المقالات
11 أبريل 2019
يوم الخميس من الأسبوع السادس
إنجيل القداس:
المعمودية تعطينا أن نولد كأولاد لله متحدين بالمسيح. ولكن في حياتنا في العالم نخطئ وحيث أن الخطية
موت، فنحتاج للإفخارستيا. من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية. من يأكل جسدي ويشرب دمي
يثبت في وأنا أيضًا أثبت فيه. فهذا السر هو لإستمرارية ثباتنا في جسد المسيح. ومن له حياة فله إستنارة.
لذلك فالتناول يعطي إستنارة. وهذا ما حدث مع تلميذي عمواس إذ إنفتحت أعينهما وعرفا المسيح عند كسر
الخبز. فالإنسان الحي حواسه مفتوحة أما الميت فحواسه مغلقة. بالمعمودية صرنا أغصان في الكرمة
والتناول هو العصارة التي تعطي الحياة للغصن.
مزمور الإنجيل:
يا رافعي من أبواب الموت= فالرب رفعنا من الموت للحياة بهذا السر العظيم.لكيما أخبر بتسابيحك= الذي صارت له الإستنارة يعرف المسيح، ومن يعرفه يسبحه.
إنجيل باكر:
إنجيل القداس عن جسد ودم المسيح المأخوذ من عصير الكرمة. وإنجيل باكر عن الكرامين الأردياء. والكرم
هو الكنيسة التي أسسها السيد المسيح وأعطاها حياة هي دمه أي عصير الكرمة. وصعد (= سافر زمانًا
طويلا). والمسيح يريد ثمر من هذا الكرم. فهل نحن أحياء مثمرين فع ً لا نفرح قلب المسيح.
مزمور باكر:
إرحمني يا رب وأنظر إلى ذلي من أعدائي= هذه تساوي "هيأت قدامي مائدة تجاه مضايقي" (مز ٥:٢٣ ). هنا
صلاة لله لكي لا نهلك ونستمر أحياء، والهلاك يأتي من أعدائنا الذين يذلونا. لكن الله هيأ لنا سرًا عظيمًا
للحياة= يا رافعي من أبواب الموت.
البولس:
لا يكفي التناول لكي تكون لنا حياة "فالذي يتناول بدون إستحقاق يصبح مجرمًا في جسد الرب ودمه"
١كو ٢٧:١١ ). لذلك نسمع هنا عن ضرورة أن تحيا الرعية كلها أسقف وكهنة وشعب في تقوى فيكون لهم )
ثمر.
الكاثوليكون:
المسيحي يبني نفسه بإيمان صحيح مصلين في الروح القدس ويحفظ نفسه في محبة الله منتظرين رحمة
ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية. ولكن ليس فقط يهتم بنفسه، بل بخلاص إخوته. بكتوا البعض.. خلصوا
البعض..
الإبركسيس:
هنا نرى بولس الرسول العظيم يكاد يغرق ويموت. فالحياة التي يعطيها الله ليست حياة للجسد بل هي حياة
أبدية للروح، هذه نأخذها من الإفخارستيا.
٢مل ٨:٤ -37
إليشع يقيم إبن الشونمية. وهنا موت يتحول إلى حياة مرتين. فالشونمية يصير لها ولد بعد أن شاخ رجلها، ثم
بعد أن يموت يقيمه وفتح الصبي عينيه= الحي له إستنارة وهذا هو المقصود بالنبوة، فالمعمودية= حياة
جديدة + إستنارة.
إش ١:٤٥-10
أرسل الله كورش (وهو رمز للمسيح) وأخضع أمامه أممًا (رمز للشياطين). لأفتح أمامه المصاريع (رمز
لفتح أبواب الجحيم وأبواب الفردوس). وأعطيك كنوز الظلمة= قديسي العهد القديم الذين كانوا في الجحيم
ونقلهم المسيح إلى الفردوس.
ليعلموا الذين هم من مشرق الشمس والذين هم من المغرب أنه ليس غيري= دخول الأمم للحياة. المسيح
أعطى الحياة لكل العالم. إقطري أيتها السموات= نزول الروح القدس على الكنيسة لتعطي ثمرها.
أم ١:٩-11
الحكمة (المسيح) بنت لها بيتًا (الكنيسة) وثبتت أعمدتها السبعة (الأسرار السبعة) وذبحت ذبائحها
(الإفخارستيا)= ومزجت خمرها في الأواني+ كلوا من خبزي وإشربوا من الخمر. لكن التناول من الجسد
والدم وحده لا يكفي بل رأس الحكمة مخافة الرب.. بهذه تكثر أيامك= يكون لك حياة أبدية كما قال المسيح
من يأكلني يحيا بي.
اي ١:٣٥-16
الله لا يستجيب للأشرار. إذًا نحن لن نستفيد من مائدة التناول ويكون لها ثمر في حياتنا إلا لو قدمنا توبة.
المزيد
09 أبريل 2019
يوم الثلاثاء من الأسبوع السادس
إنجيل القداس:
سؤال المسيح الهام أنتم من تقولون إني أنا. المسيح سبق وسأل التلاميذ من تقول الجموع أني أنا. ونفهم أن
السيد مهتم برأي التلاميذ فيه وليس رأي الناس. فالتلاميذ هم خاصته. والسؤال لنا.. هل عرفنا المسيح أم لا،
من له إستنارة سيعرف المسيح من هو. أما من لا يزال غارقًا في خطيته فهو لن يعرف المسيح "بدون قداسة
لن يرى أحد الرب" (عب ١٤:١٢ ).ومن لا يعرف المسيح سيتصادم معه عند أول تجربة، إذ أنه سوف يشك
في محبة المسيح أو قدراته. وهنا نرى بطرس يعلن إعترافه بالمسيح.يوم الأحد نرى الأعمى إذ إعتمد حدثت له إستنارة فعرف المسيح وسجد له. ونحن بالمعمودية تحدث لنا هذه الإستنارة فنعرف المسيح، ولكن مع الخطايا نعود فنفقد الرؤية ولا نعرفه. ولكي نعرفه نحتاج للنقاوة والقداسة فنعرفه ونراه إذ نستعيد الإستنارة. قراءات يوم الإثنين ركزت على رفض الشيطان وترك طريق الشر
والتوبة وقراءات اليوم تركز على الإستنارة. وهذا ما نراه في طقس المعمودية. فأولا هناك طقس جحد
الشيطان ويليه نفخ الكاهن في المعمد قائلا "أخرج أيها الروح النجس" ثم يأتي طقس الإعتراف والإيمان
بالمسيح.
مزمور الإنجيل:
كما يشتاق الأيل إلى ينابيع المياه= هذا كلام من حدثت له إستنارة. ولاحظ أن ينابيع المياه تشير للروح
القدس. وكلما حدثت إستنارة يشتاق الإنسان للإمتلاء أكثر.
إنجيل باكر:
المسيح لم يصنع معجزة مع هؤلاء بسبب عدم إيمانهم. وفي المعمودية نحصل على طبيعة جديدة لكن عدم
الإيمان يحرمنا من الطبيعة الجديدة. وما يسبب عدم الإيمان هو عدم الإستنارة والذي يؤدي لعدم الإستنارة هوحياة الخطية.
مزمور باكر:
لبست مسحًا وواضعت بالصوم نفسي= هكذا ينبغي على المؤمن أن يقترب من المسيح ليشفيه المسيح.
صلاتي إلى حضني ترجع= في إتضاعه وإذلاله لنفسه وصلاته، ترتد إليه صلاته بتعزيات الله تملأ قلبه.
البولس:
عمل الكنيسة هو الوعظ والتعليم حتى إذا دخل أحد غير مؤمن أو أممي فإنه يوبخ من الجميع ويسجد لله
معترفًا أن الله حقًا فيكم.
الكاثوليكون:
ليس الوعظ فقط كما في البولس بل كونوا عاملين بالكلمة وتفتقدوا اليتامى والأرامل..
الإبركسيس:
تطبيق على ماذكر في البولس. كثيرون من الذين يستعلمون السحر أتوا بكتبهم وأحرقوها. ولاحظ القوة
التي في بولس الرسول، فالمناديل والمآزر تشفي الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة.
أم ١٢:٨-21
أنا الحكمة (المسيح أقنوم الحكمة) بالمشورة ظهرت (تجسدت). أنا أحب الذين يحبونني. ومن هو الذي يحب
المسيح إلا من عرفه وإستنارت عيناه. وما هو نصيبه؟ أورث الذين يحبونني الخير الراهن إشارة لمجد
السماء.
إش ١:٤٤-8
إني أفيض المياه على العطشى .أفيض روحي على ذريتك فينبتون المعمودية الميرون ثمار الروح
(أي ١٧:٣٢-33:33
الله يتكلم مرة وبإثنتين لا يلاحظ الإنسان= الله يدعو الإنسان للتوبة بوسائل متعددة يؤدب بالألم= إذا لم
يستجب للإنذارات إذا رجعوا للرب ويقروا بذنوبهم= يتجدد جسدهم وتمتلئ عظامهم نخاعًا.. يعيد نفسه من الفساد وينورها بنور الأحياء= تعود الإستنارة للتائب.
المزيد
08 أبريل 2019
يوم الإثنين من الأسبوع السادس
إنجيل القداس:
بيلاطس هنا يقتل الجليليين وخلط دماءهم بذبائحهم. وبرج يسقط على ١٨ إنسانًا فقتلهم. فالموضوع هنا، أناس أبرياء دون ذنب وماتوا، ربما هم لهم أخطاءهم، لكن الكتاب لم يذكر لهم أخطاء. والسيد المسيح يعلم هنا أن لا نفكر في لماذا ماتوا، بل علينا أن نقدم توبة. فليس مهمًا أن نموت، وليس له أهمية أن نفكر لماذا وكيف،ولكن المهم أن نقدم توبة حتى إذا جاء الموت لا نهلك= إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. ويوم الأحد القادم هو يوم المعمودية (أحد التناصير) والتوبة هي معمودية ثانية. إبليس الذي كان قتالا للناس منذ البدء(يو ٤٤:٨ ) يرمز له بيلاطس قاتل الجليليين. وليس ببعيد أن إبليس أيضًا دبر حادثة البرج. ولكن إذا سمح الله بالموت فهذا لينقل أولاده للسماء. ولكن إبليس أيضًا يعلم الناس الخطايا فيهلكوا أبديًا. وهذا هو ما يحتاج توبة ورفض لإغراءات إبليس.
مزمور الإنجيل:
دن يا رب الذين يظلمونني= أي الشياطين الذين يخدعونني بالخطايا. وقاتل الذين يقاتلونني= الشياطين
خذ سلاحًا وترسا وإنهض إلى معونتي= السلام كان الصليب. والله أعطى لنا سلاح نحارب به إبليس (راجع
.( أف ٦
إنجيل باكر:
مثل الكرامين الأردياء. وفيه نراهم يقتلون رسل صاحب الكرم ثم قتلوا إبنه (المسيح). وهذا ما يحدث عبر
الزمن، فإبليس يحرك أتباعه. ونهاية كل هؤلاء الهلاك الأبدي. لكن الأبرياء الذين إستشهدوا فهم في السماء.
إذًا ليس الموت الجسدي هو المهم بل الموت الروحي إذا إنجذب إنسان للخطية. مثل هذا عليه أن يقدم توبة
حتى لا يهلك أبديًا.
مزمور باكر:
أمامك هي كل شهوتي. وتنهدي عنك لم يخف= لو كانت شهوة المرنم هي السماء فهذا يفرح قلب الله، لكن
لو كان المرنم يصرخ إلى الله أن يخلصه من شهوات العالم، فالشهوة هنا هي خطية يتنهد عليها. ويقول لله
أنت ترى تنهدي فأعني حتى أتخلص من شهوات العالم فيكون لي حياة أبدية.
البولس:
حقًا بالمعمودية نصير أولادًا لله. لكن المعمودية ليست نهاية الطريق، بل علينا أن نسلك في قداسة العمر كله=هذه هي إرادة الله قداستكم + المحبة الأخوية. ولا نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم. ونرى رجاء القديسين أن يخطفوا إلى المجد لنلاقي الرب في الهواء. هذا ما يدفعنا أن نسلك في قداسة.
الكاثوليكون:
تكملة لنفس موضوع البولس. إخضعوا لله. قاوموا إبليس فيهرب منكم. طهروا أيديكم.
الإبركسيس:
بولس يعلم سنة وستة أشهر دون أن يقاومه أحد. وهذا حسب وعد الله. ففي هذا المكان أناس وجد الله أنهم
مستعدين للإيمان فيترك لهم بولس سنة وستة أشهر. ولاحظ أن المقاومة لكلمة الله هي من عمل إبليس
(بيلاطس في إنجيل القداس رمز له). لكن حين يريد الله أن يوقفه فهو يوقفه.
أم ١:٨-11
نسمع هنا عن أهمية الحكمة. والحكمة هي في رفض إغراءات الشيطان حتى لو كانت إغراءاته ذهبًا وفضة.
فالتوبة أهم فهي طريق الحياة الأبدية أما الخطية فهي طريق الهلاك.
إش ١٠:٤٣-28
الرب هو المخلص وهو الفادي. جعل في البحر طريقًا (مع موسى في البحر الأحمر رمزًا للمعمودية) وفي
المياه القوية مسلكًا= أي المعمودية. وأولى البأس فيضطجعون= هم الشياطين هم الآن تحت الأقدام
ومصيرهم الهلاك الأبدي.أنا أنا هو الماحي معاصيك وأثامك لا أذكرها= إنجيل القداس عن التوبة وإنجيل الأحد عن المعمودية. والتوبة معمودية ثانية. وبالتوبة والمعمودية غفران الخطايا.
أي ٦:٣٢-16
نلاحظ أن الروح القدس يعطي حكمة= لكن في البشر روحًا ونسمة القدير تعلمني. ليس الكثيرو الأيام
حكماء= الحكمة ليست بالسن ولكن بالروح القدس.
نرى في قراءات هذا اليوم: الشيطان القاتل تسبب بخداعه وغوايته أن يجعل الإنسان يموت إذ أخطأ. وجاء
المسيح الفادي المخلص ليؤسس سر المعمودية وسر التوبة لغفران الخطية فلا نموت. وعلينا أن نسلك بقداسة وحكمة أي لا نسير وراء شهواتنا والله قادر أن يخضع إبليس. وأعطانا الروح القدس يعطينا حكمة بها لا ننخدع وراء إبليس لكن من يعود لينجذب وراء الخطية رافضًا التوبة يهلك.
المزيد
07 أبريل 2019
تأملات في الأسبوع الخامس من الصوم الكبير - المخلع
تحذير من اليأس في الطريق . لا يأس ولا فشل بعد في المسيح... فالمخلع قام وحمل سريره بعد 38 سنة مرضًا، بعد 38 سنة شللًا، 38 سنة خطية، 38 سنة ضائعة.
إن ربنا يسوع لا يحسب السنين بل عندما نعرفه يجدد مثل النسر شبابنًا. نحن نقول احسبنا مع أصحاب الساعة الحادية عشر. إن الحياة في المسيح هي جديدة كل يوم.
والمشاكل الخطيرة والضيقات تسبب لنا في المسيح انطلاقة جبارة. إن الأنبا بولس البسيط ابتدأ بعد 60 سنة- بعد خناقة مع زوجته الشابة الخائنة. وذهب إلى القديس أنطونيوس الكبير، ووصل إلى درجته العالية في الصوم والصلاة... بعد 65 سنة!
ليس في المسيحية شيخوخة ولا يأس، بل أمل متجدد... هذا هو دستور سيرنا في رحلة الصوم، أمل وحياة جديدة في المسيح، وفرح وشجاعة وعدم يأس... وانطلاقات روحية ونمو مستمر... إنها رحلة لا تعرف التوقف أبدًا.
بيت حسدا والمعمودية
إنجيل الأحد الخامس يتحدث عن بيت حسدا التي ترمز للمعمودية (يو 5). فنحن جمهور المسيحيين كنا بجوارها مرضى وعرج وعمى... مرضى بكل مرض روحي. والملاك الذي يحرك الماء هو إشارة للروح القدس الذي يحل على ماء المعمودية.
هذا هو نصيبنا في المسيح إن الذين نالوا المعمودية لهم رجاء في الآب لا ينتهي حتى ولو كان لهم 38 سنة في المرض.
إن تدريب هذا الأسبوع هو الرجاء وعدم اليأس، فالمعمودية أعطتنا نعمة البنوة – والبنين لا يخيب رجاهم في محبة الآب.
يبدأ هذا الأسبوع بأحد السامرية (أحد النصف)، وينتهي هذا الأسبوع بأحد المخلع.
ويقسم المفسرون سفر إشعياء إلى قسمين: الأول ينتهي بالإصحاح 39 بهزيمة سنحاريب ملك الآشوريين. والثاني من الإصحاح 40 إلى آخر السفر (إش 66) وهو قسم مملوء بالتعزيات للسائرين في الطريق مع لله، ومملوء بالنبوات عن السيد المسيح من ميلاده وصلبه وقيامته وعن يوم الخمسين وميلاد الكنيسة الجديدة.
ولقد ألهم الروح القدس آباء الكنيسة أن تبدأ قراءات هذا الأسبوع من يوم الثلاثاء بعد أحد النصف من أول الإصحاح و ينتهي سفر إشعياء (الإصحاح 66) يوم جمعة ختام الصوم.
قراءات يوم الاثنين:
تقرأ الكنيسة عن حرب الآشوريين وهزيمتهم (إش 37: 32) وهي تشجيع للمجاهدين في طريق الصوم أن عدوهم الروحي مهما كان جبروته ومهما كانت تعييراته وحربه النفسية إلاَّ أن إشعياء يؤكد لحزقيا الملك أن لا يخف وأن الهزيمة أكيدة لجيش إبليس (سنحاريب) الذي قتل منه 185 ألف جندي مرة واحدة ونجا جيش الله. هذه هي تعزية الله لنا في منتصف رحلة الصوم مع إشعياء النبي.
وتقرأ الكنيسة في نفس اليوم من إشعياء (38: 1- 6). عن شفاء حزقيا الملك وزيادة عمره 15 سنة. وهذا بلا شك إشارة إلى المخلع الذي سينتهي الأسبوع به، أن يسوع وهبه عمر ا جديدا ً وقال له لا تعد تخطئ لئلا يكون لك أشر.
وما هي خطية حزقيا الملك ؟ إن حزقيا الملك بعد انتصاراته على سنحاريب، جاء إليه الملوك ليهنئوه... فجاء إليه ملك بابل فكشف حزقيا الملك أسراره الداخلية للعدو.
إن جهادنا الروحي في الصوم الأربعيني ينبغي أن يكون في الخفاء ، كما أوصانا ربنا في الأسبوع الأول عن الصدقة والصلاة والصوم... كلها في الخفاء وكما علمنا إشعياء في الإصحاح الرابع أن لكل مجد غطاء (إش 4: 5). وأخيرا ً بكى حزقيا. فشفاه الله وكأنه يقول له لا تعد تخطئ لئلا يكون لك أش ر كما قال للمخلع.
الله بذاته سائر معنا في الرحلة: (نبوات الثلاثاء- الجمعة)
وهي تبدأ من إشعياء 40 إلى إشعياء 43.
الثلاثاء : 40: 1- 8، الأربعاء : 41: 4- 14، الخميس : 42: 5- 16، والجمعة : 43: 1-9.
وكلها تدور حول تعزيات الله وتأكيد ه لنا أنه بذاته سائر معنا في الطريق، وأنه يبارك جهادنا، وأنه الراعي الصالح لقطيع الصائمين في الرحلة، أنه سيجعلنا بركة للآخرين السالكين في الظلمة، وأنه سيسير معنا إلى نهاية الرحلة حتى في وسط النار لكي لا تؤذينا.
وأترك لك أيها القارئ العزيز أن تتأمل بمهل في كل هذه الأمور فهي كلها مواعيد أكيدة أعطاها لك إلهك السائر معك في رحلة الكنيسة كلها في هذا الصوم. إنك لو تأملت في هذه التعزيات وثبتها في قلبك أو كما يقول الله لك في إشعياء "فمكنه بمسامير حتى لا يتقلقل"، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فبكل تأكيد ستصل إلى نهاية الرحلة مع الله الذي سيجتاز بك النار وغمر المياه. وإليك القليل من هذه الآيات:
• " نادوها بأن جهادها قد كمل إن إثمها قد عفي عنه " (40: 1)، هذه أجمل تعزية للصائم في الرحلة وهي أن الرب يكمل جهاد. ويعفي عنه إثمه.
• الله هو راعى الرحلة : "كراع يرعى قطيعه بذراعه يجمع الحملان وفي حضنه يحملها ويقود المرضعات" (40: 11)... هذا هو إلهنا الذي حمل الخروف الضال على منكبيه، وهو الذي حضن الابن الضال ، وهو الذي يقودنا في موكب معرفته ونصرته عالما بضعفنا أننا في مستوى الرضعان اللائي يعطلن المرضعات عن السير فيحمل الرضعان على كتفه ليعطى الفرصة للمرضعات للسير في الرحلة... إنها رحلة ما أجملها في رعاية الذي بذل نفسه عن الخراف.
• الثبات في السير في الطريق : إشعياء يؤكد أن الله يثبت سيرنا. لا يكفيه اللحام على السندان بل يُمكنَّه بالمسامير حتى لا يتقلقل (41: 7). ربنا أوصانا أن نثبت فيه قائلًا: "أثبتوا فيَّ". هل رأيت تعبيرا أجمل من ذلك الذي ذكره إشعياء عن اللحام والتثبيت بالمسامير... ما أحوج السائر في الطريق أن لا ينظر للوراء ولا يهتم بأباطيل العالم المعطلة ولا يضطرب من تجربة العدو، ولا يخاف من الغد. بل يتأكد أنه ثابت بمسامير في الطريق ويقول مع المرتل: "توسع خطواتي فلم تتقلقل عقباي" (مز 18: 36). ما أجمل أن يثبت المخلع في المسيح ولا يعود يخطئ لئلا يكون له أشر.
• الله بذاته سائر معنا طول الرحلة : هذا إيمان الكنيسة أن السيد المسيح صام عنا ومعنا أربعين يوما وأربعين ليلة، هو رئيس إيماننا ومكمله الذي يضيف صومه على صومنا فيجعله كاملًا مع أن صومنا ناقصا دائما.
"لا تخف لأني معك لا تتلفت لأني إلهك".
"قد أيدتك وأعنتك بيمين برى" (إش 41: 10).
"لأني أنا الرب إلهك الممسك بيمينك القائل لك لا تخف أنا أعينك" (41: 13)...
لا تخف لأني فديتك. دعوتك باسمك أنت لي. إذا اجتزت في المياه فأنا معك وفي الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تلذع واللهيب لا يحرقك لأني أنا الرب إلهك مخلصك" (43: 1- 3).
• "وأجعلك... نور للأمم ... وتخرج من بيت السجن الجالسين في الظلمة" (42: 6، 7).
"وأسير العمى في طريق لم يعرفوها في مسالك لم يدروها أمشيهم".
"أجعل الظلمة أمامهم نورا ً والموجات مستقيمة" (42: 16).
هذه النبوات تشير للسيد المسيح رب المجد، وهي تشير إلى حال الكنيسة أو النفس التائبة المجاهدة في طريق الصوم. إنها تصير ونورا للعالم في وسط الظلمة وتجذب الآخرين للسير في طريق النور.
المزيد
05 أبريل 2019
يوم الجمعة اليوم الخامس من الأسبوع الخامس
النبوات:
(١٢- ٢٤ ) (أم ١:٥ - ١مل ٢:١٧ ) (٢٧:١٢- (تث ٢٩:١١
(٩- ٥:٣٢ ) (إش ١:٤٣ - (أي ٩:٣٠
القراءات:
مزمور باكر: (٨:٨٥،٩)
إنجيل باكر: (٣٤- (مر ٢٨:١٢
البولس: ( (عب ٥:١٢،٦
الكاثوليكون: (٥:٥- ١بط ١٥:٤ )
الإبركسيس: (٣:١٦- (أع ٣٦:١٥
مزمور إنجيل القداس: (١:١٣٧)
إنجيل القداس: (٢٧- (يو ٢١:٨
إنجيل القداس:
حيث أمضي أنا لا تقدرون أن تأتوا "لحمًا ودمًا لا يرثان ملكوت السموات" فالخطية سببت موتنا في خطايانا
وهلاكنا بعيدًا عن المجد. والمسيح أتى كسابق لنا ليعد لنا مكانًا في المجد. ومن لا يؤمن بالمسيح سيموت في
خطيته ولن يذهب حيث يذهب المسيح. والمسيح أتى حتى لا نموت في خطايانا، ولكي يخلصنا منها فنذهب
حيث ذهب هو.
مزمور الإنجيل:
أعترف لك من كل قلبي= هذا إعتراف بعمل المسيح الذي به سندخل المجد. والإعتراف فيه نوع من إعلان
الإيمان الذي بدونه لا خلاص ولا دخول للمجد.
إنجيل باكر:
يكلمنا الإنجيل عن طريق الخلاص وهو الإيمان والمحبة لله وللقريب.
مزمور باكر:
كل الأمم الذين خلقتهم يأتون ويسجدون أمامك يا رب إشارة للإنجيل (باكر) الذي يتكلم عن الإيمان بالله؟،
فها الأمم تأتي وتؤمن بالمسيح وتسجد له.. ويمجدون إسمك.
البولس:
لا يكفي الإيمان للوصول للمجد. فطبيعتنا العاصية المتمردة تحتاج لتأديب، وهذا ما يكلمنا عنه بولس الرسول
هنا، والتأديب هدفه أن نحيا.
:(٥:٣٢- (أي ٩:٣٠
نرى هنا أيوب يكرر ويزيد أنه بلا خطية وبلا عيب وهذا ما جعل أليهو يغضب. فأليهو كان فاهمًا أنه لا
يوجد إنسان بلا عيب، بل أن من يحبه الرب يؤدبه وهذا التأديب هو طريق السماء.
الكاثوليكون:
قراءات الصوم الكبير (يوم الجمعة من الأسبوع الخامس)
٧٠
الرسول يقول فلا يتألم أحدكم كقاتل أو سارق أي لا تعطوا للناس فرصة أن يضربوكم بسبب أخطائكم.
ولكن طوبى لمن يهان لأنه مسيحي، فقط لأنه مسيحي وليس بسبب أخطائه. حينئذ يكون إحتماله للألم لأنه
مسيحي طريقه للمجد فلا يخجل بل ليمجد الله بهذا الإسم الإضطهاد طريق المجد.
الإبركسيس:
بعد أيام قال بولس لبرنابا لنرجع ونفتقد الإخوة هذا دور الكنيسة أن تفتقد أولادها المجربين والمتألمين
حتى لا يخوروا في الطريق. ولكن إختيار هذا الفصل له معنى مهم. فبولس رفض إصطحاب مرقس اليهودي
الأصل والذي نظر كل أعمال المسيح، وذلك لرفضه أن يذهب مع بولس في الرحلة السابقة، ربما لمرضه
وربما لصعوبة الكرازة. وأخذ معه تيموثاوس الأممي الذي لم يرى المسيح لكنه آمن دون أن يرى.
والمعنى أن من يرفض لا نصيب له في المجد، ومن يقبل له نصيب في المجد. على أن مرقس كما هو
معروف عاد وكرز في مصر وفي كل الدنيا، وقال عنه بولس أنه صار نافعًا للخدمة ( ٢تي ١١:٤ ) لكن النص
المقصود منه المعنى الرمزي.
:(٢٧:١٢- (تث ٢٩:١١
يتكلم هنا موسى النبي عن دخول أرض الميعاد، ولكن هذا رمز لدخول المجد والسماء. وكان شرط دخول
الأرض أن يحفظوا الوصايا ويرفضوا العبادة الوثنية، ويقدموا العبادة لله. وطبعًا مفهوم بهذا أن نفس الوصايا
هي شرط دخول السماء.
:(٢٤- ١مل ٢:١٧ )
هنا نرى عظمة الإيمان، الذي بسببه كانت الغربان تعول إيليا، وبسببه بقيت الأرملة حية، وبسبب الإيمان
عاش الولد بعد أن مات. والمعنى أن الإيمان شرط الحياة الأبدية وهذا موضوع إنجيل القداس.
:(١٢- (أم ١:٥
نرى الزنا سبب الهلاك والموت والجحيم، والزنا نوعين: زنا روحي عبادة أحد غير الله. وزنا جسدي.
وكلاهما يقطع علاقة الإنسان بالله فيهلك الإنسان فتندم في آخرتك عند فناء لحمك وجسدك.
:(٩- (إش ١:٤٣
إني قد إفتدتيك.. إذا إجتزت في المياه فإني معك حياة. وإذا سلكت في النار فلا تحترق حياة. فالفداء
أعطانا حياة أبدية، ولا الموت (المياه) قادرة أن تهلكنا، ولا النارالجحيم، قادر أن يضمنا.. لماذا لأني أنا
الرب إلهك قدوس إسرائيل مخلصك.
المزيد
02 أبريل 2019
يوم الثلاثاء اليوم الثانى من الأسبوع الخامس
النبوات:
عد35:10-35:11 أم19:3-9:4 إش1:40-8 أى 1:25-6
القراءات:
مزمور باكر: مز5:85-6
إنجيل باكر: مر13:9-24
البولس: فى 22:2-26
الكاثوليكون: 1يو2:3-11
الإبركسيس: أع 10:24-23
مزمور إنجيل القداس: مز17:86
إنجيل القداس: يو12:8-20
إنجيل القداس:
الخطية سبت التخبط في الظلام فهي إنفصال وإبتعاد عن الله، والله هو النور الحقيقي. والمسيح جاء ليعلم
فينير لنا الطريق، وليعطينا حياة بإتحادنا به، وبإتحادنا به يكون لنا نور، فهو نور العالم ومن يسير في النور
فله حياة أبدية لأنه سيظل ثابتًا في المسيح، والمسيح هو الحياة.
مزمور الإنجيل:
إصنع معي آية صالحة هذه بلسان المسيح، وتعني ليرى اليهود المقاومون ويؤمنون أنك أرسلتني. فلير
الذين يشنوني وليخزوا أي لير الذين يبغضوني ويخزوا.
إنجيل باآر:
الشيطان يلقي الصبي في النار وفي الماء ليهلكه. فهذه إرادة الشيطان، أن يهلكنا. والشيطان هو سلطان
الظلمة يدفع من يتبعه للموت.
مزمور باآر:
الشيطان ماكر قاتل لكن الرب أنت يا رب صالح وديع. رحمتك كثيرة لسائر المستغيثين كما أنقذ الصبي،
فلنصرخ له ليشفي طبيعتنا بالكامل.
البولس:
هنا نرى مواصفات أبفرودتس خدم معى لأجل الإنجيل.. الأخ والشريك العامل. فطريق النور هو طريق
خدمة المسيح.
الكاثوليكون:
إذا ظهر نكون مثله مجد وحياة لمن يسير في النور. هذا تناقض واضح مع الموت الذي ينتظر أتباع
إبليس من يفعل الخطيئة فهو من إبليس. وأولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس.
الإبركسيس:
نرى بولس هنا يدرب نفسه ليسير في النور، ليكون له قيامة من بين الأموات هكذا أعبد إله أبائي
:(٣٥:١١- (عد ٣٥:١٠
الإنجيل عن أن المسيح نور ومن يسير وراءه تكون له حياة. وهنا نرى تذمر اليهود على المن (والمن رمز
للمسيح) ونجد اليهود يسيرون وراء شهواتهم فماتوا. فالشهوات ظلمة وموت= وبينما اللحم بعد بين أسنانهم
قبل أن يمضغوه حمى غضب الرب على الشعب فضربهم.. فدعى إسم ذلك الموضع قبور الشهوة.
:(٩:٤- (أم ١٩:٣
إحفظ الرأي والتدبير (وصايا الله) لكي تحيا بها نفسك. لكي تسلك بسلام في طريقك آمنًا ولا تعثر رجلك هذه
تساوي "سراج لرجلي كلامك". وكل من يسلك في الحكمة، أي الإيمان بالمسيح وإتباع وصاياه يكون في النور
بل يصير نورًا لتعطي رأسك إكليل نعمة وتاج جمال.
:(٨- (إش ١:٤٠
دور خدام الله تعزية الشعب ودعوته للتوبة ليرى خلاص المسيح
١) عزوا شعبي أن طريق المسيح ظهر بتجسده.
٢) قوموا في القفر سبيلا لإلهنا القفر هو من يحيا في خراب ويتعثر في الخطية ورمزها هنا صخور
القفر.
٣) كل جبل وأكمة ينخفض تنخفض كبرياء الإنسان.
٤) كل واد يمتلئ كل من يحيا في النجاسة أو صغر النفس.
٥) يرى كل بشر خلاص الله من يفعل ما سبق تنفتح عيناه ويبصر طريق الحياة الأبدية.
:( (أي ٢٦،٢٥
الله رسم حدًا حول وجه المياه نحو ملتقى النور بالظلمة الله أظهر الحدود بين النور والظلمة بوصاياه،
فليس لنا عذر. الكواكب غير نقية أمامه فهو النور الكاشف للظلمة.
المزيد
01 أبريل 2019
يوم الإثنين اليوم الاول من الأسبوع الخامس
النبوات:
أم5:3-18 أش 33:37-6:38 أى1:22-30
القراءات:
مزمور باكر: (٢:٨٧،٣)
إنجيل باكر: لو 16:12-21
البولس: فى1:2-16
الكاثوليكون: ١بط 10:3-18
الإبركسيس: أع 25:10-35
مزمور إنجيل القداس: (٣:٨٥،٤)
إنجيل القداس: لو12:9-17
إنجيل القداس:
هنا نرى أثر الخطية ألا وهو الجوع (روحي ونفسي وجسدي). والمسيح أتى كمشبع للعالم. هذا الإنجيل هو
إنجيل الخمس خبزات والسمكتين.
مزمور الإنجيل:
فرح نفس عبدك من يشبع بالمسيح يفرح. وحتى نشبع نصرخ لله إرحمني يا رب فإني صرخت إليك.
ولكن من يحيا في الأرضيات لن يشبع، لذلك يقول المرنم رفعت نفسي إليك يا رب.
إنجيل باكر:
رأينا في المزمور طريق الشبع أن نرفع أنفسنا للرب (مزمور إنجيل القداس). وهنا نجد العكس، فالغني الغبي
لا يفكر سوى في الأرضيات. وبولس الرسول يقول "إن كنتم قد قمتم مع المسيح فأطلبوا ما فوق حيث المسيح
جالس..". وهذا يشمل الإنشغال بالسماويات وهذا لابد له أن نبدأ بالتغصب في الصلاة والتسابيح حتى نتذوق
لذة الحياة السماوية فننشغل بها. أما هذا الغني فكل ما يشغله أمواله وملذاته وهو ناسيًا تمامًا أنه سيموت.
مزمور باكر:
أمل يا رب سمعك إلى طلبتي أن أكتشف لذة السماويات. فقد إمتلأت من الشر نفسي أي من محبة العالم.
ولو إستمرت حياتي هكذا في محبة العالم حسبت مع المنحدرين في الجب فالمرنم يصلي ولنصلي معه لكي لا
تذهب أنفسنا إلى الجحيم.
البولس:
نرى هنا كيف نرفع أنفسنا [ ١] إن كانت تعزية ما في المسيح.. والمقصود فلنشرك المسيح معنا في كل خطوة
في حياتنا [ ٢] بالتواضع ومن يتواضع يرفعه الله ويجعله يحيا في السماويات. [ ٣] نتمم خلاصنا بخوف
ورعدة.
الكاثوليكون:
إستكمالا للبولس نجد هنا طريقة رفع أنفسنا. [ ١] لنكفف لساننا عن الشر.. ولنكفف عن المكر ولنحد عن
الشر ونصنع الخير..
الإبركسيس:
قراءات الصوم الكبير (يوم الإثنين من الأسبوع الخامس)
٦٢
قصة كرنيليوس وإرسال بطرس له وفيها نرى أن الله لابد وأن يسمع لصلواتنا كما إستمع صلوات كرنيليوس
وأرسل له بطرس لينقله من الأرضيات للسمائيات.
:(١٨- (أم ٥:٣
أيضًا نجد هنا كيفية الشبع بالمسيح.. إبعد عن كل شر فيكون الشفاء في جسدك. إكرم الرب من مالك..
فتمتلئ مخازنك شبعًا. طوبى للإنسان الذي يجد الحكمة [ ١] الحكمة هي ما سبق [ ٢] ولكن الحكمة هي أيضًا
شخص المسيح، وطوبى لمن يكتشف شخص المسيح المشبع لنا علي الأرض وهو لنا حياة أبدية في السماء=
هي شجرة حياة للمتعلقين بها= هي أي الحكمة. والمتعلق بالمسيح أقنوم الحكمة ويثبت فيه تكون له حياة
أبدية.
:(٦:٣٨- (إش ٣٣:٣٧
نجد هنا هلاك جيش أشور (المتمسكين بالأرض، المتكبرين). ومن هنا نرى لماذا عوقب المخلع (إنجيل
الأحد) فهو عوقب بسبب شره. أما حزقيا البار فإمتدت حياته ١٥ سنة تحقيقًا لما جاء في الأمثال هي شجرة
حياة.
:(٣٠- (أي ١:٢٢
بماذا ينتفع الرب إن كنت أنت تتزكى في أعمالك المعنى أن الله لن ينتفع إن كنت أنا بارًا بل أنا الذي
سأنتفع. وهنا نرى المصائب التي تنزل على الخاطئ (بغض النظر عن أن أيوب كان برئ من كل هذه
الإتهامات). وأن التوبة طريق لعودة البركات
المزيد
25 مارس 2019
تأملات في الأسبوع الرابع من الصوم الكبير
تقابل في الطريق وجهًا لوجه بين النفس البشرية المراوغة (السامرية) وبين رب المجد يسوع. النفس البشرية تبحث عن السعادة وتخيلت أن تجدها في الإكثار من شهوات العالم حتى إلى خمسة أزواج. اللقاء مع يسوع سجل حقيقة هامة "إن النفس البشرية التي تعيش في شهوات العالم ليست شبعانة ولكنها عطشانة " الموجهة مع الله لابد أن تكون بالاعتراف. اعتراف المرأة أعطاها بركة الحصول على الماء الحي الاعتراف يفضح مراوغة النفس السامرية. الاعتراف يكشفه للنفس قذارتها في ضوء الروح القدس وبعد الاعتراف الارتواء . لابد في الصوم أن نرتوي من تيار الماء الحي. التأمل في كلمة الله ينبوع ماء حي متدفق ! الصلاة ينبوع متدفق، محبة المسيح ينبوع. لتشرب وتفيض وتجرى من بطوننا ينابيع ماء حية وبعد الاعتراف والارتواء السجود بالروح والحق. والكنيسة في رحلة الصوم تكثر من السجود. والسجود يحمل الانسكاب والخضوع لملكية المسيح فلنسجد كثيرًا في فترة الصوم وبعد السجود الكرازة فالسامرية كارزة لحساب المسيح. ونحن كذلك يجب أن نتحول لكارزين للقاؤنا مع الرب يسوع وسجودنا أمامه. السائرون في رحلة الصوم هم كارزون صامتون بعبادتهم واتضاعهم وانسحاقهم يقع هذا الأسبوع بين أحد الابن الضال وأحد السامرية في وسط هذا الأسبوع يشمخ الصليب، راية رحلة الصوم المقدس، يبرزه النبي إشعياء كشرط أساسي للسائرين في الطريق كقول ربنا يسوع: "مَن أراد أن يكون لي تلميذا ً فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني" (لو 14: 27) وقبل أن يتحدث النبي عن ذبيحة الصليب، يعلن في نبوات يوم الاثنين من هم المستحقون لبركات الصليب في آيات بسيطة: "وترعى أبكار المساكين و يربض البائسون بالأمان" (إش 30:14) "إن الرب أسس صهيون وبها يحتمي بائسو شعبه " (إش 14: 32) ألم تكن هذه هي الوصية الأولى في موعظة الجبل - بداية رحلة الصوم بعد العماد والتجربة "طوبى للمساكين بالروح فإن لهم ملكوت السموات" (مت 5: 3). أما المتكبرون فكيف يقبلون بركات الصليب فهو "لليهود عثرة ولليونانيين جهالة" (1 كو 1: 24)، "إذا كان العالم في حكمة الله لم يخلص الله العالم بالحكمة بل بجهالة الكرازة" (1 كو 1: 21) والعجب الشديد أن هذه النبوة عينها تقال في ختام نبوات هذا الأسبوع.
المزيد
24 مارس 2019
الابن الشاطر
الصوم هو استمرار لفعل التوبة، والتوبة تعنى القيام المستمر والارتماء في حضن الآب... حيث نكتشف قلب الله غير المحدود في المحبة، لذلك تقرأ الكنيسة لنا هذاالأسبوع عن الابن الضال... حيث أقوم وأرجع إلى أبي. نحن نتذمر على الله ونعتب ونقول ربنا تركنا والحقيقة نحن الذين نذهب إلى كورة الخنازير وعندما نرجع نكتشف حقيقة أبدية: إن محبة الله لا يمكن أن ت نقص، بل على العكس يزداد تعمقنا في اكتشافها ما أجمل حضن الآب، ما أجمل قبلاته، وعدم تأففه من قذراتي... هذه أجمل مشجع لي طول رحلتي وأثناء سقوطي... من أجل ذلك أسير بخطوات قوية في التوبة لأن أبي ينتظرني وقبلاته تشجعني، ودمه يطهرني والحلة الأولى تنتظرني والقصد من التوبة هو التعمق في اكتشاف أبعاد حب الله واتساع قلبه . فأنا بذرت أمواله التي أعطاني إياها من مواهب وعلم وصحة ومال... الخ وأسرفتها في العالم... كيف سيقابلني أبي، إنه يركض ويقع على عنقي ويقبلني... ما هذا الحب!!!والقصد من التوبة هو اكتشاف غنى بيت الآب ، غنى الكنيسة. فيها الحلة الأولى (المعمودية)، فيها الخاتم علامة الشركة الدائمة مع الآب، وفيها العجل المسمن- هذه وليمة الألف سنة (جسد الرب ودمه الدائم على المذبح) ومن أجمل مميزات التوبة الفرح ... وهذا الفرح أكبر مشجع في الرحلة... فرح أولاد الله التائبين بأبيهم حول المائدة السماوية (المذبح) فرح لا ينطق به ومجيد. إنها طبيعة الكنيسة التائبة. التي تعيش دائمًا في الفرح الدائم، والفرح بالمسيح هو زاد الكنيسة في رحلة صومها وجهادها المقدس.
ينتهي هذا الأسبوع بقصة رجوع الابن الضال:
وقصة الابن الضال لها ثلاثة أركان:
الأول : حنان الآب- وإشعياء يشير إليه بوضوح.
الثاني : خطايا الابن- وقد تحدث عنها إشعياء.
الثالث : توبة الابن- وسفر إشعياء هو سفر التوبة.
1- أبوة الله لنا:
يبدأ حديث إشعياء في أول أيام الأسبوع عن هذه الأبوة: "هاأنذا والأولاد الذين أعطيتهم الآب " (إش 8: 18) فقصة الابن الضال هي بالأكثر تكشف عن قلب الآب المحب وشوقه لرجوع ابنه، "وإذ كان لم يزل بعيدًا رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله" (لو 15: 20).
2- الخطية:
"وإذا قالوا اطلبوا إلى أصحاب التوابع العرافين.. ." (إش 8: 19).
"فيعبرون فيها مضايقين وجائعين. ويكون حينما يجوعون أنهم يحنقون... وينظرون إلى الأرض وإذا شدة ظلمة قتام الضيق وإلى الظلام هم مطرودون" (إش 8: 21، 22) "الجالسون في أرض ظلال الموت الشعب السالك في الظلمة" (إش 21، 22).
أليست هذه هي تصرفات الابن الضال:
بدل أن يسأل أباه سأل أصدقاءه الأشرار الذين قادوه للعرافين... كأن ليس له أب أو إله.
الأرض التي ذهب إليها يقول عنها إشعياء أنها أرض ضيقة وجوع وظلام ويعيشون فيها غرباء (مطرودين)، وهذه نفس أوصاف ربنا عن أنها كانت أرض الخنازير، وكان يشتهي أن يملأ بطنه منها وهو في حالة جوع هذه هي ثمار الخطية وصفها لنا إشعياء النبي في أسبوع الابن الضال.
3- التوبة:
1- التوبة هي رجوع وخضوع للآب والتلمذة له:
فيقول النبي: "صرَّ الشهادة اختم الشريعة بتلاميذي" (إش 8: 16). فاشعياء يكشف لنا أن التوبة هي تلمذة لوصايا ربنا يسوع وهي في ذات الوقت شهادة (صر الشهادة) فالشخص التائب هو أكبر شاهد لعمل نعمة المسيح فيه، والعصر الذي تعيش فيه الكنيسة اليوم يتوقف على قوة التوبة فيها، فكنيسة ليس فيها توبة مستمرة هي كنيسة جامدة، أما كنيسة تعيش أفرادها حياة التوبة فتكون شاهد لعمل المسيح وتجذب إليها ا لآخرين.
2- والتوبة هي "مخافة الرب وحياة القداسة":
فيقول إشعياء: "قدسوا رب الجنود فهو خوفكم وهو رهبتكم". (إش 8: 13) فكثيرون هذه الأيام يتحدثون عن التوبة بمنتهى البساطة إن التوبة هي دموع وتسمير مخافة الله في القلب كقول داود النبي: "سمر خوفك في لحمى" (مز 118). والقداسة هي ثمرة مخافة الرب، أما الاستهتار في التوبة وتسهيلها يؤدى إلى عدم المخافة وسرعة العودة للسقوط.
3- والتوبة هي السير في نور السيد المسيح:
"الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا ً عظيما ً . الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور" (إش 9: 2) هل يوجد تعبير للتوبة أجمل من تعبير إشعياء، أي أنها الانتقال من الظلمة للنور ومن الموت للحياة "لأن ابني هذا كان ميتا ً فعاش وكان ضالًا (في الظلام) فوجد (في النور)" (لو 15: 24)...
4- والتوبة فرح:
"عظمت لها الفرح، يفرحون أمامك كالفرح في الحصاد كالذين يبتهجون عندما يقتسمون غنيمة" (إش 9: 3). فدموع التوبة دموع مفرحة، وتعب الرجوع لحضن الآب ينتهي بفرح الأحضان والقبلات وذبح العجل المسمن، وقد قال الآب: "ينبغي أن نفرح" (لو 15: 23). "إنه فرح الملائكة" (لو 15: 7، 10)، " وفرح الجيران" (لو 15: 6)، وفرح الآب نفسه وفرح الابن (لو 15: 23- 25)، إن أفراح التوبة هي ثمرة الروح القدس العامل في الكنيسة- لذلك كنيسة بلا توبة في حياة أفرادها هي كنيسة بلا فرح، والعكس صحيح لأنه ليس هناك مصدر لفرح الروح القدس في الكنيسة إلاَّ توبة أولادها- فهيا بنا يا إخوتي في فترة الصوم نفرح الآب والسماء والملائكة والقديسين والكنيسة، ونفرح نحن بفرحهم.
5- والذين يلجئون لغير الله فليس لهم فخر (إش 8: 19):
الذين لم يرجعوا عن الطلب إلى أصحاب التوابع والعرافين... وأي شيء آخر غير الله- أي لم يتوبوا- فليس لهم فجر ولا حياة في النور مع السيد المسيح.
6 - أخيرا ...
ليست التوبة فقط هي البعد عن الخطية ولكنها هي أيضا الحياة الإيجابية مع السيد المسيح. وهذا أروع ما كتب عنه إشعياء في نهاية نبرات يوم الاثنين:
" ويولد لنا ولد ونعطى ا بنا ً وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيب ا مشيرا ً إلها ً قديرا ً أبا ً أبديا ً رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية" (إش 9: 6) هذه الآية هي ختام لنبوة يوم الاثنين، حيث يبدأ أسبوع التوبة (الابن الضال) الذي هو صفة الصوم كله. وليتك تتأمل الربط العجيب بين الحديث عن الابن الضال ونبوات هذا اليوم التي تنتهي بالقول: "والسلام لا نهاية له لأنه ولد لنا ولد و أعطينا ا بنا ً هو ملك السلام".
يومي الثلاثاء والأربعاء:
نبوات هذين اليومين تتحدث عن معوقات التوبة وهي:
1 - البر الذاتي والكبرياء:
إحساس الإنسان إ نه غير محتاج للتوبة لأنه بار في عيني نفسه فيقول: " لأنه قال بقدرة يدي صنعت وبحكمتي لأني فهيم" (إش 10: 13) ولعل هذا هو إحساس الابن الضال عند خروجه من بيت أبيه "أنه فهيم" وحكيم في عيني نفسه، وأنه سيصنع أمورا ً عظيمة بالأموال التي أخذها من أبيه، ويقول: "بقدرة يدي صنعت وبحكمتي لأني فهيم" اسمع ماذا يرد عليه الله الآب في نفس نبوة يوم الثلاثاء: "هل يفتخر الفأس على القاطع بها أو يتكبر المنشار على مردده...!" (إش 10: 15).
2- قسوة القلب:
من كثرة ارتباكات، وانشغالات، وشهوات، وماديات هذا العالم يتقسّى القلب فيقول النبي: "والشعب لم يرجع إلى ضاربه ولم يطلب رب الجنود" (إش 9: 13). ويأتي الوقت- من كثرة قسوة القلب- تضيع فرص التوبة ولا يحس الإنسان بمقاصد الآب الذي يريد خلاصنا- "الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين" (رو 8: 32) وهذه القسوة تؤدى حتما ً في النهاية إلى " الفجور ، والتمادي في الشر الذي يحرق صاحبه كالنار" (إش 9: 18). ثم يحول الإنسان "من الحق إلى الباطل والجور، وسلب حق الضعفاء والأرامل والأيتام" (إش 10: 1، 2).
1- ولكن ما السبب في هذه القسوة؟
أولًا : هموم هذا العالم الفاني، وكثرة شهواته وعثراته وأخطرها الثعالب الصغيرة "خذوا لنا الثعالب الثعالب الصغار المفسدة الكروم" (نش 2: 15). وهذه الثعالب الصغيرة هي الخطية في بدايتها التي تبدأ صغيرة، نهملها ونستهتر بها تكبر وتقسي القلب، وحينئذ يصعب التخلص منها. ويكون ذلك سببه التهاون وعدم محاسبة النفس باستمرار.
ثانيًا: يقول النبي إن: "مرشدو هذا الشعب مضلين" (إش 9: 16). والمرشد في حياة الإنسان هو البيت الأول (الأب والأم)، خادم مدارس الأحد، الكاهن والمعلم... فقلة التوجيه والتعليم والتوبيخ تولد هذه القساوة.
ب- وكيف الرجوع إلى الله؟
الحل الوحيد هو الرجوع لكلمة الله "إلى الشريعة إلى الشهادة إن لم يقولوا مثل هذا القول فليس لهم فج ر " (إش 8: 30) " فكلمة الله تعلم الجهال"، وكلمة الله تنقى القلب "أنتم أنقياء من أجل الكلام الذي كلمتكم به" (يو 15: 3) وكلمة الله تلين القلب وتذيب قساوته وتعلم الاتضاع والمسكنة والتوبة والبحث عن خلاص النفس.
يومي الخميس والجمعة:
أما نبوات الخميس والجمعة فتتحدث بدقة عن موضوع رجوع الابن الضال لأبيه:
يتحدث في (الإصحاح 11) عن الحياة الجديدة مع المسيح، حياة الابن الضال بعدما عاد إلى أبيه- وهذا ما تسميه الكنيسة بالمُلك الألفي "فعاشوا وملكوا مع المسيح ألف سنة" (رؤ 20: 4). حيث يعيش المؤمنون مع المسيح لا مُلكا ً أرضيا ً زمنيا ً بل يعيشون مُلكا ً روحيا ً معه. ويحل عليه- على السيد المسيح كممثل لنا وكتائبين- روح الرب، روح الحكمة والفهم، وروح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب، ولذته تكون في مخافة الرب... ويكون البر منطقه متينة والأمانة منطقة حقويه" (إش 11: 2- 5)
وتتميز الحياة مع السيد المسيح بالسلام الكامل:
أ- "فيسكن الذئب مع الخروف" (إش 11: 6). "ها أنا أرسلكم كحملان في وسط ذئاب" (لو 10: 3).
ب- "ويلعب الرضيع على سرب الصل ويمد الفطيم يده على صخر الأفعوان" (إش 11: 8). "كونوا حكماء كالحيات، وبسطاء كالأطفال " (عن مجلة مرقس).
"والأرض تمتلئ من معرفة الرب" (إش 11: 9). فالابن الضال لم يعرف محبة أبيه ولم يدرك مصلحته إلاَّ بعد التوبة.
"ويكون أصل يسى راية للشعوب إياه تطلب الأمم" (إش 11: 10). فالكنيسة التائبة تخرج منها رائحة المسيح التي تكون راية للشعوب ومنارة، فيطلبون الرب من أمم غريبة.
ومن أروع ما يشير به إشعياء إلى أن التوبة هي دعوة اقتناء الله لأولاده:
أ- "ويكون في ذلك اليوم أن السيد يعيد يده ثانية ليقتنى بقية شعبه... من كل مكان" (إش 11: 11).
ب- "ويجمع منفي إسرائيل (إسرائيل ابنه البكر)، ويضم مشتت يهوذا" (إش 11: 12). فالابن الضال ابن مشتت.
والنفس التائبة نفس فرحة مسبحة للرب .
وهذا ما سجله إشعياء في نبوة هذا اليوم:
"ويقول: أحمدك يا رب لأنه إذا غضبت علىَّ ارتد غضبك فتعزيني (تعزية التوبة)" (إش 12: 1).
فواضح أن غضب الله كان من أجل رجوع النفس وتوبيخها، ومن هنا كان غضب الرب هو سبب التعزية.لذلك (فالإصحاح 12) يتحدث عن غضب الرب اللازم للتأديب والتوبة "هوذا يوم الرب قادم قاسيًا بسخط وحمو غضب ليجعل الأرض خرابا ً ويبيد منها خطاتها" (إش 13: 9) فالتوبة تحمينا من غضب الله والتوبة تملأ القلب بالاطمئنان وتملأه بالترنيم والتسبيح "هذا الله خلاصي فأطمئن ولا أرتعب لأن يا ه يهوه قوتي وتسبحتي وقد صار لي خلاصا ً " (إش 12: 2).
المزيد