الكتب

القوى القديس الأنبا موسى الأسود

يُعد القديس موسى الأسود من أشهر الأسماء بين صفوف التائبين، سيرته مُحببّة للجميع ومُحفِّزة للتوبة، وكما كان قويًا في شروره أصبح قويًّا في توبته كذلك. كيف تمّ ترويض إنسان أوغل في الشرور، فيتحول من قاطع طريق إلى واحد من رموز التوبة، وأب من مشاهير قادة الرهبنة في التاريخ، فلقد نال كل من القديسين موسى الأسود والأنبا أرسانيوس شهرة كبيرة بسبب التناقض الواضح ما بين حياة كل منهما في العالم مقارنة بحياتهما في الرهبنة، فتحول الأول من مجرم خطير ورئيس عصابة، إلى راهب وديع وأب رهبنة، بينما تخلّى الثاني عن مجد العالم وحياة الترف، راضيًا بقسوة الصحراء وشظف العيش والرهبنة حياة توبة، لم يحضر شخص ما إلى الدير لشعوره بالقداسة ويبحث عن مكان يحتفظ فيه بقداسته! بل جاء لكي يحبس ذاته ويبكى على خطاياه، ومن هنا فقد ارتبطت الرهبنة بالتوبة، وكان الآباء يقطعون عشرات الأميال سعيًا وراء كلمة منفعة لأجل خلاص نفوسهم، ومنهم من كان لا يكفّ عن الطلب بدموع إلى كل أحد ليصلى عنه علَّ الرب يتراءف عليه ويغفر له. وهكذا وصلت بهم التوبة الصادقة إلى درجات عالية من النقاوة والقداسة وأهّلتهم لأن يتكلموا مع الله فمًا لأذن بل ويرونه رؤى العين ماذا نقول عن الأنبا موسى.. هل نجرؤ ونقول ما قاله الطوباوي يوحنا الدرجي عند زيارته لدير التائبين في منطقة كانوبيس (أبوقير) بالإسكندرية، بعد أن أقام معهم يومين، لقد قال: "لقد طوبت الذين أخطأوا ثم تابوا أكثر من الذين لم يخطئوا ولم يتوبوا" أو ما قاله الشاب الذي يُدعى مقاره والذي كان قد َقتَلَ بطريق الخطأ ثم ترهب وعاش عيشة مقدسة، علق عليها بقوله: "حتى أنني شكرت القتل الذي فعلتُ بغير إرادتي" ويعلق أحد الآباء على قول مقاره هذا بقوله "وما قلتُ هذا ليطيب قلب أحد بالقتل، وإنما لأُشير فقط إلى أن أسبابًا متعددة دفعت الرهبان إلى الرهبنة" إنما نقول هذا لنؤكد أنه لا توجد خطية تغلب محبة الله.. لقد امتلأ قلب موسى حنوًا بقدر ما امتلأ قديمًا من الغضب، وفاضت عيناه دموعًا مقابل آلاف المآقي التي فجر منها الدمع بسبب جرائمه، وبقدر ما كانت شهوة الانتقام تنهش صدره، الآن يمتلئ هذا الصدر رأفة وغفرانًا للخطاة، فهوذا قفة الرمال التي حملها على ظهره في مشهد لا يُنسى تؤكد حنوه على الخطاة، ومُلهِمة للكثيرين بالتغاضي عن هفوات الآخرين وعوض البحث عن وسائل التشفّي والانتقام الآن يلتمس الأعذار للمخطئين، فقال قولته المشهورة: (لا تكن قاسي القلب على أخيك، فإننا كثيرا ما تغلبنا الأفكار). وبعد أن كان عدوًا لكل أحد، فقد صار نموذجًا فريدًا في الضيافة ومحبة الغرباء والمؤانسة مبارك ذلك اللص الذي انتقل من رتبة اللصوصية إلى رتبة القداسة، وسرق الملكوت ودخل إليه يتبعه مئات الآلاف ممن تأثروا بسيرته وانتهجوا منهجه على مر التاريخ.. وما يزال يشفع في كل خاطئ يطلب التوبة ونحن إذ أقدمنا على تدوين سيرته من جديد، فقد لا نضيف شيئًا إليها، فهي القصة الأشهر بين جميع المؤمنين بدءًا من أطفال مدارس الأحد إلى الإكليروس.. ولكننا سنحاول تقديمها بمعالجة جديدة. وستظل سيرته مشجعًا لكثيرين بصلوات قداسة البابا الأنبا شنودة الثالث وشريكة في الخدمة الرسولية نيافة الأنبا ايسوذورس رئيس الدير ولربنا المجد دائمًا آمين.

الحياة الأبدية

عندما كنا نسمع عن الدينونة والأبدية أو نفكر فيهما ونحن في حداثتنا، كنا نُسر إذ تمر في مخيلتنا روائع المناظر وشتي مظاهر المتعة، ثم ما لبثنا أن دخلنا في فترة المراهقة فإذا بالتفكير في مثل تلك الأمور ينتابنا معه قشعريرة وخوف من المجهول، لا سيما بعد أول واقعة وفاة حدثت لشخص نعرفه أمور كثيرة كانت تؤرقنا من جهة الحياة الأبدية مثلا مسألة اللانهاية وماذا تعني، وكذلك الدينونة والتي كانت تثير فينا الرعب، حالما تتمثل أمامنا النار والعويل ووجه الله الغاضب أمام الأشرار ثم العذاب الدائم وظلت فكرة القيامة العامة والحياة الباقية تشغل أفكار الجميع، فهي حياة لم يختبرها أحد من قبل ليروي لنا عنها أو يصفها، وفي المرة الوحيدة التي صعد فيها إنسان ورآها، حتى هذه الخبرة وللأسف الشديد لم يجد صاحبها من الأمور الأرضية ومفردات اللغات البشرية ما يعينه علي وصفها أو تشبيهها، فقال: "وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَلاَ يَسُوغُ لإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا" (2 كو 12: 4) وبتعبير آخر "مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ" (1 كو 2: 9) والمقصود بهذا هو أن أجمل ما رأته عين بشرية في هذه الحياة يقصر في الواقع عن أن يعكس المجد الذي هناك، وهكذا أجمل ما سمعته إذن أو ما تخيله قلب لا يرقي مطلقًا إلي ذلك الفرح والمجد العتيد أن يستعلن في البشرية عندئذ إذن فالحياة الأبدية وكما خبرها معلمنا بولس الرسول للحظات أو لدقائق ربما، كانت أروع من أن يعبر عنها، وعندما أراد القديس يوحنا الرسول أن يصف أورشليم السماوية، بحث هو الأخر في أرضنا وعالمنا الترابي فلم يجد سوي الأحجار الكريمة ليصف بها ذلك المجد مثل: "يشب... جمشت... زمرُد ذبابي.. إلخ." ومع ذلك فهذه أرضية ترابية وأما تلك فأبدية باقية ثم تَدَرجْنا قليلًا قليلًا بخصوص تناولنا لفكرة الأبدية حتى وصلنا إلي تصوَر أفضل، ألا وهو ما عبر عنه أيوب الصديق قائلًا: "هُنَاكَ يَكُفُّ الْمُنَافِقُونَ عَنِ الشَّغْبِ، وَهُنَاكَ يَسْتَرِيحُ الْمُتْعَبُون. الأَسْرَى يَطْمَئِنُّونَ جَمِيعًا، لاَ يَسْمَعُونَ صَوْتَ الْمُسَخِّرِ. الصَّغِيرُ كَمَا الْكَبِيرُ هُنَاكَ، وَالْعَبْدُ حُرٌّ مِنْ سَيِّدِهِ" (أي 3: 17-19) وأدركنا بالتالي أنها حياة تتسم بالكمال، ثم أدركنا أخيرًا أن الحياة الأبدية هي الله ذاته، وأنه في معرفته (بالمسيح يسوع أبنه) معرفة لهذه الحياة"وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ" (يو 17: 3) إن الله هو الهدف المشترك ما بين الحياتين، هو مصدر كل فرح وطمأنينة، ولعل ذلك يفسر قول المخلص "لأَنْ هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ" (لو 17: 21) وذلك في رده علي سؤال الفريسيين له عن موعد الملكوت ومتى يأتي، وإن كانت الحياة الأبدية عبارة عن كتاب فإن هذه الحياة التي نحياها الآن يجب أن تكون مقدمة هذا الكتاب، في هذا يقول القديس يوحنا سابا المعروف بالشيخ الروحاني (لا دخول إلي ذلك البلد، بلد نور الأنوار وعالم أبد الآبدين لمن لم يختبره منذ الآن، فلا يقدر أن يرتاد ذلك البلد من لم يعتده من هنا، إذ تعاني عين بصيرته من الغشاوة حينذاك بأشعة نور الغمام الخارج من هناك ليتنعم به، فإنه حالما تغرب عن عينه شمس العالم يقسم ميراثه ويرحل لملاقاة الشمس العظيمة بنور العوالم العلوية)(1) غير أن التفكير في الأبدية والدينونة يفقد مع الوقت تأثيره، مثل ما يحدث عند انتقال أحد الأشخاص إذ سريعًا ما تهدأ المشاعر وينصرف الناس إلي شئونهم ناسين أو متناسين الرسالة الروحية التي تركها بوفاته وقد كان المؤمنون في أول عهدهم بالإيمان مثقلون بفكر إسكاتي (أخروي) حيث كانت المناداة في الوعظ والإرشاد تلِح بأن المسيح علي الأبواب... ولن يبطئ، ويؤكد معلمنا بولس الرسول لهم ذلك بقوله " نَحْنُ الَّذِينَ انْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُورِ" (1 كو 10: 11) وشاع تداول تعبير مارانا ثا(2) للإشارة إلي اللهفة الشديدة إلي مجيء الرب، وكان هذا النداء ينعش المؤمن ويجدد فيه الرجاء. هذا وقد نما بقوة الاعتقاد بظهور الرب الوشيك، فباع الكثيرين ممتلكاتهم وقاموا بتوزيع أثمانها وصعد إلي أسطح منازلهم راكعين وهم باسطون أيديهم نحو العلاء مرددين " نَعَمْ!... آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ" (رؤ 22: 20) وقليلًا قليلًا ولأن يوم الرب يأتي كلص، وشعر البعض بأنهم انتظروا طويلًا، فقد تحرًك الشك في قلوبهم من جهة مجيء الرب، وكتب معلمنا بولس الرسول يشجع مثل أولئك، في رسالته إلي العبرانيين. ويلاحظ أن تعبير "وَفِيمَا أَبْطَأَ الْعَرِيسُ نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ" (مت 25: 5) يجب أن يُفهم علي أن العذارى قد ملَوا الانتظار فناموا، لا أن الرب أبطأ، فهو آت في الوقت المحدد من جهته ولن يعقه أحد!!ثم انتهز قوم أرديا ذلك فشككوا في الأمر برمته، إلي هذا أشار القديس بطرس قائلًا: "أَنَّهُ سَيَأْتِي فِي آخِرِ الأَيَّامِ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ، وَقَائِلِينَ: أَيْنَ هُوَ مَوْعِدُ مَجِيئِهِ؟ لأَنَّهُ مِنْ حِينَ رَقَدَ الآبَاءُ كُلُّ شَيْءٍ بَاق هكَذَا مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ" (2 بط 3: 3-4) ويجب الانتباه إلي أنه قد لا يأتي المسيح (أقصد المجيء الثاني "الباروسيَا") هذا اليوم أو هذه السنة، ولكن الكثيرون سيذهبون إليه عندما ينحلون من هذا الجسد، ومن هنا يجب الاستعداد دائمًا.

الموسيقى القبطية

الموسيقي هي الجمال المسموع، وهي أرقي الفنون تسمو بالنفس إلي أعلي المراتب وتخترق الوجدان، والإنسان والذي يتكون من جسد ونفس وروح يحتاج إلي إشباع كل واحدة من هذه الثلاثة؛ فالطعام للجسد، والنعم والمواهب للروح، وأما النفس وهي مجموعة الغرائز والانفعالات والمشاعر والأحاسيس فإن الموسيقي هي إحدى أهم مصادر إشباعها، وهي لغة أثيرية حسب تعبير الأستاذ الشوان (1)، لأنها لا ترى ولا تلمس ولا تثبت في الفضاء، فهي ذبذبات تحدثها سلسلة من الأصوات المتتابعة المتلاحقة فتلتقطها الأذن وتتعرّف علي ما فيها من خطوط لحنية، تماماً كما نستشعر ما في الشعر من أوزان وتفعيلات وقد تلامس الإنسان أول ما تلامس مع الموسيقي، من خلال أصوات الطبيعة مثل حفيف الأشجار وخرير الماء ونقيق الضفادع وزقزقة العصافير وثغاء الماعز وهديل الحمام، وكذلك من تموّجات الصوت عند الحديث، بل يُقال أن الإنسان البدائي كان يسلّي نفسه عن طريق ضرب قطع الصوان بعضها بالبعض الأخروفي حنجرة الإنسان قدرة خارقة علي التنويع في إصدار الأصوات ما بين خشن ورقيق، خفيض ومرتفع، أو مدّ الكلام أو إضغامه وذلك في محاولة منه للتعـبير عمّا يرغب فيه، كما توجد في جسده وسائل أخري لضرب الإيقاعات، ومن هنا فقد يستخدم حركات الجسم للتعبير، وهو الشكل البدائي للرقص، الأمر الذي عرفه الحيوان والطير كوسيلة للتفاهم في الحزن والفرح والإنذار بقدوم الخطر الخ وقد عرف قدماء المصريون المزمار منذ القديم، وكان الفلاّحون والرعاة يضربون عليه ويتسلّون به لاسيما في أزمنة الحصاد حين يقضون الليالي في مرح يضربون علي السلاّمية، وينفخون في المزمار والذي يشبه الماسورة ويُصنع من الغاب وله ستة ثقوب تحدث نغمات مختلفة عند مرور أصابع اليد عليها، وكذلك يتسلّون بها في أوقات الحراسة ليلاً أو إدارة السواقي.

تكوين العادة

"فليس لنا عادة مثل هذه ولا لكنائس الله" (1 كو 11: 16) لا يوجد أصعب من تكوين العادات الرديئة, فيه تتسلل إلي أعماق الإنسان وتختلط بوجدانه وخلايا جسمه وتصبح مع الوقت جزءا لا يتجزأ منه، ومن ثم فمتى أراد التخلص منها فإنه يواجه صعوبات جمة وقد لا يستطيع، وفي هنا يقول القديس باسيليوس الكبير (العادة المتأصلة تكتسب قوة الطبيعة) ويقول مار اسحق (الأنواع أيضا والعادات التي عتقت في الإنسان تكمل "تصير" له موضع الطبع) و الخطورة تكمن في أن بعض العادات قد تتسبب في تهديد خلاص النفس، إذا لم يكن لدي الإنسان الإفراز والتمييز بين ما هو جيد وما هو رديء، وبين ما يوافق وما لا يوافق (كل الأشياء تحل لي لكن لا يتسلط علي شيء) (1 كو 6: 12) (كل الأشياء تحل لي لكن ليس كل الأشياء توافق، كل الأشياء تحل ولكن ليس كل الأشياء تبني) (1 كو 10:23).

سفر المكابين الاول

يزخر هذا السفر بالكثير من الأحداث، إلاّ أن محوره الرئيسي هو: "الحياة الليتورجية لليهود ". فقد ثار اليهود حالما صدر الأمر بإيقاف الخدمة في الهيكل، وحَظر العمل بالشريعة. كانت الأمّة تستمد قوتها وعزاءها من الشريعة والليتورجية، فما أن اختلّت الحياة الطقسية، حتى اضطربت تبعا لذلك الحياة العامة بشتى وجوهها، وانحرفت الأمة إلى هوّة رديئة. وكان أنطيوخس أبيفانيوس قد أقام شناعة الخراب على مذبح المحرقات، وحوّل الهيكل إلى معبد للإله زيوس "زفس" (أعمال الرسل 19: 35) وسعى إلى أغرقة البلاد. ولكن اليهود ما أن حققوا أولى انتصاراتهم على السلوقيين، حتى بدأوا في إجراءات تطهير الهيكل ثم تدشينه (1)، فاستقام حال الأمة من جديد وهكذا فإن الهيكل هو الذي جمع كلمة الشعب ووحّد بين قلوبهم. بل أن الحكام السلوقيين كانوا كلّما أرادوا أن يسترضوا اليهود، بالغوا في إكرام الهيكل بالهدايا ومنح العديد من الحريات الدينية لهم، لعلمهم إلى أي مدى يؤثر ذلك عليهم. هذا وقد أُعيد تجديد الهيكل لاحقًا بشكل جعله تحفة فنية رائعة، على يد هيرودس الكبير، حيث استمر العمل فيه مدة 46 عاما في بداية صراع اليهود مع السلوقيين، تكاتف جماعة الكهنة واللاويين والكتبة، مع الحشمونيين (متتيا الكاهن وأولاده) (2)، فما أن أن تحول الأخيرون ومالوا إلى التوسع والمكاسب السياسية، حتى تخلّوا عنهم مهتمّين بحياة الفضيلة، ومن هنا أُطلق عليهم اسم: "جماعة التقاة". واستحوذ الحشمونيين على رتبة رئاسة الكهنوت، وإذ لم يكن من السهل أن يجمع القائد ما بين الحروب والأنشطة السياسية من جهة، والعمل الكهنوتي والطقوس ودراسة الأسفار من جهة أخرى: فقد فشلوا كرؤساء للكهنة، بل كقادة سياسيين. وضعفت الأمة من جديد، لذلك يقول الله "ارجعوا إليّ أرجع إليكم " (ملاخي 3: 7) هذا وقد نال سفري المكابيين اهتمامًا كبيرا من العلماء والمتخصّصين(1)، باعتبارها مستودعًا ثمينا للحقائق التاريخية، ومادة كتابية هامة في تفسير العديد من النبوات، لا سيما في: أسفار الشريعة وإشعياء وزكريا، ولا سيما دانيال. وهي نبوات تتعلق بتدنيس الهيكل وتطهيره واضطهاد أنطيوخس أبيفانيوس ونشاطه العسكري والسياسي، ودور البطالمة كذلك في منطقة اليهودية، ثم جماعتي اليهود الأتقياء واليهود المرتدين (المتأغرقين) وغيرها من أحداث تلك الحقبة كما ُوجد الكثير من أخبار هذين السفرين في الكتب الأبوكريفية للعهد القديم، وهي التي ُيطلق عليها اصطلاحا: " الأدب المنحول"، مثل: (نبوة أخنوخ. وصية موسى. كتاب اليوبيلات. وكتابات قمران بشكل عام) (2) أرجو أن يجد القارئ تعزية من خلال كلمة الله في هذا السفر، بصلوات قداسة البابا الأنبا شنودة الثالث وشريكه في الخدمة الرسولية نيافة الأنبا إيسوزورس رئيس الدير، والذي تفضّل مشكورا بمراجعة الكتاب. ولإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل