العظات
كيف نقدم موضوعات الغرائز والجنس للمخدومين
لأن هذا الأمر بالنسبة للمراهق يتعبه ولا يعرف كيف يتكلم فيه لذلك لابد أن نُعالج هذا الأمر في تعاليمنا .. توجد دراسات على الإنترنت أُقيمت على أكثر الأمور التي تشغِل الشعوب فوُجِد أن أكثر أمر يشغِل مصر هو الجنس .. هذا معناه أن هذا الأمر يشغِل الناس بإسلوب مخفي .. وهناك إحصائيات تُعلن ذلك .. إذاً نحن لا نُقدم تعليم يُهذب هذا الأمر .
لابد أن نُعلِّم أولادنا أن الجنس شئ مقدس وأنه قدس أقداس الكيان والذي لوَّثهُ عدو الخير والشر والإنحراف .. ونحن نقول أننا تركنا أكثر الأمور قداسة لأردأ الأمور تُعلِّمه .. فنجد المخدوم يريد أن يستزيد معرفة في هذه الأمور من مصادر رديئة فيصير الأمر نار داخلية لا تظهر حتى أن الأمر يصل إلى أنه لو كلمت المراهق أن هذا الأمر مقدس تجده يتخيلك تخدعه .. للأسف عدو الخير أقام له حصون في النفس وهذه الحصون هي الذات والشهوة والمال .. هذه طُرُقه داخل النفس لكن نسبة كبيرة إنحراف غريزي .. لذلك تقديم هذه الأمور في صورة مقدسة مهم جداً فلا تتجنب أو تتحاشى أن تتكلم في هذه الأمور بكرامة وتربطها بالله جداً .
عندما تُكلِّم المراهق عن هذا الأمر تقول له أن هذا الجهاز في جسدك مهم جداً ويعمل بتدبير إلهي وقد سمح الله أن يكون في الإنسان غريزة .. كان في قدرة الله أن يجعل التناسل بإسلوب آخر غير التزاوج مثلما يحدث في بعض الكائنات الأخرى مثل الإنقسام أو ...... وأن توجد فترات خصوبة محددة مثل شهر في السنة كما في بعض الكائنات وبذلك يكون الأمر أسهل ونحكم الشباب في هذه الفترات وبذلك نحفظهم من الإنحراف .. لكن الله إحترم إرادتنا جداً وأعطانا هذا الأمر وهو يثق في عقولنا وأرواحنا وأننا سنوجه هذا الأمر بإسلوب مقدس لائق صحيح .
هذا الأمر كنز أعطاه الله لنا لذلك الفكر في هذا الأمر لابد أن يتغير .. وكما يقول معلمنا بولس الرسول أن الأعضاء التي نظن أنها قبيحة نعطيها كرامة أفضل ( 1كو 12 : 23 ) .. لذلك إظهر للمراهق كرامة هذا الأمر .
عندما تعطي فكرة فسيولوﭼية عن هذه الأجهزة تجد أنها راقية جداً .. فنقول للفتاة أن الله أعطاها جهاز يُكوِّن بويضة وهذه البويضة ينقلها في ستة أيام ثم ..... الله سمح بكل هذا .. قدرة عجيبة جعلها الله في جسدها .. الله جعل البويضة جاهزة أن تكون طفل إن حدث لها تلقيح وبذلك تصير الفتاة أم وإن لم يحدث تلقيح يتخلص الجسد من البويضة .. ثم يُكوِّن غيرها وهكذا .. الله أظهر قدرته .. إظهر عظمة عمل الله في هذا الأمر وكيف هو بارك الأمر حتى أنه سمح أن يكون للفتاة فرصة حوالي 400 مرة لتكون أم .. قدرة عجيبة .
أيضاً الله أعطى قدرة عجيبة للولد في جسده أن يصنع هرمونات بأعضاء خاصة .. تصنع هذه الهرمونات بالمخ والغدد والدم والخصية .. معمل يعمل بإشارات .. فإن كان هذا الأمر مُلوث في نظره صحِّح له هذا الأمر وعرَّفه أنه من الله .. مصنع هرمونات الذكورة يحتاج درجة حرارة أقل من درجة حرارة الجسد لذلك صنعهُ الله خارج الجسم .. عندما يفهم الشخص تركيبه يفهم عظمة الله .. إشرح هذا الأمر ليفهم المخدوم أنه قدرة إلهية عجيبة وضعها الله داخله ليفهم أنه مقدس وعرَّفه كيف أن الله حريص وقدير وضع هذا الينبوع المقدس في الإنسان .
عندما ينحرف الشخص بغرائزه تعرف أنه لم يفهم أنه أمر مقدس لأن هذا الأمر منذ صغره .. أما إن كان الأمر مغلق جداً بالنسبة له أو عرفهُ بطريقة رديئة ونحن نعرف أن الممنوع مرغوب حتى أن الأولاد في سن المراهقة عندما يعرفون هذا الأمر قد ينظرون للوالدين نظرة رديئة لذلك لابد أن يفهم المراهق أنه حباً من الله وضع داخله هذه الكنوز .
هناك بعض الأمور لابد أن يعرفها الولد والبنت .. يعرف كيف جاء .. جاء ببذرة من الأب وبذرة من الأم بهما ﭼينات .. أي الله أعطى الإنسان قدرة أن يشترك في الخلقة عندما قال للإنسان " أثمروا " ( تك 1 : 28 ) .. وضع فيه قدرة التناسل .. وأول آية صنعها ربنا يسوع هي عرس قانا الجليل ليُبارك الزرع البشري الذي تدنس .
كيف تُوضح هذا الأمر للمخدومين ؟ عرفهم أنه لكرامة هذا الأمر جعلته الكنيسة سر .. فلو كان هذا الأمر غير مقدس كانت الكنيسة ترفع يدها عن أمر الزيجات ويصير مجرد أمر اجتماعي فقط .. لكن لا .. لأنه كما يوجد تحوُّل في سر الإفخارستيا وحلول روح قدس .. هكذا يوجد تحوُّل في سر الزيجة وحلول الروح القدس كي يجمع الإثنان فيصيران واحد .
المراهق الذي له فكر مُلوث عندما يعرف أن هناك شخص تزوج يفكر فيه فكر ردئ لأنه أخذ معلوماته من مصادر رديئة .. لكن لابد للخدمة أن تضع إكرام لهذا الأمر لأن عدم فهمه يُسبب مشكلة للمراهق ولابد أن يفهمه بطريقة نقية .. لأنه الأن توجد تجارة لهذا الأمر تأخذ ثوب المعرفة لكن للأسف تعطي معلومة خاطئة .. إذاً المصدر الجيد النقي الذي يعطي المعلومة هو الذي يُعطى بحسب القصد الإلهي .. مهم جداً .
لابد للولد أن ينظر نظرة مقدسة للبنت والبنت تنظر نظرة مقدسة للولد .. ولا نُربي الجنس على أن الجنس الآخر شر وخطية .. لابد أن يفهم أن للجنس الآخر كرامة كما أن له هو كرامة وأنه توجد قديسات وقديسين وشهيدات وشهداء و ..... الجنسان معاً في السماء .. وأن هناك قديس وقديسة من نفس مرحلته العمرية .. لابد أن يعرف الولد أن المرأة ليست رديئة أو مصدر شر وكذلك الفتاة ونظرتها للولد لأن الثقافة العامة خاطئة .
ومع الإنفتاح والفضائيات وأنه لا يوجد تحكم في هذا الأمر لذلك توجد فرصة لإختبار الفضيلة أكبر من أي وقت آخر .. لأنه قد أكون شخص جيد لأنه ليس أمامي غير ذلك لكن داخلي ردئ .. لذلك لنسأل سؤال ما هو الفرق بين الضبط والكبت ؟ لابد أن نُربي ولد مضبوط وليس مكبوت .. المضبوط هو شخص لا يريد وقادر على ذلك أما المكبوت فهو شخص يريد وغير قادر .. أيهما نُربي شخص منضبط أم شخص مكبوت ؟
الشخص المكبوت يريد لكن لا يستطيع أن يفعل ما يريد فيُخرج هذه الأمور في الخفاء .. لابد أن يفهم الولد تكوينه الجسدي وكذلك البنت ولابد أن نحدثهم عن الله في هذه الأمور .. لابد أن يفهم أن الفتاة أعطاها الله دهون لتُريح وتُربي وتعطف وتُحب وأنه كثيراً ما بكى وهو طفل وصمت عن البكاء في حضن أمه .. إذاً الفكر الردئ ينضبط حتى لا يشعر أن كل فتاة شر وشهوة بل هي كائن محترم .. لابد أن يتعلم أن ينظر للشخص على أنه شخص وليس شئ أي كيان محترم .. لابد أن يفهم الولد أنه هو والبنت مدعوين دعوة واحدة دعوة قداسة وأنهما يأخذان الأسرار معاً وإن كان الله قد جعل الكهنوت للرجل لظروف خاصة لكن يمكن للفتاة أن ترتفع عن الرجل لأنهن وارثات للملكوت مثل الرجل والله خلق الجنسين للتكامل .. لكن قد يسأل لماذا جعل الله بينهما ميل ؟ نجيب لكي يستمر الجنس البشري .. كل أمر لوَّثهُ عدو الخير لابد أن نُعلِّم فيه بطريقة صحيحة .
لا تجعل لهذا الأمر درس مخصص بل إجعله يأتي في سياق الدرس العادي وقُل سيرة قديسة واسأل هل الفتاة تدخل السماء أم لا ؟ وعرَّفه كيف هي أمه وأخته وزوجته وابنته في المستقبل .. وكذلك إسأل الفتاة هل الولد لا يدخل السماء ؟ وعرفها كيف هو أبيها وأخيها وزوجها وابنها في المستقبل .. لا يمكنك أن تتكلم عن هذه الأمور ولا تجرح الذي أمامك إلا إذا فهمتها وشعرت بنقاوتها وإلا سينزل كلامك بالمخدوم لأسفل لأنك تجرح هذه الأمور في كلامك إن كنت لا تفهمها بإسلوب نقي صحيح .
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته
له المجد دائماً أبدياً آمين
الخادم قلبه بحسب قلب الله
بعد أن أراد الله أن يُهلك الشعب في سفر هوشع يقول لنا « قد انقلب عليَّ قلبي اضطرمت مراحمي جميعاً » ( هو 11 : 8 ) .. وعندما نقول أن قلب الخادم بحسب قلب الله نقول :
1. قلبه مُحب .
2. قلب غيور .
3. قلب رحيم .
أولاً ..قلبه مُحب :
إن أردت أن تتعلم الحب فخذه من مصدره وهو الله .. وحُب الله ليس كالحب البشري الذي يرغب في الأخذ كما العطاء .. إن محبة الله هي دائمة .. عطاء بلا حدود وبلا شروط .. وعندما تحب بحسب حب الله فإن هذا يجعلك مثله في محبته .. فعندما يقترب الخادم إلى الله يرتسم عليه صورة الله .. الله أحبنا قبل أن نوجد وعندما تواجدنا أحبنا .. وعندما أخطأنا أحبنا .. وعندما فدانا أحبنا .
معلمنا يوحنا الحبيب يقول « هو أحبنا أولاً » ( 1يو 4 : 19) .. « أحبنا بلا سبب » .. وما أجمل محبة الخادم لمخدوميه ولكن محبة روحية وليست محبة عاطفية ( متقلبة ) .. المحبة الروحية هي محبة من الله لكل أحد .. كل ما اشتعلت محبة الله في حياتي كلما انعكست محبة الله على الآخرين .
محبة لا تفرَّق ولا تضع حدود مثل محبة الله التي جعلته يترك عرشه الإلهي ويقدم ذاته ذبيحة .. محبة بذل وعطاء .
ثانياً ..قلبه غيور :
لا يوجد أهم من الإنسان عند الله .. ويُغار عليه بشكل غير محدود فيقول « لذاتي مع بني آدم » ( أم 8 : 31 ) .. يرغب أن يعيش الإنسان في محبته وخلاصه .. يغار عليهم من الشر .. السبي .. الأعداء .. وإن سمع بتأديبهم من أعداء فإنه ينتقم من هؤلاء الأعداء فيما بعد .. يغير على برهم وقداستهم فيرسل أنبياء ويرسل كلمته من أجل كل أحد .. غار على شعبه وقال لهم إحذروا من عادات الأمم .. والزواج من بنات الأمم .. لذلك نُدعى نحن شعبه – قطيعه – وغنم مرعاه .
الخادم الذي قلبه حسب قلب الله لا يستطيع أن يرى مخدومه بعيد عن الله .. يغار على مخدومه جداً .. فتجده يذهب ليفتقده ويصلي من أجله .. مثل بولس الرسول وهو يقول « من يعثُر وأنا لا ألتهب » ( 2كو 11 : 29 ) .. ثلاث سنوات يصلي بدموع من أجل الناس وهو يراهم في خطايا ويصمُت .. القلب الغيور هو قلب له مكافأة .. له كرامة في أعين الله .
ثالثاً ..قلبه رحيم :
ما أكثر كلام الله الذي رجع عنه .. لأنه رحيم .. رأينا أهل نينوى عندما اعترفوا بأنهم أخطأوا .. نجده رحيم معهم جداً وعفى عنهم .. الله يفتح باب الرحمة للكل .. ورأينا في قصة سدوم وعمورة أرسل لهم لوط يعلِّمهم ويوبخهم ويعطيهم آية لكنهم لم يسمعوا .
ورأينا أيام نوح البار ظلَّ يبني الفلك " 100 " سنة قبل إرسال الطوفان حتى يعطي فرصة أخيرة للجميع وعندما أنهى نوح بُناء الفلك طلب الله منه أن يدخل هو وأولاده وزوجته ولا يُغلق الباب حتى يعطي فرصة لمن يرغب حتى النهاية .. إلى أن أنزل المطر والباب مازال مفتوح وبعدها أغلق الله الباب .
الخادم الذي قلبه حسب قلب الله تجده يكرز بمراحم الله أكثر مما يكرز بعقوبات الله .. ويفتح للغريب والقاسي أبواب المراحم .. تجد قلبه مملوء رحمة مثل رحمة الله .. ما أكثر ما قرأنا في الكتاب المقدس « فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه » ( خر 32 : 14) .. لأن الله جاء يكرز للمأسورين بالإطلاق وللمسبيين بالعتق .. يكرز بالرحمة .. جاء لا ليدين العالم بل ليُخلِّص العالم ( يو 3 : 17) .
يعطينا الله قلب بحسب قلب الله
ويعطينا خدمة تُرضيه وحب
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته
له المجد دائماً أبدياً آمين
اعماق الخادم
يقول معلمنا بولس لتلميذه تيموثاوس « ما سمعتهُ مني بشهودٍ كثيرين أودعهُ أُناساً أُمناء يكونون أكفاء أن يُعلِّموا آخرين أيضاً » ( 2تي 2 : 2 ) .. إن الخدمة الكنسية هي عمل إلهي .. إذن على كل من يعمل في الكنيسة وكل من يعمل لله أن يكون على علاقة بالله لكي تحصل على توجيهات الله وتسير على سياسته .
الأساس الروحي والبناء الروحي للخادم هو أساس الخدمة .. لذلك نتحدث عن نقطتين هما :
1. ما هي الخدمة ؟
2. صفات الخادم .
أولاً : ما هي الخدمة ؟
الخدمة هي امتداد لتدبير خلاص الرب يسوع .. ما فعله يسوع من حب وتسليم ذات وصليب وفداء ووصايا .. فإننا مؤتمنين على هذا الفعل .. نحن نُكمل تسليمه للأجيال ( أي الخلاص ) .. فعلينا أن نُبشر بموته ونختبر محبته ونزرع تعاليمه عند أحبائنا .
أمنَّ الله على نقل خيراته للآخرين .. هذا أمر جوهري وسري جداً .. الخدمة استمرار لعمل الله .. فإن من محبة الله لنا إنه سمح لنا أن نخدمه .. إن من صلاة الكاهن السرية يقول « أنت يا الله من كثرة صلاحك إحتملت أن نصير لك خدام » .. إذن الخدمة بالنسبة لأولاد الله هي ضرورة وليست إختيارية .. ووجدنا القديس يوحنا فم الذهب يقول « لا يوجد مسيحي لا يخدم » .. طالما تمتعت ببنوة الله فعليك أن تخدم لأنك ابن والباقين هم إخوتك .
الخدمة رسالة التفاعل بها يأتي عندما أتفاعل أنا مع الخلاص .. في هذا الوقت لا أطيق أن أتمتع به بمفردي .. هو الذي غفر لي خطاياي .. أحبني .. أعطاني .. « ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب » ( مز 34 : 8 ) .. مثل ما فعلت السامرية عندما تلامست مع المسيح .
أرميا النبي قبل السبي وصلت الناس إلى ذروة الخطية .. رغم كلام أرميا لهم .. حتى مَلْ جداً منهم وقال إنه لا يخدم ثانية .. ثم وجدناه بعدها يقول « قد أقنعتني يارب فاقتنعت وألححت عليَّ فغلبت ..... فقلت لا أذكره ولا أنطق بعد باسمه فكان في قلبي كنارٍ مُحرقةٍ محصورةٍ في عظامي فمللت من الإمساك ولم أستطع » ( إر 20 : 7 – 9 ) .. رأينا أيضاً معلمنا بولس الذي يكرز في كل مكان ( المجمع اليهودي .. البيوت .. الشوارع .. الأسواق ) أيضاً كان يكرز في السجن حتى وصل تكريسه في بيت قيصر .
عندما تختبر عمل المسيح في حياتك هنا ستُصبح خادم .. حتى لو لم يكن لك الشكل أو المكان مثل مارمرقس كاروز الديار المصرية ولكن الذي عنده هو الإرادة والنفس التي تشهد للمسيح .
إن الخدمة هي انفعال لإنسان شعر وذاق .. إعرف المسيح وادخل معه في عشرة .. قدم مشاعرك لكي ينقل الفائدة للآخرين .. وبقدر صدقك في ما تقول ومقدار فرحك هم الدليل إن خدمتك مقبولة عند الله .. وانتظر لأن عمل الله متدرج .. فقط كن أمين فيما تفعل أما الثمر على الرب .
المعروف أن الكلام يستمد قوته من قائله .. عليك أن تشعر فقط أن الكلام ليس نظريات وكلمات أو معلومات .. ولكن الموضوع هو فكر روحي ونعمة روحية تنتقل عن طريق قناة ونحن شهود لعمل الله وأدوات في يده .
ثانياً : صفات الخادم :
يجب على الخادم أن يكون له حياته الخاصة .. فالقديس مارإسحق يقول « الكلام عن العسل شئ ومذاقة العسل شئ آخر » .. أن تعرف الله شئ وأن تكون تذوقت الله شئ آخر .. وعندما يأتي إليك عطشان لا يصح أن ترسم له ماء على الحائط .. إذن الخادم الذي نريده هو الخادم الذي يشهد له المخدع والمذبح أكثر ما يشهد له المنبر .
الأمر ليس حركة اجتماعية أو نشاط .. الخادم عليه الإهتمام أولاً بحياته الداخلية ( صلاته .. إنجيله .. قداسه .. عِشرته .. قراءاته ) .. إننا نعرف إن الأجيال تضعُف كثيراً بسبب التكنولوچيا .. الإنترنت .. دِش .. إنفتاح .. صداقات .. أماكن ترفيه .. لهو .. وتظهر براعة الخادم في كل هذا لأن تأثير الخدمة يظهر بالأكثر في وسط الشر .
كيف تتكلم على الشفاء وأنت أول المرضى ؟ كيف يكون الخادم غير مُبالي بأمر خلاصه ؟ فعليك أن تقف مع نفسك وتجاهد في التخلص من خطاياك وترفضها .. وإذا وقعت قم سريعاً .. وكلمة الله على أفواهنا وفي قلوبنا .. ولا ننقطع أبداً عن التسبيح والتوبة والمواظبة وعاشقين لكلمة الله ومُحبين لكنيستنا .
هذه هي البداية لكي يُعلِّم ويخدم وتكون خدمته لها تأثير .. المهم هي المصداقية فيما تقدمه وما ترغب في توصيله للمخدوم .
الخادم يقدم نكهة لها طعم .. هذه النكهة هي وعاءك الشخصي .. وهذا الوعاء له طعم .. ويوجد طعم يُحبب وهناك طعم يتعب .. ما هي أهدافك واشتياقاتك ؟
معلمنا بولس الرسول يقول « خطبتكم لرجلٍ واحدٍ لأُقدم عذراء عفيفةً للمسيح » ( 2كو 11 : 2 ) .. على الخادم أن يأتي بالنفوس إلى الله مثل قصة أليعازر الدمشقي الذي جاء بسارة العروس إلى أبونا إسحق العريس ليتزوجها وهو في الطريق أخذ يُحدثها عن العريس حتى وصلا إليه .
هذا هو دور الخادم مثل أليعازر الدمشقي عندما أخبر سارة بأن إسحق أحن وأطيب من أبيها .. إنه معطاء أكثر من أي شئ .. وأنه هو المُغني وهو المُشبع .. تخيل لو لم تكن قد عرفت هذا الكلام عنه واختبرته بنفسك هل تستطيع أن تقول هكذا ؟
إن معك الكنيسة والإنجيل .. أي هدايا عليك أن تعطيها لغيرك .. ضع أهداف لنفسك ولخدمتك وقيِّمها .. ولا تستمر في الخطأ لأن الله لا يُحاسبنا لماذا أخطأنا ولكن سيُحاسبنا بشدة لماذا استمرينا في الخطأ .. وسيُطالبنا بثمن توسلاته السابقة .
الله دعانا دعوة الخدمة .. فهي دعوة تقديس وإكرام .. فأنت خادم مع سيد ملوك الأرض .. يطلب منك عمل ويطلب أن تقول كلام .. « تُبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي وتذكرونني إلى أن أجئ » .
القديس الشيخ الروحاني يُخاطب الله ويقول له « من رآك واحتمل أن لا يراك .. من سمع صوتك واحتمل أن يحيا بدون سماع عذوبة صوتك » .. نراه في مخدعنا وفي مذبحنا .. نراه في إنجيله وأولاده والثمر والتوبة لأن كل شخص عاش المسيح أثمر للمسيح .. وكل من عاش خارج المسيح لم يأتي بنفس للمسيح وإن كان في حظيرة المسيح .
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته
له المجد دائماً أبدياً آمين