العظات

نظرة مسيحية للزواج ج1

ينظرة مسيحية للزواج قُول مُعلّمِنا بولس الرسُول فِى رِسالتهُ إِلَى أهل أفسُس 5 : 22 – 33 :0 [ أيُّها النِّساءُ إِخضعنَ لِرِجالِكُنَّ كما لِلرَّبِّ لأِنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأسُ المرأةِ كما أنَّ المسيِحَ أيضاً رأسُ الكنِيسةِ وَهُوَ مُخلِّصُ الجسدِ وَلكِنْ كما تخضعُ الكنِيسةُ لِلمسيِحِ كذلِكَ النِّساءُ لِرِجالِهُنَّ فِي كُلِّ شيءٍ ايُّها الرِّجالُ أحِبُّوا نِساءَكُمْ كما أحبَّ المسيحُ أيضاً الكنِيسةَ وَأسلمَ نَفْسَهُ لأِجلِها0لِكى يُقَدِّسها مُطَهِّراً إِيَّاها بِغسلِ الماء بِالكلِمةِ لكى يُحضِرَها لِنَفْسِهِ كنِيسةً مجِيدةً لاَ دنس فِيها وَ لاَ غَضْنَ أوْ شيءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ بَلْ تكُونُ مُقَدَّسَةً وَ بِلاَ عيبٍ0كذلِكَ يجِبُ على الرِّجالِ أنْ يُحِبُّوا نِساءَهُمْ كأجسادِهِمْ مَنْ يُحِبُّ إِمرأتهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ فإِنَّهُ لَمْ يُبغِضْ أحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ بَلْ يقُوتُهُ وَيُرَبّيهِ كَمَا الرَّبُّ أيضاً لِلكنِيسةِ0لأِنَّنا أعضاءُ جِسمِهِ مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظامِهِ مِنْ أجلِ هذا يترُكُ الرَّجُلُ أبَاهُ وَأُمَّهُ وَيلتصِقُ بِإِمرأَتِهِ وَيكُونُ الإِثنانِ جَسَدَاً واحِداً هذا السِّرُّ عظيِمٌ وَلكِنَّنِي أنا أقُولُ مِنْ نحوِ المسيِحِ وَالكنِيسةِ وَأمَّا أنتُمُ الأفرادُ فليُحِبَّ كُلُّ واحِدٍ إِمرأتهُ هكذا كَنَفْسِهِ وَأمَّا المرأةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا ] عجيِب بولس الّذى يُشّبِه عِلاقِة الرجُل بِالمرأة كعِلاقِة المسيِح بِالكنِيسة ، وَيُوصِى الرِّجال أنْ يُحِبُّوا زوجاتهُمْ كما أحبّ المسيِح الكنِيسة وَأسلم نَفْسَهُ لأِجلِها بِلاَ شكٍ أنّنا موجُودِين فِى مُجتمع أهان الزواج وَأنقص مِنْ قِيمتهُ وَجعل النظرة لِلزواج بِها دنس وَعدم لِياقة ، حتَّى أنّهُ مُمكِنْ يكُون قَدْ إِرتبط فِى ذهنِنا الزواج بِالدنس ، أمَّا مِنْ جِهتنا فَمِنْ كثرِة كلامنا عَنْ القديسين أصبحت نظرتنا لِلزواج دُونيَّة ، وَأنّ الّذى لَمْ يستطع الرهبنة يتزّوج وَكأنّهُ عَنْ غير إِقتناع توجد بعض إِنطباعات عَنْ الزواج فِى رأى الشباب وَ الشابَّات : 1/ الشباب & الزواج قيد يحِد حُريَّة الرجُل وَتُصبِح الزوجة رقيبة على كُلّ تصّرُّفاته & لاَ أرى داعِى لِلإِرتِباط وَتحّمُل مسئولية أُسرة ، وَلكِنْ لولا الإِحتياج إِلَى الإِستقرار ما كُنتُ أرتبِط & الزواج فُرصة شرعيَّة بين الرجُل وَالمرأة أىّ مُجرّد رُخصة بينما النظرة المسيِحيَّة & الزواج إِستقرار وَإِشباع عاطِفِى وَنَفْسِى وَرِحلة إِتجاه الملكُوت ، حيثُ أوجد الله مُعيِن نظيِر لآدم فِى عِلاقة راقية نقيَّة طاهِرة وَهى تعبيِر عَنْ حُب داخِلِى ، وَلكِنْ إِنْ صارت العِلاقة جسديَّة فِى حد ذاتها ضاع هدف قُدسيَّة الزواج 2/ الشابَّات & الزواج خُوف مِنْ المجهُول & عِندما تأتِى سيرة الزواج ينتابنِى شِعُور بِعدم الإِرتياح & العِلاقة الجسديَّة فِى الزواج هى خِدمة مُقَدّمة لِلرجُل & الزواج هُوَ سِجن صغيِر فِيهِ يتحكّم السجَّان فِى أسيرُه البرىء ، وَالأعجب أنّهُ الأسيِر البرىء يُقَدِّم نَفْسَهُ لِلسجنِ بِإِرادتِهِ الواعية كُلّ هذِهِ آراء غير واعية ، أمَّا الرأى المسيِحِى الصحيِح فَهُوَ أنّ الزواج رِحلة مُقَدّسة لِلملكُوت ، وَالعِلاقة الزوجيَّة تُعّبِر عَنْ الحُب الداخِلِى بين الزوجين كُلّ هذِهِ الآراء الخاطِئة جاءت نتيجة التكوِين النَفْسِى لِلشخص مُنذُ وِلادتِهِ ، التَّى تقُول أنَّها أسيِرة لِلزوج ، أوْ الّذى يقُول أنّ الزواج قيُود عليه ، هذا نتيجة تكوينه الشخصِى وَالنَفْسِى ، وَلكِنْ لابُد مِنْ أنْ يكُون هُناك مرونة وَتنازُلات بين الطرفين لابُد أنْ يكُون فِى التكوِين النَفْسِى لِلإِنسان وَتكوِينه الإِجتماعِى أنْ يبنِى على نظريات صحيِحة وَقوِّة الشخصيَّة ، وَهذا يجعلهُ أنّهُ قادِر أنْ يسيِر بِرأى الطرف الآخر الثِقة بِالنَفْسَ تجعل الإِنسان يُطيِع مَنْ حولهُ ، هُناك بعض التركيبات النَفْسَيَّة مُنذُ الطِفُولة ، إِذا رأت حالِة زواج غير صحيِحة فِيها سيطرة أوْ تعّسُف ينطبِع فِيها إِنطباع غير صحيِح عَنْ الإِرتباط الأمر يحتاج لِتأنِّى وَصلوات وَنُضج رُوحِى ، لابُد أنْ يكُون عِند الإِنسان وعى وَتجاوُب وَتعّقُل وَمعرِفة رأى الله ، الإِنسان الحُر فِى داخِله لاَ يعرِف معنى السقُوط ، وَبِالتالِى لاَ يشعُر أنّ الزواج سِجن أوْ قيُود أمَّا رأى أنّ الزواج هُوَ مُجرّد عِلاقة جسديَّة فَهذا نِتاج المُجتمع وَثقافاته وَهذِهِ نظرة فقيرة قاصِرة فِى الحياة المسيحيَّة العِلاقة الجسديَّة مِنْ أسمى العِلاقات التَّى يُمكِن أنْ يتخيّلها بشر ، لأِنَّها عِلاقة مُقّدسة ، لأِنّ المرأة مُقَدّسة فِى الرجُل وَالرجُل مُقَدّس فِى المرأة الزواج هُوَ سِر ، هُوَ تعبيِر عَنْ الحُب الزوجِى وَتأكيِد لهُ ، هُوَ رِباط الرُّوح القُدس ، لاَ يليِق أبداً أنْ يرتبِط الزواج بِالعِلاقة الزوجيَّة لأِنّهُ يجِب أنْ يكُون مُعتمِد على الحُب وَليس على أساس العِلاقة الجسديَّة أوْ الإِنجاب بل هُوَ أرقى بِكثيِر العِلاقة الجسديَّة هى فرع مِنْ أفرُع الزواج بِدليِل أنّ الكنِيسة تضع قانُون لها ، فمثلاً الصُوم لهُ إِنضِباطات فِى العِلاقة وَكأنّ الزواج هُوَ حُب مُنضبِط ، الزواج هُوَ إِرتباط شخصان أمام المذبح وَيُدهنان بِالميرُون وَيحِل عليهُما الرُّوح القُدس وَيقُول لهُما الكاهِن00كلّلهُما00بارِكهُما00قدِّسهُما00وَيُقّرِب رأسيهُما مِنْ بعضِهِما البعض علامِة خضُوع كليهُما لِبعضٍ ، لِذلِك يُوصِيهُما الكاهِن [ لِيخضع كُلٍّ مِنكُما لِبعضٍ ] ، خُضوع مُتبادل هذا سِر عظيِم ، وَالكاهِن يُصّلِى وَالشَّماس يُرتِل وَيدخُل العروسان الكنِيسة فِى موكِب وَيُقال لهُما اللحن الملُوكِى " لحن أبؤورو " ، لأِنّهُما سيفتحان كنيسة جدِيدة ، وَيُصّلِى لهُما الأب الكاهِن لِيحفظ الله عِلاقتهُما بِغيرِ دنسٍِ وَعِندما يُسلِّم الكاهِن العروس لِعرِيسها يضع أيديهُما فِى بعضٍ وَيضع عليها لِفافِة التناوُل لأِنّ الطقس الأصلِى أنّ صلاة الإِكليِل تتم مَعَْ القُدّاس ، وَاللِفافة التَّى يتناول هُوَ بِها يُعطِيها لِعروسه لِتتناول هى أيضاً بِها لأِنّ الله وحدّهُما ، وَالكاهِن يجعل العروسان يسجُدان أمام المذبح ، نحنُ الّذين أهنَّا كنِيستُنا وَإِمتهنَّا أسرارُنا صلاة الإِكليِل ساعة خالِدة مُقَدّسة يدخُل فِيها إِثنان يخرُجان مِنها واحِد ، وَيقُول لهُما الكاهِن [ كما بارك الله فِى سارة لإِبراهيِم وَفِى رِفقة لإِسحق وَفِى راحيِل لِيعقُوب بركِة الله تُباركُكما ] لمَّا يكُون الإِنسان مُنحنِى تحت يد الكاهِن وَيأخُذ المسحة وَالبركة تُصبِح أُسرتهُ نواه لِكنيسة ، وَكما قال القديس يُوحنا ذهبىّ الفم وَالقديس أُوغسطينُوس [ أنَّنا نمدح كثيراً البتوليَّة وَلكِنْ مَنَ الّذى أتى لنا بِالبتوليين ] ، الزواج مُكرّم عِند الله جِدّاً أحياناً الإِنسان يُوضع فِى مُجتمع يُشّوِه الصُورة فينضح عِندهُ معرِفة سلبيَّة ، الجهل بِالشيء يولِّد عِند الإِنسان رأى أنّ هذا الشيء غير لائِق ، أىّ أمر ممنُوع مشكُوك فِى نقاوتِهِ ، لِذلِك لابُد أنْ يعرِف الإِنسان المعرِفة المُقَدّسة الصحيِحة عَنْ الزواج غاية الزواج فِى المسيِحيَّة : فِى دراسة بِها إِحصائِيات لأُِناس تكلّموا عَنْ غاية الزواج وجدوا أربع أنواع مِنها : 1/ الزواج لُون مِنْ ألوان الإِشباع العاطِفِى ، وَهذا يُمّثِل الغالِبيَّة بِنسبة 40% مِنْ الشباب ، 44% مِنْ الشابَّات 2/ الزواج إِستقرار وَبِنسبة 14% مِنْ الشباب ، 24% مِنْ الشابَّات 3/ الزواج دافِع حسِّى أوْ جسدِى بِنسبة 38% مِنْ الشباب ، 16% مِنْ الشابَّات 4/ الزواج بِدافِع الإِنجاب بِنسبة 8% مِنْ الشباب ، 18% مِنْ الشابَّات الشابَّات نسبِتها أكثر فِى العاطِفة وَالإِستقرار وَالإِنجاب ، بينما الشباب عِندهُ الدافِع الحسِّى بِنسبة أكبر الطبيعِى أنّ الشاب يحتاج لِلشابَّة وَالعكس ، ربّ المجد عِندما خلق حوَّاء [ ليس جيِّداً أنْ يكُونَ آدمُ وَحدهُ00] ( تك 2 : 18 ) ، يوجد تجاذُب وَميل وَمُشاركة فِى أعماق كُلٍّ مِنهُما كُون أنّ الشاب وَالشابَّة عِندهُما عاطِفة هذا ليس خطأ ، المُهِم أنْ تكُون عاطِفة مُتَعَقِلة وَليست بِنسبة 100% عاطِفة ، العاطِفة تحتاج لإِنضباط وَترشيِد وَتَعَقُل ، بِلاَ شك أنّ العاطِفة غريزة طبيعيَّة ، وَلو نتخيَّل أنّ الله لَمْ يضع ميل مُتبادل بين المرأة وَالرجُل ماذا كان يحدُث ؟ كيف تستمِر الخليقة ؟ لِذلِك هذا الإِنجذاب مُبارك لأِنّهُ مِنْ الله ، المُهِم أنّهُ يكُون بِتَعَقُل مُقَدّس اللذّة الحسيَّة عِند الشباب أعلى ، توجد قاعِدة مُهِمّة يقولها عُلماء النَفْسَ فِى الزواج المسيحِى أنّ الآخر شخص وَليس شيء ، يوجد فرق بين شخص وَشيء ، شخص لهُ حقُوق وَإِرادة وَعاطِفة ، بينما الشيء ليس لهُ حقوق أوْ إِرادة القديسين يقُولُون [ نحنُ ننظُر لِلمرأة مِنْ خلال العذراء لاَ مِنْ خِلال حوّاء ] ، نحنُ نسينا السقُوط القديم وَأصبحنا نُكرِّم العذراء أُم الأحياء ، لِذلِك الزواج المسيحِى عِلاقة مُكرّمة لابُد أنْ يكُون عِندنا نظرة صحيحة لِلغريزة فِى الإِنسان ، مُمكِنْ إِنسان يُرِيد حياة رهبنة لأِنّهُ ينظُر لِلزواج على أنّهُ دنس ، هذا لاَ يصلُح لِلرهبنة لابُد أنْ نُصّحِح نظرتنا لِلزواج ، الله خلق التجاذُب لِكى يمِد الخليقة كُلِّها ،قديماً عِندما كان يحدُث تخاصُم بين قبيلتين لِكى يتصالحا يتِم زواج رجُل مِنْ قبيلة مِنْ إِمرأة مِنْ القبيلة الأُخرى وَيكُون نِتاج هذا الزواج طِفل علامِة صُلح بين القبيلتين ، دمجهُما معاً لأِنّ الطفل إِبن القبيلتين ، لِذلِك منع الله بنِى إِسرائِيل مِنْ الزواج بِالأُمم فِى المسيحيَّة كُلّ شيء طاهِر لِلطاهِرين مادام القلب نقِى وَخاضِع لله ، فِى الزواج يُصبِح الإِشتياق إِشتياقان أىّ إِضافة رُوحيَّة ، مُمكِنْ الزواج يُعطِى فُرصة لِلإِنطلاق لله مادام القلب نقِى وَخاضِع لله وَكُلّ شيء سيتقدّس وَإِذا نظرنا لِلزواج على أنّهُ إِنطفاء لِلشهوة ستزداد نِيران الشهوة ، الزواج لهُ نظرة رُوحيَّة وَليست جسديَّة لأِنّهُ إِذا نظرنا لهُ على أنّهُ شيء جسدانِى ، الجسد لاَ يشبع ، وَكما يأكُل إِنسان بِدُون تعّفُف مهما تقدّم لهُ طعام لاَ يشبع وَ لاَ يقنع الجانِب الحسِّى عامةً غير قادِر على إِشباع الإِنسان لأِنّهُ غير قادِر على الدخُول لأعماق الإِنسان ، بينما الجانِب الرُّوحِى هُوَ الّذى يُشبِع الإِنسان لإِنّهُ يعرِف أعماقه ، لابُد أنْ نتعلّم القناعة وَالإِكتفاء وَالشُكر فِى كُلّ شيء فِى حياتنا ، وَأنْ نتعلّم التّعفُف فِى كُلّ سلوكنا فِى غياب الحُب وَالجانِب النَفْسِى وَالرُّوحِى تفقِد الأُمور الجسديَّة كُلّ معناها ، وَلكِنْ إِذا كانُوا موجودين يُصبِح الجسد خادِم لهُمْ الجانِب الحسِّى فِى الزواج لابُد أنْ يكُون بِجانِبِهِ جانِب رُوحِى وَنَفْسِى وَعاطِفِى وَإِلاّ يُصبِح الإِنسان حيوان وَيخرُج مِنها الطرفان مُتباعِدان أكثر وَليس مُتحِدان ، كما فِى حالِة مُمارسة الخطيَّة يعقُبها عُزلة وَوِحدة وَتأنيِب ضمير أمَّا مِنْ ناحية الإِستقرار فَلاَبُد أنٍْ نعرِف أنَّها مشيئة الله ، نحنُ فِى يدِهِ ، لنا نصيب عِندهُ ، وَلابُد أنْ تسير أمورنا بِرأى الله ، هُوَ مُعطِى جميِع الخيرات ، هُناك مَنَ يُرِيد إِستقرار مادِّى ، وَآخر إِستقرار مكانِى ، وَآخر إِستقرار تقليِدِى ، كما غيرِى هكذا أنا ، المفرُوض أنّ فِكر الإِنسان فِى الإِستقرار هُوَ أنّهُ يحتاج لِمزِيد مِنْ النُضج النَفْسِى وَالإِجتماعِى وَأنّ الله لهُ مشيئة فىَّ وَ ما علىَّ إِلاّ أنْ أخضع لهُ أمَّا الإِنجاب فَهُوَ ثمرِة الحُب وَالإِرتباط المُقدّس لأنّ [ البنُون ميراث مِنْ الرّبّ ، وَثمرِة البطن عطيّةٌ مِنهُ ] ( مز 126مِنْ مزامير الغرُوب ) ، الوحدة الجميلة التَّى صنعها الله أعطى لها هديَّة هى طِفل ، الأطفال هُمْ الحُب مُتجسِّد ، وَعدم الإِنجاب لاَ يُلغِى الزواج ، لِذلِك يجِب أنْ يكُون لنا نظرة صحيحة مُقَدّسة لِلزواج ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِتهوَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين

الحياة فِي أُلاسرَة

الحياة فى الأسرة كَثِيراً مَا نشعُر أنَّنَا لاَ نفهم أُسرنَا وَهُمْ لاَ يفهمُونَا .. وَكَثِيراً مَا تَكُون خِلاَفات جوهرِيَّة بيننا وَبينهُمْ وَلاَ يوجد حِوار مُتَبَادل معهُمْ وَلاَ يوجد إِحترام مُتَبَادل وَكَثِيراً مَا يوجد عدم طاعة وَصوت عالِي وَعَصَبِيَّة وَ.. . بُولِس الرَّسُول يَقُول فِي رِسَالته لأِهل أفَسُس [ أنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعوةِ الَّتِي دُعِيتُمْ إِليهَا . بِكُلِّ تَوَاضُع القلب وَالوَدَاعة وَطُول الأناة مُحْتَمِلِينَ بعضُكُمْ بعضاً فِي المَحَبَّةِ . مُسرِعِينَ إِلَى حِفظ وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرَبَاطِ الصُلح الكَامِل لِكي تَكُونُوا جَسَداً وَاحِداً وَرُوحاً وَاحِداً ، كَمَا دُعِيتُمْ إِلَى رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الوَاحِدِ . رَبٌّ وَاحِدٌ . إِيمان وَاحِدٌ . معمودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ ] ( أف 4 : 1 – 5 ) ..إِختارت الكَنِيسة هذَا الجُزء مِنْ الإِنجِيل فِي صَلاَة بَاكِر كي تضع لَنَا قَانُون نَسِير وَنسلُك بِمُقتضاه . لكِنِّنَا كَثِيراً مَا نَجِد عدم إِرتِياح فِي البِيت .. بعضنا يَقُول أنَّنَا مُتَغَرِّبُون عَنْ بِيُوتنَا وَأحياناً نَقُول أنَّنَا لاَ نقبل مِنْهُمْ أي تَدَخُل فِي شِئونَنَا .. بعضنَا يَقُول أنَّ الأُسرة دَائِماً تَتَسَلَّط علينَا وَكَأنَّنَا أطفال غِير نَاضِجِين .. بعضِنَا يَقُول أنَّ البِيت دَائِماً مُنشَغِل عَنَّا .. وَأحياناً تَقُول أنَّ البِيت بَعِيد عَنْ الكِنِيسة أوْ بِهِ مَشَاكِل تؤثِر علينَا .. أوْ نَقُول أنَّ الأُسرة دَائِماً ترغب فِي إِحراجنَا أمام أصحابناَ وَلاَ يحترِمُون رغباتنا وَلاَ يوجد حِوار معهُمْ .. أوْ يَتَحَكَمُون فِينَا وَ .هذِهِ دَائِماً شكوى الأُسر مَعَ أبنائهَا وَالأبناء مَعَ الآباء . الأُسرة المَسِيحِيَّة هِيَ نواة الكِنِيسة الأُولى وَكُلَّ بِيت هُوَ جُزء مِنْ جَمَاعة مُخَصَّصة لله .. مَا أجمل أنْ نَقُول مَعَ الكِتاب [ وَأمَّا أنَا وَبيتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ ] ( يش 24 : 15 ) .. الأُسرة هِيَ وَسِيلة لِلخَلاَص لأِنَّنَا بِهُمْ وَفِيهُمْ ننجو معاً .. الأُسرة مِثْل سَفينة مُتَجِهة بِرِحلة إِلَى المَلَكُوت .. نَحْنُ فِي الأُسرة كُلِّنَا هدفنا المَلَكُوت .. السَّماء .. هذِهِ هِيَ الأُسرة المَسِيحِيَّة .. هِيَ جماعة مُقَدَّسة لله تَعزِل نَفْسَهَا عَنْ العالم ترتَبِط معاً بِرَباط الصُلح الكَامِل مِثل نُوح الَّذِي لَمْ يهدأ حَتَّى جمع أُسرِته كُلَّهَا فِي الفُلك لِتنجوا مِنْ الهَلاَك . أنتُمْ فِي أُسَرِكُمْ مُتَجِهُون معاً لِلمَلَكُوت وَاخترتُمْ بعضَكُمْ كي تستَرِيحُوا معاً وَتساعدُوا بعضَكُمْ لِلوُصُول لِلسَّماء .. الأُسرة المَسِيحِيَّة الحَقِيقِيَّة تُسَاعِد وَتُشَجِع بعضهَا عَلَى المُمَارَسَات الرُّوحِيَّة وَتُحَوِّل كُلَّ الأُمور إِلَى كَلِمة منفعة وَصَلاَة وَ .لكِنْ لِلأسف كَثِيراً مَا نَجِد أُسر مُفَكَكة كُلَّ وَاحِد فِيهَا لَهُ إِتِجَاهاته الخَاصة يستيقِظ وقت مَا يَشَاء وَيأكُل وقت مَا يَشَاء وَلاَ يَهِمه إِلاَّ نَفْسه فقط وَبِذلِك تفقِد الأُسرة الرَوَابِط المُقَدَّسة الّتِي تُوحَدهَا .. إِذاً لِنسأل أنَفُسَنَا لِمَاذا أسموها أُسرة ؟ لِمَاذا نَعِيش معاً تحت سقف وَاحِد ؟ إِنْ لَمْ يَجِد الإِنْسَان الدِفئ فِي بيته فَأينَ يَجِده ؟ لاَبُد أنْ تَكُون الأُسرة هِيَ مصدر دِفئ الإِنْسَان وَمصدر سعادته وَمهما يِتعب خَارِج بيته عِندمَا يعُود لأُسرِته يسترِيح وَسَطهُمْ وَينسَى تعبه وَيهدأ . أحياناً نَكُون فِي الأُسرة بِإِحساس التَحَدِّي وَالبقاء لِلأقوى وَلاَ نصمُت لأِي فرد فِيهَل بَلْ لِكُلَّ كَلِمة إِجابة جُملة طَوِيلة .. شِئ صعب نَحْنُ لسنَا فِي حرب مَعَ الأُسرة .. البِيت نواة الكَنِيسة صعب نعِيش فِيهَا وَنَحْنُ كَنُزَلاء غُرَباء فِي فُندُق لاَ نعرِف بعضِنَا وَلاَ نَتَعَامل مَعَ بعضِنَا . مَا أجمل بِيت مَارِمرقُص الرَّسُول الَّذِي كَانَ نَوَاة الكِنِيسة الأُولى إِختاره السَيِّد المَسِيح لأِنَّهُ وجد فِيهِ أُسرة مُرتَبِطة معاً تِحِب بعضهَا فَكَانَ فِيهَا تأسِيس سِر الإِفخارِستيا وَحلَّ فِيهِ الرُّوح القُدُس عَلَى التَلاَمِيذ .. فَمَاذا تَكُون أُسرِتك أنتَ ؟ أسَاسِيات نَجَاح الأُسرة المَسِيحِيَّة 1- قَبُول الآخر : لاَبُد أنْ أقبل الآخر أي لاَ يشترِط أنْ يَكُون الآخر بِحسب هَوايَ يفعل مَا أُرِيد كي أقبله .. لاَ .. أقبله حَتَّى وَإِنْ كَانَ لاَ يتفِق معِي أوْ فِيهِ ضعفات مُعَيَّنة .. أقبله بِعِيُوبه وَمُمَيِزَاته وَعِندَئِذٍ سَأكسبه وَسَأعرِف كَيْفَ أحِبَّه وَأحِل أي مُشكِلة بِينِي وَبِينه .. أمَّا إِنْ لَمْ يَكُنْ هُناك قبُول فَهذَا أمر مُتعِب .أقبل الآخر وَلِكي تَتَعَلَّم ذلِك أُنظُر لِلمَسِيح الَّذِي يقبلك وَيقبلنِي بِكُلَّ عِيُوبنَا وَمِتأنِّي علينَا .. [ الدَّاعِي الكُلَّ إِلَى الخَلاَص ] ( مِنْ الطِلبة الَّتِي تُقال فِي آخِر كُلَّ سَاعة ) .. رغم إِنَّه يِعرِف عِيُوبنَا لأِنَّهُ لَيْسَ شِئ خَفِي عَنْه . مَا أجمل كَلِمة سِفر النَشِيد [ كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ ] ( نش 4 : 7 ) . أُنظُر كَيْفَ يقبلك الله وَعَلَى هذَا المُستوى إِقبل الآخر .. إِقبل أُسرِتك بِكُلَّ أفرادهَا .. الله خلق كُلَّ إِنْسَان بِطبع أوْ شَخصِيَّة مُختَلِفة عَنْ الآخر وَفِي النِهاية يُقَدِّس الكُلَّ فِي إِسمه القُدُّوس المُبارك وَقَابِل الكُلَّ بِطبعه مهما كانِت العِيُوب وَلاَبُد أنْ نعرِف أنَّهُ يوجد تَمَايُز وَكُلَّ إِنْسَان لَهُ طبع مُعَيَّن إِنْسَان عَصَبِي وَآخر غيُور وَآخر ........ كُلَّ إِنْسَان لَهُ ضَعَفَات . أمَّا نَحْنُ فَلاَ نقبل الآخر بَلْ نِقَاطِع وَنِخَاصِم .. هَلْ هذَا حل ؟ هَلْ هذِهِ أُسرة مَسِيحِيَّة ؟ أينَ إِذاً المَسِيح ؟ لاَبُد مِنْ قبُول الآخر وَكُلَّ وَاحِد لَهُ تركِيبة .. لاَبُد أنْ أعرِف أنَّ الأب وَالأُم قَدِيماً كَانَ لِكُلٍّ مِنْهُمَا عَائِلة وَأُسرة وَبِيئة صَنَعِت مِنْهُمَا شخصِيَّة مُعَيَّنة فَإِقبلهَا – كَذلِك الإِخوة – .. المَسِيح قبلنَا كُلِّنَا وَلاَبُد أنْ نقبل نَحْنُ بعضِنَا كَمَا قبلنَا هُوَ وَقَدَّسنَا .. ليتنَا لاَ نِرَكِز عَلَى عِيُوب بعضِنَا بَلْ لِننظُر إِلَى مُمَيِزات بعض .. الأب عَصَبِي لكِنَّهُ حَنُون وَيِتعب لأِجلِنَا وَالأُم مُتَشَدِّدة لكِنَّهَا تِتعب مِنْ أجلِنَا وَأهم مَا عندهَا أنْ تُرضِينَا . الإِخوة مِنْهُمْ مَنْ هُوَ مُتَكَبِر لكِنْ دَاخِله إِنْسَان طَيِّب وَلَطِيف وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ غيُور لكِنَّه هَادِئ .. وَهَكَذَا أُنظُر لِلفَضِيلة وَلاَ تنظُر لِلعِيب .. لاَبُد أنْ تقبل أفراد أُسرِتك وَتنظُر لِفَضَائِلهُمْ .. [ مَنْ أنتَ الَّذِي تَدِينُ عبد غيرِكَ . هُوَ لِمَوْلاَهُ ] ( رو 14 : 4 ) .. – هُوَ لِمولاه – .. كُلَّ إِنْسَان فِيهِ ضعف .. هُوَ لله مولاه لأِنَّهُ ربَّ الحياة .. إِذا قبلت أُسرِتك سَتهدأ وَتَتَحَسَّن الأحوال . -2- الحِوار : لاَبُد أنْ يَكُون بيننَا حِوار أي حَدِيث .. قلب مفتُوح .. كَثِيراً مَا نكتشِف أنَّهُ لاَ يوجد حِوار فِي أُسرنَا وَلاَ نطرح همُومنَا معاً .. لِمَاذا لاَ يوجد حِوار ؟ نَقُول لأِنَّنَا إِنْ طرحنَا همومنَا نَجِدهُمْ ينزَعِجُون وَيَهِيجُون وَيعلو صوتهُمْ .. وَإِنْ قُلنَا أسرارنَا لأِحد إِخوتنَا نَجِدهَا بعد قلِيل مُنتَشِرة فِي الأُسرة كُلَّهَا لِذلِك لاَ ندخُل معهُمْ فِي حِوار .. هذَا الأمر يجعل الإِنْسَان يلجأ لِمَنْ هُمْ خَارِج الأُسرة وَيصنع معهُمْ حِوار فَهَلْ نَحْنُ نضمن هؤلاء الخَارِجِين عَنْ الأُسرة ؟ قَدْ تَكُون نَصِيحتهُمْ هَاشَّة لأِنَّهُمْ قَدْ لاَ يَكُونُوا مُحِبِين لأُسرنَا وَهذَا يجلِب مَشَاكِل .. أمر صعب جِدّاً . صعب تِكَوِّن أُسرة بِدُون حِوار .. الحِوار مُهِمْ نكتشِف فِيهِ بعضِنَا وَنرتَبِط مِنْ خِلاَله بِرُبُط المَحَبَّة .. هُناكَ مقُوله تَقُول [ تَكَلَّم كي أراك ] أي عِندما يَتَكَلَّم الشخص أمامِي أعرف إِتِجَاهَاته وَأكتِشِفه مِنْ حواره .. الأُسرة مُحتاجة أنْ تَتَكَلَّم معنَا وَنَحْنُ مُحتاجِين أنْ نَتَكَلَّم معهُمْ كي نأخُذ نَصِيحة نَقِيَّة وَنكتَشِفهُمْ وَيكتَشِفُونَا .. أحيانً نَكُون فِي بِيت وَاحِد وَلاَ نعرِف بعضِنَا .. قَدْ يعرِف الأصحاب أفراد الأُسرة أكثر مِنْ معرِفتهُمْ لِبعضِهِمْ أوْ مِنْ معرِفة الأب وَالأُم بِأولادهُمْ .. فَقَدْ نَجِد أحياناً أب وَأُم لاَ يعرِفُون إِتِجاهات وَعيُوب أفكار أبناءِهِمْ لأِنَّهُ لاَ يوجد حِوار .. كُلَّ الأمر الَّذِي يَهِمْ الأباء كَيْفَ يأكُلُون وَمَاذا يشربُون وَيستذكِرُون وَينجحُون .. لكِنْ مَا هِيَ طموحاتهُمْ وَمَا هِيَ أفكارهُمْ ؟ .. لاَ يعرِفُون .. بِالحِوار لاَبُد أنْ نعبُر دَاخِل الشخصِيَّة الَّتِي أمامنَا .. تعرَّف عَلَى أُسرِتك لِمَاذا يرفُضُونَ هذَا وَيقبلُونَ ذلِك ؟ إِنْ كَانَ أحد أفرادهُمْ يُرِيد الهِجرة إِعرف لِمَاذا يرفُض الحياة هُنَا ؟ هَلْ لأِنَّهُ يرفُض بَلَده أم كِنِيسته أم مَاذَا ؟ لاَبُد تِعرف مدى عُمق إِنتِماء أُسرِة لِلبَلد وَالكِنِيسة وَ ......... هَلْ تُرِيد أنْ تصنع حِوار مَعَ إِنْسَان ؟ كَلِّمه فِي إِهتِمَامَاته هُوَ .. الأب إِهتِمَامَاته عمله وَالسِياسة وَالغَلاَء وَ ,, حَدِّثه فِيمَا يَخُصَّه وَيَهِمَّه هذَا يجعل الأب يقترِب إِليكَ .. " أنْ يعتنِي وَلاَ سِيَّمَا أهلُ بيتِهِ " ( 1تي 5 : 8 ) .. أهم أشخاص تهتم بِهُمْ هُمْ أهل بِيتك .. لِلأسف نَجِد الكُلَّ فِي الأُسرة الوَاحدة مُنشَغِل عَنْ بعضه بِالتِلِيفِزيُون وَلاَ يسمحُون لِبعضِهِمْ بِالحِوار معاً .. إِنْ كَانَ إِخوتك فِي الدِراسة إِعرف أصحابهُمْ وَمَاذا يدرِسُون وَاهتم بِالسؤال عَنْ مَا يِتعِبهُمْ وَمَا يِفرِحهُمْ وَ .. إِسأل أخوك مَا هِيَ المواد الَّتِي يدرِسهَا وَمَا يِتعِبه مِنْهَا وَشَجَّعه وَسَاعده .. بينمَا أصحابهُمْ يعرِفُونَ عنهُمْ كُلَّ شِئ وَكُلَّ إِهتِمَامَاتهُمْ . إِصنع مَعَ أُسرِتك حِوار لكِنْ بِأربعة شرُوط مُهِمَّة هِيَ : أ/ بِهِدوء أي صوت هَادِئ وَلَيْسَ شِجار .. نَحْنُ دَائِماً نَتَكَلَّم بِعَصَبِيَّة وَصوت عَالِي .. هذَا لَيْسَ حِوار لأِنَّ ذلِك يِعَرَّضنَا لِلأخطاء وَالأخطاء فِي أهل البِيت صعب غُفرانهَا بَلْ تترُك جرح عَمِيق فِي النَّفْس .. أي إِهانة تُوَّجه لأِفراد البِيت مِنْ بعضُهُمْ صعبة .. [ جُرِحْتُ بِهَا فِي بيتِ أحِبَّائِي ] ( تك 13 : 6 ) .. كُون إِنْ النَّاس تِخُون يَسُوع هذَا قَدْ يَكُون أمر طَبِيعِي أوْ مُمكِنْ لكِنْ تلمِيذه يِخونه هذَا أمر صعب جِدّاً .. كي يَكُون الحِوار فِي هدوء لاَبُد أنْ يَكُون الشخص الَّذِي أُحَدِّثه وَأنَا فِي حالة مُعَيَّنة هَادِئ وَلاَبُد أنْ أختار الوقت المُنَاسِب . عملُوا أبحاث وَوَجدوُا أنَّ مُعظم أسباب الإِنفِصال مَشَاكِل تَمِت السَّاعة الثَّالِثة وَالنِصف ظُهراً لأِنَّ الزوجان عَائِدان مِنْ العمل مُجهدان وَمشحُونان بِمَشَاكِل العمل وَتحدُث بينهُمَا مُشَاجرات لِذلِك لاَبُد مِنْ إِختِيار الأُسلُوب وَالوقت المُنَاسِب لِلحِوار . ب/ بِإِحتِرام ليتنَا لاَ نجرح مَنْ نُحَدِّثه وَلاَ نُظهِر لَهُ بَشَاعِة أخطاءه وَأنَّهُ لاَ يفهم وَلاَ نُهِينه بِحِوارنَا معهُ .. السَيِّد المَسِيح قَالَ لِلسَامِرِيَّة [ حَسَناً قُلْتِ ] ( يو 4 : 17) [ بِالصَّوَابِ حَكَمْتَ ] ( لو 7 : 43 ) .. لَمْ يُهِينهَا أوْ يُوَبِخهَا بَلْ تَكَلَّم معهَا بِأُسلُوب جعلهَا تسجُد لَهُ .. عِتابه الرَقِيق الَّذِي قَالهُ لِمَلاَئِكة الكَنَائِس السبعة فِي سِفر الرؤيَا نَجِدَهُ فِيهِ بَدَأَ بِالمَدِيح ثُمَّ بعده عَاتِب .. ليتنَا لاَ نَتَكَلَّم بِألفاظ جَارحة أوْ تلمِيحات مُهِينة .. لاَ تترُك فِي الآخر أثر سَيِّئ مِنْ كَلاَمك ..النَّفْس البَشَرِيَّة حسَّاسة جِدّاً وَرَقِيقة جِدّاً .. أحياناً نَتَكَلَّم مَعَ الآخر عَلَى أنَّهُ بِدُون مشاعِر .. حدِيد يحتمِل مَا لاَ نحتَمِله نَحْنُ .. هُوَ جَماد وَنَحْنُ بشر ؟!!! ج/ بِفَهم لِلآخر إِفهم لآخر أي تَكَلَّم مَعَ الآخر بِمَا يُنَاسِب سِنَّه وَبِمَا يُنَاسِب إِهتِمَامَاته .. إِعرف أخوك مَا هُوَ سِنَّه وَمَنْ هُمْ أصحابه وَانصحه بِهِدوء .. مَا هُوَ تفكِيره وَطَبِيعته وَادخُل معهُ بِحِوار بِمَا يُنَاسِبه .. مَثَلاً الأطفال يُحِبُّونَ الأشياء المُغلقة لِيَتَعَرَّفُوا عَلَى مَا بِدَاخِلهَا – هذَا طبعهُمْ – لِذلِك إِعرف وَافهم وَاقبل الآخر . لاَبُد أنْ تعرِف إِهتِمَامَات الآخر وَنشإِته وَتَقَالِيده وَفِكره كي تقبله .. وَلِنفرِض أنَّنَا لاَ نقبل بعض المَبَادِئ إِذاً لاَبُد مِنْ تَجَاوُز الأُمور وَالتَحَاوُر .. لاَبُد أنْ أقبل وَأحترِم أهل بِيتِي وَتقالِيدهُمْ حَتَّى وَإِنْ كَانُوا مُتَشَدِدِين لأِنَّهُمْ تَشَدَّدُوا مِنْ أجلِي وَمِنْ أجل مصلحتِي .. إِفهم طِباع وَسِن وَاهتِمَامَات وَسلبِيات وَإِيجَابِيات الَّذِين حولنَا .. فِي حِوارنَا قَدْ نَسنِد بعض وَقَدْ نهدِم بعض .. أساس ثِقة الإِنْسَان فِي نَفْسه مِنْ بِيته وَأساس إِهتِزاز شخصِيَّة الإِنْسَان مِنْ بِيته أيضاً فَإِنْ كَانَ أهل بِيته أي مُحِبِيه دَمَرُّوه فَمَا بَال الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِج بِيته ؟ لاَبُد أنْ تُعَبِّر لأِهل بِيتك وَيُعَبِّرُونَ إِليك .. إِنْ كَانَ أحدهُمْ مُنشَغِل عنكَ كَلِّمه فِي إِهتِمَامَاته يقترِب إِليكَ وَيُحِب الحدِيث معك . د/ بِالإِقناع عِندما تنصح أحد إِخوتك لاَبُد أنْ تُقنِعه بِمَا تنصحه بِهِ .. مَثَلاً إِنْ كَانَ أخوك أوْ أُختك لاَ يُحِب الإِستِذكار قُلَ لَهُ قَارِنْ بينَ نَفْسك وَآخر فِي مِثْل عُمرك لَمْ يَتَعَلَّم سَتَجِد فَارِق كَبِير فِي الأُسلُوب لأِنَّكَ بِالعِلم تُحَقِّق ذاتك .. وَبِذلِك تُقنِعه بِأهَمِيَّة العِل فَيَزِيد إِجتِهاده ..أحياناً أبسط الأُمور تحتاج إِلَى إِقناع أي كُون أنْ يَعِيش الإِنْسَان عَفِيف أوْ أنْ يهتم بِالأبَدِيَّة فَهذَا قَدْ يحتاج لإِقناع حَتَّى إِختِيار الأصحاب يحتاج إِقناع . -3- الوَصِيَّة : لاَبُد أنْ نَكُون معاً فِي الأُسرة نِطَبَّق الوَصِيَّة .. أفضل مكان يَسمح لَنَا أنْ نحيا الإِنجِيل هُوَ البِيت .. إِنْ كُنت تَتَكَلَّم عَنْ الحُب وَلاَ تحياه فِي بِيتك فَكَيْفَ تَتَكَلَّم عنْهُ ؟ تَكَلَّم عَنْ الإِحتِمال دهر وَلكِنْ لاَ يوجد إِحتِمال فِي الأُسرة فَمَا الفَائِدة مِنْ ذلِك ؟ لاَبُد أنْ تَعِيش الوَصِيَّة فِي الأُسرة .. أفضل مجال لِمُمَارسة الوَصِيَّة هُوَ الأُسرة .. الَّذِي يعِيش الوَصِيَّة خَارِج الأُسرة وَلاَ يعِيشهَا دَاخِل الأُسرة تَكُون فَضِيلته غَاشَّة مُزَيَفة .. الَّذِي يَتضِع خَارِج الأُسرة وَلاَ يَتضِع دَاخِل الأُسرة إِتِضاعه غَاش كَاذِب . الطبع الحَقِيقِي لِلإِنْسَان يظهر فِي بِيته لِذلِك أفضل شِهادة وَأجمل شِهادة فِي حقٌّ الإِنْسَان هِيَ شِهادة بِيته عَنَّه .. كَثِيراً مَا نسمع مدح مِنْ الأُم وَالأب عَنْ أولادهُمْ هذَا يُعلِنْ عَنْ وضع حَقِيقِي لِلأولاد دُونَ زِيف أوْ غِش .. أمر مُهِمْ أنْ نحيا الوَصِيَّة عَمَلِيّاً فِي الأُسرة .. إِنْ كُنْت أشتاق أنْ أخرُج مِنْ ذاتِي وَأتَضِع وَأحِب مَنْ حولِي فَالأُسرة أفضل مكان نَتَعَلَّم فِيهِ الفَضَائِل ..وَأبسط الأُمور فِي البِيت تِعَلِّمنَا الفَضَائِل مِثال لِذلِك إِعداد الطعام لأِخوتك وَخِدمِتهُمْ فِي خفاء هذَا يِكسر الذَّات وَيِعَلِّم الإِتِضاع .. عِندمَا تُقَدِّم إِخوتك عَلَى نَفْسك وَتنظُر لِطَلَبَاتهُمْ قبل طَلَبَاتك هذَا أجمل شِئ يُنَمِّي عِشرِتك بِالله . البِيت مجال عملِي لِحِفظ الوَصِيَّة .. عِش دَاخِل بِيتك كَإِنْسَان مَسِيحِي .. أي بِرَّ تِعمِله وَأي فَضِيلة هِيَ مِنْ أجل الله وَلَيْسَ وَاجِب .. يوجد مُستوى لِلفَضِيلة يُسَمَّى مُستوى إِجتِمَاعِي أي نِحترِم بعضِنَا لكِنْ نَحْنُ عَلَى مُستوى الإِنجِيل نِحِب وَنُعطِي وَنِغفِر عَلَى مُستوى الوَصِيَّة دُونَ مُقابِل .. الأُسرة أصدق مجال لِتنفِيذ الوَصِيَّة .. صعب نِكُون خَارِج البِيت مؤدَبِين لُطَفَاء وَدَاخِل البِيت فرعُون بِصوت عَالِي متغطرَسِين .. هَلْ تُرِيد أنْ تَتَعَلَّم كسر الذَّات وَالإِتِضاع تَعَلَّم مِنْ أجل إِخوتك إِنْ أهانك أحدهُمْ إِغفِر لَهُ بِقلب نَقِي .. هذَا أمر يِنَمِيك مَعَ الله . -4- المَحَبَّة العَمَلِيَّة : فِي التربِيَّة وَعِلم النَّفْس هُناكَ خمسة أشياء تُنَمِّي المَحَبَّة هِيَ : أ/ التشجِيع : الإِنْسَان مِحتاج لِلتشجِيع وَخاصةً مِنْ أهل بِيته .. نِفرح كَثِيراً عِندمَا نِسمع كَلِمة مَدِيح مِنْ أهل البِيت أكثر مِنْ كَلاَم وَمدح مَنْ هُمْ خَارِجه لأِنَّ فِي الأُسرة لاَ توجد مُجَامَلاَت لِذلِك كَلِمة المدِيح وَالتشجِيع مِنْهُمْ لَهَا قِيمة عالية فِي نِفْس الإِنْسَان . أحد عُلَماء النَّفْس يَقُول أنَّهُ يستطِيع أنْ يظِل شهر بِدُون طعام وَأربعة أيَّام بِدُون ماء وَخمسة دقائِق بِدُون هواء لكِنْ لاَ يستطِيع أنْ يظِل دَقِيقة وَاحدة بِدُون تشجِيع .. كُنْ دَائِم التشجِيع لإِخوتك وَأهل بِيتك .. لاَ تُحبِط مَنْ حولك بَلْ شَجَّع .. الإِنْسَان الَّذِي تِشَجَعه يِحِبَّك أكثر .. نَحْنُ دَائِماً نِشكِي مِنْ وجود شر فِي البِيت لأِنَّنَا لاَ نِشَجع بعضِنَا وَلاَ نِجَامِل بعضِنَا .. إِنْ كُنْت لاَ تِشَجَّع وَلاَ تِجَامِل فَافعل ذلِك مِنْ أجل الله ..إِخرِج مِنْ دَاخِلك كَلِمة تِسبِي بِهَا مَنْ هُمْ حولك وَمَا أجمل قول بُولِس الرَّسُول[ شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ .... تَأنَّوْا عَلَى الجَمِيعِ ] ( 1تس 5 : 14 ) .. شَجِّع وَقُل كَلِمة طَيِّبة ..هُناك مقوله تَقُول [ إِمدح الآخر بِمَا لَيْسَ فِيه ] لِنفرِض إِنْسَان بَخِيل أُشكُره عَلَى سَخائه يِحِبَّك وَيَتَعَلَّم السَخاء لكِنْ إِنْ وَبخناه يزداد بُخله وَيِتِهِمنَا بِالتَبذِير .. لَمَّا نِشَجِّع الإِنْسَان بِمَا لَيْسَ فِيهِ يِشتاق أنْ يَتَعَلَّم مَا تشكُره عليه . ب/ العَاطِفة : أحياناً نخجل أنْ نَقُول لأُسرِتنَا أنَا أحِبَّك .. رغم أنَّهُمْ يحتاجُون لأِنْ نُشبِع عَاطِفتهُمْ ..إِخرِج مَا بِدَاخِلك مِنْ عَاطِفة وَاجعلهُمْ يُخرِجُون مَا بِدَاخِلهِمْ مِنْ عَاطِفة .. الإِنْسَان مِحتاج أنْ يَكُون محبُوب وَلاَسِيَّمَا مِنْ أهل بِيته حَتَّى لاَ يملأ عَاطِفته مِنْ خَارِج الأُسرة .. يوجد شِئ إِسمه " المُستودع العَاطِفِي " دَاخِل كُلٍّ مِنَّا لاَبُد أنْ يُملأ بَِالحُب الصَّادِق وَأفضل مصدر لِلحُب الصَّادِق هُوَ الأُسرة .. فَهَلْ ننتَظِر مُشكِلة أوْ كَارِثة كي نُعَبِّر عَنْ عَوَاطِفنَا ؟!! .. لاَ .. عَبَّر عَنْهَا فِي أي وقت . ج/ الوقت : أحياناً نرى أنَّ الوقت الَّذِي نَجلِسه معاً فِي الأُسرة وقت ضَائِع – خِسارة – أي قَدْ تعمل الأُم فِي إِعداد الطعام سَاعَات طَوِيلة وَلاَ تجلِس مَعَ أولادهَا دَقَائِق وَالعكس صَحِيح .. نَقُول معقُول نِضَيَّع دَقَائِق مَعَ الأُسرة هُناك مَا هُوَ أهم مِثل التِلِيفِزيُون أوْ حياتِي الخاصة أهم أوْ أصدِقائِي أهم .. لاَ .. لاَبُد أنْ تُعطِي بعض الوقت لِلأسرة وَيُسَمَّى هذَا الوقت بِإِسم " الوقت القَيِّمْ " .. يِحِب الأطفال جِلُوس الآباء معهُمْ رغم إِنَّهُمْ يلعبُون اليوم كُلَّه لكِنْ لِعبُهُمْ مَعَ آباءِهِمْ أهم وَلَوْ دَقَائِق قَلِيلة .. أعطِي الأب وقت وَالأُم وقت وَالإِخوة وقت بِالتَشجِيع وَالحُب وَالحِوار الهَادِئ .. تَنَاقش مَعَ الآخر . يوجد مبدأ مُهِمْ يَقُول " هَلْ تسمعنِي .. هَلْ تفهمنِي .. هَلْ تشعُر بِيَّ ؟ " هَلْ يوجد بينِي وَبينك تَوَاصُل .. هَلْ تشعُر بِيَّ ؟ نَحْنُ نحتاج أنْ نحيا هذَا المبدأ الثُلاَثِي لِنُشَارِك بعضنَا فِي أُمورنَا .. يُحكَى عَنْ طَبِيب مشهُور كانت لَديهِ مُشكِلة مالِيَّة كَبِيرة وَكَانَ لاَ يعرِف كَيْفَ يَحِلَهَا وَكَانَ يرجع لِبِيته مهمُوم وَيَقُول لِزوجته عَنْ مُشكِلته فَكَانت تِقاطعه لِتحكِي لَهُ عَنْ أهلهَا وَكَيْفَ تِجَامِلهُمْ وَكَيْفَ تِقَابِلهُمْ وَمَنْ مِنْهُمْ عَادَ مِنْ الخَارِج وَمَنْ مِنْهُمْ .. وَعِندمَا يذهب لِلعِيادة وَيجلِس مهمُوم تسأله مُمرضَته عَنْ سبب حالِة الحُزن الَّتِي يحياهَا وَتُحَاوره فِي مُشكِلته وَتبحث معهُ عَنْ حلُول لَهَا .. فَبَدَأ يِتجِذِب لَهَا لأِنَّهُ لَمْ يَجِد مَنْ يسمعه وَيشعُر بِهِ فِي أُسرِته . د/ التَلاَمُس : أي اللمسة الإِنْسَانِيَّة .. الله خلق الإِنْسَان لحم وَدم وَمَشَاعِر مِنْ خِلاَل التَلاَمُس .. السَيِّد المَسِيح جذب الأطفال وَاحتضنهُمْ وَوَضع يَده عليهُمْ وَبَارِكهُمْ أي تَلاَمس معهُمْ .. أحياناً نِبخل عَلَى بعضِنَا بِهذِهِ اللمسة .. فِي أحد المُشكِلات وَكَانت بينَ أب وَإِبنه إِحتار الكَاهِنْ بينهُمَا لأِنَّهُمَا كَانَا يَتَحَاوَرَان بِصوتٍ عَالِي وَلَمْ يستطِع أنْ يُسكِت أيٍ مِنْهُمَا فَأمسك بِيد الإِبن وَوَضَعهَا عَلَى صدره فَهَدَأ الإِبن وَصمت .. تَلاَمُس .. رغم أنَّ عدو الخِير دَنَّس بعض الأُمور فِي حياتنا لكِنْ هذَا لاَ يلغِي قَدَاسِة المشَاعِر المُتبادلة وَالتَلاَمُس فَكُون أنَّ الطِفل يَتَلاَمس مَعَ أُمه وَيَكُون فِي حُضنهَا فَهَذَا أمر مُهِمْ جِدّاً لِبُنيان بُناء صَحِيح . هـ/ الهَدَايَا : فِي المُناسبات .. فِي أعياد المِيلاد .. فِي النجاح .. فِي فِعل الخِير .. إِحضِر هِدِيَّة وَلَوْ بَسِيطة جِدّاً – هذَا أمر مُهِمْ – أحياناً كَلِمات صَغِيرة قَلِيلة تفعل فِعل السِحر فِي الآخر وَتسبِيه .. أحياناً هِدِيَّة صَغِيرة وَلَوْ كارت صُغَيَّر يَكُون أهم وَأقيم مِنْ هَدَايَا عَظِيمة لأِنَّنَا نِكتِب بِهِ كَلِمات تُعَبِّر عَنْ مَشَاعِرنَا إِتِجاه الآخر .. ألاَ توجد مُناسبة لِتِهَادِي الآخر هِدِيَّة وَلَوْ بَسِيطة ؟ نَحْنُ مِحتاجِين أنْ نُعَبِّر عَنْ مَحَبِّتنَا لِبعضِنَا بِطُرُق عَمَلِيَّة . رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

التربية وقضايا معاصرة

التربية وقضايا معاصرة بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِد آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُل أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين فِي الحَقِيقَة المَوْضُوع الَّذِي أُرِيدْ أنْ أتَحَدَّث فِيهِ اليُوْم مَعَكُمْ مَوْضُوع يَخُص طَرَفِين .. يَخُصُّكُمْ أنْتُمْ وَيَخُص أوْلاَدِكُمْ .. وَفِي الحَقِيقَة عِنْدَمَا نَحْتَك بِالأوْلاَد وَخُصُوصاً الجِيل الجِدِيد نَجِد بِدَاخِلَهُمْ أخْطَاء كَثِيرَة جِدّاً نَابِعَة مِنْ عَدَم مُتَابَعَتْكُمْ أنْتُم .. وَأنَا أُرِيدْ أنْ أُذَكِّرَكُمْ بِكَلِمَة قَالَتْهَا لَكُمْ الكِنِيسَة عِنْد مَعْمُودِيِة أحَد أبْنَائَكُمْ وَهذِهِ الكَلِمَة أكِيد تَارِيخْهَا قَدِيم وَقَدْ يَكُون أيٍ مِنْكُمْ قَدْ نَسَاهَا .. * إِنَّ الأُم تَكُون إِشْبِين لإِبْنَهَا أوْ لإِبْنَتْهَا * .. كَلِمَة * إِشْبِين * أي * آمِنَة .. حَارِسَة .. حَافِظَة .. شَاهِدَة * .. وَكَأنَّ الكِنِيسَة تُسَلِّم لَنَا أوْلاَدْنَا وَنَحْنُ حَافِظِين وَحَارِسِينْ لَهُمْ . وَكَأنَّهَا تَقُول أنَّ هذَا الإِبْن أوْ هذِهِ الإِبْنَة فِي مَرْحَلِة عَدَم إِدْرَاك وَعَدَم وَعْي وَعَلَيْكُمْ أنْتُم أنْ تَقُومُوا بِتَرْبِيَتَهُمْ وَتَوْعِيَتْهُمْ وَتَسْلِيمَهُمْ مَبَادِئ الإِيمَان وَحَقَائِق الحَيَاة الْمَسِيحِيَّة إِلَى أنْ يَبْلُغُوا سِن الرُّشْد .. وَبَعْد أنْ تُسَلِّمْنَا الكِنِيسَة الطِفْل أوْ الطِفْلَة وَالأُم تَكُون شَاهِدَة عَلَى ذلِك يَسْألْهَا الأب الكَاهِن ( المُعَمِّد ) سُؤال وَاحِد ثَلاَث مَرَّات قَائِلاً * هَلْ آمَنْتِ " أُؤتُمِنْتِ ) عَلَى هذَا الطِفْل ؟ * .. فَتَقُول الأُم * أُؤتُمِنْت * ثَلاَث مَرَّات .. وَيَقُول لَهَا الكَاهِن أنْتِ مِنْ الآنْ مَسْئُولَة عَنْهُ أمَام الله لِتُرَبِّيه تَرْبِيَة وَتُنْشِيئِهِ فِي مَخَافِة الرَّب وَتُعَلِّمِيه أسْرَار الكِنِيسَة وَتُسَلِّمِيه كُل حَقَائِق الإِيمَان عِوَضاً عَنْهُ إِلَى أنْ يَبْلُغ سِنْ الرُّشْد .. قَدْ يَرْتَاح ضَمِير بَعْض الجَالِسِينْ الَّذِينَ لَهُمْ أوْلاَد بَالِغِين إِذْ يَقُولُون أنَّ دُورْهُمْ إِنْتَهَى .. وَلكِنْ أقُول لَكُمْ هَلْ فَعَلْتُمْ دُورْكُمْ عَلَى مَا يُرَام أوَّلاً ؟ هَلْ عَلَّمْتُمُوهُمْ حَقَائِق الإِيمَان ؟ وَهُنَا يَأتِي مَوْضُوعْنَا اليُوْم . حَقِيقَةً يَا أحِبَّائِي إِنَّ تَرْبِيِة الإِنْسَان هِيَ أعْظَم مُهِمَّة يُمْكِنْ أنْ تَتِمْ عَلَى الأرْض .. تَنْشِأة إِنْسَان يَرْبَح المَلَكُوت هِيَ أعْظَم رِسَالَة يُمْكِنْ أنْ يَقُوم بِهَا إِنْسَان .. وَأنَا أعْلَم أنَّكِ إِذَا كُنْتِ أُم لأِبْنَاء كُبَار إِذاً قَدْ يَكُون لَكِ أحْفَاد وَبِذلِك تَكُون رِسَالْتِك مَازَالَتْ قَائِمَة وَهيَ لاَ تَنْتَهِي .. وَمَا أقُولُه لَكِ الآنْ يُمْكِنْ أنْ تُعَلِّمِيه لأِبْنَائِك مُبَاشَرَةً – إِذَا كَانَتْ أُم لأِطْفَال صِغَار – أوْ تُعَلِّمِيه إِلَى أبْنَائِك الكِبَار لِيُعَلِّمُوا أطْفَالِهِمْ وَتُعَلِّمِيه أيْضاً لأِحْفَادِك .. هَلْ آمَنْتِ عَلَى أبْنَاءِك ؟ مَا أجْمَل الأُم الَّتِي تَنْظُر إِلَى إِبْنَهَا كَأنَّهُ رِسَالِتْهَا عَلَى الأرْض .. كَيْفَ تُوَجِّهِيه إِلَى المَلَكُوت ؟ وَمَا أجْمَل الأُم الَّتِي تَنْظُر إِلَى إِبْنَتَهَا كَأنَّهَا عَطِيَّة الله كَيْفَ تَرْبَح السَّمَاء ؟ وَمِنْ هُنَا نَشْعُر أنَّهُ لاَبُدْ عَلَيْنَا أنْ نُقِيم صَلَوَات عَنْهُمْ .. كَمْ أُم مِنْ الجَالِسِين تَشْكُو مِنْ تَعَبْ مِنْ أوْلاَدْهَا ؟ تَقْرِيباً جَمِيعْنَا .. نَقُول وَلكِنْ مَا دُورْنَا إِذاً تِجَاهَهُمْ ؟ وَمَاذَا نُقَدِّم لَهُمْ مِنْ قُدْوَة وَمِنْ نَمُوذَج ؟ .. أقُول ذلِك لأِنِّي فِي الحَقِيقَة أرَى فِي الجِيل الجَدِيد أشْيَاء مُتْعِبَة جِدّاً وَعِنْدَمَا أجْلِس مَعَهُمْ أرَى أنَّ هذَا الأمر مَسْئُول عَنْهُ هؤُلاَء الأبْنَاء بِجُزْء وَلكِنْ البِيت مَسْئُول بِجُزْء أكْبَر .. وَنَحْنُ نُخَاطِبْ دَائِماً الأوْلاَد وَنَنْسَى أنْ نُخَاطِبْ الآبَاء وَالأُمَهَات .. عَلَيْنَا أنْ نَتَكَلَّمْ مَعَ الطَرَفِين لأِنَّ الكِنِيسَة تُوصِي الرَّاعِي أنْ يُعَلِّم وَيَمْحُو الذَّنْب بِالتَّعْلِيم . دَخَلِتْ إِلَى المُجْتَمَع ظَوَاهِر جَدِيدَة لَمْ تَكُنْ مَوْجُودَة مِنْ قَبْل – لَيْسَ مِنْ 20 سَنَة بَلْ لَمْ تَكُنْ مَوْجُودَة مِنْ 5 سِنِينْ فَقَطْ – .. وَذلِك لأِنَّ المُجْتَمَع فِي تَطَوُر سَرِيع وَمُسْتَمِر .. أُرِيدْ أنْ أتَحَدَّث عَلَى بَعْضٍ مِنْ هذِهِ الأُمور الجَدِيدَة الَّتِي يُمْكِنْ أنْ تُشَكِّل عَلَى أوْلاَدْنَا سَبَبْ تَعَبْ أوْ سَبَبْ خَطَر أوْ سَبَبْ إِنْحِرَاف .. وَأذْكُرَهُمْ فِي نِقَاط خَمْس : أوَّلاً : التَّدْلِيل : أحْيَاناً نَكُون ظَانِّين أنَّ تَلْبِيِة أي رَغْبَة لَدَى أوْلاَدْنَا شِئ يِسْعِدْهُمْ .. وَكُلَّمَا طَلَبُوا شَيْئاً يَضْعُف قَلْبِنَا أمَام إِلْحَاحْهُمْ أوْ أمَام حُزْنُهُمْ فَأُغْلَب مِنْ عَوَاطِفِي وَأُلَبِّي الرَّغْبَة .. فِي الحَقِيقَة يُقَال عَنْ هذَا الأمر تَرْبَوِياً أنَّهُ مُفْسِد .. فَلاَبُدْ مِنْ رَغَبَات تُلَبَّى وَأُخْرَى تُمْنَع .. لاَبُدْ عَلَى الأبْنَاء أنْ يَعْرَفُوا أنَّ لِكُلٍّ مِنْهُمْ حُدُود وَقَوَانِين وَضَوَابِط .. لأِنِّي إِذَا لَبِّيتْ كُل رَغَبَات الطِفْل هَلْ عِنْدَمَا يَبْلُغ وَيَعِيش وَسَطْ مُجْتَمَعُه وَيُصْبِح مَسْئُول عَنْ نَفْسُه هَلْ سَيَسْتَطِيع أنْ يُحَقِّق كُل رَغَبَاتُه أم أنَّهُ سَيَجِد هُنَاك أشْيَاء تَحْتَاج إِلَى الإِخْتِيَار .. وَقَبْل كُل هذَا مَاذَا سَيُصْبِح فِي المُجْتَمَع أوَّلاً ؟ فِي الحَقِيقَة لاَ يَكُون غِير إِنْسَان مُتْعِب مُمَزَق مِنْ دَاخِلُه نَاقِمْ عَلَى كُل شِئ .. أوْ سَيُصْبِح إِنْسَان إِتِّكَالِي مُتَطَفِل .. فَكُلَّمَا صَعُبَ عَلِيه الإِتْيَان بِشِئ يَطْلُبُه مِنْ غِيرُه سَوَاء كَانَ وَالدُه أوْ وَالدِتُه أوْ إِخْوَاتُه أوْ أصْحَابُه أوْ قَدْ يَقْتَرِض بَعْض المَال .. فَكُل مَا يَهِمُّه هُوَ تَلْبِيِة وَتَحْقِيق طَلَبَاتُه لأِنَّ الرَّغْبَة تُمَثِّل لَهُ أرَق لاَ يَهْدَأ حَتَّى يُتَمِّمُه .. وَفِي الأصْل هِيَ عَادَة قَدْ تَكَوَنَتْ عِنْدُه مُنْذُ الصِغَر وَكَانَ فِي المَاضِي يَسْتَخْدِم سِلاَح البُكَاء وَعَرَف أنَّهُ سِلاَح جَمِيل لاَ يُوْجَد مِثْلُه .. فَإِذَا مُنِعْ مِنْ دُخُول حُجْرَة يَبْكِي فَيُفْتَح البَاب أمَامُه . وَإِذَا مُنِعْ مِنْ اللِعْب بِالتِلِيفُون يَبْكِي فَيُعْطَى لَهُ .. وَهكَذَا سَوَاء طَلَبْ شِئ صَحِيح أوْ خَطَأ .. مُفِيد أوْ مُضِر فَمَعَ البُكَاء كُل شِئ يَنْتَهِي إِذْ أنَّ الوَالِدَيْن لاَ يُرِيدَان إِزْعَاج عُقُولِهِمْ وَلاَ يَعْرِفُوا أنَّهُمْ بِذلِك يُقِيمُون لَهُ مُشْكِلَة تَرَاكُمِيَّة كَبِيرَة جِدّاً لَدَيْهِ وَهيَ أنَّ رَغَبَاتُه لَيْسَ لَهَا سَيْطَرَة . وَعِنْدَمَا يِكْبَر الطِفْل يَسْتَخْدِم أسَالِيب أُخْرَى مِثْل الإِلْحَاح أوْ مُخَاصَمَة وَالِدِيه أوْ يِسَلَّطْ أحَد آخَر لِيُقْنِعَهُمْ أوْ يُعَاقِبَهُمْ بِعَدَم سَمَاع كَلِمَتْهُمْ وَعَدَم الطَّاعَة .. وَنَحْنُ كَثِيراً مَا نَصْنَع شَفَقَة فِي غَيْر مَوْضِعْهَا وَنُلَبِّي كُل مَا يَطْلُبُوه .. وَأوْلاَدْنَا يَعْرِفُون أنَّ لَدَيْنَا أوْتَار حَسَّاسَة وَنِقَاط ضَعْف فَيَسْتَغِلُّوهَا .. فَيَأتُوا إِلَيْنَا مَثَلاً قَائِلِين أنَّ كُل أصْحَابْهُمْ يَفْعَلُون هكَذَا . إِنَّهُ أمر هَام جِدّاً أنْ أتَعَلَّمْ كَيْفَ أعْتَنِي بِهِمْ وَأُرَبِيهُمْ وَأُدَرِّبَهُمْ عَلَى قَمْع رَغَبَاتِهِمْ وَضَبْطَهَا وَتَرْشِيدْهَا .. فَأنَا عِنْدَمَا أُلَبِّي لِطِفْلِي كُل مَا يُرِيدُه أُرَبِّيه بِذلِك عَلَى التَّدْلِيل وَعَلَى الإِتِّكَال الَّذِي بِهِ سَيُصْبِح إِنْسَان غِير مُثْمِر وَنَتِيجَة لِهذَا الأمر بِالتَّرَاكُمْ يُصْبِح شَخْص لَدَيْهِ نَزْعَة إِسْتِهْلاَكِيَّة أنَانِيَّة .. تَعَامُل آخَر لأُم مَعَ بِنْتَهَا .. تَشْعُر الأُم أنَّ قِمِّة التَّعْبِير عَنْ مَحَبِّتْهَا لإِبْنَتِهَا هُوَ رَاحِتْهَا فَلاَ تَقُوم الإِبْنَة بِعَمَل أي أمر فِي المَنْزل حَتَّى كُوب الشَّاي .. أمر مُتْعِب جِدّاً عَلَى البِنْت قَبْل الأُم لأِنَّ البِنْت قَدْ أُعْطِيَت مُنْذُ الصِغَر لأُِمَّهَا وَهيَ مَمْلُوءَة بِطَاقِة حُبْ وَطَاقِة عَطَاء وَلكِنْ الأُم هِيَ الَّتِي تَمْنَعْهَا فَتَتَحَوَّل البِنْت الَّتِي كَانَتْ مُعْتَادَة عَلَى العَطَاء كَشِئ تِلْقَائِي إِلَى فَتَاة مُعْتَادَة عَلَى الأخْذ فَقَطْ .. وَتَجِد حَتَّى البَنَات المُقْبِلِين عَلَى الزَوَاج كِبِر سِنَّهَا وَلاَ تَعْرِف أي شِئ عَنْ أي مَوْضُوع .. وَلاَ تَعْرِف أنَّ عَلَيْهَا وَاجِبَات مَنْزِلِيَّة وَأُسَرِيَّة لأِنَّهَا مُفْتَقِدَة هذَا التَّعْلِيم . أحْيَاناً الأُم تُحِب أنْ تَشْعُر أنَّهَا أُم بِزِيَادَة فَتُحِبْ أنْ تَعْمَل كُل الأدْوَار وَتَلْغِي بِنْتَهَا وَكَأنَّ هذَا الأمر يُشْبِع أُمُومِيِتْهَا .. وَقَدْ تَكُون الأُم مُسَيْطِرَة وَلاَ يَعْجِبْهَا عَمَل أي فَرْد آخَر فَتَعْتَرِض عَلَى كُل شِئ تَقُوم بِهِ الإِبْنَة فَتَتَوَقَفْ البِنْت .. وَهذِهِ الطَّاقَات تُبْذَل فِي الإِعْتِنَاء بِشَعْرَهَا وَبِأظَافِرْهَا وَبِذلِك تَكُون البِنْت قَدْ إِنْحَسَرَت فِي ذَاتْهَا . أمر آخَر هَام .. تَجِد أنَّهُ مَهْمَا كَانَ البِيت يُعَانِي مِنْ ضُغُوط إِقْتِصَادِيَّة شَدِيدَة إِلاَّ أنَّ الوَالِدَيْنِ لاَ يَسْتَطِيعُون رَدْع طَلَبَات أوْلاَدَهُمْ .. أمر مِحْتَاج لِضَبْط إِذْ لاَبُدْ أنْ يُشَارِكُونَا المَسْئُولِيَات .. وَيَعْرَفُوا مَا هُوَ يَصْلُح وَمَا لاَ يَصْلُح .. وَمَا نَسْتَطِيع تَحَمُّلُه وَمَا هُوَ لَيْسَ كذَلِك .. لأِنَّ البِنْت سَتَكْبَر وَسَتَتَزَوَج وَسَتُوَاجِه نَفْس المُشْكِلَة وَلكِنَّهَا سَتُصْدَم عِنْدَمَا يَقُول لَهَا زَوْجَهَا * خُذِي هذَا المَبْلَغ وَدَبَّرِي أُمور المَنْزِل لِمُدِّة الشَهْر كُلُّه * .. وَهكَذَا لِلإِبْن لأِنَّهُمْ لَمْ يَعْتَادُوا عَلَى التَّدْبِير وَعَلَى ضَبْط النَّفْس .. إِذْ قَدْ إِعْتَادُوا أنَّ كُل شِئ يَطْلُبُونُه يَجِدُوه وَيَأتِي إِلَيْهِمْ بِأي طَرِيقَة حَتَّى وَلَوْ أدَّى الأمر إِلَى الإِقْتِرَاض ( طَلَبْ سُلْفَة ) .. مَهْمَا كَانَ الطَلَبْ تَافِه مِثْل بُلُوزَة تُرِيدْهَا الإِبْنَة مَهْمَا كَانِتْ بِمَبْلَغ أكْبَر مِنْ قُدْرَات وَالِدِيهَا . عَلَيْنَا ألاَّ نَنْظُر لِلأُمور الآنْ فَقَطْ بَلْ أنْ نَنْظُر إِلَى الأمَام وَإِلَى المُسْتَقْبَل .. فَلَيْسَ المَوْضُوع مَوْضُوع بُلُوزَة تِشْتِرِيهَا لإِبْنَتِك أم لاَ بَلْ هِيَ مَسْألِة مَبْدأ فِي التَّرْبِيَة وَزَرْع مَشَاعِر الإِهْتِمَام بِالآخَرِين وَتَقْدِير الظُّرُوف وَعَدَم الإِنْحِصَار عَلَى النَّفْس .. لِمَاذَا لاَ تَزْرَع هذِهِ المَشَاعِر مِنْ الصِغَر ؟ أنَا لاَ أُرِيدْ أنْ نُرَبِيهُمْ عَلَى الحِرْمَان إِذْ لِلحِرْمَان مَشَاكِل نَفْسِيَّة .. وَلكِنْ أُرِيدْ أنْ نُرَبِيهُمْ عَلَى الضَبْط لأِنَّ لِلتَّدْلِيل نَتَائِج خَطِيرَة . يُوْجَد كَثِير مِنْ الفَتَيَات الآنْ أوِّل شَرْط لَدَيْهِم لِلإِرْتِبَاط بِإِنْسَان أنْ يَكُون غَنِي فَهْيَ تَعْرِف أنَّهَا نُقْطَة ضَعْف فِيهَا إِذْ أنَّ هذَا الأمر لاَ تَسْتَطِيع إِحْتِمَالُه .. أمَّا مِنْ نَاحِيَة الأخْلاَق فَقَد تُقَدِّم تَنَازُلاَت .. مَنْ الَّذِي رَبَّى هذَا الإِحْتِيَاج لَدَى البِنْت ؟ .. نَحْنُ .. لأِنَّنَا لَمْ نُرَبِّيهُمْ عَلَى القَنَاعَة وَالإِكْتِفَاء وَنَسُوا مَفْهُوم الغِنَى الحَقِيقِي ألاَ وَهُوَ غِنَى النَّفْس وَغِنَى الفَضِيلَة .. لِذلِك عَلَيْكِ أنْ تَعْرِفِي أنَّ الأب الكَاهِن عِنْدَمَا سَلَّمِك طِفْلِك فِي المَعْمُودِيَّة سَلَّمَهُ لَكِ كَوَدِيعَة فَعَلَيْكِ أنْ تَرُّدِّيه إِلَى الكَنِيسَة أكْثَر جَمَالاً وَأكْثَر بَهَاءً حَتَّى يَدْخُل المَلَكُون وَتَقِفِي بِجَانِبِهِ فِي مَجْد السَّمَاء لَقَدْ عَيَّدَت الكِنِيسَة لَيْلَة أمْس بِـ 3 قِدِيسَات عِنْدَمَا نَقْرأ سِيرَتِهِمْ تَجْزَع أنْفُسْنَا وَهُمْ القِدِيسَة صُوفْيَة وَبَنَاتْهَا الثَّلاَثَة بِيسْتِيس وَهِلْبِيس وَأغَابِي ( 9 سَنَوَات ، 11 سَنَة ، 12 سَنَة ) ( 30 طُوبَة ) .. يَقِفُون أمَام الوَالِي وَيُعَرِّضَهُمْ لأِشْرَس أنْوَاع العَذَاب .. فَيَبْدأ الوَالِي بِالإِبْنَة الأكْبَر ( أغَابِي ) فَيُغْرِيهَا بِالزَوَاج بِأحَد أكَابِر المَدِينَة فَتَرْفُض ثُمَّ يُهَدِّدْهَا بِالجَلْد وَيَقْطَع ثَدْيَيْهَا .. وَيَقْطَع رَأسَهَا .. ثُمَّ يَتَوَجَه إِلَى الإِبْنَة الوُسْطَى بَعْدَمَا حَدَث كُل هذَا لأُخْتَهَا الأكْبَر أمَام عَيْنَيْهَا وَلكِنَّهَا تَرْفُض هِيَ الأُخْرَى أنْ تَتْرُك الْمَسِيح فَيَضَعْهَا فِي نَار مُوقَدَة وَيَأتِي الرَّب وَيُطْفِئ النَّار .. ثُمَّ يَجْلِدْهَا وَأخِيراً يَقْطَع رَأسَهَا .. ثُمَّ الإِبْنَة الأصْغَر الَّتِي كَانَتْ تَخَاف أُمَّهَا عَلَيْهَا جِدّاً لَئَلاَّ تَضْعُف أمَام هذِهِ المَشَاهِد – فَكَانَتْ الأُم تُصَلِّي – وَيَضَعْهَا الوَالِي عَلَى الهِيمْبَازِين فَيَكْسَر الرَّب هذِهِ الآلَة مُبَاشَرَةً بَعْد رَبْط جَسَد الفَتَاة فِيهَا . وَمَاذَا نَحْنُ نَتَعَامَل مَعَ أوْلاَدْنَا ؟ فَهَا هِيَ البِنْت تَصِل إِلَى 25 مِنْ عُمْرَهَا وَتَقُول أُمَّهَا إِنَّهَا مَازَالَتْ صَغِيرَة .. وَآخَرُون يُشْفِقُوا عَلَى أوْلاَدِهِمْ مِنْ الصُوْم بِحِجِّة صِغَر سِنَّهُمْ .. وَعَلَى هذَا الكَلاَم فَالصَغِير فِي الصُوْم لاَبُدْ وَأنْ يَكُون صَغِير فِي الشَّر .. وَلكِنْ تَتَبَّعُوا وَلَد فِي العَاشِر مِنْ عُمْرُه تَجِدُه مُدْرِك لِكُل شِئ وَجَسَدُه بَدَأ يَعْمَل فِيهِ الطَّبِيعَة البَشَرِيَّة .. فَلِمَاذَا إِذاً عِنْدَ الأُمور الرُّوحِيَّة نُطْلِق عَلَيْهِ صَغِير ؟ لاَبُدْ أنْ تَعْلَم أنَّ الجَسَد مَغْرُوس فِيهِ الغَرِيزَة مُنْذُ تَكْوِينُه – وَهُوَ جَنِين فِي بَطْن أُمُّه – حَتَّى آخِر نَسْمَة فِي حَيَاتُه .. بِمَعْنَى أنَّهُ لاَ يُوْجَد لَحْظَة يَحْيَاهَا الإِنْسَان الشَّر فِيهَا يُسَاوِي صِفْر .. أوْ لَحْظَة نَقُول فِيهَا أنَّ الشَّر قَدْ إِنْتَهَى .. وَهذَا مَا نَرَاه فَالإِنْسَان إِذَا تَبَع شَهْوِتُه تَجِدُه يَخْرُج مِنْ أمر إِلَى أمر .. حَتَّى لاَ نِهَايَة لِلشَّر وَلَيْسَ لَهُ بِدَايَة .. أي أنَّ الطِفْل إِبْن يُوْم لَدَيْهِ غَرِيزَة يَجِبْ ضَبْطَهَا . فَعُلَمَاء التَّرْبِيَة يَنْصَحُون بِإِعْطَاء الطِفْل مَوَاقِيت وَمَوَاعِيد لِلأكْل وَلِلنُوْم كُلٍّ حَسَبْ إِحْتِيَاجُه .. نَفْتَرِض أنَّ الطِفْل يَأكُل كُل سَاعْتِين فَإِذَا طَلَبْ الأكْل بَعْد السَّاعَة الأُولَى نَنْتَظِر حَتَّى تَتِمْ السَّاعَاتَان حَتَّى يَنْشَأ عَلَى ضَبْط إِحْتِيَاجَاتُه وَتُعْطِيه الكِمِيَة المُحْتَاج إِلِيهَا فَحَسْب – لاَ نُجَوِّعُه بَلْ نَضْبُطُه – .. وَأيْضاً النُوْم لَهُ تَسَلْسُل وَاحْتِيَاج مُعَيَّنْ فَتَجِد الطِفْل بَعْد وِلاَدْتُه يَحْتَاج إِلَى 18 سَاعَة / يُوْم .. ثُمَّ 16 ثُمَّ 14 وَهكَذَا نُعْطِيه كِفَايْتُه وَلكِنْ أضْبُطُه .. وَهكَذَا كَانَ القِدِّيسِينْ يَفْعَلُون وَيَضْبُطُوا إِحْتِيَاجَات أوْلاَدِهِمْ مُنْذُ الرِّضَع .. لِذلِك أعْطُونَا أمْثِلَة مِثْل هِلْبِيس وَبِيسْتِيس وَأغَابِي وَيَكُونُوا أقْوَى مِنْ أي ضَغْط . ثَانِياً : الكُمْبُيُوتَر : الدَّوْلَة تُشَجِّع هذَا الجَهَاز وَفِي الحَقِيقَة هُوَ نَافِع جِدّاً وَاليُوْم كُل شِئ فِي العَالَمْ يَتَحَوَل إِلَى كُمْبُيُوتَر .. وَحَتَّى المَدَارِس بَدَأت تَهْتَمْ بِهِ وَلكِنْ .. هَلْ نَحْنُ مُتَيَقِظُون لِمَا يُشَاهِدُوه أوْلاَدْنَا وَفِيمَا يَسْتَخْدِمُوه ؟ أمر هَام جِدّاً .. هُنَاك أوْلاَد يُجِيدُوا إِسْتِخْدَام الإِنْتَرْنِت جِدّاً وَلكِنْ قَدْ يَكُون إِسْتِخْدَامُه لَهُ فَوَائِد عَدِيدَة أوْ أضْرَار عَدِيدَة .. عِنْدَمَا رَأُوا الأوْلاَد أنَّهُ مُكَلِّف وَلَيْسَ كُل البُيُوت تَسْمَح بِهِ وَجَدُوا أنَّهُمْ يَتَبَادَلُونُه فِي المَدَارِس بِمَا فِيهِ مِنْ أشْيَاء خَطِيرَة وَضَارَّة جِدّاً .. فَيَأخُذ الإِبْن هذَا ألـ CD الصَّغِير وَيُشَاهِد مَا عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَضْمَن سَلاَمِة المُنَاخ – أثْنَاء نُوْم الأهْل .. أثْنَاء خُرُوجَهُمْ – فَيَجِد أشْيَاء تِتْعِبُه جِدّاً جِدّاً . عَلَيْنَا أنْ نَعْلَم أنَّ لَدَى أبْنَائْنَا غَرِيزَة وَهُمْ يَعِيشُون فِي مُجْتَمَع لَيْسَ مَلاَئِكِي فَقَدْ يَرْفُضُوا إِلَى حِين وَلكِنْ قَدْ يَضْعَفُوا .. لاَبُدْ أنْ نَعِي تَمَاماً أنَّهُمْ لَيْسُوا أطْفَال وَلاَ مَلاَئِكَة بَلْ هُمْ بَشَر وَالطَّبِيعَة البَشَرِيَّة مَائِلَة لِلخَطِيَّة .. لِذلِك نَجِد أبُونَا يَقُول فِي القُدَّاس مُصَلِياً ﴿ إِبْطِل سَائِر حَرَكَاتُه المَغْرُوسَة فِينَا ﴾( مَا يَقُولُه الكَاهِن سِرّاً بَعْد صَلاَة القِسْمَة ) .. * حَرَكَاتُه أي العَدُّو * . إِنْتَبِهُوا لِهَؤُلاَء الأوْلاَد وَاجْلِسُوا بِجَانِبِهِمْ وَانْظُرُوا فِيمَا يَسْتَخْدِمُون الكُمبِيُوتَر .. وَأنَا أتَعَجَبْ لِهَؤُلاَء الأوْلاَد الَّذِينَ يُغْلِقُون بَاب الحُجْرَة وَيَمْنَع أي أحَد مِنْ الدُّخُول عَلِيه أثْنَاء إِسْتِخْدَامُه لِلكُمبِيُوتَر !! ثُمَّ يَأتُوا الآبَاء وَيَشْتَكُون مِنْ أوْلاَدِهِمْ وَمِنْ عَصَبِيَتِهِمْ وَعَدَم طَاعَتِهِمْ وَتَكْسِيرَهُمْ لِلأشْيَاء .. أقُول لَك أنَّهَا طَاقَات غَرِيزَة فَالوَلَد بِدَاخِلُه يَتَمَزَق لأِنَّهُ غِير رَاضِي عَنْ نَفْسُه وَلأِنَّهُ مَوْضُوع تَحْت ضُغُوط شِدِيدَة وَصَلَتْ بِهِ إِلَى دَرَجَات مِنْ الضَّعْف الَّتِي جَعَلَتْ نَفْسِيَتُه مُتْعَبَة وَمُهْتَزَّة فَأصْبَح يُعَبِّر عَنْ هذَا الأمر وَعَنْ نَفْسِيِتُه الغِير مُسْتَرِيحَة بِأُسْلُوب خَاطِئ .. لاَبُدْ أنْ تَعْرِف هذَا . وَإِنْ كَانَ هُنَاك أشْيَاء دِينِيَّة عَلَى الكُمْبِيُوتَر هَلْ نُشَجِّعُه عَلَى ذلِك ؟ فَتَقُول لَهُ مَثَلاً * لَقَدْ عَلَمْت أنَّ هُنَاك عِظَات لِلبَابَا عَلَى CD هَلْ مَوْجُودَة ؟ وَإِنْ كَانَتْ غِير مَوْجُودَة فَشَجَّعُه عَلَى شِرَائْهَا لأِنَّكَ تَسْتَطِيع أنْ تَسْتَمِع إِلَى 200 عِظَة بِـ 10 جُنَيْهَات فَقَطْ الَّتِي إِذَا إِشْتَرَيْتَهَا عَلَى شَرَائِطْ كَاسِيت قَدْ تُكَلِّفَك 400 .. هَلْ فَكَّرْت لِمَاذَا الأبَاء الكَهَنَة وَسَيِّدْنَا البَابَا عَمَلُوا عِظَاتْهِمْ عَلَى CD ؟ لأِنَّنَا نُرِيدْ أنْ نُخَاطِب هؤُلاَء الأوْلاَد المُولَعِين بِالكُمبِيُوتَر .. نُرِيدْ أنْ نُقَدِّس هذَا الجَهَاز وَنُوَجِه إِتِجَاهَاتِهِمْ فِي أُمور صَحِيحَة وَهُنَاك أوْلاَد كَثِيرَة يَسْتَجِيبُوا لِهذَا وَهذَا مُفْرِح جِدّاً .. هُنَاك CD وَاحِد عَلِيه 30 ، 50 ، 150 عِظَة .. لاَ نُرِيدْ غِير أنَّهَا تُسْمَع لأِنَّهُ أمر مُفِيد وَمُقَدَّس جِدّاً .. إِذْ يُوْجَد دِرَاسَة كِتَابِيَّة .. أبْحَاث .. أفْلاَم دِينِيَّة .. وَسَائِل إِيِضَاح .. كَنَسِيَات .... فَهَلْ أوْلاَدْنَا يَسْتَخْدِمُوه هكَذَا ؟ الأمر يَحْتَاج تَوْجِيه مِنَّا . ثَالِثاًً : الدِش : أنَا أتَذَكَّر أنَّهُ كَانَ مَوْجُود بِجَانِب الكِنِيسَة المُرْقِسِيَّة دِش بِـ 20ألْف جِنِية .. هذَا فِي أوِّل مَرَّة ظَهَر وَلكِنْ بَدَأ سِعْرُه فِي الإِنْخِفَاض ( 300 ) .. ثُمَّ ظَهَرَت شَرِكَات تُعْطِيك إِرْيَال بِـ 20 فِي الشَهْر .. وَقَدْ تَشْتَرِك العِمَارَة كُلَّهَا بِـ 20 فِي الشَهْر .. وَأصْبَح المَوْضُوع مُيَسَر جِدّاً وَالنَّاس تَجْلِس لِمُشَاهَدَتُه فِي أي وَقْت وَعَلَى كُل شِئ لأِنَّ لَيْسَ لَهُ بِدَايَة وَلاَ نِهَايَة .. 24 سَاعَة فِي اليُوْم .. فَهُوَ يُذِيع كُل شِئ فِي كُل المَوَاضِيع بِلاَ حُدُود وَأوْلاَدْنَا مُنْسَاقِين .. وَرُبَّمَا أنَّكَ شَخْص مُتَقَدِّم فِي العُمْر وَتَعْرِف أنْ تُمَيِّز – قَدْ يَكُون بِصُعُوبَة وَلكِنْ دَعَنَا نَقُول رُبَّمَا – وَلكِنْ مَاذَا عَنْ أوْلاَدْنَا الَّذِينَ فِي سِنْ المُرَاهْقَة وَالمُقْبِلِين عَلَى الحَيَاة وَمَازَالُوا يَتَعَرَّفُونَ عَلَيْهَا .. أيَسْتَمِدُّوا ثَقَافَتِهِمْ مِنْ هذَا ؟!! مَعَ العِلْم أنَّ النَّاحِيَة الرُّوحَِيَّة ضَعِيفَة . وَتَنْظُر الفَتَاة إِلَى فَتَيَات التِلِيفِزْيُون وَتَرَى مَلاَبِسْهُمْ فَتَجِدْهَا شِئ عَادِي بِالنِّسْبَة لَهُمْ .. فَتَتَمَثَّل بِهُمْ وَيَتَدَرَّج لِبْسَهَا مِنْ سَيِّئ إِلَى أسْوأ نَاظِرَة أنَّهَا مُحْتَرَمَة بِالنِّسْبَة لِهؤُلاَء .. وَهكَذَا .. وَنَحْنُ صَامِتُون تَارْكِينْهُمْ يُشَاهِدُوه فِي أي وَقْت وَإِلَى أي وَقْت ( الفَجْر ) وَنَتْرُكَهُمْ لِنَنَام لأِنَّنَا تَعَابَى طَوَال اليُوْم .. وَطَبْعاً هذَا الدِش يَعْرِض كُل الثَّقَافَات .. أغَانِي .. رَقْص .. أفْلاَم .. وَكُل هذَا وَيَقُولُون أنَّهُ يَخْتَلِف عَنْ الأُورُوبِّي ( الأصْعَب ) !! .. فَإِنْ كُنَّا نَحْنُ كِبَار نَسْتَطِيع التَّمْيِيز وَالغَرِيزَة هَدَأت وَاسْتَقَرَت فَأوْلاَدْنَا مَازَالُوا فِي سِنْ الجُمُوح وَالغَرِيزَة مُحْتَدَّة وَالجِسْم بِدَاخِلُه نِيرَان الغَرِيزَة الَّتِي تُطْفَأ بِمَاء الرُّوح وَمَاء عَمَل الله وَلكِنَّي مَاذَا أفْعَل أنَا ؟ أنَا أضَع عَلَيْهَا بَنْزِين فَتَزْدَاد إِشْتِعَالاً .. إِيَّاك أنْ تَقُول أنَّكَ غِير مَسْئُول عَنْ هذَا . وَلاَبُدْ أنْ تَعْرِف أنَّ لَدَيْهِم مِنْ الإِمْكَانِيَات العَقْلِيَّة مَا يُمْكِنَهُمْ مِنْ إِكْتِشَاف أُمور لاَ نَعْلَم نَحْنُ شَيْئاً عَنْهَا .. وَيَسْتَطِيعُوا أنْ يَأتُوا بِقَنَوَات جَدِيدَة – لَمْ يُقْصَد مِنْ عَمَل هذَا الجِهَاز بِالإِتْيَان بِهَا – إِمْكَانِيَات عَالِيَة وَمُرْتَفِعَة .. جِيل مُحِبْ لِلتِكْنُولُوچيَا .. فَتَسْتَعْجِب مِنْ هذَا الصَّغِير الَّذِي تَسْتَصْغِرُه كَيْفَ عَرَف كُل هذَا وَمَتَى ؟!! فَهُوَ يُرِيدْ أنْ يَقُول لَنَا لاَ تَسْتَهِين بِيَّ فَأنَا عِنْدَمَا أُحِب أنْ أعْرِف أسْتَطِيع أنْ أعْرِف أكْثَر مِنَّك . كُل هذِهِ الأُمور الحَدِيثَة الَّتِي دَخَلَتْ عَلَى حَيَاتْنَا وَاقْتَحَمَتْهَا وَأثَّرَت عَلَيْنَا أفْقَدَتْنَا الحَرَارَة الرُّوحِيَّة وَمَخَافِة الله وَأفْقَدَتْنَا كَرَامِتْنَا لأِجْسَادْنَا وَأفْقَدِتْنَا القُدْرَة عَلَى الإِسْتِيقَاظ مُبَكِراً مَثَلاً لِحُضُور قُدَّاس أوْ التَّرْكِيز فِي إِجْتِمَاع لأِنَّ الإِتِجَاه الرُّوحِي لَمْ يَعُد يَحْظَى بِالإِعْجَاب لأِنَّهُ لاَ يُحَقِّق لِدَى أوْلاَدْنَا طُمُوحَاتِهِمْ وَتَطَلُّعَاتِهِمْ .. وَذلِك لأِنَّ شَكْل الخَطِيَّة مُغْرِي وَلَذِيذ . رَابِعاًً : المُوبَايِل ( المَحْمُول ) : هذَا الَّذِي إِخْتَرَقَ حَيَاتْنَا .. دَخَلْهَا وَسَيْطَر عَلِينَا فَجْأةً .. يُقَال أنَّ مِصْر فِي تَارِيخْهَا كُلُّه عَدَد التِلِيفُونَات المَوْجُودَة فِي البُيُوت وَالمَنَازِل 8 مِلْيُون تِلِيفُون أمَّا الأوِّل فِي الفِتْرَة البَسِيطَة الَّذِي دَخَلْ فِيهَا وَصَلْ إِلَى 5.5 مِلْيُون تِلِيفُون .. 60 – 70 سَنَة لِتِلِيفُون المَنْزِل .. 3 – 5 سِنِين لِلمُوبَايِل .. قَفْزَة رَهِيبَة وَمَاذَا بَعْد ؟ هَلْ لِلمُوبَايِل هذِهِ الإِسْتِخْدَامَات الضَرُورِيَّة لأِوْلاَد فِي سِنْ الإِعْدَادِي وَالثَّانَوِي ؟ هَلْ لَهُمْ هذِهِ الإِهْتِمَامَات وَالمَسْئُولِيَات وَالمَشْغُولِيَات ؟ وَيَرُد الأبَاء وَالأُمَهَات أنَّهُمْ يُرِيدُوا الإِطْمِئْنَان عَلَيْهِمْ عِنْدَمَا يَذْهَبُون لِدُرُوسْهُمْ .. أقُول لَهُمْ أنَّ هذَا تَدْلِيل زَائِد .. وَقَدْ يَقُولُوا أنَّهُمْ يُرِيدُوا أنْ يَطْمَئِنُّوا عَلَيْهِمْ أثْنَاء ذِهَابِهِمْ لِرِحْلَة .. أقُول أنَّهُ أمر عَارِض وَقَدْ تَقْتَرِضُه مِنْ أقْرِبَائَك هذَا اليُوْم فَقَط .. أوْ قَدْ تَتَصِل بِأي مَسْئُول أوْ خَادِم فِي هذِهِ الرِّحْلَة لِتَطْمَئِن عَلَى أوْلاَدَك .. وَذلِك لأِنَّ لِلمَحْمُول خُطُورَاتُه الكَثِيرَة فَهُوَ يِعْمِل خُصُوصِيَّة لِمَنْ يَمْتَلِكُه .. فَكُل وَاحِد أصْبَح مُسْتَقِل عَنْ الآخَر وَلاَ يَعْرِف أيٍ مِنْهُمْ أي شِئ عَنْ الآخَر .. فَكُل فَرْد فِي المَنْزِل لَهُ الرَّنَّة الخَاصَّة وَلاَ يَسْتَطِيع أي فَرْد آخَر بِالرَّد بَدَلاً مِنْ صَاحِب المُوبَايِل .. فِي حِين نَرَى تِلِيفُون المَنْزِل أي فَرْد يَقُوم لِيَرُد فَأعْرِف مَنْ الَّذِي يُكَلِّم إِبْنِي أوْ إِبْنَتِي . وَقَدْ يُغَيِّر الوَلَد أوْ البِنْت أُسْلُوب كَلاَمْهُمْ فَلاَ أعْلَم مَنْ الَّذِي يَتَكَلَّمْ مَعَهُ .. فَقَدْ تُغَيِّر مَثَلاً البِنْت أُسْلُوب حَدِيثْهَا فَتَقُول بَدَلاً مِنْ * إِزَّيَك .. إِزَّيِك * .. وَنُوقِعَهُمْ فِي خَطَايَا عَدِيدَة مِثْل الكِذْب .. هذَا الجِهَاز عَمَل لِكُل فَرْد خُصُوصِيَّة خَاصَّة بِهِ فَعَزَل الأوْلاَد عَنْ بَعْضِهِمْ .. وَهَلْ إِبْنِي عَلَى هذَا النُّضْج لِكَيْ يَكُون لَهُ حَيَاة خَاصَّة ؟ يَا لَيْتَ كَانَ هذَا !! لَقَدْ كَسَر هذَا الجَهَاز حُدُود كَثِيرَة جِدّاً فِي التَّعَامُل بَيْنَ الوَلَد وَالبِنْت فَأعْطَى حُرِّيَة لِلوَلَد أنْ يُعْطِي message ( رِسَالَة ) لِلبِنْت بِغَيْر خَجَل وَالعَكْس بِالعَكْس .. وَأعْطَى فُرْصَة أكْبَر لِلتَجَاوُزَات وَأصْبَح يُمْكِن التَّعْبِير عَنْ أُمور كَانَ يَصْعُب التَّعْبِير عَنْهَا مِنْ قَبْل. وَيُوْجَد شُبَّان يَبْعًثُوا نَفْس الرِّسَالَة الَّتِي بِهَا مَعَانِي لاَ تَلِيق مِثْل * لَمْ أنَمْ مُنْذُ أمْس * وَأشْيَاء أُخْرَى .. وَمَا هُوَ بِالسَجْع لِـ 20 بِنْت فِي نَفْس الوَقْت وَالبَنَات مَسَاكِين وَسُذَّج وَيُصَدِّقُون هذَا الكَلاَم بِسُهُولَة .. وَتَظُنْ أنَّهُ مُهْتَم بِهَا لِهذِهِ الدَّرَجَة .. وَقَدْ يَظِلْ الوَلَد يِرِنْ عَلَى البِنْت كُل فِتْرَة – إِذْ أنَّهُ غِير مُكَلِّف – فَتَظُنْ البِنْت أنَّهُ فَاكِرْهَا كُل الوَقْت وَمُنْشَغِل بِهَا فَيُؤَثِر عَلَى مَشَاعِرْهَا .. وَهكَذَا يَسْتَجِيب عَدَد مِنْ البَنَات لَيْسَ بِقَلِيل .. وَتَبْدأ تَتَذَكَّر البِنْت مَوَاقِفْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ هذَا الوَلَد لِتُثْبِت لِنَفْسَهَا أنَّ حَقّاً كَانَ لَهُ أفْعَال تَدُل عَلَى إِعْجَابُه بِهَا وَهكَذَا . قَدْ يَقُول الأبَاء أنَّهُمْ مُتَنَبِهِين جَيِّداً لِكُل مَا يَصِل لأِبْنَائِهِمْ .. أقُول لَكُمْ أنَّ أوْلاَد قَدْ يِغَيَّرُوا أسْمَاءَهُمْ وَيَسْتَعِيرُوا أسْمَاء أُخْرَى لِتَدُل عَلَى شَخْصِيَتِهِمْ مِثْل * بُلْبُل .. سِمْسِمْ * .. شِئ مِنْ هذَا القَبِيل يَعْمَل كَشَفْرَة لَهُمْ .. وَنَحْنُ نَظُنْ أنَّهُ مُجَرَّد مِزَاح بَيْنَ الأوْلاَد وَأصْحَابِهِمْ .. وَقَدْ يَتَبَادَلُون رَسَائِل بِهَا كَلاَم قَبِيح وَنُكَتْ خَارِجَة وَأُمور لاَ تَلِيق .. وَيُوْجَد زِر وَاحِد فِي هذَا المَحْمُول يُمْكِنْ الضَّغْط عَلِيه فَيَحْذِف هذِهِ الرَّسَائِل وَيُلْقِيهَا فِي صَنْدُوق المُخَلَّفَات وَلاَ يَسْتَطِيع أحَد أنْ يَقْرَأهَا بَعْدُه .. وَيَكْفِي الإِنْشِغَال وَإِضَاعِة الوَقْت فِي بَعْث رَسَائِل أوْ بَعْث missed calls لِلأصْحَاب . كَثِيراً مَا نَتَعَامَل مَعَ أوْلاَدْنَا بِطَرِيقَة لَيْسَ فِيهَا شِئ مِنْ الحِكْمَة وَبِهذَا نِخَسَّرْهُمْ المَلَكُوت .. وَنُتْلِف وَنُفْسِد بَسَاطِتْهُمْ وَنَقَاوِة حَيَاتْهُمْ الَّتِي أعْطَاهَا الله لَهُمْ .. فَلاَ تَصْنَع شَفَقَة فِي غَيْر مَوْضِعْهَا .. وَأُذَكِّرَك أيْضاً بِتَسْلِيم الكِنِيسَة لأِوْلاَدَك وَقْت عِمَادْهُمْ .. وَائتِمَانَك عَلَيْهُمْ فَأنْتَ قَدْ تَسَلَّمْت إِبْنَك أوْ إِبْنَتَك فِي أبْهَى صُوَرْهُمْ وَهُمْ مَوْلُودِين مِنْ المَاء وَالرُّوح .. فَهَلْ حَافَظْت عَلَيْهُمْ وَسَتُرْجِعْهَا لِرَبِّنَا فِي مَجْد وَبَهَاء فَيَرْبَحُوا المَلَكُوت أم لاَ ؟ خَامِساًً : المَلاَبِس : أحْيَاناً نُلَبِّي رَغَبَات أوْلاَدْنَا فِي أي مَلاَبِس يَطْلُبُونَهَا دُونَ النَّظَر إِلَى مُلاَئَمَتْهَا أم لاَ .. لاَبُدْ أنْ يَكُون هُنَاك نَظْرَة شَامِلَة .. لاَبُدْ وَأنْ نَعْرِف أنَّ هذَا المَلْبَس هُوَ تَعْبِير عَنْ المَحَبَّة لِسَتْر الجَسَد وَهُوَ لِكَيْ يَكُون الشَّخْص فِي مَظْهَر لاَئِق وَلكِنْ أكْثَر مِنْ هذَا الحَد يَجِب أنْ نَضْبُطُه .. مَرَّة سَألُوا سَيِّدْنَا البَابَا قَائِلِين يَا سَيِّدْنَا هَلْ البَنْطَلُونَات تَلِيق فِي اللِبْس لِلفَتَيَات أم لاَ * ؟ فَرَد عَلِيهُمْ قَائِلاً * لاَ نَسْتَطِيع أنْ نَقُول أنَّ البَنْطَلُونَات شَر أوْ خَطَأ وَلكِنِّي أُرِيدْ أنْ أُحَذِّرَكُمْ مِنْ " 3 " أنْوَاع مِنْ المَلْبَس :0 عَلَيْنَا وَنَحْنُ نِشْتِرِي لأِوْلاَدْنَا المَلاَبِس أنْ أضَعْ فِي ذِهْنِي ألاَّ تَكُون مِنْ هذِهِ الأنْوَاع مَهْمَا كَانْ هذَا اللِبْس سَوَاء بَنْطَلُون .. بُلُوزَة ..... أيَّاً كَانْ . نَحْنُ كَثِيراً نَتَعَجَبْ مِنْ مَنْظَر بَنَاتْنَا هَلْ هؤُلاَء هُمْ بَنَات الْمَسِيح ؟ حَدَث أمر أتْعَبْنِي جِدّاً .. جَاءَنِي شَخْص مِمَّنْ يَعْمَلُون فِي مَجَال الأمن عَلَى الكِنِيسَة ( ظَابِطْ ) وَمَجِيئُه لِلكِنِيسَة لَيْسَ بِكَثِير وَقَالَ لِي * يَا لَيْتَ يَا أبُونَا أنْ تُنَبِّهُوا عَلَى البَنَات أنْ يَرْتَدُوا مَلاَبِس تَلِيق وَخُصُوصاً فِي المُنَاسَبَات وَلَيَالِي الأعْيَاد لأِنَّ الرِّجَال المُكَلَّفِين بِنُوبَات الحِرَاسَة عَلَى الكَنَائِس يَتَشَاجَرُون مَنْ الَّذِي يَأخُذ نُوبَات الحِرَاسَة لأِنَّ كُل وَاحِد مِنْهُمْ يُشَاهِد عُرُوض أزْيَاء مِمَّنْ يَدْخُلُون وَيَخْرُجُون مِنْ الكِنِيسَة * .. هَلْ نَحْنُ إِلَى هذَا الحَد ؟!! أنَا أعْلَم أنَّ هؤُلاَء البَنَات بُسَطَاء وَمَعَ إِحْتِكَاكِي بِهُمْ لَمْ أشْعُر أنَّهُ يُوْجَد مِنْهُمْ مَنْ تَفْهَم أبْعَاد هذَا الأمر وَأنَّهُمْ نَاظِرِين إِلَى هذَا الأمر كَمُجَرَّد تَسْلِيَة وَفَرَح بِالمَلاَبِس وَلاَ يَضَعُون فِي قُلُوبِهِمْ شِئ رَدِئ وَلكِنْ هَلْ النَّاس فَاهْمِين هكَذَا وَيَنْظُرُون إِلَى الأمر بِنَفْس العِين ؟!! .. وَمَنْ الَّذِي إِشْتَرَى لَهَا هَذَا المَلْبَس .. ألَيْسَ وَالِدَتْهَا ؟!! كَيْفَ أتَتْ بِهِ إِلَى إِبْنَتِهَا .. هَلْ لَمْ تَرَاه ؟ عَلَيْنَا أنْ نُحَافِظ عَلَى كَرَامِة أجْسَاد بَنَاتْنَا لأِنَّهُمْ هَيَاكِل لِلرُّوح .. أوَانِي لِلمَجْد .. عَطَايَا الرَّب لَنَا .. إِذَا كُل فَتَاة عِرْفِت أنَّ جَسَدْهَا هُوَ هَيْكَل لِلرُّوح وَإِنَاء لِلكَرَامَة مَا كَانَتْ أيٍ مِنْهُمْ إِسْتَهَانَت إِلَى هذَا الحَدْ ؟!! وَلكِنْ إِذَا كَانَتْ البِنْت لاَ تَعْلَم هذَا وَالمُجْتَمَع مَأثَّر عَلَيْهَا فَعَلَيْنَا نَحْنُ أنْ نُوَجِّهَهَا .. إِذَا كَانَ المُجْتَمَع اليُوْم مُعْظَم بَنَاتُه مُتَحَفِظِين وَيُغَطُّون شُعُورِهِمْ وَأجْسَادِهِمْ .. فَبَنَات الْمَسِيح كَمْ يَكُونُوا .. وَكَيْفَ يَكُونُوا بِهذَا التَّسَيُّبْ ؟ كَمْ هُوَ أمر مُؤلِمْ عِنْدَمَا أرَى فَتَاة تَمْشِي فِي الشَّارِع وَمَنْظَرْهَا غِير لاَئِق .. وَطَبْعاً بِحُكْم الخِدْمَة فَأنَا أعْرِف كُل بَنَات مَحَرَّم بِك .. فَأعْلَم أنَّ هذِهِ البِنْت مِنْ بَنَاتْنَا وَالشَّارِع كُلُّه يُشَاهِدْهَا وَهيَ تَنْظُر إِلَى الأمر بِبَسَاطَة .. عَلَيْنَا أنْ نَنْظُر إِلَى هذَا الأمر مِنْ مِنْظَار آخَر .. فَإِذَا كَانَ المُجْتَمَع الآنْ أفْرَزْنَا – يَعْرَفْنَا مِنْ عَدَم تَغْطِيِة شُعُورْنَا – إِذاً عَلَيْنَا أنْ نُمَجِّد رَبِّنَا بِمَظْهَرْنَا .. وَهُنَاك البَعْض عِنْدَمَا يَرَوْنَ عَدَم تَحَفُّظْنَا يَدَّعُون أنَّ الإِبَاحِيَّة هِيَ شِئ عَادِي وَمُعْتَاد فِي الكِنِيسَة .. وَقَدْ يَقُولُوا أنَّهُمْ يُمَارِسُونَ الدَنَس دَاخِل الكَنَائِس لأِنَّهُمْ لاَ يَخْجَلُون مِنْ دُخُول الكَنَائِس بِمِثْل هذِهِ المَظَاهِر .. وَقَدْ يُصَدِّقْهَا الآخَرُون وَيَأخُذُون هذَا الإِنْطِبَاع عَلَيْنَا وَعَلَى الْمَسِيحِيَّة . هكَذَا قَدْ أحْبَبْت أنْ أتَحَدَّث مَعَكُمْ فِي هذَا المَوْضُوع الَّذِي قَدْ يُغْفَل التَّكَلُمْ فِيهِ وَذلِك لأِنِّي مَشْغُول بِهِ كَثِيراً .. وَعِنْدَمَا أرَى أيٍ مِمَّا تَحَدَّثْنَا عَنْهُ فِي أوْلاَدْنَا .. أدْعُو لَهُمْ وَأقُول يَارَب أُسْتُر عَلِيهُمْ وَاحْمِيهُمْ وَاحْفَظْهُمْ ..رَبِّنَا يِبَارِك فِيكُمْ وَيُبَارِك فِي أوْلاَدْكُمْ رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا كُل مَجْد وَكرامة دائما ابديا امين

نصائح للخطيبين

نصائح للخطيبين { كذلكن أيتها النساء كن خاضعات لرجالكن حتى وإن كان البعض لا يُطيعون الكلمة يُربحون بسيرة النساء بدون كلمة ؛ كذلكم أيها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف معطين إياهن كرامة كالوارثات أيضاً معكم نعمة الحياة لكي لا تُعاق صلواتكم } ( 1بط 3 : 1 ، 7 ) . العلاقات مع الأُسر بين المخطوبين .. هناك ثلاث نصائح وثلاث تحذيرات لأُسر الخطيبين :-النصائح-التحذيرات 1/ بُناء المحبة 1/ الحذر من الضغط والسيطرة 2/ التوازن 2/ نحترس من الذاتية 3/ الفهم والأمانة 3/ نحترس من كثرة الشروط النصائح : 1/ بُناء المحبة : من الصعب أن تكون الأسرتين متباعدتين ولا يوجد بينهم محبة أو أن يكون كل طرف من الخطيبين يتعامل مع خطيبته فقط دون أسرتها والعكس .. ويكون كل طرف من الخطيبين مهتم بخطيبه فقط بدون أي طرف من أسرتها لا إخوتها ولا والدها ولا والدتها .. فإن إتصل بالتليفون ورد عليه أي شخص آخر لا يكلمه ويطلب خطيبته مباشرةً .. ولكن الوضع السليم أن يتم التعامل مع الأسرةبالكامل وليس مع الخطيب وحده . يجب أن أسأل على كل أفراد الأسرة وأكون صاحب مبادرة في السؤال عن أي شخص مُتعب أو أسأل في أي مناسبة لأن الخطيب سيكون عضو في هذه الأسرة .. يجب بُناء المحبة والإحترام الكامل وتقدير كل شخص لكي يكسب كل شخص . كل طرف يجب أن يعرف أنه صار عضو في أسرة الآخر .. إن لم يكن الطرف الآخر يسأل عنك لا تعامله بالمثل بل إسأل إنت عليه لأن المحبة لا تطلب ما لنفسها ( 1كو 13 : 5 ) .. إبني بيتك على المحبة .. وتعلم كيف تكسب الشخص الذي أمامك .. والمحبة التي من القلب يشعر بها قلب الشخص الذي أمامك .. { أحبوا بعضكم بعضاً من قلبٍ طاهرٍ بشدة } ( 1بط 1 : 22 ) . 2/ التوازن : يجب أن تكون العلاقة بين الأسرتين فيها توازن بحيث لا يكونوا مُهمشين تماماً ولا مُتداخلين بشكل زائد .. هناك حدود للتعامل .. من المهم أن نُطلعهم على أمورنا وفي نفس الوقت لا يدخلوا في خصوصيتنا .. أحياناً الخطيب يذهب عند خطيبته طول النهار وشخص آخر يذهب ½ ساعة كل شهر .. هذا يُسبب المشاكل والآخر هكذا يُسبب المشاكل .. الأفضل الإتزان . التوازن مطلوب في كل الأمور .. حتى في الطَلَبَات وطريقة التفكير والحكم على الأمور بوجهة نظر الآخر .. { الطريق الوسطى خلصت كثيرين } .. التوازن في العلاقة والوقت والتفكير والإهتمامات وفي الخصوصية أيضاً يجب أن نتوازن فيها .. أي مش كل شئ يُقال ومش كل شئ يُكتم . أحياناً يكون من الحكمة أن لا يدري الأهل ببعض الأمور التي تحدث بين الخطيبين لكي لا تزيد المشاكل إلا في حالة أن الشخص يكتشف إنه غير مرتاح للإرتباط ولكن المشاكل البسيطة العادية التي تحدث يجب عدم إطلاع الأهالي عليها لكي لا يأخذوا الأمور بشكل شخصي ويُصبح كل طرف محامي للطرف التابع له ضد الآخر وتزيد المشاكل . معظم المشاكل يكون سببها تدخل الأسر ( 85 % من المشاكل ) .. إذاً بعض المشاكل تُحل بواسطة الخطيبين فقط مع بعضهما والأصعب تُحل مع الكاهن ولو شعر أحد الخطيبين بعدم الإرتياح في الإرتباط يُشرك الأسرة . 3/ الفهم والأمانة : نفسية الأسرة تحب أن تحتفظ بملكيتها بإبنها أو بنتها .. يجب أن يعلم كل طرف أهمية إرتباط الطرف الآخر بأسرته .. وأحياناً الأهالي عندما يجدوا أن الطرفين مرتبطين جداً ببعض يحدث لهم غيرة ويشعروا أن دورهم أصبح دور هامشي .. فمن المهم أن نُشركهم في بعض الأمور التي تُرضيهم .. وبعض الأولاد لكي يُريحوا أباءهم يقولون لهم أنهم غير مرتاحين نسبياً مع خطيبي لكي يهدوا هم ويسعوا لإسعاد العلاقة وإتمامها .. يجب أن يكون هناك فهم لنفسية الشخص الذي أتعامل معه لكي أستطيع أن أكسبه . أما بالنسبة للأمانة فالوضوح شئ هام جداً .. الإمكانيات وظروف العمل ومدة الخطوبة ومستوى المشتريات .. يجب أن يوضح كل طرف ظروفه التي سيقدمها في الزواج .. ولو عندك مشكلة صحية قولها .. ولو عندي مشكلة في أسرتي يجب أن أقولها .. الشخص الذي يحبك هو الذي يقبلك بكل ظروفك . التحذيرات : 1/ السيطرة والضغط : حياناً الأسرة تضغط على البنت مثلاً أن ترتبط بشخص معين أي أنها تتركه رغم إرادتها .. وأحياناً تتدخل الأسرة في التفاصيل بين الخطيبين ..التدخل يجب أن يكون للبنيان .. والشروط التي يضعها البيت يجب أن يضعها للعريس قبل الإرتباط وليس بعد الإرتباط بعد الزواج لا يوجد أي تدخل للأهل في حياة الزوجين . 2/ كثرة الشروط : نحن نعاني من ظروف إقتصادية صعبة وللأسف الأهل يطلبون طَلَبَات كأنهم لا يشعرون بالواقع .. وتذكروا أن معظم أهالينا بدأوا حياتهم بشكل بسيط ومع الوقت يكتمل أي شئ في البيت ولكن الأن الأهل يريدون كل شئ كامل وكأن البداية هي النهاية ونسوا فكرة التدريج ولذلك فإن توضيح الإمكانيات في البداية يُريح العريس من الضغوط التي فوق طاقته . ومن المهم أن يُدرك الأهل أن المهم في الإنسان وليس في الأشياء التي يمكنه أن يشتريها لأنه أحياناً يكون إنسان عنده إمكانيات ولكن لا ترتاح إليه ولا تطمئن أن تعطيه إبنتك طالما أنك وجدت إنسان تستريح إليه وتطمئن على إبنتك معه فلا تتعبه وتُرهقه في كثرة الشروط لأنه مثل إبنك فقدَّر تعبه وإمكانياته . 3/ الذاتية : أي أن يتعامل كل طرف بكرامة وذاتية كرامتي لا تسمح أن أبدأ بالكلام أو بالمصالحة .. أحياناً يكون الموضوع بسيط وممكن يتحل وكل شخص مستعد يغفر من داخله ولكن عنده ذات لا تسمح له بالذهاب إلى الطرف الآخر وتبقى الأمور معقدة والمشاكل قائمة بسبب الذات يوجد مشاكل كثيرة لأزواج تستمر لسنوات بسبب أن كل طرف يرفض البدء بالمصالحة وأحياناًَ يكون ذلك بسبب كلام الأهل . ومن الأمور الصعبة أن الطرف الآخر يمكن أن يبيع محبته وممكن يذهب لأهله أو لناس آخرين ويكونوا أقرب إليه منه جب أن كل شخص لا ينظر إلى ما هو لنفسه بل لما للآخر{ كذلكن أيتها النساء كن خاضعات لرجالكن } ( 1بط 3 : 1) بحكمِتِك وبكلمة الله التي بداخِلِك يمكن أن تكسبيه للمسيح ما أجمل أن يكون هناك نشاط روحي مشترك بين المخطوبين مثل القداس ووقت الصلاة واجتماع شباب أو قراءات مشتركة لكي يكون لهم فكر واحد هو فكر المسيح . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

الكتاب المقدس والأسرة

{ إسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد .. فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك ولتكن هذه الكلمات التي أنا أُوصيك بها اليوم على قلبك وقُصها على أولادك وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم واربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك } ( تث 6 : 4 – 8 )

الأسرة والحوار

هناك صفة جميلة جداً نتعلمها من رب المجد يسوع وهي صفة الحوار الهادئ البناء المُحب ظهر جداً مع المرأة السامرية واليوم نريد أن نتعلم ذلك { فجاءت امرأة من السامرة } ( يو 4 : 7 ) حوار صعب جداً من إنسانة شريرة وغالقة لقلبها وواضعة حواجز كثيرة بينها وبين يسوع مثل حاجز الجنس والإنتماء واللغة والعقل وبدأ يدخل معها في حوار{ إذهبي وادعي زوجِك وتعالي إلى هنا أجابت المرأة وقالت ليس لي زوج قال لها يسوع حسناً قلتِ ليس لي زوج } ( يو 4 : 16 – 17 ) وبدأ يقتحم حياتها رغم عدم رغبتها في الكلام معاه

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل