العظات

كيف نكون علاقة حب مع الله

بسم الآب والإبن والرُوح القدس الإلَه الواحِد أمِين فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكُلّ أوان وإلَى دهر الدهُور أمِين  حا أقرا معاكم جزء صغير من رِسالَة بُولس الرَّسُول لِتلميذه تيِمُوثاوُسَ بركاته على جمِيعنا أمِين00تيِمُوثاوُسَ التانية أصحاح 3 يقول كده [10- وَأَمَّا انْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي، وَسِيرَتِي، وَقَصْدِي، وَإِيمَانِي، وَأَنَاتِي، وَمَحَبَّتِي، وَصَبْرِي،11- وَ اضْطِهَادَاتِي، وَآلاَمِي، مِثْلَ مَا اصَابَنِي فِي انْطَاكِيَةَ وَإِيقُونِيَّةَ وَلِسْتِرَةَ. ايَّةَ اضْطِهَادَاتٍ احْتَمَلْتُ! وَمِنَ الْجَمِيعِ انْقَذَنِي الرَّبُّ. 12- وَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ انْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ.13- وَلَكِنَّ النَّاسَ الأَشْرَارَ الْمُزَوِّرِينَ سَيَتَقَدَّمُونَ الَى ارْدَأَ، مُضِلِّينَ وَمُضَلِّينَ. 14- وَأَمَّا انْتَ فَاثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأَيْقَنْتَ، عَارِفاً مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ. 15- وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ انْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. 16- كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَ التَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَ التَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ،.17- لِكَيْ يَكُونَ انْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ ]00نِعمة الله الآب تحل على أرواحنا جميعاً أمين0  موضوعنا بتاع النهارده موضوع عملِى جِدّاً عَنْ إزاى الإِنسان يكوِّن عِشرِة محبَّة مَعَْ ربِّنا00 أجمل عِلاَقة مَعَْ ربِّنا عِلاَقة الحُب00فِى عِلاَقة الواجِب وَفِى عِلاَقة الأُجره وَفِى عِلاَقة الروتين وَفِى عِلاَقة الحُب00فِى واحِد مُمكِنْ يكون بِيشتغل عند واحِد فِى مكان لأِنَّه لازِم يشتغل عنده00واجِب00 فِى واحِد تانِى يشتغل عند واحِد فى مكان لأِنَّه بياخد مِنْه فلوس00فِى واحِد تانِى بِيشتغل عند واحِد فِى مكان لأِنَّه خايِف مِنْه00وَفِى واحِد بِيشتغل عند واحِد فِى مكان لأِنَّه بيحِبَّه00أكتر واحِد يُثمِر مِين ؟ أكِيد الَّلِى بيحِبَّه0  علشان كِده عِلاَقِتنا مَعَْ ربِّنا إِنْ ماكانِتش مبنية عَلَى الحُب تُبقى عِلاَقة إِمَّا واجِب إِمَّا روتِين إمَّا عِلاَقة لها مُقابِل إِمَّا عِلاَقة شكلِيَّة00عِلاَقة الحُب00إِزاى الواحِد يبتدِى عِلاَقِة محبَّة بِربِّنا ؟ إِزاى صلاته تُبقى صَلاَة حُب مِش صَلاَة واجِب ؟ إِزاى قرايته فِى الكِتاب المُقدَّس تُبقى قراية إِشتياق ؟ إِزاى الإِنسان فِى وسط إنشغالاته الكتيرة جِدّاً جِدّاً عِلاَقته بِربِّنا تُبقى عِلاَقة حُب ؟  حا أقول لكم علشان تبتدِى بِعِلاَقة حُب لازم تُدرِك محبِّة الله لِك ، أوِل نُقطة إِدراك محبَّة الله ، مِش مُمكِنْ أنا أأمرك بِمحبِّة حد إِنْ لَمْ تشعُر إِنت أوَّلاً إِنَّه حبَّك00وَعَلَى قدر الإِنسان ما يُدرِك محبِّة الله لَهُ عَلَى قدر ما يُبادِل الله حُب بِحُب0  (1) إِدراك محبَّة الله00(2) لمَّا أدركت الحُب ديَّت أسفرت عَنْ توبة وَالتوبة أشعرتنِى جِدّاً جِدّاً بِمحبِّة ربِّنا لإِنْ أنا الَّلِى مُمكِنْ بكون بأُخطِئ إِليه ببُص ألاقِى ربِّنا بيقبلنِى فقبول ربِّنا لىَّ رغم خطاياى ده أكبر دلِيل للحُب00فالتوبة وَقبُول توبتِى مِنْ الله بينَّمِى محبتِى لله جِدّاً0  (1) إِدراك محبَّة الله ، (2) التوبة ، (3) العِشرة الشخصيَّة ، عشان عِلاَقتِى تنمو فِى المحبَّة لازِم نُقعد ويا بعض كتِير، نتكلِّم نسمع بعض ، نتبادل وجهات النظر، أعرف فِكرك تِعرف فِكرِى ، أعرف إهتماماتك تِعرف إهتماماتِى ، أحِب أأقعد معاك كتِير، فـا (3) العِشرة الشخصِيَّة حا تلاقِى إِنْ العِشرة الشخصِيَّة مَعَْ ربِّنا دى بتنَّمِى المحبَّة جِدّاً ، (4) وَالأخِيرة الخِدمة،خِدمِتك لِربِّنا وَخِدمِتك فِى كنِيسته تنَّمِى محبِّتك لِربِّنا ، نتكلِّم فِى الأربع نُقط دول0 (1) إِدراك محبَّة الله :0 =======================  صدَّقونِى يا أحِبَّائِى لَوْ الإِنسان أدرك محبَّة الله لَهُ ما يكفهوش عُمره كُلّه عشان يديه لِربِّنا فِى مُقابِل محبِّة ربِّنا لَه ، مُعلِّمنا يُوحنا الرَّسُول يقولَّك إيه [ نحنُ نُحِبُّهُ لأِنَّهُ هُوَ أحبَّنا أولاً ] ( 1يو 4 : 19 ) ، محبِّتنا لله نتِيجة إِدراك محبِّته لىَّ فلَّما أنا أدركت محبِّته لىَّ أنا محبتِى إِتحركِت،حبنِى إِلَى إيه ؟ يقولَّك أحبَّنا إِلَى إيه ؟ إِلَى المُنتهى ، مرَّة تانية مُعلِّمنا يُوحنا الرَّسُول يقولَّك إيه [ أحبَّنا بِلاَ سبب ] ، صحِيح مفناش حاجة تستاهِل نتحب بالعكس لَوْ جاز التعبِير يعنِى – لَوْ جاز التعبيِر – مَعَْ إِنْ ده مِش فِى مُصطلح ربِّنا إِحنا نستاهِل نتكره لأِنْ وحشِين ، لكِنْ أحبَّنا بِلاَ سبب ، أحبَّنا فضلاً ، هُوَ ما يكرهناش قوِى00لِيه ؟ لأِنْ إِحنا ولاده مهما كَانَ إِحنا ولاده ، مهما كُنَّا خُطاة مهما كُنَّا بِنعمِل تعدِيَّات فا إِحنا ولاده ، فَهُوَ يحِبِنا بِلاَ سبب فَهُوَ أحبَّنا أوَّلاً ، أحبَّنا حَتَّى الموت موت الصلِيب ، أحبَّنا إِلَى النِهاية ، ده إيه ده ؟ ده النَّفْسَ الَّلِى تُدرِك عمل الله مِنْ أجلها ، ده غِنى ربِّنا يسُوع المسِيح ، دع عظمته كإلَه أنْ [ أحبَّ خاصَّتهُ الَّذِينَ فِي العالم ] ( يو 13 : 1)0  محبِّة ربِّنا لىَّ ، آه لمَّا أكتشِف محبِّة ربِّنا لىَّ وَتدخل جوَّه قلبِى وَأشعُر أنَّ محبَّة المسِيح تحصُرنِى وَأشعُر أنَّ محبَّة المسِيح بِتتخلل قلبِى وَعقلِى وَكيانِى وَعاطِفتِى أشعُر بِفِعل محبَّة قوِى دخلنِى فلاقِى نَفْسِى مِش قادِر أقاوِم تيار الحُب ده إِلاَّ بإِيه ؟ إلاَّ بِحُب ، واحِد مِنْ الآباء القِدِّيسِين كَانَ يُناجِى ربِّنا يقولَّه كِده [ لقد جرحت نَفْسِى أيُّها الحبِيب وَ لاَ أقوى عَلَى ضبط لهِيب حُبَّك فلِذلِكَ سأجرِى مُسَّبِحاً إِيَّاكَ ] ، مِش قادِر0  إِدراكك محبِّة ربِّنا ، عشان كِده خلِّى بالك مِنْ أكبر الحاجات الَّلِى عدو الخِير يخلِيك عايِش فِى غفلة كاملة عنها إِدراكك لِمحبِّة الله ، يقولَّك يا سِيدِى إِنت نُقطة فِى بحر ، تقوله " ده حبنِى حَتَّى00" يقولَّك ده قِصَّة ، زمان ، إِنت لِسَّه فاكِر ، تقولَّه ده بيقدِّم ذاته عنِّى إِلَى اليوم عَلَى المذبح ، يقولَّك وَإِنت بتصدَّق برضه الكلام ده ، حرب تشكِيك يفقِدك بِها أغلى وَأجمل قِيمة فِى حياتك ، عشان كِده إِدراكك لِمحبَّة الله0  جمِيل إِنْ إِنت تنظُر للطبِيعة دِى كُلَّها ، كُلّ الجمال الَّلِى حواليك ده وَتقولّه مِنْ أجلِى ، ما أجمل القدِيس غرِيغوريُوس اللاهوتِى الناطِق بِالإِلهِيَّات الَّلِى حوَّل جمال الطبِيعة كُلّها لِحوار حُب شخصِى بينه وَبينَ ربِّنا ، يُقعد يقولَّه إيه [ مِنْ أجلِى ألجمتَ البحر ] ، عارِف إِنت الَّلِى يُقعد يقولَّك إيه عملت لىَّ البيت ده عشانِى وَالقاعة دِى عشانِى وَعملت لِى الكراسِى دِى عشانِى وَعملت لِى الأرضِيَّة الجمِيلة دِى عشانِى ، حوِّلت كُلّ الحاجات الجمِيلة المعمولة دِيَّت علشان تِفهم مِنها أجمل رِسالَة أهم مِنْ اللمبة وَأهم مِنْ الكُرسِى وَأهم مِنْ000إِنْ إيه ؟ حُب0  إِنت يارب عملت لِى إيه ؟ [ مِنْ أجلِى ألجمتَ البحر00مِنْ أجلِى أظهرتَ طبِيعة الحيوان00ثبَّتَ لِىَّ الأرضَ لأمشِى عليها ] ، أنا نِفْسِى نتخيَّل لَوْ الأرض دِى مِش ثابتة كُنْا حنعمِل إيه ؟ كُنْا نمشِى نخَّبط فِى بعض ، حوَّل كُلَّ أعمال الله إِلَى إِكتشاف عظمِة وَجمال وَقُوَّة محبِّة الله فَصَارَ فِى تيار حُب جارِف لله نتيِجة أعمال محبَّة الله ، طب الكلام ده فِى الطبِيعة ، يقولَّك كمان وَفِى التجسُّد إِنت جِيت مِنْ أجلِى ، [ أتيتَ إِلينا عَلَى الأرض00أتيتَ إِلَى بطن العذراء00أيُّها الغير المُحوى ] ، إِزاى ياربَّ إِنت جِيت ؟ إِزاى ياربَّ تقبل كُلّ هذا ؟ لمَّا جِيت عَلَى الأرض عِشت كفقِير عِشت كأدنى النَّاس مِنْ أجلِى وَفِى الأخِر يارِيتك أخدت كلِمة شُكر ، يارِيت النَّاس مجدُوك وَ لاَّ رفعُوك00لأ00ده رفعُوك عَلَى العود أنتَ الرَّافِع كافة الجِهات بِقُوَّتِكَ ، فِى الأخر أخد المهانة وَأخد الخِزى وَأخد العار00كُلّ ده إيه ؟ مِنْ أجلِى ، عشان كِده هل تُدرِك محبَّة الله لَكَ ؟  عايِز تتعلَّم إِزاى تحِب ربِّنا شوف هُوَ حبَّك أد إيه وَخلِّى بالك الإِدراك الشخصِى غير الإِدراك الجماعِى ، عشان كِده القدِيس غرِيغوريُوس بِيقول لِربِّنا [ مِنْ أجلِى ] ، عشانِى أنا مِش عشان كُلّ البشر00لأ00عشانِى أنا ، ربِّنا يسُوع المسِيح أحبَّ البشر كُلَّهُمْ وَأسلم ذاته فِداءً عنَّا كُلِّنا لكِنْ مُعلِّمنا بُولُس الرَّسُول يقولَّك إيه [ الَّذِي أحبَّنِي وَأسلم نَفْسَهُ لأِجلِي ( خلِّى بالك مِنْ " نِى " ) ] ( غل 2 : 20) ، هل أنا أدركت إِنْ ربِّنا عمل كُلّ ده مِنْ أجلِى ؟ عشانِى أنا ؟! هل وصلت لَكَ الرِسالَة بِتاعة محبِّة ربِّنا لِشخصك إِنت الشخصِيَّة جِدّاً الخاصة جِدّاً جِدّاً ؟ أدركت الحِتَّة دى ؟  عشان كِده الله ينيح نَفْسَه أبونا بِيشوى كامِل يدِّى تدرِيب لطِيف قوِى يقولَّك " أنا عايزك كُلّ يوم تبُص لِصورة يسُوع المصلُوب خمس دقائق "00لِيه ؟ عشان تشوفه وَتقول كُلّ ده إيه ؟ مِنْ أجلِى ، ياه إِنت بتحبنِى كُلّ ده ماكونتش أعرف ، ماكونتش أشعر ، كُلّ ده ؟ كُلّ شوكة كَانَ مفرُوض تِيجِى فىَّ ، كُلّ عُرى أنا الَّلِى أستاهله ، كُلّ خِزى أنا الَّلِى أستاهله00كُلّ ده عملته مِنْ أجلِى ؟!! ياه ده أنا بلِيد ، ده أنا قاسِى ، ده أنا مِش بقابلك حُب بِحُب ، ده أنا بزوِد إِهانتك ، ده أنا بحُط شوكة عَلَى شوكة ، بحُط عُرى عَلَى عُرى0  إدراك محبِّة الله لِك مِنْ خِلاَل الخلِيقة00مِنْ الفِداء00مِنْ خِلاَل التجسُّد00مِنْ خِلاَل الكنِيسة إنْ كُلّ البركات دِى قالَّك أنا حا أنقِلها لك عَنْ طرِيق الكنِيسة ، يقولَّك الَّلِى حصل فى الجُلجُثة ده أنا حا أجيبهولك ، حا أعمِل لك جُلجُثة لِغاية عندك ، فِين دِى00يجِيب لِى جُلجُثة منين ؟ الجُلجُثة فى أُورُشلِيم ، يقولَّك أنا حا أجِيب لَكَ جُلجُثة فى أقرب مكان لِبيتك00تقوله فين ؟ فِى أقرب كنِيسة عِندك حا أعمِل لِك جُلجُثة00فين الجُلجُثة ؟ فِى المذبح حيثُ قُدِّم المسِيح مكسوراً كجسد وكدم مسفُوك0  فما يحدُث فِى كنِيستك هُوَ إمتداد وَإستمرار للصليب لِعمل الحُب الإلهِى ، وأبونا يصرُخ ويقولَّك [ أنَّ هذا هُوَ بِالحقِيقة أمِين ]00وَإنتَ تقوله [ أمِين ]00يقولَّك [ يُعطى عنَّا خلاصاً وَغُفراناً للخطايا وَحياة أبديَّة لِكُلّ مَنْ يتناول مِنْهُ ]0  يقولَّك كُلّ الَّلِى عمله المسِيح ده بِيقدمه لِك لِغايِة عندك00شوفت الحُب ده كُلّه ؟ شوفت الحُب ده كُلّه أدركته00شعرت بِه00طب تقدَّست مشاعرك بِالحُب الإلهِى ده ؟!! عشان كِدم ما تستغربش نِفُوس تدِى حياتها كُلّها لِلمسِيح ، ما تستغربش ولد ولاَّ بِنت فِى عِز شبابه يعِيش طاهِر وَيعِيش غالِب لِلعالم ، ما تستغربش البِنت تُبقى جمِيلة وَتستشهِد ، ما تستغربش الولد يُبقى غنِى وَعِيلته ناس مِنْ أكابِر البلد وَيترهبِن ، ما تستغربش00 لِيه ؟ دِى ناس أدركِت الحُب ، الَّلِى أدرك الحُب ده يقولَّك طب ياربَّ أأقابلك الحُب ده بِإيه ؟ أدِيك إيه00إيه الَّلِى عندِى ؟ عندِى فلوس ! حقِيرة وَ لاَ حاجة ، عندِى دهب عندِى فضَّة عندِى قصر عندِى إيه ؟!! أنا معندِيش حاجة ، معندِيش حاجة أأقدِّمها لَكَ لكِنْ مُمكِنْ أأقدِم لِك حاجة الَّلِى يعنِى ها ما أملُك00أدِيك إيه ؟ أدِيك عُمرى ، أدِيك حياتِى00 أدِيك أيَّامِى00أدِيك شبابِى00تِقبل ؟!![ فاقبلها إليكَ عَلَى مذبحك المُقدَّس السَّمائِى رائِحة بخورٍ ]00إإقبل ياربَّ حياتِى00[ بِماذا أُكافِئ الرَّبَّ عَنْ جَمِيع مَا أعطانيه ] ، أدِيك إيه ياربَّ ؟ أنا حِيلتِى إيه ؟ مُمكِنْ أدِيك أنفاسِى00فِكرِى00أُملُك عَلَىَّ0  أجمل نُقطة تُقوِّم الشاب وَتُقدِّسه وَكُلّ الكلام الَّلِى نُقعد نكلمه مِنْ غير ما تِفهم أوِل نُقطة دِى عبثاً تفعل ،كأنَّكَ تُضارِب الهواء ، عشان كِده الشاب الَّلِى عمَّال يجاهِد ضِد الخطِيَّة ثلاثة أيَّام00يومين00خمسة أيَّام وَيُضبُط نَفْسَه00أصل ده إيه ؟ ده مُجرَّد واحِد أنا معرَّفتوش مثلاً إزاى يشترِى سندوتش فاعتمد إنْ أنا كُلّ ما أنا أحِن عليه أرمِى لَه لُقمة00لأ00ده لازِم هُوَ يِعرف يجِيله منين وَيجِيب منين ، لازِم تِعرف المصدر الَّلِى حا تاخُد مِنْه ، إِستمرار جِهادك هُوَ إِدراكك لِمحبِّة الله ، عشان كِده يقولَّك كِده الشِيخ الرُوحانِى [ أولئِكَ ياربَّ الَّذِينَ أشرقت عليهِمْ بِشُعاع مِنْ حُبك لَمْ يحتمِلوا السُكنى بينَ النَّاس بَلْ ألقوا عنْهُمْ كُلّ حُب جِسدانِى وَسعوا خلف الغَنِى بِحُبِّهِ ساعة ما أدركوا مِقدار محبَّتِهِ فِى قلبِهِمْ ما صبِرُوا أنْ يبقوا فِى أفراح العالم لحظة واحِدة ] ، ساعة ما أدركوا مِقدار محبَّتِهِ فِى قلبِهِمْ [ ما صبِرُوا أنْ يبقوا فِى أفراح العالم لحظة واحِدة صاروا يجرون فِى طرِيق الأتعاب بِلاَ شبع ]00بقوا يدوَّروا عَلَى أتعاب00يقولوا أصوم أد إيه ؟ أصوم00أصَلِّى أد إيه ؟ أصَلِّى00أوصل لِغاية إستشهاد ؟ أستشهِد00النِفُوس الَّلِى أدركِت محبِّة ربِّنا دِيَّت هِى دِى الَّلِى تِعرف تحِبَّه صح ، النِفُوس الَّلِى أدركِت محبِّة ربِّنا إِلَى النِهاية دِى الَّلِى تحِب ربِّنا لِلنهاية0  أوِل لمَّا إنت تِحس إنْ محبِّة ربِّنا لِك محبَّة قلِيلة حا تحِبَّه محبَّة قلِيلة ، أوِل لمَّا تِحس إنْ محبِّة ربِّنا لِك محبَّة مُتردِدة حا تحِبَّه محبَّة مُتردِدة ، أوِل لمَّا تِحس إنْ ربِّنا مِش بيحِبك إِنت مِش حا تحِبَّه ، عشان كِده إنت بِتكوِّن فِكرة عَنْ ربِّنا مِنْ خِلاَل عِلاَقتك إِنت بِربِّنا ، لَوْ حسِيت إنْ ربِّنا بِيقبلك حا تِقبل ربِّنا ، لَوْ حسِيت إِنْ ربِّنا بِيرفُضك حا ترفُض ربِّنا ، فخلِّى بالك لَوْ عندك فِكر إِنْ ربِّنا بِيرفُضك ده مِنْ الشيطان مِش مِنْ ربِّنا ، بيخلِيك تِحس إِنْ إنت مرفُوض عشان إنت ترفُضه ، بيخلِيك تِحس إِنْ إِنت بيحِبَّك قُليل عشان إنت تحِبَّه قُليل ، بيخلِيك تِحس إِنْ إنت محبِّته لِك محبَّة مهزوزه ، يقولَّك لاَ أصل الولد ده وحِش فيخلِيك إنت يزوِّد المسافة بينك وَبين ربِّنا ، يِعمِل بينك وَبين ربِّنا فجوة ، أوْ مُمكِنْ بِدهاء شيطانِى يحوِّلها إِلَى إيه – خلِّى بالك – يحوِّلها إِلَى عداوة ، يخلِّى بينك وَبين ربِّنا عداوة ، يقولَّك آه خلقنا لِيه وَعمَّالِين نِعمل خطايا وَسايبنا وَكَانَ مُمكِنْ يرَّيحنا عَنْ كِده ، يخلِّى الواحِد إيه ، يكون بينك وَبين ربنا عداوة0  تخيَّل إنت كِده لمَّا ربِّنا يُبقى عامِل لنا كُلّ ده وَتقولّه إيه يعنِى عامِل لِنا إيه زِيادة عَنْ النَّاس يعنِى ، يعنِى عطِيت لِنا إيه يعنِى ؟ حاجة مُهِينة لكِنْ لمَّا أأقعد أقوله أشكُرك عَلَى الشمس وَالقمر وَعَلَى الطبِيعة وَالشجر وَعَلَى الأرض وَعَلَى البحر00أشكُرك00أشكُرك00أشكُرك00ده ينَّمِى محبتِى لِربِّنا وَربِّنا لمَّا يشوف نَفْسَ أدركِت محبِته دِى يِعمل إيه ؟ يزِيد عليها العطايا00إِدراك محبِّة الله0 (2) التوبة :0 =============  لمَّا أنا أدركت محبِّة الله حا أبتدِى أعمِل إيه بقى ؟ أتوب ، ياه ده أنا كُنت وحِش قوِى ، ده أنا وحِش قوِى ، ده أنا بعمل خطايا بإصرار ، ده أنا ببحث عن أسباب خطايا ، إزاى أعمِل كُلّ ده وَربِّنا بيحِبنِى ، ده أنا مكسوف مِنْ محبِّته ، فمحبِّة ربِّنا دلِيل إِيجابيته ، دلِيل إِنْ هِى محبَّة عمليَّة مِش نظريَّة تُنشِئ توبة ، أى محبَّة تانية تُبقى محبَّة شاعِريَّة كِده نظريات00لأ00دِى محبِّة ربِّنا تُنشِئ توبة ، نور محبِّته جوه قلبِى تملُك عَلَى قلبِى تطرُد الظُلمة ، تطرُد الإفكار الغرِيبه وَالنجاسات وَالشهوات ، تخلِينِى أدقق أكتر وَأحاسِب نَفْسِى أكتر0  لمَّا واحِد أحِس أنا إنَّه إيه هُوَ بيحبنِى حا أقعد أحاسِب نَفْسِى أقول ياه ده فِى مرَّة قُلت لَه كلِمة ما يصحِش أقولها أبداً ، ياه ده أنا فِى موقِف كُنت عملته قبل كِده ده أنا لازِم أصالحه عليه حَتَّى لَوْ هُوَ مِش فاكِره أنا لازِم أروح أعتذِر لَه عليه0  إِدراك محبِّة ربِّنا لِك حا تِدفعك إِلَى توبة وَمِنْ خِلاَل التوبة حا تلاقِى إِنْ هُوَ بِيقبل التوبة ، مِش رايح تعتذر لِواحِد يقولَّك00لاَ00بس إِنت كُنت عملت كذا وَإِنت كُنت غلطان وَفاكِر لِك حاجات مِنْ 20سنة00لأ00يقولَّك00لأ00أنا عارِف إِنْ إِنت ما كونتش تقصد00لاَ لاَ لاَ ما تِضايِقش بس أنا كُنت خايِف يعنِى الخطِيَّة دِى تكون مأثَّرة عَلَى عِلاَقتك بِىَّ00لاَ00ده إِنت إِبنِى00لاَ لاَ لاَ أنا بس يِصعب عَلَىَّ إِنْ إِنت تِعمل خطِيَّة00يِصعب عَلَىَّ إِنْ العدو يمتلِكك لكِنْ كون إِنْ أنا أزعل مِنَّك00لاَ00أنا بحِبَّك ، إِعلم أنِّى أُحِبَّك00إِعلم إِنِّى أقبلك00إِعلم إِنْ خطاياك لا تُؤَّثِر فِى عِلاَقِتنا ما دام يوجد لها توبة لأِنَّهُ [ لاَ توجد خطيَّة بِلاَ مغفِرة إلاَّ الَّتِى بِلاَ توبة ] ، مفِيش حاجة مِش حا تتغفِر إلاَّ الَّلِى مِش حا تتوب عنَّها0  فمحبِّة ربِّنا تجِيب لَك توبة ، أجمل توبة تتوبها توبة محبِّة الله ، ياما بتوب توبة بس مِش توبة محبِّة الله00يتوب توبة مؤقتة00توبة ضعيفة00أحياناً بنتوب توبة إرضاء ضمير ، أحياناً بنتوب توبة شكلية ، مِش مُمكِنْ دلوقتِى واحِد يِغلط فِى واحِد وَنجِيبه يعتذِر قُدَّامنا بس إعتذاره يُبقى إعتذار سخيف 00لِيه ؟ إحنا إتحايلنا عليه قولنا لَه تعال إعتذِر لِفُلاَن أصله زعلان مِنَّك ، بس أنا معملتش حاجة ، نقوله لاَ بس تعال ده ما يصحش كده تعال إعتذِر لَه ، قولَّه أنا أسِف ، تلاقيه طالع بالعافية وطالِع مكشَّر ونجِيبه لِغاية عنده ، يقولَّه خَلاَصَ أنا ما كونتش قصدِى أزعلك ، حَتَّى مِش قادِر يقول أنا إيه00أنا أسِف ، تقيله ها00تقيله كلِمة " أنا أسِف " ، أنا ما كونتش أأقصد إن أنا أزعلك ، مِش عايزك تكون زعلان منِّى – كِده بيدمغ الكلام كِده – والتانِى يقولَّه لاَ خَلاَصَ ، بس فِى واحِد يُبقى طالِع إيه متأسِف متأثر بِمُجرَّد إنَّه كِده بس جاى مِنْ بعِيد ، عارِف إنت المثل بِتاع الفرِّيسِى وَالعشَّار ، العشَّار يقولَّك إيه [ فوقف مِنْ بعيدٍ لاَ يشاءُ أنْ يرفع عينيهِ نحو السَّماءِ ] ( لو 18 : 13) – واقِف – ، التوبة الَّلِى منشأها محبِّة توبة صادِقة00توبة دائِمة0  عشان كِده تملِّى نشتكِى توبِتنا مُتردِدة ، بنتوب وَنِرجع تانِى فالعدو يزداد فِى سُلطانه علينا أكِنَّه بيطلَّع لِك لِسانه بيقولَّك شوفت إنت لِسه إمبارح كُنت بتقول أتوب ، توبة إيه الَّلِى بِتكلِّم عليها00 لِيه ؟ لأِنَّها توبة مِش جاية مِنْ محبِّة ربِّنا ، دِى توبة مُمكِن تكون نتيجة إِرضاء ضمِير أوْ كشف عقل أوْ روتِين أوْ خوف ، واحِد يقولَّك لأ أحسن ربِّنا يِعمِل فِينا حاجة ، أقولَّك كُلّ ده ما يجِبش توبة صح الَّلِى يجِيب توبة صح إيه ، توبة الحُب ، [ أخطأت يا أبتاهُ فِي السَّماء وَقُدَّامك ، وَلستُ مُستحِقاً أنْ أُدعى لَكَ إبناً بل اجعلنِي كأحد أُجرائكَ ] ( القِطعة الثانية مِنْ صَلاَة الغرُوب ) ، أنا مستهلش أعِيش عندك أنا دوقت وجرَّبت المرارة بعِيد عنَّك وَاتذلِيت فأنا جايلك بِحُب جايلك بِندم جايلك تقبلنِى وَلَوْ كأحد أُجرائك00توبة0  إفحص نَفْسَكَ فِى ضوء محبِّة الله تلاقِى توبتك توبة جمِيلة ، تقولَّه كُلّ ده وَبتحبنِى00لِيه ؟ ده إنت كَانَ المفرُوض ترفُضنِى ، ترذلنِى ، كَانَ المفرُوض تشُق أرض وتبلعنِى ، المفرُوض تجِيب غضب عَلَى البلد دِى بسببِى وَمَعَْ كِده متأنِّى عَلَىَّ وَصابِر عَلَىَّ0  القدِيس مارِأفرآم كَانَ يكلِّم الله وَيُناجِيه يقولّه [ المجد لَكَ يا مَنْ تحتملنِى ] ، كتَّر خيرك ياربَّ كتَّر خيرك ، شوف التوبة بقى الجمِيلة ، عايِز تحرَّك قلبك بِمشاعر توبة صادِقة إدرِك محبِّة ربِّنا لِك وَحاسِب نَفْسَك حا تلاقِى مُحاسبِتك لِنَفْسَك إِختلفِت ، كُنت الأوِل تحاسِب نَفْسَك عَلَى إيه عَلَى حاجة تكون يعنِى فظِيعة ، دلوقتِى بقيت تحاسِب نَفْسَك عَلَى النظرة وَعَلَى الكلمة مِش بس عا النظرة وَالكلمة ده إنت عَلَى فِكرة جات فِى فِكرك00عَنْ واحِد أدنته بِفِكرك00عَنْ شهوة إِشتهيتها بِفِكرك0  الإِنسان الَّلِى أدرك محبِّة ربِّنا لَه تلاقيه إِبتدِت أمور صغيرة ما كنش ياخد باله منها أبداً إِبتدى يشعُر أد إيه دِى بِتجرح ربِّنا فيبتدِى كِده يقولَّك أنا يعنِى فِى كلِمة كِده مِش لطِيفة طِلعِت منِّى مَعَْ واحِد زمِيلِى ، تفتِكر إنت الكلمة الَّلِى مِش لطِيفة دِى تكون يعنِى شِتمه جامدة قوِى وَ لاَّ حاجة وَتِطلع كلِمة بسِيطة جِدّاً مُمكِنْ تكون بتعدِى عَلَى آلاف مِنْ النَّاس ، بس هُوَ لأِنَّه أدرك محبِّة ربِّنا وَمحبِّة ربِّنا نوَّرِت القلب لمَّا القلب إتنوَّر بِمحبِّة ربِّنا ظهرِت كُلّ الشوائِب فاإِبتدى ياخد باله مِنْ الكلمة ، مِنْ الفِكرة00 مِنْ النظرة0  فِى شاب مُمكِنْ ييجِى يعترِف عَلَى منظر شافه فِى إِعلان – إِعلان تليفزيون – شاف منظر يعنِى كِده تعبه فييجى يعترِف بِه ، فِى واحِد تانِى يكون شاف مناظر قبِيحة جِدّاً وَرديِئة جِدّاً وَ لاَ يتذكَّر إنَّه يعترِف بِها لإِنْ دِى أمر عادِى بِالنسبة لَه00ده إيه ده ؟!! إيه الفرق ده ؟ الفرق دى نَفْسَ أدركِت محبِّة ربِّنا وَ دِى نَفْسَ لَمْ تُدرِك محبِّة ربِّنا ، ده إِنسان أدرك كرامة جسده وَقِيمته عند المسيح وَده إِنسان لَمْ يُدرِك كرامة جسده وَلَمْ يُدرِك قِيمتة عند المسِيح وَفِكرة إِنْ أى خطيَّة بِيعمِلها غير معلومة ، فِكرة إِنْ أى خطيَّة بِيعمِلها ما بتسببش إِهانة لِجسد المسِيح وَ لاَ جرح لِلمسِيح أبداً فا واخِد الأمر عادِى0  عشان كِده فِى واحِد يُقعد يعترِف تلاقيه مِش فاكِر حاجة معندوش حاجة يقولها00 عايِز يقول إيه ؟ مِش عارِف ينطق بِحاجة لأنَّه مِش شايف إِنْ فِى حاجة تستوجِب يعنِى ، وَفِى واحِد ضميره تعبان لإِنَّه أهان المسِيح الَّلِى أحبَّه فِى كلمة وَفِى نظرة وَفِى فِعل وَفِى تقصِير وَفِى صَلاَة وَفِى000توبة0  أجمل توبة تتوبها توبة الحُب00التوبة المُستمرة توبة الحُب00التوبة القوية توبة الحُب00التوبة الَّلِى تخلِّى قلبك الحجر ده يلين توبة الحُب ، التوبة الَّلِى تنَّزِل دِمعة مِنْ عِينك المتجمِدة توبة الحُب ، هِى دِى الَّلِى تنَّزِل مِنَّك دِمعة ، غير كِده مفِيش تُبقى يعنِى متعوِّد عَلَى الخطايا وَالقلب متحجر وَالنَّفْسَ عايشة فِى نَفْسَ شهواتها وَفِى نَفْسَ فِكرها وَفِى نَفْسَ تياراتها وَأدِينا عايشِين وَأدِينا أحسن مِنْ غيرنا ، ده إِحنا أحسن مِنْ غيرنا بكتِير هُوَ ده الإِنسان الَّلِى إيه يقولَّك لاَ خلِّى بالك أنا برضه مهما كِده برضه بس أنا برضه كويس ، وَالإِنسان التانِى يقولَّه [ إِرحمنِي ياربَّ فَإِنِّي ضعِيف ، إِشفنِي ياربَّ فَإِنَّ عِظامِي قَدْ اضطربت000عُد وَنَجِي نَفْسِي ] ( مز 6 مِنْ صَلاَة باكِر )0  توبة الحب ، التوبة الَّلِى تخلى المزمور بالنسبة لَكَ أداة لذَّة ، زى بومبوناية حلوة كده يقولك لاَ دى ما تتبلعش دى تتمص ، خليها فِى فمك أطول فِترة عشان تتمتع بطعمها اللذِيذ ، تلاقِى الآية عاملة زى البومبوناية فِى فمك ، عايز تخليها أكبر وقت تتمتع بلذتها فتقعد كده تردد الآية إنْ إنت تقوله [ قالت نفسى لَكَ ] ، [ إستجب لِى يارب ] ، يقول كده [ إرحمنِى واستجِب لِى ياربَّ فإنَّه لَكَ قَالَ قلبِي000وَوجهك ياربَّ ألتمِس ] ( مز 26 مِنْ صَلاَة باكِر ) ، " إرحمنِى يارب لَكَ قَالَ قلبِى " ألاقِى كده " وجهك يارب أنا ألتمس " دى مِش عايز أسيبها عايز أقولها 10 مرَّات ، 20 مرَّة ، " وجهك يارب أنا ألتمس " وَأسكت شوية وَأقوله " وجهك يارب أنا ألتمس "00" وجهك يارب أنا ألتمس " ، لغاية لما أشعر إنْ وجه ربَّنا ده إرتسم عَلَىَّ وَشوفته فِعلاً وَحسيت به فِعلاً ، وَلما دخلنِى ملانِى مشاعِر مُقدَّسة ، فين المشاعِر الَّلِى كُنت بميل لها ، المنظر الوحش ؟ إطردِت مِنْ تلقاء نَفْسَها0  النور يطرُد الضلمة ، عبثاً تفعل أنْ تقاوِم مقاومة سلبيَّة - عبثاً تفعل – عبثاً تفعل إنْ إنت يبقى عندك كوم زِبالة وَإنت عمَّال تهش الدِبان ، هِش بقى ما تطلعوا بقى ، صعب مُستحِيل ، علشان تخلِّى الدِبان ده يِطلع لازِم تشِيل الزِبالة لما شِلت الزِبالة إتفضلوا شوية دِبان ، رُش بقى حاجة تِمنع الدِبان ، نضَّف المكان وَرُش حاجة ، فِى إجراءات مُهمة قبل ما إنت تفكَّر ، إحنا ياما بنتوب توبة زى هش الدِبان وَسيبِين الكوم ، ما ينفعش0 (3) العِشرة الشخصِيَّة :0 ===========================  أحبائِى أحياناً كتيرة جِدّاً بنكون عرفنا المسِيح بِالفِعل أوْ عرفنا المسِيح بِالوراثة ، أهالِينا مسِيحيين ، وَانت بقى ؟ مسِيحِى لكِنْ إيه هِى عِشرِتك الحقيقية الشخصِيَّة مَعَْ المسِيح ؟ فين بقى أهِى دى الَّلِى حا توصلك لِمحبِته ، يعنِى إيه بقى العِشرة الشخصِيَّة ؟ زى ما قُلت لك مِنْ شوية ، واحِد بتنمِى عِلاقِة محبِتك له إزاى ؟ تقابله كتير تقعدوا سوى كتير ، إتكلموا كتير ، إسمعه يسمعك ، هات له هدية يجِيب لك هدية ، زوره يزورك ، وِده يودك ، إفتح له قلبك يفتح لك قلبه ، أدى العِشرة ، إزاى أى واحِد فِيكم نمَّى صداقته مَعَْ زميل له ؟ إزاى أى واحدة فِيكم نَّمِت صداقِتها مَعَْ زميلة لها ، قعدوا مَعَْ بعض أكتر ، إتكلموا مَعَْ بعض أكتر ، فتحوا قلبهم لِبعض ، أصبح فِى بينهم عِلاَقة غير رسميَّة ، إحنا عايزين العِشرة دى مَعَْ ربَّنا يسُوع ، تبقى فِى بينا عِلاَقة خفيَّة عَلَى مدار اليوم بطوله ، مِنْ تردِيد آية ، مِنْ وقفِة تأمُّل ، مِنْ إحساس بوجوده فِى كُلَّ حدث أنا بعمِله ، إنْ أنا أشوفه فِى كُلَّ الخلِيقة ، أشوفه فِى كُلّ الأحداث ، قلبِى يشتاق أكتر مِنْ خِلاَل حياتِى اليومية لأِنْ أنا شايفه قلبِى يشتاق أكتر لِوقفِه الصلاة ، عشان كِده إيه الَّلِى بيعطَّل وقفات الصلاة فِى حياتنا ؟ (1) مفِيش إدراك للحُب الإلهِى0 (2) مفِيش توبة0 (3) مفِيش عِشرة وَعايزين نقف نصَّلِى000إزاى ؟  إزاى أنا أأقعدك جنب واحِد مثلاً فِى الترماى وَيقولك إكلِّم معاه ، أتكلِّم معاه فِى إيه هَوْ أنا أعرفه وَلاَّ يعرفنِى ، ها نتكلِّم فِى إيه ؟ وَلَوْ إكلمنا فِى حاجة لَوْ إحنا عَلَى درجة عالية جِدّاً جِدّاً مِنْ اللباقة حا نتكلِّم فِى حاجة لازِم تكون إيه برَّايا وَبرَّاه ، لَوْ اضطرِت يعنِى للحدِيث فتلاقِى نَفْسَك مُمكِنْ تكلِّم عَنْ إيه ، عَنْ الكورة ، عَنْ الرَّيس ، نتكلِّم عَنْ الإقتصاد ، حاجة لا تخصنِى وَلاَ0000حاجة كده يعنِى ، حدِيث عام0  عشان كده لَوْ إنت وقفت مَعَْ ربَّنا مِنْ غير ما يكون لَكَ العِشرة الشخصِيَّة معاه تلاقِى نَفْسَك بِتتكلِّم كَلاَمَ مِنْ برَّاك وَالكلام الَّلِى مِنْ برَّاك بِيبقى مُمِل00مُمِل ، يا الله بقى الواحِد زِهِق عايزِين نِخلَّص ، لكِنْ الكلام الَّلِى يبقى مِنْ جواك ، الكلام الَّلِى يمس أتعابك ، مِين تِقدر تقعد معاه تشتكِى له ؟ الَّلِى تكون إيه00بتحِبه ، بِتأمن له ، تِقدر تكلِّم فِى شكوِتك مَعَْ أى حد ؟ مِش أى حد طبعاً ، أى واحِد يقولك إزايك يا فُلاَن عامِل إيه ؟ تقوله كويس نُشكر الله كويس ، يعنِى بخير بابا كويس وَماما كويسه ؟ كويسِين وَممكِنْ يكون عندك مشاكِل كتير جِدّاً ، مين الَّلِى تِفتح قلبك وَتكلِّم معاه فِى مشاكلك ؟ آه الَّلِى تحس إنه بيحِبك فِعلاً ، أهو ربَّنا كده لما تُدرِك محبِته فِعلاً لِك تبتدِى يقولَّك [ أبِث لديهِ ضِيقِي ] ( مز 141 مِنْ صَلاَة النُّوم ) ، عِشرة حقيقيَّة بقى ، حدِيث خفِى ، حِوارات دائِمة ، وجود دائِم ، أدى دى بقى نقطة 3 جمِيلة ، صعب جِدّاً تكلمنِى عَنْ نمو محبتك لِربِّنا وَإنت مِش بتكلمه ، مالقش وقفات مُنتظِمة فِى الصلاة ، مالهاش مِيعاد نِهاية لها مِيعاد بِداية ، ما تقوليش 5 دقايق وَإلاَّ10 مِش حا ينفع ، لازم يكون لِك وقفات طويلة00طويلة بِمعنى كلمة طويلة ، إشمعنى ممكن تكلِّم مَعَْ زميلك وَبِنت مَعَْ زميلتها ساعة وَساعتين وَتلاتة00إشمعنى يعنِى ؟ ده فِى زمايل يكونوا يعنِى متعلقين بِبعض تلاقيهم مثلاً يطلعوا مِنْ النادِى بِتاع الكنيسة يرَّوحوا فا ييجِى لِغاية بيت زميله يقوله لأ أنا حا أرجع أوصَّلك ، يروحوا رايحِين عند بيت التانِى ، ييجوا عند بيت التانِى يقوله لاَ حا أرجع أوصَّلك وَهكذا يعمِلوا الحدوته دى أربع خمس مرَّات ، بيحِبوا بعض مِش مُشكلة أنا مِش بقول ده غلط لكِنْ أأقصد إيه00أأقصد الإنسان لمَّا يكون له محبَّة مَعَْ حد ممكِن إيه يبقى حابِب الوجود معاه ، عايز أخلِيك تقِيس نَفْسَ الكلام عَلَى مُستوى عِشرتك مَعَْ ربِّنا بس الواحِد إيه عايز يقول " أبانا الَّذِى " وَفِى وسطها يقول " آمين " ، يقولك إيه ده بقى ؟ فِين العِشرة بقى ؟ فِين الحُب ؟ فِين الإنسان الَّلِى حابِب يقف قُدَّام ربِّنا وَحابِب يتكلِّم معاه ، لاَ خلِّى بالك أُأقف وَاكلِّم وَاعرِض خطاياك وَاسجُد وَكلِّمه عَنْ أسرارك وَمشاكلك وَهمومك وَكلِّمه عَنْ أفكارك ، إكشِف له كُلَّ أفكارك ، إكشِف له خِطة حياتك ، قوله يارب " لِتكُن إرادتك فِى كذا وَكذا وَكذا " ، وَاقف معايا فِى كذا وَاشكُرك يارب إنْ إنت عملت معايا كذا وَكذا ، اُذكر بيتِى ، اُذكر ولادك ، اُذكر الكنيسة ، اُذكر أبونا ، اُذكر الآباء ، اُذكر أبونا البطرك ، اُذكر يارب سلام البلد ، اُذكر يارب كُلَّ ضِيقة وَكُلّ مُتضايق ، اُذكر يارب غير المؤمنِين ، عمَّال تكلِّم فِى حدِيث بقى مِش حا يخلص00لِيه ؟ حبِيبك0  هُوَ إحنا نستاهل نقف قصاده وَفِى الأخر إحنا الَّلِى بِنحسِب الوقت ، المفروض الوقت يكون فِى إيد مِين ؟ الأعظم مِش كده ، يعنِى لِنفرِض يعنِى مَعَْ احترامِى لِكم ، لِنفرِض إنْ أنا دلوقتِى شخص أهم مِنكم – لِنفرِض يعنِى – فلمَّا تقعدوا معايا وقتِى أنا أهم مِنْ وقتكم فأنا الَّلِى ممكن أنهِى الحدِيث ، أقولك معلش كِفايه كده ، المفرُوض ربِّنا هُوَ الَّلِى ينهِى الحدِيث لأن هُوْ الأهم هُوْ الأعظم ، لكِنْ أنا طول ما هُوْ سامِح لِىَّ أفضل موجود00أفضل إيه ؟ أفضل موجود معاه ، وَمَعَْ كده رغم إنْ هُوَ العظِيم هُوَ مِش هُوَ الَّلِى بِيفرِض عَلَىَّ مِيعاد ، لأ أنا الَّلِى بفرِض عليه مِيعاد ، أأقوله أنا حا أصلِّى الساعة كذا يقولِى حاضِر بِراحتك ، ما صلِتش خلِتها بعد نص ساعة يقولِى وَماله بِراحتك برضه ، خلِتها لِبُكره يقولِى وَماله برضه بِراحتك أنا برضه مستنِى ، وقفت 5 دقايق يقولَّك وَماله كويسِين ، وقفت 3 يقولَّك حلوِين ، وقفت ساعة يقولَّك جمِيل حلو قوِى قوِى00إيه ده ؟  عارِف إنت مثلاً لمَّا أنا فاكِر فِى مرَّة كده الرئيس حسنى مبارك كان راح زار أمريكا وَبعد زِيارته إتقابِل مَعَْ الرئيس بوش فَلون مِنْ ألوان الفخر يعنِى يقولَّك " وَقد استمرت المُقابلة لِمُدة 35 دقيقة " لون مِنْ ألوان الفخر الشدِيد قوِى يقولَّك إيه00إستمرت المقابلة إيه ؟ فرحانِين قوِى هنا فِى مصر إنْ الرئيس بوش أعطى الرئيس مبارك 35 دقيقة – ده حاجة يعنِى – ممكِن كمان يكونوا حاسبِين الوقت بتاع السلامات وَالصحفيين ، الواحِد يقرا كده يقوله ياربِى وَمَعَْ كده وَإنت مِش عامِل لِنا وقت نقعد معاك فيه وَعَلَى كده وَإحنا الَّلِى إيه إحنا الَّلِى نتقمر وَإحنا الَّلِى ننهِى الحدِيث وقت ما نعوز ، حدِيث الحُب00حدِيث العِشرة0  حبِيبِى إطلع مِنْ النهارده مِنْ دلوقتِى عندك إشتياق تقف للصلاة بِجد واقِف وقت أطول ، بلاش تحط حدود لاشتياقاتك ، إنت جواك إشتياقات جمِيلة رائِعة لإنْ إنت مخلوق عَلَى صورة الله ، إنت فِيك عطش لله ، فِيك حُب لله ، إنت فِيك بس إنت الَّلِى بتموِته بِكسلك وَبِجسدك وَبِهمومك وَبِإهتماماتك ، إنت الَّلِى دايس عليها بِرجلِيك00لأ00صحِيها ، إنت جواك إنسان الله ، إنت أيقونة لله ، إنت لو فتحت لاشتياقاتك كده وَغلبت شوية الكسل تلاقِى الوقفة بقت لذِيذة وَبقت طويلة وَما بقتش تعد لها وَلاَ فِكرك بقى مشغول بِحاجة ، إشبع ، كذلك عَلَى مُستوى الإنجيل حدِيث شخصِى ، بيكلمنِى ، صوت الله لِىَّ ، عايز أكلِّم ربِّنا حا تلاقِى فين مجال أجمل إنْ إنت تكلِّمه فِى الصلاة وَتسمعه فِى الإنجيل ، أدى00أدى العِشرة بقى0  أقدر أقولَّك العِشرة تخليك تِعرف فِكر الَّلِى قُدَّامك ، أقولَّك آه أنا الإنجيل يخلينِى أعرف فِكر ربِّنا ، أعرف بالظبط إمتى يقولِى أيوه وَإمتى يقولِى لأ00أعرف00أعرف إمتى يبقى أمر بِحسب مشورته أوْ لأ00أعرف إمتى أكل وَإمتى ماكولش00أعرف إمتى أضبُط نَفْسِى أعرف أتعامل مَعَْ شهواتِى00 أعرف أتعامل مَعَْ الَّلِى حوالىَّ ، يدِينِى حِكمة إزاى أتعامل مَعَْ أعدائِى ، يدِينِى حِكمة إزاى أتعامل مَعَْ ناس أشرار ، يدِينِى حِكمة إزاى أتعامل لمَّا أبقى مظلوم ، يدِينِى حِكمة00لِيه ؟ عرفت فِكره ، عرفت ماذا يُرِيد لِى00لِيه ؟ بكلِّمه كتير مِنْ كُتر كلامِى معاه إطلعت عَلَى أعماقه 0  أدى ديت العِشرة ، حبيبِى إوعى تكون مسيحِى وَلاَ تعرف المسِيح ، إوعى تكون مسيحِى شكلِى ، إوعى تكون مسيحِى بِالإسم ، مسيحِى يعنِى إسم المسِيح دُعِىَ عليك ، مسيحِى يعنِى تِعرف المسِيح ، ما تستغربش لمَّا تلاقِى فِى تارِيخ الكنيسة شُبان إستشهدوا فِى أصغر مِنْ سِنك ، بس عاشوا حياة مُختلِفة عَنْ حياتك0 (4) الخِدمة :0 ===============  ناخد أخر نقطة ، الخِدمة ، التلاتة الأولِين كانوا إيه طيِّب ؟ (1) إدراك محبِّة الله (2) التوبة (3) العِشرة الخِدمة ، أنا حبيتك يارب ، حبيتك وَأدركت محبتك لِىَّ وَتُبت وَعَشِرتك فابتدى بقى يحصل جوايا إحساس يصعب عَلَىَّ جِدّاً كُلَّ واحِد ما يعرفكش ، كُلّ واحِد ما دَقَشَ ، كُلّ واحِد بعِيد عنَّك ، كُلّ واحِد بيهِينك ، كُلّ واحِد مُنصرِف عنَّك فأعمِل إيه ؟ أكلِّم النَّاس عَنْ حبيبِى الَّلِى حبِيته ، أكلِّم النَّاس زى السامريَّة ما كانِت تقولهم [ تعالوا وَانظروا ] ( يو 4 : 29 ) ، تعالوا يا مساكِين إنتوا مساكِين مِثلِى أنا مِش أحسن مِنْكم أنا أوحش مِنْكم بس أنا قابِلته لمَّا قابِلته [ قَالَ لِي كُلّ ما فعلت ] ، دُوبت قُدَّامه ، إتغيَّرت قُدَّامه ، فِكرى إتغيَّر قلبِى إتغيَّر ، سِيبت الجرَّة بِتاعتِى وَجِيت أنادى لِكم تعالوا ، إنتوا حا تِفضلوا كده00لأ00تعالوا ليه تفضلوا كده خِسارة ، خِسارة كُلّ دقيقة تضيعوها بعيد عنه تعالوا0  أدى بقى محبِّة ربِّنا تترجِم حقيقِى فِى حياتك لِخدمِة ، مِنْ محبِتك لِربِّنا عايز تقول لِقرايبك وَلِجيرانك وِلِناسك ، عايز أقولَّك عايز تكلِّم غير المؤمنِين تقول لهم – إعرفوا – إعرفوا المسِيح هُوَ [ الطرِيق وَالحقٌّ وَالحياة ] ( يو 14 : 6 ) ، مِش لإنْ إنت إنسان مُتعصِب ، لإنْ إنت إنسان متشنِج بِتتهم النَّاس كُلَّها بِالكُفر00لأ00لإنَّك أدركت طرِيقاً صحِيحاً ، مِش مُمكِنْ أكون أنا أدركت طرِيق صحِيح وَأشوف ناس فِى ضلال وَقلبِى ما يتحرَّكش ناحيتهم ، لكِنْ إمتى أنا أشوف ناس فِى ضلال وَقلبِى ما يتحرَّكش ناحيتهم00عارِف إمتى ؟ لمَّا أكون أنا تايه زيهم00تايه زيهم ، كُلِّنا تايهِين لكِنْ لأ لمَّا أنا لقيت الطرِيق يِصعب عَلَىَّ أشوف واحِد تايه ، يِصعب عَلَىَّ قوِى ، أنانية مِنِّى إنْ أنا ماشِى فِى الطرِيق وَألاقِى كُلّ النَّاس دى تايهه وَأنا بعمِل لهم باى00باى يعنِى خليكم00مقدرش00أنانية منك إنْ إنت تُبقى شايف زمِيل لِك ماشِى فِى تيار وِحش وَإنت تُبقى ساكِت ، ما تِقدرش00طب أعمِل إيه ؟ أقولَّك عَلَى الأقل صلِّى له ، صلِّى له مُمكِن زميلك ده مَعَْ إنْ إنت أدركت محبِّة المسِيح وَإنت عِشت توبة حقيقيَّة فِعلاً مُمكِنْ زميلك ده ينَّزِل دموع مِنْ عينك ، مِنْ أجله لإنْ أنا عرفت المسِيح وَشبعت مِنه ، مسكِين الإنسان الَّلِى يعيش بياكل مِنْ المزابِل وَأنا أدركت إنْ أنا إبن مَلِك وَباكُل عَلَى مايدته وَباكُل مِنْ إيده ، مسكِين فلاقِى نَفْسِى صعبان عَلَىَّ قوِى فَصَلِّى له وَأكلِّمه وَأصلِّى له تانِى وَأكلِّمه وَأكلِّمه مِش بِتعالِى وَلاَ بافتخار00لأ00أكلِّمه بِحُب وَارغَّبه وَأوعِده وَأكلِّم صِحاب له وَأكلِّم خادِم وَأكلِّم كاهِن وَأقعد أصلِّى له وَلاَ أيأس00لِيه ؟ خِدمة0  تعبِير عَنْ مشاعِر الحُب لِربِّنا إنْ أنا أخدِم ولاده ، أخدِم غنم رعيته ، إنْ أنا يُبقى لِىَّ رِسالة إنْ أنا أعلِّم ولاده ، أعلِّمهم صلِيبه ، أعلِّمهم فِداءه وَأعلِّمهم عظمته ، يختلِف جِدّاً خادِم أدرك محبِّة ربِّنا وَهُوَ بيعلِّم الولاد عَنْ خادِم مُجرَّد بيؤدِى دور مُدرس أوْ دور خادِم ، تختلِف تماماً ، خادِم إختبر وَخادِم لَمْ يختبِر ، خادم تغيَّر وَخادِم لَمْ يتغيَّر ، خادِم تائِب وَخادِم غير تائِب ، وَأجمل تعبِير لِلخِدمة أنَّ " الخادِم هُوَ إنسان تائِب يقود تائبِين " ، هُوَ تائِب يقود تائبِين مِش أكتر ، أنا إنسان خاطِى بس بتوب فلَّما بتوب بدُوق قبُول الله لِىَّ ، محبِّة ربِّنا لِىَّ رغم خطاياى فيعمِل إيه بقولكم يا جماعة تعالوا دوقوا قبُول ربِّنا لِكم وَدوقوا محبِّته لِكم مِنْ خِلال توبتكم0  فأنا أدوق محبِّة ربِّنا لِىَّ وَلِكم مِنْ خِلال الخِدمة فأعبَّر لَه عَنْ محبتِى مِنْ خِلال الله ، الخِدمة إنْ أنا أخدِمكم00إنتوا مين ؟ إنتوا جسده ، يوم ما أنا أقول مِش مهم الولد ده وَمِش مهم البِنت دى يُبقى أنا معتنتش بِجسد المسِيح وَلمَّا أنا معتنتش بِجسد المسِيح يُبقى هُوَ ما يهمنِيش ، يُبقى مِش بحِبه ، لكِنْ لمَّا أنا بحِبه بكرِمه ، أنا أكرِم المسِيح فِيكم ، أنا أحب المسِيح فِيكم ، أنا أشوف المسِيح فيكم 0  أهو إنتوا كده ، بتدرَّبوا دلوقت عشان تبقوا خُدَّام ، جميل بس خلوا الخِدمة بتاعِتكم تُبقى خِدمة إيه00خِدمة حُب ، خِدمة جاية مِنْ محبتكم لِربِّنا ، مِنْ ناس تابِت وَعاشرت وَداقِت فتلاقِى إنْ إنت بتدُّوق النَّاس المسِيح بسهولة ، تكلِّمهم عَنْ المسِيح قابِل للخُطاة مِش نظرياً لإنه قَبَلَكَ ، جميل جِدّاًَ عَنْ مُعلِّمنا بُولس الرسول لمَّا كلِّمنا عَنْ التوبة وَهُوْ إنسان كَانَ خاطِى وَتاب فيكلِّمنا عَنْ [ حيثُ كَثَرَ الإِثم ] ، ده الكلام ده بيقوله مِنْ إختبار مِش مُجرَّد كلام كده يعنِى فلسفة ، عشان كده أجمل خِدمة إنت تخدِمها الخِدمة الناتجة عَنْ عِشرة شخصِيَّة مَعَْ ربِّنا وَعَنْ محبَّة حقيقيَّة مَعَْ ربِّنا0  الكنيسة عايزاكم ، الكنيسة منتظرة مجهودكم ، ياما فِى نِفُوس تايهة ، ياما فِى ناس مُنصرِفة ، ياما فِى ناس لا تُبالِى ، محتاج كُلّ واحِد فيكم يعمِل تقرِير عَنْ الشَّارع بِتاعه مين بِيجِى وَمين مِش بِيجِى ؟ مُمكِن تكون الشقة الَّلِى تحت مِنْكُمْ الكنيسة ما تِعرفش عنها حاجة ، مُمكِنْ فِى ناس إنت تِعرف عنَّهم أمور سلبِيَّة الكنيسة ما تِعرفش ، محتاجِين خِدمة ، طيِّب وَالخِدمة دى كُلَّها نحُطها عَلَى دِماغ الآباء وَنقول لهم باى باى00لأ00عايزكوا إنتوا تشتغلوا0  الخِدمة عايزه كتير ، عايزه حُب ، عايزه أمانة ، عايزه ناس داقِت محبِّة المسِيح فِى قلبها ، إتملوا بِالغِيرة ، مِش عمَّالِين نكلِّف فِى ناس وَكُلّ حاجة نقولها لهم ، يستعفوا وَالَّلِى00تلاقِى ميت خادِم لكِنْ يوم ما تطلب حاجة ما تلاقيش إتنين00لِيه ؟ محبَّة ناقصة00محبَّة ناقصة ، ما أكتر الخُدَّام دلوقتِى ، ما أكتر الخُدَّام ، أحياناً تلاقِى فصل مدارِس أحد فيه 40 طِفل وَ25 خادِم ، ييجوا يحضروا الولاد ألـ 40 يبقوا مثلاً 25 حاضرين ، 25 طِفل وَ20 خادِم ، يعنِى كُلّ خادِم بِطِفل وَرُبع ، وَمَعَْ كده تدوَّر فِى وسط ألـ 20 دول مين فِعلاً فيهم بِيخدِم خِدمة نابعة مِنْ محبِّة ربِّنا مِش عايز أقول النسبة لئلاَّ أكون مُتشائم ، لكِنْ لو الخِدمة خِدمة محبَّة الأمر يختلف تماماً ، وجهِة نظرك فِى الأمر ها تختلِف تماماً ، إسلوبك ها يختلِف ، إحتمالك ها يختلف ، بَذلك ها يختلف ، عشان كده أقدر أقولَّك الخادِم الحقِيقِى الَّلِى عاش الثلاث خطوات الَّلِى قبل مِنَّها ، الَّلِى أدرك محبِّة الله وَالَّلِى تاب وَالَّلِى عاش خُد مِنَّه خِدمة ده ، الَّلِى معندوش الثلاث نقط دول خُد مِنَّه شكليات ، خُد مِنَّه أنشِطة جوفاء ، يعمل لك نادِى وَيجِيب أتارِى وَيجِيب ترابيزة بِنج وَيعمل كذا وَكذا ، كُلّ ده كويس بس كون إنْ يعمل كُلّ ده مِنْ غير الثلاثة الَّلِى قبل كده يُبقى لاَ قيمة ، يُبقى بدل ما كنيسة العدرا وَمارِجرجس يُبقى نادِى الجزِيرة وَالشمس ، أهو كده00لِيه ؟ لإنْ نَفْس الحاجات دى مُمكِنْ تتعمِل فِى نوادِى ، البِنج وَالكورة وَالأتارِى وَالمُسابقة وَالجرى وَالترفيه كُلّ ده مُمكِنْ يتعمِل فِى نوادِى لكِنْ إيه الَّلِى يخليه يختلِف عَنْ الكنيسة إنْ ناس بتحِب وَناس بتوب وَناس بتصلِّى وَناس بِتخدِم0 ربِّنا قادِر إنَّه يثبِتكوا فِيه بِمحبِّته يقبل حياتكم يقبل خدمِتكم يكمِّل كُلّ نقص فِيكم بِنِعمِته لإلهنا المجد دائِماً أبدياً أمين0 الأسئلة ============ س1 : هل الأنانية فِى الخِدمة غلط ؟ وَلِماذا ؟ ج : كُلّ ما الإنسان حب ربِّنا أكتر كُلّ ما تلاقيه يقدِّم غيره عَنْ نَفْسَه ، فالأنانية فِى الخِدمة كون إنْ أنا أدوَّر عَلَى إنْ أنا أخد دور أكبر مِنْ دور زميلِى معناها إنْ أنا مِش عارِف إحنا بِنعمِل إيه ، ده المفرُوض إنْ إحنا [ مُقدمِينَ بعضكُمْ بعضاً فِي الكرامة ] ، جميل الإنسان الَّلِى فِى الخِدمة نِفْسَه يُبقى هُوَ آخر الكُلّ وَيقدِّم كُلّ إخواته عَلَى نَفْسَه ، عايز أحفَّظكم كلِمة كَانَ يُرددها المُتنيح أبونا ميخائيل إبراهِيم – الَّلِى هُوْ كان أب إعتراف أبونا البطرك – [ لِيتمجَّد الله بىَّ أوْ بِغيرِى وَيُفضَّل بِغيرِى ] ، يعنِى يارب إنت تتمجَّد بىَّ أوْ بِغيرِى لكِنْ ياريت تتمجَّد بِغيرِى ، ده الإنسان الَّلِى عنده رؤية وَهدف لإيه حياته ديت وَعايز يعمِل بِها إيه ، " لِيتمجَّد الله بىَّ أوْ بِغيرِى وَيُفضَّل بِغيرِى "0 عشان كده الإنسان لمَّا يكون عنده الرؤية دى فِى حياته يُبقى بيقدِّم غيره عَلَى نَفْسَه ، فا حِتة الأنانية فِى الخِدمة دى لاَ تلِيق لإنَّها تدُل إحنا مِش عارفين بِنعمِل إيه بالظبط0 س2 : لِيه ربِّنا بيدعِينِى إنْ أنا أتناوِل وَأنا عامِل خطيَّة ؟ ج : إذا كُنت عامِل خطيَّة يُبقى إنت تِعمل إيه00تعترِف ، يعنِى إيه ؟ تتوب ، يعنِى تفضَّل إنْ إنت ما تتناوِلش عشان إنت عامِل خطيَّة وَإلاَّ تعترِف وَتتوب عشان تتناوِل ، تصوَّروا إنْ فِى ناس كتير بِتختار الإختيار بِتاع إنْ هُوْ ما يتناوِلش ، يعنِى كون إنْ أنا أبقى عامِل خطيَّة ده أمر كُلِّنا مُعرَّضين له ، لكِنْ كون إنْ أنا أسيب نَفْسِى مِنْ غير ما أتناوِل أهو ده كده المُشكِلة ، فالأسهل لِك إنْ إنت تتوب مِنْ إنْ إنت ما تِعمِلش خطيَّة ، فالأسهل لِك إنْ إنت تتوب مِنْ إنْ إنت تحتفظ بِالخطيَّة بِتاعتك ، عشان كده هنا بقولَّك القُدَّاس لِيه أنا أحضره ؟ عايز أقولَّل عَلَى حِتة مُهمة جِدّاً مِنْ ضِمن أهداف القُدَّاس إنْ إحنا نحضره إنه يُقدِّس ، فالقُدَّاس أساساًَ يعمِل إيه00هُوْ إسمه قُدَّاس لِيه ؟ لأنَّه يُقدِّس ، القُدَّاس يحصل فِيه تقدِيس لِحاجتين ، تقديس لِلقرابِين وَتقدِيس لِلمؤمنين ، فا زى القرابِين ما بِتتحوِل المؤمنين بيتحوِلوا ، فالقرابين بِتتحوِل مِنْ قُربانة لِجسد وَإنت بِتتحوِل مَِنْ خاطِى لِبار مِنْ خِلال القُدَّاس ، عشان كده أحياناً إنت بِتُقيَّم نَفْسَك وَإنت فِى البيت لأ ما ينفعش أتناوِل ، أقول لك لأ وَإنت فِى البيت ناسِى مرحلة مُهِمة جِدّاً بِتقدِّسك هِى مرحلِة القُدَّاس نَفْسَه فا وَإنت فِى رحلِة القُدَّاس إنت بتقدِّم توبة ، إنت بتقول " كيرياليصون " ، بتقول " يارب أنعِم لنا بِغُفران خطايانا " ، إنت بِتحنِى رأسك ، إنت بتاخد تحالِيل ، كُلّ ده مِنْ خِلال القُدَّاس0 س3 : الصداقة الأخويَّة بين الولد وَالبِنت هل ده غلط ؟ ج : أقولَّك عَلَى 3 شرُوط لِصداقة بين ولد وَبِنت :0 أوِل شرط تكون بِنقاوة ، تانِى شرط تكون فِى مجموعة ، يعنِى ما تُبقاش فرديَّة ، كُلَّ شوية إتنين وقفِين مَعَْ بعض أصل دول صحاب ، ولد وَبِنت طالما فِى غير إطار إرتباط تُبقى فِى مجموعة لإنْ المفرُوض ما يُبقاش فِى سِر بيتقال بينهم وَبين بعض ، لَوْ هِى صداقة يُبقى كُلّ حاجة بِتتقال بينهم تتقال وسط مجموعة ، ثالِث شرط لِضرورة ، أقولَّك بِدلِيل يِنفع بِنت – أوْ حتَّى ولد – بعد مثلاً 3 – 4 سنِين تتخطب ، يِنفع تخطُب واحدة وَتِيجِى فِى وقت بعدها تقولَّك " عَلَى فِكره فُلان ده صاحبِى " ، تقولَّها صاحبِك مِنْ إمتى ؟ تقولَّك مِنْ كذا ، إيه بالظبط بقى الَّلِى بينكم ؟ تقولَّك ما تدققش ، يقولَّها لأ أنا الموضُوع بالظبط لازِم أعرف الموضُوع ده إيه ،كُلّ حاجة تقف عشان الكلِمة دى وَتقعد تقرَّر فِيها لِغاية ما تقولَّك لِيه ، لإنْ إنت ما قبلتش الَّلِى إنت بِترتبِط بِها دى يُبقى لِها إيه00صاحِب ، طيِّب إذا كُنت إنت ما تقبلش الَّلِى ترتبِط بِها دى يكون لِها صاحِب يُبقى مِنْ الأنانية مِنَّك إنْ يُبقى لِك بِنت صاحبة وَفِى الأخر تسبِّب لها مُشكِلة فِى حياتها بِسبب إنْ إنت صاحِبها ، فاتبع الثلاث خطوات الَّلِى قُلنا عليهم :0 (1) تكون لِضرورة ، يعنِى أدينا فِى لِقاء زى ده فِى ضرورة وَماله ، لِنفرِض إتكلِّمت مَعَْ بِنت وَلاَّ حاجة وَماله ، مِش بنقول نُبقى مُتزمتِين ، لكِنْ كُلّ شوية عايز تكلِّم معاها ، أصل صاحبتِى!! (2) بِنقاوة0 (3) مجموعة0 ده الَّلِى يأمِنك إنْ يُبقى فِى عِلاقة نقية بينك وَبين بِنت0

صفات الخادم

هُناك أربعة صِفات للخادِم أو لِرجُل الله أو لإِنسان الله ، سوف نأخُذهُم مِنَ خِلال أربع شخصيات تُسمّيهُم الكنيسة رؤساء الآباء :- فِى الألقاب التّى تُقال عنهُم الآباء البطارِكة لأنّ بطرك يعنِى بطرِيرشيس ، بطرِى = أب ، شيس = رئيس ، بطرِيرشيس = رئيس آباء سنأخُذ أربع صِفات رؤساء الآباء بحيث نبحث وراءهُم لِنجِد فيهُم صِفة مُتكامِلة لِرجُل الله :- 1/ أبونا إِبراهيم – الأُبوّة وَالحُب :- مِنَ الواضِح فِى صِفات أبونا إِبراهيم أنّهُ أب مُحِب ، أول إِنسان أقام الله معهُ عهد بعدما أعلن الله غضبة على الإِنسان وَالبشريّة قال لهُ سأجعلك أُمّة عظيمة وَتكون مُباركاً ، وَأجعل نسلك مُباركاً ، لِدرجِة أنّنا نعتبِر أبونا إِبراهيم هُو الشمعة التّى أضاءت فِى جنس البشريّة ، وَظلّت هذِهِ الشمعة تتوالى ، تتوالى ، لِغاية لمّا جاء ربِنا يسوع المسيح لأنّ أبونا إِبراهيم كان فِى صُلبِهِ إِسحق ، الّذى فِى صُلبِهِ يعقوب وَيعقوب فِى صُلبِهِ الإِثنى عشر أسباط إِسرائيل ، الّذى بينهُم سِبط يهوذا الّذى جاء مِنهُ ربّ المجد يسوع المسيح ، فنستطيع أنْ نقول أنّ أبونا إِبراهيم صاحِب الشمعة التّى إِخترق بِها ظُلمة البشريّة لِغاية لمّا وصّلِتنا لِربِنا يسوع المسيح وَقال لهُ تتبارك فيك جميع قبائِل الأرض ، وَمِنَ أكثر صِفات أبونا إِبراهيم أنّهُ مُحِب ، أب ، راعِى ، مُتسِّع القلب ، نشعُر فِى أبونا إِبراهيم بأنّهُ شفيع ، بأنّهُ إِنسان لاَ يهتِم بِما لِنَفْسَه وَلكِن بِما للآخر ، نشعُر فِى أبونا إِبراهيم أنّهُ لاَ يحيا لِنَفْسَه فقط وَلكِن للآخرين أيضاً مثلاً فِى قِصّة أبونا لوط إِبن أخو إِبراهيم ، يعنِى أصغر مِنّه فِى السِن ، وَلمّا حدث خِصام بين رُعاة إِبراهيم وَرُعاة لوط وجدنا أبونا إِبراهيم هُو الّذى يأخُذ خطوة السلام وَيقول[ لاَ تكُن مُخاصمة بينِى وَبينك وَبين رُعاتِى وَرُعاتك ] ، لاَ داعِى للخِلاف أو الإِنقسام ، إِختار المكان الّذى تُريِده وَأنا أسير عكسه ، وجدنا هُنا الإِحتمال رغم أنّهُ فِى الأُبوّة معروف أنّ الصغير يُطيع الكبير ، وَلكِن أبونا إِبراهيم كأب أخضع نَفْسَه للوط كإِبن لهُ الخِدمة تحتاج مِنّا إِلَى إِتساع قلب ، تحتاج حُب ، تحتاج رِعاية ، تحتاج تضحية ، نرى تنازُل أبونا إِبراهيم للوط رغم أنّهُ يستطيع أنْ يقول لهُ أنت تذهب هُنا أوْ هُناك ، لكِن نجِده يُخضع نَفْسَه للوط ، لِماذا ؟ حُب وَلمّا سمع أنّ أبونا لوط فِى سدوم وَعمورة وَأنّهُ سُبِى وَوقع تحت أسر الملوك إِنزعج وَأخذ معهُ 318 رجُل ، وَأحياناً الآباء يقولوا أنّ هؤلاء ألـ 318 المُجتمعين فِى نِقية رِجال الإِيمان الّذين ذهبوا لإِنقاذ الكنيسة ، وَهُنا أبونا إِبراهيم جمع رِجاله ، وَذهب لإِنقاذ لوط رغم أنّ لوط لاَ يستحِق هذِهِ المحبّة ، لكِن وجدنا أبونا إِبراهيم لهُ حُب وَإِتساع وَيُدافِع عَنِ لوط حتّى وَإِنْ كان أخطأ فِى حقِّهِ الخادِم المفروض لاَ ينظُر إِلَى ما هو لِنَفْسَه وَلكِن إِلَى ما هو للآخرين ، الخِدمة قلب مُلتهِب بِمحبّة الآخرين مِنَ خِلال محبّة الله ، قلب يِأن لضعف الآخرين ، أبونا إِبراهيم لمّا سمع أنّ لوط مسبِى لَمْ يحتمِل ، وَنحنُ هكذا محبِتنا وَأُبوِّتنا لأولادنا تُعطينا أنْ نِأن عليهُم ، مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ مَنَ يضعُف وَأنا لاَ أضعُف ، مَنَ يعثُر وَ أنا لاَ ألتهِب ، مَنَ يمرض وَ أنا لاَ أمرض] ، سامحونِى أحبائِى نحنُ نخدِم بالشكل كم مُشكِلة نسمعها وَ لاَ نِأن ، كم ولد وَبِنت نسمع عنهُم ظروف صعبة وَ لاَ نِأن ، ناس محتاجة تغيّر الشقة لاَ تستطيع أوْ لاَ تُحِب أنْ تصنع معهُم شىء ، فنرُد عليها قائلين ، قدِّمِى مِنَ أجلهُم صلاة ، حُب ، إِحتضان ، مشورة ، فِى ناس أُقدِّم لها محبّة وَناس تحتاج أُقدِّم لها مشورة ، وَناس تحتاج أُقدِّم ما فِى طاقة يدِى مُعلّمِنا بولس الرسول كان رجُل فقير وَهُو نَفْسَه قال [ أنا تدرّبت أنْ أجوع وَأنْ أعطش ، حاجاتِى وَحاجة الّذين معِى خدمتهُم هاتان اليدان ] ، أىّ أنّهُ كان يعمل بيديِهِ ، لَمْ يكُن معهُ مال كثير لِيحِل مشاكِل النّاس ، وَلكِن معهُ طاقة حُب وَمعهُ أُبوّة ، نقرأ عنهُ فِى رِسالة تسالونيِكِى [ هكذا كُنّا حانّيين إِليكُم ، كُنا مُترفّقين بِكُم كما تترفّق المُرضِعة بأولادِها ] ، وَ فِى غلاطية يقول [ يا أولادِى الّذين أتمخّض بِهُم إِلَى أنْ يتصّور المسيح فيهُم ] ، مُخاض الوِلادة (آلام الوِلادة ) = أنا أتألّم فيكُمْ لابُد أنْ يكون لنا إِهتمام يصِل إِلَى إِهتمام الأب ، الأُم ، المُحِب ، مُعلّمِنا بولس الرسول دائِماً لمّا يُرسِل رسائِل يقول [ يا أولادِى الّذين أشتاق إِليكُمْ ] ، مُشتاق فِعلاً ، نقرأ فِى رِسالتة لرومية يبعت لـ 25 إِسم لِيُسلّم عليهُم ، وَيقول لهذا أنت قريبِى ، أنت نسيبِى ، كيف يكون نسيبك وَأنت لَمْ تتزوّج ، ما هذا ؟ كُلّهُمْ أقربائِى وَأنسبائِى لأنّ كُلّهُم إِستضافونِى يا بولس أنت كرزت إِلَى شِبه للعالم كُلّه ، كيف تتذكّر كُلَّ واحِد بإِسمه ؟ أب ، فاكِر طبعاً فِى رِسالتة الثانية لِتلميذه تيموثاوس [ أنا مُشتاق جِداً أنْ آراك ذاكِراً لك دموعك ] ، يقولوا أنّ تيموثاوس هُو الإِبن البِكر لبولس الرسول ، وَيقولوا أنّهُ فِى لحظِة القبض علي بولس الرسول ، وَكان تيموثاوس واقِف ينظُر ، فلّما وُضِع الحديد فِى يد بولس وَأقتيد إِلَى السِجن لَمْ يحتمِل تيموثاوس هذا المنظر لأنّهُ يرى فِى بولس أُبوّة ؟ فكيف يحدُث فيِهِ هكذا ، فبكى وَرآه بولس لِذلِك يقول لهُ لاَ تعتقِد إِنِّى قَدْ نسيت دموعك ، أنا مُشتاق إِليك جِداً ، - أب - ، الخِدمة أحبائِى لابُد أنْ يكون فيها روح ، نحنُ لَمْ نكُنْ مُدرّسين فِى مدرسة ، لاَ نُعطِى تعاليم لاَ يوجد فيها أىّ حُب أوْ أىّ عِلاقة ، الخِدمة ليست تلقين ، إِحفظوا فقط وَبِهذا تنتهِى الخِدمة ، لاَ هذِهِ خِدمِة روح ، خِدمِة رفع قلب فِى مرّة خادِم ذهب مَعَ أولاده فِى رِحلة وَكان معهُ أولاد أشقياء وَإِتأخّروا قليلاً عَنِ ميعاد التجمُّع مِنَ الدير ، فالخادِم لَمْ يُطيل باله عليهُم وَأخذ أُتوبيس الرِحلة وَمشى ، فجاء أب لأحد هؤلاء الأولاد وَذهب لهذا الخادِم وَسألهُ لو إِبنك كُنت تركته وَمشيت ؟ لمّا لَمْ يعرِف يرُد قال أنا إِبنِى لاَ يفعل هكذا ، صحيح لو هذا الولد إِبنه كان تركهُ ؟! أم يلتمِس لهُ العُذر وَيقول بيلعب ، أو مُمكِن يكون فِى الحمّام ، أو تائِه ، ليس فقط أن يلتمِس لهُ العُذر ، لاَ00دا يقوم وَيبحث عنهُ بِشغف ، لابُد تكون مشاعِر الأُبوّة هكذا ، لأنّ الأُبوّة الروحيّة أغلى وَأسمى مِنَ الأُبوّة الجسديّة لأنّ مُمكِن واحِد مِنَ المخدومين يشتِكِى لنا مِنَ أبوة أوْ أُمة ، إِذن هُو يثِق فينا وَيُحِبِنا أكثر مِنَ أهل بيته ، لأنّ الأُبوّة الروحيّة أغلى مِنَ الأُبوّة الجسديّة هل نُعطِى نحنُ هذِهِ الأُبوّة ؟ أبونا إِبراهيم أب بالفِعل ، نرى موقِفه فِى سفر التكوين إِصحاح 18 لمّا إِستضاف الثلاثة الّذين أتوا لِيُعطوا لهُ البُشرى بِميلاد إِسحق ، مُمكِن نصنع لكُم طعام ليسنِدكُم وَيقول [ كسرة خُبزٍ ] ، وَيُنادِى سَارَة ، وَنجِد أنّ كسرة الخُبز هذِهِ عِبارة عَنِ عجل ، كيلات دقيق ، كُلَّ هذا على ثلاثة أشخاص ، أب كريم مُحِب ، عِنده روح عطاء لاَ يُمسِك هكذا الأب ، لكِن لمّا يكون بخيل على أولاده ، إِذن فِى حاجة خطأ ، لأنّ الأب مَعَ أولاده لازِم يكون سخِى ، وَنحنُ أيضاً مَعَ أولادنا الروحيين يجِب أنْ نكون أسخياء فِى العطاء ، فِى عطاء الجسد ، عطاء الطاقة ، عطاء الحُب ، عطاء البذل ، لِذلِك الإِنجيل فِى رِسالة العبرانيين يقول [ لاَ تنسوا إِضافِة الغُرباء التّى بِها أضاف أُناس ملائِكة وَهُمْ لاَ يدرون ] ، يقصِد بِذلِك أبونا إِبراهيم وَعِندما أراد الله أنْ يحرِق وَيُهلِك سدوم وَعمورة قال[ هَلْ أُخفِى عَنْ إِبراهيم ما أنا فاعِلهُ ] ، وَبدأ يتكلّم معهُ ، وَيرُدّ عليهِ إِبراهيم وَيقول[ أديَّان كُلّ الأرضِ لاَ يصنعُ عدلاً ] ، بدأ إِبراهيم يحزن ، لِماذا ؟ أنت غير ساكِن فِى سدوم وَعمورة ، فكان مُمكِن الله يقول هاهلِكها ، فإِبراهيم يوافِق ، لكِن هو أقام نَفْسَه مُحامِى عنها ، وَرُبّما هُو لاَ يعرِفها وَيعرِف أنّها تستحِق ، لأنّ خطاياها عظيمة ، الأُبوّة تُعطِى الإِنسان حنو ، ترفُقّ مُمكِن أجِد ظروف عِند شخص كان ولد أو بِنت مُتعِب جِداً فِى الخِدمة ، الواجِب أنْ لاَ أقسوا عليهُم لأنِّى عارِف ظروفها وَبيتها ، وَأنا أدرى بِهُم ، فإِنْ كان البيت على هذا الوضع وَبِمقدار هذِهِ الشقاوة فقط فهذا جيِّد جِداً هكذا صنع أبونا إِبراهيم وَهُو يعلِم نقائِصهُم ، لأنّ أبونا إِبراهيم رجُل تقِى وَبار وَ يعتقِد أنّ النّاس كُلّها أبرار ، لِدرجِة أنّهُ قال لربِنا رقم لاَ يُمكِن حد يفلِت أبداً ، قاله لو فيها 50ألاَ تصرِف غضبك !! وَربِنا عاوِز يقول لهُ إِنت طيّب جِداً يا إِبراهيم الإِنسان البار يشعُر أنّ مَنَ حوله أبرار ، وَالشّرير يشعُر أنّ حتّى الأبرار أشرار ، فِى الكنيسة لو شعرت أنّ كُلّ النّاس قديسين إِذن أنا ذُقت المسيح ، لكِن لو إِنتقيت عيوب النّاس إِذن أمامِى وقت طويل حتّى أصِل ، أنا مرآه لِمَنَ حولِى ، بحسب ما أنا أفكّر أرى الآخرين ، وَأبونا إِبراهيم لأنّه رجُل بار ظلّ ينزِل مَعَ ربِنا مِنَ 50 لغاية 10 ، ما هذا الّذى يحدُث ؟ أُبوّة ، شفاعة لِذلِك كنيستنا القبطيّةالأُرثوذوكسيّة تُحِب جِداً لقب الكاهِن ، إِنّهُ أب ، Father ، لاَ يقول أحد لأبونا يا حضرِة القس ، لأ بل أبونا يوحنا ، أبونا داوُد ، الأُبوّة كجُملة أوْ عِبارة هى أقرب للقلب ، نحنُ لاَ نتعامل مَعَ ألقاب أوْ مناصِب ، نحنُ نتعامل مَعَ أُبوّة حانية ، هذِهِ هى كنيستنا ، كنيسة قلب مُفعّم بِحُب الله الّذى يفيض على الآخرين بِحُب ، وَخِدمتنا هل فيها اُبوّة وَحُب ؟! أم خِدمة شكليّة وَجافّة ؟ هل الّذى يتعامل معنا يلمس الأُبوّة وَالحُب وَيراها بوضوح أم لاَ ؟ نُقطة مُهِمّة جِداً أنْ نشعُر بأنين الّذين حولنا ، وَنكون إِيجابيين فِى محبِتنا لهُم ، مُعلّمِنا بولس الرسول يقول[ إِنْ كُنّا لاَ نرضى أنْ نُعطيكُم إِنجيل المسيح فقط ، لاَ بل أنْ نُعطيكُم أنفُسَنَا ] ، أُريد أنْ أُعطِى لكُم نَفْسَى ، [ ما مِنَ شىء مِنَ الفوائِد وَ إِلاّ أخبرتكُم بِهِ ] ، هل يُعقل أنْ أُخفِى عنكُم فايدة وَأنتُم أولادِى ؟ صدّقونِى لو خدمنا خِدمة فيها روح لن نشتكِى مِنَ عدم إِنتظام الأولاد ، لن نشتكِى أنّ هُناك جيل موجود لاَ يُحِب الكنيسة ، مَنَ هى الكنيسة ؟ الكنيسة ليست صور وَحِجارة ، الكنيسة نحنُ وَأنتُم الحِجارة الحيّة ، لو عِشتُم أنتُم الكنيسة لصارت الكنيسة تجرِى فِى دم أولادِها ، وَلو نظروُكُم وَأنتُم مُسبِّحين وَمُرنِّمين وَعاشقين لكنيستكُم ، يُظهِر أولادكُم لهُم عِشق للكنيسة ، وَالعكس لو نظروا جفاء وَقسّوة وَجُمود وَنِفوس جامِدة ليس بِها صلاح ، يظهر أولاد صورة لنا بالضبط ، لِذلِك أحبائِى فِى خِدمِة الأُبوّة الإِنسان يكون لهُ قلب مُتسِّع ، يِإن لأولاده مرّة واحِد مِنَ الأباء الأساقِفة المُتنيحيين مِنَ 10 – 15 سنة كان إِسمه الأنبا مكسيموس مُطران القليوبيّة ، وَذهب لهُ شاب يقول لهُ أنا مُتزوِّج حديثاً وَزوجتِى غاضِبة وَبيتِى سيُخرب وَذلِك لأنِّى بِدون عمل ، فسألهُ سيِّدنا : وَأنت فِى أىّ مجال تعمل ؟ فقال لهُ فِى أشياء عديدة ، وَلكِن المُتمكِّن فيها هى السِواقة ، فأحضر سيِّدنا أحد أولاده فِى المُطرانيّة وَطلب مِنهُ أنْ يُغيِّر فِى اليوم التالِى أوراق سيّارِة سيِّدنا المرسيدس إِلَى سيّارة تاكسِى أُجرة ، فرّد الخادِم صعب ياسيِّدنا ، قال لهُ ياأبنِى أنا لاَأحتاج إِليها ، وَعِندما أُريد أنْ أذهب إِلَى مكان عشرين شخص يوصّلنِى ، لكِن هذا الرجُل بيته سيُغلق ، إِسمع الكلام ، وَفِعلاً ذهب وَغيّر السيّارة مِنَ مرسيدس إِلَى أُجرة ، قلب أب لاَ يحتمِل أنْ يرى إِبنه فيِهِ ضعف ، فِى حُب لدينا ؟ نعم ، لكِن حُب بحدود ، فِى حين الحُب الّذى بحسب قلب الله حُب ليس لهُ حدود الله ينيِّح نَفْسَه أبونا بيشوى كامِل نقرأ لهُ كِتاب إِسمه ( الأُبوّة المُستمِرّة ) ، ما هى هذِهِ الأُبوّة ؟ أُبوّة بمعنى الكلِمة ، نشعُر فيها أنّهُ أب ، راعِى ، سند لأولاده وَشفيع يُقدِّم عنهُم صلوات وَأنين ، يربُطه بِهُم عاطِفة روحيّة أقوى مِنَ العاطِفة الجسديّة هل لنا صلوات عَنِ أولادنا أم لاَ ؟ إِذا أردت أنْ تعرِف مقياس الحُب الّذى تُحِبّه لأولادك وَهل هى محبّة بحسب قلب الله ؟ إِسأل نَفْسَكَ سؤال واحِد هل تُصلّى مِنَ أجلُهُم ؟ أُترُك المظاهِر ، فعِندما تُقابِل الولد أوْ البِنت نتحايِل وَنراضِى وَنقبِلّ ، كُلَّ ذلِك مقبول ،وَلكِن المُهِم هل تُصلّى مِنَ أجلُهُم وَمِنَ أجل ضعفاتهُم ؟ هذا هُو الحُب الّذى بحسب قلب الله ، وَهذِهِ هى الأُبوّة الروحيّة لكِن القُبلات مِنَ الخادِمات وَالخُدّام إِلَى المخدومين وَالرعاية وَالحنو هذِهِ هى مشاعِر طبيعيّة وَليست مشاعِر روحيّة ، وَمُمكِن هذِهِ الأفعال تُغذِّى الذات البشريّة على إِعتبار أنّ الأولاد أحبّوا شخص الخادِم وَأرتبطوا بِه ، لكِنّها ليست أفعال لحساب الله وَ لاَ لحساب ملكوته السماوِى وَ لاَ لحساب مملكته ، هذا لحساب مملكتِى أنا الشخصيّة ، لكِن لو أنا أئِن مِنَ أجلُهُم أمام الله ، إِذنْ هذا هُو الحُب الّذى بحسب قلب الله ، مُعلّمِنا بولس الرسول يقول[ نُحضِر كُلَّ إِنسان كامِلاً للمسيح يسوع ] أنين ، حُب ، الله ينيِّح نَفْسَه أبونا بيشوى كامِل مُمكِن إِذا وجد إِبنة تعمل الخطيّة وَأخلاقها لاَ تليق ، لِكى يحتضِنها كان مُمكِن يجعلها تمكُث عِنده فِى منزِلُه أيّام وَأسابيع وَشهور ، لِدرجِة أنّهُ كان هُناك بِنت موجودة عِنده فِى منزِلُه وَلها عِلاقة بشاب غير مؤمِن ، وَأثناء وجودها فِى منزِلُه كانت تتصِل بِهِ مِنَ تليفون أبونا وَهُو لاَ يعرِف ، فأنا أُريد أنْ أقول حتّى وَلو كانِت النوعيّة التّى أمامنا مُتعِبة أوْ قاسية ، لازِم أكون أب ، فالأُبوّة لاَ تتجزّأ مثلما فعل ربِنا يسوع المسيح فِى مثل الإِبن الضال ، نرى ماذا فعل الإِبن ؟ وَ ما الّذى فعلهُ الأب ؟ الإِبن : لو تكرّمت إِجعلنِى كأحد أُجرائِك 0 الأب : وقع على عُنُقه وَقبّلهُ ، وَقال إِلبِسوه الحُلّة الأُولى وَخاتِم فِى يدِهِ ، وَأذبحو العِجل المُسَمَّنَ ، إِبنِى هذا كان ميّتاً فعاش ، إِنّهُ فرح فِى السماء 0 الإِبن : لو تكرّمت إِجعلنِى عبدك عِندك 0 الأب : لاَ أنت أعظم مِنَ العبد ، أنت الأب لَمْ يُعاتبه أوْ يلومه بِكلِمه رغم أنّهُ يستحِق العِتاب وَيستحِق الطرد وَليس فقط العِتاب ، لكِن أُبوّته تشمل لو أردنا أنْ نتعلّم الأُبوّة التّى تشمل ننظُر إِلَى محبّة الله لنا وَكيف تشملنا وَصابِر علينا ، وَرغم كُلَّ خطايانا نقول لهُ ( يا أبانا الّذى فِى السموات 000) ، قَدْ عرفنا محبّة أبونا إِبراهيم ، اُبوّته ، شفاعة صاحِب الميثاق مَعَ البشريّة ، وَمُعاملته للوط وَإِستضافتهُ للغُرباء 0 2/ أبونا إِسحق – الطاعة :- أبونا إِسحق مِنَ أكثر الحاجات التّى نعرِفها عنهُ أنّهُ مُطيع ، لِدرجِة أنّهُ صار رمز لِربِنا يسوع المسيح الّذى أطاع حتّى الموت موت الصليب ظهرت هذِهِ الطاعة فِى أشياء عديدة ، فهو أطاع ليس فقط فِى أمر تقديم نَفْسَه ذبيحة ، بل وَ أيضاً فِى أمر خاص جِداً مِنَ أُمور حياته الخاصّة ، فعِندما أراد أبونا إِبراهيم تزويجه ، وَقال أنا موجود فِى أرض غريبة وَ لاَ أُريد بِنت مِنَ بنات هذِهِ البلد ، وَأراد بِنت تقيّة وَتعرِف الله ، فأرسل لِيعازر الدمشقِى لِكى يذهب وَيخطُب لهُ واحدة مِنَ بنات الله ، فبدأ لِيعازر الدمشقِى يُصلّى إِلَى الله وَيقول أنت يسِرّ لعبدك الأمر ، وَقال لِربِنا علامة أأخُذها منك التّى أطلُب مِنها أنْ تسقينِى فتسقينِى أنا وَ جِمالِى تكون هى البِنت التّى أأخُذها لسيِّدى إِسحق وَتقابل مَعَ رِفقة وَطلب مِنها ، وَسقتهُ هُو وَجِماله ، وَعرضت عليه أنْ يذهب إِلَى منزلهُم لأنّ لديهُم تِبن وَعلف وَمكان للجِمال ، وَكان تجرِى أمامه أُمور فعرِف أنّها مِنَ الله ، وَهُنا لِيعازر الدمشقِى كان موكلّ بأمر خاص جِداً أمر زواج وَإِرتباط لإِسحق ، وَما رأيكُم فِى هذِهِ التّى أحضرها لإِسحق ؟ وَالمفروض أنّهُ يرضى بِها دون أنْ يراها وَلاَ يليق أنْ ترجع ، فهُم الّذين إِختاروا وَهذِهِ هى التّى مِنَ الله ، هذِهِ الطاعة ، طاعة عجيبة طاعة تُعطيه أنْ يكون إِنسان خاضِع لمشيئة الّذين حوله ، - طاعة - ، طاعة تجعلة إِنسان يشعُر أنّهُ يتعامل مَعَ كُلَّ الأُمور على أنّها مِنَ يد الله ، هذا هُو القلب الّذى يشعُر بِمحبّة ربِنا ، وَأنّ الله يقوده فِى كُلَّ حياته ، طاعة بحسب قلب الله ، طاعة حقيقيّة ، عِندما يكون لدى الإِنسان إِيمان وَتسليم نأخُذ مِنهُ هذِهِ الطاعة السِنكسار يقول أنّ أبونا إِسحق لحظِة لمّا قُدِّم على المذبح مَعَ أبونا إِبراهيم كان عُمره حوالِى 36 أوْ 37 سنة أحد الآباء يقول أنّ[ الطاعة هى عدم تمييز وَلكِن وفرة مِنَ التمييز ] ، أىّ أنّ أبونا إِسحق أطاع أنْ يموت ، وَهذا ليس عدم تمييز وَلكِن وفرة مِنَ التمييز ، لأنّهُ واثِق فِى عمل الله ، إِنْ أردت أنْ أموت يارب فأموت ، وَأبونا إِبراهيم لمّا كان ذاهِب بإِسحق قال للغُلامان نذهب وَنرجِع إِليكُما ، عِنده إِحساس أنّهُ سيرجع معهُ ، لاَ يعرِف كيف وَلكِن سنرجع !وَلمّا ذهبوا قال لهُ إِسحق ياأبِى هوذا الحطب وَالسكّين وَالنّار ، أين الخروف ؟ فقال لهُ الله الّذى أمرنا أنْ نذهب وَنسجُد هُو يرى حملاً للمُحرقة أبونا إِسحق عدم تمييز مِنهُ أنْ يأخُذ رِفقة ، لكِن أمر يحمِل وفرة مِنَ التمييز ، مُمكِن القديس يحنِس القصير لمّا يأخُذ خشبة علشان يسقيها لتصير شجرة أمر فيِهِ عدم تمييز ، وَلكِن وفرة مِنَ التمييز نواجِه فِى جيلنا أُناس عِندها تمرُّد ، عِناد ، عصيان ، الطاعة بالنسبة لهُم أمر خيالِى ، كيف أطيع هكذا ؟ ناقشنِى ، إِقنعنِى وَيُقال أنّ الشىء الّذى زعزع مُلك شاول هُو عصيانه لصوت الله على فم صموئيل النبِى ، ربِنا قال تدخُل حرب وَالغنائِم التّى تأخُذها فِى أشياء لك وَالأُخرى تُقدِّم لربِنا ، لكِن شاول خالف الأمر وَأخذ لِنَفْسَه أشياء مِنَ التّى لله ، وَلِكى يُسكِّت ضميره كان يأخُذ مِنها وَيُقدِّم ذبائِح لربِنا ، فجاء صموئيل وَقال لهُ ما الّذى فعلت ؟ فقال لهُ لَمْ أُخطىء ، أنت قُلت لِى خُذ الغنيمة وَأنا قدّمت مِنها ذبائِح [ هوذا الرّبّ قَدْ رفضك ، هوذا الإِستماع أفضل مِنَ تقديم الذبائِح وَالإِصغاء أفضل مِنَ لحم الكِباش لأنّ التمرُّد كالعرافة ] الإِنسان المُتمرِّد الّذى ليس لديهِ طاعة كأنّهُ يعمل مِثل العرّافين ، كُلَّ كلِمة يقول إِقنعنِى ، أحد الأباء فِى أمريكا قالِى الأولاد عِندنا كُلَّ شىء تقول إِقنعنِى ، لاَ توجد عِندهُم طاعة وَ لاَ يسمعوا عنها أبداً ، لِدرجِة أنّ واحِد منهُم يقول لهُ إِقنعنِى أنّ هذا المذبح وَهذا هُو الجسد وَالدم ، كيف أقنعهُم ؟ وَالرّوح القُدس هُو الّذى يُحوّلهُم إِذا كان الرّوح القُدس يُطيع الكاهِن ، يقول الكاهِن للرّوح يحِل إِنسان مِنَ الخطيّة ، فيفعل ، وَ أيضاً يقول للرّوح القُدس لِيُقدِّس القرابين [ نسألك أيُّها الرّبّ إِلهنا نحنُ عبيدك الخُطاة غير المُستحقين ، إِظهر وجهك على هذا الخُبز ، ليحِل روحك القُدّوس علينا وَعلى هذِهِ القرابين وَيُنقِلها وَيُقدِّسها وَيُظهِرها وَيُظهِرها قُدساً لقديسيك ] لِكى يكون الخُبز هُو جسدك المُقدّس وَالدم هُو دمك الكريم ، ما الّذى يحدُث هُنا ؟ الرّوح القُدس يُطيع الكاهِن ، فإِذا كان الرّوح يُطيع الكاهِن ألا نُطيع نحنُ !! أمر صعب ، تخيّلوا أنّ الروح القُدس يُطيع الإِنسان ، فكم يليق بالإِنسان أنْ يفعل ؟ لِذلِك الخادِم طاعة ، نرى إِحتياج الخِدمة وَنصنعه ، كلِمة ( حاضِر ) تُريح وَتبنِى ، لأنّ إِقنعنِى وَأقنعك مُمكِن تخسّرنا بركات عديدة 0 3/ أبونا يعقوب – الجِهاد :- الجِهاد هُو إِستجابة لدعوة الله ، حياة أبونا يعقوب جِهاد مُنذُ يوم ميلاده مِنَ وَهُو فِى بطن أُمّه وَهُو يُجاهِد ، وَرأينا قمّة جِهاده عِندما صارع مَعَ الله فِى صورة ملاك ، حينما قال لهُ[ لن أُطلِقك إِنْ لَمْ تُباركنِى ] ، لِدرجِة أنّ الإِنجيل يقول أنّ الملاك لَمْ يقوى عليه فضربهُ فِى حُقِهِ ، وَكأنّ الله جعل نَفْسَه مغلوباً لنا ، مثلما يقول القديس أُوغسطينوس[ تحنّنُك غلبك وَتجسّدت ] ، إِذا أنت صارعت معِى سوف أتغلِب لك مِثل الأب الّذى يلعب مَعَ إِبنه ليُظهِر مَنَ فيهُما يديهِ أقوى ، وَيظِل الأب وَيُحاوِل مَعَ إِبنِهِ وَكأنّهُ مغلوب ، وَيُعطيه كلِمات تشجيعيّة ، إِنت قوِى ، شاطِر ، وَالله أيضاً يسمح أنْ يتغلِب لنا أمام جِهادنا ، مثلما قال الله ليعقوب [ لاَ يُدعى إِسمُك فِى ما بعدُ يعقوب بل إِسرائيل 0 لأنّك جاهدت مَعَ الله وَالنّاس وَقَدَرْتَ ] الخادِم مُجاهِد لهُ صِراع مَعَ الله ، واحد مِنَ القديسين يقول[ ليتنا نُكلِّم الله عَنِ أولادنا أكثر ممّا نُكلِّم أولادنا عَنِ الله ] ، الخادِم يوصلّ الله للنّاس وَالنّاس لله ، يُقدِّمهُم لهُ وَ يُقدِّمهُ لهُم ، مُجاهِد ، فِى جهاد فِى حياة الخادِم نرى أبونا يعقوب ، قبلما يُقابِل أخيهِ عيسو ظلّ يُصلّى وَيُجاهِد وَيُصارِع ، وَأرسل لهُ هدايا كثيرة كعربون محبّة ، وَعِندما رأهُ مِنَ بعيد ظلّ يسجُد وَ يقوم ، سبع مرّات ، إِنسان مُجاهِد فِى حياته لاَ يأخُذ الأُمور ببساطة نحنُ ياأحبائِى نحتاج نأخُذ بركات كثيرة بِدون جِهاد ، حتّى أصوامنا فِى تراخِى ، نطلُب راحة وَكأنّنا نُريد مسيح بِدون صليب ، بِدون جُلجُثة ، بِدون بُستان جثسيمانِى ، مِنَ غير ألم ، إِعطوا لنا مسيح يُعطِى لنا راحة بإِستمرار ، خِدمة بِلاَ تعب ، فضائِل بِدون جِهاد لاَ توجد فضائِل بِدون جِهاد ، يعقوب صارع وغلب حتّى طلوع الفجر ، أىّ أنّهُ صارع حتّى أخر نسمة مِنَ الليل ، هذا هُو الجِهاد ، لنا جِهاد مَعَ الله ، لِماذا حياتنا فقيرة بالفضائِل ؟ نبحث فِى أنفُسنا وَنضع أيدينا على الخطر ، لِماذا تخلوا حياتنا مِنَ الفضائِل ؟ لأنّهُ لاَ توجد محبّة ، بذل ، عطاء ، عِفّة ، قداسة ، بِر ، جِهاد ، تسمع عَنِ ناس تقول صلاة( أبانا الّذى فِى السموات 00) وَهى على السرير ، وَبعد ذلِك نشتكِى مِنَ السقطات وَحروب العالم وَمِنَ الضغوط ، أحد الأباء يقول [ إِعلم ياإِبنِى أنّ الرخاوة لاَ تمسِك صيداً ] ،و [ العامِل بيد رخوة يفتقِر ] ، [ إِخبرنِى عَنِ بطّال جمع مالاً ] ( البطّال = ماله ينتهِى ) ، وَيجِب أنْ يجمع مِنَ جديد ، الحياة المسيحيّة بحسب تعبير القديسين هى أنْ نجمع زيتاً فِى أنيتنا ، وَالزيت يحتاج إِلَى جِهاد يعقوب جاهِد حتّى مَعَ لابان خاله لِكى يأخُذ راحيل وَعمل بِها 14 سنة ، لِدرجِة أنّ خاله يقول لهُ يوم أتيت لِى كُنت صغير وَاليوم خارِج معك ثروة كبيرة ، فردّ عليهِ يعقوب وَقال [ كُنتُ فِى النَّهار يأكُلنِى الحرُّ وَ فِى الَّليل الجليدُ ] ، أنا غنمُة 00 غنمُة كُنت أرعاها لأولادك ، كُنت اسهر وَأتعب ، وَفِى نَفْسَ الوقت أعلن الفضل لله حينما قال[ صغير أنا يارب على جميع ألطافك وَجميع الأمانة التّى صنعت مَعَ عبدك ] 0حقاً أنا أتيت بِمُفردِى وَاليوم خارِج معِى 12 إِبن وَآلاف غنم وَبقر وَزوجات وَ عبيد ، وَكان فِى البِداية معهُ عصا فقط حياتنا الداخِليّة محتاجة جِهاد ، محتاجين سواعِدنا تشتّد بعض الشىء ، نُقوّم الرُكب المُسترخية ، نُشدِّد اليد حينما نقوم للصلاة ، الصلاة تكون صلاة حقاً ، وَالقُدّاس نذهب إِليه مُبكِراً ، وَنرفع قلوبنا لله بِكُلَّ جديّة وَنشاط ، وَوقت السِجود نسجُد ، وَوقت التضرُّع نتضرّع ، أمر مُهِم جِداً الجِهاد فِى حياتنا ، أبونا يعقوب كان مُجاهِد 0 4/ أبونا يوسِف – الألم وَ المجد :- بالطبع كُلُنا نعرِف أنّ حياة يوسِف لَمْ تكُن سهلة ، وَلَمْ يأخُذ فِى حياته شىء بِدون جِهاد ، لكِن كُلَّ هذا كان بسماح مِنَ الله وَبيع كعبد ، وَنُلاحِظ أنّ يوسِف يُمثِل ربِنا يسوع المسيح0 يوسِف السيِّد المسيح 1/ يوسِف إِبتاع كعبد 1/ يسوع جاء وَأخذ شكل العبد ( إِنسان ) 2/ الإِبن المحبوب لدى أبيه 2 / هُو الإِبن الوحيد لأبيهِ 3/ صاحِب القميص المُلّون 3/ الكنيسة تُمثِلّ ذلِك القميص بِمواهِب الرّوح وَالكنيسة مُزّينة بِها 4/ أبغضهُ إِخوتهُ 4/ ربنا يسوع قال أبغضونِى 5/ أُلقى فِى السِجن 6/ جُرِّد مِنَ ثيابه 6/ إِقتسموا ثيابِى وَعلى لُباسِى إِقترعوا 7/ فِى السِجن أحاط بِهِ مسجونان 7/ أحاط بِهِ لصّان 8/ تزوّج أُممية إِسمها ( أسينات ) 8/ السيِّد المسيح بسط يديهِ على الصليب لِكى يأخُذ اليهودِى وَالأُممِى لاَ يوجد مجد بِدون ألم ، فِى كُلَّ قصّة حياته لَمْ يتذّمر وَلَمْ يشتكِى ، وَهُو فِى عُمق أعماق السِجن لَمْ يشتكِى ، وَهُو يُباع لَمْ يتذّمر ، وَهُو فِى منصِبه العالِى لَمْ يطلُب مِنَ إِخوته إِنتقام منهُم ، إِذن أين الألم فِى حياتنا ؟ ما الّذى نحتمِله ؟ ليس فقط الإِحتمال ، لقد أصبحت حياتنا كُلّها تذمُّر على كُلَّ شىء ، وَإِذا أرسل الله لنا تجرُبة يجِب أنْ نحتمِل وَنشكُر وَنصبِر ، وَنعلم أنّ كُلَّ شىء بِسماح مِنَ الله واحِد مِنَ القديسين مرّة سأل أولاده مَنَ الّذى باع يوسِف ؟ أجابوه إِخوته ، ردّ لاَ ، أجابوه الغيرة ، ردّ لاَ ، قال لهُم الله هُو الّذى باع يوسِف ، سماح الله ، إِرادة الله ، يجِب أنْ نشعُر أنّ حياتنا إِذا كان فيها ألم هُو مِنَ يد الله ، مَنَ منّا كان عِنده ألم وَشعر أنّ الله هُو الّذى صنع معهُ هكذا ، [ أنتُم أردتُم بِى شراً وَلكِن الرّبّ أراد لِى خيراً ] مُعلّمِنا داوُد النبِى يقول [ خير لِى أنّك أذللتنِى ] ، الّذى أذلّ داوُد النبِى الله وَليس شاول ، وَإِنْ كان الله قَدْ قاد شاول لإِزلال داوُد وَذلِك بِسماح مِنَ الله ، لابُد أنْ نشعُر أنّ حياتنا مِنَ الله وَنقبل الألم فِى خدمِتنا وَنُصِر أنْ يكون فيها ألم لِكى يكون فيها مجد أين الألم الّذى نتألّمهُ فِى الخِدمة ؟ مُعلّمِنا بولس الرسول يقول[ وُهِب لكُم لاَ أنْ تؤمِنوا بِهِ فقط ، لاَ بل أنْ تتألّموا أيضاً مِنَ أجلهِ ] ، عِندما يأتِى الأولاد إِلَى الأُسرة وَنُعطيهُم الدرس وَالترنيمة ، أين الألم هُنا ؟ لكِن نرى بولس الرسول يقول [ فِى أسهار ، فِى ضربات ، فِى سجون ،00] ، فِى كورنثوس الثانية سجل آلامات بولس ، لِكى نعرِف أنّنا إِلَى الأن لَمْ نخدِم ، نحنُ نكرِز للمسيحيين الأتقياء فقط وَ نعتقِد أنّنا نتعب ، مِنَ فينا عِنده إِستعداد للتعب ؟ نشتكِى مِنَ عدم إِنتظام الخُدّام ، وَهُمْ يشتكون لأنّ ظروف منعتهُم ، وَإِنْ حضروا وَتكلّمنا معهُم فِى أمرٍ ما يتذّمروا وَيشتكوا ، وَإِنْ إِعتذرت خادِمة لها 100 عُذر تقوله ، وَآخرون لاَ يعملون لأنّ مَنَ حولهُم لاَ يعملوا هُم أيضاً ، فنكون مثلهُم ، مَنَ مِنّا عِنده إِستعداد يقول [ مِنَ أجلك نُمات النّهار كُلّه ] لابُد أنْ أتعب وَأعمل وَأفتقِد وَأُحضِر أولاد ، خِدمِة تعب ، فِى كنيسة العذراء محرم بك كان الله ينيّح نَفْسَه أبونا بيشوى كامِل عِنده عجلة ، وَأثناء الكلِمة الإِفتِتاحيّة كان ينظُر إِلَى أُسرته وَيرى مَنَ الّذى لَمْ يحضر وَيذهب على العجلة يُحضِره وَيأتِى ، - قلب نار - ، وَنحنُ نقول مَنَ يحضر يحضر وَالعكس ، هذِهِ ليست خِدمِة ألم ، ما أجمل الخادِم الّذى يسعى للأعمال التّى بِها تعب وَ التّى بِها مشقّة وَإِتضاع وَبذل ، [ إِنْ كُنّ نتألّم معهُ لِكى نتمجّد أيضاً معهُ ] ، [ عالِمين أنّ آلام الزمان الحاضِر تُنشِىء لنا ثِقل مجد أبدِى ] ، فِى مجد ينتظِرنا ، وَكُلَّ أتعاب خِدمِتنا ربِنا يحسِبها لِنا فِى قصّة الراهِب الّذى كان عين المياه بعيدة عَنِ القلاية ، وَأراد أنْ يُقرِّب القلاية مِنَ عين الماء ، وَأثناء ذلِك وجد الملاك يسير ورائهُ ، فقال لهُ ماذا تفعل ؟ ردّ عليهِ قائِلاً كُنت أحسِب لك الخطوات التّى كُنتُ تمشيها كُلَّ ليلة وَأحسِب لك التعب ، فقال إِذنْ لن أُقرِّب القلاية مِنَ عين الماء إِذا كان الوضع هكذا ، سوف أبعِدها أكثر كُلَّ جِهاد لنا يُحسب لنا ، الإِنجيل يؤكِد أنّ [ كأس ماء بارِد لاَ يضيع أجره ] ، ما الّذى نُريده أكثر مِنَ هذا ؟ وعد مِنَ الإِنجيل ، كُلَّ عمل نعمِلهُ محسوب لِنا ، إِذن هيا بِنا نتعب وَنُزوِّد تعبنا وَنترُك الخِدمة التّى براحة ، فهى مرفوضة أمام الله ربِنا يُعطينا وَيُثبِّت كلِماته وَيجعلها أنْ تكون حياة لنا وَيُكمِلّ نقائِصنا وَيسنِد كُلَّ ضعف فينا بنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين

كيف ولماذا أخدم

1 لأنى صاحب رسالة كل إنسان فى الحياة له رسالة وله هدف وكل إنسان ليس له هدف أو رسالة حياته ليست لها قيمة كما قيل ما أستحق ان يولد من عاش لنفسة فالإنسان الدى يخدم هو شخص يشعر بآدميتة وإنسانيته وأنه إبن لله مثل أب يتعب فى عمله من أجل أولاده ورغم ذلك تجده سعيداً لأنه يتعب ليسعد أولاده وهذه هى رسالته كذلك الخادم يتعب ويفتقد ويجهز الدرس ليشبع المخدومين بكلمة الله وهذه هى رسالته وعمله التى تعطى حياتة قيمةً وطعماً 2 الخدمة هى أقصر الطرق المؤدية للحياة الأبدية الخدمة تساعد الخادم على خلاص نفسة وذلك لقربه الدائم من وسائط النعمة والخلاص فهو شخص يشبع بالمسيح وينمو فى علاقته معه بسبب قراءاتة وتحضيرة أما الخادم الذى يترك الخدمة فهو يبعد بيده لذلك فالخدمة هى أقصر الطرق المؤدية للملكوت الخدمة تساعد على قراءة الكتاب المقدس وحضور إجتماعات صلاة وافتقد وأصلى مع المخدومين وعندما تواجهنى مشكلة فى الخدمة أصلى لذلك فالخدمة هى أقصر الطرق المؤدية إلى الملكوت والخدمة تدفع الخادم إلى الصوم فيصل الخادم إلى حالة من التقديس ( لأجلهم أقدس أنا ذاتى ) يو ١٩:١٧ فالخدمة تجعل الخادم يشبع بالمسيح وينمو فى طريقه إنها تصلح أى إعوجاج فى الحياة وتجعلنا نحيا فى الوسائط أما خارج الخدمة فلن نجد ما يدفعنا إلى الحياة الروحية 3 الخدمة لها أجر سماوى السيد المسيح أخبرنا أن من عمل وعلم هذا يدعى عظيماً فى ملكوت السماوات مت ١٩:٥ فالذى يخدم الله لا ينسى تعب محبته فى الأرض ويكون محفوظاً له فى ملكوت السماوات (الله ليس بظالم حتى ينسي عملكم وتعب المحبة التى أظهرتموها عب ١٠:٦ ) لابد أن يعلم الخادم أن كل تعبه فى الخدمة له أجر فى السماء ويكفى الوعد الذى قاله السيد المسيح حيث أكون أنا يكون هناك خادمى يقال عن القديس توما الرسول أنه كان نجاراً ماهراً ولما ذهب إلى الهند ليكرز بها أعطاه الملك مالاً ليبي له قصراً أما القديس فقد أنفقه على الفقراء وبعد سته أشهر أستدعاه الملك وسأله ما أخبار القصر قال له بنيت لك قصراً فى السماء ضخماً فطلب منه أن يراه فقال له إن هذا القصر لن يرى هنا على الارض لأنه قصراً فى السماء فلم يقتنع الملك بكلامة وأودعه السجن ليحاكمه وفى هذا اليوم رأى شقيق الملك فى حلم أن لأخيه قصر كبير فى السماء فسأل عن صاحب القصر فقالوا له إن صاحب القصر هو أخيك الذى بناه له القديس توما فعندما استيقظ ذهب إلى أخيه وقال له إفرج عن توما لأن توما بنى لك قصراً ضخماً فى السماء وقد رأيت هذا القصر بنفسي 4 الخدمة تمجد الله على الارض السيد المسيح فى إنجيل يوحنا قال أنا مجدتك على الأرض يو ٤:١٧ فأعظم عمل يعمله الخادم أن يمجد إسم المسيح على الأرض كما تفعل الملائكة فهى تمجد الله وتسبحة والخادم مثل الملاك فالخادم يمجد الله عندما يظهر إسم المسيح للمخدومين والله يتمجد حينما يعرف الناس إسم الله وتقدم توبة وترتبط به ويجب أن اسأل نفسي كم شخص ذهبت إليه وعلمته أن يصلى وهو لم يكن يعرف طريق الصلاة وكم شخص عرفته طريق المسيح وربطه بالمسيح وهو لم يكن يعرفه من قبل 5 الخادم إنسان يتاجر بالوزنات الكتاب يذكر مثل الوزنات مت ١٤:٢٥ وأظهر المثل كيف لكل شخص أن يتاجر بالوزنات التى وهبها له الله ولابد أن يسلمها مع ربح وكل من تربى فى الكنيسة واعطاة الله معرفة للقراءة والدراسة والحركة هذه كلها وزنات يريد الله أن نتاجر بها لحسابه وسيحاسبنا عليها وإن أهملت أو تكاسلت سوف يسألنى عنه كيف أخدم لابد من قواعد ثابتة أبنى عليها خدمتى 1 أخدم بإنكار ذات السيد المسيح قال من أراد أن يأتى ورائي فلينكر نفسة ويحمل صليبه ويتبعنى مت ٢٤:١٦ ويوحنا المعمدان قال عن السيد المسيج ينبغى أن ذاك ويزيد وأنى أن ينقص يو ٣٠:٣ وهذا هو عمل الخادم أن يربط النفس البشرية بعرسها الحقيقي المسيح ويجب أن يربط المخدومين بالمسيح وليس بشخصة الخادم يبذل ويتعب وليس مسؤلاً عن الثمر لأنه قد يأتى مع شخص آخر وأنا عملى أن أخدم فقط وأمر الثمر لا يشغللك وقد يأتى الثمر متأخراً 2 الخدمة بأمانة الأمانة عنصر هام فى الخدمة ( كن أميناً إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة رؤ 20:2لابد من الصدق مع النفس وأكون أمين فى الإعداد للخدمة وأبذل جهد فى متابعة المخدومين وأضع أمامى أن الله سوف يسألنى عن أمانتى مع المخدومين لتسمع الصوت كنت أمينا ً فى القليل سأقيمك على الكثير أدخل إلى فرح سيدك مت ٢١:٢٥ ولا إرغام فى الخدمة فالخدمة هى عمل تطوعى من القلب ويجب أن تتم بفرح وسرور أسال عن الجميع أتابع حضور الأسرة للكنيسة لى غيرة على خلاص كل إنسان ويمكن أن تعطى اأسماء للأشخاص المسؤلين عن خدمتهم ومحبتى تجعلنى أبحث عن طرق لتقديم الموضوعات وأجهز وسائل إيضاح وأقدم بها الدروس لكى يكون مشبعاً فالأمانة هى أن أتعب وأقدم ما هو أكثر من المطلوب 3 أخدم دون تمييز هناك من يفضل خدمة الاطفال المميزين المؤدبين أما الأشقياء والفقراء والمتعبين يهملهم فلا يصح للخادم أن يتذمر أو يرفض خدمة الأعضاء الضعيفة والخادم كالعبد الذى يخدم سيدة ولا يصح ان يهمل فى خدمة أولاد سيده القديس أوغسطينوس كان حين يصلى من أجل شعه كان يردد أطلب إليك من أجل سادتى عبيدك والخادم عمله غسل الأرجل كما تعلم من سيده المسيح ويجب الا يشعر الخادم أنه أفضل من غيرة ولا يتعالى عليهم بل يخدم بكل أناة وهدوء ولطف وليس بالإهانه والتوبيخ هذا ليس عملنا 4 يجب أن يحيا الخادم ما يعلم به فلا تقل درساً إلا ويكون موضوع جهادك أولاً فإن تكلمت عن الصلاة فيجب أن تصلي أولاً وإن تكلمت عن العفة فيجب أن تكون أنت عفيفاً وتجاهد فى ذلك قدر طاقتك وهكذا أى فضيلة نطلبها من المخدومين يجب عليك أن تجاهد أنت فيها أولاً من أجل المخدومين 5 إخدم بقلب حار وحماس إحذر من الشيخوخة الروحية حيث يجد الخادم نفسة وقد فقد الإستعداد والحماس فبعد سنة أو أكثر نجد الخادم قد أصيب بالعجز ويستثقل العمل وليس لدية الرغبة فى الخدمة أو التحضير أو تحضير الدرس أو الإشتراك فى الأنشطة المختلفة وتذكر أنه مكتوب غيرة بيتك أكلتنى والخادم الغير جاد فى خدمتة فهو دليل على أن محبة الله لا توجد فى قلبه ونتعلم ن القديس بولس الرسول ( من يضعف وأنا لا أضعف من يعثر وأنا لا ألتهب ٢كو ٢٩:١١ ١كو ١٩:٩ صرت للكل كل شيء لأربح على كل حال قوم وهذا مثال الخادم الممتلىء قلبة بالغيرة والحماس الذى رأيناه يصلي للملك أغريباس حين قال للقديس بولس أبقليل تقنعنى أن أصير مسيحياً فقال له بولس كنت أصلى إلى الله أنه بقليل وبكثير ليس أنت فقط بل ايضاً جميع الذين يسمعوننى اليوم يصير هكذا كما أنا ماخلا هذه القيود أع ٢٨:٢٦ الخادم الحار والمملؤ غيرة لا يحتمل أن يرى نفوس بعيده عن المسيح ويسيرون فى طريق الضلال وبهذا فهو مثل سيده يريد أن الجميع يخلصون 6 أخدم بإستقامة أى بالتعليم الصحيح السليم أى نعلم تعاليم كنيستنا الأرثوذكسية ويعرف ويمارس تفاصيلها ويتذوق عذوبتها ولا يفرط فى موروثات آبائه فلا يصح لخادم أن يحضر إجتماع الطوائف الغير أرثوذكسية وتجده بدأ يأخذ اسلوبهم ومنهجهم خادم له حس أرثوذكسى مستقيم لا يستطيع أن يفارق الكنيسة ولا يتذوق غيرها وإن وجدت من يخرج شياطين ويتكلم بألسنة ويطلب من الناس أن تردد عهود ويرفع صوته عاياً إعلم أنك قد خرجت عما تسلمته فى كنيستك وتعلمته منذ طفولتك 7إخدم بطاعة كاملة إشترك فى إحتمال المشقات كجندى صالح للمسيح يسوع ٢ تى ٣:٢ ويقول له من يتجند لا يرتبك بأعمال هذه الحياة ٢تى ٤:٢ والخادم الناجح هو من يطيع الاب الكاهن أو أمين الخدمة هذا خلاف الخادم المعارض دائماً أو المجادلات الذى يتسبب فى تعطيل الخدمة أو الأنشطة والطاعة ليس معناه إلغاء الحوار أو الرأى وهو شيء صحى للخدمة ولا غنى عنه لنجاح الخدمة ولكنه فى حدود معينه ويكون هذا الحوار لبنيان الخدمة والنمو وليس لمجرد المعارضه فقط 8 أخدم فى كل مكان أنت خادم ليس فى الكنيسة فقط بل أنت خادم فى بيتك وفى مدرستك وفى عملك ومع جيرانك واقاربك إذ ان المسيح الساكن فى داخلك يتحدث والإجيل يتكلم فيك بكلامة وحين تذهب لإفتقاد المخدوم أسأل عن مدى مواظبة باقى أفراد الأسرة للكنيسة والتمتع بالمسيح فالخدمة هى حاله شخص وليس وظيفة وليست مرتبطة بمكان أو زمان فأنت حيثما وجدت أنت خادم 9 إخدم بمحبة وبروح الصلاة إن الخدمة أساسها الحب ودافعها الحب وثمرها الحب ووسيلتها الحب (بهذا يعرف جميع الناس أنكم تلاميذى إن لكم حب بعضكم نحو بعض يو ٣٥:١٣ وبروح الصلاة فلابد أن كل شيء يفعل بالخدمة فالصلاة هى التى تعطى للدرس قوة وتاثير على المخدومين لأن روح الله يعمل فى نفوس المخدومين ولو واجهتك مشكلة كبيرة صلى بإيمان (أحنى ركبتى لدى أبي ربنا يسوع المسيح أف ١٤:٣ ما أجمل الخدمة بركب منحنيه

التلمذة

يقول سليمان الحكيم في سفر الأمثال ﴿ طريق الجاهل مستقيم في عينيه أما سامع المشورة فهو حكيم ﴾ ( أم 12 : 15) سنتحدث عن موضوع هام وهو حياة التلمذة فكل إنسان يحتاج إلى حياة التلمذة وذلك لأن الإنسان ضعيف في ذاته وضعيف في مشورته الشخصية وضعيف في رأيه وفكره ولهذا يقول سفر نشيد الأنشاد لكل إنسان ﴿ إن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء فاخرجي على آثار الغنم ﴾ ( نش 1 : 8 ) فالغنم هم الذين وصلوا قبلنا وهم السالكين في طريق الإجتهاد فهؤلاء الغنم لابد أن نسير وراءه ونكون تلاميذ لهم وسنتحدث في ثلاث نقاط :- (1) ضرورة التلمذة :- كل إنسان يحتاج إلى نموذج حي ليتبعه فربما يسمع أو يقرأ كثيراً ولكنه يحتاج إلى تلمذة حية إلى تلمذة فيها معاشرة وحياة أي إلى تلمذة واقعية لأن كثيراً ما يقرأ الإنسان ويسمع أشياء ولكنها لا تناسبه ولهذا يقول سفر الأمثال ﴿ أما الخلاص فبكثرة المشيرين ﴾ ( أم 11 : 14) فلا أحد يشعر بضرورة التلمذة إلا الذي يرغب فيها فهناك إنسان يريد أن يعيش حياة أفضل ويريد أن يعيش حياة مع الله بلا مخاطر فهو يريد حياة آمنة كل ذلك يحدث عن طريق التلمذة والإنسان الذي يريد أن يتتلمذلا يكون له شروط بل يوافق على كل شروط معلمه .. فمثلاً الذي يتلمذ على يد محامي تجده يوافق على كل شروط معلمه * المحامي * وذلك لأنه عنده إحساس بضعفه وجهله وهو يعلم أن الخضوع هو الذي سيقوده إلى التلمذة وهكذا أيضاً بالنسبة للحياة الروحية فإحساس الإنسان بضعفه وجهله وتقصيره في الحياة مع الله واشتياقاته في حياة أفضل كل هذا يدفعه إلى التلمذة فالذي يريد أن يتلمذ لا يضع شروط بل يضع خضوع واتضاع وطاعة وعندما يأتي الإنسان إلى الكنيسة ويسمع عظة فهذا يعتبر نوع من أنواع التلمذة ولكن الذي يستفاد هو الذي عنده روح تلمذة حقيقية أي طاعة وخضوع وتسليم فممكن أن يأتي الإنسان إلى الكنيسة وهو متغصب أو لكي يقابل أصدقاء له أو ليضيع وقته أو يحضر إجتماع لأن أبونا الكاهن يأخذ غياب وحضور ولكن الإنسان الذي يريد أن يسلك في التلمذة تجد عنده قلب مفتوح وذهن مفتوح يريد أن يخبئ كل كلمة في ذهنه وقلبه ولهذا فنحن نريد أن نذهب إلى الكنيسة لنتتلمذ لأن ربنا يسوع المسيح يقول﴿ الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة ﴾ ( يو 6 : 63 ) فكلام ربنا يسوع يعطينا روح وحياة لذلك ذكر في بستان الرهبان أن درجة التلمذة أي التلميذ الذي يخضع لكلام معلمه من أكثر الدرجات الروحية تقدماً في الحياة فيذكر البستان أن هناك ثلاث درجات :- الدرجة الثالثة هي درجة المريض الصابر الشاكر . والدرجة الثانية هي درجة المجاهد التائب . والدرجة الأولى هي درجة التلميذ الخاضع المطيع . فنجد أن هذه الدرجة * الدرجة الأولى * أعلى من درجة المجاهد التائب لأن المجاهد التائب يجاهد بإرادته أما التلميذ الذي يطيع فهو يطيع بدون إرادته ومشيئته فكل إنسان مدعو إلى حياة التلمذة وليس فقط الخادم . (2) التلمذة مبدأ إنجيلي :- فنجد أن يشوع تتلمذ على يد موسى وقد أوصى موسى يشوع أن لا يبرح سفر الشريعة من فمه( يش 1 : 8 ) وأن يسير في نفس الطريق الذي سار فيه موسى وأن الله سيكون معه وقد تتلمذ يشوع على يد موسى بنوعين من أنواع التلمذة :- التلمذة بالتعليم . التلمذة بالحياة . فقد كان يشوع ملازماً لموسى فأخذ منه خبرة التعليم وخبرة الحياة وأيضاً كل إنسان يحتاج إلى التلمذة بالتعليم وأيضاً التلمذة بالحياة وهناك مثال آخر وهو صموئيل النبي وعالي الكاهن فقد كان صموئيل يخضع كل الخضوع لعالي الكاهن وأيضاً إيليا وإليشع فقد كان إليشع في خضوع تام لإيليا لدرجة أنه كان يتبعه في كل مكان ويطلب بركاته وعندما صعد إيليا إلى السماء كان إليشع بجانبه وقال له ﴿ يا أبي يا أبي مركبة إسرائيل وفرسانها ﴾ ( 2مل 2 : 12) وهذا يبين مدى مكانة الأب في نظر تلميذه فقد كان إليشع يرى في أبيه الروحي قوة إسرائيل كلها وأيضاً بالنسبة لكل إنسان لابد أن تكون نظرته إلى أبيه الروحي نظرة قوة وعندما طلب إليشع من إيليا أن يعطيه الله روحين من روحه لم يكن هدف إليشع أن يكون أفضل من إيليا بل إحساسه بضعفه وأنه يحتاج إلى قوة كبيرة وفعلاً نجد أن الله قد حقق لإليشع طلبه فالله عمل مع إيليا * 7 * معجزات ولكنه عمل مع إليشع * 14 * معجزة وأيضاً يوحنا المعمدان كان لديه تلاميذ وهم الذين ذهبوا إلى السيد المسيح وسألوه ﴿ أنت هو الآتي أم ننتظر آخر ﴾ ( مت 11 : 3 ) وربنا يسوع المسيح دعا له تلاميذ وهؤلاء التلاميذ تتلمذوا بنوعين من التلمذة وهما التلمذة بالتعليم والتلمذة بالحياة والممارسة فكان التلاميذ يتبعوا السيد المسيح في كل مكان وأيضاً بولس الرسول تتلمذ على يد غمالائيل وتعمد على يد حنانياوعندما خدم إتخذ له تلميذ وهو تيموثاوس ويقول الكتاب عن الذين يسيرون بلا مرشد ﴿ الذين بلا مرشد يتساقطون كأوراق الخريف ﴾ فالذي يكون كبير نفسه وبلا مرشد يسقط كأوراق الخريف وأيضاً لابد أن نذكر التلاميذ الذين كانوا في الكنيسة فمثلاً الأنبا ويصا تتلمذ على يد الأنبا شنودة والأنبا بيشوي والأنبا يحنس القصير تتلمذا على يد الأنبا بموا ومكسيموس ودوماديوس تتلمذا على يد أبو مقار والأنبا موسى الأسود تتلمذ على يد القديس ايسوزورس والأنبا تادرس تتلمذ على يد الأنبا باخوميوس والأنبا بولا البسيط تتلمذ على يد الأنبا أنطونيوس فكل هؤلاء القديسين قد وصلوا إلى قامات عالية وبالرغم من ذلك أدركوا مدى أهمية التلمذة على يد معلم إجتاز تجارب العدو بنجاح معلم قد دخل في صراعات كثيرة ونجح فيها حتى يستطيعوا هم أيضاً أن يسيروا في نفس الطريق . (3) أمثلة عن حياة التلمذة :- كان الأنبا موسى الأسود يكشف كل فكر إلى أبيه الروحي حتى يستفاد من معلمه ويعرف أخطائه وضعفاته وإذا ذكرنا عن التلمذة في حياة الأنبا بولس البسيط فنجد أنها كثيرة وسنذكر منها الآتي عندما ذهب القديس بولس البسيط إلى الأنبا أنطونيوس في بداية الأمر رفضه الأنبا أنطونيوس ونصحه بأن ينزل إلى العالم لأنه لا يستطيع أن يعيش حياة البرية فهي حياة قاسية ولكن قال الأنبا بولس البسيط إلى الأنبا أنطونيوس * إقبلني يا أبي بإسم يسوع المسيح إلهك * ولكن أغلق الأنبا أنطونيوس باب قلايته ولكن الأنبا بولا صمم وقال * لا أبرح مكاني من هنا إلا أن تقبلني * وقد لاحط الأنبا أنطونيوس أن الأنبا بولس البسيط لم يكن يغير مكانه حتى عندما تسطع الشمس فلا يتحرك إلى مكان آخر فيه ظل فعرف الأنبا أنطونيوس أن هذا مؤشر لخضوع الأنبا بولس البسيط ثم قبله وأصبح الأنبا بولا البسيط تلميذ للأنبا أنطونيوس الذي علمه ضفر الخوص وكان الأنبا بولا البسيط يضفر الخوص لدرجة أنه أجاد تضفير الخوص أكثر من الأنبا أنطونيوس وكان يعمل عدد أكثر من الأنبا أنطونيوس وعندما كان يعرض الأنبا بولا الخوص على معلمه كان ينتهره ويقول له أن يعيد ضفر الخوص مرة أخرى وبالرغم من صعوبة إعادة ضفر الخوص مرة أخرى إلا أن الأنبا بولا كان في طاعة وخضوع تام لمعلمه ولقد أعطى الله للأنبا بولا البسيط موهبة إخراج الشياطين وعندما كان يُخرج الشيطان يقول له * بإسم إله أبي أنطونيوس أقول لك أخرج * وهذه هي التلمذة أن يضع الإنسان في نفسه أن معلمه يعرف أكثر منه وأنه سيرشده إلى الطريق الذي فيه خلاصه فيكون خاضع لكل ما يأمره به معلمه فالتلمذة تحتاج إلى بساطة وطاعة فنعمة الله لا تعمل في إنسان متكبر ولا تستقرأو تستريح في إنسان يحب أن يسلك بمشورة نفسه ولهذا يقول القديسين ﴿ بقدر ما تكون أمين مع أب إعترافك بقدر ما تلقي هم خلاصك عليه ﴾ فإذا سألت كيف تخلص ؟فالإجابة هي أن تكون أمين مع أب إعترافك والأنبا يحنس القصير عندما أخذ قطعة خشب يابسة من معلمه الأنبا بموا الذي قال له أن يزرعها ويسقيها فنجد أنه نفذ كلام معلمه وكان يذهب ليسقي الخشبة مرتين في اليوم ولمدة ثلاث سنوات بالرغم من بُعد المكان ولكن الله عمل فيه من أجل بساطته ونقاوته وقد أثمرت الشجرة حتى قال الأنبا بموا ﴿ خذوا كلوا من ثمر شجرة الطاعة ﴾ والذي يريد أن يحيا في حياة التلمذة لابد أن يكون عنده أمانة وأن يكون مخلص ويعطي قلبه وتفكيره وكيانه ويشعر أنه يحتاج للتلمذة والذي يقول أنه يعرف كل شئ تجد أن الكتاب المقدس يقول له في سفر الرؤيا ﴿ لأنك تقول إني أنا غني وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيءٍ ولست تعلم أنك أنت الشقي والبئس وفقير وأعمى وعريان ﴾ ( رؤ 3 : 17) فالإنسان يظل يتعلم ويطلب من الله أن يكشف له مثل داود النبي الذي قال ﴿ إكشف عن عينيَّ فأرى عجائب من شريعتك ﴾ ( مز 119 : 18) فهذا داود النبي الذي كان قلبه مثل قلب الله وعلى التلميذ أن يجلس تحت قدمي معلمه وأن يطيع أوامره ويكون عنده إستعداد أن يأخذ الفُتات ويتعلم منه كل شئ ونجد أن الآباء في حياتهم مع الله كانوا يبحثون عن أي كلمة منفعة ويُحكى عن البطريرك الأنبا ثاؤفيلس أنه كان يتفقد الرهبان كل سنة وكان يجلس مع كل راهب ويطلب منه أن يعطيه كلمة منفعة فقال له أحد الرهبان ﴿ ليس أفضل من أن تلقي بالملامة على نفسك في كل أمر ﴾ فكان يشعر أن هذه الكلمة من الله وأنها تُحيِه وتجدد سلوكه فالإنسان الذي يحب التلمذة ويحب أن يعيش مع الله لا يضع عقله حائل بينه وبين الله ويُحكى عن أحد الرهبان أنه نزل من البرية ليبيع عمل يديه وكانت هناك إمرأة تريد أن تشتري منه وعندما صعد لها أغوى الشيطان هذه المرأة أن تُسقط هذا الراهب وعندما وجد الراهب نفسه في ضيقة وتجربة فصرخ وقال * يا إله أبي إنقذني * فوجد نفسه في الإسقيط فهو يعرف الله من خلال أبيه وهذا يدل على مدى ثقة هذا الراهب بأبوه الروحي فهو يصرخ إلى الله من خلال أبيه الروحي فما أجمل أن يحيا الإنسان بقلب تلميذ يتعلم من كل موقف ويتعلم ممن حوله . في ذات مرة رأى الأنبا أنطونيوس إمرأة تغتسل أمامه فقال لها * أما تستحي يا إمرأة فأنا راهب * فقالت له أن الرهبان يعيشوا في البرية الجوانية فللوقت سمع هذه الكلمة كأنها من فم الله وأطاع ويقال عن القديس مارأفرآم السرياني أنه من شدة شغفه بالتعليم جاء من سوريا إلى الأنبا بيشوي حتى يسمع تعليمه ويتعلم منه وكان الإثنان يتكلمان لغة مختلفة فلم يفهما ما يتحدثان به ولكن الله أعلمهما بما يتكلما فلقد كان لهما إشتياق للتلمذة فهما يريدا أن يفرحا بالله والله لا يضع عائق اللغة عند أي إنسان قلبه يشتاق للتلمذة وأيضاً يُحكى عن سيدة كانت تنظر وتتفرس بشدة إلى القديس مارأفرآم فقال لها * يا إمرأة إستحي * فقالت له * أنت رجل أُخذت من التراب فلك أن تنظر إلى الأرض أما أنا فإمرأة أُخذت من الرجل فلي أن أنظر إلى الرجل * فأخذ هذا الكلام من الله وقال * حسناً يا أفرآم أنت أُخذت من الأرض فلك أن تنظر إلى الأرض * .. فنجد أنه لم يدين هذه المرأة لأن قلبه يريد أن يتتلمذ ويأخذ كل كلمة تأتي إليه كأنها من فم الله والإنسان الذي يتتلمذ يعيش بأمانة في حياته الروحية ولهذا يقول الآباء القديسين ﴿ الطاعة تحميك من هم التفتيش على الطريق ﴾ .. كل هذا نتيجة لطاعة الأب الروحي فالإنسان الذي يكون عنده قلب تلميذ يتعلم من فضائل غيره ولا يرى عيوب الآخرين كان هناك تلميذ أخذ من أبيه الروحي أن يسهر سهرة روحانية والمتبع في هذه السهرات أن يقضي جزء منها في الصلاة وجزء في التسبيح وجزء في قراءة الكتاب المقدس فبدأ هذا التلميذ في السهر وفي نهاية السهرة ذهب لأبيه فقال له أبوه الروحي هل قرأت الإنجيل ؟ فقال له لا فقال له فهل قضيت الوقت كله في التسبحة ؟فقال أيضاً لا فقال له إذاً هل قضيت الوقت كله في الصلاة ؟ فقال لا ثم قال له إذاً ماذا فعلت ؟ فقال له أخذت أعدد من فضائل أخي فوجدت عنده 36 فضيلة ليست عندي فأخذت أبكت نفسي على هذه الفضائل التي تنقصني فقال له أبوه الروحي * هذه طياشة ولكنها صارت لك أحلى من أي تلاوة * . فالإنسان يحتاج أن يضع أمامه نماذج للتلمذة والكنيسة غنية بأمور التلمذة لأن الروح القدس غني وملئ بالمواهب المتعددة فكل فضيلة تجد فيها أناس أيقنوها لدرجة الوصول إلى قامة الملكوت والتلمذة ليست إلغاء للشخصية وليست كبتاً لأنها إذا كانت هكذا قد يصل الإنسان إلى وقت ينفجر فيه أو يتذمر بل هي تقديس وتوجيه وخضوع وطاعة إرادية ويُحكى على القديس يحنس القصير أن معلمه الأنبا بموا كان دائم الإنتهار له ولم يكن ينيحه بكلمة كل هذا ليصنع منه تلميذ ويصنع منه إنسان خاضع ومطيع وفي نهاية حياة الأنبا بموا جمع كل التلاميذ وقال عن الأنبا يحنس ﴿ بالحق هذا ملاك وليس إنسان ﴾ والإنسان البسيط ممكن يسمع صوت الله من خلال طفل يُذكر أن أحد البطاركة أتاه فكر كبرياء فذهب إلى أبيه الروحي وكشف له عن هذا الفكر فقال له أبيه الروحي أن يجلس في الدير وينظفه وينظف دورات المياة فسمع البطريرك هذا الكلام ومكث لمدة ثلاثة أشهر حتى خرج منه فكر الكبرياء لدرجة أنه شعر أنه والأرض واحد فهناك معلمين صنعوا قديسين وصنعوا عظماء لأنهم هم حقاً عظماء فهم دخلوا إلى أحضان الله وفهموا كل مقاصد الله وعرفوا كيف يرشدوا الناس وكثيراً ما يسمع الإنسان كلمة ولكنه لا يأخذها بفرح أو بخضوع وذلك لأن العقل يقف حائل في نوال بركة تنفيذ هذه الكلمة ولكن التلمذة تعطي للإنسان راحة فلا تأخذ كل شئ على حساب ذاتك ولا تعتبر الذي يوجه لك أي كلمة أنه يعمل نفسه رئيساً عليك ونختم هذا الموضوع بقصة جميلة وهي في القرن الخامس والسادس فقد كانت الكنيسة تسير على بركة عظماء القرن الثالث والرابع أمثال الأنبا أنطونيوس والأنبا بيشوي والأنبا مقاريوس وفي القرن الخامس والسادس كان التلاميذ في الرهبنة يبحثوا عن أب لهم أمثال آباء القرن الثالث والرابع ولكنهم لم يجدوا فذهبوا إلى شيخ وقور وقالوا له * العظماء قد إنتهوا فبماذا تنصحنا ؟ *فقال لهم هذا الشيخ﴿ إستشر مُعرفك أياً كان فإن لم يعطيك الله بسبب بره فسيعطيك الله بسبب إتضاعك ﴾ فالإنسان الغيور على خلاصه سيرسل الله له ما ينفع لخلاصه ربنا يعطينا تلمذة ترضيه بحسب قلبه لكي ما نكون تلاميذ أمناءويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد إلى الأبد آمين

قيمة النفس البشرية

سوف نتكلّم بِنعمِة ربِنا اليوم عَنِ موضوع قيمة النَفْسَ البشريّة مِنَ إِنجيل مُعلّمِنا يوحنا إِصحاح 17 بركاته على جميعنا آمين[ وَهذِهِ هى الحياة الأبديّة : أنْ يعرِفوك أنت الإِله الحقيقِىَّ وَحدك وَيسوع المسيح الّذى أرسلتهُ 0 أنا مجَّدتك على الأرض 0 العمل الّذى أعطيتنِى لأِعمل قَدْ أكملتهُ 0 وَالآن مجَّدنِى أنت أيُّها الآب عِندَ ذاتِك بالمجدِ الّذى كان لِى عِندكَ قبل كون العالمِ أنا أظهرت إِسمك للنَّاس الّذين أعطيتنِى مِنَ العالمِ 0 كانوا لَكَ وَأعطيتهُمْ لِى ، وَقَدْ حفِظوا كلامَكَ 0 لأِنَّ الكلام الّذى أعطيتنِى قَدْ أعطيتهُمْ ، وَهُمْ قبِلوا وَعلِمُوا يقيناً أنِّى خرجتُ مِنْ عِندكَ ، وَآمنُوا أنَّك أنت أرسلتنِى 0 مِنْ أجلِهِمْ أنا أسألُ 0 لستُ أسأل مِنْ أجلِ العالمِ ، بل مِنْ أجلِ الّذين أعطيتنِى لأِنَّهُمْ لَكَ وَكُلُّ ما هُو لِى فهُو لَكَ ، وَما هُو لَكَ فهُو لِى ، وَأنا مُمجَّد فِيهُمْ 0 وَلستُ أنا بعدُ فِى العالمِ ، وَأمّا هؤُلاء فهُمْ فِى العالمِ ، وَأنا آتِى إِليْكَ 0 أيُّها الآبُ القُدُّوس ، إِحفظهُمْ فِى إِسمك الّذين أعطيتنِى ، لِيكونوا واحِداً كَمَا نحنُ 0] فنحنُ كخُدّام لابُد أنْ يكون عِندنا معرِفة دقيقة بقيمة النَفْسَ البشريّة لِكى نعرِف كيف نتعامل معها وَكيف نكسبها وَكيف نربحها وَكيف نخدِمها ، سوف نتكلّم فِى ثلاث نِقاط :- 1- قيمة النَفْسَ أمام الله :- إِنّ النَفْسَ أمام الله ياأحبائِى مُكرّمة جِداً وَغالية جِداً وَهى موضوع حُب وَعِناية الله وَتدبير الله مُنذُ الأبد ، عِندما أحب الله أنْ يخلِق الإِنسان خلقهُ على صورتهُ وَمِثاله فصار الإِنسان يُمثِلّ الله [ بالمجد وَالكرامة توّجتهُ وَعلى أعمال يديك أقمتهُ ] ، كُلَّ شىء أخضعته تحت قدميه ، فَلاَ يوجد مخلوق مُكرّم مِثل الإِنسان ، وَ لاَ يوجد مخلوق عِنده نعمة التدبير وَالتفكير وَالإِبتكارمِثل الإِنسان ، فَلاَ يوجد مخلوق يتمتّع بنعمة الخلود مِثل الإِنسان ، فأىّ خليقة أُخرى مُجرّد فنائِها إِنتهت وَلكِن الإِنسان يُخلّد يُبقى إِلَى الأبد ، وَلقد ميّز الله الإِنسان بِعطايا فريدة ، يكفِى أنّ كُلَّ هذِهِ الخليقة صنعها الله مِنَ أجل الإِنسان ، البحر ، السّماء ، النور ، الزرع ، الحيوانات ، الدبّابات ، الزحّفات ، كُلَّ هذا فِى النهاية خلقهُ الله لِيخدِم الإِنسان فما هذا الإِعداد للإِنسان ؟ إِنّ الإِنسان موضِع حُب الله وَموضِع إِشتياق الله حتّى أنّهُ قال أنا [ لذّتِى فِى بنِى آدم ] ، لأنّهُ الخليقة الوحيدة التّى يُمكِن أنْ تتجاوب معِى وَمَعَ عملِى وَمَعَ نعمتِى وَمُمكِن يفهمونِى ، وَهى الخليقة الوحيدة التّى تُسبِّح الله الإِنسان لِذلِك تُقيمنا الكنيسة كنائبين عَنِ الخليقة فِى تسبيح الله فتجِدنا نُسبِّحهُ عَنِ السّماء وَالأرض وَالزروع وَالعُشب وَالنباتات ، وَتجِد الكنيسة تنوب نَفْسَها عَنِ أُمور مُمكِن أنْ نتعجب لها فهى تنوبنا عَنِ البرد وَالجليد وَالصقيع وَاللُجُج لأنّها لاَ تعرِف كيف تُسبِّح الله ، فأُقدِّم أنا تسبحة نيابة عنها أمام الله ، وَالّذى ينوب عَنِ شىء يكون أعظم منهُ ، فعِندما جعلنِى الله نائِب عَنِ الخليقة فهذا لأنّهُ يرانِى أنا فِى عينيهِ أعظم مِنَ باقِى الخليقة [ بالمجد وَالكرامة توّجتهُ وَعلى أعمال يديك أقمتهُ وَكُلَّ شىء أخضعت تحت قدميهِ ] بهاء الله ، صورة الله ، مجد الله إِدّخره لِكى يضعهُ فِى الإِنسان وَلَمْ يُرِد الله أنْ يُغيِّر وَيُنوِّع وَيضع عقل عِند فرد وَنُطق عِند ثانِى وَتسبيح عِند الثالِث وَهذا لأنّهُ يُريد أنْ يتمتّع الإِنسان بِكُلَّ صِفات تجعلهُ فِعلاً يكون رأس الخليقة كُلّها وَقَدْ كان وجدنا لذّة لله فِى الإِنسان غير عادية حتّى فِى هلاكه وجد الله يعتنِى بِهِ فِى سقوطه ، فالكِتاب المُقدّس ياأحبائِى كُلّه لاَ يتكلّم عَنِ الله بِقدر ما يتكلّم عَنِ الإِنسان ، فيروِى قصة أبونا إِبراهيم وَمُعاملات الله مَعَ إِبراهيم ، فيُركِّز الكِتاب المُقدّس على إِبراهيم وَيُبرِز لنا إِبراهيم وَإِسحق وَيعقوب وَداوُد وَصموئيل وَشاوِل لِيُبيِّن لنا الإِنسان كإِنسان وَعمل الله معهُ ، فلقد جعل الله البطل الحقيقِى للكِتاب المُقدّس الإِنسان عِندما يعمل مَعَ الله فنجِده يُبرِز أتقياء بشر وَفِى الكِتاب المُقدّس تجِد أنّك تتعلّق بشخصيات الكِتاب المُقدّس رغم أنّ الله هُو الّذى عمل فيهُمْ ، لكِن الله يُريد أنْ يُبرِز لك الإِنسان حينما يتمجِّد وَيُريد أنْ يُظهِر لنا الله كم يمتلِك الإِنسان مِنَ إِمكانيات تقوّى عالية إِنْ تجاوب مَعَ عمل الله فالبطل الحقيقِى فِى الكِتاب المُقدّس ياأحبائِى هُو الله الّذى يتعامل مَعَ الإِنسان أوْ الإِنسان العامِل مَعَ الله ، حتّى حينما سقط وعدهُ بالقيام وَالخلاص وَقال لهُ[ إِنّ نسل المرأة يسحق رأس الحيّة ] ، وَإِذا كان الإِنسان مرفوض أوْ مُحتقر مِنَ الله ما كان الله أخذ صورة إِنسان فإِنْ كان الله إِعتنى بالإِنسان فِى خليقته فهو أعلن قداسِة الإِنسان وَبِرّه وَثبت تقوّى الإِنسان حينما أتى الله فِى صورة إِنسان ، فعِندما أتى الله فِى صورة إِنسان أعطى قوّة لِكرامِة الإِنسان وَأعطى بهاء للطبيعة البشريّة وَرفعها إِذْ كانت قابِلة للسقوط وَفداها[ وَعظيم هُو سِر التقوّى الله ظهر فِى الجسد ] ، فتحّول جسد الإِنسان إِلَى هيكل وَكأنّ مجد الله وَحلول الله الّذى كان يُمكِن أنْ يحِل فِى الخيمة أوْ فِى هيكل سُليمان إِستبدله الله بِقلبِى وَقال لِى [ أنتُمْ هياكِل الله وَروح الله ساكِن فيكُمْ ] ، فأصبحت أنا الهيكل وَالمذبح مثلما يقول أحد القديسين [ إِنّ نَفْسَ الإِنسان هى هيكل الله وَالقلب هُو المذبح وَالعقل هُو الّذى يقوم بشرف هذِهِ الخِدمة ، فالنَفْسَ هى الهيكل وَالمذبح هُو القلب وَالهيكل وَالمذبح يحتاجان لكاهِن وَالكاهِن هُو العقل ] يقول القديس باسيليوس : إِنّ نَفْسِى هيكل الله وَقلبِى هُو المذبح وَعقلِى هُو الكاهِن الّذى يقوم بشرف هذِهِ الخِدمة ، أىّ أنّنِى صِرتُ أكثر قبول وَمجد فِى عين الله مِنَ هيكل سُليمان لأنّ الهيكل حِجارة صامِتة ، لكِن أنا حجر حىّ ، لِذلِك ياأحبائِى فقيمة الإِنسان أمام الله قيمة عالية جِداً ، وَلنُبصِر إِعتناء الله بإِيليا فيقول لهُ : أنا أمرت الغِربان أنْ تعولك ، وَقال لهُ أنْ يذهب لِبلد مُعيّنة وَهُناك أمرت أرملة أنْ تعولك ، فالله يهتم بِهِ فِى أىّ مكان يذهب إِليهِ وَيهتم بأنْ يعوله وَكُلَّ رِسالة حفظها للبشر ، صوت الله كان يصِل للنّاس بأنبياء وَهؤلاء بشر ، وَتقديم الذبائِح كان يتِم عَنِ طريق بشر وَهُم الكهنة ، فإِنْ كان لاَ يليق بِهؤلاء البشر أنْ يتقدّموا لِخدمِة الله ما كان يليق أنْ يجعلهُمْ كهنة وَ لاَ أنبياء وَلكِن الله جعلهُم كهنة وَأنبياء لأنّهُ رأى فيهُمْ صلاح أنْ يقوموا بِهذا العمل لِذلِك ياأحبائِى يقول [ إِنّهُ أحب خاصتهُ الّذين فِى العالم أحبّهُم إِلَى المُنتهى ] ، وَفِى سِفر إِشعياء النبِى يقول [ هوذا على كفِى نقشتهُ إِنْ نسيت الأُم رضيعها أنا لاَ أنساه ] ، فهؤلاء أولادِى موضِع حُبِى وَرعايتِى وَإِهتمامِى ، فإِذا كانت الأُم تعتنِى بإِبنها فأنا الّذى وضعت فِى قلبِها الحُب أنْ تعتنِى بإِبنها ، فهل الخليقة ستكون أعظم مِنَ خالِقها ؟ وَنرى فِى قصة يونان النبِى إِعتناء الله ، إِعتناء الله بالبحّارة وَإِعتناء الله بيونان ذاته وَتدبير الله سُبُل الخلاص لِكُلَّ أحد ، فِى طِلبة جميلة يُصلّيِها أبونا وَهُو فِى بِداية القُدّاس فيقول لله[ الّذى يفعل كُلَّ شىء فِى كُلَّ أحد ، هُو الساقِى كُلَّ الخليقة مِنَ نعمتِهِ ] ،فكُلَّ إِنسان ياأحبائِى لهُ مكان فِى أحضان الله وَكُلَّ إِنسان لهُ كرامة عِند الله وَموضِع عناية خاصة مِنَ الله ، لِذلِك ياأحبائِى إِنْ أدركنا محبّة الله الفائِقة لنا وَإِذا عرفنا عنايته بِنا كأفراد لأنّ قيمتنا عِنده غالية جِداً لَمْ يهُن علينا أنْ نُهينه وَ لاَ نُغضِبه وَ لاَ نخذِله فعِندما أدرك القديس أوغسطينوس محبّة الله لهُ المحبّة الشخصيّة بدأ يشعُر أنّ عِناية الله وَمحبّتهُ كُلّها مُنصبّة عليه هُو لِدرجِة أنّهُ بدأ يشعُر أنّ الله لاَ يهتم بأحد غيره وَمِنَ بين العِبارات الرائِعة التّى قالها فِى إِعترافاته القديس أُوغسطينوس [ أنت تحتضِن وجودِى وَكأنِّى أنا وحدِى موضوع حُبّك ، تسهر علىّ وَكأنّك نسيت الخليقة كُلّها ، تهبنِى عطاياك وَكأنّهُ لاَ يوجد فِى العالم سِواى ] يجِب أنْ نفهم ياأحبائِى أنّ عِناية الله بِكُلَّ نَفْسَ ليست أقل مِنَ هذا المُستوى ، يقول أحد الآباء القديسين الّذين يُدرِكوا قيمة النَفْسَ جيِّداً[ أنت يا الله ليس عِندك خِسارة إِلاّ هلاكِى ] ، وَكلِمة الخسارة صعب أنْ يقولها الشخص ، فِى مُصطلحات تُطلق على الله لأنّ الله ليس عِنده خِسارة لكِنْ إِنْ قُلنا مجازاً إِنّ عِنده خِسارة فهى هلاكِى فالكارِثة الحقيقيّة هُو هلاك النَفْسَ مثلما يضيع إِبن مِنَ أبيه ، فمهما حدث فِى الخليقة لاَ يُساوِى شىء أمام هلاك النَفْسَ ، لِذلِك تجِد فِى الكِتاب المُقدّس عِبارة [ أنت محبوب الله ] لقد عصى الشعب الله فِى القديم حتّى أنّك وَأنت تقرأ تقول كيف أنّك صامِت على هؤلاء النّاس ، فكيف هؤلاء النّاس الّذين أخرجتهُمْ بِذراعٍ رفيع وَشقّقت لهُم البحر وَأغرقت لهُم فرعون وَمركباته أمام أعيُنهُمْ يسلكون بِعِند وَيعبُدوه وَيتركوه ، فكيف تُبقِى عليهُمْ ؟[ وَلَمْ يشأ أنْ يستأصلهُمْ ] وَيقول إِرميا النبِى [ إِنّهُ مِنَ إِحسانات الرّبّ أنّنا لَمْ نفنى ] ، وَهذا يعنِى أنّنا نستحِق أنْ يفنينا الله وَلكِن مِنَ إِحساناته لأنّنا أولاده وَغاليين عليه فهو لَمْ يفنينا ، وَيقول عزرا الكاهِن[ أنت بار يارب فِى كُلَّ ما قَدْ أتى علىَّ أنت قَدْ جازيتنا أقل مِنَ آثامنا ] ، مِثل الأب الّذى يُعاقِب إِبنه أقل مِنَ حجم الخطأ وَكُلّما كبر الخطأ يُعاقِبهُ أقل مِنَ حجم الخطأ لأنّهُ موضِع حُبّه وَنهِمّه وَلأنّنا صورته لِدرجِة أنّ كُلَّ إِهانة لنا هى إِهانة لله وَكُلَّ كرامة لنا هى كرامة لله وَكُلَّ هزيمة لنا يُهزم الله وَكأنّهُ يُهزم معنا لأنّنا أولاده وَنهِمّه لِذلِك فِى العهد القديم حينما شعروا بالرفض قالوا [ لاَ تُرخِى يدك عَنِ عبيدك ] ، وَداوُد النبِى كان يقول [ قاوِم يارب مُقاومىَّ ] ، وَكأنّك المسئول عَنِ مقاومتِى لأنِّى أهِمك وَإِنْ غُلِبت [ الّذين يُحزِنوننِى يتهلّلون إِنْ أنا زللت ، أمّا أنا فعلى رحمِتك توكّلتُ ] لِذلِك ياأحبائِى فإِنّ سماح الله قَدْ أبقى علينا وَمحبّة الله لنا هى التّى تجعلهُ يُطيل أناته على الجنس البشرِى ، وَرغم عصيان الإِنسان إِلاَّ أنّ الله يُشرِق مراحِم جديدة وَيُشرِق شمس جديدة وَيُعلِن صفحة جديدة وَيُعطِى لنا إِحسانات جديدة مَعَ كُلَّ صباح[ لأنّ مراحِمه جديدة فِى كُلَّ صباح وَعظيم هُو خلاصه ] لِذلِك ياأحبائِى يقول [ إِنّ السماء تفرح بِخاطىء واحِد يتوب أكثر مِنَ تسعة وَتسعين بار لاَ يحتاجون إِلَى توبة ] ، لأنّ النَفْسَ الواحِدة غالية جِداً وَكريمة جِداً فِى عين الله لأنّها تُمثِلّ اللهيقول القديس يوحنا ذهبِى الفم [ إِنّ التقرُب بنَفْسَ واحِدة أمام الله أكثر كرامة مِنَ التقرُب بِجميع القرابين ] ، أىّ إِذا قُدِّمت نَفْسَ واحِدة لله فإِنّ الله يجِدها أكثر كرامة فِى عينيِهِ مِنَ باقِى القرابين كُلّها 2- تطبيق عملِى فِى خِدمِة يسوع عَنِ قيمة النَفْس وجدنا ربِنا يسوع يهتم بِخلاص كُلَّ أحد وَيهتم بِخلاص كُلَّ نَفْسَ ، وَوجدناه داعِى الكُلَّ للخلاص وَ لاَ يُهمِل أحداً ، فوجدناه يهتم بمستويات مُختلِفة مِنَ تلاميذه وَخُطاه وَعشّارين وَمُقاومين لهُ وَحُكماء وَفلاسِفة وَجميع المُستويات ، وَرأينا أنّ الله يُعطيهُم إِهتمامات خاصّة فكان رجُل جماهير وَرجُل أفراد فنجِد أنّهُ فِى الموعِظة على الجبل لَمْ يكُن قصده أنْ يجمع كُلَّ هؤلاء النّاس ، وَتقرأ فِى إِنجيل متى فنجِد أنّ الله كان يقصِد أنْ يأخُذ التلاميذ وَينفرِد بِهُمْ [ وَلمّا علِمت الجموع تبعوه ] وَجاءوا وراءهُ حتّى أنّنا نرى حادِثة المفلوج الّذى أدخلوه مِنَ سقف البيت إِذْ لَمْ يستطيعوا الدخول وَفِى إِنجيل مُعلّمِنا لوقا البشير يقول [ إِنّهُ حتّى كاد النّاس يدوسوا بعضهُم البعض ] لأنّهُ كان شخصيّة جماهيريّة وَشخصيّة جذّابة محبوبة ، فأينما وُجِد توجد معهُ جموع غفيرة وَقَدْ نقول أنّهُ مادام الله رجُل جماهير فمِنَ الخِسارة أنْ يُضيِّع وقتهُ مَعَ أفراد ، وَلكِن لاَ فالله فِى وسط هذا الزحام لاَ ينسى أبداً شخص مِثل زكّا الّذى صعد لأعلى الشجرة كى يراه فقط ، فقال لهُ الله [ أسرِع وَأنزِل لأنّهُ ينبغِى اليوم أنْ أمكُث فِى بيتك ] ، فربِنا يسوع المسيح ياأحبائِى مِنَ أجل حُبّه للنَفْسِ البشريّة عِنده إِستعداد أنْ يتنازل عَنِ كرامته وَعِنده إِستعداد أنْ يكون صاحِب الدعوة لأنّهُ يرى أنّهُ إِنْ إِنتظر أنْ تدعوه فسوف يستغرِق هذا وقت وَهذا يجعل الله يختصِر عليك الزمن [ فأسرع وَنزل وَقبِلهُ فرِحاً ] فوجدنا ربّ المجد يعتنِى بِكُلَّ أحد وَوجدناه يعتنِى بِنيقوديموس المُعلِّم اليهودِى صاحِب المعرِفة وَالفلسفة وَيُحدِّثه بِكُلَّ حُب وَإِتساع وَيُعلِّمه وَيسهر معهُ وَيُبصِر نيقوديموس يتحدّث معهُ بِطريقة عقلانيّة فيتحدّث معهُ عَنِ الميلاد الّذى مِنَ فوق وَنيقوديموس لازال غير فاهِم وَيشرح الله لهُ فالله يهتم بفرد واحِد لأنّهُ يعلم أنّ قيمة الفرد عالية جِداً ، كما وجدنا ربّ المجد يسوع يتعب كثيراً لِكى يذهب لِلقاء إِمرأة واحِدة وَهى المرأة السامريّة وَيتناقش معها وَهى مُغلِقة لقلبِها وَلَمْ تتجاوب مَعَ كلامه فِى البِداية وَقالت لهُ[ أنت يهودِى وَأنا سامريّة وَاليهود لاَ يُعامِلون السامريين ] إِنّ ربِنا يسوع المسيح فرض نَفْسَه على المرأة السامريّة فهو يجِدها غالية ، خِسارة ، إِنّها إِنسانة رائِعة ، إِذا تجاوبت مَعَ عمل النعمة ستأتِى بِثمر كثير ، فبدأ يدخُل معها فِى حديث مَعَ أنّهُ ممنوع أنْ يتحدّث مَعَ سامريّة أوْ أنْ يُحدِّث إِمرأة ، حيثُ أنّ القانون اليهودِى كان يُجرِّم الرجُل الّذى يقِف مَعَ إِمرأة مُنفرِداً وَخصوصاً فِى مكان عام ، كما أنّ المُجتمع اليهودِى كان يُحقِّر أصلاً مِنَ المرأة وَمِنَ شأنها وَمِنَ قيمتها ، لِدرجِة أنّهُ توجد صلاة يقولها الرجُل " أشكُرك يا الله لأنّك لَمْ تخلقنِى إِمرأة " ، وَهذا يُبيِن لنا تفكيرهُم تجاه المرأة ، وَعِندما جاء تلاميذه تعجّبوا ، إِنّ لديهِ إِستعداد ليكسر حواجِز الجنس وَأنْ يكسر حواجِز القبليّة وَالعصبيّة وَأنْ يكسر حواجِز النَفْسَ الداخليّة لِكى يجذِب إِليهِ هذِهِ النَفْسَ ، فرأيناهُ يتعامل مَعَ أفراد رغم أنّنا إِذا ما نظرنا لوقت كرازتِهِ نجِدهُ وقت بسيط جِداً ، وَمُمكِنْ أنْ نقول لهُ إِنّهُ مِنَ الخِسارة أنْ تُضيِّع وقتِك مَعَ فرد واحِد وَكان الكِتاب يقول [ كان لابُد أنْ يجتاز السامرة ] ، وَإِذا رأينا الطريق الطبيعِى الّذى كان ينبغِى أنْ يجتازه لَمْ يكُنْ فيِهِ السامرة ، حيثُ كان هُناك طريق ساحلِى أكثر جمالاً وَلن يتعرّض فيِهِ للشمس الحارِقة ، وَلكِن طريق السامرة كان طريق شِبه صحراوِى بدليل أنّهُ عِندما عطش لجأ لبئر ، وَالّذى يُريد أنْ يسير فِى طريق وَخاصةً عِندما يكون طويل غالِباً ما يختار الطريق الساحلِى ، لأنّهُ لابُد لهُ أنْ يتقابل مَعَ السامريّة لأنّ عِنده غرض خلاص الإِنسان وَفِى يوحنا الإِصحاح السابِع عشر يُرينا الله أنّ لديهِ إِشتياقاً أنْ يكون الجميع واحِداً فينا كما أنا فِى الآب وَالآب فىَّ ، فهو يُريد أنْ يُصوِّر وحدة الإِنسان مَعَ الله مِثل وحدته فِى الآب ، وحدة جوهريّة ، مثلما يقول [ مُساوِى للآب فِى الجوهر ] ، فهو يُريد أنْ يُدخِلنا إِلَى حِجال الملِك وَيُدخِلنا جميعاً إِلَى عرشِهِ ، إِلَى الأحضان الأبويّة [ الداعِى الكُلَّ للخلاص لأجل الموعِد بالخيرات المُنتظِرة ] ، فهو كان يتكلّم وَمَنَ يُريد أنْ يقبل فليقبل ، وَمَنَ لهُ أُذُنان للسمعِ فليسمع ، وَمَنَ لَمْ يُرِد أنْ يسمع فكان يُكلّمه عِدّة مرّات ، فوجدناه يهتم بعشّارين وَفريسيين وَزُناه وَخُطاه ، فِى حين أنّ هذِهِ فِئات مُحتقِرة ، حتّى أنّ يسوع أُتهُِم بأنّهُ يُجالِس العشارين وَالزُناه وَالخُطاه وَيأكُل معهُمْ ، بِما معناه أنّك مِثلهُمْ وَلكِنّهُ ينظُر نظرة مُختلِفة للعشّار وَالفرّيسِى وَالزانِى وِلكُلَّ إِنسان ، فالنّاس تنظُر لللاوِى أنّهُ إِنسان مادّى ، ظالِم ، لاَ يوجد فيِهِ شىء صالِح ، وَلكِن الله قال لهُ تعالى [ إِتبعنِى ] ، وَرأينا عمل الله معهُ [ أنا أُعطِى نصف أموالِى للفُقراء وَمَنَ ظلمتهُ شيئاً أُعوِضهُ أربعة أضعاف ]لقد كان العشّارين مُحبين للمادّة جِداً ، وَكون زكّا يُصدِر مِثل هذا التصريح فهذا يعنِى عمل نعمة عجيب وَإِفتِقاد غير عادِى إِفتقدهُ وَجعلهُ يتنازل عَنِ حُبّه للمال لأنّ مُقابلة يسوع تفعل ذلِك ، فهى تُحوِّل وَتُغيِّر وَنجِده يهتم بالفرّيسِى الّذى دعاهُ فِى بيت الخاطِئة وَيعلم أفكاره وَقال لهُ[ يا سمعان عِندِى كلِمة أقولها لك : كان لِدائِن مدينان على الواحِد خُمسمُائة دينار وَ على الآخر خمسون وَإِذْ لَمْ يكُنْ لهُما ما يوفيان سامحهُما كليهُما فمَنَ منهُما يُحِبّهُ أكثر ؟ فقال الّذى سامحهُ بالأكثر ، فقال لهُ بالصوابِ حكمت ] وَنجِده لِكى يُقرِّبها لهُ صاغها لهُ فِى صورة مَثَلَ رغم أنّ الوليمة مليئة بالنّاس ، وَكان مِنَ المُمكِن أنْ يعِظ النّاس كُلّها بدلاً مِنَ أنْ يُضيِّع وقتهُ مَعَ واحِد مَعَ علمِهِ أنّ قلب الفرّيسِى مُغلق عَنِ عمله ، إِلاَّ أنّهُ يجِد أنّهُ لابُد أنْ يُبلِّغهُ رِسالة حُبّه وَخلاصه ، وَنجِده يهتم بالمرأة التّى أُمسِكت فِى ذات الفِعل وَيُحامِى عنها رغم أنّها لاَ تستحِق أنْ يظهر معها ، تعاطف معها لأنّهُمْ جاءوا إِليِهِ بِخُبثٍ ليسألوه ، فإِذا قال تُرجم فَلاَ تأتِى لنا بِوصايا جديدة ، فأنت تابِع لموسى ، وَإِذا قُلت لاَ تُرجم فأنت بِذلِك صاحِب دعوة للإِنحِلال ، فالتّى تُخطىء لاَ تُعاقب مِنَ أمكر وَأخبث شعوب العالم اليهود حتّى الآن ، لِذلِك فربّ المجد أحبّ أنْ يوجد فِى وسطهُم كى يُعرّفنا كيف نتعامل حتّى مَعَ الفِئات المُلتوية ، فسألوه سؤال ذو شوكتين إِمّا يُجرح بِهذِهِ أوْ يُجرح بِتلك ، فإِنْ قال إِرجموها فبِذلِك هُو تبِع موسى وَ لاَ داعِى لأن يُكمِل ، وَإِنْ قال أُتركوها بِسلام فهو صاحِب دعوة للتسيُب وَالإِباحيّة ، فقال لهُم[ مَنْ كان مِنكُمْ بِلاَ خطيّة فليرمِها أولاً بِحَجَرٍ ! ] ، وَهذا يعنِى أنّنِى مُقتنِع أنّها تستوجِب الدينونة ، وَمُقتنِع أنّها تستوجِب الرجم ، لكِن مَنْ الّذى يرجمها ؟ الّذى بِلاَ خطيّة ، فأعطى الدينونة لله وَأعطاها وُجوب الرجم ، وَفِى نَفْسَ الوقت أعطاها وُجوب الرحمة وَأنقذها مِنَ أياديهُمْ هذِهِ المرأة التّى كان محكوم عليها بالموت الأكيد وَالتّى كان يُحاصِرها الموت مِنَ كُلَّ ناحية ، هذِهِ النَفْسَ البشريّة المُحاصرة بالموت مِنَ كُلَّ ناحية رفع عنها الحُكمْ ربنا يسوع المسيح بِخلاصه وَدافِع عنها وَإِنْ كانت لاَ تستحِق ، وَدافِع عنها وَأطلقها على ألاّ تعود لخطيِّتها مرّة أُخرى ، وَقال لها [ وَ لاَ أنا أدينُكِ 0 إِذهبِى بِسلامٍ ] إِنّ ربنا يسوع المسيح يُدافِع عَنِ النَفْسَ البشريّة ، وَلكِنْ صلاح الله وَحُب الله الّذى لاَ حدود لهُ للنَفْسَ يُقيم نَفْسَه مُحاجِى عَنِ النَفْسَ الخاطِئة ، فِى صلاة السِتار نقول[ أنا المضبوط بالخطايا ] ، [ لَمْ يُطفىء لهيب النّار عنِّى ] ، فرأينا ربّ المجد فِى خدمِته مَعَ الأفراد وَمَعَ الجماعات وَتجِد مُعجِزات ربّ المجد يسوع مَعَ الأفراد أكثر مِنَ مُعجِزاته مَعَ الجماعات ، فنجِده يهتِم بِنازِفة الدم وَالأعمى وَالمفلوج وَالمرأة المُنحنية وَإِبن الأرملة وَغُلام قائِد المِئة وَكُلّهُم أفراد وَإِنْ كانوا مِنَ فِئات ليست كُلّها فِى الإِيمان غير مؤمنين ، فهُم مِنَ الأُمم ، وَلكِن هُو يهتم بِكُلَّ أحد ، إِهتمام بِفرد واحِد بالأبرص ، وَإِهتمامه بالتلاميذ إِهتمام خاص ، وَإِهتمامه بالجماعات لاَ يلغِى وَ لاَ يُقلِلّ مِنَ شأن إِهتمامه بالأفراد ، وَنجِده يهتِم بِبُطرُس بعد نُكران بُطرُس لهُ ، مَعَ أنّهُ كان مِنَ المفروض أنْ يطرُده ، وَقَدْ أنذرتهُ أنّهُ سوف يُنكرنِى وَأكثر مِنَ النُكران[ وَأخذ يسِب وَيلعن ] ، وَمَعَ ذلِك يقول للمجدليّة[ قولِى لإِخوتِى وَلِبُطرُس أنْ يسبِقونِى للجليل هُناك يروننِى ] أُريِدك أنْ تُركِّزِى على بُطرُس وَتُعطيه دعوة خاصة بِهِ فهو يهِم الله جِداً ، فعِندما إِهتممت بالسامريّة جلبت لِى بلد ، وَبُطرُس سيجلِب لِى ناس كثيرة ، وَيدخُل مَعَ بُطرُس فِى حِوار عجيب رقيق كُلّه عِتاب وَأُبوَّة وَحُب لِكى يُصلِح بِهِ الكسر الّذى حدث فِى العِلاقة ، فيقول لهُ يا سمعان بن يونا ، أتُحِبُّنِى ؟ ثلاث مرّات ، حتّى أنّ بُطرُس لَمْ يتمالك نَفْسَه مِنَ البُكاء [ فحزِن بُطرُس لأنّهُ قال لهُ ثالِثةً : أتُحِبُّنِى ؟ ] وَلكِن فِى نَفْسَ الوقت عِتاب رقيق وَحُب راقِى جِداً وَرأينا كيف أنّ النَفْسَ مُهِمة جِداً عِند ربّ المجد يسوع[ أحبّ خاصتهُ الّذين فِى العالم ، أحبّهُمْ إِلَى المُنتهى ] ، وَيقول أحد الآباء القديسين[ أنا مُتأكِد أنّ إِسمِى مكتوب على خشبة الصليب وَأنّ إِسمه مِنَ ضِمن القائِمة المُستوجِبة دم يسوع المسيح ] وَنجِد مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ الّذى أحبنِى وَأسلم نَفْسَه لأجلِى ] ، أىّ لابُد أنْ أشعُر أنّ لىَّ قيمة خاصّة فِى فِداء ربِنا يسوع المسيح ، فهو أحبّ العالم ، وَعدو الخير يُحاوِل أنْ يجعلنِى إِنِّى نُقطة فِى بحر بالنسبة للعالم ، وَخلاص يسوع بالنسبة لىَّ بعيد فهو أحبنِى وَأسلم ذاته لأجلِى أنا وَالقديس يوحنا ذهبىّ الفم يقول[ إِنِّى مُتأكِد إِنّهُ لو لَمْ يوجد فِى العالم إِلاّ أنا لأتى إِبن الله مِنَ أجلِى ] ، فكم قيمتِى غالية عِند الله ، لِذلِك ياأحبائِى فكُلّما إِقتربت النَفْسَ مِنَ الله كُلّما تعرِف قيمة عمله معها ، كُلّما تشعُر كم هى غالية ، وَرأينا يسوع يعتنِى بِكُلَّ أحد ، يعتنِى حتّى وَهُو على الصليب يهتِم باللص ، وَيهتِم بأُمّهِ مريم ، وَيهتِم بِتلاميذه ، فبعد قيامتِهِ يهتِم بالظهورات للتلاميذ وَيظهر للتلاميذ ، وَتوما كان يشُك فيظهر لهُ مرّة أُخرى لأجل توما بالذات وَعرِف أفكاره [ إِنْ لَمْ أُبصِر فِى يديهِ أثر المسامير ، وَ أضع إِصبعِى فِى أثر المسامير ، وَأضع يدِى فِى جنبِهِ ، ثُمّ قال لِتوما : " هات إِصبعك إِلَى هُنا وَأبصِر يدىَّ ،وَ لاَ تكُنْ غير مُؤمِنٍ بل مُؤمِناً " ] ، فهو يُعالِج الضعف لأنّ النَفْسَ مُهِمّة عِنده ، فهو يحتمِل الإِنسان أكثر ما يحتمِله صديقه أو أخوه أو أبوه رُبّما لو عِندنا خادِم وَرأينا فيِهِ بعض ضعفات فنحكُم عليه بأنّهُ يجِب ألاَّ يخدِم ، وَلكِنّنا رأيناه مَعَ إِهتمامه بِكُلَّ نَفْسَ وَبِكُلَّ أحد يُطيل أناته وَيُسامِح وَيُعالِج وَيرفع ، لِذلِك نجِد مُعلّمِنا بولس الرسول مُحمّل بِنَفْسَ الرّوح روح سيِّده وَقال [ مَنْ يضعُف وَأنا لاَ أضغُف ، مِنْ يعثُر وَأنا لاَ ألتهِب ، مِنْ يمرض وَأنا لاَ أمرض 00] وَرأينا مُعلّمِنا بولس الرسول يهتِم بأفراد وَيهتِم بمسجون فِى السجن مُجرِم سارِق عبد أنسيموس ، وَيكتُب خِطاب على نَفْسَه يتعهِّد بِهِ أنسيموس أمام فليمون وَيقول لهُ [ إِنْ كان قَدْ أخذ منك شىء أوْ لك عليهِ شىء أنا بولس كتبت بيدِى أنا أُوفِى ] ، وَهى رِسالة فِى المخطوطات ، وَكأنّها إِمضاء أوْ توقيع لشخص ضامِن لشىء ، يهتم بِفرد ، حتّى وَهُو فِى قيوده يهتِم بشخص سارِق فدائِماً ما تُقسِّم نظراتنا للنّاس إِلَى درجات ، وَدائِماً ما نهتِم بالنّاس التّى لها شأن أعلى وَنُعطِى أهمية أقل للّذين لهُم شأن أقل ، فبولس يهتِم بِسارِق لِكى ما يُحّوله إِلَى خادِم ، وَوجدناه يهتِم بِتيموثاوس وَأنسيموس وَفِى رسائِل مُعلّمِنا بولس إِصحاح كامِل فيِهِ سلام على أسماء مُعيّنة ، فهى رسائِل عامة لأنّ هذِهِ أُناس مُهِمّة جِداً بالنسبة لهُ ، فهؤلاء ناس أراحوه وَفتحوا لهُ بيوتهُم وَأحبّوه وَساعِدوه فِى الخِدمة ، فَلاَبُد أنْ يُقدِّم لهُم محبّة وَيُقدِّم لهُم شُكر وَلابُد أنْ يُشعِرهُم بأنّ لهُم دور فِى عمل الخلاص ، وَلهُم محبّة ، وَإِنّ الله سيُعطيهُم راحة وَإِهتمام بِكُلَّ أحد ، إِهتمام بِكُلَّ نَفْسَ 0 3- تطبيق عملِى فِى خِدمتِى :- لابُد أن أعرِف إِنِّى أنا نَفْسِى غالِى أمام أعيُن الله ، وَإِنْ أنا نَفْسِى موضِع حُبه الشخصِى ، لأنِّى أنا إِنْ لَمْ أشعُر بِمحبتِهِ الشخصيّة فكيف أُبلِّغ أولاده بِها ؟ وَإِذا شعرت أنّهُ قاسِى معِى فكيف سأُبلِّغ النّاس بِمحبّتِهِ ، فَلاَبُد أنْ أختبِر صلاحه وَأختبِر محبّتِهِ ، وَأسهل شىء لأختبِر صلاحه وَمحبّته أنّهُ يحتملنِى وَيستُرنِى وَسامِح لىَّ أنْ أدخُل بيته ، وَأسجُد أمام هيكله ، وَأنْ أتقرّب لأسراره ، وَأكون مِنَ خُدّامه ، فَلاَبُد أنْ أشعُر بِمحبّة الله الشخصيّة لىَّ لابُد أنْ أشعُر بأنّ قيمة كُلَّ نَفْسَ هى يسوع[ بِما أنّكُمْ فعلتموه بأحد إِخوتِى هؤلاء الأصاغِر فبِى قَدْ فعلتُم ] ، فأنا عِندما أهتم بإِنسان فإِنِّى أهتم بعضو مُتألِّم فِى جسد المسيح نَفْسَه ، فأنا أُقدِّم دواء لأحد أعضاء المسيح ، لِذلِك نجِد مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ أنتُمْ فخرِى ، أنتُمْ سرورِى وَإِكليلِى ، أنتُمْ كُلَّ شىء بالنسبة لىَّ ] ، وَالقديس يوحنا ذهبىّ الفم كان يقول [ أنتُمْ نور عينىّ ، أنا أهون علىَّ أنْ لاَ أرى مِنْ أنْ أرى واحِد مِنكُمْ يهلك ، إِنّ هلاك واحِد منكُمْ أكبر مِنْ هلاك مدينة بأكملها ، لأنّ الواحِد فيكُمْ أهم عِندِى مِنْ المدينة ، إِنّ النَفْسَ غالية ياأحبائِى ] وَمِنْ ضِمن الأشياء المُسبِبّة لعدم الإِهتمام بالنَفْسَ لدينا كثرِة الأعداد تجعل الأُسرة فيها 30 أوْ 40 فرد – جيِّد - ، فِى حين أنّ عددها 80 أوْ 100 فرد ، فكثرِة الأعداد تجعلنا لاَ نهتم بالأفراد ، وَقيمة الفرد ضائِعة مَعَ كثرِة الأعداد ، وَلِذا فهى فِى حاجة لِنفوس واعية بِقيمة النَفْسَ وَبِقيمة الشخص 0 قيمة الخدمة الفردية:- إِنّها تُشعِر الشخص بِحُب خاص ، وَ تُشعِره بأنّ حُبّك عملِى وَليس نظرِى ، فُرصة للمُتابعة الدقيقة الروحيّة لِتسأله كفرد ، فهى فُرصة للتعرُف على مشاكِله الخاصة ، تذوب المسافات التّى بينّنا وَ لاَ تجعل العِلاقة رسميّة ، بل عِلاقِة محبّة حقيقيّة ، وَقَدْ رأينا يسوع المسيح يُعطِى نَفْسَه لشخصيات بعينِها ، فِى حين أنّهُ رجُل جماهير وَرجُل محبوب مِنْ الجماعات ، لكِنْ فِى نَفْسَ الوقت لاَ يُلغِى إِهتمامه بالأفراد الخِدمة الفرديّة فُرصة لأن أُبلِّغ رِسالة خاصّة مِنْ الكِتاب المُقدّس تُناسِب هذِهِ النِفْسَ ، نَفْسَ يائِسة ، نَفْسَ مُستهتِرة ، نَفْسَ حائِرة ، نَفْسَ واقِعة تحت ضغوط ، فكُلَّ واحِد مِنْ هؤلاء يُريد أنْ أُخرِج لهُ فصل مُعيّن وَأقرأ لهُ ، فهُناك مَنَ يحتاج للتوبيخ ، وَهُناك مَنَ يحتاج لِلُطف ، وَهُناك مَنَ ينقُصه معرِفة ، وَهُناك آخر يتعرّض لِشكوك إِيمانيّة ، وَهُنا فالخِدمة الفرديّة تجعلنا نبحث عَنِ الأعضاء الأكثر إِحتياجاً للخِدمة الخِدمة الفرديّة فُرصة لإِكتشاف الطاقات وَالمواهِب ، فمِنَ المُمكِن أنْ يكون لدى أولادنا طاقات غير مُكتشِفة ، وَ لاَ يوجد أحد يعرِف كيفيّة توجيهها ، فمِنَ المُمكِن أنْ تتوجِّه بِطريقة خاطِئة الخِدمة الفرديّة تُظهِر عُمق المحبّة ، وَتُقدِّم المحبّة العمليّة ، فَلاَبُد أنْ نُشعر الكُلَّ بالحُب أوْ الإِهتمام ، لِذا فالجلسة الفرديّة وَالزيارة الفرديّة مَعَ الشخص مُهِمّة جِداً فإِيّاك أنْ تظُن أنّ وقتك أسمى مِنَ أنْ تُضيِّعه مَعَ فرد ، فإِنْ جلست مَعَ فرد واحِد أحسن مِنَ أنْ تجلِس مَعَ مجموعة ، وَنُشكُر ربِنا إِنْ أولادنا يُحِبّوننا وَيتأثّروا بِنا ، أُشكُر ربِنا إِنّه بيفرح بِك لِمُجرّد إِنّك ترفع سمّاعة التليفون تسأل عليه ، أُشكُر ربِنا ، فهذِهِ نعمة قَدْ أعطاها لنا الله بأنْ يكون عِنده هذا الإِحساس وَهذا التقييم فأحياناً عِندما تفتقِد شخص يُمكِن أنْ تُقدِّم صورة مُفرِحة عَنِ الكنيسة كُلّها ، وَأنت مِنَ خلال إِفتقادك لشخص تستحضِر البيت كُلّه لأنّ البيت سيشعُر بإِطمئنان أنّ الكنيسة مُهتمّة بأولادِها ، فالبيت يشعُر بإِهتمام الكنيسة جِداً ربِنا يسنِد كُلَّ ضعف فينا بنعمِتة وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين

صفات رجل الله

هُناك أربعة صِفات للخادِم أو لِرجُل الله أو لإِنسان الله ، سوف نأخُذهُم مِنَ خِلال أربع شخصيات تُسمّيهُم الكنيسة رؤساء الآباء :- 1/ إِبراهيم 2/ إِسحق 3/ يعقوب 4/ يوسِف فِى الألقاب التّى تُقال عنهُم الآباء البطارِكة لأنّ بطرك يعنِى بطرِيرشيس ، بطرِى = أب ، شيس = رئيس ، بطرِيرشيس = رئيس آباء سنأخُذ أربع صِفات رؤساء الآباء بحيث نبحث وراءهُم لِنجِد فيهُم صِفة مُتكامِلة لِرجُل الله :- 1/ أبونا إِبراهيم – الأُبوّة وَالحُب :- مِنَ الواضِح فِى صِفات أبونا إِبراهيم أنّهُ أب مُحِب ، أول إِنسان أقام الله معهُ عهد بعدما أعلن الله غضبة على الإِنسان وَالبشريّة قال لهُ سأجعلك أُمّة عظيمة وَتكون مُباركاً ، وَأجعل نسلك مُباركاً ، لِدرجِة أنّنا نعتبِر أبونا إِبراهيم هُو الشمعة التّى أضاءت فِى جنس البشريّة ، وَظلّت هذِهِ الشمعة تتوالى ، تتوالى ، لِغاية لمّا جاء ربِنا يسوع المسيح لأنّ أبونا إِبراهيم كان فِى صُلبِهِ إِسحق ، الّذى فِى صُلبِهِ يعقوب وَيعقوب فِى صُلبِهِ الإِثنى عشر أسباط إِسرائيل ، الّذى بينهُم سِبط يهوذا الّذى جاء مِنهُ ربّ المجد يسوع المسيح ، فنستطيع أنْ نقول أنّ أبونا إِبراهيم صاحِب الشمعة التّى إِخترق بِها ظُلمة البشريّة لِغاية لمّا وصّلِتنا لِربِنا يسوع المسيح وَقال لهُ تتبارك فيك جميع قبائِل الأرض ، وَمِنَ أكثر صِفات أبونا إِبراهيم أنّهُ مُحِب ، أب ، راعِى ، مُتسِّع القلب ، نشعُر فِى أبونا إِبراهيم بأنّهُ شفيع ، بأنّهُ إِنسان لاَ يهتِم بِما لِنَفْسَه وَلكِن بِما للآخر ، نشعُر فِى أبونا إِبراهيم أنّهُ لاَ يحيا لِنَفْسَه فقط وَلكِن للآخرين أيضاً مثلاً فِى قِصّة أبونا لوط إِبن أخو إِبراهيم ، يعنِى أصغر مِنّه فِى السِن ، وَلمّا حدث خِصام بين رُعاة إِبراهيم وَرُعاة لوط وجدنا أبونا إِبراهيم هُو الّذى يأخُذ خطوة السلام وَيقول[ لاَ تكُن مُخاصمة بينِى وَبينك وَبين رُعاتِى وَرُعاتك ] ، لاَ داعِى للخِلاف أو الإِنقسام ، إِختار المكان الّذى تُريِده وَأنا أسير عكسه ، وجدنا هُنا الإِحتمال رغم أنّهُ فِى الأُبوّة معروف أنّ الصغير يُطيع الكبير ، وَلكِن أبونا إِبراهيم كأب أخضع نَفْسَه للوط كإِبن لهُ 0 الخِدمة تحتاج مِنّا إِلَى إِتساع قلب ، تحتاج حُب ، تحتاج رِعاية ، تحتاج تضحية ، نرى تنازُل أبونا إِبراهيم للوط رغم أنّهُ يستطيع أنْ يقول لهُ أنت تذهب هُنا أوْ هُناك ، لكِن نجِده يُخضع نَفْسَه للوط ، لِماذا ؟ حُب وَلمّا سمع أنّ أبونا لوط فِى سدوم وَعمورة وَأنّهُ سُبِى وَوقع تحت أسر الملوك إِنزعج وَأخذ معهُ 318 رجُل ، وَأحياناً الآباء يقولوا أنّ هؤلاء ألـ 318 المُجتمعين فِى نِقية رِجال الإِيمان الّذين ذهبوا لإِنقاذ الكنيسة ، وَهُنا أبونا إِبراهيم جمع رِجاله ، وَذهب لإِنقاذ لوط رغم أنّ لوط لاَ يستحِق هذِهِ المحبّة ، لكِن وجدنا أبونا إِبراهيم لهُ حُب وَإِتساع وَيُدافِع عَنِ لوط حتّى وَإِنْ كان أخطأ فِى حقِّهِ الخادِم المفروض لاَ ينظُر إِلَى ما هو لِنَفْسَه وَلكِن إِلَى ما هو للآخرين ، الخِدمة قلب مُلتهِب بِمحبّة الآخرين مِنَ خِلال محبّة الله ، قلب يِأن لضعف الآخرين ، أبونا إِبراهيم لمّا سمع أنّ لوط مسبِى لَمْ يحتمِل ، وَنحنُ هكذا محبِتنا وَأُبوِّتنا لأولادنا تُعطينا أنْ نِأن عليهُم ، مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ مَنَ يضعُف وَأنا لاَ أضعُف ، مَنَ يعثُر وَ أنا لاَ ألتهِب ، مَنَ يمرض وَ أنا لاَ أمرض] ، سامحونِى أحبائِى نحنُ نخدِم بالشكل كم مُشكِلة نسمعها وَ لاَ نِأن ، كم ولد وَبِنت نسمع عنهُم ظروف صعبة وَ لاَ نِأن ، ناس محتاجة تغيّر الشقة لاَ تستطيع أوْ لاَ تُحِب أنْ تصنع معهُم شىء ، فنرُد عليها قائلين ، قدِّمِى مِنَ أجلهُم صلاة ، حُب ، إِحتضان ، مشورة ، فِى ناس أُقدِّم لها محبّة وَناس تحتاج أُقدِّم لها مشورة ، وَناس تحتاج أُقدِّم ما فِى طاقة يدِى مُعلّمِنا بولس الرسول كان رجُل فقير وَهُو نَفْسَه قال [ أنا تدرّبت أنْ أجوع وَأنْ أعطش ، حاجاتِى وَحاجة الّذين معِى خدمتهُم هاتان اليدان ] ، أىّ أنّهُ كان يعمل بيديِهِ ، لَمْ يكُن معهُ مال كثير لِيحِل مشاكِل النّاس ، وَلكِن معهُ طاقة حُب وَمعهُ أُبوّة ، نقرأ عنهُ فِى رِسالة تسالونيِكِى [ هكذا كُنّا حانّيين إِليكُم ، كُنا مُترفّقين بِكُم كما تترفّق المُرضِعة بأولادِها ] ، وَ فِى غلاطية يقول [ يا أولادِى الّذين أتمخّض بِهُم إِلَى أنْ يتصّور المسيح فيهُم ] ، مُخاض الوِلادة (آلام الوِلادة ) = أنا أتألّم فيكُمْ لابُد أنْ يكون لنا إِهتمام يصِل إِلَى إِهتمام الأب ، الأُم ، المُحِب ، مُعلّمِنا بولس الرسول دائِماً لمّا يُرسِل رسائِل يقول [ يا أولادِى الّذين أشتاق إِليكُمْ ] ، مُشتاق فِعلاً ، نقرأ فِى رِسالتة لرومية يبعت لـ 25 إِسم لِيُسلّم عليهُم ، وَيقول لهذا أنت قريبِى ، أنت نسيبِى ، كيف يكون نسيبك وَأنت لَمْ تتزوّج ، ما هذا ؟ كُلّهُمْ أقربائِى وَأنسبائِى لأنّ كُلّهُم إِستضافونِى يا بولس أنت كرزت إِلَى شِبه للعالم كُلّه ، كيف تتذكّر كُلَّ واحِد بإِسمه ؟ أب ، فاكِر طبعاً فِى رِسالتة الثانية لِتلميذه تيموثاوس [ أنا مُشتاق جِداً أنْ آراك ذاكِراً لك دموعك ] ، يقولوا أنّ تيموثاوس هُو الإِبن البِكر لبولس الرسول ، وَيقولوا أنّهُ فِى لحظِة القبض علي بولس الرسول ، وَكان تيموثاوس واقِف ينظُر ، فلّما وُضِع الحديد فِى يد بولس وَأقتيد إِلَى السِجن لَمْ يحتمِل تيموثاوس هذا المنظر لأنّهُ يرى فِى بولس أُبوّة ؟ فكيف يحدُث فيِهِ هكذا ، فبكى وَرآه بولس لِذلِك يقول لهُ لاَ تعتقِد إِنِّى قَدْ نسيت دموعك ، أنا مُشتاق إِليك جِداً ، - أب - ، الخِدمة أحبائِى لابُد أنْ يكون فيها روح ، نحنُ لَمْ نكُنْ مُدرّسين فِى مدرسة ، لاَ نُعطِى تعاليم لاَ يوجد فيها أىّ حُب أوْ أىّ عِلاقة ، الخِدمة ليست تلقين ، إِحفظوا فقط وَبِهذا تنتهِى الخِدمة ، لاَ 00هذِهِ خِدمِة روح ، خِدمِة رفع قلب فِى مرّة خادِم ذهب مَعَ أولاده فِى رِحلة وَكان معهُ أولاد أشقياء وَإِتأخّروا قليلاً عَنِ ميعاد التجمُّع مِنَ الدير ، فالخادِم لَمْ يُطيل باله عليهُم وَأخذ أُتوبيس الرِحلة وَمشى ، فجاء أب لأحد هؤلاء الأولاد وَذهب لهذا الخادِم وَسألهُ لو إِبنك كُنت تركته وَمشيت ؟ لمّا لَمْ يعرِف يرُد قال أنا إِبنِى لاَ يفعل هكذا ، صحيح لو هذا الولد إِبنه كان تركهُ ؟! أم يلتمِس لهُ العُذر وَيقول بيلعب ، أو مُمكِن يكون فِى الحمّام ، أو تائِه ، ليس فقط أن يلتمِس لهُ العُذر ، لاَ00دا يقوم وَيبحث عنهُ بِشغف ، لابُد تكون مشاعِر الأُبوّة هكذا ، لأنّ الأُبوّة الروحيّة أغلى وَأسمى مِنَ الأُبوّة الجسديّة لأنّ مُمكِن واحِد مِنَ المخدومين يشتِكِى لنا مِنَ أبوة أوْ أُمة ، إِذن هُو يثِق فينا وَيُحِبِنا أكثر مِنَ أهل بيته ، لأنّ الأُبوّة الروحيّة أغلى مِنَ الأُبوّة الجسديّة هل نُعطِى نحنُ هذِهِ الأُبوّة ؟ أبونا إِبراهيم أب بالفِعل ، نرى موقِفه فِى سفر التكوين إِصحاح 18 لمّا إِستضاف الثلاثة الّذين أتوا لِيُعطوا لهُ البُشرى بِميلاد إِسحق ، مُمكِن نصنع لكُم طعام ليسنِدكُم وَيقول [ كسرة خُبزٍ ] ، وَيُنادِى سَارَة ، وَنجِد أنّ كسرة الخُبز هذِهِ عِبارة عَنِ عجل ، كيلات دقيق ، كُلَّ هذا على ثلاثة أشخاص ، أب كريم مُحِب ، عِنده روح عطاء ،لاَ يُمسِك هكذا الأب ، لكِن لمّا يكون بخيل على أولاده ، إِذن فِى حاجة خطأ ، لأنّ الأب مَعَ أولاده لازِم يكون سخِى ، وَنحنُ أيضاً مَعَ أولادنا الروحيين يجِب أنْ نكون أسخياء فِى العطاء ، فِى عطاء الجسد ، عطاء الطاقة ، عطاء الحُب ، عطاء البذل ، لِذلِك الإِنجيل فِى رِسالة العبرانيين يقول [ لاَ تنسوا إِضافِة الغُرباء التّى بِها أضاف أُناس ملائِكة وَهُمْ لاَ يدرون ] ، يقصِد بِذلِك أبونا إِبراهيم وَعِندما أراد الله أنْ يحرِق وَيُهلِك سدوم وَعمورة قال[ هَلْ أُخفِى عَنْ إِبراهيم ما أنا فاعِلهُ ] ، وَبدأ يتكلّم معهُ ، وَيرُدّ عليهِ إِبراهيم وَيقول[ أديَّان كُلّ الأرضِ لاَ يصنعُ عدلاً ] ، بدأ إِبراهيم يحزن ، لِماذا ؟ أنت غير ساكِن فِى سدوم وَعمورة ، فكان مُمكِن الله يقول هاهلِكها ، فإِبراهيم يوافِق ، لكِن هو أقام نَفْسَه مُحامِى عنها ، وَرُبّما هُو لاَ يعرِفها وَيعرِف أنّها تستحِق ، لأنّ خطاياها عظيمة ، الأُبوّة تُعطِى الإِنسان حنو ، ترفُقّ مُمكِن أجِد ظروف عِند شخص كان ولد أو بِنت مُتعِب جِداً فِى الخِدمة ، الواجِب أنْ لاَ أقسوا عليهُم لأنِّى عارِف ظروفها وَبيتها ، وَأنا أدرى بِهُم ، فإِنْ كان البيت على هذا الوضع وَبِمقدار هذِهِ الشقاوة فقط فهذا جيِّد جِداً هكذا صنع أبونا إِبراهيم وَهُو يعلِم نقائِصهُم ، لأنّ أبونا إِبراهيم رجُل تقِى وَبار وَ يعتقِد أنّ النّاس كُلّها أبرار ، لِدرجِة أنّهُ قال لربِنا رقم لاَ يُمكِن حد يفلِت أبداً ، قاله لو فيها 50ألاَ تصرِف غضبك !! وَربِنا عاوِز يقول لهُ إِنت طيّب جِداً يا إِبراهيم الإِنسان البار يشعُر أنّ مَنَ حوله أبرار ، وَالشّرير يشعُر أنّ حتّى الأبرار أشرار ، فِى الكنيسة لو شعرت أنّ كُلّ النّاس قديسين إِذن أنا ذُقت المسيح ، لكِن لو إِنتقيت عيوب النّاس إِذن أمامِى وقت طويل حتّى أصِل ، أنا مرآه لِمَنَ حولِى ، بحسب ما أنا أفكّر أرى الآخرين ، وَأبونا إِبراهيم لأنّه رجُل بار ظلّ ينزِل مَعَ ربِنا مِنَ 50 لغاية 10 ، ما هذا الّذى يحدُث ؟ أُبوّة ، شفاعة لِذلِك كنيستنا القبطيّة الأُرثوذوكسيّة تُحِب جِداً لقب الكاهِن ، إِنّهُ أب ، Father ، لاَ يقول أحد لأبونا يا حضرِة القس ، لأ بل أبونا يوحنا ، أبونا داوُد ، الأُبوّة كجُملة أوْ عِبارة هى أقرب للقلب ، نحنُ لاَ نتعامل مَعَ ألقاب أوْ مناصِب ، نحنُ نتعامل مَعَ أُبوّة حانية ، هذِهِ هى كنيستنا ، كنيسة قلب مُفعّم بِحُب الله الّذى يفيض على الآخرين بِحُب ، وَخِدمتنا هل فيها اُبوّة وَحُب ؟! أم خِدمة شكليّة وَجافّة ؟ هل الّذى يتعامل معنا يلمس الأُبوّة وَالحُب وَيراها بوضوح أم لاَ ؟ نُقطة مُهِمّة جِداً أنْ نشعُر بأنين الّذين حولنا ، وَنكون إِيجابيين فِى محبِتنا لهُم ، مُعلّمِنا بولس الرسول يقول[ إِنْ كُنّا لاَ نرضى أنْ نُعطيكُم إِنجيل المسيح فقط ، لاَ بل أنْ نُعطيكُم أنفُسَنَا ] ، أُريد أنْ أُعطِى لكُم نَفْسَى ، [ ما مِنَ شىء مِنَ الفوائِد وَ إِلاّ أخبرتكُم بِهِ ] ، هل يُعقل أنْ أُخفِى عنكُم فايدة وَأنتُم أولادِى ؟ صدّقونِى لو خدمنا خِدمة فيها روح لن نشتكِى مِنَ عدم إِنتظام الأولاد ، لن نشتكِى أنّ هُناك جيل موجود لاَ يُحِب الكنيسة ، مَنَ هى الكنيسة ؟ الكنيسة ليست صور وَحِجارة ، الكنيسة نحنُ وَأنتُم الحِجارة الحيّة ، لو عِشتُم أنتُم الكنيسة لصارت الكنيسة تجرِى فِى دم أولادِها ، وَلو نظروُكُم وَأنتُم مُسبِّحين وَمُرنِّمين وَعاشقين لكنيستكُم ، يُظهِر أولادكُم لهُم عِشق للكنيسة ، وَالعكس لو نظروا جفاء وَقسّوة وَجُمود وَنِفوس جامِدة ليس بِها صلاح ، يظهر أولاد صورة لنا بالضبط ، لِذلِك أحبائِى فِى خِدمِة الأُبوّة الإِنسان يكون لهُ قلب مُتسِّع ، يِإن لأولاده مرّة واحِد مِنَ الأباء الأساقِفة المُتنيحيين مِنَ 10 – 15 سنة كان إِسمه الأنبا مكسيموس مُطران القليوبيّة ، وَذهب لهُ شاب يقول لهُ أنا مُتزوِّج حديثاً وَزوجتِى غاضِبة وَبيتِى سيُخرب وَذلِك لأنِّى بِدون عمل ، فسألهُ سيِّدنا : وَأنت فِى أىّ مجال تعمل ؟ فقال لهُ فِى أشياء عديدة ، وَلكِن المُتمكِّن فيها هى السِواقة ، فأحضر سيِّدنا أحد أولاده فِى المُطرانيّة وَطلب مِنهُ أنْ يُغيِّر فِى اليوم التالِى أوراق سيّارِة سيِّدنا المرسيدس إِلَى سيّارة تاكسِى أُجرة ، فرّد الخادِم صعب ياسيِّدنا ، قال لهُ ياأبنِى أنا لاَأحتاج إِليها ، وَعِندما أُريد أنْ أذهب إِلَى مكان عشرين شخص يوصّلنِى ، لكِن هذا الرجُل بيته سيُغلق ، إِسمع الكلام ، وَفِعلاً ذهب وَغيّر السيّارة مِنَ مرسيدس إِلَى أُجرة ، قلب أب لاَ يحتمِل أنْ يرى إِبنه فيِهِ ضعف ، فِى حُب لدينا ؟ نعم ، لكِن حُب بحدود ، فِى حين الحُب الّذى بحسب قلب الله حُب ليس لهُ حدود الله ينيِّح نَفْسَه أبونا بيشوى كامِل نقرأ لهُ كِتاب إِسمه ( الأُبوّة المُستمِرّة ) ، ما هى هذِهِ الأُبوّة ؟ أُبوّة بمعنى الكلِمة ، نشعُر فيها أنّهُ أب ، راعِى ، سند لأولاده وَشفيع يُقدِّم عنهُم صلوات وَأنين ، يربُطه بِهُم عاطِفة روحيّة أقوى مِنَ العاطِفة الجسديّة هل لنا صلوات عَنِ أولادنا أم لاَ ؟ إِذا أردت أنْ تعرِف مقياس الحُب الّذى تُحِبّه لأولادك وَهل هى محبّة بحسب قلب الله ؟ إِسأل نَفْسَكَ سؤال واحِد هل تُصلّى مِنَ أجلُهُم ؟ أُترُك المظاهِر ، فعِندما تُقابِل الولد أوْ البِنت نتحايِل وَنراضِى وَنقبِلّ ، كُلَّ ذلِك مقبول ،وَلكِن المُهِم هل تُصلّى مِنَ أجلُهُم وَمِنَ أجل ضعفاتهُم ؟ هذا هُو الحُب الّذى بحسب قلب الله ، وَهذِهِ هى الأُبوّة الروحيّة لكِن القُبلات مِنَ الخادِمات وَالخُدّام إِلَى المخدومين وَالرعاية وَالحنو هذِهِ هى مشاعِر طبيعيّة وَليست مشاعِر روحيّة ، وَمُمكِن هذِهِ الأفعال تُغذِّى الذات البشريّة على إِعتبار أنّ الأولاد أحبّوا شخص الخادِم وَأرتبطوا بِه ، لكِنّها ليست أفعال لحساب الله وَ لاَ لحساب ملكوته السماوِى وَ لاَ لحساب مملكته ، هذا لحساب مملكتِى أنا الشخصيّة ، لكِن لو أنا أئِن مِنَ أجلُهُم أمام الله ، إِذنْ هذا هُو الحُب الّذى بحسب قلب الله ، مُعلّمِنا بولس الرسول يقول[ نُحضِر كُلَّ إِنسان كامِلاً للمسيح يسوع ] أنين ، حُب ، الله ينيِّح نَفْسَه أبونا بيشوى كامِل مُمكِن إِذا وجد إِبنة تعمل الخطيّة وَأخلاقها لاَ تليق ، لِكى يحتضِنها كان مُمكِن يجعلها تمكُث عِنده فِى منزِلُه أيّام وَأسابيع وَشهور ، لِدرجِة أنّهُ كان هُناك بِنت موجودة عِنده فِى منزِلُه وَلها عِلاقة بشاب غير مؤمِن ، وَأثناء وجودها فِى منزِلُه كانت تتصِل بِهِ مِنَ تليفون أبونا وَهُو لاَ يعرِف ، فأنا أُريد أنْ أقول حتّى وَلو كانِت النوعيّة التّى أمامنا مُتعِبة أوْ قاسية ، لازِم أكون أب ، فالأُبوّة لاَ تتجزّأ مثلما فعل ربِنا يسوع المسيح فِى مثل الإِبن الضال ، نرى ماذا فعل الإِبن ؟ وَ ما الّذى فعلهُ الأب ؟ الإِبن : لو تكرّمت إِجعلنِى كأحد أُجرائِك 0 الأب : وقع على عُنُقه وَقبّلهُ ، وَقال إِلبِسوه الحُلّة الأُولى وَخاتِم فِى يدِهِ ، وَأذبحو العِجل المُسَمَّنَ ، إِبنِى هذا كان ميّتاً فعاش ، إِنّهُ فرح فِى السماء 0 الإِبن : لو تكرّمت إِجعلنِى عبدك عِندك 0 الأب : لاَ أنت أعظم مِنَ العبد ، أنت 00000000 الأب لَمْ يُعاتبه أوْ يلومه بِكلِمه رغم أنّهُ يستحِق العِتاب وَيستحِق الطرد وَليس فقط العِتاب ، لكِن أُبوّته تشمل 0 لو أردنا أنْ نتعلّم الأُبوّة التّى تشمل ننظُر إِلَى محبّة الله لنا وَكيف تشملنا وَصابِر علينا ، وَرغم كُلَّ خطايانا نقول لهُ ( يا أبانا الّذى فِى السموات) ، قَدْ عرفنا محبّة أبونا إِبراهيم ، اُبوّته ، شفاعة صاحِب الميثاق مَعَ البشريّة ، وَمُعاملته للوط وَإِستضافتهُ للغُرباء 2/ أبونا إِسحق – الطاعة:- أبونا إِسحق مِنَ أكثر الحاجات التّى نعرِفها عنهُ أنّهُ مُطيع ، لِدرجِة أنّهُ صار رمز لِربِنا يسوع المسيح الّذى أطاع حتّى الموت موت الصليب ظهرت هذِهِ الطاعة فِى أشياء عديدة ، فهو أطاع ليس فقط فِى أمر تقديم نَفْسَه ذبيحة ، بل وَ أيضاً فِى أمر خاص جِداً مِنَ أُمور حياته الخاصّة ، فعِندما أراد أبونا إِبراهيم تزويجه ، وَقال أنا موجود فِى أرض غريبة وَ لاَ أُريد بِنت مِنَ بنات هذِهِ البلد ، وَأراد بِنت تقيّة وَتعرِف الله ، فأرسل لِيعازر الدمشقِى لِكى يذهب وَيخطُب لهُ واحدة مِنَ بنات الله ، فبدأ لِيعازر الدمشقِى يُصلّى إِلَى الله وَيقول أنت يسِرّ لعبدك الأمر ، وَقال لِربِنا علامة أأخُذها منك التّى أطلُب مِنها أنْ تسقينِى فتسقينِى أنا وَ جِمالِى تكون هى البِنت التّى أأخُذها لسيِّدى إِسحق وَتقابل مَعَ رِفقة وَطلب مِنها ، وَسقتهُ هُو وَجِماله ، وَعرضت عليه أنْ يذهب إِلَى منزلهُم لأنّ لديهُم تِبن وَعلف وَمكان للجِمال ، وَكان تجرِى أمامه أُمور فعرِف أنّها مِنَ الله ، وَهُنا لِيعازر الدمشقِى كان موكلّ بأمر خاص جِداً أمر زواج وَإِرتباط لإِسحق ، وَما رأيكُم فِى هذِهِ التّى أحضرها لإِسحق ؟ وَالمفروض أنّهُ يرضى بِها دون أنْ يراها وَلاَ يليق أنْ ترجع ، فهُم الّذين إِختاروا وَهذِهِ هى التّى مِنَ الله ، هذِهِ الطاعة ، طاعة عجيبة طاعة تُعطيه أنْ يكون إِنسان خاضِع لمشيئة الّذين حوله ، - طاعة - ، طاعة تجعلة إِنسان يشعُر أنّهُ يتعامل مَعَ كُلَّ الأُمور على أنّها مِنَ يد الله ، هذا هُو القلب الّذى يشعُر بِمحبّة ربِنا ، وَأنّ الله يقوده فِى كُلَّ حياته ، طاعة بحسب قلب الله ، طاعة حقيقيّة ، عِندما يكون لدى الإِنسان إِيمان وَتسليم نأخُذ مِنهُ هذِهِ الطاعة السِنكسار يقول أنّ أبونا إِسحق لحظِة لمّا قُدِّم على المذبح مَعَ أبونا إِبراهيم كان عُمره حوالِى 36 أوْ 37 سنة أحد الآباء يقول أنّ[ الطاعة هى عدم تمييز وَلكِن وفرة مِنَ التمييز ] ، أىّ أنّ أبونا إِسحق أطاع أنْ يموت ، وَهذا ليس عدم تمييز وَلكِن وفرة مِنَ التمييز ، لأنّهُ واثِق فِى عمل الله ، إِنْ أردت أنْ أموت يارب فأموت ، وَأبونا إِبراهيم لمّا كان ذاهِب بإِسحق قال للغُلامان نذهب وَنرجِع إِليكُما ، عِنده إِحساس أنّهُ سيرجع معهُ ، لاَ يعرِف كيف وَلكِن سنرجع !وَلمّا ذهبوا قال لهُ إِسحق ياأبِى هوذا الحطب وَالسكّين وَالنّار ، أين الخروف ؟ فقال لهُ الله الّذى أمرنا أنْ نذهب وَنسجُد هُو يرى حملاً للمُحرقة أبونا إِسحق عدم تمييز مِنهُ أنْ يأخُذ رِفقة ، لكِن أمر يحمِل وفرة مِنَ التمييز ، مُمكِن القديس يحنِس القصير لمّا يأخُذ خشبة علشان يسقيها لتصير شجرة أمر فيِهِ عدم تمييز ، وَلكِن وفرة مِنَ التمييز نواجِه فِى جيلنا أُناس عِندها تمرُّد ، عِناد ، عصيان ، الطاعة بالنسبة لهُم أمر خيالِى ، كيف أطيع هكذا ؟ ناقشنِى ، إِقنعنِى وَيُقال أنّ الشىء الّذى زعزع مُلك شاول هُو عصيانه لصوت الله على فم صموئيل النبِى ، ربِنا قال تدخُل حرب وَالغنائِم التّى تأخُذها فِى أشياء لك وَالأُخرى تُقدِّم لربِنا ، لكِن شاول خالف الأمر وَأخذ لِنَفْسَه أشياء مِنَ التّى لله ، وَلِكى يُسكِّت ضميره كان يأخُذ مِنها وَيُقدِّم ذبائِح لربِنا ، فجاء صموئيل وَقال لهُ ما الّذى فعلت ؟ فقال لهُ لَمْ أُخطىء ، أنت قُلت لِى خُذ الغنيمة وَأنا قدّمت مِنها ذبائِح [ هوذا الرّبّ قَدْ رفضك ، هوذا الإِستماع أفضل مِنَ تقديم الذبائِح وَالإِصغاء أفضل مِنَ لحم الكِباش لأنّ التمرُّد كالعرافة ] الإِنسان المُتمرِّد الّذى ليس لديهِ طاعة كأنّهُ يعمل مِثل العرّافين ، كُلَّ كلِمة يقول إِقنعنِى ، أحد الأباء فِى أمريكا قالِى الأولاد عِندنا كُلَّ شىء تقول إِقنعنِى ، لاَ توجد عِندهُم طاعة وَ لاَ يسمعوا عنها أبداً ، لِدرجِة أنّ واحِد منهُم يقول لهُ إِقنعنِى أنّ هذا المذبح وَهذا هُو الجسد وَالدم ، كيف أقنعهُم ؟ وَالرّوح القُدس هُو الّذى يُحوّلهُم إِذا كان الرّوح القُدس يُطيع الكاهِن ، يقول الكاهِن للرّوح يحِل إِنسان مِنَ الخطيّة ، فيفعل ، وَ أيضاً يقول للرّوح القُدس لِيُقدِّس القرابين [ نسألك أيُّها الرّبّ إِلهنا نحنُ عبيدك الخُطاة غير المُستحقين ، إِظهر وجهك على هذا الخُبز ، ليحِل روحك القُدّوس علينا وَعلى هذِهِ القرابين وَيُنقِلها وَيُقدِّسها وَيُظهِرها 00وَيُظهِرها قُدساً لقديسيك ] لِكى يكون الخُبز هُو جسدك المُقدّس وَالدم هُو دمك الكريم ، ما الّذى يحدُث هُنا ؟ الرّوح القُدس يُطيع الكاهِن ، فإِذا كان الرّوح يُطيع الكاهِن ألا نُطيع نحنُ !! أمر صعب ، تخيّلوا أنّ الروح القُدس يُطيع الإِنسان ، فكم يليق بالإِنسان أنْ يفعل ؟ لِذلِك الخادِم طاعة ، نرى إِحتياج الخِدمة وَنصنعه ، كلِمة ( حاضِر ) تُريح وَتبنِى ، لأنّ إِقنعنِى وَأقنعك مُمكِن تخسّرنا بركات عديدة 0 3/ أبونا يعقوب – الجِهاد :- الجِهاد هُو إِستجابة لدعوة الله ، حياة أبونا يعقوب جِهاد مُنذُ يوم ميلاده مِنَ وَهُو فِى بطن أُمّه وَهُو يُجاهِد ، وَرأينا قمّة جِهاده عِندما صارع مَعَ الله فِى صورة ملاك ، حينما قال لهُ [ لن أُطلِقك إِنْ لَمْ تُباركنِى ] ، لِدرجِة أنّ الإِنجيل يقول أنّ الملاك لَمْ يقوى عليه فضربهُ فِى حُقِهِ ، وَكأنّ الله جعل نَفْسَه مغلوباً لنا ، مثلما يقول القديس أُوغسطينوس[ تحنّنُك غلبك وَتجسّدت ] ، إِذا أنت صارعت معِى سوف أتغلِب لك مِثل الأب الّذى يلعب مَعَ إِبنه ليُظهِر مَنَ فيهُما يديهِ أقوى ، وَيظِل الأب وَيُحاوِل مَعَ إِبنِهِ وَكأنّهُ مغلوب ، وَيُعطيه كلِمات تشجيعيّة ، إِنت قوِى ، شاطِر ، وَالله أيضاً يسمح أنْ يتغلِب لنا أمام جِهادنا ، مثلما قال الله ليعقوب [ لاَ يُدعى إِسمُك فِى ما بعدُ يعقوب بل إِسرائيل 0 لأنّك جاهدت مَعَ الله وَالنّاس وَقَدَرْتَ ] الخادِم مُجاهِد لهُ صِراع مَعَ الله ، واحد مِنَ القديسين يقول[ ليتنا نُكلِّم الله عَنِ أولادنا أكثر ممّا نُكلِّم أولادنا عَنِ الله ] ، الخادِم يوصلّ الله للنّاس وَالنّاس لله ، يُقدِّمهُم لهُ وَ يُقدِّمهُ لهُم ، مُجاهِد ، فِى جهاد فِى حياة الخادِم نرى أبونا يعقوب ، قبلما يُقابِل أخيهِ عيسو ظلّ يُصلّى وَيُجاهِد وَيُصارِع ، وَأرسل لهُ هدايا كثيرة كعربون محبّة ، وَعِندما رأهُ مِنَ بعيد ظلّ يسجُد وَ يقوم ، سبع مرّات ، إِنسان مُجاهِد فِى حياته لاَ يأخُذ الأُمور ببساطة نحنُ ياأحبائِى نحتاج نأخُذ بركات كثيرة بِدون جِهاد ، حتّى أصوامنا فِى تراخِى ، نطلُب راحة وَكأنّنا نُريد مسيح بِدون صليب ، بِدون جُلجُثة ، بِدون بُستان جثسيمانِى ، مِنَ غير ألم ، إِعطوا لنا مسيح يُعطِى لنا راحة بإِستمرار ، خِدمة بِلاَ تعب ، فضائِل بِدون جِهاد لاَ توجد فضائِل بِدون جِهاد ، يعقوب صارع وغلب حتّى طلوع الفجر ، أىّ أنّهُ صارع حتّى أخر نسمة مِنَ الليل ، هذا هُو الجِهاد ، لنا جِهاد مَعَ الله ، لِماذا حياتنا فقيرة بالفضائِل ؟ نبحث فِى أنفُسنا وَنضع أيدينا على الخطر ، لِماذا تخلوا حياتنا مِنَ الفضائِل ؟ لأنّهُ لاَ توجد محبّة ، بذل ، عطاء ، عِفّة ، قداسة ، بِر ، جِهاد ، تسمع عَنِ ناس تقول صلاة ( أبانا الّذى فِى السموات 00) وَهى على السرير ، وَبعد ذلِك نشتكِى مِنَ السقطات وَحروب العالم وَمِنَ الضغوط ، أحد الأباء يقول [ إِعلم ياإِبنِى أنّ الرخاوة لاَ تمسِك صيداً ] ،و [ العامِل بيد رخوة يفتقِر ] ، [ إِخبرنِى عَنِ بطّال جمع مالاً ] ( البطّال = ماله ينتهِى ) ، وَيجِب أنْ يجمع مِنَ جديد ، الحياة المسيحيّة بحسب تعبير القديسين هى أنْ نجمع زيتاً فِى أنيتنا ، وَالزيت يحتاج إِلَى جِهاد يعقوب جاهِد حتّى مَعَ لابان خاله لِكى يأخُذ راحيل وَعمل بِها 14 سنة ، لِدرجِة أنّ خاله يقول لهُ يوم أتيت لِى كُنت صغير وَاليوم خارِج معك ثروة كبيرة ، فردّ عليهِ يعقوب وَقال [ كُنتُ فِى النَّهار يأكُلنِى الحرُّ وَ فِى الَّليل الجليدُ ] ، أنا غنمُة 00 غنمُة كُنت أرعاها لأولادك ، كُنت اسهر وَأتعب ، وَفِى نَفْسَ الوقت أعلن الفضل لله حينما قال[ صغير أنا يارب على جميع ألطافك وَجميع الأمانة التّى صنعت مَعَ عبدك ] 0حقاً أنا أتيت بِمُفردِى وَاليوم خارِج معِى 12 إِبن وَآلاف غنم وَبقر وَزوجات وَ عبيد ، وَكان فِى البِداية معهُ عصا فقط حياتنا الداخِليّة محتاجة جِهاد ، محتاجين سواعِدنا تشتّد بعض الشىء ، نُقوّم الرُكب المُسترخية ، نُشدِّد اليد حينما نقوم للصلاة ، الصلاة تكون صلاة حقاً ، وَالقُدّاس نذهب إِليه مُبكِراً ، وَنرفع قلوبنا لله بِكُلَّ جديّة وَنشاط ، وَوقت السِجود نسجُد ، وَوقت التضرُّع نتضرّع ، أمر مُهِم جِداً الجِهاد فِى حياتنا ، أبونا يعقوب كان مُجاهِد 0 4/ أبونا يوسِف – الألم وَ المجد :- بالطبع كُلُنا نعرِف أنّ حياة يوسِف لَمْ تكُن سهلة ، وَلَمْ يأخُذ فِى حياته شىء بِدون جِهاد ، لكِن كُلَّ هذا كان بسماح مِنَ الله وَبيع كعبد ، وَنُلاحِظ أنّ يوسِف يُمثِل ربِنا يسوع المسيح0 يوسِف السيِّد المسيح 1/ يوسِف إِبتاع كعبد 1/ يسوع جاء وَأخذ شكل العبد ( إِنسان ) 2/ الإِبن المحبوب لدى أبيه 2 / هُو الإِبن الوحيد لأبيهِ 3/ صاحِب القميص المُلّون 3/ الكنيسة تُمثِلّ ذلِك القميص بِمواهِب الرّوح وَالكنيسة مُزّينة بِها 4/ أبغضهُ إِخوتهُ 4/ ربنا يسوع قال أبغضونِى 5/ أُلقى فِى السِجن 6/ جُرِّد مِنَ ثيابه 6/ إِقتسموا ثيابِى وَعلى لُباسِى إِقترعوا 7/ فِى السِجن أحاط بِهِ مسجونان 7/ أحاط بِهِ لصّان 8/ تزوّج أُممية إِسمها ( أسينات ) 8/ السيِّد المسيح بسط يديهِ على الصليب لِكى يأخُذ اليهودِى وَالأُممِى لاَ يوجد مجد بِدون ألم ، فِى كُلَّ قصّة حياته لَمْ يتذّمر وَلَمْ يشتكِى ، وَهُو فِى عُمق أعماق السِجن لَمْ يشتكِى ، وَهُو يُباع لَمْ يتذّمر ، وَهُو فِى منصِبه العالِى لَمْ يطلُب مِنَ إِخوته إِنتقام منهُم ، إِذن أين الألم فِى حياتنا ؟ما الّذى نحتمِله ؟ ليس فقط الإِحتمال ، لقد أصبحت حياتنا كُلّها تذمُّر على كُلَّ شىء ، وَإِذا أرسل الله لنا تجرُبة يجِب أنْ نحتمِل وَنشكُر وَنصبِر ، وَنعلم أنّ كُلَّ شىء بِسماح مِنَ الله واحِد مِنَ القديسين مرّة سأل أولاده مَنَ الّذى باع يوسِف ؟ أجابوه إِخوته ، ردّ لاَ ، أجابوه الغيرة ، ردّ لاَ ، قال لهُم الله هُو الّذى باع يوسِف ، سماح الله ، إِرادة الله ، يجِب أنْ نشعُر أنّ حياتنا إِذا كان فيها ألم هُو مِنَ يد الله ، مَنَ منّا كان عِنده ألم وَشعر أنّ الله هُو الّذى صنع معهُ هكذا ، [ أنتُم أردتُم بِى شراً وَلكِن الرّبّ أراد لِى خيراً ] مُعلّمِنا داوُد النبِى يقول [ خير لِى أنّك أذللتنِى ] ، الّذى أذلّ داوُد النبِى الله وَليس شاول ، وَإِنْ كان الله قَدْ قاد شاول لإِزلال داوُد وَذلِك بِسماح مِنَ الله ، لابُد أنْ نشعُر أنّ حياتنا مِنَ الله وَنقبل الألم فِى خدمِتنا وَنُصِر أنْ يكون فيها ألم لِكى يكون فيها مجد أين الألم الّذى نتألّمهُ فِى الخِدمة ؟ مُعلّمِنا بولس الرسول يقول[ وُهِب لكُم لاَ أنْ تؤمِنوا بِهِ فقط ، لاَ بل أنْ تتألّموا أيضاً مِنَ أجلهِ ] ، عِندما يأتِى الأولاد إِلَى الأُسرة وَنُعطيهُم الدرس وَالترنيمة ، أين الألم هُنا ؟ لكِن نرى بولس الرسول يقول[ فِى أسهار ، فِى ضربات ، فِى سجون ،] ، فِى كورنثوس الثانية سجل آلامات بولس ، لِكى نعرِف أنّنا إِلَى الأن لَمْ نخدِم ، نحنُ نكرِز للمسيحيين الأتقياء فقط وَ نعتقِد أنّنا نتعب ، مِنَ فينا عِنده إِستعداد للتعب ؟ نشتكِى مِنَ عدم إِنتظام الخُدّام ، وَهُمْ يشتكون لأنّ ظروف منعتهُم ، وَإِنْ حضروا وَتكلّمنا معهُم فِى أمرٍ ما يتذّمروا وَيشتكوا ، وَإِنْ إِعتذرت خادِمة لها 100 عُذر تقوله ، وَآخرون لاَ يعملون لأنّ مَنَ حولهُم لاَ يعملوا هُم أيضاً ، فنكون مثلهُم ، مَنَ مِنّا عِنده إِستعداد يقول [ مِنَ أجلك نُمات النّهار كُلّه ] لابُد أنْ أتعب وَأعمل وَأفتقِد وَأُحضِر أولاد ، خِدمِة تعب ، فِى كنيسة العذراء محرم بك كان الله ينيّح نَفْسَه أبونا بيشوى كامِل عِنده عجلة ، وَأثناء الكلِمة الإِفتِتاحيّة كان ينظُر إِلَى أُسرته وَيرى مَنَ الّذى لَمْ يحضر وَيذهب على العجلة يُحضِره وَيأتِى ، - قلب نار - ، وَنحنُ نقول مَنَ يحضر يحضر وَالعكس ، هذِهِ ليست خِدمِة ألم ، ما أجمل الخادِم الّذى يسعى للأعمال التّى بِها تعب وَ التّى بِها مشقّة وَإِتضاع وَبذل ، [ إِنْ كُنّ نتألّم معهُ لِكى نتمجّد أيضاً معهُ ] ، [ عالِمين أنّ آلام الزمان الحاضِر تُنشِىء لنا ثِقل مجد أبدِى ] ، فِى مجد ينتظِرنا ، وَكُلَّ أتعاب خِدمِتنا ربِنا يحسِبها لِنا فِى قصّة الراهِب الّذى كان عين المياه بعيدة عَنِ القلاية ، وَأراد أنْ يُقرِّب القلاية مِنَ عين الماء ، وَأثناء ذلِك وجد الملاك يسير ورائهُ ، فقال لهُ ماذا تفعل ؟ ردّ عليهِ قائِلاً كُنت أحسِب لك الخطوات التّى كُنتُ تمشيها كُلَّ ليلة وَأحسِب لك التعب ، فقال إِذنْ لن أُقرِّب القلاية مِنَ عين الماء إِذا كان الوضع هكذا ، سوف أبعِدها أكثر كُلَّ جِهاد لنا يُحسب لنا ، الإِنجيل يؤكِد أنّ [ كأس ماء بارِد لاَ يضيع أجره ] ، ما الّذى نُريده أكثر مِنَ هذا ؟ وعد مِنَ الإِنجيل ، كُلَّ عمل نعمِلهُ محسوب لِنا ، إِذن هيا بِنا نتعب وَنُزوِّد تعبنا وَنترُك الخِدمة التّى براحة ، فهى مرفوضة أمام الله ربِنا يُعطينا وَيُثبِّت كلِماته وَيجعلها أنْ تكون حياة لنا وَيُكمِلّ نقائِصنا وَيسنِد كُلَّ ضعف فينا بنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين

توجهات فى الخدمة

بُولِس الرَّسُول يَقُول لِتِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُس بَعْض النَّصَائِح فِي رِسَالَتُه الأُولِى لِتِلْمِيذُه فَيَقُول { لاَ تَزْجُرْ شَيْخاً بَلْ عِظْهُ كَأَبٍ وَالأَحْدَاثَ كَإِخْوَةٍ وَالْعَجَائِزَ كَأُمَّهَاتٍ وَالْحَدَثَاتِ كَأَخَوَاتٍ بِكُلِّ طَهَارَةٍ . أَكْرِمِ الأَرَامِلَ اللَّوَاتِي هُنَّ بِالْحَقِيقَةِ أَرَامِلُ . وَلكِنْ إِنْ كَانَتْ أَرْمَلَةٌ لَهَا أَوْلاَدٌ أَوْ حَفِيدَةٌ فَلْيَتَعَلَّمُوا أَوَّلاً أَنْ يُوَقِّرُوا أَهْلَ بَيْتِهِمْ وَيُوفُوا وَالِدِيهِمُ الْمُكَافَأَةَ . لأِنَّ هذَا صَالِحٌ وَمَقْبُولٌ أَمَامَ اللهِ . وَلكِنَّ الَّتِي هِيَ بِالْحَقِيقَةِ أَرْمَلَةٌ وَوَحِيدَةٌ فَقَدْ أَلْقَتْ رَجَاءَهَا عَلَى اللهِ وَهِيَ تُوَاظِبُ الطَّلِبَاتِ وَالصَّلَوَاتِ لَيْلاً وَنَهَاراً . وَأَمَّا الْمُتَنَعِّمَةُ فَقَدْ مَاتَتْ وَهِيَ حَيَّةٌ . فَأَوْصِ بِهذَا لِكَيْ يَكُنَّ بِلاَ لَوْمٍ . وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْتَنِي بِخَاصَّتِهِ وَلاَ سِيَّمَا أَهْلِ بَيْتِهِ فَقَدْ أَنْكَرَ الإِيمَانَ وَهُوَ شَرٌّ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ . لِتُكْتَتَبْ أَرْمَلَةٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ عُمْرُهَا أَقَلَّ مِنْ سِتِّينَ سَنَةً امْرَأَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَشْهُوداً لَهَا فِي أَعْمَالٍ صَالِحَةٍ } ( 1تي 5 : 1 – 10 ) بُولِس الرَّسُول يَتَكَلَّمْ عَنْ العِلاَقَات الكَنَسِيَّة وَالفِئَات المُتَنَوِعَة فِي الكَنِيسَة يَتَكَلَّمْ عَنْ الأرْمَلَة وَعَنْ الشَّابَة وَعَنْ الحَدَثَات وَعَنْ الشَّاب وَمَا هِيَ العِلاَقَات بَيْنَهُمْ وَكَيْفَ يَتَعَامَلُونَ مَعاً وَمَا هِيَ المَسْئُولِيَات إِتِجَاه بَعْض لِذلِك سَنَتَكَلَّمْ عَنْ :- 1/ الكَنِيسَة جَمَاعِة المُؤمِنِين :- لاَبُدْ أنْ نَعْلَمْ أنَّنَا نُشَكِّلْ الكَنِيسَة أوْ جَمَاعِة المُؤمِنِين أوْ نُشَكِّلْ جَسَدٌ الْمَسِيح السِّرِّي أي لاَبُدْ أنْ يَكُون لَنَا إِحْسَاس أنَّنَا نَتَكَامَلٌ مَعاً فِي وِحْدَه وَاحِدَة فِي جِسْمٍ وَاحِدٌ نُكَمِّلْ بَعْضَنَا بَعْض وَنُكَمِّلْ نَقَائِص بَعْض أي عَائِلَة وَاحِدَة وَكَمَا يَقُول مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول { رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ } ( أف 2 : 19) وَلِنَرَى كَيْفَ يُحِبْ الإِخْوَة بَعْضُهُمْ وَيَخَافُون عَلَى بَعْضُهُمْ وَيُحِبُّوا لِبَعْضُهُمْ النَّجَاح وَالكَنِيسَة الرُّبَاطٌ الَّذِي بَيْنَهَا لَيْسَ رَبَاطٌ جَسَدِي بَلْ رَبَاطٌ رُوحِي لِذلِك مَحَبِّتْهَا أقْوَى مِنْ المَحَبَّة الأخَوِيَّة لأِنَّهُ مَهْمَا كَانَ الرَّبَاطٌ الجَسَدِي فَهُوَ مَحْدُود وَزَائِلْ بَيْنَمَا رَبَاطٌ الرُّوح فَدَائِمْ لِذلِك الكَنِيسَة جَمَاعَة رُوحِيَّة مُتَآلِفَة مَعَ بَعْضَهَا مُحِبَّة لِبَعْض هَدَفْهَا وَاحِدٌ طَرِيقْهَا وَاحِدٌ رَئِيسْهَا وَاحِدٌ وَصَايَاهَا وَاحِدَة قَوَانِينْهَا وَاحِدَة يَجْمَعَهَا أُمُور كَثِيرَة مُشْتَرَكَة فِكْرِنَا إِتِجَاه الكَنِيسَة وَإِتِجَاه بَعْض لاَبُدْ أنْ تَكُون وَاضِحَة وَكَمَا يَقُول مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول { الَّذِي فِيهِ كُلُّ الْبِنَاءِ مُرَكَّباً مَعاً } ( أف 2 : 21 )كُلَّ البُنَاء وِحْدَه وَاحِدَة كُلَّ عُضْو لَهُ كَرَامَة وَلَهُ حُبْ وَلَهُ مَوْهِبَة كُلَّ وَاحِدٌ مُهِمْ لأِخِيه تُوْجَدٌ لُوحَة رَسَمَ فِيهَا الفَنَّان الكَنِيسَة جَسَدٌ الْمَسِيح فَرَسَمْ الكَنِيسَة كَمَا هِيَ وَرَسَمْ الْمَسِيح هُوَ الوَجْه كَمَا المَذْبَح وَخَرَجْ مِنْهُ الجَسَدٌ الَّذِي هُوَ الكَنِيسَة هكَذَا أنْتُمْ الجَسَدٌ هذَا جَسَدٌ يَسُوع وَالرَّأس هُوَ الهَيْكَل نَحْنُ جَسَدُه أعْضَاء حَيَّة أعْضَاء مُحِبَّة مُتَكَامِلَة العِلاَقَة بَيْنَنَا لَيْسَتْ عِلاَقَة إِجْتِمَاعِيَّة أي لَسْنَا نُجَامِلْ بَعْضِنَا مُجَامَلاَت إِجْتِمَاعِيَّةهَلْ سَألْت عَلَى فُلاَن لأِنَّهُ غَائِبْ مِنْ فِتْرَة ؟ وَكَأنَّنَا نَسْأل عَنْ بَعْضِنَا كَوَاجِبْ إِجْتِمَاعِي وَمُجَامَلَة لاَعِلاَقِتْنَا بِبَعْض أعْمَقٌ عِلاَقَة تَحْكُمْهَا أُمُور رُوحِيَّة وَتَحْكُمْهَا الوَصِيَّة لِذلِك لَوْ عَرَفْنَا مَاذَا نَحْنُ بِالنِّسْبَة لِلْمَسِيح وَبِالنِّسْبَة لِبَعْضِنَا وَالْمَسِيح بِالنِّسْبَة لَنَا سَيَكُون كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا مُهِمْ بِالنِّسْبَة لأِخِيهِ أهَمِيِّة الْمَسِيح نَفْسُه وَلَهُ كَرَامِة الْمَسِيح وَلَنْ تَكُون عِلاَقِتْنَا بِبَعْض عِلاَقِة وَاجِبْ وَإِرْضَاء الأمر أرْقَى مِنْ ذلِك بِكَثِير لِذلِك هُنَاك لَحْن يَقُول { هؤُلاَء الَّذِينَ ألَّفَهُمْ الرُّوح مَعاً مِثْلَ قِيثَارَةnai `etaf\otpou eucop > `nje Pip/n/a/ e/q/u/ > `m`vrh; `noukuqara }( مَا يُقَال فِي ذُكْصُولُوجِيِة بَاكِر ) نَحْنُ مِثْلَ قِيثَارَة .. مَاذَا تَعْنِي قِيثَارَة ؟ القِيثَارَة هِيَ نَغَمَات مُتَنَوِعَة بِإِتِفَاق هذِهِ النَّغَمَات تَصْنَعْ لَحْن وَقِيمَة لكِنْ نَغَمَة وَاحِدَة لَيْسَ لَهَا قِيمَة وَلاَ تَصْنَعْ تَنَاسُق هكَذَا نَحْنُ كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا نَغَمَة مُسْتَقِلَّة وَلكِنْ إِتِحَادْنَا مَعاً بِإِتِفَاق يَعْزِف مَنْظُومَة جَمِيلَة وَلَحْن جَمِيلٌ لأِنَّنَا ألَّفْنَا الرُّوح مِثْلَ قِيثَارَة وَمَا أجْمَل أنْ يَكُون الرُّوح عَامِلْ فِينَا وَعَامِلْ مَعَنَا فَيَكُون إِتِفَاقْنَا إِتِفَاق رُوحِي هذِهِ فِكْرِتْنَا عَنْ بَعْضِنَالاَ يُوْجَدٌ شِئ إِسْمُه رَجُل مُهِمْ وَآخَر أقَلْ أهَمِيَّة لاَ كُلَّ عُضْو لَهُ كَرَامَة وَكُلَّ عُضْو لَهُ دُورُه وَلاَ يَسْتَهِنْ أحَدٌ بِالآخَر الكَاهِن مُهِمْ وَالشَّمَاس مُهِمْ وَالخَادِم مُهِمْ وَفَرْدٌ الشَّعْب مُهِمْ كُلَّ وَاحِدٌ يَعْمَلْ عَمَلْ هُوَ فِي حَدٌ ذَاتُه مُهِمْ فِي سِفْر صَمُوئِيل النَّبِي الثَّانِي عِنْدَمَا إِنْقَسَمْ أبْشَالُوم عَلَى دَاوُد أبِيهِ وَمَلِّك نَفْسُه عَلَى المَمْلَكَة وَنَجَحٌ فِي جَذْب مُعْظَمْ الشَّعْب وَبِالفِعْل أخَذَ مَعَهُ حُكَمَاء إِسْرَائِيل وَمِنْ ضِمْن هؤُلاَء الحُكَمَاء أخَذَ أخِيتُوفَل وَحَكِيمْ آخَر إِسْمُه حُوشَاي الأرْكِيّ الكُلَّ ذَهَبْ مَعَ أبْشَالُوم لكِنْ حُوشَاي الأرْكِيّ رَاجِعْ نَفْسُه وَعَادَ إِلَى دَاوُد النَّبِي فَقَالَ لَهُ دَاوُد أنَا غِير مُحْتَاجٌ لَك مَعِي هُنَا لكِنِّي مُحْتَاجٌ لَك مَعَ أبْشَالُوم كَيْ تُعْلِمْنِي كَيْفَ يُفَكِّر وَمَاذَا سَيَفْعَل وَلْتُبْلِغْنِي بِذلِك وَبِالفِعْل ذَهَبْ حُوشَاي الأرْكِيّ مَعَ أبْشَالُوم وَأبْطَل مَشُورَة أخِيتُوفَل أخِيتُوفَل قَالَ لأِبْشَالُوم إِنْزِل الآنْ عَلَى دَاوُد وَاقْتُلُه لكِنْ حُوشَاي قَالَ لَهُ إِنَّ دَاوُد رَجُل حَرْب وَلَيْسَ مِنْ السَّهْل القَبْض عَلِيه أوْ قَتْلُه بَلْ هُوَ مِحْتَاج تَخْطِيطٌ وَجَمْع عَدَد كَبِير مِنْ الشَّعْب لِذلِك هذَا أمر مِحْتَاجٌ لِبَعْض الوَقْت وَاسْتَحْسِنْ أبْشَالُوم مَشُورِة حُوشَاي الأرْكِيّ وَأرَادَ حُوشَاي أنْ يُبْلِغْ دَاوُد بِأنَّهُ إِحْتِمَال نِزُول أبْشَالُوم لَهُ سَيَكُون صَبَاحٌ الغَدْ وَلَمْ تَكُنْ هُنَاك وَسِيلِة إِتِصَالاَت سِوَى الإِتِصَال الشَّخْصِي بِأنْ يَذْهَبْ أحَدٌ لِيُبْلِغْ دَاوُد الأمر فَوَجَدٌ حُوشَاي خَادِمَة فَتَاة صَغِيرَة فَأرْسَلَهَا إِلَى إِثْنَان مِنْ الكَهَنَة كَانَ مُتَفِقٌ مَعْهُمَا لِيُبَلِّغْهُمَا تَحَرُّكَات أبْشَالُوم وَهُمَا بِدَوْرِهِمَا يُبْلِغَان دَاوُد فَذَهَبَتْ الجَارِيَة الصَّغِيرَة وَأبْلَغَتْ الكَاهِنَان بِأنَّ أبْشَالُوم سَيَأتِي لِدَاوُد لِيَقْضِي عَلَيْهِ اللَّيْلَة فَأرْسَلْ الكَاهِنَان وَلَدَيْهِمَا وَهُمَا شَابَّان صَغِيرا السِّنْ لِيُبْلِغَا دَاوُد وَلَمَّا دَخَلْ الشَّابَّان القَرْيَة رَآهُمَا بَعْض أتْبَاع أبْشَالُوم فَدَخَلاَ الشَّابَّان عِنْدَ إِمْرَأة وَاخْتَبَأَ عِنْدَهَا وَلَمَّا سَألُوا عَلَيْهِمَا قَالَتْ المَرْأة إِنَّهَا لاَ تَعْلَمْ عَنْهُمَا شَيْء وَبَعْد ذلِك خَرَجَ الشَّابَّان وَأبْلَغَا دَاوُد بِالأمر لِنَرَى هذِهِ القِصَّة سَنَجِدْ بِهَا حُوْشَاي الأرْكِيّ ثُمَّ الجَارِيَة يَلِيهَا الكَاهِنَان ثُمَّ الشَّابَّان ثُمَّ المَرْأة وَأخِيراً دَاوُد إِذاً المَلِك وَالجَارِيَة وَالشَّابَّان وَالكَهَنَة وَالحَكِيم وَالضِّدٌ أي أبْشَالُوم كُلَّ هؤُلاَء عَمَلْهُمْ نَجَاحٌ مَمْلَكِة دَاوُد نَحْنُ كُلُّنَا عَمَلْنَا نَجَاحٌ مَمْلَكِة الله وَانْتِشَار مَلَكُوتُه عَلَى الأرْض حَتَّى وَإِنْ كُنْت أنَا الجَارِيَة المُهِمْ أنْ أكُون أمِين كَجَارِيَة وَإِنْ كُنْت مَلِك أكُون أمِين كَمَلِك وَأمَانَتِي كَمَلِك تُسَاوِي أمَانَتِي كَجَارِيَة وَأمَانَتِي كَجَارِيَة تُسَاوِي أمَانَتِي كَمَلِك المُهِمْ أكُون أمِين إِذاً لَيْسَ بَيْنَنَا عُضْو أفْضَل مِنْ الآخَر وَلاَ يَفْتَخِر عُضْو عَلَى الآخَر – أبَداً – المُهِمْ أمَانَتِي فِي الدُور الَّذِي أقُوم بِهِ حَتَّى لَوْ كَانَ دُور صَغِير إِلاَّ إِنِّي أعْمِلُه بِأمَانَة عِنْدَمَا أقُوم بِدُورِي بِأمَانَة أكُون بِذلِك مُكَمِّل لِنَقَائِص شَدَائِدْ الْمَسِيح كَمَا قَالَ مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول ( كو 1 : 24 ) فَلاَ تَبْحَث عَنْ دُورَك إِنْ كَانَ عَظِيمْ أوْ مُمَيَّزأوْ لَهُ كَرَامَة بَلْ إِبْحَث هَلْ أنْتَ أمِين فِي دُورَك ؟ أعْرَف إِنْسَان قَضَى خَمْسَة عَشَرَ سَنَة فِي الخِدْمَة كَانَ كُلَّ عَمَلُه أنْ يَجْلِس عَلَى بَاب الكَنِيسَة يَطْمَئِنْ أنَّ الأوْلاَد لاَ يَخْرُجُون مِنْ الكَنِيسَة بِدُون خُدَّامْهُمْ وَلَمْ أعْرِف قِيمِة هذِهِ الأُمُور إِلاَّ عِنْدَمَا خَرَجَ طَفْل مِنْ الكَنِيسَة وَحْدُه وَبَحَثْنَا عَنْهُ وَلأِنَّ الطِّفْل صَغِيرلَيْسَ لَدَيْهِ تَمْيِيز فَلَمْ يُسْتَدَل عَلِيه إِلاَّ مِنْ صُورِة مَدَارِس أحَدٌ الَّتِي مَعَهُ فَعَرَفُوا أنَّهُ مَسِيحِي وَأتُوا بِهِ إِلَى الكَنِيسَة فِي أحَدٌ المَرَّات تَسَاءَل جَمَاعِة رُهْبَان كَانُوا يَتَنَاقَشُون مَعاً هَلْ الأنْبَا أنْطُونْيُوس أخَذٌ رُتْبَة كَهَنُوتِيَّة قِس أم قُمُص أم رَاهِبْ عَادِي ؟ كُلَّ وَاحِدٌ مِنْ الرُّهْبَان قَالَ رَأيُه فِي الأمر مَاعَدَا شِيخٌ كَانَ جَالِس وَسَطِهِمْ صَامِتْ فَسَألُوه فَقَالَ لَهُمْ { أنَا لاَ أعْلَمْ دَرَجْتُه لكِنِّي أعْلَمْ أنَّهُ كَانَ عَامِلاً بِدَرَجَتِهِ } " عَامِلاً بِدَرَجَتِهِ " أي أمِين فِي دَرَجَتِهِ سَوَاء كَانَتْ دَرَجَة كَهَنُوتِيَّة أم غِير كَهَنُوتِيَّة لِذلِك لاَ تَبْحَث عَنْ دُور مُمَيَّز لكِنْ إِبْحَث عَنْ أمَانَتَك فِي دُورَك وَإِنْ كَانَ مُجَرَّدٌ تَسْقِي طِفْل المُهِمْ أنْ تَقُول يَارَب لَيْتَنِي أُرْضِيك مِنْ خِلاَل هذَا الدُور البَسِيطْ عَامِلْ بِدَرَجْتُه كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا لَهُ دُور وَلَهُ كَرَامَة فِي عِينْ الله كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا لاَبُدْ أنْ يَقْتَنِعْ بِدُورُه وَلاَ يَبْحَث عَنْ دُور أكْبَر نَحْنُ لاَ نَتَصَارَع عَلَى أدْوَار وَلَنْ يَصْنَعْ كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا نَفْسُه مِنْ خِلاَل دُور مُعَيَّنْ بَلْ مِنْ خِلاَل أمَانَتُه فِي أي دُور إِذاً نَحْنُ كَكَنِيسَة نَتَكَامَلْ وَلاَ يُوْجَدٌ مِنَّا مَنْ هُوَ أهَمْ مِنْ الآخَر أوْ أعْظَمْ مِنْ الآخَر وَالله عَلَّمَنَا أنَّ الدَّرَجَة فِي المَلَكُوت تُحْسَبْ بِالتَّعَبْ وَالأمَانَة وَسَنَرَى يَكْفِي أنَّ المَجْمَعْ يُذْكَر فِيهِ السَيِّدَة العَذْرَاء وَبَعْدَهَا يُوحَنَّا المَعْمَدَان الَّذِي كَانَ بِدُون رُتْبَة وَبَعْدُه تَأتِي مُفَارَقَة عَجِيبَة إِسْتِفَانُوس وَهُوَ شَمَّاس يُذْكَر قَبْل مَارِمَرْقُس البَطْرِيَرْك رَغْم أنَّ هذَا رَئِيس بَطَارِكَة وَهذَا رَئِيس شَمَامِسَة لأِنَّ السَّمَاء لَيْسَتْ بِالرُّتَبْ بَلْ لَهَا مَعَايِير مُخْتَلِفَة نَحْنُ كَجَمَاعِة مُؤمِنِين جَمَاعَة مُتَكَامِلَة لَيْتَنَا نَفْرَح وَنَقْتَنِعْ بِدَوْرِنَا الصَّغِير جِدّاً المُهِمْ أنْ نَكُون أُمَنَاء فِيهِ وَعَامِلِينْ بِهِ وَعِنْدَئِذٍ سَنَكُون مُثْمِرِينْ وَلَنَا كَرَامَة فِي عَيْنَيَّ الله وَعِينْ السَّمَاء لِذلِك لاَبُدْ أنْ يَعْرِف الإِنْسَان هذَا الأمر .. الأمر لَيْسَ ألْقَاب أوْ كَرَامَة أوْ مَاذَا يَقُولُونَ عَنِّي لِذلِك أهَمْ شِئ فِي الكَنِيسَة الرُّوح الوَاحِدِةٌ وَأنْ نَكُون مُتَكَامِلِينْ وَنُنَمِّي المَحَبَّة مُسْرِعِينْ إِلَى وِحْدَانِيِة الرُّوح بِرَبَاطٌ الصُّلْحٌ الكَامِلْ كَيْ نَكُون جَسَدٌ وَاحِدٌ وَرُوح وَاحِدَةٌ ( مَا يَقُولُه المُصَلِّي فِي صَلاَة بَاكِر ) . 2/ عِلاَقِة الخَادِم وَالمَخْدُوم :- مَا حُدُود العِلاَقَة بَيْنَ الخَادِم وَالمَخْدُوم ؟ وَمَاذَا يَجِبْ أنْ يَفْعَلاَ إِتِجَاه بَعْضِهِمَا ؟أوَّلاً عِلاَقِتْنَا مَعَ المَخْدُوم هِيَ مِنْ خِلاَل شَخْص الْمَسِيح المُبَارَك هذِهِ نُقْطَة مُهِمَّة لاَ تَغِيب عَنْ عُيُونَنَا لاَ أُرِيدْ أنْ أتَعَامَلْ مَعَ المَخْدُوم وَيَغِيب الْمَسِيح مِنْ وَسَطْنَا وَإِلاَّ سَتَضِيعْ مِنَّا أشْيَاء كَثِيرَة وَسَيَدْخُلْ الهَوَى الفَرْدِي إِنْ كَانَ المَخْدُوم يِعْجِبْنِي أم لاَ هَلْ أسْتَلْطَفُه أم لاَ وَهكَذَا لكِنْ إِنْ تَعَامَلْت مَعَهُ مِنْ خِلاَل الْمَسِيح سَيَكُون لِي أمَان مِنْ عَقْلِي وَهَوَايَ الشَّخْصِي لاَبُدْ أنْ يَتَعَامَلْ الخَادِم مَعَ المَخْدُوم مِنْ خِلاَل الْمَسِيح وَلَيْسَ أحَدٌ آخَر يَقُول القِدِّيسِينْ عَنْ الخَادِم أنَّهُ حَضْرَة شَفَّافَة مَاذَا تَعْنِي حَضْرَة شَفَّافَة ؟ تَعْنِي أنَّهُ يُرَى مِنْ خِلاَلُه الْمَسِيح أي نَرَى الْمَسِيح الَّذِي وَرَاؤه وَلاَ يَصِيرحَضْرَة مُعْتِمَة فَلاَ يُرَى الْمَسِيح مِنْ خِلاَلُه إِذاً هُوَ زُجَاج وَلَيْسَ خَشَبْ أرَى مِنْ خِلاَلُه قَلْب وَاسِعْ غِيرَة أمَانَة حُبْ لاَ يَكُنْ قَلْبُه ضَيِّق أوْ لَهُ جَمَاعَة مُخْتَارَة كَمَا يَقُول الكِتَاب وَكَمَا يُوصِي الكَاهِن فِي رِسَامَتِهِ لأِنَّ هذَا أمر يِتْعِبْ الخِدْمَة جِدّاً وَيُدَمِّرْهَا وَيِتْعِبْ النَّاس يُوصِي الكَاهِن فِي رِسَامَتِهِ { ألاَّ يَكُون لَكَ جَمَاعَة مُخْتَارَة } أي يَكُون لِلكُلَّ وَيُحِبْ الكُلَّ وَيَتَعَامَلْ مَعَ الكُلَّ عَلَى إِنَّهُمْ أوْلاَد الْمَسِيح وَلاَ يُفَرِّق بَيْنَهُمْ وَيَحْتَوِي ضَعَفَاتِهِمْ وَيَرْبُطْهُمْ بِالكَنِيسَة الجَسَدٌ الوَاحِدٌ الخَادِم عَلَيْهِ دُور كَبِير هُوَ تَوْحِيدْ أوْلاَدُه كُلُّهُمْ وَأنْ يَغَار عَلَيْهِمْ غِيرَة الرَّبَّ غِيرَة مُتَقِدَة نَار الخَادِم مَمْلُوء بِالرُّوح وَالرُّوح صِفَتُه أنَّهُ نَار وَصِفَة النَّار أنْ لاَ يَقِفْ أمَامَهَا شِئ وَلاَ شِئ يَتَحِدْ بِهَا إِلاَّ وَيَصِير نَار مِثْلَهَا أي لَوْ إِتَحِدِت بِالخَشَبْ يَصِير الخَشَبْ نَار مِثْلَهَا أي تُحَوِّل الشِئ إِلَيْهَا هكَذَا الخَادِم بِنُور وَحَرَارِة الله الَّتِي دَاخِلُه لاَ تَجْعَلُه يَتَمَثَّل بِسَلْبِيَات مَنْ حَوْلُه بَلْ نَار الله تَعْمَلْ فِيه لِذلِك الكَنِيسَة تُحَافِظْ عَلَى إِسْتِخْدَامْهَا لِلشَّمْع كَنَار وَلِلفَحْم المُتَقِدْ بِالنَّار فَتَجِدْ الشُّمُوع حَوْلَ المَذْبَح وَحَوْلَ الإِنْجِيل عِنْدَ قِرَاءَتُه نَار نُور الله وَكَلِمَة الله نَار آكِلَة نَار تُحَوِّلْنَا لِطَبْعُه فَتَصِير قُلُوبْنَا مُتَقِدَة نَار غِيرِة الخَادِم لاَبُدْ أنْ يَكُون عِنْدُه غِيرَة وَيَكُون قَلْبُه مُتَقِدْ نَار عَلَى أوْلاَدُه وَلِنَرَى غِيرِة بُولِس الرَّسُول غِيرَة مَا بَعْدَهَا غِيرَة عَلَى كُلَّ مَكَان يَذْهَبْ إِلِيه وَكُلَّ مَكَان يَسْمَعْ عَنْهُ يُرِيدْ أنْ يَذْهَبْ إِلِيه بُولِس الرَّسُول نَمُوذَج لِلغِيرَة الخَادِم لاَبُدْ أنْ يَكُون عِنْدُه نَفْس الغِيرَة نَحْو هذِهِ المَسْئُولِيَّة تَشْبِيه عَجِيب قَالَهُ القِدِيس إِغْرِيغُورْيُوس الكَبِير فِي كِتَابُه " الرِّعَايَة " يَقُول فِيه عِنْدَمَا يَتَوَفَّى الزُّوج فِي العَهْد القَدِيم يَتَزَوَج أرْمَلْتُه أقْرَب رَجُل لِهذَا الزُوج لِيُقِيمْ لِلمُتَوَفِي نَسْل وَيُسَمَّى الوَلِي الأوَّل لأِنَّهُ يُعْتَبَر لَحْمُه وَدَمُه وَعِنْدَمَا يَرْفُض الوَلِي الأوَّل الزَّوَاج مِنْ الأرْمَلَة يَتَحَوَّل الشَّرْع لِلرَّجُل الَّذِي يَلِيه فِي القَرَابَة وَيُسَمَّى الوَلِي الثَّانِي ثُمَّ الثَّالِث وَهكَذَا حَتَّى يَقْبَلْ أنْ يَقْتَرِنْ بِهَا وَلِي لِيُقِيمْ نَسْل لِلمُتَوَفِّي عِنْدَمَا يَرْفُض الوَلِي الأوَّل الزَّوَاج بِأرْمَلِة المُتَوَفِّي تَعْمَلْ مَعَهُ الأرْمَلَة حَرَكَة غِير لَطِيفَة وَهيَ أنْ تَبْصُق فِي وَجْهِهِ لِمَاذَا ؟ لأِنَّهُ تَرَكَهَا لِلأبْعَد وَكَأنَّهَا تَقُول لَهُ كُنْت أوْلَى بِك ثُمَّ يُؤخَذْ مِنْهُ نَعْلُه حَتَّى لاَ يَكُون لَهُ فِيمَا بَعْد حَقٌ فِي هذِهِ الأرْمَلَة أوْ فِي المِيرَاث وَيُسَمَّى بَيْتَهُ بَيْت مَخْلُوع النَعْل وَهذَا كَانَ يَحْدُث كَثِيراً فِي العَهْد القَدِيم وَلكِنْ أشْهَر أرْمَلَة كَانَتْ رَاعُوث الَّتِي رَفَضَهَا الوَلِي الأوَّل وَتَزَوَّجْهَا الوَلِي الثَّانِي الَّذِي هُوَ بُوعَز القِدِيس إِغْرِيغُورْيُوس الكَبِير يَقُول أنَّ هذِهِ المَرْأة هِيَ الكَنِيسَة وَعَرِيسْهَاهُوَ رَبَّنَا يَسُوع الَّذِي صُلِيَ عَلَى الصَّلِيب وَقُبِر وَقَام وَصَعَدْ وَتَرَكَ الكَنِيسَة وَنَسْلَهَا لَمْ يُكْتَمَلْ بَعْد تَرَكَهَا لإِخْوَتُه لِيُقِيمُوا مِنْهَا نَسْل الَّذِي لاَ يَتَحِدْ بِالكَنِيسَة لِيُقِيمْ نَسْل لأِخِيه يُبْصَق فِي وَجْهَهُ مِنْ الكَنِيسَة فِي الأبَدِيَّة وَتَقُول لَهُمْ الكَنِيسَة إِنِّي لاَ أعْرِفَكُمْ ( لو 13 : 25 )أنْتَ لَمْ تَقْتَرِنْ بِي لِتُكْمِل نَسْل زَوْجِي عَرِيسِي فَيَسُوع تَرَك لَنَا الكَنِيسَة وَجَسَدْهَا وَنَسْلَهَا لَمْ يُكْتَمَلْ وَمَازَالَ يُكْتَمَلْ فِينَا فِعْلاً نُلاَحِظْ أنَّ الكِتَاب يَقُول عَنْ الكَنِيسَة { وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ }( أع 2 : 47 ) وَنَحْنُ حَتَّى الآنْ نُعَلِّمْ أوْلاَدْنَا أنْ يَتُوبُوا لأِنَّهُ قَدْ إِقْتَرَبَ مَلَكُوت السَّموَات وَنُعَلِّمَهُمْ أنَّنَا إِمْتِدَاد لِمَلَكُوت الْمَسِيح عَلَى الأرْض وَإِنْ لَمْ نَفْعَلْ هذَا الدُور بِأمَانَة نَجِدْ لُوْم مِنْ الكَنِيسَة وَنُصْبِحٌ كَأنَّنَا رَافِضِينْ أنْ نُكْمِلْ نَسْل الْمَسِيح لِذلِك لِنَرَى كَمْ الغِيرَة وَإِحْسَاس المَسْئُولِيَّة الَّتِي لَنَا إِنْ أرَدْنَا تَلْخِيص دُور الخَادِم مَعَ المَخْدُوم فَهُوَ :- أ/ الصَّلاَة :- كَمَا قَالَ صَمُوئِيل النَّبِي { وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ }( 1صم 12 : 23 ) لَيْسَ مِنْ المُمْكِنْ أنْ أكُفْ عَنْ الصَّلاَة لأِجْلُكُمْ كَانَ الشَّعْب قَدْ طَلَبَ مَلِك يَمْلُك عَلَيْهِمْ مِثْلَ سَائِر الأُمَمْ فَقَالَ لَهُمْ الله سَأُعْطِيكُمْ مَلِك كَحَسَبْ إِرَادَتِكُمْ وَقَالَ لَهُمْ صَمُوئِيل النَّبِي نَعَمْ لَقَدْ طَلَبْتُمْ آخَر غَيْرِي لكِنِّي حَاشَاي أنْ أكُفْ عَنْ الصَّلاَة لأِجْلُكُمْ عَمَلْ الخَادِم أنْ لاَ يَكُفْ عَنْ الصَّلاَة لأِجْل المَخْدُومِينْ مَا مِقْدَار صَلَوَاتْنَا لأِجْل المَخْدُومِينْ ؟ كَثِيراً مَا نَشْكُوا أوْلاَدْنَا مِنْ ضَعَفَاتِهِمْ وَمَشَاكِلْهُمْ وَفَهَلْ صَلِّينَا لأِجْلُهُمْ ؟ الصَّلاَة مِنْ أجْل المَخْدُومِينْ مُهِمَة جِدّاً يَقُول أحَدٌ الأبَاء { لَيْتَنَا نَتَكَلَّمْ مَعَ يَسُوع عَنْ أوْلاَدْنَا أكْثَر مَا نَتَكَلَّمْ عَنْ يَسُوع مَعَ أوْلاَدْنَا }كَلِّمُه هُوَ عَنْهُمْ وَقُلْ لَهُ إِفْتَقِدْ فُلاَنْ يَارَبَّ وَاعْمَلْ مَعَ فُلاَنْ أنَا غِير قَادِر أنْ أجْعَلَهُمْ يُحِبُّوك فَإِجْعَلَهُمْ أنْتَ يُحِبُّوك أنْتَ الرَّاعِي الصَّالِحٌ إِنْ لَمْ تَحْرُس المَدِينَة فَبَاطِلاً حِرَاسَتِي لَهَا( مز 126 – مِنْ مَزَامِير الغُرُوب ) فَمَنْ يَحْرُسْهَا ؟ الله هُوَ العَامِلْ فِيكُمْ هُوَ القَادِر المُهِمْ أنْ نِرَاعِيه فِي خَدَمَاتْنَا إِطْرَح ضَعَفَات أوْلاَدَك أمَامُه وَثِقٌ أنَّهُ قَادِر أنْ يَعْمَلْ . ب/ الإِرْتِقَاء بِفِكْرُهُمْ وَرَغَبَاتِهِمْ :- هَلْ تُرِيدْ أنْ تُنَمِّي مَخْدُومِيك ؟ رَقِّي أفْكَارُهُمْ وَرَغَبَاتِهِمْ لاَ تَتْرُكَهُمْ بَلْ إِرْتَقِي دَائِماً بِهُمْ وَارْفَعْ مِنْ مُسْتَوَاهُمْ وَغَيَّر مِنْ عَقْلُهُمْ لَوْ تَرَكْنَا أنْفُسَنَا لِرَغَبَات الأوْلاَد وَأفْكَارِهِمْ سَنَجِدْ أنَّنَا لاَ نُفِيدَهُمْ فِي شِئ إِنْ جَلَسْت مَعَ مَجْمُوعَة لِتَعْرِف رَغَبَاتِهِمْ سَتَجِدْهُمْ يُرِيدُونَ اللِّعْب وَالتَّرْفِيه الإِكْل إِذاً ؟ وَتَجِدٌ دَائِماً رَغَبَاتِهِمْ الرُّوحِيَّة ضَعِيفَة وَقَلِيلَة لِذلِك عَلَى الخَادِم أنْ يُرَقِّي رَغَبَاتِهِمْ تَسْألْهُمْ إِلَى أيْنَ تُرِيدُون الرِّحْلَة ؟ يَقُولُون " دِيزْنِي لاَنْد " مَكَان مَلاَهِي نَعَمْ مِنْ وَاجِبِي أنْ أُوَفِّر لأِوْلاَدِي وَسَائِلْ التَّرْفِيه وَلكِنْ عَلَيَّ أيْضاً أنْ أرْتَقِي بِهُمْ وَأرْتَفِعْ أنْزِل لَهُمْ لأِرْفَعَهُمْ لأِنَّ هُنَاك قَاعِدَة تَقُول إِنْ تَرَكْت الأُمُور بِدُون ضَوَابِطْ تَجِدْ أنَّ مَنْ يَحْكُمْهَا هُمْ أدْنَى الفِئَات أي مَثَلاً فِي غَزْو أمَرِيكَا لِلعِرَاق عِنْدَ تَغْيِير القَادَة شَاعَ الفَسَاد لأِنَّ مَنْ يَحْكُمْ فِي غِيَاب القَادَة هُمْ أدْنَى فِئَة أيْضاً عِنْدَمَا جَاءَت المَرْأة لِيَسُوع وَسَكَبَتْ الطِيب زَرَعْ يَهُوذَا فِكْرَة أنَّ هذَا إِتْلاَف أمَّا بَاقِي التَّلاَمِيذْ تَقَمْقَمُوا أي أنْكَرُوا التَّصَرُّف وَاعْتَرَضُوا ( مت 26 : 8 ) عِنْدَمَا أتْرُك الأمر لِلقَاعِدَة العَامَّة نَجِدْ أنَّ الحَاكِمْ هُوَ أدْنَى مُسْتَوَى عِنْدَمَا يَتْرُك مُدَرِّس الفَصْل سَتَجِدْ الطَلَبَة يَفْعَلُون أشْيَاء غَرِيبَة وَتَجِدْ هَرَج وَمَرَج مَاذَا حَدَث ؟ أدْنَى مُسْتَوَى حَكَمْ الفَصْل لكِنْ عِنْدَمَا يَدْخُل المُدَرِّس الفَصْل مَرَّة أُخْرَى تَجِدْ أنَّ الأمر تَغَيَّر مَاذَا حَدَث ؟ إِرْتَقَى بِهُمْ صَارَ لَهُمْ هَدَف الخَادِم مُهِمِتُه أنْ يُرَقِّي رَغَبَات أوْلاَدُه وَأنْ يَرْتَقِي بِأفْكَارِهِمْ وَإِنْ هَيَّأ لَهُمْ تَرْفِيه لاَبُدْ أنْ يَكُون فِيه أُمُور رُوحِيَّة يُذَكِّرَهُمْ دَائِماً بِالأُمور الرُّوحِيَّة وَلاَ يَكُنْ بِالنِّسْبَة لَهُمْ مَصْدَر كَآبَة لاَ بَلْ يُرَاعِي أيْضاً أنَّهُمْ صِغَار وَلَهُمْ إِحْتِيَاجَات نَفْسِيَّة وَرُوحِيَّة لكِنْ لاَبُدْ أنْ يُوَفِّر لَهُمْ أُمُور رُوحِيَّة . ج/ مُتَابَعَة حَالَتُهُمْ الرُّوحِيَّة :- نَسْتَطِيعْ أنْ نَعْرِف الأُسْرَة الَّتِي بِهَا خِدْمَة مِنْ الَّتِي لَيْسَتْ بِهَا خِدْمَة كَيْفَ ؟ أحْيَاناً يَشْعُر الكَاهِن أنَّهُ يَفْعَل كُلَّ شَيْء لِلمَخْدُوم فَأيْنَ إِذاً دُور الخَادِم ؟ قَدْ نَجِدْ أوْلاَد وَبَنَات يَقُولُون أنَّ الخِدْمَة عَمَلِتْ لَهُمْ مُسَابَقَة فِي سِفْر مِنْ أسْفَار الكِتَاب وَإِنْ طَلَبْ الأب الكَاهِن مِنْ المَخْدُوم أنْ يَقْرَأ شَيْء مُعَيَّنْ فِي الكِتَاب يَقُول لَهُ المَخْدُوم أنَّهُ مَشْغُول فِي بَحْث فِي العَقِيدَة وَمُسَابَقَة فِي أحَدٌ الأسْفَار وَ يَشْعُر بِذلِك الكَاهِن أنَّ الخِدْمَة نَشِيطَة وَتَعْمَل وَمُهْتَمَّة بِالمَخْدُومِين أمَّا الخِدْمَة الَّتِي لاَ تَعْمَل تَجِدٌ أنَّ أب إِعْتِرَاف المَخْدُوم يَكُون خَادِم وَأب إِعْتِرَاف فِي نَفْس الوَقْت لاَبُدْ لِلخِدْمَة أنْ تُتَابِعْ المَخْدُوم رُوحِيّاً وَتَعْمَل عَلَى تَحْفِيظ الألْحَان وَالتَّرَانِيمْ وَتُقِيمْ أنْشِطَة وَدِرَاسَات وَتَحْفِيظ قِبْطِي هذَا دُور الخِدْمَة لاَبُدْ أنْ يَتَحَمَس قَلْبِنَا عَلَى أوْلاَدْنَا مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول يَقُول { لَمْ أُؤَخِّرْ شَيْئاً مِنَ الْفَوَائِد إِلاَّ وَأَخْبَرْتُكُمْ وَعَلَّمْتُكُمْ بِهِ } ( أع 20 : 20 ) أي لاَ يُوْجَدٌ شَيْء يَهِمُكُمْ وَيَفِيدُكُمْ إِلاَّ وَأخْبَرْتُكُمْ بِهِ . د/ إِمْتِلاَء الخَادِم مِنْ أجْل مَخْدُومِيه :- كَمَا قَالَ بُولِس الرَّسُول { اعْكُفْ عَلَى الْقِرَاءَةِ وَالْوَعْظِ وَالتَّعْلِيمِ } ( 1تي 4 : 13)لاَبُدْ أنْ يَكُون لِلخَادِم جَلَسَات خَاصَّة لإِمْتِلاَئِهِ الشَّخْصِي الَّذِي يَمْتَلِئ يَعْرِف أنْ يُعْطِي وَيَفِيض الَّذِي تَذَوَّق إِنْجِيلُه يُرِيدْ أنْ يَتَذَوَقُه أوْلاَدُه وَالَّذِي تَذَوَّق جَمَال الألْحَان وَالقُدَّاس يَشْتَاق أنْ يَتَمَتَّعْ أوْلاَدُه بِمَا تَمَتَّعْ هُوَ بِهِ هذَا دُور الخَادِم أنْ يَكُون دَائِماً فِي عِلاَقِة مِلْء وَفِي دِرَاسَة دَائِمَة دَائِمْ التَّنْقِيب فِي المَكْتَبَات وَسَمَاع العِظَات هذَا بِلاَ شَك يَنْطَبِعْ عَلَى أوْلاَدُه وَإِحْذَر أنْ تَتَخَيَّل أنَّ الأوْلاَد لَنْ يَسْتَطِيعُوا أنْ يَفْرِزُوا مَنْ يُفِيد مِمَّنْ لاَ يُفِيد وَلِكَيْ لاَ يَكُون هُنَاك حَرَج إِنْ كُنْتَ تَتَعَامَل مَعَ مَخْدُوم لَيْسَ بَيْنَك وَبَيْنُه رَسْمِيَات مَثَلاً أخ صَغِير وَإِسْألُه سَيَقُول لَك أنَّ الخَادِم فُلاَن نُحِبْ أنْ نَسْتَمِعْ لَهُ لأِنَّهُ يُفِيد وَيَجْذِب بَيْنَمَا سَائِر الخُدَّام لَيْسَ بَيْنَهُمْ فُرُوق وَلاَ يَتَأثَّر بِهُمْ لِمَاذَا هذَا الخَادِم يُفِيد وَيَجْذِب ؟ بِالطَّبْع لأِنَّ هذَا الخَادِم بِهِ رُوح وَيُحِبْ كَلِمَة الله لاَ يُمْكِنَنِي أنْ أُفِيدْ أوْلاَدِي بِشَيْء إِلاَّ إِذَا إِخْتَبَرْت هذَا الشِئ وَعَرَفْتُه وَكَمَا يَقُول الكِتَاب{ تَعَالَ وَانْظُرْ } ( يو 1 : 46 ) عِنْدَمَا أعْرِف وَأتَذَوَق عِنْدَئِذٍ أسْتَطِيعْ أنْ أقُول " تَعَالَ وَانْظُرْ " يُوْجَدٌ خَادِم مُنْتَبِه لأِوْلاَدُه وَيَعْرِف مَنْ مِنْهُمْ لَمْ يَعْتَرِف مِنْ فِتْرَة وَمَنْ لَمْ يَتَنَاوَل مِنْ فِتْرَة وَيُشَجِّعْ وَيُحَفِّز وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَلَى الآخَر كَيْ يُشَجِّعُه وَيُوَثِّر عَلِيه هذَا خَادِم وَاعِي لاحْتِيَاجَات أوْلاَدُه . هـ/ العَمَل الفَرْدِي :- لاَبُدْ أنْ يَهْتَمْ الخَادِم بِالعَمَل الفَرْدِي وَيُلاَحِظْ المُشْكِلَة وَالسُلُوك الفَرْدِي وَالضَّعْف الفَرْدِي وَيُلاَحِظْ أنَّ هذَا المَخْدُوم قَدْ دَخَلَ لَهُ فِكْر جَدِيد غَرِيبْ أوْ هذِهِ الفَتَاة صَارَت مَلاَبِسْهَا مُخْتَلِفَة عَمَّا قَبْل أوْ تَغَيَّر شَكْلَهَا مِمَّا يَدُل عَلَى أنَّ حَيَاتْهَا دَخَلْهَا شِئ غَرِيبْ لِذلِك الخِدْمَة الفَرْدِيَّة مُهِمَّة الْمَسِيح لَهُ المَجْد كَانَ يَهْتَمْ بِالجَمَاعَة وَالشَّعْب وَالفَرْد كَانَ يَهْتَمْ بِجَمَاعِة التَّلاَمِيذ كَانَ خَادِم جَمَاعِي وَخَادِم فَرْدِي إِنْ أرَدْنَا أنْ نَرَى نَمَاذِج خَدَمْهَا السَيِّدْ الْمَسِيح نَجِدُه كَثِيراً مَا إِنْفَرَدٌ بِنِيقُودِيمُوس وَانْفَرَدٌ بِزَكَّا وَبُطْرُس كَانَ لَهُ إِنْفِرَادَات عَدِيدَة أيْضاً فِي نَفْس الوَقْت يَنْجَح فِي خِدْمِة مَجْمُوعَات عَدِيدَة هذَا هُوَ الخَادِم يَهْتَمْ بِفَرْدٌ فَرْدٌ وَيَنْجَح فِي خِدْمِة المَجْمُوعَة وَيَعْرِف إِحْتِيَاجَات كُلَّ إِنْسَان وَيَشْعُر أنَّ كُلَّ إِنْسَان لَهُ قِيمَة وَلَهُ دُور وَيَعْرِف رَغَبَات أوْلاَدُه وَيَعْرِف كَيْفَ يُحَقِّقْهَا لَهُمْ الخِدْمَة الفَرْدِيَّة أمر مُهِمْ الخَادِم يَعْرِف مَوَاهِبْ أوْلاَدُه وَيَعْرِف كَيْفَ يُوَظِّفْهَا وَيُصَلِّي مِنْ أجْلُهُمْ وَيَرْتَقِي بِأفْكَارْهُمْ وَيُتَابِعْ حَيَاتْهُمْ الرُّوحِيَّة . و/ الإِفْتِقَادٌ الدَّائِمْ :- لاَبُدْ أنْ يَكُون الخَادِم مُفْتَقِدٌ إِحْذَر أنْ تَكْتَفِي بِمَا تَقُولُه لأِوْلاَدَك فِي مَدَارِس الأحَد إِحْذَر أنْ تَكْتَفِي بِأنَّ المَخْدُوم يَأتِي إِلَيْكَ لاَ لاَبُدْ أنْ تَفْتَقِدُه المَخْدُوم يَأتِي إِلَيْكَ فِي مَدَارِس أحَدٌ هذَا أمر لَهُ مَعْنَى جَمِيلٌ لكِنْ أنْ تَذْهَبْ أنْتَ لَهُ فَهذَا لَهُ مَعْنَى أجْمَلٌ قَدْ تَقُول أنَا هُوَ أنَا وَمَا سَأقُولُه لَهُ فِي الإِفْتِقَادٌ أقُولُه لَهُ فِي الكَنِيسَة أقُول لَك لاَ الأمر يَخْتَلِف عِنْدَمَا أتَكَلَّمْ مَعَهُ فِي بَيْتُه أوْ حُجْرِتُه فَهذَا أمر لَهُ مَعَانِي خَاصَّة جَمِيلَةٌ لأِنَّنَا لاَ نَنْقِلْ مَعْلُومَات بَلْ نَنْقِلْ رُوح وَحَيَاة كُون إِنِّنَا نِذْهَبْ إِلَى المَخْدُوم حَتَّى عِنْدُه فَهذَا أمر لَهُ مَعْنَى وَقِيمَة وَمَحَبَّة وَاهْتِمَام دُور الخَادِم مَعَ المَخْدُوم مَوْضُوع مُهِمْ لاَبُدْ أنْ تَعْرِف مَسِئُولِيِتَك أنَّكَ تُرَبِّي جِيل وَتُنْشِئ كَنِيسَة نَحْنُ نُرِيدْ أنْ يَكُون كُلَّ وَاحِدٌ مِنْ مَخْدُومِينَا عَمُودٌ فِي الكَنِيسَة لأِنَّ هؤُلاَء المَخْدُومِين هُمْ مُسْتَقْبَل الكَنِيسَة إِنْ عَاشَرْت خُدَّام لَهُمْ فِتْرَة فِي الخِدْمَة سَتَرَى ظَاهِرَة وَاضِحَة وَعَجِيبَة جِدّاً وَهيَ أنَّ الأجْيَال تَضْعُفْ وَسَيَقُولُون لَك أنَّ الأجْيَال الَّتِي تَرَبَّتْ فِي الكَنِيسَة مِنْ عِشْرِين سَنَة غِير الأجْيَال الَّتِي تَرَبَّتْ فِيهَا مِنْ عَشَر سَنَوَات غِير الأجْيَال الَّتِي تُرَبِّي الآنْ غِير الأجْيَال الَّتِي سَتَأتِي مُسْتَقْبَلاً ظَاهِرَة صَعْبَة جِدّاً أنَّ الأجْيَال تَضْعُف الأمر فِي إِنْحِدَار بِالطَّبْع الضُغُوطْ تَتَزَايَدْ وَالتَّحَدِّي العِلْمَانِي يَتَزَايَدْ وَالتَّطَوُر يَتَزَايَدْ التَّطَوُر الَّذِي كَانَ يَحْدُث فِي عِشْرِين سَنَة صَارَ يَحْدُث فِي سَنَتَيْن أي أنَّ السَنَة صَارَتْ تُسَاوِي عَشَر سَنَوَات قَدِيماً كُنَّا نَصْرُخ مِنْ التِلِيفِزْيُون وَنَشْكُو مِنْهُ الآنْ نَشْكُو مِنْ الدِّش وَالكُمْبِيُوتَر وَالإِنْتَرْنِتْ الأمر صَارَ مُعَقَدْ أكْثَر مِمَّا قَبْل فَقَدْ أصْبَحَتْ القَنَوَات الأُولَى وَالثَّانِيَة لِلتِلِيفِزْيُون العَادِي مَلاَئِكَة بَيْنَمَا كُنَّا قَدِيماً نَصْرُخٌ مِنْهُمَا هذَا يُعْلِنْ أنَّ التَّحَدِّي يَتَزَايَدْ وَيُؤَدِي إِلَى مَزِيدْ مِنْ الضَّعْف مُنْذُ سَنَوَات كَانَ ثَمَنْ الدِّش يَتَعَدَّى الألْف مِنْ الجُنَيْهَات الآنْ صَارَ ثَمَنُه بَسِيطْ وَفِي مُتَنَاوِل يَدْ الجَمِيعْ وَالأمر يَتَزَايَدْ تَعْقِيدْ فَهُنَاك الأُورُوبِّي وَهُنَاك أكْثَر مِنْ أرْبَعَة آلاَف قَنَاة فِي مُتَنَاوَل يَدَك تَخْتَار مِنْهُمْ كَمَا تَشَاء عَجِيبْ هذَا التَّحَدِّي وَإِنْ لَمْ يُقَابِلْنَا الآنْ سَيُقَابِلْنَا السَنَة القَادِمَة وَالَّتِي تَلِيهَا وَمَاذَا نُرِيدْ مِنْ أوْلاَدْنَا وَأمَامَهُمْ هذَا التَّحَدِّي ؟ هذَا الأمر يَحْتَاجٌ إِلَى أوْلاَد مُشَبَّعِين بِرَبِّنَا جِدّاً لاَبُدْ أنْ يَكُون الوَلَد شَبْعَان بِالله وَبِحُبُّه كَيْ يَعْرِف كَيْفَ يَدُوس كَيْ يَسْتَطِيعْ أنْ يَقُول لِهذَا الأمر لاَ وَلِذلِك المَسْئُولِيَة الَّتِي عَلَيْنَا كَبِيرَة جِدّاً . 3/ عِلاَقِة الأب الكَاهِن وَأمِين الخِدْمَة وَالخَادِم :- ثَلاَثَة مَحَاوِر رَئِيسِيَّة هُمْ :- أ/ الأب الكَاهِن:- الله إِئْتَمَنْ الكَاهِن عَلَى الكَنِيسَة إِذاً هُوَ أمِين وَقَدْ أعْطَاه الله هذِهِ النِّعْمَة وَالكَهَنُوْت لَيْسَ لِلسُلْطَة بَلْ لِلمَسْئُولِيَّة وَنَسْتَطيعْ أنْ نَقُول عَنْ الكَاهِن أنَّهُ شَفِيع " `precbuteroc " تَعْنِي " شَفِيعْ " شَفِيعْ أمَام الله يَرْفَعْ قَلْبُه وَيَدِيه وَيَصْرُخٌ لله عَنْ شَعْبُه أيْضاً الكَاهِن وَكِيل عَلَى أسْرَار الله أُؤتُمِنْ عَلَى أسْرَارُه وَهُوَ لَيْسَ صَاحِبْهَا بَلْ وَكِيل عَلَيْهَا دُور الكَاهِن تَدْبِير وَرِعَايَة وَصَلاَة دُورُه أنْ يَحْتَضِنْ أوْلاَدُه وَلاَ يَطْلُبْ الكَرَامَة بَلْ الخِدْمَة رَغْم أنَّ القِدِيس أُغُسْطِينُوس كَانَ أُسْقُفاً إِلاَّ أنَّهُ كَانَ يَطْلُبْ طِلْبَة رَائِعَة يَقُول فِيهَا { أطْلُبْ إِلِيك مِنْ أجْل سَادَتِي عَبِيدَك } كَانَ يَتَعَامَلْ مَعَ مَخْدُومِيه عَلَى أنَّهُمْ سَادَتُه الكَاهِن خَادِم يَطْلُبْ مِنْ أجْل سَادَتُه عَبِيدُه الكَاهِنْ أيْضاً مُؤتَمَنْ عَلَى جَمَاعَة كَبِيرَة هُوَ أيْضاً بَشَر وَلَيْسَ مِنْ عَجِينَة أُخْرَى وَمِنْ رَحْمِة الله أنَّهُ عِنْدَمَا أرَادَ أنْ يَخْدِمْنَا خَدَمْنَا بِبَعْضِنَا البَعْض حَتَّى عِنْدَمَا يَكُون لِلكَاهِن ضَعَفَات نَقُول أنَّهُ بَشَر وَعِنْدَمَا يَكُون لَهُ إِرْتِقَاء نَقُول المَجْدُ لَك يَا الله لأِنَّكَ تَرْفَعْ البَشَر الكَاهِن نَمُوذَج مِنْ طَبْعُهُمْ كَمَا كَانَ الْمَسِيح عِنْدَمَا إِفْتَقَدْنَا أخَذَ شَكْلِنَا وَصَارَ كَوَاحِدٌ مِنَّا لِذلِك الكَاهِن خَادِم لِلشَّعْب وَمِنَ الشَّعْب هذِهِ النُقْطَة مُهِمَّة وَكَمَا يَقُول مَارِأفْرَآم { إِعْطِ الكَرَامَة اللاَّئِقَة لِلكَاهِن كَوَكِيل لأِسْرَار الله وَلاَ تَتَأمَّل فِي أعْمَالُه لأِنَّهُ مِنْ حِيثْ أعْمَالُه هُوَ إِنْسَان وَمِنْ حِيثْ دَرَجْتُه مَلاَك وَبِالرَّحْمَة صَارَوَسِيطْ بَيْنَ الله وَالنَّاس }أي لاَ تَتَأمَّل عَمَلُه لأِنَّهُ بِالرَّحْمَة وَلَيْسَ بِالإِسْتِحْقَاق صَارَ وَسِيطْ عِنْدَمَا إِخْتَارَ الله سِبْط لاَوِي مِنْ وَسَط الأسْبَاط لإِقَامِتْهُمْ كَهَنَة لَمْ يَكُنْ لإِسْتِحْقَاقِهِمْ بَلْ هُمْ مِثْل سَائِر الأسْبَاط لكِنَّهُ إِخْتَارَهُمْ لِيُقَدِّمُون ذَبِيحَة كَهَنُوت العَهْد الجَدِيد مُخْتَلِف فَقَدْ قَالَ الله لَنْ أخْتَار سِبْط بَلْ سَأخْتَار أُنَاس مُفْرَزِينْ لِهذِهِ الخِدْمَة الكَاهِن كَاهِن لأِجْل الكُلَّ وَلأِجْل الفَرْدٌ وَقَدْ نَتَخَيَّل أنَّ الكَاهِن لَيْسَ لَهُ شَعْب وَكُلَّ فَرْدٌ يُرِيدْ الكَاهِن لَهُ وَحْدُه وَعِنْدُه أمر وَيُرِيدْ أنْ يَكُون إِهْتِمَام الكَاهِن بِمَوْضُوعُه فَقَطْ الَّذِي عِنْدُه مُشْكِلَة أوْ أمر إِرْتِبَاطْ أوْ يُرِيدْ أنْ يَكُون الكَاهِن لَهُ وَحْدُهٌ لاَ كُون أنَّ الرِّعَايَة تَتَطَلَّبْ مِنْ الكَاهِن أنْ يَكُون عَلَى مَجْمُوعَة وَلَيْسَ فَرْدٌ بَلْ عَلَى مَجْمُوعَات كَبِيرَة جِدّاً لِذلِك لاَبُدْ أنْ نَفْهَمْ ذلِك حَتَّى لاَ يَصِير بَيْنَنَا وَبَيْنَ الكَاهِن تَعَبْ الكَاهِن إِسْمُه " أبُونَا " أي لِجَمَاعَة أي لَنَا كُلِّنَا . ب/ أمِين الخِدْمَة :- عَمَل أمِين الخِدْمَة تَنْظِيمْ وَتَرْتِيبْ الطَّاقَات يُشَجِّعْ وَيُدَبِّر وَيُوَظِّفْ الطَّاقَات يُتَابِعْ وَيُوَجِّه لاَ يُفَضِّل أحَدٌ عَنْ أحَدٌ يَسْعَى لارْتِقَاء الخِدْمَة لِمَجْد الْمَسِيح وَيَضَعْ خِطَطْ طَوِيلَة الأجَل وَقَصِيرَة الأجَل وَيُتَابِعْ الحَالَة الرُّوحِيَّة لِلخُدَّام بِحُبْ كَأخ وَلَيْسَ بِسُلْطَة وَلاَ يَتَكَلَّمْ بِإِسْلُوب مَتَى اعْتَرَفْت آخِر مَرَّة ؟ مَتَى تَنَاوَلْت آخِر مَرَّة ؟ أنْتَ لَنْ تَنْفَعْ لاَ هذَا أُسْلُوب لاَ يَلِيقٌ أنْ يَتَكَلَّمْ بِهِ أمِين خِدْمَة مَعَ الخُدَّام لكِنْ دُور الأمِين أنْ يَقْتَرِب إِلَى الخُدَّام بِكُلَّ مَحَبَّة وَاتِضَاع وَيُشَجِّعَهُمْ أيْضاً أمِين الخِدْمَة حَلَقِة وَصْل مَعَ الكَاهِن يَنْقِل لَهُ رَغَبَات الخُدَّام إِنْ كَانُوا يُرِيدُون رِحْلَة أوْ يُوْم رُوحِي أوْ يَسْمَعْ التَوْجِيهَات وَيَقْبَلْهَا وَيَنْقِلْهَا لِلخُدَّام وَيُنَسِّقٌ مَعَ الخُدَّام وَيَضَعْ فُرَص إِلْتِقَاء الكَاهِن بِالخُدَّام وَلاَ يُقِيمْ فَجْوَة بَيْنَ الكَاهِن وَالخُدَّام بَلْ بِالعَكْس يُقَرِّبْ المَسَافَة بَيْنَهُمْ لاَالمَفْرُوض أنْ يُوَفِّقٌ بَيْنَ الكَاهِن وَالخُدَّام لِيُسْرِع لِلبُنْيَان حَتَّى وَإِنْ كَانَ لِلكَاهِن رَأي مُعَيَّنْ فِي أحَدٌ الخُدَّام لاَ يَقُلْ الأمِين لِلخَادِم أنَّ مَنْ قَالَ هذَا هُوَ أبُونَا وَيَتْرُك الأمر هكَذَا فَتَتَوَتَّر العِلاَقَة بَيْنَ الكَاهِن وَالخَادِم لاَ حَتَّى وَإِنْ كَانَ هذَا رَأي الكَاهِن لاَ يَقُولُه الأمِين لِلخَادِم بِإِسْلُوب بِهِ تَجْرِيحٌ أوْ إِهَانَة . ج/ الخَادِم :- عَلَى الخَادِم أنْ يَعْرِض أفْكَارُه بِكُلَّ حُبْ وَاتِضَاع فِي إِجْتِمَاعَات الخِدْمَة لاَبُدْ أنْ يُفَكِّر الخَادِم فِي أوْلاَدُه وَسَائِر أوْلاَدٌ الخِدْمَة وَهذِهِ نُقْطَة قَدْ لاَ نَرَاهَا فَنَحْنُ أحْيَاناً نُفَكِّر فِي أوْلاَدْنَا بِمَعْزَل عَنْ سَائِر المَخْدُومِين وَكَأنَّ الخِدْمَة لَيْسَ بِهَا سِوَى أُسْرِتِي وَلكِنِّي دَائِماً أقُول لَيْتَنَا نَتَخَلَّص مِنْ اليَاء( ي ) أي أُسْرِتِي خِدْمِتِي كِنِيسْتِي أوْلاَدِي هذِهِ اليَاء مُتْعِبَة نَحْنُ الآنْ فِي صُوْم الرُّسُلٌ وَالرُّسُلٌ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ حَرْف اليَاء هذَا وَنَحْنُ نَصُوْم صَوْمَهُمْ كَيْ نَتَخَلَّص مِنْ اليَاء كَيْ يَقِفْ كُلَّ وَاحِدٌ فِي بَيْتِهِ يُصَلِّي مِنْ أجْل الخِدْمَة فِي العَالَمْ كُلُّه نَحْنُ رُسُلٌ وَكُلَّ صُوْم فِي الكِنِيسَة لَهُ مَعْنَى صُوْم الرُّسُلٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَعْنَى سَيَصِير أثْقَل الأصْوَام لِمَاذَا نَصُومُه ؟ لأِنَّهُ صُوْم لأِجْل إِنْتِشَار مَلَكُوت الله وَالخِدْمَة فِي كُلَّ مَكَان كَيْ يُحْيِي الله كَلِمَتُه فِي كُلَّ الأرْض وَيَمْتَدْ مَلَكُوتُه لِذلِك لاَبُدْ أنْ يَكُون لَنَا هَدَف لأِصْوَامْنَا لَيْتَنَا نَتَخَلَّص مِنْ اليَاء ( ي ) وَدَائِماً الإِنْسَان يَنْحَاز لأِي شِئ يَعْمَلُه وَيَتَخَيَّل أنَّ هذَا أجْمَل وَأفْضَل شِئ فِي كُلَّ الدُنْيَا الخَادِم عَلَيْهِ أنْ يَنْظُر لِلآخَرِينْ فِي أي شِئ يَعْمَلُه وَلاَ يَنْظُر لِخِدْمِتُه فَقَطْ أوْ أُسْرِتُه فَقَطْ لاَبُدْ أنْ يَخْضَعْ الخَادِم لِلتَّوْجِيهَات وَيَعْمَل فِي ظِلْ الرُّوح الوَاحِدَةٌ مَعَ إِخْوَتُه الخُدَّام وَمَعَ الأمِين وَمَعَ الكَاهِن لاَبُدْ أنْ يُشَارِك الخَادِم المَجْمُوعَة وَيُوَاظِبْ عَلَى اجْتِمَاع الصَّلاَة وَاجْتِمَاع الخِدْمَة هُنَاك خُدَّام تَعَوَّدُوا عَلَى عَدَم حُضُور اجْتِمَاع الخِدْمَة أوْ اجْتِمَاع الصَّلاَة أوْ الكَلِمَة الإِفْتِتَاحِيَّة وَيَأتُونَ عَلَى مِيعَاد أُسَرِهِمْ مُبَاشَرَةً وَيَقُولُون كَلِمَات الدَرْس وَبَعْدَهَا قَدْ يَقُول أحَدُهُمْ لأِوْلاَدُه أنَّهُ مَثَلاً فِي يُوْم الإِثْنِين القَادِم سَيَقُوم بِرِحْلَة لِدِير مَارِمِينَا وَلأِنَّهُ لَمْ يُنَسِّقٌ مَعَ الخِدْمَة لأِنَّ إِعْتِقَادُه أنَّ لاَ أحَدٌ يُفَكِّر فِي الخِدْمَة سِوَاه وَلاَ يَعْرِف إِنْ كَانَتْ الخِدْمَة تَقُوم بِنَشَاط مُعَيَّنْ أوْ مَهْرَجَانَات أوْ .أم لاَ هذِهِ الأُمور تَحْتَاج أنْ يُفَكِّر بِهَا المَجْمُوعَة وَصَعْب أنْ يَعْمَل الخَادِم بِمَعْزَل عَنْ إِخْوَتُه إِنْ كَانَ مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول ذَهَبَ لِيَسْتَشِير المُعْتَبِرِينْ أعْمِدَة فِي الكَنِيسَة وَعَرَض عَلَيْهِمْ إِنْجِيلُه وَكِرَازَتُه وَفِكْرُه عَرَض ذلِك كُلُّه عَلَى بُطْرُس وَيَعْقُوب وَيُوحَنَّا وَقَالَ { لِئَلاَّ أَكُونَ أَسْعَى أَوْ قَدْ سَعَيْتُ بَاطِلاً }( غل 2 : 2 ) إِنْ كَانَ إِنْجِيلِي وَكِرَازْتِي مُوَافِقَة لِفِكْر الكَنِيسَة فَهذَا جَيِّدٌهذَا إِنْسَان يَخْدِم بِأُسْلُوب بِهِ المَجْد لِمَلَكُوت الله رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

الخادم إنجيل معاش

بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِدٌ أمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الأنْ وَكُل أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا أمِين  نَقْرأ مَعاً آيَتَيْن لِبُولِس الرَّسُول لِتِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُس بَرَكَاتُه عَلَى جَمِيعْنَا أمِين .. ﴿ لاَ يَسْتَهِنْ أحَدٌ بِحَدَاثَتِكَ بَلْ كُنْ قُدْوَةً لِلمُؤْمِنِينَ فِي الكَلاَمِ فِي التَّصَرُّفِ فِي المَحَبَّةِ فِي الرُّوحِ فِي الإِيمَانِ فِي الطَّهَارَةِ ﴾ ( 1تي 4 : 12 ) & ﴿ وَأمَّا أنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي وَسِيرَتِي وَقَصْدِي وَإِيمَانِي وَأنَاتِي وَمَحَبَّتِي وَصَبْرِي وَاضْطِهَادَاتِي وَآلاَمِي ﴾ ( 2تي 3 : 10 – 11 ) .. نِعْمَة الله الآب تَحِل عَلَى أرْوَاحْنَا جَمِيعاً أمِين .  الخَادِم إِنْجِيل مُعَاش .. الخَادِم إِنْجِيل مَفْتُوح .. الخَادِم وَصِيَّة مُتَحَرِّكَة .. الخَادِم قُوِّة حَيَاة أكْثَر مِنْهُ قُوِّة مَعْرِفَة أوْ مَعْلُومَات .. لِذلِك سَوْفَ نَتَحَدَّث عَنْ ثَلاَث نِقَاط :0 (1) التَّعْلِيم بِالحَيَاة : =========================  يَعْنِي لاَ فَائِدَة مِنْ كَلاَم دُونَ حَيَاة .. لاَ فَائِدَة مِنْ مَعْلُومَات دُونَ تَطْبِيق .. لاَ فَائِدَة مِنْ إِنِّي أكُون كَثِير المَعْرِفَة وَقَلِيل الفِعْل .. لِذلِك يَقُول ﴿ وَأمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوت السَّموَات ﴾ ( مت 5 : 19) .. فَأنَّهُ ذَكَرَ هُنَا * عَمَلَ * الأوِّل .. فَالأهَمْ هُنَا هُوَ العَمَل أهَمْ مِنْ التَّعْلِيم لأِنَّ التَّعْلِيم سَهْل .. هُوَ تَلْقِين .. مِنْ المُمْكِنْ أنَّ أي شَخْص يَقْرأ مَوْضُوع وَيِسَمَّعُه .. فَمَثَلاً مُمْكِنْ أطْلُب مِنْ أي شَخْص أنْ يِحَضَّر مَوْضُوع عَنْ الصَّلاَة فَيَقُول .. مَا هِيَ الصَّلاَة ؟ فَيَرُدٌ * الصَّلاَة * هِيَ إِتِصَال بِالله وَهيَ حَدِيث خَفِي .. شُرُوط الصَّلاَة ؟ فَيَرُدٌ 1/ ..... ، 2/ ..... ، 3/ ..... .. فَمَا هِيَ المُشْكِلَة أنْ يَقُوم شَخْص بِقِرَاءِة مَوْضُوع مِنْ أي مَكَان وَيُلَقِّنُه لِلأوْلاَدٌ .. فَيَقُول ﴿ مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ ﴾ .  نُلاَحِظْ أنَّ الجُزْء الَّذِي قَرَأنَاه لِمُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول لِتِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُس يَقُول ﴿ أنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي وَسِيرَتِي ﴾ .. * سِيرَتِي * أي * حَيَاتِي * .. يَقْصِدٌ أنْ يَقُول أنْتَ رَأيْت حَيَاتِي عَامْلَه إِيه وَعَاشِرْتِنِي .. فَمَا رَأيُكُمْ إِذَا كَانَ عَاشَ تِيمُوثَاوُس الرَّسُول وَرَأى بُولِس الرَّسُول يَكْرِز وَيُخْبِر بِرَبِّنَا يَسُوع وَلكِنْ لاَ يَرَى حَيَاتُه مُنْضَبِطَة وَلاَ يَعِيش حَيَاة الإِنْجِيل وَيَرَى أنَّهُ إِنْسَان شَهْوَانِي وَغَضُوب .. وَأنَّهُ إِنْسَان مُحِبْ لِلمَال وَلَيْسَ لَدَيْهِ مَحَبَّة وَيُحِبْ ذَاتُه ؟ لكِنْ بُولِس غَيْر هذَا .. فَقَالَ لِتِيمُوثَاوُس ﴿ أنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي وَسِيرَتِي ﴾ .. أنْتَ رَأيْت كُل شِئ .  إِنِّي أُرِيدْ أنْ أقُول لَكُمْ شِئ مُهِمْ يَا أحِبَّائِي .. إِذَا سَألْتُكُمْ مَا قَصْد رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح مِنْ تَجَسُّدِهِ ؟ فَيَكُون رَدُّكُمْ الخَلاَص وَالصَّلِيب وَالفِدَاء .. فَإِنِّي أقُول لَكُمْ أنَّ هذَا هَدَف لكِنْ هُنَاك شِئ مُهِمْ جِدّاً رَبِّنَا جَاءَ عَلَشَانُه .. فَهُوَ هَدَف مُهِمْ جِدّاً وَهُوَ أنَّهُ يَكُون نَمُوذَج لِلإِنْسَان .. فَيَقُول مُعَلِّمْنَا بُطْرُس ﴿ تَارِكاً لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ ﴾ ( 1بط 2 : 21 ) .. فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح جَاءَ فِعْلاً لِكَيْ يَصْنَع الفِدَاء .. فَكَانَ مِنْ المُمْكِنْ أنْ يَنْزِل مِنْ سَمَاه فَيَأتِي بِطَريقَتُه لأِنَّهُ إِله .. مُمْكِنْ مَثَلاً يَأتِي اليُوْم صَبَاحاً وَيُصْلَب بَعْد الظُّهْر وَيُنْهِي عَمَلِيِة الفِدَاء فِي خِلاَل أُسْبُوع مَثَلاً وَبِهذَا يَكُون تَمَّ الفِدَاء لكِنْ لأ .. لكِنُّه ﴿ حَلَّ بَيْنَنَا وَرَأيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ ﴾ ( يو 1 : 14) .. ﴿ الَّذِي سَمِعْنَاهُ الَّذِي رَأيْنَاهُ بِعُيُونِنَا الَّذِي شَاهَدْنَاهُ وَلَمَسَتْهُ أيْدِينَا مِنْ جِهَةِ كَلِمَة الحَيَاة ﴾ ( 1يو 1 : 1)  رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح بِشَخْصُه المُبَارَك لَمَّا جَاءَ عَلَى الأرْض جَاءَ لِكَيْ يُعَرِّفْنَا كَيْفَ نَسْلُك فِي العَالَمْ .. وَكَيْفَ نَسْلُك عَلَى الأرْض .. وَكَيْفَ نَسْلُك فِي المُجْتَمَع .. كَيْفَ نَتَعَلَّمْ المَحَبَّة .. وَكَيْفَ نَتَعَلَّمْ مَحَبِّة الأعْدَاء .. وَكَيْفَ نَعِيش فِي طَهَارَة وَقَدَاسَة .. وَكَيْفَ نَتَعَامَل مَعَ الخَاطِئ وَالمُتَوَانِي .. وَكَيْفَ نُقَدِّس كُل أحَدٌ .. وَكَيْفَ تُقَدِّس المُجْتَمَع بِسِيرْتُه وَحَيَاتُه تَارِكاً لَنَا مِثَالاً لِكَيْ نَتَّبِع خُطُوَاتِه .. جَاءَ لِكَيْ يُمَهِّد آذَانَنَا لِلحَيَاة الأبَدِيَّة .. جَاءَ عَلَشَان لَمَّا يِكَلِّمْنَا عَنْ وَصِيَّة نِكُون شُفْنَاه وَهُوَ يِعِيشْهَا قَبْل مَا يِكَلِّمْنَا بِهَا .. ﴿ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُك ﴾ ( 1يو 2 : 6 ) .. لِذلِك نَقُول ﴿ شُكْراً للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِب نُصْرَتِهِ ﴾ ( 2كو 2 : 14) .. فَهُوَ أمَامَنَا وَنَحْنُ نَسِير خَلْفُه وَأعْيُنَنَا عَلِيه .  فَالتَّعْلِيم بِالحَيَاة أجْمَل مِنْ التَّعْلِيم بِالكَلاَم .. فَيَقًُول مُعَلِّمْنَا بُولِس ﴿ كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أنَا أيْضاً بِالْمَسِيح ﴾ ( 1كو 11 : 1) .. أنَا بَتْمَثِّل بِالْمَسِيح وَأنْتُمْ تَتَمَثَّلُوا بِيَّ إِذاً أنْتُمْ تَتَمَثَّلُوا بِالْمَسِيح .. إِذاً التَّعْلِيم بِالحَيَاة هُوَ جَوْهَر التَّعْلِيم .. هُوَ تَسْلِيم أكْثَر مَا مِنُّه مَعْلُومَات .. لِذلِك سَيِّدْنَا البَابَا لَهُ عِبَارَة جَمِيلَة يِقُول ﴿ الخَادِم هُوَ إِنْجِيل مَفْتُوح .. هُوَ إِنْجِيل مَشْرُوح ﴾ .. يِمْكِنْ الإِنْجِيل عِنْدَمَا نَقْراؤه تَكُون هُنَاك آيَات تَقِفْ مَعَنَا لكِنْ عِنْدَمَا نَرَى إِنْسَان يَعِيش الإِنْجِيل فَبِذلِك أكُون فِهِمْت الإِنْجِيل .. مِنْ ضِمْن الكَلِمَات الجَمِيلَة لِسَيِّدْنَا البَابَا ﴿ أنَّ الخَادِم هُوَ وَسِيلِة إِيضَاح لِلفَضَائِل ﴾ .. فَإِذَا حَبِّيت أنْ تِشْرَح الإِتِضَاع هَات بِخَادِم مُتَضِعْ .. فَإِذَا حَبِّيت أنْ تَتَكَلَّمْ عَنْ الصَّلاَة هَات بِخَادِم مُصَلِّي .. فَالخَادِم وَسِيلِة إِيضَاح لِلفَضَائِل .  فَمَثَلاً عِنْدَمَا تَتَكَلَّمْ مَعَ الأوْلاَدٌ عَنْ نُوح وَالفُلْك وَقُوس قَزَح وَالغُرَاب وَالحَمَامَة وَتَأتِي بِنَمَاذِج تُسَاعِد فِي الدَّرْس إِذاً الدَّرْس يَثْبُت بِالنِّسْبَة لِلأوْلاَدٌ .. كذَلِك أنْتَ تَكُون أجْمَل وَسِيلِة إِيضَاح .. التَّعْلِيم بِالحَيَاة .. كُنَا فِي مُؤتَمَر لإِعْدَاد الخُدَّام لِشَبَاب وَشَابَّات الأسْكَنْدَرِيَّة فَفِي سَنَة مِنْ السَنَوَات تَعَلَّمْنَا تَرْنِيمَة تَقُول : عَلِّمْنِي بِحَيَاتَك قَبْل كَلاَمَك لِيَّا هذَا أفْضَل جِدّاً لِحَيَاتِي الأبَدِيَّة وَكَأنَّهُمْ يَتَكَلَّمُوا بِلِسَان الأطْفَال .. كَأنَّ الطِّفْل يُخَاطِبْنِي أنَا كَخَادِم وَيَقُول لِي هذِهِ الكَلِمَات .  فَمِنْ المُمْكِنْ الخَادِم يَعِظْ الطِّفْل وَبَعْد وَقْت صَغِير جِدّاً يَرَى الطِّفْل هذَا الخَادِم غَضُوب Nerves .. وَمُمْكِنْ يِغْلَط فِي الكَلاَم .. وَخَارِج الخِدْمَة هذَا الخَادِم أمَام الطِّفْل يِهَذَّر بِطَرِيقَة غِير لاَئِقَة .. مِثْلَمَا كَانْ فِي وَقْت قَالُوا الخُدَّام أنَّهُمْ لاَ يُرِيدُوا أوْلاَدٌ إِبْتِدَائِي فِي النَّادِي الخَاص بِالكِبَار وَيَتَشَدَّدُوا فِي هذَا الأمر وَاتَضَح أخِيراً لأِنَّهُمْ يُرِيدُوا أنْ يَأخُذُوا رَاحِتْهُمْ .. وَلكِنْ فِيهَا إِيه عِنْدَمَا يَحْضَر الأوْلاَدٌ الصِّغَار فِي نَادِي الخُدَّام وَقْت لِعْبُهُمْ ؟!! وَلكِنْ عِنْدَمَا يَرَى الأطْفَال خُدَّامْهُمْ وَهُمَّ بِيِلْعَبُوا يِعْرَفُوا إِنُّهُمْ مُحِبِين وَمُتَعَاوِنِين وَرُوحْهُمْ جَمِيلَة وَطَيِّبَة – وَهُمَّ بِيِلْعَبُوا – .. وَمَالُوا .. فَمِنْ المُمْكِنْ إِنِّي ألْعَب مَعَاكُمْ شِئ عَادِي .. لكِنْ الخُدَّام الَّذِينَ طَلَبُوا هذَا الطَلَبْ يَعْرِفُون أنَّ بِهُمْ ضَعَفَات وَسَيَغْضَبُوا وَمُمْكِنْ يِشْتِمُوا وَصُوتهُمْ يِكُون عَالِي .. فَهُمْ لاَ يُرِيدُوا الأوْلاَدٌ يَرُوهُمْ بِهذَا الوَضْع .  الحِكَايَة يَا أحِبَّائِي لاَ تَحْتَاج إِلَى مَعْلُومَات .. إِحْنَا الأوْلاَدٌ الَّذِينَ نَخْدِمَهُمْ لاَ تَحْتَاج مِنِّنَا إِلَى مَعْلُومَات بَلْ تَحْتَاج إِلَى أنْ تَرَى مَسِيح وَاضِح أمَامَهُمْ .. تَرَى إِنْجِيل مُعَاش بِحَيَاتْنَا وَسُلُوكْنَا وَتَصَرُّفَاتْنَا وَهُدُوئْنَا .. بِوَدَاعِتْنَا .. بِصُوتْنَا الهَادِئ .. صَدِّقُونِي كُل جُزْء فِينَا يَجِب أنْ يَشْهَد لِلْمَسِيح .. النِّعْمَة عِنْدَمَا تَدْخُل فِينَا تُقَدِّس كُل حَيَاتْنَا .. تُقَدِّس نَظَرَاتْنَا وَتُقَدِّس مَشْيُه وَخَطَوَاتُه وَتُقَدِّس إِنْفِعَالاَتُه وَتَصَوُرَاتُه وَتَجْعَلُه أكْثَر إِلْتِزَاماً وَأكْثَر أدَباً .. أكْثَر صَمْتاً وَأكْثَر رَزَانَة .. هذَا هُوَ عَمَل النِّعْمَة .  الإِنْجِيل عِنْدَمَا يَدْخُل جُوَّا الكَيَان يُقَدِّسُه وَيَجْعَل مَلاَمِحُه عَلِيهَا نِعْمَة فَنَقُول ﴿ قَدْ أضَاءَ عَلَيْنَا نُور وَجْهَك يَارَب ﴾ ( مز 4 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) .. لِذلِك قَالَ رَبِّنَا لَهُ المَجْد ﴿ الكَلاَم الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاة ﴾ ( يو 6 : 63 ) .. فَلَيْسَ المَوْضُوع كَلاَم فَقَطْ بَلْ رُوح وَحَيَاة .. حَيَاة تُعَاش .. هُوَ رُوح تَتَحَوَّل إِلَى حَيَاة وَحَيَاة تَتَحَوَّل إِلَى رُوح .. إِنْجِيل مُعَاش .. لِدَرَجِة إِنُّه مُمْكِنْ أرَى فِيك كَأنَّكَ أنْتَ نَفْسَك مَزْمُور .. كَأنَّكَ إِيه ؟ أنْتَ نَفْسَك تَكُون آيَة .. جَمِيل جِدّاً أنَّ الإِنْسَان يَتَحَوَّل إِلَى إِنْجِيل .. فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح قَالْ آيَة الوَاحِدٌ يِتْكِسِفْ مِنْهَا جِدّاً – أنَا نَفْسِي بَكُون مَكْسُوف جِدّاً مِنْهَا وَهيَ فِي يُوحَنَّا 17 – عِنْدَمَا قَالَ ﴿ لأِجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أنَا ذَاتِي لِيَكُونُوا هُمْ أيْضاً مُقَدَّسِينَ فِي الحَقِّ ﴾ ( يو 17 : 19) .. فَإِنَّ كَلِمَة * أُقَدِّس * تَعْنِي * تَخْصِيص وَتَكْرِيس * .. يَعْنِي إِنْتَ يَارَب تُقَدِّس ذَاتَك لأِجْلِنَا فَيَجِبْ عَلِينَا نَحْنُ أنْ نُقَدِّس ذَوَاتْنَا .. إِذَا كَانْ هُوَ القُدُّوس الَّذِي بِلاَ شَر الَّذِي إِنْفَصَلَ عَنْ الخُطَاة مِثْلَمَا قَالَ مُعَلِّمْنَا بُولِس فِي الرِّسَالَة إِلَى العِبْرَانِيِّين ( عب 7 : 26 ) .. فَإِذَا حَال القُدُّوس الَّذِي إِنْفَصَلَ عَنْ الخُطَاة إِنُّه يُقَدِّس ذَاتُه فَيَجِبْ عَلَيْنَا مِنْ أجْل خِدْمِتْنَا أنْ نُقَدِّس وَنُخَصِّص ذَوَاتْنَا .  الحِكَايَة لَيْسَتْ حِكَايِة شِوَيِة وَقْت وَنَتَقَمَص شَخْصِيَّة مُعَيَّنَة فِي الخِدْمَة وَخَلاَص .. لكِنْ هذَا سُلُوك بِاسْتِمْرَار وَحَيَاة بِاسْتِمْرَار .. أقْدَر أقُولَّك أنَّ الوَاحِدٌ يَجِبْ أنْ يَتَحَوَّل إِلَى حَالِة وُجُودٌ فِي حَضْرِة الله الدَّائِمَة بِاسْتِمْرَار .. بِاسْتِمْرَار يِكُون الوَاحِدٌ فِي قَلْبُه وَفِي ذِهْنُه فِكْر إِنْجِيلِي وَيَعِيش بِمُقْتَضَاه وَيَكُون قُدْوَة لِلمُؤمِنِينْ .. فِي التَّصَرُّف .. فِي الرُّوح .. فِي الكَلاَم .. فِي طُول الأنَاة .. فِي الطَّهَارَة .. فِي كُل عَمَلْ يَكُون قُدْوَة وَيَكُون نَمُوذَج جَيِّد .. نَمُوذَج يِفَرَّح .  إِيلِيَّا النَّبِي كَانَ بَرَكَة فِي بَيْت سَيِّدَة صَرْفَة صَيْدَا .. يُوسِف البَّار كَانَ بَرَكَة فِي بَيْت فُوطِيفَار وَصَارَ بَرَكَة لأِرْض مَصْر كُلَّهَا .. نُوح البَّار كَانَ بَرَكَة لِلعَالَمْ كُلُّه وَحَفَظْ العَالَمْ مِنْ الهَلاَك .. الله أبْقَى ثَمَانِيَة أنْفُس بِبَرَكِة نُوح البَّار .. هذَا الإِنْسَان البَرَكَة .. هذَا الإِنْسَان الَّذِي يَعِيش وَيَكُون الإِنْجِيل فِي فِكْرُه وَفِي قَلْبُه لِدَرَجِة إِنُّه يِقُول أنَّ الله تَنَسَّم رَائِحَة سُرُور وَرَائِحَة رِضَى .. فَإِنْ رَبِّنَا فِرِح بِنُوح وَأوْلاَدُه .. التَّعْلِيم بِالحَيَاة .  كَثِيراً مَا نَسْمَع عَنْ قِدِّيسِينْ كَانُوا غِير مُؤمِنِينْ .. فَنِسْمَع عَنْ قِدِّيس إِسْمُه يَعْقُوب رَاجِل غَنِي وَأبُوه وَثَنِي وَكَانْ عَنْدُهُمْ قَطِيع غَنَمْ كِبِير .. وَكَانَ هُنَاك رَاعِي غَنَمْ مِسِيحِي .. فَالقِدِيس يَعْقُوب تَعَلَّمْ مِنْ رَاعِي الغَنَمْ أُصُول الْمَسِيحِيَّة بِدُون مَا الرَّاعِي يَقُول لَهُ عَنْ الْمَسِيح وَيِعَلِّمُه وَيِحَفَّظُه أي شِئ بَلْ عَلَّمُه بِالحَيَاة العَمَلِيَّة .. فَجَاءَ الرَّاعِي لأِبُو القِدِيس يَعْقُوب يَقُول لَهُ أسْتَأذِنَك فِي إِنِّي حَبَطَّل شُغْل .. فَسَألَهُ أبُو القِدِيس يَعْقُوب عَنْ السَبَبْ فَرَدٌ الرَّاعِي أنَا رَايِح لِلإِسْتِشْهَادٌ .. فَفِي البَلَد المُجَاوِرَة لَنَا هُنَاك جَمَاعَة تَجْعَل الْمَسِيحِيِّينْ يَسْتَشْهِدُوا .. فَالرَّاعِي يَسْتَأذِن لِكَيْ يَذْهَبْ لِلإِسْتِشْهَادٌ .. فَلَّمَا عَلِمَ القِدِّيس يَعْقُوب طَلَبْ مِنْ الرَّاعِي أنْ يَذْهَب مَعَهُ لِيَتَفَرَّج .. فَقَالَ الرَّاعِي لكِنْ مَتْخَفْش إِذَا شُوفْتِنِي وَأنَا بَدِبِح .. فَعِنْدَمَا وَصَلُوا لِلبَلَد كَانَ هُنَاك شَاب يُعَذَّب .. فَقَالَ الرَّاعِي * أتَعْلَم يَا يَعْقُوب مَنْ هذَا الشَّاب ؟ .. الشَّاب الَّذِي يُعَذَّب هُوَ إِبْن الوَالِي وَاسِيلِيدِس وَهذَا الشَّاب هُوَ القِدِّيس بُقْطُر * .. فَقَالَ يَعْقُوب وَهَلْ هذَا مَعْقُول ؟ فَقَالَ الرَّاعِي أصْل يَابْنِي هذَا العَالَمْ فَانِي .. وَفِي الحَال طَلَبْ يَعْقُوب مِنْ الرَّاعِي إِنُّه يَتَقَدَّم لِلإسْتِشْهَادٌ وَفِعْلاً تَقَدَّم لِلإِسْتِشْهَادٌ .. فَالْمَسِيحِيَّة هِيَ حَيَاة قُدْوَة .  فَهُنَاك قِصَّة مَعْرُوفَة .. ذَهَبَ مُدَرِّس إِلَى إِحْدَى الدُوَل العَرَبِيَّة وَلَمَّا ذَهَبْ كَانَتْ المُفَاجَأة أنَّ المُدَرِّس شَخْص مَسِيحِي .. فَقَالُوا لَهُ إِنَّنَا لاَ نُعَيِّنْ مَسِيحِيِّينْ .. إِنْتَ إِزَّاي جِيتْ ؟!! فَقَالَ لَهُمْ أنَا رَاسِلْتُكُمْ وَإِنْتُمْ بَعَتُوا لِي فَأنَا قُمْت بِإِخْلاَء طَرَفِي وَجِئْت فِعْلاً وَمَا يِنْفَعْش إِنِّي أرْجَع .. فَكَتَبُوا عَلِيه تَعَهُّدْ وَفَرَضُوا عَلِيه شَرْط وَهُوَ * أنَّكَ لاَ تَتَكَلَّمْ عَنْ الْمَسِيح وَلاَ تِجِيب سِيرْتُه أبَداً * .. وَهُوَ وَافِق .. وَبَعْد فِتْرَة لاَحْظُوا أنَّ الأوْلاَدٌ مُلْتَفِّين حَوْلَهُ وَيُحِبُّوه جِدّاً .. فَقَالُوا لَهُ فِي شِئ غَرِيب .. إِنْتَ شَكْلَك بِتِتْكَلِّمْ عَنْ الْمَسِيح وَإِحْنَا حَا نِسْأل الأوْلاَدٌ .. فَكَانْ رَدٌ المُدَرِّس أنَا لَمْ أفْتَح فَمِي وَلَمْ أتَكَلَّمْ بِشِئ .. أمَّا هُمْ فَرَاقَبُوه أثْنَاء تَأدِيَتُه لِحِصَصُه وَيُرَاقِبُوه أثْنَاء كَلاَمُه وَلاَحَظُوا إِنُّه لاَ يَتَكَلَّمْ عَنْ الدِّينْ .. وَبَدَأُوا يَتَعَجَّبُوا مَا هُوَ سِر إِنْجِذَاب الأوْلاَدٌ إِلِيه بِهذِهِ الدَّرَجَة ؟!! وَعِنْدَمَا سَألُوا الأوْلاَدٌ قَالُوا لَهُمْ أنَّ هذَا المُدَرِّس يَهْتَمْ بِنَا جِدّاً .. وَأخَذَ أرْقَام تِلِيفُونَاتْنَا وَعِنْدَمَا يَغِيب أي وَاحِدٌ مِنِّنَا يَتَصِل بِهِ وَيِسْأل عَلِيه وَيَطْمَئِنْ عَلِيه .. وَالوَلَدٌ اللِّي تِكُون دَرَجَاتُه ضَعِيفَة يِحَدِّد مِيعَاد مَعَاه دَاخِل المَدْرَسَة وَيِشْرَح لَهُ مَا يَصْعُب عَلِيه فَهْمُه .. وَالوَلَدٌ المُتَفَوِق يِجِيب لُه هِدِيَّة عَلَى حِسَابُه الخَاص .. وَبِهذِهِ الطَّرِيقَة الأوْلاَدٌ حَبُّوه وَحَبُّوا حَيَاتُه .. وَلَمَّا يِعْرَفُوا إِنْ السِّر فِي ذلِك إِلَهُه يَتْبَعُوا حَيَاتُه وَإِلَهُه فَهذَا هُوَ التَّعْلِيم بِالحَيَاة .. ﴿ وَأمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوت السَّموَات ﴾ .. فَيَجِبْ كُل شَخْص يِسْأل نَفْسُه كَمْ شَخْص أحَبَّ الْمَسِيح بِسَبَبِي ؟ كَمْ شَخْص ؟!! فَإِنْتَ حَبِّبْت كَمْ شَخْص فِي الْمَسِيح بِسَبَبَك ؟ ﴿ يَرَوْا أعْمَالَكُم الحَسَنَة وَيُمَجِّدُوا أبَاكُم الَّذِي فِي السَّموَات ﴾ ( مت 5 : 16) . (2) خُطُورِة التَّعْلِيم دُونَ حَيَاة : =========================================  عَلِّمْ .. عَلِّمْ .. عَلِّمْ .. قُول .. قُول .. قُول .. إِتْكَلِّمْ .. إِتْكَلِّمْ .. إِتْكَلِّمْ .. وَلاَ يَكُون هُنَاك فِعْل فَهذَا يُسَبِّبْ بَلاَدَة .. جُمُودٌ .. رِيَاء .. إِزْدِوَاج .. بَلْ عَلَى العَكْس فَهذَا يِعْمِل الإِنْسَان عِنْدُه رُوح غُرُور وَكِبْرِيَاء .. فَكُل مَا الشَخْص يُعَلِّمْ فَكُل مَا يِفْتِكِر نَفْسُه كذَلِك فَيَظُنْ أنَّ الّذِي يُعَلِّمُه هذَا إِنَّهُ عَايْشُه .. فَتِكْبَر الذَّات بِدُون فِعْل وَيَتَأخَّر التَّقَدُم الرُّوحِي جِدّاً .. وَبَدَل مَا الخِدْمَة تَكُون وَسِيلِة خَلاَص تِكُون وَسِيلِة جُمُودٌ .. وَبَدَل مَا الإِنْسَان يِكُون فِي طَرِيقُه لِلقُرْب مِنْ رَبِّنَا لكِنْ فِي الحَقِيقَة إِنُّه بِالشَكْل يِكُون بِيقَرَّب لكِنُّه فِي الحَقِيقَة إِنُّه بِيِبْعِد عَنْ رَبِّنَا .. مَا أخْطَر أنْ تَتَحَوَّل الخِدْمَة إِلَى مِهْنَة .  فَإِنَّ الخَادِم يَذْهَب لِيُلْقِي دَرْس وَيِحَكِّي شِوَيَة .. وَيِهَذَّر وَيِنَكِتْ شِوَيَة وَخَلاَص عَلَى كِدَه .. مَا أخْطَر أنْ يَتَحَوَّل الأمر إِلَى مُجَرَّد تَلْقِين أوْ مَعْلُومَات .. فَهذَا أخْطَر لِدَرَجِة أنْ تَكُون الخِدْمَة عِبَارَة عَنْ مُسَكِّنْ .. يِزِيدْ المَرَض وَلاَ يُزِيلُه .. لِدَرَجِة أنَّ هذَا التَّعْلِيم يُضَخِّمْ ذَات الإِنْسَان وَيَجْعَلُه يَشْعُر بِأنَّ النَّاس أقَلْ مِنْهُ لأِنَّهُ هُوَ مُعَلِّمْ .. لِذلِك رَبِّنَا يَقُول ﴿ لاَ تَكُونُوا مُعَلِّمِين كَثِيرِين ﴾ ( يع 3 : 1) .. لاَ تَكُون حَابِبْ أنْ تَكُون مُعَلِّمْ وَخَلاَص بَلْ عِيش .. فَمَا أكْثَر الكَلاَم عَنْ المَحَبَّة لكِنْ مَا أرْوَع المُحِبْ .. فَمَا أكْثَر الكَلاَم عَنْ الصَّلاَة لكِنْ مَا أجْمَل المُصَلِّي .. فَهذَا شِئ يِجْذِب قَلْب رَبِّنَا .. هذَا شِئ يَجْعَل الإِنْسَان المُحِبْ جَذَّاب .  مَا أخْطَر أنْ نَكُون كَالكَتَبَة وَالفِرِّيسِيِّين الَّذِينَ يَعْرِفُوا النَّامُوس وَلاَ يَعِيشُوه .. مَا أخْطَر أنَّ الإِنْسَان يَتَحَوَّل إِلَى صِرَاع فِي دَاخِلُه بَيْنَ المَعْرِفَة وَبَيْنَ التَّطْبِيق .. فَهذِهِ خُطُورَة تِعْمِل إِزْدِوَاج وَجُمُودٌ وَتَجْعَل الإِنْسَان لَهُ شَكْل التَّقْوَى وَيُنْكِر قُوِّتْهَا ( 2تي 3 : 5 ) .. فَيَقُول الشَخْص أنَا خَادِم .. أنَا خَادِمَة .. أنَا رُوحْت .. أنَا عَمَلْت .. أنَا إِتْكَلِّمْت .. أنَا أدِّيت المَوْضُوع دَه .. أنَا شَرَحْت .. أنَا حَفَّظْت .. أنَا عَمَلْت .. أنَا قَرَأت .. فَمَا أخْطَر شَخْصِيِّة الإِزْدِوَاجِيَّة .  مَا أخْطَر أنْ تَتَحَوَّل حَيَاتْنَا إِلَى جُزْء فِي الخِدْمَة وَجُزْء لِلشَّخْصِيَّة الطَّبِيعِيَّة الخَاصَّة بِنَا .. فَمَثَلاً عِنْدَمَا تَقُول أنَّ الخَادِم يَلْتَزِم بِأشْيَاء مُعَيَّنَة لِلخِدْمَة .. فَمَثَلاً عِنْدَمَا تَقُول لِلخَادِمَات تَعَالِي الخِدْمَة بِدُون مِكْيَاچ وَبِدُون بَنْطَلُون .. تَعَالِي بِچِيبَة وَاسْعَة وَالْبِسِي حَاجَة حِشْمَة .. فَمُمْكِنْ أنْ تَأتِي الخَادِمَة وَقْت مَدَارِس الأحَدٌ مُنْضَبِطَة تَمَام وَفِي أي وَقْت غِير مَدَارِس الأحَدٌ بِشَكْل تَانِي خَالِص .. فَهذَا كَأنَّنَا بِنْمَثِّل سَاعْتِين .. وَلكِنَّنَا إِحْنَا فِي الخِدْمَة بِنْكُون أكْثَر إِلْتِزَاماً لكِنْ هذَا مَعْنَاه أنَّ هذِهِ الحَيَاة تَكُون غِير طَبِيعِيَّة بَلْ يَتِمْ التَّحْوِيل إِلَى أنْ تَكُون هذِهِ طَبِيعَتِي وَيَكُون هذَا سُلُوكِي وَشَخْصِيِتِي وَأنَا لاَ أقْبَل أنْ أكُون غِير ذلِك فَهذَا هُوَ الصَّح .. مَا أصْعَب الإِزْدِوَاج وَهذَا لِلأسَفْ السِمَة الَّتِي يَعِيشَهَا جِيلْنَا هذَا .. حِلْوِين جِدّاً جِدّاً جِدّاً دَاخِل الكِنِيسَة وَيَكُونُوا أيْضاً مَعَاك عَلَى الخَطْ خَارِج الكِنِيسَة .. ألْحَان وَتَسْبِحَة تَمَام وَغِير ذلِك أيْضاً تَمَام .  فَفِي قِصَّة كُنْت مَرَّة سِمِعْتَهَا إِنْ نَاس قَامُوا بِالإِتِفَاق مَعَ شَمَامِسَة عَلَى المُشَارْكَة فِي صَلاَة إِكْلِيل .. فَعَرَفُوا الشَّمَامِسَة مِيعَادٌ الإِكْلِيل وَفِي أي كِنِيسَة وَاتَفَقُوا فِعْلاً .. فَقَام شَمَاس يِسْأل النَّاس أصْحَاب الفَرَح * إِنْتُمْ بَعْد الكِنِيسَة رَايْحِينْ فِينْ ؟ * .. فَالنَّاس رَدُّوا إِنُّهُمْ رَايْحِينْ مَكَان لِلفَرْفَشَة بَعْد الإِكْلِيل .. فَالشَّمَامِسَة قَالُوا مُمْكِنْ إِحْنَا كَمَان نَقُوم بِالفَرْفَشَة .. فَهُمْ نَفْس الشَّمَامِسَة ( مِينَا وَمَايْكِل وَدِيڤيد وَجِرْجِس وَبِيشُوي وَ ....... ) .. فَهُمْ أثْنَاء الإِكْلِيل لاَبْسِين التُونْيَة وَمَاسْكِين الدَّف وَبَعْد الإِكْلِيل يِقْلَعُوا التُونْيَة وَيِسِيبُوا الدَّف وَيِمْسِكُوا حَاجَة تَانِي .. فَهذَا إِزْدِوَاج .  فَأنْتَ إِيه بِالظَّبْط ؟ مَاذَا تُرِيدْ ؟ مَاذَا تُحِبْ ؟ مَا هِيَ مُيُولَك ؟ أرْجُوك إِسْأل نَفْسَك هذَا السُؤال .. إِلَى أي التَّيَارَات تَمِيل ؟ مَنْ أنْتَ ؟ سُؤال مُهِمْ جِدّاً .. مَا أخْطَر إِزْدِوَاجْنَا .. القَلْب المَقْسُوم هذَا صَعْب وَلاَ نَسْتَطِيع أبَداً أنْ نَعْرُج بَيْنَ الفِرْقَتَيْنِ .. ﴿ إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ الله فَاتَّبِعُوهُ وَإِنْ كَانَ البَعْلُ فَاتَّبِعُوهُ ﴾ ( 1مل 18 : 21 ) .. مَا أصْعَب إِنْشِقَاق الإِنْسَان مِنْ دَاخِلُه .. فِي الجَامْعَة مَعَ أصْحَابُه يِجَارِي الجَو إِلَى أقْصَى دَرَجَة وَفِي الكِنِيسَة كَذلِك وَأيْضاً فِي الشُغْل كَذلِك .. لاَزِم نُمَجِّد رَبِّنَا وَلاَزِم يِكُون عِنْدَك الإِقْتِنَاع الكَافِي فِي شَخْصِيِتَك إِنَّك إِنْتَ كِدَه .. إِنْتَ مَسِيحِي وَيَجِبْ أنْ تَشْهَدٌ لِمَسِيحَك .. إِنْتَ فِيك شِئ مُخْتَلِف لاَزِم نِكُون عَايْشِينْ بِمُقْتَضَاه .. ﴿ مَجِّدُوا الله فِي أجْسَادِكُمْ وَفِي أرْوَاحِكُم الَّتِي هِيَ لله ﴾ ( 1كو 6 : 20 ) .. مَا هِيَ مَشِيئَة قَلْبَك .. وَمَاذَا تُحِبْ ؟  لِذلِك الإِنْسَان الَّذِي يَعِيش مَعَ الله فِعْلاً وَالإِنْجِيل مَغْرُوس بِدَاخِلُه فَلاَ يَعْرِف أنْ يَعِيش كُل فِتْرَة بِشَخْصِيَّة .. فَلاَ يَكُون عَايِش مِثْل الكَتَبَة وَالفِرِّيسِيِّينْ الَّذِي لَهُمْ حَيَاة فِي الشَّكْل وَلَهُمْ حَيَاة أُخْرَى فِي الخَفَاء وَمُخْتَلِفَة .. فَلاَ تَكُونُوا كَالنَّاس الَّذِينَ يُحَمِّلُوا الآخَرِينْ أحْمَالاً عَثِرَة وَلاَ يُحَرِّكُونَهَا بِأصَابِعَهُمْ ( مت 23 : 4 ) .. فَهُمْ كَانُوا يُعَشِّرُون النِّعْنَاع وَالشِّبِثَّ وَالكَمُّون وَتَرَكُوا الحَقَّ وَالرَّحْمَة ( مت 23 : 23 ) .. كَانُوا يَأكُلُوا مَال اليَتِيم وَلِعِلَّةٍ يُطِيلُونَ فِي الصَّلاَة ( مر 12 : 40 ) .. فَهذَا تَنَاقُض رَهِيب لِذلِك الخَادِم يَنْطَبِع عَلَى أوْلاَدُه .. فَالإِنْسَان الَّذِي فِي خِدْمِتُه عَايِش حَيَاة فِيهَا إِهْتِمَامَات رُوحِيَّة فَيَكُون أوْلاَدُه لَهُمْ إِهْتِمَامَات رُوحِيَّة .. وَالخَادِم الَّذِي يَهْتَمْ بِالمَظْهَر وَالشَّكْل وَالرِّيَاضَة وَالفُسْحَة وَالتَّرْفِيه يِكُونُوا أوْلاَدُه يِحِبُّوا الهِيصَة .  فَهَلْ أنَا بَحْرِص إِنِّي فِي يُوْم السَبْت أحْضَر عَشِيَّة وَأجْعَل أوْلاَدِي يِحْضَرُوا عَشِيَّة ؟ فَهَلْ أنَا بَحْرِص أنْ أحْضَر تَسْبِحَة فِي الكِنِيسَة ؟ فَهَلْ أنَا مُهْتَمْ بِحُضُور القُدَّاسَات ؟ هَلْ أنَا مُهْتَمْ بِأعْيَادٌ القِدِّيسِينْ ؟ هَلْ أنَا مُهْتَمْ بِالسَّهَرَات الرُّوحِيَّة ؟ فَلَوْ أنَا مُهْتَمْ بِكُل هذِهِ الأُمور فَأتَفِق مَعَ أوْلاَدِي أنْ يَحْضَرُوا هُمْ أيْضاً .. وَإِذَا لَمْ يَكُنْ لِي نَفْس هذِهِ الإِهْتِمَامَات وَلِي إِهْتِمَامَات أُخْرَى فَأوْلاَدِي سَيَتَعَلَّمُوا مِنِّي نَفْس الإِهْتِمَامَات .  خُطُورِة التَّعْلِيم دُونَ حَيَاة تَجْعَل الإِنْسَان يَكُون بِشَكْل مِنْ الخَارِج وَجَوْهَرُه شِئ مُخْتَلِف تَمَاماً .. وَهذَا يَجْعَلُه يِعِيش فِي رِيَاء وَفِي إِزْدِوَاجِيَّة وَفِي صِرَاع .. فِي صِرَاع فِي شَخْصِيِتُه . (3) كَيْفَ نَحْيَا حَسَبْ الإِنْجِيل ؟ ========================================= ===  كَيْفَ أكُون إِنْجِيل مُعَاش ؟ إِهْتَم بِمَبْدأ الفِعْل قَبْل الإِهْتِمَام بِمَبْدأ المَعْرِفَة .. فَرَبِّنَا قَالْ لِلنَّامُوسِي ﴿ إِفْعَل هذَا فَتَحْيَا ﴾ ( لو 10 : 28 ) .. مُهِمْ جِدّاً وَصِيِة * إِفْعَل * .. طَبَّقٌ .. فَقَالَ الغَنِي ﴿ هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي ﴾ ( مر 10 : 20 ) .. لكِنْ رَبِّنَا رَكِّز عَلَى الفِعْل .. فَفِي الكِتَاب المُقَدَّس آيَة تَقُول ﴿ فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيل الْمَسِيح ﴾ ( في 1 : 27 ) .. لِذلِك يَكُون التَّرْكِيز عَلَى * عِيشُوا * .. مَا أجْمَل أنْ يَتَحَوَّل الإِنْجِيل إِلَى حَيَاة فِي دَاخِلْنَا .  جَمِيل جِدّاً رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لَمَّا يِقُول لِشَخْص * إِتْبَعْنِي * .. وَيَقُول ﴿ فَقَامَ وَتَبِعَهُ ﴾ ( مر 2 : 14) .. فَإِنَّ الشَخْص الّذِي قُدِّمَتْ لَهُ الدَّعْوَة قَامَ وَتَبَعَهُ .. فَعَمَلَ وَفَعَلْ .. فَمَا هُوَ الفِعْل الَّذِي حَصَلْ فِي حَيَاتْنَا الَّذِي نَقُول أنَّ الإِنْجِيل إِشْتَغَل بِدَاخِلْنَا ؟ إِنْ لَمْ يَتَحَوَّل الإٍِنْجِيل إِلَى سُلُوك فَيَتَحَوَّل بِالنِّسْبَة لَنَا إِلَى أي كِتَاب مِثْل الَّذِي دَرَسْنَاه فِي أُولَى إِعْدَادِي وَتَانْيَة إِعْدَادِي وَتَالْتَة إِعْدَادِي وَهَكذَا ..... لأِنَّهُ يُعْتَبَر كِتَاب وَبِهِ نَظَرِيَات .  لِذلِك يُكَلِّمْنَا عَنْ الإِيمَان العَامِل بِالمَحَبَّة .. لاَزِم يِكُون لَنَا إِيمَان عَامِل لَيْسَ مُجَرَّدٌ كَلاَم بَلْ إِيمَان عَامِل .. الإِنْجِيل مِشْ مَطْلُوب مِنِّنَا أنْ نَأخُذُه كَمَعْرِفَة وَمَعْلُومَات .. فَعِنْدَمَا تَقْرأ لاَزِم يَتَحَوَّل بِنِعْمِة رَبِّنَا إِلَى تَطْبِيق .. إِلَى تَدْرِيب .. إِلَى فِعْل .. إِلَى عَمَل .. أنْتَ يَجِبْ أنْ تَدْخُل إِلَى دَاخِل الإِنْجِيل .. مَا الَّذِي يَجْعَلْنَا نَعِيش فِي غُرْبَة عَنْ الإِنْجِيل ؟ لِمَاذَا تَقُول عَلَى الإِنْجِيل صَعْب ؟ لأِنَّنَا لَمْ نَقْرَاؤه بِاسْتِمْرَار .. لأِنَّنَا نَأخُذُه بِالفِعْل بِقِرَاءَة مِنْ الخَارِج .. فَعِنْدَمَا شَخْص يِعْزِمَك عَلَى حَاجَة سَاقْعَة هَلْ بِيُدْلُوقْهَا فُوق مِنَّك وَلاَّ بِيشَرَّبْهَا لَك فِي فَمَك ؟  وَالإِنْجِيل إِوْعَى تَاخْدُه بَرَّه مِنَّك .. بَرَّه مِنَّك حَيغَرَّقَك وَحَيِعْمِل لِيك كَلاَكِيع .. لكِنْ لَوْ تِشْرَبُه مِنْ الدَّاخِل يُبْقَى لَذِيذ .. لَوْ نِفْرِض وَإِنْتَ بِتِقْرا فِي الإِنْجِيل جُزْء خِلْقِة العَالَمْ .. ﴿ لِيَكُن نُورٌ ﴾ ( تك 1 : 3 ) .. مُمْكِنْ شَخْص يِقُول * أنَا مَالِي وَمَال ( لِيَكُنْ نُورٌ ) * .. العَالَمْ إِتْعَمَل وَلاَّ مَتْعَمَلْش خَالِص وَأنَا مَالِي .. لكِنْ تَقُول عِنْدَ خِلْقَة هذَا العَالَمْ * يَارَب إِلَى هذَا الحَدٌ إِنْتَ بِتْحِبِّنِي ؟ * .. مَا هُوَ هذَا العَالَمْ وَلِمَنْ خُلِقَ ؟ وَالكُون هذَا لِمَنْ ؟ فَإِنَّ رَبِّنَا خَلَقُه لَنَا فَنَقُول نَشْكُرَك يَارَب .  الكِنِيسَة وَاعْيَة تَقُول ﴿ ثَبَّتَ لِيَ الأرْضَ لأمْشِي عَلَيْهَا .. مِنْ أجْلِي ألْجَمْتَ البَحْر .. مِنْ أجْلِي أظْهَرْتَ طَبِيعَة الحَيَوَان ..... ﴾ ( جُزْء * قُدُّوس * فِي القُدَّاس الغِرِيغُورِي ) .. فَالخَلِيقَة كُلَّهَا أُنْشُودِة حُبْ لله .. شُوفُوا الرَّوْعَة .. تَخَيَّل إِنْتَ لَوْ لَمْ تَكُنْ الأرْض ثَابْتَة كُنَّا نِمْشِي إِزَّاي ؟ فَالوَاحِدٌ لَوْ كَانْ عَنْدُه مِشْوَار لأِخِر الشَّارِع كُنَّا نِمْشِيه فِي سَنَة .. لكِنْ رَبِّنَا ثَبِّت الأرْض لِينَا .. شُوف تَرْتِيب رَبِّنَا .. ﴿ لِيَكُن نُورٌ ﴾ .. قُولُّه يَارَب بَدِّد ظَلاَمِي .. بَدِّد ظُلِمِة حَيَاتِي .. بَدِّد ظُلْمِة الأيَّام .. الإِنْجِيل مِشْ المَقْصُودٌ مِنُّه إِنُّه يِحْكِي لِينَا قِصَص .. وَيِحْكِي لِيَنَا عَنْ أشْخَاص فِي العَهْد القَدِيم وَالجِدِيد .. وَيِحْكِي لِينَا عَنْ طَبَائِع الشُّعُوب .. وَيِحْكِي لِينَا عَنْ قِصَص حُرُوب .. وَيِحْكِي لِينَا عَنْ تَدْبِير الخَلاَص .. وَيِحْكِي لِينَا عَنْ أُمور كَثِيرَة .. فَلَيْسَ هذَا هُوَ المَقْصُودٌ لكِنْ يَجِبْ أنْ أكْتَشِف نَفْسِي فِي الإِنْجِيل .. يَجِبْ أنْ أكْتَشِف خَلاَصِي أنَا الَّذِي يَجِبْ أنْ أتَمَتَّع بِهِ دِلْوَقْتِي فِي الْمَسِيح يَسُوع .. مِنْ هُنَا يَتَحَوَّل الإِنْجِيل إِلَى حَيَاة وَإِلَى فِعْل وَإِلَى سُلُوك جَمِيل جِدّاً .. أنْ يَكُون لَك آيَات تَتَذَكَّرْهَا بِاسْتِمْرَار .. رَدِّد آيَة .. رَدِّد قَوْل .. مَثَلاً ﴿ اللَّهُمَّ إِلْتَفِت إِلَى مَعُونَتِي .. يَارَب أسْرِع وَأعِنِّي ﴾ ( مز 69 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) .. رَدِّدْهَا .. رَدِّد آيَة وَاسْعَى لِتَطْبِيقْهَا فَتَأخُذ قُوِّة فِعْلَهَا .  فَفِي شَخْص إِسْمُه السَّائِح الرُّوسِي عَامِل كِتَاب فَهُوَ قَرَأ آيَة ﴿ صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ ﴾ ( 1تس 5 : 17) .. وَظَلَّ يِسْأل وَيَقُول فِي أوْقَات بَنَام فِيهَا .. وَفِي أوْقَات بَاكُل فِيهَا .. وَفِي أوْقَات بَشْتَغَل فِيهَا .. فِضِل يِسْأل إِلَى أنْ عِرِف كَيْفَ يُصَلِّي بِلاَ إِنْقِطَاع .. أي يَكُون فِي حَالِة وُجُودٌ فِي حَضْرِة رَبِّنَا .. فِي إِتِحَاد ذِهْنِي وَفِكْرِي طَوَال النَّهَار وَظَلَّ يَقُول ﴿ يَارَبِّي يَسُوع الْمَسِيح إِبْن الله إِرْحَمْنِي أنَا الخَاطِئ ﴾ .. وَيُرَدِّدْهَا فِي كُل الأوْقَات حَتَّى فِي أوْقَات الأكْل .. فِي أوْقَات الشُغْل .. لَوْ مَاشِي .. لَوْ قَاعِدٌ فَهُوَ عِرِف مَعْنَى ﴿ صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ ﴾ .. عِيش الآيَة لاَ مُجَرَّدٌ مَعْرِفِتْهَا فَقَطْ .  كَانَ أبُونَا بِيشُوي كَامِل – الله يِنَيِّح نَفْسُه – كَانْ إِسْمُه * إِنْجِيل مُعَاش * لأِنُّه مَكَنْش بِيِقْرَا الإِنْجِيل إِلاَّ لَمَّا يِشُوف إِزَّاي يِحَاوِل أنْ يِطَبَّقُه .. فَكَانَ يَتَكَلَّمْ مَعَ أحَدٌ أوْلاَدُه وَيَقُول لَهُ تِحِب أدِّيلَك هِدِيَّة ؟ فَيَرُدٌ الوَلَدٌ * إِدِّينِي يَا بُونَا * .. فَيَقُول أبُونَا * أدِّيلَك آيَة حِلْوَة تِعِيشْهَا * .. فَيَرُدٌ الوَلَدٌ * حَاضِر يَابُونَا * .. فَقَالَ أبُونَا ﴿ مَنْ أرَادَ أنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا ﴾ ( مت 16 : 25 ) .. يَالاَّ يَا حَبِيبِي رَبِّنَا مَعَاك .. فَهذِهِ الآيَة يِعِيش بِيهَا عُمْرُه كُلُّه .  فَمَا الَّذِي يُضَيِّع حَيَاتْنَا ؟ هُوَ أنَّنَا لاَ نُحِبْ أنْ نُهْلِكْهَا وَنُحِبْ أنْ نَحْتَفِظ بِهَا .. فَعِنْدَمَا نُحِبْ الذَّات فَالذَّات تَرْتَفِع .. لكِنْ الَّذِي يُحِب نَفْسُه يُضَيِّعُهَا .. أي طُول مَا أنَا بَحِبْ نَفْسِي فَأنَا بَضَيَعْهَا .. لكِنْ الَّذِي يُبْغِض نَفْسُه فَهذَا يَجِدْهَا .. كُل يُوْم ضَعْ نَفْسَك .. ضَعْ نَفْسَك فِي رَاحْتَك .. فِي أكْلَك .. فِي شُرْبَك .. فِي ذَاتَك .. فِي غِيرْتَك .. فِي إِنْفِعَالاَتَك مَعَ الآخَرِينْ .. إِنْفِق ذَاتَك .. إِبْذِلْهَا .. إِعْطِي .. فَهذِهِ قُوَّة جَبَّارَة .. الوَصِيَّة فِيهَا قُوَّة جَبَّارَة وَأجْمَل مَا فِي الوَصِيَّة إِنَّك لاَ تَعِيش وَصِيَّة إِلاَّ لَمَّا تِعِيش بَاقِي الوَصَايَا مَعَهَا .. لِيه ؟ فَعِنْدَمَا يُبْغِض الوَاحِدٌ نَفْسُه يُحِب الَّذِينَ حَوْلُه .. وَيُحِب العَطَاء .. وَيُحِب التَّسَامُح .. وَيُحِب الصُوْم فَتَكُون الوَصَايَا دَاخِلُه عَلَى بَعْضَهَا .  فَمَثَلاً الأسْكَنْدَرِيَّة مُصَمَّمَة بِطَرِيقَة تَكُون فِيهَا الشَوَارِع مُتَوَازِيَة وَسَهْلَة .. فَعِنْدَمَا نَذْهَب لِمِشْوَار يَكُون لَهُ طَرِيق يِوَصَّل لِمِشْوَارَك .. كذَلِك الوَصَايَا تِدَخَّلَك عَلَى بَعْضَهَا .. فَمَثَلاً الَّذِي يُصَلِّي بِلاَ إِنْقِطَاع يَعِيش الطَّهَارَة وَيَعِيش الحُبْ وَيَعِيش البَذْل وَيَعِيش الأبَدِيَّة .. فَأي وَصِيَّة تِسَاعْدَك فِي تَنْفِيذ الأُخْرَى وَالعَكْس .. الشَّر يِوَصَّل لِلشَّر .. الكِبْرِيَاء يِوَصَّل لِلغُرُور .. يِوَصَّل لِلشَّك .. يِوَصَّل لِلكَرَاهِيَّة .. تِوَصَّل لِلشَّهْوَة وَهكَذَا .. فَتَكُون شَبَكَات فِي بَعْضَهَا فَيَجِبْ أنْ تَعِيش الوَصِيَّة .. لاَ تَكْتَفِي أنَّكَ تَعْرِف بَلْ عِيش .  تِعْرَفُوا لِمَاذَا تَكُون تُوبِتْنَا تُوبَة وَقْتِيَّة شَكْلِيَّة ؟ لأِنَّهَا لَمْ تَكُون مِنْ الإِنْجِيل .. فَإِنَّ التُوبَة لَيْسَتْ مُجَرَّدٌ كَشْف عَقْل يَا أحِبَّائِي وَلاَ كَشْف ضَمِير .. التُوبَة بِالإِنْجِيل .. فَعِنْدَمَا نُحْضِر مَثَلاً وَلَدٌ غِير مِسِيحِي وَنِسْألُه * إِنْتَ مَاذَا تَفْعَل مِنْ الأُمور الوِحْشَة ؟ * .. فَيَقُول أنَا بَشْتِم بَابَا وَبَزَعَّل مَامَا وَبَاخُدٌ حَاجَات مِشْ بِتَاعْتِي وَبَتْفَرَّج عَلَى حَاجَات وِحْشَة وَأحْيَاناً تَكُون عِينِي وِحْشَة لَمَّا أمْشِي فِي الشَّارِع وَهكَذَا ...... فَهُوَ بِيْقُول خَطَايَا وَهُوَ وَلَدٌ غِير مِسِيحِي فَدَه يُعْتَبَر كَشْف عَقْل وَضَمِير .. فَهَلْ هذِهِ تَكُون تُوبَة ؟ هذِهِ لَيْسَت تُوبَة .. أحْيَاناً إِحْنَا تَكُون تُوبِتْنَا عَلَى مُسْتَوَى كَشْف العَقْل وَالضَمِير وَأحْيَاناً يَكُون إِعْتِرَافْنَا عَلَى مُسْتَوَى العَقَل وَالضَمِير .. فَهذِهِ لاَ تَأتِي بِتُوبَة وَلاَ تَأتِي بِاسْتِمْرَار .. فَالتُوبَة المَعْمُولَة بِالإِنْجِيل .. المَعْمُولَة بِالوَصِيَّة إِنِّي أنَا قِيِسْت نَفْسِي عَلَى الوَصِيَّة .. ﴿ سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي ﴾ ( مز 119 : 105) .. ﴿ كَلاَمَك الَّذِي جَعَلْتَنِي عَلَيْهِ أتَّكِل ﴾ ( مز 119 : 49 ) .. أنَا بَقِيس نَفْسِي بِالإِنْجِيل .  الإِنْجِيل يَقُول ﴿ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ ﴾ ( يو 13 : 34 ) .. فَألاَحِظ نَفْسِي إِذَا كَانَ لاَ يُوْجَدٌ عِنْدِي مَحَبَّة .. فَأنَا بَكُون نِفْسِي أعْمِل هذِهِ الوَصِيَّة وَلاَ أعْرِف .. عِين غِير بَسِيطَة وَغِير نَقِيَّة .. فَالَّذِي يَتُوب بِرُوح الإِنْجِيل تَكُون تُوبْتُه لَهَا قُوَّة مَعْمُولَة بِالإِنْجِيل .. مَا أجْمَل أنْ يَكُون المِقْيَاس لِمُحَاسَبِة نَفْسِنَا هُوَ الإِنْجِيل .. وَهُوَ مُرْشِد لِطَرِيقْنَا وَالَّذِي يِعَرِّفْنَا الإِشْتِيَاقَات هُوَ الإِنْجِيل .. هُوَ الَّذِي يَرْفَعْنِي .. هُوَ الإِنْجِيل الَّذِي يِسْنِدْنِي .. فَيَقُول الكِتَاب المُقَدَّس ﴿ أبْتَهِج أنَا بِكَلاَمَك كَمَنْ وَجَدَ غَنَائِم كَثِيرَة ﴾ ( مز 119 : 162) .  الله يِنَيِّح نَفْسُه أبُونَا بِيشُوي كَامِل كَانْ مَرَّة فِي سَيِّدَة لَدَيْهَا ظُرُوف صَعْبَة فَاسْتَضَافْهَا أبُونَا فِي بِيتُه .. فَقَعَدِت عَنْدُه فِتْرَة لكِنْ تَاسُونِي أنْچِيل بَدَأت تُلاَحِظْ أنَّ هُنَاك أشْيَاء بِتُفْقَد مِنْ المَنْزِل وَبَدأَ الشَك يِرُوح إِلَى هذِهِ السَيِّدَة .. المُهِمْ تِدُور الأيَّام وَيِرُوح أبُونَا بِيشُوي وَتَاسُونِي أنْچِيل إِلَى هذِهِ السَيِّدَة فِي مَنْزِلْهَا يِزُورُوهَا فَالسِتْ قَدِّمِت لِيهُمْ حَاجَات فِي أطْبَاق كَانِتْ أخَدِتْهَا مِنْ ضِمْن الحَاجَات اللِّي أخَدِتْهَا مِنْ بِيتْ أبُونَا بِيشُوي .. فَتَاسُونِي أنْچِيل أخَدِت بَالْهَا مِنْ الطَبَق وَبَصِّتْ لأِبُونَا وَقَالِتْ لُه الطَبَق دَه بِتَاعْنَا .. فَرَدٌ عَلِيهَا حَنْرُوح فِين مِنْ الوَصِيَّة اللِّي بِتْقُول ﴿ قَبَلْتُمْ تُسْلَب أمْوَالِكُمْ بِفَرَحٍ ﴾ .. فَسَكَتَتْ تَاسُونِي أنْچِيل وَلاَ تَقْدِر أنْ تَقُول شِئ أمَام الوَصِيَّة فَإِنَّ الوَصِيَّة لَهَا قُوَّة .. يَعْنِي المَفْرُوض إِنِّي أضَعْ الآيَة أمَامِي وَأسِير بِهَا وَابْقَى أنَا بَتْقَاس عَلَى الآيَة وَيِكُون لِيَّ مَرْجِع وَيِكُون لِيَّ سَنَد .. فِيَّ قُوَّة أعِيش بِيهَا .. فَهذَا هُوَ الإِنْجِيل .. هذِهِ هِيَ الحَيَاة المَطْلُوبَة مِنِّنَا .  لاَ أنْسَى أبَداً طُول عُمْرِي بِنْت صُغَيَّرَة كَانِتْ بِتِعْتِرِف وَهِيَّ بِنْت بَسِيطَة وَغَلْبَانَة .. يَعْنِي مَعَنْدِهَاش إِمْكَانِيَات وَقَالِتْ لِي * صَحْبِتِي مَعَاهَا بَرَّايَة بِتِبْرِي لِوَحْدَهَا وَتِزَمَّر * .. فِعْلاً فِي بَرَايَات حَدِيثَة بِأشْكَال مُخْتَلِفَة وَفِي الغَالِبْ تِكُون مِنْ الخَارِج .. يَعْنِي بِتْحُط القَلَمْ فَتِبْرِيه وَنِشَارِة القَلَمْ بِتِتْجَمَّعْ فِي مَكَان مُعَيَّن .. فَأنَا إِفْتَكَرْت إِنْ البِنْت أخَدِتْهَا .. فَلِغَايِة هِنَا وَسَكَتِتْ البِنْت .. فَقُلْت لَهَا * يَعْنِي أخَدْتِيهَا ؟ * .. فَالبِنْت قَالِتْ * لاَ يَابُونَا أنَا مَخَدْتِهَاش * .. فَالبِنْت دِي بِتِعْتِرِف بِإِيه تِفْتِكْرُوا ؟ – البِنْت دِي فِي سَنَة تَانْيَة إِبْتِدَائِي – فَقَالِت يَابُونَا إِحْنَا أخَدْنَا مَرَّة دَرْس عَنْ * لاَ تَشْتَهِي مَا لِقَرِيبَك * .. فَأنَا إِشْتَهِيت بَرَّايِة صَحْبِتِي دِي .. فَالبِنْت جَايَة تِعْتِرِف إِنَّهَا إِشْتَهِت هذِهِ البَرَّايَة اللِّي الوَاحِدٌ وَهُوَ مَاشِي عِينُه بِتَاكُل الدُنْيَا كُلَّهَا .. ﴿ لاَ تَشْتَهِ ......... مِمَّا لِقَرِيبَك ﴾ ( خر 20 : 17) .  فَمَا الَّذِي أعْطَى قُوَّة لِلتُوبَة ؟ هِيَ الآيَة .. جَعَلِت التُوبَة لَهَا قُوَّة .. لكِنْ مُمْكِنْ كَانِتْ البِنْت تِقُول * عَادِي وَمَافِيهَاش حَاجَة * .. مَا أجْمَل أنْ أشْعُر أنَّ الوَصِيَّة تَحْكُمْنِي .. وَمَا أجْمَل أنْ أشْعُر أنَّ الوَصِيَّة وَاجِبَة التَّنْفِيذ .. هُنَا تَتَحَوَّل حَيَاتِي إِلَى إِنْجِيل وَإِنْجِيلِي إِلَى حَيَاة وَلاَ أتْرُكُه أبَداً .. وَعِنْدَمَا أقْرأ إِنْجِيلِي أكْتِشِفْ خَلاَصِي وَأكْتِشِفْ مَحَبِّتِي .. يَا سَلاَم عَلَى القُوَّة الَّتِي تَأخُذْهَا مِنْ الإِنْجِيل .. فَأنَا لاَ يُمْكِنْ أجْبِرَك عَلَى قِرَايِة الإِنْجِيل وَأقُولَّك مَاتِنْسَاش تِقْرَا الإِنْجِيل .. فَيِجِي شَخْص يِقُول لِي المُشْكِلَة إِنِّي بَنْسَى يَابُونَا .. فَأنَا أقُولَّك تِنْسَى لِيه ؟ لأِنَّك لَوْ إِنْتَ أخَذْت الإِنْجِيل مُذَاكْرَة يُبْقَى تِنْسَى لكِنْ لَوْ إِنْتَ أخَذْت الإِنْجِيل صَدَاقَة وَحَيَاة صَارَ الإِنْجِيل هُوَ دُسْتُورَك وَمَنْهَج حَيَاتَك .  لِمَاذّا حَيَاتْنَا وَاقْفَة وَنِمُوِنَا غِير سَرِيع ؟ وَلِمَاذَا مَحَبِّتْنَا لِرَبِّنَا بَطِيئَة ؟لأِنَّهُ لَمْ يَتَحَوَّل الإِنْجِيل إِلَى حَيَاة .. لَمْ تَعُدْ الوَصِيَّة مُقْنِعَة لِحَيَاتْنَا إِنَّنَا نَعِيش بِمُقْتَضَاهَا .. فَأنَا فِي طَرِيقٌ وَالإِنْجِيل فِي طَرِيقٍ آخَر .. وَمِنْ هُنَا تَكُون حَيَاتِي لَيْسَ لَهَا شَكْل .. لِمَاذَا ؟ فَأنَا إِسْمِي مَسِيحِي وَلكِنْ سِيرْتِي غِير مَسِيحِيَّة .. الْمَسِيحِي يَعِيش فِي العَالَمْ وَلكِنْ لاَ يَحْيَا بِحَسَبْ العَالَمْ .. الْمَسِيحِي يَكُون وَاثِقٌ إِنْ لَوْ كَانْ العَالَمْ أحَبَّ سَيِّدُه كَانَ العَالَمْ يِحِبُّه .. وَلكِنْ العَالَمْ إِضْطَهَد الْمَسِيح بِلاَ سَبَبْ .. إِذاً أنَا كَمَان يَجِبْ أنْ أعْرِف إِنِّي لاَ أُحِبْ العَالَمْ وَلاَ غُرُورُه وَلاَ شَهَوَاتُه وَلاَ مَبَاهِجُه .. فَأنَا لِيَّ طَرِيقٌ آخَر .. أنَا طَرِيقِي فِي السَّمَاء .. أنَا مَدِينْتِي فِي السَّمَاء .. أنَا الإِنْجِيل حَيَاتِي .. ﴿ جَعَلْت الرَّبُّ أمَامِي فِي كُل حِين لأِنَّهُ عَنْ يَمِينِي لِكَيْ لاَ أتَزَعْزَع ﴾( مز 16 : 8 ) .. ﴿ سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي ﴾ .. كُل مَكَان أرُوح فِيه أقْدَر أنْ أقُول أنَا هِنَا أعِيش الإِنْجِيل .. سَاعِتْهَا أقْدِر أنْ أقُول إِنِّي أنَا إِنْجِيل مَفْتُوح .. كُل الَّذِي يَرَانِي كَأنَّهُ قَرَأَ الإِنْجِيل .قَرَأ آيَة وَيُحِبْ الْمَسِيح بِسَبَبِي رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح يُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيُرْشِدْنَا لِلعَمَل بِوَصَايَاه وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلَهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

علاقات داخل الخدمة

 من رسالة معلمنا بولس الرسول الأولى إلى تلميذه تيموثاوس .. ﴿ لا تزجر شيخاً بل عظه كأبٍ والأحداث كإخوةٍ والعجائز كأمهاتٍ والحدثات كأخواتٍ بكل طهارةٍ .. أكرم الأرامل اللواتي هن بالحقيقة أرامل ولكن إن كانت أرملة لها أولاد أو حفدة فليتعلموا أولاً أن يوقروا أهل بيتهم ويوفوا والديهم المكافأة لأن هذا صالح ومقبول أمام الله .. ولكن التي هي بالحقيقة أرملة ووحيدة فقد ألقت رجاءها على الله وهي تواظب الطلبات والصلوات ليلاً ونهاراً وأما المتنعمة فقد ماتت وهي حية .. فأوصِ بهذا لكي يكن بلا لومٍ وإن كان أحد لا يعتني بخاصته ولا سيما أهل بيته فقد أنكر الإيمان وهو شر من غير المؤمن .. لتُكتتب أرملة إن لم يكن عمرها أقل من ستين سنة إمرأة رجلٍ واحدٍ مشهوداً لها في أعمالٍ صالحةٍ إن تكن قد ربت الأولاد أضافت الغرباء غسلت أرجل القديسين ساعدت المتضايقين إتبعت كل عملٍ صالحٍ .. أما الأرامل الحدثات فارفضهن لأنهن متى بطرن على المسيح يردن أن يتزوجن ولهن دينونة لأنهن رفضن الإيمان الأول .. ومع ذلك أيضاً يتعلمن أن يكن بطالاتٍ يطفن في البيوت ولسن بطالات فقط بل مهذارات أيضاً وفضوليات يتكلمن بما لا يجب .. فأريد أن الحدثات يتزوجن ويلدن الأولاد ويدبرن البيوت ولا يعطين علة للمقاوم من أجل الشتم فإن بعضهن قد انحرفن وراء الشيطان .. إن كان لمؤمن أو مؤمنة أرامل فليساعدهن ولا يثقل على الكنيسة لكي تساعد هي اللواتي هن بالحقيقة أرامل .. أما الشيوخ المدبرون حسناً فليحسبوا أهلاً لكرامة مضاعفة ولا سيما الذين يتعبون في الكلمة والتعليم لأن الكتاب يقول لا تكم ثوراً دارساً والفاعل مستحق أجرته .. لا تقبل شكاية على شيخٍ إلا على شاهدين أو ثلاثة شهودٍ الذين يخطئون وبخهم أمام الجميع لكي يكون عند الباقين خوف .. أناشدك أمام الله والرب يسوع المسيح والملائكة المختارين أن تحفظ هذا بدون غرضٍ ولا تعمل شيئاً بمحاباةٍ .. لا تضع يداً على أحدٍ بالعجلة ولا تشترك في خطايا الآخرين إحفظ نفسك طاهراً ﴾ ( 1تي 5 : 1 – 22 ) .. نعمة الله الآب تحل على أرواحنا جميعنا آمين .  يتحدث القديس بولس الرسول عن علاقتنا مع البعض كشكل وجوهر وسنتحدث في ثلاث نقاط :0 1/ الكنيسة جماعة المؤمنين . 2/ علاقة الخادم بالمخدوم . 3/ علاقة الكاهن والأمين والخادم . 1/ الكنيسة جماعة المؤمنين : ======================================  نحن نمثل جسم ربنا يسوع المسيح فنحن لحم من لحمه وعظم من عظامه .. فكل شخص يمثل خلية في جسم ربنا يسوع المسيح فنحن أعضاء جسم واحد .. ومن ضمن ألقاب الكنيسة أنها * كنيسة واحدة * فنحن نشترك في وحدة واحدة .. ﴿ هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح ﴾ ( رو 12 : 5 ) .. فنحن نمثل جسم حقيقي لربنا يسوع فالله هو الرأس والمدبر للجسم ولهذا فنحن مترابطين .. وأيضاً أبونا الكاهن في القداس يختار حمل واحد وأيضاً في التناول يرى أبونا الكاهن هل هناك أي جوهرة في الصينية .. إن جسد ربنا يسوع يتناوله المؤمنين ولذلك فكلنا خبزة واحدة في جسم واحد وكلنا توحدنا بالمسيح فكل عضو له كرامة ومحبة وأهمية وكيان فنحن نعمل مع بعض في تكامل ولسنا ضد بعض أو هناك تخاصم أو تعارض وكما يقول ﴿ هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة ﴾ ( ذكصولوجية باكر ) .. فنحن مثل القيثارة فلا توجد قيثارة إلا إذا اختلفت النغمات .  وليس شرط أن يكون كل شخص مثل الآخر بل لابد أن نعمل في إتفاق ووحدة وتنسيق ولا يجب أن يقلل أحد من دور الآخر بل كل شخص مهم وأيضاً مهم للآخر .. وهنا نذكر موقف هام في حياة داود فعندما تمرد أبشالوم على أبيه داود وأصبح أبشالوم صاحب مملكة كان يوجد رجل حكيم يُدعى حوشاي الأركي هذا الرجل أحب أن يكون مع داود ولكن داود طلب منه أن يظل مع إبنه أبشالوم ويبلغه أخبار إبنه وكيف يفكر وعندما عرف حوشاي الأركي أن أبشالوم سوف يهجم على داود أرسل جارية إلى الكاهن ليبلغ داود وبالفعل قام الكاهن وأرسل إبنه وهو شاب إلى داود وهذا الشاب عندما دخل المدينة رآهم بعض الناس من عند أبشالوم فاختبأ هذا الشاب عند سيدة حتى ذهب الذين يبحثون عنه واستطاع أن يذهب إلى داود ويخبره .. وهنا نجد أن الذي إشترك في العمل هم :0 1- حوشاي الأركي 2- جارية 3- الكاهن 4- إبن الكاهن 5- سيدة 6- داود وهذه هي سلسلة الكنيسة فرئيس الشعب هو داود وحوشاي هو المشير والكاهن هو الكاهن والشاب ( إبن الكاهن ) يمثل كل من يحضر إلى الكنيسة والسيدة هي فئة الأرامل والجارية هي كل من يقوم بأعمال بسيطة جداً .. فالجارية قامت بدور بسيط ولكنه مهم فجميعهم حلقة واحدة فليس دورنا في الكنيسة أن نرى الأعظم أو أن نلغي أدوار بعضنا ولكن إعمل شئ صغير جداً وكن أميناً فيه .. فكل شخص له دور وكرامة ودالة .. ويُحكى أنه كان يوجد مجلس شيوخ وكانوا يتحدثون عن الأنبا أنطونيوس هل هو أخذ درجة كهنوتية أم مازال راهب ؟ وكان يوجد شخص صامت بينهم فسألوه فقال لهم * أنا لا أعلم رتبته ولكني أعلم أنه كان عاملاً بدرجته * .  فالمهم أن ينفذ كل إنسان دوره بطريقة صحيحة .. وكل شخص عليه مسئولية في الكنيسة ودور فلا تتهاون في دورك وتعتبره غير مهم ولا تطلب دور غيرك ولا تتصارع مع أحد بل كن عضو إيجابي واشترك في كل نشاط ولا تكن سلبي ولا تنقد واسعى للبنيان لا للهدم .. والذي لا يقوم بدوره يكون عبء وإذا لم يشعر الخادم بمسئوليته في العمل الذي يقوم به حتى إذا كان عمل بسيط فيصبح غير أمين في الكنيسة ولا ينمي الروح الواحدة ولا ينمي روح المحبة وكما قال القديس بولس الرسول ﴿ أُكمل نقائص شدائد المسيح ﴾ ( كو 1 : 24 ) .  ويقول القديس غريغوريوس تشبيه هام في العهد القديم ويربطه بالعهد الجديد وهو إذا توفى زوج سيدة فتتزوج من الأقرب لها حتى يقيم منها نسل وإذا رفض يحدث أمران هما :0 أ- يخلع نعله . ب- تبصق هذه السيدة على وجهه لأنه تركها للأبعد لها وكان هو أولى بها . فيقول القديس أن السيدة هي الكنيسة وزوجها هو يسوع وربنا يسوع تركها على الأرض وارتفع إلى السماء ولم يكتمل نسلها .. ومن المفروض أن أقرب شخص لها يقترن بها لينجب أولاد لها ( أي المؤمنين ) والذي يرفض الإقتران بها يجد ملامة من الكنيسة .. فيسوع هو أخونا البكر والكنيسة عروسته ونسلها لم يكتمل وربنا يسوع يريد أن يضم أعضاء جدد للكنيسة فإذا أهملنا هذا الدور نجد أن جسم المسيح لم يُكتمل وذلك لأننا رفضنا الإقتران به فالكنيسة تنتظر جهدك ويدك حتى تكمل أعضاؤها ولهذا يقول الكتاب المقدس ﴿ وكان الرب كل يومٍ يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون ﴾ ( أع 2 : 47 ) . 2/ الخادم والمخدوم : ============================  علاقة الخادم بالمخدوم هي قصة حب وغيرة وأمانة فأصعب شئ أن تتحول الخدمة إلى عمل بلا هدف أو عمل بلا مسيح أو بلا رؤية .. إن مؤشر أي عمل من أجل المسيح ومن أجل مجده هو مقدار الصلاة من أجل هذا العمل .. على الخادم أن يصلي حتى يكون ربنا يسوع في وسط العمل ويكون الله هو الذي يقوده وينميه وإلا سوف يحدث إنحراف نفسي عند الخادم أي أنه سوف يختار الولد المؤدب أو اللطيف أو الذي عنده إستعدادات ويرفض الآخر وهذا كله لعدم وجود المسيح وعدم وجود رؤية واضحة .. فعلى الخادم أن يتعامل مع الكل ويعتبر كل مخدوم أمانة وعلى الخادم أن يحرك قلب المخدوم وأن يوصل له صورة المسيح ويجذبه للخلاص حتى يتغير هذا المخدوم ولهذا لابد أن تكون علاقة الخادم بالمخدوم قوية جداً وكما قال القديس أوغسطينوس ﴿ لا يخلص عن طريقك إلا من يحبك ﴾ .  فقد يحدث إنحراف عاطفي وتغيب الناحية الروحية ولذلك فإن الناحية العاطفية التي تربط بين الخادم والمخدوم لابد أن تُوجه بطريقة روحية فالذي يربط بين الخادم والمخدوم هو المسيح فإذا كان يوجد محبة أو غيرة أو دالة كل هذا بالمسيح وفي المسيح .. وكما ذكر القديس بولس الرسول ﴿ لأني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً ﴾ ( 1كو 2 : 2 ) .. فالمسيح أمام عينيَّ بولس الرسول في كل خدمة وفي كل أمر ولهذا يقول أيضاً ﴿ فمنا مفتوح إليكم أيها الكورنثيون قلبنا متسع ﴾ ( 2كو 6 : 11) .. وأيضاً ﴿ صرت للكل كل شيءٍ لأخلص على كل حالٍ قوماً ﴾ ( 1كو 9 : 22 ) .. فمن الصعب أن تتحول أعمال الخدمة إلى أعمال إجتماعية أو تتحول إلى أمور عاطفية لأن الأمور العاطفية يحدث فيها تغيير وخداع أما الأمور الروحية فثابتة ودائمة .. فالمخدوم يتغير ولكن الخادم لا يتغير فعلاقة الخادم بالمخدوم لابد أن يكون فيها وعي روحي كبير من الخادم وخاصةً عند الخادمات وذلك لأن البنات تتعلق بالخادمة في المسيح ولكن جزء كبير من هذا التعلق عاطفي نفسي ولكن كيف تحول الخادمة هذه العاطفة النفسانية للبنيان وهنا نذكر أن دور الخادم بالمخدوم يتلخص في أكثر من نقطة وهم :0 أ‌- الصلاة من أجلهم : يقول أحد الآباء ﴿ ليتنا نتكلم مع يسوع عن المخدومين أكثر مما نكلم المخدومين عن يسوع ﴾ .. فإذا كانت الصلاة من أجل المخدومين ضعيفة فلا توجد خدمة روحية وتصبح الخدمة مثل النادي الإجتماعي وقد تصبح الخدمة معتمدة على الشلة ( الصُحبة ) . ب‌- السهر على خلاص نفسك : لابد أن يكون عند الخادم يقظة روحية ويكون دائم النمو من أجل نفسه ومن أجل الآخرين .. فحتى تخلص نفسك والآخرين لابد أن تكون ممتلئ حتى تعطي .. فلابد أن تكون هناك فترات خلوة خاصة بالخادم واجتماع خاص به وعشية خاصة به .. فمن أصعب الأمور أن العشيات والإجتماعات تخلو من فئة الخدام وذلك لأنهم وضعوا أنفسهم فوق التعليم فلابد أن يشعر الخادم أنه تلميذ ويتعلم .. ورؤية المخدومين للخادم كتلميذ أكثر فائدة لهم من رؤية الخادم مُعلم . ت‌- الإرتقاء بأفكار الأولاد : على الخادم أن يرتقي برغبات المخدومين فإذا لم يكن هناك ضوابط في المجتمع يحدث جموح وتحكم أدنى فئة أو مستوى فإذا تركنا هوى المخدومين يسيطر على الأمور فسنجد أننا لا نسير حسب الإنجيل .. فعلى الخادم أن يوفر النشاط للمخدومين ولكن لابد من وجود هدف روحي واضح . ث‌- متابعة حياتهم الروحية : على الخادم أن يعرف هل الأولاد مواظبة على التناول والإعتراف ؟ وأيضاً هل عند المخدومين وعي إيماني وعقيدي ؟ فإذا كان هناك مخدوم يحب القراءة على الخادم أن يشجعه ويعطي له كتاب يحببه أكثر في القراءة .. وأيضاً على الخادم أن يحفظ الترانيم أو التسبحة أو يحكي قصة كل هذا مع اللعب .. ولابد أن نذكر أن العمل الفردي مهم مثل العمل الجماعي فعندما يذهب الخادم للإفتقاد لابد أن يذكر إسم ربنا يسوع ويكون الحديث في الإفتقاد عن ربنا يسوع وليس عن مشاكل العالم .. وعلى الخادم أن يراعي في الإفتقاد أن يقرأ جزء صغير من الكتاب المقدس ويقول كلمة صغيرة ويعطي للمخدوم صورة أو كتاب ثم يصلي . ج‌- أن يكون دائم الإرشاد للمخدوم : وأن يعي سن المخدوم فالخادم يصنع جيل فلا يستهين بدوره لأن من الممكن أن يسمع مخدوم لحن فيحب الألحان ونشكر الله أن الأولاد تحب الخدمة والله يعطي نعمة للخدام فلابد أن نكون أمناء ونرتقي بالمخدومين حتى نربح كثيرين لربنا يسوع .. واحذر التعلق العاطفي أو التمييز وأن تهتم بفئة معينة من المخدومين وهذا يظهر في الإفتقاد فأحياناً يذهب الخادم إلى المخدوم المواظب على الكنيسة ولكن على الخادم أن يفتقد الناس المجهولة التي لا يذكرها أحد فهم في احتياج إلى الإفتقاد وكما يقول الكتاب المقدس ﴿ لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى ﴾ ( مت 9 : 12) .. والخادم الذي قلبه غيور سيُعرفه الله على الناس التي تحتاج للإفتقاد فالخادم الأمين كثير العمل قليل الكلام . 3/ علاقة الكاهن والأمين والخادم : =================================================  الكاهن : الكاهن له كرامة والكاهن عمله مدبر وهو أخذ مسئولية من الله وهذه المسئولية ليست للسلطة أو للتميز أو النهي ولكن هذا عمل تدبيري .. فالكاهن ينكسر أمام الله وينسحق من أجل شعبه وكما قال القديس أوغسطينوس ﴿ أطلب إليك من أجل سادتي عبيدك ﴾ .. فكلمة * سادتي * أي * المخدومين * .. والكهنوت ليس مركز فالكاهن شفيع أمام الله ولكن بعض من الناس تشعر أن أبونا الكاهن لها وحدها فإذا قصَّر في شئ تصب عليه إتهامات كثيرة ولكن لابد أن نعرف أن الكاهن مسئول عن أشخاص كثيرة جداً وهو أيضاً وكيل للأسرار .. وهناك بعض من الناس تحتاج إلى إهتمام أبونا الكاهن أكثر من أناس أخرى .  والكاهن لا يطلب الكرامة من أحد وكما قال القديس يوحنا ذهبي الفم ﴿ قيل عن الرعاة أن الكرامة ثِقَل عليهم والإهانة مكسب لهم ﴾ .. وأيضاً يقول القديس مارأفرآم ﴿ إعطي الكرامة اللائقة للكاهن كوكيل لأسرار الله ولا تتأمل في أعماله لأنه من حيث أعماله هو إنسان ومن حيث درجته هو ملاك وبالرحمة صار وسيطاً بين الله والناس ﴾ .. فعند رسامة الكاهن يفتح فمه ورئيس الكهنة ينفخ في فمه وبذلك يأخذ نفخة الروح فهذه النفخة التي أعطاها ربنا يسوع للرسل هي نفس النفخة التي يأخذها الكاهن ولذلك فهي تظل فاعلة في الكاهن .. ثم يقول الكاهن ﴿ فتحت فمي فاجتذبت لي روحاً ﴾ .. فالكهنوت وعاء للروح .  الأمين : يدبر وينظم وينسق ويرتب فكلمة * أمين * تأتي من الأمانة وعلى الأمين أن يتابع ويوزع الأدوار ويشجع ويوجه ويعرف الطاقات ويوظفها ولا ينحاز لأحد ويجعل الخدمة ترتقي روحياً ويتابع الخدام شخص شخص أي متابعة فردية لا بروح السلطة بل بروح المحبة .. وعلى الأمين أن يوفر للخدام كتب تفيدهم في التحضير ويعمل خلوات وأيام روحية للخدام ويكون هناك قداس للخدام .. والأمين هو حلقة الوصل مع أبونا الكاهن .. وعلى الكاهن أن لا يلغي الخدام وكذلك على الخدام أن لا يلغوا الأمين فلابد أن يعمل الجميع في حلقة واحدة وعلينا أن لا نتخطى بعض ولكن الخادم يعرض أفكاره على الأمين والأمين بدوره يعرض هذه الأفكار على أبونا الكاهن ويسمع توجيهات الكاهن ثم يعرضها الأمين على الخدام ويقنعهم بها حتى يصل إلى أفضل وضع يبني الخدمة حتى يكون الجميع رعية واحدة لراعي واحد .  الخادم : الخادم يفكر ويصلي ويبحث في الكتب ويطور من وسائل الإيضاح ويعرض موضوع معين من خلال ندوة وله دور في التنفيذ فالخادم لا يعمل بمعزل عن الآخرين ولكن الجميع لهم فكر وقلب واحد مثل بولس الرسول عندما ذهب للمعتبرين أعمدة أي بطرس ويوحنا وباقي الرسل حتى يعرض فكره وإنجيله وقال ﴿ لئلا أكون أسعى أو قد سعيت باطلاً ﴾ ( غل 2 : 2 ) .. فعلى الخادم أن يقبل التوجيهات من الأمين ومن الكاهن ويتكلم بحب واتضاع ويعرض مشاكله ولا يكون فيه روح تمرد وكما ذكر الكتاب المقدس ﴿ طريق الجاهل مستقيم في عينيه أما سامع المشورة فهو حكيم ﴾ ( أم 12 : 15) .. وأيضاً قد يصبح للخادم أشخاص معينة ويبعد عن الأمين والكاهن وتتحول الخدمة إلى عمل إجتماعي لأن من صفات العمل الروحي وجود الروح الواحدة .. وعلى الخادم أن يواظب على إجتماع الخدام وممكن ينزل إفتقاد مع خادم آخر لأسرة غير أسرته وإذا كان هناك إجتماع صلاة يحضره ﴿ غير تاركين اجتماعنا كما لقومٍ عادة ﴾ ( عب 10 : 25 ) .. ويكون حضوره إيجابي .  وعلى الخادم أن لا يسخر من خدمة الآخر أو من شخصية الآخر وعليه أن يتخلص من حرف الياء * أولادي .. كنيستي .. أسرتي .. خدمتي * .. فأنت عضو في جسم فلا تعمل بمفردك .. وعلى الخادم أن يصلي من أجل كل الكنائس وعن خلاص كل الشعب وعليه أن يحذر من الإنعزال والتمرد والفراغ الروحي الذي يجعل الإنسان يفقد الهدف ومن الروتينية في الخدمة وكما قال صموئيل النبي لشاول الذي لم يسمع كلام الله ﴿ هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب .. هوذا الإستماع أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش ..... لأنك رفضت كلام الرب رفضك من المُلك ﴾ ( 1صم 15 : 22 – 23 ) .. فالعمل الذي عمله شاول في شكله ليس خطأ ولكنه كسر من خلاله روح الطاعة والروح الواحدة وكما قال القديس بولس الرسول ﴿ حتى بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضاً ﴾ ( 1كو 9 : 27 ) .ربنا يكمل خدمتنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ويكمل نقائصنا ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل