العظات
أعطيتنى علم معرفتك
مِنْ رِسَالِة مَارِ يُوحَنَّا الأُولَى 1 : 1 – 4 { الَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ الَّذِي سَمِعْنَاهُ الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا الَّذِي شَاهَدْنَاهُ وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ . فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا . الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا . وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ . وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً } .. لاَ تُحِبُّوا العَالَم وَلاَ الأشْيَاء الَّتِي فِي العَالَم .." الَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ " أي الآب .. " الَّذِي سَمِعْنَاهُ " أي الإِبْن .. كَي نَتَحَدَّث عَنْ مَعْرِفَة الله لاَبُد أنْ نَعْرِف ثَلاَث نِقَاط مُهِمَّة وَهِيَ :
1/ نِعْمِة مَعْرِفِة الله 2/ دَرَجَات مَعْرِفِة الله 3/ كَيْفَ نَصِل إِلَى مَعْرِفِة الله
1/ نِعْمِة مَعْرِفِة الله :
=======================
نَحْنُ فِي القُدَّاس نَشْكُر الله عَلَى { أعْطَيْتَنِي عِلْمَ مَعْرِفَتَك } ( جُزء " قُدُّوس قُدُّوس " مِنْ القُدَّاس الغِرِيغُورِي ) نِعْمِة مَعْرِفَتُه .. لاَ خَلِيقَة تَعْرِف الله سِوَى الإِنْسَان لِذلِك مَعْرِفَتُة نِعْمَة تَفَضَّل بِهَا الله عَلَى الإِنْسَان .. لاَ نَبَات وَلاَ حَيَوَان وَلاَ ..... تِعْرَف شِئ عَنْ الله لِذلِك الكِنِيسَة جَعَلِت الإِنْسَان كَاهِنْ الخَلِيقَة يُسَبِّح عَنْهَا .
أثْنَاء المَعْمُودِيَّة يُصَلِّي الكَاهِنْ وَيَقُول { أنْتَ أعْطَيْت مَعْرِفَتَك لِلكَائِنِينَ عَلَى الأرْض } .. نَشْكُرَك لأِنَّكَ جَعَلْتَنَا أبْنَاء المَلَكُوت نَحْنُ التُرَاب .. مَعْرِفَتُه نِعْمَة أنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا وَمَيَّزَنَا بِهَا عَنْ سَائِر المَخْلُوقَات .. نَعَمْ نَحْنُ نَعْرِف أنَّهُ أزَلِي أبَدِي كَائِنْ فِي كُلَّ مَكَان .. غِير مَحْدُود .. مَنْ الَّذِي يَعْرِف صِفَات الله ؟ نَحْنُ التُرَاب .. إِذَاً هُوَ أعْطَانِي هذِهِ النِّعْمَة رَغم أنَّهُ قَدِيماً كَانَ مُحْتَجِب عَنْ النَّاس وَكَانَ يُكَلِّمَهُمْ مِنْ وَرَاء السَّحَاب وَمِنْ وَرَاء الحِجَاب لكِنَّهُ بَسَّطَ صُورَتَهُ حَتَّى وَصَلَتْ لأِجْمَل وَأبْهَى صُورَة وَهيَ يَسُوع .. { اللهُ بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأيَّامِ الأخِيرَةِ فِي ابْنِهِ } ( عب 1 : 1 – 2 ) .. الَّذِي رَأيْنَاه الَّذِي سَمِعْنَاه وَلَمَسَتَهُ أيْدِينَا هُوَ إِبْنُه .
أعْرِف يَسُوع إِذَاً أنَا أعْرِف الله لأِنَّ الله ظَهَرَ فِي الجَسَد .. نَعْرِف صِفَاتُه أنَّهُ رَحِيم .. مُنْقِذُ حَيَاتِنَا مِنَ الفَسَاد ( جُزء " مُسْتَحِقٌّ وَعَادِل " مِنْ القُدَّاس الغِرِيغُورِي ) .. فَادِي .. رَاعِي .. غَافِر .. مُدَبِّر .. رَأيْنَاهُ يُسَامِح وَيَغْفِر وَ ..... نِعْمِة مَعْرِفَة الله نَحْنُ لاَ نَسْتَحِقَّهَا لكِنَّهُ تَفَضَّل وَأعْطَانَا إِيَّاهَا لِذلِك نَقُول فِي القُدَّاس { هُوَ أيْضاً فَلْنَسْألُهُ أنْ يَجْعَلْنَا مُسْتَحِقِين لِشَرِكَة وَصُعُود أسْرَارِهِ الإِلهِيَّة غَيْر المَائِتَة } ( مَا يُقَال قَبْل القِسْمَة ) .. كُوْن أنَّنَا نَقِف فِي الكِنِيسَة هذَا يَحْتَاج مِنَّا طِلْبَة أنْ نَقِف فِي الكِنِيسَة .. وَكُوْن إِنَّنَا نَرْفَع أيْدِينَا لِلصَّلاَة فَهذَا أيْضاً يَحْتَاج مِنَّا طِلْبَة لأِنَّهُ لَيْسَ لَنَا أي إِسْتِحْقَاق لكِنْ الله أحَبَّ الإِنْسَان وَأعْطَاهُ نِعَمْ .. لِذلِك هُوَ مِنْتِظِر مِنَّا الكَثِير .
2/ دَرَجَات مَعْرِفَة الله :
==========================
أ/ المَعْرِفَة العَقْلِيَّة :
=====================
العَقْل بَوَّابَة .. الله لَيْسَ مُجَرَّد نَظَرِيَات أوْ قِصَّة أوْ ...... لاَ .. الله حَيَاة وَالعَقْل يَصِلَنِي بِالله أي قَدْ يَعْرِف الإِنْسَان الله عَنْ طَرِيقٌ المَخْلُوقَات أوْ القِرَاءَة أوْ ..... أي عَقْلُه يَصِلُه إِلَى أنَّهُ يُوجَدٌ إِله ضَابِط الكُلَّ فَيَعْرِفَهُ .. أيْضاً قَدْ نَعْرِف الله بِالعَقْل لكِنْ لَمْ نُحِبُّه أوْ لَمْ نُعَاشِرُه أوْ نَلْمِسُه كُلَّ مَا نَعْرِفَهُ عَنْهُ نَظَرِيَات وَهذَا أمر خَطِير .. لاَ .. لاَبُد مِنْ مُعَاشَرِة الله .
قَدِيماً كَانَ الله يُرْسِل المَنَّ كُلَّ صَبَاح لِلشَّعْب .. المَنَّ مُسْتَدِير وَحُلْو المَذَاق وَصَغِير وَيَنْزِل مِنْ السَّمَاء بِطَرِيقَة مُعْجِزِيَّة .. وَلِذلِك فَهُوَ يُشِير لِلْمَسِيح لَهُ المَجْد الَّذِي جَاءَ بِدُون زَرْع بَشَر وَلَيْسَ لَهُ بِدَايَة وَلاَ نِهَايَة وَحَلْقُه حَلاَوَة وَكُلُّه مُشْتَهَيَات ( نش 5 : 16) .. لاَ يَكْفِي أنْ يُخَزَّن المَنَّ لِيُوْم آخَر لأِنَّهُ يَذُوب وَيَفْسَد .. وَهُوَ كَثِير الكِمِيَّة لِذلِك لاَبُد أنْ يُؤكَل كُلَّ يُوْم بِيُومه هكَذَا السَيِّد الْمَسِيح لَيْسَت مَعْرِفَتُه هِيَ مَعْرِفَة نَظَرِيَّة فَقَطْ وَأنَّهُ يُوجَدٌ لَدَيَّ الكِتَاب فِي بَيْتِي لكِنْ لاَبُد مِنْ مَذَاقُه وَأكْلُه .. فَهَلْ ذُقْتَهُ أوْ أكَلْتَهُ ؟ لاَبُد أنْ تَتَذَوَّقَهُ .. { وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ } ( أف 3 : 19) .. نَعْرِف أنَّهُ تَجَسَّدَ مِنْ أجْلِنَا نَحْنُ البَشَر .. كُلَّ هذَا مِحْتَاج لِعَقْل يِفْهَمْ أنَّهُ مُخَلِّص .. أنَّهُ إِبْن الله وَهُوَ فِي نَفْس الوَقْت إِبْن الإِنْسَان .. هُوَ قَادِر أنْ يُطَهِّرْنَا .. الله أرَادَ أنَّ غَيْر المُؤمِنِين يَعْرِفُوه فَقَالَ لِيَعْرِفُونِي بِالعَقْل .
مَعْرِفَة الله ظَاهِرَة مِنْ خِلاَل الأُمُور الغِير مَنْظُورَة .. فَكَيْفَ تَشْرِق الشَّمْس وَتَغْرُب بِمِيعَاد ثَابِت ؟ وَكَيْفَ يَنْمُو النَبَات .. وَكَيْفَ يَحْيَا الحَيَوَان .. وَكَيْفَ يَسْقُط المَطَر وَ ..... ؟ وَوَجَدَ الإِنْسَان أنَّ الشَّمْس ثَابِتَة لكِنْ الأرْض هِيَ المُتَحَرِّكَة .. الله مَعْرُوف مِنْ مَصْنُوعَاتُه لكِنْ لِلأسَفْ البَعْض عَرَفَهُ لكِنْ لَمْ يُمَجِّدَهُ .. لِمَاذَا أعْطَانِي الله نِعْمِة العَقْل ؟ لَيْسَ لِكَي أسْتَذْكِر وَأنْجَح فَقَطْ بَلْ لِنَعْرِفَهُ .
ب/ المَعْرِفَة الوُجْدَانِيَّة :
===========================
العَقْل تَشَبَّع بِمَعْرِفَة الله .. إِنْتَقَلِت المَعْرِفَة مِنْ العَقْل إِلَى الوُجْدَان أوْ القَلْب وَالمَشَاعِر وَبِذلِك تُصْبِح عِلاَقِتْنَا بِالله لَيْسَت نَظَرِيَات بَلْ عِلاَقِة مَشَاعِر .. { الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأِجْلِي } ( غل 2 : 20 ) .. تُوجَدٌ خُصُوصِيَّة .. أعْرِفُه بِمَشَاعْرِي .. أنْتُمْ أغْنِيَاء بِالمَشَاعِر لاَبُد أنْ تُقَدِّسُوهَا لله .. قَدِّس مَشَاعْرَك بِالله فَيَلْتَهِب قَلبَك بِهِ .. { أُحِبُّكَ يَارَبُّ يَا قُوَّتِي } ( مز 18 : 1 ) .. عَاطِفَتَك تِوَصَلَك لله .. كَيْفَ تَعْرِفَهُ ؟ فَكَّر بِعَقْلَك ثُمَّ فَكَّر بِعَاطِفَتَك .. وَجِّه قَلْبَك لِصَلِيبُه وَفِدَائُه وَتَجَسُّدُه .. { لَيْسَ لأِحَدٍ حُبٌّ أعْظَمُ مِنْ هذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأِجْلِ أَحِبَّائِهِ } ( يو 15 : 13) .. فَيَبْدَأ الفِكْر يَتَحِد بِالله وَالقَلْب يَتَحِد بِهِ أيْضاً .. حَتَّى نَصِل كَمَا قِيلَ عَنْ الأنْبَا أنْطُونْيُوس { كَانَ أنْطُونْيُوس يَتَنَفَّس الْمَسِيح } .. حُب وُجْدَاني مِنْ عُمْق القَلْب .
لِذلِك إِسْأل نَفْسَك مَاذَا يُوجَدٌ فِي عُمْق أعْمَاق قَلْبَك ؟ هَلْ الله أم ذَاتَك أم العَالَم بِإِغْرَاءَاتُه ؟ مَا هُوَ مَرْكَز إِهْتِمَامَات حَيَاتَك ؟ إِجْعَل الله هُوَ مَرْكَز حَيَاتَك .. هُوَ يُحِب أنْ يَكُون مَكَانُه فِي الوَسَطْ .. ظَهَرَ بَعْد القِيَامَة لِلتَّلاَمِيذ وَكَانَ فِي وَسَطِهِمْ .. خِيمِة الإِجْتِمَاع كَانَتْ وَسَطْ الشَّعْب .. دَائِماً المَرْكَز يَكُون وَاضِح .. لاَبُد أنْ يَكُون هُوَ مَوْضِع أنْفَاسِي .. { كُلَّ نَسْمَة تُبَارِكَك .. كُلَّ نَفَس أُعْطِيه أُسَبِّح إِسْمَك القُدُّوس } ( إِبْصَالِيِة السَبْت ) .. بَعْض الآبَاء يَقُولُون صَلِّي صَلاَة يَسُوع مَعَ أنْفَاسَك شَهِيق وَزَفِير .. أُنَاس نَظَّمُوا أنْفَاسِهِمْ مَعَ الْمَسِيح وَكَأنَّهُمْ يَقُولُون لَهُ أنْتَ نَبْض قَلْبِنَا .. أصْعَب شِئ أنَّنَا نِرَنِم كَثِيراً وَنِحْضَر الكِنِيسَة كَثِيراً لكِنْ هَلْ لَنَا خَفَاء مَعَهُ وَعِشْرَة مَعَهُ ؟ هَلْ إِخْتَبَرْنَاه ؟ كَمَا يَقُول الآبَاء { أنَّ الكَلاَم عَنْ العَسَل شِئ وَمَذَاقِة العَسَل شِئ آخَر } .. هكَذَا الله الكَلاَم عَنْهُ شِئ وَمَذَاقُه شِئ آخَر .
ج/ المَعْرِفَة الإِخْتِبَارِيَّة :
===========================
أسْمَع عَنْ غُفْرَانُه لكِنْ لاَبُد أنْ أخْتَبِر أنَّهُ غَفَرَ لِي أنَا .. أسْمَع أنَّهُ يُحِب لكِنْ لاَبُد أنْ أتَذَوَّق مَحَبِّتُه أنَا .. مَعْرِفَة إِخْتِبَار .. { اللهَ الَّذَي أَعْبُدُهُ بِرُوحِي فِي إِنْجِيلِ ابْنِهِ } ( رو 1 : 9 ) هكَذَا يَقُول بُولِس الرَّسُول بَيْنَمَا دَاوُد النَّبِي يَقُول { كُنْتُ فَتًى وَقَدْ شِخْتُ وَلَمْ أرَ صَدِّيقاً تُخُلِّيَ عَنْهُ وَلاَ ذُرِّيَّةً لَهُ تَلْتَمِسُ خُبْزاً } ( مز 37 : 25 ) .. خِبْرَة .. لِذلِك المَعْرِفَة لَيْسَت مَعْلُومَات أوْ مَشَاعِر فَقَطْ لكِنْ لاَبُد مِنْ الإِخْتِبَار .. لاَبُد أنْ يَكُون لِكُلَّ وَاحِد فِينَا خِبْرَة مَعَ الله .. إِنْ كُنْت قَدْ صَلِّيت مَرَّة وَشَعَرْت أنَّكَ لَمْ تَشْعُر بِحَضْرَتِهِ صَلِّي مَرَّة أُخْرَى وَأُخْرَى حَتَّى تَشْعُر أنَّكَ كُلَّك مِلْك لله .. إِخْتِبَار أي لَمْس وَأجْتَاز الخِبْرَة .. كَمَا يَسْمَع تِلْمِيذ عَنْ الإِمْتِحَان فَيَخَاف لكِنَّهُ عِنْدَمَا يَجْتَازُه يَعْرِفَهُ فَلاَ يَخَافُه مَرَّة أُخْرَى .. هكَذَا الله لاَبُد مِنْ مَعْرِفَتُه بِالحَوَاس وَالمَذَاق وَالرُّوح وَنَعْرِفُه أنَّهُ يَسِد الإِحْتِيَاج .
د/ المَعْرِفَة الإِتْحَادِيَّة :
========================
مِنْ شِدِّة حُبِّي لله عَرَفْتَهُ بِعَقْلِي وَوُجْدَانِي وَاخْتَبَرْتَهُ فَاتَحَدْت بِهِ .. { وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ } ( نش 3 : 4 ) .. لأِنِّي أعْرِفَهُ جَيِّداً فَلَمَّا وَجَدْتَهُ تَمَسَّكْتُ بِهِ جِدّاً .. إِتِحَاد .. عِنْدَمَا نَصِل لِمَعْرِفَة الإِتِحَاد سَنَجِد أنْفُسَنَا نُحِب الصَّلاَة وَالأسْرَار وَالتَّسْبِحَة وَالوُجُود فِي حَضْرَتِهِ وَالخُلْوَة وَ ..... لأِنَّنَا إِتْحَدْنَا بِهِ لِذلِك نُحِب أنْ نَجْلِس فِي حَضْرَتِهِ أكْبَر فِتْرَة مُمْكِنَة .. إِذاً لاَبُد أنْ نَتَدَرَّج فِي مَعْرِفَتِهِ مِنْ العَقْل إِلَى القَلْب لِلإِخْتِبَار لِلإِتْحَاد .. لاَ تَقِفْ عِنْدَ مَرْحَلَة مُعَيَنَة .. لاَ .. لِذلِك مِنْ أهَمْ أهْدَاف الْمَسِيح الَّتِي تَجَسَّدَ مِنْ أجْلِهَا أنْ يِوَحَدْنَا مَعَهُ حَتَّى أنَّهُ وَهُوَ فِي البُسْتَان قَبْل الصَلْب طَلَبَ مِنْ الآب وَقَالَ { لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً .......لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا ........ أَنَا فِيهُمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ } ( يو 17 : 21 – 23 ) .. يُرِيد أنْ يَجْعَلْنَا وَاحِد فِيهِ وَهُوَ وَاحِدٌ فِي الآب إِذاً نَحْنُ الثَّلاَثَة وَاحِد .. إِتْحَاد .. كَيْفَ ؟ قَالَ كُلُونِي { مَنْ يَأَكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ } ( يو 6 : 56 ) .
لِمَذَا وُلِدَ يَسُوع فِي مِزوَد ؟ لِكَي يُنَبِهْنَا إِلَى أنَّهُ حَمَل .. ذَبِيحَة .. مِنْ بِدَايِة تَجَسُّدِهِ جَاءَ لِيُذْبَح لِذلِك وُلِدَ فِي مِزوَد .. وَلِذلِك عِنْدَمَا جَاءَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان لِيُعَرِّفْنَا عَلِيه قَالَ { هُوَذَا حَمَلُ اللهِ } ( يو 1 : 29 ) .. وَالحَمَل طَرِيقُه هُوَ الذَّبْح وَالأكْل هكَذَا يَسُوع يَقُول لَنَا أنَا لَيْسَ لِي سِوَى الذَّبْح وَالأكْل .. سَتَأكُلُونِي .. لِمَاذَا ؟ لأِنِّي أُرِيد أنْ أكُون دَاخِلَكُمْ وَأصِل بِكُمْ لِلمَعْرِفَة الإِتْحَادِيَّة .. أُرِيد أنْ أثْبُت فِيكُمْ .. لِذلِك لاَ نَتَعَجَب أنْ يَكُون لَنَا فِكْر الْمَسِيح وَقَلْبُه وَمَشَاعِرُه .. { شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ } ( 2بط 1 : 4 ) .. لِذلِك سُمِّيَ بَعْض القِدِّيسِين " حَامِلِي الإِله " .. وَقِيلَ عَنْ القِدِيس أبُو مَقَّار " اللاَبِس الرُّوح " .. مَعْرِفَة إِتْحَادِيَّة .
3/ كَيْفَ نَصِل إِلَى هذِهِ المَعْرِفَة ؟
=====================================
أ/ الصَّلاَة :
============
لاَ شِئ يُعَرِّفْنَا عَلَى الله وَيَجْعَلْنَا فِي حَضْرَتِهِ نُكَلِّمه وَيُكَلِّمْنَا وَنُعَاشِرُه وَنَقْتَرِب إِليه إِلاَّ بِالصَّلاَة .. عَبَثاً نَفْعَل خَارِج الصَّلاَة .. أي مَعْرِفَة خَارِج الصَّلاَة مَعْرِفَة كَاذِبَة .. الصَّلاَة تِعَرَّفْنَا الله وَتُقَرِّبْنَا إِليه .. خَارِج الصَّلاَة وَهم وَضَبَاب وَقِصَص وَخَيَال .. لكِنْ بِالصَّلاَة نَسْجُد لَهُ لأِنَّهُ إِحْسَاس يَمْلأ الكَيَان وَنَشْعُر فِي الصَّلاَة أنَّنَا أمَامُه بِكُلَّ قُوَّة وَيَبْدأ الله يُكَلِّمْنَا مِنْ خِلاَل الصَّلاَة وَتَنْمُو المَعْرِفَة مِنْ خِلاَل الصَّلاَة .. لاَ يُمْكِنْ يَكُون لَكَ عِشْرَة بِدُون مَخْدَع وَكَمَا يَقُول الآبَاء { الصَّلاَة فِي المَخْدَع خَيْر مِنْ ألْف صَلاَة بَيْنَ النَّاس } لأِنَّهَا تُنَمِّي العِشْرَة الخَفِيَّة وَتَدُل عَنْ المَحَبَّة .. خَارِج مَجَال الصَّلاَة لاَ تُوْجَدٌ مَعْرِفَة حَقِيقِيَّة .
ب/ كَلِمَة الإِنْجِيل :
====================
نَعْرِفُه مِنْ كَلِمَتُه .. يَقُول مَارِ يُوحَنَّا { فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ } ( يو 1 : 1 ) .. أي الله فِي الإِنْجِيل كَلِمَتُه تَصِلْنَا بِهِ وَإِليْهِ .. لَوْ كَانَ لَدَيْنَا شِرِيط كَاسِت لِسَيِّدْنَا البَابَا وَسَمِعْنَاه فَإِنِّنَا نَشْعُر كَأنَّهُ وَسَطْنَا .. هكَذَا قَدْ نَعْرِف الله مِنْ خِلاَل كَلِمَتُه أعْطَاهَا لَنَا فِي مَنَازِلْنَا .. لَنْ أعْرِف الله وَصَلاَحُه وَحُبُّه وَمَجْدُه وَصَلِيبُه وَ ..... إِلاَّ مِنْ إِنْجِيلُه .. هُوَ أخْبَرْنَا بِكُلَّ شِئ عَنُّه مِنْ خِلاَل الإِنْجِيل .. عَرَّفْنَا ذَاته وَصِفَاتُه وَتَعَامُلاَتُه وَأعْمَالُه .. فَهَلْ لَنَا قِرَاءَة مُنْتَظِمَة فِي الإِنْجِيل ؟ هَلْ تَدَرَّبْت أذَانُنَا عَلَى سَمَاع صَوْتَهُ فِي الإِنْجِيل ؟ هَلْ شَعَرْت بِشِئ هَام يَنْقُصَك فِي يُوْم لاَ تَقْرأ فِيهِ الإِنْجِيل .
يَقُول القِدِيس يُوحَنَّا سَابَا { أيَّتُهَا العُيُون تَأمَلِيه .. أيَّتُهَا الآذَان إِسْمَعِيه .. أيَّتُهَا الأيَادِي إِلْمِسِيه .. أيَّتُهَا الرُّكَب إِحْمِلِيه .. أيَّتُهَا الأفْوَاه تَذَوَقِيه } .. كُلَّ حَوَاسُّه تَلْمِسَهُ .. هُوَ قَالَ فِي كِتَابُه { أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي للهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيكُمْ } ( أع 20 : 32 ) .. { أنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلخَلاَصِ } ( 2تي 3 : 15 ) .. التُوْبَة الَّتِي تَأتِي مِنْ الإِنْجِيل تُحَرِّك القَلْب .. { سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ } ( مز 119 : 105 ) .. أُرِيد أنْ أُسْنَد فِي ضَعْفِي بِالإِنْجِيل وَأعْرِف طَرِيقِي بِالإِنْجِيل وَأعْرِف مَشِيئَتَهُ بِالإِنْجِيل .. أُرِيد أنْ أعْرِف خَبَرْ مُفْرِح بِالإِنْجِيل لأِنَّهُ بِشَارَة مُفْرِحَة .. فِي أحَدٌ المَرَّات أرْسَلَ قُسْطَنْطِين المَلِك رِسَالَة إِلَى الأنْبَا أنْطُونْيُوس فَأحْدَثَتْ رِسَالَتُه إِرْتِبَاك فِي الدِير بَيْنَ الرُّهْبَان وَأعْطَاهَا لَهُ الجُنُود فَأخَذَهَا الأنْبَا أنْطُونْيُوس وَلَمْ يَفْتَحْهَا لِيَعْرِف مُحْتَوَاهَا وَظَلَّ هكَذَا أيَّام بَيْنَمَا الرُّهْبَان يَشْتَاقُون لِمَعْرِفَة مَا بِهَا .. فَقَالَ لَهُمْ أنْتَمْ قَلِقُون لِتَعْرِفُوا رِسَالِة الإِمْبرَاطُور وَلَمْ تَقْلَقُوا لِمَعْرِفَة رِسَالِة الله .. أي الإِنْجِيل ؟!! .
ج/ الكِنِيسَة :
==============
إِعْرَف الأسْرَار وَتَقَدَّم فِيهَا وَفِي عَطَايَا الرُّوح وَالألْحَان وَالمَوَاهِب وَ ..... كُلَّ هذَا يُنَمِّي مَعْرِفَتَك بِالله لأِنَّ الكِنِيسَة عَمَلْهَا أنْ تُحْضِر الْمَسِيح وَتُقَدِّمُه لأِنَّهَا عَرُوسه .. وَلَمَّا أعْرِف العَرُوس سَأعْرِف العَرِيس .. عَرُوسه إِقْتَنَاهَا بِدَمُه لأِنَّ الكِنِيسَة هِيَ خَادِمَة لِلأسْرَار .. هِيَ سِفَارِة السَّمَاء عَلَى الأرْض .. أي إِنْسَان يَدْخُل الكِنِيسَة يَتَعَرَّف عَلَى السَّمَاء وَالْمَسِيح .. آه لَوْ نَعِيش الكِنِيسَة بِطَرِيقَة صَحِيحَة وَنَعِيش قُدَّاسْهَا بِحَقٌّ وَنَتَجَاوَب مَعَهَا سَنَعْرِفُه بِحَقٌّ بِالجَوْهَر وَبِالحَقٌّ نَحْيَا فِيهِ .. وَمَهْمَا نَصِل فِي مَعْرِفَة الله فَلَنْ نَصِل إِلَى المَعْرِفَة الكَامِلَة إِلاَّ فِي السَّمَاء .. { هذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأبَدِيَّةُ أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ } ( يو 17 : 3 ) .
د/ القِدِّيسِين :
==============
أُرِيد أنْ أعْرِف الله وَلَسْتُ أعْرِف كَيْفَ أصِل إِلِيه .. أُنْظُر لأُِنَاس أحَبِّتُه وَعِنْدَئِذٍ سَتَعْرِف كَيْفَ تُحِبُّه ..أُنْظُر لأُِنَاس عَبَدِتُه وَأنْتَ سَتَعْرِف كَيْفَ تَعْبُده .. إِقْرأ كَثِيراً سِيَر قِدِّيسِين سَتَأكُلَك الغِيرَه لِتَعْرِفُه أكْثَر .. أبُونَا المُتَنَيِّح بِيشُوي كَامِل يَقُول الَّذِي يُحِب يَسُوع يُحِب القِدِّيسِين وَالَّذِي يُحِب القِدِّيسِين يُحِب يَسُوع .. مَحَبَّتهُمَا تَصِل لِبَعْضِهِمَا .. القِدِيس مَارِجِرْجِس مَاتَ لأِجْل يَسُوع وَأنَا أُحِب يَسُوع إِذاً أحِب مَارِجِرْجِس .. أيْضاً أنَا أحِب مَارِجِرْجِس وَأعْرِف أنَّهُ تَعَذَّب مِنْ أجْل يَسُوع فَأحِب يَسُوع وَهكَذَا تَعْرِفُه مِنْ قِدِيسِيه وَتُحِبُّه وَتُحِب قِدِيسِيه مِنْ خِلاَلُه وَتَتَمَثَّل بِهُمْ .
إِنْتَقِل مِنْ المَعْرِفَة النَظَرِيَّة إِلَى العَمَلِيَّة .. إِجْعَل لَكَ صَلاَة يَوْمِيَّة وَقِرَاءَة فِي الإِنْجِيل يَوْمِياً .. إِحْضَر الكِنِيسَة وَتَجَاوَب مَعَهَا بِحُب وَمُشَارْكَة .. حِب القِدِّيسِين .. الله أعْطَانَا نِعْمِة مَعْرِفَتُه لِذلِك نَقُول مَعَ يُوحَنَّا الحَبِيب { الَّذِي سَمِعْنَاهُ الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا الَّذِي شَاهَدْنَاهُ وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا } .. وَنَقُول مَعَ دَاوُد النَّبِي { اللهُ لَنَا مَلْجَأٌ ..... وُجِدَ شَدِيداً } ( مز 46 : 1 ) .. دَاوُد إِخْتَبَرَهُ فَوَجَدَهُ قَوِي وَشَدِيد .. الَّذِي تَذَوَّق الله وَتَذَوَّق نِعْمِتُه نَطْمَئِن عَلِيه لأِنَّهُ وَصَلْ لِحُب الْمَسِيح وَتَمَتَّع بِمَجْد الأبَدِيَّة وَهُوَ عَلَى الأرْض .
رَبِّنَا يِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه
لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
مَعَ الْمَسِيح فِي الإِمْتِحَانَات
{ هذَا الْمِسْكِينُ صَرَخَ وَالرَّبُّ اسْتَمَعَهُ وَمِنْ كُلِّ ضِيقَاتِهِ خَلَّصَهُ . مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ وَيُنَجِّيهِمْ . ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ . طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ . اتَّقُوا الرَّبَّ يَا قِدِّيسِيهِ لأِنَّهُ لَيْسَ عَوَزٌ لِمُتَّقِيهِ . الأشْبَالُ احْتَاجَتْ وَجَاعَتْ وَأَمَّا طَالِبُوا الرَّبِّ فَلاَ يُعْوِزُهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْخَيْرِ ....... أُولئِكَ صَرَخُوا وَالرَّبُّ سَمِعَ وَمِنْ كُلِّ شَدَائِدِهِمْ أَنْقَذَهُمْ . قَرِيبٌ هُوَ الرَّبُّ مِنْ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ وَيُخَلِّصُ الْمُنْسَحِقِي الرُّوحِ . كَثِيرَةٌ هِيَ بَلاَيَا الصِّدِّيقِ وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ الرَّبُّ . يَحْفَظُ جَمِيعَ عِظَامِهِ . وَاحِدٌ مِنْهَا لاَ يَنْكَسِرُ . الشَّرُّ يُمِيتُ الشِّرِّيرَ وَمُبْغِضُو الصِّدِّيقِ يُعَاقَبُونَ . الرَّبُّ فَادِي نُفُوسِ عَبِيدِهِ وَكُلُّ مَنِ اتَّكَلَ عَلَيْهِ لاَ يُعَاقَبُ } ( مز 34 : 6 – 22 ) .. هَللِيلُويَا .
فِتْرِة الإِمْتِحَانَات فِتْرَة يَسْتَغِلَهَا عَدُو الخِير ضِدِّنَا رَغم إِنَّهَا أفْضَل فُرْصَة لِلتَّقَرُب مِنْ الله فِي هذِهِ الفِتْرَة وَدَائِماً لاَبُد أنْ نَعْلَم أنَّ :01. النَّجَاح عَطِيَّة مِنْ الله 2. إِلَهْنَا إِله الإِمْكَانِيَات الضَعِيفَة ( مَسِيحْنَا مَسِيح الضُّعَفَاء 3. أُمُور نَحْتَاجْهَا) 4. أهْدَاف لِلمُذَاكْرَة
1. النَّجَاح عَطِيَّة مِنْ الله :
============================
كَثِيرُون يَشْكُون وَيَقُولُون إِنَّهُمْ مُقَصِّرُون وَلَمْ يُجَاهِدُوا وَيَجْتَهِدُوا طَوَال العَام الدِرَاسِي .. هذَا فِكْر هَدَّام لأِنَّكَ بِذلِك تَقُول إِنَّك مَادُمْت مُقَصِّر فَالله لَنْ يَعْمَل مَعَك .. لاَ .. النَّجَاح يَتَوَقَفْ عَلَى جِهَادَك وَعَلَى الله أيْضاً لأِنَّ النَّجَاح عَطِيَّة مِنْهُ وَالعَطِيَّة تَعْتَمِد عَلَى سَخَاء المُعْطِي أكْثَر مِنْ إِحْتِيَاج الآخِذ وَالله هُوَ المُعْطِي وَهُوَ سَخِي { فِي كُلَّ شَيْءٍ كَرِيم وَمُبَارَك } ( جُزء " وَاهْدِنَا إِلَى مَلَكُوتَك " مِنْ القُدَّاس البَاسِيلِي ) .. لاَبُد لِلإِنْسَان أنْ يَشْعُر أنَّ الله مَعَهُ وَلَيْسَ ضِدُّه .. أحْيَاناً نَشْعُر أنَّ الله يَتَصَيَّدْنَا فِي الإِمْتِحَانَات لِيُعَاقِبْنَا .. لاَ .. الله لَيْسَ خِصْم بَلْ أب .. هذَا فِكْر بَشَرِي لأِنَّنَا لاَ نَسْتَوْعِب مَنْ هُوَ الله .
الله إِله وَلَيْسَ إِنْسَان وَأُسْلُوبه وَفِكْره لَيْسَ مِثْلِنَا لِذلِك لاَبُد أنْ نَشْعُر أنَّ الله حَنُون عَلَيْنَا وَخَاصَّةً وَقْت إِحْتِيَاجْنَا وَيَهِمُّه نَِجَاحْنَا وَتَفَوُّقْنَا أكْثَر مِمَّا يَهِمِّنَا نَحْنُ .. وَكَمَا أنَّ الآبَاء الجَسَدِيُون يُرِيدُون نَجَاحْنَا وَهُمْ أكْثَر غِيرَه عَلَيْنَا مِنْ أنْفُسَنَا فَمَا بَال الله الَّذِي عَلَّمَهُمْ هذِهِ المَحَبَّة فَكَمْ يَهْتَمْ بِنَا وَبِنَجَاحْنَا ؟ بِالطَبْع يَهْتَمْ وَيَهْتَمْ وَيُرِيد .. بِذلِك نَكُون سُعَدَاء فِي حَيَاتْنَا .. هُوَ يُرِيد أنْ يُعْلِنْ لَنَا إِشْتِيَاقُه لِتَفَوُّقْنَا وَأعْطَانَا العِلْم لِنُمَجِّدُه .. " العَلِيّ قَدْ ألْهَمْ النَّاس العِلْم لِكيْ يَتَمَجَّد فِيهُمْ " .. عِنْدَمَا عَلَّم مُوسَى النَّبِي الَّذِي { تَهَذَّبَ بِكُلِّ حِكْمَةِ الْمِصْرِيِّينَ } ( أع 7 : 22 ) عَلِّمُه كَي يَسْتَخْدِمُه قَائِد لِشَعْبُه وَمِنْ حِكْمِة الله أنَّهُ لَمْ يَجْعَل أُمُّه تُمِيتُه فَوَضَعَتَهُ فِي سَلَّة وَتَرَكَتْهُ فِي النِيل وَتَمُر إِبْنَة فِرْعُون فِي ذلِك المَكَان وَتَرَى الطِفْل مُوسَى وَيَجْذِبْهَا جَمَالُه فَتَأخُذَهُ إِبْن لَهَا وَبِذلِك رَبَّى الله مُوسَى قَائِد إِسْرَائِيل دَاخِل قَصْر فِرْعُون كَي يَعْرِف أُسْلُوب فِرْعُون وَعَلِّمُه .. مُوسَى تَعَلَّم فِي مَصْر وَهيَ كَانَتْ فِي ذلِك الوَقْت أرْقَى بَلَد فِي العَالَم وَأكْثَرْهَا عِلْماً لِكَي يَخْدِم شَعْب الله .. إِذاً الله يُرِيد نَجَاحِي لأُِمَجِّدُه بِعِلْمِي .
لِنَرَى أسْتِير المَلِكَة إِسْتَخْدِم الله جَمَالْهَا لِيَتَمَجَّد .. سُلَيْمَان الحَكِيم بِحِكْمَتِهِ مَجَّد الله .. إِذاً الله جَعَلَ العِلْم أدَاة لِمَجدُه فَهَلْ يَبْخَل عَلَيْنَا بِالعِلْم وَالتَّفَوُّق خَاصَّةً وَأنَّ لَنَا إِسْتِعْدَاد لِلنَّجَاح وَبِنَجَاحْنَا نُمَجِّدُه ؟!! فِي قِصِّة الثَلاَث فِتْيَة أرَادَ المَلِك فِتْيَان لِيَخْدِمُوه فِي قَصْرُه وَكَانَ لَهُ شُرُوط فِي هَؤلاَء الفِتْيَان هِيَ { مِنْ نَسْلِ الْمُلْكِ وَمِنَ الشُّرَفَاءِ فِتْيَاناً لاَ عَيْبَ فِيهُمْ حِسَانَ الْمَنْظَرِ حَاذِقِينَ فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَعَارِفِينَ مَعْرِفَةً وَذَوِي فَهْمٍ بِالْعِلْمِ وَالَّذِينَ فِيهُمْ قُوَّةٌ عَلَى الْوُقُوفِ فِي قَصْرِ الْمَلِكِ فَيُعَلِّمُوهُمْ كِتَابَةَ الْكَلْدَانِيِّينَ وَلِسَانَهُمْ } ( دا 1 : 3 – 4 ) .. الله إِسْتَخْدِم هَؤلاَء المُتَعَلِمِين لِيَتَمَجَّد بِهُمْ كَمَا يُرِيد أنْ يَتَمَجَّد فِينَا بِعِلْمِنَا .
الله إِسْتَخْدِم دَانِيَال وَأرْمِيَا وَبُولِس الرَّسُول بِكُلَّ ثَقَافَتِهِ وَحِكْمَتِهِ الَّذِي تَعَلَّم النَّامُوس وَحِكْمَة الأُمَم لِيَسْتَخْدِمَهُ لِمَجْد إِسْمُه .. إِذاً النَّجَاح عَطِيَّة مِنْ الله .. الله لاَ يُعْطِي النَّجَاح كَأجر أوْ ثَمَنْ لِجِهَادْنَا .. لاَ .. { هُوَ يُعْطِي أكْثَر مِمَّا نَسْأل } .. النَّجَاح لاَ يُعْطِى لَنَا لإِسْتِحْقَاقْنَا بَلْ لِيُعْلِنْ نَجَاحُه فِينَا .. إِحْذَر أنْ تَظُن أنَّ الله فِي الإِمْتِحَانَات يَجِد فُرْصَة لِيُخَلِّص مِنَّا أفْعَالْنَا .. لاَ .. الله مُعْتَنِي بِنَا أمَّا الإِمْتِحَان فَهُوَ لِلتَّزْكِيَة .. { وَحَدَثَ فِي الأيَّام الَّتِي أرَادَ الله فِيهَا أنْ يُجَرِّب إِبْرَاهِيم } ( مَا يُقَال فِي قِسْمِة ذَبْح إِسْحَق ) .. أرَادَ أنْ يَعْمَل لإِبْرَاهِيم إِمْتِحَان كَي يُزَكِيه وَيَتَفَوَّق إِبْرَاهِيم وَيُصْبِح أبُو الإِيمَان .. إِذاً الإِمْتِحَانَات مُهِمَّة لإِظْهَار قُوِّة الله .
2. الله يَعْمَل بِالإِمْكَانِيَات الضَعِيفَة :0
======================================
لاَبُد أنْ أثِق إِنِّي ضَعِيف وَالكَثِير يَنْقُصَنِي .. فِي فِتْرِة الإِمْتِحَانَات نَجِد أنْفُسَنَا نَسِينَا مَا اسْتذْكَرْنَاهُ طَوَال العَام وَكَأنَّنَا لَمْ نَسْتَذْكِر أي شِئ .. هذَا شُعُور دَائِماً يَكُون مَوْجُود لِكَي نَفْهَمْ أنَّ الله هُوَ مُكَمِّلْنَا وَسَنَدْنَا وَمُعِين ضَعْفِنَا وَإِلاَّ لَوْ دَخَلْنَا الإِمْتِحَانَات وَنَحْنُ مُقْتَدِرِين فَمَا احْتِيَاجْنَا لله ؟ إِذاً حِكْمَة مِنْ الله أنَّ الإِنْسَان دَائِماً يَشْعُر أنَّهُ لَمْ يُدْرِك .. إِذَا كَانَ بُولِس الرَّسُول يَقُول { أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُ } ( في 3 : 12) فَمَا بَال نَحْنُ ؟ كَثِيراً مَا يُحِب الله أنْ يَتَمَجَّد فِي الضَّعْف فَقُل لَهُ دَائِماً " أرِينِي قُوَّتَك فِي ضَعْفِي " .. تَمَجَّد فِي ضَعْفِي لِذلِك هُوَ دَائِماً إِله المُسْتَحِيلاَت .. يُعْطُوه خَمْس خُبْزَات وَسَمَكْتِين لِيُطْعِمْ بِهُمْ خَمْسَة آلاَف شَخْص .. شِئ مُضْحِك ؟ لكِنَّهُ هُوَ إِله الإِمْكَانِيَات الضَّعِيفَة حَتَّى أنَّ هَؤلاَء أكَلُوا جَمِيعَهُمْ وَشَبِعُوا وَفَضَلَ عَنْهُمْ إِثْنَيّ عَشَرَ قُفَّة مَمْلُؤة ( مت 14 : 20 ) .
إِله عَجِيب القَلِيل فِي يَدِهِ يَتَضَاعَف وَيَفِيض .. يُحِب يَسْتَخْدِم دَاوُد الفَتَى الصَغِير لِيَقْتُل جُلْيَات وَيَسْتَخْدِم حَصَى فِي مِقْلاَع لِيَقْتُل جَبَّار ( جُلْيَات ) .. إِخْتَارَ الجُّهَال لِيَخْزِي بِهُمْ الحُكَمَاء لِكَي يُرْجِع المَجْد لَهُ .. لِذلِك هُوَ يُحِب أنْ يَعْمَل فِي ضَعْفِي .. يِحِب لَمَّا يِنْقِل الجَبَل وَالبَلَد كُلَّهَا ضِد الْمَسِيحِيِين يِسْتَخْدِم إِنْسَان بَسِيط هُوَ سَمْعَان الخَرَّاز .. قُلْ لَهُ أنَا سَمْعَان الخَرَّاز بَسِيط لاَ أعْرِف شِئ لكِنِّي وَاثِق إِنِّي بِكَ أنْقِل جِبَال .. أرْمِيَا النَّبِي يَقُول لَهُ أنَا وَلَدٌ ( أر 1 : 6 ) .. يُجِيبُه الله " لاَ تَقُلْ إِنِّي وَلَدٌ " ( أر 1 : 7 ) .. مُوسَى النَّبِي يَقُول لَهُ أنَا ثَقِيلُ الفَمْ وَاللِّسَان ( خر 4 : 10 ) .. يُجِيبُه الله أنَا أُكَمِّل ضَعْفَك وَأجْعَل أخِيك هُوَ لِسَانَك .. دَاوُد يَقُول { بِإِلهِي تَسَوَّرْتُ أَسْوَاراً } ( مز 18 : 29 ) .. { أَتْبَعُ أَعْدَائِي فَأُدْرِكُهُمْ وَلاَ أَرْجِعُ حَتَّى أُفْنِيهُمْ } ( مز 18 : 37 ) .. الإِنْسَان الضَّعِيف يَقُول { لِيَقُلِ الضَّعِيفُ بَطَلٌ أَنَا } ( يؤ 3 : 10) .
قِصَّة فِي سِفر القُضَاة تَحْكِي أنَّ جَدْعُون ذَهَبَ لِيُحَارِب المِدْيَانِيِّين الَّذِينَ يَقُول عَنْهُمْ الكِتَاب أنَّهُمْ كَالجَرَاد فِي الكَثْرَة .. فَجَمَعَ جَدْعُون كُلَّ الشَّعْب إِجْبَارِي فَكَانَ عَدَدَهُمْ إِثْنَان وَثَلاَثُونَ ألْفاً .. قَالَ الله لِجَدْعُون الشَّعْب الَّذِي مَعَكَ كَثِير { لِئَلاَّ يَفْتَخِرَ عَلَيَّ إِسْرَائِيلُ قَائِلاً يَدِي خَلَّصَتْنِي . وَالآنَ نَادِ فِي آذَانِ الشَّعْبِ قَائِلاً مَنْ كَانَ خَائِفاً وَمُرْتَعِداً فَلْيَرْجِعْ } ( قض 7 : 2 – 3 ) .. يَقُول جَدْعُون كُلُّهُمْ خَائِفُون فَإِنْ قُلْت ذلِك سَيَعُود الكُلَّ لكِنْ الله يُصَمِّم عَلَى كَلِمَتُه .. يَقُول لَهُ جَدْعُون لِنَضَع شَرْط آخَر فَلْنِحَدِّد بِالأعْمَار مَنْ كَانَ أكْبَر مَثَلاً مِنْ خَمْسِينَ عَام فَلْيَعُود .. يَقُول الله .. لاَ .. قُلْ مَنْ كَانَ خَائِف فَليَرْجَع .. وَيَعُود مِنْ الشَّعب إِثْنَان وَعِشْرُونَ ألَف خَائِف وَيَتَبَقَّى عَشَرَة آلاَف وَيُظَنْ أنَّ هَؤلاَء البَّاقِين خَجَلُوا أنْ يَرْجَعُوا لكِنْ الله يَقُول لِجَدْعُون حَتَّى هَؤلاَء كَثِيرُون فَأرْجِع 9700 وَظَلَّ مَعَهُ لِلحَرْب 300 رَجُل فَقَطْ هَؤلاَء هُمْ المُحَارِبُون وَالله إِسْتَخْدِمْهُمْ بِخِطَّة قَالَ لَهُ إِجْعَل بِيَدِهِمْ مَشَاعِل وَجِرَار وَلِيَكْسَرُوا الجِرَار وَيَصْرُخُوا فَيَشْعُر المِدْيَانِيُّون أنَّهُمْ كَثِيرُون وَبِذلِك تَغْلِب .. وَقَدْ كَانَ فَقَدْ إِنْتَصَرَ جَدْعُون بِالـ 300 مُحَارِب .. هَكَذا أنَا ضَعِيف وَالله يَسْتَخْدِمَنِي حَتَّى لاَ أفْتَخِر بِذَكَاء أوْ جِهَاد بَلْ بِهِ .. الله يُحِب يَعْمَل بِالإِمْكَانِيَات الضَّعِيفَة .
3. أُمُور نَحْتَاجْهَا : 1. السَّلاَم 2. ثِقَة فِي تَدْبِير الله
====================
1. السَّلاَم :
===========
سَلاَم مِنْ الله .. أمَّا الخُوْف وَالقَلَق فَلَيْسَ مِنْ الله .. أي نَشْعُر أنَّنَا هَادِئِين مُسَلِمِين لله .. سَلاَم يَقُول عَنْهُ بُولِس { سَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل } ( في 4 : 7 ) .. الخُوْف عَلَى مُسْتَوَى العَقْل لكِنْ بِالمُسْتَوَى الْمَسِيحِي سَلاَمُنَا يَفُوق العَقْل .. نَقُول إِنَّنَا مُطْمَئِنِين لأِنَّنَا مُتَكِلِين عَلَى الله وَوَاثِقِين أنَّهُ يَعْمَل فِي ضَعْفِنَا وَيُعْطِينَا نَجَاح مِنْ عِنْدُه لِذلِك نَحْنُ فِي سَلاَم .. أبُونَا إِبْرَاهِيم ذَهَب لِيُقَدِّم إِبْنُه ذَبِيحَة وَهُوَ فِي سَلاَم .
2. ثِقَة فِي تَدْبِير الله :0
========================
الإِمْتِحَانَات خَيْر .. هَلْ يُعْقَل ذلِك ؟ نَعَمْ .. تُوجَد قِصَّة تَقُول أنَّ إِنْسَان كَانَ يَسْكُنْ فَوْقَ جَبَلٍ عَالِي وَكَانَ لَدَيْهِ حُصَان قَوِي وَكَانَتْ البَلَد كُلَّهَا تَحْسِدُه عَلَى حُصَانُه وَفِي أحَدٌ الأيَّام خَرَجَ الحُصَان وَلَمْ يَعُد وَحَزَنَ هذَا الإِنْسَان جِدّاً فَجَاءَ النَّاس لِيُعَزُّوه عَلَى خِسَارْتُه فَقَالَ لَهُمْ " مَنْ قَالَ أنَّ فُقْدَان الحُصَان خُسَارَة ؟ " وَتَعَجَّبَ النَّاس .. بَعْد أيَّام كَانَ الحُصَان تَائِه فِي البَرِّيَّة فَوَجَدَ قَطِيع خُيُول يَتَكَوَّن مِنْ مَائَة حُصَان فَعَادَ لِصَاحِبِهِ وَمَعَهُ القَطِيع كُلُّه فَأصْبَحَ ذلِك الرَّجُل صَاحِب قَطِيع خُيُول بَرِّيَّة يِبِيع وَيِتَاجِر فِيهَا .. فَجَاءَ النَّاس يُهَنِئُوه عَلَى حَالُة .. فَقَالَ لَهُمْ " مَنْ قَالَ أنَّ ذلِك خَيْر ؟ " .. وَبَعْد أيَّام إِمْتَطَى إِبْنُه أحَدٌ هذِهِ الخُِيُول البَرِّيَّة وَلأِنَّهَا غِير مُدَرَّبَة عَلَى الرُّكُوب سَقَطَ إِبْنُه عَنْهَا وَأُصِيبَ فَذَهَبَ النَّاس لَهُ لِيُعَزُوه فَقَالَ لَهُمْ " مَنْ قَالَ أنَّ ذلِكَ شَر ؟ " .. ثُمَّ تَحْدُث حَرْب وَيُجْمَع كُلَّ شَبَاب البَلَد لِيُحَارِبُوا عَنْهَا مَا عَدَا إِبْنُه المُصَاب وَيَمُوت فِي الحَرْب كُلَّ الشَّبَاب فَيَذْهَب هُوَ لِيُعَزِّي أهْل بَلْدَتَهُ .
لاَ تَقُل عَنْ مَرْحَلَة فِي حَيَاتَك إِنَّهَا شَر هَلْ تَعْرِف مَا هِيَ النِهَايَة ؟ هَلْ لَدَيْكَ ثِقَة فِي تَدْبِير الله أنَّهُ يُرِيد لَكَ الخَيْر ؟ هُوَ مُعْتَنِي بِك وَرَاسِم لَكَ حَيَاة جَمِيلَة .. بُطْرُس الرَّسُول يَسْمَع إِشَاعَة تَقُول أنَّ يُوحَنَّا الحَبِيب لَنْ يَمُوت فَيَقُول لَهُ يَسُوع { إِنْ كُنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِئَ فَمَاذَا لَكَ . اتْبَعْنِي أَنْتَ } ( يو 21 : 22 ) .. الله أرَادَ إِسْتِشْهَاد بُطْرُس وَهذَا لِقَصْد وَتَرَكَ يُوحَنَّا بِدُون إِسْتِشْهَاد وَعَاشَ بَعْد بَاقِي التَّلاَمِيذ ثَلاَثُونَ عَاماً لِقَصْدٍ أيْضاً فَقَدْ ظَهَرِت فِي هذِهِ الثَّلاَثُونَ عَام بِدَع تَقُول أنَّ الْمَسِيح لَمْ يَكُنْ إِله فَكَتَبَ يُوحَنَّا إِنْجِيلُه إِنْجِيل لاَهُوتِي .. ثُمَّ تَظْهَر بِدْعَة تَقُول أنَّ الْمَسِيح إِله لكِنْ جَسَده جَسَد خَيَالِي فَيَكْتُب يُوحَنَّا ثَلاَث رَسَائِل عَنْ تَجَسُّد الْمَسِيح وَيَقُول فِيهَا { الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا الَّذِي شَاهَدْنَاهُ وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا } ( 1يو 1 : 1 ) .. وَعِنْدَمَا زَادَ الإِضْطِهَاد عَلَى الكِنِيسَة وَدَخَلِت فِي حَلَقَات الإِسْتِشْهَاد سَمَحَ لَهُ الله أنْ يَرَى السَّمَاء وَيَكْتُب عَنْ جَمَالْهَا وَرَوْعِتْهَا لِيُشَدِّد المؤمِنِِين حَتَّى لاَ يَخَافُوا الإِسْتِشْهَاد وَيَتْرُكُونَ العَالَم .
يُوجَدٌ تَرْتِيب مُعَيَّن لله لِكُلَّ وَاحِد فِينَا .. ثِق فِي ذلِك .. الشُّعُور بِالضَّعْف شُعُور مُفِيد وَكُلَّ جِهَاد رُوحِي هَدَفه فِي النِهَايَة أنْ أشْعُر بِضَعْفِي وَكُلَّ بَرَكَة رُوحِيَّة يُعْطِيهَا الله لَنَا عِنْدَمَا نَشْعُر بِالضَّعْف .. بُولِس الرَّسُول يَقُول { أَنَا مَا أَنَا ....... وَلكِنْ لاَ أَنَا بَلْ نِعْمَةُ اللهِ الَّتِي مَعِي } ( 1كو 15 : 10 ) .. الله يُرِيد أنْ يُعْطِينَا خِبْرَة تَفْرِيط الثِقَة فِي النَّفْس .. فِي حَيَاة الإِنْسَان عِدِّة مَرَاحِل هِيَ :0
أوِّل مَرْحَلَة أنَا لاَ الْمَسِيح .
ثَانِي مَرْحَلَة أنَا وَالْمَسِيح .
ثَالِث مَرْحَلَة الْمَسِيح وَأنَا .
رَابِع مَرْحَلَة الْمَسِيح لاَ أنَا .
فِي أي مَرْحَلَة أنْتَ ؟ هُوَ يُرِيدْنَا أنْ نَصِل إِلَى مَرْحَلِة " لاَ أنَا بَلْ الْمَسِيح " لِذلِك مُمْكِنْ نَخْرُج بِرَصِيد قَوِي مِنْ الإِمْتِحَانَات .. إِعْطِي كُلَّ مَادَّة لِقِدِيس وَكُلَّ يُوْم لِقِدِيس لِيُسَاعِدَك عَلَى إِسْتِذْكَار اليَوْم وَمِنْ خِلاَل الإِسْتِذْكَار نَمِّي عِشْرِتَك مَعَ القِدِّيسِين وَبِذلِك تَنْمُو رُوحِياً فِي فِتْرِة الإِمْتِحَانَات .. إِذَا كُنْت تُصَلِّي بِدُون تَرْكِيز .. رَكِّز فِي الصَّلاَة .. إِتَخِذ أيَات وَاحْفَظْهَا مَثَلاً { أُبَارِك الرَّبَّ الَّذِي أفْهَمَنِي } ( مز 15 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) .. { لِيَقُلِ الضَّعِيفُ بَطَلٌ أَنَا } ( يؤ 3 : 10 ) .. { الرَّبُّ فَادِي نُفُوسِ عَبِيدِهِ وَكُلُّ مَنِ اتَّكَلَ عَلَيْهِ لاَ يُعَاقَبُ } ( مز 34 : 22 ) .
4. أهْدَاف الإِسْتِذْكَار :
=======================
تُوجَدٌ سَبَع أهْدَاف خَاطِئَة وَسَبَع أهْدَاف صَحِيحَة .. الأهْدَاف الخَاطِئَة هِيَ شَخْصِيَّة ذَاتِيَّة أمَّا الأهْدَاف الصَّحِيحَة فَهيَ أمَانَة وَلِمَجْد الله .
أهْدَاف خَاطِئَة
هَدَف شَخْصِي ذَاتِي فِيهِ صِرَاع مَعَ النَّفْس وَالآخَرِين .
هَدَف شَخْصِي يُعْطِي ثِقَل وَحِمْل .
مَمْلُوء قَلَق وَخُوف لأِنَّهُ صِرَاع مَعَ الذَّات وَالآخَرِين وَهذَا يَجْعَلَك إِنَاء لِلقَلَق .
يُعْطِي بُعْد عَنْ الله وَالكِنِيسَة لأِنَّهُ لَيْسَ لَدَيْنَا وَقْت لِلصَّلاَة أوْ حُضُور الكِنِيسَة .
يُعْطِي غِيرَه وَحَسَد .
يُنْتِج غُرُور وَكِبْرِيَاء لأِنَّهُ يُعِيد النَّجَاح لِلذَّات وَالإِمْكَانِيَات الذَّاتِيَّة .
أهْدَاف صَحِيحَة
أمَانَة فِي وَزْنَة وَمَجْد لِلْمَسِيح .. لِمَاذَا نِتْعَب ؟ لَيْسَ لِصِرَاع بَلْ أمَانَة وَالهَدَف مَجْد الْمَسِيح وَلَيْسَ التَّفَوُق عَلَى الآخَرِين .
يُعْطِي إِنْطِلاَق نَحْو الله وَشُعُور بِمَعُونَتَهُ وَهُوَ يَحْمِل عَنَّا الأحْمَال .
يُعْطِي ثِقَة وَاتِكَال .
يُعْطِي مَزِيد مِنْ الإِرْتِبَاط بِالْمَسِيح وَالقِدِّيسِين وَمَزِيد مِنْ العِشْرَة الرُّوحِيَّة .
يُعْطِي حُب وَوِحْدَة .
يُعْطِي إِتِضَاع وَإِرْجَاع الفَضْل لله وَالإِعْتِرَاف بِنِعْمِتُه .
فِي النِهَايَة إِحْذَر أنْ تَكُون مِنْ النُوع الأوَّل الَّذِي يَجْلِب كُلَّ هذِهِ الأمْرَاض .. لِنَخْرُج مِنْ الإِمْتِحَانَات وَنَحْنُ نَشْعُر أنَّ الله كَانَ مَعَنَا وَسَيَكُون دَائِماً مَعَنَا .
رَبِّنَا يِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه
لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين