العظات
الثقة بالنفس
مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول يَقُول لِتِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُس { لأِنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ } ( 2تي 1 : 7 ) .. { لأِنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ } ( 2تي 1 : 12) .. أحْيَاناً الإِنْسَان يَكُون مُتَرَدِّدٌ فِي كُلَّ أُمورُه .. يَكُون مَهْزُوز وَمِش ثَابِتْ وَمِش مُسْتَقِر .. مُتَزَعْزِع فِي كَلاَمُه حَاسِس إِنُّه قَلِيل الشَّأنْ .. حَاسِس كَإِنْ كُلَّ النَّاس بِتِكَلِّمْ عَنُّه .. حَاسِس إِنْ كُلَّ النَّاس بِتَحْتَقِرُه وَإِنُّه لاَ شِئ إِطْلاَقاً .. أقُولَّك .. لاَ .. دَه إِحْسَاس مُتْعِبْ عَشَانْ كِدَه أحِبْ أكَلِّمَك عَنْ الثِّقَة بِالنَّفْس فِي 3 خَطَوَات :-
1- الثِّقَة فِي الله أسَاس الثِّقَة فِي النَّفْس :-
عَايِز إِنْسَان وَاثِقٌ بِنَفْسُه يُبْقَى وَاثِقٌ فِي إِلهُه .. فِي إِنْ الله مَعَهُ وَإِلهُه قَوِي وَقَدِير وَضَابِطْ وَقَادِرٌ وَصَالِحٌ .. عَشَانْ كِدَه دَاوُد النَّبِي يِقُول إِيه { إِنْ سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرّاً لأِنَّكَ أَنْتَ مَعِي } ( مز 23 : 4 ) .. إِيه الفَرْق بِين الغُرُور وَالثِّقَة فِي النَّفْس ؟ الغُرُور هُوَ الثِّقَة فِي إِمْكَانِيَاتَك الشَّخْصِيَّة وَدَه يِخَلِّي الإِنْسَان مَغْرُور مِنْ كَثْرِة مَا هُوَ وَاثِقٌ فِي إِمْكَانِيَاتُه مِش وَاثِقٌ فِي إِلَهُه .. إِنْ سِر نَجَاحِي إِنِّي شَاطِر .. عَقْلِي دَه مَفِيش أحْلَى مِنُّه .. لكِنْ الثِّقَة بِالنَّفْس هِيَّ ثِقَة بِإِلهِي .. دَه إِنْسَان وَاثِق فِي إِلهُه إِنْ هُوَ يِنَجَحٌ كُلَّ طُرُقُه .. وَالإِيمَان هُوَ الثِّقَة بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَان بِأُمور لاَ تُرَى ( عب 11 : 1) .. " يُوقِنْ " يَعْنِي مُتَأكِدٌ .. لَمَّا دَانِيَال إِتْوَضَعْ فِي جُبِّ الأُسُود كَانَ بِمَشُورِة نَاس أشْرَار رَاحُوا إِشْتَكُوه لِلمَلِك وَكَانْ المَلِك إِسْمُه دَارِيُّوس وَكَانْ بِيْحِبْ دَانِيَال النَّبِي لَمَّا دَانِيَال كَانْ فِي جُبِّ الأُسُود يِقُولَّك إِنْ دَارِيُّوس المَلِك النُّوم طَار مِنْ عِينُه وَقَلْقَان وَسَهْرَان طُول اللِّيل لَحَدٌ لَمَّا طِلِعْ الفَجْر ( دا 6 : 18) .. خُدُونِي وَدُّونِي عَنْد مَكَان الجُبِّ اللِّي فِيه دَانِيَال رَاح وَقَفْ جَنْب الجُبِّ يِقُولُّه إِيه { يَا دَانِيآلُ عَبْدَ اللهِ الْحَيِّ هَلْ إِلهُكَ الَّذِي تَعْبُدُهُ دَائِماً قَدِرَ عَلَى أَنْ يُنَجِّيكَ مِنَ الأُسُودِ } ( دا 6 : 20 ) .. دَه بَقَى حَاسِس إِنْ إِله دَانِيَال إِله قَوِي وَمِش مُمْكِنْ يِسِيبُه .. رَاح دَانِيَال رَد عَلِيه وَقَالْ { يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ عِشْ إِلَى الأَبَدِ . إِلهِي أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ الأُسُودِ فَلَمْ تَضُرَّنِي لأَِنِّي وُجِدْتُ بَرِيئاً قُدَّامَهُ وَقُدَّامَكَ أَيْضاً أَيُّهَا الْمَلِكُ لَمْ أَفْعَلْ ذَنْباً } ( دا 6 : 21 – 22 ) .. عَشَان كِدَه صَعْب جِدّاً إِنْ أنَا أظْهَر بِإِيمَان أقَلْ مِنْ دَارِيُّوس المَلِك .. قِصِّة رَاحَاب الزَّانِيَة دِي لَمَّا جَالْهَا الجَوَاسِيس اللِّي مِنْ عَنْد يَشُوع كَانِتْ سَامْعَة عَنْ الله بِتَاع بَنِي إِسْرَائِيل قَالِتْ { عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الأَرْضَ وَأَنَّ رُعْبَكُمْ قَدْ وَقَعَ عَلَيْنَا وَأَنَّ جَمِيعَ سُكَّانِ الأَرْضِ ذَابُوا مِنْ أَجْلِكُمْ } ( يش 2 : 9 ) .. خَبَّإِت الجَوَاسِيس وَقَالِتْ لُهُمْ { عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الأَرْضَ } .. رَاحَاب الزَّانِيَة كَانْ عَنْدَهَا الثِّقَة بِإِلهَهُمْ رَغْم إِنْ الجَاسُوسِينْ مَاكَنْش عَنْدُهُمْ الثِّقَة بِإِلهَهُمْ بِالمِقْدَار اللِّي كَانْ عَنْد رَاحَاب القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهَبْ يِقُول { مِنْ العَار أنْ تَظْهَر إِنْتَ بِإِيمَان أقَلْ مِنْ إِيمَان الزَّانِيَة } يَارَبَّ لِتَكُنْ إِرَادْتَك .. { نَحْنُ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا نَعْمَلُ وَلكِنْ نَحْوَكَ أَعْيُنُنَا } ( 2أخ 20 : 12) يَارَبَّ أنْتَ تَعْلَمْ الصَّالِحٌ لِي أكْثَر مِنِّي وَدَه يِخَلِّيك وَاقِفْ ثَابِتْ هَادِئ مِطَّمِنْ .. لِيه ؟ لأِنْ مَفِيش حَاجَة يِقْدَر يِعْمِلْهَا مَعَاك أي إِنْسَان إِلاَّ بِإِرَادِة الله يِقُولَّك عَنْ القِدِيس الأنْبَا مَقَارْيُوس إِنُّه كَانْ بِيْصَلِّي بِحَرَارَة فَارِدٌ إِيدُه عَلَى الآخِر خَالِص مِين مِتْغَاظْ ؟ الشِيطَان .. عَايِز يِقُولُّه نَزِّل إِيدَك – الشِيطَان يِحَارِب بِكُلَّ الطُرُق – يِقُولَّك إِنْ الشِيطَان جَاتْ لُه فِكْرَة إِنُّه يِجِي مُنْدَفِعْ نَاحْيِة إِيدُه وَهُوَ مَاسِك سِكِّينَة .. وَفِعْلاً عَمَلْ كِدَه جِرِي عَلِيه وَمعَاه سِكِّينَة وَأبُو مَقَّار رَافِعْ إِيدُه وَمَانَزِّلْهَاش .. فَالشِيطَان إِتْعَجِّبْ فَسَألُه إِنْتَ مِش خَايِفْ ؟ رَد عَلِيه " إِنْ أرَادَ الله وَأمَرَك أنْ تَقْطَعْهَا فَاقْطَعْهَا طَالَمَا هُوَ أمَرَك .. وَإِنْ لَمْ يَأمُرَك فَأنْتَ لاَ تَسْتَطِيعْ أنْ تَقْطَعْهَا " فَخُزِيَ الشِيطَان جَمِيلٌ إِنْ أنَا أكُون حَاسِس إِنْ جَمِيعْ أُمور حَيَاتِي هِيَّ بِإِرَادِة الله جَمِيلٌ إِنْ قَدَاسِة البَابَا شُنُودَه لُه ثَلاَث عِبَارَات لِنَجْتَاز أي تَجْرُبَة :-
أ-رَبِّنَا مَوْجُودٌ شُعُورَك إِنْ الله مَوْجُودٌ تِتْقَوَّى .. وَلَوْ حَسِّيتْ إِنْ الله غَائِبْ وَإِنْتَ لِوَحْدَك فَخُفْت فَارْتَعَبْت .
ب-كُلُّه لِلخِير أنَا مِش عَارِف إِنُّه لِلخِير دِلْوَقْتِي لكِنْ وَاثِقٌ إِنُّه لِلخِير بَعْدِينْ .
ت-مِسِيرْهَا تِنْتِهِي لاَزِم تِنْتِهِي .. تِحِس إِنَّك شِدِيدْ مِش قَصَبَة تُحَرِّكْهَا الرِّيح مِش كِلْمَة تِجِيبَك وَكِلْمَة تِوَدِّيك .
ثِقَتَك فِي نَفْسَك إِنْ لَمْ تَكُنْ مَصْدَرْهَا وَمَنْبَعْهَا ثِقَتَك فِي الله فَهْيَ غُرُور وَسَتُؤَدِّي بِك إِلَى إِنْحِرَاف .. أي سُقُوط عَظِيم .. لكِنْ ثِقَتَك فِي نَفْسَك اللِّي مَصْدَرْهَا الله سَتُؤَدِّي بِك إِلَى ثَبَات عَظِيمْ وَرَصِيدْ عِشْرِتَك يِزِيدْ لأِنْ فِي كُلَّ مَرَّة إِنْتَ بِتُدْخُلْ فِي أمرٍ مَا فَإِنْتَ مِحْتَاجٌ لِثِقَة .. إِنْتَ بِتَلْجَأ لِرَبِّنَا وَيَكُون سَنَدَك وَمَعُونْتَك وَإِنْ الله يِنَجِّيك يُحْكَى إِنْ فِي مَرْكِب مَاشْيَة فِي البَّحْر فِيهَا نَاس بِتِتْفَسَّحٌ .. اللِّي بِيِلْعَبْ وَاللِّي نَايِمْ وَاللِّي بِيَاكُلْ وَاللِّي بِيِشْرَب .. وَفَجْأة البَحْر هَاجٌ وَالأمْوَاج تَتَلاَطَمْ وَالأمر بِيِتْأزِّم وَكُلَّ وَاحِدٌ بِيِلْعَبْ وَقَّفْ اللِّعْب وَخَافُوا .. وَلاَقِينَا طِفْلَة صَغِيرَة رَايْحَة جَايَة فِي المَرْكِبْ وَبِتِلْعَبْ وَمَبْسُوطَة فَغَضَبُوا مِنْهَا وَسَألُوهَا إِنْتِ مِينْ وَمِينْ أهْلِك .. إِنْتِ مِش شَايْفَة البَّحْر هَايِج ؟!!! فَالبِنْت قَالِتْ لُهُمْ أنَا بَابَا القُبْطَان بِتَاع المَرْكِبْ دِي وَأنَا كُلَّ رِحْلَة يِطْلَعْهَا بَكُون مَعَاه .. وَأنَا يَامَا رِكِبْت مَعَ بَابَا رَحَلاَت كِتِير .. يَامَا عَدِّتْ عَلَى بَابَا مَوَاقِفْ كِتِير زَي كِدَه .. دَه بَابَا سَوَاق شَاطِر .. يِقُولَّك إِنْ البِنْت دِي أشَاعِتْ فِي المَرْكِب كُلُّه الهُدُوء وَالسَّلاَمٌ وَالطُمَأنِينَة .. طِفْلَة صَغِيرَة عَنْدَهَا ثِقَة فِي قُدْرِة أبُوهَا .. هَلْ إِنْتَ عَنْدَك ثِقَة فِي قُدْرِة أبُوك السَّمَاوِي وَإِنُّه قَادِر إِنُّه يُنْقِذَك وَيُنَجِّيك مِنْ كُلَّ شِدَّة وَمِنْ كُلَّ مِحْنَة وَتَجْرُبَة وَضِيقَة وَكُلَّ أمْر رَدِئ ؟ يِقُولَّك إِيه { لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ } ( يو 16 : 33 ) .. وَمُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول يِقُول إِيه{ هُوَ سَلاَمُنَا } ( أف 2 : 14) .. لَوْ تِلاَحِظْ إِنْ فِي القُدَّاس أبُونَا يُرَدِّدٌ كَلِمَة{ ~Irhnh paci " السَّلاَم لِلكُلَّ " } .. كُلَّ دَه عَشَان يِدِّيك هُدُوء وَسَلاَمٌ .
2- مَعْرِفِة إِمْكَانِيَاتَك وَمَوَاهِبَك : -
مَابْقَاش حَاسِس إِنْ أنَا ضَعِيفْ وَقَلِيل وَمِش عَارِفْ حَاجَة .. لاَ .. مِنْ المُؤسِفْ جِدّاً خُصُوصاً فِي وَسَطْ جَوْ التَّعْلِيمْ بِتَاعْنَا اللِّي مِش بِيِهْتَمْ بِحَاجَات مُهِمَّة جِدّاً وَلكِنْ بِيَهْتَمُّوا بِأُمور تَانْيَة أقَلْ أهَمِيَّة إِنْ يِعْرَف الإِنْسَان مَوَاهْبُه وَقُدْرَاتُه .. لَوْ كُلَّ إِنْسَان يِعْرَف مَوَاهْبُه وَقُدْرَاتُه وَاسْتَثْمَرْهَا !! .. كُلَّ وَاحِدٌ فِينَا رَبِّنَا عَاطِي لُه مِيزَة فِي شَيْءٍ مَا لَوْ إِسْتَثْمَرْنَا المَوْهِبَة دِي مَا نَظَرْنَا لِبَعْض نَظْرِة غِيرَة أوْ ضَعْف أوْ حَسَدٌ .. لاَ .. كُلَّ وَاحِدٌ لاَزِم يِعْرَف إِنْ رَبِّنَا عَاطِي لُه نِعْمَة .. يِقُولَّك فِي الخَارِجٌ إِنُّهُمْ يِسَاعْدُوا الوِلاَدٌ مِنْ سِنْ 3 أوْ 4 سِنِين إِنُّه يِعْرَف إِمْكَانِيَاتُه وَمَوَاهْبُه مِثْل المُوسِيقَى أوْ الرَّسْم أوْ العَزْف أوْ الغُنَى أوْ طِفْل عَنْدُه مَوْهِبَة قِيَادِيَّة .. إِعْرَفْ نَفْسَك – هذِهِ نِعْمَة – مَفِيش إِنْسَان بِلاَ مَوْهِبَة فِي وَاحِدٌ مُحِبْ لِلهُدُوء وَآخَر لِلقِرَاءَة وَآخَر قِيَادِة المَجْمُوعَة وَآخَر الصَمْت وَالقِرَاءَة .. فِي إِنْسَان يِحِبْ يِفَكَّر فِي الأُمور العَقْلِيَّة وَالفِكْرِيَّة وَالذِّهْنِيَّة أوْ الحَرَكِيَّة أوْ الإِجْتِمَاعِيَّة .. رَبِّنَا خَلَقْنَا مُتَنَاغِمِينْ مُتَكَامِلِينْ .. كُلَّ وَاحِدٌ عَنْدُه مَوْهِبَة لاَزِم يِكْتِشِفْهَا نِلاَحِظْ إِنْ البِنْت تَمِيل لِلشَّخْص وَالوَلَدٌ يَمِيل لِلشِئ وَالعُنْف .. وَرَبِّنَا سَمَحٌ بِذلِك عَشَانْ الوَلَدٌ يِمِيل لِلشِئ مِنْ أجْل إِنُّه هَيْكُون سَبَبْ لِجَلْب الرِّزْق لِبِيتُه وَلأِوْلاَدُه .. فَرَبِّنَا عَاطِي لُه رُوحٌ قِتَالِيَّة أمَّا البِنْت فَرَبِّنَا عَاطِي لَهَا رُوحٌ حَالِمَة هَادِئَة مِنْ أجْل تَرْبِيِة أوْلاَدْهَا وَتَكُون مَصْدَر حَنَان لُهُمْ فَلَوْ كَانْ الوَلَدٌ بِالرِّقَة وَالحَنَان دَه مَا اسْتَطَاعَ أنْ يَجْلِبْ رِزْق لِبِيتُه .. وَلَوْ لاَقِينَا البِنْت بِالعُنْف وَبِالشِّدَّة دِي مَا اسْتَطَاعَتْ أنْ تُرَبِّي أوْلاَدْهَا .. الله يُكَمِّلْنَا بَعْضَنَا بِبَعْض .. كُلَّ وَاحِدٌ ضَرُورِي لِلآخَر أُنْظُر كَيْفَ تُنْجِحٌ مَوْهِبَتَك .. كَيْفَ تُنَقِّيهَا ؟ كُلَّ وَاحِدٌ عَنْدُه نِعْمَة لكِنْ النِّعْمَة دِي لِوَحْدَهَا مَتِنْفَعْش كُلَّ وَاحِدٌ رَبِّنَا عَاطِي لُه مَوْهِبَة .. كُلِّنَا نَغَمَة فِي قِيثَارَة لكِنْ نَغَمَة وَاحْدَة تُعْطِي نَغَمَة نَشَاذٌ مَالْهَاش مَعْنَى .
وَاحِدٌ مِنْ الفَلاَسِفَة يِقُولَّك إِيه { أُدْخُل إِلَى ذلِك الإِنْسَان الَّذِي تَجْهَلُه } مِينْ دَه ؟ إِنْتَ إِعْرَف نَفْسَك وَإِمْكَانِيَاتَك وَاكْتِشِفْ مَوْهِبْتِك .. أبَاءْنَا الرُّسُلْ كَانُوا يَقِفُوا قُدَّام مُلُوك وَوُلاَه بِثِقَة وَدَافْعُوا عَنْ مَسِيحْهُمْ وَعَنْ مَسِيحِيَتْهُمْ .. يُقَفْ قُدَّام مَلِك .. قُدَّام سَيَّاف وَلاَ يِتْهَز وَهُوَ عَارِف إِنْ رَقَبْتُه هَتِتْقِطِعْ بَعْد لَحَظَات وَمَعَ ذلِك لاَقِينَاهُمْ وَاقْفِينْ بِثَبَات القِدِيس بُولِيكَارْبُوس وَقَّفُوه وَسَطْ النَّار عَشَانْ يِحْرَقُوه فَقَالُوا نُرْبُطُه لأِنْ طَبِيعِي جِدّاً إِنْ أي إِنْسَان وَاقِفْ وَهَيِجِي عَلَى النَّار هَيِجْرِي .. فَالقِدِيس طَلَبْ مِنْهُمْ وَتَرَجَّاهُمْ إِنُّهُمْ مَايُرْبُطُهُوش وَقَالْ لُهُمْ " أوْعِدْكُمْ إِنِّي مِش هَهْرَب " .. وَفِعْلاً وَقَفْ ثَابِتْ وَلَمْ يَهْرَب .. القِدِيس أنْدَرَاوُس وَهُمَّ بِيُصْلُبُوه نِزْلِتْ أمْطَار وَرُعُودٌ فَاللِّي بِيُصْلُبُوه نَفْسُهُمْ هِرْبُوا وَجَرُوا .. فَالْمَسِيحِيِّينْ جُمْ يِفُكُّوه فَرَفَضْ إِنُّهُمْ يُفُكُّوه إِيه دَه ؟ وَاثِقٌ وَمُتَأكِدٌ مِنْ اللِّي بِيِعْمِلُه حَتَّى لَوْ كَانْ فِي ضِيقٌ أوْ شِدَّة .
3- الخِبْرَة وَالإِتِّزَان :-
لِنَفْرِضْ إِنَّك إِنْسَان مُحِبْ لِلهُدُوء وَالخِلْوَة فَعَلِيك إِنَّك تِكُون مُتَزِنْ مِش فِي كُلَّ الأوْقَات تِنْعِزِل عَنْ النَّاس .. لاَ .. فِي وَقْت تُقْعُدٌ فِيه مَعَ أصْحَابَك وَفِي وَقْت مَعَ نَفْسَك .. الإِتِّزَانْ مَطْلُوب حَيَاتَك مَعَ الله بِتَاخُدٌ حَقَّهَا وَحَيَاتَك مَعَ النَّاس بِتَاخُدٌ حَقَّهَا وَمَعَ بِيتَك وَأُسْرِتَك وَدِرَاسْتَك وَاهْتِمَامَتَك بِتَاخُدٌ حَقَّهَا .. مِنْ الفُنُون اللِّي عَلَى الإِنْسَان إِنُّه يِتْعَلِّمْهَا وَيُتْقِنْهَا فَنْ إِدَارِة الوَقْت إِزَاي تُدِير يُومَك ؟ مَرَّة جَتْ بِعْثَة صِينِيَّة مَصْر عَشَان تِعْمِلْ لِنَفْسَهَا مَصَانِعْ تِعْمِلْ فِيهَا حَاجَات صِينِيَّة وَلكِنْ بِأيْدِي مِصْرِيَّة .. يِقُولَّك البِعْثَة دِي جَتْ وَمِشِيت مِنْ غِير مَا تِعْمِلْ أي مَشْرُوع .. لِيه ؟ قَالُوا عَشَانْ إِحْنَا لاَقِينَا إِنْ المَصْرِيِّينْ فِيهُمْ حَاجْتِينْ مِش مُمْكِنْ يِتْوَفَرُوا مَعَانَا أبَداً .. إِيه هُمَّا ؟ يِقُولَّك السَّهَر الكِتِير وَالصَحَيَانْ مِتْأخَّر وَيِمُوتُوا فِي الأجَازَات وَدِي فِعْلاً عَادِتْنَا كَمَصْرِيِّينْ نِكْرَه الشُّغْل لاَزِم تِكُون مُتَزِنْ عَشَانْ تَثِقٌ فِي نَفْسَك .. إِعْرَفْ إِنَّك فِي بِدَايِة حَيَاتَك لاَزِم يِكُون فِي تَعَبْ وَتَضْحِيَات .. مَفِيش حَدٌ نِجِحٌ إِلاَّ بِتَعَبْ .. النَّجَاحٌ بِيِجِي مِنْ ألْف فَشَلْ .. هَلْ عِنْدَك الإِتِّزَانْ إِنَّك تِسْتَحْمِلْ ألْف فَشَلْ وَلاَ تَيْأس ؟!!! الخِبْرَة فِي حَيَاتَك تِدِّيك ثِقَة فِي نَفْسَك إِنَّك تِتْعَلِّمْ مِنْ أخْطَائَك كُلَّ خَطَأ فِي حَيَاتَك هُوَ رَصِيدٌ لِيك .. لَوْ سَألْت سُؤَال لَوْ تَكَرَّر عَلِيك المَوْقِفْ اللِّي أخْطَأت فِيه قَبْل كِدَه هَتِتْعَامِلْ مَعَاه إِزَّاي ؟ أكِيدٌ إِنْتَ إِكْتَسَبْت خِبْرَة وَثِقَة تِخَلِّيك تِتْعَامِلْ مَعَ المَوْقِفْ بِطَرِيقَة مُخْتَلِفَة .. إِذاً إِنْتَ كَسَبْت .. إِتْعَلِّمْ مِنْ المَاضِي وَمِنْ أخْطَاءَك إِدْرِس أخْطَاءَك وَاقْبَلْهَا وَعَالِجْهَا .. إِعْرَفْ إِنْ رَصِيدٌ الحَيَاة كُلُّه رَبِّنَا عَايْزُه يِكُون فِي صَفَّك حَتَّى بِأخْطَاء لكِنْ لَوْ إِسْتَفَدْت مِنْهَا إِتْعَامِلْ مَعَ الأخْطَاء بِنَظْرَة جَدِيدَة .. نَظْرَة تِبْنِيك وَتِفِيدَك مِش بِنَظْرَة تُحْبِطَك وَتِيَأسَك .. وَاتْعَلِّمْ مِنْ خِبْرَات الآخَرِين .. إِسْمَعْ وَاتْعَلِّمْ .. أحْيَاناً لاَ نَسْمَعْ خِبْرَات بَعْض وَمُمْكِنْ نَاخُدٌ الأمر بِاسْتِخْفَاف .. فِي مَثَلْ يِقُولَّك إِيه { إِعْرَف شِئ عَنْ كُلَّ شِئ } .. كُنْ مُسْتَمِعْ جَيِّدٌ أحْيَاناً لَمَّا نِتْقَابِلْ مَعَ بَعْض دَايْماً كُلَّ وَاحِدٌ فِينَا بِيْكُون عَايِز يِتْكَلِّمْ مِش بِتِدِّي لِنَفْسَك فُرْصَة إِنَّك تِسْمَعْ .رَبِّنَا يِكَمِّلْ نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
بيتك يارب طريق القداسة
مِنْ سِفْر التَّكْوِين الإِصْحَاح 28 بَرَكَاتُه عَلَى جَمِيعْنَا آمِين ﴿ وَرَأى حُلْماً وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأرْضِ وَرَأسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ .. وَهُوذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا .. وَهُوذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا فَقَالَ أنَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أبِيكَ وَإِلهُ إِسْحَقَ .. الأرْضُ الَّتِي أنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ .. وَيَكُونُ نَسْلُكَ كَتُرَابِ الأرْضِ وَتَمْتَدُّ غَرْباً وَشَرْقاً وَشَمَالاً وَجَنُوباً .. وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأرْضِ .. وَهَا أنَا مَعَكَ وَأحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ وَأرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأرْضِ .. لأِنِّي لاَ أتْرُكَكَ حَتَّى أفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ .. فَاسْتَيْقَظَ يَعْقُوبُ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ حَقّاً إِنَّ الرَّبَّ فِي هذَا المَكَانِ وَأنَا لَمْ أعْلَمْ .. وَخَافَ وَقَالَ مَا أرْهَبَ هذَا المَكَانَ .. مَا هذَا إِلاَّ بَيْتُ اللهِ وَهذَا بَابُ السَّمَاءِ ﴾ ( تك 28 : 12 – 17) .. سَنَتَحَدَّث فِي ثَلاَث نِقَاطْ وَهُمْ :-
1- قَدَاسِة الكِنِيسَة :-
الكِنِيسَة هِيَ المَكَان الوَحِيد فِي العَالَمْ الّذِي يُعْتَبَر مَكَان سَمَاوِي عَلَى الأرْض .. أي أنَّ الكَنِيسَة هِيَ المَكَان الَّذِي يُمَثِّل السَّمَاء عَلَى الأرْض .. فَالكِنِيسَة هِيَ كَائِنَة عَلَى الأرْض وَلكِنْ هِيَ مِنْ السَّمَاء .. وَلِذلِك يَقُول الآبَاء القِدِّيسِينْ أنَّ ﴿ الكِنِيسَة مَوْجُودَة بِأقْدَامْهَا عَلَى الأرْض وَلكِنْ بِرَأسَهَا فِي السَّمَاء ﴾ .. فَالكِنِيسَة هِيَ أقْدَس مَكَان عَلَى الأرْض وَهيَ سِفَارِة السَّمَاء فَالسِفَارَة هِيَ المَكَان الَّذِي يُمَثِّل البَلَد وَكُلَّ سِفَارَة تَحْمِل عَلَمْ الدَّوْلَة الَّتِي تَنْتَمِي إِلَيْهَا .. وَهكَذَا الكِنِيسَة أيْضاً عَلَيْهَا عَلَمْ وَهُوَ الصَّلِيب .. وَعِنْدَمَا نَدْخُل السِفَارَة نَجِد النَّاس فِيهَا لَهُمْ نَفْس شَكْل أهْل البَلَد الَّتِي يَنْتَمُوا إِلَيْهَا .. وَأيْضاً عِنْدَمَا نَدْخُل الكِنِيسَة نَجِد أُنَاس سَمَائِيِين .. وَفِي السِفَارَة نَجِد النَّاس تَتَحَدَّث بِلُغَة بِلاَدِهِمْ الأصْلِيَّة وَأيْضاً نَحْنُ فِي الكِنِيسَة نَتَحَدَّث بِلُغِة السَّمَاء وَهيَ التَّسْبِيح فَنَجِد أنَّ كُل صَلَوَات الكِنِيسَة تُقَال بِتَسْبِيح مِثْل القُدَّاس فَهُوَ مُنَغَّمْ وَأيْضاً القِرَاءَات مِنْ المَفْرُوض أنْ تُقْرأ بِنَغَمَة فَالكِنِيسَة تُمَثِّل جَسَد الْمَسِيح .. فَالهِيكَل هُوَ رَأس رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح وَكُل فَرْد فِي الكِنِيسَة يُمَثِّل جُزْء مِنْ جِسْم الْمَسِيح .. وَنَحْنُ كَجَمَاعِة المُؤمِنِينْ نُمَثِّل كِنِيسَة لِدَرَجِة أنَّ كُل مَكَان فِي الكِنِيسَة يُذَكِّرْنَا بِرَبَّنَا يَسُوع .. فَمَثَلاً القُرْبَان يُعْمَل فِي مَكَان يُسَمَّى * بَيْت لَحْم * .. فَالمَكَان الَّذِي وُلِدَ فِيهِ رَبَّنَا يَسُوع * بَيْت لَحْم * هُوَ مَكَان صُنْع القُرْبَان .. وَأيْضاً الأمَاكِنْ الَّتِي عَاشَ فِيهَا السَيِّد الْمَسِيح مِثْل أُورُشَلِيم وَاليَهُودِيَّة وَالسَّامِرَة وَكَأنَّ الكِنِيسَة تَعِيش أيَّام يَسُوع .. فَيَشْعُر الإِنْسَان أنَّ الكِنِيسَة هِيَ المَكَان الَّذِي عَاشَ فِيهِ الْمَسِيح وَفِي القُدَّاس نَعِيش مِيلاَد الْمَسِيح وَعِمَادُه وَذلِك عِنْدَ تَعْمِيد الحَمَل فَيَشْعُر الإِنْسَان أنَّهُ فِي بَيْت لَحْم وَفِي نَهْر الأُرْدُن وَأمَام المِزْوُد .. وَنُلاَحِظْ أنَّ الصِينِيَّة الَّتِي يُوضَعْ فِيهَا جَسَد رَبِّنَا يَسُوع فِيهَا قُبَّة وَالقُبَّة عَلَيْهَا صَلِيب وَتُغَطَّى بِلِفَافَة وَهذَا يَدُل عَلَى شَكْل المَغَارَة وَالصَّلِيب هُوَ نِجْم المَغَارَة .. فَنَحْنُ نَحْيَا مَعَ يَسُوع فِي الكِنِيسَة .. وَأيْضاً نَشْعُر أنَّنَا قُدَّام قَبْر رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح وَأمَام الأكْفَان فَاللَفَائِفْ هِيَ الأكْفَان .. وَلِهذَا فَنَحْنُ نَعِيش صَلْب وَقِيَامِة وَصُعُود رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح فَالكِنِيسَة هِيَ حَيَاة رَبِّنَا يَسُوع وَلِهذَا فَالكِنِيسَة مُقَدَّسَة لأِنَّ ثَمَنْهَا هُوَ دَم الْمَسِيح .. الكِنِيسَة الَّتِي إِقْتَنَاهَا بِدَمُه .. فَمُمْكِنْ أنْ نَقُول عَلَى الكِنِيسَة أنَّهَا كَائِن مَصْنُوع مِنْ مَوَاد أرْضِيَّة مِثْل طُوب وَزَلَطْ وَأسْمَنْت ثُمَّ بَعْد ذلِك تُدَشَنْ الكَنِيسَة بِالمَيْرُون .. إِذاً الكِنِيسَة هِيَ المَكَان الَّذِي جَمَع مَا هُوَ أرْضِي وَإِلهِي وَمَا هُوَ مَادِّي وَسَمَاوِي .. وَعِنْدَمَا تُدْهَنْ الكِنِيسَة بِالمَيْرُون تُصْبِح مُقَدَّسَة وَمِنْ ضِمْن ألْقَاب الكِنِيسَة أنَّهَا * مُقَدَّسَة جَامِعَة رَسُولِيَّة وَاحِدَة وَوَحِيدَة * .. فَمَهْمَا تَعَدَّدَت الكَنَائِس فَهيَ وَاحِدَة .. وَوَحِيدَة تَعْنِي أنَّهَا فَرِيدَة لاَ يُوْجَد مَبْنَى مِثْلَهَا .. فَالكِنِيسَة أحْلَى مِنْ أي مَكَان آخَر فَخْم حَتَّى إِذَا كَانَ هذَا المَكَان مَصْنُوع بِمَاء ذَهَبْ وَذلِك لأِنَّ الكِنِيسَة هِيَ مَوْضِع حُلُول الله وَمَسْكَن الله .. فَعَظَمِة الكِنِيسَة لَيْسَتْ فِي فَخَامِة المَبْنَى بَلْ فِي مَعْنَاهَا .. فَالْمَسِيح سَاكِنْ فِيهَا .. فَالكِنِيسَة هِيَ الخَارِجَة مِنْ جَنْب الْمَسِيح .. وَعِنْدَمَا طُعِنَ السَيِّد الْمَسِيح خَرَجَ مِنْ جَنْبِهِ مَاء وَدَم وَهذِهِ هِيَ الكِنِيسَة .. فَإِذَا كَانْ خَرَج مِنْ جَنْب أبُونَا آدَم حَوَّاء فَرَبَّنَا يَسُوع خَرَج مِنْ جَنْبِهِ الكِنِيسَة .. هذِهِ الكِنِيسَة الَّتِي سَوْفَ تَأتِي بِبَنِينْ لِلمَلَكُوت السَّمَاوَي وَفِي العَهْد القَدِيم لِكَيْ يُعْلِنْ الله عَنْ حُضُورُه لِشَعْبُه كَانَ يَقُول لَهُمْ أنْ يَعْمِلُوا مَذْبَح وَيُقَدِّمُوا عَلَيْهِ ذَبِيحَة وَبِهذَا يَكُون الله مَعَ شَعْبُه .. ثُمَّ تَطَوَر المَذْبَح فَفِي أيَّام مُوسَى النَّبِي أمَرَهُ الله أنْ يَعْمِل خَيْمَة الإِجْتِمَاع وَنَجِد مَدَى الدِّقَة المُتَنَاهِيَة فِي عَمَل خَيْمَة الإِجْتِمَاع حَتَّى الخِيطْ الَّذِي يَرْبُط الوَتَدْ فَالله وَصَفَهُ وَكُل هذَا لأِنَّ هذَا المَكَان هُوَ الَّذِي سَوْفَ يَسْكُنْ الله فِيهِ فَالله يُحِبْ أنْ يَسْكُنْ فِي مَكَان يَكُون بِحَسَبْ مُوَاصَفَاتُه وَتَدْبِيرُه وَيُصْبِح هذَا المَكَان مَوْضِع يَحِل فِيهِ الله وَيَسْكُنْ فِيهِ وَيَتَعَظَّمْ وَيَتَمَجَّد فِيهِ .. وَهُوَ مَكَان يَلِيق بِهِ وَيُعْلِن مِنْ خِلاَلُه غُفْرَانُه وَالتَّكْفِير عَنْ الخَطَايَا .وَعِنْدَ الإِرْتِحَال كَانَتْ خَيْمَة الإِجْتِمَاع تُنْقَل مَعَ الشَّعْب .. وَعِنْدَمَا إِسْتَقَرَ بَنِي إِسْرَائِيل تَمَّ بُنَاء هَيْكَل سُلَيْمَان .. وَكَانَ الهِيكَل يُوْجَد فِي مَكَان وَاحِد وَكُل النَّاس تَأتِي إِلِيه – أي إِلَى أُورُشَلِيم – وَهكَذَا حَدَثَ تَطَوُر مِنْ مَذْبَح إِلَى خَيْمَة الإِجْتِمَاع ثُمَّ أخِيراً هَيْكَل سُلَيْمَان .. وَلكِنْ فِي العَهْد الجَدِيد رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح يُرِيدْ أنْ يَكُون لَهُ كِنِيسَة فِي كُل مَكَان وَفِي كُل مَوْضِع .. فَالكِنِيسَة هِيَ المَكَان الَّذِي فِيهِ نَتَقَدَّس وَنَتُوب وَنَتَمَتَّعْ بِالغُفْرَان السَّمَاوِي وَالعَطَايَا السَّمَاوِيَّة .. فَفِي مَزْمُور * الرَّبُّ لِي رَاعِي * يَقُول ﴿ فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي ﴾ ( مز 23 : 2 ) .. فَالكِنِيسَة هِيَ المَرَاعِي الخُضْر وَهيَ حَافِظَة العَالَمْ مِنْ كُل شَر وَهيَ سِر قَدَاسِة العَالَمْ .. وَلِهذَا نَجِد أنَّ الله صَابِر عَلَى العَالَمْ وَلَمْ يُهْلِكُه مِنْ أجْل بَرَكِة وَشَفَاعِة الكِنِيسَة .
2- الكِنِيسَة كَمَبْنَى وَكَمَعْنَى :-
نَجِد أنَّ الكِنِيسَة كَمَبْنَى دَائِماً مُرْتَفِعَة حَتَّى تُذَكِّرْنَا بِالعُلُو وَالإِرْتِفَاع وَالتَّحْلِيق فِي السَّمَاوِيَات .. وَأيْضاً تَكْثُر الأمَاكِن الدَّائِرِيَّة فِي الكِنِيسَة .. فَمَثَلاً الأيْقُونَات تُوضَعْ فِي دَوَائِر .. وَمِنْ المَعْرُوف أنَّ الدَائِرَة لَيْسَ لَهَا بِدَايَة وَلاَ نِهَايَة وَبِذلِك فَالكَنِيسَة تَقُول لِكُل فَرْد أنَّهُ هُنَا خَارِج الزَّمَان .. أنَّهُ فِي الأبَدِيَّة وَقَدْ خَرَج مِنْ سُلْطَان المَحْدُود .. وَأيْضاً عِنْدَمَا نَفْتَح النَوَافِذ العُلْوِيَة الَّتِي تُوْجَد فِي الكَنِيسَة نَجِد أنَّهَا تُطِل عَلَى السَّمَاء وَهذَا لَهُ مَعْنَى هُوَ أنَّكَ لَسْتَ هُنَا فِي مَكَان أوْ مَنْطِقَة أوْ شَارِع بَلْ أنْتَ فِي السَّمَاء .. وَأيْضاً تَكْثُر فِيهَا القِبَاب الدَّائِرِيَّة إِشَارَة لِلمَلَكُوت السَّمَاوِي فَالكَنِيسَة كَمَبْنَى تُثَبِّت فِي وِلاَدْهَا حَقِيقَة وَهيَ أنَّهُمْ فِي السَّمَاء وَلِهذَا نَقُول ﴿ إِذَا مَا وَقَفْنَا فِي هَيْكَلِكَ المُقَدَّس نُحْسَبْ كَالقِيَام فِي السَّمَاء ﴾ ( القِطْعَة " 6 " مِنْ صَلاَة السَّاعَة الثَّالِثَة ) فَالكِنِيسَة نَجَحِتْ مِنْ خِلاَل أشْيَاء صَغِيرَة أنْ تَدُل عَلَى أُمور كَبِيرَة .. وَنَجَحِتْ مِنْ خِلاَل أُمور أرْضِيَّة أنْ تُشِير إِلَى أُمور سَمَاوِيَّة .. فَالكِنِيسَة تُمَثِّل حُضُور الله .. وَفِي سِفْر الرُؤيَا يَصِفْ السَّمَاء وَنَجِد أنَّ هُنَاك صِفَات مُشْتَرَكَة بَيْنَ السَّمَاء وَالكَنِيسَة مِثْل :-
1- رَب المَجْد يَسُوع .. فَعِنْدَمَا يَفْتَح الكَاهِن سِتْر الهِيكَل نَجِد يَسُوع جَالِس عَلَى العَرْش .
2- المَذْبَح .
3- ألـ 24 قِسِيس .
4- الألْحَان وَالتَّسْبِيح .. فَفِي السَّمَاء يُسَبِّحُوا تَسْبِحِة مُوسَى النَّبِي وَالثَّلاَث تَقْدِيسَات .. فَنَحْنُ نَعِيش السَّمَاء بِالضَبْط .. ﴿ كَمَا فِي السَّمَاء كَذلِك عَلَى الأرْض ﴾ .
5- الشُورْيَة .
6- خَرُوف قَائِم وَكَأنَّهُ مَذْبُوح .
7- الأرْبَع حَيَوَانَات غِير المُتَجَسِدِينْ .
8- المَلاَئِكَة .. وَنَجِد أنَّ الشَّمَامِسَة تُمَثِّل المَلاَئِكَة .
9- القِدِّيسِينْ وَالشُّهَدَاء .. لاَ تُوْجَد كَنِيسَة بِدُون قِدِّيسِينْ وَسَحَابِة شُهُود .
وَأيْضاً الألْوَان الَّتِي تَسْتَخْدِمْهَا الكَنِيسَة لَهَا مَعْنَى .. وَهُنَاك ثَلاَث ألْوَان تُحِب الكَنِيسَة أنْ تَسْتَخْدِمْهُمْ وَهُمْ :-
1- الأحْمَر رَمْز لِدَم الْمَسِيح الَّذِي إِشْتُرِينَا وَافْتُدِينَا بِهِ .
2- الأبْيَض رَمْز النَّقَاوَة وَالقَدَاسَة الكَامِلَة .
3- الأزْرَق السَّمَاوِي رَمْز السَّمَاء .
فَالكِنِيسَة تُؤمِنْ أنَّ المَذْبَح يُقَدَّم عَلَيْهِ يَسُوع المَذْبُوح .. وَأنَّ المَذْبَح إِسْتِمْرَار وَامْتِدَاد لِلصَّلِيب .. فَنَقُول فِي القُدَّاس ﴿ فَفِيمَا نَحْنُ أيْضاً نَصْنَعُ ذِكْرَ آلاَمِهِ المُقَدَّسَة ﴾ .. فَالمَذْبَح يُقَدِّم الْمَسِيح حَقّاً وَلَيْسَ رَمْزاً أوْ تَمْثِيلاً أوْ تِذْكَاراً .. وَعِنْدَمَا نَتَنَاوَل فَنَحْنُ نَتَنَاوَل مِنْ يَدْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح وَلَيْسَ مِنْ يَدْ الكَاهِن .. وَلِهذَا يَقُول الكَاهِن فِي القُدَّاس ﴿ يَا مَنْ بَارَك فِي ذلِك الزَّمَان .. الآنْ أيْضاً بَارِك ﴾ .. ﴿ يَا مَنْ قَدَّس فِي ذلِك الزَّمَان .. الآنْ أيْضاً قَدِّس ﴾ .. ﴿ يَا مَنْ قَسَّم فِي ذلِك الزَّمَان .. الآنْ أيْضاً قَسِّم ﴾ .. وَأيْضاً ﴿ أخَذَ خُبْزاً عَلَى يَدَيْهِ ﴾ .. وَ * يَدَيْهِ * تَعْنِي يَدْ رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. وَأيْضاً ﴿ خُذُوا كُلُوا مِنْهُ كُلُّكُمْ لأِنَّ هذَا هُوَ جَسَدِي ﴾ .. وَ * جَسَدِي * تَعْنِي جَسَد رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح .
3- كَيْفَ نَسْلُك بِقَدَاسَة فِي الكَنِيسَة ؟
وَنَحْنُ فِي بَيْت الله لاَبُدْ أنْ نَسْلُك بِكُل وَقَار وَقَدَاسَة وَحُبْ وَلِيَاقَة تَلِيق بِكَرَامِة صَاحِب المَكَان .. فَكُل وَاحِد فِي الكِنِيسَة كَرَامْتُه مِنْ كَرَامِة الْمَسِيح وَلِهذَا يَجِب أنْ نُحِب بَعْضَنَا فَالَّذِي يُهِين الكِنِيسَة أوْ أخ لَهُ فَهُوَ بِذلِك يُهِين الْمَسِيح .. وَالله قَالَ لِدَاوُد فِي العَهْد القَدِيم عِنْدَمَا أخْطَأ أنْتَ إِحْتَقَرْتِنِي ( 2صم 12 : 10) .. إِذاً أي فَرْد يَقُوم بِعَمَل سُلُوك غِير لاَئِق فِي الكِنِيسة فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح يِقُولُّه * أنْتَ إِحْتَقَرْتِنِي * .فَالكِنِيسَة لَهَا إِسْتِعْدَاد قَلْبِي وَجَسَدِي وَالإِنْسَان فِي طَرِيقُه إِلَى الكِنِيسَة يُصَلِّي مَزَامِير وَمِنْ الصَعْب أنْ يَتَعَوَد الإِنْسَان عَلَى الكِنِيسَة لِدَرَجِة أنْ تَفْقِد هَيْبَتَهَا وَنَحْنُ فِي جِيل كَثُرَت فِيهِ الأنْشِطَة الَّتِي تَتِمْ فِي الكِنِيسَة وَأصْبَح الإِنْسَان يَتَعَوَد عَلَى الكِنِيسَة لِدَرَجِة أنَّ الكِنِيسَة أصْبَحِت مَكَان لِلأصْحَاب وَاللِعْب أوْ التَّحَدُّث .. فَكُل هذِهِ الأنْشِطَة الَّتِي قَدَّمَتْهَا الكِنِيسَة لأِوْلاَدْهَا تَدُل عَلَى مَحَبِّتْهَا وَلكِنْ لاَ نُقَابِل هذِهِ المَحَبَّة بِاسْتِخْفَاف .. فَمَا أجْمَل أنْ نَشْعُر بِوُجُود الله فِي الكِنِيسَة وَأنْ يُنَفِّذ الإِنْسَان القَانُون أثْنَاء ذِهَابُه إِلَى الكِنِيسَة وَهُوَ أنْ يَقُول مَزْمُور﴿ فَرَحْتُ بِالقَائِلِينَ لِي إِلَى بَيْتِ الرَّبَّ نَذْهَب ﴾ ( مز 121 – مِنْ مَزَامِير الغُرُوب ) فَالكِنِيسَة هِيَ مَوْضِع غُفْرَان وَحُلُول الله وَعِنْدَ بَاب الكِنِيسَة الخَارِجِي إِرْشِم الصَّلِيب .. وَهُنَاك أشْخَاص يَسْجُدُوا أمَام بَاب الكِنِيسَة الخَارِجِي لأِنَّ بَاب الكِنِيسَة رَمْز لِلسَيِّد الْمَسِيح الَّذِي قَالَ ﴿ أنَا بَابُ الخِرَاف ﴾ ( يو 10 : 7 ) هذَا البَاب الَّذِي يُؤدِّي بِنَا إِلَى الهَيْكَل .. ثُمَّ عِنْدَمَا نَدْخُل الكِنِيسَة لاَبُدْ أنْ نُصَلِّي ثُمَّ يَقِفْ الإِنْسَان فِي مَكَانُه لِكَيْ يُصَلِّي بِكُل قَدَاسَة وَكَرَامَة وَلِيَاقَة .. وَلاَبُدْ أنْ يُشَارِك الإِنْسَان فِي الصَّلَوَات وَأنْ يَسْمَع بِانْتِبَاه وَمِنْ الصَعْب أنْ نَجِد النَّاس تَتَحَدَّث فِي الكِنِيسَة أوْ غِير مُنْتَبِهَة لِلصَّلاَة .. وَلاَبُدْ أنْ يَكُون الإِنْسَان مُشَارِك فِي الصَّلاَة وَلَيْسَ صَامِتْ .. وَلاَ يَلِيق أنْ تَدْخُل فَتَاة إِلَى الكِنِيسَة بِمَلاَبِس غِير لاَئِقَة أوْ فَخُورَة بِشَعْرَهَا أوْ زِينَتْهَا فَلاَبُدْ أنْ تُغَطِّي رَأسْهَا وَلاَ تَشْعُر بِزَهو لأِنَّ مَجْد المَرْأة فِي شَعْرَهَا وَعِنْدَمَا تُغَطِّي المَرْأة شَعْرَهَا فَهذَا يُعْطِي إِحْسَاس بِوُجُود حَضْرِة الله وَبِالخُشُوع فَالكِنِيسَة هِيَ الَّتِي صَنَعَتْ القِدِّيسِينْ فَكَمْ مِنْ طِلْبَة رُفِعَت فِي هذَا المَكَان وَاسْتُجِيبَت ؟! وَكَمْ مِنْ ذَبِيحَة قُدِّمَتْ ؟! فَلاَبُدْ أنْ نَحْذَر الإِسْتِهْتَار وَأنْ لاَ تُصْبِح الكَنِيسَة مِثْلَهَا مِثْل أي مَكَانٍ آخَر وَأجْمَل مَا فِي الكَنِيسَة أنَّهَا حَيَّة مُتَجَدِّدَة .. فَنَحْنُ نَحْضَر القُدَّاس كُلّ يَوْم لأِنَّهُ حَي فَهُوَ جَدِيد بِالرَّغْم مِنْ أنَّهُ نَفْس الكَلاَم .. فَكُل عِبَادَة فِي الكِنِيسَة جَدِيدَة بِالرَّغْم مِنْ أنَّ العَشِيَّة وَالتَّسْبِحَة وَالقُدَّاس وَالأجْبِيَة نَفْس الكَلاَم الَّذِي يُقَال كُل يَوْم وَلكِنَّهَا جَدِيدَة كُل يُوْم نَتَذَوَقْهَا وَنَفْرَح بِهَا فَالكِنِيسَة تُقَدِّم لَنَا الَّذِي لاَ يَسْتَطِيع أي مَكَان أنْ يُقَدِّمُه لَنَا فَهيَ تُقَدِّم :0
1- غُفْرَان الخَطَايَاأصْعَب شِئ عَلَى الإِنْسَان هِيَ الخَطِيَّة .. فَالخَطِيَّة هِيَ الشِئ الثَّقِيل عَلَى الإِنْسَان .. فَيَهُوذَا قَتَل نَفْسُه بِسَبَبْ الخَطِيَّة .
2- الحَيَاة الأبَدِيَّة حِلْم الإِنْسَان الخَيَالِي بِالنِّسْبَة لَهُ وَقَدْ يَنْظُر إِلَيْهِ الإِنْسَان عَلَى أنَّهُ صَعْب التَّحْقِيق .. وَلكِنْ الكَنِيسَة تَضْمَن لَك الحَيَاة الأبَدِيَّة .
رَبِّنَا يِفَرَّحْنَا بِالكِنِيسَة وَنَعِيش فِيهَا كَأبْنَاء أُمَنَاء وَنَفْرَح بِهَا رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
قيادة الله لحياتى
مِنْ سِفر العَدَد 9 : 15 – 20 { وَفِي يَوْمِ إِقَامَةُ الْمَسْكَنِ غَطَّتِ السَّحَابَةُ الْمَسْكَنَ خَيْمَةَ الشَّهَادَةِ . وَفِي الْمَسَاءِ كَانَ عَلَى الْمَسْكَنِ كَمَنْظَرِ نَارٍ إِلَى الصَّبَاحِ . هكَذَا كَانَ دَائِماً السَّحَابَةُ تُغَطِّيهِ وَمَنْظَرُ النَّارِ لَيْلاً . وَمَتَى ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنِ الْخَيْمَةِ كَانَ بَعْدَ ذلِكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَحِلُونَ . وَفِي الْمَكَانِ حَيْثُ حَلَّتِ السَّحَابَةُ هُنَاكَ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَنْزِلُونَ . حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَحِلُونَ وَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ . جَمِيعَ أَيَّامِ حُلُولِ السَّحَابَةِ عَلَى الْمَسْكَنِ كَانُوا يَنْزِلُونَ . وَإِذَا تَمَادَتِ السَّحَابَةُ عَلَى الْمَسْكَنِ أيَّاماً كَثِيرَةً كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ الرَّبِّ وَلاَ يَرْتَحِلُونَ . وَإِذَا كَانَتِ السَّحَابَةُ أيَّاماً قَلِيلَةً عَلَى الْمَسْكَنِ فَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ وَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ } حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَقِفُون وَيَمْشُون .. الله قَائِدَهُمْ .. هكَذَا نَحْنُ الله قَائِد حَيَاتنَا يَا الله أنْتَ تَقُودْنَا وَتُرْشِدْنَا .. وَعِنْدَمَا كَانَ الله يُعْطِي عَلاَمَة يَسْتَقِرُوا حَسَبْ السَّحَابَة .. جَيِّد أنْ تَشْعُر أنَّ الله يَقُودَك .. وَلِنَسْأل وَاحِد مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل جَالِس وَالسَّحَابَة فَوْقَهُ .. مَتَى تَسِير ؟ يَقُول لاَ أعْلَم .. نِسْأل آخَر يَقُول أيْضاً لاَ أعْلَم .. نِسْأل قَائِدَهُمْ مُوْسَى النَّبِي مَتَى تَرْتَحِلُون ؟ يَقُول أيْضاً لاَ أعْلَم مَتَى تَحَرَّكَت السَّحَابَة سَنَتَحَرَّك نَحْنُ .. إِذاً الله هُوَ القَائِد الحَقِيقِي .. حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ وَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ .. لِنَفْرِض أنَّ السَّحَابَة ظَلِّت فِتْرَة طَوِيلَة ؟ يَظِلُون وَاقِفِين وَمَتَى سَارَت السَّحَابَة يَسِيرُون وَأيْضاً لِنَفْرِض أنَّ السَّحَابَة تَسِير وَهُمْ تَعَبُوا مِنْ المَسِير ؟ يَظِلُون سَائِرِين .. مَا عَلَيْكَ سِوَى مُتَابَعَة السَّحَابَة .. لاَبُد أنْ تَشْعُر أنَّ الله أمَامَك يَقُودَك .. مَا أجْمَل قَوْل دَاوُد{ جَعَلْتُ الرَّبَّ أمَامِي فِي كُلَّ حِينٍ } ( مز 15 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) أنْتُمْ فِي مَرْحَلَة حَسَّاسَة فِي حَيَاتكُمْ بَعْضُكُمْ يُرِيد أنْ يَدْخُل عِلْمِي وَبَعْضُكُمْ أدَبِي . وَبَعْضُكُمْ حَصَل عَلَى مَجْمُوع دَرَجَات مُحَيِّر .. مَاذَا تَفْعَلُون ؟ مَا عَلَيْكُمْ سِوَى الطَّاعَة وَمُتَابَعِة السَّحَابَة .. مَا أجْمَل أنْ تَقُول { وَلكِنْ شُكْراً للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ } ( 2كو 2 : 14 ) .. مَنْ قَائِدْنَا ؟ الله .. حَسَبْ قَوْل الرَّبِّ .. فِي رِحْلِة حَيَاة الإِنْسَان ضَعَفَات وَمَشَاكِل ..عَلِيك أنْ تُطِيع وَتَخْضَع .. الله لاَ يُحِب أنْ يُعْلِن خِطِّته لِلإِنْسَان مَرَّة وَاحِدَة رَغم أنَّهُ يَعْرِفُهَا الله قَالَ لِيَشُوع دُور حَوْل أسوَار أرِيحَا .. مَا عِلاَقِة الدَوَرَان حَوْل السور مَعَ دُخُول المَدِينَة ؟ يَقُول الله لَيْسَ لَكَ أنْ تَعْرِف المُهِمْ أنْ تَدُور حَوْل أسوَارْهَا وَبِشُرُوط مُعَيَنَة .. الكِنِيسَة وَاعْيَة أخَذِت هذَا الأمر فِي دَوَرَاتهَا تَجْعَل الصَّلِيب فِي الأمَام أي التَابُوت ثُمَّ الشَّمَامِسَة ثُمَّ الكَهَنَة فِي النِهَايَة .. وَمَعَهُمْ القِدِّيسِين .. قُوَّة الصَّلِيب وَقُوَّة القِدِّيسِين قَدِيماً كَانَ الله مَعَهُمْ وَنَحْنُ مَعَنَا القِدِّيسِين وَقُوَّة التَّسْبِيح .. هذِهِ قُوَّة تَهْدِم حُصُون الشَّر دَارُوا حَوْل أسوَار أرِيحَا سِتَّة أيَّام وَفِي اليَوْم السَّابِع بَوَّقُوا بِالأبوَاق أثْنَاء دَوَرَانِهِمْ .. ثُمَّ ؟ لَيْسَ لَكَ أنْ تَعْرِف .. الله يَعْلَم كُلَّ شِئ لَكِنْ لاَ يَقُول خِطِّته كُلَّهَا مَرَّة وَاحِدَة بَلْ يُعْلِنْهَا بِالتَدْرِيج .. يَقُول سَتَخْرُج مِنْ أرْض مَصْر .. كَيْفَ ؟ هَلْ قَالَ الله لَهُمْ العَشَر ضَرَبَات مَرَّة وَاحِدَة ؟ .. لاَ أعْلَنْهَا بِالتَدْرِيج .. لِمَاذَا يَارَب لَمْ تَقُلْ لَنَا أنَّنَا بَعْد خُرُوجْنَا مِنْ مَصْر أنَّنَا سَنَجِد البَحْر الأحمَر يَقُول لأِنَّكَ سَتُفَاجَأ بِهِ وَأنَا سَأتَدَبَّر أمْرَك .. لِمَاذَا لَمْ تَقُلْ لَنَا أنَّنَا سَنَظَلْ أرْبِعِين سَنَة تَائِهِين فِي البَرِّيَّة كُنَّا نَأخُذ مَعَنَا مَلاَبِس وَأحْذِيَة وَطَعَام يَكْفِينَا .. يَقُول الله .. لاَ .. إِنِّي سَأجْعَل مَلاَبِسْكُمْ وَأحْذِيَتِكُمْ لاَ تُبْلَى الأرْبِعِين سَنَة .. عَجِيب يَارْب .. المَطْلُوب مِنْكَ أنْ تِنَفِّذ مَا أقُوله لَك وَأنَا سَأتَدَبَّر أمْرَك سَيُقَابلَك الأرْدُن وَأنَا سَأتَدَبَّر عُبُورَك .. لِلأسَف الإِنْسَان مِتعَجِل لِيَعْرِف الخِطَّة لَكِنْ الله يُعْلِنْهَا لَهُ بِالتَدْرِيج وَالمَطْلُوب مِنْ الإِنْسَان الخُضُوع أنْتَ الآن تَسْتَذْكِر فَلْتَكُنْ أمِين فِي دِرَاسْتَك .. الآن تَعْمَل كُنْ أمِين فِي عَمَلَك .. إِتبَعْه فِي كُلَّ مَرْحَلَة بِقَلْبَك وَهُوَ يَقُودَك .. سَلِّم لَهُ .. مَا أجْمَل قِيَادِة الله فِي حَيَاتَك .. حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ وَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ .. ثِق فِي قِيَادِة الله لَك حَتَّى وَإِنْ كَانَت هُنَاكَ عَوَاقِب .. البَحْر الأحْمَر .. الأُرْدُن .. فِرْعُون .. أسوَار أرِيحَا .. هذِهِ عَوَاقِب لَيْسَت صَعْبَة فَقَطْ بَلْ مُسْتَحِيلَة .. لَكِنْ .. هَلْ يَسْتَحِيل عَلَى الله شِئ ( تك 18 : 14 ) ؟ فَقَطْ عَلَيْكَ أنْ تَطِيع وَتَثْبُت بِصِدْق عِنْدَمَا تَحْدُث لَكَ أُمور لاَ تَتَوَقَعْهَا وَلاَ تُفَرِّحَك .. مَاذَا تَفْعَل ؟ كَلِمَة جَمِيلَة قَالَهَا الْمَسِيح لَهُ المَجْد لِبُطْرُس الرَّسُول عِنْدَمَا أرَادَ أنْ يَنْحَنِي لِيَغْسِل لَهُ قَدَمِيه وَرَفَضَ بُطْرُس .. قَالَ لَهُ يَسُوع إِنْ لَمْ أغْسِل لَكَ قَدَمِيك لَنْ يَكُون لَكَ مَعِي نَصِيب ( يو 13 : 8 ) .. { لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ } ( يو 13 : 7 ) .. الأمر الآن يَبْدو صَعْب عَلِيك لَكِنَّك سَتَفْهَمْ فِيمَا بَعْد أمَام كُلَّ مَوْقِف بِهِ تَجْرُبَة شَدِيَدة أوْ أمر لاَ أسْتَوْعِبه وَنَفْسِي تَضْطَرِب أقُول لَسْتُ أفهَمْ الآن مَا أنْتَ فَاعِله لَكِّنِي سَأفهَمْ فِيمَا بَعْد يُوسِف العَفِيف ذَهْب لإِخْوَتَهُ بِسَلاَم وَوَاضِع فِي ذِهْنه أنَّهُ مُدَلَّل وَيَتَعَامَل مَعَ الأمر بِبَسَاطَة فَإِذْ بِهِ يَجِدَهُمْ يُرِيدونَ قَتْله .. عَجِيبَة .. إِخْوَته يَقْتُلوه ؟ لُوْلاَ رَأُوبِين الَّذِي تَحَنَّن عَلِيه .. قَالُوا { هُوَذَا هذَا صَاحِبُ الأحْلاَمِ قَادِمٌ . فَالآنَ هَلُمَّ نَقْتُلَهُ } ( تك 37 : 19 – 20 ) لَكِنْ رَأُوبِين قَالَ إِلْقُوه فِي البِئْرَ .. كَانَ مُمْكِنْ يُوسِف يَقُول لِمَاذَا يَارَب ؟ مَاذَا فَعَلْت رَدِئ وَلِمَاذَا تَتْرُكَهُمْ يَفْعَلُونَ بِي كَذلِك ؟ يُجِيب الله لَسْتُ تَفْهَم الآن لَكِّنَك سَتَفْهَمْ فِيمَا بَعْد .. وَبَعْد أنْ يُبَاع لِلإِسْمَاعِيلِيِين يَعْمَل كَعَبْد يَقُول كُنْت أتَخَيَّل أنَّ مَنْ يَجِدَنِي سَيُعِيدَنِي لأِبِي لَكِنِّي الآن عَبْد .. يَقُول لَهُ الله لَسْتَ تَفْهَمْ الآن لَكِنَّك سَتَفْهَمْ فِيمَا بَعْد .. إِمرَأة فُوطِيفَار تَغْوِيه وَيَصْرُخ لله لِيَنْقِذه فَيَنْقِذه بِالسِّجْن .. لِمَاذَا يَارَب ؟ لَسْتَ تَفْهَمْ الآن لَكِنَّك سَتَفْهَمْ فِيمَا بَعْد .. مَتَى أفْهَمْ هَلْ بَعْد مُوْتِي ؟ .. لاَ .. كُلَّ الأشْيَاء تَعْمَل مَعاً لِلخِير لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ الله ( رو 8 : 28 ) .. أنْتَ لَسْتَ فِي يَدْ إِنْسَان أنْتَ فِي يَدْ ضَابِط الكُلَّ أنَا لَسْتُ فِي يَدْ نَاس تَنْجَح وَتَتَحَكَّم فِيَّ .. بَلْ أنَا فِي يَدِ القَادِر عَلَى كُلَّ شَيء .. قَدِير لَيْسَ مَعْنَاهُ القَوِي بَلْ مَعْنَاهُ قُوَّة بِإِقْتِدَار وَحِكْمَة .. { الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ } ( لو 1 : 49 ) .. جَيِّد أنْ تَشْعُر أنَّ الله يَقُودَك وَلَيْسَ بَشَر أوْ ظُرُوف .. تَدَابِير الله تَعْمَل لِلخِير .. آيَة رَائِعَة قِيلَت فِي مَرَاثِي أرْمِيَا{ مَنْ ذَا الَّذِي يَقُولُ فَيَكُونَ وَالرَّبُّ لَمْ يَأْمُرْ } ( مرا 3 : 37 ) مَنْ ذَا الَّذِي يَأمُرْ وَالرَّبُّ لَمْ يَأمُرْ ؟ كُلَّ شِئ يَتِمْ بِإِرَادِة الله وَتَرْتِيبه .. أحْيَاناً إِنْسَان يُرِيد الهِجْرَة فَيَدْخُل السِفَارَة وَلاَ يُوَفَّقْ فَيَحْزَن .. لاَ ..لاَ تَحْزَن لأِنَّ الله وَضَع أُمور فِي الطَّرِيق لِيُدَبِّر خِطِّته .. الله يَسْتَخْدِم البَعْض لِيُتَمِّم مَشِيئَته الله يَقُود حَيَاتَك .. ثِق بِذَلِك الله هُوَ الَّذِي أخَرَج الشَّعْب مِنْ أرْض مِصْر وَأدْخَلَهُمْ أرْض المِيعَاد .. فِي سِفر الخُرُوج يَقُول{ وَكَانَ لَمَّا أَطْلَقَ فِرْعَوْنَ الشَّعْبَ أنَّ اللهَ لَمْ يَهْدِهِمْ فِي طَرِيقِ أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مَعْ أَنَّهَا قَرِيبَةٌ }( خر 13 : 17 ) .. مِنْ سِينَاء إِلَى فِلِسْطِين مَسَافَة أيَّام قَدْ تَقْطَعَهَا بِسَيَارَة وَلاَ يُمْكِنْ أنْ تَسْتَغْرِق أرْبَعِينَ سَنَة .. المَسَافَة خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً كَيْفَ تَأخُذ أرْبَعِينَ سَنَة ؟ الله أتَاهَهُمْ .. لِمَاذَا ؟ كَي لاَ يَعُودوا مَرَّة أُخْرَى بِسُهُولَة .. الطَّرِيق مَتَاهَة فَيَكُون الرُجُوع صَعْب { لأِنَّ اللهَ قَالَ لِئَلاَّ يَنْدَمَ الشَّعْبُ إِذَا رَأَوْا حَرْباً وَيَرْجِعُوا إِلَى مِصْرَ } ( خر 13 : 17 ) فَلاَ يَكُونُ لَهُمْ طَرِيق سِوَى كَنْعَان .. كَثِيرُونَ مِنْهُمْ نَدَمُوا لَكِنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا طَرِيق العَوْدَة وَكَأنَّ الله أغْلَقَ عَلَيْهِمْ الطَّرِيق .. الله قَائِد حَيَاتِي .. لُطْف الله يَقُودَنِي وَحَنَانه يَقُودَنِي حَتَّى وَإِنْ كَانَتْ فِي حَيَاتِي صِعَاب سَأقُول لِنَفْسِي { لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ } عِنْدَمَا كَانَ الْمَسِيح طِفل أرَادَ هِيرُودِس قَتل الأطْفَال وَهَرَب الْمَسِيح لِمِصْر لِمَاذَا إِخْتَار الله الهُرُوب ؟ ألَيْسَ فِي إِسْتِطَاعَته أنْ يَقْتُل هِيرُودِس ؟ كَيْفَ تَهْرَب يَا الله مِنْ هِيرُودِس أنْتَ أعْظَم بِكَثِير .. لَكِنَّهُ يَقُول لَسْتَ تَفْهَمْ الآن لَكِنَّك سَتَفْهَمْ فِيمَا بَعْد .. مَاذَا أفْهَمْ ؟ أفْهَمْ أنَّكَ أضْعَف مِنْ هِيرُودِس ؟ يَقُول إِنِّي أُرِيد أنْ أطِأ مَصْر وَأُقِيم مَذْبَح وَتَكُون مِصْر مَنَارَة تُعَلِّم العَالَم كُلَّه اللاَهُوت وَتَكُون مَنْشَأ لِلرَهْبَنَة .. بَلَد عَلِّمِت العَالَم كُلَّه النُسْك وَالصَّلاَة .. أُصْمُت إِنْتَ وَأنَا أُدَبِّر .. الله يَقُول لَك لاَ تَخْتَار لِنَفْسَك أنَا سَأخْتَار لَك إِحْذَر أنْ تَعِيش حَيَاتَك بِفِكْرَك وَحَسَب رَسْمَك .. مَا أجْمَل أنْ تُخْضِع إِرَادَتَك لإِرادْته وَمَشِيئَتَك لِمَشِيئَتة وَكَمَا نَقُول { أُقَدِّمُ لَك يَا سَيِّدِي مَشُورَات حُرِيَتِي } ( مَا يُقَال قَبْلَ الرُشُومَات فِي القُدَّاس الغِرِيغُورِي ) أنَا لاَ أمْلُك أغْلَى مِنْ حُريَتِي لَكِنِّي أشْعُر إِنِّي لاَ أسْلُك بِهَا جَيِّداً فَأُقَدِّمْهَا لَك .. كَطِفْل وَفَّر مِنْ مَصْرُوفه بَعْض المَال القَلِيل فَيُعْطِيهِ لأِبِيه وَيَقُول لَهُ إِخْتَر إِنْتَ لِي لِعْبَة هُوَ يَعْلَم أنَّ مَا وَفَّرُه لاَ يَشْتَرِي لِعْبَة قَيِّمَة لَكِنَّهُ عِنْدَمَا يَضَعْه فِي يَد أبِيه سَيَخْتَار لَهُ مَا هُوَ أفْضَل فَيُعْطِيه وَهُوَ مُطْمَئِن .. سَلِّم لله وَأنْتَ مُطْمَئِن .. هُوَ قَائِد مَسِيرِة حَيَاة أوْلاَده وَقَائِد الزَمَان وَقَائِد التَّارِيخ وَالكِنِيسَة وَ هُوَ فِي مِلء الزَمَان أرْسَلَ إِبنَهُ فِي وَقْت مُعَيَّن .. هُوَ صَانِع كُلَّ شِئ لِذَلِك عَلَيْكَ أنْ تُسَلِّم حَيَاتَك لله مَنْ قَادَ الكِنِيسَة ؟ الله .. أصْعَب شِئ أنَّكَ تُرِيد أنْ تَجْعَل الله يَفْعَل لَك مَا تُرِيده .لاَ .. قُلْ لَهُ إِفعَل أنْتَ .. { يَارَب لاَ تَتْرُكَنِي وَمَشُورَة نَفْسِي } ( سِيرَاخ 23 : 4 ) .. الله قَائِد مَاهِر يَعْرِف كَيْفَ يُخَطِّط وَيُوَصِّل لِلمِينَاء وَبَر الأمَان .. يَقُودَنِي لِمَرَاعِي خُضر لِلتُوبَة وَالنَجَاة وَالخَلاَص يَقُودَنِي لِمَشِيئَتة وَكَمَا يَقُول فِي سِفر الرُؤيَا { الَّذِي لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ وَيُغْلِقُ وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ } ( رؤ 3 : 7 ) .. لِذَلِك لَوْ أنْتَ قَلِق يَقُول لَك كُلَّ شِئ فِي يَدِي .. أنَا بَيْنَ يَدَيْكَ يَارَب إِفعَل مَا هُوَ خَيْر لِي .. أحَدٌ الخُدَّام كَانَ مُدَرِّس وَلَهُ نَشَاط رُوحِي مَعَ الأوْلاَد المَسِيحِيِين فِي المَدْرَسَة فَإِغْتَاظُوا مِنْهُ وَنَقَلوه لِمَنْطِقَة نَائِيَة وَهُنَاك تَعَرَّف عَلَى كَاهِن الكِنِيسَة وَوَجَدْ أنَّهُ لاَ يُوْجَدْ خُدَّام تَكْفِي المَنْطِقَة فَبَدَأَ هذَا الخَادِم يَخْدِم وَيَجْمَع الأُسَر المَسِيحِيَّة هُنَاك وَكَوِّن فَرِيق خُدَّام قَرْيَة وَقَدْ كَانْ مَشِيئَة الله جَمِيلَة قَدْ تَرَاهَا صَعْبَة لَكِنَّهَا لِلخِير وَالخَلاَص .. { حَوَّلْتَ لِيَ العُقُوبَةَ خَلاَصاً }( مَا يُقَال فِي القُدَّاس الغِرِيغُورِي – جُزء أنْتَ يَا سَيِّدِي ) .. إِنْ قَرَأنَا العُقُوبَة الَّتِي أعْطَاهَا الله لآِدَم وَحَوَّاء تَخَاف لَكِنَّهَا تَحَوَلَت لِخَلاَص وَأصْبَحِت الأرْض بَرَكَة وَلَيْسَت مَلْعُونَة وَأصْبَحَ العَمَل لَيْسَ عُقُوبَة بَلْ بَارَكَهُ الله عِنْدَمَا عَمَل وَهُوَ مُتَجَسِد عَلَى الأرْض وَبِذَلِك حَوِّل العُقُوبَة خَلاَص .. الله قَائِد حَيَاتَك يُحْكَى عَنْ فَتَاة كَانِت رِيَاضِيَّة جِدّاً وَتَكْسَب الأُولِمْبِيَات وَفِي أحَدٌ المَرَّات وَهيَ تَسْبَح سَقَطِت عَلَى رَأسِهَا وَأُصِيبَت بِشَلَل كُلِّي فَأُصِيبَت بِإِكْتِئَاب وَجَاءَت لَهَا إِحْدَى صَدِيقَاتِهَا وَفَتَحِت مَعَهَا الإِنْجِيل وَبَدَإِت تَقْرَأ الإِنْجِيل وَسَألِتهَا مَاذَا يَفْعَلُ لَكِ المَال ؟ أجَابْتهَا لاَ شِئ مُقَابِل صِحِتِي .. فَقَالَت الصَدِيقَة إِنْ وَزَّعْتِ المَال عَلَى الفُقَرَاء وَأنْفَقْتِ المَال فِي الخِير وَعَمَل الرَّحْمَة سَتَفْرَحِين .. وَفَعَلَت كَمَا قَالَت لَهَا صَدِيقِتهَا وَتَصَدَّقِت بِمَالهَا عَلَى الفُقَرَاء وَالمَرْضَى .. وَفِي أحَدٌ المَرَّات فِي إِحْتِفَال قَبِّلِت الكُرْسِي المُتَحَرِك الَّذِي كَانَت تَجْلِس عَلِيه وَقَالَت هذَا المَقْعَد عَرَّفَنِي طَرِيق الله الله يَقُود الإِنْسَان حَتَّى وَلَوْ بِشِئ فِيهِ تَعَب .إِنْسَان يَقُول أنَا فَقِير وَآخَر يَقُول أبِي صَعْب الطِبَاع وَآخَر يَقُول ........ الإِنْسَان عَلَيْهِ أنْ يَقْبَل مِنْ يَد الله لِذَلِك أي إِنْسَان بِهِ أي ضَعْف فِي حَيَاته نَقُول لَهُ إِقبَل ضَعْفَك لأِنَّهُ قَدْ يَكُون ضَعْفَك هُوَ سِر حَيَاتَك .. آه لَوْ تِعْرَف مَاذَا يُرِيد الله مِنْك .. الله يُرَتِب خِطَّة لِكُلَّ إِنْسَان المُهِمْ أنْ يَخْضَع وَيَفْهَمْ لاَ تَخْضَع بِعِنْد لِئَلاَّ لاَ تَفْهَمْ .. { يُعَلِّمُ الْوُدَعَاءَ طُرُْقَهُ } ( مز 25 : 9 ) إِنْ كُنْت أنَا غِير وَدِيع أتَمَرَّد وَأرْفُض .. لاَ .. لَيْسَ هذَا أُسْلُوب أوْلاَد الله كُنْ خَاضِع لَهُ .. إِنْ كُنْت يَارَب لاَ أخْضَع إِجْعَلْنِي أقْبَل وَلَيْتَكَ تَجْعَلْنِي أشْكُر .. أنَا لَسْتُ أفهَم الآن لَكِنِّي سَأفهَمْ فِيمَا بَعْد .. أنَا تُرَاب يَارَب وَلاَ أسْتَحِق أنْ تَهْتَمْ بِيَّ .. إِخْضَع لَهُ وَاقْبَل وَاشْكُر وَاصْبُر وَهُوَ يُخْضِع كُلَّ شِئ فِي حِينه .. جَيِّد الإِنْسَان الَّذِي يَقُول لِتَكُنْ إِرَادَتَك .. أكَثر شِئ جَلَب عَلَى الإِنْسَان مَتَاعِب خَطِيِته .. العِصْيَان .. هِيَ الَّتِي أسْقَطِت آدَم لِذَلِك جَاءَ الْمَسِيح لِيَلْغِي صُورِة العِصْيَان فَقَالَ لِلآب لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتَك ( لو 22 : 42) وَسَلِّم نَفْسه لِلمَوْت وَأحَبَّ خَاصَّتَهُ لِلمُنْتَهَى ( يو 13 : 1) جَاءَ بِخُضُوع وَطَاعَة عِوَض العِصْيَان .. جَيِّد أنْ تُسَلِّم لله دَفِّة حَيَاتَك وَتَقُول لَهُ " أنْتَ تَأمُر حَتَّى وَإِنْ كُنْت لاَ أفْهَمْ " .. ثِق فِي كُلَّ أمر وَكُلَّ مَوْقِف أنَّ الله يَعْمَل لِخِيرَك يَارَب لَسْتُ أُرِيد أنْ أفْهَمْ لَكِنْ عَلِّمْنِي أنْ أخْضَع وَأطِيع .. أنْتَ قُدْنِي لِلخَلاَص رَبِّنَا يِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
الاختلاط بطهارة
مُعَلِّمْنَا بُطْرُس الرَّسُول يِقُول فِي رِسَالْتُه الأُولَى ﴿ كَذلِك أيُّهَا الرِّجَالُ كُونُوا سَاكِنِينَ بِحَسَبِ الفِطْنَةِ مَعَ الإِنَاء النِّسَائِيِّ كَالأضْعَف مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً كَالوَارِثَاتِ أيْضاً مَعَكُمْ نِعْمَةَ الحَيَاةِ لِكَيْ لاَ تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ ﴾ ( 1بط 3 : 7 ) .. هُنَا مُعَلِّمْنَا بُطْرُس يِكَلِّم الرِّجَال يُوصِيهُمْ بِالمَرْأة وَيَقُول لَهُمْ أُعْطُوهُنَّ كَرَامَة لأِنَّهُنَّ يَرِثْنَ المَلَكُوت مَعَكُمْ .. الله سَمَح أنْ نُوْجَد فِي مُجْتَمَع بِهِ رَجُل وَإِمْرَأة .. آدَم وَحَوَّاء .. كَيْفَ نَتَعَامَل مَعَ هذَا الإِخْتِلاَط ؟ لاَبُدْ أنْ نَتَعَامَل بِطَهَارَة .
كيف نسلك فى مجتمع مختلط:-
1- يَكُون الإِخْتِلاَط لِضَرُورَة :-
أي لاَ تَسْعَى لِلإِخْتِلاَط أوْ لاَ يَكُون إِخْتِلاَطَك بِدُون هَدَف لِنَفْرِض أنَّ لَكَ أقَارِب فَتَايَات إِذاً هُنَاك ضَرُورَة لِنَفْرِض أنَّ هُنَاك دُرُوس بِهَا فَتَايَات إِذاً هُنَاك ضَرُورَة .. فِي العَمَل الإِخْتِلاَط ضَرُورَة لكِنْ أنْ تَبْحَث عَنْ الفَتَايَات وَتَذْهَب إِلَيْهُنَّ فَهذِهِ لَيْسَت ضَرُورَة .. لاَبُدْ أنْ يَكُون سَبَبْ الضَرُورَة لِلإِخْتِلاَط مُقْنِع .. وَقَدْ نَتَسَاءَل هَلْ مِنْ الخَطَأ أنْ نَتَعَامَل مَعَ الفَتَايَات بِدُون ضَرُورَة ؟ نُجِيب صَرَاحَةً فِي هذَا السِنْ لاَ تُوْجَد تَعَامُلاَت مَعَ البَنَات لِدَرَجَة عَالِيَة .. لِمَاذَا ؟لأِنَّكَ فِي مَرْحَلَة سِنِيَّة تُسَمَّى مَرْحَلِة المُرَاهْقَة وَهيَ المَرْحَلَة الجِنْسِيَّة العَامَة أي يَكُون لَك مِيل لِلتَعَامُل مَعَ أي فَتَاة وَلاَ تَهْتَمْ مَنْ تَكُون هذِهِ الفَتَاة أوْ مَا هِيَ أخْلاَقْهَا نَظْرِتَك لِلفَتَاة بِهَا نَظْرَة مُخْتَلِطَة فِيهَا أُمور شَهْوَة وَأُمور جَسَد وَأُمور عَاطِفِيَّة .. الأمر الغَالِب أكْثَر هُوَ المِيل لِلمِيل وَالمُعَامَلَة لِلمُعَامَلَة عِنْدَمَا تَنْضُج بَعْد حَوَالِي ثَلاَثَة سَنَوَات تَدْخُل فِي مَرْحَلَة تُسَمَّى مَرْحَلِة المِيل الأُحَادِيَّة وَهيَ أنْ تُعْجَب بِإِنْسَانَة وَاحِدَة أي تَنْضُج لِتُصْبِح عَلَى مُسْتَوَى الإِرْتِبَاط فَتَخْتَار مَنْ تُنَاسِبَك .. نَعَمْ كُل البَنَات جَيِدَات لكِنْ لَيْسَ لَكَ مِيل إِلَيْهُنَّ .. المَرْحَلَة الَّتِي أنْتَ بِهَا الأنْ فِيهَا طَبِيعِي أنْ يَكُون لَك مِيل لِلكُل وَهذَا المِيل مَدْفُوع بِدَافِع غَرِيزِي شَهْوَانِي .. إِذاً لاَبُدْ فِي سِنَّك هذَا أنْ يَكُون الإِخْتِلاَط لِلضَرُورَة .. أي شِئ لاَ تَسْعَى لَهُ وَلكِنْ الظُرُوف هِيَ الَّتِي تَسْمَح بِهِ .
2- إِخْتِلاَط بِإِعْتِدَال :-
إِنْ كَانَتْ هُنَاك ضَرُورَة لِلإِخْتِلاَط كَيْفَ نَتَعَامَل مَعَ الجِنْس الآخَر ؟ نُجِيب تَعَامَل بِإِعْتِدَال .. كَيْفَ ؟ يُوْجَد شَخْص دَائِماً مُتَطَرِف فِي تَصَرُّفَاتُه مِثَال لِذلِك إِذَا كَانَتْ هُنَاك ضَرُورَة لِلإِخْتِلاَط مَعَ فَتَايَات تَجِدُه يَأخُذ جَانِب حَتَّى أنَّهُ لاَ يَقُول لَهُنَّ سَلاَم .. وَآخَر يَكُون مُتَطَرِف فِي إِتِجَاه عَكْسِي فَتَجِدُه يَتْرُك كُل الأوْلاَد وَيَقْضِي كُل وَقْتُه مَعَ فَتَايَات وَيُمَازِحَهُنَّ .. نَقُول لاَ التَطَرُف يَمِيناً أوْ يَسَاراً صَحِيح أي لاَ تَتَعَامَل مَعَ الفَتَاة عَلَى أنَّهَا مُبْهَمَة وَمَجْهُولَة أوْ هِيَ شَيْطَان لاَ تُرِيدْ أنْ تَتَدَاخَل مَعَهَا فِي شِئ وَلاَ تَتَعَامَل مَعَ الفَتَاة بِلاَ حُدُود الإِثْنَان خَطَأ لاَبُدْ أنْ يَكُون التَعَامُل مَعَ الجِنْس الآخَر بِإِعْتِدَال أي بِإِتِزَان وَلاَ تَتَطَرَف بِأنْ تَكُون مُبْتَعِد عَنْهُنَّ وَمُتَبَرِم لأِنَّهُ قَدْ يَكُون إِنْسَان مُتَطَرِف وَمُتَبَرِم مِنْهُنَّ لكِنْ دَاخِلُه مَكْبُوت يَحْتَرِق مُتَخِذ مَوْقِف المُبْتَعِد لكِنْ دَاخِلُه مُشْتَعِل يَشْتَاق أنْ يَتَعَامَل مَعَ الجِنْس الآخَر كَثِيراً لكِنَّهُ يَرَى أنَّ ذلِك مِنْ العِيب أوْ يَكُون لاَ يَعْرِف كَيْفَ يَتَعَامَل مَعَهُنَّ .. هذَا خَطَأ التَعَامُل مَعَ الجِنْس الآخَر يُرِيدْ إِنْسَان مُتَزِن غِير مَكْبُوت دَاخِلِياً بَلْ يَكُون مُعْتَدِل دَاخِلِياً .. لِذلِك قَدْ نَجِد فِي الشَخْصِيَات المُتَطَرِفَة إِمَّا مُبْتَعِد جِدّاً أوْ نَجِد العَكْس مُقْتَرِب جِدّاً بِغَيْر حُدُود وَقَدْ نَتَسَاءَل لَوْ إِنْسَان مُبْتَعِد عَنْ الجِنْس الآخَر هَلْ هذَا أفْضَل ؟ نُجِيب أفْضَل لكِنْ بِشَرْط أنْ يَكُون مُقْتَنِع دَاخِلِياً وَإِلاَّ يَكُون مَكْبُوت .. وَيَكُون مِثْل إِنْسَان يُحْضِرُون لَهُ جُبْن وَهُوَ صَائِم يَوْم الأرْبَعَاء فَيَقُول أشْكُرَكُمْ لأِنِّي صَائِم .. وَآخَر لاَ يَأكُل أيْضاً لكِنْ دَاخِلُه يَتَمَنَّى ألاَّ يَكُون هذَا اليُوْم أرْبَعَاء أي إِنْسَان لاَ يَأكُل وَهُوَ قَابِل وَآخَر لاَ يَأكُل وَهُوَ مَكْبُوت .. إِنْ أرَدْتَ أنْ تَبْتَعِد عَنْ الجِنْس الآخَر إِبْتَعِد وَلكِنْ بِقَبُول مُصَادَفَة سِنِكْسَار الكِنِيسَة أمْس يَحْكِي عَنْ القِدِيس بِسِنْتَاؤس الَّذِي أخَذَ عَهْد عَلَى نَفْسُه أنْ لاَ يَنْظُر إِمْرَأة ( تِذْكَار نِيَاحْتُه 13 أبِيب ) .. وَهُنَاك قِدِيسُون كَثِيرُون أخَذُوا عَهْد عَلَى أنْفُسَهُمْ أنْ لاَ يَرُوا إِمْرَأة حَتَّى أنَّ أحَدَهُمْ أتَتْهُ أُمُّه لِتَرَاه فَقَالَ لَهَا أنَّهُ تَعَهَّد أنْ لاَ يَرَى إِمْرَأة .. هَلْ هذَا مَكْبُوت ؟ نَقُول .. لاَ .. لَِذلِك لَمْ يُخْطِئ .. هَلْ هذَا تَصَرُّف يُنَاسِبْنِي ؟ أُجِيبَك لاَ أسْتَطِيع أنْ أقُول ذلِك لأِنَّكَ شَاب تَحْيَا وَسَطْ مُجْتَمَع .. إِذاً الأمر مُحْتَاج حِكْمَة وَاعْتِدَال .. تَعَامَل لكِنْ بِحُدُود وَاعْتِدَال لِذلِك أحْيَاناً نَجِد شَاب يَتَعَامَل بِغَيْر إِنْضِبَاط فِي كُل أُمور حَيَاتُه .. نَقُول هذَا خَطَأ .. إِذاً يَجِبْ أنْ تَتَعَامَل بِحِكْمَة وَاعْتِدَال وَتَعَاوُن وَلاَ تُكْثِر المِزَاح وَأيْضاً لاَ تَكُنْ مُتَبَرِم .. لِذلِك قَدْ تَجِد فِي فِكْر غِير مَسِيحِي البَعْض مُتَشَدِدِينْ جِدّاً فِي التَعَامُل مَعَ الجِنْس الآخَر فَتَرَى أنَّهُ مَمْنُوع أنْ يَتَعَامَل مَعَ إِمْرَأة وَمَمْنُوع إِمْرَأة تَسِير فِي الشَّارِع كَيْ لاَ يَرَاهَا رَجُل وَ هذَا فِكْر خَاطِئ وَمَعْرُوف أنَّهُ فِي الدِين الإِسْلاَمِي المَرْأة كُل شِئ فِيهَا خَطَأ وَخَطِيَّة وَعَوْرَة .. شَعْرَهَا عَوْرَة فَتُغَطِّيه .. فَيَقُول وَوَجْهَهَا عَوْرَة فَتُغَطِّيه .. فَيَقُول يَدَيْهَا عَوْرَة فَتَرْتَدِي قُفَّاز حَتَّى فِي حَر الصِيف .. فَيَقُول وَصَوْتَهَا عَوْرَة فَلاَ تَتَكَلَّمْ .. هذَا كَبْت .. هذَا مَعْنَاه أنَّهُ إِنْسَان لَمْ يَتَعَوَد أنْ يَحْيَا نَقِياً فَأزَالَ كُل شِئ تَخَيَّل أنَّكَ صَائِم وَلنَفْرِض أنَّنَا نَحْيَا فِي دَوْلَة مَسِيحِيَّة فَيَقُولُون لاَ نُرِيدْ أنْ تُحَارَب النَّاس بِشَهْوِة الطَّعَام فَيَصْدُر قَرَار بِإِغْلاَق جَمِيع مَحَلاَت الجِزَارَة وَالمَشْوِيَات وَالألْبَان وَ حَتَّى لاَ يَرَى النَّاس الأطْعِمَة الفِطَارِي فَيَتْعَبُون .. نَقُول هذَا خَطَأ هذَا كَبْت وَقَائِمَة مَمْنُوعَات .. هذَا لَيْسَ أُسْلُوب مِسِيحِي وَلاَ هذَا مَا يُرِيدُه الله .. الله لاَ يُرِيدَك أنْ تَكُون أمَامَك إِنْسَانَة وَلاَ تَتَعَامَل مَعَهَا بِكَبْت .. لاَ .. الله يُرِيدْ أنْ تَكُون أمَامَك فَتَاة فَتَرَاهَا عَادِيَّة وَتَنْظُر لَهَا نَظْرَة نَقِيَّة .. هذَا رُقِي .. هذَا هُوَ الإِعْتِدَال .. لِذلِك لاَبُدْ مِنْ الإِعْتِدَال .. أتَعَجَبْ مِنْ شَاب يَقُول لِي أنَّهُ فِي جَامِعَتُه كُل أصْحَابُه بَنَات أوْ بِنْت كُل أصْحَابْهَا فِي الجَامِعَة شَبَاب .. هذَا أمر يَدُل عَلَى أنَّهُ يُوْجَد خَطَأ فِي هذِهِ الشَّخْصِيَّة خَطَأ فِي التَّكْوِين أنْتَ دَاخِلَك إِعْتِدَال لاَ تُكْثِر التَعَامُل بِغَيْر فَائِدَة أوْ ضَرُورَة وَلاَ تَبْتَعِد وَأنْتَ فِي كَبْت .. لَيْسَ صَحِيح أنْ تَبْتَعِد وَأنْتَ مَكْبُوت وَأيْضاً لَيْسَ صَحِيح أنْ تَتَعَامَل بِدُون حُدُود كَيْ تَظْهَر أنَّكَ رَاقِي مِنْ عَائِلَة رَاقِيَة .. الإِثْنَان خَطَأ .. إِنْتَبِه أنَّكَ تَتَعَامَل لِضَرُورَة أي لَوْ إِنْتَ فِي البِيت وَبِجَانِبَك بِيت بِهِ فُوج بَنَات فَلَيْسَ مِنْ الضَرُورَة أنْ تَتَعَامَل مَعَهُنَّ لكِنْ إِنْ أتَتْ فَتَاة مُحْتَاجَة طَلَبْ مُعَيَّنْ هُنَا أصْبَح الإِخْتِلاَط ضَرُورَة فَتَعَامَل بِاعْتِدَال .
3- إِخْتِلاَط بِطَهَارَة :-
هذِهِ نُقْطَة مُهِمَّة جِدّاً مَا مَعْنَى بِطَهَارَة ؟ أي لاَبُدْ أنْ تَكُون لَك نَظْرَة نَقِيَّة لِلفَتَاة الله سَمَح أنْ يَكُون لِكُلٍّ مِنَّا أرْبَعَة مُهِمِينْ لِتَكْوِينَنَا الشَّخْصِي وَالإِجْتِمَاعِي :-
1. وَالِدَة وَهيَ إِمْرَأة .
2. أُخْت وَهيَ أيْضاً إِمْرَأة .
3. زَوْجَة فِي المُسْتَقْبَل وَهيَ إِمْرَأة .
4. إِبْنَة فِي المُسْتَقْبَل أيْضاً وَهيَ إِمْرَأة .
إِذاً فِي نَسِيج حَيَاتَك الإِجْتِمَاعِيَّة تَتَعَامَل مَعَ الأرْبَعَة دُونَ إِرَادَتَك تَأكُل مَعَهُنَّ وَتَنَام مَعَهُنَّ تَغْضَب عَلَيْهُنَّ وَيَغْضَبْنَ عَلِيك نَتَعَايَش مَعَهُنَّ .. قَدْ تَقُول لِمَاذَا ؟ كَانَ يُمْكِنْ لله أنْ يَفْصِل مَدِينَة لِلرِّجَال وَمَدِينَة لِلنِّسَاء !! نَقُول لاَ لأِنَّ الرَّجُل مُهِمْ جِدّاً لِلمُجْتَمَع وَالمَرْأة أيْضاً مُهِمَّة جِدّاً لِلمُجْتَمَع وَلاَ يَصِح أنْ يَعِيش كُلاًّ مِنْهُمَا بَعِيد عَنْ الآخَر بَلْ يَجِب أنْ يَتَعَايَشَا مَعاً إِنْ كَانَ الله مِنْ البِدَايَة عِنْدَمَا وَجَدَ آدَم وَحِيد قَالَ لَيْسَ حَسَناً أنْ يَكُون آدَم بِمُفْرَدُه – لَيْسَ حَسَناً – .. لِذلِك ﴿ أصْنَع لَهُ مُعِيناً نَظِيرَهُ ﴾ ( تك 2 : 18) .. مُعِينَة نَظِيرُه .. لِذلِك يَجِب أنْ تَكُون مُعَامَلَتَك مَعَ الجِنْس الآخَر لِلضَرُورَة وَبِإِعْتِدَال وَبِطَهَارَة .. وَلتَرَى كَيْفَ تَتَعَامَل مَعَ وَالِدَتَك وَأُخْتَك وَسَتَرَى كَيْفَ سَتَتَعَامَل مَعَ زَوْجَتَك فِي المُسْتَقْبَل سَتَجِد نَفْسَك حَنُون مَعَهَا وَطَيِّب تُرِيدْ أنْ تَخْدِمْهَا وَتُسَاعِدْهَا وَتِتْعَب لأِجْلَهَا .. وَكَيْفَ سَتَتَعَامَل مَعَ إِبْنَتَك سَتُعَلِّمْهَا وَتُحَافِظ عَلَيْهَا وَتُرَبِّيهَا حَسَناً وَتُؤدِبْهَا وَتَكُون حَنُون عَلَيْهَا وَ إِذاً هِيَ فَتَاة أوْ إِمْرَأة .. لِذلِك وَأنْتَ تَسِير فِي الطَّرِيق إِنْ وَجَدْت إِمْرَأة أكْبَر مِنَّك إِعْتَبِرْهَا وَالِدَتَك وَإِنْ وَجَدْت فَتَاة مِنْ سِنَّك إِعْتَبِرْهَا أُخْتَك أوْ زَوْجَتَك وَإِنْ كَانَتْ أصْغَر مِنَّك إِعْتَبِرْهَا إِبْنَتَك .. أي إِمْرَأة تَرَاهَا إِعْتَبِرْهَا وَاحِدَة مِنْ هؤُلاَء الأرْبَعَة وَسَتَرَى كَيْفَ تَتَعَامَل مَعَ الجِنْس الآخَر هَلْ تَعْرِف إِنْ كَانَ الله لَمْ يَفْعَل ذلِك كَيْفَ كَانَ الحَال سَيَكُون ؟ سَيَكُون الإِنْسَان مِثْلَ الحَيَوَان الَّذِي يَرَى حَيَوَانَه فِي الطَّرِيق فَيَشْتَهِيهَا .. الله لَمْ يَسْمَح بِذلِك بَلْ سَمَح أنْ يَكُون الإِنْسَان بِهِ نَقَاوَة وَطَهَارَة وَارْتِقَاء .. أُرِيدْ أنْ أقُول لَك أنَّهُ لاَبُدْ أنْ تَحْتَرِم الفَتَاة جِدّاً وَأنَّ الفَتَاة تَحْتَرِم الشَخْص الَّذِي يُعَامِلْهَا لِشَخْصَهَا وَلَيْسَ لِجِنْسَهَا .. عِنْدَمَا تَجِد شَاب يَتَعَامَل مَعَهَا لِشَخْصَهَا وَبِنَقَاوَة تَشْعُر بِذلِك مِنْ كَلاَمُه وَنَظْرِتُه وَأُسْلُوبُه .. تَشْعُر أنَّهُ مُحْتَاج جِدّاً أنْ يَنْظُر لَهَا نَظْرَة نَقِيَّة .. لاَبُدْ أنْ نَتَعَامَل مَعَ الفَتَاة لَيْسَ كَجَسَد أوْ كَشَهْوَة بَلْ كَكَيَان .. هذِهِ الفَتَاة سَتَرِث المَلَكُوت وَهيَ تُجَاهِد وَتَأخُذ جَسَد الْمَسِيح وَدَمُّه .. هِيَ إِبْنَة الْمَسِيح فَكَيْفَ تُهِينَهَا ؟ قَدْ تَقُول لِي قَدْ إِتَفَقْنَا أنْ نَتَعَامَل مَعَ الفَتَاة الْمَسِيحِيَّة بِإِحْتِرَام لكِنْ فِي غِير الْمَسِيحِيَات نَحْنُ أحْرَار أقُول لَك لاَ لأِنَّكَ شَاهِد لِلْمَسِيح فِي كُل مَكَان .. أنْتَ إِبْن لِلْمَسِيح تَحْمِل صِفَاتُه وَسِمَاتُه لِذلِك تَعَامَل مَعَ الجِنْس الآخَر بِطَهَارَة وَعَقْل نَقِي خَالِي مِنْ أي شَائِبَة .. فَأنْتَ الأنْ كَشَاب يُوْجَد شَبَاب مِثْلَك مِنْهُمْ الطَوِيل وَمِنْهُمْ القَصِير مِنْهُمْ الأشْقَر وَمِنْهُمْ ذُو العُيُون المُلَوَنَة وَ فَهَلْ تَتَعَامَلُون مَعاً بِالشَكْل أم بِالمِيل لِلشَخْصِيَّة المُتَفِقَة مَعَك ؟ بِالطَبْع مَعَ التَوَافُق الشَخْصِي إِذاً لِمَاذَا تَعْكِس الأمر مَعَ الجِنْس الآخَر .. لِمَاذَا تَبْنِي كُل شِئ فِي الفَتَاة عَلَى شَكْلَهَا ؟ هِيَ مِثْلَك فِي كُل شِئ مِنْ النَّاحِيَة العِلْمِيَّة كُل إِنْسَان الله خَلَقُه بِهِ هِرْمُونَات ذُكُورَة وَأُنُوثَة سَوَاء رَجُل أوْ إِمْرَأة .. لكِنْ خَلَقَ الله كِبْد الإِنْسَان بِهِ هذِهِ الهِرْمُونَات .. عِنْدَ الرِّجَال عِنْدَ الرِّجَال الكِبد يَكْسَر هِرْمُونَات الأُنُوثَة وَيَحْتَفِظ بِهُرْمُونَات الذُّكُورَة وَعِنْدَ المَرْأة الكِبْد يَكْسَر هُرْمُونَات الذُّكُورَة وَيَحْتَفِظ بِهُرْمُونَات الأُنُوثَة أي أنَّ هُنَاك أُمور كَثِيرَة مُشْتَرَكَة لأِنَّ الرَّجُل هُوَ إِنْسَان وَالمَرْأة هِيَ إِنْسَان أيْضاً فِي الإِمْتِحَانَات هَلْ تَجِد إِمْتِحَانَات خَاصَّة بِالشَّبَاب وَامْتِحَانَات خَاصَّة بِالشَابَّات ؟ أيْضاً فِي تَنْسِيق الثَّانَوِيَّة العَامَة هَلْ يُوْجَد تَنْسِيق لِلطَلَبَة وَتَنْسِيق آخَر لِلطَالِبَات ؟ رَغْم أنَّهُ قَدْ يَكُون هُنَاك إِخْتِلاَف فَتَجِد أنَّ القُدْرَات الذِّهْنِيَّة لِلوَلَد أعْلَى مِنْ الفَتَاة وَالقُدْرَات الجُسْمَانِيَّة لِلوَلَد أيْضاً أعْلَى مِنْ الفَتَاة .. فَعَوَّض الله هذَا الأمر بِأنْ يَكُون الوَلَد كَثِير الحَرَكَة بَيْنَمَا الفَتَاة أقَلْ فِي الحَرَكَة فَتَجِد الوَلَد يَسْتَطِيع أنْ يَسْهَر كَثِيراً بَيْنَمَا لاَ تَسْتَطِيع الفَتَاة .. فِي النِّهَايَة الله مُعَوِض هذَا وَذَاكَ .. لكِنْ لِنَفْرِض أنَّ هُنَاك فَتَاة تَسْهَر كَثِيراً وَقُدْرَاتْهَا الجُسْمَانِيَّة قَوِيَّة !! نَقُول مُمْكِنْ .. لِمَاذَا لاَ ؟!! فَالله هُوَ الَّذِي خَلَقَ الوَلَد وَالفَتَاة الإِنْسَان بِهِ سِتَّة وَثَلاَثُونَ هِرْمُون وَاحِد مِنْهُمْ فَقَط هُوَ المُخْتَلِف بَيْنَ الرَّجُل وَالمَرْأة أمَّ الخَمْسَة وَالثَّلاَثُون هِرْمُون البَاقِيَة فَهْيَ مُشْتَرَكَة بَيْنَ الإِثْنَان .. إِذاً الَّذِي فِيك مَوْجُود فِي الفَتَاة وَالَّذِي فِي الفَتَاة فِيك لِذلِك لاَبُدْ أنْ تَتَعَامَل مَعَ الفَتَاة بِنَقَاوَة لِذلِك لاَبُدْ أنْ يَكُون عِنْدَك نَظْرَة نَقِيَّة طَاهِرَة وَعَفِيفَة لِلفَتَاة .. الله سَمَح أنْ يَكُون الإِنْسَان مُمَيَّز جِدّاً عَنْ الحَيَوَان بِالعَقْل لِذلِك لاَ يَلِيق أنْ نَتَعَامَل بِدُون عَقْل .. لاَ تَنْقَاد لِلغَرِيزَة وَلاَ يَلِيق أنْ تَتَعَامَل مَعَ الفَتَاة بِنَظْرِة شَهْوَة .. لاَ يَلِيق وَلاَ يَصِح .. إِبْن الله لاَبُدْ أنْ يَتَعَامَل بِنَظْرَة نَقِيَّة طَاهِرَة .. هذَا يَحْتَاج جِهَاد مَعَ نَفْسَك وَتَقْدِيس فِكْر وَمَشَاعِر وَمُيُول وَلَكَ مَعْلُومَة خَطِيرَة وَهيَ أنَّ الإِنْسَان يَرَى مَنْ حَوْلُه بِمِرْآتُه هُوَ .. أي إِنْ كَانَ إِنْسَان مُتَفَوِق يَرَى الكُل مُتَفَوِقُون وَإِنْ كَانَ إِنْسَان فَاشِل يَرَى الكُل فَاشِلُون .. إِنْسَان وَجَد أنَّ الإِمْتِحَان صَعْب عَلِيه يَقُول الكُل يَشْكُون صُعُوبِة الإِمْتِحَان لَمْ يَكْتِب أحَد بِهِ كَلِمَة .. دَائِماً يَرَى الإِنْسَان نَفْسُه بِنَفْسُه لِذلِك الإِنْسَان النَّقِي يَرَى الكُل أنْقِيَاء وَالغِير نَقِي يَرَى الكُل غِير أنْقِيَاء لِذلِك فِكْرَك هُوَ مِرْآتَك الَّتِي تَرَى بِهَا الجِنْس الآخَر فَإِنْ كَانَ فِكْرَك نَقِي سَتَرَى الجِنْس الآخَر بِنَظْرَة نَقِيَّة وَإِنْ كَانَ فِكْرَك غِير نَقِي سَتَرَى الجِنْس الآخَر بِنَظْرَة غِير نَقِيَّة .. دَائِماً الإِنْسَان يَنْظُر لِلآخَر بِمِرْآتُه هُوَ .. الشَخْص الشَّهْوَانِي الجَالِس دَائِماً أمَام التِلِيفِزْيُون وَيَرَى الدَنَس وَالخَلاَعَة يَسِير فِي الطَّرِيق وَهُوَ شَاعِر أنَّ كُل مَنْ حَوْلُه دَنِسِين .. وَالَّذِي يَقْرأ سِيَر قِدِّيسِين وَيَحْضَر القُدَّاسَات يَرَى الكُل قِدِّيسِين لِذلِك إِنْ كُنْت فِي وَقْتٍ مَا مُرْتَفِع مَعَ الله سَتَجِد أنَّ الأُمور لاَ تُؤثِر عَلِيك لكِنْ إِنْ كُنْت فِي هُبُوط سَتَرَى مَلاَبِس الفَتَايَات غِير لاَئِقَة وَتَسْأل مَا الَّذِي حَدَث فِي الدُنْيَا .. مَا الَّذِي جَعَل الأُمور تَصِل إِلَى هذَا الحَد ؟
أنْتَ مِرْآة نَفْسَك كَيْ تَرَى النَّاس بِطَهَارَة لاَبُدْ أنْ تَتَنَقَّى أنْتَ أوَّلاً وَتَحْيَا فِي طَهَارَة كَيْ تَعْرِف كَيْفَ تَتَعَامَل مَعَ الجِنْس الآخَر بِنَقَاء .. إِنْزَع مِنْ دَاخِلَك الأفْكَار الرَّدِيئَة لِذلِك لاَ تَجْلِس مَعَ أصْدِقَاء يُكَلِّمُونَك بِكَلاَم رَدِئ يَجْعَلَك تَقُول * أنَا كُنْت لاَ أعْرِف شَيْء .. أنَا كُنْت سَاذِج * .. لاَ بُطْرُس الرَّسُول يَقُول * النِّسَاء الَّذِينَ يَسْكُنُونَ مَعَكُمْ بِحَسَب الفِطْنَة * .. أي شِئ تِلْقَائِي .. هؤُلاَء إِنَاء نِسَائِي أضْعَف .. ﴿ مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً كَالوَارِثَاتِ أيْضاً مَعَكُمْ نِعْمَةَ الحَيَاةِ لِكَيْ لاَ تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ ﴾ .. أُعْطُوهُنَّ كَرَامَة .. الْمَسِيحِيَّة لاَ تَحْتَقِر المَرْأة وَلاَ تَسْتَخْدِمْهَا كَإِنَاء لِلشَّهْوَة .. وِجْهَة نَظَر الْمَسِيحِيَّة فِي المَرْأة أنَّهَا شَخْص .. كَيَان مُحْتَرَم يُقَدَّر وَيُقَدَّس .. الدِيَانَات الأُخْرَى لاَ تَنْظُر لِلمَرْأة عَلَى أنَّهَا شَخْص بَلْ شِئ وَهُنَاك إِخْتِلاَف رَهِيب بَيْنَ شَخْص وَشِئ .. * شَخْص * أي أجْلِس مَعَك وَأحِبَّك وَأحْتَرِمَك .. أتَكَلَّمْ مَعَك وَأرَاعِي مَشَاعْرَك .. بَيْنَمَا * شِئ * تَعْنِي طَبَق أوْ كُوب لِلأكْل وَالشُرْب أوْ سَيَّارَة أسْتَقِلَّهَا – شِئ – .. المَرْأة فِي الْمَسِيحِيَّة هِيَ شَخْص وَلَيْسَ شِئ وَمَا أجْمَل الكِنِيسَة الأُولَى الَّتِي كَانَ يَجْتَمِع فِيهَا رِجَال وَنِسَاء .. وَحَتَّى اليُوْم قَدْ يَقُول وَاحِد مِنْكُمْ مَادَامَ الأمر هكَذَا فَلِمَاذَا لاَ تُقِيم الكِنِيسَة إِجْتِمَاعَات مُخْتَلِطَة ؟ أقُول لَك هذَا لَيْسَ لِضَرُورَة .. إِجْتِمَاع مُخْتَلَط بِهِ شَاب لَهُ مَشَاكِلُه وَأُسْلُوب تَفْكِير مُخْتَلِف كَثِيراً عَنْ الشَّابَّة فَكَيْفَ يَكُون ؟ مُنْذُ زَمَنْ كُنْ أُلْقِي نَفْس المَوْضُوع فِي إِجْتِمَاع الشَّبَاب وَاجْتِمَاع الشَابَّات .. الأنْ أكْثَر مِنْ سَبَع سَنَوَات لاَ أُلْقِي نَفْس المَوْضُوع لِلشَّبَاب وَلِلشَابَّات .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّ الشَّبَاب لَهُ أُسْلُوبُه وَالشَابَّات لَهُنَّ أُسْلُوبِهِنَّ .. الشَّبَاب لَهُ مَشَاكِل وَتَحَدِيَات مُخْتَلِفَة عَنْ مَشَاكِل وَتَحَدِيَات الشَابَّات .. حَتَّى الإِشْتِيَاقَات الرُّوحِيَّة أُسْلُوب تَقْدِيمْهَا وَمُعَالَجِتْهَا تَخْتَلِف لِذلِك أنْتَ مُحْتَاج أنْ يَكُون لَك كَيَان .. وَلِذلِك أنْتَ مُحْتَاج بِنِعْمَة الله نَظْرَة نَقِيَّة وَطَاهِرَة وَعَفِيفَة نَحْنُ لاَ نَنْظُر لِلمَرْأة مِنْ خِلاَل حَوَّاء بَلْ مِنْ خِلاَل العَذْرَاء .. حَوَّاء سَبَبْ السُقُوط لكِنْ العَذْرَاء هِيَ وَسِيلِة الخَلاَص .. نَحْنُ نُكْرِم المَرْأة مِنْ خِلاَل العَذْرَاء لِذلِك يَقُول بُولِس الرَّسُول ﴿ غَيْرَ أنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنْ دُونِ المَرْأةِ وَلاَ المَرْأةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ فِي الرَّبِّ ﴾ ( 1كو 11 : 11) .. لِذلِك لاَبُدْ أنْ تَعْرِف كَيْفَ تَتَعَامَل مَعَ الفَتَاة .
4- إِخْتِلاَط بِإِحْتِرَام :-
لاَبُدْ أنْ يَكُون عِنْدَك إِحْتِرَام لِكَيَان الفَتَاة وَلِعَقْلَهَا وَإِرَادَتْهَا وَاهْتِمَامَاتْهَا .. لاَبُدْ أنْ تَعْرِف أنَّهُ يُوْجَد إِخْتِلاَف فِي طَبِيعِة الوَلَد عَنْ البِنْت .. الوَلَد عَنِيف لكِنْ البِنْت رَقِيقَة .. عِنْدَمَا تَتَعَامَل مَعَ صَاحْبَك تَتَكَلَّمْ بِحُرِيَّة بَيْنَمَا لَوْ قُلْت لِلبِنْت نَفْس الكَلاَم الَّذِي قُلْتُه لِصَاحْبَك تَبْكِي اليُوْم كُلُّه .. تَقُول لَمْ أقْصِد كُنْت أمْزَح .. البِنْت حَسَّاسَة لكِنْ الوَلَد تَكْوِينُه أقْوَى لِذلِك يَقُول بُطْرُس الرَّسُول ﴿ كَالأضْعَف ﴾ الله خَلَقْهُنَّ إِنَاء ضَعِيف .. الوَلَد يَهْتَمْ بِالشِئ بَيْنَمَا البِنْت تَهْتَمْ بِالشَخْص – خِلْقَة الله – لِمَاذَا يَارَب ؟ يَقُول لأِنِّي خَلَقْت الوَلَد لِلعَمَل وَالبِنْت لِلتَّرْبِيَة وَلِكَيْ تُرَبِّي لاَبُدْ أنْ أجْعَل مَشَاعِرْهَا رَقِيقَة لأِنَّهَا سَتَسْهَر عَلَى رَاحِة أوْلاَدْهَا لِذلِك أجْعَل عَنْدَهَا الإِهْتِمَام بِالشَخْص .. سَأُعْطِيك طِفْل تَحْمِلُه لِفِتْرِة سَاعَة وَاحِدَة .. لَنْ تَحْتَمِل .. سَتَلْعَب مَعَهُ رُبْع أوْ نِصْف سَاعَة لكِنْ مُجَرَّد أنْ يَبْكِي أوْ تَحْدُث لَهُ أي مُشْكِلَة تَقُول خُذُوه .. لِمَاذَا ؟ هذَا تَكْوِينَك كَرَجُل فِي أمْرِيكَا كَانَتْ مُدَرِّسَة حَضَانَة تَعْمَل دِرَاسَة عَنْ إِخْتِلاَف طَبِيعِة الوَلَد عَنْ البِنْت فَأعْطَت أوْرَاق لِلرَّسْم لِعِشْرِين طِفْل وَعِشْرِين طِفْلَة الأوْلاَد رَسَمُوا مُسَدَس .. طَائِرَة .. مَدْفَع .. بَيْنَمَا البَنَات رَسَمْنَ عَرُوسَة .. فَتَاة .. الأُم .. وَرْدَة .. الوَلَد يَهْتَم بِالشِئ وَالبِنْت تَهْتَم بِالشَخْص لاَبُدْ أنْ تَحْتَرِم تَكْوِينَك وَتَشْكُر الله عَلَى ذلِك الله سَمَح أنْ يَكُون فِي جَسَد الرَّجُل وَالشَّاب عَضَلاَت بَيْنَمَا فِي جَسَد الفَتَاة وَالمَرْأة دُهُون .. لِمَاذَا ؟ قَدْ تُجِيب أنْ الله سَمَحَ بِذلِك كَيْ يُعْثَرْنَ بِمَنْظَر جَسَد الفَتَايَات كَانَ يُمْكِنُه أنْ يَخْلِقَهُنَّ مِثْلَنَا .. إِنْ كَانَ لَكَ أخ أوْ قَرِيب طِفْل رَضِيع وَبَكَى هذَا الطِّفْل إِنْ حَمَلْتُه أنْتَ يَزْدَاد فِي البُكَاء وَإِنْ حَمَلَتُه أُخْتَك أوْ وَالِدَتَك تَجِدُه يَصْمُت عَنْ البُكَاء سَرِيعاً .. لِمَاذَا ؟ أنْتَ جَسَدَك قَوِي بِهِ عَضَلاَت لاَ يَتَحَمَّلُه الطِّفْل بَيْنَمَا الله سَمَح أنْ يَكُون فِي تَكْوِين جَسَد المَرْأة دُهُون فَتَجِد الطِفْل يَسْتَرِيح عَلَى يَدْ أُخْتَك وَوَالِدَتَك .. مَا هذَا ؟ الله سَمَح بِتَكْوِين جُسْمَانِي مِنْ أجْل هَدَف مُعَيَّن .. تَخَيَّل عِنْدَمَا تَسْتَخْدِم التَّكْوِين الجُسْمَانِي لِلعَثَرَة .. يَقُول لَك الله أنْتَ فِكْرَك غِير نَقِي أنَا لَمْ أقْصِد فِي خَلِقْتِي مَا تُفَكِّر فِيهِ .. فِكْرِي أرْقَى مِنْ ذلِك بِكَثِير .. أنَا خَلَقْت لِهَدَف .. الله لَهُ تَدْبِير لِذلِك لاَبُدْ أنْ تَكُون العِلاَقَة بِإِحْتِرَام تَحْتَرِم عَقْل الفَتَاة وَتَحْتَرِم تَكْوِينْهَا وَجَسَدْهَا لِذلِك الْمَسِيحِيَّة تُكْرِم المَرْأة وَكَثِيرَات فِي الكِنِيسَة هُنَّ القِدِّيسَات وَالنَبِيَات .. تَجِد السَيِّدَة العَذْرَاء وَالقِدِيسَة دِميَانَة وَالقِدِيسَة يُوسْتِينَة وَالقِدِيسَة بِرْبِتْوَا وَوَرَغْم أنَّهُنَّ نِسَاء بِهذِهِ الطَّبِيعَة الرَّقِيقَة إِلاَّ أنَّهُنَّ غَلَبْنَ طَبِيعَتَهُنَّ بِالْمَسِيح .. تَخَيَّل القِدِيسَة بِرْبِتْوَا عَذَّبُوهَا وَوَضَعُوهَا فِي السِّجْن وَكَانَتْ لَهَا طِفْلَة رَضِيعَة لَمْ تَتِمْ عَامَهَا الأوَّل فَكَانُوا يَسْتَخْدِمُون طِفْلَتْهَا لِلضَغْط عَلَيْهَا .. كَانُوا يُسْمِعُونَهَا صُوْت بُكَاء الطِّفْلَة كَيْ يَتَحَنَّنْ قَلْبَهَا .. ضَغَطُوا عَلَيْهَا بِقَوْلِهِمْ أنَّ طِفْلَتْهَا لاَ تُرِيدْ أنْ تَرْضَع مِنْ أُخْرَى غَيْرَهَا وَأدْخَلُوا لَهَا الرَّضِيعَة فِي السِّجْن كَيْ تُرْضِعْهَا وَقَالُوا لَهَا إِنْكِرِي الْمَسِيح لِتَعِيشِي لِهذِهِ الطِّفْلَة .. فَكَانَتْ تُجِيبَهُمْ أنَّ الله قَادِر أنْ يُدَبِر لَهَا مَنْ يَعُولَهَا .. نَعَمْ هِيَ إِمْرَأة لكِنَّهَا غَلَبِتْ طَبِيعِتْهَا كَإِمْرَأة وَانْتَصَرِت عَلَيْهَا هذَا هُوَ الإِنْسَان الْمَسِيحِي إِبْن الله الَّذِي يَعْرِف مَنْ هِيَ المَرْأة .. تَخَيَّل عِنْدَمَا تَكُون قُدْوِتَك إِنْسَانَة مِثْلَ القِدِيسَة بِرْبِتْوَا أوْ القِدِيسَة دِمْيَانَة كَيْفَ تَرَى الفَتَاة الَّتِي تَسِير بِجِوَارَك فِي الطَّرِيق ؟ سَتَنْظُر لَهَا بِنَظْرَة نَقِيَّة بِهَا إِحْتِرَام .. إِحْتِرِم الفَتَاة لأِنَّهَا سَتَرِث مَعَك المَلَكُوت .. إِحْتِرِم الفَتَاة لأِنَّهَا كَائِن إِلَهِي خَلَقَهُ الله .. إِحْتِرِم الفَتَاة لأِنَّهَا إِنْسَانَة سَمَح لَهَا الله أنْ تُوْجَد كَبِنْت وَلَيْسَ لَهَا ذَنْب فِي ذلِك فَهَلْ الله مُخْطِئ فِي خَلْقَهَا فَتَاة ؟ لِذلِك نَحْنُ لاَ نَتَعَامَل مَعَ البِنْت عَلَى إِنَّهَا كَائِن رَدِئ أوْ كَائِن دَرَجَة ثَانِيَة .. رَسُول الإِسْلاَم عِنْدَمَا كَلِّمُوه عَنْ المَرْأة قَالَ أنَّهُنَّ نَاقِصَات عَقْل وَدِين .. هذِهِ وِجْهِة نَظَر نَحْنُ ضِدَّهَا تَمَاماً .. نَحْنُ لاَ نَحْتَقِر المَرْأة بَلْ نَحْتَرِمْهَا بِدَلِيل وُجُود أيْقُونَات القِدِّيسَات فِي الكِنِيسَة لأِنَّهَا كَائِن إِلَهِي .. الكِنِيسَة تَنْظُر لِلمَرْأة عَلَى إِنَّهَا شَخْص وَلَيْسَ شِئ الله يُعْطِيك أنْ كَيْفَ تَتَعَامَل إِنْ كَانَ لِلضَرُورَة .. وَعِنْدَمَا تَلْتَحِق بِالجَامِعَة وَعِنْدَمَا تَرْتَبِط تَعَامَل بِنَقَاوَة لِلأسَفْ أحْيَاناً وَسَائِل الإِعْلاَم وَالمُجْتَمَع الغِير مَسِيحِي الَّذِي نَحْيَا فِيهِ يُؤثِر عَلَى وِجْهَة نَظَرْنَا نَحْو الجِنْس الآخَر رَبِّنَا يُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين.