الراهب القمص بطرس البراموسي

Large image

راهب بدير السيدة العذراء البراموس العامر

المقالات (43)

06 ديسمبر 2022

غاية التجسد

أما عن غاية التجسد فيحدثنا القديس كيرلس الكبير فى تفسيره لأنجيل القديس يوحنا (4: 26) "قال لها يسوع أنا الذى أكلمك هو" فيقول لقد صار جسداً جاعلاً نفسه مشابهاً لنا لكى يوحد بالله بواسطة نفسه ما كان بحسب الطبيعة منفصلاً جدا عنه وفى تفسره لـ (يو17: 20) "ولست اسأل من أجل هؤلاء فقط بل أيضاً من أجل الذين يؤمنون بى بكلامهم" يقول "لقد صار الإبن الوحيد الذى من جوهر الآب جسداً لكى يوحد ويؤلف بطريقة ما فى نفسه بين الأشياء المتخالفة بحسب طبعها الخاص، والتى لم يكن ممكاً أن تتجمع (اللاهوت والناسوت) "إذاً فالسر الحاصل فى المسيح قد صار بداية ووسيلة لأشتراكنا فى الروح وإتحادنا بالله وفى تفسيره لـ (يو1: 14) "والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً"يقول القديس كيرلس "لكى نرى فى وقت واحد، الجرح والدواء، المريض والطبيب، ذاك الذى سقط تحت قبضة الموت والذى يقيمه للحياة ذاك الذى ساد عليه الفساد والذى طرد الفساد ذاك الذى أمسك به الموت والذى هو أسمى من الموت، ذاك الذى له عدم الحياة وذاك الذى هو واهب الحياة" ويقول القديس كيرلس " إن تجسد الكلمة لم يحدث لغاية أخرى إلا لكى نغتنى نحن أيضاً بشركة الكلمة بواسطة الروح القدس فنستمد منه غنى التبنى" ففى فكر القديس كيرلس إن التجسد الذى هو إتحاد اللاهوت بطبيعتنا البشرية لا يمكن أن يكون بعده إفتراق فيقول "لقد ولد بحسب الجسد من امرآة آخذاً منها جسده الخاص لكى يغرس نفسه فينا بإتحاد لا يقبل الأفتراق"وفى تفسيره لـ (يو20: 17) "قال لها يسوع لا تلمسينى لأنى لم أصعد بعد إلى أبى ولكن أذهب إلى أخوتى وقولى لهم أنى أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهى وإلهكم"يقول فى تعليقه على قول المخلص (ها أنا صاعد إلى أبى وأبيكم وإلهى وإلهكم)"يا من تقرأ هذه الكلمات حاول أن تقبل هذا السر العجيب والعظيم ولا تدع قلبك يبتعد عن الحق الكامن فى التعاليم الإلهية تأمل كيف جاء الإبن الوحيد كلمة الله وسكن بيننا لكى نكون نحن مثله على قدر ما نحتمل طبيعتنا أن تأخذ منه فى نعمة الخلق الجديد. لقد أتضع هو لكى يرفع ما هو أصلاً وضيع إلى مقامة العالى. وليس شكل العبد رغم إنه بالطبيعة الرب وإبن الله لكى يرفع من الطبيعة مستعبد إلى كرامة البنوة وسموها جاعلاً إياها على صورته ومثاله..."ونختم موضوعنا هنا بعد أن تمتعنا بفكر وإيمان القديس كيرلس وشرحه الوافى عن عقيدة التجسد بنقطة ختامية وهى 4- لماذا التجسد لم يكن تجسد إبن الله هدفاً فى ذاته بل كان وسيلة لتحقيق أهداف عظمى وهى:- 1- فداء الإنسان:- إذ بذل إقنوم الإبن جسده فداء عن الإنسان الساقط 2- تجديد خلقه الإنسان:- إذا جاء إبن الله الكلمة المتجسد ليتحد بطبيعتنا الساقطة ويقيمها من ضعفها ويجددها بل ويعيد خلقتها لتصير طبيعة مقدسة 3- تعليم الإنسان الفضيلة والكمال وتقديم المثل الأعلى:- إذ أتى أقنوم الإبن وعلم الإنسان الفضيلة والكمال ليس بكلامه فقط بل بشخصه أيضاً فعاش كاملاً مقدماً مثلاً وقدوة يسير عليها المؤمنون لأن الله غير قابل للموت بلاهوته أخذ جسداً قابلاً للموت فبه ذاق الموت من أجل الجميع "يامن ذاق الموت بالجسد فى وقت الساعة التاسعة من أجلنا نحن الخطاة. " (قطع الساعة التاسعة) إذاً عندما نقول السؤال.فلماذا التجسد؟ لابد من التجسد لكى يتم الخلاص وفداء الإنسان القمص بطرس البرموسى
المزيد
28 سبتمبر 2021

الصليب والجمال الحقّ

لا نخاطب الأطفال بما قد يخيفهم وذلك في سنيهم الأولى لأنّ ما قد نزرعه رهبة يرسب في الوجدان ويشكل الوعي والحياة فيما بعد. إلاّ أنّه في الحياة الروحيّة تبدأ قامة الطفولة بإعلان الصليب شعارًا للحياة ولكنّه الصليب المتفجِّر بضياء القيامة. لا تكرز المسيحيّة بصليب مجرّد، بصليب نهائي، بصليب ختامي للرواية الإلهيّة المدوّنة بأحبار الزمن البشري. الصليب في المسيحيّة في حالة تجلٍّ، لأنّ منه تقطر قطرات دمٍ هي هي واهبة للحياة. ليس موتًا صارمًا يختم العقيدة الفكريّة التي نعتنقها بأختام الألم ولكنّه حياة تجدّد معنى الموت برسمه بأقلام النور والفجر والضياء السرمدي. حينما نعانق الصليب ونُقبِّله، لا نُقبِّل موتنا بل حياتنا، وإن كنّا نَقْبَل مسيرة الموت إلى الحياة. حينما نرشم جباهنا وأجسادنا به لا نعلن خضوعنا للألم بل خضوعنا لله وإن كان عبر الألم. نحن لا نرى الصليب وحده، بقدر ما نتلمّس ببصائرنا الجديدة، المصلوب، كربّ الحياة وسيد الخليقة ومالك مفاتيح البرّ ودافع حركة الوجود إلى البهاء الدهري في مُلْكٍ مزركش بزينة الروح. لقد دعا المسيح الكنيسة لتتبعه حاملة صليبها. يرى البعض أن ملمح الألم ونغمة الحزن هي السائدة على هذا النمط من التبعيّة، ولكن دعنا نتساءل، إلى أين سيقودنا؟؟ أليس إلى المجد.. إلى القيامة.. لذا فالتبعيّة ليسوع حاملين صليبه تعني أن نسير وراءه نحو المجد المُعدّ لقابلي خلاصه بالروح والحقّ. وهنا يظهر الوجه الآخر لعملة التبعيّة؛ فهي ليست آلام السائرين على الطريق ولكنّها ضمان الوصول إلى المجد طالما نتحرّك على آثار يسوعنا المحبوب. تلك الصورة نحو المجد وإن كان من خلال بعض أنّات الطريق تفسّر أنغام التهلُّل الصادر من الجمع المتحرّك نحو الأبديّة البَهِجَة. من أين يأتي التهلُّل لمن يرزحون تحت وطأة الصليب؟؟؟؟ إنه يأتي من التبعيّة للراعي الحقّ للقطعان الملكيّة. لذا فإن وجدت أن نغمات الحزن تغلف عالمك اعلم أنك لا تدرك وراء من تسير وإلى وجهة تتّجه. انحسارك في قسوة الصليب وطول الطريق يحرمك من تجدُّد قواك كنسرٍ محلِّق بحريّة الروح الداخليّة، في شباب وفتيّة دائمة.. الصليب لنا ليس جهالة ولكنّه يقين الواقع الجديد ووعي بآليات تحقُّه فينا. الصليب لنا شريعة خطّها الربّ يسوع بقبوله المُجدِّد لقبحه وللعنته؛ فخشبّة الصليب تحوّلت بارتفاع المصلوب عليها إلى عرش ملكي، هذا ما نراه؛ السيد مرتفعًا على عرشٍ من خشب يجدّد عليه واقع الإنسان المنهزم بجمالات الحياة زائفة. من هنا ننطلق في تكوين وعي جمالي مسيحي خاص؛ فالجمال في المسيحيّة ليس ذهبٍ وفضة وثياب ملكيّة وبهرجة إمبراطوريّة.. إلخ ولكن التجلِّي الحادث بسكنى الله وإن كان المسكن قبيح بدرجة الصليب ما قبل ارتفاع السيّد. الصليب بيسوع صار جمالاً. لقد استقطب ذاك الأبرع جمالاً من كلّ البشر أفئدة الخليقة لتترنّم للجمال المجروح من أجل حياة العالم. أبونا الراهب سارافيم البرموسي
المزيد
14 سبتمبر 2021

المسيحية والاستشهاد

إن قصة الاستشهاد هي قصة المسيحية كلها فالاستشهاد والمسيحية صديقين متلازمين لا يفترقان عن بعضهما فالاستشهاد هو قصة الكرازة بالإنجيل في كل العالم لأن الإيمان المسيحي كان ينتشر في كل مكان، وكانت جذوره تدب في أعماق البشرية.. فكان يمتد في المسكونة طولًا وعرضًا وعمقًا، وذلك بشهادة الدم أكثر من الوعظ والتعليم فنجد مُعلِّمينا الكبار بطرس وبولس كليهما استشهد من أجل انتشار الإيمان الأول مصلوبًا منكس الرأس، والآخر بحد السيف، ونالا إكليل الشهادة من أجل تمسكهم بالسيد المسيح وهذا هو الفكر السامي في الكرازة والتبشير في المسيحية أن المبشر والكارز هو الذي يستشهد من أجل الإيمان، وليس مَنْ لا يؤمن بالدين هو الذي تقطع رقبته فلم تعرف البشرية في كل عصورها شهداء مثل شهداء المسيحية من حيث شجاعتهم وإيمانهم ووداعتهم وشجاعتهم واحتمالهم وجدّهم وفرحهم بالاستشهاد فنجدهم يعانقون الموت في فرح وهدوء ووداعة عجيبة تزهل مَنْ يعذبونهم ومضطهديهم!! مما يجعلهم في آخر هذه المرحلة الأليمة يؤمنون بالسيد المسيح الذي يعبده النصارى، عندما يرون إيمانهم وجدّهم واحتمالهم للعذابات لآخر نَفَس!! فقد وجدنا "إريانوس" أشرس الولاة الذين قاموا بالتفنن في تعذيب المسيحيين، وكل مَنْ احتاروا في أمره أوصلوه إلى إريانوس القاسي القلب فتارة يعذبهم بالهنبازين، وتارة بالحرق، وتارة بتعليقهم على ساري المركب، وتارة أخرى بتمشيط أجسادهم ثم وضعهم في جير حي وتبارى في أنواع التعذيب. وأخيرًا نجد إريانوس هذا يؤمن بالسيد المسيح بل ينال إكليل الشهادة من أجل إيمانه!! يا ترى ما هو السبب في ذلك؟! وما الذي جعل الشهداء يحتملون هذا العذاب؟ لقد نظروا إلى العالم نظرة وقتية.. فهذا العالم الفاني لا يُقاس بالحياة الأبدية التي سوف يحيون فيها.. وذلك لأنهم عاشوا الإنجيل وتعاليم الآباء الرسل"لأنَّ خِفَّةَ ضيقَتِنا الوَقتيَّةَ تُنشِئُ لنا أكثَرَ فأكثَرَ ثِقَلَ مَجدٍ أبديًّا.ونَحنُ غَيرُ ناظِرينَ إلَى الأشياءِ التي تُرَى، بل إلَى التي لا تُرَى لأنَّ التي تُرَى وقتيَّةٌ، وأمّا التي لا تُرَى فأبديَّةٌ" (2كو4: 17-18) وقد عاشوا حياة الغربة على الأرض، وشعروا أنهم غرباء ونزلاء في هذا العالم فالنزيل أو الغريب لا يمكنه أن يمتلك شيئًا إلاَّ في وطنه وفي أرضه "أيُّها الأحِبّاءُ، أطلُبُ إلَيكُمْ كغُرَباءَ ونُزَلاءَ، أنْ تمتَنِعوا عن الشَّهَواتِ الجَسَديَّةِ التي تُحارِبُ النَّفسَ" (1بط2: 11) إن حياتنا على الأرض مهما طالت فلا بد أن نرجع إلى وطننا السماوي مستقرنا الأخير بيتنا الأصلي، وإلى ميراثنا المحفوظ لنا في السموات وهذا ما أكّده لنا مُعلِّمنا بولس عندما قال "في الإيمانِ ماتَ هؤُلاءِ أجمَعونَ، وهُم لم يَنالوا المَواعيدَ، بل مِنْ بَعيدٍ نَظَروها وصَدَّقوها وحَيَّوْها، وأقَرّوا بأنَّهُمْ غُرَباءُ ونُزَلاءُ علَى الأرضِ" (عب11: 13) وقد شعروا أن هذا العالم قد وُضع في الشرير، وأن الحياة فيه كلها حزن وألم وضيق ولكن هذا الضيق والألم سرعان ما سوف يتحول إلى فرح، عندما نصل إلى السماء وهذا ما قاله السيد المسيح له المجد "الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ إنَّكُمْ ستَبكونَ وتنوحونَ والعالَمُ يَفرَحُ أنتُمْ ستَحزَنونَ، ولكن حُزنَكُمْ يتحَوَّلُ إلَى فرَحٍ" (يو16: 20) ولمعرفتهم أيضًا أن نهاية ضيقات وأحزان وآلام هذا العالم الذي نعيش فيه سوف تؤول إلى مجد عظيم في السماء ولذلك صبروا واحتملوا الآلام مُفضلين الضيقات الأرضية التي تؤهلهم إلى المجد السماوي الذي لا يوصف عاملين بما ذكره مُعلِّمنا بولس الرسول "صادِقَةٌ هي الكلِمَةُ: أنَّهُ إنْ كُنّا قد مُتنا معهُ فسَنَحيا أيضًا معهُ إنْ كُنّا نَصبِرُ فسَنَملِكُ أيضًا معهُ" (2تي2: 11-12) "فإني أحسِبُ أنَّ آلامَ الزَّمانِ الحاضِرِ لا تُقاسُ بالمَجدِ العَتيدِ أنْ يُستَعلَنَ فينا" (رو8: 18) ولذلك زهدوا كل شيء في أيديهم وفي العالم، عائشين حياة التجرد والاختلاء من كل ممتلكات العالم، سائرين على خُطى بولس الرسول الذي قال "لأنَّنا لم نَدخُلِ العالَمَ بشَيءٍ، وواضِحٌ أنَّنا لا نَقدِرُ أنْ نَخرُجَ مِنهُ بشَيءٍ فإنْ كانَ لنا قوتٌ وكِسوَةٌ، فلنَكتَفِ بهِما" (1تي6: 7-8) وذلك لأن مُعلِّمنا بولس اعتبر أن الغنى هو غنى الروح وليس الجسد(أي الغنى الروحي وليس الجسدي)لذلك اشتهوا أن ينطلقوا من الجسد لكي يكونوا مع المسيح "ليَ اشتِهاءٌ أنْ أنطَلِقَ وأكونَ مع المَسيحِ، ذاكَ أفضَلُ جِدًّا" (في1: 23). وما شجعهم على هذا هو قول السيد المسيح " في بَيتِ أبي مَنازِلُ كثيرَةٌ، وإلاَّ فإني كُنتُ قد قُلتُ لكُمْ أنا أمضي لأُعِدَّ لكُمْ مَكانًا، وإنْ مَضَيتُ وأعدَدتُ لكُمْ مَكانًا آتي أيضًا وآخُذُكُمْ إلَيَّ، حتَّى حَيثُ أكونُ أنا تكونونَ أنتُمْ أيضًا" (يو14: 2-3) من أجل هذا اشتهى آباءنا القديسين الاستشهاد لأنه هو الذي يُؤهلهم لهذا اللقاء مع عريسهم السمائي،وقد فعلوا كل ذلك من محبتهم العجيبة للسيد المسيح، مُفضلين الحياة معه عن سواه،واضعين أمام أعينهم الآية القائلة "مَنْ أحَبَّ أبًا أو أُمًّا أكثَرَ مِني فلا يَستَحِقُّني، ومَنْ أحَبَّ ابنًا أو ابنَةً أكثَرَ مِني فلا يَستَحِقُّني" (مت10: 37)فكانت حياتهم في الجسد وليست للجسد، وحياتهم في العالم وليست للعالم عاشوا في العالم دون أن يعيش العالم في داخلهم وفي قلبهم لذلك أحبوا الموت أفضل من الحياة في الخطية سفكوا دمائهم من أجل محبتهم في الملك المسيح الذي بذل نفسه على عود الصليب من أجلهم. فيا إلهنا الصالح.. الذي أعنت آباءنا الشهداء على احتمال الآلام والعذابات من أجل تمسكهم باسمك المبارك أعنَّا نحن أيضًا لكي نستطيع أن نشهد لاسمك القدوس المبارك ونقدم للكل مَثلًا حيًا للإنسان الذي يشهد للمسيح في كل مكان ليروا أعمالنا الصالحة فيمجدوك أنت الذي لك كل المجد والإكرام من الآن وإلى الأبد آمين. الراهب القمص بطرس البراموسي
المزيد
17 أغسطس 2021

السيدة العذراء فى فكر القديس كيرلس الكبير

مقدمة :- أن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية تكرم سيدتنا كلنا والدة الإله العذراء مريم وتعطيها لقب (الممتلئة نعمة) – (وليس المنعم عليها كما يكتبها البروتستانت فى طبعتهم للكتاب المقدس الذى بين أيدينا الآن) وهذا اللقب نلقبها به ليس من عندنا ولكن حسب ما لقبها به رئيس الملائكة الجليل جبرائيل وأيضاً نلقبها بالسماء الثانية وخيمة الأجتماع أو قبة موسى لأن أبن الله الكلمة قد حل فى أحشائها الطاهرة وأيضاً هى أم النور وأم القدوس ووالدة الإله ونلقبها بكثير من الألقاب التى نراها واضحة جداً فى ثيؤطوكية يوم الأحد (يرجى الرجوع إليها) ونجد رئيس الملائكة جبرائيل قد كرمها وذلك فى حديثه معها أثناء البشارة لها بحبلها وذلك عندما قال لها (السلام لكِ أيتها الممتلئة نعمة الرب معك مباركة أنت فى النساء) (لو28:1) وأيضاً نجد القديسة أليصابات قد قابلتها بإكرام شديد قائلة لها (من أين لى هذا أن تأتى أم ربى إلى. هوذا حين صار صوت سلامك فى آذنى أرتكض الجنين بإبتهاج فى بطنى) (لو44:1). 2- العذراء والدة الإله :- فى أوائل القرن الخامس الميلادى قامت هرطقة كبيرة كان قائدها شخص يدعى نسطور (وهذا كان بطريرك لمدينة القسطنطينية) هذا المهرطق رفض الأتحاد الأقنومى بين لاهوت السيد المسيح وناسوته وقال أن الطبيعتين لم تتحدا نهائياً بل الذى ولد من العذراء هو الأنسان يسوع المسيح وليس الإله المتجسد وقال أن العلاقة بينهما هى مجرد أتصال خارجى وليست أتحاداً بينهما وقال مانصه (أن العذراء مريم ولدت الأنسان يسوع فقط، الذى أتصل به اللاهوت فقط) وعلى هذا فقد رفض تسمية العذراء بوالدة الإله وقال أنها والدة المسيح فقط ونزع عنها لقب الثيؤطوكوس وقال بما أنها لم تلد إلهاً بل المسيح فقط سماها خرستوطوكوس أى والدة المسيح بدلاً من والدة الإله وقد تصدى لهذه البدعة البابا كيرلس الكبير (377 – 444م) عن طريق الوعظ والرسائل والتعاليم التى نادى بها وأيضاً ما يتضح من ثيؤطوكيات التسبحة كما سوف نوضح ذلك فيما بعد وأخيراً نوقشت بدعته فى مجمع أفسس (431م) بالتفصيل وقدمت الردود الكافية والحجج الرادعة بما يثبت كفره وحكم المجمع عليه بحرمانه هو وكل أتباعه ومن ينادى بقوله ووضع المجمع مقدمة قانون الإيمان (نعظمك يا أم النور الحقيقى ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله)وهذة العقيدة لم ننادى نحن بها المسيحيين فى العصور الحديثة أو القديمة من عندنا ولكن لها المرجعية الكتابية التى تؤيد ما نقول من أهمها:- نبوة أشعياء النبى (هوذا العذراء تحبل وتلد أبناً ويدعون أسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا)(أش14:7). قول أليصابات للسيدة العذراء (من أين لى هذا أن تأتى أم ربى إلى)(لو43:1). قول الملاك للرعاه (ولد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب)(لو12:2). مقدمة قانون الإيمان التى وضعها أباء مجمع أفسس كما ذكرنا تنص على (نعظمك يا أم النور الحقيقى ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله). 3- السيدة العذراء عند القديس كيرلس :- يقول القديس كيرلس الكبير فى كتابه (شرح تجسد الأبن الوحيد)ولد الكلمة من الآب بطريقة لا ندركها بل هى فوق مستوى الإدراك لكنه فى الزمان الأخير تجسد وولد من إمرأة حسب الجسد والذى حدث أنه أخذ من العذراء القديسة جسداً وأتحد به أتحاداً حقيقياً ولذلك نعتقد أن العذراء القديسة هى والدة الإله لأنها ولدته حسب الجسد لكنه مولود ذات الوقت من الآب قبل كل الدهور ويقول أيضاً إذا كان هناك أحداً ما يتجرأ أو يعلم أن العذراء مريم ولدت الطبيعة الإلهية غير الجسدانية فإن هذا هو الجنون بعينه لأن الطبيعة الإلهية ليست من تراب الأرض حتى تولد منه ولا تلك الخاضعة للفساد (أى العذراء) تصبح أماً لعدم الموت ولا تلك الخاضعة للموت تلد الذى هو حياة الكل ولا غير المادى يصبح ثمرة للجسد الذى بطبيعته خاضع للميلاد وله أبتداء فى الزمان الجسد لا يمكنه أن يلد الذى لا بداية له لكننا نؤكد أن الكلمة صار كما نحن وأخذ جسداً وأتحد به أتحاداً حقيقياً بطريقة فوق الإدراك أو التعبير وأنه تأنس وولد حسب الجسد ألا تولد النفس البشرية وهى طبيعة مختلفة عن الجسد لأنها متحدة به، ولا أظن أن أحداً سيفترض أن النفس لها طبيعة الجسد أو أنها تتكون معه، وأنما الله بطريقة غير معروفة يغرسها فى الجسد وتولد معه لذلك نحن نحدد أن الكائن الحى الواحد المولود هو من أثنين هكذا الكلمة هو الله لكنه تجسد، وأيضاً ولد حسب الجسد وبطريقة بشرية لذلك تدعى التى ولدته والدة الإله[عن كتاب شرح تجسد الأبن الوحيد ص43 – ص45] 4- السيدة العذراء فى رسائل القديس كيرلس :- حيث أن العذراء القديسة ولدت جسدياً الله متحداً بالجسد الإقنوم فنحن نقول أنها والدة الإله ليس من طبيعة الكلمة تأخذ بداية وجودها من الجسد لأنه (أى الكلمة) كان فى البدء والكلمة كان الله (وكان الكلمة الله)(يو1:1) و هو نفسه خالق الدهور وهو أزلى مع الآب وخالق كل الأشياء لأنه كما قلنا سابقاً أنه إذ وحد الأنسان بنفسه أقنومياً فأنه أحتمل الولادة الجسدية من بطنها (من بطن السيدة العذراء) وإذا قد ولدته إمرأة موحداً نفسه بالجسد فسوف ترفع اللعنة إذن عن كل الجنس البشرى[عن الرسالة السابعة عشر، الجزء الأول ص34] من لا يعترف أن عمانوئيل هو الله بالحقيقة وبسبب هذا فالعذراء هى والدة الإله (لأنها ولدت جسدياً الكلمة الذى من الله، الذى تجسد) فليكن محروماً. [عن الرسالة السابعة عشر، الجزء الأول ص35] نعترف أن ربنا يسوع المسيح أبن الله الوحيد هو إله كامل وأنسان كامل ذو نفس عاقلة وجسم، وهو مولود من الآب قبل كل الدهور بحسب لاهوته وأنه هو نفسه فى الأيام الأخيرة من أجلنا ومن أجل خلاصنا ولد من مريم العذراء بحسب ناسوته وهو نفسه من الجوهر نفسه الذى للآب (أو مع الآب) حسب لاهوته ومن نفس الجوهر الذى لنا (أو معناه) بحسب ناسوته لأنه قد حدث أتحاد بين الطبيعتين لأجل هذا نعترف بمسيح واحد، وأبن واحد، ورب واحد، وبحسب هذا الفهم للإتحاد وبدون أختلاط نعترف بأن العذراء القديسة هى والدة الإله لأن الله الكلمة قد تجسد وتأنس، ومنذ ذات لحظة الحمل به وحد هيكل الذى أخذه منها مع ذاته. [عن رسالة 39 ص43] ربما يقول أحد أن أسم (المسيح) لا يطلق فقط على عمانوئيل وحده بل سوف نجده يطلق على آخرين أيضاً لأن الله قال فى موضع ما عن أولئك الذين أختيروا وتقدسوا بالروح (لا تمسوا مسحائى ولا تسيئوا إلى أنبيائى)(مز15:105) وعلى ذلك فأن أسم المسيح يجب أن يطلق ليس فقط وبوجه خاص على عمانوئيل بل أيضاً على كل الباقين الذين يمسحون بنعمة الروح القدس ولكن توجد هوة كبيرة وأختلافات لا تقارن تفصل بين حالتنا وبين مجد تفوق مخلصنا. فأن كان جميع الآخرين هم مسحاء وهذا معقول جداً بسبب أنهم مسحوا. أما المسيح وحده فهو الإله الحقيقى (عمانوئيل) وبالحقيقة فإن احداً لايخطىء في هذا إن اختار ان يقول ان امهات آخرين هم (والدات المسيح) ولكن ليسو بإى حال (والدات إله) ايضاً إن العذراء القديسة وحدها بالمقابلة مع اولئك النساء هى كما ندركها و ندعوها والدة المسيح ووالدة الإله معاً لانها لم تلد مجرد إنسان بسيط مثلنا بل بالحرى الكلمة الذى من الله الآب الذى تجسد وتأنس لاننا نحن ايضاً ندعى آلهه بحسب النعمة أما الابن فليس إلهاً على هذا النحو ، بل بالحرى هو إله بالطبيعة وبالحق حتى وان قد صار جسداً ولكن ربما تقولون هذا (قل لى إذن ، هل العذراء صارت والدة لاهوته) ؟ ورداً على هذا نقول ان كلمه الله نفسه الحى ، الكائن بإقنومه ، ولد من جوهر الآب ذاته وان الذى كان بلا بداية صار له بداية فى الزمن وكان دائماً موجوداً مع الذى ولده ،و كائناً فيه و موجوداً معه ويشاركة فى التفكير فى أزمنة الدهر الآخيرة حينما صار جسداً اى حينما إتحد بجسد ذى نفس عاقلة قبل ان ولد ايضاً جسدياً من امرأة ان سر تجسده هو بكيفية ما مماثل لولادتنا لان امهات إولئك الذين على الارض الخاضعات لقوانين الطبيعة فيما يخص الولادة لهم يثبت فى الرحم وهو الذى ينمو قليلاً بحسب افعال الله غير المدركة ويصل الى النضوج الله لم يرسل الروح فى الكائن الحى بكيفية معروفة له . وهذا بحسب قول زكريا النبى (وحى كلام الرب على اسرائيل . يقول الرب باسط السموات و مؤسس الارض و جابل روح الانسان فى داخله) (زك1:12) ان لوغوس (كيان) الجسد واحد وكذلك فإن لوغوس (كيان) النفس آخر ومع ذلك فحتى لو كانت هؤلاء النساء هن فقط امهات للآجساد التى من الارض وإلا انهن يلدن الكائن الحى كله ،و انا اعنى كائناً مكون من جسد و نفس ولا يقال عنهن انهن يلدن جزءاً من الكائن ولن يقول أحد أن اليصابات مثلاً اماً فقط للجسد وليست اماً ولدت نفساً فى العالم الى جانب الجسد لانها ولدت المعمدان انساناً ذا نفس و كائناً حياً مكوناً من الاثنين وانا اعنى انساناً له نفس وجسد معاً اننا نقبل ان شيئاً مثل هذا قد حدث فى ولادة عمانوئيل ايضاً لان كلمة الله الوحيدة قد ولد من جوهر الله الآب ولكن حيث ان الكلمة اتخذ له جسداً وجعله خاصاً به فإنه ايضاً يحمل اسم ابن الانسان وصار مثلنا وان رغب احد ان يقول ان أم فلان هى أم بجسده فقط وليست أماً لنفسه فإنه بذلك يفكر بغباء شديد لان الكائن الحى يولد مكوناً من عنصرين غير متماثلين إلا إنه لإنسان واحد وكل عنصر منهما يظل كما هو و الإثنان هما معاً كما فى وحدة طبيعية واحدة ، كما لو كانا يفحصان احدهما الآخر ،و كل منهما ينقل إلى الآخر ماهو خاص به .. [ عن الرسالة الاولى ص10 ، ص14 ] ونحن نقول انه على الرغم من ان الطبيعتين اللتين اجتمعتا معاً فى وحدة حقيقية مختلفتان فإنه يوجد مسيح واحد و ابن واحد من الاثنين إن اختلاف الطبائع لم يبطل بسبب الاتحاد بل بالآحرى فان هذا الاتحاد الذى يفوق الفهم و الوصف كون لنا من اللاهوت و الناسوت رباً واحداً يسوع المسيح و ابناً واحداً [ عن الرسالة الرابعة فقرة 3 ص13 ] وهكذا فنحن نعترف بمسيح واحد ورب واحد ،و لكن إذا رفضنا الاتحاد الاقنومى سواء بسبب تعذر إدراكه أو بسبب عدم قبوله نسقط فى التعليم بإثنين [عن الرسالة الرابعة فقرة 3 ص13 ] هو كلمة الله الوحيد المولود من ذات الجوهر الذى للآب اخذ جسداً من العذراء القديسة وجعله خاصاً به من الرحم واحتمل الولادة مثلنا وجاء كإنسان من امرأة دون ان يفقد ما كان عليه ولكن رغم انه ولد متخذاً لحماً و دماً فإنه ظل كما كان إى من الواضح انه الله بالحقيقة و الحق [ عن الرسالة الثالثة الى نسطور ص23 ] وإذا نعترف بكل تأكيد ان الكلمة إتحد بالجسد اقنومياً فإننا نسجد لابن واحد الرب يسوع المسيح .[عن الرسالة الثالثة الى نسطور ص24 ] وايضاً نحن لاننسب اقوال مخلصنا فى الاناجيل الى اقنومين او الى شخصين منفصلين لأن المسيح الواحد الوحيد لايكون اثنين حتى لو أدرك انه من اثنين ومن كيانين مختلفين اجتمعا الى وحدة غير منقسمة .[ عن الرسالة الثالثة الى نسطور فقرة13 ص29 ، 30 ] وحيث ان العذراء القديسة ولدت جسدياً الله متحداً بالجسد حسب الأقنوم فنحن نقول انها والدة الإله [عن الرسالة الثالثة الى نسطور ص24 ] لان حينما يتأكد هكذا ان المولود من العذراء القديسة هو الله حسب الطبيعة فإنى إظن بالضرورة انه لن يخشى احد مطلقاً ان يفكر وان يجاهر ايضاً انها ينبغى ان تدعى والدة الإله وهذا لائق جداً . [عن الرسالة الثالثة الى نسطور ص7 ] نحن نؤمن ان ربنا الواحد يسوع المسيح هو بالتأكيد ابن الله الوحيد وهو كلمته المتأنس و المتجسد ولا يقسم الى إثنين بل هو مولود من الله قبل كل الدهور بطريقة لايعبر عنها وانه ولد بحسب الجسد من امرأة فى الازمنة الآخيرة وهكذا فشخصة هو واحد ايضاً وبهذة الطريقة نحن نعرف ان العذراء القديسة هى والدة الإله لانه هو إله و انسان معاً وان الذى بغير تغيير وبغير اختلاط هو الابن الوحيد الذى تجسد وصار انساناً [عن الرسالة الثالثة الى نسطور ص54 ، 55 ] نحن لم نعتمد لإله و انسان كما لابنين مختلفين بل اعتمدنا لمسيح واحد اى كلمة الله الوحيد الجنس المتأنس و المتجسد حتى انه هو إله و انسان معاً مولود حقاً من الله الآب غير المولود بالمثل من العذراء القديسة بحسب الجسد ... وربنا يسوع المسيح هو واحد و شخصة واحد متأنس و الذى هو بالطبيعة و بالحق الابن ،و حيث انه يعطى الحياة لجسده الخاص به فنحن ايضاً نصير فيه اقوى من الموت و الفساد [عن الرسالة الثالثة الى نسطور ص57 ] 5- دوام بتولية السيدة العذراء عند القديس كيرلس :- يتحدث القديس كيرلس عامود الدين عن عقيدة دوام بتولية السيدة العذراء موضحاً اهميتها من خلال كتاباته التفسيرية فيقول ولكن اولئك الذين يجادلون و يقولون ان كان هو قد جاء فى الجسد فتكون العذراء قد فسدت وان لم تكن قد فسدت فإنه يكون قد جاء بطريقة خيالية فقط ، هؤلاء نقول لهم ان النبى يعلن (ان الرب إله إسرائيل قد دخل و خرج و الباب يظل مغلقاً ) ( حز2:44) وايضاً ان كان الكلمة قد صار جسداً بدون تزاوج جسدى اذ انه حبل به بدون زرع بشر فإنه إذن ولد بدون ان تمس عذراويتها [ عن كتاب تفسير انجيل لوقا للقديس كيرلس الاسكندرى ص28 ] يتكلم القديس كيرلس الكبير عن [ والدة الإله سر فرح العالم ] قائلاً اننى ارى اجتماع كل القديسين الغيورين اجتمعوا معاً مدعوين من أم الله القديسة الدائمة البتولية مريم كنت اشعر بالحزن الشديد ولكن حضور الأباء القديسين حول هذا الحزن الى فرح و إبتهاج الآن كلمات التسبيح الحلوة التى لداود قد تحققت فى حضورنا (هوذا ما احسن وما احلى ان يسكن الأخوة معاً ) (مز1:133) نقول اعظمك يامريم والدة الإله بك تنبأ الانبياء و تغنى الرعاة بتماجيد إلهية الملائكة ترقص ورؤساء الملائكة يسبحون بألحان عظيمة وينحنى المجوس ساجدين فى عبادة و خشوع تهلل يوحنا فى بطن امه وسجد المصباح للنور السرمدى اشرقت النعمة التى لاينطق بها والنور الحقيقى اتى الى العالم ربنا يسوع نوراً اشرق على الجالسين فى الظلمة و ظلال الموت لأجلك و بسببك اعلن الانجيل (مبارك الآتى باسم الرب) (لو38:19 ) بك تأسست الكنائس الارثوذكسية فى كل مكان . اشرق منك قاهر الموت و محطم الجحيم منك خرج صانع الخليقة الاولى و اصلح فساد الانسان الاول ، ذاك الذى فى يده ملكوت السموات بك أزهر جمال القيامة و زاد تألقة ، لقد اشرقت معمودية القداسة العظيمة من الاردن ، تقدس يوحنا و تقدست مياة نهر الاردن وطرد الشيطان ، بك حصلت كل نفس مؤمنة على الخلاص .لتمجد مريم دائمة البتولية بتسبحة الفرح .السلام لك يا من حملت غير المحوى فى احشائك البتولية المقدسة السلام لمريم الثيؤطوكوس الكنز الثمين الذى وجده العالم ، المصباح غير المنطفىء قط ، تاج البتولية ، قضيب الارثوذكسية ، الهيكل غير المفهوم.الموضع الذى احتوى غير المحوى ، الأم الباقية عذراء . 6- دوام بتولية السيدة العذراء من خلال ثيؤطوكيات التسبحة :- ثيؤطوكية يوم الأحد واحد من اثنين لاهوت قدوس بغير فساد مساو للآب و ناسوت طاهر بغير مباضعة مساو لنا كالتدبير . (القطعة الثانية) يا من ولدت المسيح إلهنا بالحقيقة بغير زرع بشر وأنت عذراء . (القطعة السابعة) حبلت وولدت بغير مباضعة ابن العلى الكلمة الذاتى . (القطعة الثامنة) لأنك ولدت الكلمة بغير زرع بشر و بتوليتك بغير فساد . (القطعة التاسعة) ثيؤطوكية يوم الإثنين أشرق جسدياً من العذراء بغير زرع بشر حتى خلصنا ( المرد) ثيؤطوكية يوم الثلاثاء أنتِ هى الحقل الذى لم يُزرع و أخرجت ثمرة حياة (القطعة الثانية) غير المنظور غير المحدود ولدته مريم وهى عذراء . لأن هذا هو الحجر الذى رآه دانيال قد قُطع من جبل ولم تلمسه يد انسان البتة هو الكلمة الذى من الآب أتى وتجسد من العذراء بغير زرع بشر حتى خلصنا (القطعة الخامسة) وبعد ما ولدتِه بقيتِ عذراء بتسابيح و بركات نعظمكِ (القطعة السابعة) ثيؤطوكية يوم الأربعاء تعالوا يا جميع الشعوب لنغبطها لأنها صارت أما و عذراء معاً (القطعة الخامسة) حزقيال النبى يشهد قائلاً إننى رأيت باباً ناحية المشرق مختوماً بخاتم عجيب ولم يدخل فيه أحد إلا رب القوات . دخل و خرج و بقى مختوماً على حاله . الباب هو العذراء التى ولدَت مخلصنا وقد بقيَت عذراء بعد ولادته (اللبش) ثيؤطوكية يوم الخميس ونار لاهوته لم تحرق بطن العذراء وايضاً بعدما ولدَته بقيَت عذراء (القطعة الأولى) وأيضاً بعد أن ولدَته لم يحل بتوليتها وبهذا أظهرها بأنها والدة الإله . يالعمق غنى و حكمة الله لأن البطن الواقع تحت الحكم وولد الأولاد بوجع القلب . صار ينبوعاً لعدم الموت ولدت عمانوئيل بغير زرع بشر و نقض فساد جنسنا (القطعة الثالثة) يالكرامة الحبل الذى للبطن البتولى و الوالد الإله بغير زرع (إذ) شهد الملاك (القطعة الرابعة) ياللطلقات الإلهية العجيبة التى لوالدة الإله مريم العذراء كل حين . هذة التى منها اجتمع معاً بتولية بلا دنس و ميلاد حقيقى . لأنه لم يسبق الميلاد زواج ولم يحل الميلاد أيضاً بتوليتها (القطعة الخامسة) فلهذا يا جميع الشعوب نمجد العذراء لأنها ولدَت لنا الله وبتوليتها مختومة (القطعة التاسعة) ثيؤطوكية يوم السبت ولدتِه كالنبوة بغير زرع بشر ولا فساد وهو الخالق وكلمة الآب (القطعة الخامسة) دعيتِ أم الله الملك الحقيقى وبعدما ولدتِه بقيتِ عذراء بأمر عجيب . عمانوئيل الذى ولدتهِ هو حفظكِ بغير فساد و بتوليتك مختومة (القطعة السابعة) سلامنا إلى من قبلَت غير المُحوى فى بطنها و بتوليتها مختومة من كل ناحية (القطعة الثامنة) ربنا يجعلنا ان نفهم ونعى و نتمسك الى النفس الاخير بعقيدة كنيستنا القبطية الارثوذكسية ذات الايمان المستقيم ولا ننجرف مع اى تيار أو فكر غريب عن ايماننا الاصيل الذى نؤمن فية بأن السيد المسيح تجسد من السيدة العذراء وظهر لنا إلهاً متجسداً مع بقاء والدته (والدة الإله) بتول دائما حتى بعد ولادته بقيت عذراء ربنا يبارك حياتكم ولإلهنا كل المجد و الإكرام من الأن والى الابد امين . الراهب القس بطرس البراموسى
المزيد
10 أغسطس 2021

العفة والطهارة في حياة السيدة العذراء والآباء الشهداء

حياة العفة والطهارة من أهم مقومات الحياة الروحية فهي التي تساعد الإنسان في جهاده الروحي وبناء حياته الروحية بناءً سليمًا، وعلى أساس صخري لا ينحل ولا ينهدِم أمام عواصف الحياة وصدمات التجارب إن العفة تساعد الإنسان على تكوين علاقة قوية بين الإنسان والله عن طريق الصلاة وعلى عكس ذلك مَنْ يتهاون فيها تكون مُعطلًا قويًا في حياته وصلاته وذلك كما قال الأنبا موسى الأسود "الذي يتهاون في عفة جسده يخجل في صلاته"وهذا ما يحدث بالفعل فالذي يسلك أي سلوكًا شاذًا أو منحرفًا لا يستطيع أن يقف للصلاة فكيف يقف أمام الله بهيكل مُنهدم ومُدنس وفاسد "أما تعلَمونَ أنَّكُمْ هيكلُ اللهِ، وروحُ اللهِ يَسكُنُ فيكُم؟ إنْ كانَ أحَدٌ يُفسِدُ هيكلَ اللهِ فسَيُفسِدُهُ اللهُ، لأنَّ هيكلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الذي أنتُمْ هو" (1كو3: 16-17) هذه العفة تميزت بها السيدة العذراء مريم وعاشت طوال حياتها بطهارة. لقد عاشت السيدة العذراء مريم بتولًا طاهرة في بيت خطيبها يوسف النجار، وذلك رغم عقد الزواج الذي عقده ودوّنه لهم كهنة الهيكل فهي أمام الشريعة وأمام المجتمع متزوجة ليوسف النجار هي صبية في سن الثانية عشر من عمرها، وهو شيخًا يُقارب الستين من عمره فهي كانت بمثابة الابنة أو الحفيدة معه في بيته، وهو كان يرعاها ويعولها لذلك حينما جاء الملاك ليبشرها بحَبَلها للسيد المسيح قائلًا لها"ها أنتِ ستَحبَلينَ وتلِدينَ ابنًا وتُسَمينَهُ يَسوعَ فقالَتْ مَريَمُ للمَلاكِ كيفَ يكونُ هذا وأنا لستُ أعرِفُ رَجُلًا؟" (لو1: 31-34) هذا الموقف كان خطيرًا جدًا بالنسبة لها فهي تعرف نفسها جيدًا، وتعرف مدى حفاظها على نفسها وطهارتها فهي لم تقترب لرجل، ولم تسمح لأي رجل حتى يوسف نفسه أن يقترب إليها (فكيف يكون لها هذا؟)، ولم تطمئن لذلك إلاَّ حينما عرفت من الملاك أن هذا الحَبَل ليس من إنسان بل هو من الله "الرّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ علَيكِ، وقوَّةُ العلى تُظَلّلُكِ" (لو1: 35). وقد عاشت السيدة العذراء بتولًا طوال حياتها حتى بعد ولادتها للسيد المسيح لم تنجب أولادًا بعد أن ولدته الولادة المعجزية، وهذا هو إيماننا الأرثوذكسي السليم في دوام بتولية السيدة العذراء(بتول قبل الزواج، وقبل الحَبَل بالسيد المسيح، وبعد ولادتها للسيد المسيح) فقد عاشت السيدة العذراء حياة البتولية والعفة طوال حياتها حتى فارقت الحياة إلى الحياة الأبدية وأصبحت السيدة العذراء مَثلنا الأعلى الذي نحتذي به في التمسك بحياة العفة والطهارة رغم كل إغراءات العالم وشروره وانحرافاته. فالطهارة هي حياة تشبه حياة الملائكة لأن الله خلق الحيوان بجسد وغرائز بدون روح، وخلق الإنسان بجسد وروح، وخلق الملائكة أرواحًا نورانية فهذا المخلوق المتوسط وهو الإنسان إذا سَلَك حسب غرائزه الجسدية وأهوائه الشهوانية تحوّل إلى حيوان، وإذا سَلَك بالروح ولم ينغمس في شهوات الجسد صار ملاكًا وهو ما زال على الأرض وعن ذلك يقول القديس يوحنا الدرجي"مَنْ غَلَبَ جسده فقد غَلَبَ طبيعته، ومَنْ غَلَبَ طبيعته فقد صار فوقها، ومَنْ صار فوق الطبيعة الإنسانية فقد شارك الطبيعة الملائكية"ويقول القديس كبريانوس الشهيد مُخاطبًا بعض العذارى "لقد ابتدأتن الآن وأنتن في هذه الحياة أن تتمتعن بما سيكون لكّن في السماء بعد القيام لأنكن بحفظكن بكارتكن قد تشبهتن بالملائكة" ويقول الآب يوحنا كاسيان "إنه لا توجد فضيلة تعادل تشبيه البشر بالملائكة مثل فضيلة العفة، لأن البشر يعيشون بواسطة العفة وهم في الجسد كمَنْ لا جسد لهم وكأنهم أرواح مجردة" والأكثر من ذلك أن هؤلاء البشر الذين يعيشون حياة العفة والطهارة، يكونون بدرجة أعلى من الملائكة، الذين ليس لهم أجساد تشتهي ضد أرواحهم وهنا أوضح نقطة أنه يوجد فرق كبير بين البتولية والعزوبية فالبتولية تختلف اختلافًا كبيرًا عن العزوبية في أنها مكرسة ومخصصة من أجل الله فقط، فهي ثمرة حبه الكامل، لأنها تحمل معنى روحي أسمى من العزوبية ولها قيمة مقدسة فالإنسان الذي كرّس بتوليته لله يختلف عن الإنسان الأعزب، الذي لم يتزوج لأنه لم يستحسن امرأة ما في الزواج، أو أنه قد يرى أن العزوبية أكثر راحة من تحمّل المسئولية وتحمّل مسئولية زوجة وأولاد، أو أنه يريد أن يعيش مُتحررًا من الأعباء أو قد يكون إنسان ذو شخصية أنانية مُحبة لذاتها، فهو لا يريد أن يفيد أحدًا بل يريد أن يأخذ باستمرار، فيرفض رباط الزوجية والقيود (وذلك حسب تخيله الشخصي) والبعض قد يختارون العزوبية نتيجة صدمة معينة، فيمتنعون عن الزواج نهائيًا ليس حبًا في البتولية، ولكن رد فعل مُعاكس لهذه الصدمة (في شخصية معينة كثرة فك الخطوبات عدم الصدق والصراحة من الطرف الآخر) وهنا أتذكر قول للقديس "جيروم" مُوجّه للأمهات التي ترفض أن تبقي ابنتها عذراء مثال السيدة العذراء: "لماذا تغتاظين وتئنين إذا بقيت ابنتك عذراء؟ هل تحزنين لأن ابنتك اختارت أن تكون زوجة للملك وليس للعبد؟ لقد جاءت عليك بامتيازات عظيمة لقد أصبحتي الآن حماة الرب"لذلك نجد أن الآباء القديسين والشهداء أحبوا هذه الحياة وفضلوها على كل شيء.. فنجد شهداء نالوا إكليل الشهادة من أجل حفاظهم على عفتهم، وتساووا في الإكليل مع مَنْ ناله من أجل حفاظهم على الإيمان والعقيدة. القديسة "فبرونيا العذراء":- عندما حدث أن "مروان بن محمد الأموي" عندما استغاث بالبشموريين لمقاومة الخراسانيين في القرن الثامن بعد الميلاد، أطلق لهم حرية النهب والسلب، فكان من ضمن ضحاياهم أحد أديرة العذارى في نواحي أخميم وبينما كانوا ينهبونه رأوا راهبة صغيرة جميلة جدًا اسمها "فبرونيا"، جاءت من الشام، وترهبت في ذلك الدير، وكان لها ثلاثة سنوات فأخرجوها من الدير رغمًا عنها، وسبوها دون غيرها لجمالها وبدأوا يتشاورون بخصوصها البعض يقول نقدمها هدية للخليفة، والبعض الآخر يريد أن يقترعوا فيما بينهم عليها وبينما هم يتباحثون رفعت هي قلبها إلى الملك الحقيقي الحافظ عهده ورحمته للذين يحبونه بكل قلبهم، وألقت بذاتها بين يدي الله تبارك اسمه تبكي وتطلب خلاصها من هؤلاء القوم الأشرار، وحفظها من الدنس ولو أدى ذلك إلى قتلها وفي الحال فكرت في طريقة عجيبة للخلاص مما أحاط بها إذ طلبت مقابلة رئيسهم ولما حضر أخبرته أنها ستقول له سرًا عظيمًا بشرط أن يتركوها فوعدها بذلك فقالت له إن أسلافنا كانوا حكماء واكتشفوا سرًا سلّموه لآبائنا، ولم يعرفه سواهم وهذا السر هو أنه يوجد زيت حينما تُتلى عليه الصلوات ونُدهن به لا نخاف الموت ولا السيف ونضمن الحياة ولقد عرفت أنا هذا، وأن التجربة والامتحان هما أعظم شاهد، وأنني مستعدة أن أدهن رقبتي وأنت تضربني بسيفك بكل قوتك لترى نتيجة ذلك، أو إن أردت تدهن أنت رقبتك وأضربك أنا!! فخاف هو على نفسه وقال لها: ادهني أنتِ رقبتك وأضربك أنا بسيفي، ففرحت هي جدًا لأنها كانت لا تخاف الموت بل تشتهيه أفضل من الحياة في الجسد مع الدنس إذ بذلك ستنال الحياة الأبدية، وطلبت منه أن تذهب إلى الكنيسة أولًا لتحضر الزيت وتُصلي، فسمح لها مع مراقبتها فذهبت أمام صورة أمنا العذراء الطاهرة مريم، وصلّت بحرارة لكي يُعينها الله بشفاعتها على حفظ بتوليتها، ثم أحضرت من زيت القنديل ودهنت عنقها، وأعطته كمية من الزيت أيضًا، وقالت له خذ من هذا الزيت، وها أنا قد دهنت رقبتي فاضربني بكل قوتك، وسترى النتيجة بنفسك ففرح هو واستل سيفه وضرب عنقها بكل قوته، ففي الحال انفصلت رأسها عن جسدها وتدحرجت على الأرض فذهب القائد والجند واندهشوا من شجاعة تلك العذراء ومحبتها للعفة، وندموا على ما فعلوا ثم تركوا كل ما كانوا قد سلبوه من الدير، ومضوا متأثرين لما حدث. القديسة "بوتامينا":- وأمامنا القديسة "بوتامينا"، وكيف فضلت أن تُحرق بالنار، ولا تنزع ثيابها منها عند الحرق والعذاب. القديسة "أربسيما العذراء":- كيف طرحت الوالي على الأرض.. الذي كان يريد أن يفعل بها شيئًا دنسًا، والنتيجة أنه أمر بقلع عينها وقطع رأسها. الشاب العفيف:- والشاب العفيف الذي عندما ربطوه وقيدوه لكي تفعل معه إحدى الساقطات الخطية اتقدت فيه نار الوصية وحملته غيرته أن يهلك عضوًا واحدًا من جسده ولا يترك جسمه ونفسه للهلاك الأبدي، فقرض لسانه وبصقه في وجه تلك المرأة الشريرة بدماء كثيرة، وللحال وقع الرعب في قلبها وارتعدت من رجل الله القديس، متفكرة أنه مجنون، وسرعان ما هربت بخوف عظيم تجر أذيال الفضيحة وهرب هذا الشاب من فِعل خطية الزنا رغمًا عن إرادته. فها آباءنا الشهداءقد تمثلوا بالسيدة العذراء أمنا كلنا في حفظ بتوليتهم. فالآن هيا بنا أيها الشباب.. نتمثل بأمنا العذراء وآباءنا الشهداء والقديسين،في حفاظنا على عفة جسدنا وفكرنا،ونحيا في طهارة كاملة رافضين كل مغريات العالم وشهواته الدنسة ناظرين إلي السماء وما فيها فالسماء ليس فيها شيئًا نجسًا بل كل مَنْ يحيا فيها يحيا بطهارة وعفاف طالبين معونة ربنا يسوع المسيح إلهنا الحنون الذي له كل المجد والإكرام من الآن وإلى الأبد آمين. الراهب القمص بطرس البراموسي
المزيد
03 أغسطس 2021

العذراء عند القديس كيرلس الكبير

يقول القديس كيرلس الكبير فى كتابه ( شرح تجسد الابن الوحيد ) ولد الكلمة من الآب بطريقة لا ندركها بل هى فوق مستوى الإدراك لكنه فى الزمان الاخير تجسد وولد من امرأة حسب الجسد . والذى حدث انه اخذ من العذراء القديسة جسداً واتحدبه اتحاداً حقيقياً . لذلك نعتقد ان العذراء القديسة هى والدة الإله لانها ولدته حسب الجسد لكنه مولود فى ذات الوقت من الآب قبل كل الدهور . اذا كان هناك احد ما يتجرأ او يعلم ان العذراء مريم ولدت الطبيعة الإلهية غير الجسدانية فإن هذا هو الجنون بعينه لإن الطبيعة الإلهية ليست من تراب الأرض حتى تولد منه ولا تلك الخاضعة للفساد ( اى العذراء) تصبح أماً لعدم الموت ،ولاتلك الخاضعة للموت تلد الذى هو حياة الكل ،ولاغير المادى يصبح ثمرة للجسد الذى بطبيعتة خاضع للميلاد وله ابتداء فى الزمان . الجسد لا يمكنه ان يلد الذى لا بداية له . لكننا نؤكد ان الكلمة صار ما نحن وأخذ جسداً و أتحد به اتحاداً حقيقياً بطريقة فوق الإدراك او التعبير وانه تأنس وولد حسب الجسد . ألا تولد النفس البشرية وهى من طبيعة مختلفة عن الجسد لأنها متحدة به ،ولا أظن ان احداً سيفترض ان النفس لها طبيعة الجسد او انها تتكون معه ،وانما الله بطريقة غير معروفة بغرسها فى الجسد و تولد معه . ولذلك نحن نحدد ان الكائن الحى الواحد المولود هو من اثنين . وهكذا الكلمة هو الله لكنه تجسد ،وايضاً ولد حسب الجسد و بطريقة بشرية لذلك تدعى التى ولدته والدة الإله. ( عن كتاب شرح تجسد الابن الوحيد صـــ 43 ـــ الى صـــ 45 ـــ ) ويقول القديس كيرلس فى رسائله : حيث ان العذراء القديسة ولدت جسدياً الله متحداً بالجسد الإقنوم فنحن نقول انها والدة الإله ليس ان طبيعة الكلمة تأخذ بداية وجودها من الجسد لانه ( اى الكلمة ) كان فى البدء و الكلمة كان الله ( وكان الكلمة عند الله ) ( يو 1:1 ) وهو نفسه خالق الدهور وهو ازلى مع الآب وخالق كل الاشياء لانه كما قلنا سابقاً انه اذ وحد الانسانى بنفسه اقنومياً فإنه احتمل الولادة الجسدية من بطنها . واذا قد ولدته امرأة موحداً نفسه بالجسد فسوف ترفع اللعنة اذن عن كل الجنس البشرى . ( عن الرسالة السابعة عشرة ، الجزء الاول صـــ 34 ــ ) من لا يعترف ان عمانوئيل هو الله بالحقيقة و بسبب هذا فالعذراء هى والدة الإله ( لانها ولدت جسدياً الكلمة الذى من الله ، الذى تجسد ) فليكن محروماً . (عن الرسالة السابعة عشرة ، الجزء الاول صـــ 35 ـــ ) نعترف ان ربنا يسوع المسيح ابن الله الوحيد هو إله كامل و انسان كامل ذو نفس عاقلة و جسم ،وهو مولود من الآب قبل كل الدهور بحسب لاهوته و انه هو نفسه فى الايام الاخيرة من أجلنا ومن أجل خلاصنا ولد من مريم العذراء بحسب ناسوته وهو نفسه من الجوهر نفسه الذى للآب ( او مع الآب ) حسب لاهوته ومن نفس الجوهر الذى لنا (او معناه ) بحسب ناسوته لانه قد حدث اتحاد بين الطبيعتين لاجل هذا نعترف بمسيح واحد ، ابن واحد ، رب واحد ،و بحسب هذا الفهم للإتحاد بدون اختلاط نعترف بأن العذراء القديسة هى والدة الإله لان الله الكلمه قد تجسد و تأنس ، ومنذ ذات الحمل به هيكل الذى اخذة منها مع ذاته ( من الرسالة 39 صــــ 43 ــــ ) + ربما يقول أحد أن اسم ( المسيح ) لايطلق فقط على عمانوئيل وحده بل سوف نجده يطلق على آخرين ايضاً لان الله قال فى موضع ما عن اولئك الذين اختيروا و تقدسوا بالروح ( لاتمسوا مسحائى ولا تسيئوا الى انبيائى )( مز15:105 ) وعلى ذلك فان اسم المسيح يجب ان يطلق ليس فقط و بوجه خاص على عمانوئيل بل ايضاً على كل الباقين الذين يمسحون بنعمة الروح القدس . ولكن توجد هوة كبيرة و اختلافات لاتقارن تفصل بين حالتنا و بين مجد و تفوق مخلصنا . فان كان جميع الآخرين هم مسحاء وهذا معقول جداً بسبب انهم مسحوا . اما المسيح وحده فهو الإله الحقيقى (عمانوئيل ) وبالحقيقة فإن احداً لا يخطىء . إن إختار ان يقول ان امهات آخرين هم ( والدات مسيح ) ولكن ليسوا بآى حال ( والدات إله ) ايضاً ان العذراء القديسة وحدها بالمقابلة مع اولئك النساء هى كما ندركها و ندعوها والدة المسيح ووالدة الإله معاً لانها لم تلد مجرد انسان بسيط مثلنا بل بالحرى الكلمة الذى من الله الآب الذى تجسد و تأنس لاننا نحن ايضاً ندعى آلهه بجسب النعمة أما الإبن فليس إلهاً على هذا النحو ، بل بالحرى هو إله بالطبيعة و بالحق حتى وان قد صار جسداً . + ولكن ربما تقولون هذا ( قل لى اذن ، هل العذراء صارت والدة لاهوته )؟ .... ورداً على هذا نقول ان كلمة الله نفسه الحى ، الكائن بإقنومة ، ولد من جوهر الله الآب ذاته وان الذى كان بلا بداية صار له بداية فى الزمن وكان دائماً موجوداً مع الذى ولده و كائناً فيه و موجوداً معه و يشاركة فى التفكير فى ازمنة الدهر الأخير حينما صار جسداً اى حينما اتحد بجسد ذى نفس عاقلة قيل انه ولد ايضاً جسدياً من امرأة . ان سر تجسده هو بكيفية ما مماثل لولادتنا لان امهات اولئك الذين على الارض الخاضعات لقوانين الطبيعة فيما يخص الولادة لهم يثنت فى الرحمة وهو الذى ينمو قليلاً بحسب افعال الله غير المدركة ويصل الى النضوج . الله لم يرسل الروح فى الكائن الحى بكيفية معروفة له . هذا بحسب قول زكريا النبى ( لأنه يجبل روح الانسان فى داخلة ) ( زك 1:2 ) + ان لوغوس ( كيان ) الجسد الواحد : وكذلك فإن لوغوس ( كيان ) النفس آخر و مع ذلك فمتى لو كانت هؤلاء النساء هن فقط امهات للأجساد التى من الأرض إلا انهن يلدن الكائن الحى كله ، وانا اعنى كائناً مكون من جسد ونفس ولا يقال عنهن انهن يلدن جزءاً من الكائن ولن يقول أحد ان اليصابات مثلاً كانت اماً فقط لجسد وليست اماً ولدت نفساً فى العالم الى جانب الجسد لانها ولدت المعمدان انساناً ذا نفس و كائناً حياً مكوناً من الإثنين وانا اعنى انساناً له نفس وجسد معاً . + اننا سنقبل ان شيئاً مثل هذا قد حدث فى ولادة عمانوئيل ايضاً لان كلمة الله الوحيد قد ولد من جوهر الله الآب . ولكن حيث ان الكلمة اتخذ له جسداً وجعله خاصاً به فإنه ايضاً حمل اسم ابن الانسان وصار مثلنا . وان رغب احد ان يقول ان أم فلان هى أم لجسده فقط و ليست ايضاً أماً لنفسه ،فإنه بذلك يفكر بغباء شديد لان الكائن الحى يولد مكوناً من عنصرين غير متماثلين إلا انه لإنسان واحد وكل عنصر منهما يظل كما هو. والإثنان هما معاً كما فى وحدة طبيعية واحدة ، كما لو كانا يفحصان احدهما الآخر ، وكل منهما ينقل الى الآخر ما هو خاص به . ( من الرسالة الاولى صـــ 10 ـــ الى صــــ 14 ــــ ) وعن بتولية القديسة العذراء مريم كتب القديس كيرلس : ولكن اولئك الذين يجادلون و يقولون ان كان هو قد جاء فى الجسد فتكون العذراء قد فسدت وان لم تكن قد فسدت فإنه يكون قد جاء بطريقة خيالية فقط ، هؤلاء نقول لهم ان النبى يعلن ( ان الرب إله اسرائيل قد دخل و خرج و الباب مغلقاً ) ( خر 2:44 ) وايضاً ان كان الكلمة قد صار جسداً بدون تزاوج جسدى اذ انه حبل به بدون ذرع بشر فإنه اذن ولد بدون ان تمس عذراويتها . ( عن كتاب تفسير أنجيل لوقا للقديس كيرلس الاسكندرى ج1 صــــ 28 ـــ ) + يتكلم القديس كيرلس الكبير عن ( والدة الإله سر فرح العالم ) قائلاً : اننى ارى اجتماع القديسين كل الغيورين اجتمعوا معاً مدعوين من أم الله القديسة الدائمة البتولية مريم . كنت اشعر بالحزن الشديد ولكن حضور الاباء القديسين حول هذا الحزن الى فرح و ابتهاج ، الآن كلمات التسبيح الحلوة التى لداود قد تحققت فى حضورنا ( هوذا ما احسن وما احلى ان يسكن الاخوة معاً) (مز 1:133 ) . نقول (اعظمك يامريم يا والدة الإله ) بل تنبأ الانبياء و تغنى الرعاة بتماجيد إلهية . الملائكة ترقص و رؤساء الملائكة يسبحون بألحان عظيمة . ينحنى المجوس ساجدين فى عبادة و خشوع ، تهلل يوحنا فى بطن أمه وسجد المصباح للنور السرمدى . اشرقت النعمة التى لاينطق بها . و النور الحقيقى اتى الى العالم ... ربنا يسوع المسيح نوراً اشرق على الجالسين فى الظلمة و ظلال الموت لأجلك و بسببك اعلن الانجيل ( مبارك الآتى باسم الرب )( لو 38:19) بك تأسست الكنائس الارثوذكسية فى كل مكان . اشرق منك قاهر الموت و محطم الجحيم . منك خرج صانع الخليقة الاولى و اصلح فساد الانسان الاول ، ذلك الذى فى يده ملكوت السموات . بك أظهر جمال القيامة و زاد تآلقه ،لقد اشرقت معمودية القداسة العظيمة من الاردن ، تقدس يوحنا وتقدست مياة نهر الاردن و طرد الشيطان . بك حصلت كل نفس مؤمنه على الخلاص . + عظة القاها القديس كيرلس الكبير ضد نسطور فى مدينة افسس بكنيسة السيدة العذراء : السلام للثالوث القدوس الذى دعانا معاً فى هذة الكنيسة المكرمة على أسم العذراء والدة الإله السلام لك منا يا والدة الإله نعظمك ، نعظمك يا والدة الإله الكنز المرهوب الذى ( اعنى ) العالم كله .المصباح غير المنطفىء تاج البتولية صورلجان الارثوذكسية ، الهيكل غير الفاسد ، الإناء الذى حوى غير المحوى ، الأم و العذراء التى بك قيل فى الأناجيل ( مبارك الآتى باسم الرب ) ( مت 9:21 ) السلام لك يا من حويت غير المحوى فى بطنك القدس البتول . بك سقط الشيطان المجرب من السماء وعادت الخليقة الساقطة الى الفردوس . بك قدمت المعمودية ومسحة الميرون الى المؤمنين . بك تأسست الكنائس فى كل العالم و تغيرت الشعوب ماذا اقول اكثر من ذلك ؟ ... منك اشرق الإبن الوحيد الجنس مثل نور لأولئك الجالسين فى الظلمة و ظلال الموت ، بك تنبأ الانبياء و بك كرز الرسل بالخلاص للامم . بك قام الاموات و حكم العظماء و ملك الثالوث القدوس . مَن مِن البشر يقدر ان يمدح مريم المطوبة ... البطن البتولى ، يالهذا العجب ان هذة العجبية تهزنى بشدة فرحاً . هل سمع ان البناء منعه احد من ان يسكن فى الهيكل الذى بناه هو نفسه ؟ .... هل يلام من دعى خادمته لتكون اماً له ؟..... ( ما اجمل اقدام البشرين بالسلام ) ( رو 10:15 ) اى سلام هذا ؟ انه ربنا يسوع الذى ولد من مريم حسبما اراد هو . الراهب القس بطرس البراموسى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل