العظات

يارب هبنى أن أبدأ

نحتاج لثلاثة أمور 1-أحاسب نفسى 2- أبدأ الآن 3-تمسك بالرجاء يحتاج كل منا إلي جلسة هادئة مع نفسه ما أكثر ما ينشغل الإنسان عن الجلوس مع النفس . ليتكم تجدون وقتاً أو ترتبون وقتاً ، في خلوة وهدوء ، تنفردون فيه بأنفسكم إنها لحظة إستيقاف للزمن وما أحوجنا إليها لان العمر يمضى بسرعة مذهلة تفتشون هذه النفس ، وتفحصونها ، هي وظروفها كلها ماذا عملنا مما يشاء الله وماذا عملنا مما لا يشاء الله تكون جلسة حساب ، وربما جلسة عتاب ، أو جلسه عقاب ... وتكون جلسة تخطيط للمستقبل ، تفكير فيما يجب أن تكونوا عليه في الفترة القادمة، في جو من الصلاة ، وعرض الأمر علي الله ، لكي تأخذوا منه معونة وإرشاداً ... جلسة يناقش فيها الإنسان كل علاقاته ، سواء مع نفسه أو مع الآخرين أو مع الله ، بكل صراحة ووضوح . تخرج من هذه الجلسه بخطه عمل ومنهج حياة ... كما حدث للابن الضال : إذ جلس إلي نفسه ، وفحص حالته ، وخرج بقرار حاسم لما ينبغي عليه أن يعمله . أقول هذا ، لأن كثيراً من الناس يعيشون في دوامة ، لا يعرفون فيها كيف يسيرون أو إلي أين يسيرون يسلمهم الأمس إلي اليوم ، ويسلمهم اليوم إلي غد ، وهم في متاهة الأمس و اليوم و الغد ، لا يعرفون إجابة من يقول لهم : إلي أين ؟ يقول مار اسحق " إصطلح مع نفسك تصطلح معك السماء والأرض"قال القديس مكاريوس " علي نفسك أحكم ياأخي قبل أن يحكموا عليك لأن الحكم لله وحده "قال القديس الأنبا أرسانيوس " ماذا عملنا مما يحب الله، وماذا عملنا مما لا يحبه الله "قال أحد القديسين " يستطيع شخص أن يقتني في ساعة مالايقدر آخر علي إقتنائه في سنوات، ذلك إذا كانت نية الأول نشيطة بينما نية الأخر متوانية " قال أحد القديسين " لا أتذكر أن الشياطين أطغوني في أمر واحد مرتين إعرف جيداًأن حجرتك هى التى تقيم حجم علاقتك الحقيقيه بالله دون رياء أو رتوش إذ أن الكثير من تصرفاتنا يحكمها قانون الذات والمجتمع والناس والمظاهرأناس يعيشون في غيبوبة عن روحياتهم وابديتهم ‍ وخط سيرهم ليس واضحاً أمامهم . وربما يهتمون بتفاصيل كثيرة ودقيقة . ولكن الهدف تائه من أمامهم . والخيوط التي تشدهم إلي واقعهم هي خيوط قوية ، كأنها سلاسل لا ينفكون منها لذلك هم في حاجة إلي جلسة هادئة مع النفس ، يفحصون فيها كل شئ ، بكل صراحة ، ربما يفحص الخطايا المتكررة و المسيطرة في حياته . جلسة قاض عادل ، يحكم بالحق ، جلسة صريحة ، حاسمة ، وحازمة . وحاسب نفسك في صراحة ، علي كل شئ : خطايا الفكر خطايا القلب و الرغبات و المشاعر ، خطايا اللسان ، خطايا الجسد ، خطاياك من جهة نفسك ومن جهة الآخرين ... علاقتك مع الله ، وتقصيراتك في الوسائط الروحية ... الخطايا الخاصة بوجوب النمو : هل أنت تنمو روحياً أم حياتك واقفة ؟ لا تترك شيئاً في حياتك دون أن تكشفه لتعرفه ، فتتخذ موقفاً تجاهه .. أجلس إلي نفسك لتقيمها ، وتعيد تشكيلها من جديد . أهتم بروحك ، وراجع حياتك كلها . لا تقل " هكذا هي طباعي " أو هكذا هي طبيعتي " . كلا . فالذي يحتاج فيك إلي يتغير ، ينبغي أن يتغير . وليست طباعك شيئاً ثابتاً ، فكما اكتسبتها يمكن أن تكتسب عكسها . أما طبيعتك فهي صورة الله ومثاله أحرص في جلستك مع نفسك ، التي تجلس فيها مع الله ، أن تخرج منها وقد تغير فيك كل ما يجب تغييره من أخطاء ونقائض وأجمل ما تكتشفه فى هذه الجلسه أنك الخاطىء الوحيد والجميع أبرار وعندما ينتابك هذا الشعور المبارك لاتدين أحداً وتسرع بالحب تجاة كل أحد وتمتلىء بالشفقه على الضعفاء اللذين أولهم أنت وهنا يبدأ الفرح والسلام والحب 2- إبدأ الآن أقوم الآن –إنها الآن ساعة لنستيقظ أهم لحظه هى الآن كيف تنظر إلى وقتك ايامك سنينك عمرك ما بين الماضي والمستقبل، قد يضيع الحاضرما بين التفكير فى الماضى، والأرق بسبب ما فيه من مراره، وما يصحبه من ندم، وما يترتب عليه من صغر نفس وشك فى المصداقية وبين القلق على الغد، وعدم التأكد من النجاح فيه، والاستمتاع به، وإصابة الاهداف وتحقيق الامال، وادراك الطموحات: يضيع الحاضر يضيع الحاضر وهو الاهم.. إذ نملكه، فالأمس مرَّ وافلت منّا بكل ما فيه، وتحوَّل الى ذكرى لا نملكه.. ولا نعرفه، إذ هو فى فكر الله فليتحول الأمس الى خبرة تفيدنا فى الحاضروليصبح الغد أملاً مشرقاً وامنيه جميله، وثقه فى ان الله يرتب لنا فيه الخير والحدث هنا عن الحاضر.. إنه اليقين، إن كان هناك يقين غير الله! فالامس قد مرّ بكل ما فيه، إن كان خيرا وان كان شرا.. ان كان كسبا وكان خساره، لم يعد سوى ذكرى.. إن كنا أخطأنا فيه، فقد غفر الله لنا الماضي، ابتلعه بكل ما فيه من شر.. من خيانة.. من ضعف.. اسدل عليه ستاراً فصار وكأنه لم يكن.. ألم نتب عنه؟! أم نعترف به؟! إذاً فهو غير باق.. غير قائم ولا سلطان له.. ألم يقل القديس يوحنا سابا المعروف بالشيخ الروحاني: "إن التوبة تحوِّل الزناة إلى بتوليين"؟! أي كأنهم لم يخطئوا أصلاً.. "هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ، يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ" (سفر إشعياء 1: 18) إننا لا نستطيع ان نسترجع الماضى، وبالتالى فنحن لا نقدر أن نصلحه، ونعدله. لقد خرج من ايدينا وصار فى ضمير الزمن..! ولكننا نستطيع ان نجعل اليوم أفضل منه وفى محاسبه النفس والتى اعتدنا فيها ان نُقَيِّم الماضى ونستخْلِص منه الخبرة، ونندم على ما صدر عنا فيه، انما نبغى من وراء ذلك ان نجعل الحاضر افضل من الماضى، ومن هنا فإن محاسبه النفس متى كانت ايجابيه، فهى لا تقتصر على الندم، وانما هى مزيج بين الملامه والرجاء.. الملامة على جهلنا وضعفنا وهفواتنا، والرجاء فى تحسين الحاضرالمهم انك حتى اليوم نفسك حيه.. سليمة، أشرق عليك صباح جديد.. وُهِبت يوماً جديداً وأملاً جديداًتخيَّل أنك استيقظت في الصباح لتجد الله مثل أب حنون يضع في يدك (مصروف اليوم) ونفقة اليوم، لتستطيع المواصلة، ولكنه هنا بضع ليس بعض الجنيهات وبعض الجنيه! وإنما وحدة زمنية كاملة؛ أربع وعشرين ساعة كاملة، لتحقق فيها ما لم تستطيع أن تُحَقِّقهُ في الأمس، لأن مراحم الرب جديدة في كل صباح.. "إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ." (سفر مراثي إرميا 3: 22، 23). وكأنها إعادة خلق يومية!!وفي أمثالهم يقول اليهود: "ثلاثة لا يمكن استعادتها: سهم انطلق، كلمة خرجت، وفرصة ضاعَت"غير أنه من الرائع ان نكون راضيين عن الامس، غير نادمين.. فإن كنا قد اخفقنا، فإن الله يحول النتائج الى خيرنا دائماً، مهما كانت الاسباب، ومهما كانت الاعراض في الأمس أنجزنا خيراً.. واليوم يتضاعَف الخيركما يجب ان لا يفصل الإنسان نفسه عن ماضيه، فإننا نتعلَّم من الماضى إننا نملك اليوم.. ونملك ان نعمل فيه.. ان نقدسه.. فاليوم هو مسؤليتنا.. ونحن سنُدان عن اليوم.. فإذا عشنا اليوم كما يليق، فإن ذلك يضمن لنا تقديس العمر كله فالحياة كلها عبارة عن وحدات units، والوحدة الواحدة هى اليوم، فهل يمكن أن نفصل اليوم عن الأمس؟ وعن الغد أيضا؟ ثم نحياه كوحدة مستقلة... نحياه كله -ملء اليوم- فى قداسة وفرح؟! هل يمكن أن نستخلص اليوم من الماضى ومن المستقبل، ونحوِّله إلى وحدة فعالة؟!نفرح فيه بكل خبرة نأكلهاوبكل كوب ماء نشربه بكل شخص طيِّب نتقابل معه بكل عمل رائع ننجزه بكل معلومة مفيدة نُحَصِّلها بكل ليلة هادئة ننامها يقول السائح الروسى "كانت الأشجار والأعشاب والطيور والأرض والهواء والنور.. كانت كلها تقول لى أنها وُجِدَت من أجلى، وأنها تشهد بمحبة الله لى... كل شىء كان يسبح ويرنِّم لله مجداً" (عن كتاب سائح روسي على دروب الرب) وكما ان للحياه نفسها هدف اسمى، فإن لها ايضا أهداف مرحلية، ومع مراعاة الهدف الاسمى فى جميع المراحل، فإننا يجب ان نحيا كل مرحله.. حاضرها.. مِلء حاضرهافنحن نَستَمتِع بالدراسة فى الوقت الذى تعتبر الدراسه فيه هدفاً مرحلياً فى حياتنا، وذلك دون أن نحزن ونكتئب ونحن ندرِس أملاً فى راحة ننتظرها بعد الدراسة. أي في مرحلة العمل، وهكذا يجب أن نفرح ونُسَرّ ونستمتِع ونحن في العمل، ثم ونحن في الخدمة.. إلخ.ومما هو جدير بالملاحظة، أن الاستمتاع بالعمل له دور كبير فى نجاح ذلك العمل، إذ أن الاستمتاع يعنى الاقتناع بالعمل والرِّضى عنه ومحبته، مما يؤدى إلى ثمر مُتكاثِر ونجاح اكيد.. فان محبه الماده العلميه والمعلومات عموما تجعل من الدراسة عملاً سهلاً ومتعه كبيره وهكذا العمل.. وهكذا الخدمة.. فإننا نتحدث هنا عن تنقيه الحاضر والامانه فيه والاستمتاع به ليكن يومك أفضل من الأمس، وغدك أفضل من اليوم وافتداء الوقت يعنى استبداله،والفداء في معناه الجوهري هو تحويل الفاسد إلى عدم فساد، والشرير إلى صالح، والمحكوم عليه بالموت إلى العتق، والظلمة إلى نور. وأما الثمن فكان الآلام والصلب والموت. وأمّا جهاد الإنسان في المقابل فهو أن يحول الزمن الفاني الأرضي هنا إلى أبدي خالد، من خلال جهاده وتعبه وسهره وعمل المحبة الذي يسعى فيه بلا ملل... وهو عندما يبذل العرق والدموع والدم فإنه يستبدل الفاني بالباقي والزمني بالأبدي والأرضي بالسمائي... وكما يشترى (يفتدى) البعض أبديتهم بزمانهم بالحاضر الذي "يجرى كعداء" (أي 9: 45) فإن البعض الآخر- وعن عدم حكمة - يبيع أبديته من خلال تمسّكه بتوافه هذه الحياة الحاضرة، فهذا تجارته خاسرة وذاك ربح بحكمة. كيف نجد الوقت: إن الفرق بين شخص وآخر، ليس أن الواحد يجد الوقت الكافي للجهاد والإنجاز بينما لا يجده الآخر، وإنما يوجد شخص منظّم وآخر لا ينظم وقته، وشخص يعمل أكثر من عمل في وقت واحد.. وآخر يدير مجموعة من الشركات وثالث يقف أياماً متصلة في المعامل، بينما قد يقضى شخص آخر وقته في المقاهي أو أمام أجهزة الإعلام أو الكمبيوتر. وفي مراجعة بسيطة في نهاية اليوم لحصر الإنجازات مقارنة بالوقت، سيتضح أن بضع ساعات قد مرّت دون أن ننجز فيها شيئاًوأتخيل أن الله يضع بين أيدينا عندما نستيقظ كل صباح 24 (أربع وعشرين) ساعة وكأنها "مصروف اليوم" لكي نحقق فيه ما لم نستطع تحقيقه بالأمس! بل لقد كان الآباء يقرأون وهم يعملون، ويصلون وهم يعملون، ولا ُيخصّصوا للأكل أو العمل وقتاً بذاته... بل حاولوا إنجاز أكثر من عمل في نفس الوقت (على أن تكون الصلاة هي القاسم المشترك مع أي عمل آخر) وبين آن وآخر كانوا يستوقفون أنفسهم ماذا يعملون الآن إن ما نستطيع تحقيقه اليوم في ساعات قد لا نستطيعه في شهور في مرحلة لاحقة من حياتنا، والذي يتعب في شبابه سيفرح في كبره، بل أن التوقف عن العمل يحسب خطية في حد ذاته، إن صاحب الوزنة الواحدة لم يعاقب لأنه أضاعها بل لأنه لم يستثمرها (مت25). وعلينا أن نتذكر أن أعظم عطية معنا الآن هي أننا لا نزال موجودين، ونصلى كل يوم – في صلاة الشكر- شاكرين الله لأنه أتى بنا إلى هذه الساعة، فكثيرين كانوا معنا العام الماضي وليسوا معنا اليوم، وآخرين كانوا على قيد الحياة منذ ساعات والآن في عداد المنتقلين... إن الوقت الذي نفتديه الآن بالعمل والثمر الروحي يحسب كقطرة ماء إلى جوار محيط، وإذا ما قيس بالأبدية أو حبة رمل في صحراء تمسك بالرجاء لأنه لكا الأحياء يوجد رجاء فإن الكلب الحى خير من الأسد الميت طالما الله أعطانا الوقت فهو يترجى وينتظر وينادى وإن كان هو يعد بالغفران فلماذا لا تقبل أنت الوعدإن لامتنا قلوبنا فإن الله أعظم من قلوبنا فهو منتظر فلا تتوان ويدعو فلا تتاخر وينادى فلا تبتعد ثق إنه يقبلك بحالك فهو لا يبتعد عنك إلا لتذوق مرارة الحياة بدونه وليس لتذداد فى الإبتعاد فلا تستثقل خطاياك على حامل خطايا العالم ولا تتشكك فى صدق مواعيد الصادق الأمين تعالى وأطرح نفسه أمامك وإسمع صوته اللملىء فرحا إبنى هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد لك الذبيحة والخاتم والحله الأولى والحضن الأبوى ينتظرك فلا تتوانى

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل