المقالات

21 نوفمبر 2024

هل كان أوريجانوس هرطوقى

أوريجانوس.. ذلك المفكر المسيحي الذي ولد في العام 185 وعاش في فترة من أصعب الفترات التي واجهتها المسيحية حيث واجهت الاضطهادات مع التيارات الفكرية المضادة في وقت واحد أوريجانوس الذي تولى التدريس في مدرسة الأسكندرية الشهيرة خلفا للقديس إكليمنضس الإسكندري الذي قال عنه ج. ياردي " أنه رفع قلوب طلبته الى الأعالي التي أعلنها لهم بصبره وابتسامته الدائمة، كما ظهرت أيضا في حياة خلفه وتلميذه العلامة أوريجانوس Origeneالذي تخطت علاقته بطلبته حدود الدراسة، فكان يلتقي بهم في السجن ويرافقهم في ساحات القضاء وساحات الاستشهاد كان يقبلهم قبلة السلام بحرارة شديدة في مشهد من الجميع، ويبق ملازما لهم حتى يسلمون أرواحهم في يدي الآب" وقد قال أسقف نيصص عن ذلك لعلامة أوريجانوس " كان شرارة منيرة، ألقيت في أعماق نفوسنا الداخلية، فاشتعلت الحب فينا، وصار لهيبا، بذلك صرنا نحب الكلمة القدوس (اللوغوس) الذي أحب العلوم الى نفوسنا، يجتذبنا الى جماله غير المنطوق به بغير مقاومة" ذلك الرجل الرائع في نظر الكثيرين هل كان هرطوقيا؟ مثلما اعتبرته الكنيسة العامة في مجمع 543م .... وعلى الرغم أن هذا التساؤل هو موضوع البحث الا أن كاتب البحث يعترف بصعوبة الإجابة على هذا السؤال وذلك لسببين هامين.. أولهما قلة المؤلفات التي وصلت الينا للكاتب نفسه. فعلى الرغم من غزارة انتاجه الفكري ستة آلاف لفافة من ورق المخطوطات إلا أن ما وصل الينا هو القليل ولحكم على شخص ما علينا قراءة جميع ما كتب. وهذا ليس في الإمكان. السبب الثاني لصعوبة إصدار الحكم هو صعوبة اكتشاف جميع التيارات الفكرية المضادة التي يواجهها والتي على أساسها صاغ أوريجانوس كتبه وأفكاره ولكن سيحاول كتب البحث الوصول الى هدفه رغم صعوبته وذلك من خلال البحث في هذه النقاط • الاتهامات الستة لأوريجانوس • اورجانوس والمسيح • البيئة الفكرية المحيطة لأوريجانوس • الوصول بالاستنتاج الاتهامات الستة لأوريجانوس تنحصر الاتهامات الستة لأوريجانوس فيما كتبه في تلك الموسوعة الكبرى المسماه المبادئ تلك الموسوعة التي كتب فيها عن الأقانيم الثلاثة والملائكة والخليقة والإنسان والتجسد والآخرة والأخلاق المسيحية والوحي الإلهي، وطرق تفسير الكتاب المقدس. في هذا العمل الجبار بعض مآخذ يصيغها "تاريخ الكنيسة الشرقية " بأنها مآخذ طفيفة بالغ فيها تلاميذه وانقسموا في الشرق الى قسمين معه وعليه. ولكن السؤال هو هل هذه المآخذ كما يسميها المؤلف يمكن فعلا أن تكون طفيفة؟! لقد لخص منسى يوحنا في كتابه تاريخ الكنيسة القبطية هذه الاتهامات كما يلي: التهمة الأولى وهي المختصة بخلق النفوس قبل أجسادها وقد ورود في كتابه "المبادئ" ك3 ف5 " إن النفس البشرية خلقت في اليوم السادس عندما نفخ الله في آدم وكان ذلك بعد خلق الملائكة" التهمة الثانية هي المختصة بخلق نفس المسيح قبل تجسده التهمة الثالثة هي المختصة بخلاص الشياطين والهالكين التهمة الرابعة هي المختصة بعدم قيام الأجساد نفسها وقد ادعى أورينموس عدو أوريجانوس بأنه اعنقد بتغير شكل الأجساد عند القيامة بأن تأخذ أشكالا كروية كالشمس والنجوم وسائر الكواكب التهمة الخامسة هي المختصة بتقمص الأرواح والتهمة السادسة هي المختصة بخلق عوالم كثيرة. وقد أسرع الكاتب منسى يوحنا بالدفاع عن التهم المنسوبة الى أوريجانوس بينما قال ملاك لوقا في دفاعه " في هذا الصدد يقول الواقفون على الحقيقة أن هذه الهرطقات لا أثر لها في مؤلفات أوريجانوس، ولم تظهر إلا في الترجمات اللاتينية التي وضعها من بعده روفينوس الأكويلي غير أن أنسطاسيوس أسقف رومية (398 – 402م) في رسالته الى يوحنا أسقف أورشليم، أحد أنصار أوريجانوس أوقع الحرم على ترجمة روفينوس لا على الأصل اليوناني" ويسترسل ملاك لوقا في دفاعه فيقول " معظم تلك الأضاليل المذكورة مأخوذه عن اعتقادات وثنية ولا يعقل أن أوريجانوس نصير المسيحية الوحيد حينذاك ضد الوثنية يعتنق تلك الآراء السخيفة...." وفي الواقع يرى كاتب البحث أن أهم هذه الآراء والجديرة بالنقاش والتي يمكن أن تحكم على وريجانوس بكونه هرطوقيا أم لا هي تهمة وحيدة يجب علينا تفنيدها جيدا وهي المختصة بطبيعة المسيح. أوريجانوس والمسيح بعد أن نفى الأسقف ديمتريوس أوريجانوس الي قيصرية وسمع عنه أنه يمارس عمله الديني هناك كتب يعتب على أسقف قيصارية المسمى تاودكطس ويلومه عنده ويصعب عليه الأمر ويقول " ما ظننت أن هذا يكون في قيسارية ... وقد وجدنا في كتب هذا ارجانوس يقول ان الإبن مخلوق والروح القدس" وقد قال كيرنز أيضا " ولكن مما يؤسف له أنه وإن كان يرى أن المسيح موجود منذ الأزل مع الآب، إلا أنه اعتبر في مكانه أقل من الآب" ويقول حنا الخضري " القارئ المدقق لتعاليم أوريجانوس يشتم منها كل أنواع الهرطقات"فهل هذه الفكرة هي فكرة أوريجانوس عن المسيح حقا؟ ان الاعتراضات الأخرى سواء كانت حقيقية أو غير حقيقية لا يستطيع كاتب البحث أن يسميها هرطقة فهي ليست جوهر الإيمان المسيحي ولكن هوية المسيح هي من أساسيات الإيمان. فعلينا أن نحدد من خلال ما كتب نظرته الى المسيح. وفي الواقع أن فقدان كم هائل مما كتبه يجعل الوصول الى نتيجة صحيحة صعبة، وقد صدق حنا الخضري عندما تمنى قائلا " وكم نتمنى لو أن الذين ينبشون في بطون الأرض، يكتشفون بعضا من مئات الكتب التي تركها هذا المعلم المصري العظيم، لتعطي لنا صورة مكتملة الجوانب عن تعاليمه بنوع عام، وعن مفهومه لشخص المسيح يسوع بنوع خاص" المسيح يسوع في مفهوم أوريجانوس بين الابن والآب { نظرة سلبية } لقد فصل حنا الخضري الكثير من النقاط التي أخذت على أوريجانوس في نظرته للمسيح، وفي الواقع يستطيع كاتب البحث أن يلخص تلك الهرطقة المتهم بها أوريجانوس بأنه وضع الابن في مرتبة أقل من مرتبة الآب فيقول ... " ونحن الذين نؤمن بكلام السيد الذي يقول بأن الآب الذي أرسله هو أعظم منه والذي لا يسمح بأن يلقب بالصالح ناسبا هذا اللقب للآب .. فإنه بهذا يدين الذين يمجدون الآب بافراط. فنحن نؤمن بأن المخلص والروح القدس يفوقان كل الأشياء المخلوقة، في العظمة والسمو بلا وجه للمقارنة. كذلك الآب يفوقهما في العظمة والسمو بدرجة سموهما وتفوقهما على كل الخلائق الأخرى" وفي الواقع يرى كاتب البحث هذا التصريح خطير جدا ولكن لن نتسرع بالحكم من خلال تصريح واحد بل علينا أن نكمل نظرة أوريجانوس عن المسيح المسيح المخلص {نظرة إيجابية } وفي الواقع النظرة الإيجابية التي يرى بها أوريجانوس للمسيح هي نظرة أشمل وأعم وكما يقول تادرس يعقوب ملطي في كتابه origan" ركز العلامة أوريجانوس على السيد المسيح إذ كان قلبه مشتعلا بحبه لذلك الذي وجد فيه كل احتياجاته" وقد لخص تادرس في نفس المرجع في ثمان نقاط معتقد أوريجانوس عن المسيح وهي: (1) اعتقد أوريجانوس أن النفس البشرية قد هبطت من مرتبتها السماوية وبعد أن كانت حرة صارت غير قادرة على استعادة أصلها بدون السيد المسيح. (2) السيد المسيح –بحبه غير المحدود – يبسط يده للبشرية جمعاء ليضفي عليها مجدا أبديا (3) إذا بعنا أنفسنا بالخطية عبيدا لعدو الخير ابليس، بذل السيد المسيح بمحبته دمه الثمين لإبليس الذي يستعبدنا كثمن لحريتنا (4) كمخلص للعالم هو رئيس كهنة الذي يقدم حياته كقربان فريد وضحية (5) ربنا يسوع المسيح هو العريس السماوي الذي يعمل من أجل اقترانه الروحي بنفوسنا كعروس له (6) انه المعلم والطبيب السماوي الوحيد الذي يشفي أرواحنا من ظلم الجهال والفساد مانحا ذاته بكونه الحق والدواء والبر (7) يشبع كل احتياجاتنا، مطالبا ايانا بأن نقبله بكونه الملكوت السماوي، الخبز السماوي، الأردن الروحي، الكنز المخفي، الطريق الإلهي، الباب، الحق، الصخرة، القيامة، البداية والنهاية... الخ (8) كان رجال الله في العهد القديم ينتظرون المسيا (السيد المسيح) بفرح ويجد أوريجينيوس ربنا يسوع المسيح في كل مكان، ويرى أن العهد القديم في مجمله لا يتكلم إلا عنه لقد كان أوريجينوس مؤمنا بأن ربنا يسوع المسيح هو المخلص لجميع الخليقة العاقلة. وبالأخص للجنس البشري. كما كان مؤمنا بتجديد هذه الخليقة بأسرها . بما في ذلك ابليس وملائكته الأشرار!! وفي الواقع لم يجد كاتب البحث كتابا يشرح فكرة اوريجانوس بالتفصيل مثل الكتاب الذي تحدث عن الوهية المسيح وتجسده وخلاصنا من خلاله... لقد تكلم أوريجانوس كثيرا عن وحدة شخص المسيح وعلى الرغم أنه لم يفرق بين الجوهر والأقنوم ولكنه يصر على وحدة شخص المسيح واستعماله لصور متعددة للمسيح داخل النفس. وعلى الرغم أن أوريجانوس كان يملك حسا مرهفا بأن الله لا يمكن إدراك طبيعته السرية إلا أنه كان واضحا كل الوضوح في إظهار شخص المسيح وعمله الاستنتاج على الرغم من أن أوريجانوس لم يشكك مطلقا في الوهية المسيح وفداؤه وخلاصه للبشر وأهمية تجسده إلا أنه لم يساو الابن بالآب فيقول " أما ربنا ومخلصنا ففي علاقته بالآب اله المسكونة ليس معه جسد واحد ولا روحا واحد بل ما هو أعظم من الجسد والروح في الله الواحد وفي اعتقاد كاتب البحث أن تجسد المسيح هو السبب الأول الذي من خلاله اعتقد أنه أقل رتبة من الآب فيقول في مقاله عن الصلاة " إن أردنا أن نفهم الصلاة بمعناها الأدق ربما يجب أن لا نوجه صلاة الى أي شخص مولود حتى المسيح نفسه" وكأن أوريجانوس يضع فكرة أن التجسد يقلل من القيمة التي للمسيح. وعلى الرغم من أهمية التجسد بالنسبة لأوريجانوس إذ يقول " ما كنا نستطيع أن نتمتع بمثل هذه المزايا التي نلناها من اللوغوس لو بقي كما هو عند الآب منذ البدء ولم يتأنس ولكنه إذا صار إنسانا إستطعنا أن نقبله، نقبل هذا العظيم الذي له مثل هذه الطبيعة إن أعددنا له موضعا مناسبا في نفوسنا" إلا أن نظرة التجسد عند أوريجانوس تحتاج الى دراسة في حد ذاتها.. ولقد واجه أوريجانوس المفكريين الغنوسيين وواجه الأفكار السائدة في ذلك الوقت، ولذلك علينا بدورنا أن ندرس ما واجهه أوريجانوس وحاول أن يرد عليه من خلال كتابات حتى نستطيع أن نصدر حكما صحيحا وذا يقودنا الى النقطة التالية من البحث التحديات الفكرية التي واجهها أوريجانوس يرى كاتب البحث أن دفاعيات أوريجانوس جعلته يحاول أن يميز بين الأقانيم الثلاث.. ويقول سمير نوف "وحيث أن أوريجانوس يقصد تفنيد تعليم مضادي الثالوث موداليست الذين مزجوا أقانيم الثالوث الأقدس حتى إزاله تمييزهم الجوهري فيما بينهم، لذلك وجب عليه ان يبرهن بحزم إنفراد أقانيم الثالوث الأقدس أحدهم عن الآخر بالتوسع في التعاليم عن خاصيتهم الشخصية. هكذا الله الآب حسب مفهوم أوريجان غير مولود وغير مخلوق والابن مولود وصادر منذ الأزل عن جوهر الآب. والروح القدس صادر من الآب. وهكذا في الله الآب يأخذ بداه الابن والروح القدس. من هنا الله حسب تعبير أوريجانوس هو اله من ذاته أو اله بالمعنى الخاص وابن الله كصادر عن الآب هو اله على بسيط الحال أو اله ثان. ومن هنا ينتج أن أوريجان قد أوصل حسب الظاهر التمييز بين أقانيم الثالوث الأقدس حتى أنكر مساواتهم مع بعضهم فوضع أقنوما واحدا أعلى والآخر أوطا مخضعا الواحد للآخر..... ان اوريجان قد اسس عدم مساواة أقانيم الثالوث الأقدس على أن أحد الأقانيم خلقه الآخر، ومع هذا لاحظ أوريجان أنه لا يمكن بلغة البشر أن تعبر عن فهم العلاقة المتبادلة بين أقانيم الثالوث الأقدس" ومن هنا نستطيع أن نسأل هل كان أوريجانوس هرطوقيا؟ الخاتمة: هل كان أوريجانوس هرطوقيا في الواقع لقد أراد كاتب البحث –لولا الوقت- أن يسترسل في البحث وراء تلك الأفكار التي واجهها أوريجانوس. ولكن النتائج الحالية تعتبر مرضية للوصول الى حقيقة أوريجانوس. فنجد أن: • لم ينكر أوريجانوس الوهية المسيح ولا أهمية خلاصه ولم ينكر العقائد الأساسية . ولكنه حاول أن يصنع ما هو أبعد من ذلك وحاول أن يحلل شخص الله نفسه فيما وراء الأزل فصاغ الكلمات لذلك الاله الغير محدود محاولا تحديدة في إطار لكي يفهمه لنا وهنا أخطأ أوريجانوس وتجاوز الخط الأحمر في هذه النقطة التي ما كان يجب أن يتخطاها. • لا يستطيع كاتب البحث أن يسمي العلامة الكبير أوريجانوس هرطوقيا . ولكنه فيلسوف تجاوز حدوده ويمكن أن نلتمس له بعض العذر إذ أنه يواجه الفلسفة الأفلاطونية . وفي عصره يوجد الكثير من الأفكار وكان مطالبا بالرد وصياغة كل الأمور. • أوريجانوس كان حياته تشهد شهادة عظيمة بإيمانه ومحبته للمسيح. ومن خلال كتاباته وضح أهمية الفداء الذي قدمه لنا المسيح. لقد وضع أوريجانوس ثقته في المسيح وفي خلاصه وأحبه وعبده عبادة صادقة وهذا الأمر أصدق شهادة على عدم هرطقة أوريجانوس
المزيد
14 نوفمبر 2024

رحلات أوريجانوس التعليمية والتبشيرية

لم تكن رحلات أوريجانوس رحلات ترفيهية بل كانت رحلات مقدسة لعمل كلف به أولاً: الرحلة إلى روما.. حوالى سنة 212 م ذهب أورجانوس إلى روما عندما كان زوفيرينوس أسقفاً لها، وفى أثناء حضورة ألقى القديس هيبوليتس مقالاً عن كرامة المخلص السيد المسيح ثانيا: رحلات أوريجانوس إلى العربية.. بعد سنة 215 م بفترة من الزمن ذهب أوريجانوس إلى بلاد العرب يناء على دعوة حاكم تلك البلاد الذى كان سمع عن نبوغه فأراد أن يسمع ويتعرف على التعليم الصحيح - ويقول أبونا تادرس يعقوب الملطى أنه: " دعى إلى العربية عدة مرات ليتناقش مع الأساقفة" وقد أشار المؤرخ يوسابيوس القيصرى: " إلى أثنين من هذه المناقشات، نذكر منها أنه فى عام 244 م أنعقد أنعقد مجمع عربى لمناقشة وجهة نظر بريلوس أسقف Bostra فى شخص السيد المسيح وقد أنعقد المجمع العربى على مستوى واسع أدان الأسقف بسبب مناداته أن الرب أقنوم واحد، وقد حاولوا باطلاً إقناعه أن يعود إلى الإيمان المستقيم، وأسرع أوريجانوس فى الذهاب إلى العربية، ونجح فى لإقناع الأسقف الذى يبدو أنه بعث إليه رسالة شكراً وكانت العلاقة بين مديرى مدرسة الأسكندرية وأساقفة العربية فكانت علاقة أوريجانوس أكثر تحركاً من علاقة بنتبنوس التى أنشأها. الرحلة الثالثة: الرحلة إلى أورشليم وقيصرية فلسطين.. حوالى عام 216 م حدث إضطهاد من ألأمبراطور الرومانى كاركالا وكان شديداً فى مدينة الأسكندرية فأغلق مدارسها وأضطهد معلميها وذبحهم، فقرر أوريجانوس الذهاب غلى فلسطين، فرحب به صديقه القديم الأسكندر أسقف أورشليم كما رحب ثيؤكتستوس أسقف قيصرية فلسطين به، ودعواه أن يشرح فى الكنيسة الكتاب المقدس فى إجتماعات المسيحيين فى حضرتهما لأنهما أرادا أن يستفادا بعلمه - وحدث أن عرف الأنبا ديمتريوس الإسكندرى فغضب جداً، فإنه حسب عادة كنيسة الأسكندرية وتقليدها أنه لا يستطيع علمانى أن يعظ فى حضرة الأسقف، فأرسل له أمراً بالعودة إلى الإسكندرية، فأطاع أوريجانوس أوامر بطريرك الكنيسة المرقسية فى خضوع، وبدت الأمور تسير كما كانت عليه قبلاً.. ولكن كان هذا الحدث هو مقدمة لأجراء شديد بحرمانه بعد حوالى 15 سنة الرحلة الرابعة: الرحلة إلى أنطاكيا.. وفى بداية حكم أسكندر سويرس (222- 235 م) أرسلت ماميا والدة الأمبراطور حامية حربية تستدعى أوريجانوس إلى أنطاكيا كى يجيب على بعض الأسئلة التى لا تجد لها إجابة.. وقد ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى أن: " اوريجانوس بعد أن لبث معها فى القصر الإمبراطورى بعض الوقت أظهر لها فيه أشياء كثيرة لمجد الرب، وأو ضح لها سمو التعاليم الإلهية أسرع فى العودة إلى مدرسته - Ibid 143: 535 الرحلة الخامسة: الرحلة إلىاليونان: وقد أستغرقت هذه الرحلة عامين، وكانت مهمته أن يذهب إلى آخائية ليعمل صلحاً، وكان يحمل تفويضاً كتابياً من أسقفه، وفى طريقه عبر غلى فلسطين، ويعتقد أنه دعى إلى الوعظ فرفض لأنه لا يحق له أن يعظ فى حضرة ألسقف وهو علمانى فسيم قساً بواسطة أسقفها، فقد بدا للأساقفة أنه لا يليق بمرشد روحى مثل أوريجانوس بلغ من العلم هذا مقداره أن يظل علمانياً، ولا يستفيد شعب الكنيسة منه، وفى الوقت نفسه أرادوا تجنب المخاطر التى يثيرها البابا ديمتريروس بسماحهم له أن يعظ وهو علمانى، ولكن أعتبر البابا ديمتريوس هذه السيامة أكثر خطأً من التصرف السابق، حاسباً إياها رسامة خطأ لسببين: أ - أن أوريجانوس ينتمى إلى منطقة رعويته، وأنه قبل السيامة من أسقف غير أسقفه وبدون أذنه. ب - أن أوريجانوس قد خصى نفسه، الأمر الذى يحرمه نوال درجة كهنوتية.
المزيد
07 نوفمبر 2024

بدعة إنبثاق الروح القدس من الآب والإبن

1- حدد قانون الايمان طبيعة الروح القدس وذكر موضوع انبثاق الروح القدس الرب المحيى المنبثق من الاب 2- وعاشت الكنيسة فى الشرق والغرب على هذا الايمان تردده فى صلواتها بقانون الايمان كما حدده مجمع نيقية واكمله مجمع القسطنطينية 3- فى القرن السادس بدأت محاولات ادخال اضافة الى قانون الايمان فيما يتعلق بانبثاق الروح القدس باضافة "والابن"بعد كلمة "الاب" 4- بدأت هذة المحاولات فى اسبانيا عام 589 فى مجمع مكانى هو مجمع توليدو الذى اقر هذة الاضافة 5- ومن اسبانيا انتشرت الى فرنسا ثم المانيا وعقد الامبراطور شارلمان مجمع فى فرانكوفورت عام 794 اقر البدعة واعتبر البيزانطين هراطقة لعدم قبولهم هذة الاضافة 6- من عام 1014 تمت تلاوة قانون الايمان فى روما مع اضافة كلمة"والابن". 7- أدى ذلك الى التوتر فى العلاقات بين كرسى روما وكرسى القسطنطينية. فكر البدعة ان الروح القدس منبثق من الاب والابن ثانيا طرق مواجهتها: 1- اعلنت روما رفضها للبدعة على يد البابا ليو الثالث عام 808 الذى وجة رسالة لشارلمان معلنا رفضه لاية اضافة لقانون الايمان. 2- واعلن كرسى القسطنطينية رفضة القاطع لاية اضافة لقانون الايمان. 3- فى عام 1054 ارسل البابا ليو التاسع وفدا الى القسطنطينية لمقابلة البطريرك ومناقشة الخلاف على اضافة كلمة " "الابن" على قانون الايمان ولكن المناقشات انتهت بتبادل الحرومات بين الجانبين وقطع الشركة بين كرسى روما وكرسى القسطنطينية! الكنائس التى تؤمن ببدعة انبثاق الروح القدس من الاب والابن: 1- عائلة الكنيسة الكاثوليكية الغربية الخلقيدونية 2-جميع الكنائس البروتستانتية فى العالم الكنائس التى لاتومن ببدعة انبثاق الروح القدس من الاب والابن: 1- عائلة الكنيسة الارثوذكسية الشرقية اللاخلقيدونية القديمة 2- عائلة الكنيسة الارثوذكسية الشرقية الخلقيدونية
المزيد
31 أكتوبر 2024

بدعة الناصريين

لم ينكر أتباع هذه الشيعة أن السيد المسيح ولد من عذراء ومن الروح القدس، ولكنهم مع ذلك رفضوا الإعتراف أنه كان كائنا من قبل لأنه هو كلمة الله، وحكمته وتمسكوا بعبادات ناموس موسى الجسدية وقد حافظوا على السبت وسائر نظم اليهود ولمتهم فى نفس الوقت حافظوا على أيام الرب مثلنا كتذكار لقيامة المخلص يوسابيوس القيصرى – تاريخ الكنيسة – ك3 ف 27 فقرة 3، 5 ص 156 ترجمة القمص مرقس داود وقد أشار إليها سفر الأعمال بأن بولس أتهم أنه مقدام شيعة الناصريين وقد نفى بولس هذه التهمة أعمال 24: 5 البدع والشيع والهرطقات اللآهوتية التى إنحرفت عن الطريق المستقيم البدع والشيع والهرطقات اللآهوتية المسيحية هو الإيمان بالسيد المسيح، ولكن إختارت وإنتخبت وإعتنقت أفكار مخالفة للتسليم الرسولى منذ المجمع المسكونى الرسولى الأول الذى كان يعقوب الرسول رئيسة والمجامع المسكونية الكنسية التابعة له وهناك طوائف كثيرة والإختلافات قد تكون فى الغالب جوهرية وفى بعض الأحيان سطحية. وألإختلافات الجوهرية هى: 4- العقيدة اللآهوتية: جوهر الرب الإله وطبيعته – لاهوت الإبن – لاهوت الكلمة – طبيعة السيد المسيح ومشيئته.. 5- العقيدة الطقسية وغيرها من المسائل العقيدية مثل: الأسرار الكنسية، التقليد المقدس، شفاعة القديسين، ما يتصل بالآخرة والدينونة والثواب والعقاب.. 6- عقيدة الطقس وترتيبات العبادة مثل: القداسات، والأصوام، والأعياد، وإقامة المذابح، والأحجبة، والصور، والأيقونات.. ألخ من شكل الكنيسة ومباشرتها وترتيبها. حدة الكنيسة فى المجامع المسكونية أولاً: المجمع الرسولى الأول إنعقد المجمع المسكونى الأول فى أرشليم.. بسبب قوم إنحدروا من اليهودية وجعلوا يعلمون الإخوة أنه إن لم يختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنهم أن يخلصوا: " وانحدر قوم من اليهودية وجعلوا يعلمون الاخوة انه ان لم تختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنكم ان تخلصوا". أعمال 15: 1 " وقد أخبروا عنك (بولس) انك تعلّم جميع اليهود الذين بين الامم الارتداد عن موسى قائلا ان لا يختنوا اولادهم ولا يسلكوا حسب العوائد. أعمال 21: 21 أثارت هذه المناقشات ثائرة الرسل الذين إجتمعوا وتدارسوا فى الأمر طويلاً وأسفر النقاش بينهم عن قرار حاسم أبلغ إلى جميع الكنائس فى ألفاظ محددة ليس فيها لبس أو تشويش أو عمومية فقالوا: بل يرسل اليهم ان يمتنعوا عن نجاسات الاصنام والزنى والمخنوق والدم. أعمال 15: 20 " بل يرسل اليهم ان يمتنعوا عن نجاسات الاصنام والزنى والمخنوق والدم ". أعمال 20: 20 ان تمتنعوا عما ذبح للاصنام وعن الدم والمخنوق والزنى التي ان حفظتم انفسكم منها فنعمّا تفعلون.كونوا معافين أعمال 15: 29 واما من جهة الذين آمنوا من الامم فارسلنا نحن اليهم وحكمنا ان لا يحفظوا شيئا مثل ذلك سوى ان يحافظوا على انفسهم مما ذبح للاصنام ومن الدم والمخنوق والزنى. أعمال 21: 25 ثانياً: المجمع المسكونى الأول فى نيقية سنة 325م إنعقد المجمع المسكونى الأول فى نيقية 325 م وحضره 318 أسقفاً من أساقفة العالم المسيحى لينظروا فى هرطقة آريوس وبالنسبة لهرطقة آريوس أعد المجمع قانون الإيمان: " بالحقيقة نؤمن بإله واحد.. " ثالثاً: المجمع المسكونى الثانى فى القسطنطينية سنة 381م إنعقد المجمع المسكونى الثانى فى القسطنطينية وحضره مائة وخمسون أسقفاً من أساقفة العالم، ليحكموا فى هرطقة مقدونيوس الذى زعم أن الروح القدس مخلوق وهرطقة مقدونيوس أكملت قانون الإيمان: " نعم نؤمن بالروح القدس.. ألخ " رابعاً: المجمع المسكونى الثالث فى أفسس سنة 431 م إنعقد المجمع المسكونى الثالث فى مدينة أفسس سنة 431 م وحضره مائتى اسقف من أساقفة العالم للنظر فى هرطقة نسطور الذى أنكر أن تسمى السيدة العذراء بوالدة الإله، بعد ان نادى بأن للسيد المسيح طبيعتين منفصلتين وهرطقة نسطور جائت إلينا بمقدمة قانون الإيمان: " نعظمك يا أم النور الحقيقى.. ألخ " وبعبارة القداس: " بالحقيقة أؤمن ان لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين.. ألخ " أما هرطقة أوطاخى كانت سبباً فى وجود عبارة القداس: " وجعله (أى الجسد) واحداً مع لاهوته بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير.
المزيد
24 أكتوبر 2024

بدعة المصلون

المصلون Massalians أو الأوخيطين Euchites ويعرفون أيضاً بالأوخيطيين وهم طائفة تؤمن أن الصلاة الدائمة والعميقة فقط هى التى تزيل الآلام والرغبات التى يسيطر بها للشيطان على الإنسان. وهم يرفضون العمل ويعيشون على العطايا . (Encyclopedia of Early Christianity) المصلّون والراهب الكسندروس: المصلون هم الذي ظهروا في الأبرشيات الأنطاكية في الربع الأخير من القرن الرابع. لزموا الصلاة ولا سيما الذكسولوجية ورددوها دائماً لأنهم زعموا أن لكل إنسان شيطاناً لا يخرج إلا بالصلاة. وامتهنوا النسك والصيام والسهر والشغل ولازموا النوم وعاشوا بالصدقات. وادعوا أنهم بالصلاة والتجرد عن الأموال يتحدون بالله اتحاداً شديداً. ومن هنا اعتبارهم أنفسهم ملائكة وأنبياء ورؤساء ومسحاء وأشهر هؤلاء المصلون هو الراهب الكسندروس. بدأ حياته الرهبانية في سورية الشمالية وفي الجزيرة. فكان تارة يجول مبشراً بالإنجيل وطوراً يجمع الرهبان ليقيم معهم في مسكن دائم. وأَمَّ أنطاكية في أوائل القرن الخامس فدارت حوله الشبهات فطرد منها. وذهب إلى القسطنطينية حيث أصبح مشكلة المشاكل في عهد اتيكوس أسقفها.
المزيد
17 أكتوبر 2024

بدعة المسيحيين المتهودين

لقد عانى الرسل من البدع التي واجهتهم وحاربوها لئلا تتسرب إلى المؤمنين الأولين. ولكن المشقة الكبرى جاءت من بعض فرق المسيحيين المتهودين. هم من الفريسيين الذين صاروا مسيحيين هؤلاء الذين لم يذعنوا لقرارات مجمع أورشليم 43-44 ولم يباركوا عمل الرسول بولس في التبشير. فكانوا في آسية الصغرى وبلاد اليونان ينشرون تعاليمهم ويغالطون الرسول بولس موجبين الاختتان وحفظ السبت وغيرها من فرائض الناموس. وعظم أمرهم فخشي الرسول بولس على المؤمنين منهم فرد عليهم برسائل بعثت إلى كنائس معينة، فلاقت رواجاً وتقبلاً عند المؤمنين. ومنها رسالته إلى كورنثوس الأولى:(7 : 18 – 23 )"دُعِيَ أَحَدٌ وَهُوَ مَخْتُونٌ فَلاَ يَصِرْ أَغْلَفَ. دُعِيَ أَحَدٌ فِي الْغُرْلَةِ فَلاَ يَخْتَتِنْ. لَيْسَ الْخِتَانُ شَيْئاً وَلَيْسَتِ الْغُرْلَةُ شَيْئاً بَلْ حِفْظُ وَصَايَا اللهِ.اَلدَّعْوَةُ الَّتِي دُعِيَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ فَلْيَلْبَثْ فِيهَا.دُعِيتَ وَأَنْتَ عَبْدٌ فَلاَ يَهُمَّكَ. بَلْ وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَصِيرَ حُرّاً فَاسْتَعْمِلْهَا بِالْحَرِيِّ.لأَنَّ مَنْ دُعِيَ فِي الرَّبِّ وَهُوَ عَبْدٌ فَهُوَ عَتِيقُ الرَّبِّ. كَذَلِكَ أَيْضاً الْحُرُّ الْمَدْعُوُّ هُوَ عَبْدٌ لِلْمَسِيحِ.قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ فَلاَ تَصِيرُوا عَبِيداً لِلنَّاسِ وأصغى المسيحيون في غلاطية إلى هؤلاء الدعاة فاستحقوا وعظاً وارشاداً شديدي اللهجة. وكتب الرسول بولس إلى أهل روما بهذا المعنى (رومية 2: 28-29) لأَنَّ الْيَهُودِيَّ فِي الظَّاهِرِ لَيْسَ هُوَ يَهُودِيّاً وَلاَ الْخِتَانُ الَّذِي فِي الظَّاهِرِ فِي اللَّحْمِ خِتَاناً. بَلِ الْيَهُودِيُّ فِي الْخَفَاءِ هُوَ الْيَهُودِيُّ وَخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْكِتَابِ هُوَ الْخِتَانُ الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ ودخل في هذه البدعة يهود آخرون فأدخلوا آراء غريبة تمت بصلة قوية إلى المذاهب اليهودية في ذلك الزمان وإلى الفلسفة الغنوسية اليونانية. ولاقت هذه الآراء أرضاً خصبة في وادي الليكوس بين فريجية وليدية وكارية في آسية الصغرى وفي الأوساط المسيحية في هيرابوليس واللاذقية وكولوسي فهرع إبفراس "الحبيب" يُخبر بولس بذلك في منفاه. فكتب بولس إلى أهل كولوسي يُحذرهم "ألا يسلبهم أحد بالفلسفة والغرور بالباطل حسب سُنة الناس على مقتضى أركان العالم لا على مقتضى المسيح" الذي "فيه يحلّ كل ملء اللاهوت جسدياً" وهم "مملوءون فيه وهو رأس كل رئاسة وسلطان" وألا يحكم عليهم أحد "في المأكول والمشروب ومن قبيل عيد و رأس شهر وسبوت" "وألا يخيبهم أحد في جعالتهم مبدعاً مذهب تواضع وعبادة للملائكة وخائضاً في سُبُلٍ لا يُبصرها"ويستدل من كلام بولس الرسول أن هؤلاء الدخلاء عملوا بحفظ أعياد خصوصية وحفظ رؤوس الأشهر وحفظ السبت وأنهم حرمّوا بعض المآكل وأوصوا بعبادة الملائكة.
المزيد
03 أكتوبر 2024

بدعة السيمونية

بدء فكرة السيمونية Simony "ولما سمع الرسل الذين في أورشليم أن السامرة قد قبلت كلمة اللَّه، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا". [14] القديس يوحنا الذي سبق فطلب مع أخيه يعقوب من رب المجد يسوع أن يرسل نارًا ليحرق قرية سامرية (لو 9: 25 الخ)، هو نفسه الآن ينطلق مع القديس بطرس، منتدبين من الكنيسة في أورشليم، لمساندة القديس فيلبس في خدمته في السامرة. ذهبا الآن لكي تنزل نار الروح القدس الذي يجدد القلوب ويسكب المحبة الإلهية فيها، ويشَّكل النفوس لتصير العروس المقدسة للسيد المسيح إذ قبل السامريون الكلمة بأعداد كبيرة صار العمل يحتاج إلى أيدٍ أخرى للعمل بجانب القديس فيلبس. إنها أول حركة كنسية جريئة من أورشليم، أن تبعث رسولين إلى خارج اليهودية لخدمة السامريين، لينضم سامريون إلى العضوية الكنسية إرسال بطرس ويوحنا إلى السامرة من قبل الكنيسة في أورشليم يؤكد العمل الكنسي الجماعي، ودور الكنيسة في أورشليم القيادي، وأنه لم يكن بين الرسل رئيس، بل كان الكل متساوين في السلطان الرسولي. لا يحمل القديس بطرس رئاسة ليرسل رسلاً، بل في تواضعٍ وحبٍ وشركةٍ أطاع صوت جماعة الرسل الذين أرسلوه مع القديس يوحنا للعمل بحكمة. اختار الرسل القديس بطرس المعروف بغيرته واندفاعه ومعه القديس يوحنا المعروف بهدوئه ورقته؛ وقد حدث انسجام بينهما مع اختلاف سماتهما، إذ شعر كل منهما محتاجًا للآخر. فاختلاف السمات أو المواهب علامة صحية للكنيسة مادام الحب مع التواضع يعملان في حياة الجماعة "اللذين لمّا نزلا صلَّيا لأجلهم، لكي يقبلوا الروح القدس". "لأنه لم يكن قد حلّ بعد على أحدٍ منهم،غير أنهم كانوا معتمدين باسم الرب يسوع". "حينئذ وضعا الأيادي عليهم،فقبلوا الروح القدس". كان المؤمنون قد نالوا سرّ العماد، الآن وضع الرسولان بطرس ويوحنا الأيادي ليحل الروح القدس عليهم. وقد تسلم الأساقفة هذا التقليد أو التسليم: "وضع الأيادي"، وقد دُعي سرّ المسحة" أو "سرّ الميرون" حيث يسكن الروح القدس في أعماق النفس، ويقدس حياة المؤمن، ويقوده لكي يحمل أيقونة المسيح، وسأتحدث عنه في ملحقٍ خاص به في نهاية الحديث عن هذا الإصحاح لقد سبق فأوصى تلاميذه ألا يدخلوا مدينة للسامريين (مت 10: 5)، الآن بعد صعوده وإرسال روحه القدوس فتح أبوابها لهم ليكرزوا ويعمدوا قام القديس فيلبس بتعميدهم باسم الرب يسوع، فلماذا لم يضع يده عليهم ليحل عليهم الروح القدس؟ يرى البعض أن موضوع قبول الأمم للإيمان ونوالهم سرّ العماد وحلول الروح القدس كان أمرًا غاية في الخطورة، لم يكن ممكنًا لليهود المتنصرين في البداية أن يقبلوه. فلو تم ذلك خلال فيلبس وحده لأخذ اليهود المتنصرين منه موقفًا متشددًا، وربما حسبوا عمله باطلاً. لهذا قام بالكرازة والعماد، وجاءت كنيسة الختان ممثلة في شخصي بطرس ويوحنا تثبت صحة العمل بوضع الأيادي ليقبلوا الروح القدس. فما فعله الرسولان لا يقلل من شأن القديس فيلبس، ولا يضعه في موقف العجز عن وضع اليد لقبول الروح القدس، إنما كان بخطة إلهية لتأكيد وحدة العمل جميعًا في فتح باب الإيمان للأمم كان قبول الروح القدس في بداية الكرازة يختلف من حالة إلي أخرى حسب ما يراه الروح من أجل ظروف الكنيسة القديس كيرلس الأورشليميفي قال: " أيام موسى كان الروح يُعطي بوضع الأيدي (عد 11: 29)، وبوضع الأيدي يعطي بطرس الروح. " "ولما رأى سيمون أنه بوضع أيدي الرسل يُعطى الروح القدس، قدّم لهما دراهم". ظن سيمون أنه قادر أن ينال سلطان الرسل في صنع الآيات والعجائب بدفع دراهم للرسل، ولم يدرك أن الرسل أنفسهم تمتعوا بها كنعمةٍ مجانيةٍ، مُقدمة لهم من الله نفسه؛ وأن هؤلاء الرسل قد باعوا كل ما لهم ليتبعوا المصلوب. فما أراد أن يقدمه لهم سيمون ليس له موضع في قلوبهم ولا في فكرهم مع أن سيمون قد قبل الإيمان المسيحي، لكن قلبه كان لا يزال أسيرًا لعمل أمور فائقة خلال السحر، ولعله ظن في السلطان الرسولي أنه نوع من السحر، ولكن بطبيعة أخرى غير التي مارسه قبل الإيمان إنه مثل بلعام، قدم مالاً ليقتنى الموهبة، فكانت غايته نوال مكاسب مادية وراء هذا العمل أخيرًا فإن تصرف سيمون يكشف عما في قلبه من كبرياء واعتداد بالذات القديس أغسطينوس قال: " أحب سيمون الساحر سلطان المسيحيين أكثر من البرّ. ""قائلاً: أعطياني أنا أيضًا هذا السلطان، حتى أي من وضعت عليه يدي يقبل الروح القدس".يرى القديس ايريناؤس أن سيمون الساحر ظن أن ما يمارسه الرسل من عجائب هو عن معرفة أعظم للسحر وليس بقوة الله، لذلك أراد اقتناء هذه الموهبة بدراهمٍ، لكشف السرّ له. لقد أظهر رغبته في التعرف على أسرار أعظم للسحر عوض إيمانه بالله وتوبته العلامة ترتليان يقول: " لا يقدر أن يرجو ملكوت السماوات من يفسد السماء بإصبعه وعصاته السحرية (أي باستخدامه النجوم في السحر)." القديس إيريناؤس يقول: " إذ تقبلت الكنيسة العطايا مجانًا من الله تخدم الآخرين مجانًا. " القديس كيرلس الأورشليمي يقول: " لم يقل: "أعطياني أنا أيضًا شركة الروح القدس" بل قال: "هذا السلطان"... لقد قدم مالاً لمن ليس لهم مقتنيات، مع أنه رأى الناس يقدمون ثمن الأشياء المُباعة ويضعونها عند أرجل الرسل. " القديس أغسطينوس يقول: " عندما رأى سيمون ذلك ظن أن هذه القوّة هي من البشر، فأراد أن تكون له هو أيضًا. ما ظنّه أنه من البشر، أراد أن يشتريه من بشر. " "فقال له بطرس: لتكن فضتك معك للَّهلاك، لأنك ظننت أن تقتني موهبة اللَّه بدراهم" كشف له القديس بطرس عن جريمته، وهي اعتقاده أنه قادر أن يقتني المواهب الإلهية التي لا تُقدر بثمن بدفع دراهمٍ يؤمن القديس بطرس أن محبة المال مدمرة للنفس، فإن كان قلب سيمون مرتبطًا بهذه الرذيلة إنما يهلك مع ما لديه من فضة، التي حتمًا تزول وتتبدد، بل والأرض كلها تزول. لقد ربط نفسه بما هو زائل فينحدر مع ما ارتبط به ظن سيمون أنه قادر أن يشتري من الله إحساناته الإلهية وعطاياه السماوية بالمال؛ وهو بهذا يهين الله الكلي الحنو "ليس لك نصيب ولا قرعة في هذا الأمر، لأن قلبك ليس مستقيمًا أمام اللَّه". "نصيب": تستخدم في توزيع الميراث حيث ينال كل شخص نصيبه منه. فإذ كان قلب سيمون غير مستقيمٍ لم يعد يُحسب ابنا لله القدوس، وبالتالي ليس من حقه أي نصيب في الميراث. وكأن ما يشغل ذهن المسيحي ليس نواله النصيب من الميراث، مهما بلغت قيمته، وإنما التمتع بالبنوة لله، والثبات فيها، عندئذ ما يناله من مواهب في هذا العالم، أو من ميراث في الحياة الأبدية، هو ثمر طبيعي للبنوة الفائقة. "قرعة": كانت تستخدم حين تتحقق نصرة جيشٍ ما، فيجمع الغنائم وتُستخدم القرعة في توزيعهما. ليس من حق سيمون أن يتمتع بالقرعة، لأنه عزل نفسه عن جيش الله، ولم يعد بالجندي الصالح الذي يهدم حصون إبليس ويسحقه بالنعمة تحت قدميه، فأي قرعة تعمل لحسابه؟ أخيرًا، فإن علاج الموقف ليس مجرد التراجع عن طلب الموهبة بدراهمٍ، بل التحول من الاعوجاج أو عدم استقامة قلبه إلى الاستقامة والقداسة والإخلاص في محبته لله لقد آمن سيمون واعتمد، لكنه أصر على الاعوجاج وعدم التمتع بالحياة الجديدة التي في المسيح يسوع. فالله يراه حسبما يكون قلبه عليه، لأنه فاحص القلوب والكلي تُنسب السيمونية لسيمون الساحر الذي ظن أنه قادر أن يقتني مواهب الروح القدس بدراهمٍ، إما لمكسبٍ مادي أو لنوال كرامةٍ زمنيةٍ. تناقض السيمونية عمل الروح، لأن مواهب الروح تقدم لمن باعوا العالم وصلبوا الذات مع الشهوات من أجل المجد السماوي. فمن كان نصيبه السماء لا ينتظر مكاسب مادية أو مجدًا زمنيًا. جاء في إبيفان Epiphan [قال سيمون عن نفسه أنه الابن، وأنه لم يتألم حقيقة، بل بدا لهم هكذا.] [وأنه جاء بنفسه بين اليهود بكونه الابن، وبين السامريين الآب، ولبقية الأمم بكونه الروح القدس.] في دفاعه الموجه إلى أنطونيوس بيوس كتب الشهيد يوستينوس [كان يوجد سيمون السامري من قرية تدعى Gitton في أيام حكم كلاديوس قيصر في روما مدينتكم الملكية، هذا صنع أعمالاً وسحرًا، وذلك بواسطة الشياطين العاملة فيه. لقد حسبوه إلهًا وكُرم بينكم بعمل تمثال له، حيث أقيم في نهر التيبر بين جسرين، وحمل هذا النقش "Simoni Deo Sanceto" الذي هو "سيمون، اللَّه القدوس."] وذكر القديس إيريناؤس والعلامة ترتليان ذات القصة. القديس كيرلس الأورشليمي قال: " سيمون الساحر هو مصدر كل هرطقة، هذا الذي جاء عنه في سفر أعمال الرسل أنه فكَّر أن يشتري بمالٍ نعمة الروح القدس، فسمع القول: "ليس لك نصيب في هذا الأمر" الخ.، وعنه أيضًا كُتب: "منا خرجوا، لكنهم لم يكونوا منا، لأنهم لو كانوا منا لبقوا معنا" (1 يو 19: 2). هذا الإنسان بعدما طرده الرسل جاء إلى روما، حيث استمال إليه زانية تدعى هيلين Helene. وقد تجاسر بفمه المملوء تجديفًا أن يُدعي أنه هو الذي ظهر على جبل سيناء كالآب، وظهر كيسوع المسيح بين اليهود، ليس في جسدٍ حقيقيٍ بل كان يبدو هكذا، وبعد ذلك كالروح القدس الذي وعد المسيح أن يرسله كمعزٍ لقد خدع مدينة روما حتى أقام له كلوديوس تمثالاً نقش عليه من أسفل بلغة الرومان: Simoni Deo Sancto، وهى تعني "إلى سيمون اللَّه القدوس"القديس ايريناؤس قال: " اشترى سيمون من صور، وهي مدينة فينيقية، زانية معينة تدعى هيلين، اعتاد أن يأخذها معه، معلنًا أن هذه السيدة هي أول إدراكات ذهنية، وأنها أم الجميع، بواسطتها أدرك منذ البداية خلقة الملائكة ورؤساء الملائكة. كشف له الرسول عن سمات شخصيته الخفية وهي "عدم استقامة قلبه"؛ فجريمته تكمن في أعماقه، ولا تقف عند ما نطق به أو سلك به. فهو في حاجة إلى تجديدٍ داخليٍ للقلب. إنه يحمل فكرًا عالميًا ماديًا، أو طبيعيًا، لا يقبل ما لروح لله، فكيف ينال مواهب الروح؟ "فتبْ من شرِك هذا، وأطلب إلى اللَّه، عسى أن يغفر لك فكر قلبك".قدم له الرسول العلاج وهو "التوبة"، فقد آمن واعتمد، لكن لم يرجع إلى الله بالتوبة... متى قدم توبة يمكنه أن يرفع عينيه إلى الله، فيراه غافر الخطايا، مهما كان جرمها. فالصلوات والطلبات والتضرعات لن تُقبل بدون التوبة. "فكر قلبك": إنك محتاج ليس فقط إلى التوبة عن تصرفك بطلب مواهب الله المجانية بدراهم، وإنما أيضًا عن فكر قلبك الذي تخفيه في داخلك، لكنه ظاهر أمام الله طالبه أن يحول نظره عن المال الذي بين يديه، أو الذي يتوقع نواله، كما يحوله عن حب السلطة والكرامة، ليتطلع إلى أعماقه ويكتشف ما بلغه قلبه من فسادٍ ونجاسةٍ ويصرخ إلى الله مخلصه ليغفر له خطاياه مع قوله: "لتكن فضتك معك للهلاك"، بمعنى دعْ سيدك في جيبك لدمارك، يفتح له باب التوبة: "تب من شرك هذا" "لأني أراك في مرارة المرْ، ورباط الظلم". "مرارة": تشير الكلمة هنا إلى السائل الأخضر باصفرار الذي يوجد خفية في الكبد، فإن الخطية تفيض في داخل النفس سائلاً مرًا، يُفقد القلب سلامه، والنفس فرحها، ليعيش الإنسان مرْ النفس، أحيانًا بلا سبب خارجي. نال سيمون شهرة عظيمة، حسده الكثيرون عليها، وظنه الكثيرون من أسعد الناس وأقواهم، أما القديس بطرس فرأى مرارته الداخلية، وقيود نفسه التي تكبله وتحبسه داخل الظلمة "لأني أراك في مرارة المر ورباط الظلم" أدرك القديس بطرس كيف دخل الشيطان بسيمون إلى الكنيسة ليفسدها، فقد كان لعمله هذا أثره على الشرق والغرب إلى قرابة ثلاثة قرون. بل ولازال عدو الخير يبذل كل الجهد لإفساد كنيسة الله بالسيمونية. إنه لا يزال يثمر سيمون علقمًا وأفسنتينًا (تث 29: 18). يفضل البعض ترجمتها: "مرًا وأفسنتينا". "رباط الظلم" الأصل اليوناني معناه "قيود الشر". كان الرسول بولس يطالبه بالتوبة والرجوع إلى الله، وهو يراه مقيدًا بقيود الشر. القديس يوحنا الذهبي الفم قال: " لماذا لم يضرباه بالموت كما حدث مع حنانيا وسفيرة؟ فإنه حتى في الأوقات القديمة الذي جمع الحطب في يوم السبت قُتل (رجمًا) ليكون عبرة للآخرين (عد 15: 32)، ولم يحدث هذا بعد في الأمثلة التي بعد ذلك، هكذا في المناسبة الحاضرة لقديس يوحنا الذهبي الفم قال: " هذه كلمات تحمل سخطًا شديدًا. لكنه لم يعاقبه، حتى لا يكون الإيمان بالإكراه، ولكي لا يبدو الأمر فيه قسوة، لكي يفتح باب التوبة، فإنه يكفي لإصلاح أمره أن يقنعه ويخبره بما في قلبه حتى يجتذبه إلى الاعتراف بخطئه. فإن قوله: "أطلبا أنتما إلى الرب من أجلي" هو اعتراف أنه ارتكب خطأً تًمثل الخطية هنا بالمرارة، السم القاتل، الحرمان من الفرح، هذه كلها من عمل الخطية بكونها مدمرة لكل ما هو صالح، كما تُمثل أيضًا بقيود العبودية والحرمان من حرية الحركة والعمل، والتمتع بالبرّ الإلهي (مز 116: 16؛ أم 5: 22؛ رو 7: 23- 24) "فأجاب سيمون وقال: أطلبا أنتما إلى الرب من أجلي، لكي لا يأتي عليّ شيء مما ذكرتما".اظهر سيمون انزعاجًا شديدًا بسبب اللعنة التي حلت عليه، لكن يبدو أنه لم يكن جادًا في توبته. لقد طلب الرسول بطرس منه أن يتوب وأن يصلي، لكي ما يكشف الله عن خطاياه كما يكشف له عن نعمة الخلاص، حيث ينال مغفرة خطاياه ويتمتع بالبركات الأبدية، أما سيمون فيبدو أنه لم يكن يشغله خلاص نفسه، بل يشغله ما تحل به من إهانات وفقدان للكرامة، أي عقوبة الخطية. لهذا لم يطلب من الرسولين أن يسنداه بصلواتهما لأجل توبته، بل لكي لا تحل به العقوبة. حسن أن نطلب صلوات الآخرين عنا، على أن تكون سندًا لنا في صلواتنا؛ نطلبها في شعورٍ حقيقي بالحاجة إلى التوبة، لا بالخوف من العقوبة الإلهية أمام الناس لقد تمثل سيمون بفرعون في طلبه من موسى الصلاة عنه (خر 8: 28، 32)، وأيضا يربعام (1 مل 13: 6). هكذا يطلب أحيانًا الأشرار الصلاة من أجلهم، مع تشبثهم وإصرارهم على ممارسة الشر. "ثم أنهما بعدما شهدا وتكلّما بكلمة الرب، التاريخ والسيمونية ذكر يوسابيوس القيصرى: عن سيمون الساحر. 1 - إذ ذاع الآن الإيمان بمخلصنا وربنا يسوع المسيح بين كل البشر دبر عدو خلاص الأنسان خطة للإستيلاء على المدينة الإنبراطورية، لذلك دفع سيمون السابق ذكره وساعده فى فنونه المضللة، وضلل الكثيرون من سكان روما، هكذا جعلهم فى سلطانه. 2 - هذا ما قررة يوستينوس، وهو أحد كتابنا البارزين، عاش بعد عصر الرسل بوقت قصير، وسأتحدث عنه فى المكان المناسب خذ أقرأ كتابة هذا الرجل الذى فى أحتجاجه الأول الذى ألقاة أمام انطونين دفاعاً عن ديانتنا كتب ما يلى. 3 - " وبعد صعود الرب غلى السماء دفعت الشياطين رجالاً معينين قالوا أنهم آلهة، ولم يسمحوا لهم فقط بأن يظلوا غير مضطهدين، بل أعتبروا أيضاً مستحقين الأكرام، كان أحدهم سيمون، وهو سامرى من قرية جتو (Gitto - أحدى قرى السامرة) وفى عهد كلوديوس قيصر أجرى فى مدينتك الأمبراطورية بعض أعمال السحر العجيبة بفعل الشايطين التى كانت تعمل فيه، وأعتبر إلهاً، وكإله أكرمته بتمثال أقيم فى نهر التيبر (يعنى الجزيرة القائمة وسط نهر التيبر، وهى تحت الفاتيكان بمسافة قصيرة) بين القنطرتين ونقشت عليها الكتابة باللاتينية Simoni Deo Sancto أى (سيمون الإله القدوس) 4 - " وصار كل السامرين تقريباً، وقليلون حتى من الأمم الأخرى يعترفون به ويعبدونه كالإله الأول، وجالت معه أمرأة فى ذلك الوقت أسمها هيلانة (تحدث عنها بنفس المعنى كل من إيناوس وهيبوليتس وترتليانوس وأبيفانيوس.. ألخ)، وكانت سابقاً عاهرة فى مدينة صور من أعمال فينيقية، وهم يدعونها الفكرة الأولى التى برزت منه " 5 - وقد روى هذه الأمور يوستينوس، وأتفق إيريناوس فى الكتاب الأول من مؤلفه " ضد الهرطقات" حيث تحدث عن هذا الرجل وعن تعاليمه الفاسدة، وتعتبر من باب تحصيل الحاصل سرد روايته هنا، لأنه من السهل لمن يريد معرفة أصل المهرطقين الذين أتبعوه وحياتهم وتعاليمهم الكاذبة، ومعرفة العوائد التى مارسوها كلهم، أن يجدها مفصلة فى مؤلف إيريناوس السابق الإشارة إليه 6 - ونحن نعلم أن سيمون هو منشئ كل بدعة، ومنذ عصره إلى الوقت الحاضر نرى أن كل الذين أتبعوا هرطقته قد تظاهروا بفلسفة المسيحيين الوقورة المتزنة، المعروفة للجميع بسبب طهارة الحياة التى تنادى بها، على أنهم مع ذلك رجعوا ثانية لخرافات الأوثان التى تظاهروا بأنهم نبذوها وصاروا يخرون أمام صور وتماثيل سيمون نفسه، وهيلانة السابق ذكرها التى رافقته، ويتجاسرون على عبادتها بالبخور والذبائح والسكائب. 7 - على أن تلك الأمور التى يحتفظون بسريتها أككثر من هذه، والتى يقولون عنها أن المرء لدى سماعها عنها لأول مرة يندهش، بل "يرتبك" (حسب العبارات المسجلة كتابة المألوفة بينهم) هى فى الحقيقة مليئة بالمدهشات وبالجنون والحماقة، لأنها النوع الذى يستحيل أيضاً على إناس محتشمين مجرد التلفظ بها بشفاههم بسبب إنحطاطها المتناهى وفجورها المتزايد. 8 - لأنه أيه سفالة يمكن تصورها أدنى من أسفل السفائل، تلك التى برز فيها أولئك السفلة الذين يلهون ويعبثون بالنساء التعيسات اللاتى إنغلبن من كل انواع الرزائل.
المزيد
26 سبتمبر 2024

الغنوسية الثنائية

تؤمن معظم المدارس الغنوسية بالثنائية، إذ تضع هوة عميقة تفصل بين العالم الروحي والمادي يوضح Hans Jonas الثنائية الراديكالية (المتطرفة) للغنوسية أنها توجد على مستويات كثيرة: "الله والعالم؛ الروح والمادة؛ النفس والجسد؛ النور والظلمة؛ الخير والشر؛ الحياة والموت" تتطلع الغنوسية القديمة إلى الله ليس أنه فوق العالم، ويسمو فوق المادة فحسب، وإنما ليس له أي دور في خلقة المادة. "العالم من عمل القوات السفلية التي وإن كانت قد نزلت من عنده وتعرف الله الحقيقي، لكن معرفتهم له يعوقها العالم الذي يسودون عليه" العالم المادي شر، يلزم أن يهرب منه الإنسان وذلك خلال المعرفة السرية لله الحقيقي يتطلعون إلى العالم وإلى الجسد بكونهما السجن الذي فيه النفس حبيسة، يلزمها خلال المعرفة أن تتحرر منه. يقول د. بارت إهرمان: "لقد سقطنا هنا في الفخ، صرنا مسجونين. وعندما نتعلم مَنْ نحن، وكيف يمكننا الهروب، نستطيع العودة إلى بيتنا السماوي" اتفقوا معًا على رفض انتساب مصدر المادة إلى الله العلي أو إله الصلاح. نشأت أنظمتهم على الفصل أو التناقض بين خالق الكون المادي Demiurge أو "الإله الخالق" وبين الكائن الإلهي الأعلى (الأسمى) غير المدرك. تعليمهم بخصوص الله وعلاقته بالخليقة تحمل ثنائية إلى أبعد مدى. فهم يعتقدون بأن الآب الفائق السمو أو ما يدعونه الكائن الأسمى روحي تمامًا، أبدي، سامٍ، ليس بخالقٍ ولا علاقة له نهائيًا بالخليقة. علي نقيضه الخالق للعالم المادي الساقط الشرير وهو متعجرف، غالبًا ما يُدعي الديميرج Demiurge أي "الصانع"، هذا الذي خطأ يظن في نفسه إله وحيد. هذه الفرق الغنوسية أو شبه الغنوسية تحط منه وتسخر به، لأنه صانع للأمور المادية وهي تتحد معه، ولأنه لا يعرف الأب الطاهر للعالم الحقيقي غير المادي، هذا التعليم بخصوص الله والخالق، يظهر في عملٍ يرجع إلى القرن الثالث يسمى Hypostasis of the Archons. يظهر هذا العمل الصراع بين "السلاطين" والأرخونات وبين أب الحق. كما يظهر الاعتقاد بوجود صراعات بين السلاطين أنفسها المتعددة. أما ما يهمنا بالأكثر هو أن البشرية هي من صنع الأرخونات [تطلع عدم الفساد إلى أسفل في منطقه المياه، فظهرت صورتهما (الإيمان الحكمة Pistis Sophia) في المياه. وصارت سلاطين الظلمة إنها تُفتن بتلك الصورة التي ظهرت لهم في المياه لكنهم لا يستطيعون أن يمسكوا بها، وذلك بسبب ضعفهم. فإن الكائنات التي لها مجرد نفس لا تقدر أن تمسك من لهم الروح. إنهم من أسفل، أما هي فمن فوق. هذا هو السبب أن عدم الفساد تطلع إلى أسفل إلى منطقة (المياه)، حتى بإرادة الآب يمكنها أن تُجلب بالكامل في اتحاد مع النور. وضع الحكام (الأرخونات) خططًا، وقالوا: "هلم نخلق إنسانًا يكون ترابًا من الأرض". لقد شكلوا مخلوقهم بكونه كله من الأرض.] بقي الإنسان المملوء بالنفس بلا حياة على الأرض. لكن عالم الروحيات Pleroma (عدم الفساد) يرسل الروح ليسكن في الإنسان ويهب آدم حياة خُلق العالم المادي والبشرية كجزءٍ من العالم الساقط منذ البداية، وإله العلويات يمده بنسمة الحياة الروحية، لكن الخليقة في أصلها هي من عمل كائنات أخرى من أشهر الغنوسيين فالنتينوس Valentinus. بحسب ما ورد في أوريجينوس والقديس إكليمنضس السكندري يعلم فالنتينوس بوجود نظام هيراركي بين الكائنات الروحية تدعي بالأيونات aeons. من أكثر الأيونات انحطاطا صوفيا Sophia التي سقطت وولدت الخالق Demiurge، إله كتاب العبرانيين. هذا الخالق الشرير خلق العالم المنظور، وهو مادة شريرة، لأننا نحن الأرواح النقية ارتبطنا بأجسام جسدانية. المسيح هو أيون له جسم ليسوع البشري، جاء ليحررنا من سجن المادية بالقول "نحن" لا يعني كل إنسان، فإنه ليس لكل البشر شرارة إلهية في داخلهم، إنما العقلاء أصحاب المعرفة "gnosis" على وجه التحديد يهتمون بما تعرفه (الشرارة الإلهية). قلة قليلة هي القادرة على قبس هذه التطلعات. أما عامة المسيحيين الذين ينقصهم قوى العقل، فيمكنهم فقط أن يبلغوا العالم المتوسط للخالق. أما من هم خلاف هؤلاء فيهلكون. بحسب الفكر الغنوسي لا رجاء للخلاص بالنسبة لغالبية الجنس البشري يمكننا أيضا أن نتعرف على أفكار الغنوسيين عن الله مما ورد في أبوكريفا يوحنا، وهو عمل من القرن الثاني يقدم لنا إعلانا سريًا على لسان يسوع ليوحنا [قال لي: "يوحنا، يو(ح)نا، لماذا تشك؟ ولماذا أنت خائف؟ إنك لست معروفًا بهذه الصورة، هل أنت هكذا؟ لا تكن جبانًا. أنا هو ذاك (الذي معكم جميعًا على الدوام). أنا (هو الأب)، أنا هو الأم، أنا هو الابن، أنا هو غير الدنس غير الفاسد. الآن (آتي لأعلمك) ما هو كائن، (وما كان)، وما سيكون، حتى تعرف الأمور التي لم تعلن (والأمور المعلنة وأعلمك) عن (جنس الإنسان) الكامل غير المزعزع. الآن (ارفع وجهك) لكي (تتقبل) الأمور (التي أعلمك إياها) اليوم و(تخبر بها) الأرواح رفقاءك الذين هم (من) جنس الإنسان الكامل (غير المزعزع).] ما يهمنا هو أنه يقدم الله بصورة مركبة ككثير من الغنوسيين، يحوي أبًا وأمًا وابنًا. أغلب النصوص الغنوسية تقدم الله كاثنين معًا، حيث تظهر الأم اللاهوتية جزءً من زوجين أصليين couple original. لقد اشتكي القديس إيريناؤس من فالنتنيوس الذي تحدث عن الله كمن يضم جزئين، جزء هو الله الذي لا يُدرك، العمق، الأب البدائي، ومن الجانب الآخر النعمة، السكون، الرحم أم الجميع. هذه النعمة والسكون هما الجانب النسائي المكمل في الله، رحمها تقبل بذرة المصدر غبر المُدرك لكي تلد انبثاقات للكائن الإلهي. الاعتقاد بأنثى إلهية يميز الغنوسيين عن تقديم الله عند اليهود والمسيحيين. إلا أنه من الواضح أن حديثهم عن الجانب النسائي ليس ماديًا، ولا يعنون الجنس بالمفهوم العام، إنما الفيوضات الإلهية. أما التقليد اليهودي – المسيحي فيرفض وجود جنس في الله. الكتاب المقدس لا يحقر من شأن المرأة، لأن الله خلق الإنسان ذكرًا وأنثي على صورته (تك 1: 27). بينما نجد في الإنجيل الغنوسي المنسوب لتوما 114: [قال سمعان بطرس لهم (التلاميذ): دعوا مريم تتركنا، فإن النساء لسن أهلاً أن يعشن. قال يسوع: "أنا نفسي أقودها لأجعلها ذكرًا، فتصير هي أيضًا روحًا حيًا، تشبهكم أنتم الذكور. فإن كل امرأة تجعل من نفسها ذكرًا ستدخل ملكوت السماوات.] في كتاباتهم يقدم الغنوسيون الله متعاليًا حتى لا يوسخ يديه بالبشرية، يعمل بواسطة رسل. أما في العهد الجديد فنرى الله صار جسدًا، ودخل إلى آلامنا، حاملاً إياها لأجلنا. فالفارق ضخم للغاية. يتطلع الغنوسيون إلى العالم أنه شر في ذاته. [الشر الذي يتخلل التاريخ هو آفة، أساسًا هو غريب عن العالم. لكن بالتدريج تزايدات النظرة السوداء للحياة؛ أصل العالم نفسه يُنسب إلى خطأ مريع، والشر نال مركز السلطان على العالم، وليس كمن اغتصب السلطة، وإنما هذا هو وضعه الأصلي أراء الغنوسيين في شخص يسوع المسيح شخص يسوع وعمله على الصليب والخلاص يمكننا التعرف على شخصية ربنا يسوع كما يعلم الغنوسيون من خلال ثلاثة نصوص: النص الأول: [رأيته بوضوح وقد قبضوا عليه. قلت: "ماذا أري يا رب؟ بالحقيقة هو أنت الذين أخذوه؟ هل يمكنني أن أمسك بك؟ هل يسمرون قدمي آخر ويديه؟ من هو هذا الذي على الصليب، المسرور الذي يضحك؟" قال لي المخلص: "الذي تراه مبتهجًا وضاحكًا علي الصليب هو يسوع الحي. أما ذاك الذي يسمرون يديه ورجليه بالمسامير فهو جانبه الجسدي، البديل. لقد وضعوا في خزي ما هو على شبهه. وتطلعوا إليه، (وتطلع) إليّ.] مع غموض النص لكن الواضح أنه يوجد كائنان: الرب الحي، المخلص يسوع، وأيضا البديل الجسدي ليسوع. فالمخلص من عند الآب، كائن روحي، الذي ليس له أدنى علاقة بالجسد والأجسام والموت. لم يكن ممكنًا له أن ينشغل بوجود مادي ساقط وفاسد. البديل الأرضي الحي بشري مجرد يمثل يسوع، قد صلب. يسوع السماوي لم يتألم على الصليب. البديل الأرضي ذُبح، ويسوع السماوي ضحك علي جهل العالم. النص الثاني: [إنه آخر...شرب المر والخل، وليس أنا. ضربوني بالقصبة، لكن كان آخر! سمعان الذي حمل الصليب على كتفه. إنه آخر الذي وضعوا عليه إكليل الشوك. أما أنا فكنت أضحك في الأعالي...علي خطأهم.. وكنت أضحك على جهلهم.] النص الثالث: في هذا النص يقدم يوحنا خبرته عن جسد المسيح المقام: [سأخبركم عن مجد آخر أيها الأخوة؛ أحيانًا عندما أردت أن ألمسه وجدت على غير توقع جسدًا ماديًا صلب، ولكن في مرات أخرى عندما تلمسته فكيانه غير مادي وغير جسدي... كأنه غير موجود تمامًا.] في نفس النص حاول يوحنا أن يتتبع أثر قدمي المخلص، فلم يجد لها وجود، وكأن يسوع هو كائن روحي. التجسد بالنسبة للكاتب ظهور، وليس تأنسًا حقيقيًا فيسوع الحقيقي عند أغلب الغنوسيين ليس له كيان بشري حقيقي، بل روحي بحت بلا جسد.وهذا طبعا كافي لدحض شبهات أتباع محمد أن الغنوسيين هم المسيحييم قبل التحريف وإلا فليقولوا لنا إذا كانت الغنوسية هي الدين المسيحي الحق فهل يؤمنون أنه لم يكن للمسيح جسد وكان مجرد روح؟ هل يؤمنون أنه مخلص؟ هل يؤمنون أنه رب؟ هل يؤمنون ان المخلص السماوي ليس له علاقة بالمادة لأنه شر وفساد؟؟ ماذا يقول الغنوسيون عن يسوع المسيح؟ يمكن تقسيم الغنوسيين من جهة نظرتهم نحو يسوع المسيح إلى فريقين. الفريق الأول: يعتقد أن يسوع إنسان عادي، منهم: كيرنثوس Cerinthus: يهودي اعتنق المسيحية في القرن الأول،معاصر ليوحنا الرسول في أواخر أيام حياته وحذر منه كثيرا، بل وكتب الإنجيل بالوحي في مواجهة هرطقته، وتأثر بالأفكار الغنوسية، حيث كان على العلاقة بالغنوسية الإسكندرانية والأبيونيين Ebionites. هذا علّم بأن العالم ليس من صنع الكائن الأسمى (الله)، بل من صنع الديميرج الخالق Demiurge أو من صنع ملائكة أقاموه من مادة لا شكل لها بدأ يسوع حياته على الأرض كإنسان مجرد حتى عماده، حيث حل "المسيح" أو قوة إلهية علوية عليه تركته قبل الصلب تعاليمه أحزنت الكنيسة، إذ يقول القديس بوليكاريوس إذ سمع القديس يوحنا تلميذ الرب عن كيرنثوس أنه في حمام عام بأفسس ركض خشية أن يسقط المبنى على عدو الحق. ويؤكد القديس إيريناؤس من رجال القرن الثاني أن القديس يوحنا كتب إنجيله ليرد على كيرنثوس. الفريق الثاني: يعتقد أن يسوع المسيح جاء في جسدٍ خياليٍ أو سماويٍ غير ماديٍ، من أمثلة هؤلاء: 1. فالنتينوس: (القرن الثاني): مواطن مصري عاش في روما من سنة 136 إلى 165م، وكان يأمل أن يُسام أسقفًا بسبب علمه وفصاحته. يعتقد أن العالم الروحي "بليروما Pleroma" يتكون من 30 أيونًا، يكونون نوعًا من التعاقب، كل أثنين معًا. العالم المنظور أوجدته الحكمة Sophia الساقطة؛ وأن إله العهد القديم هو الخالق Demiurge. أما الخلاص فتحقق بواسطة الأيون المسيح الذي اتحد مع يسوع الإنسان سواء عند الحبل به أو عند عماده، لكي يهب الإنسان المعرفة الواهبة الخلاص كما قال أيضًا: إن المسيح نزل من السماء بجسد غير مادي، واجتاز من العذراء كما تجتاز المياه في قناة. 2. مرقيون Marcion: (مات حوالي سنة 160م): مركز نظريته اللاهوتية هي أن الإنجيل المسيحي هو إنجيل الحب، مختلف تمامًا عن الناموس. لقد رفض العهد القديم تمامًا، حاسبًا إله اليهود هو الإله الخالق Demiurge لا علاقة له نهائيًا بإله يسوع المسيح. جاء يسوع ليعلن عن الله السامي، إله الحب، غايته أن يطيح بالخالق Demiurge تمامًا يعتقد أن المسيح جاء لابسًا هيئة جسد يقول العلامة ترتليان في مقاله ضد مرقيون: [إلهنا - حسب أتباع مرقيون – لم يعلن نفسه في البداية، ولا بواسطة الخليقة، وإنما يحقق هذا بنفسه في المسيح يسوع.]يرى مرقيون أن يسوع عبر خلال سماء الخالقDemiurge، وظهر هنا في الأسفل. لم يستطع أن يأخذ جسدًا ماديًا، لأن المادة شر جوهري، وإنما أخذ ما يماثل الجسد أو مظهره. لهذا ليس له ميلاد ولا طفولة ولا عماد، إنما له ظهور مفاجئ في مجمع السنهدريم. لقد بشر المسيح وصنع عجائب، لكنه لم يقاوم الديميرج Demiurge، ولا أعلن التمييز بين الإلهين. كان يحيط به تلاميذ الديميرج، الذين مدحوا إلههم بسبب معجزات يسوع، وقد سمح يسوع بهذا. لقد عرفه بطرس أن المسيا، مسيا الديميرج، وصمت يسوع دون تعليق حتى يمنعه من نشر الأكذوبة. 3. تاتيان السوري Tatian: وُلد في أوائل القرن الثاني في حديايين من أبوين وثنيين، وتهذب بثقافة يونانية هيلينية. أقام في بلاد اليونان ثم ذهب إلى روما حيث قبل الإيمان المسيحي ما بين عام 150 و160م. وكان تلميذًا للقديس يوستين، لكنه سرعان ما استقل عنه في آرائه. وفي عام 172 ذهب إلى الشرق وانشأ فرقة تسمى الإنكراتيين Encratites تُحرم أكل اللحم وكل ذي نفس والخمر والزواج. انكروا جسد المسيح، معتقدين إن له شبه جسد، وليس جسد حقيقي رد عليه كل من القديس إيريناؤس وترتليان والقديس إكليمنضس السكندري والقديس هيبوليتس وأوريجينوس. 4. برديصان Bardanenes (Bar – Daisan): نشر تعاليمه خلال مجموعة ضخمة من الألحان السريانية كتبها بمعاونة ابنه Harmonius. اعتقد أن جسم المسيح كان خيالاً، وأنه لا تكون قيامة. حول نظرة الغنوسية ليسوع 1. ما كان يمكننا التعرف على يسوع التاريخي نهائيًا بدون الأناجيل الأربعة الموحي بها من الله، ولا قصة حياته، بما تحملها من معانٍ، ولا فهم حقيقي لأعماله، وكيف تصرف، وعلاقاته بالغير. الأناجيل الغنوسية ليست أناجيل نهائيًا بالنسبة للأناجيل الموحى بها من الله، إذ لم تقدم لنا حقائق تاريخية ولا أعماله ولا اتجاهاته... يرى بعض الغنوسيين يسوع ليس هو الإله المتجسد الذي جاء لخلاص البشرية من الخطية، بل هو "معلم ومُعلن ورئيس روحي" وهو بشري، أو أيون بين الأيونات يتوسط بين الكائن الأسمى والبشرية، لكنه يشير إلى الطريق للمسيح. في التعليم الغنوسي يسوع ليس بأعظم من تلميذ، لكن يعين التلميذ ليسمو به في المعرفة وإدراك المسيح. غالبًا ما تصوره الأناجيل الغنوسية أشبه بخيال، ظهر كما لو كان إنسانًا. لقد سيطر اللاهوت الدوسيتي Docetisn على الكثير من الكتابات الغنوسية. 2. الجماعات الغنوسية تتطلع إلى الله أنه أخنث. يعتقد بعض الغنوسيين أنه يلزم النظر إلى اللاهوت بكونه "ذكر أنثوي Masculofeminine"، "الذكر العظيم – الأنثى صاحبة السلطان". فاللاهوت الكامل عندهم يتحقق في توازنه بين الأنثى والذكر. وينظر البعض الآخر إلى هذا كنوع من المجاز حيث أن اللاهوت ليس فيه جنس، ذكر أو أنثى. ومجموعة ثالثة تقترح بأن الشخص يمكنه أن يصف المصدر الأولي إما بالذكر أو الأنثى، معتمدًا على أي شيء يود أن يؤكد.
المزيد
19 سبتمبر 2024

بدعة السيمونية

سِيمون / شراء موهبة الرب بدراهم السيمونية من أخطر البدع التى عصفت بالكنيسة القبطية لم تكن البدعة السيمونية من أخطر البدع التى واجهت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من الخارج فحسب بل أنها أخترقتها وتغلغلت فيها وعصفت بها، حدث هذا الإختراق فى بعض الأزمنة أثناء الإضطهاد الإسلامى الشديد حيث كان الولاة المسلمين يفرضون أتاوة مالية على بطاركة القبط بدفع مبالغ ضخمة من المال فيضطرون إلى الجولان على بيوت الأقباط فى الوجه البحرى ثم القبلى لجمع هذه الأموال كما كانوا يضطرون إلى بيع مراكز الأساقفة بدراهم وهذا لتسديد ما طلب منهم للوالى أو الخليفة. أنواع السيمونية والسيمونية التى طبقت فى ثلاث أنواع الأول هى السيمونية المالية، أو السيمونية بالمقايضة، والنوع الثالث السيمونية الوثنية وقد أنشأ هذه البدعه سيمون الساحر وقد أنضم إلى الكنيسة الأولى أملاً فى الحصول على القوة الإلهية عارضاً مالاً على الرسل ظاناً منه أن قوة الرسل الإعجازية إنما هى قوة سحرية يتعلمها ويمارسها مع الناس للحصول على المال كما كان يفعل قبل إيمانه، وقد أطلق أسم السيمونية فيما بعد على الجزء المالى الخاص بها فى بيع مراكز الأسقفيات فقط أو عن طريق مقايضة المركز بشئ آخر كما سبق واوضحنا من قبل ولكن لم تنجرف الكنيسة القبطية إلى تطبيق الشق الثاالث أى ما تطورت إليه هذه الهرطقة حيث أن سيمون عبده الناس كإله هو وإمرأة عاهرة. شراء موهبة الإله بالبيع بالمال أو بالمقايضة ولما كان الشراء فى العصور القديمة يتم بالمقايضة قبل ظهور النقود فبيع المواهب والمراكز الكنسية سواء يتم بالمال أو المقايضة لقاء شئ أو عمل ما أو خدمة أو قرابة أو منصب أو تنازل عن شئ... ألخ يطلق عليهما السيمونية وتعتبر السيمونية المالية من أخطر البدع التى عصفت بالكنيسة القبطية حيث كان يضطر إليها بعض البطاركة ألأقباط أحياناً للحصول على المال لسداد الأتاوة التى كانت تفرض عليهم من بعض الولاة المسلمين الذين حكموا مصر، أو كان يلجأ إليها أشخاص بدفع مبالغ مالية للوصول إلى منصب فى الكنيسة القبطية،ومن الآباء البطاركة الذين أشتهروا بالسيمونية - كيرلس الثالث [75] كان يدعى داود بن لقلق - حاول بكل السبل [بالرشاوى والوسائط والحيل أن يرسم بطريركا ] - وبسببه ظل الكرسي خاليا 20 سنة، ونجح أخيرا في الوصول لغايته إذ دفع 3 آلاف دينار للحكومة - رسم باسم كيرلس الثالث - أعاد السيمونية. - استولى على أموال الأديرة. - وأخيراً أجبره الأساقفة على عقد مجمع قدموا فيه طلباتهم لتحديد إختصاصاته. من هو سيمون؟ سيمون هو ساحر أدهش شعب السامرة بسحره، فكانوا يقولون أن سحره شيء عظيم، وكان يرضى شهوة نفسه من العظمة وترديد الناس لإسمه كما كان يجنى أرباحاً طائلة من سحرة فقداعتقدأهل السامرة أن قوة إلهية عظيمة حلت فيه! وذهب فيلبس الرسول والشماس يكرز بالإنجيل في السامرة ورأى سيمون المعجزات التي تجري على يد فيلبس، فأيقن أنها تجري بقوة أعظم من سحره، فآمن واعتمد ولازم فيلبس مندهشاً من المعجزات التي يجريها. ويبدو أن إيمانه لم ينشأ عن إقتناعه بقوة إلهية حقيقية إنما كان عن خداع فقد ظن أن في المسيحية قوة سحرية أقوى من قوة سحره. وقد ردت قصة سيمون في الإصحاح الثامن من سفر الأعمال (9-24) وسمعان هو اسم عبراني معناه ((السامع)) وسمع بطرس ويوحنا عن عمل الله في السامرة، فنزلا إليها وأجرى الرب بهما معجزات أخرى شبيهة بتلك التي حدثت يوم الخمسين (أعمال 2) فأندهش سيمون أكثر، وأسرع طالباً معرفة تلك القوة السحرية العظيمة مقدماً المال ثمناً لذلك، فوبخه بطرس بشدة وطلب منه أن يتوب وقد عرفت الكنيسة الأولى شناعة هذه الخطيئة فأطلقت اسم السيمونية على كل من يتاجر في الوظائف الكنسية وقد واجه الكارزون الأولون بالمسيحية مقاومة من السحرة، مثلما جرى مع عليم الساحر الذي قاوم بولس الرسول (أعمال 13: 6 و 7). ولكن قوة معجزات التلاميذ هزمت السحرة كما هومت قوة الرب التى حلت فى موسى سحرة فرعون. هل السيمونية فئة من البدعة الغنوسية؟ وقد كان لسيمون أتباع أعجبوا بقوة سحرة أطلق عليهم اسم السيمونيون اعتبروا سيمون نبياً لهم. وهم شيعة صغيرة من شيع الغنوسيين يقول اوريجانوس عنهم أنهم ليسوا مسيحيين لأنهم يعتبرون سيمون مظهر قوة إلهية ويقول ايريناوس أن سيمون هذا هو أبو الغنوسيين،ولكن لم يتأكد ألعلاقة بين السيمونية والهرطقة الغنوسية فهى علاقة غير معروفه تماماً. وذلك لسبب بسيط هو أن السيمونية تعتمد على السحر فى الإنتشار أما الغنوسية فتعتمد على الفلسفة ولعل الصواب جانب الآباء المسيحيين الأولين الذين ربطوا بين سيمون الساحر (أعمال 8) مع فكرة الغنوسية تفسير الجزء الخاص بسيمون الساحر فى سفر أعمال الرسل من العهد الجديد من تفسير وتأمُّلات الآباء الأولين - القمص تادرس يعقوب ملطي - كنيسة الشهيد مار جرجس بإسبورتنج إيمان سيمون الساحر "وكان قبلاً في المدينة رجل اسمه سيمون، يستعمل السحر، ويُدهش شعب السامرة، قائلاً أنه شيء عظيم" كان استخدام السحر أمرًا شائعًا في العالم القديم. في البداية كان السحرة يدرسون الفلسفة وعلم التنجيم والأفلاك والطب الخ. لكن صار اسم "السحرة" يشير إلى الذين يستخدمون معرفة الفنون بغرض التعرف على المستقبل، بدعوى أن ذلك يتحقق خلال تحركات الكواكب، ويشفون المرضى بالتعاويذ السحرية (إش 2: 6؛ دا 1: 20؛ 2: 2). وقد حرّمت الشريعة ذلك (لا 19: 31؛ 20: 6) "وكان الجميع يتبعونه، من الصغير إلى الكبير، قائلين: هذا هو قوة اللَّه العظيمة"يرى بعض الدارسين أن سيمون هذا هو الذي أشار إليه المؤرخ يوسيفوس، الذي وُلد في قبرص، وكان ساحرًا. استخدمه فيلكس الوالي لكي يغوي دروسللا Drusilla أن تترك زوجها عزيزوس Azizus وتتزوجه. لكن رفض بعض الدارسين ذلك، لأن سيمون هنا غالبًا ما كان يهوديًا أو سامريًا، كرَّس حياته لدراسة فنون السحر. درس الفلسفة في الإسكندرية، وعاش بعد ذلك في السامرة ادعي أنه المسيح، ورفض ناموس موسى، وكان عدوًا للمسيحية، وإن كان قد اقتبس بعض تعاليمها لكي يجتذب بها البعض "وكانوا يتبعونه لكونهم قد اندهشوا زمانًا طويلاً بسحره" إذ رأى عدو الخير كلمة الله يتجسد، وربما أدرك أن مملكته تنهار، بذل كل الجهد لإقامة العقبات في كل موضع، فحث سيمون على عمل السحر زمانًا طويلاً، وخدع الجميع من الصغير إلى الكبير كان سيمون الساحر (ماجوس) شخصية خطيرة، لها سمعتها في الأوساط التاريخية والعلمية، استخدم وسائل شيطانية كثيرة، وحسبه الجميع قوة الله العظيمة. وبحسب القديس إيريناوس كان يجول بامرأة تدعى هيلانة، تُدعي أنها من تجسد سابق من إله العقل، أو من فكر الإدراك الإلهي الذي خرجت منه كل القوة الملائكية والمادية. ويقدم القديس هيبوليتس تقريرًا شاملاً لمنهجه القائم على أساس غنوسي، دعاه "الكشف الأعظم" ويروي الشهيد يوستين كيف استطاع هذا الساحر أن يجتذب أشخاصًا يكرسون حياتهم لنظامه بواسطة قوة السحر، ليس فقط في السامرة، بل وفي إنطاكية أيضًا وروما. وقد عُمل له تمثال في روما نُقش عليه: "تذكار لسمعان الإله المقدس". وقد أثار الحكام في روما ضد المسيحيين. ويُقال أنه دخل في صراعٍ مريرٍ مع القديس بطرس انتهي بدحره. وبتقرير العلامة أوريجينوس بقت جماعة السيمونيين تخرب في الكنيسة حتى منتصف القرن الثالث "قوة الله العظيمة"، وتعني: "الله القوي" أو "يهوه الجبار". جاء في كتاب اليوبيل (أبوكريفا يهودي) أن الشعب في مصر كان يخرج وراء يوسف ويصيحون El- El wa abir El، ومعناه "الله والقوة الذي من الله". ويرى البعض أن الترجمة الدقيقة لعبارة "قوة الله العظيمة" هي: "هذا هو قوة الله، الإله الذي يُدعى العظيم"تسبب سيمون في عزل بيلاطس بنطس، فقد أعلن أنه سيذهب إلى جبل جرزيم، ويستخرج من تحت أنقاض هيكل جرزيم الآنية التي كان يستخدمها موسى نفسه. فانطلقت وراءه الجماهير، مما اضطر بيلاطس أن يرسل حملة من الجنود فحدثت مذابح رهيبة. اشتكى السامريون للحاكم الروماني في سوريا، فأبلغ روما التي استدعت بيلاطس بلا عودة. يروي هيبوليتس أنه في استعراض له بروما طلب أن يدفنوه حيًا، مدعيًا أنه سيقوم في اليوم الثالث، فدُفن ولم يقم "ولكن لمّا صدقوا فيلبس، وهو يبشّر بالأمور المختصّة بملكوت اللَّه، وباسم يسوع المسيح، اعتمدوا رجالاً ونساء". يقول لوقا البشير: "ولكن لما صدقوا فيلبس"،وكأنهم قارنوا بين الحق الذي شهد له فيلبس الرسول، والسحر والأعمال المبهرة التي مارسها سيمون، فأعطى الروح القدس قوة لكرازة فيلبس حطمت أباطيل إبليس وجنوده يقرن القديس فيلبس ملكوت السماوات بالعماد باسم يسوع المسيح. في عرضٍ رائعٍ، يقدم لنا الشهيد كبريانوس خبرته بخصوص معموديته، قائلاً: [إنني مثلك، ظننت مرة إنني كنت حرًا، مع إنني كنت أسيرًا، مقيدًا في ظلمةٍ روحيةٍ. نعم كنت حرًا، أحيا كيفما أشاء. ولكنني كنت في فراغٍ إلي زمنٍ طويلٍ. كنت أبحث على الدوام عن شيءٍ أؤمن به. مع تظاهري بأنني واثق من نفسي، كنت كموجةٍ تلطمها الريح. كنت أيضًا أنجذب إلي كل أمور هذه الحياة معتزًا بالممتلكات والسلطة. بينما كنت أعرف في قلبي أن كل هذه الأمور ليست إلا كفقاعةٍ علي البحر، تظهر الآن ثم تتفجر لتزول إلي الأبد. مع تظاهري باليقين الخارجي، كنت أعرف أنني مجرد تائه في الحياة، ليس لي خطة أسلكها، ولا مسكن تستقر فيه نفسي يمكنك أن ترى إنني لم أعرف شيئًا عن الحياة الحقيقية، الحياة الجديدة المقدمة لنا من فوق. لأنني كنت أبحث عن الحق خلال خبراتي الذاتية، معتمدًا علي طرق منطقي الذاتي، لذا بقي الحق مراوغًا. وإذ اعتمدت علي فهمي الخاص، كان نور الحضرة الحقيقية لله مجرد إشراقة بعيدة سمعت أن رجالاً ونساءً يمكنهم أن يُولدوا من جديد، وأن الله نفسه أعلن طريق تحقيق هذا الميلاد الجديد بالنسبة لنا، وذلك لمحبته للخليقة التائهة مثلي في البداية ظننت أن هذا مستحيل. كيف يمكن لشخص مثلي عالمي وعنيف أن يتغير ويصير خليقة جديدة؟ كيف يمكن لمن هو مثلي أن يعبر من تحت المياه ويعلن أنه قد وُلد من جديد؟ هذا بالنسبة لي أمر غير معقول، أن أبقى كما أنا جسمانيًا، بينما يتغير صُلب كياني ذاته، وأصير كأنني إنسان جديد لم أرد أن أترك عدم إيماني، ومقاومتي لهذه الفكرة بأنني أولد من فوق. لقد اعترضت: "نحن من لحمٍ ودمٍ، مسالكنا طبيعية، غريزية، مغروسة بحق في أجسامنا. إننا بالطبيعة نقدم أنفسنا على الغير، ونسيطر ونتحكم ونصارع لكي نغلب الآخرين مهما كانت التكلفة. توجد بعد ذلك عادات اقتنيناها حتى وإن كانت تضرنا، صارت هذه العادات جزًء منا، كأنها أجسامنا وعظامنا. كيف يُمكن لشخصٍ أحب الشرب والولائم أن يصير ضابطًا لنفسه ومعتدلاً؟ كيف يمكنك أن تستيقظ صباحًا ما وبمسرةٍ ترتدي ثوبًا بسيطًا وقد اعتدت علي الملابس الفاخرة وما تجلبه من الأنظار والتعليقات؟ كيف يمكنك أن تحيا ككائنٍ متواضعٍ بينما قد نلت كرامة في أعين الجماعة؟ هكذا كان تفكيري الطبيعي، إذ كنت في عبودية لأخطاء لا حصر لها تسكن في جسدي. بالحقيقة يئست من إمكانية التغيير. فقد تكون تلك العادات ضارة لي، لكنها كانت جزءً مني. لذلك كان التغير مستحيلاً، فلماذا أصارع؟ فإنني كنت أشبع رغباتي بتدليلٍ ولكن في يومٍ أخذت خطوة وحيدة بسيطة وضرورية متجهًا نحو الله تواضعت أمامه وكطفل قلت: "أؤمن". نزلت تحت المياه المباركة فغسلت مياه الروح الداخلية وسخ الماضي، وكأن بقعة قذرة قد أُزيلت من كتانٍ فاخرٍ، بل وحدث ما هو أكثر أشرق نور عليَّ كما من فوق. اغتسلت في سلامٍ لطيفٍ. تطهرت في الحال. قلبي المظلم يتشبع بحضرته، وعرفت... عرفت... أن الحاجز الروحي القائم بيني وبين الله قد زال. تصالح قلبي وقلبه. أدركت الروح، نسمة الآب، قد حلّ فيّ من هو فوق هذا العالم. وفي تلك اللحظة صرت إنسانًا جديدًا منذ ذلك الحين وأنا أنمو في معرفة كيف أحيا بطريقٍ ينعش حياتي الجديدة المعطاة لي ويعينها. ما كنت أتشكك فيه صار لازمًا أن أتعامل معه بكونه الحق واليقين. ما كنت أخفيه يلزم أن يخرج إلي النور. بهذا ما كنت أسيء فهمه بخصوص الله والعالم الروحي بدأ يصير واضحًا وأما عن عاداتي الخاصة بإنساني القديم، فقد تعلمت حسنًا كيف تتغير... حيث تُعاد خلقة هذا الجسد الأرضي بواسطة الله. في كل يوم أنمو علي الدوام، صرت أكثر قوة، وحيوية في روح القداسة الآن أخبرك ببساطة الخطوة الأولي في طريق الروح: قف أمام الله كل يومٍ بوقارٍ مقدسٍ، كطفلٍ بريءٍ ثق فيه. هذا الاتجاه يحمي نفسك. يحفظك من أن تصير مثل الذين ظنوا أنهم متأكدون أنهم يخلصون، فصاروا مهملين. بهذا فإن عدونا القديم، الذي يتربص دومًا، أسرهم من جديد لتبدأ اليوم أن تسير في طريق البراءة، الذي هو طريق الحياة المستقيمة أمام الله والإنسان. لتسر بخطوة ثابتة. أقصد بهذا أنك تعتمد علي الله بكل قلبك وقوتك ألا تشعر به، الآب، إذ هو موجود حولك؟ إنه يود أن يفيض عليك... فقط اذهب إليه وأنت متعطش للحياة الجديدة... افتح الآن نفسك واختبر نعمته، التي هي الحرية والحب والقوة، تنسكب عليك من أعلى، تملأك وتفيض افتح نفسك أمامه الآن، هذا الذي هو أبوك وخالقك. كن مستعدًا أن تنال الحياة الجديدة وتمتلئ بها... هذه التي هي الله نفسه.] "وسيمون أيضًا نفسه آمن، ولمّا اعتمد كان يلازم فيلبس، وإذ رأى آيات وقوات عظيمة تُجرى اندهش"استطاع سيمون في البداية أن يميز بين الحق والباطل، وما هو من الله وما هو من الشيطان، فآمن وصار مرافقًا لفيلبس الرسول. لقد أبهرته الآيات والقوات العظيمة، وللأسف اندهش فاشتهاها، وصمم أن يشتريها بالمال. القديس أغسطينوس يقول: " عندما نسمع: "من آمن واعتمد خلص" (مر 16: 16)، فبالطبع لا نفهم ذلك على من يؤمن بأيّة طريقة، فالشيّاطين يؤمنون ويقشعرّون (يع 2: 19). كما لا نفهم ذلك على من يتقبّلون المعموديّة بأيّة طريقة كسيمون الساحر الذي بالرغم من نواله العماد إلا أنه لم يكن له أن يخلص. إذن عندما قال: "من آمن واعتمد خلص" لم يقصد جميع الذين يؤمنون ويعتمدون بل بعضًا فقط، هؤلاء الذين يشهد لهم أنهم راسخون في ذلك الإيمان الذي يوضّحه الرسول: "العامل بالمحبّة" (غل 5: 6). " القديس كيرلس الأورشليمي: " حتى سيمون الساحر جاء يومًا إلى الجرن (أع 13: 8) واعتمد دون أن يستنير، فمع أنه غطس بجسمه في الماء، لكن قلبه لم يستنر بالروح. لقد نزل بجسمه وصعد، أما نفسه فلم تُدفن مع المسيح ولا قامت معه (رو 4: 6، كو 12: 2). ها أنا أقدم لكم مثالاً لساقطٍ حتى لا تسقطوا أنتم. فإن ما حدث كان عبرة لأجل تعليم المتقرّبين لهذا اليوم (يوم العماد). إذن ليته لا يكون بينكم من يجرب نعمة اللَّه، لئلا ينبع فيه أصل مرارة ويصنع انزعاجًا (عب 15: 12)! ليته لا يدخل أحدكم وهو يقول: لأنظر ماذا يعمل المؤمنون! لأدخل وأرى حتى أعرف ماذا يحدث؟! (أي يدخل لمجرد حب الاستطلاع). أتظن أنك ترى الآخرين وأنت (في نيتك أن) لا ترى؟! أما تعلم إنك وأنت تفحص ما يحدث معهم، يفحص اللَّه قلبك؟! " وللحديث بقية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل