نحدثك في هذه النبذة عن الملائكة : مـن حيث كونهم أرواحاً نورانية ، ومن حيث قداستهم ، وعددهم ، وقوتهم وطغماتهم : فنذكر رؤساء الملائكة وبخاصـة المـلاك ميخائيل والمـلاك جبرائیل كما نذكر الكاروبيم والسارافيم ، وباقي الطغمات ثم نذكر أمثلة من الظهور الإلهي باسم ( ملاك الرب ) . بعد ذلك نتحدث عن ألوان من عمل الملائكة : عملهم في خدمة الله ، وفي المجئ الثاني ، وفي البشارة ، وتبليغ رسالات ، وكذلك عمل الرحمة والحفظ ، وأيضاً العقوبة ، وأعمال أخرى ... وننتهي بكلمة عن الشيطان بأعتباره رئيس الملائكة الأشرار.
موضوع الصوم لازم لكل إنسان . فكل الناس يصومون ، من كل دين علي وجه الأرض . مما يدل علي أن فكرة الصوم كانت راسخة في عقيدة البشرية قبل أن تتفرق إلي أمم وشعوب ، بل أنها ترجع إلي أيام آدم وحواء .
ونحن لا نريد هنا أن نطرق موضوع من الناحية العقيدية ، إنما من الناحية الروحية .
نريد أن نتحدث عن الفهم الروحي للصوم ، والسلوك الروحي اثناء الصوم ، لن كل ما يهمنا هو نموك الروحي في محبة الله . ما اكثر المحاضرات التي ألقيناها في الصوم وعن الصوم ، إنتقينا لك منها 15 محاضرة لتكون مادة هذا الكتاب وهي :
محاضرتان عن الصوم في 8/ 8/ 1969 ، وفي 15/ 8/ 1969 ، ومحاضرة في الجيزة يوم السبت 8/ 3/ 1970 ، ومحاضرة في فبراير 1971 .
محاضرتان عن الصوم في 22/ 2/ 1974 ، 29/ 11/ 1974 .
محاضرتان بعنوان ( قدسوا صوماً ) في 8/ 2/ 1977 ، 30 / 11/ 1979 .
محاضرتان بعنوان ( فترة إلتصاق بالله ) في 4/ 3/ 1977
محاضرتان عن الصوم الكبير في فبراير 1978 .
محاضرة موضوعها ( نحن نفرح بالصوم ) في 30 / 5/ 1980 .
ومحاضرة عن( روحانية الصوم ) في 3/ 7/ 1981 .
ومحاضرة ألقيت في الدير في 20/ 2/ 1982 .
وقد أخرجناها جميعها في كتاب واحد ، نقدمه إليك .
تعيد الكنيسة بعيد الصليب في ۱۷ توت ( ۲۷ سبتمبر ) يـوم ظهوره للملك قسطنطين ، وفي يوم ۱۰ برمهات ( ۱۹ مارس ) يـوم عثور الملكة هيلانة على خشبة الصليب المقدسة ونحن نريد اليوم أن نتكلم عن الصليـب بمعناه الروحي ، وعن أهمية الصليب وبركته في حياتنا . الصليب هو كل مشقة نحتملها من أجـل محبتنـا للـه أو محبتنـا للناس ، لأجل الملكوت عموماً .
السيد المسيح والصليب
لقد دعا السيد إلى حمل الصليب ، فقال " إن أراد أحد أن يـأتى ورائي ، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني " ( مت ١٦ : ٢٤ ) ( مر ٨ : ٣٤ ) . وقال للشاب الغنى " اذهـب بـع كـل مـالك وأعطـه للفقراء .. وتعال اتبعني حاملاً الصليب " ( مر ۱۰ : ۲۱ ) . وقد جعل حمل الصليب شرطاً للتلمذة عليه . فقال " ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي ، فلا يقدر أن يكون لي
في كل عام ، في بداية الصوم الكبير ، كانت الكنيسة تقرأ فصل الإنجيل عن التجربة
( مت24،مر1، لو4) وكنا نلقى عظات عن التجارب بصفة عامة ، وعن تجربة السيد المسيح على الجبل ، فى تفاصيلها 0
ومن مجموعة تلك العظات ، اخترنا لك منها المحاضرات التى ننشرها فى هذا الكتاب 0
وقد سبق لنا نشر بعض منها فى مجلة الكرازة ، وفى جريدة وطنى 0 ثم قمنا بجمع كل تلك المقالات ، وأضفنا إليها ما يمكن إضافته ، وأعدنا تنظيمها لكى تخرج بهذه الصورة 0
وهى تشرح عدة أمور منها :
1- لماذا يسمح الله بالتجارب لجميع الناس ، حتى لقديسيه ؟
2- ما فائدة هذه التجارب ، للمؤمن الذى يمكنه أن يأخذ منها فؤائد روحية كثيرة لحياته 0
3- ما كنه تجربة السيد المسيح على الجبل ؟
وما هو الهدف الشيطانى منها ؟ وكيف استطاع السيد المسيح أن ينتصر عليها ؟
4-وما علاقة تلك التجارب بقضية الصليب والفداء ، وبمبادئ الخدمة التى وضعها السيد الرب أمامه ؟
قدمنا لكم في العام الأسبق أيها الاخوة الأحبـاء « تأملات في الميلاد ، تشمل محاضرة طويلة عن اخلاء الرب لذاته ومحاضرات أخرى عن « ملء الزمـان ، ، ولقب « عمانوئيل » أي الله معنا ، وأسئلة عن الميلاد معها اجابات القديسين عنها . و نقدم لكم في هذه السنة محاضرات أخرى ألقاها نيافة الأنبا شنوده بالقاعة المرقسية بالأنبا رويس سنة ١٩٦٦ عن أسباب حلول الرب بيننا ، ومصالحة السماء والأرض ، ودروس روحية في حياة العذراء وحياة القديس يوحنا المعمدان ونرجو أن يمنح الرب معونة ووقتا لمتابعـة نشر باقی المحاضرات . وتحت الطبع حالياكتابان من الحجم الكبير أحدهما کتاب حياة التوبة والنقاوة ، والآخر هو كتاب « تأملات في سفر نشيد الاناشيد » وكل عام وجميعكم بخير . صلوا عنا .