مقدمة
الحمد لله الذي لم يتركنا نتخبط في ديجور الظلام ، بل
بعث لنا ابنه برسالة الصلح والسلام ، إذ وضع عليه كل آثامنا وما كان علينا أن نحتمله من الصعوبات ، وفيه أيضا قد باركنا بكل بركة روحية في السماويات ، ولعلمه باحتياج عقولنا إلى التثقيف ، قد أنعم علينا بكتابه المقدس الذي من استضاء بمصابيحه أبصر ونجا ومن أعرض عنه ضل وهوى ، ففيه كل ما نحتاج إلى فهمه من الحقائق ، ، التـ أوحى بها الله على أصفيائه بإرشاد روحه الفائق ، فنشكره على هذه العطايا والهبات ونهدى له الحمد مدى الأوقات. أما بعد فأقول لم يوجد كتاب في العالم طرأت عليه المقاومة التي طرأت على الكتاب المقدس ، فقد كان عرضة للاضطهاد وغرضاً لسهام التنديد فقام عليه الملوك والولاة واجتهدوا في ملاشاته . فإنه مدة ثلاثمائة سنة بعد صعود المسيح اجتهد القياصرة الرومانيون في ملاشاته وأثاروا اضطهادات طويلة ضده وضد تابعيه دام بعضها عشر
دعاء
قال الرب لنثنائيل الحق الحق أقول لكم من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون و ينزلون على ابن الانسان » لأن المسيح لم يدخل الى أقداس مصنوعة بيد أشباه الحقيقية بل الى السماء عينها ليظهر الأن أمام وجه الله لأجلنا » ( عب ٩ : ٢٤ ) أيها الآب القدوس يامن تريد أن جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون . أتقدم اليك بنفس منسحقة وقلب منكسر طالباً منك أن تجعل هذا الكتاب طريقاً صالحاً وسبيلاً مستقيماً إلى السماء ، وكما سخرت النجم السماوي لكي يهدى المجوس الى مكان ولادة ملك اليهود ، هكذا اجعل هذا الدليل مرشداً صالحاً وقائداً أميناً للكثيرين فيأتى بهم ويهديهم الى مخلصهم العظيم ومحبهم الكريم يسوع المسيح لكي يحتموا بدمه الطاهر للنجاة من الهلاك الأبدى لأنه لا دينونة على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح إذ أنه هو النور الحقيقي وباب السماء والطريق والحق والحياة لك معه ومع روحك القدوس المجد من الآن والى الأبد آمين ،
مقدمة
منذ ألفى سنة تقريباً رن في فضاء هذه الأرض صوت يقول المجد الله في الأعالى وعلى الأرض السلام و بالناس المسرة »منذ ألفى سنة هبط الجوهر الالهى للاتحاد بطبيعة البشر في عالمنا الدنيء .
منذ ألفى سنة جاء الى العالم اعلان الله في شخص يسوع المسيح معلنا للبشر محبته ، وكانت حياته قصيرة الأمد لا تتجاوز الثلاثة والثلاثين حولا من بيت لحم الى الجلجثة لم يقض منها الا ثلاث سنوات في خدمته العامة ، ولكن تلك الحياة القصيرة وذلك الموت الذي ماته على أثرها أحدثا انقلابا عظما في العالم فكانت الأمم وقتئذ متشبعة من روح الأنانية قعيدة الظلمة الحالكة وحضينة الشر المدهم لا يرى فيها الا الشقاء والفساد وكان العالم كله مسوقا بسلطان القوة الغاشمة ولا أثر فيه لناموس المحبة .