العظات

المسيح خبز الحيــــــاة

بأسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركاته وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين اسابيع الخماسين المقدسه التي تمثل فترة وجود ربنا يسوع المسيح على الارض بعد القيامه.. فتره الاربعين يوم قبل صعودة كان بيركز علي شئ مهم جدا.. تثبيت كل تعليمة السابقه .ويعرف كنيسته عليه من جديد .كل تعليمة قبل القيامه كل احاديثه كل اعماله ربما يكون الناس نظرت إليها نظره معينه وهو لسه موجود في وسطهم كانسان بالجسم ..لكن بعد قيامته ابتدت اعينهم تنفتح على انه ده مش مجرد انسان وانة غلب الموت اجتاز الموت من اجلنا... والمشهد الذي شهدناه على الصليب ماكنش مشهد ضعف . هو قبل الموت بأرادته. وبدات وجهة نظر كل اللي المحيطين بربنا يسوع المسيح في شخصة تتغير..ومن هنا المسيح بيعرف نفسه على كنيسته من جديد بعد القيامه.. تخيل لو احنا عرفنا ربنا يسوع المسيح لحد الصلب ..وقام ... كل المعرفه السابقه ابتدت تتغير ..ليه؟ لان معرفته وهو قائم غير معرفتة وهو قبل القيامه.. عشان كده الكنيسه بحكمه بتعمل لنا دوره السنه كلها ان احنا نعيش احداث ربنا يسوع المسيح كلها..تيجي تقول لك ابتدي صوم.. صوم الميلاد عشان تستعد للتجسد.. المسيح اتجسد افرح بالميلاد بتاعه عيش معاة ان هو اتولد.. عيش معاة انه هو اختتن.. عيش معاة على انه هو اتعمد.. عيش معاة ان هو اصعد بالروح الى البريه لكي يجرب عيش معاة الصوم بتاعه ..عيش معاة احداث الصليب بتاعته.. عيش معاة القيامه بتاعته..طب بعد القيامه عيش معاة بعد القيامة.. كل الفتره السابقه عرفت فيها المسيح بطريقه بعد القيامه تعرفه بطريقه اجمل واعمق عشان كده احبائي شيء صعب جدا علينا ان احنا نبقى فتره الخماسين تكون فترة ضعف فترة فتور... يقولك فين ايام الصوم الكبير؟! اقول لك لا ده احنا اخذنا المسيح القائم اللي يثبتنا ويعرفنا بية معرفه جديده اعمق من معرفتنا اللي كنا عارفينوا بيها قبل كده ..عرفنا المسيح الحي القائم من بين الاموات عشان كده النهارده الكنيسه حاطلنا خطه لمعرفتة ..تلاقي الاحد اللي فات احد توما ده حد الايمان .عايز تعرفه ادخل من باب الايمان... النهارده خبز الحياه عايز تعرفه كويس لازم تثبت في جسدة ودمة لانة هو ده اللي هيعرفك مين هو المسيح.. الجسد والدم عايز تعرفه كويس اشرب منه ماء الحياه هو ده الاسبوع القادم ..يكلمك على أن هو الايمان وهو الخبز و هو ماء الحياه ويكلمك على أن هو نور الحياه ويكلمك على انة هو طريق الحياه ..الأسابيع بتاعت الخماسين المقدسه اللي بتخلينا ان كان فينا قشور على عيوننا تتساقط عشان نعرفه كما هو ...بنعمه ربنا هنتكلم في نقطتين النهارده اول نقطه نتكلم فيها ... معرفه المسيح الجديدة وتانى نقطة عن خبز الحياه معرفة رب المجد الجديده معرفة القيامه تختلف عن معرفه ما قبل القيامه ..معرفه القيامه معرفه تلامسيه معرفه عشرة. معرفه محبه.. معرفه القيامه معرفه القيامه عايز يقول لك بلاش ناس كثير تتكلم عني ..انت عاشرتنى وشاهدتنى وانا بعلم وشاهدتنى وانا بعمل معجزات.. وشاهدتنى وانا بتصلب وشاهتنى قائم..وريتك نفسى ببراهين كثيره تقول عليا ايه؟!اقول لك اتبعك اينما تمضى... عرفتك وانت قائم من الاموات ..عندما شاهدتك وانت قام من الاموات كل شكوكى فيك تبدلت... كل ظلمة جوايا انتهت... كل تردد جوايا من ناحيتك انت ايه وتستاهل اتبعك ولا لا ..والحسابات اللي كنت بحسبها بفكرى انتهت... لانة عندما قام تحقق او كملت كل النبوات عنه وتحقق كل تلاميذة وكل كنيستة انة من هو المسيح ابن الله الظاهر في الجسد الاتى من اجل حياه العالم... معرفه جديده بعد القيامه... معلمنا بطرس الرسول يوم خميس العهد لما ربنا يسوع المسيح حب ينحنى ويغسل رجليه قال له لا يا ربي حاشاك يا رب....قالة يسوع كلمة جميلة جدا... لست تفهم الان ما انا فاعلوا لكنك ستفهم فيما بعد .عايز يقول له انت لحد دلوقتى ما عرفتنيش يا بطرس انت لسه هتعرفيني..غسلة رجلية... و قالوا لو ما غسلتش مش هيكون لك نصيب معي.. قال له لا يا رب ايديا ورجليا.... وبعد كده اكل من الخبز عندما اسس سر الشكر. بعد ما غسل ارجلهم... برده ما كانش لسه يعرفوا بعد ما اكل الخبز!! اللي هو الجسد الحقيقي لكن ما كانش لسه يعرفه. لكن بعد القيامه... لست تفهم الان ستفهم فيما بعد قصدة بعد قيامتى... هتعرف يعني ايه تاكل خبزى يعني ايه ان انت تشترك في الوليمه هتفهم بعد القيامه قبل القيامه كان في امور كثيره انت مش فاهمها لكن بعد القيامه هتعرفني معرفه جديده معرفه حقيقيه... عمل رب المجد يسوع احبائي انه يعرف نفسه على كنيستة معرفه جديده.. ظل يخاطبهم عن الامور المختصه بملكوت الله نفسي نتخيل نفسنا والكنيسه حيه احبائي بتجعلنا نعيش نفس المناسبه نفسي نتخيل نفسنا ان احنا كده مجتمعين ورب المجد يا يسوع بعد قيامته بيظهر لنا ونشعر ان ايمانا تقوي بية جدا نقول هو ده اللي كان مظلوم ؟!يقول لك اه انا اللي كنت مطلوب بس خلي بالك تقدر تقول ان انا حي لا اموت أعرفنى من جديد ..دى فتره الخمسين بتعرف ربنا يسوع المسيح من جديد في ضوء كل اعماله القديمه بس على انة قاهر الموت وعلى ان هو واهب الحياه .. شيء صعب جدا علينا احبائي ان احنا نكتفى بمعرفتنا بربنا يسوع المسيح بمجرد فكره بمجرد نظريه بمجرد قول بمجرد معرفه عقليه... رب المجد يسوع لا يعرف ولا يدرك على مستوى العقل ابدا اعطانا امكانيه فهمه اعطانا امكانيه مفعولات معرفته جوانا...هو ده معرفه رب المجد يسوع لكن عشان نعرفة كقصه سهلة لو جبنا طفل في مدارس احد دلوقتى نقوله احكي لنا حكايه يسوع يحكيها بمنتهى السهوله...ازاى اتولد وازاي اتعمد وازاى ذهب عرس قانا الجليل واصعد للبرية ..وجرب من الشيطان وصنع ايات وعجائب و ممكن الولد يحكيلنا عن الايات والعجائب اللي عملها..واتصلب ومات وقام.... بس مش هي دي معرفه ربنا يسوع المسيح معرفه ربنا يسوع المسيح معرفت عشرة ..معرفت حب يقول لك الذي رايناه الذي لمسناة. الذي لمسته ايدينا من جهة كلمه الحياه.. هو ده الامر اللي بنفتقدة بمعرفتنا بربنا يسوع المسيح ان احنا نعرفه معرفه العشره مش معرفه الكلام ..معرفه الكلام صعبه جدا ونشعر ان احنا نتكلم عنه كثير لكن ما زال غامض بالنسبلنا.. اقول لك خلي بالك..لما رب المجد يسوع المسيح شاهد ان احنا ضعاف جدا في استيعابه وفهمه قال صعب جدا انكم تعرفوني.. انا اعرفكم بنفسي الذي يحبني يحبة ابي.. وانا اظهر له ذاتى... انا اعرفك بنفسى هاعطيكم امكانيه معرفتى... هاعطيكم الروح القدس الذى يجعلكم تشعروا ان انتم فاهمين لكل شيء وافكركم بكل اللي قلتهلكم واجعلكم ابناء لي تعرفوني بالحق واعطيكم جسدي ودمي عشان تعرفوني معرفه كامله شيء عجيب عاوزنا نعرفة.. وعايزنا نعيش معاة حياه جديده ومعرفه جديده ..امر احبائى لا يصدقه عقل ان الاله ان احنا نعرفه غير المحوى غير المفحوص.. ونقول مع معلمنا بولس... لاعرفه و قوه قيامته و شركه الآمة معلمنا بطرس الرسول يقول لك وهو بيوعظ يقول وتعين ابن الله بقوه من جهه روح القداسة ومن جهة القيامه...من الذي عينة كأبن للة...؟! القيامة.... اكبر دليل على انه ابن الله القيامه.. لانه اقام نفسه...من هنا الجسد القائم دة جاء ليعرفنا على نفسه وعشان يعرفنا على نفسه بيعطى لنا لناكلة..لكى نتحد بالجسد القائم ونتحد بالحياه المقامة الغالبة الموت.. احنا كمان تنتقل الينا الحياه اللى غلبة الموت...انه معرفه اكتر من كده!؟ انة معرفة اعمق من كدة؟! عشان كده احبائي امر لو حبينا نستوعبة بالعقل البشري امر يفوق عقولنا جدا تلميذين عامواس كان ماشي معهم وما عرفهوش ..لكن اول ما كسر الخبز انفتحت اعينهما وعرفاه معرفه تلامس معرفه حياة تنتقل منه اليهم احبائي جميل جدا ان احنا نبقى عارفين عن ربنا يسوع المسيح حياته وسيرته لكن لازم ندخل جوه الحياه ... هو ده اللي ربنا يسوع المسيح بيعطية للكنيسه النهارده يقدم نفسه وصيلة المعرفة الحقيقيه عاوز تعرفه صح؟! هو نفسه بيعرفك نفسه هو نفسه جواك بيعلن نفسة عن نفسه جواك..فتعرفه وتحبه اكثر وتتمسك بيةاكثر وتشعر انه هو ملك على حياتك وساعتها تنحل من داخلك قوات العالم..قوات الظلمة..كل روح خبس كل روح ضلالة... تلاقي نفسك مش طايق ان انت تعيش في ظلمه العالم لانة ملك عليك دخل جوة قلبك و حياتك وعرفك نفسه ابتدا انت ترفض اي معرفه غيره زي ما بنقول له في الكنيسه في صلواتنا..اقتنينا لك يا اللة مخلصنا لاننا لا نعرف اخر سواك...ما انت عرفتنا نفسك يا رب واحنا مش عايزين نعرف حد غير جميل جدا ان انا اتعرف على يسوع المصلوب لكن الاجمل واجمل اني اتعرف على المسيح القائم المطلوب جميل جدا ان انا اتعرف علية كغالب الموت..الذى اجتاز الموت من اجلي..لكن هو دلوقتى غلب الموت معرفه جديده النقطة الثانية.. خبز الحياه ..لكى يعلن لنا نفسه اعطانا نفسه ليعرفنا بيها نفسه...يعطيك خبز الحياه يقول لك انا الخبز الحي .. ليس كما اكل ابائكم المن في البريه وماتوا ...لما اكلوا.. اكلوا على مستوى الجسد ليه لانهم كانوا جعانين مجرد جعانين حوالى ٢ مليون شخص ماشيين في كفر ..لا يوجد طعام ..طب دى ازمه..٢ مليون شخص يعيشوا في مكان لا يوجد بية طعام ...ابتدوا يموتون واحد ورا واحد ...يا رب ليس لنا خبز... ابتدي يرسل لهم المن ..فاكلوا فكان المن بالنسبه لهم طعام محيي لانهم كانوا من غير هيموتوا عشان كده المن إشارة لربنا يسوع المسيح.. لاننا ناس عايشين في العالم عايشين في جوع وفى فقر.. عايشين في حياه ماتعطيش حياه فاعطانا حياه وانقذنا من الموت عايشين في كفر... هو ده الجسد المحيي اعطاهم الحياه لكنهم للاسف لما اكلوا كلوا على مستوى اكل جسد وكانوا يظنون ان هو هيحيهم..لكن لم يحيهم... فيهم اللي مات. انتم دلوقتى جعانين بالجسد. مش جعانين بالروح و لما هتاكلوا بالروح مش هيخليكم تموتون زيهم لما اكلوا على مستوى الجسد ...مجرد سد احتياج للبطن..انت بتاكله علشان احتياج للروح.. هما اكلوا للبطن ماتوا انت بتاكله للروح تعيش للابد هو ده خبز الحياه...المعطى حياه للعالم النهارده الكنيسه بتقرا لنا الابراكسيس لما معلمنا بطرس الرسول كان بيوعظ انهم كانوا في اول الاسبوع فى يوم الاحد اول الاسبوع عشان كده الكنيسه متمسكه بتقديس يوم الاحد وبالذات الاحد تقام فيه سر الافخارستيا تقليد لابائنا الرسل وفي يوم الاحد اول الاسبوع اذ كان التلاميذ مجتمعين لتوزيع جسد المسيح ترجمه الكنيسه غير ترجمه الكتاب المقدس اللي عاملينوا اخواتنا البروتستانت لتوزيع جسد المسيح كان بولس يخاطبهم اذا حكايه اصنعوا هذا لذكري مش مجرد تذكار لا ده حياه واقعيه وعمل ملموس.. بولس بيوزع جسد يسوع المسيح كان بولس يخاطبهم اثناء القداس معلمنا بولس وعظ معلمنا بولس متدفق في المعرفه ..ابتدا يطول في الكلام والناس كانوا سهرانين يسبحوا.. في وش الفجر في ولد قاعد في الطاقه فوق وقع مات لما وقع مات معلمنا بولس تمم القداس والناس ملمومه حوالين الولد الميت.. معلمنا بولس اخذ الجسد والدم عشان خاطر يعطيهم للولد الميت.. ازاي.. اذا كان بولس قد إطال الصلاه فغلب عليه النوم فوقع من الطبقه الثالثه فحمل ميتا ..فنزل بولس واستلقي علية وعانقة وقال لا تطربوا ا لان نفسه في ثم صعد وكسر الخبز واطعمه ..اتناول ماالذى احياة؟! التناول لانه جسد محيى الحياه بتاعه ربنا يسوع المسيح احبائي تنتقل الينا باتحادنا بالجسد والدم عشان كده تلاحظوا ابونا في الاعتراف الاخير يقول ان هذا هو الجسد المحيى.. وفي التعبير القبطي يقول لك اجمل من المحيي.. ناخذ من جسد المعطى الحياه لان احنا نقدر نقول عنه فيه كانت الحياه الحياه في ذاتة هو...نقول عنة انة رئيس الحياه لما اخد انا مصدر الحياه.. المعطي الحياه.. لما اخد انا الجسد والدم المعطى الحياه ده وانا ميت.. هيحصل لي ايه احيا..سأحيا... دة مستوى الايمان الجديد اللي ربنا عاوز ان الكنيسه تتناول بيه عاوز تناول اتناول بايمان ان هو ده الجسد المحيي.. اتناولوا على مستوى الروح ما تاخدهاش على مستوى الجسد لان لو اخذته على مستوى الجسد تبقى عملت زي اكلواالمن وماتوا ما فيش فائده لكن انت بتاخدوا على مستوى الروح هو ده الجسد المحيى... عشان كده احبائي يقولوا الاباء المعلمين... يقولوا حاجه مهمه جدا اكثر حاجه تشوشر عليك في الروحيات الحسيات والجسديات .. تملي ناخذ الجسد والدم على المستوى المحسوس...انا شايف ايه شايف خبز عصير كارما.. وابونا بيقول ان ده جسد... فانا المحسوسات عندي ملخبطانى.. .. وقف المحسوسات وقفها خالص لازم تبقى لك عين غير العين دي اللي بتشوف بيها عين ثانيه عيني روحية.. عشان لما تشوف الجسد وابونا بيوزعوا ماتكنش شايف قربانة... لا دة جسد حقيقي.. الكلام ده ازاي..اقولك مايجيش بالمحسوسات.. عشان كده الاباء يعلمونا لما تيجي تتعامل مع الروحيات اغلق الحسيات.. لما تتعامل مع الروحيات اغلق الحسيات ..وانت بتاخذ الجسد ماتشعرش انك بتاخده باللسان والفم اللي انت بتاكل بية الطعام العادى..لا... ده امر مختلف تماما زي ما بيقول معلمنا بولس الرسول قارنيين الروحيات بالروحيات عايز تقارن حاجه قارنها بمثيلتها ..صعب جدا لما نظلم حاجه..نقارنها بشئ اخر... مثلا يقولك الميه ولا الذهب الواحد ما يعرفش يرد عليك ويقول لك اية!!دى حاجة غير متكافئه.. قارن الميه تقرنها بسوائل.. عايز تقارن دهب. قارنة بمعادن عشان تعرف الفرق اية قارنين الروحيات بالروحيات متقارنش روحيات بجسديات.. متقارنش امور غير محسوسه بامور محسوسه.. صعب جدا ان انا احاول اني افهم الجسد والدم بعقل بشرى او بمحسوساتى... او بالفم او بلسان اللي بيتزوق... لابد ان يكون لي عيون روحية وحواس روحية.. زي ما بيقول معلمنا بولس مستنيره هي عيون قلوبكم هو القلب لة عنين؟؟ اقول لك ايوه.. اصل احنا بنتكلم بمستوى ثاني خالص.. الاذن هو انا لما هاجي اسمع صوت ربنا في الانجيل هسمعه بأذنى العاديه؟؟ لا طب لما قال من له اذنان للسمع فليسمع يعني الصم والبكم اللي ما بيسمعوش ما لهمش نصيب في وصيه ربنا .؟؟ابدا بيسمعوا بس بالاذان القلبيه الاذلية الروحية.. وهكذا لو انسان ما بيشوفش فكرك ان دة ما لوش استحقاقات ان هو يرى ؟ لة استحقاقات انة يرى لان الحكايه مش حكايه المحسوسات لان المحسوسات ده اقل مستوى...فى حشرات وفي حيوانات لها حواس لكن انت كانسان اثمي من كده بكثير.. لما يكلمك عن الاذان يقول لك هيسمع كل من في القبور صوته ازاي؟؟ناس فى القبر ميتة هتسمع.. يبقى هو مش بيتكلم عن حكاية ودان ولا حكايه تذوق بيتكلم عن امر اثمى من كده بكثير ...عشان كده لما تيجي تاكل الجسد والدم ما تشغلش فيهم الحواس الميته الحواس الارضيه صعب جدا ان انا اتذوق جسد المسيح بلسان ميت ..او بشفتين بتنطق بغش صعب جدا ان انا استقبل الايمانيات بقلب ملوث بمحبه العالم ..زي كدة جهاز راديو متصلت علية موجات تشويش..محبة العالم والحسيات تشوش على الروحيات... تخلي الواحد يبقى المسيح قدامه وبياكلوا وبيشربوا وبيتحد بية لكن مش حاسس بيه.. لكن لو اخذناه على مستوى الروح.وقبلناة بمستوى الايمان و الكنيسه تقول لك عبارة اامن كتير...كل ما ابونا يقول حاجه اساسيه في تاسيس الاسرار تلاقي العباره اللي ترد بيها الكنيسة تقول لك نؤمن ونقول نؤمن ونعترف ونصدق احنا مصدقين و نؤمن اؤمن اؤمن اؤمن ان هذا هو بالحقيقه امين.. يرد الشماس يقول امين امين امين اؤمن اؤمن اؤمن كل ده ليه عشان الكنيسه تؤكد على معرفته على مستوى الايمان مش مستوى المحسوسات خبز الحياه اخذه اخذ الخبز المحيي ابتدي ان انا صفاتى تتغير لاني ابتديت اتحد بحياته هو الجسد الذى غفر لصالبية ابتدي اخدوا .اتعلم المغفره الجسد الذى عاش القداسة تبتدى القداسة تنتقل الية..الجسد الذى غلب الموت ينتقل اليه ابتدي انا اغلب الموت..اعرفة معرفة جديدة . افتكر الية اكتر..واجوع الية اكثر واعطش لية اكثر فساعتها لا احتمل الابتعاد عنه اطلبه على فراش زي ما قال معلمنا داود النبى.. اكلوا جديد كل يوم.. جميل جدا في خروف الفسح لما كان يقول له لا تبقى منه شيئا للصباح كل يوم لازم يكون لة مزاجة جديده في كل فسح بتاكلة لازم تشعر ان انت بتاخدوا بقلب جديد وذهن جديد ومشاعر جديده.. ما فيش واحد يتناول النهارده بمشاعر بتاعه امبارح ..يقول لك انا حضرت قداس الاسبوع اللي فات اتناول النهارده..!! اقول لك لا عشان تحضر قداس وتتناول تحضروا وترفع قلبك وتصلى تتهيئ للتناول..وللاتحاد بية...لان روحيات بروحيات.. من هنا احبائي نشعر ان السر العظيم ده اللى ربنا اعطاهلنا..لكى نعرفة اكثر و اشتياقتنا تثبت فى أكتر و نعرف ازاى نغلب العالم واغراءات وشهوات العالم ازاي نكون غلبين من جوانا.. بمين؟؟ غلبين بية هو هو اللي يجعلنى اقدر اغلب...لما الحواس الروحية بتعتى تنشط وتدرك معنا ومفاعيلة جوة حياتى ابتدى مصدري للامور المحسوسةالجسدانية الشهوه و الاكل والشرب وحب العالم حب المال الامور الملموسة المحسوسة دى هتقل جدا قيمتها لاننا اتحدنا بالروحيات وابتديت اقارن الروحيات بالروحيات وابتدت نفسي ترتفع وتسموا تفرح بالاتحاد بية وكل ما اكله كل مااجوع لية اكتر طوبى للجياع والعطاش الى البر كل لما اتحد بية زي ما بتقول الكنيسه كلما دنوت منه زادنى الية اشتياقا هو ده سر محبي ربنا يسوع المسيح انهم يحبوا ياكلوا من جسد كثير لانه هو بالنسبه لهم مصدر حياه مصدر قوه مصدر تغيير دائم مصدر توبة مصدر غفران.. ربنا يسوع المسيح الذي يثبت كنيسته ويعرف كنيسته عليه من جديد يثبتنا في ويعرفنا عليه من جديد لكى نذوقة فنفطم عن كل مذاقة اخرى..ربنا يسند كل ضعف فينا بنعمتة ولالهنا المجد اللى الابد الامين....

أتــــريد أن تبرأ

إنجيل هذا الصباح هو الرجُل الذى فقد الحركة لمدة 38 سنة ، وكأنّ الكنيسة فىِ الصوم تعرض علينا الشِفاء والفكاك مِن رباطات قديمة مُتأصّلة فينا لكى ليس فقط تنحلّ مِن رباط هذا المرض بل تقوم تحمل سريرك وتمشىِ ، وأول أمر نحب نشوفه فىِ هذهِ المُعجزة فىِ ظروفها (1) ظروف المُعجزة (2) الخلاص بيسوع (3) أتُريد أن تبرأ عيد مِن أعياد اليهود ، مِن المُعجزات القليلة التى حدثت فىِ أورشليم وربنا يسوع كان يُعلن نفسه لليهود والأُمم وكان يُحب أن يُعلن رد فِعل اليهود للمُعجزة الملىء بالحقد بعد شِفاء رجُل مُقعد لهُ 38 سنة يسألوه لِماذا يحمل سريره فىِ سبتٍ المفروض أن يكونوا فرِحين ويسألوا مِن الذى عمل وهكذا مع المولود أعمى ولِعازر مُعجزات ربنا يسوع عظيمة فىِ وسط اليهود وكانت تُعلن عن مجدهُ وعن قوّتهُ وذِراعه وهُم يُقابلوهُ بالكراهيّة وعدم الإِيمان ، على العكس مع الأُمم قائد المئة والسامريّة والمرأة الكنعانيّة التى قالت لهُ " إِرحمنىِ يا إبن داود " وكان ربنا يسوع يحضر كُل أعياد أورشليم لأنّ كُلّها أعياد تُعبّر عن شخصه ويُرجع الآباء أنّهُ عيد الخمسين وغير كلمة ( العيد ) التى ذُكرت يقصِد بِها الفِصح باب الضأن باب فىِ شرق أورشليم – يأتىِ مِن باب والخراف تدخُل منهُ إِلى المذبح حِسْدا باليونانيّة والعبِريّة بِمعنى رحمة أى " بيت الرحمة " مُلتفّة حولها مرضى كثير لأنّ حول هذهِ الِبركة دائماً تحدُث مُعجزة بسبب تحريك الملاك للماء ، كُلّها إِشارة إِلى كنيسة العهد الجديد بيت الرحمة الكنيسة ، البِركة المعموديّة الشعب المرضى هُم المرضى المولودين مِن الماء الحىّ المُتحرّك الذى بهِ ننال الحياة الجديدة ونجد حول البِركة : عُمْىٍ الذى لا يرى الأرض ولا الأمور المرئيّة عُرْجٍ غير جادّين فىِ طريقهُم الروحىِ شُلٍ وعُسْمٍ لا يستطيع الحركة إِطلاقاً هذهِ الفئات تُمثّلنا لأنّ أعيُننا كثيراً لا ترى إِحسانات الله علينا ، والأعرج يُصلّىِ مرّة ويتناول مرّة وما بعد ذلك لا يوجد و آخذاً العلاقة مع الله موسُميّة غير جادّة العُسْم هو الذى لا يقوى إِطلاقاً على الحركة وسنرى هُنا تأمُلّ الآباء ويقولوا أنّ البِركة حولها المرضى عُمْىٍ ، عُرْجٍ وعُسْمٍ فهل يتوقّع أنّ أحدهُم يستخفّ بالآخر ! بالطبع لا لأنّ كُلّنا مرضى نترجّى مراحم الله ، فلا يُعقل أنّ مريض يدين واحد مريض مِثل واحد يشوف خطيّة أخيهِ ويُدينهُ ، أخىِ أعرج وأنا أعمى وهكذا لا نُعاير بعض الهمّ طايلنا كُلّنا لأنّ الموت دخل إِلى العالم كُلّهُ و تحريك الماء هو إِعلان لربنا يسوع عن نفسه والكاهن أثناء المعموديّة يُصلّىِ على الماء ويُحرّكهُ ويقول " صوت الرّبّ على المياه إِله المجد أرعد " ونؤمن أنّ الروح سيحلّ والكاهن لازم يُحرّك الماء هذا الرجُل نتعلّم منهُ الرجاء ، 38 سنة لم يُفارق البِركة وأنت كثيراً ما وقعت فىِ تجارُب فاشلة ، فهل تُريد أن تُزيد الإحباط إحباط ، وما هى قوّتك التى تظل 38 سنة تنظُر الذى يبرأ قبل منك لِذلك نُصلّىِ صلاة أمام المذبح قائلين " لا تقطع رجاءنا يا سيّدىِ مِن رحمِتك بل بِفضلك خلّصنا " إِذا كان المرض أقعدنا وأحدث فينا إِصابات عميقة ولكن لن نيأس ولن نُفارق البِركة بِها خمسة أروقةٍ يُريد أن يقول بيت الرحمة منافذها كثيرة والله فاتح لنا أحضانه ، والمرضى كُلّهُم هُناك أشكال وألوان ولا أحد يعرف قصة الآخر وهذا الرجُل مِن كُتر ما الناس ساعدته وفشلوا فالناس تخلّوا عنّه حتى لا يشتركوا فىِ المسئوليّة عنّه ، والناس ذهبوا لغِيره ولكن ربنا يسوع ذهب لهُ الذى ليس لهُ أحد ( لأننّا إِفتقرنا جداً وتمسكنّا جداً لأنّهُ ليس لىِ إِنسان ) ، ( بِدونك لا نقدر على شىء ) ، ( لأننّا لا نعرف آخر سِواك ) لأنّ يسوع يجول فىِ وسطنا يصنع خيراً ولكن يقرّب إِلىِ أكثر الأنواع تعباً ، والإنسان المُقعد بـ 38 سنة رائحته كريهة وشكله صعب والناس بعيدة عنّه وهو إِقترب إِليه وربنا يسوع المسيح معنا هكذا نتن المرض والخطيّة مكثت فينا ولكن ليس لنا رجاء إِلاّ هو وهو أتى إِلى أورشليم ليُخلّص هؤلاء وربنا يُريد أن يتمجّد مع أكثر النوعيّات تعباً أشعياء يقول " فىِ وسطك جبّار يُخلّص " ، الله يُعلن قوّتهُ فىِ أشد الحالات مرضاً ، مين يصدّق أنّ السامريّة التى كانت عايشة فىِ الخطيّة ولها خمسة أزواج ودنسة الحواس تصير كارزة ومُبشّرة ، مين يصدّق أنّ زكّا العشّار يقسّم ثروته قسمين الفقُراء ويرُدّ أربعة أضعاف للّذى وشى به لأنّ الله يُعلن قوّتهُ مع المرضى جداً ، مين يصدّق أنّ المرأة الخاطيّة أى أنّها مشهورة جداً تذهب لهُ وتسكُب الطيب ويقبلها ، وشاول الطرسوسىِ الذى أتلف الكنيسة يصير بولس ، وهذا صاحب ألـ 38 سنة لا يقوم فقط بل يحمل سريره " جبروت خلاص يمينه " ويقول القديس يوحنا فم الذهب ( الطبيب يُمدح بِمرضاه ) ، متى نقول أنّ الطبيب ناجح ؟ لمّا يكون المرض صعب جداً وربنا يسوع يُمدح بِمرضاه ، مثلما يقول مُعلّمنا بولس الرسول " حيثُ كثرة الإثم تكثُر هُناك النعمة أيضاً " واشعياء يقول " قومىِ إِستيقظىِ إِستنيرىِ إِلبسىِ عزّك يا أورشليم لأنّ مجد الرّبّ قد أشرق عليكِ " يسوع جاء ليُعلن مجدهُ وشِفائهُ فىِ أكثر الأمراض ألم وقسوة لأجل البائسين واليائسين ، " رجاء مِن ليس لهُ رجاء ومُعين مِن ليس لهُ مُعين " والناس تُريد أن تُساعد الأسهل فىِ مرضه حتى يُساعدهُم لأنّ الأعسم يحتاج إِلى جهد كبير ، ولكن يوجد يسوع هو القادر أن يفعل أكثر ممّا نتخيل ، مُعلّمنا بولس الرسول فىِ رسالتهُ إِلى فيلبّىِ يقول " القادر أن يعمل " ، واليوم أنين الكنيسة بِخطايا حتى ولو أكثر مِن 38 سنة وربنا يسوع يقول لأجل هذا أنا أتيت سؤال أتُريد أن تبرأ أكيد ربنا قصد أنّهُ يأتىِ عِند البِركة ويسألهُ لأنّ ربنا عاوز يتأكّد مِن إِحتياجك ، لِماذا أتيت هل يأست أم نزعت ثقتك مِن الناس ؟ أتُريد أن تبرأ ! القديس أوغسطينوس يقول ( الله الذى خلقك بِدونك لا يستطيع أن يُخلّصك بِدونك ) ، والقديس البابا كيرلُس لمّا كان يعترف لهُ إِعتراف صعب شويّة يقولّه " وإِنت ناوىِ على إيه " ، عاوز تكُفّ أم لا وهذهِ هى المسيحيّة فيها الحُريّة العميقة ، كُلّ نِعم الله وقوّتهُ للّذى يُريد ولا يستطيع ولكن الذى لا يُريد لا يأخُذ مُعلّمنا بولس الرسول يصف الناموس قديماً أنّهُ محصور بين إثنين أكون فىِ الجسد أم الروح ، " الإِرادة حاضرة عِندىِ ولكن أفعل الحُسنى فلستُ أجد " ، ليظهر مجد الله ولكنّىِ أرى ناموساً آخر يتحرّك فىِ داخلىِ ويُعرّفنا أنّ الغلبة بِربنا يسوع فهل يأست أم تحتاج تأخُذ فرصة مع الخطيّة لِتعرف كم هى قبيحة ، هل تُلقىِ بالملامة على الآخرين مِثل هذا الرجُل الذى قال ليس لى إِنسان ، ربنا يسوع يسألهُ وهو لا يحتاج أن يُلقيه فىِ البِركة ولكن بِكلمة مِن فيه " قُم إِحمل سريرك " إرتفع فوق الروتين والتقليد ولا تحريك الماء ولا الملاك ولكن تكفيك كلِمة منّىِ ، لا اُحوّلك إِلى إِنسان برِأ ولكن تصير جبّار وتحمل سريرك وتُعلن عنّى واحد لهُ 38 سنة المُخ فقد الثقة فىِ عضلاته ونسى حركة الإنتصاب فهو يُريد أن يرُدّ لنا بهجة الخلاص المفقودة ، ربنا يسوع يقول شِفاؤك أنا ورجاءك أنا وخلاصك أنا قُم إِحمل سريرك وأمشىِ كفاك تجارُب فاشلة إِتكل علىّ أنا أننّىِ وسط الكنيسة لأحولّ كُلّ أعسم إِلى مِن يحمل سريره ويمشىِ الله يجعلنا مُجتمعين حول كنيستهُ ونثق فىِ يمينه أنّها ستُخلّص ويجعلها أيام جِهاد فىِ الصوم وأيام البركة وقوة وخلاص ومجد وشِفاء ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ ولإِلهنا المجد الدائم أبدياً أمين

خطوات التوبه

فِى الأحد الثالث مِن الصوم المُقدّس تقرأ علينا يا أحبائىِ الكنيسة فصل مِن إِنجيل لوقا البشير وهو كما يقول عنهُ الآباء " الإِبن الشاطر " ، أو الإِبن الّذى أخطأ ولكن رِجِع ، الإِبن الّذى ضل ولكِن سُرعان ما راجِع خطأه وسُرعان ما رِجِع إِلى بيت أبيهِ فرِحاً والجميل أنّ هذا الفصل لا يُقرأ أبداً فِى أى فصل مِن السنة ، فالكنيسة تُريد أن تدّخرهُ لِهذا الزمان زمان الصوم ، لِكى تُحثّ أولادها على التوبة فِى الصوم ، وكأنّ الكنيسة بِتدّخر غِنى مُعيّن لأولادها فِى فترة الصوم ، بينما هُم مُمتنعين عن الأطعمة ، تُقدّم لهُم أطعمة روحيّة تُفرّحهُم وتسندهُم فِى الصوم الكنيسة تُريد أن تقول لك إِقرن صومك بِتوبة لأنّهُ لا يليق أبداً أن نكون مُمتنعين عن الطعام بِدون فِكر توبة ما أجمل أنّ الصوم يُقترن بإِقتناء فضائل ومُقاومة رذائل ، لِذلك اليوم الكنيسة بِتضع لنا هذا الفصل الجميل وهذهِ القصة الرائعة ، وستظل قصة خالدة نتعلّم منها ياليتنا نلتفت لِروعة إِسلوب ربنا يسوع وهو الإسلوب القصصىِ ، إِسلوبه كتشبيهات وكروايات ، فكُلّ كلِمة لها معنى ، فهى قصة ولكِن تُفيد معانىِ ومعانىِ ، وسنظل نتأملّ فيها طوال عُمرنا إِلى الأبديّة ، وفِى الأبديّة سنفهمها أكثر مِن الأرض القصة بِتضع لنا منهج التوبة وهو يقوم على أربع ركائز : (1) أنّهُ رجع إِلى نفسه " الرجوع إِلى النِفَس " (2) أقوم الآن ولا أؤجّل (3) الإِعتراف بالخطأ00والإِعتراف بإِنسحاق وإِنكسار (4) الثبات فِى التوبة والتمتُعّ بالخيّرات " فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ وَكَاَنَ يَشْتَهِى أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الّذى كَاَنَتِ الْخَنَازِيِرُ تَأْكُلُهُ ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ " ( لو 15 : 15 – 16 ) قال ما الّذى أنا فيهِ ؟ ما ضيقة النِفَس التّى أعيش فيها ! ما هذا الفقر ! ما التيّهان والزيغ الّذى أعيشُ فيهِ ! فعندما أُحب أن أتوب يجب أن أجلِس جلسة هادئة مع نِفَسى أُنظُر إِلى نفِسَك كيف أحدثت الخطيّة فيك مِن فقد للصورة الإِلهيّة ، فما أجمل أنّ الإِنسان يجلِس جلسة هادئة وتكون هذهِ الجلسة مع روح ربنا فيُرشدهُ ويُبكّتهُ على خطيّة ، أسكّن الأصوات التّى حولىِ لِكى أسمع صوت ربنا فِى داخلىِ وحتى يوقظنىِ مِن الغفلة التّى أعيشُ فيها صدّقونىِ نحنُ نعيش فِى دوّامة بإِستمرار ولا نعرِف نُقيم أنفُسنا ، ولا يوجد رِجوع للنِفَس ، والّذى يحدُث هو أنّ الخطيّة بِتملُك على الإِنسان وبِذلك فإِنّ كُلّ يوم سيكون أصعب مِن الّذى قبلهُ يجب أن أرى ما الّذى فعلتهُ الخطيّة فىّ ، فأكثر شىء تفعلهُ الخطيّة هو أنّها بِتسلبنا حُرّيتنا وحقّنا وسلامنا ، فما الّذى يجعل الإِنسان لا يتمتّع بالهدوء ، ولِماذا الإِنسان بِيشعُر أنّ الله يعجز عن أن يُخلّصهُ ؟ ولِماذا بيشعُر أنّهُ توجد فجوة بينهُ وبين الله ؟ كُلّ هذا بِسبب الخطيّة ، ربنا يقول أنا أُريد أن أعمل ولكِن أنتُم الّذين تمنعونىِ عن العمل قايين كان يشعُر أنّ كُلّ إِنسان يجدهُ يقتُلهُ ، فالخطيّة ملكت عليهِ وأفقدتهُ سلامه ، الكِتاب يقول " الشرير يهرب ولا طارد " ، الخطيّة بِتُفقِد الإِنسان مجدة وحُريّتهُ وتُفسِد عليهِ الصورة التّى ربنا خلقهُ عليّها وتُفسِد عليهِ وحدتهُ مع ربنا أحد الآباء قال لأولادهُ " ما رأيكُم لو أحضرنا كوب فيهِ ماء وكان بهِ مجموعة شوائب وقُمنا بِرج هذا الكوب فإِنّ الكوب ستظهر بهِ الشوائب ويتعكرّ ، ولكِن عِندما نترُكهُ يهدأ فإِنّ كُلّ واحد سيرى وجهه فِى الكوب ، فالإِنسان لو يعيش فِى ضوضاء وفِى تيه ولا يرى نفسهُ فإِنّهُ لن يعرِف ربنا فلو كُنت أُريد أن أعرِف ربنا يجب أن أعرِف نفسىِ ، فأرى ما هى أهدافىِ ؟ وهل أنا برضِى ربنا ؟ ولو نفسىِ أُخِذت الآن فماذا يكون مصيرى ؟ فلو ربنا أخذنىِ الآن إِلى أين أذهب ، فمِن أهم شروط التوبة يا أحبائىِ إِن الإِنسان يِرجع لِنفسه فليس العيب إِنّىِ أكون خاطىء ولكِن العيب كُلّ العيب إِنّىِ أستمر فِى الخطأ وأستمر فِى طريقىِ الخطأ رغم إِنّىِ عارِف إِن هذا خطأ ومع ذلك بستمِر فِى عِنادىِ فعندما أنظُر للطفل الخارج مِن المعموديّة أقول معقول ياربىِ أنا كُنت فِى يوم هكذا مولود ولادة جديدة ، ولِذلك نقوله " جدّد فىّ صورة ملامحك وأسترِد لىّ كُلّ ما بددّتهُ ، قلباً نقياً إِخلِق فىّ يا الله " فالتوبة هى إِنسان شاعر كم أنّ الخطيّة أفسدت حياتهُ ودمّرتها ونزعت الفرح ونزعت السرور مِن حياتهُ ، فالإِنسان بيشعُر أنّ الخطيّة ستُعطيه لذّة أو فرح ولكِن العبوديّة لِسيّد قاسىِ أهوِن مِن العبوديّة للخطيّة كان رعى الخنازير لا يقوم بهِ أدنى العبيد أبداً ، وكان الّذى يقوم بِذلك يحتقرهُ الّذين حولهُ ولا يُعطوهُ لِيأكُل ، ولِذلك كان هذا الإِبن يشتهىِ أن يملأ بطنهُ مِن الخرنوب الّذى كانت الخنازير تأكُلهُ فلِم يُعطهِ فهذهِ هى الخطيّة فإِنّها خاطئة جداً ، " طرحت كثيرين جرحى وكُلّ قتلاها أقوياء " ، فهى التّى طردت الإِنسان مِن حضرة الله ، وهى التّى جلبت الطوفان ، وهى التّى أحرقت سادوم وعمورة ، وهى التّى ستدين كُلّ سُكّان العالم ، وهى التّى ستوصلّ الإِنسان للجحيم ، فبالرغم مِن كُلّ هذا كيف أكون حابِب الإِستمرار فيها ؟! فبعد أن جلس مع نفسه قال " أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِى " ( لو 15 : 18 ) ، لا أُؤجِلّ ولا أُؤخّر ، أقوم الآن ، مُباركة هذهِ اللحظة التّى فيها أُريد أن أتوب ، مُباركة هذهِ اللحظة التّى فيها أسمع صوت ربنا ولا أُؤجِلّ ، فلا أقول : هو لا يقبلنىِ ، أجمل ما فِى الحياة الروحيّة أن تكون كُلّ لحظة نحياها هى لحظة رجوع إِلى الله فالقديس أوغسطينوس مديون بِتوبته لأعداد قليلة مِن رِسالة القديس بولس الرسول لأهل رومية التّى تقول " إِنّها الآن ساعة لِنستيقظ قد تناهى الليل وتقارب النهار " ، قرأ هذهِ الكلِمات فتحّولت حياتهُ وفاق عِندما قرأ كلِمة " إِنّها الآن " ، ما أجمل أن نتجاوب مع نِداءات الله المُستمِرة ، ما أجمل إِنّىِ عِندما أجلس مع نفسىِ أوبخّها وقلبىِ يتحرك أحد الآباء القديسين يقول " إِنّ كُلّ سُكّان الجحيم كانوا يُريدون أن يتوبوا ولكنّهُم أجّلوا ولم يتوبوا ، وهُم الآن يتمنّون لحظة ولكِن لمْ توجد " ، ربنا عاطىِ لنا حياة وعاطىِ لنا فُرصة فلِماذا أأجِلّ ؟!! فأنا لا أضمن أنّ ربنا يُكرِر لىِ هذا الصوت فلا أأجِلّ حتى لا يتقسّى القلب لِغرور الخطيّة ، ففِى سِفر النشيد نجِد النِفَس تقول " حبيبىِ تحّول وعِبر طلبتهُ فما وجدتهُ " ، وكأنّ ربنا يقول أنا تعبت مِن كثرة النِداء فلا أقدِر أن أأتىِ بِك غصب عنّك ، لابُد أنت تقول أنا أُريد أن أأتىِ مُبارك هو الإِنسان الّذى يسمع صوت ربنا ويقول : ها أنا آتى إِليّك سأأتىِ إِليّك وأنا حافىِ وأنا لِبسىِ مقطّع ومذلول ، ما أجمل أن يكون للإِنسان عزم على التوبة ، فأبونا عِندما يُصلّىِ للإِنسان الّذى سيتعمِدّ يقول " وطِدّ إِيمانهُ فِيك لئلاّ يعود إِلى ما تركهُ مرّة أُخرى " فلو أنا ماشىِ فِى الشارع ورأيت منظر أعثرنىِ أُقدّم توبة ، ما أجمل التوبة اللحظيّة ، ولو جاءنىِ فِكر إِدانة أقول يارب يسوع سامحنىِ ، ما أجمل أن تكون الخطيّة شىء عارض مرفوض ، فأنا مِن البِداية " أقوم الآن " ، فلو أحزنت أحد أعتذر لهُ فِى الحال ، ما أجمل الآباء القديسين التائبين الّذين لبّوا نِداء ربنا كثيراً جداً ما يكون الإِنسان غير شاعِر بِخطيتهُ ولا يُقيّم الخطيّة ويعرِف هل هو خطأ أم لا ؟! ، فمُمكِن نحنُ نُقدّم توبة ولكِن ليست توبة روح بل توبة الضمير والعقل ، فمُمكِن أنّ الإِنسان يتذّكر شىء خطأ قد فعلهُ ، ولكِن هذا لا يكفىِ ولا يُوصّل للأحضان يهوذا قد أعاد المال الّذى أخذهُ ( الثلاثين مِن الفِضة ) ولكِن هذا ليس بِتوبة ، فالتوبة ليست مُجرّد كشف عقل أو ضمير ، فالضمير مُمكِن أن يجلِب يأس ولكِن التوبة بالروح بِتكشِف الخطيّة مع الرجاء ، فأكشِف الخطيّة بالوصيّة يوجِد إِنسان آخر وهو عايش فِى خطيتهُ بِيشعُر أنّهُ غير ردىء ، وذلك لأنّهُ بِيقارِن نفسهُ بالّذين حولهُ ، فيقول أنا صائم وتوجد ناس كثيرة غير صائمة ، فأنا يجب أن أقيس نفسىِ على الإِنجيل وأقول الإِنجيل ماذا يقول : يقول " المحبة لا تطلُب ما لِنفسِها " " حبّوا بعضكُم بعضاً كما أحببتكُم أنا " ، وعِندما أجِد ذلك أقول : أنا فِى الموازين إِلى فوق # قس نِفَسك على الوصيّة و لا تقُل أنا لا أفعل شىء خطأ ، فإِن كُنت تُريد أن تقيس نِفَسك فِى الصلاة قُلّ أنّ الوصيّة تقول " صلّوا بِلا إِنقطاع " # قس نِفَسك على المسيح فهو " تارِكاً لنا مِثالاً لكى نتبِّع خطواته " ، فلو مثلاً بِتتعرّضىِ لِظُلم أو إِضطهاد أُنظُرىِ ماذا كان سيعمل المسيح فِى هذا الموقف # قس نِفَسك على القديسين ، أقيس نِفَسىِ على الناس التّى تعبت ، وعلى الآباء الشُهداء ، ولِوقتها أعرف أنّ الطريق أمامىِ طويل وأنا لم أصِل بعد فالقديس أبو مقّار عِندما إِفتقد البرّيّة ورجع قال أنا وجدت نفسىِ إِنّىِ لستُ راهباً ولكِن وجدتُ رُهبان ، كُلّ واحد فينا لابُد أن تكون لهُ نماذج يراجع نفسه عليّها فضح النِفَس وصلب النِفَس ، فلا يكفىِ أن يُقرّ مع نفسهُ بِخطأه ، ولكِن أمام أبوه ، ولابُد أمام أُمّىِ الكنيسة التّى هى جسد المسيح الّذى أهنتهُ ، والّذى هو مُمثّل فِى الكهنوت الّذى أُؤتمِن على الأسرار ، فهو لا يملُك الغُفران ولكِن مؤتمِن عليه مِن الله ، فالأب الكاهِن معهُ توكيل مِن الله فالإِعتراف لابُد أن يكون فيهِ ندامة وإِنسحاق ، ما أجمل الإِنسان المُنسحق فِى توبتهُ ، ما أجمل الإِنسان الّذى يعترِف وخطيّتهُ تؤرقهُ وتتعِبهُ ، فهو يأتىِ ويقول أنا خاطىء ، يأتىِ بإِنسحاق وبِمذلّة ، ولِوقتها يكون مكسور فالإِنسان الّذى يأتىِ لِيعترِف لابُد أن يعرِف أنّهُ مخزىِ ولِوقتها يجِد الأحضان الإِلهيّة ، فهذا إِنسان مقبول مِن رحمة ربنا ، فالكِتاب يقول " مِن يكتِم خطاياهُ لا ينجح ومِن يُقرّ ويعترِف بِها يُرحم " لا تظُن أنّك مُمكِن أن تتوب الآن وغداً لن تتعرّض للخطيّة ، ولكِن فإِنّك ستتعرّض لها ، فعليك أن تثبُت فِى التوبة فالقديس الأنبا موسى الأسود عِندما تاب ظلّت الخطيّة تُطارِدهُ وظلّ يصرُخ مِن جسدهُ وذهب لأب إِعترافهُ 13 مرّة ، فالخطيّة قاسية جِداً ولن تترُك أحد بِسهولة ، ورُبّما تواجهك حروب أشدّ بعد أن تتوب القديسة مريم المصريّة كانت تعيش فِى دنس الخطيّة والخلاعة وتابت وظلّت تُحارب بالشهوة 17 سنة بالرغم مِن أنّها تركت كُلّ المؤثِرات التّى حولها فما الّذى يجعلنىِ لا أرجع للخطيّة ؟ إِحساسىِ بالمذلّة السابقة معرِفتىِ كم إِنّىِ أُهنت مِن الخطيّة " كونوا كارهين الشر " ، فالإِنسان يثبُت فِى التوبة ولا يرجع أبداً ، وإِن حورب يُزيد مِن الصُراخ ، فلم يكُن الأمر كُلّهُ علىّ ، ولكِن أنظُر ماذا فعل الأب أُنظُر للفرحة التّى تملأ قلبك أُنظُر للسرور الّذى سيغمُرك يكفىِ إِنّهُ " وَإِذْ كَاَنَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ ، فَتَحَنّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبّلَهُ " ( لو 15 : 20 ) لابُد أن يكون عِندىِ ثقة فِى رِجوعىِ أنّهُ سيقبلنىِ ، فنحنُ نقول " يا قابِل الخُطاه أنت بدل عن الخُطاه قدّمت ذاتك عِوضاً عنّا نحنُ الخُطاه " " وَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ " فالعُنُق هو المكان الّذى يوضع عليهِ النير ، وكان مكان مجروح ، فالأب وقع على هذا المكان المجروح وقبّلهُ فالتوبة هى ترياق أى دواء للخطيّة ، فكُلّ ما أحدثتهُ الخطيّة مِن ضرر التوبة تُعالِجهُ التوبة تدخُل إِلى مخادع الخُطاه والزُناه00مَن ذا الّذى لا يُبغضُكِ أيّتُها التوبة إِلاّ العدو لأنّكِ أخذتىِ غِناه وكُلّ مُقتنياه العدو لا يُريد أن يسمع كلِمة ربنا أبداً ، أنت لك فرحة فِى التوبة لك كنز ولك حِذاء ولك عِجل مُسمّن ولك الحُلّة الأولى ولك أغانىِ وهى التسابيح والحِذاء هو وصايا ربنا ، فهذا هو عمل ربنا فِى حياتنا لِمن يسمع ويعمل ربنا يقبل توبتنا ويقع على عُنُقنا ويقّبلها ويُضّمِد جِراحاتنا ربنا يسنِد كُلّ ضعف فينا ولإِلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

لا تكنزوا لكم كنوزا على الارض

فى بداية الصوم المقدّس ياأحبائى الكنيسة بتضع لنا هذا الفصل الفائق وهو جزء من الموعظة على الجبل من إنجيل مُعلّمنا متى الإصحاح6 يقول لنا هكذا " لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ" الكنيسة تريد أن تقول لنا بما أنكّم ناس بتقدّموا لله ذبائح من أجسادكم وهى ذبائح الصوم وبما أنكّم بتقدّموا ذبائح عقلية فى الصلاة تحثنّا على أن يكون كنزنا فى السماء فالسؤال الذى يتبادر للذهن فى الحال وهو " فهل الإنسان عندما يكون عنده مال فهل هذا خطية ؟ " ، فالمال فى حد ذاته لا يكون خطية ولكن ما أسهل أن يُحولّ إلى خطية عدو الخير مكّار لأنّ الإنسان الذى يكنز له كنوز على الأرض صعب جداً أن يكون عنده إتكال على الله ولكن بيكون عنده يقين فى ماله0وتكون ثقته فى ماله وهنا أصبح أنّ المال له مشكلة خفية بأنّه يسحب النفس وإهتماماتها إلى كل ما هو أرضى وهذه هى خطورة أن نكنز لنا كنوز على الأرض ولذلك قال لنا الكتاب " ما أعثر دخول ذوى الأموال إلى ملكوت السماوات " ولكن لماذا ؟! لأنّ فى الحقيقة لكى الإنسان يكون وهو غنى غير واضع إتكاله على المال فإنّ هذا يحتاج إلى تقوى عالية جداً ، ويحتاج لإنسان يعرف الله جيداً فالغنى أساساً هو عطية من الله ولكن عدو الخير بيحولّها بأن يضع فيها قلب الإنسان فأنت أين هو كنزك ؟فعلى ماذا تتكّل ؟ فى بداية الصوم الكنيسة تقول لك " حيث يكون كنزك يكون قلبك " ، فالنفس يا أحبائى عندما تتكّل على غناها يبدأ الله يتضاءل فى عينيها ويشعر الإنسان أنّه قادر أن يدبّر أموره بذراعة وهنا يشعر الإنسان يا أحبائى أنّه يوجد حاجز ضخم جداً بينه وبين ربنا وغير قادر أن يصل إليه فيوجد ضباب كثيف حاجب الرؤية ولأنّ العالم قد وُضع فى الشر فالحياة بتصعّب الأمر ومن هنا الناس بتبدأ ترتبط بالأرض وتنسى السماء والسماويات ولذلك الكنيسة بتقول لك إنتبه فنحن لا نقدر أن نقول لك أنّ صومك مقبول وأنت واضع إتكالك على مالك فالقديس بولس الرسول يقول لتلميذه تيموثاوس فى رسالته الأولى الإصحاح 6 :17 يقول له : " أوصى الأغنياء فى الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يُلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى بل على الله الحى الذى يمنحنا كل شىء بغنى للتمتّع " فيقول للأغنياء لا تعتقدوا أنكّم قد إرتفعتم فمشكلة المال أنّه يجعل الإنسان يضع يقينُه فيه ومن هنا بيسحب قلبه ويسحب إهتمامه والنفس تكون فى صراع بين الله والمال القديس يعقوب السروجى يقول قول رائع جداً يقول " إنقل غناك على أكتاف المُحتاجين وهناك يوصلّوا كنزك بأمانة " توجد قصة أنّه كان يوجد إنسان بيعطى الكنيسة بسخاء شديد جداً فأبونا قال له كفاك فأنت بتعطى كثيراً فقال له الرجل " أنا قد تعودّت على الأرض أن أكون غنى فلا أريد أن أكون فى السماء فقير "فهو إنسان حكيم بينقل غناه على أكتاف المُحتاجين فحتى أعمال الرحمة بتشفع فينا وتشهد لنا يقول لنا بُستان الرهبان أنّه كان يوجد رجل جاءت له دعوة لمقابلة الملك فخاف وإرتعب وحاول أن يجد ناس توصلّه للملك فجاء له واحد وقال له أنا أستطيع أن أوصلّك لباب القصر فقط ولا أستطيع ان أدخل معك للملك ثم وجد واحد آخر قال له أنا أستطيع أن أوصلّك إلى باب حجرة الملك ولكن سأتركك هناك وواحد قال له أنا سأدخل معك للقصر وسأدخل للحجرة وسأتكلّم بالنيابة عنك فالأول هو الطهارة والثانى هو فضيلة المحبة فهى التى تأتى بنا إلى باب حجرة الملك أمّا فضيلة الرحمة فهى التى ستدخل وتتكلّم بالنيابة عنّا هى بذاتها ستتكلّم مثل الفتاة الصغيرة التى إسمها طابيثا جاءوا الناس المساكين إلى بطرس الرسول عندما ماتت طابيثا وأحضروا له الملابس التى صنعتها لهم وكانت أعمالها تشهد لها ولذلك الإنسان لو عرف هذا السر ما تمسكّ بغنى أبداً وربنا يسوع عندما أتى ليكلّمنا وجدنا أنّه إبتدأ يعطينا أمثله من الحياة التى نعيشها وليس من السماء0فقال أنّ النفس أفضل من الطعام والُلباس " أليست الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من الُلباس إنظروا إلى طيور السماء أنها لا تزرع و لا تحصُد و لا تجمع إلى مخازن وأبوكم السماوى يقوتها ألستّم أنتم بالحرى أفضل منها ولماذا تهتمون بالُلباس تأملّوا زنابق الحقل كيف تنمو لا تتعب و لا تغزل ولكن أقول لكم أنّه و لا سُليمان فى كل مجده كان يلبس كواحدة منها " ( متى6 : 25 – 29 ) يقول يا جماعة فإنّ العصافير والحمام هم من ضمن الكائنات العجيبة التى لا تقبل أن تُخزّن لها حبوب وأبوكم السماوى يقوتها معقول أنّ الطيور تكون واضعة لها حكمة عالية وثقة عالية فى خالقها أكثر منك !وماذا أيضاً ؟! سنابل الحقل " فإن كان عُشب الحقل الذى يوجد اليوم ويُطرح غداً فى التنّور يُلبسه الله هكذا أفليس بالحرى جداً يُلبسكم أنتم يا قليلى الإيمان " ( متى 6 : 30 ) إنظروا لجمال زهرة فإذا كان الله قد زينّها بكل هذا أفليس يُلبسكم ! وبالرغم من أنّ الزهرة تعلم أنّ صاحبها سينزعها من الأرض ويكلّمنا أيضاً عن الغربان المولودة التى لا يوجد لها طعام فإنّ الله يقُوتها ولذلك يا أحبائى الإنسان فى بداية صومه لابد أن يراجع نفسه ويقول هل المال قد سحب قلبى ؟! فالمفروض أن أتذوّق حلاوة العطاء بأكثر يقين وبأكثر إيمان فلا تعتقد أنك قد إختليت العقل عندما ساعدت الفقراء لا أبداً نريد أن يكون معنا الصديق الذى سنأخذه معنا فى الأبدية لكى يشفع فينا فيقولوا عن أبونا بيشوى كامل الله ينيح نفسه أنّه كان يزور أسرة وكانت هذه الأسرة غنية جداً وزوجة هذا الرجل كان يصعب عليها جداً إن زوجها لا يُعطى العشور لله فسألت أبونا بيشوى : هل يا أبونا العشور هى فى كل شىء ؟! فقال لها نعم فالرجل قال ولكن هذا كثير جداً فأبونا قال له إعطى لله ولو جزء بسيط فوافق الرجل وقال أنا سأدفع إثنين جُنيهاً ثم بعد ذلك أبونا عرّفهم على أسرة فقيرة جداً فوجدوا انّ هذه الأسرة مسكينة جداً ومحتاجة جداً وتعيش فى حجرة بسيطة جداً وإبتدأ الرجل يتعرّف على أسرة أخرى وكان يجد مثلاً انّ الولد فيها تعبان وليس لديه علاج فإبتدأ يدفع أكثر وإبتدأ عندما يرجع إلى بيته ويفكّر هو وأولاده فى إحتياج هذه العائلات الفقيرة وكان بيخجلوا من أنفسهم عندما يجدوا إحتياج الناس هكذا وبذلك إبتدأ يحدث للأسرة لون من ألوان القناعة وبذلك صار هو شبه يعيش على العشور فكلّما يعطى الإنسان فإنّه يشعر أنّ من يرحم الفقير يُقرض الرب فإنّ محبة المال تُعطلّ الإنسان جداً عن رؤية الله وتُعطلّ الإنسان عن مكسب السماء تخيّل أنّ الإنسان بيجاهد وبيحاول يصوم ولكن يوجد ركن فى قلبه مُظلم ثق أنك عندما تُعطى ربنا بيعطيك مئة ضعف0وثق أنك وأنت بتُعطى لربنا وأنت فرحان أنّ هذا يخزّن لك رحمة فى السماء الكنيسة تقوا " عوّضهم عنها بغفران خطاياهم " وفى الصوم الكنيسة تقول " طوبى للرُحماء على المساكين فإن الرحمة تحل عليهم " فما هى علاقة الصوم بالرحمة ؟! يقولوا أنّ الكنيسة يا أحبائى قصدها من الصوم أن تجعل الإنسان يعيش مترّفع تماماً عن شهوة الأطعمة وبأقل اقل الأطعمة فيصرف أقل فالمفروض أنّ الذى وفرّة فى المال يُعطيه للفقراء ويقول أنّ الذى وفرّته من قوتى أعطيه عطية للمُحتاج فالمفروض إنى أكون فى الصوم مُتعفف فى طعامى فأُعطى عطايا غير عشورى فأنا من خلال صومى شعرت بوجود الله وشعرت بالمساكين " طوبى للرُحماء على المساكين فإن الرحمة تحل عليهم والمسيح يرحمهم فى يوم الدين ويحل بروح قُدسه فيهم " ، فيبدأ الإنسان إيمانه يزداد بالله فياليت الإنسان لا يُفكر كثيراً فى إتكاله على ماله ولكن يتكل على الله لأنّه هو الرازق ومُعطى جميع الخيرات ربنا يقبل صومنا ويجعلنا نقف أمامه فى إستحقاق ربنا يسند كل ضعف فينا ولإلهنا المجد دائماً أبدياً أمين

ما بين الباقى والفانى

باسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين.. انجيل هذا الصباح المبارك احبائي بيتكلم عن موقف من مواقف ربنا يسوع المسيح مع كنيسة وتلاميذه.. معجزه اشباع الجموع....أكلوا وشبعوا. وتبقى اثنتى عشر قفة مملوءه ابتدت الناس تجتهد ان هي تمشي حوالين ربنا يسوع المسيح فى اى مكان يذهب الية ...اول مرة كان واخدهم يعلمهم...وعندما جاعوا اطعمهم...قرروا أن يبقوا معهة ليكى يطعمهم يعلمهم ... ونصبح ناكل من يدية ونكون حلينا مشكله القوط... ربنا يسوع المسيح شعر انهم يتبعون في اى مكان اذا كان فى سفينة او هيعبر العبر وهو فين وفى اى ضفة..ولو فى الضفة الثانية يركبوا مركب ويذهبوا الية ... ابتدوا يتبعون ...لما قالوا له يا معلم متى اتيت الى هنا ؟الذى رأيناة..هو تلاميذك عندما عبروا ولم تكن انت معهم؟ولم تكن سوا سفينة واحدة...متى جئت إلى هنا كيف؟!! بيعملوا عن شغفهم ليسوع... اجابهم يسوع وقال لهم الحق الحق اقول لكم تطلبونني ليس لانكم رايتم ايات بل لانكم اكلتم من الخبز وشبعتم... انتم تريدونى لأجل مستوى معين في اذهانكم ...ترودونى لأجل مستوى جسدى معين في حدود احتياجاتكم الجسدية ...لانكم اكلتم من الخبز وشبعتم.... وهنا يقول الايه الرائعه اللي كلها تعليم وكلها فائدة لنا جميعا ((اعملوا لا للطعام البائت بل للطعام الباقي للحياه الابديه)) هنتكلم النهارده شويه بنعمه ربنا على ما بين البائد. والباقى ... او ما بين الفانى والباقي والجميل جدا في كنيستنا ان النهارده..تكون سيره الانبا بولا اول السواح ..الانبا بولا كان وارث وورثه كبيره من ابوه المفروض انة ياخذ مبلغ كبير جدا...اخوك الكبير أعطى له جزء صغير جدا.. أراد القديس ان ياخد باقى نصيبة...لكن إخوة الكبير رفض و قال انت لسه صغير ..أراد القديس الذهاب إلى القاضي ليحكم بينهم بالعدل.. وهما رايحين للقاضي شاهدوا جنازه احد عظماء المدينه شاهدوا الجنازه فيها ناس كثيره محترمه والمدينه كلها تقريبا خارجه وراء الجنازه..عندنا شاهدها القديس قال فى نفسة كيف ان اسعى الى ثروات العالم الفانية..لابد أن أسعى الى الأمور الباقية...وترك كل شئ الى الاخ الأكبر وذهب إلى البريه وعاش 70 سنه لكى يقتنى الحياه الابديه.. وعشان يقتلني الحياه الباقيه عوضا عن الحياه الفانيه او البائدة. صراع الفاني والباقي في حياتنا.. صراع كل يوم بنحط فى ...صراع ما بين المرئى و غير المرئي.. صراع اللذه الوقتيه مع المتعة الروحية.. صراع إحتياجات الجسد مع الروح..وكتير الإنسان لانة عايش فى الجسد وعايش فى المحسوسات والمرئيات الأرضية بينغلب للأمور الفانية..كتير الإنسان بيتعلق بالأمور البائدة لانها أمور تخاطب الجسد ..وهو عايش فى الجسد ..اما الامور الروحية فهى أمور غير مرئية غير محسوسة..امور غير ملموسة..فبيحصل أن الإنسان يتعامل مع هذة الامور وينغلب الى هذا الصراع للأمور الأرضية...ويسمح ربنا ان الأمور الأرضية هى الأمور البائدة..امور فانية..لابد أن الإنسان يراجع نفسة من جديد..ويدرك أن الأمور الأرضية أمور فانية...لابد أن الإنسان يتعلق بالأمور الباقية... معلمنا بولس الرسول يقول غير ناظرين الى الامور التي ترى بل الامور التي لا ترى لان الامور التي ترى وقتيه اما الامور التي لا ترى فابدية...صراع احبائى ما بين احتياجات الجسد واحتياجات الروح.. لابد عن اكتشف نفسي انا فين من الصراع ده.. ياما بنعيش في الامور الوقتيه فقط ياما بنغلب للامور الزمنيه فقط ياما النفس احبائي بتعيش الامور الابديه واكلنها وهم .. وكانها غير حقيقيه مش من الحكمه احبائي ان انت تعيش من الامور الارضيه او الزمنية لأنها أمور فانية.. لو الانسان تعلق بها لم تربح شيئا بل خسرت كل شيء مثال في الكتاب عن عاخان بن كرمى عندما دخلوا الى الحرب.. قالوا لهم لابد ان تحرموا كل المقتنيات .. التي اخذتها . وترجع الى يشوع قائد الحرب.. كل الناس اخذت كل المقتنيات وارجعتها الى يشوع.. اما عاخانا .. فطمع فى ثوب شنعارى وشوية من الفضة واوانى..عينية انجذبت الى كل هذة الاشياء الجميلة..وقال فى نفسة ان يسوع لا يعلم انى أخذت هذة المقتنيات..لاننا فى حرب..أخذها ودفنها فى خيمتة ... بعد ذلك انغلب الشعب في الحرب ويشوع يصرخ الى الله يقول لهم.. ايه السبب يا الله.....يقول لة الله في وسطك حرام يا اسرائيل.. في حاجه غلط ابحث عنها.. بحث يشوع... واتى بأخان وقال بخطيته.. لان خطيته التي فعلها في الخفاء مرئيه في السماء... عندما علم الشعب بشهوتة الأرضية اجتمع الشعب كله كرجل واحد ورجموا فى وادى عاخور... اصبحت الشهوه الارضيه واللذة المؤقته وحب الاقتناء.. عمل للأمور الفانية ..واضاعت روحة... الانسان احبائي الذي ينجذب و ينخدع وينهزم من شهوات جسدة.. ويتعلق بالارض والارضيات.. لا ياخذ معه شيئا الا المهانة والعار والذل.. ولا ياخذ معه شيء الا اعماله وارضائه الى اللة..وياخد معة الامور الباقيه التي يفعلها الانسان الى نفسه من الان حتى تبقى معه.. الى الابد.. ما هو كنز الانسان الحقيقي ما هي اشتياقات قلب الانسان.. ما هو ما ارجو ما اتمناه واحد من الاباء القديسين يقول لك ان كنت حكيما لا تستبدل زمانا بزمان.. لا تطلب اللراحة في زمان التعب لانه زمن الجهاد زمن ارضاء الله ..زمن الصلوات والعطاء. لا تطلب الراحه في زمان التعب لاألا في زمان الراحه الحقيقة..(الأبدية ) يوضع النير في عنقك.. يقول لك تعال انت ارضيت ربنا في ايه... انت عشت لشهواتك ولذاتك وطلب الفانى لم تطلب الباقي تعلقت بما هو ارضى.وشهوانى... انت تبعت نفسك الارضيه الترابيه ماعملتش حساب للنفس الروحية... احنا علينا احبائي.. إننا نهتم بالامور الباقية .. اجعل كنزك في السماء اجعل قلبك في الاشتياقات الروحية... اجعل روحك تنتصر على جسدك وعلى طلبات جسدك ياما طوعنا الجسد اخذنا منه ايه ؟؟اخذنا منه الخزي والعار والتعب والقلق اخذنا منه المرض هو ده الجسد احبائى... غير ناظرين الى الامور التي لا ترى بل للامور التي ترى وقتيه اما الامور التي لا ترى فأبدية.... تاريخ الكنيسه يحكي لنا عن اثنين مسيحيين غلابة.. بيشتغلوا عبيد عند رجل يهودي وطبعا ضيق الحياه تعباهم ... واحتياجات الحياه تؤلمهم واحد بيكلم الثاني بيقول لك انت عاجبك الفقر اللي احنا عايشين فيه ده عاجبك ان إحنا نأكل من فضلات الرجل اللي بنشتغل عنده ..هو احنا هنفضل طول عمرنا مزلولين كده؟ قالو نشكر ربنا بناكل ونشرب ونرضى ربنا..وربنا اراد لنا الحياه دى هنعمل اية؟ قال له لا انا مش راضي عن الحياه دي .. انا بصراحه عايز اتكلم مع الراجل اللي احنا نشتغل عنده اليهودي ...ذهب الية وقال لليهودى انا مش عاجبني الحياه دي انا عايز ابقى حر.. مش عايز اكون عبد اطلب مني اي حاجه اعملها لك عشان تبقى حره ما تبقاش عبد هتعمل حاجه واحده بس ...انكر المسيح لما تنكر المسيح انا اخليك تبقى حر و هاديك فلوس واكل وشرب ولبس انكر المسيح...ذهب لصاحبه وقال لى لقيت الحل اللي يريحني ويخليني اكل كويس و انام كويس وارتاح في الدنيا بتاعتي دي ان انا انكر المسيح...قالة ازاى تفكر في حاجه زي كده؟ ازي الفكرة دى تجيلك وتقبل تتناقش فى حاجة زى دى... قال لة ادينا عشنا مع المسيح اخذنا منه ايه... والفكره سيطرت عليه قال له خلاص انا هنكر المسيح الرجل اليهودي...امعانا في اذلاله قال له بس انا هاطلب منك طلب عشان تنكر المسيح هنجيب صليب كبير تمثال كبير عليه المسيح مصلوب ونجيب حربه وتضرب المسيح بالحربه وتنكر المسيح قدام كل الناس اللي بتشتغل عندنا ...قال له حاضر ..اتوا له بتمثال كبير والحربة قدام الناس..وقالوا لة انكر المسيح اضرب بالحربة فضرب بالحربه.. اول ما ضرب بالحربه ..فوجئ تجمدت يدية..والتمثال بينزل دم ويسكت ويخر على وجهه... الدم الذي نزل من التمثال بقى دم لشفاء الامراض.. وهذا الراجل كانت ابنتة ضعيفة البصر... اخذه من الدم ووضعوا على عين البنت..فشفيت في الحال ...السنكسار يقول لنا كلمه جميله جدا ... أضاف الى فقرة في المال فقر الايمان... انت ما حلتش مشكله ده انت أوجت مشكله.. الانسان احيانا يعتقد ان ممكن الامور الزمنيه تفرحوا وتسعدوا ..ابدا...الكتاب المقدس يقول لنا ...ليذل الرب جميع المرتبطين بالارض الانسان المرتبط بالارض ده يتذل مذله ..يعيش في خوف ورعب... عشان كده يمكن يكون في ناس بتتكلم عن الغلاء وصعوبة الحياة والخوف يملك علية و القلق... اقول لك الكلام ده يتعب قلبك لما يبقى قلبك في الارض يتعب قلبك لما يبقى يقينك في المال يتعب قلبك لو انت انسان مربوط بالارض تتذل بالأرض.... ان كان لنا قوط وكسوه. فلنكتفي بهما .. مش عارف يا رب اشكرك ازاي انا عايش في تعظم معيشة .. الانسان الذي يخاطب نفسه يقول كده . يهدئ ويستريح لانه دايس على رغباته وغالب لاحتياجاته و لانة مش عايش للجسد ... ولا لسلطان الجسد .. هو عايش للروح .. وان كان امينا في حياته ويجتهد على قدر طاقته في حياته الا انه غير مغلوب لهذه الاحتياجات الصراع ما بين الباقي و الفانى عندما انظر الى اعمال اليوم كله انظر قد ايه فانى و قد ايه باقي... اعمل الحسبه من دلوقتى عشان تاخذ بالك يومك بيقضي ازاي.لازم . هناكل ولازم هنشرب وهنرتاح كلها امور ضروريه .. ولكنها امور فانية... ما هي الامور الباقيه التي نفعلها.. الشويه اللي بنصلي فيهم نكسلهم... الشويه اللي هنرفع فيهم قلبنا لربنا هما دول اللى نيجى عليهم ونلغيهم ..نيجى على صوم نلاقى نفسنا بنلتمس لانفسنا الاعذار... نيجي على العطاء نلاقي نفسنا بنلتمس لانفسنا الاعذار ...ابتدت الحياه تبقى كلها حياه فانيه. طب فين الباقين...؟فين الامور التي تشفع فينا وتشهد لينا ان احنا نفوس امينه لربنا...القديس الانبا بولا تاثر بحدث غير اهتمامات حياته كلها انا كام حدث ربنا بعثه لي عشان حياتى تتغير؟ ... هل انا بستجيب... هل انا بستجيب مع ندائات ربنا اللى بيرجونى... لان ربنا صدقوني احبائي بيترجا توبتنا... ربنا منتظر كل واحد فينا ومتأنى ومتمهل الى ان ياتي الزمان.. كل واحد فينا كل واحد فينا ربنا بيخبط على الباب بتاعه ويقول له ما تطولش لان كل ما بتطول البعاد كل ما القلب بيئسى...ويكون فى صعوبة...كل شئ لما بنكتسبة لحظة بدرى يصبح مكسب ..لانى عندما ادخر من عمرى لحظات هقدر ارضى ربنا أكتر ويصبح رصيد محبة ونور ليا فى ملكوت السماء كان رجل ... مرض مرض الموت وهو على فراش الموت شعر بكل خطاياة ..و قد ايه قضى حياته في لهو .. وقد ايه لم يرضى زمان حياته.الاة خالقة...فأرتعب..فابتدا يتكلم مع ربنا ويقول له كده يا رب تاخذني على غفله يعني يا رب مش كنت تنظرني؟ يعني يا رب انت ارادتك.هلاكى؟..اعرف عندك انك محب للبشر... ظل فى صراع وهو على فراش الموت... وترجى من الله ان يمهلوا فترة كى يرضي ربنا ..لكى يستعد ..وتشاء عناية اللة ان الازمه دي تعدي عليه وحياته ترجع طبيعيه وايامة ترجع طبيعيه... يدخل تانى في نفس الدائره ونفس طريقه الحياه.. الاكل والشرب والشغل والجارى واللعب والرمح ويجى على ربنا وينساه...وتحصل الأزمة مرة تانية وهو على نفس الأمر...مش عارف يتكلم مع ربنا يقولة اية ....قال للرب ...بس انا كنت متفق معاك تنظرنى وتعطينى علامة... تصحيني..تكلمنى ... قال لة الرب ..ياما آنذرتك ...وكلمتك ..بس انت ماكنتش سامع..... كلمتك في اشخاص عندما حضرت جنازات لاشخاص .. كلمتك في حادثه فولان.. كلمتك في انجيل كنت بتسمعوا في الكنيسه .كلمتك فى وعظة سمعتها فى الكنيسه ..كل دة ماكنتش صوتى وانذار ليك؟ الانسان احبائي لما بيتعلق بالارض وشهوات الارض بيبقى عايز الامور الفانيه وبس.. احبائى..لابد أن نعمل للامور الباقية.. عاوزين نقطنى لانفسنا شهاده حسنة امام الله... نريد الجواب الحسن امام المنبر الرهيب... لما يجي ربنا يسألنا نقول له ايه؟ ياما ناس عملت للحياه الأرضية الزمنية..كان ميراثها فوق في السماء اية؟!يالا خذى يهوذا اللي حب 30 من الفضه عشان يسلم سيدة؟!.فكر فى شئ وقتى .. واحد في العهد القديم كان من الأنبياء...لكن كان عنده خطيه وحشه جدا خطيه حب المال...اسمة بالعام.. يجيبة ملك..يقولة العن الشعب انا اعرف ان انت عندك روح نبوه...والكلمه اللي هتقولة هتتنفذ قال لة حاضر...يغمض عيناة ويقول كلام كلو بركة.... قال لة الملك انا جايلك تلعن مش تبارك....العن وهزود لك المكافأة فى الفلوس...قالة حاضر......ويردد كلام بركة أيضا...اغتاظ الملك وامرة بلعن الشعب وليس كلام بركة قال لة...انا لا اعرف ان العن هذا الشعب...الرب لا يقبل ان يلعنهم..لانهم شعبة...اغتاظ الملك وطلب حل منة فقال لة..... انا هشور عليك مشهوره ما تخرش المياة ربنا مش هيلعن الشعب ده الا لو عملوا خطيه وعشان يعملوا خطيه انت .سهلهم الخطية.. لما تعمل معثرة للناس .هتغلط ولما الناس تغلط ربنا هيلعنهم.... هات بقى القرشين. قال المشهوره واخذ القرشين... كان جزاؤه الغضب واللعنة... فرح الفاجر الى لحظه... الانسان احبائي اللي يعيش وينغلب للامور الفانيه الامور الوقتيه يعيش عمره كله ويضيع عمره كله في غفله... يضيع ايامة كلها وهو مسلوب الاراده والحريه عشان كده ربنا يسوع المسيح يقول لك خلي بالك الصراع ما بين الباقي والفاني. ...انت انهو فيهم .؟! ايه الامور الباقيه اللي انت بتجتهد انك ترضى ربنا فيها؟ عشان تقتنيها في كل يوم... انت بتعمل ايه..انت عايش لانه سلطان سلطان الجسد ولا سلطان الروح؟ يقولك..ان عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن ان كنتم بالروح تموتون اعمال الجسد فستحيون.. سر القداسه احبائي في كل ابائنا القديسين انهم دخلوا الصراع ده وغلبوا وانحازوا للامور الباقية. القديس يتعذب بس شايف الامور الباقيه.. شايف الاكاليل الموضوعة...الإنسان الذي ينظر الى الامور الارضيه يشوف العذاب.. اما الانسان الذي يرى الامور السماويه يرى الاكاليل... والمجد..عندما نشاهد افلام صنعت عن الشهداء ونرى منظر الشهيد وهو بيضرب ولة بيتجلد ولة بيتحرق....ننظر بعدها عندما تسلم الروح نلاحظ منظر جميل..الملائكة قادمة والشهيد اللي كان مجهد جدا جدا .ومعيا من كثرة العذابات ..اصبح فى صورة مجيدة...ولابس ثياب بيضاء...ومحوط بالملائكة والرب يسوع منتظرة فوق بالمجد .. مين اللى عينوا شايفة دة ؟ الذى يرى هذا المنظر يحتمل الاللام .ويرضى بالألم والذى لا يرى اللامور الباقية..ينكر ويبعد ويهرب... غير ناظرين الى الامور التي ترى بل للامور التى لا ترى الانسان احبائي اللي بيتغلب للحياه الزمنية..انسان يحكم على نفسه بالهلاك من دلوقتى... ربنا اعطانا هذه الحياه فرصه عشان نربح الابديه فرصه عشان كل يوم اقتنى لي نصيب وميراث في ملكوت السماوات فرصه عشان خاطر في كل يوم اعيش في ارضي ربنا.. يبقى انا كده بعمل للحياه الباقيه اتفرج على المجد اللي يعيش في الانسان الذى يرضى ربنا كل يوم اتفرج على مجد الابديه ..اتفرج على الانسان الذي غلب نفسه وغلب طبعة وغلب احتياجاته وانحاز للروح بتاعتة... عشان كده الانسان طول ما هو عايش لازم يراجع نفسة ولازم يعيش استعداد الحياة الأبدية ..ولازم يستقبل هذه الامور بعين الايمان ويؤمن ان الحياة الزمنية كلها هتفنى وكلها زائلة ...لكن الذى يصنع مشيئه الله هذا يبقى الى الابد واحد من الاباء القديسين كان لة صلوة يترجى فيها الله يقول له يا رب لا تخطفني وانا في منتصف ايامي ولا تاخذني ومصباحى منتفئ بل تمهل عليا لاشعل مصباحى بزيت النعمة واقتنى منك ثيابا لاستر خذى عورتى...لان إلى الآن ليس لى ثياب البسها حينما يقف أمامك جميع البشر... عشان كده ربنا يسوع المسيح في المثل بتاع الوليمه والعريس ..شاهد واحد مش لابس ثياب العرس قالوا انت جيت غلط اطلع برة... كل يوم علينا ان احنا نتاكد ان احنا لابسين ثياب العرس كل يوم علينا ان احنا نراجع نفسنا...الإنسان قبل ماا بيخرج بيلبس وبينظر لنفسه في المرايا ويتاكد ان شكله كويس بينزل .. احنا كذالك.. عايزين نشعر ان احنا لابسين المسيح وبنراجع نفسنا باستمرار ...ربنا يسوع المسيح الذى دعانا للوليمه السماويه والمجد الابدى... لايجعلنا ابدا مع الخاذيين الذى يقول لهم لا اعرفكم...ولا يجعلنا أبدا متمسكين بالامور الزائله بل يعطينا قناعها ونعمه وقوه لكى نتمسك بكل ما هو ابدى وكل ما هو روحى ..ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ده فينا بنعمتة ولالهنا المجاللى الابد الامين ..

المسيح العريس

إنجيل هذا الصباح المبارك يتكلم عن بداية ظهور ربنا يسوع في خدمته الجهرية .. بعد عماده من يوحنا المعمدان وكان معروف أنه لا يعمد أحد سوى يوحنا المعمدان وتلاميذه .. لكن وجدنا أنَّ كثيرين بدأوا يلتفون حول ربنا يسوع ويعتمدون فحدث جدال بين تلاميذ يوحنا المعمدان واليهود من أجل التطهير وذهبوا ليوحنا المعمدان وقالوا له كيف الذي اعتمد منك في نهر الأردن بدأ هو أيضاً أن يعمد .. وأيضاً ﴿ يأتون إليه ﴾ ( مر 1 : 45 ) .. أي كثيرون وراءه .. أي نحن الآن هل وضعنا رسمي أم لا ؟ وضعنا صحيح أم خطأ ؟ فقال لهم يوحنا المعمدان ﴿ لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئاً إن لم يكن قد أُعطي من السماء ﴾ ( يو 3 : 27 ) .. أنتم تشهدون لي إني قلت لكم إني لست المسيح بل ﴿ إني مرسل أمامه ﴾ ( يو 3 : 28 ) .. ثم قال عبارة مهمة ﴿ من له العروس فهو العريس ﴾ ( يو 3 : 29 ) . يوحنا المعمدان يلفت إنتباهنا اليوم للقب من ألقاب المسيح الرائعة التي قيلت عن المسيح في الكتاب المقدس وهو لقب * العريس * .. قد تكون ألقاب المسيح كثيرة ومعروفة في الكتاب أنه إبن الله .. إبن الإنسان .. الإبن الوحيد .. المحبوب .. القدير .. الخالق .. لكن أنه يُلقب بالعريس فهي قليلة ونادرة .. لكن حقيقةً وجدنا ربنا يسوع بنفسه يستخدم هذا اللقب وأنه لقب محبوب لديه ويحب أن يعلمنا به ويخاطبنا به . عندما سألوه في أحد المرات لماذا لا يصوم تلاميذك ؟ قال لهم ﴿ مادام العريس معهم لا يستطيعون أن يصوموا ﴾ ( مر 2 : 19) .. شبّه نفسه بالعريس .. وكان كثيراً ما يُشبه ملكوت السموات بالعُرس وقال المثل المعروف لنا مَثَل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات .. ﴿ ففي نصف الليل صار صراخ هوذا العريس مقبل فاخرجن للقائه ﴾ ( مت 25 : 6 ) . لماذا يُشبه نفسه بالعريس ؟ لأنَّ علاقته بنا ككنيسة وكمؤمنين على مستوى الجماعة أو الأفراد تُشبه بالضبط علاقة العريس بعروسه أي علاقة الإرتباط الذي لا ينفصل علاقة الوحدة .. علاقة الخفاء والسر .. علاقة الزيجة .. شبّه علاقته بنا بهذا الأمر أنه عريسنا .. عريس الكنيسة كلها وعريس كل نفس في ذات الوقت حتى أنَّ بولس الرسول يعلمنا هذا الأمر في رسالته لأهل أفسس ويقول ﴿ كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها ﴾ ( أف 5 : 25 ) .. وعندما توصي الكنيسة العريس كيف يُعامل عروسه تقول له ﴿ أيها الرجال أحبوا نساءكم في الرب كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه عنها ﴾ .. وكأنَّ علاقة ربنا يسوع بنا هي علاقة إتحاد زيجي قوي لا ينفصل .. هو العريس .. هو عريس نفوسنا الذي اختارنا ليقترن بنا وأحبنا وأراد أن يدخل معنا في علاقة لا تنقطع . معلمنا بولس الرسول في رسالته لأهل كورنثوس يقول نفس الفكر ﴿ خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح ﴾ ( 2كو 11 : 2 ) .. أريد أن يكون كل واحد منكم عروس خاصةً بالمسيح لكن في نفس الوقت تكون العروس عذراء عفيفة له لا تعرف آخر غيره .. أهل كورنثوس كانوا مشهورين بالخلاعة والدنس والإباحية لكن يقول أنا اخترتكم لتكونوا عروس لعريس واحد .. وقديماً عندما كان أحد يتدخل في زيجة كان هو الضامن للعروس أمام العريس عن أخلاقها وسيرتها الماضية وسلامة نفسها وضمان بكوريتها .. وعندما يأتي بالعروس للعريس إن وجد بها عيب لا يتكلم العريس مع الفتاة بل مع الضامن الذي ضمنها الضامن لبكوريتها . معلمنا بولس الرسول يقول أنا خطبتكم لعريس لكن في هذه الحالة أنا الضامن لبكوريتكم .. ﴿ خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح ﴾ .. يقول لهم لا تختلطوا بأهل العالم ولا تشاكلوهم ولا يكن فيكم رائحتهم واسلوبهم .. ربنا يسوع أحب أن يدخل معنا في عهد زيجة .. ربنا يسوع يحب أن ننتمي إليه ونحمل إسمه لأنَّ العروس تحمل إسم عريسها رجلها .. لذلك في سفر أشعياء النبي يقول ﴿ ووليكِ قدوس إسرائيل ﴾ ( أش 54 : 5 ) .. الولي هو الرجل المسئول عن المرأة .. يقول لها ﴿ كامرأة مهجورة ومحزونة الروح دعاكِ الرب وكزوجة الصبا إذا رُذلت قال إلهكِ ﴾ ( أش 54 : 6 ) .. قال لكِ تعالِ سأدخل معك في عهد زيجة أجعلِك كزوجة الصبا .. يقول ﴿ لُحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك ﴾ ( أش 54 : 7 ) . أحد الآباء يقول ما رأيكم في إنسانة مشهورة بالسيرة البطالة ومعروفة في المدينة أنها سيئة السمعة كثيرة الشر .. حياتها كلها دنس وخلاعة .. ثم يأتي الملك ملك المدينة حفاظاً على هذه الإنسانة ليحفظها من شر المدينة كلها ويقول سأدخلها بيتي وأتزوجها .. نسأله هل تضمن أنها تحمل إسمك ولا تخونك ولا تعود لماضيها ؟ يقول الملك سأقترن بها .. إذاً ما رأيك لو عادت لماضيها وهي داخل قصرك محفوظة وهي تحمل إسم الملك وتشتاق لغيره ؟ هكذا نفوسنا .. إختارنا ربنا يسوع لنكون له لنحمل إسمه ويدخل معنا في عهد زيجة لا ينقطع .. إختارني عروس له .. ما رأيك عندما يجدني أحب أن أقترن بغيره ؟ لذلك ربنا في العهد القديم نتعجب منه عندما يأمر النبي هوشع أن يتزوج بإمرأة زانية .. آخر شئ نتوقعه من الله أن يطلب من أحد الأنبياء طلب كهذا الطلب .. لماذا يارب يتزوج بزانية ؟ وحدد له إسمها وهو جومر بنت دبلايم .. ولما تقرأ التاريخ تعرف أنها كانت إمرأة شريرة جداً وتريد يارب أنَّ النبي يتزوج إمرأة سيرتها رديئة ؟!! يقول نعم .. لماذا ؟ لأني أريده أن يختبر مشاعر مهما أصفها لن تعيها إلا عندما تختبرها وتعيشها .. ما هي هذه المشاعر ؟ هي أن تكون مُخلص لشخص جداً وهو في نفس الوقت يخونك .. لو اختبرت هذه المشاعر يا هوشع ستعرف كيف تكرز بي .. كيف يجب أنَّ الناس يكونوا أوفياء لي . نحن نعلم أننا في عهد المعمودية ندخل في عهد زيجة مع ربنا يسوع وأبونا الكاهن يقول في صلاة المعمودية ﴿ أن تحفظ الخاتم بغير سارق ﴾ وكأنَّ كل واحد منا لبس خاتم من يد ربنا يسوع في المعمودية مثل الخطوبة مثل عهد الزيجة .. تخيل أننا عرائسه ونقترن بغيره .. كيف تكون مشاعر الله وكم يتضايق ويحزن ؟ كم يشعر بخيانة عجيبة جداً من هذه النفس لذلك قال هوشع آية جميلة وهي أنَّ الله يقول للنفس ﴿ أخطبكِ لنفسي إلى الأبد وأخطبكِ لنفسي بالعدل والحق والإحسان والمراحم ﴾ ( هو 2 : 19) .. أدخل معكم في عهد زيجة أمر لا يمكن أن تجده في العالم .. ﴿ أخطبكِ لنفسي بالعدل والحق والإحسان والمراحم ﴾ .. لا تأخذوه من غيري .. يا لجحود النفس التي ترتبط بعريسها السماوي وتحب الأرض وملذاتها .. يا لجهل النفس التي يفتح لها ربنا يسوع كل أسراره وكنزه وعطاياه لا يمسكها عنها ورغم ذلك تشتاق للتراب – أمر مُحزن – ربنا من أول ما دخل في عهد مع أبينا إبراهيم وقال له سأجعلك نسل مقدس لكن كان هناك شرط مهم وهو أن لا يقترنوا ببنات الأمم ولا تدخلوا في عهد مع غيري ولا تدخلوا في عهد مع سكان الأرض . أيضاً قال الله لموسى النبي عندما أخرجه من أرض مصر ﴿ اِحترز من أن تقطع عهداً مع سكان الأرض ﴾ ( خر 34 : 12) .. لماذا ؟ لأني أريدكم عذراء عفيفة .. أريدكم شعبي أنا فقط .. علاقة قوية .. الله إختارنا واقترن بنا لنحمل إسمه ويكون لنا صفاته ولا نقترن بغيره .. القديس يعقوب السروجي يقول عندما أراد أن يخطبنا ككنيسة أراد أن يدفع فينا مهر مثل أي عريس .. فماذا يدفع ؟ دفع دمه .. هذا مهرنا .. وعندما أراد أن يقدم هدية لمدعويه في عرسه قدم لهم جسده .. يقول القديس يعقوب السروجي هل رأى أحد عريس يقدم جسده للمدعوين في عرسه ؟ هل رأى أحد عريس يقدم دمه مهر لعروسه ؟ هذا ما حدث مع كنيسة العهد الجديد .. هذا ما يحدث معنا اليوم .. يعطينا جسده ودمه .. هدية يعطيها لمدعويه . ألم ترى شخص يقدم لك هدية بهذه القيمة ؟ مهما قدم .. فماذا يقدم ؟ شيكولاتة .. تورتة ........ لكن جسده ؟ نعم .. لأنه أراد أن يقول لك أنا واحد فيك وأنت فيَّ .. ما هذه العلاقة القوية ؟ هذا ما فعله الله معنا .. إشترانا لنكون مِلكه .. إشترانا من كل قبائل الأرض لنصير له .. إذاً لا نخونه .. دخل معنا في عهد زيجة .. إذاً يجب أن نكون أوفياء وأُمناء له .. هو عريس نفوسنا وهو أحب ذلك .. لذلك معلمنا بولس الرسول عندما تكلم مع أهل كورنثوس قال لهم لا تنخدعوا بالشر الذي في وسطكم .. ﴿ الخطية المحيطة بنا بسهولة ﴾ ( عب 12 : 1) .. ﴿ لا تُشاكلوا هذا الدهر ﴾ ( رو 12 : 2 ) .. إحذر أن تدخل لك سمات العالم .. أنت لست عروس للعالم بل أنت عروس المسيح فعش له بكل أمانة وكل خضوع وأنت تشعر أنَّ هذا شرف أن تحمل إسمه وصفاته . لذلك قال لهم معلمنا بولس الرسول إني أخاف عليكم .. ﴿ إني أغار عليكم غيرة الله ﴾ ( 2كو 11 : 2 ) .. هذه الغيرة أخذها من سيده يسوع لأنه مكتوب عنه أنه إله غيور ( خر 20 : 5 ) .. لا يحب أبداً أن يكون شعبه معه وفي نفس الوقت مقترن بغيره .. لا يحب أن يقطع شعبه عهد مع سائر الأمم .. معلمنا بولس الرسول يقول ﴿ هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح ﴾ ( 2كو 11 : 3 ) .. قديماً خدعت الحية حواء وأنا أخاف عليكم أنه كما أغوت الحية حواء أن تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح يسوع .. هذا عمل الشيطان الآن .. عدو الخير وجنوده وعمل روح أهل العالم أن يفسد أذهاننا عن البساطة .. دخل لنا عن طريق الإعلام وأهل العالم والمجتمع المحيط .. يفسد أذهاننا عن البساطة التي في المسيح يسوع في حين أنَّ الله يريدنا له .. يريدنا خاصته وله وحده . جميلة صلوات الكنيسة عندما تقول ﴿ إقتننا لك يا الله مخلصنا لأننا لا نعرف آخر سواك ﴾ ( أوشية السلام ) .. نحن لا نعرف آخر غيرك .. ليس لنا سواك .. جيد أن يكون ليس لك معين إلا هو .. هذه الزيجة إختارها المسيح وقدسها لكي تمتد وتتأصل جذورها إلى أن تُكتمل .. هل تعرف متى تكتمل ؟ في السماء .. رأينا أنَّ ربنا يسوع يحتفل بكنيسته ويحتفل بأورشليم السماوية كعروس مزينة لعريسها هكذا كل نفس منا تتزين وتتزين بالبر لكي تُهيأ للزيجة .. كما يقول عن الكنيسة التي بها تبررات القديسين ( رؤ 19 : 8 ) .. نتزين بالبر لكي نُهيأ للزيجة السماوية حتى عندما يستقبلنا يجدنا كعروس مزينة لعريسها .. جيد أنَّ الإنسان يشعر بعلاقة حب متبادلة .. جيد أن يشعر أنه في علاقة زيجة مع الله . بعض الرهبانيات الكاثوليكية يلبسوا الراهب خاتم .. كل المتزوجين يضعوا في أصابعهم خاتم زواج ( دبلة ) لكن الرهبان لا يضعوه .. هذه الرهبانيات تقول لا .. نحن نضع خاتم في إصبع الراهب إشارة للزيجة بالملك السماوي .. رمز لأنَّ النفس العذراء للمسيح هي النفس التي دخلت معه في علاقة حب وصارت له .. فماذا عن نفسي أنا ؟ أيضاً أنا نفسي عذراء له تحمل إسمه دائماً وتخدمه بأمانة ويكون مالك على مشاعري وعواطفي .. أفكر فيه دائماً .. ما مقدار رصيد حبه في قلبي ؟ لذلك لا تتعجب من المسيح له المجد عندما يقول من أحب أباً أو أماً أو أخاً أو أختاً أو زوج أو حقل أو أولاد أكثر مني فلا يستحقني .. أي أريد أن أكون أكثر من علاقة الزيجة معك .. لو لم أملك على مشاعرك كلها فلا تستحقني ولا تعرفني وأخاف أن أقول لك وأنا أيضاً قد لا أعرفك .. لذلك لا تتعجب من النفوس التي دخلت في هذه العلاقة الزيجية وتركت كل شئ من أجله .. إكتشفت غِنى محبته في قلبها .. صدقوني نحن محتاجين أن نكتشف غِنى محبته في قلوبنا .. لو اكتشف كل واحد منا غِنى محبة الله داخل قلبه سيخجل من نفسه ولا يقبل أن يعيش للعالم أو الخطية . لذلك نحن كنيسة ربنا يسوع نُسمى عذارى يسوع .. عذارى له .. عذارى أي ليس بنا البعض متزوج والبعض غير متزوج .. لا بل كل نفس فينا هي عذراء ليسوع .. كل نفس متحدة به ومرتبطة به .. لأنَّ الآباء القديسون عندما أرادوا أن يشبهوا العذراوية لم يقولوا أنها حالة جسد بل قالوا أنها حالة نفس وروح .. وعندما عرَّفوا البتولية قالوا ﴿ أنَّ البتولية الحقيقية هي حالة نفس لم تتزوج بمحبة العالم ﴾ .. هل نفسي متزوجة بمحبة العالم أم لا ؟ النفس التي لم تتزوج بمحبة العالم هي عذراء .. نحن كلنا عذارى يسوع .. يستحيل على كنيسة يكون ربنا يسوع إشتراها بدمه وأعطاها كل هذا الحب وهي تحب غيره وتعيش لغيره . هذه هي الكنيسة العذراء للمسيح التي تقدم له كل خضوع ومحبة .. آه لو اكتشفنا كم نحن محبوبون عنده نقول مع أشعياء النبي ﴿ إلى اسمك وإلى ذِكرك شهوة النفس بنفسي اشتهيتك في الليل ﴾ ( أش 26 : 8 – 9 ) .. أنا اشتهيتك .. وصلنا إلى درجة أننا نشتهي الله ونحبه وهو غير ملموس وغير مفهوم .. بل من مجرد تعاليم نسمعها فقط .. وصلنا إلى حالة عِشرة معه نقول فيها مع داود النبي ﴿ لا أصعد على سرير فراشي ولا أعطي لعيني نوماً أو لأجفاني نعاساً ولا راحة لصدغي إلى أن أجد موضعاً للرب ومسكناً لإله يعقوب ﴾ ( مز 132 : 3 – 5 ) .. أقول معه لا أستطيع أن أنام بدون أن أصلي أو أشعر أنَّ بداخلي خطية وأعيش فرحان .. أو أسكِت صوته داخلي .. لا أستطيع .. معلمنا بولس الرسول عندما دخل في هذه العِشرة الحلوة قال أنا ألوم نفسي عن الماضي الذي عشته بجهل .. ألوم نفسي عن الفترة التي لم أعرفك فيها يارب .. أنا كنت غني ومن عائلة عريقة ومُثقف ولي مركز في الدولة ينتظرني .. مؤهلات بولس الرسول وثقافته وعلمه كانت تعلن أنه ينتظر مركز والي على مدينته وأيضاً علاقاته العائلية والشخصية تقول كذلك .. وعندما اكتشفناه في رسائله نقول حتى الولاة بجانبك يا بولس يظهرون كأنهم لا شئ .. لكنه يقول ﴿ أحسب كل شيء أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي ﴾ ( في 3 : 8 ) .. ﴿ ما كان لي ربحاً فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة ﴾ ( في 3 : 7 ) .. عندما يفسروا كلمة * نفاية * يقولون أنها بواقي القمامة أي فرز القمامة إلى أشياء نافعة وأخرى غير نافعة .. النفاية هي ما تبقى من فرز القمامة وليس له قيمة . معلمنا بولس يقول حسبت كل هذا نفاية – لا شئ – من أجل معرفة المسيح وأن أوجد فيه .. هل شعرت بهذا الغِنى في المسيح يسوع ؟ أم يزهو العالم أمامك وتريد أن يكون لك جاه وثروة ومنصب ؟ يجب أن تسعى أن يكون لك إسم مضمون في الملكوت .. لذلك يصلي الأب الكاهن في القداس ويقول ﴿ أُكتب أسمائنا في كتاب سفر الحياة ﴾ .. نريد أن نكون ضامنين إمتداد زيجتنا به من الأرض إلى السماء حتى يستقبلنا ربنا يسوع ويقول ﴿ تعالوا يا مباركي أبي ﴾ ( مت 25 : 34 ) .. أنا اخترتكم تعالوا ودخلت معكم في عهد .. اليوم يوم تتويجكم .. لذلك الكنيسة أدركت حالة هذه العِشرة وهذا العشق وكما قدم ربنا يسوع دمه عن الكنيسة .. الكنيسة أيضاً تقدم دمها عنه .. قدمت دماء شهدائها من أجمل أولادها شباب وعذارى وأطفال ونساء وشيوخ .. تقدم له علامة حب .. تسمع من يقول لك سنحرقك .. نصلبك .. نضعك للوحوش .. وهم لا يبالون لأنَّ محبتهم تعدت كل الحدود .. محبتهم غلبت سيوف ونار وحرق وصلب .. محبة غالبة .. ما هذه المحبة التي دخلت القلب ؟ كيف تتخطى النفس حدودها ؟ الطبيعي أنَّ كل شخص الجسد غالي عليه وأي شخص منا تؤذيه آلام الجسد وتؤثر فيه فكيف لا نفزع من آلام الجسد ؟ بالمحبة التي فينا .. كيف لا يخاف الإنسان السيف والنار ؟ كما يقول المزمور ﴿ جوزنا في الماء والنار وأخرجتنا إلى الرحب ﴾ ( مز 66 : 12) . الكنيسة قدمت من أولادها كل الفئات .. رأينا الأيام السابقة القديسين مكسيموس ودوماديوس أولاد ملوك ينكران أنفسهما ويتخفيا ويخلعا التيجان ويتخليا عن مجد المُلك والعالم لكي يعيشا في مغارة في برية وصحراء .. ما الذي جعلهما يفعلان هكذا ؟ الكنيسة تجيب ﴿ من أجل عِظَم محبتهم في الملك المسيح ﴾ . إكتشف الآن رصيد محبتك للمسيح في قلبك .. ما قدره ؟ هو أحبك إلى المنتهى لكن قد لا تكتشف محبته حتى الآن ولأنك لم تكتشفها لا تستطيع أن تبادله المحبة .. إكتشف كنز الحب الذي بداخل قلبك .. وغِير غيرة مقدسة من القديسين واقرأ سيرهم لكي تأكلك أعمالهم .. واعلم ما معنى أنك اشتريت من الأرض لتكون له واعرف كيف كان ماضيك غير أمين لعريس نفسك .. إذاً ممكن تكون خائن غير مستحق البركات لأنَّ خاتمه في يدك وأنت تحب غيره أو مُقترن بغيره .. صعب جداً على عريس نفوسنا الملك السمائي المعزي روح الحق أن نكون نحن خائنون له رغم أنه هو حق .. صعب أنَّ القدوس الذي بلا شر يكون مقترن بأناس لا يحبوه من كل قلوبهم . لذلك يقول أنا أدعوكم لغِنى ميراث .. نحن مدعوين للوليمة السماوية .. يريد أن يقول لك أنك بهذه المحبة قد تتعرض لآلام كثيرة مادمت في العالم .. قد تتعرض لآلام واضطهادات وأنواع كثيرة من الحرمانات وقد تتعرض لألم ودم ولكن ستنتهي هذه المحبة إنتهاء هادئ ومفرح ومنير عندما ترى مجد السماء وربنا يسوع يحتضن أولاده وهو يشترك معهم في العرس النهائي العرس الأخير للذين حفظوا الأمانة ولما يتكلم عنهم الكتاب يقول ﴿ هنا صبر القديسين هنا الذين يحفظون وصايا الله وإيمان يسوع ﴾ ( رؤ 14 : 12) . ربنا يسوع عريس نفوسنا يجعلنا نقترن به ونحيا له كل أيام حياتنا لكي لا نعرف آخر سواه .. ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

حينما أنا ضعيف حينئذ أنا قوى

آية جميلة فى سفر يوئيل تقول " ليقل الضعيف بطل أنا " .... كثيراً ما نرى أنفسنا ضعفاء قليلين , خطاه مجهولين , ولا نساوى شئ , بل ونجذب أنفسنا لأسفل ... هذا الإحساس يُفرِح عدو الخير جداً , لأن الإنسان عندما يشعر أنه لا شئ يبدأ فى السقوط فى الخطايا , فهو فى رأى نفسه بلا قيمة وليس بغالى , ولذلك لا فرق عنده إن سقط أو إن لم يسقط , لكن عندما يشعر أنه غالى وذو قيمة يحترس لنفسه من السقوط * ليقل الضعيف بطل أنا ... هل هذا الشعور يجلب كبرياء ؟ ... لا ... فهناك فرق بين إحساس الإتضاع المصحوب بالقوة , والكبرياء المصحوب بالقوة ... متى يشعر الإنسان أنه قوى وغيرمتكبر ؟ عندما يشعر أن القوة من الله لا منه , هذا إنسان غير متكبر , إنسان لسان حاله يقول " معونتى من عند الرب " .. " إن قام على جيش فلن يخاف قلبى .. ففى هذا أنا مطمئن " .. كيف يقول هذا عن نفسه ويكون متكبر ؟ لا .. هو واثق أن إلهه يعطيه هذه القوة وليست من ذاته .. لذلك قال داود النبى " بإلهى تسورت أسواراً " ويقول بولس الرسول " أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى " نحن نشعر بالقوة عندما يكون معنا الله وفينا وبه نحيا ونتحرك ونوجد , لذلك أنا قوى بالله .. لكن عندما ينظر الإنسان لنفسه يضعف , ولما ينظر للمسيح يتقوى ويفرح , لذلك قال بولس الرسول " حينما أنا ضعيف حينئذ أنا قوى " لأنى عندما أشعر أنى ضعيف لكن المسيح معى عندئذ أشعر بقوة كبيرة معى .... متى يشعر الإنسان بصغر النفس ؟ لماذا يشعر بالضعف ؟ ... متى أشعر أنى ضعيف وفى نفس الوقت لا أشعر بصغر نفس ؟ .. وما هو صغر النفس ؟ * صغر النفس هو أنى أشعر أنى مجرد مجموعة سلبيات فقط ..... متى أشعر أنى ضعيف ومتضع ؟ ومتى أشعر بصغر النفس ؟ المتضع هو من يشعر أنه ضعيف فى وجود الله , وصغير النفس هو من يشعر أنه ضعيف ويقيس نفسه بنفسه ..... صفر = صفر .. لكن لو وضعنا بجانبه واحد (1) عندئذ يساوى عشرة (10) ... أنا وحدى أساوى صفر لكنى بيسوع أساوى عشرة ... لو وضعنا أكثر من صفر , صفرين , ثلاثة أصفار , أربعة أصفار ..ستزداد القيمة الى مائة , ألف , ..... إذاً أى عدد من الأصفار مع المسيح تساوى قيمة كبيرة جداً ..... إذاً الأمر ليس فى عدد الأصفار إنما فى الواحد لأنه مهما إزداد عدد الأصفار وحدها فقيمتها معاً تساوى صفر , إذاً القيمة تأتى من الواحد بجانب هذه الأصفار .... هذا يعلمنا أنه كلما إزداد إتضاعى كلما صرت بالمسيح قوى بل أقوى , لكن بدون المسيح أضعف أكثر ..... إذاً شعورى بالقوة ليس لأن القوة من ذاتى بل من الله .. لأن لى إله قوى أشعر بقوته فى حياتى ومعونته , أنا متكل على كلمته " ككلمتك إحينى ", متكل على بركته وعمله ..... هل أشعر بوجود الله فى حياتى ؟ ووجوده هل يشعرنى بقوة أم لا ؟ كلما شعرت بوجوده فى حياتى أكثر كلما شعرت بقوته أكثر * الله إختارتلاميذ ضعفاء لتصير القوة منه ... لنفرض أنك قلت لى أنا أشعر أنى ضعيف إمكانيات وعائلة وذكاء ومال و... , أقول لك أن كل ما ذكرته لى لا يعطى قوة , لكن لو عكست الأمر أنت غنى وذكى وذو جاة وعائلة و.... , أقول لك وكل هذا أيضاً بدون المسيح ليس قوة .. القوة هى من عمل الله فى حياتى , قد يكون شخص مثل بولس الرسول واقف يُحاكم ومكبل بالحديد ويُلطم , ورغم ذلك يشعر بقوة أكثر ن الوالى الذى يحاكمه , حتى أن بولس يعظ الوالى الذى صارخائف من بولس , الأمر عُكس لأنه يشعر أن بولس فيه قوة شديدة تحركه وترفعه أيضاً بطرس الرسول رأى يسوع ففرح وسار على الماء , لكنه لما تحولت عينيه عن المسيح خاف وقلق , بدأ يغرق .... لماذا ؟ لأنه لما حول عينيه عن يسوع رأى ضعفه البشرى وخطورة البحر فبدأ يغرق , لكنه عندما إستنجد بيسوع أنقذه ..... هكذا عندما أنظر الى إمكانياتى وظروفى الصعبة قد أضعف , لكن عندما تكون عينى على المسيح فإنى أظل بضعفى وظروفى الصعبة لكنى قوى به من أكثر الأمور التى تحارب الإنسان وخاصة البنات أن يشعره عدو الخير أنه رخيص بلا قيمة وغير محبوب وليس به شئ جيد أو صالح ... لا.... قل له نعم أنا ضعيف لكن لى إله قوى , وكما تقول عروس النشيد " أنا سوداء وجميلة " , كيف تكون سوداء وجميلة فى ذات الوقت ؟ تقول لأنه هو جمالى ... أنا لست بجميلة لكنه هو الذى جعلنى جميلة ببهائه , أنا ضعيفة لكنه جعلنى قوية بقوته هو ... لذلك من أفضل الأمور التى تفيد الإنسان شعوره أن الله معه ويقويه .... عندما تشعر أنك لا شئ فكر فى أمور جميلة أعطاك الله إياها , قل له أولاً أشكرك لأنى مسيحى , ولأنك عرفتنى بذاتك , وأشكرك على بيتى لأنه يعرفك ولأنه إهتم بى , أشكرك لأنك أعطيتنى أسرة ترعانى , وأعطيتنى عقل يفهم ويفكر , وأعطيتنى جسد يتحرك , وأعطيتنى....... , فكر فى أمور كثيرة حلوة أعطاك الله إياها , وأكيد الله أعطاك مواهب كثيرة ... أشكر الله على كل شئ عندئذ تتشدد نفسك قد تقول لى لنفرض أنى لا أعرف أن أعمل كذا فماذا أفعل ؟ أقول لك قد لا تعرف أن تفعل كذا لكنك تعرف أن تعمل أمور أخرى .. كل واحد منا له أمر ضعف وأمر نافع يفعله .. المهم هو أنه جيد أن تعرف أن قوتك ليست منك بل من الله , قل له يارب أنا ضعيف لكنى قوى بك فأنا أحتمى بك قال الملاك لجدعون سأخلص شعبى بك , قال له جدعون كيف وأنا مختبئ لأهرب المحصول من المديانيين , أنا متعب من عدوى وعشيرتى هى الذلى فى منسى , فإن كان الله معنا فلماذا يحدث معنا كل هذه الأمور ؟ .. فقال له الله سأستخدمك أنت وأغير بك الكثير , إجمع الشعب , فجمع ثلاثين ألفاً , فقال له الله هذا عدد كبير, قال له جدعون لكن المديانيين أقوياء , فقال له الله لا تخف منهم , قل للشعب الذى جمعته من كان خائف فليرجع .. فتراجع سبعة وعشرون ألفاً منهم وظل ثلاثة ألاف , فقال له الله وهذا أيضاً عدد كبير قل لهم أن يتقدموا للمياه للشرب والذى يشرب بيده هو الذى يذهب معك لمحاربة مديان , فجمع ثلاثمائة فقط وحارب بهم مديان وغلب , الله فال له أنا قادر أن أستخدمك بهذا العدد القليل ...... الله قادر أن يستخدمنا بضعفنا وضعف إمكانياتنا لكن القوة من عنده هو .. الله يحب أن يرى فينا روح قوة لأننا أولاده تخيل شخص مثل مار مرقس يكرز لبلد وحده , مارمرقس كرز لمصر كلها وحده , لم يخف رغم أنه لم يكن له فيها أحد يسأل عنه أو يدافع عنه ويسنده ... نسأله كيف فعلت كل هذا ؟ يقول أنا ضعيف لكنى قوى وداخلى صوت الله وقوته وبه أغير بلاد وليست بلد واحدة فقط .. وهذا ما حدث هل ترى نفسك قوى ؟ هل ترى نفسك بعين المسيح أم بعين نفسك ؟ .. أنظر الى نفسك بعين المسيح , هو أعطاك قدرات جميلة وكلما إقتربت منه كلما شعرت كم حفظك وفرحك ....... وأجمل ما فى المسيحية أنها تشعرنا كم نحن ضعفاء بأنفسنا لكن أقوياء بالمسيح ... نحن فى أنفسنا لا نملك شئ لكن بالمسيح نملك كل شئ ونستطيع أن نملك كل شئ , هو قادر أن يعطى ويغير " إختار الله ضعفاء العالم ليخز بهم الأقوياء , إختار المذدرى وغير الموجود ليخزى الموجود " أصعب شئ أن يحتقر الإنسان نفسه ... لا ... أنظر الى نفسك بعين المسيح , كيف يراك المسيح ؟ يراك إبنه ومجده فيك , يراك أجمل ما فى الخليقة , خلق الخليقة كلها لك لتكون أنت زينتها وكاهنها .. هذا هو قصد الله من وجود الإنسان فى الحياة , أن يكون صورة الله المنيرة وسط ظلمة العالم ويعلن قوة ومجد الله لا تستسلم للحزن والفشل , وناد إسم يسوع كثيراً وإرشم صليبك , وإحتمِ فى القديسين كثيراً... قدموا لله ضعفاتكم لتأخذوا بدلاً منها قوة , قدموا القليل لتأخذوا الكثير .. وهذا أجمل إختبار يتذوقه الإنسان فى حياته موسى النبى أرسل إثنى عشر جاسوس ليتجسسوا أرض الميعاد , عشرة منهم أشاعوا مزمة وقالوا أن الأرض صعبة جداً تأكل ناسها ورأينا هناك بنى عناق وكنا فى أعينهم كالجراد , بينما الإثنان الأخرين قالا " الأرض جيدة جداً جداً إن سُر الله بنا يعطيها لنا " إننا قادرون عليها , نسألهما هل معكما عدة للحرب لتمتلكا بها الأرض ؟ فكيف إذاً تقولان أننا قادرون عليها بينما العشرة الأخرين يقولون أنها صعبة جداً ؟ .. يقول الكتاب عن كالب بن يفنة ويشوع بن نون أنه " كان معهما روح أخر "روح الله عملت فيهما , ولما سألوهما عن بنى عناق قالا " إنهم خبزنا " سنأكلهم .... معهم روح قوة * لا تنظر لظروفك الصعبة ولا لإمكانياتك الضعيفة بعينك أنت بل أنظر لها بعين المسيح التى تسندك .. أخطر شئ أن تنظر الى سلبياتك فقط , لا , أنظر الى سلبياتك وإيجابياتك أيضاً فى ضوء المسيح , عندئذ ستجد المسيح هو سر فرحك وقوتك وذكاءك و..... وإن حاربك روح ضعف أطرده * فى أحد الأيام ذهب الى القديس الأنبا بيشوى أحد أولاده وقال له أنا كثير السقوط فى الخطية , فأعطاه الأنبا بيشوى تدريب ليسير به فى جهاده , وبالفعل عاش بالتدريب وجاهد لكنه عاد بعد فترة بنفس الضعف , فأعطاه تداريب أخرى , وتكرر الأمر وفى كل مرة يعود بنفس الضعف رغم أنه يعيش التدريب الذى يعطيه إياه أبوه القديس , وفى النهاية سأله الراهب هل ترى يا أبى أنى أنفع فى الرهبنة أم لا ؟فقال له الأنبا بيشوى لا لن تنفع , فحزن تلاميذه وقالوا له لماذا يا أبانا قلت له لن تنفع ؟ فقال لهم لأن به روح ضعف عندما يسيطر على الإنسان روح ضعف يكون تقدمه صعب , لكى تتقدم فى حياتك الروحية بدل روح الضعف الذى فيك بروح قوة وأطلبها من الله ,قل له يارب قوينى وتوبنى وإسندنى ,أنا ضعيف لكن معونتى من عندك , " أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى " الله يعطينا روح قوة ونصرة ليبدل كل ضعف فينا بقوة من عنده , ويكمل كل نقص فينا ويسند كل ضعف فينا بنعمته .... له المجد دائماً أبدياً آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل