعها في تربية أولادنا. 2ـ هى أسلوب حياة: ممارسة يومية في حياة الإنسان في العمل, الدراسة, الخدمة. نرى أمنا العذراء عندما أخبرها الملاك بالبشارة الفريدة من نوعها في التاريخ, نجد أن ردَّها يُعبر عن حياة الرضا التي تحياها ” هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك “. 3ـ هو علامة نجاح: الإنسان الراضي دائماً ناجح في حياته. أنا لم أقصد بالرضا الإنسان المستكين, هذا أسلوب سلبي الإحساس بالرضا يبدأ عندما نعرف أن اللـه هو كل ما نحتاجه. طوبى للإنسان الذي يملئ قلبه اللـه. 4ـ هو حياة الإكتفاء: وهذا أصعب درس يتعلَّمه الإنسان في الحياة لأن الإنسان دائماً في حالة إحتياج، فعند الإكتفاء يصل إلى القمة لذلك حياة الخطية تبدأ بعدم الرضا مثل الابن الضال. ” النفس الشبعانة تدوس العسل “، هذا الشبع صورته الرضا, فيابخت كل إنسان يشعر بهذا الرضا. القلب البشري لن يملأه شيء كما يقول الفلاسفة: ” الإنسان بئر من الرغبات “. الإنسان الذي يتذمر دائماً. صفات حياة الرضا: 1ـ الشعور بالرضا في القرارت المصيرية: عندما تكون راضياً ستكون ناجحاً ” مَن يضع يده على المحراث لا ينظر إلى الوراء “، مثل راعوث المؤابية ( معنى اسمها الجميلة ) برغم كل ما تعرَّضت له لكنها كانت راضية فاستحقت أن يُذكَر اسمها في سلسلة أنساب السيد المسيح. 2ـ الرضا بالخدمة والمسئولية: المقارنة بالآخرين تتعب الإنسان, لابد أن تعرف أن لكل إنسان وزنة مختلفة عن الآخر يمكن أن يتذمر الكاهن على خدمته. يمكن أن يتذمر الإنسان على عمله فلا يستمر فى عمل أكثر من شهرين مثلاً ” كثير التنقل قليل الثمر ” كما يقول الآباء. 3ـ الرضا بالآخر: ربما يكون في الزواج أو العمل أو الخدمة. ” اثنان خير من واحد لأنه إن سقط أحدهما يقيمه الآخر “.لكل إنسان مسئولية ودور في هذه الحياة بعض الناس يسمونهم trouble maker صانع مشاكل والبعض الآخر peace maker صانعي سلام, فأي من الاثنين تريد أن تعمل معه. 4ـ الرضا بالظروف أو البيئة المحيطة: كيف لا يتذمَّر الإنسان رغم ما يحيط به من ظروف ومشاكل؟أن تشعر أن للـه ترتيب لكل يوم لحياتك يستخدمه لخلاصك قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
10 أغسطس 2018

صلوا بلا انقطاع

النهارده هنتأمل في اللؤلؤة رقم 9(صلوا بلا انقطاع)وهي متطابقة لحياة الصلاة الغير منقطعة لامنا العذراء… ومش هاتفرح بدون صلاة وشكر …و الصلاة نعمة منحها الله للانسان وحديث الله مع الانسان ليس مرتبط بظروف واوقات او مكان فالصلاة نعمة ولقاء مفتوح مع الله علي الدوام اولا : كيف نصلي؟ 1-الصلاة بالجسد صلاة يشترك فيهاالجسد دون العقل حيث تشتيت العقل 2-الصلاة بانتباه داخلي حيث الذهن المنتبه بكلمات الصلاة بوعي تام 3- صلاة القلب وهي اتحاد صلاة الذهن مع مشاعر القلب وقتها يشعر الانسان بتواجده في الحضرة الالهية ثانيا : الصلاة الدائمة الصلاة الدائمة عبارة عن جملة تتكون من كلمات معدودة وهذه الكلمات مثل السهم ونجد في الكنيسة تسابيح وصلوات بها فيض من الصلوات و الاباء ابتكروا الصلاة السهمية “الصلوات القصيرة”وامتدت للرهبنة الروسية وبعض الدول الاخري وفكر الصلاة القصيرة اسمها فضيلة ترك القلب عند الله حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك ومن هنا اتت صلاة ياربي يسوع المسيح ابن الله ارحمني انا الخاطي وهذه صلاة تلقائية ممكن تستحدمها في اي وقت وتضمن ان يدالك مشغولتان بالعمل ولكن في نفس الوقت عقلك وقلبك مشغول بالله ولا يقطع صلاتك الا خطاياك واعرف ان عدو الخير لا يمل من محاربة الانسان وهو يحاربنا في هذه الصلاة السهمية لكن كلمة ارحمني انا الخاطئ وقيامة المسيح ترفعك دائما وهذة الصلاة الدائمة تحتاج منك تدريب ثالثا : فوائد الصلاة الدائمة وبتكرار هذه الصلاة تجد داخلك فرح ومن فوائدها 1- الامتلاء بالفرح : ستجد نفسك تمتلئ فرح 2- الانحلال من الكل : من رباطات العالم 3- التمتع بممارسة وسائط النعمة : والاكثار منها صلوا كل حين وهذه الفضيلة فضيلة ترك القلب عند الله اتركه عند الله واوكد في هذه اللالي ان الصلاة و الشكر و الفرح مرتبطين ببعض ابدأ بواحدة وستجد الباقي عندك.لالهنا المجد الدائم امين قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
03 أغسطس 2018

السماء الثانية

نخاطب أمنا العذراء مريم بألقاب كثيرة خلال الصلوات والتسابيح والمدائح العديدة والترانيم، وفي مناسبات كثيرة خلال السنة الكنسية، كما في فترة الصوم الذي نسمّيه "صوم العذراء"، وفي شهر كيهك حيث الاستعداد لميلاد السيد المسيح. ومن هذه الألقاب أننا نقول عنها إنها "فخر جنسنا"، وأنها "حواؤنا الجديدة"، وأيضًا نصفها أنها "السماء الثانية". ودائمًا نلاحظ في أيقونات القديسة مريم العذراء أنها ترتدي ملابس زرقاء اللون (لون السماء)، منقوشة بالنجوم، وفيها نجمتان كبيرتان تعبيرًا على أنها السماء الثانية التي حملت ابن الله المخلص. عاشت أمنا العذراء مريم – السماء الثانية – هنا على الأرض قرابة الستين عامًا ومنذ نياحتها وهي تظهر بين الحين والآخر لأفراد ولجموع في مناطق وبلاد كثيرة، مثلما كان ظهورها الأشهر على قباب كنيستها في ضاحية الزيتون بالقاهرة منذ حوالي نصف قرن. وهذا يدفعنا للتأمل في الآيات الكتابية التي نسميها "الآيات الأرضية السماوية"، وهي التي عندما نقرأها نجد نصفها الأول يتحدث عن الأرض، بينما نصفها الثاني يتحدث عن السماء. وهذه ملاحظة جميلة يمكن أن تفيد الدارسين لكلمة الله وفي مواضع كثيرة من الأسفار المقدسة، وإليكم بعض الأمثلة التي تشرح ذلك: مثال (1): «كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ (على الأرض) فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ (في السماء)» (رؤ2: 10). مثال (2): «طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ (على الأرض)، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ (في السماء)» (متى5: 3). مثال (3): «لاَ تَخَفْ، أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ (على الأرض)، لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ (في السماء)» (لو12: 32). مثال (4): «كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ (على الأرض) فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ.(في السماء)» (مت25: 21). وهذه الآيات، وغيرها كثير، تربط بين الأرض والسماء بأسلوب محكم واضح، ونعرف أن حياتنا الأرضية مهما امتدت هي تمهيد قصير لحياتنا السماوية في الأبدية. وبناءً على هذا المفهوم نستطيع أن نحدد عدة ملامح سماوية في حياتنا الأرضية من خلال أمور ملموسة ومادية مثل: (1) الكنيسة: هي سفارة السماء على الأرض، هي قطعة من السماء، أو كما نقول في الصلاة الربانية "..كما في السماء، كذلك على الأرض.."، وكما يعبّر القديس يوحنا ذهبي الفم بقوله: "عندما ترى الأب الكاهن يفتح ستر الهيكل فإنه يفتح باب السماء..". (2) الكتاب المقدس: هو دليل السماء "Index"، فالإنسان عندما يذهب إلى أيّة بلد في العالم، يطلب أولًا خريطة المكان الذي يذهب إليه، ونحن نستعين بأجهزة GPS في حياتنا عندما نذهب إلى أي مكان. السماء تحتاج دليل للذهاب إليها هو الأسفار المقدسة. (3) الكهنوت: هو الأبوة Fatherhood في كنيستنا وهو رفيق الإنسان إلى السماء.. فما أشهى أن يرافقني "أب" يمسك بيدي ويقودني بأبوته نحو السماء. وهذا المفهوم الروحي العميق لعمل الكهنوت في الكنيسة يتضح بصورة جلية في أب الاعتراف الذي يختاره المسيحي في رحلة غربته على الأرض. (4) الرهبنة: هي صورة ملائكية للحياة على الأرض. لقد تخلّوا عن كل شيء برضى واختيار، وذهبوا إلى الأديرة بحثًا عن القداسة، وحبًا في الحياة السماوية. ولذا اشتهرت الأديرة في المسيحية شرقًا وغربًا، وصارت بالحقيقة واحات سماوية يذهب إليها البشر بحثًا عن الحياة السماوية الخالية من ضعفات الحياة الأرضية. (5) القداس الإلهي: هو رحلة إلى السماء، حيث صلوات القداس بدءًا من رفع بخور عشية ثم التسبحة في نصف الليل ورفع بخور باكر والصلوات والقراءات والألحان، وأخيرًا التقدم للتناول من الأسرار المقدسة. كل هذه تشكّل رحلة سماوية حيث نصلي أثناء توزيع الأسرار "سبّحوا الله في جميع قديسيه" لأننا صرنا في السماء، عالمين أن لغة السماء هي التسبيح. (6) التوبة: الشيطان يحاربنا ويريد أن يحرمنا من السماء ولذا تكون التوبة هي خطوة نحو السماء. لأن الوصية تقول «كونوا قديسين»، فكأن التوبة هي استعادة حياة القداسة فينا. ومن أجل ذلك جُعِل سر التوبة والاعتراف كأحد الوسائط الروحية القوية في مسيرة حياتنا الأرضية نحو السماء. (7) الخدمة: هي التعبير الظاهر عن المحبة الحقيقية، وكأن كل خدمة تقدمها بأيّة صورة من الصور هي دعوة للسماء. فالمحتاج والمريض والمعوق واليتيم والأرملة والبعيد والمغترب والمهموم وغيرهم، عندما تخدمهم الخدمات المناسبة وتقدم لهم المحبة الحقيقية، كأنك تكشف لهم محبة السماء ودعوتها لهم بصورة ملموسة حقيقية. هذه مجرد صور لكي تعيش السماء على الأرض، وكل إنسان يعيش المسيحية في عمقها مسئول أن يحوّل الأرض إلى سماء، و بمعنى آخر أن ما يشعر به في السماء يجعله على الأرض، وكما نقول دائمًا "كما في السماء كذلك على الأرض". المسيحية هي الوحيدة القادرة أن تحوّل الأرض إلى سماء، ليس لسبب أو آخر إلّا لأنها تعرف أن «الله محبة».. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
27 يوليو 2018

تأملات فى الكتاب المقدس – رؤيا حزقيال

من حلاوة الكتاب المقدس إنه يحتوى على عدة كتب و كلمة سفر تعنى كتاب فالذى يحب الامثال يجد أمثال كثيرة و الذى يحب القصص يجد قصص كثيرة و الذى يميل للشخصيات يجد شخصيات متنوعة. ومن الامور الجميلة الرؤى و أحلام عند الآباء و الانبياء. رؤيا حزقيال: رؤيا جميلة رآها حزقيال النبى و هى تنطبق على حياة الانسان تقول الرؤيا الفصل 37: 1 - 6 1 كانت علي يد الرب ، فأخرجني بروح الرب وأنزلني في وسط البقعة وهي ملآنة عظاما 2 وأمرني عليها من حولها وإذا هي كثيرة جدا على وجه البقعة ، وإذا هي يابسة جدا 3 فقال لي : يا ابن آدم ، أتحيا هذه العظام ؟ . فقلت : يا سيد الرب أنت تعلم 4 فقال لي : تنبأ على هذه العظام وقل لها : أيتها العظام اليابسة ، اسمعي كلمة الرب 5 هكذا قال السيد الرب لهذه العظام : هأنذا أدخل فيكم روحا فتحيون 6 وأضع عليكم عصبا وأكسيكم لحما وأبسط عليكم جلدا وأجعل فيكم روحا ، فتحيون وتعلمون أني أنا الرب سفر حزقيال فيه 7 رؤى و تبدأ بكلمات "كانت على يد الرب"..هذه الرؤى تريد ان تجاوب على سؤالين هامين: الأول: مقدار بشاعة الخطية و ظلمتها، و ماذا تفعل الخطية بالانسان. الثانى: عظمة التوبة و فرحتها، و ماذا تقدم التوبة للإنسان. إبحث نفسك على هذه الرؤيا و إعرف مكانك فيها و ماذا تتعلم منها. الخطية هى إستثناء...أى بقعة فى ثوب أبيض، و الاصل هى القداسة. الصحة هى الاصل و المرض هو إستثناء. فالخطية بقعة...جاهد أن تمحيها حتى يصير الثوب أبيض. الله يريد لنا أثوابا نظيفة...أى قلوبا طاهرة، لذلك يقول " يا إبنى إعطنى قلبك و لتلاحظ عيناك طرقى" أم(23 :26 ) يقولون أن الخطية نزول، اما التوبة فصعود. شاهدت مقبرة كبيرة جدا تضم ناس لم يبق منهم غير العظام..و كان جيشا كبيرا و لكنه إنتهى و العظام الكثيرة تشبه شعب بنى إسرائيل المسبيين, هذه العظام التى رآها حزقيال تتسم بأربع صفات رئيسية: 1- عظام يابسة جدا..إنقضى عليها سنين و سنين..بلا عمل ولا حركة ولا نفس. 2- مبعثرة..فالخطية تشتت كيان الانسان ..فالعظام مبعثرة ليس فيها قوة..الخطية تضيع مواهب الانسان..مشاعره مبعثرة. 3- يائسة: ليس فيها قوة...الخطية تجعل الانسان بال مستقبل فى حياته..عنده إحباط و يرى مستقبله كأنه ظلمة. 4-مفزعة ومخيفة: يجد المنظر ليس فيه أى فرح..و الخطية تسرق فرح الانسان و تحعله فى قنوط وحزن دائما. و الفرح هو علامة الصحة الروحية، و علامة وجودنا مع المسيح هو الفرح..فالمسيح فى خدمته كان بشوش دائما..كان يتسم بالفرح و المرح. وإن كانت هناك إستثناءات فى مواقف معينة..حينما بكى على قبر لعازر..لانه كان يحب لعازر جدا. هذه الصفات الاربعة السابقة كانت حال الشعب اليهودى المسبى..كان هذا الشعب المسبى ميت روحيا، لا يقدر أن يفوق لنفسه. وهذا هو حال الانسان الذى يعيش فى الخطية. "لك إسم أنك حى و انت ميت" رؤ 3 : 1 يجب ان تتغير حياة الانسان..تتغير للأفضل. أحيانا يكتفى الانسان أن يسمع كلمة طيب، ولكن رد الفعل لا يتغير. هذا ما صنعته خطية آدم فى الانسان. طيب يارب هتسيبنى كده فى حياتى لا اتحرك، فى الفشل و اليأس. يقولون يبست عظامنا ..هلك رجاؤنا..قد إنقطعنا.. و لكى نتعلم نقول: "يارجاء من ليس له رجاء...معين من ليس له معين..عزاء صغيرى القلوب.ميناء الذين فى العاصف" إوشية المرضى فى حالة العجز و اليأس و عدم الرجاء ..روح عدم التغيير...إمتى يارب أتوب؟ إمتى أقوم؟ أنا يارب عظام يابسة!! أريدك يارب ان تعطى لى حياة جديدة..قال حاضر سأعطى لك حياة جديدة. "ثم قال لي : يا ابن آدم ، هذه العظام هي كل بيت إسرائيل . ها هم يقولون : يبست عظامنا وهلك رجاؤنا . قد انقطعنا 12 لذلك تنبأ وقل لهم : هكذا قال السيد الرب : هأنذا أفتح قبوركم وأصعدكم من قبوركم يا شعبي ، وآتي بكم إلى أرض إسرائيل 13 فتعلمون أني أنا الرب عند فتحي قبوركم وإصعادي إياكم من قبوركم يا شعبي 14 وأجعل روحي فيكم فتحيون ، وأجعلكم في أرضكم ، فتعلمون أني أنا الرب تكلمت وأفعل ، يقول الرب " حز 37 : 11 – 14 أعطى لكم حياة جديدة بخطوات جميلة.. 1-أضع عليكم عصبا: فالعظمة ليس لها إحساس بدون العصب..أى يرجع للإنسان الحساسية الروحية. و كنيستنا تعلمنا ان نعمد الطفل و لو بعد ساعة من ولادته...هذه الولادة الجديدة تمنح الإنسان عصبا. لذلك يجب علينا أن نصلى ونقول "رجع لى حساسيتى الروحية بالتوبة و النقاوة لكى يكون لى نصيب فى السماء..فى الحياة الابدية". الخطية يا إخوتى تفقد الإنسان حساسيته..حتى مع أفراد المنزل..وهذا خطير جدأ. الخطية ليست شرط ان تكون كبيرة، ولكن الحساسية هامة جدا للإنسان. القديس أغسطينوس عندما يقرأ رسالة روميه كان يقول "إلى متى تقول غدا غدا، ومتى ستقول الآن". الخطية ايضا تصيب الإنسان بالبلادة فلا يتمتع بحلاوة حياة القداسة أو حلاوة الوجود فى حضرة الله. العالم يعطى لنا روائح فاسدة..وهذه مشكلة ناس كثير فى وسطنا تلوثت عيونهم و مشاعرهم و أذآنهم بالمجتمع الذى يعيشون فيه. لكن أولاد الله يتكلمون برائحة المسيح الذكية لأنهم لم يفقدوا حاسة التمييز. أيوب الصديق يقول" بسمع الذن سمعت عنك و الآن راتك عينى" أى 42 : 5. يا ترى بتسمع وصية ربنا زى ما بتسمع دبة النملة؟ أيوب يقول رأتك عينى..أى بعين قلبى. 2- و أكسيكم لحما: أى أكسيكم قلبيا...أشبعكم قلبيا...أريد أن أسالك سؤالا هاما...هل أنت تشبع من الانجيل كل يوم؟ هل تشبع بكلمة ربنا؟ إن أحد أسباب ضعفنا هو عدم قراءة الانجيل يوميا والشبع به..و طبعا انتم عارفين الاية المشهورة" ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله" تث 8 : 3 . هذه هى التوبة المطلوبة للحياة الأبدية...الشبع من كلام الانجيل و ليس مجرد حفظ آية من الانجيل. إن الكتاب يطوب الرجل الذى " فى ناموسه يلهج نهارا و ليلا" مز 1 : 3 ويقول أرميا النبى "وجدت كلامك كالشهد فأكلته" أر 5 : 16 ليس بكلمة الله فقط التعزية الروحية، و لكن بالاسرار المقدسة ...الذى يعطى لنا غفران خطايانا، و يعطى حياة ابدية لمن يتناول منه. 3- وأبسط عليكم جلدا...أى أحميكم ..أضعكم تحت عينى..أستر عليكم..الجلد يجعل الاعضاء فى شركة. التغطية ..اى لا أجعلك عريانا او مفضوحا بل استر عليك.. و جاءت منها كلما صلاة الستار فى الأديرة أى أن الله يرسل لك الليل سترا لك. وفى صلاة الشكر نقول " نشكرك يارب لانك ...سترتنا" فالجلد هو للستر ..للحماية.. للتغطية.. . أنا كنت وحش ..و الآن اكون كويس. كنت فى زمن بعيد.. و الآن أكون قريب....زمان كنت اتلذذ بالخطية و الآن أتلذذ بالمسيح. الإنسان يدخل تحت مظلة حماية الله..بعد أن كانت عظامه يابسه و مبعثرة و مشتتة و مخيفة و مفزعة. ربنا يقول أنا سأعطى لك جمال الإنسان..هذا الجمال أستره..وهذا الجمال يدخل تحت مظلة الله أو الكنيسة. أشركك فى جسد المسيح لأننا كلنا أعضاء فى هذا الجسد الذى هو الكنيسة...أضع عليك عصبا..أكسيك لحما..وأبسط عليك جلدأ. لسة يارب أهم حاجة...لسة مفيش روح!!...يقول الرب: لا تخف ..ها أنذا أدخل فيكم روحأ. بعد أن كان ميتا يصير حيا.. بهذه الصورة الجميلة...ينال قيامة الحياة الروحية. فقيامة التوبة هى قيامة الحياة الروحية..لذلك كلنا نصلى و نقول "روحا جديدا جدده فى أحشائى" مزمور 50 فيعطينا المسيح النشاط الدائم و الحيوية الوحية و الحياة الحلوة... كل شىء رائع و جميل من يد المسيح و تصير أعضاء جسد المسيح فى حالة نشاط، و مرتبطة ببعض بمحبة كاملة. هناك إنسان عنده الحياة كابوس، و هناك إنسان عنده الحياة رائعة لانها من يد المسيح ذاته. نحن رشمنا بزيت الميرون المقدس لكى نثبت فى المسيح، و صرنا مسكن للروح القدس. يقول بولس الرسول" إستيقظ أيها النائم و قم من بين الأموات فيضىء لك المسيح" أفسس 5 : 14 إلى متى تترك نفسك عظاما؟ أحيانا يقع الانسان فى الضعفات الدارجة البسيطة.شوية إدانة..شوية مسك سيرة...شوية عدم محبة..الخ ماذا يفعل الروح القدس؟ عمل الروح القدس فى الانسان هو التوبة (عظام – عصب – لحم – جلد – روح). يقول حزقيال النبى " فتنبأت كما أمرت . وبينما أنا أتنبأ كان صوت ، وإذا رعش ، فتقاربت العظام كل عظم إلى عظمه . ونظرت وإذا بالعصب واللحم كساها ، وبسط الجلد عليها من فوق ، وليس فيها روح .فقال لي : تنبأ للروح ، تنبأ يا ابن آدم ، وقل للروح : هكذا قال السيد الرب : هلم يا روح من الرياح الأربع وهب على هؤلاء القتلى ليحيوا. فتنبأت كما أمرني ، فدخل فيهم الروح ، فحيوا وقاموا على أقدامهم جيش عظيم جدا جدا" حزقيال 37 : 7 – 10 أول حاجة ربنا عملها مع الانسان هو أنه يعيد ترتيب حياته، و يعيد ترتيب أعضاؤه...حواسه و مواهبه..تكون حياته منظمة. ثانى حاجة يعيد للإنسان جماله...فالخطية تجعل الانسان بلا جمال..أما التبة فتعطى جمال للإنسان، و تعطيه كرامته على صورة الله و مثاله..فيمتلىء بالنعمة. و نحن نقول فلان ده كان مليان نعمة و فلانة دى وجهها كان مليان نعمة...كلام فلان و فلانة كانا مليانين نعمة لدرجة إن الشياطين تخاف تقترب. 4- يعيد للإنسان الفرح...لا يوجد إنسان قديس مكشر..لو دققت النظر فى صور القديسين لا تجد أحدهم مكشر...او متضايق. عندما تتكامل صورة الانسان التائب تعيد له التوبة جماله و فرحه و أيضا الرهبة، و يعيش فى الصحة الروحية. الانسان الذى يسكنه الروح القدس يصير مرهبا للشياطين التى تحاربه. و المسيح يكون عايش فيه و ساكن فيه، لذلك يغلب و ينتصر. أخير يقول " هأنذا أفتح قبوركم وأصعدكم من قبوركم يا شعبي ، وآتي بكم إلى أرض إسرائيل . فتعلمون أني أنا الرب" حزقيال 37 : 12 إلتفتوا لكلمة " كان صوت و إذا رعش" لازم الواحد يحصل فى حياته هزة و هى فرصة لرفض الخطية...يستيقظ و يأخذ عهد بينه و بين ربنا، و يبتدى من جديد. أنا لا أريد أن أبقى عظام يابسة...أنا عايز أعيش من جديد...اتمتع بك كل يوم...فى صوتى و أسلوبى و كلامى أنا عايز أبقى إنسان حى أتمتع بعشرتك على الدوام..ناجح أمامك...هى دى صورة التوبة، و عظمة التوبةنحن نخاطب الروح القدس فى صلواتنا " أيها الملك السمائى المعزى، روح الحق الحاضر فى كل مكان و المالىء الكل كنز الصالحات و معطى الحياة، هلم تفضل و حل فينا و طهرنا من كل دنس ايها لاصالح مخلص نفوسنا. من صلوات قطع الساعة الثالثة هى صورة حية ممكن ينتفع بها الانسان فى حياته اليومية هذه الرؤيا..رؤيا العظام اليابسة تجعل لنا الأمل فى أخذ القوة من الروح القدس..لأن الكتاب يقول " الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة و المحبة و النصح" 2 تس 1 : 7يعطى الانسان أن يجدد حياته بروح ربنا، و يعيش حياة جديدة و يقول له يارب أعطنى العصب و اللحم و الجلد و تضع فى روحك، و تقيمنى من جديد...و إجعلنى مستحق أن يكون لى مكانة فى السماء. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل