المقالات

17 فبراير 2019

صوم يونان

(( لما تربع على الكرسى المرقسى الأنبا أفرآم بن زرعة السريانى الثانى و الستون من عدد باباوات الأسكندرية ، الذى كان تاجرا ويتردد كثيرا على مصر ومن ثم استوطن بها ، و نظرا لاتصافه بفضيلة الرحمة و اشتهارة بكثرة العلم والصلاح ، فقد أجمع الأساقفة والمدبرون والعلماء على اختياره ليكون رئيسا دينيا عليهم ، و ساموه باب على الكرسى الأسكندرى سنة 968 للتجسد الألهى . ومن أمره أنه لم يرغب بادئ بدء أن يصوم أسبوع هرقل الجارى ممارسته عند الأقباط ، ولكنه صامه فى مقابل كونه فرض عليهم أن يصوموا ثلاثة أيام على اسم يونان . و نظرا لتقواه قبل الأقباط ممارسة هذا الصوم بغير تردد . ومما يذكر عن هذا البابا أنه فى أيامه حدثت معجزة نقل جبل المقطم ، وكان معه رجل فاضل هو سمعان الدباغ ، وحصل ذلك فى عهد الأنبا ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين و كان معاصراً لجميعهم الخليفة المعز . ومما يذكر عن البابا أفرآم أنه أعاد بناء كنيسة مرقوريوس أبى السيفين ، ورمم كنيسة المعلقة بمصر القديمة ، واستمر على كرسى الباباوية ثلاث سنين و ستة أيام و تنيح . و من ذلك الوقت صارت الكنيسة القبطية تمارس هذا الصوم بحسب الترتيب الموضوع للصوم الكبير تماما – واضعة أيامه قبله بخمسة عشر يوما ، ولعل ذلك كان يناسب وقوع حادثة نينوى فى ذلك الوقت – حتى أن كثيرين من الناس الأتقياء يصومون الثلاثة الأيام بلياليها منقطعين فيها عن الطعام ، محبة فى الزهد وتشبها بأهل نينوى كى يرحموا . وبما أننا بشر مائلون إلى الشر منذ حداثتنا ، وحياتنا مهددة بالتجارب ، و نحتاج إلى استمداد العناية الألهية بواسطة الصوم و الصلاة ، لذلك طالبت الكنيسة بنيها بمداومة العبادة المشفوعة بالصوم و التذلل ، و النسك و التقشف ، والابتعاد عن الرذائل التى يبغضها الله ؛ و وجب أن نصوم بقلوب نقية لننال الميراث الأبدى الذى لا يبلى ولا يتدنس و لا يضمحل المحفوظ للقديسين فى السموات . أما يونان النبى فهو من جت حافر إحدى قرى سبط زبولون شمال الأرض المقدسة ، وقد تنبأ فى ملك يربعام الثانى بن يوآش ملك إسرائيل عندما كان عاموس مزهرا فى خدمته ، ورأى البعض أنه كان قد شرع فى ذلك قبل هذا الوقت فى ملك يهوآحاز عندما كان حزائيل يتمم نبوات اليشع بقساوته على إسرائيل . أما نينوى فهى كرسى سلطنة الأشوريين ، و كانت مشهورة وقتئذ بعظمتها وفسادها معا ، وقد نجح يونان فى خدمته بين شعوبها . و هى واقعة على ضفة دجلة الشرقية قبالة الموصل ، وتبعد عن بابل 250 ميلا ، وعن خليج فارس إلى الشمال الغربى منه 550 ميلا . وقد ازدهرت هذه المدينة فى ملك سنحاريب وآسر حدون و أشوربانيبال ، وبعد ذلك حاصرها الماديون و البابليون فأخذوها ودمروها . ونتعلم من سفر يونان أن الله تعالى يطيل أناته و حلمه و صبره على الخطاة ، ويصفح عنهم إذا تابوا إليه توبة صادقة ، فيشملهم بمراحمه و يقبلهم إليه ، لأنه إله رحيم كثير الرحمة بطئ الغضب وجزيل الرأفة و يندم على الشر ، فلا يحقد إلى الدهر ولا يغضب إلى الأبد . ولدى التأمل فى نبوة هذا النبى يرى الإنسان أن جميع الأنبياء قد تنبأوا عن السيد المسيح له المجد برموز و إشارات ، أما يونان فقد كان آية بنفسه ، لأنه بطرحه فى البحر و مكوثه فى جوف الحوت ثلاثة أيام و ثلاث ليال ، و خلاصه من هذا السجن بدون أن يلحقه فساد ، كان فى ذلك رمزاً حسيا عن المسيح له المجد ، الذى لما جاء إلى العالم لخلاصنا لم يكمل الخلاص إلا بموته و دفنه فى القبر ثلاثة أيام و ثلاث ليال بدون أن يرى جسده فسادا ، كما قيل عنه لم تترك نفسه فى الهاوية و لا رأى جسده فسادا . أما الفوائد التى نتعلمها و نجنى بها بركات جزيلة من صوم نينوى هذا فهى : أولا : بما أننا نتلو فى هذه الأيام بنوع خاص الحوادث المتعلقة ، فى التوراة و الأناجيل و المزامير ، بهذه الأمور فمنها نتذكر ( ا ) رحمة الله و حبه و اهتمامه بخلاص جميع الناس ، إذ أنه يريد أن جميع الناس يخلصون و إلى معرفة الحق يقبلون ، و لم يشأ أن يجازى أهل نينوى إلا لما أرسل إليهم يونان النبى ليبشرهم و ينذرهم و يهددهم بالويل . ( ب ) إن يونان لم يهتم بهؤلاء الأمم و بخلاصهم ، و خاف أن يناديهم فيتوبوا فيغفر الله لهم ، و لذلك بادر بالهرب من أمامه وجه الرب إلى ترشيش ، فكانت النتيجة أن الله هيج البحر و الزوابع . و انجلت هذه المصيبة الهائلة بطرحه فى البحر حسب مشورته هو نفسه إلى الذين كانوا معه فى السفينة تأديبا له . ( ج ) إن الله يدعو جميع الناس للتقرب منه تعالى و لا يترك نفسه بلا شاهد بين جميع الأمم . و بهذه الحادثة يعلمنا أن الأمم لها نصيب فى ميراث ملكوته الذى جاء يسوع له المجد و أعده للبشر . ثانيا : إنه بمباشرتنا هذا الصوم نعيد ما قام بعمله قديما شعب نينوى ، الذى صام بعد ما صدر عليه القضاء من لدن الرب أنه بعد أربعين يوما تنقلب نينوى ، و بصومه جعل الرب يصفح عنه ، و بمثابرته على الصوم النقى و الصلاة الحارة و التوبة الحقيقية استبدل الله بالعدل الرحمة لكون الرحمة فوق العدل . ثالثا : يتجلى لنا الفرق بين يونان و رب المجد ، فأن الأول ذهب مكرها لينادى أهل نينوى فوجد من يقبل نداءه و تابوا بمجرد إنذاره ، و نحن قد جاءنا السيد المسيح و مكث على الأرض نيفا و ثلاثين سنة ، و كان ينادينا بكلامه المملوء بروح النعمة و المحبة و الحنو ، و يرشدنا بتعاليمه الصادقة ، و يخفف عنا الأتعاب قائلا (( تعالوا إلى يا جميع المتعبين و الثقيلى الأحمال و أنا أريحكم )) و مع ذلك نتوانى عن تلبية ندائه . يونان لم يناد إلا بالخراب قائلا بعد أربعين يوما تنقلب نينوى ، ولم يتجاوز نداؤه يوما واحدا ، أما المخلص فاستمر يدهش العالم بصنع الآيات الباهرة ، و المعجزات العجيبة التى من شأنها نشر السلام و خلاص النفوس مدة تزيد على ثلاث سنين ولم يؤمنوا به . يونان كرز بين أهل نينوى كرازة الحاقد الذى يرغب أن الرب لا يرحمهم ، ويتمم كلامه بقلب المدينة عليهم ، غير مبال بمن فيها من الناس و البهائم الذين لم يعرفوا شمالهم من يمينهم ، و المسيح كان يسعى فى أمر خلاصنا وشفاء مرضانا وقيامة أمواتنا و تطهيرنا من خطايانا ، وحمل أسقامنا كقوله على لسان أشعياء (( أحزاننا حملها و أوجاعنا تحملها و نحن حسبناه مصابا مضروبا من الله و مرذولا ، و هو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا ، تأديب سلامنا عليه و بحبره شفينا )) ، كما أنه منع عنا سلطة إبليس ومع ذلك لم نعتد به ولم نسمع لقوله تعالى كما استمع أهل نينوى ليونان ، (( ولذا فأن رجال نينوى سيقومون فى الدين مع هذا الجيل و يدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان وهوذا أعظم من يونان ههنا )) . هدانا الله إلى سبيل الخلاص ومنهج التوبة وحسن الفضيلة ، لنحظى بالقربى من الله عز وجل له المجد إلى كمال .
المزيد
15 فبراير 2019

عيد دخول ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح إلى الهيكل

يُعرَف عن العيد بتسميات متعددة . الموارنة والأقباط يدعوة " عيد الدخول "، ويعرف باليونانية ب "عيد اللقاء" إي ابانتيسيس" ويسميه اللاتين "عيد التطهير" وآخرون"عيد التقدمة". الاحتفال بالعيد كان معروفاً في أورشليم منذ القرن الرابع للميلاد.. يستند العيد إلى النص الإنجيلي الذي أورده لوقا البشير في الإصحاح الثاني ، عبر الآيات22 إلى 38 ثلاث عناصر تشكل العيد: تطهير مريم لوضعها مولوداً ذكراً. تقديم المولود الجديد للرب. لقاء سمعان وحنا النبييَن. "لأن عينيَ قد أبصرنا خلاصك الذي أعددته قدَام وجه جميع الشعوب. نور إعلان للأمم ومجدا لشعبك إسرائيل"إن كنيستنا الأرثوذكسية تحتفل اليوم بعيد دخول السيد إلى الهيكل مظهرة وناقلة لنا رسائل ومعاني كثيرة عبر هذا العيد المقدس فإننا نرى اليوم المخلص يسوع بعدما رأيناه في مذود بيت لحم وفي نهر الأردن معتمداً نراه اليوم مقبلاً إلى الهيكل متمماً بذلك الناموس. من اجل خلاصنا متنازلاً الإله لكي يُصعد الإنسان ، فترى والدة الإله مقبلة إلى الهيكل وعلى ذراعيها الطفل يسوع ويوسف الصديق معها في اليوم الأربعيني من ولادتها وفي يديهم على حسب الناموس أما زوج يمام أو فرخي حمام ، فاليمام يرمز للطهارة والعذارى إذ انه عندما يموت أحدهما (الذكر أو الأنثى) لا يأخذ الثاني آخر بدلا منه بل يذهب إلى الجبال بعيدا عن ضجيج العالم. واما الحمام فيرمز على الوداعة على حسب قول السيد " كونوا حكماء كالحيات وودعاء كالحمامة". وهكذا وعلى حسب الناموس أيضا يذبح أحد الطيرين ويترك الآخر دالا ذلك على طبيعتي يسوع الإلهية والإنسانية الأولى التي لا يسود الموت عليها والثانية التي ذبحت على الصليب. أما سمعان الشيخ الذي استقبل اليوم السيد على ذراعيه فكان من السبعين معلما الذي قاموا بترجمة العهد القديم من العبرانية إلى اليونانية وفيما كان يترجم في اشعيا النبي النبوة التي تقول: " ها أن العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعى اسمه عمانوئيل"، حيث استغرب من هذا الكلام قائلا: كيف يمكن أن تلد العذراء؟ كيف يمكن أن يولد الإله؟ وفيما كان يقول إن ذلك غير مصدق ضربته يد غير منظورة كفاً وسمع صوت يقول له: " انك سوف ترى يسوع وسوف تمسكه بيديك"، وهكذا في اليوم التالي وهو ماشيا على ضفة نهر رمى خاتمه في الماء وقال: إن وجدت خاتمي سيكون الكلام حقيقي، وبعد ثلاثة أيام وهو يتناول طعامه الذي كان سمكاً وجد خاتمه في بطن السمكة، وفي هذه اللحظة اخبر سمعان الجميع بالذي حدث له ومن ذلك الوقت أي قبل ثمانين سنة من ميلاد يسوع كان ينتظر في الهيكل هذا اليوم وهكذا نحن اليوم أيها الأحباء نرى سمعان الشيخ حاملاً على ذراعيه المولود من العذراء، حاملاً على ذراعيه ضابط الكل خالق السماء والأرض، حاملاً على ذراعيه الفادي يسوع. وها نحن نسمعه بصوته الورع "الآن تطلق عبدك أيها السيد على حسب قولك بسلام، فان عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته أمام وجوه جميع الشعوب نور إعلان للأمم ومجدا لشعبك إسرائيل".هكذا جاء اليوم الذي طالما انتظره سمعان الشيخ بعناء طويل حتى تتحرر روحه الطاهرة من جسده وينتقل من هذه الحياة الوقتية الفانية إلى حياة الراحة الأبدية لذلك قال الآن تطلق عبدك أيها السيد بعدما حدث كل شيء على حسب قدرتك وتدبيرك. هذه الكلمات كانت اعترافا إيمانيا وشكرا لله وفي نفس الوقت تنبؤ، الآن أطلق عبدك بعدما رأت عيني الخلاص الذي تجسد والذي سيكون لجميع الأمم نوراً يسطع عليهم وينير طرقهم إلى الملكوت، وهو الذي يكون مجداً لشعبك إسرائيل أي سوف يصبح مجداً للذين يؤمنوا بيسوع المسيح لأن إسرائيل الجديد على حسب تعبير الآباء القديسين هم نحن المسيحيون إن هذه الكلمات التي قالها سمعان الشيخ ترددها كنيستنا يومياً في كل صلواتها، ترددها كل نفس مسيحية مشتاقة إلى الغبطة السماوية والى الديار السماوية والآن فماذا نعمل نحن حتى نستقبل هذا العيد وباقي أعياد كنيستنا؟ ما هو التحضير الروحي الذي نقوم به حتى نستقبل هذه الأعياد والتي هي ليست احياء لذكرى هذا الحدث أو ذاك ولكن هي عيش ورؤية هذا العمل الخلاصي روحيا، نحن نرى جوهر العيد ونعيش معه وليس نحيي ذكراه فقط، من خلال مشاركة فعالة في حياة الكنيسة وهذا يتطلب منا استعداد كبير ولنرى اليوم ماذا يقول الإنجيل المقدس في سمعان الشيخ" كان هذا الإنسان بار تقيا ً" وكم من الصبر كان عنده وطاعة لله حتى ينتظر ذلك! ولماذا؟لكي يستقبل السيد على ذراعيه، فماذا نقول نحن الأشقاء الذين نأخذ السيد بأكمله ونتحد معه في سر الشكر الإلهي وعند المناولة؟ لذلك لنسرع إلى التمسك بإيمان آبائنا القديسين وكنيستنا الأرثوذكسية ولنحيا معه الحياة الروحية حتى نستطيع بذلك أن نحيا الإنجيل، ونصل إلى الحياة الأبدية بصلوات سيدتنا الفائقة القداسة والدة الإله والقديس سمعان الشيخ وجميع القديسين.
المزيد
10 فبراير 2019

نياحة القديس أنبا بولا أول السواح

في مثل هذا اليوم من سنة 341 م تنيح القديس العظيم الأنبا بولا أول السواح . كان هذا القديس من الإسكندرية ، وكان له أخ يسمي بطرس ، وبعد وفاة والدهما ، شرعا في قسمة الميراث بينهما ، فلما أخذ أخوه الجزء الأكبر تألم بولس من تصرف أخيه وقال له : لماذا لم تعطني حصتي من ميراث أبى ؟ فأجابه لأنك صبي وأخشي ان تبدده ، أما انا فسأحفظه لك . وإذ لم يتفقا ، مضيا للحاكم ليفصل بينهما . وفيما هما ذاهبين ، وجدا جنازة سائرة في الطريق ، فسأل بولس أحد المشيعين عن المتوفى ، فقيل له إنه من عظماء هذه المدينة وأغنيائها ، وهوذا قد ترك غناه وماله الكثير ، وها هم يمضون به إلى القبر بثوبه فقط . فتنهد القديس وقال في نفسه : ما لي إذن وأموال هذا العالم الفاني الذي سأتركه وأنا عريان . ثم التفت إلى أخيه وقال له : ارجع بنا يا أخي ، فلست مطالبا إياك بشيء مما لي . وفيما هما عائدين انفصل عنه بولس وسار في طريقه حتى وصل إلى خارج المدينة . فوجد قبرا أقام به ثلاثة أيام يصلي إلى السيد المسيح ان يرشده إلى ما يرضيه . أما أخوه فإنه بحث عنه كثيرا ، وإذ لم يقف له على اثر حزن حزنا عظيما وتأسف على ما فرط منه . أما القديس بولس فقد أرسل إليه الرب ملاكا أخرجه من ذلك المكان وسار معه إلى ان آتى إلى البرية الشرقية الداخلية ، وهناك أقام سبعين سنة لم يعاين أثناءها أحدا . وكان يلبس ثوبا من ليف ، وكان الرب يرسل إليه غرابا بنصف خبزة في كل يوم . ولما أراد الرب إظهار قداسته وبره ، أرسل ملاكه إلى الأب العظيم أنطونيوس ، الذي كان يظن انه أول من سكن البرية ، وقال له : يوجد في البرية الداخلية إنسان لا يستحق العالم وطأة قدميه ، وبصلاته ينزل الرب المطر والندي على الأرض ، ويأتي بالنيل في حينه . فلما سمع أنطونيوس هذا قام لوقته وسار في البرية الداخلية مسافة يوم . فأرشده الرب إلى مغارة القديس بولس فدخل إليه وسجد كل منهما للآخر وجلسا يتحدثان بعظائم الأمور . ولما صار المساء أتى الغراب ومعه خبزة كاملة . فقال القديس بولس للقديس أنطونيوس : الآن قد علمت انك من عبيد الله . ان لي اليوم سبعين سنة والرب يرسل لي نصف خبزة كل يوم ، أما اليوم فقد أرسل الرب لك طعامك ، والان أسرع واحضر لي الحلة التي أعطاها قسطنطين الملك لأثناسيوس البطريرك . فمضى إلى البابا أثناسيوس أخذها منه وعاد بها إليه . وفيما هو في الطريق رأى نفس القديس الأنبا بولا والملائكة صاعدين بها . ولما وصل إلى المغارة وجده قد تنيح ، فقبله باكيا ثم كفنه بالحلة وأخذ الثوب الليف . ولما أراد مواراة جسده الطاهر تحير كيف يحفر القبر ، وإذا بأسدين يدخلان عليه وصارا يطأطأن بوجهيهما على جسد القديس ، ويشيران برأسيهما كمن يستأذناه فيما يعملان . فعلم انهما مرسلان من قبل الرب ، فحدد لهما مقدار طول الجسد وعرضه فحفراه بمخالبهما . وحينئذ واري القديس أنطونيوس الجسد المقدس وعاد إلى الأب البطريرك واعلمه بذلك ، فأرسل رجالا ليحملوا الجسد إليه . فقضوا أياما كثيرة يبحثون في الجبل فلم يعرفوا له مكانا ، حتى ظهر القديس للبطريرك في الرؤيا واعلمه ان الرب لم يشأ إظهار جسده فلا تتعب الرجال ، فأرسل واستحضرهم . أما الثوب الليف فكان يلبسه الأب البطريرك ثلاث مرات في السنة أثناء التقديس . وفي أحد الأيام أراد ان يعرف الناس مقدار قداسة صاحبه فوضعه على ميت فقام لوقته . وشاعت هذه الأعجوبة في كل ارض مصر والإسكندرية . صلاته تكون معنا آمين .
المزيد
29 يناير 2019

القديس الأنبا أنطونيوس كوكب البرية وأب الرهبان

نشأته: من أهل الصعيد من جنس الأقباط، وسيرته عجيبة طويلة اذا استوفيناها شرحاَ.. وإنما نذكر اليسير من فضائله: انه لما توفي والده دخل إليه وتأمل وبعد تفكير عميق قال: تبارك اسم الله: أليست هذه الجثة كاملة ولم يتغير منها شئ البتة سوي توقف هذا النفس الضعيف. فأين هي همتك وعزيمتك وأمرك وسطوتك العظيمة وجمعك للمال. أني آري الجميع قد بطل وتركته.. فيا لهذه الحسرة العظيمة والخسارة الجسيمة. ثم نظر إلي والده الميت وقال: أن كنت قد خرجت أنت بغير اختيارك فلا أعجبن من ذلك، بل أعجب أنا من نفسي أن عملت كعملك. اعتزاله العالم: ثم أنه بهذه الفكرة الواحدة الصغيرة ترك والده بغير دفن[1]. كما ترك كل ما خلفه له من مال وأملاك وحشم، وخرج هائما علي وجهه قائلاً: ها أنا أخرج من الدنيا طائعاً كيلا يخرجوني مثل أبي كارهاً. توغله في الصحراء: لم يزل سائراً حتى وصل إلي شاطئ النهر حيث وجد هناك جميزة كبيرة فسكن هناك، ولازم النسك العظيم والصوم الطويل. وكان بالقرب من هذا الموضع قوم من العرب، فاتفق يوم من الأيام أن أمرآة من العرب نزلت مع جواريها إلي النهر لتغسل رجليها ورفعت ثيابها وجواريها كذلك، فلما رأي القديس أنطونيوس ذلك حول نظره عنهن وقتاً ما ظناً منه أنهن يمضين. لكنهن بدأن في الاستحمام في النهر! فما كان من القديس إلا أن قال لها: يا أمرآة: أما تستحين مني وأنا رجل راهب؟ أما هي فأجابت قائلة له: أصمت يا إنسان. من أين لك أن تدعو نفسك راهباً؟ لو كنت راهباً لسكنت البرية الداخلية لأن هذا المكان لا يصلح لسكنى الرهبان[2]. فلما سمع أنطونيوس هذا الكلام لم يرد عليها جواباً. وكثر تعجبه لأنه لم يكن في ذلك الوقت قد شهد راهبا ولا عرف الاسم[3]. فقال في نفسه ليس هذا الكلام. من هذه المرأة، لكنه صوت ملاك الرب يوبخني. وللوقت ترك الموضع وهرب إلي البرية الداخلية وأقام بها متوحداً. لأنه ما كان في هذا الموضع أحد غيره في ذلك الوقت. وكان سكناه في قرية قديمة كائنة في جبل العربة، صلاته تكون معنا أمين. ملاك يسلمه الزى: وكان يوماً جالساً في قلايته، فأتت عليه بغتة روح صغر نفس وملل وحيرة عظيمة، وضاق صدره فبدأ يشكو إلي الله ويقول: يارب أني أحب أن أخلص، ولكن الأفكار لا تتركني فماذا أصنع؟ وقام من موضعه وإنتقل إلي مكان آخر وجلس. وإذا برجل جالس أمامه، عليه رداء طويل متوشح بزنار صليب مثال الأسكيم، وعلي رأسه (كوكلس) قلنسوة شبه الخوذه. وكان جالساً يضفر الخوص وإذ بذلك الرجل يتوقف عن عمله ويقف ليصلي، وبعد ذلك يجلس يضفر الخوص.ثم قام مرة ثانية ليصلي ثم جلس ليشتغل في ضفر الخوص وهكذا.. أما ذلك الرجل فقد كان ملاك الله الذي أرسل لعزاء القديس وتقويته إذ قال لأنطونيوس (أعمل هكذا وأنت تستريح). من ذلك الوقت اتخذ أنطونيوس لنفسه ذلك الزى الذي هو شكل الرهبنة وصار يصلي ثم يشتغل في ضفر الخوص: وبذلك لم يعد الملل يضايقه بشده. فاستراح بقوة الرب يسوع المسيح له المجد. صلاته: 1 – القديس بولا البسيط (تلميذ الأنبا أنطونيوس) أقام القديس أنطونيوس بالبرية الداخلية فوق مدينة أطفيح بديار مصر مدة ثلاثة أيام. وبني له قلاية صغيرة وهو قريب من وادي العربة. وكان في ذلك الوقت رجل علماني، شيخ كبير، يقال له بولا أعني بولس. وكان ساكناً في مدينة أطفيح. واتفق أن ماتت زوجته وتزوج امرأة صبية. وكان له خيرات وأموال كثيرة كان قد ورثها. فدخل يوماُ من الأيام إلي بيته، فوجد أحد خدامه علي السير مع زوجته فقال لزوجته مبارك لك فيه أيتها المرأة، ومبارك له فيك، إذ اخترتيه دوني. ثم أخذ بردته[4] عليه، ومضي هائماً علي وجهه في البرية الداخلية. وبقي محتاراً تائهاً زماناً طويلاً إلي أن اتفق أنه وقف علي قلاية القديس أنطونيوس، فقرع باب القلاية. فلما رآه القديس عجب منه غاية العجب، لأنه لم يكن بعد قد رأي إنساناً بهذه الصفة، فسلم علي القديس وسجد له علي الأرض بين يديه فأقامه القديس وعزاه وفرح به غاية الفرح. ثم جلس عند القديس أربعين يوماً ملازماً الزهد الكامل والوحدة الصعبة. فلما كمل له أربعون يوما ً، قال له القديس: يا بولس اذهب حافة الجبل وتوحد، وذق طعم الوحدة. فمضي بولس كما أمره وعمل له مثل مربط شاة. وفي غصون ذلك احضورا إلي القديس أنطونيوس رجلاً اعتراه روح من الجن. فلما نظره القديس عجب منه، ثم قال للذي أحضره: اذهب به إلي القديس بولس ليشفيه لأني عاجز عنه. وهذه هي أول تجاربه. فعملوا كما أمرهم القديس و أحضروه بين يدي القديس بولس. وقالوا له معلمك الأب أنطونيوس يأمرك أن تخرج هذا الشيطان من هذا الإنسان. وكان القديس بولس ساذجاً. فلوقته أخذ الرجل المريض وخرج إلي خارج الجبل وكان الحر شديداً، وكانت الشمس مثل وهج النار العظيم. فقال: يا شيطان استحلفك كما أمرني معلمي أنطونيوس أنت تخرج. واذ بدأ العدو الشيطان يتكلم علي لسان الإنسان المريض ويضحك ويشتم ويقول: من هو أنت ومن هو معلمك أنطونيوس المختال الكذاب. فقال له بولس: أنا أقول لك أيها الشيطان انك تخرج من هذا الإنسان وان لم تخرج أنا أعذب نفسي. ثم طلع القديس بولا علي حجر كان يتقد كأنه جمر نار وأخذ حجراً آخر علي رأسه[5] وقال: باسم الرب يسوع المسيح، وباسم صلوات معلمي مار أنطونيوس العظيم أني سأظل هكذا إلي أن أموت ولابد أن أعمل طاعة معلمي، وتخرج أيها الشيطان كما أمر معلمي. وبقي هكذا واقفاً والعرق يتصبب منه كأنه مطر ونبع (نزف) الدم من فمه وأنفه والناس حوله مندهشون. فلما رأي الشيطان ذلك صرخ بأعلى صوته وقال: العفو العفو! والهروب الهروب من شيخ يقسم علي الله بزكاوة قلبه. حقاً لقد أحرقتني بساطتك. ثم خرج من ذلك الانسان. وصرخ الشيطان أيضاً قائلاً: يا بولا لا تحسب أني خرجت من أجل دمك وخروجه (أي نزف دمه)، ولكن أحرقتني صلاة أنطونيوس وهو غائب. ولما سمع الحاضرون تعجبوا. بركة صلواتهم تحفظنا آمين. 2- قصة شفاء ابن ملك الإفرنج اخبروا عن القديس أنطونيوس أن ملك الافرنج كان له ولد، وكان وارثاً للملك بعده، فلحقه جنون وصرع، فجمع كل علماء بلاده فلم يقدر واحد أن يعينه أو يشفيه. ثم اتصل به خبر القديس أنطونيوس الصعيدي، فأرسل اليه رسله بهدايا جليلة، ولما وصلوا اليه لم يشأ أن يقبل شيئاً من الهدايا أو يفرح بالسمعة، وكان يكلمهم بترجمان. وقال لتلميذه: بماذا تشير علي يا ابني؟ هل أذهب أم أبقي؟ قال له: يا أبي ان جلست أنت أنطونيوس، وان ذهبت فأنت انطونه[6]. وكان التلميذ يحبه ولا يشتهي أن يفارقه. فقال له القديس: وأنا أريد أن أكون أنطونه. وفي تلك الليلة عمل صلاة في الدير وسار إلي بلاد الافرنج[7] وحملته سحابة بقوة الرب يسوع المسيح. ودخل إلي مدينة الملك وجلس علي باب دار الوزير كمثل راهب غريب. ولما عبر وزير الملك وكان الليل قد حل، أمره الوزير بالدخول إلي منزله. وبينما هم علي المائدة واذا بخنزيرة في بيت الوزير كان لها صغار عمياء وأحدها أعرج أحضرتهما وألقتهما بين يدي القديس الذي خاطب الوزير قائلاً: لئلا تظن أن الملك فقط يريد شفاء ابنه! ثم صلب علي أولاد الخنزيرة، وبصق علي أعين العمياء منها وأبراها، فدهش القوم جداً وصاروا كأنهم أموات، ووصل الخبر الي الملك فأحضروه للوقت وأبرأ ابنه وقال: أيها الملك بلغني أنك أرسلت الي أنطونه المصري وانفقت مالك وأتعبت رسلك ولأجل هذا أنفذني الله اليك. ثم ودعه وانصرف الي ديره. وفي اليوم الثاني تقابل معه رسل الملك وطلبوا منه الذهاب معهم لشفاء ابن الملك. فقال لهم اسبقوني وأنا أحضر خلفكم. فرجعوا واثقين بكلامه، وقاسوا في عودتهم شدائد كثيرة من تعب البحر وهول السفر وعند وصولهم سمعوا بشفاء ابن الملك وأن قديساً آخر قد أبراه. وهكذا قصد القديس أنطونيوس أن ينفي عن نفسه الفخر والعظمة. ولكن السيد المسيح لم يشأ أن يخفي فضائله وتحققت أخباره في بلاد الأفرنج. فتعجب الرسل جداً كيف حضر القديس من بلاده الي بلادهم في ليلة واحدة وتكلم بلسانهم. وفي اليوم الثاني كان عندهم. فمجدوا الله كثيرا.ً من سيرة حياته الرهبانية وقوانين نسكه (أ) شركته مع السمائيين: جاء بعض الأخوة يسألونه في سفر اللاويين فاتجه الشيخ علي الفور إلي الصحراء. أما أنبا آمون الذي كان يعرف عادته فتبعه سراً. وعندما وصل الشيخ الي مسافة بعيدة رفع صوته قائلاً (اللهم ارسل الي موسي يفسر لي معني هذه الآية). وفي الحال سمع صوت يتحدث اليه. قال أنبا آمون أنه سمع الصوت لكنه لم يفهم قوة الكلام. (ب) الكشف الروحي: + لما حضر أنبا ايلاريون من سورية الي جبل أنبا أنطونيوس قال له أنبا أنطونيوس: (هل حضرت أيها النجم المنير المشرق في الصباح؟). أجابه أنبا ايلاريون: (سلام لك يا عامود النور حامي الخليقة) + كانت طلعته مضيئة بنور الروح القدس تنم عن نعمة عظيمة وعجيبة. كان متميزاً في رصانة أخلاقه وطهارة نفسه وكان يستطيع أن يري ما يحدث علي مسافة بعيدة. فقد حدث مرة بينما كان القديس جالساً علي الجبل أنه تطلع الي فوق فرأي في الهواء روح المبارك آمون راهب نيتريا محمولة الي السماء بأيدي ملائكة وكان هنالك فرح عظيم. وكانت المسافة بين نيتريا الي الجبل الذي كان فيه أنطونيوس نحو سفر ثلاثة عشر يوما ً. ولما رأي رفقاء أنطونيوس أنه منذهل سألوه ليعرفوا السبب فأعلمهم أن آمون مات توا فسجلوا يوم الوفاة. ولما وصل الأخوة من نيتريا بعد ثلاثين يوماً سألوهم فعلموا أن آمون قد رقد في اليوم والساعة التي رأي فيها الشيخ روحه محمولة الي فوق. فتعجب هؤلاء وغيرهم من طهارة نفس أنطونيوس وكيف أنه علم في الحال ما حدث علي مسافة سفر ثلاثة عشر يوماً وأنه رأي الروح صاعدة. (جـ) افرازه: + قيل ان شيوخاً كانوا قاصدين الذهاب الي أنبا أنطونيوس، فضلوا الطريق، واذا انقطع رجاؤهم، جلسوا في الطريق من شدة التعب، واذا بشاب يخرج اليهم من صدر البرية، واتفق وقتئذ أن كانت هناك حمير وحش ترعي، فأشار اليهما الشاب بيده، فأقبلت نحوه، فأمرها قائلاً: (احملوا هؤلاء الي حيث يقيم أنطونيوس). فأطاعت حمير الوحش أمره، فلما وصلوا، أخبروا أنطونيوس بكل ما كان، أما هو فقال لهم: (هذا الراهب يشبه مركباً مملوءاً من خير، لكني لست أعلم، ان كان يصل إلي الميناء أم لا؟). وبعد زمان بينما كان القديس أنطونيوس جالساً في الصحراء مع الاخوة وقع فجـأة في دهشة، فرأوه يبكي وينتحب، يركع ويصلي وينتف شعره فقال له تلاميذه: (ماذا حدث أيها الأب) فقال لهم الشيخ: (عامود عظيم للكنيسة قد سقط في هذه الساعة، أعني ذلك الشاب الذي أطاعته حمير الوحش قد سقط من قانون حياته) وأرسل الشيخ اثنين من تلاميذه اليه. فلما رأي تلاميذ أنطونيوس بكي وناح وأهال تراباً علي رأسه وسقط أمامهم قائلاً: (اذهبوا قولوا لأنبا أنطونيوس أن يطلب الي الله، كي يمهلني عشرة أيام لعلي أتوب). لكنه قبل أن يتم خمسة أيام توفي ولم يمكث طويلاً ليقدم توبة عن خطيته[8]. + قال الأنبا أنطونيوس (إني أبصرت مصابيح من نار محيطة بالرهبان، وجماعة من الملائكة بأيديهم سيوف ملتهبة يحرسونهم، وسمعت صوت الله القدوس يقول: (لا تتركوهم ما داموا مستقيمي الطريقة)، فلما أبصرت هذا، تنهدت وقلت: (ويلك يا أنطونيوس، ان كان هذا العون محيطاً بالرهبان، والشياطين تقوي عليهم!) فجاءني صوت الرب قائلاً: (إن الشياطين لا تقوي علي أحد، لأني من حين تجسدت، سحقت قوتهم عن البشريين، ولكن كل إنسان يميل الي الشهوات ويتهاون بخلاصه، فشهوته هي التي تصرعه وتجعله يقع) فصحت قائلاً:(طوبي لجنس الناس وبخاصة الرهبان، لأن لنا سيداً هكذا رحيماً ومحباً للبشر). + ودفعة جاء شيخ كبير في زيارة للأنبا أنطونيوس في البرية وهو راكب حمار وحش، فلما رآه الشيخ قال (هذا سفر عظيم، ولكني لست أعلم أن كان يصل الي النهاية أم لا). (د) يوجد نظير له: أعلن الرب لأنبا أنطونيوس أنه في المدينة الفلانية يوجد رجل يماثله، وهو طبيب يعمل ويوزع كل ما يحصل عليه علي الفقراء والمحتاجين، ويقدم للرب تماجيد مع الملائكة ثلاث مرات يومياً. (هـ) يوجد من يفوقه أيضاً: بينما كان القديس يصلي في قلايته سمع صوتاً يقول: (يا أنطونيوس. انك لم تبلغ بعد ما بلغه خياط بمدينة الاسكندرية) فقام القديس عاجلاً وأخذ عصاه الجريد بيده ووصل الي الخياط. فلما نظر الخياط الشيخ ارتعد. سأله القديس: (ما هو عملك وتدبيرك؟) أجابه الخياط: (إنني لا أظن أنني أعمل شيئاً من الصلاح غير أني أنهض مبكراً وقبل أن أبداً عمل يدي أشكر الله وأباركه. وأجعل خطاياي امام عيني وأقول: (إن كل الناس الذين في المدينة سيذهبون الي ملكوت السموات لأعمالهم الصالحة أما أنا فسأرث العقوبة الأبدية لخطاياي). وأكرر هذا الكلام عينه في المساء قبل أن أنام. لما سمع منه القديس هذا الكلام قال له: حقاً كالرجل الذي يشتغل في الذهب ويصنع أشياء جميلة ونقية في هدوء وسلام هكذا أنت أيضاً فبواسطة أفكارك الطاهرة سترث ملكوت الله بينما أنا الذي قضيت حياتي بعيداً عن الناس منعزلاً في الصحراء لم أبلغ بعد ما بلغته أنت. (و): ترديد اسم يسوع: قال: ان جلست في خزانتك قم بعمل يديك.. ولا تخل اسم الرب يسوع، بل أمسكه بعقلك ورتل به بلسانك وفي قلبك وقل: ياربي يسوع المسيح ارحمني. ياربي يسوع المسيح أعني. وقل له أيضاً.. أنا أسبحك ياربي يسوع المسيح من هو أنطونيوس؟: + قال أحد الاخوة: أرانا أنبا صيصوي مغارة الأنبا أنطونيوس حيث كان يسكن: (هوذا في مغارة أسد يعيش ذئب)[9].
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل