الكتب

المسيح حياته و اعماله

تمھيد ما قبل ميلاد المسيح حياة المسيح “حياة” رسمها الله لإنسان هو يسوع المسيح، يحمل اسمه وصورته، ليصنع مشيئته ويتمم عمله. تبدأ بدايتها حتماً من السماء إنما مخفية لا عن قصد بل عن اضطرار. والاضطرار حتّمه قصور وعي الإنسان عن إدراك الإلهيات ورؤيتها، فأخفيت عنه إلى أن ينفتح وعيه فيــــدركها مـــــن نفسه. فإن أدركها صار شريكاً فيها لأنها أرسلت وجاءت من أجله؛ وهي حق، والحق دائماً كل مَنْ أدركه ووعاه يكون قد احتواه وقد تضافرت كل من السماء والأرض في الإعداد لظهور المسيح، ولكل وجه منهما دور، هــو متعة للتأمل، متقن غاية الإتقان، يكشف عن تدبير سمائي محكم ليعبر عن مقاصد الله وحبه للإنسان، الأمر الذي يوفّر للإنسان الأمل الوثيق والرجاء الحي بنهاية سعيدة في شخص المسيح تعوضـــه عـــــن أحزانه وشقائه في هذا الدهر. فالمسيح بحد ذاته تعبير عن محبة الله، وعن مشيئته المباركة لإدخال السرور والفرح في قلب الإنسان.

الوحدة الحقيقية ستكون الهام للعالم

١ - لا مساس بالعقيدة العقيدة في الكنيسة تعني وجودها ، فلأنه وجدت عقيدة قبطية أرثوذكسية وجدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والعقيدة هذه إذ لا تزال موجودة كما هي، فالكنيسة القبطية لا تزال قائمة كما هي أيضاً . وكل عقيدة ليست مجرد بنود أو مقولات أو قوانين بل هي أولاً عبادة روحية وإيمان حي ذو سمات معينة واضحة ومميزة. وهذه السمات المعينة والمميزة هي التي تعطي كل عقيدة طابعها الذي بقدر ما تتمسك به تحيا وتدوم وإلا فإنها تتغير عن شكلها بل و يتغير أسمها وربما تزول.

حاجتنا الي المسيح

إن أعظم الاختبارات التي لفتت نظرى بشدة في بكور حياتى المسيحية هو أنني حينما أشعر بحاجتي إلى أشياء كثيرة تنقصنى في معاملاتي مع الناس أو الكنيسة أو الرهبان ، يبلغ إلى الضيق والألم والحزين مبلغاً شديداً يضعف من نشاطي وخدمتي وتأثيرى في الآخرين ، ولكن بمجرد أن أقترب من شخص يسوع ربى وأحسه وكأنه آت من بعيد بعد غيبة ، أكون أنا دائما السبب في طولها أو قصرها، أقول حينما أستشعره يقترب مني ، يطفر قلبي الرحاً وينجمع عقلى مرة واحدة فيسقط عنى كل إحساس بحاجاتي الكثيرة وعوزى ونقصى ويرتفع المسيح فوق أفق حياتي كلها. حينئذ أراه هو أكثر من كل حاجاتى وأحس بملئه يفيض ويجرف حياتي في تيار حبه بتسيم يفوق العقل .

غاية الحياة المسيحية

نوعان من الحياة في خلقة الإنسان: منذ خلق الله الإنسان والإنسان يحيا نوعين من الحياة: حياة خاصة في نفسه نسميها حياة التفرد، وهي التي يخلد فيها إلى نفسه، ويتحدث مع خالقه، منجذباً إلى الله انجذاباً طوعياً؟ وحياة عامة تجاه الآخرين، وهي التي فيها يتعامل مع الناس بكل صنوفهم، من أصدقاء ،وأعداء أهل ،وخصوم أسرة وكنيسة، وكل أفراد المجتمع الذي يأخذ منه ويعطيه. والذي نلاحظه أن عناصر كل نوع من الحياتين ليست عوامل مضافةً إلى خلقته، ولكنها كوامن هذه الخلقة وصفاتها الغريزية المنغرسة فيها.

متى صليتم فقولوا أبانا الذي في السموات

متى صليتم (متى أردتم أن تصلوا )الصلاة إرادة أولا وقبل كل شيء، كما حينما تجوع تريد في الحال أن تأكل، هكذا الصلاة جوع روحي إذا اشتد على الإنسان أراد في الحال أن يصلي. ما معنى هذا؟ معناه أن الصلاة حاجة ملحة على الإنسان، لا يرتاح يكملها. وهذا معناه أيضاً أننا إذا كنا نصلي بدون إرادة الجوع الحقيقي بالروح الله تكون صلاة كاذبة كالأكل لإنسان ليس جوعاناً، كما يقولون إن الأكل للشبعان - أي للذي ليس جوعاناً - خسارة. فالصلاة خسارة لمن لا يكون جوعاناً وعطشاناً بالروح الله وللرب حتى يسوع.

حبة الحنطة

حبة الحنطة " إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها"(يو ٢٤:١٢) قال المسيح لليونانيين قبل الصليب مثل حبة الحنطة ثم بدأ يشرحه يوحنا: «من يحب نفسه يهلكها، ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها إلي حياة أبدية» (يو٢٥:١٢). مرقس من أراد أن يخلّص نفسه يهلكها، ومن يُهلك نفسه من أجلى ومن أجل الإنجيل فهو يخلصها» (مر٣٥:٨). متى: «من وجد حياته يُضيعها، ومن أضاع حياته من أجلي يجدها» (مت ۳۹:۱۰). لوقا: «أُذكروا امرأة لوط. من طلب أن يخلّص نفسه يهلكها ومن أهلكها يحييها» (لو۳۲:۱۷،۳۳).

تسليم الحياة للمسيح

رسالة حياة لِمَنْ يطلب الحياة تسليم الحياة للمسيح (۱) " يا ابني أعطني قلبك، ولتلاحظ عيناك طرقي." (أم ٢٦:٢٣) إن الحياة التي وهبها لنا المسيح بقيامته من بين الأموات، هي حياة متصلة ومتحدة ونابعة من حياة المسيح القـائـم مــن بـين الأموات. فالمسيح لَمَّا تجسّد، أخذ جسده البشري من العذراء القديسة مريم ومن الروح القدس، لذلك كان جسده مقدساً : "القدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله"( لو ٣٥:١)، بمعنى أنه وَلَدَ في العالم بشرية مقدسة جديدة حسب التدبير الأزلي: "لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحـة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" (أف ١٠:٢). إلى هنــا ويكون بيننـــا وبين جسد المسيح هذا هوة، وهي القداسة الإلهية القائمة في الجسد البشري الجديد الذي أخذه من العذراء ومـن الـروح القدس، ولكن المسيح عاد على الصليب وأخذ خطايانا في جسده علـى الخشبة: الذي حمل هو نفسه خطايانا (کلهـا) في جسده علـى

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل