الكتب

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-رسالة بطرس الرسول الاولى

مشكلة الألم والحياة الجديدة لهذه الرسالة أهميتها الخاصة في حياة الكنيسة، إذ تعالج مشكلة الألم، هذه التي يئن منها كل إنسان، تشغل فكره، وتهز كل كيانه، خاصة حين يسقط تحت ضيقٍ جسدي أو نفسي أو أدبي، فيشعر بالحاجة إلى من يضمد جراحاته العميقة، لا على مستوى فلسفي نظري، وإنما على مستوى الحياة الواقعية العملية. والرسالة في جوهرها دعوة لمقابلة الألم لا بنظرة سوداوية قاتمة، وإنما بروح الرجاء الحي، خلال تمتعنا بميلاد جديد غالب للألم بل وللموت نفسه، إذ يقوم على قوة "قيامة يسوع المسيح من الأموات" (1: 3). عِوَض الارتباك بمرارة الألم يرفعنا الرسول إلى بهجة التمتع بالميراث الأبدي، فننعم بفرح لا ينطق به ومجيد (1: 8)، وعِوَض الانغماس في متاعب الحياة القاتلة للنفس يرفعنا إلى انتظار مجيء القدوس خلال الحياة المقدسة (1: 15-16)، مدركين دورنا الحقيقي كحجارة حية في البيت الروحي الكهنوتي (2: 5).إن كانت هذه الرسالة قد كُتِبَت إلى "المتغربين من شتات بُنتُس وغلاطية..." (1: 1)، فغالبًا لم تُكتَب من أجل اليهود الذين تشتتوا عن وطنهم، بل من أجل جميع المؤمنين، ايًا كان أصلهم، وقد عانوا التشتت بسبب إيمانهم، إذ واضح إنه يُحَدِّث أيضًا مؤمنين من أصل أممي (5: 14، 18؛ 2: 10؛ 4: 3). فالتغرُّب والتشتيت هنا يشير إلى كل مؤمن يشعر بتغرُّبه عن موطنه السماوي (في 3: 20). إنها رسالة موجهة إلى كل إنسان متألم في غربته!

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-رسالة يعقوب الرسول

رسائل الكاثوليكون تلقب الكنيسة الرسائل السبع (يعقوب، ورسالتي بطرس ورسائل يوحنا الثلاث، يهوذا) بالكاثوليكون أي الجامعة[1]، وذلك لأنها اتسمت بالعموميَّة، فلم تُكتب إلى جماعة معينة أو كنيسة خاصة أو مدينة أو شخص كما هو الحال في رسائل معلمنا بولس الرسول. وإن كانت الرسالتان الثانية والثالثة من رسائل معلمنا يوحنا الحبيب قد وُجهتا إلى شخصين معينين لكن لصغرهما يمكن اعتبارهما امتدادًا للرسالة الأولى، خاصة وأنهما يحملان نفس الطابع والأسلوب. هناك تشابه بين الرسائل وبعضها البعض وعلى وجه الخصوص بين: أ. رسالة بطرس الأولى ويعقوب. ب. رسالة بطرس الثانية ويهوذا. ج. بين رسائل يوحنا الثلاث. تعطي الكنيسة اهتمامًا لهذه الرسائل فتحتم قراءة فصل معين أو أكثر على المؤمنين في أكثر المناسبات وخاصة في الليتورجيات الكنسية... يقول القديس إيرونيموس عن هذه الرسائل إنها امتازت بالإسهاب مع الإيجاز؛ إسهاب في المعاني مع إيجاز في العبارات مما يجعلها صعبة الإدراك كما ينبغي.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين

لهذا السفر أهمية خاصة في الكتاب المقدس بكونه السفر الذي يربط العهدين – القديم والجديد – معًا. يعلن للمسيحيين الذين من أصل عبراني أنهم وإن كانوا قد طردوا بواسطة السنهدريم من الهيكل اليهودي وحرموا من خدمته فقد صاروا خارج المحلة يشاركون مسيحهم في صلبه خارج أورشليم لكي يدخل بهم إلى هيكله السماوي، ينعمون بخدمته الفائقة، ويتمتعون بالذبيحة الحقيقية الفريدة. هو سفر إنفتاح السماء على المطرودين والمحرومين. ولِما عُرف هذا بصعوبته لذلك آثرت أن يكون التفسير مبسطًا ومختصرًا قدر الإمكان حتى لا يتشتت فكر القاريء.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-رسالة بولس الرسول إلى فليمون

هذه رسالة شخصية وجهها الرسول بولس إلى صديقه فليمون من أجل عبده[1] الهارب أنسيموس الذي التقى بالرسول في روم،ا وآمن على يديه وتاب واعتمد، وبعد فترة أعاده الرسول ومعه هذه الرسالة. بالرغم من صغر هذه الرسالة لكنها عذبة، وتحمل في كل سطر حلاوة الروح الرسوليّة المملوءة حبًا، بل حملت تطبيقًا عمليًا للمبادئ المسيحيّة. 1. كشفت عن الأبوّة الروحيّة السماويّة التي تربط الراعي برعيّته في المسيح يسوع في أعلى درجاتها، والتي تتمثّل في الاهتمام الفردي بكل مخدوم. فقد نسيَ الرسول المأسور أن يسجل لصديقه عن السجن وأتعابه وآلامه الجسديّة، غامرًا الرسالة بمشاعر الحب تجاه فليمون وتجاه أنسيموس. 2. أوضحت روح الحب الذي يغمر به صديقه، فأمره لكن في انسحاق، وقبل أن يطلب حبه تجاه أنسيموس يفيض عليه بالحب. كان يكفي أن يكتب الرسالة دون إرسال العبد، لكنه لم يفعل هذا، ليس لشيء إلاَّ لكي يهب فليمون فرصة التسامح الاختياري فيكون إكليله أعظم! 3. خلال هذه الرسالة تتكشف الروح الرسوليّة في الكنيسة، وهي تشغيل الطاقات في المسيح يسوع في أكمل صورها الإيجابية. فكان يمكن أن نحكم على بولس أنه رسول ناجح لو تاب أنسيموس على يديه وآمن واعتمد وردّه إلى فليمون كعبد. لكن الرسول يرى في أنسيموس طاقة قوية، فحوّل اتجاهها من الشر إلى الخير بالروح القدس، فرسمه شماسًا كما يقول القديس إيرونيموس. وصار أنسيموس الخادم النافع للخدمة.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-رسالة بولس الرسول إلى تيطس

مقدمة أهمية الرسالة كتب القديس بولس إلى تلميذه تيطس الأسقف المسئول عن رعاية جزيرة كريت كلها. وقد اتسم باستقامة الإيمان والسلوك بحسب روح الكنيسة، لهذا لم تأتِ الرسالة لتشرح عقيدة إيمانية، ولا لتصحيح أفكارٍ لاهوتية، بل لتترجم الإيمان المستقيم في حياة الأسقف.لقد كشفت لنا جانبًا هامًا ومفهومًا عميقًا للحياة المسيحية، إنها ليست عقائد ذهنية ولا فلسفات جدلية، بل هي حياة وروح يعيش بها الأسقف كما الشعب كل في نطاق مسئوليته وحدود عمله. نستطيع أن نقول أن هذه الرسالة تمثل لنا الفكر الرسولي من جهة العمل الرعوي الذي يتركز في الآتي: 1. سيامة أسقف وشمامسة هذا هو العمل الأول لرئيس الأساقفة ألا يحنى ظهره وحده ليحمل نير المسيح، بل في محبة يطلب رعاة وخدامًا يشاركونه حب المسيح في العمل الكرازي الرعوي.هذه هي روح الكنيسة الأولى... توجيه كل الطاقات للعمل. فمن وُهب عطية الرعاية فليقام للخدمة، كما البتوليون والأرامل والشعب، الكل يعملون حتى الأطفال الصغار ينبغي أن يعيشوا بروح الخدمة والكرازة بصورة أو أخرى.لكن يليق ألا ننُشغل بكثرة العمل أو تزايد عدد الخدام بل يلزم التدقيق الشديد في اختيار رجال الكهنوت، فيُفحص المرشح من جهة حياته الخاصة والعائلية وعلاقته بالمؤمنين وغير المؤمنين، وقدرته على التعلم والتعليم الخ. 2. عرض لنا بعد ذلك صورة مبسطة للتوجيهات الرعوية التي يليق بالأساقفة أن يقدموها لكل فئة من فئات شعبهم لاختبار الحياة مع ربنا يسوع خلال سلوكهم اليومي. وهو بهذا يطالب الرعاة ألا يقدموا لرعيتهم قواعد جامدة، ولا قوانين صارمة، بل يعلنون "المسيحية" كحياة مع السيد المسيح، يتذوقها الشيخ ويستطعمها الطفل، يعيشها الرجل وتختبرها السيدة، يتقبلها السيد ويستريح لها العبد. وباختصار يجد كل إنسان راحته في الرب يسوع خلال حياته اليومية. 3. وأخيرًا يترجم لنا الرسول الحياة مع ربنا يسوع في سلوكنا مع الآخرين. فلا يعيش المؤمن كمعتصبٍ أعمى، ولا يخلق لنفسه مجتمعًا مستقلاً داخل المجتمع، ولا يغلق على نفسه بل يكون متفتحًا للجميع... يخضع للرؤساء والسلاطين بفرحٍ وسرورٍ كما للرب، يحب الجميع ويتسع قلبه للكل دون أن يداهن أو يمالق على حساب الحق!

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس

مقدمة لهذه الرسالة أهمية خاصة، فقد سجلها رسول الأمم معلمنا بولس الرسول لأحب تلميذ له، وشريك معه في الخدمة الرسولية، القديس تيموثاوس، الذي سامه أسقفًا على أفسس. إنها آخر ما سجله الرسول بولس في سجنه الثاني وهو ينتظر يوم استشهاده. فقد كان في حنين أن يلتقي معه، ليقدم له وصاياه الوداعية، لكنه خشي ألاَّ يسعفه الوقت فقدم كل ما في قلبه كخادمٍ، مسجلاً وصاياه الوداعية لابنه الخاص. المكان الذي أُرسِلَت إليه كتب الرسول بولس هذه الرسالة إلى القديس تيموثاوس، الذي كان يخدم في أفسس ويرعى شعبها، والدليل على ذلك هو: 1. طلب منه أن يسلم على أنيسيفورس (٤: ١٩)، الذي كان في أفسس (١: ١٨). 2. أوصاه أن يمر على ترواس عند قدومه إليه في روما (٤: ١٣)، وكانت ترواس تقع في الطريق الممهد بين أفسس وروما كما يُفهم من (أع ٢٠: ٥؛ ٢ كو ٢: ١٢). 3. حذره من اسكندر النحاس (٤: ١٤) الذي كان في أفسس (أع ١٩: ٣٣؛ ١ تي ١: ٢٠). 4. أمره أن يبادر إليه (٤: ٩)، وزاد على ذلك قوله: "أما تيخيكس فقد أرسلته إلى أفسس" (4: 12)، وكأنه قد بعث به إلى أفسس لينوب عن القديس تيموثاوس أثناء رحيله. 5. الأضاليل والأخطاء التي طالب القديس تيموثاوس بمقاومتها هي بعينها المذكورة في الرسالة الأولى، وكأن القديس تسلم الرسالة في ذات البلد التي تسلم فيها الرسالة الأولى، أي أفسس.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس

الرسائل الرعوية كتب القديس بولس مجموعة من الرسائل موجهة إلى بعض تلاميذه من رعاة الكنائس: القديسين تيموثاوس وتيطس وفليمون. وللرسالة إلى فليمون طابعها المستقل فهي وإن وُجهت إلى راعٍ لكنها كانت إلى حدٍ ما شخصية، كشفت عن دور السيد المؤمن نحو عبده، كما أوضحت مشاعر الأبوة العميقة للرسول بولس نحو عبدٍ سارقٍ هاربٍ، آمن بربنا يسوع المسيح ومارس حياة التوبة. أما الرسائل الأخرى الثلاثة، فتدعى الرسائل الرعوية[1]، إذ يجد فيها الرعاة مصدرًا روحيًا خصبًا للعمل الرعوي. أصالتها 1. الشهادة الخارجية: في القرن الثاني، حوالي عام ١٧٠ م، ورد في القانون الموراتوري Muratorian Canon، والذي يعتبر أقدم قائمة رسمية لأسفار العهد الجديد الثلاثة عشر رسالة القديس بولس مستبعدًا الرسالة إلى العبرانيين. وفي نفس التاريخ تقريبًا أحصى ألـ Paschito Canon الأربعة عشر رسالة للقديس بولس من بينها الرسائل الرعوية كأسفار قانونية. وجاء في يوسابيوس أيضًا هذه الرسائل مع بقية رسائل القديس بولس كأسفار قانونية معروفة وأكيدة[2]. لم يطرأ أي شك من جهة قانونية هذه الرسائل ونسبتها لمعلمنا بولس الرسول لدى أي أب من آباء الكنيسة في الشرق والغرب. وقد استخدم كثير من الآباء عباراتها في كتاباتهم، منهم القديسين إكليمنضس الروماني[3] وثاوفيلس الأنطاكي[4] وإيريناؤس[5] والعلامة ترتليان[6] والقديس إكليمنضس السكندري. وقد اقتبس الأخير الكثير من الرسالتين الأولى والثانية إلى تيموثاوس، مشيرًا إلى الهراطقة الذين رفضوهما بسبب تفنيد خطأهم فيهما[7]، كما اقتبس من الرسالة إلى تيطس.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكى

في رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي يرفع الرسول بولس بالروح القدس نفس المؤمن فوق الآلام، أيّا كان مصدرها أو نوعها، لينطلق به إلى السماويات منتظرًا مجيء السيد المسيح لينعم بالمجد الأبدي، ويفتح قلبه بالحب نحو كل البشرية وهو في أتون الضيق. وفي هذه الرسالة يقدم لنا صورة مرّة لحرب الشيطان المتزايدة والتي تبلغ قمتها بظهور إنسان الخطية أو ضد المسيح قبل مجيء الرب مباشرة كلما اقترب المجد الأبدي وكلما تهيأت الكنيسة كعروسٍ مقدسة ليوم عرسها هاج عليها الشيطان نفسه ليرد أبناءها عن مسيحهم. إنها ليست حربًا مادية بشرية، لكنها حرب بين الشيطان نفسه واللَّه.حينما يتطلع المؤمن إلى انتظار مجيء المسيح الدجّال أو إنسان الخطية يستتفه كل ضيقة حالية تحل به، سواء كانت مرضً،ا أو متاعب من عائلته أو من زملائه، من الداخل أو الخارج.في هذه الرسالة يكتب لنا الرسول بالروح القدس ليلهب قلبنا نحو مجيء الرب الأخير دون تجاهل لعملنا اليومي أو سلوكنا على الأرض بلا ترتيب.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكى

مقدمة في تسالونيكي تدعى حاليًا تسالونيك، كانت عاصمة إحدى مقاطعات مكدونية باليونان، كان اسمها أولاً ثرما Therma، معناها "ينبوع ساخن". أعاد إنشاءها كاسندر الأول بن انتيباتير عام ٣١٥ ق.م.، وجعلها مقرًا لكرسيه، دعاها على اسم زوجته ابنة فيليب المقدوني وأخت إسكندر الأكبر (ليست شقيقته)، أي تسالونيكي وفي العصر الروماني كانت عاصمة للولاية الجديدة في ذلك الحين، وكان تعدادها حوالي ٢٠٠٠٠٠ نسمة.كان لتسالونيكي أهمية عظمى بسبب موقعها الجغرافي على الطريق الإغريقي، وهو طريق عسكري ضخم يربط روما بالشرق، وبكونها ميناء قد أُعد كمحطة بحرية مجهزة بأحواض للسفن الرومانية، وكان يحكمها خمسة أو ستة من البوليسترخس، أي "حكام المدينة" (أع 17: 6).بكونها مركزًا تجاريًا هامًا اجتذبت تسالونيكي الكثير من أثرياء الرومان وعددًا ليس بقليل من تجار اليهود (أع 17: 4)، فكان فيها مجمع هذا ومن جانب آخر اشتهرت بالشر والخلاعة. لهذا التزم الرسول بولس بالحديث عن الحياة الطاهرة (١ تس ٤: 1-8).

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل