المقالات

08 سبتمبر 2021

علامات نهاية الزمان

كما سمعتم الأنجيل ..أنجيل معلمنا مارمرقس وهو يتكلم عن علامات نهاية الزمان ويعطينا تقرير كامل عن ما سيكون في نهاية الزمان وفصل الأنجيل النهارده يستحق القراءة في كل يوم لأجل ان ينتبه الإنسان وآخر كلمة في هذا الفصل تقول “إسهروا ” يعني خدوا بالكوا …أريد أن أتأمل معكم في 3 آيات وردت في العهد الجديد ولها سمة مرتبطة ببعضها البعض من السمات الجميلة أن بعض الآيات الكتاب المقدس التي علمها لنا الرب يسوع أن نصف الآية الأول هنا على الأرض والنصف الاخر يكتمل في السماء يعني الآيه تربط بين السماء والأرض نصها الأول يتحقق على الأرض تجدد النصف الثاني يكنمل في السماء إخترت لكم ثلاثة آيات – طبعا الكتاب المقدس به العديد من الآيات من هذا القبيل لكني إخترت لك ثلاثة آيات من الممكن ان يرسموا طريق روحي لك 1) أول آية التي قالها السيد المسيح في العظة على الجبل “طوبى للمساكين بالروح لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات” 2) والآية الثانية يقولها في مسيرة حياة الأنسان “لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم فد سر أن يعطيكم الملكوت” 3) والآية الثالثة في سفر الرؤيا آخر أسفار الكتاب المقدس يقول : “كن أمينا للموت فسأعطيك إكليل الحياة” تعالوا نعمل رحلة سريعة ونربط بين الثلاث آيات في حياتنا الروحية: الآية الأولى : طوبى للمساكين بالروح وهذه هي بداية الطريق المساكين بالروح هم أصحاب الأتضاع. والإتضاع كما علمنا الآباء هو الأرض التي تحمل كل الأثمار. وإتضاع الأنسان هو الذي يحرسه ويحرس حياته الروحية. تصور إنسان بلغ في القداسة علو كبير وبلغ في النقاوة …لكن بلا إتضاع يضيع هذا كله. من اجل هذا عندما فال السيد المسيح تعلموا مني ..نتعلم ماذا وماذا منك يا رب ؟ كل ما هو جميل لديك. يقول تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب … أي أن هذه هي النقطة الأساسية ..لماذا؟ لأنها بداية الأنسان والتي تحرس الفضيلة فيه. عندما تكون متضعا هذا الأتضاع يحرس النعم التي يعطيها الله لك. ولماذا يعطينا الله نعم؟ ليختبرنا هل عندما تأخذ هذه النعمة تتكبر أم أنها تزيدك إتضاعا. من التقاليد الموجودة في إديرتنا بمصر إن باب القلاية يجب ان يكون منخفض فعندما يدخل الراهب يجب أن ينحني لكي يتذكر الراهب في دخوله وخروجه الأتضاع. وعندما ينحني ينظر للتراب قديما لم يكن هناك بلاط أو موكيت …كان تراب ورمل فيتذكر أنه من التراب أخذ والى التراب يعود. طالما الانسان بيفكر هكذا ويعرف حياته جيدا …يبقي ماشي في مسيرة الحياة بطريقة ترضي الرب يسوع المسيح. تعالوا ننظر الى حياة سليمان الحكيم والنبي أعطاه الله أمور كثيرة في حياته كل النعم أعطاه له لكن في الحقيقة كثرة النعم جعلته ينحرف بقلبه وعندما أبتدأ أن يتيقظ كتب سفر الجامعة وبه قال باطل الأباطيل الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس. إتضاعك يعطي معنى لحياتك وجميل جدا التعبير الذي يستخدمه السيد المسيح “طوبي للمساكين بالروح” روحك بها مسكنة ونحن نصلي في مزمور التوبة “القلب المنكسر لا يرذله الله” من أجل هذا من طقوس الصلوات التي نستخدمها هو طقس المطانية. فهي عبارة أن الأنسان يقف ويتلو صلاة صغيرة ياربي يسوع المسيح ثم يسجد الى الأرض. …كانه يعترف أمام الله أن خطيته أنزلته للأرض ويكمل صلاة توبته أرحمني أنا الخاطئ فهي صلاة توبة أول مبدأ تضعه أمامك أنت تخطط للسنة الجديدة “طوبى للمساكين بالروح”…اللي يعيش بالأتضاع له نصيب في السماء اللي يبعد عن الأتضاع يروح نصيبه اللي في السما….هذه نمره واحد…البداية الآية الثانية: مسيرة حياة الانسان بها أشياء تجعله يخاف…متاعب تقابل الأنسان وبها الشيطان الذي يحارب والعالم الذي يغري والذات التي توقع الأنسان في فخاخ عديدة …يقول له المسيح لا تخف أيها القطيع الصغير …كن دائما واثق من يعطيك هذا الوعد هو شخص المسيح نفسه. ويعطيه لك بصفة فردية حتى لو كنت قليل أو صغير أو لوحدك …لماذا؟ لأن لك أب يسر أن يعطيك الملكوت. طالما تسير في إتضاع في حياتك ستجد نصيبك السماوي في إنتظارك. نحن نصلي الصلاة الربانية “ليأتي ملكوتك” كلنا مشتاقين لهذا الملكوت يا رب. أحيانا الأنسان في حياته الروحية يخاف. خوف من امور كثيرة من المستقبل من المرض من مشاكل في الإمتحان كيفما يكون لكن وجود رفقة المسيح ينزع كل خوف. بعد القيامة كان التلاميذ خائفين جدا وكانوا في العليقة مقفلين الأبواب والشبابيك …لا يعلموا ما هذا الذي حدث؟ فظهر لهم المسيح فخوفهم العظيم كما إشار إنجيل معلمنا مار يوحنا وفرح التلاميذ إذ رأوا الرب. في العهد القديم جاء ثلاثة فتية رغم أنهم كانوا في السبي …كانوا يعبدوا الله الواحد ولا يعبدوا الملك الوثن التمثال الذهب. فعندما سألهم نبوخذ نصر عن سبب عدم عبادتهم للتمثال الذهب ..فقالوا لنا آلهنا الذي نعبده. من هو هذا الآله ..لا يوجد من هو أعظم مني ومن التمثال المرتفع هذا سأربطكم وأضعكم في الأتون. فنظروا له وقالوا له بكل ثقة يا نبوخذ نصر لا يهمنا ان نجيبك يوجد ألهنا الذي يجيبك. نحن لا نعلم ماذا سيفعل لكن واثقين في آلهنا وفيما سيصنعه . النتيجة إلقاء الفتية في الأتون الذي تم تحميته سبعة مرات وينتظرهم ليجد أن الخيوط والحبال تتقطع ..ثيابهم تبقى ..أجسادهم تبقى..والأكثر جمالا أن يكون الرابع الشبيه بإبن الآلهة يرافقهم في الأتون فيصير ندى بارد …عبارات كثيرة تكررت في الكتاب “انا هو لا تخافوا” طالما المسيح موجود لا تخافوا. الآية الثالثة:” كن أمينا الى موت وسأعطيك أكليل الحياة” كل البشر عندما يقفوا أمام المسيح ….ما هو المقياس الذي يقيس به حياتهم؟ طبعا المقياس هو مقياس الأمانة…عشان كده يقول “كن أمينا الى الموت” أنتبه لكلمة “كن” • كن أنت أو أنتي أو أنا تنفع لكل واحد فينا • كن بحسب شخصك أنت كبير أنت صغير أنت في أول عمرك أنت في عمرك المتقدم ، أنت عالي التعليم عالي الثقافة أو محدود التغليم او الثقافة • في هذه البلد أو في آخري …كن بها إستمرارية إلزام وخصوصية لك ….المهم أن تكون أمينا الى الموت هذا المعيار معيار للأنسان في حياته -أنت راهب أنت مسئول في عمل ما أنا اب وأم في البيت نربي أولادنا أنا خادم ….لازم اكون أمين الى الموت كن أمين الى الموت يعني كن أمين مدى الحياة يعني أمين وأنت شاب وانت كبير في أوقات حياتك ….العملية لا يوجد بها إختيار متى أكون أمين ومتى لا …ما يناسب تعليم المسيح ان الإنسان يكون أمين الى نهاية الحياة ثم ماذا بعد ….سأعطيك إكليل الحياة …مرة يقول لنا “طوبي للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات” وآخرى “لا تخف لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت” وهذه المره يقول لنا “كن أمينا الى الموت وسأعطيك إكليل الحياة” …الجائزة تفوز بالنصيب السماوي من أجل هذا ونحن في مسيرة هذه الحياة ونحن في نهاية عام قبطي وإستعداد لبداية عام جديد ضع هذه المبادئ الثلاثة أمامك: 1. طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات 2. لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت. 3. كن امينا للموت فسأعطيك أكليل الحياة. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
22 ديسمبر 2020

أربع رسائل من شهر كيهك تأخذهم ليكونوا مبادئ للعام الجديد ولحياتك

ونحن بنحتفل بهذا الشهر الذي نقدم فيه تسبيح وصلاة لأمنا العذارا ومتبقي أيام على نهاية هذا العام كشباب وشابات ونحن نعيش جمال كنيستنا في طقسها وتراثها أضع أمامك أربع رسائل من شهر كيهك تأخذهم ليكونوا مبادئ للعام الجديد ولحياتك وهم من الأصحاح الأول من إنجيل معلمنا مار لوقا البشير وهذا الإصحاح يقرأ على أربعة آحاد: ١- الأحد الأول: بشارة الملاك لزكريا الكاهن :- وهو في أوله وعد لزكريا وآخره تحقيق الوعد بولادة أعظم مواليد النساء “يوحنا المعمدان” وحياة البشرية ابتدأت بوعد في جنة عدن وانتهت بتحقيق هذا الوعد بتجسد وصلب السيد المسيح.والأربعة رسائل نأخذهم من الأربعة آحاد. رسالة لزكريا الكاهن وممكن كل واحد يضع اسمه بدل اسم زكريا وهو ظهر له الملاك واضطرب زكريا وقال له الملاك “لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا، لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ” (لو ١ : ١٣) وهي رسالة اطمئنان وتحقيق.هذه الرسالة لكل واحد، ضع اسمك بدل من زكريا وكل صلاة تصليها ثق أن لها استجابة وأن أذن الله تسمعها.فزكريا وأليصابات كانوا بلا أولاد رغم أنهم كانوا بارين فكيف هذا ؟! يأتي الملاك ويقول “لاتخف لأن طلبتك قد سمعت”. كل صلاة لها وقت للاستجابة كل شاب وكل شابه يثق أن كل صلاة مهما كانت صغيرة أو ضعيفة لها استجابة وفي اليوم المعين يفرحك الله. ضع هذا أمامك طوال السنة الجديدة واعرف أن في الوقت المعين يعطيك الله سؤل قلبك. ٢- الأحد الثاني: بشارة الملاك للعذراء:- يأتي الملاك ويقول رسالة للعذراء رغم أنها بنت صغيرة وفقيرة ولكن الملاك يقول “”لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ.” (لو ١ : ٣٠) هذه رسالة سلام ونوال النعمة، الرسالة السابقة رسالة اطمئنان وهذه رسالة سلام كل واحد له نعمة عن الله ولكن الشاطر هو من يشكر فيزيد الله له هذه النعم وكلنا نعيش مع والدينا وفي الكنيسة ترعانا وفي كليات وسوف نكبر ونتخرج ويكون لنا دور كل هذه نعم أعطاها الله لنا وما أجمل السلوك النقي كشباب وشابات في سلوكياتنا النقية نجد نعم من عند الله. العالم مضطرب من حولنا ولكن نجد رسالة سلام “لاتخافي يامريم” الله يعطينا نعم كثيرة “الصحة – الأسرة المستورة – النجاح – الصداقة” المشكلة أن الإنسان يشعر بالنعمة وهذه رسالة سلام لكل شخص فينا أشكر كل حين وستجد نعم الله تنسكب عليك وكن إنسانًا راضيًا ومتواضعًا وستجد نعم الله تنسكب عليك هذا الكلام اختبار روحي معاش تعيشه. وأمنا العذراء عاشت هذا “سلام لك لا تخافي يامريم لأنك وجدت نعمة”. ٣- الأحد الثالث: لقاء أمنا العذراء مع أليصابات :- هذا اللقاء هو بمثابة لقاء بين العهدين القديم والجديد فالعذراء مريم تمثل العهد الجديد وأليصابات تمثل العهد القديم وتقول أمنا العذراء خلال اللقاء “تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي” (لو ١ : ٤٧) وهذه رسالة تسبيح ورسالة فرح بالخلاص قلبك يسبح ويصلي اسم ربنا في حياتك.الله خلقك ووضعك في ظروف معينة ويقول “عيني عليك من أول السنة لآخرها” فالله هو الأول في حياتي وكل نبضة في قلبك هي صلاة مرفوعة.يجب أن تكون صلاتك من قلبك. وتخيل لو لم تكن قبل مجئ المسيح فكم يكون احساسك بالضعف. بولس الرسول يعلمنا ويقول”أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي.” (في ٤ : ١٣) والإنسان بدون مسيح ضعيف احساسك إنه صلب لأجلك يجعلك تصلي كل ساعة. ٤- الأحد الرابع: “مجئ يوحنا المعمدان”:- في الجزء الأخير نقرأ “نَعْبُدُهُ، بِقَدَاسَةٍ وَبِرّ قُدَّامَهُ جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِنَا.” (لو ١ : ٧٤ – ٧٥) تذوقوا معي هذه الكلمات ممكن تكون في مكان ما وفكرك في مكان آخر، فكيف تسمي هذه صلاة ؟!. لذا يجب أن يكون قلبك مقدس وأنت اليوم شاب صغير ثم بعد ذلك تعمل أو تتزوج أو تتكرس هذا هو جميع أيام حياتنا وعندما نرى أحدًا بقداسة وبر نتعلم ونعيش مثله. أربعة رسائل نضعهم أمامنا : ١- رسالة اطمئنان و استجابة صلاة. ٢- رسالة سلام ونوال النعمة ٣ – رسالة عهد أمام الله تكون حياتي تسبيح وفرح بالخلاص ٤- نعبده بقداسة وبر رسالة تقديس وسلوك بحياة بارة. نحتاج أن يكون لدينا فكر جديد وجميعنا نصلي مزمور التوبة “قلبًا نقيًّا اخلق فيَّ يا الله”.المسيح يبارك حياتكم ودراستكم. ويشترك معنا الآباء الأحباء ونختم هذه السنة ونقول له “يارب أعطنا أن نبدأ العام الجديد بنقاوة”.ولإلهنا المجد الدائم آمين. قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد
20 ديسمبر 2019

امتنعوا عن كل شبه شر

أي مجتمع فيه فضائل، حتى الشعوب الوثنية عندها فضائل كثيرة مثل فضيلة احترام الآخر، لكن ما ذكره القديس بولس الرسول (1تس5: 12-23) هو فضائل مسيحية سامية. الفضيلة الإنسانية تقول: امتنعوا عن كل شر، لكن في المسيحية نقول: «امتنعوا عن كل شبه شر»، يا لهذا السمو! في العهد القديم كانت الوصية تقول: «لا تقتل»، لما جاء العهد الجديد قال ربنا يسوع المسيح: «لا تغضب»، لأن الغضب يؤدي إلى القتل. يسوع المسيح قال لنا أنه ما جاء لينقض بل ليكمل، أكمل فهم الإنسان للوصية، فالوصية لها أبعاد ومستويات يتقدم فيها الإنسان، في سمو ورقي، في مسيرة طويلة. ما معنى امتنعوا عن كل شبه شر؟شبه الشر هو الذي يؤدي إلى الشر، يؤدي إلى الخطية أو الجريمة أو الانحراف. «امتنعوا عن كل شبه شر» تعني أن تضع في بالك أن هناك أمور في حياتنا تؤدي إلى ما هو أخطر، قد تكون هذه الأمور ليست خطيرة في حد ذاتها، لكن عندما يسقط الإنسان فيها أو يدخل في بدايتها يقع في خطايا كثيرة. تعالوا لنأخذ أربعة أو خمسة نماذج تبيّن لنا ما هو شبه الشر.1) التردديقول لنا الكتاب في رسالة يعقوب عن الإنسان المتردد: «رَجُلٌ ذو رأيَينِ هو مُتَقَلقِلٌ في جميعِ طُرُقِهِ» (يع1: 8). أتذكر حين كنت في الدير وكنت مسئولًا عن الزائرين، أن دخل شاب مع أمه ومعه ورقة في يده مغلق عليها، وقال لي: "اختر ورقة يا أبونا"، فاخترت ورقه كان مكتوبًا فيها "لا أبيعها" ففرح الشاب، ردت أمه قائلة أنهم كانوا ي دير آخر واختار أب راهب هناك ورقة أخرى مكتوب عليها "بعها" وتضح أن ذلك كان بخصوص قطعة أرض كانا يفكران في بيعها لكن الشاب كان مترددًا. مثل هذا الإنسان هو صعب جدًا، وخصوصًا لو كان في مسئولية. التردد يوصّل إلى الشر، وعكسه الثبات. الإنسان الثابت حينما يواجه موضوعًا فإنه يدرسه ويصلي ويفكر ويأخذ مشورة ويقرر. مثال لذلك إبراهيم أبو الآباء، في سفر التكوين أصحاح 12، طلب منه الله أن يترك أرضه وعشيرته ويتغرّب، ولم يضيّع إبراهيم وقتًا، بل قام بكل نشاط وبدأ يأخذ طريق المسيرة وهذه الدعوة. مثال آخر إبراهيم أبو الآباء عندما طلب الله أن يقدم ابنه ذبيحة، فأطاع فورًا. في المقابل نرى مثالًل للتردد في الشاب الذي دعاه السيد المسيح وقال له: اتبعني، فأجاب: «يا سيِّدُ، ائذَنْ لي أنْ أمضيَ أوَّلًا وأدفِنَ أبي» (مت8: 19-22)، طبعًا دفن الأب شيء مهم، لكنها هنا شكل من أشكال التردد. أحيانًا الروح يحركك لعمل روحي مثل أن تصلي أو تقرأ الإنجيل، ولكنك تتلادد لثوانٍ تحت أي مُسمّى، وتكون النتيجة أن الإنسان يخسر عمله الروحي، وهذا شبه الشر الذي يقود للشر. 2) الإهدارأكثر ما يهدره الإنسان في عمره هو الوقت. الوقت عطية إلهيه لا تتوالد ولا تتمدد، اليوم 24 ساعة لكل البشر، وهو لا يتوقف ولا يرجع إلى الوراء وهو محدود مهما طال. القديس أغسطينوس في نهاية حياته كان لا يستطيع الوقوف أو الجلوس، بل كان راقدًا أغلب الوقت، ولأنه كان يريد أن يصلي فطلب أن تُكتَب المزامير على الحائط ليستطيع قراءتها. زيارة صغيرة لأيّة محطة قطار أو أتوبيس في أيّة دولة غربية، تجد الناس تقرأ دون تضييع وقت في الثرثرة. اهتم بوقتك، قدِّر هذه العطية التي يقدمها الله لك، استخدم الوقت حتى تفيد نفسك وتفيد الآخرين. الوقت هو أغلى ما نملك.ليس قثط إهدار الوقت، بل أيضًا إهدار المال. هناك قديسون كانوا أغنياء جدًا مثل إبراهيم أبي الآباء، والقديس الأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبان والذي كان يمتلك 300 فدان، وغيرهما الكثيرون. المال نعمة وعطية من عند الله، ولكنها نعمة يُختبَر بيها معدن الإنسان. هناك من يستغل المال بشكل صحيح سواء في مشاريع أو خدمة... إلخ، وهناك آخر يسيء استخدام هذا المال بأي شكل من الأشكال. إهدار المال خطية، هو شبه شر، قمن يسيء استخدام ماله، يوقع نفسه في خطايا كثيرة. افرض وفرة المال لا تعني التبذير، بل تعني الحكمة للاستخدام الحسن. هناك أشكال أخرى من الإهدار، مثل إهدار إهدار المياه والطعام. يوجد في العالم مليار من البشر لا يجدون مياه الشرب، بمعنى أن واحدًا من كل سبعة لا يجد كوب ماء ليشربه، وهناك بلاد فيها مجاعات والناس يبحثون عن الطعام في صناديق القمامة! لذلك فكر البشر في اختراع الثلاجات وأجهزة أخرى ووسائل طهو متعددة، وذلك لتقليل إهدار الطعام. حينما ترمي الطعام فأنت تحرم إنسانًا آخر من الطعام. 3) الإهمالمثلما يهمل أب أو أم في تربيه أولادهما، وقد يأخذ الإهمال صورة التدليل. وهناك الإهمال في العمل، والإهمال في الإنتاج. لو لم يُربَط المسمار جيدًا في عجلة السيارة فمن الممكن أن يؤدي هذا إلى شر. أظنكم تتذكرون كيف أهمل عالي الكاهن في تربية أولاده وماذا كانت النتيجة. وهناك الإهمال في العلاقات الاجتماعية، بجيرانك وأصحابك وزملائك... الإهمال شر، وأحيانًا نسمًيه "آفة الحياة الروحية": إهمال صلواتك، إهمال انجيلك، إهمال قراءاتك... إلخ. وهناك إهمال النظافة: في البيت، في الفصل الدراسي، في المدرسة، في الشارع... بل وقد نرى صنوف الإهمال هذه في الكنيسة! نظافة المكان تجعل الإنسان مرتاحًا، والعكس صحيح.5) الانشغال الزائد هناك من يعمل أكثر من اللازم، وهذا يؤدي إلى أخطاء كثيرة منها الإهمال. هناك من أناس "مدمنو شغل" workaholic. الانشغال الزائد يتعب الإنسان في كل علاقاته، بل قد ينقطع عن الممارسات الروحية من صلاة وقراءة وخدمة بسبب الانشعال. وهناك من يضيع بيته وأسرته بسبب انشغاله الدائم. الانشغال الزائد أحيانًا يكون مقدمة لشرور أخرى. لابد أن يكون هناك تنوع في حياة الإنسان، لذلك نجد في الحياة الديرية يقولون لنا إن قانون الراهب: ساعة عمل، ساعة قراءة، ساعة صلاة؛ أي أن اليوم مُقسَّم فترة للصلاة وفترة للقراءة والدراسة وفترة للعمل: عمل يدوي أو غير يدوي.المشغولية الزائدة هي شبه شر، وتحرم الإنسان من بيته، ومن حياته، بل وربما من أبديته أيضًا، لذلك يجب أن يكون الإنسان منتبهًا للغاية من الانشغال الزائد، ويجب أن يكون له وقته الخاص بين فترة وأخرى، لكي يستطيع أن يكمل مسئولياته الأخرى.6) العشوائية هناك من يذاكر بدون نظام، ومن يجاوب بلا نظام، ومن يتكلم بلا نظام، وآخر يبني بدون نظام... والعجيب أن مثل هؤلاء يقولون عن حياتهم إنها "ماشية بالبركة"! بينما في الواقع، البركة في النظام. في معجزة إشباع الجموع، قال السيد المسيح للجموع أن يجلسوا فرقًا فرقًا، خمسين خمسين، وطبعًا بينهم ممرات، وجعل الرسل يوزعون الطعام عليهم، فأكلوا وشبعوا وفضل عنهم اثنتا عشرة قفة من الكسر التي جمعوها، مما يعني أنهم تركوا المكان نظيفًا؛ فالنظام يؤدي إلى البركة. ودائمًا نقول لأولادنا إن كلمه نجاح تبدأ بحرف "النون" الذي هو رمز واختصار لكلمة "نظام". العشوائية لا تبني الإنسان، بل هي شكل من أشكال الإهمال. الذي يبدد طاقات الإنسان، ولا يجعل الحياة هادئة بل تصير مشوشة. حتى في المناطق العشوائية لا نستطيع أن نوصّل لها الكهرباء والمياه، بل في بعض المناطق العشوائية حينما يحصل حادث أو مشكلة قد لا تستطيع عربة الإسعاف الدخول، أو لا يستطيعون الوصول للمكان...... ... ...هذه الصور كلها تندرج تحت هذه الفضيلة «امتنعوا عن كل شبه شر». وطبعًا هناك نماذج كثيرة وصور متعددة يمكن أن تبحث عنها في حياتك. وأحب أن أقدم لكم تدريبًا ونحن في نهاية السنة في الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر، راجعوا الجزء الذي قرأناه في رسالة تسالونيكي الأولى الأصحاح الخامس 12-22، اكتبوا هذه العشر الآيات وراجعوا أنفسكم بحسب الوصايا التي في الآيات، وابحثوا عن كيفية تطبيقها. راجع نفسك في نهاية هذا العام، واعمل برنامج عمل لحياتك في السنة القادمة. ربنا يحافظ عليكم دائمًا. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
16 فبراير 2019

دستور الخدمة ومبادئها السبعة

الأصحاح الرابع من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس نسميه "دستور الخدمة"، فهو يرسم أمامنا صورة الخدمة. وسأختار عناوين رئيسية..المبدأ الأول: خدمة لاتفشل«مِنْ أَجْلِ ذلِكَ، إِذْ لَنَا هذِهِ الْخِدْمَةُ كَمَا رُحِمْنَا لاَ نَفْشَلُ». الخادم الذي يعيش مع المسيح لا يفشل أبدًا ولا يعرف روح الفشل. لا يعرف أن يقول "لا فائدة"، بل دائمًا يثق أن هناك رجاء، وهذا ما عبّر عنه بولس الرسول قائلًا: «أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي» (في٤: ١٣). أنا وحدي لا أستطيع أن أفعل شيئًا. فأول مبدأ أن الخادم لا يعرف روح الفشل، مثل ماقرأت: «الِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا».المبدأ الثاني:احترس من خطية الإنجيل المكتومخطية الإنجيل المكتوم أن تكون قارئًا الإنجيل لكنه مكتوم بداخلك، لا يخرج ولا يظهر قدامك في قراراتك ولا في أفعالك. لابد أن تكون كلمة الله حية وفعالة. حينما تتكلم وتخدم يجب أن يُرى الإنجيل واضحًا. يجب ألّا يوجد فصل خدمة إلّا ويكون الإنجيل موجودًا فيه. يجب أن نعلم كيف يكون الإنجيل حاضرًا. فإلى جانب التحضير، يوضع الإنجيل دائمًا في فصل الخدمة، الإنجيل الورق، ونهتم ونقصد القراءة منه. في سفر يقول: «طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ» (رؤ3: 1). أحترس من خطيةالإنجيل المكتوم، إنجيلك يجب أن يكون حاضرًا وفعّالًا «وَلكِنْ إِنْ كَانَ إِنْجِيلُنَا مَكْتُومًا، فَإِنَّمَا هُوَ مَكْتُومٌ فِي الْهَالِكِينَ».المبدأ الثالث: لسنا نكرز بأنفسنا«فَإِنَّنَا لَسْنَا نَكْرِزُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبًّا، وَلكِنْ بِأَنْفُسِنَا عَبِيدًا لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ». لسنا نكرز بأنفسنا نحن كخدام وخادمات، نحن في الكرم، موجودون في ملكية الله، في الكنيسة، ونربّي أولادنا.أكثر خطية تتعب الكنيسة وآفة هذا الزمن اسمها: الذات، وهناك مثل شعبي في مصر يقول "يا فيها يا اخفيها" بمعنى "إما كلمتي تسود، وإمّا لا شيء"! هذه الخطية تطيح بكل الجهود. فاحترس أيها الخادم والخادمة، فإنه تفضُّلًا من الله أن جعلنا نوجد في الكنيسة.لسنا نكرز بأنفسنا.. والصياغة صياغة جماعية. أحيانًا كنيسة تفتخر على كنيسة أخرى وتشعر بأفضلية عنها. فلنحترس من خطية الـ"أنا"، لأن المؤهل الأول المطلوب في الخدمة هو: "إنكار الذات".نحن لسنا نكرز بأنفسنا بل بالمسيح يسوع ربنا. أنا لا شيء، فقط أريد المسيح والسماء فحسب.المبدأ الرابع: لنا هذا الكنز«وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ للهِ لاَ مِنَّا». نحن ننكسر من أبسط خبطة، لكن في داخلنا كنز هو كنز الخدمة وكنز معرفة المسيح. لنا هذا الكنز ليكون فضل القوة لله لا منا. هناك قصة تقول بأن رجلًا كان يعمل كحاجب في محكمة، وأجره كان خمسة جنيهات. سألته ابنته عن مرتبه في الشهر، فاحتار الأب، ثم قال لها: "أنا والقاضي نتقاضى مائة جنيه في الشهر". بالمثل، أنا وحدى أساوي الخمسة جنيهات، لكن أنا مع الله قيمتنا كبيرة. ليكون فضل القوة لله لا للناس..في الماضي، عندنا في الخدمة عند تقسيم الفصول، يبدأون من الصف الثاني الابتدائي، وآخر فصل يتم توزيعه هو سنة أولى ابتدائى، فيعطونه للخادم المثالي المجتهد.. لأن أولى ابتدائي هو بداية التأسيس، فهذه المهمة لا توكل إلّا للخادم الناجح.المبدأ الخامس: لنا روح الإيمان«فَإِذْ لَنَا رُوحُ الإِيمَانِ عَيْنُهُ، حَسَبَ الْمَكْتُوب: "آمَنْتُ لِذلِكَ تَكَلَّمْتُ" نَحْنُ أَيْضًا نُؤْمِنُ وَلِذلِكَ نَتَكَلَّمُ أَيْضًا». ماذا يعني الإيمان؟ يعني أن الله حاضر، أنا اشعر بحضور الله وبوجوده اليوم. الله عامل، يعمل كل الوقت، وفعّال معي كل الوقت «وَهَاأَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ. آمِينَ». لنا روح الإيمان العامل، أنت فيما تربّي أولادك إنما تشكلهم. ربما لا نتذكر تعاليم من خدموا، لكننا نتذكر أسلوبهم.. وفي الخدمة لنا روح الإيمان، هي ليست كلية نتخرج منها ومن ثَمّ تعطينا شهادة الإيمان. القديس يوحنا ذهبي الفم يقول: "الله عندما يعطيك أو لا يعطيك، إنما يفعل هذا لخيرك". كنيستنا بالروح التي فيها، روح الإيمان، قوية وممتدة عبر التاريخ. نتذكر هنا شهداء ليبيا الذين رضعوا روح الإيمان، وعندما تعرضوا لموقف ظهر ثباتهم وإيمانهم الشديد الذي لا يتزعزع.المبدأ السادس:الداخل يتجدد بإستمرار«لِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا». أي خادم فيكم يجب أن يتعب، ولكني مهما تعبت فما هو هذا التعب مقارنة ببذل المسيح نفسه من أجلي؟ إذًا كان الخارج يفنى، فالداخل يتجدد.. الخادم لا يعرف الشيخوخة. يظل الخادم من داخله أقصى سن يمكن أن يبلغه هو سن الـ٣٣ عامًا، عمق الشباب، سن ربنا يسوع المسيح بالجسد على الأرض.. فهو لا يعرف الشيخوخة مهما بلغت سنه.اسمع باستمتاع الآية «وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُيَوْمًا فَيَوْمًا»، الداخل في القلب يتجدد يومًا فيومًا، وهذا هو جمال خدمتنا. إياك أن تشيخ، احذر أن تبقي أفكارك قديمة بلا إبداع. مسيحك الذي بداخلك يجددك مثل النسر، بيتجدد فترة بفترة فتبقى في شباب دائم.يوجد مرضان يصيبوننا، الفقر فى الإبداع، والإصرار على التكرار. وعندما يكون الداخل متجددًا، تجد الأفكار متجددة، وتتبادلون الأفكار الجديدة مع بعضكم، فيتجدد داخلك وتتجدد خدمتك. المبدأ السابع: ناظرين إلى الأبدية«لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا». كنسيتنا فيها تقليد جميل، أننا دائمًا ناظرين للشرق وتلفت انتباه الجلوس أن يقفوا.. وذلك من أجل أن تذكرنا بأستمرار أننا ننتظر مجيء المسيح. أولادك وهم صغار، تتطلع إليهم أنهم في المستقبل سيكون لهم دور، ولكن الأهم أن يكون لهم نصيب فى السماء.. ناظرين للأبدية، المسيح مضى وأعد لنا مكانًا، فاحفظ هذا المكان.هذه المبادئ السبعة ضعها أمامك كدستور لخدمتك:١- خدمة لا تفشل.٢- احترس من خطية الإنجيل المكتوم.٣- لسنا نكرز بأنفسنا.٤- لنا هذا الكنز.٥- لنا روح الإيمان.٦- الداخل يتجدد باستمرار.٧- ناظرين إلى الأبدية. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
13 مارس 2020

هل تحب من يحبك فقط؟

«لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا؟» (متى5: 46، 47).حين يطرح الله سؤالًا للإنسان يكون لديه أكثر من هدف: فقد يكون لتغيير فكره، أو يكون دعوة للاستيقاظ من غفلة، أو قد يكون لكشف ضعف معين، أو للتأكد من وجود فضيلة في حياة هذا الإنسان..وسؤال الله لنا اليوم: هل تحب من يحبك فقط؟ سؤال هام ونحن في بدايه أيام الصوم الكبير. ففي العهد القديم في شريعه موسى قيل: عين بعين وسن بسن، أمّا في العهد الجديد - إذ جاء يسوع المسيح لا لينقض بل ليكمل - فيقول: هل تحب من يحبك فقط؟ فالمعاملة بالمثل ليست من المسيحية في شيء. وقد يتساءل البعض كيف أحب من لا يحبني؟ والإجابة عند الله أنه يريدنا أن نعامل الناس كما يعاملهم هو، فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين، بدون تمييز؛ إجابه واضحة من الطبيعة التي تعامل الناس كما يعاملهم الله، فهو يعامل البشر من خلال الحب ومن خلال الرحمة. من خلال الحب كالشمس التي تشرق كل يوم، ومن خلال الرحمة مثل المطر، فالمطر يجعل الأرض تثمر معطية الخير للبشر.الشرائع القانونية في العهد القديم كما في العهد الجديد، تناسب بين الجريمه والعقاب. فإن أصاب أحد عين إنسان في العهد القديم ينال عقابًا يتناسب مع الجريمة. لكن لما جاء السيد المسيح وضع أمامنا مبدئين للتعامل مع كل البشر بدون استثناء، فلا يوجد فرق بين البشر: لا لون لا جنس ولا عرق ولا اعتقاد ولا أي شيء. المبدأ الأول: يجب ألا نلجأ إلى الانتقام لأن الانتقام يزيد الشر. فإن رددت على الشر بشر أصبح هناك شرَّان، ويتضاعف الشر، وندخل في دائرة لا تنتهي. فلابد أن نكسر حلقة الشر، ولا نلجأ إلى الانتقام لأن الله يقول: «لي النقمة أنا أجازي» (رومية12: 19). هو يري وهو يدبّر.المبدأ الثاني: أن يكون الإنسان محسنًا نافعًا للآخرين، وليس مجرد السكوت على الشر. فإن كنت لا تنتقم هذا نصف الطريق، والنصف الثاني أن تكون نافعًا للآخر. يقول لنا الرب: «مَنْ سخَّرَكَ ميلًا واحِدًا فاذهَبْ معهُ اثنَينِ. مَنْ سألكَ فأعطِهِ... ومَنْ أرادَ أنْ يُخاصِمَكَ ويأخُذَ ثَوْبَكَ فاترُكْ لهُ الرِّداءَ أيضًا (أي أن تكرمه)» (متى5: 40-42). هذه المحبة التي نقدمها للآخر هي التي تكسر فيه شوكه الشر، فليست هناك وسيلة لنزع الشر من الناس سوى أن تحبهم. فكيف يخرج الشر من إنسان إلّا إذا رأى آخر يحبه؟ لذا أضع أمامك هذا السؤال ثانيةً: «هل تحب من يحبك فقط؟». هذه ليست المسيحية، فالإنجيل يقول: «إنْ أحبَبتُمُ الّذينَ يُحِبّونَكُمْ، فأيُّ أجرٍ لكُمْ؟ أليس العَشّارونَ أيضًا يَفعَلونَ ذلكَ؟». المسيحية هي شريعه الكمال، وتفوق الإنسانية. هي تجعل من الإنسان أكثر رفعة من الإنسان الترابي. لكن الإنسان الروحي بالأكثر يسلك بشريعة الكمال واضعًا أمامه شخص السيد المسيح. فمثلًا الوصية التي تطالبنا: «من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر» نجد صعوبة في تنفيذها بحسب الطبيعة البشرية، التي تفترض أن أرد اللطمة بمثلها، فمن يلطمني يفعل شرًا، وإن رددت عليه بطريقته أكون فعلت شرًا مثله. حينها أجد أنني تساويت به ودخلت في دائرة لا تنتهي. فالله حين قال: «من لطمك على خدك الأيمن حوّل له الآخر أيضًا» قصد أن أصبر عليه، وأعطي له فرصه ليراجع نفسه، حتى ينتبه لنفسه ويدرك خطأه وهذا ليس ضعفًا، بل فيه كسب للآخر. لقد رأيت مرة موقف بهذه الصورة بنفس الفعل كما في آيات الإنجيل، لدرجة أن الشخص الذي ضَرَب بدأ يبكي ويصرخ ويركع على الأرض، وبدأ يحس بمقدار الخطأ الذي ارتكبه.صوره أخرى هي «من أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك...»، هنا حالة خصام أو حالة ضرر لحق بما تمتلكه؛ كيف تعالج مثا هذا الموقف؟ كيف من أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك، تترك له الرداء؟! اترك له الرداء أي اصنع معه سلامًا، اِكسر شوك الشر التي فيه. «مَنْ سخَّرَكَ ميلًا واحِدًا فاذهَبْ معهُ اثنَينِ»، من سخرك تعني من ظلمك وكبت حريتك، والكتاب يقول لنا عن مثل هؤلاء أن اذهب معه ميلين! حكيت لكم قبلًا عن شاب تخرج من كليه الآداب ولم يعثر على وظيفة، فعمل نقّاشًا في بلد شقيق، وطلب منه شخص أن يبيّض له منزله، وسأله عن المدة التي يحتاجها لإتمام العمل، فأجاب الشاب بأنه يحتاج 20 يومًا تقريبًا. وفي اليوم الـ18، أي قبل انتهاء العمل بيومين، افتعل صاحب البيت خلافًا مع الشاب وطرده حتى لا يعطيه أجره، وهذا ظلم. انصرف الشاب حزينًا لكنه عاد في اليوم التالي طالبًا من صاحب المنزل أن يسمح له بالانتهاء من العمل. تعجب صاحب المنزل، وأخذ يراقب الشاب الذي أكمل عمله بمنتهى الأمانة، وعندما أنهى عمله سأله عن كيف استطاع أن يفعل هذا؟ فأجابه الشاب: "أنا اتفقت معك أن أبيّض لك بيتك. أنت صرفتني وظلمتني وهذا شأنك، لكن أنا سأتمم ما اتفقت معك عليه". وانبهر الرجل بالشاب وأمانته، وجعله شريكًا له في كل أعماله، وانفتحت له أبواب الرزق الواسع جدًا... وقيسوا على هذا أمثلة كثيرة ممكن أن يعيش فيها الإنسان. مقاومة الشر بمثله ممكن تزيده، لكن الشر لا يمكن أن يُهزَم إلّا بالخير والصلاح. شريعة المسيحية التي قدمها لنا السيد المسيح في العظه على الجبل هي لكل يوم، وهي آيات عملية صالحة للتطبيق في كل يوم.السؤال الذي يطرحه الرب علينا: هل تحب الذي يحبك فقط؟ إذا أحببت من يحبك فقط، فأنت لا تحيا المسيحية الكاملة بعد، بل لا زلت في نصف الطريق، لكن عندما تمتد محبة الإنسان لكل أحد يكون قد وضع قدمه على طريق شريعة المسيح. تذكروا يوسف الصديق مع إخوته الذين أبغضوه، أمّا هو فلم يحمل لهم أيّة بغضة برغم كل ما فعلوه معه؛ فمواجهه الشر لا تكون إلا بالخير العملي. تذكروا أيضًا السيد المسيح وهو على الصليب مُحاطًا بمن أبغضوه، ولكننا وجدناه يطلب لأجلهم: «يا أبَتاهُ، اغفِرْ لهُمْ، لأنَّهُمْ لا يَعلَمونَ ماذا يَفعَلونَ» (لوقا23: 34). أحيانًا في مجتمعاتنا لا يوجد عدو بالمعنى الحصري للكلمة، لكن قد يوجد من لا نقبله، فماذا تفعل مع مثل هذا؟ هل تخاصمه؟ تتجنبه؟ تشوه صورته؟ تشكوه؟ كل هذه العلاجات مرفوضة، أمامك علاج واحد: أن تزيد محبتك له! أظنكم تذكرون قصة المعلم إبراهيم الجوهري عندما شكا له أخوه أن هناك من يعايره ويشتمه، فأجابه المعلم إبراهيم الجوهري بأنه سيقطع لسان هذا الشخص، فسُرَّ أخوه بهذا. أمّا المعلم إبراهيم فقد أكثر العطايا لذلك الشخص، وهكذا قطع لسان الشر. واجه البغضة بالإحسان، و«صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم». عجيبة المسيحية! تصور أنك لا تفعل مثل الذي يسيء إليك، بل تحوّل هذه الإساءة لمادة للصلاة. الإنسان الذي يسيء إليك بالكلام أو بإطلاق الإشاعات أو تشويه السمعة... الخ، يقول لنا السيد المسيح أن العلاج هو أن نصلي لاجلهم! لا تنسوا أن من يسيئون إليكم هم أيضًا لها قيمتها أمام الله مهما كانوا. إن كان حبك لمن يحبك فقط، فأنت لم تعرف المسيح بعد، ولذلك في هذا الصوم ارفع قلبك واطلب من الله أن ينزع من من قلبك أيّة بغضة أو إساءة أو خاطر رديء تجاه أي إنسان. عندما نتحرر من الكراهية والمشاعر السلبية نستطيع أن نقتني فضائل عظمى من الله، نستطيع أن نقتني الحب الكامل، حب الأعداء. نقتني حب الرحمة التي نقدمها لكل إنسان. من يقرأ في تاريخ العصور الحديثة يجد أن الجمعيات التي ظهرت في العالم لتخدم الناس في أي مكان، نشات بفكر إنجيلي، مثل جمعية الصليب الأحمر التي تخدم مصابي الحروب. المسيحية ترتقي بالإنسان العادي ليكون مسموحًا بنعمه الروح القدس، ليصير الإنسان روحيًا، ويستق أن يُطلَق عليه "مسيحي" بالحق وليس بالكلام، بالفعل وليس بالمهظر. هل تحب من يحبك فقط؟ هذا هو سؤال السبت الأول في الصوم المقدس. وإجابة السؤال نجدها في العظة على الجبل (متى5: 38-48). يعطينا مسيحنا أن تكون حياتنا حياة نقية، ونمتلك طاقة الحب من أجل كل أحد. لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن إلى الأبد. آمين. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
12 نوفمبر 2021

مهابة الكنيسة وكرامتها

مهابة الكنيسة وكرامتها يقول لنا الكتاب فى الجزء الذى قرأته: فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ، مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ، الَّذِي فِيهِ كُلُّ الْبِنَاءِ مُرَكَّبًا مَعًا، يَنْمُو هَيْكَلاً مُقَدَّسًا فِي الرَّبِّ.الَّذِي فِيهِ أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيُّونَ مَعًا، مَسْكَنًا للهِ فِي الرُّوحِ. الكنيسة هى قطعة من السماء، يجب ان تكون بالغة الجمال، ولذلك يمكن ان نسميها تجاوزا انها “سفارة السماء على الارض”، وكما نقول فى الصلاة الربانية “كما فى السماء كذلك على الارض” نصلى ان تكون الكنيسة قطعة من السماء، وكل مرة ادخل الكنيسة وأراها جميلة جدا اتسأءل كيف يكون جمال السماء؟ هذه تعاريف للكنيسة ولكننا نقول ايضا؛ الكنيسة هى بيت الله، او بيت الملائكة، او باب السماء، او عروس المسيح، او مسكن الله مع الناس، او بيت الصلاة، او بيت القديسين، او عمود الحق، او جسد المسيح. كل هذه تسميات للكنيسة، ولكن اهم ما يمكن ان يوجد فى اذهاننا انها قطعة من السماء على الارض، ماهى وظيفة الكنيسة: الكنيسة تقوم باعمال كثيرة ولكن الوظيفة الرئيسية لها والدور الحيوى فيها هو اعداد المؤمنين للملكوت، وهذا الاعداد هو رحلة حياة يأخذ الحياة من الصغر الى نهاية العمر، لهذا تبتدأ الكنيسة مع الطفل الصغير الرضيع بصلاة الحميم وسر المعمودية وتمتد عبر الحياة الى نهاية الحياة الى ان تصلى وتودعه الى السماء، اعداد الانسان للسماء. وهذا أمر يجب ان يكون واضحا فى ذهن كل من يخدم، نقابل على الارض مشكلات ومتاعب لكن من يخدم فى أى مستوى يجب ان يعى تماما ان من نخدمهم هو ان نخدمهم لكى ما يكون لهم نصيبا فى السماء، السماء مفتوحة لكل احد، ولكن لمن يعيش هذا الايمان بالمسيح ويسلك حسب وصية المسيح ويحيا فى كل يوم بالكلمة المقدسة فى حياته من خلال الكنيسة المقدسة، هذه هى وظيفة الكنيسة قد نقيم أنشطة نقيم احتفالات كله جيد وجميل، ولكن الهدف الرئيسي والاول من فصول مدارس الاحد حتى الاجتماعات الكبيرة والاجتماعات النوعية والاجتماعات التعليمية والاجتماعات التخصصية بكل اشكالها لها هدف واحد وهو ان يصير للانسان نصيب فى السماء. ولذلك ياأخوتى الارتباط بالكنيسة والحياة بداخلها والتعلم منها وتربية اولادنا وبناتنا وشبابنا داخل الكنيسة والانجيل وداخل هذه المفاهيم شئ هام جدا. ولذلك نسمى الكنيسة الأرثوذكسية (كما تعلمون كلمة ارثوذكسية معناها الاستقامة) الارثوذكسية هى الطريقة المستقيمة لتمجيد الله.. الطريقة التى ليس فيها تحايل ولا تسيب نستخدم ما فى العصر ونستخدم التكنولوجيا المتاحة التى ممكن ان تكون مفيدة ولكن نحفظ مبادئ نقية لان الخطية هى “خاطئة جدا” الخطية هى خطية مهما غيرنا لها العنوان. اعرفوا ياأخوتى انه “لا خلاص خارج الكنيسة” كما يقول القديس اغسطينوس، ويقول القديس كبريانوس “من لم يتخذ الكنيسة اما لا يكون الله أبيه”، والقديس اغسطينوس يقول “حينما كان المسيح ظاهرا فى الجسد كانت الكنيسة مخفية فيه، هو يعمل كل شئ لها. وحينما صعد بالجسد صار هو مخفيا فيها، وصارت تعمل كل شئ به ولأجله”، ويوحنا ذهبى الفم قال عبارة اجمل “السماء الكنيسة هى اعلى من السماء واكثر اتساعا من الارض لانها يمكن ان تحتضن الجميع” ماهى مكانة الكنيسة بالنسبة الى الانسان اولا: الكنيسة فيها احتياج كيانى للانسان : كل واحد منا يحتاج الكنيسة، فقصد الله عندما بدأت البشرية ان يعمل على تأمين الانسان فى وسط المجموع، عندما نقرأ فى العهد القديم، نقرأ عن كنيسة البرية وهى خيمة الاجتماع، خيمة ولها تفاصيل كثيرة فى سفر الخروج لكن اهم مافى هذا الامر انها كانت تتحد معهم، عندما يتنقلوا يفكوها ويحملوها ويمشوا بها وعندما يقفوا فى مكان ينصبوا الخيمة بكل التفاصيل، وكانت هذه الخيمة فى البرية تنتقل معهم من مكان لمكان ولكن هى مسكن الله مع الناس. ثم تطورت الفكرة وصارت ثابته فأنشئ لهيكل فى اورشليم، وصارت مبنى ثابت ومبنى ايضا له فخامته وعظمته وتقسيماته الداخلية والخارجية، وهذا الهيكل فى اورشليم هو الذى تهدم فى الحادثة المعروفى باسم خراب اورشليم عام 70 ميلاديا بعد صعود ربنا يسوع المسيح ومازال مهدوما. من الهيكل فى العهد القديم نشأت الكنيسة فى العهد الجديد، كانت الكنيسة فى البداية صغيرة مبنية بخشب بامكانيات محلية قليلة جدا، نسمع عن الكنيسة المعلقة كانت معلقة فوق احد الحصون وهو حصن بابليون فيها كمية اخشاب كثيرة، ونسمع عن كنائس الاديرة كان النمل والسوس يهاجم الاخشاب ويسقطها، ولكن صارت الكنيسة مع بدايات القرون الاولى لها مبنى، وصارت تسمى كنيسة مسيحية، وانتشرت الكنيسة فى العالم، وهى التى قال عنها السيد المسيح لبطرس الرسول وفى حضور كل التلاميذ “على هذه الصخرة ابنى كنيستى”. وبنيت الكنائس فى بعض الاماكن على شكل الفلك باعتبار ان الكنيسة هى السفينة التى تنقذ الانسان فى بحر العالم، وبنيت فى مواضع اخرى على شكل الصليب، وكلها تدور فى هذه الاشكال الهندسية وبرع المصممون فى اشكال كثيرة وان احتفظت بطابعها، يوجد فيها مثلا 12 عمود للتلاميذ وبعض الكنائس اربعة للبشيرين الاربعة، وصارت الكنيسة هى مسكن الله مع الانسان فى العالم كله، وابسط تعريف يقوله الاولاد الصغار (بيت ربنا) ولذلك ياأخوتى احترام الكنيسة مسؤلية كل صغير وكبير فينا، حتى وان كنيستنا كنيسة شعبية لكن كيف تكون بارعة الجمال فى نظامها فى نظافتها فى كل مافى داخلها من مكونات الكنيسة احتياج كيانى فى الانسان وامتداد لهذا الاحتياج الكيانى المسيح يسكن فى الكنيسة، فالمسيح يسكن فيا –فى الانسان- وصار المسيح فينا وصرنا جميعا نسمى اعضاء جسد المسيح، والمسيح رأس هذا الجسد وكما يعلمنا الكتاب المقدس “من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فيا وانا ايضا فيه” الامر الثانى : الكنيسة حضور دائم للمسيح : فى اخر انجيل معلمنا متى البشير قال “ها انا معكم كل الايام والى انقضاء الدهر” فالكنيسة تمثل الحضور الدائم لشخص المسيح، فى قصة شاول الطرسوسى الذى كان يضطهد كنيسة الله بافراط –كما قال عن نفسه- يسمع من المسيح “شاول شاول لماذا تضطهدنى، يقول له من انت ياسيد، فيجيبه انا يسوع الذى تضطهده” اين هو يسوع! هو الحاضر فى المؤمنين هو الكنيسة، عندما تعرض كل المسيحين فى اورشليم للاضطهاد وقت استفانوس ورجمه تشتتوا فى بلاد الشام ذهب شاول وراءهم وهو فى طريق دمشق يظهر له المسيح ويقول له “انا يسوع الذى انت تضطهده” يسوع الذى يسكن فى قلوب المؤمنين، وقلوب المؤمنين تبنى وتجتمع من خلال الكنيسة، لهذا تعلمنا “أما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم” فيصير كل انسان فينا هو كنيسة ولها مذبح، هو القلب، قلبك هو مذبح كنيستك، ومجموعنا كلنا يشكل كنيسة الله الحية وكلنا نتناول على المذبح، هذه هى الكنيسة وهذا هو المسيح الذى يحيا فينا الامر الثالث : ان الكنيسة هى ايضا نافذه على الابدية : نحن نصلى فى اتجاه الشرق –كما تصلى ايضا الكنيسة الروسية- اعيننا كلها على السماء فى الشرق، وعندما يصرخ الكاهن “اين هى قلوبكم؟” كلنا نجيبه “هى عند الرب” والكنيسة بينطبق عليها قول بطرس الرسول فى وقت التجلى “جيد يارب ان نكون هاهنا” ماأروع ان اكون فى الكنيسة، وعندما نعبر فى الترنيمة المشهورة “الكنيسة هى بيتى وهى امى وهى سر فرح حياتى” هذا تعبير قوى وأصيل عن مكانة الكنيسة فى حياة الانسان، ومن الملفت للانتباه انها بالصيغة الفردية، يعنى هى بيتى كشخص وهى امى، وهذه المعانى معان كبيرة بالنسبة للانسان فتصير الكنيسة فعلا نافذة على الابدية، هل جربت تدخل الكنيسة وهى فارغة؟ جربت تجلس فى خشوع بعد ان تنير شمعة؟ ان اختبرت هذه الخبرة الروحية وعشت فيها بكيانك سوف تكتشف انك امام نافذة على السماء، وسوف تكتشف كم تكون السماء جميلة وجذابة لكل انسان، لهذا نقول فى كل قداس “يعطى عنا خلاصا وغفرانا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه”. فتصير الكنيسة نافذة، ونحن جالسين فى الكنيسة ونتطلع للشرق كأننا وبالحقيقة نتطلع الى السماء، وكنيستنا تعلمنا ان حامل الايقونات فيه ايقونات القديسين ينظروا الينا هم يتطلعون من السماء الينا واعداد كبيرة جدا من القديسين يتطلعون الى الذين يجاهدون على الارض فى جهادهم الروحى وفى حياتهم الروحية، لان الانسان عندما يتطلع الى السماء على الدوام تهون عليه الارض، ولا يتعلق بها او تحيا بداخله، ويصير انسانا سماويا واذا صار بالامانة يكون مستحقا النصيب السماوى هذه الكنيسة فى مكانتها بالنسبة للانسان : احتياج كيانى، وحضور دائم للمسيح، ونافذة على الابدية اذا اراد ربنا وعيشنا فى المرات القادمة نتكلم عن مصادر مهابة الكنيسة وكيف نحتفظ فى كنائسنا بهذه الكرامة وهذه المهابة لالهنا كل مجد وكرامة من الان والى الابد. أمين
المزيد
19 نوفمبر 2021

مصادر مهابة الكنيسة:-

1- كرامة الكلمة المقدسة. مهابة الكنيسة من مهابة الكلمة المقدسة التى تقال فيها فالانجيل المقدس يعطى كرامة ومهابة.“وجدت كلامك كالشهد فاكلته” وجدت كلامك على المنجلية وأكلته على المذبح فى سر الافخارستيا.ما تسمعه فى الكنيسة من كلمة مقدسة هى رسائل خاصة المسيح يرسلها اليك, قد ينبهك من خطية أو يعطيك حكمة لتدبر أمورك. 2- كرامة الكهنوت. الكهنوت سر من أسرار الكنيسة السبعة ويمكن ان نسميه سر الأبوة.الكاهن إن سلك بأمانة وفى مخافة الله يصير صوتاً لله فى خدمته.الاكليروس تعنى نصيب الله وهى تشمل الشماس (الكامل أو المكرس) والكاهن والاسقف.الكنيسة هى المكان الذى يمارس فيه الكاهن عمله, فهو يتمم الاسرار فيها.ق. الانبا باخوميوس أب الشركة هرب من الكهنوت, وايضا ق. يوحنا ذهبى الفم.فكرامة الكنيسة ليست فى مبانيها بل فى الكاهن.لكن من يستطيع ان يتقدم لهذه الخدمة.الكاهن ليس رئيس أو مدير وليس إنسان بعيداً عن شعبه فهو أب , والابوة تحمل فى معانيها كل المعانى السامية.فكرامة الكهنوت هى كرامة الأبوة.كرامة الكاهن تسمو بروح الابوة التى فيه. 3- كرامة التقليد. كنيستنا كنيسة تقليدية فيها تقاليد مسلمة شفاهية مثل رشم الصليب.التقاليد فى كنيستنا تقاليد معتبرة ومسلمة من جيل الى جيل , فتسلمنا العقيدة من الاباء .التقليد يحفظ العقيدة.بالتقليد تسلمنا الطقوس مثل اتجاهنا فى الصلاة نحو الشرق 4- كرامة المكان. الكنيسة مكان مدشن بالميرون, والميرون هو سر تقديس وتكريس وتخصيص, فصار المكان مكان مقدس بالفعل.عند بناء كنيسة نضع صندوق به أنجيل وبعض العملات وصورة الاسقف وصورة البطريرك وصورة الحاكم فى ذلك الزمان ويوجد قراءات لوضع حجر الاساس.ومن الجميل ان يشترك الجميع فى بناء الكنيسة وليس واحد بمفرده. 5- كرامة الزمان الكنيسة لا تدشن بالميرون فقط ولكنها ايضا تدشن بالصلوات.“محبوب هو أسمك يارب فهو طوا النهار تلاوتى”فنحتفل بمرور 25 أو 50 سنة على بناء الكيسة , فطول هذه الفترة تقام الصلوات التى تقدس الكنيسة تقدس الزمن.نصلى القداسات المتأخرة يومى الاربعاء والجمعة وتصلى القداس بدرى يوم الاحد يوم الرب لا يصلى فيه متأخر. بعض مظاهر المهابة:- 1- الصمت و الخشوع. الصمت نوع من التركيز , الخشوع والاحساس بالمهابة. 2- اضاءة الشموع. نور الكهرباء يشتت العقل, فلا يليق بالكنيسة الكشافات الكبيرة. 3- الحركة الساكنة. فنتحرك فى الكنيسة بحركة هادئة تماماً واستخدام لغة الاشارة. 4- الملابس الملائمة. بعض كنائس العالم تحضر القداس بملابس موحدة, يمكن ان يكون هذا غير مناسب لنا, لكن من المناسب ارتداء ملابس ملائمة بالكنيسة سواء قداس أو سر الزيجة أو سر المعمودية. أعلم انك عندما تأتى الى الكنيسة فأنت تأتى لتقابل المسيح شخصياً. 5- السجود أو المطانيات. حارب السيد المسيح شكلية العبادة “بيتى بيت الصلاة يدعى”الكنيسة موضوع صلاة فقط.تشعر بحضور الله القوى داخل الكنيسة وخاصة الكنائس القديمة فى الاديرة.تأتى الى الكنيسة مرنماً “فرحت بالقائلين لى الى بيت الرب نذهب قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
22 مارس 2019

اليوم الخامس من الأسبوع الثالث من الصوم الكبير

“وَكَانَ يُخْرِجُ شَيْطَانًا، وَكَانَ ذلِكَ أَخْرَسَ. فَلَمَّا أُخْرِجَ الشَّيْطَانُ تَكَلَّمَ الأَخْرَسُ، فَتَعَجَّبَ الْجُمُوعُ. وَأَمَّا قَوْمٌ مِنْهُمْ فَقَالُوا:”بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ”. وَآخَرُونَ طَلَبُوا مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ يُجَرِّبُونَهُ. فَعَلِمَ أَفْكَارَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ:”كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تَخْرَبُ، وَبَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى بَيْتٍ يَسْقُطُ. فَإِنْ كَانَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا يَنْقَسِمُ عَلَى ذَاتِهِ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ لأَنَّكُمْ تَقُولُونَ: إِنِّي بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَأَبْنَاؤُكُمْ بِمَنْ يُخْرِجُونَ؟ لِذلِكَ هُمْ يَكُونُونَ قُضَاتَكُمْ! وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ بِأَصْبعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ. حِينَمَا يَحْفَظُ الْقَوِيُّ دَارَهُ مُتَسَلِّحًا،تَكُونُ أَمْوَالُهُ فِي أَمَانٍ. وَلكِنْ مَتَى جَاءَ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ فَإِنَّهُ يَغْلِبُهُ، وَيَنْزِعُ سِلاَحَهُ الْكَامِلَ الَّذِي اتَّكَلَ عَلَيْهِ، وَيُوَزِّعُ غَنَائِمَهُ. مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ مَتَى خَرَجَ الرُّوحُ النَّجِسُ مِنَ الإِنْسَانِ، يَجْتَازُ فِي أَمَاكِنَ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ يَطْلُبُ رَاحَةً، وَإِذْ لاَ يَجِدُ يَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ. فَيَأْتِي وَيَجِدُهُ مَكْنُوسًا مُزَيَّنًا. ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ، فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ، فَتَصِيرُ أَوَاخِرُ ذلِكَ الإِنْسَانِ أَشَرَّ مِنْ أَوَائِلِهِ!”. أحب أتأمل في هذا الإنجيل وهو إنجيل قداس يوم الجمعة من الأسبوع الثالث من الصوم. كل فقرة تطرح سؤالًا وفقرة أخرى تجيب على السؤال. والسؤال الذي تطرحه الفقرة هو كلمه الله للإنسان لكي يقيس نفسه خلال فترة الصوم. والشاطر من يستفيد ويتبع هذه الأسئلة لكي يرى نفسه يسير صح أم خطأ وسؤال اليوم “من ليس معي فهو علي ومن لا يجمع معي فهو يفرق فهل تجمع معه؟!كان السيد المسيح يسير وأحضروا له شخص أخرس وهذا في مفهومهم في العهد القديم أن به شيطان ويجب أن تعلم أن الخطية تحرم الإنسان من القدرة علي مخاطبة الله. وعندما حدثت المعجزة كان يوجد مواقف مختلفة من الناس. وأقول لك علي 5 أسباب تجعل الإنسان لا يستطيع أن يجمع .. 1- الإنسان الملتوي وصاحب الأغراض الخبيثة:- وهو لا يستطيع أن يجمع لذا نصلي: “قلبًا نقيًا أخلق فيَّ وروحًا مستقيمًا جدد في أحشائي”. 2- من يحب الشائعات والأكاذيب:- هو لا يجمع وغاوي كلام غلط ..!! 3- الإنسان صاحب النظرة السوداوية:- وهو من لا يستطيع أن ترى عيناه شيئًا جيدًا وهو لا يستطيع أن يجمع مع المسيح. 4- الشخص المعاند:- يوجد من يعاند نفسه وبيته ومجتمعه ولا يقدر أن يجمع. 5- من ليس له معية وفارغ ليست له حياة مع المسيح. ضع دائما أمامك: ” من لا يجمع مع فهو يفرق.” يجب أن تكون ايجابيًا وليس سلبيًا واسأل نفسك هل أنت تجمع ولا تفرق ؟ يوجد 5 أشياء تساعدك في التجميع 1-التوبة:- الخطية أحد أفعالها إنها تشتت خيال الإنسان ولو زاد التشتيت يصل إلى صراع نفسي. لهذا فالتوبة هي العلاج، دون أعذار وتبريرات ولو عشت في مشاعر التوبة ستجمع ذاتك. ولكن التوبة تحتاج إلى الهدوء. 2- المصالحة:- أي تصنع سلام بين الناس فهل تستطيع صنع السلام بين الناس وتقرب وجهات النظر؟ يوجد إنسان بكلمة يفرق ويخلق نزاعًا وآخر بكلمة يصنع مصالحة. 3- القراءة:- القراءة تساعد في تجميع العقل ووسيلة جيدة ويوجد في القداس جزء تعليمي وهي القراءات ولهذا لا تهمل قراءة الإنجيل والكتب الروحية فبدون القراءة عقلك يكون مشتّتًا. 4- الخدمة:- وهي في مفهومها الواسع هي جمع النفوس و الإتيان بها عند الصليب. 5- الأنشطة:- والأنشطة الجماعية تنجح الإنسان جدًا لأنها تجمع وتجعلنا في فكر المجموعة. الخلاصة: الابن الضال في يوم قسم البيت وتركه حزين “الخطية تقسم”. والأب ظل ينتظر وعندما عاد أعطى له هدايا وجمع البيت. ولكن يأتي الابن الكبير ويعلم بعودة أخيه ويرفض الدخول ويقسم البيت مرة أخرى ولكن ينصحه أبوه وتنتهي القصة ولا نعلم إذا كان قد تاب أم لا. فهل تجمع أفكارك والأسرة و العائلة وفي الخدمة وهل تستطيع أن تجمع في عملك ومجتمعك؟. يوجد قادة جمعوا شعبهم .. لهذا صنع السلام وتجميع البشر هي مسؤلية وفي أيام الصوم اسأل نفسك هل تجمع معي ؟! ولإلهنا المجد الدائم آمين. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
27 مارس 2019

مابالكم خائفين

الانسان يقضى سنوات عمره فى الصوم مع اسئلة الله والسؤال يقيم مسيرتك الروحية معجزة اليوم: اسكات البحر ، الامواج ، الريح العظيمة السؤال (ما بالكم خائفين ، كيف لا ايمان لكم) المعجزة فى شمال فلسطين المكان له ثلاث القاب فى بحيرة طبرية ، بحر الجليل ، بحيرة جيناسرت معناها جنة السرور ذكرت فى البشائر متى ومرقس ولوقا مرقس قال ان المسيح نزل ونام على الوسادة الوحيدة المنفردة بتلك التفاصيل لما حدث الموج تقليد يهودى قديم يقول (الشيطان يسكن فى مياه البحر) والسفن كانت بدائية وبدأوا يشعرون بالخوف الخوف منه ما يلازم او يصاحب حياة الانسان هؤلاء خافوا فى السفينة والخوف يتحول الى قلق واضطراب ويتحول الى هرمونات يصل الى ان القلب يقف (ايقظوا المعلم فجأة الا يهمك اننا نهلك) المسيح معهم فى الكنيسة كما هو معك فى كنيستك وفى بيتك اسكت الريح وقال لهم وما بالكم خائفين ، كيف لا ايمان لكم ؟ • هذا يقودنا الى ان الايمان طاقة تفوق العقل ويستحضر الله دائماً ويرى الله فى كل شئ وموضع لكن غياب الايمان يولد الخوف والقلق والشك وهذا (ضد الايمان) مهم يكون عندك ايات تحفظها تذكرك بموضوع الايمان • الغير مستطاع عند الناس مستطاع عند الله • ان كان لكم ايمان مثل حبة الخردل تقول للجبل ينتقل فينتقل لماذا تعيش خائف من الغد ومتوتر، فهذا يعنى انك ليس عندك ثقة قوية فى يد الله، لماذا لا تقول فلنشكر صانع الخيرات، وتقول انت ضابط الكل فى كل قداس يقف الكاهن ويصرخ ويقول اين هى قلوبكم (هى عند الرب) هذا تعبير عن الايمان الجميل هل تضع قلبك فى يد الله مثل اثناسيوس الرسول لما وقف امام بدعة اريوس (قوة البابا اثناسيوس فى جهاده ضد العالم لايمانه فى قلبه هو فى يد الله) لا يوجد سلام الا فى شخص السيد المسيح من خلال ايمانك العاصفة والامواج مثل الاخبار والاحداث والمواقع وفى الاشخاص المزعجة (تضعف ايمان الانسان) ابعد عن الامور المزعجة ثق فى وعود الله (انجيلك اقوى مصدر لتقوية ايمانك) الله وعد ادم وحواء ان نسل المرأة سيسحق رأس الحية وتحقق الوعد وقصة ابراهيم وسارة التى لم تكن تثق فى الوعد وضحكت واليصابات وزكريا الايمان يحدث لك بركات وليس يحميك من الخوف فقط مثل معجزة السمك الذى صار يخرق الشبك من كثرته ايام ايليا النبى وقت المجاعة ، الرب ارسل امراة صرفة صيدا واحد واثق فى الله الله يدير العالم ويضبط العالم الشهداء عبر التاريخ ماذا كان ياتى بهم فى ثبات امام الذى يضطهدهم لان عندهم طاقة ايمان السيد المسيح معهم فى السفينة لكن فى لحظة نسوا ان المسيح معهم عندما القوا همهم عليه وسلموه زمام الامر صار هدوء فى البحر الله هو صاحب التدبير ويهتم بنا ما بالكم خائفين؟ ضابط الكل ، كيف حفظتكم كل هذه السنين ، غدا وبعد غد فى ايدى ، الله يعطى سلام وطمأنينة لا خوف فى المحبة لانها تطرد الخوف للخارج كلمة الرب معك لا تستهين بها فهى قوية جداً وهو ساكن فى قلبك تدرب على الثقة بالله ووعوده الصلاة القصيرة : ياربى يسوع المسيح ارحمنى انا الخاطئ هذا تعبير قوى يعطيك انطباع داخلى انك معه قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل