العظات
دراسة فى سفرصموئيل الاول ج6
الأَصْحَاحُ الرَّابِعَُ عَشَرَ :-
يصِف الحالة الصعبة التَِّى وصل إِليها الشَّعْب مِنْ ذُل وَندم وَهزِيمة وَيأس إِلاَّ أنّهُ كان يوجد شمعة مُضِيئة وسط الشَّعْب مِنْ خِلال يُوناثان إِبن شاوُل الَّذِى قَالَ لِغُلامه[ تَعَالَ نَعْبُرْ إِلَى حَفَظَةِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ الَّذِينَ فِي ذلِكَ الْعِّبرِْ0 وَلَمْ يُخِبرْ أَبَاهُ ] ،تعال لِنذهب لِمنطِقة الفلسطِينيِّيِنَ وَكَانَ مَعَْ شاوُل فِى ذلِك الوقت 600 رجُل حرب فقط وَليس معهُمْ سِلاح يُوناثان تجرَّأ وَقلبه مملؤ إِيمان وَقَالَ لِغُلامه كلِمات جمِيلة [ تَعَالَ نَعْبُرْ إِلَى صَفِّ هؤُلاءِ الْغُلْفِ لَعَلَّ اللهَ يَعْمَلُ مَعْنَا لأِنَّهُ ليسَ لِلرَّبِّ مانِعٌ عَنْ أنْ يُخَلِّصَ بِالْكَثِيرِ أوْ بِالْقَلِيلِ ] ، يُرِيد أنْ يذهب لِيُحارِب جيش هُوَ وَغُلامه فقط وَيقُول الله قادِر أنْ يُخَلِّص بِكثِير أوْ بِقلِيل قلب مملؤ إِيمان وَثِقة بِعمل الله كثِيراً كثِيراً ما تيأس النَفْسَ وَتصغُر فِى عين نَفْسَهَا وَتشعُر أنّ عدوها إِرتفع عليها وَأذلَّ فِى الأرض حياتها سِلاح القلب هُوَ الإِيمان لِذلِكَ النَفْسَ المُتحليَّة بِالإِيمان رصِيدها مَعَْ الله كبِير جِدَّاً بينما الَّذِى يأخُذ بِحسابات البشر ييأس لِذلِك مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول[ الَّذِينَ بِالإِيمان قهرُوا ممالِك ] ( عب 11 : 33 ) بِالفِعل الأمر لاَ يحتاج مهارة أوْ قوَّة بَلْ إِيمان [ وَهذِهِ هى الغلبةُ الَّتِى تَغلُِبُ العالم َ إِيمانُنَا ] ( 1 يو 5 : 4 ) هل تشعُر أنَّكَ مُوسى تغلِب وَلَوْ بِإِمكانيات ضعِيفة بِالإِمكانيات " الإِيمان " قهرُوا ممالِك قَالَ الغُلام [ إِعْمَلْ كُلَّ مَا بِقلبِكَ تَقَدَّمْ هأنَذَا مَعَْكَ حَسَبَ قَلْبِكَ ] ، أيضاً الغُلام لهُ نَفْسَ الإِيمان كَانَ مُمكِنْ يُحبط قلبه وَقوَّتهُ قَالَ يُوناثان لِغُلامِِهِ نذهب لِلفِلِسْطِينيِّيِنَ لَوْ قَالُوا أُخرجُوا لَنْا تكُون علامة أنّ الله يدفعهُمْ لَنْا قَالَ الْفِلِسْطِينيُّون [ إِصْعَدَا إِلَيْنَا فَنُعَلِّمَكُمَا شَيئاً ] ، قَالَ يُوناثان لِغُلامه هكذا دفعهُمْ اللهُ لِيدِنا قَالَ يُوناثان [ إِصْعد وَرَائِي لأِنَّ الرَّبَّ قَدْ دَفَعَهُمْ لِيَدِ إِسْرَائِيلَ ] ما أجمل أنْ يكُون لَنْا ثِقة قبل حدُوث الأمر تخيَّل أنَّكَ داخِل حرب وَمعك آخر فقط وَنقُول قَدْ دفعهُمْ الله لِيدِنَا [ فَصَعِدَ يُوناثان عَلَى يديهِ وَرِجليهِ وَحامِلُ سِلاَحِهِ وراءهُ فَسَقَطُوا أمَامَ يُوناثَانَ وَكَانَ حَامِلُ سِلاَحِهِ يُقَتِّلُ وَرَاءَهُ ] ، مُجرَّد أنّهُ صعد ورأوهُ سقطُوا أمامهُ يُوناثان صعد عَلَى يديهِ وَرجليهِ لَوْ لَمْ يكُنْ طرِيق الصعُود فِيهِ إِنكسار لَنْ ينجح أنا أصعد لهُ بِمذلَّة عَلَى رجاء أنّهُ يعمل [ لاَ بِالقُدرةِ وَ لاَ بِالقوَّةِ بَلْ بِرُوحِي قَالَ ربُّ الجنُودِ ] ( زك 4 : 6 ) إِصعد بِركُوع هل تُرِيد أنْ تغلِب عدُوّك ؟ إِصعد على يديك وَرجليك وَإِنحنِى وَأسجُد وَثِق أنّ الله سيُعطِيك نُصره [ وَكَانَ إِرتعادٌ فِي الْجبل كُلّه ] ، خاف الْفِلِسْطِينيُّون وَإِمتلأوا رِعده مِنْ إِثنين فقط وَتخيَّلُوا أنّهُ كُلّ فترة سيخرُج لهُمْ إِثنان مِنْ بنِى إِسرائِيل ، لكِنْ هذان لَمْ يكُونا عاديان بَلْ مملؤان إِيمان لَوْ الكنِيسة بِها نَفْسَ الإِيمان تغلِب ممالِك وَتقهِر العدو وَتجعل كُلّ مَنَ حولها فِى رِعدة مُبارك إِسمكَ يارب لأِنَّكَ تستخدِم الضعِيف تستخدِم يُوناثان وحدهُ الَّذِى بِحِكمة لَمْ يُخبِر أباهُ حَتَّى لاَ يُعْطِلهُ لأِنَّ أعمال النُصره تتِم فِى الخفاء كما ذهب إِبراهِيم أبونا لِيُقّدِم إِبنه إِسحق مُحرِقة لله دُون عِلم أحد لَوْ كان الأنبا أنطونيُوس سأل النَّاس هل أذهب لأعبُد الله وَأهِب نَفْسِى لهُ أم لاَ ما كَانَ يُصبِح الأنبا أنطونيُوس هُناك أمور تحتاج صُوت الله فقط دُون النَّاس وَفِى أوِل ضربة لِيُوناثان ضرب فِيها نحو عشرِين رجُلاً [ وَكَانَ إِرتِعادٌ فِي الْمَحَلَّةِ فِي الْحقلِ وَفِي جَمِيعِ الشَّعْبِ الصَّفُّ وَالْمُخَرِّبُونَ إِرتعدُوا هُمْ أيضاً وَرَجَفَتِ الأرْضُ فَكَانَ إِرتِعادٌ عَظِيمٌ فَنَظَرَ الْمُراقِبُونَ لِشاوُلَ فِي جِبْعَةِ بنيامِينَ وَإِذا بِالجُمهُورِ قَدْ ذابَ وَذهبُوا مُتَبَدِّدِينَ ] لِذلِك كَانَ الأنبا أنطونيُوس عِندما تهِيج عليه حرُوب العدو يقُول [ لِيقُمْ الله وَلِيتبدّد جَمِيع أعدائه ] جرَّب بِالإِيمان سِلاح المسِيح وَإِسمه وَشفاعة القدِيسين وَستغلِب شاوُل تعجّب بِمَنْ حدث ذلِكَ وَطلب أنْ يُعِد شعبه لِيعرِف مَنَ فعل ذلِك فَعْرَفَ أنّهُ يُوناثان وَغُلامهُ فَأحضر أخِيَّا الكاهِن وَقدَّم التابُوت ، وَلَمَّا صَلَّى الكاهِن سمع الضجِيج يزداد فِى مَحَلَّةِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ ، فَقَالَ شاوُل لأخِيَّا الكاهِن [ كُفَّ يَدَكَ ] أىّ كُفَّ عَنْ الصلاة أخذ القرار مِنْ نَفْسَه مرَّة أُخرى إِستخدِم الكهنُوت لأغراض شخصيَّة خطأ جدِيد لِشاوُل شاوُل مُتسرِّع وَجمع النَّاس لِلحرب وَبِالفِعل [ لأِنَّ شاوُلَ حلَّفَ الشَّعْبَ قائِلاً مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يأكُلُ خُبزاً إِلَى الْمَسَاء حَتَّى أنتقِمَ مِنْ أعْدَائِي ] مُتسرِّع شاوُل فَأوَّلاً قَالَ " أعدائِى " كلِمة تُعلِن أنَّ شاوُل أخذ الموضُوع شخصِى فِى حِين أنَّهُمْ أعداء الله لِذلِك إِستخدِم الكهنُوت لِغرض شخصِى وَكأنَّ الشَّعْب شعبه وَليس شعب الله قرار مُتسرِّع كُلّ الشَّعْب لاَ يأكُل حَتَّى يرى شاوُل ماذا يفعل حَتَّى المساء يُوناثان لَمْ يسمع لأباه وَمدّ يدهُ وَأخذ قطرِ عسل وَالشَّعْب كان مُتعب مِنْ قِلَّة الطعام سأل شاوُل الله أنُكمِل الحرب أم لاَ ؟ لَمْ يُجِب الله شاوُل فَعْلِمَ أنّهُ توجد خطيَّة فِى الشَّعْب وَأحسَّ أنّهُ فِى أزمة ، فَقَالَ الله مُخَلِّصَ إِسرائِيل شاوُل مُتقلِّب ساعة يستخدِم الله وَساعة يعتمِد عَلَى نَفْسَه فَقَالَ شاوُل [ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ مَخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ وَلَوْ كَانَتَ فِي يُوناثانَ إِبْنِي فَإِنَّهُ يَمُوتُ مَوْتاً ] الشخص الأمِين حيثُما توجَّه غلب وَيفعل بِبأس وَيُنقِذ إِسرائِيل مِنْ يَدِ ناهِبيه [ وَأخذ شاوُلُ الملِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَحاربَ جَمِيعَ أعدائِهِ حواليهِ مُوآبَ وَبَنِي عَمُّونَ وَأَدُومَ وَمُلُوكَ صُوبَةَ وَالْفِلِسْطِينيِّيِنَ وَحيثُما توجَّه غَلَبَ0 وَفَعَلَ بِبأسٍ وَضَرَبَ عَمَالِيقَ وَأنقذَ إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ نَاهِبيِهِ ] عدوِنا يُرِيد أنْ ينهبنا لكِنْ حيثُما نتوجَّه المفرُوض أنَّنا نغلِب [ وَكَانَتَ حربٌ شَدِيدَةٌ عَلَى الْفِلِسْطِينيِّينَ كُلَّ أَيَّامِ شَاوُلَ ] آية رائِعة تنطبِق علينا ، نحنُ نحيا الحرب كُلَّ أيَّام حياتنا جِهاد لاَ ينقطِع لاَ تظُن أنّ العدو إِذا هُزِم سينصرِف[ لِلرَّبِّ حربٌ مَعَْ عمالِيق مِنْ دُورٍ إِلَى دُورٍ ] ( خر 17 : 16 ) فلسطِين حاربت بنِى إِسرائِيل حوالِى 400سنة وَلَمْ تهدأوا لكِنْ لِلأسف أنّ مبدأ الأُخوة البرُوتوستانت هُوَ الخلاص فِى لحظة ، إِنتهِت الحرب هكذا لاَ بَلْ كانت الحرب شدِيدة كُلَّ أيَّام شاوُل الملِك [ وَإِذا رأى شَاوُلُ رَجُلاً جَبَّاراً أوْ ذا بأسٍ ضَمَّهُ إِلَى نَفْسِهِ ] قيادة حكِيمة عِندما يجِد رجُل جبَّار بأسٍ يضَّمهُ لِجيشِهِ النَفْسَ الواعية الَّتِى تعِيش لحظِة ضعف تتدارك الضعف لِكى تضُم كُلّ مرَّة فضائِل لِتتقوَّى فِى الحرب 0
الأصْحَاحُ الْخَامِسَُ عَشَرَ :-
[ وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ إِيَّاىَ أَرْسَلَ الرَّبُّ لِمَسْحِكَ مَلِكاً عَلَى شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ ] ، صَمُوئِيل يُحاوِل يؤكِّد لِشاوُل أنّ الشَّعْب هُوَ شعب الله وَليس شعبه هُوَ [ وَالآنَ فَأسمع صوتَ كَلاَمِ الرَّبِّ هكذا يقُولُ رَبُّ الجُنُودِ إِنِّي قَدِ إِفتقدتُ مَا عَمِلَ عَمَالِيقُ بِإِسْرَائِيلَ حِينَ وَقَفَ لَهُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ صعُودِهُ مِنْ مِصْرَ ] الله يُذكِّرهُ وَيتذكّر عمل عمالِيق مِنْ 400سنة وَيقُول أنا إِفتقدت عمل عمالِيق حَتَّى لَوْ أنت تناسيت [ سوف أمحُو ذِكر عمالِيق مِنْ تحت السَّماء ] الله يشعُر بِمسئولية نحو شعبه لِذلِك قَالَ أنَا أمحو ذِكر عمالِيق مِنْ تحت السَّماء أبِيده مِنْ الأرض وَِأفنِيه لكِنْ شاوُل عمل العكس[ فَالآنَ إِذْهب وَإِضرب عَمَالِيق وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَ لاَ تَعْفُ عنهُمْ بَلِ أقتُلْ رَجُلاً وَإِمرأةً طِفلاً وَرَضِيعاً بقراً وَغَنَماً جَمَلاً وَحِمَاراً ] الله طلب مِنْ شاوُل أنْ يضرب عمالِيق وَيفنِيهُمْ طِفلاً وَرجُلاً وَغنماًوَقَدْ نقُول هُنا أنَّ الله قاسِى لكِنْ الله يُجِيبُنا أنّهُ يُرِيد أنْ يُبِيد الشَّر مِنْ جذوره [ طُوبى لِمَنَ يُمسِكُ أطفالِكَ وَيضربُ بِهُمْ الصَّخرة ]( مز 136 مِنْ مزامِير النُّوم ) " الأطفال " هى الأفكار الصغِيرة الَّتِى إِذا تركناها وَأهملناها قَدْ تِكبر وَتُحارِبنا [ فَأستحضر شاوُلُ الشَّعْبَ وَعَدَّهُ مِئَتَيْ ألْفِ رَاجِلٍ ] إِذاً عدد الجيش زاد وَأصبح 200000 رجُل ، لكِنْ سِبط يهُوذا الَّذِى تمسَّك بِمُلكِهِ كَانَ يشعُر أنَّهُ مُميّز عَنْ باقِى الأسباط فَلَمْ يدخُل فِى التعداد وَكان تعداده وحده10000 حارِب شاوُل عمالِيق وَغلب لكِنّهُ لَمْ يُحرِّم الجيش كما قَالَ لَهُ الله بَلْ أمسَك أجاج مَلِكَ عمالِيق حيَّاً هؤلاء هُمْ الَّذِين سيقتلوه وَيُعّلِقوه عَلَى باب لكِنْ شاوُل تهاون معهُمْ وَكَانَ هذا التهاوُن هُوَ سبب الهلاك [ وَعَفَا شاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أجاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالبقرِ وَالثُّنْيَانِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ وَلَمْ يرضوا أنْ يُحَرِّمُوهَا0 وَكُلُّ الأمْلاَكِ الْمُحتقرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا ]عفُوا عَنْ الجيِّد وَكسّر شاوُل كلام الله وَطمع فِى الغنائِم وَتخيَّل أنَّهُ ضحك عَلَى الله وَأنَّ الله يتغافل[ وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ قَائِلاً نَدِمْتُ عَلَى أنِِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً لأِنَّهُ رَجَعَ مِنْ ورائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي ] الله لاَ يندم لكِنّهُ أُسلُوب الكِتاب لِنفهمْ مشاعِر الله بِلُغة البشر خطُورة التهاوُن وَالتساهُل وَتكسِير كلام الله وَالسير بِفِكر الذات وَالمشُورة الشخصيَّة يؤدِى إِلَى الهلاك وَكَانَ رد فِعل صَمُوئِيل النبِى رائِع [ فَإِغتاظَ صَمُوئِيلُ وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ اللَّيْلَ كُلَّهُ ] جيِّد أنْ يصرُخ الإِنسان إِلَى الله فِى مشاكله وَيُحوِّلها لِصلاه [ فَبَكَّرَ صَمُوئِيلُ لِلِقاءِ شاوُلَ صَبَاحاً0 فَأُخبِرَ صَمُوئِيلُ وَقِيلَ لَهُ قَدْ جاء شَاوُلُ إِلَى الكرمل وَهُوذا قَدْ نَصَبَ لِنَفْسِهِ نَصَباً وَدَارَ وَعَبَرَ وَنَزَلَ إِلَى الجِلجالِ ] شاوُل مِنْ شِدَّة فرحِهِ بِذاته وَبِإِنتصاره فِى الحرب أخذ لِنَفْسِهِ غنائِم وَأقام لِنَفْسِهِ نصباً أىّ تمثال فِى بِدايِة شاوُل كان مُتضِع وَإِختبأ بين الأمتِعة عِندما نصَّبُوهُ مَلِكاً وَكَانَ كَأصمَّ مَعَْ شاتِميه ، وَلكِنْ عِندما عمل الله فِى حياة شاوُل تخيَّل أنّهُ هُوَ الفاعِل وَأقام لِنفْسِهِ تمثال الله يُرِيد أنْ يعمل معنا لكِنّهُ يخاف علينا مِنْ السقُوط فِى الكبرياء أين إِتضاعك يا شاوُل وَأين بساطِة قلبك ؟ النَفْسَ الغير واعية وَ لاَ تُراقِب نَفْسَهَا سهل أنْ تتغيَّر بِسُرعة لأِنَّها عُرضة لِعدو الخير أنْ يُخرِّب ما بِداخِلها [ فَأذكُر مِنْ أين سقطتَ وَتُبْ ] ( رؤ 2 : 5 ) قَالَ شاوُل لِصَمُوئِيل [ مُبَارَكٌ أنْتَ لِلرَّبِّ قَدْ أقَمْتُ كَلاَمَ الرَّبِّ ] شاوُل سبق فِى الحدِيث لأِنّهُ خجل مِنْ صَمُوئِيل [ فَقَالَ صَمُوئِيلُ وَمَا هُوَ صَوْتُ الغنم هذا فِي أُذُنيَّ وَصوتُ البقرِ الَّذِي أنَا سَامِعٌ ] أجابهُ شاوُل أنَّ الشَّعْب هُوَ الَّذِى عفا عنها لأِجل الله إِذا كُنت يا شاوُل قَدْ منعت النَّاس عَنْ أنْ يأكُلوا طعاماً قبل الحرب حَتَّى المساء ،وَعِندما أكل يُوناثان إِبنك أردت أنْ تُمِيته ، إِذاً لَكَ كلِمة مُقامة عَلَى الشَّعْب فَكَيف تركت الشَّعْب يعفى عَنْ الغنائِم ؟ شاوُل تحاجج بِذبائِح الله قَالَ صَمُوئِيل [ كُفَّ فَأُخبِرَكَ بِمَا تكلَّمَ بِهِ الرَّبُّ إِلَيَّ هذِهِ اللَّيْلَةَ ] أجمل شيئ الإِقرار بِالخطيَّة وَقُول الإِنسان إِرحمنِى يا الله وَ لاَ يُقّدِم أعذار كما قدَّم آدم عِند سقُوطه [ أليس إِذْ كُنتَ صَغِيراً فِي عينيكَ صِرَتَ رأسَ أسباطِ إِسْرَائِيلَ وَمَسَحَكَ الرَّبُّ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ0 وَأرسلَكَ الرَّبُّ فِي طَرِيقٍ وَقَالَ إِذهبْ وَحَرِّمِ الخُطاة عَمَالِيقَ وَحارِبهُمْ حَتَّى يفنوا فَلِمَاذَا لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ بَلْ ثُرْتَ عَلَى الغنِيمةِ وَعملتَ الشَّرَّ فِي عَيْنيَِ الرَّبِّ ] لكِنْ شاوُل يُصّمِمْ عَلَى تبرِير نَفْسَه [ فَقَالَ شاوُلُ لِصَمُوئِيلَ إِنِّي قَدْ سمِعتُ لِصوتِ الرَّبِّ وَذهبتُ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي أرسلنِي فِيهَا الرَّبُّ وَأتيتُ بِأجاجَ مَلِكِ عَمَالِيقَ وَحَرَّمْتُ عَمَالِيقَ0 فَأخذ الشَّعْبُ مِنَ الغنِيمةِ غَنَماً وَبقراً أوَائِلَ الْحَرَامِ لأِجْلِ الذَّبْحِ لِلرَّبِّ إِلهكَ فِي الجِلجالِ ] شاوُل يقُول " الرَّبُّ إِلهك "وَليس " إِلهنا " صَمُوئِيل عبَّر عَنْ فلسفة عمِيقة فِى الحياة الرُّوحيَّة فَقَالَ لِشاوُل[ هل مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِالمُحرِقاتِ وَالذَّبائِحِ كَمَا بِإِستماعِ صوتِ الرَّبِّ هُوذا الإِستماعُ أفضلُ مِنَ الذَّبِيحةِ وَالإِصغاءُ أفضلُ مِنْ شحمِ الْكباشِ ] إِذا وضعنا الذبائِح فِى كفَّة مِيزان وَطاعِة الرَّبّ فِى الكفَّة الأُخرى فَأيُّهما أفضل ؟ الطاعة أفضل الكنِيسة تقُول صُم إِسمع كلامها أفضل مِمَّا أحدِد صُوم لِنَفْسِى بِحسب فِكرِى النَفْسَ الخاضِعة الأمِينة محبُوبة لله أفضل مِنْ الذبائِح [ لأِنَّ الَّتمرُّد كخطيَّةِ الْعِرافةِ وَالعِنادُ كالوثنِ وَالَّترَافِيمِ ] وصل التمرُّد إِلَى حد العِرافة وَالدجل وَالعِناد أىّ التصمِيم عَلَى عدم الطاعة إِلَى عِبادِة الوثن [ لأِنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ رَفَضَكَ مِنَ الْمُلْكِ ] [ وَدار صَمُوئِيلُ لِيمضِي فَأمسكَ بِذَيْلِ جِبَّتِهِ فَإِنمزقَ فَقَالَ صَمُوئِيلُ يُمَزِّقُ الرَّبُّ مملكة إِسْرَائِيلَ عنك اليومَ وَيُعطِيها لِصاحِبكَ الَّذِي هُوَ خيرٌ مِنْكَ وَأيضاً نَصِيحُ إِسْرَائِيلَ لاَ يكذِبُ وَ لاَ يندمُ لأِنَّهُ لَيْسَ إِنساناً لِيندمَ ] أعلن الله رفضه لِشاوُل كَمَلِكَ[ فَقَالَ قَدْ أخطأتُ وَالآنَ فَأكرِمنِي أمام شُيُوخِ شعبِي ] شعر شاوُل بِخطيتِهِ ليس لأِنّ الله رفضهُ مِنْ المُلك وَلكِنْ لأِنَّ صورتهُ ستهتز أمام الشَّعْب لكِنْ صَمُوئِيل رفض طلب شاوُل وَرجع مِنْ ورائِهِ وَتولَّى صَمُوئِيل قتل أجاج مَلِكَ عَمَالِيق وَلَمْ يتهاون [ وَقَالَ صَمُوئِيلُ قَدِّمُوا إِليَّ أجاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ فَذَهَبَ إِليهِ أجاجُ فَرِحاً وَقَالَ أجاجُ حَقّاً قَدْ زالتْ مرارةُ الْموتِ ] أجاج تخيَّل أنَّهُ بِيَدِ صَمُوئِيل سيحيا [ فَقَالَ صَمُوئِيلُ كَمَا أثْكَلَ سيفُك النِّساءَ كذلِك تُثكْلُ أُمُّكَ بين النِّساءَ فَقَطَعَ صَمُوئِيلُ أجاجَ أمَامَ الرَّبِّ فِي الجِلجالِ ] الإِنسان الرُّوحِى يُحارِب العدو بِلاَ شفقة وَفِى الجِلجالِ أىّ المخدع لأِنّ الله أعطانا سُلطان عَلَى العدو أنْ نسحقهُ [ وَذهب صَمُوئِيلُ إِلَى الرَّامَةِ وَأمَّا شاوُلُ فَصَعِدَ إِلَى بيتِهِ فِي جِبعةِ شاوُلَ وَلَمْ يعُدْ صَمُوئِيلُ لِرُؤيَةِ شاوُل إِلَى يومِ موتِهِ ] لَمْ يعُد صَمُوئِيل يفتقِد شاوُل حَتَّى موتِهِ لكِنّهُ شعر بِمسئولية نحو شاوُل لِذلِكَ [ لأِنَّ صَمُوئِيلَ ناح عَلَى شَاوُلَ وَالرَّبُّ نَدِمَ لأِنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ ] صَمُوئِيل قلبه بِحسب قلب الله وَالله رفض شاوُل مِنْ المُلكَ لكِنْ لاَ نعرِف موقِف شَاوُل مَعَْ الله لعلّهُ يكُون قَدْ تاب لكِنّهُ كان مُستمِر فِى العِناد حَتَّى بعد مُلَكَ داوُد الكِتاب يقُول [ إِكرمُوا المَلِكَ ] ( 1 بط 2 : 17 ) وَصَمُوئِيل أكرم شَاوُل بِصلاته مِنْ أجله ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.
دراسة فى سفر نشيد الانشاد ج3
[ أرِينِي وجهَكِ أسمِعِينِي صوتَكِ لأِنَّ صوتَكِ لطِيف وَوَجهَكِ جمِيلٌ ]( 2 : 14 ) تخيَّل أنَّ السيِّد المسِيح يبحث عَنْ النَّفْسَ وَيُخاطِبها قائِلاً أنَّ وجهَكِ جمِيل وَصوتَكِ لطِيف تخيَّل أنَّ السيِّد المسِيح يشتاق أنْ يرى وجهنا رغم أنَّنا صنعه يديه يُرِيد سماع صوتنا جيِّد أنْ تتراءى النَّفْسَ أمام الله وَتقِف أمام خالِقها قَدْ لاَ يقبلنا النَّاس لكِنْ الله يقبلنا لأِنَّنا عمله قَدْ أتكلَّم مَعَْ إِنسان لاَ يُرِيد سماعِى لكِنْ الله يسمعنِى فتخيَّل أنَّنا نقِف فِى الصلاة أمامه بِلاَ مُبالاه وَهُوَ يُرِيد سماعنا تخيَّل أنَّهُ يُخاطِبك وَيقُول أنَّ وجهَكَ جمِيل وَصوتَكَ لطِيف لابُد أنْ تشعُر بِقبُول الله لَكَ كثِيراً ما نقُول هل يسمعنا الله ؟ هل يرانا وَيشعُر بِنا ؟ لابُد أنْ تشعُر أنَّ حدِيثك معهُ حدِيث مُتبادل وَهُوَ يُرِيد سماعك أحد القدِيسِين يقُول فِى مُناجاه [ الله يقُول أنا مُشتاق لِسماع صوتك فأسكتَّ الملائِكة كى أسمعُ صوتك أبعدت كُلّ السَّمائِيين لأِرى وجهك ] تخيَّل أنَّ الله يفرح بِتسبِيحنا أكثر مِنْ تسابِيح السَّمائِيين الله يعلم أنَّ ملائِكته أرواح خادِمه لكِنْ أنا فِى الجسد وَالضعف لِذلِكَ تسبِيحنا لذَّته يُرِيد سماعه إِنْ كُنَّا مازِلنا مُبتدِئِين إِلاَّ أنَّ كُلّ كلِمة تخرُج مِنَّا تُمجِّده يُحِب سماعها أكثر شئ يُحارِبنا بِهِ عدو الخير أنَّنا غير محبُوبِين لدى الله يقُول أحد القدِيسِين [ ثِق أنَّ أُذُن الله قرِيبة مِنْ شفتيكَ ] أنا أسمعك لأِنَّ صوتَكَ جمِيل وَوجهِكَ لطِيف [ خُذُوا لنا الثَّعالِب الثَّعالِب الصِّغار المُفسِدة الكُرُومِ لأِنَّ كُرُومنا قَدْ أقعلت ]( 2 : 15 ) أى أعطى ثمراً كثِيراً ما تكُون هُناك ثعالِب صغِيرة تفسِد الكُرُوم لأِنَّها أخطر مِنْ الثَّعالِب الكبِيرة لأِنَّ الصغِيرة عندها نهم كذلِكَ الخطايا الصغِيرة تُفسِد الحياة الرُّوحيَّة مِثلَ الإِدانة وَالغضب وَالكِذب مُمكِن يكُون إِنسان لاَ يتكلَّم لكِنْ داخِلهُ يُدِين الآخرِين ثعالِب صغِيرة تُفسِد الكُرُوم فَلاَ يُعطِى ثمر[ حبِيبِي لِي وَأنَا لَهُ الرَّاعِي بين السُّوسنِ ] ( 2 : 16 ) خصُوصيَّة هُوَ لِى وَأنا لَهُ وَهذا يُدخِلنا لِلآية الجمِيلة [ أدخلنِي المَلِكُ إِلَى حِجالِهِ ] ( 1 : 4 ) مُجرَّد أنْ قالت النَّفْسَ إِجذبنِى وراءك فنجرِى تُفاجأ أنَّهُ يُدِخلها إِلَى حِجاله" الحِجال " هِى " الغُرفة الخاصَّة بِالعرُوس " لِذلِكَ لابُد أنْ أشعُر أنَّ لِى حِجال مَعَْ الله مكان أتحدَّث معهُ فِيه عرِيسِى السَّماوِى لِذلِكَ كُلّ نَفْسَ لها عِشرة حلوة مَعَْ الله تشعُر أنَّ كُلّ وقت تعِيش فِيهِ معهُ هُوَ حِجالها ترتفِع فِيهِ فوق مُستوى الزمن هل شعرت أنَّكَ تجاوزت معهُ حدُود الزمن ؟ هذا هُوَ الحِجال [ حيثُ تجلِس يا الله تُطعِم الأبرار مِنْ طعام الحقَّ ] هل جلسنا فِى وقت خاص مَعَْ الله وَإِختبرت الهدوء وَالسكيِنة ؟ نَفْسَكَ تهدأ وَجسدك يهدأ وَتبدأ نَفْسَكَ تسمو فوق ذاتِها هذا هُوَ الحِجال لاَ يلِيق أنْ نكُون مَعَْ الله بِدُون خصُوصيَّة فِى الأماكِن العامَّة لابُد مِنْ عِشرة خاصَّة يُعلِن لَكَ فِيها قِمَّة مجده وَحُبّه هل لَكَ العِشرة الَّتِى تُشعِرك بِحضُوره ؟ لحظات عربُون ملكُوت السَّموات مُمكِن يكُون الدافِع لدىَّ ضِيقة أمُر بِها [ لأِنَّهُ يُخبِّئُنِي فِي مظلَّتِهِ فِي يومِ الشَّرِّعَلَى صخرةٍ يرفعُنِي ] ( مز 27 : 5 ) هل جرَّبت حِجاله ؟ هل إِختبرت أنْ يخطف عقلك فِى الصلاة أى لَمْ تعُد تشعُر بِثِقله وَثِقل الجسد ؟ وَكما يقُول الشيِخ الرُّوحانِى [ الإِنسان يستنشِق رائِحة الحياة ] هل جرَّبت سكُون الحواس ؟ هذا هُوَ الحِجال الخرُوج مِنْ عالم الحِس إِذا لَمْ تختبِره تشعُر بِكسل وَثِقل الصلاة وَ لاَ تشعُر بِفرح فِيها صلِّى بِرُوح وَفرحة وَقُل لَهُ كَمْ أنت عظِيم أنت الَّذِى أخرجتنا وَجعلتنا ندوس فرعُون هل جرَّبت أنَّ قلبك يطفُر فرحاً فِى الصلاة ؟هل شعرت وَأنت فِى القُدَّاس أنَّ نَفْسَكَ تسجُد مَعَْ جسدك فِى التقدِيس وَتُعطِيه مجداً ؟هل توجد نغمات تخرُج مِنْ القلب تُعبِّر عَنْ محبِّة الله ؟ هذِهِ هِى ولِيمة العُرس لمحة مِنْ عربُون الملكُوت قُل لَهُ أنا صغِير لَمْ أختبِر كُلّ هذِهِ الخبرات هل حِجالَكَ لأُِناس مُعيّنِين فقط ؟فيقُول لَكَ لاَ أُدخُل حِجالِى مُتسِع أنا أُرِيد سماع صوتكَ الجمِيل وَأرى وجهك اللطِيف وَكما يقُول أشعياء النبِى [ أيُّها العِطاشُ جمِيعاً هلُمُّوا إِلَى المِياه وَالَّذِي ليس لَهُ فِضَّة تعالُوا اشترُوا وَكُلُوا هلُمُّوا اشترُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثمنٍ خمراً وَلبناً ] ( أش 55 : 1 ) [ نبتهِجُ وَنفرحُ بِكَ ] ( 1 : 4 ) الَّذِى يدخُل الحِجال ينال بهجة وَفرحة عِندما تخرُج النَّفْسَ مِنْ العالم تشعُر بِفرح لاَ يُنطق بِهِ وَمجِيد لَوْ حياة الإِنسان الرُّوحيَّة ليس بِها فرح يكُون بِها خطأ لكِنْ لَوْ حُزن بِسماح مِنْ الله يكُون داخِلهُ فرح خفِى لابُد أنْ تعِيش الفرح بِالله [ تُعظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ وَتبتهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخلِّصِي ]( لو 1 : 46 ) رنَّة الفرح الرُّوحِى داخِلك لاَ تستطِيع أنْ تصِفها لِذلِكَ يقُول داوُد فِى المزمُور [ بِهِ تفرح نِفُوسنا لأِنَّنا عليهِ توكَّلنا ] لابُد أنْ تُجرِّب هذِهِ الفرحة فِى حِجالِهِ فيقُول أشعياء النبِى [لأُِعطِيهُمْ جمالاً عِوضاً عَنِ الرَّمادِ وَدُهنَ فرحٍ عِوضاً عَنِ النَّوحِ وَرِداء تسبِيحٍ عِوضاً عَنِ الرُّوحِ اليائِسةِ] ( أش 61 : 3 )[ حوَّلت نُوحِي إِلَى فرحٍ ] يتحوَّل النُّوح إِلَى فرحٍ فِى الحِجال عِندما أُعلِن لَهُ شكواى وَأحوِلها إِلَى صلاة أكُون فرِح بِحِجاله يقُول القدِيس سِيرافِيم سيرافِسكِى [ يا لِفرحِى بِيسُوعِى ] عِندما تشعُر بِفرح تعرِف أنَّكَ سائِر فِى طرِيقه فرح رُوحِى مسئوليَّة عمل الرُّوح فرح الإِنسان مهما كانت الوصايا صعبة لكِنْ بِالرُّوح حِملها خفِيف النَّفْسَ مُتعبة لكِنَّها مسرُورة الطرِيق ضيِّق وَشاق لكِنْ المدِينة جمِيلة الطرِيق رغم صعوبته لاَ يخلو مِنْ علامات الفرح الأنبا أنطونيُوس يقُول لأولاده [ فرح الله يُرَّبِى عقولهُمْ وَيُعزَّيها ][ نذكُرُ حُبَّكَ أكثر مِنَ الخمرِ بِالحقِّ يُحِبُّونَكَ ] ( 1 : 4 ) كُلّ قدِيسِيك وَأبرارك بِالحقِّ يُحِبُّونك هل أنا مِثلهُمْ بِالحقِّ أُحِبّهُ ؟ لِنرى أبونا إِبراهِيم بِالحقِّ يُحِبّهُ يُقّدِم إِبنه مُحرِقة أى يحترِق أمام عينيهِ بِالنسبة لإِبراهِيم إِختبار سهل !!! السيِّد المسِيح يطلُب مِنْ كُلّ إِنسان إِسحاقه إِسحاقه أى أجمل ما يملُكَ وَما يتعلَّق بِهِ قلبه الَّذِى فِيهِ مشاعِره وَقلبه الله لاَ يُحِب الفِصال أُرِيد إِسحق لاَ إِسماعِيل إِسحق إِبنك وحِيدك حبِيبك الَّذِى تُحِبّه إِذا نجحت فِى الإِختبار أكُون بِالحقِّ أُحِبّهُ الأشياء الَّتِى تُحِبّها وَتقِف حائِل بينك وَبين الله سواء الأهل أوْ الذَّات أوْأُترُكها[ لكِنْ ما كَانَ لِي رِبحاً فهذا قَدْ حسِبتُهُ مِنْ أجلِ المسِيحِ خسارةً ] ( فى 3 : 7 ) هل عِندِى إِستعداد أنَّ كُلّ مالِى يتحوَّل إِلَى رماد أمام عينىَّ ؟إِبراهِيم لَمْ يقُل لِسارة عَنْ ذبِيحة إِسحق حَتَّى لاَ تُعِيقه كُلٍّ مِنَّا لَهُ سارة داخِله هِى عواطِفه بعض الأمور لابُد أنْ أتجاوز فِيها سارة معقُول يقُول لها الله يطلُب مِنكِ إِسحق لِنُقّدِمُهُ إِليهِ ؟ بِالطبعِ لاَ لَوْ تحكَّمنا فِى عواطِفنا مَعَْ الله فَإِنَّها لاَ تُقرِّبنِى إِليهِ لِنُخاطِب أنفُسنا لَوْ الله طلب مِنَّا شئ غالِى وَأمسكناه عنّه تكُون محبِّتنا لَهُ بِاللِسانِ فقط داوُد أب لأُسرة وَقائِد جيش وَمَلِكَ وَيقُول لله [ سبع مرَّاتٍ فِي النَّهارِ سبَّحتُكَ عَلَى أحكامِ عدلِكَ ] ( مز 119 : 164 ) [ أُحِبُّكَ ياربُّ يا قُوَّتِي ] ( مز 18 : 1 ) معقُول داوُد لديهِ وقت فراغ لِيُصَلِّى لَهُ سبع مرَّات [ بِاللَّيلِ تُنذِرُنِي كُليتاي ] ( مز 16 : 7 ) " الكُلى " هِى أعمق جُزء فِى جسد الإِنسان وَكأنَّهُ يقُول أنا مِثل إِنسان تُنذِرهُ كُليتاه لِيقُوم لِلصلاة أعماقه تئِن عليه لِيُصَلِّى إِنسان عرف كيف يتجاوب مَعَْ موجة الصلاة بِالحقِّ يُحِبُّونهُ مِثلَ المجدليَّة وَيُوحنا الحبِيب وَالعذراء مريم وَ[ أخبرنِي يا مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي أين ترعى أين تُربِضُ عِند الظَّهِيرةِ ] ( 1 : 7 ) أنا أبحث عنك أين أنت ؟ كثِيراً ما لاَ نراه وَ لاَ نشعُر بِهِ فهل نصمُت ؟ لاَ أطلُبه أين هُوَأين تجتمِع قُطعانه رُبما تكُون خطيتِى هِى الفاصِلة بينِى وَبينه رُبما مَنْ حولِى هُمْ الَّذِينَ فصلُونِى عنّه رُبما يُرِيد هُوَ ذاك فِى كُلّ الحالات سأطلُبك لابُد لِرصِيد الحُب فِى العِشرة مَعَْ الله أنْ يقودنِى لَهُ أين أنت ؟ خُذنِى لِمراعِيك الجيِّدة يقُول فِى سِفر حزقيال 34 : 14 [ أرعاها فِي مرعىً جيِّدٍ وَيكُونُ مراحُها عَلَى جِبالِ إِسْرَائِيلَ العاليةِ هُنالِكَ تربُضُ فِي مراحٍ حسنٍ وَفِي مرعىً دسِمٍ يرعون عَلَى جِبالِ إِسْرَائِيلَ ] هُناك بعض المراعِى عِندما يأكُل مِنها الحيوان يكُون لِلحمِهِ مواصفات خاصَّة مراعِى دسِمة وَخِصبة أنا أقُول لَكَ أخبرنِى أين ترعى أين تربُض ؟ لأِنَّ مراعِيك دسِمة لأِنِّى كثِيراً ما رعيت فِى مراعِى غير دسِمة فلم يكُنْ لِى ثمرالراعِى يجلِس لِيسترِيح هُوَ وَرعيِّته معهُ فأين تسترِيح مَعَْ قدِيسِيك ؟ كثِيراً ما نرعى فِى قُطعان العالم فأين قطِيعك أنت ؟ أُرِيد أنْ أكُون فِى مرعاك يقُول سيِّدنا البابا[ أنا لَوْ ضللت فأنا خرُوفك وَإِنْ لَمْ أكُنْ موجُود فِى حظِيرتك ] أنا معدُود وَمحسُوب عليك فإِنْ لَمْ تجِدنِى ففتِّش عنِّى لكِنِّى الآنَ أنا أطلُبك أين ترعى أين تربُض ؟يقُول أنا أرعى وَأنا أربُض مَعَْ غنمِى [ وَأطلُبُ الضَّالَّ وَأسترِدُّ المطرُود وَأجبرُ الكسِير وَأعصِبُ الجرِيحَ ] ( حز 34 : 16 ) هذِهِ مسئوليتِى إِنْ ضللنا يطلُبنا وَإِنْ كسرنا يُجبِّرنا وَإِنْ جُرِحنا يعصِبنا هُوَ يُرِيد أنْ يكُون لنا الطبِيب النَّفْسِى وَالجسدِى وَالرُّوحِى لابُد أنْ نختبِر يَدهُ الشافية0
جيِّد مَنْ يعرِف أين هُوَ فيذهب إِليهِ عِندما علِمت المرأة الخاطِئة أنَّهُ فِى بيت الفرَّيسِى ذهبت لَهُ وَلَمْ تُبالِى بِكلام النَّاس هُوَ رابِض فِى القلب وَأنا أبحث عنّه خارِجِى[ ليس هُوَ بعِيد عنك ذاك الَّذِى تبحث عنهُ ] [ لكِنْ حِين وجدتك وجدتك عمِيق فِى أعماقِى أنت كُنت معِى أمَّا أنا فلم أكُنْ معك يالِشقاوتِى وَغباوتِى ] هكذا كَانَ القدِيس أُوغسطِينُوس يقُول قُل لَهُ أنت بِذراعك تحمِل الحُملان وَتقُود المُرضِعات فإِخبرنِى أين أنت ؟[ لِماذا أنا أكُونُ كمُقنَّعةٍ عِند قُطعانِ أصحابِكَ ] ( 1 : 7 ) " قُطعان أصحابِكَ "هِى إِهتمامات الحياة النَّفْسَ مُقنَّعة أى فِى كُلّ مكان لها شكل مُختلِف لِماذا أنا أتشكلّ بِشكل العالم ؟ لِكى أجِده لابُد أنْ أخلع الأقنِعة فأنا صورته أنا ملامِحه لِذلِكَ يُعاتِب الله النَّفْسَ فيقُول لها [ إِنْ لَمْ تعرِفِي أيَّتُها الجمِيلةُ بين النِّساء فاخرُجِي عَلَى آثار الغنمِ ] ( 1 : 8 ) عِتاب لطِيف وَكما قَالَ لَهُ فِيلُبُّس [ أرِنا الآب وَكفانا ]( يو 14 : 8 ) فيُجِيبه يسُوعَ [ أنَا معكُمْ زماناً هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تعرِفنِي يا فِيلُبُّسُ الَّذِي رآنِي فقد رأى الآبَ ] ( يو 14 : 9 ) هُوَ يُخجِل النَّفْسَ وَيقُول لها " إِنْ لَمْ تعرِفِي فاخرُجِي عَلَى آثار غنمِي " خطوة عمليَّة لاَ يكفِى الطلب وَالمُناجاه لمُهِمْ الخطوة العمليَّة إِتعِب جسدك إِسهر وَأقرأ وَسبِّح وَأعمل أعمال محبَّة وَهذا هُوَ الخرُوج عَلَى آثار الغنم جِديِّة فِى البحث آثار الغنم هُمْ القدِيسِين هُمْ يعرِّفُونا الطرِيق بِدونهُمْ نتوه لأِنَّهُمْ وصلوا قبلنا أبونا إِبراهِيم فِى إِيمانه وَداوُد فِى بِرَّه وَيوسِف فِى طهارته وَأيوب فِى صبره وَ الَّذِينَ فِى الإِيمان وَرثُوا المواعِيد [ وَارعي جِداءكِ عِند مساكِنِ الرُّعاةِ ] ( 1 : 8 ) الجِداء خِراف صغِيرة إِرعُوها عِند مساكِن الرُّعاة أى رُعاة الكنِيسة إِذهب لَهُمْ بِجِدائك أى ضعفاتك وَشهوات ذاتك ستجِد لها حل عِند مساكِن الرُّعاة لاَ تتهاون وَ لاَ تتراخى لأِنَّهُ مُنتظِرك فِى الطرِيق إِصحاح 4 : 4 يُخاطِب النَّفْسَ أوْ الكنِيسة فيقُول لها [ عُنُقُكِ كبُرجِ داوُد المبنِيِّ لِلأسلِحةِ ألفُ مجنٍّ عُلِّقَ عليهِ كُلُّها أتراسُ الجبابِرةِ ] ( 4 : 4 ) ما هُوَ عُنُقُك ؟بُرج داوُد هذا ليس غزل كَانَ قدِيماً فِى تِلَكَ العصُور كُلّ مدِينة لها بُرج عالِى تُراقِب مِنهُ حدودها هذا البُرج عَلَى سور المدِينة فِى أركانِهِ وَيقِف عليهِ الجُنُود لِحراسة المدِينة فمثلاً مدِينة داوُد لها بُرج هذا البُرج هُوَ سبب أمان المدِينة فيقُول الله لِلكنِيسة عُنُقُك كبُرج داوُد أى أنتِ سبب أمان النِفُوس أنتِ الحِصن المنِيع تُنّبِهِى أولادِك لِلعدوأيضاً قدِيماً كَانَ الجُنُود العائِدُون مِنْ الحرُوب مُنتصرِين يُعلِّقُون مِجنهُمْ مكتُوبة عليها أسمائهُمْ عَلَى بُرج المدِينة كإِفتخارعِندما أشترِك فِى الحرب وَأنتصِر أُعلِّق المجن الَّذِى صددت بِهِ سِهام العدوبِهِ أُعلِن إِنتصارِى فأُعلِّقه عَلَى البُرج كإِفتخار لِى كُلّ مُجاهِد فِينا لَهُ مجن مُعلَّق عَلَى بُرج الكنِيسة إِنِّى جاهِدت وَحارِبت وَإِنتصرت ما أجمل أنْ يكُون لِى مجن عَلَى بُرج الكنِيسة يشهد لِجِهادِى ضِد عدو الخير لِمجد الكنِيسة لِنرى مجن الأنبا أنطونيُوس كثِيراً ما صدَّ سِهام وَمجن مارِجرجِس كثِيراً ما غلب بِه تُرى هل لِى مجن أتراس جبابِرة مُعلَّقة عَلَى بُرج داوُد ؟ إِحذر أنْ لاَ يكُون لَكَ مجن وَليس لَكَ جِهاد وَأوِل سهم مِنْ عدو الخير يُسقِطك دون أنْ تستخدِم مجنك لأِنَّ مجنك هُوَ سبب مجدك وَفخرك ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.
دراسة فى سفر نشيد الانشاد ج2
نحنُ نحتاج أنْ نشعُر بِمحبِّة الله وَنشعُر بِثِقة فِى محبَّتِهِ كثِيراً ما نفقِد ذلِكَ الإِحساس وَنتعب لكِنْ إِذا علمنا مكانتنا عِند الله سنسترِيح وَينفتِح قلبنا لَهُ أجمل ما فِى سِفر النشِيد أنَّهُ يصِف النَّفْسَ البشريَّة فِى كُلّ حالاتها فِى تعبها وَفِى فتورها وَفِى حماسها وَفِى عُمق عِلاقِتها مَعَْ الله وَالله يُخاطِب النَّفْسَ وَيعرِف كَمْ هِى محبُوبته أحياناً نتجاوب مَعَْ محبَّته وَأحياناً لاَ [ فِي اللَّيلِ عَلَى فِراشِي طلبتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طلبتُهُ فما وجدتُهُ ] ( 3 : 1 )النَّفْسَ تبحث عنّه [ إِنِّي أقُومُ وَأطُوفُ فِي المدِينةِ فِي الأسواقِ وَفِي الشَّوارِعِ أطلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طلبتُهُ فما وجدتُهُ ] ( 3 : 2 ) كثِيراً ما نقُول أنَّنا عِندما نبحث عنك لاَ نجِدك لِماذا ؟ لَمْ أجِده ليس فِى فِراشِى فقط بَلْ طُفت فِى الشَّوارِع وَالمدِينة وَلَمْ أجِده [ وجدنِي الحرسُ الطَّائِفُ فِي المدِينةِ فقُلتُ أرأيتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فما جاوزتُهُمْ إِلاَّ قلِيلاً حَتَّى وجدتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فأمسكتُهُ وَلَمْ أرخِهِ ] ( 3 : 4 ) لَوْ فهمنا لِماذا إِختفى ؟ لعرفنا سبب لِماذا [ أمسكتُهُ وَلَمْ أرخِهِ ] لَوْ لَمْ أُعانِى فِى البحث عنّه لِما كُنت مُمسِكه بِهِ هكذا حُرَّاس المدِينة هُمْ قدِيسين الكنِيسة الَّذِين إِختبرُوا عِشرتهُ وَنسألهُمْ أين هُوَ ؟ فما جاوزتهُمْ إِلاَّ قلِيلاً أى لَمْ يترُكنا أكثر مِنْ طاقتنا لكِنْ هذِهِ النَّفْسَ كانت أمِينة لله طافت تبحث عنّه فِى كُلّ مكان وَتعرَّضت لِتعب اللَّيل وَلكِنْ عِندما شعر أنَّها ستُصاب بِفشل أعلن لها نَفْسَه ما أجمل النَّفْسَ الَّتِى تتعب فِى لِقائِهِ [ إِنْ تعبت قلِيلاً فِى طلبه ستفرح كثِيراً بِلِقائه ] أحد القدِيسين يُشّبِه إِشتياقنا وَبحثِنا عنّه بِلِقاء يعقُوب بِإِبنه يوسِف وَلِنتخيَّل هذا اللِقاء الرهِيب [ لِيُقبِلُكَ ضمِيرِى كما قبَّل يعقُوب حبِيبه يوسِف ] لِذلِكَ يقُول سِفر النشِيد [ فأمسكتُهُ وَلَمْ أرخِهِ حَتَّى أدخلتُهُ بيت أُمِّي وَحُجرة مَنْ حبِلتْ بِي ] ( 3 : 4 ) وجدتهُ فِى الشَّارِع فأخذتهُ معِى وَأغلقت عليهِ بيت أُمِّى حُجرة مَنْ حبلت بِى [ أُحلِّفُكُنَّ يا بناتِ أُورُشلِيم بِالظِّباء وَبِأيائِلِ الحقلِ ألاَّ تُيقِّظنَ وَ لاَ تُنبِّهنَ الحبِيب حَتَّى يشاء ] ( 3 : 5 ) أنا دخلت معهُ وَسكنت معهُ وَإِسترحت معهُ فَلاَ يقطع أحد هذِهِ الرَّاحة فَلاَ تُنبِّهنَ الحبِيب حَتَّى يشاءهل قضيت ليالِى مَعَْ الحبِيب بِهذِهِ الصورة وَتحلو لَكَ العِشرة معهُ لِهذِهِ الدرجة أنَّكَ لاَ تُرِيده أنْ يُفارِقك وَتقُول لَهُمْ لاَ تُيقِّظنَ الحبِيب حَتَّى يشاء[ مَنْ هذِهِ الطَّالِعةُ مِنَ البرِّيَّةِ كأعمِدةٍ مِنْ دُخانٍ مُعطَّرةً بِالمُرِّ وَاللُّبانِ وَبِكُلِّ أذِرَّةِ التَّاجِرِ ] ( 3 : 6 ) صِفات النَّفْسَ المُجاهدة صِفات الكنِيسة الخارجة مِنْ برَّيَّة العالم وَالحرب الرُّوحيَّة فتكُون كأعمِدة دُخان مُعطَّرة بِالمُرِّ أى الألم وَاللُّبان أى رائِحة المسِيح الذَّكيَّة لاَ يُمكِن أنْ تكُون حياتك لُبان فقط وَتعزيَّة لاَ لابُد أنْ يكُون فِيها ألم إِتعب جاهِد إِثبت ثابِر ستنال اللُّبان إِذا قبلت المُرّوَبِكُلّ أدوات التاجِر الشَّاطِر الَّذِى يعرِف كيف يربح تِجارته هكذا نِفُوسنا كُلّ ما نِتاجِر وَنقُول عليك إِتكلت وَإِذا لَمْ أبِيع اليوم أنتظِر لِلغد لابُد أنْ يكُون عِندِى حِكمة التِجارة إِذا لَمْ أبِيع اليوم وَأقُول سأُغلِق غداً فَلَنْ أكُون تاجِر شاطِرأجمل ما فِى الحوار مَعَْ الله [ كُلُّكِ جمِيلٌ يا حبِيبتِي ليس فِيكِ عيبة ] ( 4 : 7 ) كيف أنا أكُون بِلاَ عيب ؟ فأنا أعلم أنَّكَ فاحِص القلُوب وَإِلَى ملائِكتك تُنسِب حماقة هُوَ يُحِبِنا حَتَّى أنَّهُ ينسى عيوبنا مهما كُنَّا خُطاه فنحنُ فِى عينه حلويِن ليس بِنا عيب ألِهذِهِ الدرجة ؟نعم مُعلَّمِنا بولس الرسُول يقُول [ إِنْ لامتنا قُلُوبُنا فَاللهُ أعظمُ مِنْ قُلُوبِنا ] ( 1 يو 3 : 20 ) أى مهما تشعُر بِمرارة داخِلك وَ لاَ تُسامِح نَفْسَكَ لكِنْ الله يسامحك هذِهِ ليست دعوة لِلإِستهتار بَلْ دعوة لِلجِهاد بِحُب مُمكِن تقبل هذِهِ الآية عَلَى نَفْسَكَ [ كُلُّكِ جمِيل يا حبِيبتِي ليس فِيكِ عيبة ] ؟ لِمزِيد مِنْ حُب الله داخِلَكَ فتزداد فِى العطاء وَالجِهاد بِحُب هُوَ أحبَّ يعقُوب وَقدَّسه وَقبلهُ إِبن مِنْ أولاده [ قَدْ سبيتِ قلبِي يا أُختِي العرُوسُ قَدْ سبيتِ قلبِي ]( 4 : 9 ) معقُول أكُون موضِع إِنشغالك يا الله وَحُبَّك لِدرجِة إِنِّى أسبِى قلبك ؟ نعم هُوَ قَالَ[ لذَّتِى فِي بنِى آدم ]أصحاح 5 الله يطلُب النَّفْسَ[ أنَا نائِمة وَقلبِي مُستيقِظٌ صوتُ حبِيبِي قارِعاً افتحِي لِي يا أُختِي يا حبِيبتِي يا حمامتِي يا كامِلتِي لأِنَّ رأسِي امتلأ مِنَ الطَّلِّ وَقُصصِي مِنْ نُدى اللَّيلِ ]( 5 : 2 ) تخيَّل أنَّ السيِّد المسِيح يُشّبِه نَفْسَه أنَّهُ واقِف يقرع عَلَى بابك وَأنت تُغلِقه وِيظِل بِالسَّاعات واقِف يقرع حَتَّى أنَّ شعره يُنَّدى بِندى اللَّيل علامِة طول الإِنتظار وَالمُثابرة فِى طلب النَّفْسَ مُمكِن تقرع يا الله عَلَى قلبِى كُلّ هذِهِ الفِترة وَأنا لاَ أفتح ؟ مُمكِن أبحث عنّه وَعِندما أجِده لاَ أرخِهِ وَمُمكِن هُوَ يبحث عنِّى وَيسعى لِطلبِى00وَالعجِيب فِى الإِجابة الوارِدة مِنْ العرُوس [ قَدْ خلعتُ ثوبِي فكيف ألبسُهُ0 قَدْ غسلتُ رِجليَّ فكيف أُوسِّخُهُما ]( 5 : 3 ) معقُول أنَّهُ بعدما يخلع الإِنسان ثوبه وَيغسِل رجليه لاَ يقُوم مِنْ النوم بعدها ؟ أعذار تافِهة مُقابِل محبِّة الله[ حبِيبِي مدَّ يدهُ مِنَ الكوَّةِ فأنَّتْ عليهِ أحشائِي ] ( 5 : 4 ) خجلت مِنْ نَفْسِى الأحشاء أكثر جُزء حسَّاس لِذلِكَ يُشَّبِهُوا الكنِيسة بِأحشاء يسُوعَ أنَّت عليهِ أحشائِها أى تألَّمت مِنْ عظمِة محبَّتِهِ لها لأِنَّ هذا فوق إِحتمالها فَهُوَ إِبتلَّ مِنْ ندى اللَّيل مِنْ طول إِنتظاره عَلَى الباب وَعِندما قدَّمت النَّفْسَ أعذارها التافِهه مدَّ يدهُ مِنْ الكوَّة كَمْ مرَّة مدَّ يدهُ لَكَ مِنْ الكوَّة ؟ كثِيراً كثِيراً ما يأتِينا بِطُرُق مُباشرة ( الباب ) وَطُرُق غير مُباشرة( الكوَّة )[ قُمتُ لأِفتح لِحبِيبِي وَيداى تقطُران مُرّاً وَأصابِعِي مُر قاطِر عَلَى مقبضِ القُفلِ ]( 5 : 5 ) أخِيراً قامت النَّفْسَ لِتُقابِلهُ تُرى ماذا حدث ؟ [ فتحتُ لِحبِيبِي لكِنَّ حبِيبِي تحوَّل وَعَبَرَ ] ( 5 : 6 ) " تحوَّل وَعَبَرَ " ألست أنت الطالِب النَّفْسَ فلِماذا تحوَّلت وَعَبَرَتَ ؟[ نَفْسِي خرجت عِندما أدبر0 طلبتُهُ فما وجدتُهُ دعوتُهُ فما أجابنِي وجدنِي الحرسُ الطَّائِفُ فِي المدِينةِ ضربُونِي جرحُونِي حفظةُ الأسوارِ رفعُوا إِزارِي عنِّي أُحلِّفُكُنَّ يا بنات أُورُشلِيم إِنْ وجدتُنَّ حبِيبِي أنْ تُخبِرنهُ بِأنِّي مرِيضة حُبّاً ] ( 5 : 6 – 8 ) فِى هذِهِ المرَّة حرس المدِينة ضربُوها حِكمة الله أنَّ النَّفْسَ لاَ تأخُذ أوْ لاَ تتعوَّد لِقائِهِ السهل فلمَّا خرجت لَهُ تحوَّل وَعَبَرَهل عِندما أجِد حبِيبِى تحوَّل عنِّى وَعَبَرَ أعُود لِلنوم مرَّة أُخرى أم أبحث عنّه ؟ العرُوس بحثت عنّه حرس المدِينة هُنا رمز لِحرُوب الشيَّاطِين المُرَّة لِلنَّفْسَ [ فَإِنَّ مُصارعتنا ليست مَعَْ دمٍ وَلحمٍ ] ( أف 6 : 12 ) لِذلِكَ يقُول مُعلَّمِنا بولس الرسُول [ لَمْ تُقاوِمُوا بعدُ حَتَّى الدَّمِ مُجاهِدِينَ ضِدَّ الخطيَّةِ ] ( عب 12 : 4 ) لأِنَّهُ فِى زمن بولس كانت رِياضِة المُصارعة مُنتشِرة جِدّاً بحيث تنتهِى بِموت أحد المُتصارِعِين هكذا الحرب مَعَْ إِبلِيس مُرَّة ما أروع كلِمة [ مرِيضة حُبّاً ] هل أتاكَ مرض الحُب أم لاَ ؟ ليتنا كُلّنا نُصاب بِمرض الحُب لأِنَّهُ يُغيِّر الكيان الأنبا أنطونيُوس باع كُلّ أمواله وَالشُهداء قدَّموا حياتهُمْ لأِنَّهُمْ جمِيعاً كانُوا مرضى بِالحُبّ وَأصابهُمْ حُب الله كُلّ نَفْسَ لاَ تُبالِى بِالعالم وَتدُوس عَلَى رغباتها وَتغلِب جسدها هِى نَفْسَ مرِيضة حُبّاً هذا المرض عِندما يُصِيب إِنسان فَإِنَّهُ يسبِى عقله وَقلبه وَتُصبِح مشاعِرهُ ليست مَعَْ الأرض وَكما قَالَ الشيِخ الرُّوحانِى [ ساعة ما أدركُوا مِقدار محبَّتِهِ فِى قلوبِهِمْ ما صبِرُوا أنْ يبقُوا فِى أفراح العالم ساعة واحِدة بَلْ ألقُوا عنهُمْ كُلّ حُب جسدانِى وَسعُوا خلف الغِنى فِى حُبِّهِ ][ ما حبِيبُكِ مِنْ حبِيبٍ أيَّتُها الجمِيلةُ بينَ النِّساء ما حبِيبُكِ مِنْ حبِيبٍ حَتَّى تُحَلِّفِينا هكذا ] ( 5 : 9 ) مَنْ هُوَ حبِيبُكِ هذا حَتَّى تمرضِى بِحُبِّهِ ؟ لِنرى مواصفات الحبِيب [ حبِيبِي أبيضُ وَأحمرُ0 مُعلم بينَ رِبوةٍ ] ( 5 : 10 ) أى مُميَّز وسط 10000 شخص أعرفه مِنْ صوته وَملامِحه وَعينيهِ وَقصده هل صوت يسُوعَ فِى قلبك مُميَّزأم مازال غير واضِح وسط زحمِة الإِهتمامات وَالمشاغِل ؟[ رأسُهُ ذهب إِبرِيز قُصصُهُ مُسترسِلة حالِكة كالغُراب عيناهُ كالحمامِ عَلَى مجارِي المِياهِ مغسُولتانِ بِاللَّبنِ جالِستانِ فِي وقبيهِما ] ( 5 : 11 – 12 ) مِنْ مراحِم الله أنَّ العِين حسَّاسة فحوَّطها بِعِظام لِحِمايتها [ خدَّاهُ كخمِيلةِ الطِّيبِ وَأتلاَمِ رياحِينَ ذَكِيَّةٍ ] ( 5 : 13 ) " خمِيلة طِيب " أى " صُحبة أوْ حِزمة وروُد " [ شفتاهُ سُوسن تقطُرانِ مُرّاً مائِعاً يداهُ حلقتانِ مِنْ ذهبٍ مُرصَّعتانِ بِالزَّبرجدِ بطنُهُ عاج أبيضُ مُغلَّف بِالياقُوتِ الأزرقِ ساقاهُ عمُوداً رُخامٍ مُؤسَّستانِ عَلَى قاعِدتينِ مِنْ إِبرِيزٍ طلعتُهُ كلُبنانَ0 فتىً كالأرزِ ] ( 5 : 13 – 15 ) كُلّ هذا الوصف وَتشعُر أنَّها لاَ تعرِف كيف تصِفه فتقُول [ حلقُهُ حلاوة وَكُلُّهُ مُشتهيات0 هذا حبِيبِي وَهذا خلِيلِي يا بنات أُورُشلِيم ] ( 5 : 16 ) خُذ تدرِيب أُكتُب صِفات يسُوعَ بِالنسبة لَكَ حَتَّى تقُول لَهُ أنت الكُلَّ لِى كلِمات عاجِزة عَنْ وصفه " حلقة حلاوة وَكُلُّهُ مُشتهيات "هل ذُقت حلاوتهُ ؟ أبيض فِى نقائه أحمر فِى فِدائه وَإِحمراره يدُل عَلَى بياضه وَالعكس هل سمعت مِنْ حلقِهِ كلِمات حلوة وَذُقت مُشتهياته أم عدو الخير يعرِض عليك الجانِب الشاق فِى الحياة الرُّوحيَّة ؟ لِتُجِيبه أنَّهُ يستحِق أنْ نشقى فِى طلبه لأِنَّ حلقه حلاوة وَكُلُّهُ مُشتهيات [ اُجذُبنِي وراءك فنجرِي ] ( 1 : 4 ) لِنسأل سؤال مُهِم هل مسئوليَّة خلاصِى وَإِنجذابِى نحوك لِى فِيها دور مِثلَكَ ؟ هل أبحث أنا عنك أم تبحث أنت عنِّى ؟يقُول يسُوعَ فِى يُوحنا 6 : 44 [ لاَ يقِدرُ أحد أنْ يُقبِل إِليَّ إِنْ لَمْ يجتذِبهُ الآبُ الَّذِي أرسلنِي ] أنت قُلت أنَّهُ لاَ يقدِرُ أحد يأتِى إِليك إِنْ لَمْ يجذِبهُ الآب إِذاً الحل أنْ تقُول لَهُ إِجذبنِى وراءك فنجرِى إِجذبنِى مِنْ ذاتِى وَمِنْ رغباتِى وَمِنْ العالم مِثلَ المجال المغنطِيسِى الَّذِى يجذِبُ إِليهِ مَنْ لَهُ صِفة الجاذِبيَّة نحنُ فِينا صِفات أولاد الله وَمِسحة مِنّه إِذاً أنا قابِل لِلإِنجذاب إِلاَّ إِذا أفسدت أنا طبعِى مغناطِيسى هُوَ محبِّته الَّذِى يجعل كُلّ القوى المُحِيطه بِى تتلاشى[ وَأنَا إِنِ ارتفعتُ عَنِ الأرضِ أجذِبُ إِلَيَّ الجمِيعَ ] ( يو 12 : 32 ) وَكَانَ يقصِد الصلِيب أى أنَّ صليبه مغناطِيس قوَّة حُب صلِيبه قادِرة أنْ تجذِبنا جمِيعاً00النِفُوس الَّتِى تضع نَفْسَها فِى مجاله وَتكُون فِى دائِرة صلِيبه تنجذِب وَترضى بِهِ [ قَالَ هذا مُشِيراً إِلَى أيَّةِ مِيتةٍ كَانَ مُزمِعاً أنْ يمُوتَ ] ( يو 12 : 33 ) يقُول فِى سِفر هُوشع [ لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلَ غُلاَماً أحببتُهُ وَمِنْ مِصْرَ دعوتُ ابنِي ]( هو 11 : 1 ) أى يعقُوب وَأخرج أولاده مِنْ مِصْرَ [ وَأنَا درَّجتُ أفرايِمَ مُمسِكاً إِيَّاهُمْ بِأذرُعِهِمْ فلم يعرِفُوا أنِّي شفيتُهُمْ كُنتُ أجذُبُهُمْ بِحِبالِ البشرِ بِرُبُطِ المحبَّةِ وَكُنتُ لَهُمْ كمنْ يرفعُ النِّيرَ عَنْ أعناقِهِمْ وَمددتُ إِليهِ مُطعِماً إِيَّاهُ ] ( هو 11 : 3 – 4 ) أنت يا مَنْ درَّجت أفرايِم أى ( علَّمتهُ السيَّر ) مُمسِكاً بِذراعه أنت قُلت أنَّكَ جذبتهُ بِرُبُطِ المحبَّة مُمكِنْ تجذِبنِى بِرُبُطِ المحبَّة فأنا أُرِيد أنْ أجرِى وراءك[ عرِّفنِي الطرِيق الَّتِي أسلُكُ فِيها ] ( مز 143 : 8 ) [ كراعٍ يرعى قطِيعهُ بِذِراعِهِ يجمعُ الحُملانَ وَفِي حِضنِهِ يحمِلُها وَيقُودُ المُرضِعاتِ ] ( أش 40 : 11 ) هُوَ يجمع حِملانه بِذِراعه أى أنا مسئولِيته وَ " المُرضعات " هِى المُبتدِئِين إِذاً كُلُّنا مسئولِيته أجمل شئ أنْ نسِير خلفه وَأنْ يُدِخِلنا مجال محبَّتِهِ يقُول أحد القدِيسين[ إِجذِبنِى إِنْ شِئت أنا أم لَمْ أشأ ] إِجذِبنِى حَتَّى لَوْ لَمْ أرِد أنا فهذِهِ مسئولِيتك فِى هُوشع 2 : 6 – 7 الله يُخاطِب النَّفْسَ البشرَّيَّة الَّتِى أرادت أنْ تهرب مِنّه فيقُول لها [ لِذلِكَ هأنذا أُسَيّجُ طرِيقكِ بِالشَّوكِ وَأبنِي حائِطها حَتَّى لاَ تجِد مسالِكها فتتبعُ مُحبِّيها وَ لاَ تُدرِكُهُمْ وَتُفتِّشُ عليهِمْ وَ لاَ تجِدُهُمْ فتقُولُ أذهبُ وَأرجعُ إِلَى رجُلِي الأوَّلِ لأِنَّهُ حِينئِذٍ كَانَ خير لِي مِنَ الآنَ ] سيُّسيِج بِشوك حولها وَيبنِى حائِطها حَتَّى لاَ تجِد مسلك لِلهرب وَسوف يُجبِرُها عَلَى الحياة معهُ حنان الله أنت تعلم زيغانِى تعلم إِنِّى أُرِيد أنْ أسِير خلف آخر غيرك لكِنْ أنت تقُول لِى سأُسيِّج حولك وَأبنِى حائِط وَتُبعِدنِى عمن أُرِيده فأعُود لَكَ مِنْ جدِيد[ وَهِي لَمْ تعرِف إِنِّي أنَا أعطيتُها القمح وَالمِسطار وَالزَّيت وَكثَّرتُ لها فِضَّةً وَذهباً جعلُوهُ لِبعلٍ ] ( هو 2 : 8 ) ليتنِى طلبتهُ إِجذبنِى وراءك فأجرِى ما أجمل أنْ تتقابل مشيئتِى مَعَْ مشيئتهُ أنا أقُول لَهُ إِلَى إِسمك وَإِلَى ذِكرك شهوة النَّفْسَ بِنَفْسِى إِشتهيتك فِى اللَّيل وَأرميا النبِى يقُول لَهُ [ عرفتُ ياربُّ أنَّهُ ليس لِلإِنسانِ طرِيقُهُ ليس لإِنسانٍ يمشِي أنْ يهدِي خطواتِهِ ] ( أر 10 : 23 ) ليس لِى أنْ أعرِف طرِيقِى فإِرشدنِى [ نحنُ لاَ نعرِف ماذا نعمل لكِنْ نحوك أعيُننا ] عمل الله فِى جذب النِفُوس عمل خطِير مَنْ الَّذِى جذب لاوِى وَزكَّا وَمُوسى الأسود وَالقدِيس أُوغسطِينُوس ؟ هُوَ ربطهُمْ بِرُبُط المحبَّة هُوَ الَّذِى أغلق عليهُمْ الطُرُق مَنْ الَّذِى أتى بِالسامِريَّة وَدِيماس وَتلامِيذه ؟لِذلِكَ قَالَ [ ليس أنتُمُ اخترتُمُونِي بَلْ أنَا اخترتُكُمْ ] ( يو 15 : 16 ) لكِنْ هل أنا أمِين لِهذا الإِختيار أم لاَ ؟ هُوَ نِفْسِه يكُون لَهُ آلاف مِنْ العذارى وَالمُحِبِين مَنْ أتى بِشَاوُل ؟ كَانَ ذاهِب لِيُعّذِب القدِيسين فِى دِمِشق مُهِمَّة رسميَّة وَإِذ بغتةً أشرق عليهِ نور مِنْ السَّماء وَظهر لَهُ وَجذبهُ وَأتى بِشَاوُل لكِنْ النَّفْسَ لها دور وَالله يرى الإِستعدادات الله جذبنا كُلِّنا لكِنْ المُهِم أنْ نقبل كُلِّنا سمعنا صوته وَشعرنا بِهِ المُهِم لاَ نرفُض شَاوُل كَانَ مُمكِن يرفُض أيضاً لاوِى وَفِى ولِيمة العُرس المدعويين رفضُوا الدعوة لِذلِكَ طلب مِنْ الخُدَّام أنْ يخرُجوا وَيبحثُوا فِى الشُّوارِع لِيأتوا بِآخرِين لِلولِيمة إِحذر أنْ تترُك مكانك لِغيَّرك معقُول تكُون جذبت كُلّ هؤلاء وَأمَّا أنا فَلاَ ؟ لاَ إِجذبنِى كما جذبت السابِقِين [ فَأُعلِّمُ الأثمة طُرُقَكَ ]( المزمُور الخمسُونَ ) لِماذا نحنُ لَمْ نكُنْ خُدَّام بعد حَتَّى الآنَ ؟ لأِنَّنا لَمْ نسمع صوته داخِلنا عِندما نسمعهُ داخِلياً نصِير مسِيحيين بِحق فنصِير حِملان الله يُرِيد أنْ يجذِبنا فإِجذِبنا يا الله مِنْ الإِهتمامات التافِهة وَمِنْ شهوات العالم الجُنُود الَّذِينَ كانُوا تحت الصلِيب ألقُوا قُرعة عَلَى ثِياب السيِّد المسِيح أحد الجُنُود كانت لَهُ القُرعة عَلَى حِذاء المُخلِّص فلبسهُ مِنْ الإِستخفاف وَعِندما رأى أحداث الصلِيب إِنجذب لها جِدّاً وَعِندما رأى الشَّمس تظلمّ وَالنَّاس يقرعُون صدورهُمْ تعجَّب يُقال أنَّهُ ذهب إِلَى أحد الجِبال وَهُناك صلَّى تحت شجرة فإِذ بِهِ فِى جبل الزيتون وَتحت الشجرة الَّتِى كَانَ يجلِس تحتها يسُوعَ حِذاء يسُوعَ جذبهُ [ فنجرِي ] عِندما أنجذِب لَهُ يكُون عِندِى إِندفاع قوِى فِى الطرِيق فأجرِى[ الغِلمانُ يُعيُون وَيتعبُون وَالفِتيانُ يتعثَّرُون تعثُّراً وَأمَّا مُنتظِرُو الرَّبِّ فيُجدِّدُون قُوَّةً يرفعُون أجنِحةً كالنُّسُورِ يركُضُون وَ لاَ يتعبُون يمشُون وَ لاَ يُعيُون ]( أش 40 : 30 – 31 )إِذا إِنجذب فِى طرِيق الله تجِد نَفْسَكَ تجرِى فِى الفضِيلة وَالأصوام بِلاَ تعب [ يرفعُون أجنِحة كالنسُور ] لأِنَّ النسر جِناحه قوِى لِذلِكَ يُحلِّق عالِياً هل تُرِيد أنْ تُحلِّق فوق فِى الصلاة كالنسُور ؟ هذا يحتاج تجدِيد قوَّة وَمُعلَّمِنا بولس يقُول [ أُركُضُوا لِكي تنالُوا ] ( 1 كو 9 : 24 ) القدِيس أُوغسطِينُوس جرى بِمُجرَّد أنْ تاب بِدموع وَصلوات وَنُسك وَأصبح أُسقُف القدِيس مُوسى الأسود جرى فِى الفضِيلة مِنْ رئِيس عِصابه إِلَى رئِيس رُهبان حَتَّى أنَّ جسدهُ أصبح كالخشب اليابِس جرى فِى الأصوام وَالأتعاب وَعرف كيف يستُر العيُوب معرُوض علينا الجرى فِى الطرِيق لِكى نكسب وَلكِنْ لاَ يُعِيقنا سِوى خطايانا وَجمِيل أنَّ الَّذِى يذوق محبِّة الله يجذِب مَنْ حوله الرُسُل جذبُوا الجمِيع السامِريَّة جذبت بلدتها الَّذِى يُرِيد أنْ يجرِى وحدهُ هُوَ لَمْ يجرِى بعد حَتَّى الآنَ ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين .
دراسة فى سفر نشيد الانشاد ج1
سِفر نشِيد الأنشاد هُوَ قُدس أقداس الحياة الرُّوحيَّة حيثُ يُقال أنَّ هُناك تدرُّج فِى الأسفار الآتية الأمثال ، الجامعة ثُمَّ نشِيد الأنشاد وَيُمّثِلهُ الآباء مِثل إِنسان فِى هيكل الرَّبَّ حيثُ يُمّثِل سِفر الأمثال الدار الخارِجيَّة وَسِفر الجامعة يُمّثِل القُدس أمَّا سِفر نشِيد الأنشاد فَهُوَ قُدس الأقداس أسمى ما يُمكِنْ أنْ يُقال عَنْ الحياة الرُّوحيَّة وَعُمق العِلاقة مَعَْ الله فِى نشِيد الأنشاد وَقَدْ كتبهُ سُليمان الحكِيم فِى نِهايِة حياته.
دراسة فى سفرصموئيل الاول ج5
الإِصحاحُ الْحَادِي عَشَرَ :-
بدأت إِنتصارات شاوُل الملِك وَكان شاوُل لَمْ يُمارِس العمل الملُوكِى أىّ مازال يحيا فِى الحقل وَلَمْ ينتقِل النقلة الكبِيرة الَّتِى سمح بِها لهُ الله أنْ يكُون ملِكَ فَجاء نَاحَاشُ العمُّونِى وَهُوَ ضِد شعب الله وَنزل إِلَى يابِيِش جلعاد وَحاصرها وَذلّ شعبها وَقال لِيستعبِدهُمْ طول الأيَّام ، وَقالُوا لهُ ندخُل معك فِى عهد وَنُستبعد لَكَ ، فَطلب مِنهُمْ طلب عجِيب لِكى يدخُل معهُمْ فِى عهد طلب أنّ كُلّ إِنسان مِنهُمْ تُقوّر لهُ عينه اليُمنى علامِة العبُوديَّة لهُ طول الأيَّام فَخَافَ أهل يابِيِش جلعاد وَطلبُوا فُرصة لِلتفكِير وَأخذ المشُورة فِى سِبط يشُوع نجِد أنّ سبطىّ رآوبِين وَجاد وَنِصف سِبط مِنسّى أرادوا أنْ يحيوا شرق الأردُن وَلَمْ يأخُذوا مِيراث فِى كنعان الحقِيقيَّة هذِهِ هى منطِقة يابِيِش جلعاد وَهذا إِشارة لِلنِفُوس الَّتِى لاَ تُرِيد أنْ تُكمِل المسِيرة أىّ لاَ ترغب فِى الجِهاد الرُّوحِى ، أوْ تصِل لِدرجة مُعيّنة وَتقِف ، هذِهِ هى يابِيِش جلعاد الَّتِى تكُون مُعرّضة لِناحاش العمُّونِى " نَحَاش " أىّ " جِنْسَ " إِشارة لِعدو الخير الَّذِى يُحِبُّ تملُّك النِفُوس الَّتِى ترفُض الجِهاد ، وَيذِل النِفُوس الَّتِى لاَ تُحِبُّ الإِستمرار فِى الجِهاد وَكثِيراً ما نكُون مِنْ هذِهِ النوعيَّة وَنسِير لِفِترة وَنقِف ، فِى حِين أنّ خيرات كثِيرة تنتظرنا لكِنّنا لاَ نُثابِر ، وَفِى هذِهِ الحالة يذِلّنا ناحاش العمُّونِى وَيُقّوِر لنا العين اليُمنى الَّتِى تعنِى فقد البصِيرة الرُّوحيَّة فَهَلَ يوجد أخطر مِنْ حالِة إِنسان لهُ أعيُن وَ لاَ يُبصِر ؟ الأعمى رُوحياً هُوَ الَّذِى لاَ يرى خطاياه وَيقُول عنهُ مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول [أعمى قَصِيرُ البصرِ قَدْ نسِيَ تطهِير خطاياهُ السالِفة ] ( 2 بط 1 : 9 ) ، هذا هُوَ الأعمى ، نَاحَاشُ العمُّونِى يُرِيد أنْ يعمل فِينا علامة وَهى أنْ يعمِينا وَيفقِدنا البصِيرة النِفُوس الَّتى لاَ ترى مجد الأبديَّة وَ لاَ تُحِبُّ أنْ ترى مجد الله هى نِفُوس قوّر لها ناحاش عينها ،فِى الفن القبطِى تُرسم صُورة العشاء الأخِير وَبِها يهُوذا بِعينٍ واحِدةٍ وَفِى جانِب وحدهُ ،عكس باقِى الرُسُل لأِنّ نَاحَاش العمُّونِى قوّر لهُ عينه اليُمنى ، هذا هُوَ المجد الَّذِى يسلِبهُ مِنّا عدو الخير قالُوا لهُ [ إِقطع لنا عهداً فَنُستعبدَ لَكَ ] ، إِشارة لِلضعف00النَفْسَ الَّتِى لاَ تُحِبُّ الجِهاد وَإِكتفت وَأرادت أنْ تسكُن شرق الأردُن مُعرّضة لِحربٍ شرِسة ، لِذلِكَ ينصحنا الآباء ألاّ نقِف بَلْ نُسابِق وَنُجاهِد [ لَمْ تُقاوِموا بعدُ حَتَّى الدَّمِ مُجاهِدِينَ ضِدَّ الخطيَّةِ ] ( عب 12 : 4 ) ، إِستمرار [ النَفْسَ متى أهملت حياة الفضِيلة جذبتها الأمور المُضادّة رغمٍ عنها ] ،النَفْسَ الَّتِى تُهمِل الفضِيلة نَاحَاش يقوى عليها وَيُسيِطِر ، تقوِير العين اليُمنى مذلَّة لِذلِكَ الَّذِى يحيا مَعَْ الله يُوصف بِالإِستنارة [ مُستنِيرةً عيُونُ أذهانِكُمْ ] ( أف 1 : 18 ) ،وَيُقال [ الحكِيمُ عيناهُ فِى رأسِهِ ] ( جا 2 : 14 ) ، أمَّا النَفْسَ المسبيَّة بِالخطايا لاَ ترى وَالشيطان ينصِب لها فِخاخ وَهى تذهب لهُ بِنَفْسِها ، لِذلِكَ يُقال[ باطِل أنْ يُنصب فخ أمام عينىّ كُلّ ذِى جِناح ] ، الَّذِى لهُ جِناح يطِير مِنْ الفِخاخ ،نحنُ لنا أجنِحة الرُّوح وَعيُون مُستنِيرة ، لِذلِكَ كُلّ فخ يُنصب لنا باطِل عِندما قال شعب يابِيِش لِناحاش أعطِنا فُرصة سبعة أيَّامٍ نستشِير مُشِيرِين تركهُمْ سبعة أيَّامٍ ، إِذا كان يخافهُمْ ناحاش مَا كان يترُكهُمْ سبعة أيَّامٍ لكِنّهُ كان يستهِين وَيستخِف بِهُمْ لِذلِكَ تركهُمْ [ أُترُكنا سبعة أيَّامٍ فَنُرسِلَ رُسُلاً إِلَى جَمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ فَإِنْ لَمْ يُوجد مَنْ يُخَلِّصُنَا نخرُج إِليكَ ] ، إِذا لَمْ نجِد مَنْ يُخَلِّصُنَا نأتِى إِليك وَنقُول لَكَ نُستعبدُ لَكَ وَتُقّور عِيوننا ذُل فَجَاء الرُسُل إِلَى شاُول [ وَتَكَلَّمُوا بِهذا الكلامِ فِي آذانِ الشَّعْبِ فَرَفَعَ كُلُّ الشَّعْبِ أصواتهُمْ وَبَكَوْا وَإِذا بِشاوُلَ آتٍ وَرَاءَ البقرِ مِنَ الحقْلِ ] ، أوِل مُهِمة حقِيقيَّة تُقابِل شاوُل وَهُوَ مَلِكَ وَكان لاَ يزال يحيا حياته القدِيمة فِى الحقل وَلَمَّا قالُوا لهُ هذا الكلام حمى غضبه جِدّاً وَأتى بِفدَّان بقرٍ وَقطَّعهُ وَأرسل قِطعهُ لِتُخُوم إِسرائِيل وَقَالَ [ مَنْ لاَ يخرُجُ وراء شاوُلَ وَوَرَاء صَمُوئِيل فَهكذا يُفعلُ بِبقرِهِ ] ، أىّ يقطع بقرهُ [ فَوَقَعَ رُعبُ الرَّبِّ عَلَى الشَّعْبِ فَخَرجُوا كرَجُلٍ وَاحِدٍ ] ، عاشُوا الوِحدة وَالرُعب فَتوّحدوا وَذهبوا لِشاوُل وَإِبتدأ يعدِّهُمْ وَوجدهُمْ 300000 رجُل مِنْ إِسرائِيل وَ30000 رجُل مِنْ يهُوذا وَقَالَ لهُمْ إِذهبُوا إِلَى أهل يابِيِش جلعاد وَقُولُوا لهُمْ[ غداً عِندمَا تحمى الشَّمْسُ يَكُونُ لَكُمْ خَلاَصٌ ] ، وعد بِالإِيمان أنّهُ غداً قبل أنْ تحمى الشَّمس يكُون خلاص وَيجِب أنْ يكُون هذا الإِيمان هُوَ إِيمان النِفُوس المؤمِنة بِعمل الله أجمل شيئ أنْ نُصّدِق المواعِيد قبل تحقِيقها وَليس بعد شاوُل كان لهُ إِيمان شدِيد وَقوِى أنّهُ غداً عِندما تحمى الشَّمس يكُون خلاص هل لنا مواقِف مَعَْ الله يظهر فِيها إِيماننا بِمِثل هذِهِ الدرجة أنّ الله سيعمل سيعمل [ أتى الرُّسُلُ وَأخبرُوا أهل يابِيِش فَفَرِحُوا ] ، بعض الترجمات تقُول " آمنوا " وَهى كلِمة أفضل سمعُوا الرِسالة إِبتدأ نَاحَاش العمُّونِى يُرسِل رُسُل لأهل يابِيِش يقُول لهُمْ غداً سنأتِى إِليكُمْ وَلَمْ يظهر أهل يابِيِش أنّ داخِلهُمْ السَّلام الَّذِى شعروا بِهِ وَالغلبة الَّتِى قالُوا لهُمْ عنها إِسرائِيل فَقَالُوا لِناحاش تعالوا غداً وَالله يفعل ما فِيهِ الخير[ وَكَانَ فِي الغدِ أنَّ شاوُل جعل الشَّعب ثلاثَ فِرَقٍ وَدخلُوا فِي وسطِ المحلَّةِ عِندَ سَحَرِ الصُّبحِ وَضربُوا العمُّونِيّينَ حَتَّى حَمِيَ النَّهارُ ] شاوُل معهُ 330000 رجُل قسّمهُمْ إِلَى ثلاث فِرق هجموا مِنْ ثلاث جِهاتٍ على جيش ناحاش وَغلبُوهُمْ حَتَّى قِيل[ وَالَّذِينَ بقُوا تَشَتَّتُوا حَتَّى لَمْ يبقَ مِنهُمْ إِثنانِ مَعاً ] ، لَمْ يبق مِنهُمْ إِثنانِ معاً ، خافُوا وَتشتَّتُوا كُلّ واحِدٍ مِنهُمْ فِى طريقِهِ مُبارك أنت ياربّ عِندما تُحِبُّ أنْ تُمّجِد أولادك وَتنصُرهُمْ تكُون مُرعِب لإِعدائِهِمْ وَأعدائك فَتفنِيهُمْ وَتُشتَّتهُمْ ، رُعب لِدرجِة أنّهُ لَمْ يوجد إِثنان معاً جبرُوت خلاص يمِين الرَّبِّ وَلِنُقِيم مُقارنة بين نَاحَاش العمُّونِىُّ بِجيشِهِ الَّذِى لَمْ يبقى مِنهُ إِثنانِ معاً وَجيش شعب الله ألـ 330000 الَّذِين خرجُوا كرجُلٍ واحِد مَا أروع الكنِيسة فِى وحدِتها وَوِحدة قلُوب المؤمِنين الَّتى دائِماً الكنِيسة تُركِّز عليها يكُونُ لنا وحدانيَّة القلب ، لنا طِلبة واحِدة وَإِشتياق واحِد وَراعِى واحِد وَإِنجِيل واحِد وَهدف واحِد وَسؤال وَاحِد وَ [ خِرافِي تسمعُ صوتِي وَأنَا أعرِفُهَا فَتتبعُنِي ]( يو 10 : 27 ) [ وَقَالَ الشَّعْبُ لِصَمُوئِيلَ مَنْ هُمْ الَّذِينَ يقُولُون هَلْ شاوُلُ يملِكُ علينا0 إِيتُوا بِالرِّجالِ فَنقتُلهُمْ ] ، بدأ الشَّعْب يتوّحد وَقالُوا مَنَ هُمْ الَّذِين رفضُوا شاوُل وَرفضُوا تقدِيم هدايا لهُ ؟ هؤلاء هُمْ بنِى بلِيعال هاتُوا كُلّ هؤلاء الرِجال فَنقتُلهُمْ أخذُوا رأى شاوُل [ فَقَالَ شاوُلُ لاَ يُقتلْ أحد فِي هذا اليومِ لإِنّهُ فِي هذا اليومِ صنعَ الرَّبُّ خلاصاً فِي إِسْرَائِيلَ ] ، شاوُل لَمْ يترُك الإِنتقام لِنَفْسَه ، لَمْ يسمح لِغروره أنْ ينتقِم وَهذا هُوَ قلب الرَّاعِى الَّذِى لابُد أنْ يكُون عِنده لُطف على رعيتهُ وَيُطِيل أناته عليهُمْ وَمحتمِلهُمْ حَتَّى لَوْ كان فِيهُمْ مَنَ أهانوه أوْ سخرُوا مِنهُ أوْ قالُوا أنّهُ لاَ يصلُح اليوم يقُولُون لهُ هات هؤلاء الَّذِين سخرُوا مِنك وَأقتُلهُمْ وَهُوَ اليوم فِى مركز قوَّة ،بينما عِندما كان فِى موقِف ضعف كان كأصمَّ لإِنّ النَّاس لَمْ تكُنْ تعرِفهُ بعد لكِنَّكَ اليوم يا شاوُل فِى موقِف قوَّة فَإِنتقِم لِنَفْسَكَ ، فِيُجِيب شاوُل لاَ لاَ يلِيق لإِنّهُ اليوم يوم خلاص صنعهُ الله لإِسرائِيل جيِّد وَرائِع هُوَ قلب الرَّاعِى الَّذِى يترّفق على الرَّعيَّة مِثْلَ الأب الَّذِى لاَ يُحاسِب أطفاله على حماقتهِمْ قلب الرَّاعِى المُتسِع الَّذِى يقُول عنهُ القدِيس يُوحنا ذهبىّ الفم[ قِيل عَنْ الرُعاه أنّ الإِهانة مكسب لهُمْ وَالكرامة ثِقل عليهُمْ ] [ وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ هَلُمُّوا نذهب إِلَى الجِلجالِ وَنُجَدِّدْ هُناكَ الْمملكةَ ] ،" الجِلجال " هُوَ مكان مواعِيد الله مكان دحرجِة العارقال صَمُوئِيل تعالُوا إِلَى الجِلجال نُجَدِّد المملكة [ فَذَهَبَ كُلُّ الشَّعْبِ إِلَى الجِلجالِ وَمَلَّكُوا هُنَاك شاوُلَ أمَامَ الرَّبِّ فِي الجِلجالِ ] ،تجمّع الشَّعب بِقلبٍ واحِد جددّوا هُناك عهد مملكتهِ داخِلهُمْ [ وَذَبحُوا هُناك ذبائِح سلامةٍ أمامَ الرَّبِّ وَفرِحَ هُناك شاوُلُ وَجَمِيعُ رِجالِ إِسْرَائِيلَ جِدّاً ] 0
الإِصحاحُ الثَّانِي عَشَرَ :-
" حدِيث صَمُوئِيلُ الوداعِى "
يحكِى الإِصحاح حَتَّى نِهايِة مرحلة صَمُوئِيل النبِى الشَّعْب فرِح وَمُتحِد وَصَمُوئِيل أقام لهُمْ شاوُل مَلِكَ ، فَقَالَ لهُمْ صَمُوئِيل أمام الشَّعْب وَشاوُل [ هأنذا قَدْ سَمِعْتُ لِصوتِكُمْ فِي كُلِّ مَا قُلتُمْ لِي وَمَلَّكتُ عليكُمْ مَلِكاً وَالآنَ هُوذَا الملِكَ يمشِي أمامكُمْ وَأمَّا أنَا فَقَدْ شِختُ وَشِبتُ وَهُوذَا أبنائِي معكُمْ وَأنَا قَدْ سِرتُ أمامَكُمْ مُنذُ صِبايَ إِلَى هذا اليوم هأنذا فَإِشهدُوا عَلَىَّ قُدَّامَ الرَّبِّ وَقُدَّامَ مَسِيحِهِ ] ، " مَسِيحِهِ " أىّ " شاوُل " صَمُوئِيل جمع الشَّعْب لِيُكلِّمهُمْ أمام شاوُل وَيقُول لهُمْ أنَا اليوم أُخلِى مسئوليتِى مِنْ قِيادِة الشَّعْب وَأُسلّمها أمام الله لِشاوُل ، وَبدأ يُكلّمِهُمْ وَيُطلِعهُمْ كَمْ هُوَ كان عفِيف فِى ما فعلهُ معهُمْ[ ثورْ مَنْ أخذتُ وَحِمارَ مَنْ أخذتُ وَمَنْ ظَلَمتُ وَمَنْ سحقتُ وَمِنْ يَدِ مَنْ أخذتُ فِديَةً لأُِغضِيَ عينىَّ عنهُ فَأَرُدَّ لَكُمْ فَقَالُوا لَمْ تظلِمنَا ] ، جيِّد هُوَ الرَّاعِى الَّذِى يسمع مِنْ رعيته شِهادة كهذِهِ ، فَيقُولُون لهُ أنت لَكَ قلب كجمر النَّار على خلاصنا مِنْ فرط محبتك لنا كُنت تُوّبِخنا لكِنْ لَمْ تظلِمنا راعِى بذل نَفْسَه عَنْ الخِراف كان ينفِق وَينفِق كما قَالَ مُعلّمِنا بولس الرسُول أنّ حاجاته خدمتها يداهُ شِهادة صالِحة مِنْ الله وَمِنْ رعيته ، وَكما يقُول مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول[ صائِرينَ أمثِلةً لِلرَّعيَّةِ ] ( 1 بط 5 : 3 ) [ لاَ كمن يتسلّط على الموارِيث ] ،لاَ تأخُذ شيئ مِنْ رعيتك بَلْ إِخدِم صَمُوئِيل خدم الشَّعْب 20 سنة وَيقُول لهُمْ مَنْ مِنكُمْ ظلمت جيِّد أنْ يشهد لَكَ الله القائِد الَّذِى يكُون بِلاَ عيب يكُون مُثمِر ، [ نحنُ لاَ نحتاج لِلُغة مُنمّقة لكِنْ نحتاج إِلَى نموذج بِلاَ عيب ] الله يُرِيد الرُعاه نماذِج حيَّة أمام رعيتهِمْ ، صَمُوئِيل يقُول ذلِك أمام شاوُل وَكأنّهُ يُعطِيه درس لِيتعلّم ، ليتنِى أعرِف أنَّك بعدِى تقُول لهُمْ عَنْ نَفْسَك ثور مَنْ أخذت فَيُجِيبُك شعبك أنت لَمْ تظلِمنا [ فَقَالَ لهُمْ شاهِدٌ الرَّبُّ عليكُمْ وَشاهِد مسِيحُهُ اليوم هذا أنَّكُمْ لَمْ تجِدُوا بِيدِي شيئاً فَقَالُوا شاهِدٌ وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ الرَّبُّ الَّذِي أقَامَ مُوسى وَهرُونَ وَأصعد آباءكُمْ مِنْ أرضِ مِصْرَ ] ، بعدما كلّمهُمْ عَنْ عملهُ معهُمْ قصّ عليهُمْ قِصَّة الشَّعْب مُنذُ خروجهُمْ مِنْ أرض مِصْرَ وَكأنّهُ يقُول لهُمْ أنتُمْ إِمتداد عمل الله ، وَيُذكِّرهُمْ بِعمل الله فِيهُمْ وَبِهُمْ [ فَلَمَّا نسُوا الرَّبَّ إِلههُمْ باعهُمْ لِيَدِ سِيسرا رئِيسِ جيشِ حاصُورَ وَلِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَلِيَدِ مَلِكِ مُوآبَ فَحَارَبُوهُمْ ] ، أىّ إِذا نسيتُمْ الرَّبّ سيُسلّمكُمْ لِيدِ أعدائكُمْ [ فَصَرخُوا إِلَى الرَّبِّ وَقَالُوا أخطأنَا لأِنَّنَا تركنَا الرَّبَّ وَعبدنَا الْبعلِيمَ وَالْعشتارُوثَ ] ، صرخُوا لِلرَّبِّ عِندما ذلّهُمْ الرَّبَّ بِيدِ الأُمم صَمُوئِيل يُذكِّرهُمْ بِيفتاح وَيربعل وَالقُضاة الَّذِين عمل بِهُمْ الرَّبَّ فِى الشَّعْب [ وَلَمَّا رأيتُمْ نَاحَاشَ مَلِكَ بنِي عَمُّونَ آتِياً عليكُمْ قُلتُمْ لِي لاَ بَلْ يملِكُ علينا ملِكٌ وَالرَّبُّ إِلهكُمْ مَلِككُمْ فَالآنَ هُوذَا المَلِكُ الَّذِي إِخترتُمُوهُ ] ، يقُول لهُمْ أنتُمْ الَّذِين إِخترتُمْ شاوُل ، هذِهِ هى إِرادتكُمْ الذاتيَّة وَهذا خطأ [ وَهُوذا قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ عليكُمْ مَلِكاً إِنْ إِتَّقيتُمُ الرَّبَّ وَعبدتُمُوهُ وَسمِعتُمْ صَوتهُ وَلَمْ تعصُوا قولَ الرَّبِّ وَكُنتُمْ أنتُمْ وَالمَلِكُ أيضاً الَّذِي يَمْلِكُ عليكُمْ وراء الرَّبِّ إِلهِكُمْ ] ،الرَّبَّ يُمكِن أنْ يتغاضى عَنْ إِختياركُمْ المَلِك بِشرط أنْ تظِلُّوا خاضِعِين لِعمل الله وَتسِيرُون تحت قيادتِهِ وَتدبيره [ وَإِنْ لَمْ تسمعُوا صوتَ الرَّبِّ بَلْ عصيتُمْ قول الرَّبِّ تَكُنْ يَدُ الرَّبِّ عليكُمْ كَمَا عَلَى آبَائِكُمْ ] ، فِى حدِيثِى الوداعِى معكُمْ سأُرِيكُمْ شيئ [ فَالآنَ أُمثُلُوا أيضاً وَأنظُروا هذا الأمر العظِيمَ الَّذِي يفعلُهُ الرَّبُّ أمَامَ أعيُنِكُمْ0 أمَا هُوَ حَصَادُ الحِنطةِ اليومَ ] ، حصاد الحِنطة فِى الربِيع أىّ فِى طقس مُعتدِل [ فَإِنِّي أدعُو الرَّبَّ فَيُعطِي رُعُوداً وَمطراً فَتَعلمُون وَترون أنّهُ عَظِيمٌ شَرُّكُمُ الَّذِي عملتُمُوهُ فِي عينِيِ الرَّبّ بِطَلَبِكُمْ لأِنْفُسِكُمْ مَلِكاً ] ، إِختياركُم لِلملِك خطأ وَلكِنْ سيُصّحِح خطأكُمْ إِذا سِرتُمْ بِتدبِير الله ، وَقَالَ أنّ الله سيُعطِى رعُود علامِة خطأكُمْ وَحدث بِالفِعل رغم أنّ الجو مُعتدِل [ وَخَافَ جَمِيعُ الشَّعْبِ الرَّبَّ وَصَمُوئِيلَ جِدّاً ] [ وَقَالَ جَمِيعُ الشَّعْبِ لِصَمُوئِيلَ صَلِّ عَنْ عبِيدِكَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِكَ حَتَّى لاَ نَمُوتَ ] ، أنت شفِيعنا وَسنضع ثِقتنا فِى إِلهك رغم أنّ إِلههُ هُوَ إِلههُمْ لكِنّهُمْ أخطأوا إِليه [ لأِنَّنَا قَدْ أضَفْنَا إِلَى جَمِيعِ خَطَايانَا شَرّاً بِطَلَبِنَا لأِنْفُسِنَا مَلِكاً ] ، فَأجابهُمْ صَمُوئِيل[ لاَ تخافُوا إِنَّكُمْ قَدْ فعلتُمْ كُلَّ هذا الشَّرِّ وَلكِنْ لاَ تحِيدُوا عَنِ الرَّبِّ بَلِ أُعبُدُوا الرَّبَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ ] ، بعدما عرّفهُمْ خطأهُمْ طمأنهُمْ بِشرط أنْ يكُونُوا مَعَْ الله بِكُلّ قلوبهُمْ راعِى يُوّبِخ وَيُشّجِع الشَّعب خاف مِنْ الرعُود فَرفعهُمْ صَمُوئِيل ، راعِى جيِّد يفتح باب الرَّجاء [ وَ لاَ تَحِيدُوا لأِنَّ ذلِكَ وراء الأباطِيلِ الَّتِي لاَ تُفِيدُ وَ لاَ تُنقِذُ لأِنَّها باطِلةٌ لأِنَّهُ لاَ يترُكُ الرَّبُّ شعبهُ مِنْ أجلِ إِسمِهِ العظِيمِ ] ، لاَ تخافُوا لأِنَّ إِسمهُ دُعى عليكُمْ حَتَّى لَوْ أخطأتُمْ الله يعمل مِنْ أجل إِسمِهِ رفعهُمْ صَمُوئِيل بعدما شعرُوا بِكمال الضعف جيِّد أنّ الرَّبّ يعمل مِنْ أجل إِسمِهِ وَنَفْسِهِ لأِنَّهُ كيف يُدّنِس إِسمه ؟ الله يُدافِع عَنْ إِسمه وَنحنُ كُلُّنا مدعويين على إِسمِهِ مسِيحيين ثُمَّ يقُول صَمُوئِيل آية هى مُفتاح السِفر [ لأِنَّهُ قَدْ شاء الرَّبُّ أنْ يجعلكُمْ لَهُ شعباً وَأمَّا أنَا فَحَاشَا لِي أنْ أُخطِئَ إِلَى الرَّبَّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلوةِ مِنْ أجلِكُمْ ] ، صَمُوئِيل سلَّم القيادة لِشاوُل لكِنّهُ لَنْ يكُون سلبِى ، سيظل إِنسان عملِى وَعمله خفِى وَهام جِدّاً أنا لَنْ أكُفّ عَنِ الصلاة لأِجلكُمْ حَتَّى لَوْ كان غيرِى هُوَ المسئُول عنكُمْ الآن لأِنَّ الكفّ عَنِ الصلاة خطيَّة مسئوليَّة عَنِ الآخرين تُعطِى إِحساس أنَّ الكفّ عَنِ الصلاة عَنِ الآخرين خطيَّة جيِّد أنْ تشعُر أنّ قلبك مُلتهِب مِنْ أجل الآخرين مهما كانُوا رافِضِين لَكَ وَلإِلهك هذا ما حدث مَعَْ الشَّعْب الَّذِى عبد الأوثان وَترك الله وَرفض توبِيخ صَمُوئِيل مسئوليَّة الرَّاعِى هى الصلاة مِنْ أجل الآخرين كَشَفِيع يطلُب عَنْ الكُلّ وَيسأل عَنْ الكُلّ وَإِنْ لَمْ يطلُب وَلَمْ يشفع تكُون بِالنسبة لهُ خطيَّة كان أبونا بيشُوى يتخِذ هذِهِ الآية هدف لهُ ، إِحساسه بِهذِهِ الآية كأنَّهُ وجد أكثر مِنْ كِنز [ إِنَّمَا إِتَّقُوا الرَّبَّ وَأعبُدُوهُ بِالأمَانَةِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ بَلِ أنظُرُوا فَعْلَهُ الَّذِي عَظَّمهُ معكُمْ وَإِنْ فَعَلتُمْ شَرّاً فَإِنَّكُمْ تهلكُون أنتُمْ وَمَلِكُكُمْ جَمِيعاً ] 0
الإِصْحاحُ الثَّالِثَُ عَشَرَ :-
" بِدايِة سقُوط شَاوُل "
شاوُل قِصّتهُ مملؤة بِالتقلُّبات ، بِهِ خفيَّات خطأ وَظاهِرات صحِيحة وَهذا يُمّثِل النَفْسَ الغير أمِينة مَعَْ الله شاوُل شعر بِنَفْسَه بعدما غلب نَاحَاش وَتخلَّى صَمُوئِيل عَنْ القيادة [ وَإِختار شَاوُلُ لِنَفْسِهِ ثلاثة آلافٍ مِنْ إِسْرَائِيلَ فَكَانَ ألفانِ مَعَْ شاوُلَ فِي مِخماسَ وَفِي جبلِ بيتِ إِيلَ وَألف كَانَ مَعَْ يُوناثانَ فِي جِبْعَةِ بنيامِينَ ] ، بدأ شاوُل يُكّوِنَ جيش لِنَفْسَه ،ألفان معهُ وَألف مَعَْ إِبنِهِ يُوناثان أمَّا باقِى الشَّعْب فَأرسل كُلّ واحِد مِنهُمْ إِلَى بيتِهِ [ وَضَرَبَ يُوناثان نَصَبَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الَّذِي فِي جِبعَ فَسَمِعَ الْفِلِسْطِينيُّونَ ] ،وَهذا سِر العداء بين إِسرائِيل وَفلسطِين الَّتِى كرهت إِسرائِيل فَتجمّع الْفِلِسْطِينيَّونَ لِمُحاربة إِسرائِيل[ ثلاثُون ألفَ مَركبةٍ وَسِتَّةُ آلاَفِ فَارِسٍ وَشعْبٌ كالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شاطِئِ الْبحرِ فِي الْكثرَةِ ] ، مركبات وَشعب وَفِرسان [ وَصعدُوا وَنزلُوا فِي مِخماس شرقيَّ بيتِ آونَ ] ، عرفُوا أنّ شاوُل فِى مكان وَيُوناثان فِى مكانٍ آخر رغم أنّهُمْ لَمْ يعرِفُوا العدد الَّذِى مَعَْ الإِثنانِ فوقف الجيش الفلسطِينِى فِى الوسط لِيسِد الإِتصال بين شاوُل وَيُوناثان وَشعر الشَّعْب أنّهُ فِى ضنك [ إِختبأ الشَّعْبُ فِي الْمغايِرِ وَالغِياضِ وَالصُّخُورِ وَالصُّرُوحِ وَالأبآرِ وَبعضُ العِبرانيِّيِنَ عبرُوا الأُردُنَّ إِلَى أرضِ جاد وَجِلعاد وَكَانَ شاوُلُ بعدُ فِي الجِلجالِ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِرْتَعَدَ وَرَاءهُ] ، نموذج صعب لِلنَفْسَ الَّتِى تفقِد إِيمانها فِى لحظة رغم أنَّ الله تمجَّد فِى حياتهُمْ كثِيراً حَتَّى أنَّهُ أرسل مُنذُ قريب رعُود وَبرُوق لكِنّهُمْ تعوَّدوا عَلَى الإِتكال عَلَى النظرة البشريَّة فَإِختبأوا فِى المغايِر وَالغِياضِ وَفِى الأبآرِرُعب صُورة صعبة لِنَفْسَ تنسى عمل الله وَمواعِيده وَمركزها عِنده وَ لاَ تتذكّر سِوى ضعفِها فَتختبِئ ، كثِيراً ما تنسى أنَّها محفُوظة وَلها مِنهُ مواعِيد لكِنَّها تنظُر لِضعفِها فقط فَتيأس عِندما لاَ يُدرِك الإِنسان عمل الله وَيُحاصر مِنْ أعدائه يضعُف [ فَمَكُث سبعة أيَّامٍ حَسَبَ مِيعادِ صَمُوئِيلَ وَلَمْ يأتِ صَمُوئِيلُ إِلَى الجِلجالِ وَالشَّعْبُ تَفَرَّقَ عَنْهُ ] ، صَمُوئِيل قَالَ لِلشَّعْب سَأُصَلِّى عنكُمْ سبعة أيَّامٍ وَفِى اليوم السَّابِع أُقّدِم عنكُمْ ذبائِح00لكِنّهُ تأخّر فَقَالَ شاوُل قّدِمُوا لِى الذبائِح لأُِقدِمُها كارثة شعر شاوُل أنَّهُ كَمَلِكَ لهُ سُلطان كهنُوتِى وَإِذا كان صَمُوئِيل تأخّر فَهُوَ قادِر أنْ يُقّدِم بدلاً مِنْهُ ذبائِح [ وَكَانَ لَمَّا إِنتهى مِنْ إِصعادِ المُحرِقَةِ إِذا صَمُوئِيلُ مُقبِلٌ فَخَرَجَ شَاوُلُ لِلِقائِهِ لِيُبارِكَهُ ] ، بدأ الموقِف الصعب لَمَّا تقابل شاوُل مَعَْ صَمُوئِيل ، فِى البِداية كان صَمُوئِيل قَدْ أعطاهُ بعض التحذِيرات ، قَالَ لهُ أنّ الجمال باطِل وَأنْ لاَ يقترِب مِنْ الجِداء وَالخمر وَتحذِير مِنْ الإِقتراب لِلكهنُوت وَتحذِيرات أُخرى كثِيرة [ فَقَالَ صَمُوئِيلُ ماذا فعلت0 فَقَالَ شاوُلُ لأِنِّي رَأيتُ أنَّ الشَّعْبَ قَدْ تفرَّقَ عَنِّي وَأنتَ لَمْ تأتِ فِي أيَّامِ المِيعادِ وَالْفِلِسْطِينيُّونَ مُتَجَمِعّوُن فِي مِخماسَ فَقُلتُ الآنَ ينزِلُ الْفِلِسْطِينيُّونَ إِليَّ إِلَى الجِلجالِ وَلَمْ أتضرَّعْ إِلَى وَجْهِ الرَّبِّ فَتَجَلَّدْتُ وَأَصْعَدْتُ الْمُحرِقَةَ ] ، قوَّيتُ قلبِى وَأصعدتُ المُحرِقة فَقَالَ صَمُوئِيل لِشاوُل [ قَدْ إِنحمقتَ ] ، أنتَ تُبّرِر أعمالَكَ هذِهِ ؟هذا خطأ حماقة عمل الكهنُوت ليس لأِىّ إِنسان لهُ فِئة مُخصّصة فقط أنتَ فِى جهلٍ عظِيم شاوُل كَانَ يُرِيد أنْ يقُوم بِدُور صَمُوئِيل وَلَمْ ينتظِر لِليوم السّابِع وَتعجَّل لأِنَّ صَمُوئِيل أتى فِى مِيعاده شاوُل لهُ سلُوكيات مُتهوِّرة وَليس لديهِ صبر لِمواعِيد الله فِى الإِصحاحُ الثانِى قال لِلكاهِن صَلِّى وَلَمْ يصبِر فَقَالَ لهُ كفى صلاة لَمْ ينتظِر إِتمام الصلاة أحياناً عِندما تترُك النَفْسَ البِرّ تستبِيح المُقدّسات وَعِندما تترُك مخافِة الله تذدرِى بِالعمل الكهنُوتِى وَكأنَّهُ مِثلهُمْ كيف وَهذا سِر مِنْ الله ؟ [ لأِنَّهُ الآنَ كَانَ الرَّبُّ قَدْ ثَّبتَ مَملَكَتَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأبَدِ وَأمَّا الآنَ فَمَمْلَكَتَكَ لاَ تقُومُ قَدِ إِنتخبَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ رَجُلاً حَسَبَ قلبِهِ وَأمرهُ الرَّبُّ أنْ يَتَرَأَّسَ عَلَى شَعْبِهِ ] ،فِى العهد القدِيم ظهر بعض الملُوك كان لهُمْ نَفْسَ السلُوكيَّات وَكان هلاكهُمْ سرِيع الَّذِى لاَ يحترِم مُقدَّسات الله فَهَذَا دلالة عَلَى خراب النَفْسَ صَمُوئِيل يقُول لِشاوُل الأمر قَدْ خرج مِنْ عِند الرَّبّ أنّ مملكتك قَدْ إِنتهت وَ لاَ تقُوم ، بينما الله قَدْ إِنتخب لِنَفْسِهِ آخر وَهُوَ " داوُد " أىّ " يسُوع " [ لأِنَّكَ لَمْ تحفظْ مَا أمركَ بِهِ الرَّبُّ وَقَامَ صَمُوئِيلُ وَصَعِدَ مِنَ الجِلجالِ إِلَى جِبعةِ بنيامِينَ وَعَدَّ شَاوُلُ الشَّعْبَ الْموجُودَ مَعَْهُ نحو سِتِّ مِئَةِ رَجُلٍ ] ، الَّذِين بقوا مَعَْ شاوُل سُتمائة رجُل بينما فِى الحرب مَعَْ نَاحَاش كَانَ معهُ 330000 رجُل ، وَالعجِيب فِى هذا الموقِف أنّ شاوُل لَمْ يخاف صَمُوئِيل وَلَمْ يشعُر بِخطأه بَلْ قدّم أعذار وَتبرِيرات وَلَمْ يقُل أنَا إِنحمقت وَقدّمت الذبِيحة مِنْ أصعب الأُمور أنَّ النَفْسَ تعلم خطأها وَ لاَ تقُل أنَّها أخطأت بَلْ تُبّرر الخطأ وَتُؤخِر التوبة ، وَكمَا يقُول الآباء [ ليس أفضل مِنْ إِلقاء الملامة عَلَى النَفْسَ ] ،قُل أنَا أخطأت مهما كَانَ الَّذِين حولَكَ مُخطِئين لاَ تُلقِى الخطأ عَلَى مَنْ حولَكَ وَتقُول مِثل آدم المرأة الَّتِى أعطيتنِى ،لِنُقارِن بين موقِف شاوُل وَمارِينا الراهبة الَّتِى قبلت التُهمة رغم أنَّها فتاه وَقَالَتَ{ إِنِّى شاب وَقَدْ أخطأت فَإِغفِر لِى } ، وَلَمْ يعلموا أنَّها فتاه إِلاَّ فِى ساعِة نياحتها صعب أنْ نُبّرِر أخطأنا ، بينما كلِمة " أخطأت " تُعطِى صلاح وَسلام ، فِى حِين أنّ كبرياء الإِنسان يمنع عنهُ السَّلام العجِيب أيضاً فِى شاوُل أنّ صَمُوئِيل قَالَ لهُ أنّ الله سيُزِيل عنك المملكة وَيختار غيرك لكِنّهُ لَمْ يهتم فَعدَّ الشَّعْب الَّذِين معهُ وَمارس حياته بِطرِيقة عاديَّة وَلَمْ يهتز كما كان قدِيماً عِندما أُخِذ التابُوت بِواسِطة الفلسطِينيُّون لَمْ يهتز إِسرائِيل النَفْسَ الَّتِى تحيا فِى رخاوة لاَ تُبالِى حَتَّى وَلَوْ قَالَ الإِنجِيل [ إِنْ لَمْ تتوُبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تهلِكُونَ ] ( لو 13 : 3 & 5 ) أسمع التحذِير أنّ مملكتِى لاَ تدُوم وَأنّ الملكُوت سيُنزع مِنِّى وَنصِيبِى سيُعطى لآخر وَأُمارِس حياتِى بِطرِيقة عاديَّة وَكأنِّى لَمْ أسمع التحذِير كان يجِب عَلَى شَاوُل أنْ يلبِس المسُوح وَيجلِس عَلَى الرماد وَيُقّدم توبة لكِنّهُ لَمْ يفعل صعب عَلَى الله أنْ لاَ يستجِيب الإِنسان لِندائه عِندما تشتّت الجيش وَالشَّعْب قَامَ الْفِلِسْطِينيُّون بِعمل صعب لِزيادِة مذلِّة إِسرائِيل أنّهُمْ أخذُوا سِلاحهُمْ وَالآلات الَّتِى تمِد الأسلِحة [ وَلَمْ يوجد صانِع فِي كُلِّ أرضِ إِسْرَائِيلَ لأِنَّ الْفِلِسْطِينيِّينَ قَالُوا لِئلاَّّ يعملَ العِبرانِيُّونَ سيفاً أوْ رُمْحاً ] ، أخذُوا الصُنّاع خِطة عدو الخير أنْ يأخُذ مِنك السيف وَالرُمح لَوْ نقرأ فِى رِسالِة مُعلّمِنا بولس الرسُول عَنْ سيف الرُّوح وَخوذة الخلاص وَ" السيف " هُوَ " كلِمة الله " ، عِندما يبعِدك عدو الخير عَنْ الإِنجِيل وَالصلاة ستُصبِح بِلاَ سيف وَ لاَ رُمح فَكَيف تُحارِب ؟ ستُذل صُورة مؤلِمة لِعمل الخطيَّة الَّذِى يُحّطِمْ طاقات الإِنسان فَيكُون بِلاَ سيف وَ لاَ يد مرفُوعة وَ لاَ مِنجل الَّذِى هُوَ لِلحصاد وَ لاَ فأس وَ لاَ مِعول عدو الخير يأخُذ كُلّ آلات الحرب [ وَكَانَ فِي يومِ الحربِ أنَّهُ لَمْ يُوجدْ سيفٌ وَ لاَ رُمحٌ بِيَدِ جَمِيعِ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَْ شَاوُلَ وَمَعَْ يُونَاثَانَ ] ، الأسلِحة ردِيئة وَالشَّعْب مذلُول وَ لاَ يوجد صُنّاع هل سيف الرُّوح معك حاد أم أنت معدُود فِى جيش الله لكِنْ سيفك ردِئ إِذا كُنت جُندِى نشِيط يكُون سِلاحك نشِيط هُوَ أعطاك السِلاح وَأنتَ تُسّلِمهُ لِعدُوك ؟! صُورة لِلشعب عِندما أهمل الوصايا ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.