المقالات

19 أبريل 2020

الرسالة البابوية لعيد القيامة المجيد

أهنئكم أيها الأحباء بعيد القيامة المجيد، عيد القيامة هو قمة أعيادنا وفرح أفراحنا. أهنئكم جميعًا في كل مكان. أهنئ الآباء المطارنة والآباء الأساقفة، والآباء الكهنة، القمامصة والقسوس، والآباء الرهبان، والشمامسة، وكل الأراخنة وأعضاء مجالس الكنائس في الإيبارشيات المتعددة. وأيضًا كل الشعب والشباب والخدام والخادمات. وكل الأسر وكل الصغار وكل الأطفال. أهنئكم بعيد القيامة المجيد الذي نسميه بثلاثة أسماء:نسميه عيد الفصح: "Passover" وهو يعني العبور من الظلام إلى النور. وهو الليلة التي نقضيها قبل قداس القيامة في ليلة أبوغلامسيس حيث ندخل الكنيسة في الظلام وننتهي بالقداس في سبت الفرح في النور. وأيضًا نسميه عيد القيامة: "Easter"، وهذه الكلمة تأتي من East ومعناها الشرق، فهو عيد مشرقي، والشرق دائمًا يُعبَّر عنه بالنور. أهنئكم أيضًا بالتسمية الثالثة وهي تسمية "يوم الأحد"، فهو عيد الأحد، و"Sunday" معناها "يوم النور". فهذا هو يوم النور، أو "عيد النور".في أحداث القيامة المجيدة وما يسبقها من أسبوع الآلام تقابلنا شخصيات متعددة. القيامة هي الحدث الأكبر في تاريخ البشرية الذي يزرع الأمل في حياة البشر. وهذا يجعلنا نقف أمام نوعين من البشر. هناك نوع من البشر يصنع الألم، وهناك نوع آخر من البشر يزرع الأمل. في اللغة العربية كلمة "الألم" وكلمة "الأمل" بنفس الحروف وإن كانت ليست بنفس الترتيب. هناك من يصنع الألم أو الآلام في حياة البشر، وهناك من يزرع الأمل أو الآمال في حياة البشر. القيامة هي الحدث الأكبر الذي حدث على الأرض يزرع الأمل في نفوس البشر. هيا بنا نقدم بعض الأمثلة.إذا قرأنا في بدايات العهد الجديد نقرأ عن هيرودس الملك، إنسان صنع الألم، فهو المسئول عن قتل أطفال بيت لحم، هؤلاء الذين كان عمرهم أقل من سنتين؛ وكان يقصد أن يقتل المسيح. يبثّ الألم ويصنع الأحزان، وكانت النتيجة البكاء والعويل يملآن كل الأرجاء بسبب قتل الأطفال.مثال آخر للذين صنعوا الألم في حياة البشر: اليهود الذين صلبوا السيد المسيح. آلام الصليب كانت آلامًا متعددة جسديًا ونفسيًا ومعنويًا. آلام الاستهزاء وآلام المسامير وآلام إكليل الشوك وآلام الصليب نفسه. وصراخ الجماهير الحاضرة وحنقهم وشتائمهم وألفاظهم الشديدة التي كانت موجهة إلى السيد المسيح على عود الصليب. هذه الآلام الشديدة صنعها اليهود الذين صلبوا السيد المسيح وانتهت بموت المسيح على الصليب.مثال آخر للذين يصنعون الألم في حياة البشر ذلك التلميذ الخائن يهوذا. كان تلميذًا اختاره المسيح وصار في وسط التلاميذ إخوته، وعاش بينهم وشاهد معجزات السيد المسيح وشاهد تعاليمه واستمع إليها. ولكن نفسه الرخيصة جعلته يقيِّم المسيح بالمال، ويسبّب آلامًا شديدة، ويخونه ويبيعه بقليل من المال، وتكون النتيجة أنه يشنق نفسه ويموت. هذه أمثلة من الذين يصنعون الألم في حياة البشر الأمثلة كثيرة. هؤلاء الذي يصنعون الظلام في حياة البشر، سواء ظلام العقول أو ظلام القلوب. هؤلاء الذين يسبّبون الفشل في حياة الآخرين بكل أنواع الخوف والقلق وصراعات المال الشديدة بين البشر التي تؤدي إلى العنف وتؤدي إلى الحروب. هؤلاء الذين يصنعون الآلام مثل الذين يعاندون. الإنسان الرافض والذي يميل إلى العنف، وأيضًا الذين يزرعون الأكاذيب والشائعات والشكوك ويقدمون اليأس للآخرين. كل هؤلاء وغيرهم يصنعون آلامًا. هؤلاء أمثلة لمن يعيشون بدون المسيح.أما النوع الآخر من البشر فهم الذين يزرعون الأمل في حياة البشر. كانت قيامة المسيح حدثًا قويًا في زراعة الأمل. وهو الحدث الذي تقوم عليه المسيحية. فالمسيحية كلها تقوم على قيامة السيد المسيح لأن ليس بأحد غيره الخلاص (أعمال 4: 12). تأملوا معي مريم المجدلية التي كانت تمثل امرأة يائسة تبحث عن مسيحها ولم تجده، ولكن ظهور المسيح لها ثم كلامه معها أعاد إليها الأمل، وصارت مريم المجدلية حاملة رسالة بشرى القيامة إلى التلاميذ وإلى الرسل. انظروا معي تلميذي عمواس المتجهين قريبًا من أورشليم يتحدثان بيأس، ثم عندما يظهر بينهما المسيح في أثناء السفر ويقول لهما: أيها البطيئا القلوب والأفهام (لوقا24: 25)، مُرسِلًا إليهما الرجاء والأمل. انظروا إلى جماعة التلاميذ الذين كانوا في حالة خوف وحالة حيرة شديدة بعد صلب المسيح، وبعد القيامة وهم في العلية في حالة يأس شديد، يظهر بينهم المسيح. ويقول لنا الكتاب في إنجيل يوحنا: «ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب» (يوحنا20:20). هو زرع الأمل.أنت تستطيع أن تختار أيها الحبيب من أي فريق أنت. هل أنت من الذين يصنعون الألم في حياة الآخرين، أم من الذين يزرعون الأمل في حياة البشر؟ يمكنك أن تزرع الأمل بالكلمة المشجعة، وبتقديم الآمال وفتح باب الرجاء وبصنع السلام. أيضًا عندما تتصرف في سلوكياتك اليومية بإيجابية، فأنت تزرع الأمل.أحبائي... أهنئكم بهذا العيد، عيد القيامة. أهنئ كل كنائسنا في مشارق الأرض ومغاربها. أهنئ كل الإيبارشيات القبطية المصرية الأرثوذكسية الموجودة في بقاع الأرض: في الولايات المتحدة الأمريكية، في أمريكا اللاتينية، في دول أوروبا، في دول أفريقيا، في دول آسيا، في الكراسي الأورشليمي، في أستراليا، ولكل أبنائنا الأحباء في كل مكان؛ تهنئتي القلبية والخاصة لجميعكم. وأرجو أن تكون أفراح هذا العيد تملأ قلوبكم جميعًا. أهنئكم من أرض مصر، الأرض المحبوبة عند ربنا يسوع المسيح، والتي عاش فيها زمانًا مع أمنا القديسة العذراء مريم، ومع القديس يوسف النجار. أهنئكم جميعًا وأطلب لكم كل خير، كل محبة، كل سلام.نقول تحية القيامة: اخريستوس آنستي، آليثوس أنستي. المسيح قام، بالحقيقة قد قام. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
07 يناير 2019

الرسالة البابوية لعيد الميلاد المجيد

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، آمين أهنئكم بالعام الجديد وأهنئكم بعيد الميلاد المجيد، أول الأعياد السيدية التي نحتفل بها كل عام.أقدم تهنئتي إلى الجميع، إلى كل الآباء المطارنة والآباء الأساقفة، الآباء الكهنة القمامصة والقسوس، إلى كل الشمامسة والخدام والخادمات، إلى أعضاء وأراخنة مجالس الكنائس، وأيضًا إلى كل الشعب القبطي المسيحي في كنائسنا المنتشرة عبر الأرض في كل مكان، في أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية وأيضًا في أفريقيا وفي آسيا وفي أستراليا.أهنئكم جميعًا بهذا العيد، عيد الميلاد المجيد. وعيد الميلاد هو بداية جديدة نحتفل بها في كل عام. نتذكر الخليقة الأولى عندما خلق الله آدم وحواء، وأوجدهما وبدأ بهما حياة طيبة. كانا يتمتعان بالحياة مع الله، وعاشا هذه الحياة النقية الجميلة. ولكن عندما دخلت الخطية إلى حياتهما، تفككت العلاقة القوية التي تربطهما بالله، وصار آدم خائفًا ومختبئًا وصارت حواء بالمثل، وطُرِدا من أمام الله. وعاش الإنسان وتكاثر في الأرض حسب الوصية. وامتدت الشعوب والأجناس والأمم في الأرض في أماكن كثيرة، في أفريقيا وفي آسيا وفي أوروبا، سام وحام ويافث. وانتشر الإنسان وانتشرت معه الخطية. وانتشر الصراع، وانتشرت الجريمة، وانتشر العنف. وصار الإنسان في حروب مستمرة، داخلية أو خارجية، ونسمع عن الصراعات الكثيرة جدًا في العالم. ونعود فنتساءل ما هو الحل أمام هذه الصراعات؟ كيف يواجهها الإنسان؟الواقع أننا في قصة الميلاد يمكن أن نجد إجابة عن هذا السؤال. والإجابة عن هذا السؤال تتمثل في أن الإنسان يجب أن يعيش في فكر وروح مرحلة الطفولة. لقد جاء السيد المسيح مولودًا في بيت لحم اليهودية، رضيعًا صغيرًا وطفلًا وصبيًا. وفي كل مرة نحتفل بالميلاد، نحتفل بالطفولة. ويمكن أن نقول أن الطفولة هي مفتاح الحل، كيف؟ طبعًا لا أقصد بالطفولة الأعمار الأولى لسن الإنسان، ولكن أقصد روح الطفولة والبراءة التي نجدها في كل طفل.في أيقونة الميلاد نجد أن أمنا العذراء مريم في ملابسها الزرقاء تعبر عن السماء الثانية. والنجوم الكبيرة الموجودة على هذه الملابس ترمز إلى بتوليتها قبل الميلاد وأثناء الميلاد وبعد الميلاد. هي تحتضن هذا الرضيع الطفل الصغير، مولود بيت لحم، وتجدون أنه مُقمَّط بأقماط تشبه الكفن، فهو جاء ليموت، وليقدم نفسه عن العالم كله. وتجدون بجوار المذود حيوانان يمثلان اليهود والأمم. وفي أسفل الصورة تجدون صورة للخروف الذي كان يُقدَّم كذبائح، رمزًا إلى الذبيحة الدائمة، ذبيحة وصلب ربنا يسوع المسيح من أجل فداء البشرية. ونجد الصورة تتمتع بظلال الليل حيث كان ميلاد ربنا يسوع المسيح.الطفولة مفتاح للحل بصفاتها وبروحها. والكتاب المقدس في إنجيل معلمنا متى 18 يذكر أن ربنا يسوع المسيح يعلمنا: «إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ» (مت18: 3). كيف نرجع؟ الرجوع يكون من خلال الصفات التي يتمتع بها الأطفال. وهذه الصفات تمثلها شخصيات كثيرة في قصة الميلاد.أولًا دعونا أن ننظر إلى صفة البساطة التي يتحلى بها الأطفال. سنجدها واضحة جدًا في الرعاة البسطاء الذين كانوا في البرّية والبادية يرعون قطعانهم. وظهر لهم الملاك وأخبرهم بالبشرى السعيدة. والرعاة لا يعيشون في مكان واحد، يتنقلون من مكان إلى مكان. ولكن ما يغلف حياتهم هو البساطة في ترحالهم، في مأكلهم، في مشربهم، في سكناهم. البساطة هي كل شيء. يحتاج الإنسان أن يعود إلى البساطة.الأمر الثاني الذي يتميز به الطفل الصغير هو صفة الثقة والإيمان واليقين. أنه يصدق كل شيء من خلال براءته. نجد ذلك في أحداث وقصص الميلاد مع القديس زكريا الكاهن وزوجته أليصابات. زكريا الكاهن عندما استمع إلى بشرى الملاك الذي بشره نجده صار صامتًا، مثلما كان رحم اليصابات صامتًا، ومثلما كانت تبدو السماء كأنها صامتة. ولكن في الوقت المناسب أعطاهم الله ابنهما أعظم مواليد النساء يوحنا المعمدان الذي تكلم عنه الكتاب كثيرًا. ونجد القديسة أليصابات تقول في عبارة قوية «الَّتِي فِيهَا نَظَرَ إِلَيَّ، لِيَنْزِعَ عَارِي بَيْنَ النَّاسِ» (لوقا1: 25)، هكذا كانت أليصابات لديها نعمة التصديق والثقة واليقين.الصفة الثالثة التي نجدها في الأطفال، هي صفة النقاوة. الطفل صفحة بيضاء، يمتاز بالنقاوة الشديدة وبالطهارة. وهذه الصفة نجدها واضحة جدًا في أمنا العذراء مريم التي تلقت بشارة الملاك وكانت إجابتها على هذه البشارة تتميز بنقاوة بالغة: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟» (لوقا1: 34). وعندما يشرح لها الملاك «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ» (لوقا1: 38). هذه الصفة نجدها في الطفولة. العالم يحتاج إلى هذه الصفة الآن.الصفة الرابعة التي نجدها في حياة الأطفال أيضًا، صفة الفرح والتسبيح. فنحن نعرف أن الأطفال يحبون الموسيقى، والأغاني، والترانيم. في قصة الميلاد نجد مشهد الملاكة الذين ظهروا بفرح مثل جوقة كبيرة بصوتهم السمائي وكلماتهم المضيئة التي تقول: «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ» (لوقا2: 14). انها عبارات ممزوجة بالموسيقى تشع بالفرح العجيب. العالم يحتاج أن يتعلم سر الموسيقى لأنها فن رفيع يهذّب مشاعر الإنسان. فلا يقترب من الخطية لأنه مُرهَف الحس يعيش بفرح دائم متغلبًا على كل صراعات الحياة، حيث يجد أن الحياة أمامه جميلة جدًا.الصفة الخامسة التي نجدها في الطفولة هي صفة الحكمة. تسألني كيف الحكمة؟ إن الحكمة من صفات الكبار. في كثير من الأحيان نجد الصغار تصدر في تصرفاتهم وفي اجاباتهم حكمة بالغة إلى الحد الذي يساعد في حل مشكلات الكبار. الحكمة نجدها في المجوس الحكماء الذي أتوا من المشرق لكي ما يقدموا هداياهم الذهب واللبان والمر.هذه الصفات الخمس، هي صفات نراها في مرحلة الطفولة. تدعونا قصة الميلاد أن نعيش فيها. وبها نستطيع أن نواجه الصراعات التي تعم العالم وتنتشر في العالم.أنا سعيد أن أرسل لكم هذه الرسالة وأهنئكم بهذا الفرح العظيم الذي يكون للجميع. ويزيد سعادتنا في هذا العيد أننا على أرض مصر مع سيادة الرئيس نفتتح كنيستنا الجديدة في العاصمة الإدارية الجديدة التي تبنيها مصر. هذه العاصمة التي تُبنى كمشروع ضخم جدًا يضارع في مساحته مساحة دولة مثل سنغافورة. وهو مشروع ممتد ومشروع طموح للغاية. وكان السيد الرئيس المصري في العام الماضي 2017 قد أعلن عن بدء إنشاء أكبر كنيسة وأكبر مسجد على أرض مصر في العاصمة الإدارية. وها نحن في هذا العيد نفتتح المرحلة الأولى من هذه الكاتدرائية التي نسميها كاتدرائية ميلاد المسيح مع سيادة الرئيس الذي أوفى بما وعد، وشكرًا لكل الأحباء في القوات المسلحة وفي الهيئة الهندسية التي تبنّت هذا المشروع، وأيضًا معهم شركات البناء والمهندسين والفنيين والعمال وهم بالمئات.كل سنة وحضراتكم طيبون، تمنياتي وتهنئتي للجميع في كل كنائسنا عبر العالم كله. راجيًا الصلاة دائمًا من أجل السلام ومن أجل أن تعم الحياة الهادئة كل أرجاء الأرض. لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد، آمين. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
07 يناير 2021

الرسالة البابوية لعيد الميلاد المجيد

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.أهنئكم أيها الأحباء بهذا العام الجديد ، وأيضًا بعيد الميلاد المجيد الذي نستقبل فيه ميلاد ربنا يسوع المسيح مُتجسدًا لخلاص كل البشر. أهنّئ كل الأحباء في كل الإيبارشيات وفي الكنائس القبطية الأرثوذكسية عبر العالم. أهنّئ كل الآباء المطارنة والآباء الأساقفة والآباء الكهنة والشمامسة والأراخنة، وكل الشعب القبطي. وأيضًا أهنّئ الشباب والأطفال والصغار والكبار وأرجو لكم دائمًا عيدًا سعيدًا.في عيد الميلاد المجيد، هذا العيد الذي نحتفل به كل عام، ويرتبط بالسنة التي نعيش فيها أنها سنة ميلادية، فيها نتذكر قصص كثيرة. من مشاهد الميلاد أن المجوس حينما قَدِموا من الشرق قدَّموا ثلاث هدايا. وهذه الهدايا الثلاث تُعبِّر عن حياة الإنسان، إن أيام عُمره هي أيام ذهب ومر ولبان. ولكن في ميلاد السيد المسيح وأحداث الميلاد، يُقدِّم لنا الله ثلاث عطايا. وهذه العطايا نراها في مشاهد الميلاد المجيد. هذه العطايا تُمثِّل كونها هدايا يُقدمها الله للإنسان لكيما يَستَعِيد للإنسان إنسانيته. فالإنسانية التي يرتبط بها وُجود البشر، أمرٌ غالٍ جدًا. وفي كل عيد ميلاد نتذكر هذه الأمور الثلاثة التي سنتحدث عنها إليكم.الأمر الأول أن الإنسانية تتحقَّق بأن يعيش الإنسان الحب. فعندما يمارس هذا الحب ويعيشه ويُقدِّمه، يكون هذا الحب وسيلة تتحقق بها إنسانيته. أريد أن أذكر لكم المشهد الذي نحبه وهو الرعاة الذين كانوا يسهرون في البادِيَة، وكانوا يعيشون في حياة بسيطة رقيقة الحال. لكنهم كانوا يعيشون هذا الحب، حب القطعان وحب البشر. حتى أن الله استأمنهم أن يكونوا أول مَن استقبل خبر الميلاد. ويظهر الملاك ويهنئهم «هَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ» (لوقا2: 10). هؤلاء الرعاة عاشوا بالحب وقدموه. وعندما رأوا رسالة الملاك اسرعوا إلى بيت لحم حيث المذود. وفرحوا بالصبي المولود في المذود، وعبَّروا عن محبتهم الشديدة بهذه الزيارة. وكان هذا درسًا لنا في الإحساس بالحب وان يعيش الإنسان هذا الحب على الدوام.العطية الثانية هي نراها في زيارة المجوس. المجوس غرباء قَدِموا من الشرق وأتوا خصِّيصًا. كانوا عُلماء وكانوا يبحثون في النجوم. وعندما وَجَدُوا النجم المُميَّز في السماء، عرفوا انه إعلان عن ميلاد رب الحقيقة. هؤلاء تمتَّعوا بالخير. بمعنى أن هؤلاء المجوس كانوا جادّين. وفي إصرار بالغ عرفوا مكان ميلاد المسيح بإرشاد النجم وقدَّموا خيرًا. فجاءوا من الشرق ووصلوا إلى المذود، وقَبْلها تَقابَلوا مع الملك وقَدَّموا هداياهم. وكان هذا أمرًا انهم يريدون أن يتمتَّعوا بالخير ويعملوا خيرًا. لقد صنعوا خيرًا عندما أتوا، وعندما زاروا الصبي، وعندما قدَّموا هداياهم الذهب واللبان والمُر. ولكن في نفس هذا المشهد، مشهد أن يعمل الإنسان خيرًا، نتذكر أهل بيت لحم وأهل المذود الذين استضافوا هذه المرأة الفقيرة، أمنا العذراء مريم والقديس يوسف النجار. وكانت حُبلىَ وتريد أن تضع ابنها. ولم يكن هناك مكان في أورُشليم المدينة الكبيرة ولا مكان في القرية الصغيرة إلا في هذا المزود. هؤلاء صنعوا خيرًا. ولذلك العطية الثانية أن نتعلم كيف نصنع خيرًا على الدوام. هذه العطية الثانية التي نُقدمها هي أن تصنع خيرًا. كما نقول عن الله: "فلنشكر صانع الخيرات."العطية الثالثة التي نشعر بها هي تذوق الجمال. ميلاد السيد المسيح مشهد جميل. ولكن أجمل ما فيه كان جوقة الملائكة التي ظهرت في السماء وغنت وأنشدت وقالت: «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ» (لوقا 2: 14). هذا النشيد وهذا التعبير المُفرح، كان تعبيرًا عن الجمال. فالجمال هو صفة قوية يتذوقها الإنسان الذي يعيش مع الله. الله علَّمنا الجمال في ميلاده وعلَّمنا أن نتذوق الجمال وان نُقدِّر كل شيء جميل. فالطبيعة جميلة، وما نأكله من ثمار الأرض جميل. وما نُعايِنه في الفَلَك نهارًا وليلًا هو جميل. وما نعيشه في فصول السنة امتدادًا من الشتاء إلى الربيع وإلى الصيف وإلى الخريف أيام جميلة. وأيام حياة الإنسان بصفة عامة هي أيام جميلة وعطية من الله.هذه هي الثلاث عطايا: عش الحب، وتمتَّع بالخير، وتذوق الجمال. هذه العطايا الثلاث هي التي نُعايِنها في قصة الميلاد. الميلاد بداية جديدة. الميلاد فرحة جديدة. والميلاد رسالة جديدة لكل إنسان يبدأ بها عامًا جديدًا يمجد فيه الله.أنا أهنئكم جميعًا بهذه الأيام السعيدة. وأهنئكم بالميلاد المجيد. واُقدِّم كل محبة وكل تحية لكل أحبائنا في كل مكان في العالم. أُرسل لكم هذه الرسالة من أرض مصر ومن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الكنيسة الأم التي ترسل المحبة من كل الآباء في المجمع المقدس وكل الآباء في كل الكنائس القبطية هنا على أرض مصر. وأيضًا أُرسل لكم تحيات التاريخ الطويل التي نعيشها، وتمتد إلى كل كنائسنا في كل مكان في العالم. ربنا يكون معكم. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
03 أبريل 2020

ملامح لحياتنا في الكتاب المقدس

نقرأ بنعمة الميسيح جزء من الكتاب المقدس “وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، الَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا، كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ، وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ، عَالِمِينَ هذَا أَوَّلاً أَنَّ كُلَّ نُبُوَّةِ الْكِتَابِ لَيْسَتْ مِنْ تَفْسِيرٍ خَاصٍّ لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ” ( 2بط 1 : 91 – 21 ). ” أحبك يارب يا قوتي ” ( مز 18 ) أحب كلمتك يارب لأنها قوتي أحب كل ما أوحى في الكتاب المقدس بالعهد القديم والجديد أحب كل ما تعلَّمته من كلمتك المقدسة فهى قوتي أحب كل ما حفظته وأُردِّده وأُسبِّح به فهو قوتي الكتاب المقدس هو قوة اللـه للخلاص, هو بالحقيقة قوة الكتاب المقدس ليس مُجرَّد رسالة نظرية أو فلسفية أو فكرية أو وسيلة تعليمية هو بالحقيقة قوة لخلاص الإنسان؛ لذلك مسكين الإنسان الذي يهمل كلمة الله. ” وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلاً “؛ فكلمته حاضرة وحضورها هو الذي يعطي قوة للإنسان. ” عدم معرفة الكتاب المقدس هى علة جميع الشرور والخطايا ” ( القديس يوحنا دهبي الفم ). ثلاث ملامح لحياتنا فى الكتاب المقدس: 1. القراءة اكتشاف:- كل مرة تقرأ الكتاب المقدس تكتشف فيها ذاتك آخر أية في الكتاب المقدس هى ” أمين تعال أيها الرب يسوع ” صدى هذه الأية يتكرَّر في كل مرة نقرأ فيها فصل من الكتاب المقدس أمين تعال أريد أن اعرفك أشوفك وأشعر بيك أريد أن أرى يدك تُخلِّصني لذلك أيها الحبيب لا تحرم نفسك من هذا الاكتشاف اكتشف الكلمة ( أقنوم الكلمة ) بين الكلمات. 2. القراءة صلاة:- نحن نقرأ لكي نُصلِّي, فمن أين نأتي بمادة الصلاة؟إن صلِّينا المزامير أو التسابيح أو القداسات هى كلها من الكتاب المقدس فالصلاة الواعية هى من الكتاب المقدس فعندما نُصلِّي التسبحة نُصلِّي مقاطع من الكتاب المقدس نُصلِّي الهوس الأول من سفر الخروج الأصحاح 15. 3. القراءة حياة:- يقول مُعلِّمنا بولس الرسول: ” فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح “؛ كيف يعيش مَن يبتعد عن الكتاب المقدس؟ كيف تكون له حياة مقبولة أمام اللـه؟ البعض يقولون أن كلمةBible هىBasic information before leaving earth أي: المعلومات الضرورية التي تعرفها قبل أن تترك الأرض. الكتاب المقدس هو دليل حياتك. إخوتى الأحباء عندما نحيا في هذه المفاهيم؛ القراءة اكتشاف ففي كل يوم تستطيع أن تكتشف لؤلؤة جديدة كل يوم، والكتاب المقدس هو صلاة يُحفِّزك أن ترفع قلبك بصلوات دائمة, إذا اكنشفت وصليت تعيش حياتك كما أرادها اللـه وتكون حياتك إنجيلاً مقروءاً من جميع الناس. قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد
20 مارس 2019

اليوم الثالث من الأسبوع الثالث من الصوم الكبير

عدو الخير الشيطان عندما تقابل مع ادم الاول وحواء ادخلهم فى تجربة وسقطوا وطردوا وتعاقبوا، ادم الثانى ربنا يسوع المسيح دخل فى التجربة (والكتاب يذكر لنا ثلاث تجارب او ثلاث نوعيات من التجارب) ولكنه انتصر، المسيح انتصر ليس لنفسه بل لنا فانتصار المسيح فى التجربة على الجبل صار بمثابة كنز نصرة نأخذه نحن فى التجارب التى نتعرض اليها الكتاب المقدس يصف الشيطان انه كذاب وابو الكذاب والمضل والذى يهوى هلاك الناس، لهذا يعبر عنه الكتاب تعبير قوى يقول “كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ” عدو الخير طول الوقت يحاربنا، لانه يهوى اسقاط البشر، ويعمل فى النفوس الضعيفة، ويصنع تجارب عديدة، ولانه خبيث وكذاب دائما ينوع التجربة التى يدخل فيها الانسان، اول شىء اريدك ان تعرفها ان الشيطان لا يمل من محاربتنا، وينتهز كل فرصة ان يقع بك، ومن هنا جاءت اهمية فضيلة اليقظة الروحية وجاءت فضيلة السهر وليس المقصود السهر المادى لكن المقصود السهر على حياتك، الامر الثانى احب انك تنتبه له: ان تجارب عدو الخير متنوعه، مرة تخص الجسد، مرة تخص العقل، مرة تخص النفس، مرة تخص العاطفة، حسب السن. الامر الثالث احب انك تعرفها وتضعها امامك ان المسيح انتصر لحسابنا، التجربة على الجبل ليست مجرد قصة نسمعها ونقرأها، لكن الثلاث تجارب عبارة عن مخزن او رصيد للنصرة. من هنا جاءت الصلاة السهمية التى نقول فيها (ياربي يسوع المسيح ارحمنى انا الخاطى او ياربي يسوع المسيح اسندنى فى هذه التجربة) كأنى بفتح الحساب واخذ من رصيد النصرة التى اعطاها لي المسيح، بصورة قريبة العبارة التى نصلي بها فى مزمور الراعى “أَيْضًا إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي” وهذا هو المعنى الجميل لانتصار المسيح ودحره للشيطان، الامر الرابع ان السلاح الاوحد والاول والاكثر فاعلية هو الكتاب المقدس نحن نقرأ الكتاب ليس من اجل المعرفة او للمتعة الروحية او العقلية او يقرأ فى الكنيسة لمجرد انه نظام كنسي، ابدا، نحن نقرأ الكتاب المقدس فى كل اسفاره لان هذا هو سلاحنا، هو الذى به نهزم عدو الخير ” كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ.” وهذا هو السبب ان عدو الخير يوقعنا فى احد الخطايا وهى اهمال كلمة ربنا التجربة الاولى: شهوة الجسد: عدو الخير يحارب باول شئ سهل وهو شهوة الجسد، شهوة الجسد لا تعنى كلمة واحده ولكنها تعنى (شهوات) الجسد ولكن اكثر شهوة فى الجسد هى شهوة الطعام، وهنا ياتى التحذر (احذر عبودية البطن!) او عادات، يمكن ذكرت فى مرة سابقة لكم عن خطية (البطن) وهى محبة امتلاء البطن، وهناك خطية الحنجرة وهى محبة الاصناف فى الاطعمة، واحيانا فى خطية (لها شكل مرض) وهى السمنة لانك تاكل اكثر من احتياجك ويمكن اخر يكون محتاجه، وهناك بعض المجتمعات فى الخارج اشهر مرض فيها هو السمنة، الله لا يخلق انسان دون ان يوجد له طعام، فالله ضابط الكل، ولكن انانية الانسان وطمعه وبطنه تجعله ياخذ نصيبه ونصيب غيره ومن هنا ياتى العجز الغذائى والمجاعات. احذر عبودية البطن، نحن فى الصوم (خصوصا الصوم الكبير) نصوم فترة انقطاعية عن الطعام لاثبت لذاتى ان شهوة البطن لا تتحكم في، “لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ” التجربة الثانية بحسب نص الانجيل : شهوة العين: “اعطيك هذه جميعها ان خررت وسجدت لي” تجربة بيقع فيها الكثرين حتى ناس يفترض فيهم الفهم والعلم، عدو الخير اللى زمان قال للمسيح اعطيك هذه كلها يقول لنا اليوم نفس الكلام ولكن بصورة مختلفة، شهوة الطمع هذه شهوة نفسية النوع الثالث : شهوة البر الذاتى والعظمة: ياخذك على جناح الهيكل (موضع وموقع مهم) الناس كلها تنظر اليك، “إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ” ، شهوة العظمة والبر الذاتى تدخل تحت العاطفة والذات، فى العصر القديم كان يوجد ايوب الصديق وكان يتفاخر بنفسه ويقدم ذبائح عن نفسه وعن اولاده ويقدم عبادات، فالله يجرده من هذه ويقف امام الله يشتكى واصدقائه يعزوه وياتى له شاب يكشف له ان خطيته انه واقع فى خطية البر الذاتى وترى انك افضل من من هم حولك ووقعت فى خطية من خطايا الكبرياء وعندما بدأ ايوب يتوب ويرجع الى نفسه ويفوق قال الاختبار الجميل “بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي.” اى نعمة فى حياتى مادية او معنوية هى بك يارب وانا دونك لست شئ الخلاصة يا اخوتى احب ان تهتموا بها وتعرفوها ان التجارب كلها تمت فى البرية، البرية مدرسة لنضوج الانسان اولا البرية مدرسة نضوج لشخص الانسان، انت عندما تقرأ اختبارات اباء البرية وانت تحيا فى العالم شخصيتك تنضج روحيا، القديس الانبا بولا عاش حياته سائحا لا نعرف منه سوى عبارة واحده قالها (من يهرب من الضيقة يهرب من الله) هل هناك اختبار اجمل من هذا، قس على هذا عبارات كثيرة، عندما يتكلم القديس ارسانيوس معلم اولاد الملوك يقول (كثيرا تكلمت وندمت واما عن صمتى فلم اندم قط) البرية نحتاجها جميعا، هى مدرسة نضوج فى البرية نتعلم ايضا فن الاتكال على الله، ليس لنا سواه، حياة التسليم،يتعلم الانسان ايضا فى البرية حياة الانضباط وفن الاتكال على الله واعرف ان حياتى فى يدك يارب وانت تدبرها، مثل انبا انطونيوس اب جميع الرهبان يوم ماخرج البرية لم يكن يفكر ماذا يحدث بعد سنة او بعد عشرة ولكنه كان متكل على ربنا، لهذا نصلي فى القداس نقول الاديرة والساكنين فيها والساكنين بايمان الله، اعتمادهم على ايمانهم بربنا ايضا فى البرية يكسر فى الانسان فكرة الذات، يتعلم الانسان شكل من اشكال الاكتفاء ذاته لا تتكبر ولا تتضخم مثل ايوب الصديق فى البرية الانسان يستطيع ان يعرف ما هى رسالة الله له، من اختبارات القديسين تستطيع ان تكتشف فى البرية عاشوا الكلمة المقدسة واختبروا الانجيل واختبروا مقاطع كتيرة فى حياتهم وعلموا اولادهم وعلموا اجيال واجيال ونحن حتى اليوم مازلنا نتعلم منهم. وهذا هو السبب الذى يجعلنا بعد ما نرسم اب كاهن جديد نجعله فى البرية اربعين يوم فهذه الاربعين معظم الاباء ان لم يكن كلهم يقولوا عنها انها لا تعوض الخلاصة ان هل تعرف تجاربك، هل منتبه لما يجربك به عدو الخير اذا كانت التجارب التى ذكرت فى البرية هى مجرد اشارات انتبه ان عدو الخير يتفنن كل يوم يعطينا مسيحنا هذه النصرة فى حياتنا لالهنا كل مجد وكرامة الى الابد امين قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
26 مارس 2019

هل تتبعني حقاً؟

إنجيل هذا المساء يُقدِّم لنا سؤال، يسأله السيد المسيح لنا: “هل تتبعني حقاً؟”، ونرى ثلاث مشاهد لثلاث أشخاص تقابلوا مع السيد المسيح في أوقات متفاوتة لا يوجد بينهم رابط زمني أو مكاني، ولكن القديس لوقا حدَّثنا عن هذه الثلاث مشاهد لكي يُقدِّم لنا إجابة على إخلاص الإنسان في تلمذته وتبعيته لربنا يسوع المسيح، قدَّم لنا ثلاث مشاهد بثلاث أسئلة. ونُقدِّم لك الثلاث أشخاص: الأول إنسان له مشاعر ولكنه لم يُفكِّر جيداً. الثاني إنسان فكَّر ولكن بلا مشاعر. الثالث عنده فكر وعنده مشاعر ولكنه سقط في مشكلة التَّردُّد أو التأجيل. الشخص الأول: تقابل مع السيد المسيح وتعلَّق به نُسميه الصديق الأول، و قال له: أتبعك أينما تمضي، كانت له عاطفة مُتدفقة ولكنه لم يُفكِّر، لأن العاطفة ﻻ تكمل الطريق هى دائماً مُتغيِّرة، وأجابه المسيح: “للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار أمَّا ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه”، هذا الشخص لم يُفكِّر جيداً، وقرارات الإنسان المصيرية تحتاج أن يُفكِّر فيها. ودائماً نقول عندما تأخذ قرار إعتمد أولاً على ربنا، ثانياً على عقلك، ثالثاً على عاطفتك ( التي ممكن أن تكون مُتغيِّرة )، فتأخذ قرارك بطريقة صحيحة. الصديق الأول: كان صاحب مشاعر، ولم يكن صاحب فكر، لذلك يبدو أنه إنصرف ولم يتبع المسيح. الصديق الثاني: المسيح قال له اتبعني، وكان شرط هذا الشخص أن يأذن له المسيح أن يذهب أولاً ويدفن أبيه. عندما تأتي دعوة المسيح لك فهى لحظة فارقة وفرصة ذهبية فى حياة الإنسان، هذا الشخص أضاع هذه اللحظة الفارقة ليعمل عمل إنساني نبيل، ولكن المسيح أجابه: دع الموتى يدفنون موتاهم، وكان قصده: دع الموتى بالروح يدفنون الموتى بالجسد، الموتى بالروح هو إنسان كل فكره في التراب. أحيانا الإنسان ينشغل بأمور تضيع منه فرصة مُهمة ويظل القرار أمامه معوقات والمعوقات تبدو للعقل إنها مقبولة. الشخص الثالث: تقدَّم للمسيح وقال له أتبعك أينما تمضي، ولكن إذن لي أولاً أن أودِّع الذين في بيتي، هذا الشخص رُبَّما تنكسر عاطفته أو ينكسر فكره بخطية اسمها خطية التَّردُّد، وقد تمتد خطية التَّردُّد إلى التأجيل. وكما تعرفون التأجيل لص الزمان حتى في التوبة، ويظل التأجيل ليضيع الحرارة الروحية فى داخلك، وهذا ما نسميه في تحليل نصف الليل: تسويف العمر باطلاً، وكانت إجابة المسيح عليه: ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت اللَّه والكتاب المقدس يُقدِّم لنا نماذج حية لتبعية المسيح، وكانت هذه نماذج سلبية، ونرى أيضاً نماذج إيجابية جميلة نقرأ في ( متى 9 : 9 ) عبارة: “اتبعني” وهذه العبارة قالها ربنا يسوع المسيح للاوي عشار وكان يجلس مكان الجباية، فقام وتبعه وصار متى رسول، فلو كان متى أجَّل القرار هل سيصبح متَّى كاتب البشارة الأولى، وتلميذ المسيح؟ هل كان سيُشاهد معجزات السيد المسيح؟ دعوة أخرى: هى دعوة بولس الرسول، وهو كان إنسان بعيد عن المسيح ويوم أن ظهر له المسيح نجد أن مُجرَّد رؤية المسيح وحديثة معه ( كانت بمثابة دعوة )، وقال له بولس يارب ماذا تريد أن أفعل؟ بسبب هذه العبارة صار بولس الرسول سفيراً لاسم المسيح وصار شهيداً وصار كاتباً لـ 14 رسالة وصار مُعلِّما ولاهوتياً وفليسوفاً. نموذج آخر: بطرس الرسول، وهو كان صياداً يُقابله المسيح ويسأله وتكون إجابة بطرس الرسول: يارب قد تعبنا الليل كله ولكن على كلمتك ألقي الشبكة، لحظة قرار، وعندما رمى الشبكة وإمتلأت عَرِفَ أن المسيح هو الذي يُكلِّمه، قال: ها قد تركنا كل شيء وتبعناك، وصارت تبعية المسيح حتى لما أخطأ خطية الإنكار نجد المسيح يُعاتبه برقة فرجع يكمل طريقه إن تبعية المسيح في حياتنا اليومية تكون في قرارتنا واختيارتنا تحتاج أن يكون الإنسان في كل الوعي، وأن يكون مُستيقظ لأنه في وقت مُعيَّن عندما يرسل اللَّه دعوته يجب أن يكون الإنسان مُستعد للإستجابة وليست له حُجَّة أو تردُّد أو تأجيل وتسويف. مِثال آخر: القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة، كان جندياً وثنياً، ولكن عندما شاهد أهل إسنا وهم يُقدِّمون فضيلة إضافة الغرباء، وعرف أنهم مسيحيون، قال: “إن رجعت من الحرب سالماً سأكون مسيحياً”، ورجع وبدأ طريقه الروحي، وبدأ يتبع المسيح ويتكرَّس ويصير راهباً وناسكاً ويؤسِّس حياة الشركة في الحياة الرهبانية، ويصير قديس في الكنيسة توجد أوقات نجد فيها اللَّه يفتقد الإنسان بنعمته ويدعوه في قلبه، وعندما يستجيب الإنسان بفكره بعقله وبمشاعره بقلبه وبإيمانه ويتخذ القرار ولا ينظر إلى الوراء ويضع يده في يد المسيح وينادي بملكوت السموات تكون حياته كلها مُتَّجِهة نحو السماء لأن الإنسان أساساً مخلوق سماوي فهو خلق من السماء. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
03 يناير 2019

ميلاد المسيح

أبنائي وأخوتي الأحباء في كل مصر وكل بلاد العالم‏ أهنئكم بعيد الميلاد‏ ميلاد السيد المسيح ـ المجيد وإذ أرحب بكم في بداية عام جديد يبدأ فيه الله معنا عاما جديدا حسنا يملأه ببركات الفرح والخير والسلام في ربوع بلادنا المحبوبة مصر في كل بيت وفي كل قلب وفي كل العالم. إن أغني حدث في تاريخ البشر هو ميلاد السيد المسيح والذي دخل إلي الزمن ليجعله محددا حيث صار هناك تاريخ ما قبل الميلاد وتاريخ ما بعد الميلاد, ولكنه ليس حدثا ماضيا وقع في الزمن وانتهي لقد جاء السيد المسيح ليفتقد الإنسان المتغرب بعد سقطته الأولي ومعصية المخالفة التي سقط فيها رأسا البشرية آدم وحواء وامتدت تلك السقطة إلي جميع البشر كما يقول داود النبي العظيم الذي ظهر بعد الخليقة بأجيال واجيال بالخطايا ولدتني أمي( مز51:5). في حدث الميلاد نتقابل مع شخصيات عديدة من الرجال والنساء, الأغنياء والفقراء من ذوي المقام الرفيع ومن أصحاب المقامات المتدنية, ومن بين هؤلاء يمثل الرعاة مركز الصدارة في مقدمة الأحداث كانوا رعاة البادية يحرسون حراسات الليل علي رعيتهم.( لو8:2) حياتهم بدائية وهم قوم رحل من مكان لمكان وكانوا دائما موضع اتهام عند فقد أي شيء, كما أن المحاكم لم تكن تقبل شهادتهم إلا أنهم كانوا أصحاب قلب بسيط نقي وسط الأجواء الباردة وظلام الليل يقومون بأعمال الحراسة بمنتهي الأمانة لم يكن هناك رقيب عليهم إلا ضمائرهم وقلوبهم لقد أختارهم الله لهذه الأسباب مجتمعة أمناء أنقياء بسطاء بلا عيب نقرأ من الإنجيل المقدس في بشارة معلمنا القديس لوقا للرسول عن هؤلاء الرعاة الذين تلقوا أول أخبار ميلاد السيد المسيح حيث قيل فقال لهم الملاك: لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب لوقا2:10 وفي هذه الكلمات القليلة نجد أربة رسائل مهمة لنا نحن البشر: الرسالة الأولي: فقال لهم الملاك والملائكة سكان السماء ولذا هم يقدمون رسالة سماوية عطرة.. وما أبهج أن تخاطب السماء أرضنا ورغم أنه علي كوكب الأرض وجدت الحروب والمنازعات والخصومات بين البشر.. إلا أن السماء مازالت تشتهي أرضا تخلو من كل هذه الصراعات بل وتأتي الملائكة كأرواح خادمة وتعلن رغبة السلام بأخبار سارة وبشري مفرحة الرسالة الثانية: لا تخافوا وهو وعد سماوي نجده عبر أسفار الكتاب المقدس مرارا وتكرارا. فهذا الوعد هو احتياج حقيقي للإنسان أينما وجد, أنها بالحقيقة رسالة طمأنينة( تيموثاوس الأولي2:1-2) وقد سبق أن قال السيد المسيح لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت( لو32:12). الخوف أحد مظاهر حياة الإنسان وقد يكون في الحدود الطبيعية وقد يمتد إلي الحدود المرضية, وروح الخوف تسري في المجتمعات لأسباب كثيرة ومتعددة الجوانب ليس المجال لذكرها الأن وإنما قصدت أنه يجب أن نبحث عن رسائل الطمأنينة في حياتنا حتي نحيا في سلام فالخطية أحد مسببات الخوف وانتشار الخطية بكل صورها عار علي الشعوب وعلي الإنسان أيضا.. أما وعود الكتاب المقدس عن هذه الطمأنينة فأنها عديدة ففي العهد القديم ومن سفر المزامير نقرأ: الرب نوري وخلاصي ممن أخاف. الرب حصن حياتي ممن أرتعب( مز27:1) وفي العهد الجديد نقرأ في نهاية الإنجيل المقدس لمعلمنا متي البشير.. وها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر أمين( متي28:20). الرسالة الثالثة: وها أنا أبشركم بفرح عظيم الفرح أؤ رسالة الفرح التي يحتاجها الإنسان هي الرسالة الثالثة حيث يشتاق للسعادة ويجد في أثرها. بشري الفرح كوصية أفرحوا في الرب كل حين وأقول أيضا افرحوا( فيلبي4:4) أن بعد الإنسان عن الروحيات واندفاعة نحو ماديات هذا العالم جعلت قلبه يجف من الوجود الإلهي في حياة البشر وفي مثل الابن الضال ظن أن سعادته هي في تترك ووطنه واندفاعه نحو بلاد بعيده وهو يقتني أموالا كثيرة.. ولكن هيهات لقد أكتشف الحقيقة أن سعادته في بيته عندما يتخلي عن ضعفاته وسقطاته وخطايات لن يشعر الأنسان بالفرح الحقيقي طالما هو في غربة موحشة. عندما يتوب عن كل شر تبدأ رسالة الفرح في حياته وفي قلبه وأن ثقل الخطية التي هي الكارثة الوحيدة في العالم قد أنزاح من فوق صدره ليتمتع بحياة كلها فرح وسلام وسعادة وهناء. الرسالة الرابعة: يكون ـ هذا الفرح ـ لجميع الشعب أنها رسالة جماعية وليست فردية.. لكل أسرة ولكل الأسرة في احدي معجزات السيد المسيح التي أقام فيها لعازر الذي كان يعيش مع أختيه مريم ومرثا.. قدم لهم السيد المسيح أخبارا سارة وبالتالي علينا أن نفرّح الأخرين وتكون وسيلة لنقل هذا الفرح لكل أحد. فرحنا اليوم فرح سماوي بلا خوف وحقيقي وبلا فردية. أن فرح الميلاد هو بدء موكب الخلاص ليبارك السيد المسيح في حياتنا ويمنح أن نعيش هذه المعاني. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
16 يناير 2019

عيد الثيئوفنيا …الظهور الآلهي

يأتي قبله عيدين الميلاد والختان وبعده عيدين عرس قانا الجليل ودخول المسيح الهيكل ….فهو يتوسط الخمسة أعياد التي نعيد بها خلال 40 يوم منذ ميلاد المسيح . هذا هو اللقان الوحيد الذي يصلى ليلا يسبقه صوم يوما هو البرامون أي الأستعداد ونحن صمنا الأربعاء والخميس لأننا سنعيد الجمعة حيث سنعبر عن فرحتنا بالعيد جسديا من خلال الطعام . مشهد عماد السيد المسيح مهم جدا في الكتاب المقدس وفي حياتنا فلنتجول بإذهاننا ونري السيد المسيح وسط الجموع التي جاءت لتلبي نداء يوحنا المعمدان بالتوبة لأنه أقترب ملكوت السموات. تفاجأ يوحنا بالسيد نازلا وسط المياه طالبا المعمودية ….هذا المشهد أريد أن أحدثك عن 3 مفردات به ….السيد المسيح- يوحنا المعمدان – المياه السيد المسيح تجسد وسط عائلته رأه الكثير…. والديه والرعاة ثم المجوس وفي اليوم الثامن أختتن ودخل الهيكل ثانية عندما تم 40 يوما ثم الهروب الى مصر حيث تباركت مصر به في كل ربوعها سيناء مصر القديمة الدلتا الصعيد ثم عاد الى الناصرة وظهر عند سن الثانية عشر في الهيكل يحاور المعلمين الكبار وبقي هناك حتى سن الثلاثين حيث تعلم حرفة النجارة ففي اليهودية من لم يتعلم حرفة يتعلم السرقة.وعندما أتم الثلاثين سن النضوج عند اليهود فهم لا يستمعوا لأحد دون هذا السن بدء خدمته الجهارية بالعماد المقدس….فكان الظهور الألهي لكي يعلمنا أن الله واحد مثلث الأقانيم صوت الأب والمسيا في النهر والروح القدس كحمامة. نؤمن بإله واحد هو المحبة العاملة المتدفقة التي لا تقف أبدا. لذلك نمارس أيماننا والطفل رضيع بعماده وتغطيسه ثلاثة مرات فنحن مدفونين معه في المعمودية ويصير أول عمل للرضيع يناله على إيمان والديه ليشب قويا مكتوب إسمه في السماوات مولود من الماء والروح. يوحنا المعمدان جاء لثمرة صلوات كثيرة مرفوعة من والديه زكريا الكاهن وامه إليصابات وفي الوقت المناسب جاءت البشارة وولد خاتم إنبياء العهد القديم قبل السيد المسيح بستة أشهر. عاش في البرية ناسكا نازها هيئته مهيبة نزل لضواحي اليهودية يدعوا الى التوبة كصوت صارخ في البرية يريد ان يوقظ الجميع من غفلة الخطية التي تتسبب في نوم الضمير. أختار أن تقطع رأسه في نهاية حياته وأن لا يعيش بلا ضمير نال الأستشهاد كي لا يبيع ضميره في بداية كرازته نادي بإقتراب ملكوت السموات التي كانت في شخص السيد المسيح. هو الذي قال بعين النبوة” هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم كله” أي ذبيحة المسيح المرفوعة على عود الصليب المقدمة للجميع. لقب بالسابق لأنه أتى قبل المسيح والصابغ لأنه عمده والشهيد لأنه صوت الحق الذي قال لا يحل لك. الماء عنصر الحياة علي الأرض فإينما وجد ماء وجدت حياة فتجدهم يبحثون عنه في الكواكب كدليل على وجود الحياة. 70% من مساحة الأرض مياه و70% من تكوين الأنسان مياه. لذلك الماء أغلى شئ لأن فيه حياة الأنسان . له تاريخ في الكتاب المقدس من الطوفان وعبور البحر تاريخ هلاك وتاريخ حياة .. المسيح قابل السامرية عند بئر المياه شفي المخلع المريض لثمانية وثلاثون عاما عند البركة والمولود أعمى غسل عينيه في الماء ونحن نصلي قداسات تقديس المياه ونستخدمه في صلواتنا كرش المياه ويصير علامة ميلاد في المعمودية. للماء قيمة في حياتنا اليومية فنهر النيل الذي يمثل 8% من مسلحة مصر نلتف كلنا حوله لأنه مصدر الحياه تاركين الصحراء. وفي العهد القديم كان عند المصريين آله لذلك في الضربات تم تحويله لدم. يعتبر من أطول أنهار العالم يمر على 10 بلاد نحن آخرها …لكن هل تعلم أن هناك مليار من البشر لا يجدون مياه لنلتفت لقيمة المياه وعدم إهدارها فهي للشرب والأكل والزرع حتى صناعة الدواء يزورنا الآن رئيس وزراء أثيوبيا ونحن نرحب به ونرحب بالتفاهم القائم والعلاقات الطيبة على مستوى الكنيسة والدولة…. لنحافظ على كل نقطة مياه ونتجنب أي إهدار لها فقيراط المياه يستطيع أن ينقذ إنسان. عيد الغطاس نحتقل بذكرى ميلادنا في المعمودية لنحتفل بمعمودية أولادنا كأعياد ميلادهم فهو ليس تذكار تاريخي لكن للتوبة وحياة نقاوة القلب….فهل تعلمون أن قديما بعد الأنتهاء من الصلوات كانوا ينزلون مياه النيل للتقديس برغم أننا في طوبة. ليحفظ مسيحنا بلادنا من كل شر ونصلي من أجل المسئوليين والقيادة السياسية فبلادنا لها مكانة عالية على جميع الأصعدة ..ليحفظ الله لادنا من أي شر ومن أي عنف ويبارك كنيسته وخدمتها وصلواتها فالمعمودية وأن كانت مرة واحدة لكنها تقديس للحياة كلها يحميكم الله ويبارك في حياتكم والكنيسة التي بها نحن الآن تقوم بعمل التجديدات في ستر الهيكل والصحن أيضا وسوف نحتفل على مستوى الكنيسة بمرور 100 عام على إنشاء مدارس الأحد و50 عام على ظهور العذراء في الزيتون و50 عام على إنشاء الكاتدرائية ويتصادف أن يكونوا في نفس عام إفتتاح الكاتدرائية الجديدة كاتدرائية “ميلاد المسيح”ليبارككم المسيح . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
18 أكتوبر 2019

التعليم الكنسي (3) - المتعلم

تكلمنا في الأعداد الماضية عن المنظومة التعليمية الكنسية بأركانها الثلاثة، وهي: المعلم والمنهج والمتعلم. وتحدثنا بإسهاب عن الركن الأول (المعلم) والركن الثاني (المنهج)، ويبقى الحديث عن الركن الثالث أي المتعلم. المتعلم هو التلميذ الذي يتبع باختياره مُعلّمًا ويشاركه أفكاره ويمتصّ منه المعرفة الكنسية بكل جوانبها الروحية والنفسية والسلوكية والعلمية والتربوية... وفي العهد القديم نقرأ عن تلاميذ الأنبياء والحكماء مثلما كان أليشع النبي تلميذًا يتبع إيليا النبي (1مل 19:19)، أو يشوع بن نون تلميذًا لموسى النبي، وغيرهم... وفي العهد الجديد نقرأ عن تلاميذ يوحنا المعمدان (مرقس 2: 18)، وتلاميذ الفريسيين (متى 22: 16)، ثم تلاميذ الرب يسوع الاثني عشر (متى 10)، ثم الرسل السبعين (لوقا 10). وامتد هذا اللقب – تلميذ أو متعلم – إلى سائر المؤمنين سواء عرفوا يسوع المسيح خلال حياته وخدمته على الأرض، أو لم يعرفوه سوى بالإيمان خلال كل الأجيال التالية كما نقرأ في سفر الأعمال (6: 1، 2؛ 9: 10-26)... الخ. و"المتعلم" في كنيستنا أو "المخدوم" يتمثّل في ثلاثة قطاعات أساسية وهي: فرديًا – جماعيًا – جماهيريًا. 1- القطاع الفردي: والمقصود أن يكون المتعلم فردًا واحدًا أو أسرة، يتلقى المعرفة والتعليم الكنسية فرديًا، وهذا يتمثل في: أ. الشخص المعترف: الذي يمارس سر التوبة والاعتراف أمام أب اعترافه الذي يقوده روحيًا وتقويًا ويصلي معه ويصلي له التحليل الكنسي. والعلاقة بين أب الاعتراف والمعترف قد تمتد عشرات السنوات في منهجية تعليمية تهدف لخلاص الشخص طوال مسيرته الروحية. ب. طالب الإرشاد الروحي: والمرشد هنا قد يكون بأي صورة: كاهن أو غير كاهن، ولكن له قامة روحية دراسية يستطيع أن يرشد آخر بكل حكمة ورؤية ثاقبة. وطالب المشورة قد يستمر في هذه العلاقة الروحية وقتًا طويلاً أو قصيرًا، ولكنه شكل من أشكال التعليم الكنسي الذي يجب أن يكون مصحوبًا بالصلاة والتقوى. جـ. زيارة الافتقاد: عندما يفتقد الكاهن أو الخادم أي شخص بمفرده أو أسرة محدودة العدد، فإنما تكون جلسة الافتقاد جلسة تعليمية رعوية، وفيها التعليم الكنسي بصورة مناسبة، سواء بالإنجيل أو بالحديث الروحي أو بالصلاة، بعيدة تمامًا عن المظاهر الاجتماعية أو الأحاديث الفارغة.. وهذه مسئولية الكاهن أو الخادم أولاً وأخيرًا في كيفية إدارة جلسة الافتقاد. 2- القطاع الجماعي: والمقصود أن يكون المتعلم / المخدوم مجموعة متجانسة في السن أو العمر أو في النوعية (شباب أو شابات أو سيدات أو ...). وقد تكون شاملة لنوعيات كثيرة من قطاعات الخدمة، ويمكن أن نقسّم هذه المجموعات إلى ما يلي: أ. فصول مدارس الأحد: بدءًا من الحضانة إلى الابتدائي إلى الإعدادي، وهي مراحل التعليم الأساسي، وهي غالبًا مشتركة بين البنين والبنات أو منفصلة، ولكنها مقسمة إلى سنوات دراسية. وفي بعض الأماكن التي بلا كنائس غالبًا تكون كل مرحلة معًا، مثل ابتدائي أو إعدادي بدون تقسيم سنوات، نظرًا لضيق الأماكن أو قلّة العدد. ب. الاجتماعات النوعية: مثل الأسر الجامعية، أو اجتماعات الكهنة أو المكرسين والمكرسات، أو المهن المختلفة مثل المحامين أو المحاسبين أو الأطباء أو رجال الأعمال. ويندرج تحت هذا النوع اجتماعات الشباب الجامعي أو اجتماعات الخريجين أو المخطوبين أو حديثي الزواج وغيرها. وغالبًا تكون هذه الاجتماعات دورية، مثلاً مرة كل شهر أو كل 3 شهور أو مرتين في السنة، وغير ذلك حسب ظروف كل خدمة، والعامل المشترك في كل نوعية هو الذي يحدّد المنهج الذي يُقدَّم وموضوعاته وأنشطته. جـ. الصلوات الليتورجية: مثل القداس أو العشية أو التسبحة اليومية أو السنوية أو الكهيكية.. وهذه متاحة لجميع الناس والأعمار، ولكنها محدودة بسعة الكنيسة والمكان، وغالبًا تدور حول شكل الصلاة بكل ما فيها من ألحان وترانيم وتعاليم وقراءات وشرح وحياة شركة. ومثلاً القداسات لها منهج تعليمي مُحدَّد لكل يوم بحسب القطمارس الكنسي. 3- القطاع الجماهيري: وهو القطاع المفتوح أمام مئات وآلاف للحضور والمشاركة، وغالبًا لا يحمل الصفة الدورية بل يكون مرة واحدة في السنة. ومن أمثلة هذا القطاع: أ. النهضات: وهي احتفالات بتذكارات القديسين عادة تدوم لمدة ثلاثة أيام أو خمسة أو أسبوع أو عشرة أيام، وغالبًا لا تزيد عن أسبوعين، وهي تتنوع من كنيسة لكنيسة. ومن أشهر النهضات الكنسية ما يتم خلال الصوم المقدس (الكبير)، أو خلال صوم العذراء مريم. وهذه النهضات تعتمد أساسًا على برنامج تعليمي يشترك فيه عدد من الآباء والخدام الزائرين، وعادة يدور حول سلسلة من الموضوعات المترابطة، وهو بمثابة إنهاض الحياة الروحية لدى المؤمنين، ويتبع ذلك بعض الأنشطة كالمسابقات الكتابية أو الأنشطة الاجتماعية مثل تقديم المعارض وغيرها. ب. المهرجانات: وهو أسلوب المنافسات في عدة مجالات كنسية واجتماعية، يتم سواء في حدود الكنيسة المحلية أو على مستوى الإيبارشية أو على مستوى الكرازة كلها. وقد ظهر هذا الأسلوب منذ حوالي ثلاثين عامًا في بعض المناطق بصورة محلية، ثم اتسع مع السنين ليشمل أعدادًا كبيرة من كافة قطاعات الخدمة، ويشترك فيه الصغار والكبار خلال شهور الإجازة الصيفية، وتوضع له مناهج وتحتاج دائمًا إلى التطوير والتجديد بما يناسب كنائسنا سواء في مصر أو خارجها. جـ. الاحتفالات العامة: وهي احتفالات المناسبات سواء محلية أو على مستوى الكرازة والتي لها أثر شعبي كبير، مثل احتفالات الكنيسة بمائة عام على إنشاء مدارس الأحد (اليوبيل المئوي الأول)، أو احتفالنا بمرور خمسين عامًا على إنشاء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وتجديدها وتجميلها وتدشينها في احتفال مهيب يوم 18/11/2018، وكذلك احتفالنا بالوبيل الذهبي لظهور أمنا العذراء مريم في كنيستها بالزيتون بالقاهرة (1968-2018). أمثال هذه الاحتفالات تحمل الطابع التاريخي والوثائقي، وفيها تواصل الأجيال وحركة عمل الكنيسة من جيل إلى جيل، وتُعتبر علامات مضيئة في مسيرة حياة الكنيسة والمؤمنين. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل