العظات

شخصيات حول الصليب - الجمعة العظيمة

فىِ هذا اليوم صُلب رب المجد يسوع والكلمات تعجز عن أن تُعبرّ عن المشاعر أى كلام يُقال يكون ضعيف لأنّ عمل المسيح يفوق الكلام ولكى نقترب من مشاعرهُ اليوم نقرأ جُزء من رسالة بولس للعبرانيين 5 : 7 - 9 " الذى فىِ أيام جسدهِ إذ قدّم بصُراخ شديد ودموع وطلبات وتضرُّعات للقادر أن يُخلّصهُ من الموت وسُمع لهُ من أجل تقواه مع كونهِ إبناً تعلّم الطاعة ممّا تألّم بهِ00وصار لجميع الذين يُطيعونهُ سبب خلاصٍ ابدىٍ " كلمات صعبة وكُل ما نقترب من المسيح اليوم نقول لهُ أنت تُقدّم طلبات وتضرُّعات ودموع وصُراخ تُرى ما هى مشاعرك وأنت تُهان وتُجلد وتُلطم ويُجدّف عليك ؟ ما هى مشاعرك اليوم أمام المُسيئين والمُجدّفين وأمام تلاميذك وأمام يهوذا وهو يُقبّلك ؟ 00ما هى مشاعرك وأنت قاضىِ المسكونة تُحاكم من البشر ؟ " أوثقوك فىِ الحُكم كحقير " 0 لنتخيلّ أنفُسنا فىِ وسط أحداث الصليب00سنجد فيها حالات سلبية وحالات إِيجابية0 الحالات السلبية :0 ==================== يجب أن نتعلّم من أخطائها 1/ التلاميذ 2/ يهوذا 3/ بُطرس الرسول 4/ باراباس 5/ بيلاطُس البُنطىِ 6/ قيافا ورؤساء الكهنة -1- التلاميذ :0 ================= من بداية وجود رب المجد على الأرض وهو يشعُر أنّ فِكر تلاميذهُ غير فِكرهُ ولكنّهُ حاول معهُم وبدأت الأمور تتجلّى عِند النهاية وأكثر المواقف التى شعر فيها أنّ ساعتهُ قد أتت وبدأوا يخدمون معهُ ويحتكّوا بهِ ويُجهّز للفِصح ويُعدّ نفسهُ وهو مكسور ويُقدّم نفسهُ كعطيّة للبشريّة ومذبوح لأجلُهم يقول الإنجيل شىء عجيب0 لم تحدُث بينهُم مُشاجرة وهُم جُدُد لكن أثناء إعدادهُم للفصح " وكان بينهُم مُشاجرة من يجلس بجانبهِ " 00حدثت المُشاجرة وهو يقول لهُم شهوة إشتهيت أن آكُل الفِصح معكُم 00يُقال أنّها مُشاجرة بل مُشاحنة ورغم أنّهُ كان بينهُم ستر ولم يُفكرّ أحد الإنجيليين أو التلاميذ أن يقول أنّ يهوذا كان سارق ولص0 لم يكُن عِندهُم فِكر أن يكشفوا عيوب بعضهُم لكن هذا الموقف كان بهِ مُشاجرة لكنّهُم أرادوا أن يستروا تفاصيلها00معقول يارب أنت تُصلب ونحنُ نتشاجر ؟! 0 أحياناً نكون نحنُ هكذا00المسيح مذبوح لإجلنا ونحنُ فىِ مُشاجرة نبحث عن الكرامة فتحدُث مُشاجرة من الأكبر الزوج أم الزوجة 00الإبن الأكبر أم الإبن الأصغر00المسيح مكسور ويُريد أن يُعطينا نفسهُ فِصح وخلاص وفِداء ونحنُ نبحث عن أنفُسنا 0 فىِ القُداس يقول الشمّاس المسيح مذبوح أمامك وأنت تبحث عن نفسك ومُمكن الشمّاس نفسهُ يقول أنا فقط00ضعف00تُرى ما هى عيوبنا ؟ لا يوجد غير الصليب الذى يكشف لنا عيوبنا00الصليب هو أقوى فِعل فىِ حياتنا00هو قوة الخلاص00ومُجرّد أن أعرف عيوبىِ أقرع صدرىِ00لابُد أن أتغيرّ00إذا لم يُغيرّنا فِعل الصليب لن نتغيرّ لأنّ الصليب عِندنا نحنُ المُخلّصين قوة0 لذلك لابُد أن نُصلّىِ فىِ القُدّاس بإتضاع لأنّ المسيح مكسور أمامنا على المذبح00يقول الكاهن قبل القُدّاس " إِجعل يارب صلاتنا هذهِ مقبولة أمامك بغير رِياء ولا كبرياء ولا إِفتخار ولا غرور ولا عظمة " 00خمسة أشياء رِياء وكبرياء وإِفتخار وغرور وعظمة00لأنّ المسيح مكسور أمامنا0 المُشاجرة بين التلاميذ أثناء الإعداد للفصح 00الموقف الثانىِ للتلاميذ حيث صارع المسيح الموت ذاتهُ رغم أنّهُ لا يوجد إنسان مات بطريقة أبشع من المسيح 00نعم كثيرون صارعوا الموت أكثر من يسوع لكن المسيح صارع الموت ذاتهُ لأنّهُ كان يُصارع سُلطان العالم لذلك لا نستعجب عندما يقول الإنجيل أنّهُ قدّم صُراخ وتضرُّعات ودموع للقادر أن يُخلّصهُ من الموت لأنّ الموت كان هو الحُكم الذى على كُل البشر 0 تُرى هل هذهِ لحظات نوم فىِ البُستان ؟ تخيلّ أننّا مُتخليين عنّهُ لكن السماء لم تتخلّى عنّهُ بل جاء ملاك يُعزّيه00نحنُ أيضاً نكون مُتكاسلين فىِ أجمل وأقدس اللحظات ولنسأل أنفُسنا هل نحنُ فرحين بوجودنا اليوم حولهُ ؟ تُرى هل نحضر بإستمرار المائدة السماوية ؟ لأنّ أى قُدّاس هو جُلجُثة جديدة ومسيح مذبوح ونحنُ كثيراً ما نتكاسل عن القُدّاس 0 المسيح مكسور على المذبح وأنا نائم وأسمع صوت جرس الكنيسة وأظلّ نائم000التلاميذ ناموا فىِ البُستان فقال لهُم يسوع أما تقدرون أن تسهروا معىِ ساعة واحدة ؟ 000أنا أُقدّم لك نفسىِ وأنت لا تستطيع أن تستيقظ لتأخُذنىِ 0 عندما صارع المسيح سُلطان الموت كانت قطرات عرقةُ كقطرات دم وجاز المعصره وحدهُ لأنّهُ أراد أن يفتح الجحيم المُغلق ويُحررّ الأبرار من أسر إبليس 00هو حامل كأس الألم وحامل أثقالنا ويُريد أن يرُدّ لنا جنّة عدن بل يُريد لنا الفردوس نفسهُ ونحنُ ننام ونتركهُ كالتلاميذ00إِحذر أن تنام والمسيح مكسور على المذبح من أجلك ليمنحك الفردوس0 هؤلاء هُم التلاميذ الذين قيل عنهُم منذ أن قبضوا على المسيح وهُم تركوه جميعاً 00هربوا والبعض منهُم راقبةُ من بعيد00نحنُ دائماً نُريد المسيح المُمجدّ وليس المُهان00ولكى نتبع المسيح فىِ ألمهُ وضيقةُ وإضطهادهُ00صعب لكن لو المسيح يُعلن سُلطانهُ نُعلن نحنُ أننّا تلاميذهُ00بينما لو مُهان نقول لا نعرفهُ0 -2- يهوذا :0 ============== ما أصعب موقف يهوذا الذى أقنعهُ المُتآمرون أن يُسلّم سيدهُ بقليل من الفِضة00اليهود خُبثاء لم يُريدوا أن يُشيروا على يهوذا أن يُسلّم يسوع والجنود الرومانيون لا يعرفون من هو المسيح فإتفقوا مع يهوذا على الخيانة حتى يقولون للمسيح تلميذك هو الذى أسلمك ولكى تكون القضيّة أكثر دقّة فىِ إتمامها لأنّهُ قد أتت الساعة وسُلطان الظُلمة فيهُم0 لماذا خان يهوذا ؟ لأنّهُ أحبّ الفِضة00يهوذا أخذ ثلاثين من الفِضة ثمن الخِيانة وهى كانت ثمن العبد فىِ ذلك الوقت00يهوذا خائن غشّاش باع سيدهُ لذلك قيل بالأمس مزمور رائع وهو " كلامهُ ألين من الزيت وهو نِصال " أتى ليُقبلّهُ ولكن قُبلة كالسهم " لو كان العدو عيّرنىِ لإحتملتهُ " 00للأسف ليس عدو بل إبن وتلميذ ومع ذلك كان المسيح معهُ وأجلسهُ على المائدة معهُ وهو يعرف أنّهُ خائن لكنّهُ أراد أن يجذبهُ0 ثلاث سنوات ونِصف وهو يعلم أنّهُ خائن ولص لكنّهُ ستر عليه لكى يجذبهُ إليه لذلك توجد صلاة صُلح يُقال فيها " لم تحرق الغاش الخائن ولكنّك جذبتهُ إليك وقبلّتهُ بقُبلة المُصاحبة جاذباً إياه للتوبة لمعرفة جسارتهِ "00أردت أن تجذبهُ للتوبة وتُخلّصهُ بحلمك وسترك عليه حتى النفس الأخير لذلك نقول نحنُ أيضاً قد نكون مثل يهوذا نخونهُ00اليسّ بنا خِيانة وتكسير لوصاياه 00بنا محبة فِضة وروح ضعف00أليسّ أننّا أحياناً نشعُر أننّا غير مُفتخرين بالمسيح ؟ فينا يهوذا لكن المسيح مُتأنّىِ علينا وعلى كُل يهوذا فينا وعلى كُل خائن يُريد أن يجذبهُ بقُبلة المُصاحبة0 صعب إنسان يشعُر أنّ إخوتهُ يخونوه ويصبر عليهِم لكن المسيح كان يعرف أنّ يهوذا يضمر لهُ شر داخلهُ وأنّهُ سيخونهُ ويُسلّمهُ ويعلم خطة تسليمهُ لكنّهُ صبر عليه وتأنّى00تأنّى على من حولك00إحذر أن تكون مع التلاميذ نائم وسيدّك قائم من أجلك 00إحذر أن يكون فيك روح غِش وروح محبة مال00إحذر أن تستغلّ طول أناتهُ لأنّهُ هو يقول أنا لن أحكُم عليك بل ستحكُم أنت على نفسك0 لو تخيلّنا يهوذا فىِ الجحيم00إذا كان وهو حى لم يحتمل نفسهُ فشنق نفسهُ فكم يكون حالهُ فىِ الجحيم00الجحيم وصرير الأسنان قليل عليهِ00لذلك لابُد أن نكون مُخلصين للمسيح00قد يقول لنا يهوذا أنا لو أستطيع الآن أن أقول للكنيسة أن تكون مُخلصهُ لسيدّها وربّها يسوع وتُقدّم لهُ عِوض خيانتىِ أمانة وإخلاص0 -3- بُطرس الرسول :0 ========================= كان يتبع يسوع من بعيد ورأى المُحاكمة بدقائقها ورآهُ وهو يُجلد ويُلطم ويُهان والعجيب أنّهُ يُقال " وأمّا بُطرس فكان جالس ليسطلىِ " جلس ليتدّفأ وهو يرى المسيح يُحاكم وعندما سألوه عن معرفتهُ بالمسيح أنكر0 كثيراً ما يكون فينا ضعف بُطرس مع لا مُبالاه000كثيرون تخيلّوا أنّ المسيح أثناء كُل هذهِ المُحاكمات كان يلتفت إلى بُطرس وينظُر إليهِ وكأنّهُ يقول لهُ ليتكّ تكون معىِ ولو بنظرتك وقلبك مثل بنات أورشليم اللاتىِ لم يفعلن شىء سوى البُكاء لكن بُطرس كان جالس ليتدّفأ وهو يعرف جيداً المسيح ولهُ عِشرة طويلة معهُ ويراهُ يتعرّى من أجل سترنا ويُهان بدون خطية ويرى تُهم تُكال لهُ لكى يحمل التُهم عن كُل إنسان " تعييرات مُعيريك وقعت علىّ " 0 موقف بُطرس صعب على الإنسان أن يتخيلّهُ أن يكون تلميذ ويرى سيدهُ فىِ كُل هذهِ المهانة والشِهادة الزور ويصمُت أو يجلس ليتدّفأ0 فىِ قضية المسيح لم يكُن لهُ شاهد دِفاع بل كان كُل الشهود مُستأجرين عليهِ وكان المسيح يسمع لأول مرّة تُهم تُوجّه إليهِ لم يكُن سمعها من قبل00مُجدّف ومُشيع فساد00حتى أنّهُ لمّا سألوهُ عن صحة هذهِ التُهم الموجهة إليهِ قال أنّهُ لم يتكلّم كلمة فىِ الخفاء بل كان كلامهُ علانيةٍ0 المسيح لن يحتاج إلى دِفاعىِ عنّهُ لكنّهُ يحتاج إلى توضيح موقفىِ إتجاههُ00نحنُ نحتاج تحديد موقفنا مع المسيح هل هو سلبىِ ونجلس نستدفىء مثل بُطرس دون أن ننظر إليه أم نحنُ معهُ فىِ موقف إيجابىِ " صُلب البار من أجل الأثمّة " 0 -4- بيلاطُس البُنطىِ :0 ========================== موقفهُ ليس سىء بل كان مُقتنع أنّ المسيح غير مُذنب ورأى أنّ كُل التُهم الموجهه إليهِ يُمكن الصفح عنها لذلك قال لرؤساء الكهنة أؤدّبهُ ثُمّ أطلقهُ فرفضوا ما قالهُ 00وعندما وجدوا أنّهُ يُريد إطلاقهُ وأنّهُ لا يجد فيهِ علّة جاءوا إليهِ من ناحية حسّاسة فقالوا لهُ إذا كُنت غير مُستجيب لنا من الناحية الدينية فمن الناحية السياسية إذا تركتهُ وأطلقتهُ ستكون غير مُحب لقيصر0 عندما سمع بيلاطُس كلامهُم إنقلب فىِ رأيهِ 180 درجة 00لأنّهُم قالوا لهُ أنّ المسيح إدّعى انّهُ ملك فإذا أطلقتهُ تكون غير مُحب لقيصر ولأنّ فىِ هذه الفترة كانت اليهوديّة مُستعمرة رومانيّة فكانت كلمة غير مُحب لقيصر تُهمة شائعة0 لذلك أخرجّ بيلاطُس قرار الصلب ولكى يُبرّر ضميرهُ غسل يديهِ00بيلاطُس هذا الذى لمّا سمع كلام يسوع خاف وبدأ يُدرك من هو المسيح 00المسيح كلّمهُ فىِ أمور لم يسمعها من قبل لذلك سألهُ من أين أنت ؟ والمسيح إعترف لبيلاطُس بينما لم يعترف لرؤساء الكهنة لذلك نقول فىِ القُدّاس " إعترف الإعتراف الحسن أمام بيلاطُس البُنطىِ " لأنّ المسيح رأى بالروح أنّ بيلاطُس سيُصدّقهُ أكثر من رؤساء الكهنة ورغم ذلك أخرج قرار الصلب وهُنا موقف بيلاطُس اصبح صعب يقول بعض الآباء أنّ موقف بيلاطُس عكس موقف بولس الرسول0 بولس الرسول لهُ قاعدة فىِ حياتهُ وهى " أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فىّ " بينما قاعدة حياة بيلاطُس أحيا أنا ويموت المسيح إذا كان فىِ ذلك الحِفاظ على منصبىِ وكُرسىّ00بيلاطُس خاف على مجدهُ الأرضىِ وأيضاً وقع تحت تأثير الضغوط الخارجية00ونحنُ أحياناً نقع تحت تأثير الضغوط الخارجية إحذر أن تتخذ من الضغوط الخارجية عُذر لك0 لابُد أن تُراجع نفسك ولا تخف من الناس00كثيراً ما رأينا فىِ كنيسة العهد الجديد مُصالحة للمسيح عِوض موقف بيلاطُس 0 الشُهداء صالحوا المسيح عن موقف بيلاطُس بتحدّيهُم للملوك000بيلاطُس لم يُضحّىِ بمنصبهُ بينما الشُهداء ضحّوا بمناصبهُم وبحياتهُم وبكُل ما يملكون من أجل المسيح000كثير من الملوك وعدوا الشُهداء بممالك ومناصب وعندما لم يستجيبوا لوعودهُم توعّدوهُم ورغم ذلك رفضوا الوعد والوعيد وصحّحوا موقف بيلاطُس وضحّوا بحياتهُم من أجل المسيح0 موقف بيلاطُس صعب لأنّهُ لم يستجيب لِنداء قلبهُ لكنّهُ إستجاب لضغوط الناس000مهما كانت ضغوط المُجتمع حولك لابُد أن تُحدّد موقفك وتكون مع المسيح0 -5- باراباس :0 ================= باراباس لم يكُن لهُ ذنب فىِ الأمر ولكن كثيراً ما نكون نحنُ باراباس نُريد أن يُصلب المسيح ونُطلق نحنُ00باراباس كان يعلم أنّهُ مُستحق الصلب لأنّهُ كان مُشيع فتنة وتسبّب فىِ قتل كثيرون لكنّهُ ضحّى بالمسيح0 المسيح رافع العقوبة عن باراباس 00تُرى هل أشعُر أنا أنّ الصليب اليوم هو صليبىِ أنا ؟ الكنيسة اليوم حزينة ليس على المسيح بل حزينة على خطايانا التى سببّت الصليب للمسيح00نحنُ ليس حزانىِ على المسيح بل على خطايانا0 الصليب اليوم هو عيد بالنسبة للمسيح لأنّهُ هو فِصحنا00اليوم تذكار خروجنا وعبورنا من سُلطان عدو الخير هل أشعُر أنّ المسيح صُلب بدلاً من أن أُصلب أنا ؟ وكما يقول سيدنا البابا شنوده الثالث فىِ قصيدتهُ " فلماذا أنت مصلوب هُنا وأنا الخاطىِ حُر أتباهى "0 المُشكلة أنّهُ أحياناً نشعُر أنّ المسيح هو مُستحق الموت أمّا نحنُ فلا00أحياناً نُلقىِ الإتهام على المسيح وأتهّمهُ أنّ وصاياه ثقيلة وأنّ الحياة الروحيّة هى حياة رجعيّة مُتخلّفة وإنّىِ أنا الصح وهو الخطأ وهذا موقف باراباس 0 وكما فىِ سفر أيوب 00يقول أيوب للّه " أتستذنبنىِ كى تتبرّر أنت " 000أحياناً نُريد أن نستذنب المسيح كى نتبرّر نحنُ00ليس أكرم ولا أفضل من أن نُلقىِ اللوم على أنفُسنا ونقول نحنُ خُطاه 00لابُد أن نشعُر بخطايانا أمامهُ0 -6- قيافا ورؤساء الكهنة :0 من أصعب المواقف هو موقف قيافا ورؤساء الكهنة00هؤلاء عملهُم هو الذبائح وتعليم الناموس والإعداد للمسيّا00طوباك يا قيافا لو كُنت إكتشفت أنّهُ المسيّا وقدّمتهُ للناس !! للأسف قيافا كان يشعُر أنّهُ المسيّا لكنّهُ أسلمهُ للصلب ولمّا قيافا يقول أنّ المسيح يُصلب إذن هو رافضهُ ورافض مُلكهُ بينما الله هو صاحب هذهِ المملكة هو ملك على إسرائيل من أيام داود وموسى و000هو صاحب المملكة وهُم يقولون ليس لنا ملك إلاّ قيصر0 رفضوا المسيح00 كلمة صعبة مُمكن تخرُج من أُناس عاديين لكن من رؤساء كهنة ؟!! هل نعلم ماذا يعنى مُلك الله على إسرائيل من أيام موسى وأشعياء وداود و000؟ رؤساء الكهنة قالوا للمسيح " إن كُنت إبن الله خلّص نفسك " 00 " خلّص آخرين ولم يقدر أن يُخلّص نفسهُ " أيّة حماقة هذهِ ؟ يا لحُزن هارون فىِ هذا اليوم على كهنوتهُ00لم يكُن يتمنّى أنّ كهنوتهُ يصل إلى هذهِ الدرجة00الكهنوت رفض المسيح00يالحُزن موسى وداود و000على قيافا000قيافا كان مملوء خُبث ومكر 00لا يُمكن أن أعرف كيف أتعامل مع المسيح على أنّهُ المسيّا والفادىِ والمُخلّص وأنا داخلىِ خُبث ومكر0 لذلك كان موقف بيلاطُس أفضل من موقف قيافا ورؤساء الكهنة الذين كانوا يعلمون أنّهُ برىء لكنّهُم أسلموهُ حسداً00لذلك موقفهُم كان سىء جداً0 لو تخيلّنا حال قيافا فىِ الجحيم لوجدناه ُصعب جداً لأنّ الذى كان عملهُ العِبادة وتعليم الناموس ويُشير للمسيّا هو الذى أسلمهُ مع رؤساء الكهنة00موقفهُم فىِ الجحيم صعب بل سىء جداً00تُرى ما هو موقفىِ أنا ؟ 00قيافا ورؤساء الكهنة الذين عملهُم العِبادة والناموس والذبائح والإشارة للمسيّا هُم الغشّاشين والمُسلّمين0 الحالات الإيجابيّة : ====================== 1/ بنات أورشليم 2/ سمعان القيروانىِ 3/ اللص اليمين 4/ يوسف الرامىِ 5/ نيقوديموس 6/ مريم أُمهِ ومريم أُخت أُمهِ ومريم التى لإكلوبا والمجدليّة ويوحنا الحبيب هؤلاء الحالات الستّة لابُد أن نتعلّم منها ونتمثلّ بِها -1- بنات أورشليم : لم يفعلنّ شىء سِوى البُكاءفىِ موكب الصليب كان هُناك من يصيح وهُناك من يشتم ومن يسب و000وهُناك من يبكىِ00هؤلاء الباكون جذبوا قلب المسيح فخرج عن صمتهِ0 لمّا رأى بنات أورشليم يبكين قال لهُنّ " يا بنات أورشليم لا تبكين علىّ بل إبكين على أنفُسكُنّ " 00يارب ليس كُل من حولك خائنون أو مُنافقون أو شِهود زور أو مُسلّمون وغشّاشون 0 لو أردنا ان نعرف مفهوم الكنيسة اليوم لوجدناها أنّها تُريد أن تُعالج أخطاء العهد القديم وتُعوّضهُ اليوم عمّا فعلتهُ بهِ كنيسة العهد القديم00الكنيسة اليوم تُعلن مُلكهُ عليها وتُصالحهُ وتصرُخ لهُ " عمانوئيل إلهنا وملكنا " 0 لو ذهبنا لأى كنيسة اليوم سنرى الكهنة ينحنون أمام أيقونة الصليب ويُقدّمون البخور ليعطوهُ المجد عِوض الإِهانة التى نالها من رؤساء الكهنة الذين قالوا ليس لنا ملك إلاّ قيصر00لا00اليوم هو ملك على كنيستهُ وعلى شعبهُ وعلى قلوبنا عِوض حماقة العهد القديم0 بنات أورشليم بكينّ عليهِ00قد نوضع نحنُ فىِ موقف لا نستطيع فيهِ أن نُدافع عنّهُ أو ندخُل معهُ دار الولاية أو00لكن نحنُ نملُك مشاعرنا فعلى الأقل نتعلّم أن نُقدّم لهُ مشاعرنا ونُملّكهُ عليها0 فمثلاً لو أنت لا تستطيع أن تخدم أو تُساعد أو000فعلى الأقل قدّم لهُ مشاعرك فهى مقبولة عِندهُ00قدّم لهُ دموعك فهى مقبولة عِندهُ 00بُكاءك عليه إكرام كبير عِندهُ وهو ناظر إليك ومُنجذب نحوك00رغم دموعهُ على الصليب وسهرهُ فىِ المُحاكمة وتعبهُ من كثرة الإهانات إلاّ أنّ دموع بنات أورشليم كانت كريمة جداً عِندهُ 0 اليوم الكنيسة تُقدّم لهُ مشاعر وتقول لهُ أنت لا تستحق كُل هذا00مشاعر الكنيسة تجذبهُ عِوض موقف رؤساء الكهنة لذلك يقول المزمور " مُجازين عن الخير شراً " 00 " رفضونىِ أنا الحبيب " وهذا كان موقف اليهود وقتها بينما موقف الكنيسة اليوم كموقف بنات أورشليم اللاتىِ جذبنّ قلبهُ0 -2- سمعان القيروانىِ :0 كان عائد من حقلهِ ووجد المسيح واقع تحت الصليب لأنّهُ ثقيل00بعض الإنجيليين قالوا أنّهُ تبرّع لحمل الصليب مع المسيح عندما وجدهُ مُجهد ومُهان إلى هذا الحد والبعض قالوا انّهُ أُمر أن يحمل الصليب وهو لم يرفُض 0 سمعان برىء وحمل الصليب00هذهِ خدمة00يالشرف هذهِ الخدمة الذى نلتهُ أن تحمل صليب سيدّك وهذا هو الشرط الذى وضعهُ المسيح لمن يتبعهُ وهو أن يُنكر نفسهُ ويحمل صليبهُ0 سمعان سخرّ كتفهُ لحمل الصليب00ياليتنا اليوم نُقدّم أكتافنا للمسيح لحمل صليبهُ ونقول لهُ إسمح لنا أن ننال هذا الشرف أن نحمل الصليب عِوض عنك0 لذلك فِكر أنّ الصليب تُهمة المسيح غيرّه وجعلهُ شرف00الذى يمُر بتجربة يكون حامل صليب بينما النُسّاك والرُهبان نُسمّيهُم لُبّاس الصليب00 لتبحث عن صليب تحملهُ لتُشارك المسيح آلامهُ0 إُطلُب منّهُ أن يُعطيك صليب تحملهُ وقُل لهُ لا تجعلنىِ أخرُج من كنيستك وأنا لا أحمل صليب00أنت تعلم قُدراتىِ فأعطنىِ ما أستطيع حملهُ من أجلك 0 -3- اللص اليمين :0 لنا الحق أن نتعجّب من موقفهُ وكما قالت المديحة " ماذا رأيت وماذا أبصرت " ما الذى جعلهُ يقول " إذكُرنىِ يارب متى جئت فىِ ملكوتك " 00الذى لم يستطع القديس بُطرس ولا رؤساء الكهنة أن يستوعبوه إستوعبهُ اللص اليمين0 يا لخزيك يا قيافا أمام اللص الذى لو سألناه هل قرأت العهد القديم يقول00لا00بينما لو سالنا قيافا هل قرأت العهد القديم يقول نعم فأنا مُعلّم الناموس0 إذاً هل قرأت أشعياء 53 الذى يُسمّىِ جُلجُثة العهد القديم كُل أحداث الصليب مُعلنة فيهِ00هل قرأت المزمور 22 الذى يُقال عنّهُ برنامج الصليب 0 كُل أمور اليوم مكتوبة من أول " إلهىِ إلهىِ لماذا تركتنىِ " 00 " ثقبوا يدىّ ورجلىّ وأحصوا عِظامىِ " 00كلمات واضحة0 إذا كان اللص المصلوب رآهُ فىِ مهانتهُ وآمن بهِ لذلك نال كرامة عظيمة وهو أول من نال الفردوس00ويستحق 0 تُرى ما عُذرك يا قيافا ؟؟ 00ماذا رأى اللص وماذا أبصر ؟ كُل جُزء من اللص اليمين كان مُقيدّ إلاّ قلبهُ ولسانهُ00هذا اللص لُغز مُحيرّ00لذلك إستخدم لسانهُ وقلبهُ فىِ إعلان إيمانهُ بالمسيح لذلك تقول الكنيسة " قلبىِ ولسانىِ يُسبحّان القدّوس " 00 " القلب يؤمن بهِ للبرّ واللسان يعترف بهِ للخلاص " لابُد للقلب واللسان أن ينطقا بالمسيح وبمجده وبعظمتهِ " عجيب ومُتعجبّ فيهِ بالمجد " 00بينما رؤساء الكهنة الذين يعلمون الناموس رفضوهُ 0 لابُد أن تتمثلّ باللص اليمين وإنتفع بكُل شىء حتى بشرّك وإقترب للمسيح كما قال الآباء القديسون إستفيد من شرّك وإجعلهُ سبب برّ لك0 -4- يوسُف الرامىِ : يقول عنهُ الكِتاب أنّهُ كان مُشير وصالح وبار وتلميذ للمسيح لكن فىِ الخفاء لأنّهُ كان يخاف على منصبهِ00خاف من اليهود00كان يتبع المسيح فىِ الخفاء ولهُ حُب كبير لهُ00وكان من أعضاء السنهدريم أى أنّهُ من الجماعة المُختارة جداً فىِ اليهود هو ونيقوديموس لكن الصليب أحدث فيهِ إنفجار 00أثناء الصليب يقول لنيقوديموس هل يعجبك ما يحدث ؟ لماذا كُل هذهِ الإهانات ؟ ها هو قد قارب الموت 00وإتفق يوسُف مع نيقوديموس أن يفعلا شيئاً فقال لهُ نيقوديموس أنا أشترى أطياب وعطور وأنت دبرّ قبر وإستاذن بيلاطُس لتأخُذهُ وندفنهُ قبل الغروب حتى لا ندخُل فىِ يوم السبت ويدخُل فىِ الفِصح اليهودىِ ويظل مُعلّق على الصليب من الجُمعة حتى يوم الأحد 00معقول تترُك جُثة ميت مُعلّقة على الصليب كُل هذهِ الفترة 0 لذلك قال رب المجد " حيثُما توجد الجُثة هُناك تجتمع النسور " وكأنّهُ يُعلن أنّهُ هو الجُثة وصالبيهِ هُم النسور يُريدون أن ينهشوه0 يوسُف الرامىِ بار ويُحب المسيح فأعطاهُ قبرهُ الجديد الذى نحتهُ فىِ الصخر من أجل نفسهِ00يوسُف الرامىِ الرجُل الغنىِ تنازل عن قبرهُ الجديد من أجل المسيح00أليسّ هذا موقف نتعلّم منهُ كيف نُعطىِ ؟ من منّا يتنازل عن قبرهُ ؟ مُمكن تتنازل عن شُقة لكن عن قبر !!!! كان يُقال عن يُوسف الرامىِ أنّهُ جسور ذهب لبيلاطُس ولم يخف ليأخُذ جسد يسوع لقبرهِ00بيلاطُس تعجّب من موتهِ السريع وسمح ليوسُف أن يأخُذهُ00لذلك نال يوسُف كرامة عظيمة وأصبح قدوة لكُل أمين وكُل مُحب وصار إسمهُ خالد على مر السنين0 -5- نيقوديموس :0 كان مُعلّم للناموس ولا ننسى عندما ذهب للمسيح ليلاً ليسألهُ عن الملكوت حتى لا يراهُ أحد 00كان مُشتاق 00وأثناء المُحاكمة قال لهُم مشورة وهى أن يُعطو المسيح فُرصتةُ ليُدافع عن نفسهِ0 كان نيقوديموس غنىِ جداً فإشترى أطياب للمسيح غالية الثمن ولنرى الأطياب التى إشتراها00أحضر 100 رطل أطياب كما ورد فىِ إنجيل يوحنا أى 36 كجم حنوط0 قديماً كان يُقاس عظمة الإنسان وكرامتهُ بكمية الحنوط التى توضع عليه00نيقوديموس كان يعلم مقدار عظمة وكرامة المسيح فأحضر هذهِ الكمية وكان صعب إحضارها لأنّ المتاجر كانت بدأت تُغلق إستعداد للدخول فىِ الفِصح والناس ذاهبة للهيكل لمُمارسة الفِصح إشترى كُل هذهِ الكمية وهى مواد غالية جداً وثمينة وتظل رائحتها لمدة آلافات السنون وكانت تُستعمل فىِ التحنيط وفيها ما هو أغلى من الذهب وتوزن بموازين أدق من الذهب وهى مواد تستعملها الكنيسة حتى الآن المُر والميعة والسليخة والعود والعود هذا يأتىِ من شجر الفردوس الذى يعتقدوا أنّهُ ينمو فىِ الفردوس0 هو نبات ينمو فىِ المناطق الإستوائيّة ويُباع بالذرّة وهو مادة تعمل على عدم الفساد ويُعطىِ رائحة وحفظ0 نيقوديموس لم يكُن بخيل إشترى 36 كجم من هذهِ الحنوط للمسيح 00حُب 0 موقف الصليب غيرّ نيقوديموس ويوُسف الرامىِ بعدما كانا يتبعاهُ فىِ الخفاء تبعاهُ علنىِ لم يعودا يهتمّا بأمر اليهود00تُرى ما هى مشاعركُما وأنتُما تُنزلان المسيح من على الصليب وتأخُذاه للقبر ليُدفن ؟  الكنيسة بالروح أخذت هذهِ الأطياب التى لمست جسد المسيح 00أطياب خالدة وصنعت منها الميرون مسحة المؤمنين " أمّا أنتُم فلكُم مِسحة من القدّوس " 00الميرون من الأطياب التى أحضرها نيقوديموس لأنّ " أنتُم رائحة المسيح الذكيّة " هل كان يشعُر بما يحدُث ؟ موقف نيقوديموس وبخّ رؤساء الكهنة وكثير من التلاميذ 00إحذر من أن تكون بخيل مع المسيح وأن تتبعهُ فىِ الخفاء فقط00إعلن00إحذر أن تُقدّم نفسك عن المسيح فهو لا يستحق منك ذلك 00إعطهِ غِناك وعُمرك وحُبكّ وأطيابك و0000 -6- مريم أمهِ ومريم أخت أمهِ ومريم التى لإكلوبا والمجدليّة ويوحنا الحبيب :0 ======= مُحبين جداً للمسيح وتبعوهُ حتى أخر لحظة وأخر مكان00كان فِصح اليهود قد بدأ لذلك مُعظم الذين كانوا حول الصليب ذهبوا كُلّهُم ما عدا المريمات ويوحنا الحبيب الذين إقتربوا للصليب أكثر ورأوا ملامحهُ بأكثر وضوح حتى أنّهُ سمعهُم وسمعوه وتكلّموا معهُ " هوذّا أمكّ " 00 " هوذّا إبنك " الذى يتبعهُ للنهاية للصليب يأتمنهُ على أمهِ والتى يقول عنها القديسون أنّها الكنيسة 0 بعد إنصراف الكارهين تبقىّ المُخلصين00تُرى هل أنا فىِ يوم صليبك مع هذهِ المجموعة القليلة أتبعك للنهاية أم هو إنفعال عاطفىِ مؤقت 00أنا لستُ أفضل من بُطرس الذى تبعهُ بإنفعال عاطفىِ فقط00لا00نحنُ معهُ بمشاعر أقوى بكثي00تُرى لو صُلب المسيح أمامى هل أسير معهُ للنهاية أم أجلس أستدفىء أم أظلّ فىِ بيتىِ أم أبكىِ عليه 000؟ ما هو موقفك ؟ الموقف اليوم مُحتاج تغيير من كُل واحد فينا00الصليب ليس معلومات بل لنقُل لهُ أعطنىِ قلب يوحنا وقلب مريم أمك وإخلاص المجدليّة وأمانة مُحبيك الذين تبعوك حتى الصليب وهذا هو موقف كنيسة العهد الجديد اليوم0 ليتنا نُعلن محبتنا وأشواقنا وأمانتنا لذلك الكنيسة بالروح تعلم أنّهُ سيقضىِ ليلتهُ فىِ القبر فجمعت أولادها وشاركتهُ السهر كيف يناموا وهو فىِ القبر000يسهرون حول عريسهُم ليُشاركوهُ لأنّ غير المائت الأزلىِ فىِ القبر قبِل أن يموت لأجلنا لذلك نسهر معهُ لنُعلن لهُ محبتنا وإخلاصنا0 لنُراجع اليوم موقفنا00كثيراً ما يكون فيكِ يا نفسىِ يهوذا ومن بيلاطُس ومن رؤساء الكهنة ومن غِش ورياء وخِداع ومحبة مال و000ومن كُل ضعف ظهر فىِ الصليب لكن هل الصليب سيغيرّنىِ كما غيرّ يوسُف الرامىِ 0 إذا كان الجاحدين رأوا الصليب ورجعوا يقرعون صدورهُم ويقولون بالحقيقة هو إبن الله فكم تكون كنيستةُ ؟ لابُد أن تكون لنا شركة حقيقيّة مع المسيح الحى المصلوب من أجلنا ولنتبعهُ أينما يمضىِ0 ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين

عيد عُرس قانا الجليل

" وفىِ اليوم الثالث كان عُرس فىِ قانا الجليل ، وكانت أُم يسوع هُناك 0 ودُعى أيضاً يسوع وتلاميذه إلى العُرس 0 ولمّا فرغت الخمر قالت أُم يسوع لهُ ليس لهُم خمر 0قال لها يسوع مالىِ ولكِ يا إمرأة0 لم تأتِ ساعتىِ بعد 0 قالت أُمّهُ للخُدّام مهما قال لكُم فافعلوهُ0 وكانت ستّة أجرانٍ من حِجارةٍ موضوعةً هُناك حسب تطهير اليهود يسعُ كُلّ واحدٍ مطرين أو ثلاثة0 قال لهُم يسوع إملأوا الأجران ماء0 فملأوها إلى فوق0 ثُمّ قال لهُم إستقوا الآن وقدّموا إلى رئيس المُتّكإ 0 فقدّموا0 فلّما ذاق رئيس المُتّكإ الماء المُتحّول خمراً ولم يكُن يعلم من أين هى0 لكنّ الخُدّام الذين كانوا قد إستقوا الماء علِموا0 دعا رئيس المُتّكإ العريس0 وقال لهُ 0 كُلّ إنسانٍ إنّما يضعُ الخمر الجيّدة أولاً ومتى سكِروا فحينئذٍ الدّون0 أمّا أنت فقد أبقيت الخمر الجيّدة إلى الآن0 هذهِ بِداية الآيات فعلها يسوعُ فىِ قانا الجليل وأظهر مجدهُ فآمن بهِ تلاميذهُ " ( يو 2 : 1 – 11 ) 0 فلتحلّ علينا نعمتهُ وبركتهُ من الآن وكُلّ أوان وإلى دهر الدهور آمين 0 تحتفل الكنيسة يا أحبائىِ بعيد من أعيادها السيّديّة الصُغرى عيد " عُرس قانا الجليل " ، رُبّما يتساءل البعض لماذ مُعجزة عُرس قانا الجليل تتحّول لعيد ؟ فربنا يسوع المسيح عمل مُعجزات كثيرة ، رُبّما يكون عمل مُعجزات أكبر منها ، فإِذا كان اقام موتّى ، فإِذا كان أقام لِعازر ، فإِذا كان فتح للأعمى عينيهِ 0 أولاً أتكلّم مع حضراتكُم فىِ ثلاث نُقط :0 (1) لماذا نحتفل بعُرس قانا الجليل كعيد 0 (2) سخاء ربنا يسوع 0 (3) التحّول 0 أولاً : لماذا نحتفل بعُرس قانا الجليل كعيد :0 =============================================================================================== لأنّها أول مُعجزة ربنا يسوع المسيح عملها 0 فهى أول شىء يُعلن بِها نفسهُ أمام الناس00فقبل المُعجزة إن كان معروف فهو معروف لأخصائهُ الأقربين جداً مثل الست العدرا وتلاميذهُ لكن عِند عامة الناس لا يعرفوهُ0 فالست العدرا تعرف جيداً إمكانيات إبنها كون إن هى قالت ليس لهُم خمر فذلك لأنّ هى تعرف إمكانيات إبنها فطلبت المُعجزة 0 هى أول مُعجزة يُستعلن فيها مجد لاهوت ربنا يسوع المسيح ، فالكنيسة تحتفل بِها وتجعلها بداية لحياة ربنا يسوع المسيح 0 فتوجد كلمة فىِ الإنجيل " الثالث " 00فلِماذا اليوم الثالث ؟ فهو اليوم الثالث بالنسبة للعِماد 0 فهو إعتمد فىِ 11 طوبة 0 فاليوم هو اليوم الثالث للعِماد ، فنجد قِراءات 12 طوبة لا تُقال قِراءات 12 طوبة لأنّهُ ثالث يوم عيد الغِطاس00وتُعطىِ لنا تعاليم خاصة بالعِماد 00فمازالت الكنيسة بتحتفل بالعيد ولكن توّج إحتفالنا بالعِماد بمُعجزة00فالثالث تُشير لقوة القيامة 00قوة الحياة الجديدة00قوة الخلاص0 العيد يحمل معانى كثيرة :0 (1) إعلان إلوهيّة ربنا يسوع المسيح 0 (2) بداية كرازتةُ وخدمتةُ 0 فهو حب أن يتعرّف علينا فىِ عُرس لأنّ هو مصدر الفرح ، وبدأ خدمتهُ فىِ عُرس ، ربنا يسوع المسيح هو العريس الحقيقىِ فهو مُشتاق أن يخطُبنا لنفسهِ ويُقدّمنا لهُ كعذراء بلا عيب 0 فإن كانت هذهِ المعرفة أولّها فىِ فرح فإنطبعت صورة مُفرحة مُعزّية قوية فىِ نفوسهُم ، لأنّهُ يُشركهُم فىِ حياتهُم ، فهو صديق لهُم ومُشاركاً لهُم فىِ حياتهُم ، فهو كان مُجامل وكان عاطفىِ وشاركهُم فىِ أحزانهُم وأفراحهُم0 والعُرس كان يأخُذ مُدّة من الزمن ، فكان يأخُذ على الأقل إن كانوا ناس بُسطاء يأخُذ إسبوع 0 " وكانت أُم يسوع هُناك 00 " فالسيد المسيح أتى ليُجامل والست العدرا كانت هُناك من قبلهُ بمُدّة ، وربنا يسوع ذهب فىِ نهاية العُرس ، فالعُرس فىِ التقليد اليهودىِ كان يُمثلّ أمر لهُ فرحة كبيرة جداً ، فبعض النساء تغيّرت أسمائهُم بعد عُرسهُم فهو يُمثلّ للشخص حياة جديدة0 وفىِ بعض تقليدات فىِ التقليد اليهودىِ إن هى بداية جديدة ، وغُفران للخطايا السابقة ، لذلك كانوا يحتفلوا بهِ بمراسيم طقسيّة وبِمُشاركة أهل أهل البلد ، لذلك ربنا يسوع هو أتى ليُعلن نفسهُ العريس والبشريّة هى العروس ، والعُرس معروف عنهُ البهجة والسرور وتجمّع الأقرباء والأحبّاء ، فهو جاء ليقول أنا أتيت فىِ وسط أحبائىِ لأصنع معهُم محبة ، وهو تنازُل رب المجد للبشريّة وإفتقادِهم0 الأعياد السيديّة هى الأعياد التى تمسّ الخلاص وفيها أحداث تمسّ الخلاص ، مثل الخِتان فهو مُناسبة خلاصيّة وهو إحتكاك للخلاص0 لذلك عُرس قانا الجليل الكنيسة بتعتبرهُ مُناسبة فيها رب المجد يسوع بيفتقد الجنس البشرىِ ، نحنُ نعرف أنّ من نتائج الخطية أنّ العقوبة التى وقعت على المرأة عامةً بأنّ بالوجع تلدين وأصبح الزواج مُرتبط بالوجع وبالأنين وبنتائج الخطية ، فهو جاء يحضر العُرس ليرفع العقوبة وليُزيل العداوة القديمة ، كما فىِ آدم يموت الجميع0 وكأنّ اليوم الكنيسة بتقول لنا عيشوا مع المسيح خدمتهُ ، فهو إتولد وإتختن وتعمدّ ، واليوم الكنيسة بتقول لكُم اليوم هو أول خطوة فىِ خدمة ربنا يسوع المسيح0 وربنا يسوع عارف أنّهُ عندما تبدأ المُعجزات تبدأ الحروب والضيقات والمكائد والصليب يظهر ، فقال لها لم يأتىِ الوقت بعد ، فالكنيسة بتعتبر أنّ المسيح أعلن مجد لاهوتهُ وسُلّطانهُ فىِ حياتنا ، وإفتقد حياتنا ويُحوّل حياتنا إلى خمر حقيقىِ0 ثانياً:التحّول:0 ============================ نحنُ نعرف أنّ الخمر عندما فرغ كان موقف مُحرج ، والست العدرا كانت بتشتغل معهُم ، والست العدرا شعرت بالموقف المُحرج فقالت لربنا يسوع " ليس لهُم خمر " 00ثُمّ قالت لهُم " مهما قال لكُم فإفعلوهُ " ، ليتنا عندما نقرأ الكِتاب المُقدس لا أقول إنّ هذهِ الآية ليس لىِ شأن بِها ولكن الآية تحتاج لوقفة 0 ثُمّ قال لهُم " إملأوا الأجران ماء " فهو حّول الماء إلى خمر ، إنّهُ تحّول جوهرىِ ، فالماء عناصرهُ غير عناصر الخمر ، فالماء H2o هيدروجين وأوكسجين ، والخمر فيهِ كحُولّ فهو فيهِ كربون ، فكون الماء يتحّول ويتغيّر طبيعتهُ تماماً فهى مُعجزة 00مُعجزة خلق 00مثل مُعجزة الخمس خُبزات والسمكتين 00فهى مُعجزة خلق لأنّ ربنا يسوع هو قادر أن يُغيّر 00فهو قادر أن يُغيّر البرودة والجفاف إلى حرارة ونشاط00وقادر أن يُحّول طبيعتىِ الفاسدة وحتى وإن لم توجد إمكانيات التغيير ، أُريد أن أكون شىء لهُ قيمة ولهُ طعم مثل الخمر0 فلنفرض إن أنا لا يوجد فىّ برّ فهو قادر أن يخلق فىّ برّ " قلباً نقياً إخلق فىّ يا الله " 00ربنا يسوع المسيح جاء ليُحّول النفس الضعيفة الفاسدة إلى نفس حارّة0 فربنا يسوع المسيح لا يُجيز شُرب الخمر ، ولكن الناس هى التى تُفسد إستخدامهُ ، فالناس فىِ المناطق الباردة تشربهُ للتدّفئة ، فالمادة فىِ حد ذاتها ليست شراً ولكن الإنسان هو الذى يصنع الشر ، فهو يُريد أن يقول أنّهُ قادر أن يخلق قلب جديد نقىِ0 ربنا يسوع إستخدم فىِ إنجيلهُ كلمة " خمر" عندما قالت عذراء النشيد " أدخلنىِ إلى بيت الخمر " فهو يُشير إلى الشبع الروحىِ بالله ، وفعلاً الإنسان يا أحبائىِ بيصل لدرجة أنّهُ يسكر بمحبة ربنا ويوصل لدرجة أنّهُ يرتفع عن الفِكر البشرىِ 0 ربنا جاء ليجعل بهذهِ المُناسبة إفتقاد لجمود الإنسان ، لأنّ الإنسان إبتعد عن ربنا تماماً وعاش فىِ حياة كُلّها توانىِ وكسل ، فربنا يُريد أن يُغيرّهُ0 ومن عظمة قُدرة التحّول أنّ رئيس المُتّكإ إندهش وقال لهُم من أين أتيتُم بهِ 00والأجران كانت ثقيلة جداً00فهو قد إعتقد إن الخمر كان عندهُم وأتوا بهِ فىِ الأخر ولم يعرف بالتحّول ، كأنّ ربنا يسوع المسيح جاء ليقول أنا سأبطُل الخمر القديم وسأعطيكُم خمر جديد يُدهش عقولكُم00الخمر القديم هو الناموس والخمر الجديد هو البرّ فىِ عهد ربنا يسوع المسيح0 فيوجد فرق كبير بين الذبائح وبين النعمة التى نحنُ فيها الآن ، فنحنُ موجودين والمذبح مفتوح وبنأخُذ الجسد والدم ، نحنُ فىِ عِز الآن ، فهو يُدهش ، جميل جداً أن ندرس العهد القديم ، فتوجد أهمية لدراسة العهد القديم ، ومنها أعرف اهمية الخمر القديم وما يُشير إليهِ فىِ العهد الجديد0 فما أجمل أن أعرف أنّ الشعب عندما كانت تلدغهُ الحيّات كان موسى يُعلّق الحيّة وينظُر إليّها الإنسان فيُشفى ، فهى قوة الصليب التى تُشفىِ الإنسان من لدغة الحيّة0 موسى عبر البحر الأحمر ولكن فىِ الخمر الجديد هو المعموديّة فكما أنّهُ غرق فرعون فىِ البحر الأحمر كذلك يُسحق الشيطان فىِ المعموديّة0 ثالثاً: سخاء يسوع :0 ======================================= سألهُم وقال لهُم ماذا يوجد عندكُم ؟! فقالوا لهُ عندنا " ستّة أجران من حِجارة موضوعة هُناك 0حسب تطهير اليهود ، يسع كُلّ واحد مطرين أو ثلاثة " 0 فىِ الحقيقة إنّ هذا الرقم وهو " ستّة أجران " فالجُرن الواحد يسع 100 لترأو أكثر ، وكُلّهُم يعملوا 600 لتر خمر ، فلو لتر فقط فإنّهُ يشربهُ خمسة أشخاص ، فالـ 600 لتر يكفوا لعدد كثير جداً 00فما الذى يحدُث ياأحبائىِ ؟! فهو سخاء يسوع يُحّول الخمس خُبزات والسمكتين لتُقدّم فىِ وليمة مُشبعة ويتبقّى إثنىِ عشر قُفّة " الذى يمنحكُم كُل شىء بغنى للتمتُّع "0 يوجد غنى ليس فقط على المستوى المادىِ ولكن على المستوى الروحىِ ، قدّم لهُ أجرانك وسترى ماذا سيفعل ، فيقول عن مُعجزة صيد السمك " أمسكوا سمكاً كثيراً جداً فصارت شبكتهُم تتخرّق " 00غنى00تعال أنت فقط قُل لهُ " إملأ الأجران خمر " 0 الخمر هو الحرارة الروحيّة ، ليس عندنا خمر 00ليس عندنا حرارة فىِ حياتنا الروحيّة ، ربنا يسوع بيقول قدّم ماءك فأحّولهُ لخمر حتى تقولوا كفانا كفانا 0 ألّم تُجرّب أنّك فتحت الإنجيل ووجدت الكلام قوى جداً ومؤثّر جداً ، فإن كان عندك أجران أكثر لكان ملأها بمُجرّد فقط أننا نُعطىِ لهُ وهو يملأ ويملأ0 ألّم تُجرّب مرّة أنّك بتصلّىِ وتشعُر إن إنت فرحان وسعيد وغير مهموم وإرتفعت للسماء وغير قادر أن تختم000فهذا هو الماء الذى تحّول إلى خمر0 الخمر سر حياة القديسين فهُم قدّموا ماء فصار خمر فسكروا 00الشيخ الروحانىِ يقول " لدرجة أنّهُم نسوا كُل شىء 00نسوا الأب والأخ والصديق وسعوا خلف الغنى بحُبهِ "0 الكنيسة بتقول لكُم تعالوا لربنا يسوع المسيح لكى يُقدّس حياتكُم ويُقدّم لكُم خمراً روحانياً ويُقدّم لنفسهُ شعباً مُبرّراً0 ربنا يسوع المسيح يتحنّن علينا وينظُر إلى مائنا ويُحّولهُ إلى خمر يُلهب قلوبنا ونفوسنا0 ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين0

سكب الطيب - عشية أحدالشعانين

هذا اليوم من الأيام التى تستقبلها الكنيسة بفرحة كبيرة لأنّه يوم إستعداد لقِدوم المسيح كملك لأورشليم لأنّه بالفعل ملك الكنيسة وملك نفوس أولاده وملك الخليقة كُلّها نقرأ فى إنجيل يوحنا إصحاح 12 وهو فصل من الإنجيل مُرتبط بما حدث فى ذلك اليوم ، والقديس يوحنا من أكثر الإنجيليين دقة فى سرد الأحداث فقال " وقبل الفصح بستة أيام " لو حسبنا الأيام من اليوم وحتى يوم الجُمعة نجدها ستة أيام ، وبذلك الكنيسة تضعنا فى الأحداث بدقة 0 & فى صباح اليوم جعلتنا الكنيسة نعيش حادثة إقامة لعازر من الموت والنتيجة لهذه الحادثة أنّ مدينة بيت عِنيا تعجبت أنّ إنسان بعد موتهِ باربعة أيام ودفنهِ بقبر حتى أنتن يقوم مرّه أخُرى ، فأراد أهل المدينة أن يروا لعازر وأن يروا من أقامهُ من الموت000وأراد لعِازر وأخُتيه مريم ومرثا أن يحتفلوا بيسوع كردّ لجميلهِ على ما فعلهُ معهُم فأقاموا لهُ وليمة ، وكان لعِازر فى الوليمة وكان ميعاد الوليمة قبل الفصح بستة أيام وجاءوا بطيب وسكبوه على أقدام يسوع وهو كان يعلم فى قلبهِ ما سيحدُث وأنّ اليوم هو يوم مُهم للفصح000لذلك لو نعيش مع الكنيسة أحداث كُل يوم بيومهِ لن نخسر0 & اليوم تُعيّشنا الكنيسة وليمة لعِازر للمسيح وكُل مُحبيه ، وبيت عِنيا هى مدينة صغيرة قريبة من أورشليم لكنّها كانت محبوبة للمسيح جداً لأنّها كانت بسيطة ولأنّ أسُرة لعِازر كانت بها وهى أسُرة تقيّة فكان يستريح المسيح عِندهُم وكُل ليالى إسبوع الآلام كان المسيح يبيت فى بيت عِنيا وفى الصباح الباكر يذهب كُل يوم إلى أورشليم ثم يعود ليلاً لبيت عِنيا لأنّ المسيح يُحب البساطة ويهرب من المظاهر ورياء الفريسيين ، فكان يذهب لأورشليم يؤدى مُهمته ولا يبيت هُناك بل يعود ليلاً لبيت عِنيا0 & هذا يُعلّمنا أن لا ننجذب للمظاهر والمجد بل لنبحث عن مكان نتقابل فيهِ بالمسيح ونتقّوى ، المسيح كان يهرب من صخب المُدن ويذهب لبيت عِنيا لأنّ بها دفىء الحُب ومن أكثر الشخصيات المُحبة فى هذه المدينة مريم أخُت لعِازر حتى أنّ السيد المسيح أطلق على مدينة بيت عِنيا إسم مريم ، وعندما كان يتحدّث عن لعِازر كان ينسبهُ إلى مريم ، وكأنّ الإنجيل يُريد أن يُبرز مريم بالأخّص0 & النفس الأمينة لله قد يشعُر الله أنّ المدينة كُلّها ملكها ويُسمّى المدينة بإسمها ، الإنسان الذى يبحث عن مكان نقول لهُ أنت مسكين لأنّك أنت الذى تصنع المكان 0 & مدينة هيبو لم تكُن معروفة قبل القديس أوغسطينوس لكنّها عُرفت بسببهِ 000الإنسان هو الذى يُعطى المكان نعمة 0 & بيت عِنيا تعنى بيت العناء أو بيت البؤس وكان المسيح يستريح فيها أكثر من أورشليم 00تُرى هل قلبى وبيتى هُما بيت عِنيا يستريح فيهُما المسيح بعد عناءهِ ؟ هل النعمة عندما تأتى لتستريح فيك تجد داخلك صِراعات شديدة أم تقول " ههُنا أسكُن لأنىِ أردتهُ " 0 & إجتمع فى الوليمة سُكّان المدينة والمُدن المُحيطة لكى يروا يسوع ومعهُ لعِازر الذى أقُيم من الموت ، حتى أنّه قيل أنّ ثانى يوم أى غداً عيد دخول المسيح أورشليم من أكثر الأعياد إزدحاماً وليس لأنّه عيد بل أيضاً لأنّ كثيرين جاءوا ليروا يسوع ولعِازر المُقام0 & عندما جاء المسيح لبيت عِنيا أقام لعِازر وأخُتيهِ وليمة لهُ ، فأخذت مريم رطل طيب ناردين فائق كثير الثمن ودهنت قدمىّ يسوع ومسحتهُما بشعر رأسِها فإمتلىء البيت برائحة الطيب ، وهذا أول فصل من إسبوع الآلام ، وكأنّ الإنجيل يقول لك ليتكّ تستقبل هذا الإسبوع بطيبك بما يليق بمجد يسوع0 & كان فى القارورة رطل طيب بكم ثمنها ؟ قدرّ ثمنها يهوذا الأسخريوطى بأكثر من 300 دينار ، يهوذا شعر أنّ المسيح لا يستحق هذا الطيب كثير الثمن ولكنّه لم يُعلنها مُباشرة بل قالها بطريقة تجعل الجميع يتفق معهُ ، لكن يوحنا الحبيب دافع عن يسوع وقال أنّ يهوذا كان سارق للصندوق بينما يسوع دافع عن نفسهِ وقال ليهوذا أتُرك مريم تفعل بى ما تُريد 0 & رطل طيب يُسكب على قدمىّ يسوع بكاملهِ حتى يمتلىء البيت برائحتهِ 000مشاعر حُب عالية جداً 00لا يُمكن أن نعيش المسيحية بدون هذه المشاعر العالية ، ولا نستطيع أن نسلُك بأمانة ونتمتّع بالصلاة إلاّ إذا كان لنا نفس مشاعر الحُب التى كانت مريم تُقدّمها للمسيح الذى أقام إنسان قد أنتن0 & الكنيسة اليوم تُكّرم المسيح عِوض الآلام التى سينالها00الإنسان الذى بدون مشاعر حُب إذا صعّبت عليه الطريق يعثُر سريعاً ، كثيراً ما يُقابلنا مُضايقات وإفتراءات ونجد الجسد والظروف تُعرقلّنا والصليب ينتظرنا فى الطريق ، تُرى هل شُحنة الحُب التى بداخلنا تكفى لتُساعدنا على تكمله الطريق أم سنتراجع ؟0 & قيل أنّ كثيرون من التلاميذ رجعوا للوراء عندما علموا بالصليب000كثيراً ما نعيش مع المسيح فترات مُتقطّعة لكن لا نستمر0 & قد يكون ألـ 300 دينار هُم أكثر مما أدخّرته مريم وإخوتها 00شُحنة حُب عالية00النفس التى تتقابل مع المسيح تكون شُحنة الحُب داخلها كبيرة تجعلها تُنفق كُل ما عِندها00مريم جمعت كُل ما إدخّرته وإشترت القارورة وسكبتها على قدمىّ المسيح 00نقول لها هذا تهّور00ليتكِ كُنتِ تركتِ جُزء من المال للزمن والظروف لأنّ أبويكِ قد ماتا وأخوكِ لولا المسيح كان ظلّ فى موتهِ00تقول مريم إنّ لى ما هو لكُل زمانى لقد وجدت يسوع فهان علىّ كُل شىء وكُل ما أملُك00يسوع يستحق أكثر مما فعلت وممّا أنفقت00كثيرات فى الإنجيل سكبن طيب على رأس المسيح لكن مريم سكبتهُ على قدميهِ وكأنّها تشعُر أنّ طيبها لا يستحق رأس يسوع فوضعتهُ عند قدميه0 & لا يُمكن أعرف أعيش مع يسوع إلاّ بنفس مشاعر الحُب هذهِ ، ما الذى يجعلنا بُخلاء مع يسوع فى مشاعرنا ومالنا ووقتنا ؟ السبب أنّ مشاعرنا لم تتحرك كفاية إتجاه يسوع 00مريم تقول لنا قد تحسبوا ما فعلتهُ تهّور00فليكُن00النفس المشحونة بالحُب الإلهىِ حياتها لا تخلو من التهّور00الإستشهاد تهّور 00ما الذى يجعل إنسان يترُك بيتهُ وأولاده ويستشهد ؟ يقول لأنّ حُب المسيح عِندى أغلى من بيتى وأولادىِ0 & الأسُقف أغناطيوس عندما ذهب للإستشهاد بكى عليهِ أولادهُ وشعبهُ قال لهُم لا تصنعوا بى شفقة فى غير موضعها إنىّ لن أستريح حتى أرى دمى يسيل من أجل من سال دمهُ من أجلى00أترُكونى لأطُعن و أقُدّم خُبزة لأجل يسوع0 & لماذا نحن نتراجع ؟ لأنّ رصيد الحُب داخلنا غير كافىِ 00نصوم فترة ونتعب ومُجرّد أنّ أحد يُضايقنا نضجر سريعاً ونغضب00لأنّ رصيد الحُب داخلنا لا يكفينا لنُكمل الطريق للنهاية 00لو رصيد الحُب داخلنا يكفينا لنهاية الطريق نسيره بهّمة حتى ولو رأى الناس أنّه تهّور 0 & عِندما يترّهب شاب أو شابة نقول لهُ أنّه تهّور ، كان مُمكن يعيش فى العالم ويخدم ويحيا مع الله00لا00هذه شُحنة حُب تجعل ما هو غالى يُحسب نفاية من أجل المسيح000شُحنة تجعلنا ننفق كُل ما نملُك ونختبر إتكالّنا عليه ويكون هو ولينا وغِنانا00بينما الإنسان الذى يشعُر أنّ إتكالهُ على نفسهِ وهو غنى نفسهُ يبدأ فى البعُد عن المسيح ولن يرى سوى نفسهُ فقط لكنّه لو رفع عينيهِ لأعلى ورأى يسوع يكون مثل مريم00مريم لم تسلم من المُعترضين ومِن مَن ؟ من أحد التلاميذ من يهوذا000ويهوذا قال لماذا لم يُباع هذا الطيب ويُعطى ثمنهِ للفقُراء000المسيح يُدافع عنّها ويقول لهُ أتُركها00لمّا يجد المسيح نفس بها شُحنة حُب عالية يُدافع عنها ويقول أتُركوها تترهبن00أتُركوها تستشهد00أتُركوها تُقدّم لى كُل ما تملُك0 & عندما نُقارن ألـ 300 دينار ثمن طيب مريم بـ 30 فِضة التى باع بها يهوذا المسيح نجدها مُقارنه مُخجلة00ألـ 30 فِضة هى تُساوى دينار واحد00بـ 30 فِضة يُباع السيد و بـ 300 دينار يُسكب طيب على قدمىّ يسوع00النفس المُتهاونة تتهاون مع المسيح بأقل ثمن0 & عيسو باع البكوريّة بطبق عدس لأنّه رأى أنّه ذاهب للموت فتنازل عنّها بثمن بخث كما حدث مع يهوذا الذى باع المسيح بثمن بخث0 & النفس المُستهترة تتهاون بالروحيات ، بينّما مريم لو كان معها أكثر من 300 دينار كانت ستشترى قارورة طيب أغلى00إدُخل مع الله بحرارة ونشاط فى عبادتك لأنّك بذلك تُقدّم لله طيب فائق كثير الثمن0 الدوافع التى جعلت مريم تسكُب طيب كثير الثمن على قدمّى يسوع :0 =================================================================================== 1/ لأنّ يسوع أقام لها لعِازر لابُد أن نختبر يسوع عملياً فى حياتنا00نعم هو أقام موتّى كثيرون لكنّه أقام لمريم أخوها هى00الحُب عندى بطىء لأنّى أرى عمل الله فى حياة الآخرين بينّما فى حياتى لا أشعُر بهِ00لو شعرت أنّه كثيراً ما أقامنى من خطايا وكثيراً ما أعطانى بر لم يكُن داخلى وكثيراً ما جعلنى أسامح00إختبرت أنّه يُغيّر طبعى ويُغيّر حياتى00أصعب شىء أن يكون المسيح فى حياتنا نظرى وأنّه يكون قادر مع الآخرين أمّا معنا فهو غير قادر لن تُحب يسوع إلاّ إذا شعرت بهِ فى حياتك وإختبرتهُ عملياً ونختبر عملياً قول داود النبى " رافعىِ من أبواب الموت "00إختبرُه فى حياتك عملياً0 2/ لأنّ مريم كانت تجلس عند قدمىّ يسوع مريم كانت تجلس عند قدمىّ يسوع بينّما مرثا كانت مشغولة بخدمة الوليمة00مريم كانت ترى مرثا تخدم فكانت فى صِراع داخلها ، هل تقوم لتُساعد مرثا أم تظل تحت قدمىّ يسوع ؟ لكن عندما وجدت مريم جمال كلمات يسوع تركت مرثا وظلّت تحت قدمىّ يسوع000 النفِس التى تتذّوق عذوبة المسيح تترُك كُل شىء من أجلهُ 00هل ذقُت كلماتهُ حتى تجدها كقطرات ندى داخل قلبك ؟ هل سرحت مع الإنجيل حتى أنّك لا تشعُر بالوقت ؟ إذا كان الكتبة والفريسيّون الذين كانت قلوبهُم جاحدة بُهتوا من كلامهُ فكم أكون أنا وأنت أولادهُ ؟ لو خضعنا لكلمات الإنجيل لن نعيش التراخى00الوصية تُقيمنا " أبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنائم كثيره " 00إفتح قلبكِ للإنجيل 00مريم جالسة عند أقدام يسوع صامتة حريصة أن تسمع كُل كلماتُه00المسيح علّم كثيرين بعضُهم تعّزى بكلماته وتعليمه وبعضُهم لم يُبالى000ماذا حدث ؟ هُناك نفوس مفتوحة للكلمة فيُعطيها الله بسخاء ويُعلن لها أسراره وهى بدورها تُحب أن تجتّر كلماتُه و تتمتّع بها0 نفوس عندما تفتح عيونها على كلمات يسوع يزداد رصيد محبتها ويجعلها تأتى بطيب فائق كثير الثمن لتُقدّمه ليسوع000إنصت لكلماتُه حتى تدخُل وتسكن فيك بغِنى 00كلمات الوصية قادرة أن تُقيمك من الموت موت الخطيّة0 بكلمة أقام لعِازر00كلمة أعطت حياة 00لمّا تجلس عِند قدمىّ يسوع يزيد رصيد الحُب داخلك وقد تنفعل مع كلامه فتشعُر أنّك فى الروح وليس فى الجسد00مريم كانت من ضمن النفوس الأمينة المُنصتة للمسيح فحفرت كلماتُه فى قلبها0 3/ لأنّ مريم إختارت النصيب الصالح الإنسان الحكيم عندما ينظُر لحياته ويجد أنّ الماديات والإنشغالات تملأها يقول لنفسهُ ماذا سآخذ من كُل هذا ؟ ويتحرك قلبه لينشغل بالروحيات000يقول القديسون أنّ مرثا كانت مُمكن تختار وقت آخر تُعدّ فيه الوليمة غير وقت وجود يسوع فى بيتها00مرثا إرتبكت عندما وجدت أنّ عدد المدعوين للوليمة كبير لذلك قالت ليسوع أنّ مريم لا تُبالىِ بها000بينما لو كان رصيد الإيمان عند مرثا كبير كانت ممكن تشعر داخلها أنّ المسيح سيُبارك فى القليل التى أعدّته كما بارك فى الخمس خُبزات 00أو كانت تعدّها قبل أن يأتى يسوع حتى تتمتّع بالجلوس معهُ0 & الكنيسة ترجوك وأنت على بداية إسبوع الآلام أن ترفع نفسك عن إرتباكات العالم وأن تجعل الكنيسة أول إهتماماتك حتى يزداد رصيد الحُب داخلك0 & الكنيسة عندما لحنّت المزمور بلحن طويل لم تفعل ذلك عبثاً بل لكى نتأملّ فيه00تأملّ أحداث كُل يوم فى هذا الإسبوع 00 يوم الإثنين تطهير الهيكل00ويوم الأربعاء يستريح فى بيت عِنيا 00ويوم الخميس يؤسّس سر الشُكر00ويوم الجمُعة يُصلب و00لو تابعت الأحداث عندما تعود لبيتك تأملّ فى تلك الأحداث وبذلك تكون قد سرت مع المسيح حتى الصليب00الكنيسة تؤهّلك أن تكون مثل يوحنا الحبيب ومريم المجدليّة اللذان تبعا يسوع حتى الجُلجُثة0 & فى كُل جيل تجد عدو الخير يُشغل الناس لكى يكونوا مُرتبكين عن المسيح00فى عصِرنا هذا نجد الناس مشغولة بالتعليم000يا أحبائىِ نحن نتعلّم لمجد المسيح وليس لذواتنا بل لنُعلن أمانتنا للمسيح فى هذه الوزنة ، لكن لو تاجرنا فى الوزنات لحساب ذواتنا سنتكّبر ونُعطى المجد لأنفُسنا0 & مريم حسبت الأمر بطريقة صحيحة فكانت أفضل من مرثا ، مريم إختارت النصيب الصالح00ولنرى النفِس المشحونة بالحُب فى صلواتها نجدها صلوات تُحضرها الملائكة وتستميل السماء0 & إحذر أن تأتىِ للكنيسة بالجسد فقط دون مشاعر00النفس التى تأتىِ للكنيسة مُتفكّرة فى المصلوب وعينها على الذبيحة تسيل دموعها من بهاء الأمر لأنّه يشعُر أنّه سيتحد بالمسيح الذى تشتهى الملائكة أن تنظُره0 & مشاعر الحُب تجعل هذه النفِس تُبكّر للمسيح كما بكّرت المجدليّة لتُقدّم طيبها وحنوطها للمسيح وتكون الذبيحة فاعله داخلها فنجدها تُغلق على نفسِها مخدعها لتتمتّع بمن إتحدّت بهِ فكيف تتحدّث مع الاخرين وهى مُستضيفة المسيح داخلها ؟ 0 & لو كانت مريم قد أحضرت الطيب بدون حُب ما كانت قد تمتّعت بالمسيح 00الهدية قيمتها فى مشاعرها وليس فى ثمنها00الله لا ينظُر للقيمة بل للمشاعر00 & إعطى من إعوازك للمسيح بمحبة لأنّه ينظُر للحُب أكثر00الكنيسة تُصلّى من أجل الذين يُريدون أن يُقدّموا وليس لهُم00هؤلاء مقبولون أمام الله أكثر من الذين يُقدّمون بدون حُب0 & اليوم يوم سكب الطيب00لنُراجع أنفُسنا ومشاعر الحُب داخلنا حتى لا نتراجع من وسط الطريق00المسيح يملأ قلوبنا بمحبتهِ حتى نُكمل معهُ المسيرة حتى الصليب0 ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهِ لهُ المجد دائماً أبديا امين

الصليب وشركة الآلآم

الصليب وشركةالآلآم قد يتخيل البعض أنَّ صلاة عيد الصليب تُصلى بالطقس الحزايني .. لا .. الكنيسة تصلي بلحن شعانيني لحن فرح لأنَّ الصليب أعطانا الانتصار وعتقنا من الحزن والخطية لذلك علينا أن نبتهج بعيد الصليب . دورة الصليب : هناك ملاحظات وتأملات في دورة الصليب منها : 1. الكنيسة تنقل لنا الصليب عملياً عن طريق الدورة .. الكنيسة تنقل لنا الصليب عملياً عن طريق النغمة وأيضاً عن طريق الدورة التي تعملها ثلاثة مرات في السنة .. مرة يوم أحد الشعانين ومرتين في عيدي الصليب .. كيف ؟ تقف أمام الأيقونات ولكل أيقونة قديس تقول مرد بفرح وتقرأ فصل من الإنجيل وتدور في أركان الكنيسة كلها وكأنها تقول لنا أنَّ هؤلاء القديسون عاشوا الصليب ونحن الآن نُعيِّد بالصليب وبهم أيضاً لأنهم هم مَنْ حملوا الصليب وعاشوه ... أيقونة السيدة العذراء .. حملت الصليب منذ طفولتها .. صليب اليُتم والحرمان والألم ثم حملت صليب آلام ابنها الحبيب . أيقونة الرسل .. الآباء الرسل جميعهم حملوا الصليب .. وجميعهم استشهدوا ما عدا القديس يوحنا الحبيب لأنَّ الله دبر نفيه ليكتب لنا سفر الرؤيا .. نُفِيَ في جزيرة بطمس ورأى الرؤيا في يوم الرب .. إذاً أيضاً حمل الصليب .. جميع الرسل احتملوا إهانات وعذابات وآلام . والكنيسة تُكرِّم رموز حملوا الصليب وتقول لك أنت أيضاً احمل الصليب مثلهم وإلاَّ تكون قد خرجت عن المنهج وعن الطريق .. كلهم عُذِّبوا وماتوا لأنهم عرفوا أنَّ الصليب هو طريق المجد . أيقونة مارجرجس .. حتى وإن كانت الكنيسة ليست على اسم الشهيد مارجرجس لكن الكنيسة تقف أمام أيقونته في دورة الصليب لأنه شهيد حمل صليب فوضعته الكنيسة نموذج للشهداء .. سبع سنوات يُقاسي من العذابات ولم يضعُف ولم يخور ولم يتراجع لذلك لابد أن ننظر له في يوم عيد الصليب .. احتمل إهانات ونزع رُتب و.... الكنيسة أمام مارجرجس تقول لك احمل صليبك بفرح مثله .. عيد الصليب ليس مجرد تذكار بل هناك نماذج قبلك حملوه وصاروا به في مجد . أيقونة الأنبا أنطونيوس .. أيضاً نموذج ونوع من أنواع لُبَّاس الصليب بشكر وفرح حمل الصليب لأنه عاش في نُسك وفقر وبتولية وحِفظ و...... بالطبع تألَّم لأنه له طبع بشري والطبع البشري لا يحتمل فضيلة لذلك بسيره في طريق الفضيلة صار من حاملي الصليب .. فتُكرم الوصية في الأنبا أنطونيوس وتُكرم لُبَّاس الصليب وتأمَّل نفسك أين أنت من الوصية والصليب . الأنبا أنطونيوس ترك المال والشهوات .. ترك أخته والعالم كله بكل مغرياته .. وكأنَّ الاستشهاد والرهبنة تحتفل بهما الكنيسة في يوم عيد الصليب فتضع تحت مارجرجس كل الشهداء وتضع تحت الأنبا أنطونيوس كل الرهبان .. وتضع تحت الرسل كل خادم وكارز باسم المسيح حتى في جيلنا هذا تضع الذين عاشوا من أجل اسمه القدوس وشهادتهم له . صور متنوعة لحاملي الصليب يُكتمل عيد الصليب بهم ونفهمه من خلالهم حتى لا يكون عيد الصليب مجرد نظريات .. لا .. هم الآن مُبتهجين في السماء بصليب المسيح الذي جلب لهم المجد .. هم قدموا له عمرهم وحياتهم وشبابهم .. مارجرجس استُشهِد في عُمر 21 عام أي في ريعان شبابه .. الأنبا أنطونيوس بدأ رهبنته في العشرينات من عمره أي في شبابه أيضاً حمل صليبه بفرح .. يقول الأنبا أنطونيوس هل أبحث عن الراحة وسيِّدي لم يستريح ؟ هل أبحث عن الرفاهية وسيِّدي لم يجد أين يسند رأسه ؟ كيف أستريح ؟ .. لا هو يتعب وأنا أيضاً أتعب مثله .. فمارس استشهاد يومي . يُقال عن الرهبنة أنها صورة جديدة للاستشهاد لأنه عندما مَلَكَ الملِك قسطنطين البار وجعل المسيحية ديانة رسمية للدولة كان لكثيرين رغبة في الاستشهاد لكن كان الاستشهاد قد توقف فصاروا شهداء بالنُسك بإرادتهم أي شهداء بدون سفك دم .. ويُقال أنَّ الشهيد يسفِك دمه مرة واحدة أما الراهب فهو يسفك دمه كل يوم قطرة قطرة . إذاً الصليب ليس مجرد قصة إنما واقع نعيشه كل يوم . تُصلي الكنيسة بلحن شعانيني .. لحن يُقال في أحد الشعانين وكأنَّ الكنيسة تُقارن بين الانتصار والصليب .. بين المسيح على الصليب مصلوب ودخوله أورشليم ملك .. وكأنَّ الصليب هو أداة المجد والانتصار والمُلك . غل2 :"مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا فى "الصليب موضوع امام الانبياء والرسل وامام المسيح باستمرار منذ ولادته....علامه تقاوم....لم تاتى ساعتى بعد منذ اول معجزه ، هو ناظر الى ساعته.....كل لحظه فى حياته.....قد اتت الساعه ليتمجد ابن الانسان....يو12"وهو عالم ان ساعته قد جاءت" ....وفى صلاته الوداعيه "ايها الاب قد اتت الساعه مجدا بك"..... وبعدها ....هذه ساعتكم...وسلطة الظلمه.....موضع فكره وتامله.....ولم بنزل عينينيه عنها وفى اول عيد فصح فى الهيكل يو2" ايه ايه ترينا حتى تفعل هذا....انقضوا هذا الهيكل وانا فى ثلاثة ايام اقيمه..."قال هذا عن هيكل نفسه....هذا فى السنه الاولى...وبعد ثلاثة سنين شهدوا عليه بهذه الشهاده....كان صليبه فى فكره. وفى حديثه مع نيقوديموس كما رفع موسى الحيه فى البريه ينبغى ان يرفع ابن الانسان....ومتى ارتفعت اجذب الى الجميع.... انها ليوم تكفينى قد حفظته....اليوم امامه...فى فكره...يتامله باستمرار. الصليب يميت الذات : هوان...جلد...لابد من موت الذات، الذات هى التى تجعل المحبه قليله. الحسد خايف على نفسى...الذات سبب فقدان السلام خايف على كرامتى...الفكر فيه ارتباك...فكيف لعازر...ادين الاخرين..ذاتى...ادين الاخرين لكى اذكى نفسى امام الاخرين وحينما اتجاسر وافتح فمى لكى افتخر...افقدنى سلامى ومحبتى للنهايه. ماهو الذى يعطل ان يملك المسيح حياتى هو ذاتى...ابغضوه الكهنه ورؤساء الكهنه ياخذ امتنا...لذواتهم...ومن الذى قبله الاطفال الصغار.."وان لم ترجعوا وتصيروامثل الاطفال..." انظروا الست العذراء....فاكره ذاتها...تنجب رغم انها عذراء...وكرامتها....بلا ذات...انا امة الرب...المسيح يقيم الموتى يشبع الجموع لا تجد العذراء...ولك حين الصليب نجد العذراء. هكذا النفس عندما تموت الذات تحب ان تقف بجانب المهانين والمذلولين والمطرودين وهذا منهج كل من ماتت ذاته...، ذات فيه لا تعمل حساب بكلام الناس....ذات صلبت...عاش للمسيح...خير لى انك اذللتنى....ابونا بيشوى....الذات تعطل عمل المسيح فينا....احيا لاانا يل المسيح يحيا فى...الوصيه تميت الذات....المسيح يملك ، احذر ان يكون لك شكل ولكن بلا ثمر...يبدوا انسان روحانى...احذر ان تتحصن الذات فى الروحيات... الذات الموجوده فى وحل الخطايا ربما يسهل توبتها اما لمن هم يداخل الكنيسه ربما رغبه فى النمو السريع...فيجرى...فيقع...ارتاتى فوق ما يرتائى...صلوات لحساب الذات لا فرح لا تعزيه.... انتقاد الاخرين...والاحساس انه افضل من الاخرين.. لايوجد ثمر..سلام..ومحبه..الطريق طويل ...ربما بعيد وممل...لذلك كثيرون يرجعون. الحذن المفرط على السقوط....لانه يعتد ببره الذاتى...يستكثر على نفسه السقوط...ربما يرى الله ان السقوط نافع لاتضاعى. لاتقبل كلام...او نصيحه...متحصنه بالروحيات... كثرة الشكوى...المسيح يحاصر الذات...اوامر...تجارب لتكسر الذات ليصلب الذات...ربما فى العمل مضايقات..الله يريد ان يميت الذات لو لم تمت فى البيت...عينيها فى العمل...ربما فى الامراض...المسيح يريد ان يميت الذات ونحن نهرب...ونتمرد ...العيب فى ذواتنا...الذات تريد ان تتذكى... لاترثى لذاتك...ولا تبحث عن شفقهالاخرين عليك...اريد ان انال عطف الناس على... علاج الذات سماع الوصايا...والخضوع للوصايا...والوصايا تؤدى الى موت الذات... 1- اطلب من قلبك لتكن لا ارادتى بل ارادتك...لا اريد ذاتى. 2- ان وجدت ممارسات روحيه بلا تعزيه...وتثقيل...العمل الروحى فى ذلك الوقت يميت الذات. 3- لو عملت عمل روحى والعمل تعطل...غضب..ادانه..تثور...هذه ذات اقبل العطله واقبل ما حولك...ولا تكثر الاسئله...الله يريد تعبك . 4- لا تسعى لارضاء الاخرين...كسب مدح الذات...اذهب لكل واحد واشكى كثيرا... 5- تجنب ان تلفت انتباه الاخرين لنفسك...اختفى...لاتظهر ذاتك ايا كانت...ارفض السيطره...المتكئ الاخير...اقبل الاهانه..الذات تنكسر تعطى رائحه ذكيه...ابونا بيشوى بعد 20سنه تقوم رائحته. 6- تذكر أنك تراب مأخوذ منه (قداسة البابا يقول عن التراب أنت جدى) 7- تذكر ضعفاتك بإستمرار وتذكر فضائل غيرك وإن تذكرت فضائلك إرجع الفضل لواهبها أى شىء لك لم تأخذة فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ 8- لو لم أكن هدمت كل شىء ما إستطعت أن أبنى شىء ليس لى عدو إلا ذاتى ولا أكره إلا خطاياى الذات متلونه ومخادعه وتعطل وتستهلك قوى الإنسان النفسيه والجسديه الصوم والضبط والإكتفاء والطاعه وتكميل المحبه ما هى إلا صور لإخلاء الذات قل مع معلمنا بولس ولا نفسى ثمينه عندى كيف نحمل الصليب ؟ أن استشهد ؟ هذا أمر صعب .. أن أحيا الرهبنة ؟ هذا أيضاً صعب .. فماذا أفعل ؟ 1. احتمل آلامك وتجاربك وظروفك بكل شكر وفرح .. مَنْ منّا بدون تجارب كل واحد منّا له تجربة لكن تختلف من شخص لآخر .. واحد عنده مشكلة مال .. آخر مشكلة صحة .. آخر مشكلة أولاد ....... وهكذا ... منهج الصليب مُتأصل داخلنا فاحمله بفرح .. كل أمر سمح الله به في حياتك بتدبير إلهي وسماح منه فاقبله بشكر وفرح .. لأنَّ هذا الأمر الذي يُضايقك هو سبب إكليلك ومن أجل مجدك . ألمك هو لفترة مؤقتة مهما طالت .. أحياناً عدو الخير يقول لك هل الله تارك كل الناس ولا يرى سواك ؟ فتبدأ في الشكوى والتذمر .. لا .. الشكوى معناها عدم فهم مقاصد الله .. رجل الله يشكر الله ويطلب المعونة وهذا شرط تبعية المسيح أن نحمل صليبه كل يوم والهروب من الصليب معناه هروب من المجد وهروب من طريق يسوع ومن القيامة ومن الباب الضيق .. لأنَّ الباب الواسع لا يوصَّل للسماء . المسيح له المجد لم يكلمنا بالناعمات بل قال ” تتكبدون حزناً “ .. ” في العالم سيكون لكم ضيق “ ( يو 16 : 33 ) .. ” إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح . أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول إلى فرح “ ( يو 16 : 20 ) .. كل مَنْ حمل الصليب بشكر استراح وكان مُتهلل وسط الآلام لأنه يعرف أنه المنهج الذي يوصَّل للسماء . يقول الشيخ الروحاني ” يجرون في طريق الأحزان بلا تعب .. يُسرعون في حَمْل تعاذيبهم “ لأنه طريق المجد .. عندما تُظلم اشكر الله لأنه طريق المجد .. يقول القديس مارإسحق ” لا تتضايق من الذين يُشاركونك في صُنع إكليلك “ .. لا تتمرد ولا تشكو بل اشكر الله واطلب المعونة . 2. لو كانت حياتك عادية وتخاف من حمل صليب .. أقول لك هناك صليب يومي هو صليب الوصية .. ” ادخلوا من الباب الضيق “ ( مت 7 : 13) .. ” مَنْ أراد أن يُخلِّص نفسه يُهلكها “ ( مت 16 : 25 ) .. مَنْ يقف ضد شهواته فهذا حامل صليب .. إن أردت أن تُنقي عينيك فأنت تحتاج لنقاوة الفكر ونقاوة الفكر تحتاج لنقاوة القلب .. ونقاوة القلب تحتاج لنقاوة الكيان كله .. وهذا كله يحتاج جهاد أي حمل صليب . عندما يقول لك الكتاب ” لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض “ ( مت 6 : 19) فهذه الوصية صليب احمله لأنَّ طبع الإنسان يحب القنية والذي يحيا هذه الوصية يغلب طبعه ومَنْ غلب طبعه صار من الملائكة . الوصية صليب يومي ” الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات “ ( غل 5 : 24 ) .. يجب أن تحمل الصليب .. خُذ آية وعِشها ولا تُدلل ذاتك بل اسحقها واجعلها تُطحن مثل حبة الحِنطة .. اصلب ذاتك واصلب حب العالم داخلك كما يقول بولس الرسول العالم مصلوب لي وأنا للعالم .. العالم يصير مصلوب لكل مَنْ صلب ذاته بإرادته . تخيل إنسان يروض جسده ويحب الصلاة والسجود والسهر .. هذا ضد طبعه البشري .. الذي يحب أن يحيا في طهارة وعفة هذا حامل للصليب .. الذي يتخلص من المشاعر البشرية هذا حامل للصليب .. الذي يخدم ويبذل نفسه لأجل الآخرين هذا أيضاً حامل للصليب .. لمّا يقول لك الكتاب ” لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم “ ( 1يو 2 : 15) .. ” اغفروا يُغفر لكم “ ( لو 6 : 37 ) .. هذه الوصايا كلها صليب احمله بفرح . هل يليق أن يكون الصليب مجرد رمز ؟ .. لا .. الصليب يُعاش .. فَعِشه بفرح .. احياه لأنه وسيلة مجدك .. إن أردت أن ترِث المواعيد اصلب ذاتك الصوم صلب للذات لأن الجسد هوالمجال المحسوس للذات مبارك من يرفع السكين مع أبونا إبراهيم على إبنه إسحق فأخذ الخروف العوض الذى هو نعمه الفداء .

بركات الظهور الالهى

بركات الظهور الإلهى حتى القرن الرابع الميلادي كانت الكنيسة تعيد عيدي الميلاد والغطاس معا في عيد واحد وكانت تسميه " الابيفانيا "" عيد الظهور الالهي "وعيد تأسيس سر المعمودية المقدس .وقد امرت الكنيسه بالاحتفال بهذا العيد العظيم فأمرت في الدسقوليه " تعاليم الاباء الرسل " : ( فليكن عندكم جليلا عيد الظهور الذي هو الغطاس لان الرب بدأ يظهر فيه لاهوته في معموديته في نهر الاردن من يوحنا، وشهد له الأب في العماد ، ونزل عليه الروح القدس بشبه حمامة وقد قال القديس يوحنا ذهبى الفم " ان عيد الظهور الألهى هو من الاعياد الهامه عندنا وقد تعين تذكاراً لظهور الاله علي الارض . لماذا اعتمد السيد المسيح ؟ كلنا يعرف ان المعموديه هي ميلاد جديد للانسان وبواسطه المعموديه يعود الانسان الي رتبته مره أخري بفضل دم المسيح . ولكن السيد المسيح لم يكن محتاجا لمغفره الخطايا حيث هو الوحيد في العالم اجمع بلا خطيه وهو الذي قال : " من منكم يبكتني علي خطيه " (يو 8 : 46 ). وقال عنه بيلاطس " لست أجد فيه عله واحده " (يو 18 : 38 ). فاعتمد السيد المسيح في نهر الاردن وهو غير محتاج الي المعموديه إنما ليكمل كل بر ولكى ينوب عنا كما صام عنا وصلب عنا لقد ناب عنا فى أن يقدم لله الآب صورة للإنسان الكامل يرضى الآب بحياته كما يرضيه بفدائه للبشرية ويقدم للآب صورة كامله للبشرية ويدفع ثمن خطايانا كحامل خطايا العالم ولان المعموديه هي ميلاد جديد ويأخذ الانسان من خلال المعموديه نعمه التبني ( رو 8 : 15 ،23) & (غلا 4 : 5 ) & ( اف 1 : 5) لذلك في نهر الاردن اثناء معموديه السيد المسيح اعلن الله الاب عن لاهوت الابن وانه في الابن ننال نعمه التبني . قال السيد المسيح " كما انك انت ايها الاب في وانا فيك ليكون هم ايضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك ارسلتني ( يو 17 : 21 ) . الله قديماً أعلن نفسه فى الخليقة والأنبياء والأحداث والرموز ولكنه الآن يكلمنا ويعلن ذاته فى إبنه (كمال الإعلان الإلهى) الإبن الوحيد هو خبر البشريه التى كانت تعانى الغموض أعلن لها ذاته هذا هو إبنى الحبيب اعتمد ليظهر لنا لاهوته : في نهر الأردن أعلن الله الاب أبوته للابن ولاهوتية الابن اذ قال :" هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ". ان بنوه المسيح لله ليست بنوه ماديه ولا جسميه ، بل هي ولاده روحيه وعقليه ، كولاده الفكر من العقل ، والنور من النور . وهي بنوه ازليه وليست زمنيه " المسيح ابن الله الحي بمعني انه من طبيعه الله وجوهره وهو ضياء مجده وصوره جوهره " ( عب 1 : 20 ) . أي لم تمر لحظه من الزمن كان فيها الاب ولم يكن الابن معه فهو كائن معه وفيه منذ الازل . كقول القديس اثناسيوس الرسولي : " كما أن الماء ينبع من النبع ، وكما ان أشعه الشمس متصله بالشمس نفسها ، ولا يمكن ان نتصور النور دون ان تكون اشعه منه منذ ان كان نور ، هكذا ايضا لا يمكن ان نتصور لحظه من الزمان كان الله فيها كائنا ولم يكن الكلمه كائنا فيه ، او يكون هذا معناه أن الله كان في لحظه من اللحظات بغير عقل حاشـــا ، وهو ما لا يمكن نتصوره اذ ان الله هو العقل الاعظم منذ الازل . أما لقب المسح ابن الله فهو لقب خاص به لا يشاركه فيه احد ففي نهر الاردن اوضح الله طبيعته مثلث الاقانيم واحد في الجوهر فالابن كان متجسداً وقائما في نهر الاردن والاب ينادي من السماء والروح القدس بشكل حمامه أتي واستقر عليه . مع ملاحظة ان الروح القدس لم يتجسد في شكل حمامة ولكنه حل علي هيئه حمامه ليكون ظاهرا ، لان الحمامه وديعه وهي رمز السلام ( تك 8 :11) . " الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن (1 بط 3 : 3،4 ) علامه الظهور الالهي ( انشقاق السمـاء) قد تنبأ أشعياء النبي عن هذا الظهور فقال في نبوته " ليتك تشق السماء وتنزل " ( اش 61 : 1 ) . وقد عبر عن انشقاق السماء كل من القديس متي والقديس لوقا في بشارتهما . وقد عاين بعض التلاميذ انشقاق السماء في ظروف مختلفه ، فالقديس اسطفانوس رأها مفتوحة ورأي مجد الله ويسوع قائمأ عن يمين الله " ( اع 7 :55) . ورأها يوحنا في جزيرة بطمس ( رؤ 19 : 11 ) . والقديس بطرس الرسول في رؤياه رأي السماء مفتوحة ( أع10 :11 ). وكل أولئك دليل علي ان الطريق بين السماء والارض مفتوحه بمجىء السيد المسيح له المجد الذي قال " الحق الحق أقول لكم من الان ترون السماء مفتوحه وملائكة الله يصعدون وينزلون علي ابن الإنسان . ولما انشقت السماء كان هذا الصوت " هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت " (مت 3 : 17) . وجاء هذا الصوت ثلاث مرات المره الاولي عند العماد ( مر 1 : 11). والمره الثانيه فوق جبل التجلي ( مت 17 : 5 ) . والمره الثالثه قبل آلامه ( يو 12 : 28 ) . الإنسان الذى خلقه الله على صورته فى البر والخلود كان الإنسان يبذل جهداً ليصل إلى الله ولا يقدر الآن أتى إلينا –شرعت أن أكلم المولى .....الآن فتح فاة وعلمهم قائلاً...ولو خاطىء لايقترب ويقف بعيداً ولابد من شرط يقدم ذبيحة ثم يأتى أما فى المسيح يسوع تعالى قدمت ذبيحه عنك وإقترب منى لكى تتبرر من خطاياك ورأينا المرأة الخاطئة وهى تقترب من أقدامه ولا يمنعها قال بولس الرسول نائباً عن العهد القديم لا يسكن فى جسدى شىء صالح ثم فى المسيح يسوع إبنى الحبيب مجدوا الله فى أجسادكم وصارت أجسادنا هياكل مقدسة لحلوله –رأينا قديسين تمجدوا وغلبوا وكأنهم سمعوا معه إبنى الحبيب أنت الإنسان فى لعهد الجديد الأنبا أنطونيوس بدل السقوط فى الإغواء بالمال والشهوة والخوف والعواطف البشرية والأنبا بولا الطموهى –والأنبا بيشوى وأبومقار قديما ً الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله ورأينا ضعفات الأنبياء حتى داود النبى الذى قلبه بحسب قلب الله صار فى المسيح يسوع إبنى الحبيب هياكل مقدسة أعلن فى الميلاد لأشخاص قليلين الرعاة والمجوس أما الآن السماء تفتح وتعلن وتسمع الشهادة من الجميع الروح القدس يستقر الأردن يرتعد أبصرتك المياة ففزعت ويوحنا يشهد والحمامة تستقر الإنسان المطرود من الفردوس تفتح له السماء وأصبح الإنسان موضوع سرور الآب اعتمد السيد المسيح ايضا لكي يقدس الماء ويفتح ابواب السماء لقد قدس الماء بعماده ليعد لنا التقديس والتبني بالنعمه ، لقد ظهر عنصر الماء باصطباغه في نهر الاردن ، واعد لنا الروح القدس لتطهيرنا وتبريرنا باعتمادنا باسمه القدوس . فماء المعموديه قبل عماد رب المجد يسوع لم يكن له الفاعليه في تجديد النفس ، لذلك نسمع يوحنا المعمدان يقول " انا أعمدكم بماء التوبه ، يأتي بعدي من هو أقوي مني الذي لست مستحقاً ان انحني واحل سيور حذائه هو يعمدكم بالروح القدس ونار " . اما بعد عمليه عماد الرب صار للماء قوته وفاعليته الناريه لذلك يقول القديس غريغوريوس النزينزي" كما أن في أحشاء الأم قوه لمنح الحياه الجسديه ، هكذا ماء المعموديه قد نال قوه لمنح الحياه الروحية ". ويقول القديس بولس الرسول : " الان كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح " ( غلا 3 : 27 ) . فبالمعمودية تفتح أبواب السماء للمعتمدين بعد أن كان مغلقا بسب معصية أدم التي تورثت من خلال الدم حتى ان داود النبى قال : " ها انا بالاثم صورت وبالخطيه ولدتني أمى " ( مز 51 : 5 ) . المعموديه إغتسال وتبرير وبنوة ونعمه وحق ميراث السماء المفتوحه من آمن وإعتمد خلص لذلك هى أولى الأسرار وبابها الملوكى وأحياناً يقال عن المعموديه تنصير إى تبع يسوع الناصرى (يدعى ناصرياً) – بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس بها نأخذ نصيبنا من موت المسيح وقيامته إعتمدنا أيضاً لموته ويموت إنسننا العتيق الذى لآدم وتبطل الولاة الجسديه وتبدأ الولاده الروحيه بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد وتجديد الروح القدس فالمعمودية تطهرنا من اثامنا لذلك احب المسيح الكنيسه واسلم نفسه لاجلها واسس لها سر المعمودية للتطهير من الخطيه الجسديه والروحيه " كما احب المسيح الكنيسه واسلم نفسه لأجلنا لكي يقدسها مطهراً اياها بغسل الماء بالكلمه لكي يحضرها لنفسه كنيسه مجيده لا دنس فيها ولا غضن أو شىء من مثل ذلك بل تكون مقدسه وبلا عيب " (أف 5 :27 ) . السماوات المفتوحة هكذا إذ انشقت السماوات عند عماد السيد المسيح، إنما تحقق ذلك لأجلنا، فصارت أبوابها مفتوحة أمامنا، مفتاحها في يدّي عريسنا ورأسنا، بل صارت حياتنا الداخلية ذاتها سماوات مفرحة يسكنها رب السماء! لقد تأكدنا أنه بمياه المعمودية صارت لنا مملكة السماوات مفتوحة تستقبلنا خلال الرأس السماوي!.] ثالثًا: نزول الروح عليه:. نزول الروح عليه يعلن دور الروح القدس ... ها هو يرف على مياه الأردن ليقيم منا نحن الأموات جسدًا حيًا مقدسًا للرأس القدوس النازل في مياه الأرد ! رابعًا: ظهورالروح مثل حمامةإن كانت الحمامة تشير لإسرائيل أو كنيسة الله في العهد القديم والعهد الجديد (مر 11: 11؛ مز 68: 13؛ 74: 19؛ نش 1: 15؛ 2: 14؛ 4: 1؛ 5: 2، 12) فظهور الروح القدس مثل حمامة إنما يؤكد الكنيسة المختفية في المسيح ربنا، إنها كنيسة روحية تحمل سماتها خلال الروح القدس الساكن فيها يهبها عمله الإلهي فيها بلا توقف. كأن الروح القدس بظهوره هكذا أشبه بإصبع الله الذي يشير لنا أننا نجد خلاصنا في ذاك الحال في مياه الأردن. خامسًا: سماع صوت من السماء:: "هوذا عبدي الذي أعضده، مختاري الذي سُرت به نفسي، وضعت روحي عليه، فيخرج الحق للأمم" (إش 42: 1). . جاء هذا الصوت من أجلنا نحن حتى ندرك أننا فيه ننعم بسرور الآب السماوي ونُحسب أبناء له خلال مياه المعمودية وعمل روحه القدوس. .] هكذا في معمودية السيد المسيح ظهر الثالوث القدوس متمايزًا لكنه غير منفصل ، الابن المتجسد صاعدًا من المياه لكي يهبنا الخروج من خطايانا لندخل به وفيه إلى شركة أمجاده ، والروح القدس نازلاً على شكل حمامة ليقيم كنيسة المسيح الحمامة الروحية الحاملة سمات سيدها، وصوت الآب صادرًا من السماء يعلن بنوتنا له في ابنه، ويقيم منا حجارة روحية ترتفع خلال السماوات المفتوحة لبناء

رسالة عيد الميلاد المجيد ليلة عيد الميلاد

رسالة عيد الميلاد ليلة عيد الميلاد احتفالنا بعيد تجسد رب المجد لينا بهجة بالخلاص و لينا فرحة بميلاد ربنا يسوع المسيح و ان كان لنا ألم و خوف بسبب ما حدث فى كنيسة القديسين التى قدمت شهداء من أولادها , التى أعدتهم و خدمتهم حتى احتفلت بزفافهم للسماء . أريد أن اقول بكثرة ما قدم الينا هذا الحدث من آلام ,بكثرة ما قدم الينا الكثير من البركات . انتوا ترون من كل ما فات من أعياد كان لا يوجد فيها بقدار هذا العدد الكثير جدا الذى نراه فى هذا العيد , رغم أن من الممكن الكثير من الناس يقولوا ان كنيستنا نحن فقط التى يوجد بها هذا العدد فقط من الناس و لكن هؤلاء هم اولاد الله الذين يغلبون الخوف و الموت و أى تهديد لأن يوجد بهم سر المسيح و سلامه و فيها التسليم و فيها ثقة الله المولود "عمانوئيل" الذى يعنى الله معنا . نحن فى هذة السنة فى الحقيقة ققر مجمع أباء الأسكندرية و المجلس الملى , اننا لا نستقبل المهنين , و لا معيدين و نوهنا على بناتنا ان لا يوجد مظهر العيد المعتاد و قد رأيناهم فى المظهر الجميل البسيط , لأن اذا كانت الفرصة فالفرصة فى القلب و ليست فى المظهر هذة هى أبسط مشاركة نقدمها لأخواتنا المتالمين و لأن الكنيسة عودتنا دائما انه لا يوجد جزء فى الكنيسة منفصل عن الآخر , نحن كلنا كنيسة واحدة و جسد واحد و فكر واحد, هذا هو الذى علمه لنا المسيح أننا لحم من لحمه و عظم من عظامه . مجمع الآباء بعث برسالة صغيرة سوف أقدمها لكم سوف أقول لكم ثلاث كلمات أولا و بعدهم سوف أتلوها عليكم و هم :1-الخوف ثمر الخطية , الخوف داخل القلب اذا جئت تبحث عنه عندما تسير خلفه تجد أن جذر الخوف هو الخطية , و لذلك التوبة هى التى تلغى الخوف و الفرح بالمسيح هو الذى ينزع الخوف و لهذا قال " لا سلام قال الهى للأشرار " و قال أن الخوافين سوف لا يدخلوا ملكوت السماء . انت يجب ان يكون لديك الثقة فى الهك " الله فى وسطنا فلن نتزعزع أبدا " أبدا أبدا مهما كان . فى سفر أشعياء " عهد سلام لا يتزعزع" لنا هذة الثقة , لا نخف " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد " الخوف لا يعرف قلوب أولاد الله . و فى مرة من المرات وصلت الى نحميا النبى تهديدات من الملك حيث قال له أنا أريدك أتأتى الى و اذا لم تحضر سوف تعلم ما الذى سوف يحدث فيك , فقال لهم نحميا النبى " أرجل مثلى يخاف " , و نحن اذا كنا نخاف فنحن نخاف من الله وحده , و اذا كان لدينا اى شئ يضايقنا فالتى تضايقنا هى الخطية . و فى ملرة من المرات واحد من القديسين قال" أنا ليس عندى عدو الا ذاتى و لا أكره الا خطاياى " . أملك عليك سلام المسيح و أجعل السلام يملأ قلبك , و لا تخف حتى فى وسط الآلام تكون مملوء بالسلام 2- كن مستعدا : هذة هى الثمرة الجميلة و البركة الجيلة التى نأخذها من هذة الأحداث الاى أعطاها الله لنا بمعنى أننا نشعر أن الله يريد أن يقول لنا يلا بينا نفوق يا جماعة , كثيرا ما فكرنا فى الأرض , قلبنا أرتبط بتحت جدا , و عقولنا انغمرت فى الماديات و اتلاهينا عن الله , كفى كل هذا كفى فمن الممكن أن تكون الحكاية كلها لحظة كفى هذا فلنستعد . يجب أن نعرف أن الانسان عبارة عن حكاية كلها ملك الله و عطية من الله فيجب أن نأخذ من هذة الحدثة حرس كبير لأنفسنا . يلا بينا نزلل أنفسنا , و نحن لا نفرق كثيرا عن الذين كانوا يصلون فى كنيسة القديسين , اليوم الذى حدثت فيه هذة الحدثة , لا نفرق كثيرا عنهم كلنا فى كالات ضعف و سقوط و قيام و لكن كلنا قلوبنا مشتاقة الى الله و لدينل شهوة للحياة معه , يجب أن يرى الله بنا ثمر حلو من هذة التجربة , فيجب أن نستعد و يتحول هذا الأمر بداخلنا الى خير لكنيسته و تحقق توبة ولادة و الى صلاة و تضرع و توبة و أستعداد و نقول له يا رب أن كنا قد تركناك فأنت لم تتركنا و نقول له " نج يا مخلص شعبا متواضعا لا تتركنا الى الانقضاء و لا تسلمنا الى الدهر و لا تنقض عهدك و لا تنزع عنا مراحمك " يقيننا فى الهنا يا أحبائى فال نخف بل يجب أن نستعد , هذا العمر للأستعداد و هذة الحياة للأستعداد , كم فرحت فى هذة الأيام بقدر ما تأملت من من توبة الناس و من أننى ارى الناس الذين يرغبون فى مساعدة المتألمين و من الرغبة فى العطاء و الذى يريد أن يتبرع بالدم و الذى يريد ان يزور و الذى يلريد أن يدفع الذى يريد أن يساهم و الذى و الذى ... و الكل يظهر مبادرات رائعة , فنحن الآن أستحققنا أن نكون جسد المسيح , فاذا كان هذا الحدث أصابنا بالألم الكبير فهو فى نفس الوقت أعطى لنا بركة كبيرة و فوقنا من نومنا . أحيانا الله يفعل ذلك مع أولاده لتأديبهم , و لكن نحن لدينا الثقة الكبيرة ان كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله " و لا وضع عصا الأشرار تستقى على مصير الصديقين " فنحن واثقين ان كل شئ يفعله الله لخيرنا نحن و ليس لأحد آخر فهو يصنع معنا ما يضوينا و ليس ما يرضينا . 3- لا نكره : أوعى أحد منكم يا أحبائى بعد هذة الأحداث يجعل قليه يكره أحدا من غير المسيحين , و اذا هذا حدث تكون خطة عدو الخير كانت قد نجحت بالكامل . لأنه جعلك تكره و معنى أنك كرهت معناه أنك كسرت الوصية و تكون قد أنفصلت عن الهك و بهذا يستحق أن يقال عليك أن الشيطان ضربك فى مقتل . أولاد الله يا أحبائى قلبهم مملوء بالحب للكل و الذين يفعلوا هذا ( التهديدات و الحدثة) ناس مساكين فيجب أن نصلى من أجلهم لأن قلبهم تحتاج الى تغيير , لأنهم لم يعرفوا الذى عرفناه نحن , لأنهم يعتبروا مرضى , و هل نحن تعلمنا أننا نكره المرضى ؟! فنحن نكره الشر و لكن لا نكره المريض , هكذا يا أحبائى ربنا يسوع علمنا و هو على الصليب , علمنا أن لا نكره أحد حتى اذ كان هؤلاء الناس اعدائنا مثلما فعل الله مع اتلذين كانوا يجلدوه و يصلبوه عندما رفع عينه و قال " يا أبتاه أغفر لهم لأنخم لا يعلمون ماذا يفعلون " فهو يلتمس العذر لصالبيه و يطلب لهم الصفح هذا هو مسيحنا يا أحبائى و هذة هى وصية الحب التى تركها لنا الله فى قلوبنا رصيد متجدد بالحب , ألا نكره أحدا أبدا , أوعى تعلم أبنك يكره , هو هذا هو الذى علمه لنا الله !! الله يرى كل شئ و هو الذى يتصرف " أن فوق العالى عالى و الأعلى فوقهما يلاحظ " يا رب نحن نسلم لمن يقضى بالعدل و نحن واثقين فى حكمك الالهى لأن كل أحكامك حق و عدل و لهذا يا أحبائى نتعلم من الذى حدث ثلاث أشياء :1- لا نخف 2- كن مستعدا 3-لا نكره و اهذا البطريركية منبهة علينا ننبه على بناتنا و أولادنا أن لا يشتلركوا فى أى حركات أنفعالية أو وقفات أحتجاجية أو اى تظاهرات حنى اذ كانت سلمية لأن الأمر الذلى يوجد به أنفعال زيادة لأنك لا تعرف ما الذى سوف يحدث فى هذة التظاهرات و قالوا على البحر و قالوا فيه و فيه و بالطبع لا يوجد داعى لهذا الأمر حتى لا تتحول علينا نحن و يقولوا علينا نحن المشاغبين و محن الذين نهيج و نحن الذين نثير , اذ كنت بالفعل تريد أن تساعد يوجد أكثر من شئ من الممكن أن تقوم به : ان تصلى , أن تذهب الى الناس المصابين . أن تذهب الى الكنيسة و ترى ما الذى من الممكن أن تقوم به من مساعدات و مساندات و مساهمات , فيجب أن يكون لك دور ايجابى فى هذا الموضوع و فى نفس الوقت نحن نثق فى يد الله و ان الله هو الذى يدبر كل الامور . والآن سوف أقدم لكم الرسالة التى يعثتها البطريركية لكم و هى كالآتى : ( اخواتنا المحبوبين , اذ نحتفل بعيد ميلاد السيد المسيح كلمة الله الذى صار من أجلنا انسانا لكى يحمانا الى سمواته و شارك السمائيين تسابيحه و أمجاده , كم تشتهى نفوسنا أن نكون مع الرعاة البسطاء الساهرين فى جدية فنسمع الصوت الملائكى المفرح , لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب انه ولد اليوم فى مدينة بيت لحم مخلص هو المسيح الرب , كم كنا نتمنى أن نكون فى صحبة المجموعة الذين أرسل لهم الرب كوكبا منيرا فساروا من يلد الى بلد يشهدون بلا خجل أنهم ذاهبون ليسجدوا لملك العالم كله , و أيضا كم رفقة أرميا النبى الذى قبل ميلاد السيد المسيح بأكثر من ستمائة عام , رأى منظرا عجيبا مضيئا عظيما جدا من الأطفال و الرضع لا يزيد عملر أحدهم عن عامين , أنطلقوا من الرامة الى الجحيم و كان فى استقبالهم ابراهيم أب جميع المؤمنين و اسحاق و يعقوب و سارة و كل أبناء العهد القديم و ملايين ملايين مكن المؤونين من كل الأعمار الذين ماتوا على رجاء مجئ المسيا ليخلصهم , الكل كانوا يرحبون بهم و و قفوا ينصتون اليهم بكل اهتمام و وقار و حب , لقد جاؤا اليهم يكرزون لقد ولد مخلص العالم كله الذى جميعكم تنتظرونه جئنا نبشركم بميلاده و قد قرب وقت مجيئه هنا ليميت الموت و يحطم أسوار الجحيم و يحملكم الى الفردوس حقا لقد شارك أرمياء النبى حزن أمهات هؤلاء الأطفال فقال " هكذا قال الرب صوت سمع فى الرامة , موح و بكاء راحيل تبكى على أولادها و تأبى أن تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين " هكذا قال الرب " أمنعى صوتك عن البكاء و عينيك عن الدموع ليرجع الأبناء الى تخومهم " وقف أرميا فى حيرة تراة كيف يوقف دموعه عن أن تمتزج مع دموع هؤلاء الأمهات اللواتى ضربت السيوف أعناق أطفالهن بلا ذنب أرتكبوه كيف أمتزجت دماء الرضع بلبن أمهاتهم فى نفس الوقت يرى تهليل الأطفال الأبطال و قد صاروا موكبا يدهش لهم السمائيون يتعزون بهم و يفرحون بقدومهم , هذة هى مشاعرنا مع بداية هذا العام بين فرح و تهليل لا بالذين استشهدوا وحدهم و الذين أصيبوا بل و أيضا فى اجالال نحى حتى الأطفال الصغار منهم حيث قالت طفلة من كنيسة القديسين ( مارمرقس البابا بطرس بالأسكندرية ) بعد تفجير السيارة المفخخة , فقالت هذة الطفلة لأمها " ماما أنا كنت من القبل أخاف الموت و لكنى الآن فرحة " و قالت أخرى" أحسست كأن شخصا يحملنى فطلعت خلفى لأرى من حملنى فلم أرى شيئا " أسمحوا لى أن أرك المجال الى القديس مار يعقوب السروجى يصف لنا هذا الموكب العجيب يقف القديس فى حيرة ماذا يدعوا هؤلاء الأطفال أولا : يدعوهم جنود المسيح سلاحهم فى المعركة هو الحب ماتوا ليعلنوا بدمهم أن ملكهم قائد المعركة جاء لكى يقدم دمه كفارة عن العالم كله . ثانيا : يدعوهم أصدقاء العريس فقد جاء خالق السماء و الأرض ليقيم من البشرية عروسا سماوية تحمل بره و أيقونته و بهائه . ثالثا : يدعوهم كهنة العلى لم يقدموا بخورا فى مجامر ذهبية بل قدموا دماءكم تحمل رائحة المسيح الذكية . رابعا : دعاهم خورس التسبيح للعرس لا يرنمون بلغة البشرية انما بالحب الملائكى . خامسا : دعاهم كارزين, حقا انطلقوا من العالم و هم صغار جدا قاموا بعمل فريد و هو الكرازة للذين فى الجحيم قال القديس مار يعقوب السروجى " عندما قتلوا صاروا للأبن شهداء جدد و بألامهم مهدوا طريق قتل الأبن رفقاء محبوبين بلغوا الى زفاف العريس و قدموا له الدم البكر من أعماقهم ,أبناء السكين الذين ولدتهم البطن المتألمة صاروا فعلة للملك المسيح بعذابتهم صار السيف المسلول الذى قتلهم مربيا لهم و حملهم كتف الرمح و رتل لهم بالنصرة . أستبقى و قاتلوا هيرودس و و هزموه لأنهم لم يستلموا لقائد الجيش . يا هيرودس بماذا أذنب أطفال هذا الشعب , معركتك جريمة بشعة لأنك تحارب الأطفال الأبرياء , تفتخر بالأنتصار على رضع اللبن و جيشك أنكسر فى الحرب , لأن الملك لم يمت . أنتصر الأطفال و غلبوك لتصر هزأ , لأن قائد الجيش لم يذبح بالسكين ). لألهنا المجد الدائم من الآن و الى الأبد آمين .

يوحنا المعمدان _ ليلة عيد الغطاس

فلتحلّ علينا نعمتهُ وبركتهُ من الآن وكُل أوان وإلى دهر الدهور كُلّها آمين هذا اليوم يا أحبائىِ يوم عيد الظهور الإِلهىِ الذى تُعطيه الكنيسة مقام عالىِ جداً00وتجعلهُ أحد الأعياد السيّديّة الكُبرى وتجعل لهُ إحتفال وصلوات خاصة بهِ بِطقس فرايحىِ فهى مُناسبة كُلّها فرح وكُلّها سرور لأنّ الله صار كواحد منّا وبِكر بين الخليقة00ومن خلال صلوات عيد الغُطاس نشعُر أنّ الكنيسة بتُشير بقّوة جداً لِشخصية يوحنا المعمدان والكنيسة بتضع يوحنا المعمدان فىِ رُتبة عالية جداً0 عظمة يوحنا المعمدان : ============================ فنحنُ نجد أنّ كُل القديسين بنطُلب صلواتهُم أمّا الشفاعة فنطلُبها من الست العدرا ويوحنا المعمدان ، يكفىِ شِهادة الرب يسوع نفسهُ إنّهُ أعظم مواليد النساء00وأعظم من نبىِ 00والكنيسة بِتضعهُ بعد أيقونة السيد المسيح والكنيسة تُلّقبهُ بالسابق00فهو الذى مهدّ لربنا يسوع المسيح وكانوا يسألوهُ : هل أنت إِيليّا مَن أنت فواضح من السؤال أنّهُ كان شاغلهُم " ماذا تقول عن نفسك " فكان شخصية مُحيّرة جداً لدرجة أنّهُ مَن بِداية ميلادهُ يقولوا أنّهُ " وقع خوف على كُل جيرانهُم " ومَن بطن أُمهِ إمتلأ بالروح القُدس " وكان ينمو ويتقّوى بالروح وكان فىِ البرارىِ إلى يوم ظُهورهِ لإسرائيل " ( لو 1 : 80 ) 00 " ويتقدّم أمامهُ بروح إيليّا وقّوتهِ ليرُدّ قلوب الآباء إلى الأبناء والعُصاة إلى فِكر الأبرار لكى يُهيّىء للرّب شعباً مُستعداً " ( لو 1 : 17 ) ، فهو أتى ليُهيّىء للرّب شعباً مُستعداً00لِذلك نشعُر أنّ الكِتاب المُقدّس يُكرمهُ وحياتهُ تُكرمهُ لأنّهُ نبىِ وأعظم من نبىِ0 فكُلّما نقترب من يوحنا المعمدان نشعُر بِعظمتهُ ، عظمتهُ فىِ مولدهِ ، لدرجة أنّهُ يتكلّم مع هيرودس بجبروت ، لأنّ الحق الذى بِداخلهُ حق لابُد أن يُعلن لا يستطيع أن يكتمهُ ، فضلّ أن يكون بِلا رأس على أن يكون بِلا ضمير ، لم يُفضلّ السكينة والطُمأنينة ، وهو لم يكُن فقط وبخّ هيرودس لسبب هيروديّا إمرأة فيلُبّس أخيهِ ولكن " لسبب جميع الشرور التى كان هيرودس يفعلها " ( لو 3 : 9 ) 0 فالكُل عارف وساكت لكن يوحنا لا يستطيع أن يكتم ، ولكن الحق تجدهُ بيعلنهُ وبِجبروت ، إنّهُ أعظم من كُل الأنبياء ، فإنّهُ يوجد أنبياء عُظماء جداً ولكن يوحنا جاء " ليُعدّ طريق الرب " فهو جاء ليفرش للملك ، جاء ليُهيّىء القلوب " أعدّوا طريق الرب إصنعوا سُبلهُ مُستقيمة " 00وأشعياء قال " صوت صارخ فىِ البريّة " ومَن هو الصوت ؟! هو يوحنا المعمدان ، وكان يعيش فىِ البرارى وإختفى فىِ البريّة إلى يوم ظهورهُ لإسرائيل0 وبالتأكيد إكتسب من البريّة أشياء كثيرة ، لِذلك فهى أعطتهُ عظمة ، أعطتةُ قوة " كُل وادٍ يمتلىء وكُل جبلٍ وأكمه ينخفض وتصير المُعّوجات مُستقيمة والُشعاب طُرقاً سهلة ويبُصر كُل بشرٍ خلاص الله " إبتدأ يُكلّمهُم بكُل قوة " والآن قد وُضعت الفأس على أصل الشجرة فكُلّ شجرةٍ لا تصنعُ ثمراً جيّداً تُقطع وتُلقى فىِ النار " ( لو 3 : 9 ) ، ما هذا الكلام القوى 00فهذا هو يوحنا المعمدان ، صوت مُوبّخ لكُلّ نفس تعيش فىِ كسل وفىِ عدم مخافة الله والكنيسة تُرّكز على حادثة يوحنا المعمدان ، لأنّ لو لم يكُن يوحنا صوت صارخ لغُفران الخطايا ما إستطعنا أن نستقبل ربنا يسوع المسيح ، فهو صوت صارخ فىِ كُل قلب ، صوت يوحنا لابُد أن يدوىِ فىِ بريّة نفسىِ الموحشة " تُب " لابُد أنّ حياتىِ تكون مرضيّة لربنا وشجرتىِ يكون فيها ثمر ، فأشعياء قال " صوت صارخ فىِ البريّة " ، وهذا الكلام قالهُ رب المجد عن يوحنا المعمدان مُنذُ 850 سنة ، ففىِ سِفر ملاخىِ يقول " هأنذا أُرسل ملاكىِ فيُهيّىء الطريق أمامىِ 00" ( ملا 3 : 1 ) ، فملاخىِ تنبّأ عن مجيئهُ مُنذُ مِئات السنين ، تنبّأ عن مجىء هذا العظيم الصوت الصارخ لِدرجة إن زكريّا الكاهن فىِ لوقا يقول عنهُ " وأنت أيُّها الصبىّ نبىِّ العلىّ تُدعى لأنّك تتقدّم أمام وجه الرّب لتُعدّ طُرُقهُ " ( لو 1 : 76 ) 0 لهذهِ الدرجة ؟! " نبىِّ العلىّ تُدعى تتقدّم أمام وجه الرب لتُعدّ طُرُقهُ لتُعطىِ شعبهُ معرفة الخلاص بِمغفرة خطاياهُم " ، والقديسين كثيراً ما يربطوا بين يوحنا المعمدان وإيليّا النبىِ فىِ القوة0 فنجد إيليّا ظهر فجأة ووقف أمام أخآب الملك ( 1 مل 18 : 17 ، 18 ) ويوحنا نجدهُ كبر وظهر فجأة من البرّية 00إيليّا النبىِ كانت هُناك إمرأة إسمها إيزابل كانت بِتكمن لهُ شرور وهدّدتهُ بالقتل ( 1 مل 19 : 1 ، 2 ) ، كذلك يوحنا توجد إمرأة كانت تُكمن لهُ شرور وطلبت رأسهُ ( مت 14 : 6 – 11 ) 0 يوحنا المعمدان يحمل روح قوية ، روح موبّخة ، روح مؤنّبة ، قال للعشارين " لا تستوفوا أكثر ممّا فُرض لكُم " ( لو 3 : 13 ) 0 ، وكان يأتىِ إليهِ الجنود ويقولوا لهُ ماذا نفعل فكان يقول لهُم " لا تظلموا أحداً ولا تشوا بأحدٍ وأكتفوا بعلائفكُم " ، وكان يقول للناس " فأصنعوا أثماراً تليق بالتوبة " ( لو 3 : 8 ) 0 إبتدأ يُعلّم كُل فئة كيف تقترب من الله من خلال حياتها العمليّة 00هيروديّا لم تستطع أن تحتمل صوت ربنا الذى يُوبّخها ، لِذلك النفس البعيدة عن ربنا تُريد أن تتجنّب صوت ربنا وتنساه وتكون ملهيّة عن ربنا ، الضمير بيفقد حساسيتهُ والنفس بتهرب من الفأس الموضوعة على أصل الشجرة ، لِذلك قُلّ لهُ يارب أعطينىِ زمان ، فأنت لست مُحتاج أن يحلّ الروح عليك ولا الحمامة تستقر عليك ، وأنت فىِ نهر الأردُن أنا كُنت فيك ، فالحمامة والروح إستقر علىّ ، فالقديس يوحنا المعمدان هو نبىِ بل أعظم من نبىِ ، عاش فىِ البريّة ، عاش فىِ حياة كُلّها بِر وكُلّها تقّوى 0 سر عظمة يوحنا المعمدان :0 ================================== وهى نُقطتين فقط : أول نُقطة مُهمة جداً عندما نأتىِ بِسيرة يوحنا المعمدان نتكلّم عن : الذى صنع يوحنا المعمدان تقّوى أبوه وأُمه " زكريّا وأليصابات " ، الإنجيل يقول عنهُما " وكانا كلاهُما بارّين أمام الله سالكين فىِ جميع وصايا الرّبّ وأحكامِهِ بلا لومٍ " ( لو 1 : 6 ) 0 الأب والأُم فىِ البيت بارّين أمام ( الله ) وليس أمام ( الناس ) ، فالإنسان مُمكن يكون برّهُ أمام الناس بِر شكلىِ وبِر نسبىِ ، ولكن هُم بارّين أمام الله الذى يفحص القلوب 0 لابُد أن نبحث عن بِرّنا الحقيقىِ ، فنحنُ مُمكن أن نكون فىِ الكنيسة شىء وفىِ البيت شىء آخر ، لماذا نحنُ نكون فىِ البيت شخصيّة غير الشخصيّة التى فىِ الكنيسة ؟ لماذا يملُك علينا فىِ البيت الصوت العالىِ والعصبيّة والغضب وعدم الطاعة ؟ فالقديس يوحنا فم الذهب يقول " فالأولاد مهما أخذوا من دروس بالمدرسة يعودون ويستذكرونها باقىِ النهار00فلنحرص على ما نسمعهُ حرصنا على نقودنا ومُقتنياتنا لأننّا أُعطينا كلِمات أثمن من الذهب والأحجار الكريمة وقبلنا الروح القُدس "0 فالأولاد لابُد أن يرجعوا البيت ويذاكروا الدروس ، فلماذا حياتنا بعيدة عن الوصيّة 00ولم نجد فىِ أولادنا الثمر الذى المفروض أن نجدهُ0 فأنسب شىء فىِ الحياة المسيحيّة أن لا نتكلّم عن الصلاة بدون أن نُصلّىِ ، علّمنىِ بِحياتك قبل كلامك لىّ ، فهل نحنُ نُصلّىِ بأنتظام ؟! هل نحنُ حريصين على الحضور فىِ بيت ربنا ؟ هل حريصين على زرع المحبة فىِ داخلهُم ؟ فعادةً نقول لهُم إيّاك أنّ فُلان يحصُل على درجات أعلى منّك ، فإن كان البيت بيزرع مخافة ربنا 00فلو نجد زكريّا وأليصابات سنجد يوحنا0 فلا تعتقدوا أنّ الحياة أيامهُم كانت مِثاليّة00لا00 زكريّا كان بار فىِ جو ليس فيهِ بِر ، فإنّهُ صعب أنّ زكريّا أرضى الله فىِ جو رُبما كُل المُحيطين بهِ كان فاسد0 ولا تقولوا أنّهُ لم يكُن عِندهُم مُشكلة ، فعُقم اليصابات كان مُشكلة كبيرة عِندهُم ، لدرجة أنّهُ الملاك عندما ظهر لزكريّا قال لهُ " طِلبتك قد سُمعت " وهذا دليل على أنّها كانت طِلبتهُم بإستمرار ، وأيضاً زكريّا فضلّ أن لا يتزوج بإمرأة أُخرى بالرغم من أنّ الناموس يُشرّع لهُ الزواج ، فزكريّا بِتقواه إرتقى فوق الناموس 0 ففىِ البيت نهتم جداً بأكل الأولاد وشُربهُم ، وكما يقول أحد الآباء " نحنُ لم نُقدّم مشروع تسمين فىِ البيت " فأكل طالع وأكل داخل ، والأكل الروحىِ هو الأهّم ، هو الأبقى ، فأحد الآباء يقول " إنّ البطن لا تستطيع أن تحتفظ بالأطعمة " ، تخيلّوا أننّا مُهتمين بالأكل وبالمظهر 00مَن مُهتم أن يحتفل بالقديسين فىِ بيتهُ ، مَن يحتفل بالست العدرا فىِ بيتهُ 00الإحتفال الأجمل هو الذى فىِ البيت0 مَن الذى يأخُذ أولادهُ مَن بِداية النهار للقُدّاس ؟ وأسألهُم ماذا كان يقول الأبركسيس ؟ فأنا لىّ رِسالة من جهتهُم ، ربنا بيُعطينا عجينة جميلة الزمن بيخرّبها ولكن ماذا نعمل نحنُ لهُم ؟ " الكنيسة التى فىِ بيتك 00الإيمان العديم الغِش " القديس بولس الرسول يقول لتلميذهُ تيموثاوس أنا مُطمئن عليك لأنّ عِندك الإيمان العديم الغش 0 فيجب أن تهتم بروحياتهُم ، فهل عِندنا نفس الغيرة ونفس الإهتمام ؟ هل أحرص أن يكون فىِ البيت مكتبة تُناسب سِن الإبن ؟ هل أشُعر إن أنا لىّ دور أن أُدخل هذهِ النفس للملكوت ؟ فمُمكن أن يصير إبنىِ دكتور ويكون غير مُوفّق فىِ حياتهُ0 فأبونا بيشوى كامل ذهب لواحد ليفتقدهُ فأبوه قال لهُ إن إبنىِ فىِ هذهِ السنة لم يكُن عِندهُ وقت فهو فىِ ثانويّة عامّة وبيأخُذ دروس ، وكان بيطلُب منهُ الخادم أن يجلس معهُ ولو لوقت بسيط ، فكان يقول لهُ لا يوجد عِندهُ وقت لِذلك تمُرّ السنين ويُصبح الخادم كاهن ويأتىِ إِليهِ الأب ويقول لهُ أنا إبنىِ أصبح دكتور فىِ المُستشفى وإرتبط بِممُرّضة فىِ المُستشفى وأنا غير قادر أن أُقف مشاعرةُ0 فالسماء لا يوجد فيها شِهادات ، فلا نُهمل حياتهُم الداخليّة ، فهل ربنا سيسألنىِ هل هو مُدرّس أم دكتور ولكن ربنا سيسألنىِ عن الأمانة التى أعطتها لك ماذا فعلت بِها ؟! ، فالجو الذى نُرّبىِ فيهِ أولادنا صعب ، ولِذلك نجد أنّ القديس أوغسطينوس مديون لدموع مونيكا ، فدموع مونيكا هى التى صنعت أوغسطينوس ، فالقديس بولس الرسول يقول ثلاث سنين لم أفتُر ليلاً ونهاراً عن أن أُنذركُم بِدموعىِ ، فهو يُنذر بالدموع ، فأنا إبنىِ مُمكن أن أُنذرهُ بِدموعىِ وهى ستُنذرهُ أكثر من كلامىِ0 البرّيّة جعلتهُ أن يكون إنسان بسيط لا يُحب المظاهر ، لا ينقاد لِخداع العالم ، فهو خرج لابس وبر الأبل ، وكأنّهُ يقول أنا سألبس الذى يستُر جسدىِ فقط0 فنحنُ جيل المظاهر والمظهر عِندهُ أهم من الروحيّات بكثير ، وعُلماء النفس يقولوا أنّ الإنسان كُلّما يهتم أن يُحسّن بالمظهر الخارجىِ دلّ ذلك على أنّهُ فىِ داخلهُ يوجد شىء يُريد أن يُخبئّهُ0 تأمّلوا الأنبا بولا كان لابس ثوب من ليف النخيل أو من سعفهُ ، والأنبا أنطونيوس كان لابس جلاّبيّه ولكن من الداخل قّوة جبّارة0 ويوحنا المعمدان يقولوا أنّ هيرودس كان يهابهُ ، القديس العظيم الأنبا أنطونيوس عِندما كان سيُقابل الملك فقال لهُ تلاميذهُ أن يرتدىِ ملابس تليق بِمقابلة الملك فقال لهُم " أنا أنطونيوس ذهبت أو لم أذهب فماذا يكون الملك " ؟!! ، فجمال النفس فىِ الداخل 0 كُنت عِند ناس وكان عِندهُم مُشكلة إن إبنهُم طالب موبايل لأنّهُ شعر أنّ قيمتىِ ستأتىِ من الأشياء التى معىِ ، وذلك يدُل على إن أنا فقير ومريض من داخلىِ ولكن أنا لا تفرق عِندىِ هذهِ الأشياء0 فأين ذهبت قّوة أولاد الله ؟ أين ذهبت قّوة الآباء ؟ ونحنُ بنسعى وراء شهوات باطلة وأمور تافهه لا تُقاس بِمجد السماء ، لِذلك القديس يوحنا المعمدان يُوبّخنا بِمظهرهُ ، ليتهُ يُوبّخنا بسيرتهُ لأنّ ربنا قال " إن سمعتُم صوتهُ فلا تُقسّوا قلوبكُم " 0 ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ ولإِلهنا المجد دائماً أبدياً أمين0

البابا كيرلس الحب والإتضاع

1/ مرحلِة مَا قبل الرهبنة : مرحلة تِلفِت نظرنا مرحلِة مَا قبل رهبنته وَهُوَ مَازالَ عِلمانِي وسط مُجتمع وَضُغُوط وَأوجاعه وَكَانَ إِسمه الأخ عَازِر .. كَانَ حاله إِنَّه إِنسان مَسِيحِي يُمَجِّد الله وَيخاف الله فِي كُلَّ أموره وَلَمْ يشعُر أبداً إِنَّه فِي خُلطة مَعَ أهل العالم أوْ إِتِفاق مَعَ فِكرهُمْ وَأعمالهم الردِيئة .. كَانَ يُمَجِّد الله فِي كُلَّ أمور حياته وَيُعلِنْ مَسِيحِيته وَسط مَنْ حوله .. كُلَّ مَنْ حوله كَانَ يرى فِيهِ إِنسان فرِيد وَهذَا مَا نَتَعَلَّم مِنْهُ لأِنَّنَا وسط العالم لاَ نُحَافِظ عَلَى أنْفُسَنَا وسط ضُغُوط وَإِغراءات العالم لَكِنْ الإِنسان الَّذِي مَسِيحه دَاخِل قلبه وَيحفظ نَفْسه وَمَزَامِيره دَاخِل فِكره وَقلبه لاَ يُؤثِّر عليه العالم كَانت المَزَامِير دَاخِل قلب البابا كِيرلُس مُنذُ أنْ كَانَ عِلمانِي .. كَانت كَلاَم حيّ دَاخِله رُبَّمَا آيات كَثِيرة فِي المَزَامِير لَمْ تلفِت نظرنا إِلاَّ عَنْ طرِيق البابا كِيرلُس لأِنَّ الإِنسان الرُوحانِي يلفِت الله نظره لِكِنُوز الكِتاب .. [ وَجِدَ كَلاَمُكَ فَأكَلْتُهُ فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي ... ] ( أر 15 : 16) إِذا دخلت حُجرته وَهُوَ عِلمانِي تَجِدهَا مُزَيَنة بِعَدِيد مِنْ الآيات .. كَلِمة الله أمام عينيهِ دَائِماً .. فِي بيته إِنسان ودِيع هَادِئ لَهُ خفائه وَصَلَوَاته الخاصة وَهُوَ لَمْ يَكُنْ رَاهِب بعد .. بينما نَحْنُ يخدعنا عدو الخِير وَيقُول لَنَا أنَّ الحياة المَسِيحِيَّة صعبة فِي العالم لَكِنَّهَا قَاصِرة عَلَى الرُهبان وَرِجال الدِين .. لاَ الحياة المَسِيحِيَّة لِكُلَّ إِنسان .. عَلَى كُلَّ إِنسان أنْ يَكُون بِيته كَنِيسة وَلَهُ عِشرِته وَخفائه مَعَ الله وَلَهُ مذبح فِي بِيته وَلَهُ سهرات وَأصوام وَتقوى وَبِر وَعفاف كَانَ البابا كِيرلُس مشهُور بِالعطاء وَالوداعة وَالصمت قَلِيل الكَلاَم وَلاَ يتكلَّم إِلاَّ لِلبُنيان .. صِفات تُؤهِل النَّفْس أنْ تَكُون مسكن لله .. الإِنسان المُنزَعِج بِأُمور كَثِيرة صعب إِنَّه يستقر فِيهِ الله .. تعلَّم مِنْ الأخ عَازِر أنْ تَكُون شَاهِد لِلمَسِيح فِي بِيتك وَعملك .. إِشهد لَهُ بِكُلَّ قُوَّة وَجبرُوت دُونَ أنْ يَكُون لَكَ زِي مُعَيَّن لأِنَّ الآباء يَقُولُون [ إِنَّ الشكل وَالزِي لاَ يُخَلِّصان ] القِدِيس الأنبا روِيس لَمْ ينال أي رُتبة لَكِنْ لَهُ كرامة عظِيمة فِي السَّماء لأِنَّ الكَنِيسة لَهَا ترتِيب عجِيب تضع مَثَلاً إِستفانُوس رَئِيس الشمامِسة فِي المجمع قبل مَارِمرقُص رَئِيس البطاركة لأِنَّ السَّماء لَيْسَ لَهَا ترتِيب بَلْ لَهَا مَعَايير خفايا الإِنسان الأخ عَازِر عَاشَ وسط العالم لَكِنْ لَمْ يعِش العالم دَاخِله .. كَانَ وسط العالم إِنسان مُختلِف وَالَّذِي لاَ يحيا هذَا الفِكر يَكُون قلبه خراب .. لاَبُد أنْ تَتَمَسك بِوَصَايا الله . 2/ مرحلِة أبُونَا مِينا المُتَوَحِد :- عِندما تختلِي النَّفْس مَعَ الله تصفو وَتُحَلِّق فِي السَّماوات .. الوِحدة تُعطِي الإِنسان صفاء وَسكُون وَيكتشِف بِهَا أكبر كِنز دَاخِله وَهُوَ الله السَّاكِن فِيهِ .. عِندما يجلِس الإِنسان وحده وَيصمُت يهدأ مِنْ الإِضطِرابات الكَثِيرة وَيُصبِح مسكن لله .. رأينا فِي أبُونَا مِينا المُتَوَحِد نموذج يُقارب المراتِب السَّماوِيَّة لأِنَّ الإِنسان لَمَّا يخلو لِنَفْسه يرفعه الله لِمَرَاتِب مَلاَئِكِيَّة .. رأينا فِيهِ مَحَبَّة لِلصمت وَالسكُون وَالأصوام .. كَثِيرُون لَهُمْ فُرص يُتاجِرُونَ بِهَا وَلاَ يُتاجِرُون بينما المسِيحِي الصَحِيح الحقِيقِي هُوَ مَنْ يِتاجِر وَيِربح .. الَّذِي يفهم خِطَّة الله فِي حياته هُوَ إِنسان سَمَاوِي أبُونَا مِينا المُتَوَحِد كَانَ يستثمِر وقته فِي قِراءة الكِتاب المُقَدَّس وَالتَّسبِيح وَالصَلَوَات .. كَانَ يُدَاوِم عَلَى صلوات التَسبِحة وَالأجبية .. أصعب شِئ أنْ لاَ نفهم كِنز أُرثُوذُكسِيِتنا .. الَّذِي يسأل مَا فائِدة صلوات الأجبية وَالأسرار الكَنَسِيَّة نسأله مَا رأيك فِي البابا كِيرلُس ؟ يَقُول هُوَ رجُل صَلاَة .. نُجِيبه الَّذِي صنع هذَا الإِنسان هُوَ الكَنِيسة بِأسرارهَا .. [ إِنْ لَمْ تعرِف الطرِيق فَاخرُج عَلَى آثار الغنم ] .. الإِنسان الكَنَسِي يعلم وَيعِي اللاهوت وَأسرار الكَنِيسة وَأسرار الله . 3/ مرحلِة البابا كِيرلُس البطريرك :- عِندما صَارَ بطريرك لَمْ يفقِد حُبَّه لِلوِحدة وَالسكُون وَلَمْ يفقِد رُوح رهبانِيته وَوَدَاعته قصص ومواقف للبابا المتضع كان فيه شماس اسمه عم فكرى راجل طيب بتول وأصيب بمرض طلع بسببه من شغله وكان بيحب أبونا مينا المتوحد ويصلى دايما معاه التسبحة وقداسات وفى مرة قال له ياأبونا مينا عاوزين نتفق اتفاق..قال له نتفق ياابنى..قال له الكاهن يصلى صلاته مضبوط والشماس يقول مرده مضبوط والعريف يقول مرده مضبوط ماحدش ياكل التانى!!رد ابونا مينا باتضاع موافق ياابنى . وفى يوم أبونا كان مستعجل وعنده التزام معين بعد القداس ففى اثناء قول عم فكرى (ايها الجلوس قفوا ) أبونا مينا بدأ يكمل الصلاة ..زعل عم فكرى وساب القداس وطلع قعد على باب الكنيسة ولم يدخل الا بعد أن طلع له أبونا مينا واعتذر له واشترط على أبونا يلتزم بالاتفاق اللى بينهم ..وأبونا قال له خلاص ياعم فكرى انا موافق تعال ياابنى نكمل القداس والله يحالك بساطه وحب وإتضاع وأبوه وإحتمال ليس فى قدرة بشريه ولكن إنتصار عمل نعمه هناك غلبه على العتيق إنسان تحول إلى حمل وتخلص من صفات الذئاب لم يخاطب نفسه بكرامته كبطريرك ولكنه يعرف أن كرامته ليس فى رتبته ولكن ان يعمل برتبته وهى تزيد من مسؤلياته وأعباؤه وإلتزامه . من أكثر الأمور التى تزعج الإنسان ذاته تئن تشكو تطلب الإنتقام الكرامه التأمين الحماية مبارك من أستطاع أن يغلب ذاته – أجمل ما تراه على الأرض منظر إنسان متضع مشهد سماوى ليس من الارض قيل عن البابا كيرلس من خلال علاقته بالرئيس عبد الناصر أنهم كانوا يلمسون بركه حتى من السائق او المرافق للبابا كيرلس ويتعاملون معهم كأنهم قادمون من السماء *بساطة الملبس : فى رحلة البابا الثانية لأثيوبيا قام رئيس شمامسة الكاتدرائية وقتها بإعداد ما يلزم قداسة البابا للسفر وتبين أن مالديه من ملابس داخلية ومناديل وشرابات لاتليق بمثل هذه الزيارة (إذ كانت ملابسه الداخلية غير جاهزة بل تفصل من قماش خشن ومسرجة باليد )فاشترى له بعض الاحتياجات المطلوبة ..وعند وصوله للحبشة اكتشف وجود هذه الملابس فوجه عتاب لتلميذه :ليه ياابنى نتبطر على ماأعطاه لنا الله ؟ فيه ناس محتاجين كتير ويشتهون من الملابس مانعزف نحن عنه (ان كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما ) وكلنا نذكر فخامه الملابس التى أحضرها له هيلا سولاسى ورفض لبسها وحين دخل إلى المحفل ضجت القاعه من التصفيق أحبائى ليس البهاء بالملابس (لا تجعل أغلى مافيك ملابسك ) هل ذهبت إلى مزار البابا كيرلس ورايت حذاؤة أو ثيابه كم هى بسيطه تجد أن هناك علاقه بين الداخل والخارج كل ماكان الداخل مشبع ومكتفى تجد الخارج بسيطا ومعبراًوالعكس الفراغ الداخلى والفقر يطلب تعويضه بالخارج يحكى القمص لوقا سيداروس أنه عند نياح البابا كيرلس وأثناء إرتداء ثياب الكهنوت لوضعه بها فى الصندوق وجدوه يلبس هذه الملابس الخشنه من الداخل وقف شاعر أمام أمير وقال له أنت غالى جداً وأستطيع أن أدفع لك (مبلغ كبير جداً )وتبقى معى لتشجينى بأشعارك وهنا سأله أنا كم أساوى عندك وحاول أن يتهرب من الإجابه ومع الإلحاح قال رقم بسيط فغضب الأمير وقال إن هذا الرقم بالكاد يكون رقم ملابسى قال وهذا ما قيمت ثمنه أنت تعطي قيمه للأشياء وليس الاشياء تضيف إليك بيت لحم والناصرة صارت مزار العالم ولهفه للجميع بسبب وجود المسيح فيهما – كم يساوى منديل للبابا كيرلس – القيمه ليس فى المنديل بل من إستخدمه كم غنى وكم ملك وكم امير عبر على هذه الحياه - من نذكرهم الآن *بساطة المأكل : وصلت قداسة البابا هدية من أحد أولاده المهاجرين بأمريكا عبارة عن 12 تفاحة أمريكانى فاستدعى أبونا ميخائيل داود وقال له فيه جوة تفاح خد لك واحدة وأعطى أبونا اقلاديوس وعوض ووديع وفهيم كل واحد واحدة ..فقال وانت ماخدتش حاجة ياسيدنا ؟ قال له : طيب خلى واحدة للبطرك من نفسه ..قال هذا ولكنه أعطاها بعد ذلك لأحد الزوار . كان لطيفا فى توجيهاته وَعِندما كَانَ الشَّعْب يَتَعَامل معهُ كبطريرك كَانَ يُخاطِب نَفْسه بِكَلِمات تبدو لِلنَّاس مرح [ عِيشنا وَشُوفنا الولد بقى بطرك ] .. وَعِندما كَانَ يطلُب طلب وَالنَّاس كُلَّهَا تِلَبِّي طلبه كَانَ يَقُول لِنَفْسه [ جَلَبِيته لِحد رُكبِته وَعشرة فِي خِدمِته ] .. كَانَ فِي كرامة لَكِنْ أمام نَفْسه بِلاَ كرامة . • مرةسمع شماس معجب بصوته قوى , فقال له ياابنى دارى على شمعتك تنور , خلى بالك على نفسك • كان هناك شخص كبير بالسن منحنى يحضر القداسات وهو يأخذ لقمه البركه يقول لسيدنا صلى لأمى ياسيدنا وهكذا فى كل قداس إلى أن فى مرة قال له يأخى واجعتنى بأمك - ذهب وجدها ماتت • كان حين يطلب من أحد تلاميذه كوب ماء أو شاى وينسى ويتأخر يطلب بعد فترة وإذ كانوا يعتذرون له لا يعاتبهم ويقول أنا عارف المشغوليات • صلاح الإنسان يجعله يلتمس الأعذار ولا يكثر من إلقاء اللوم على الآخرين وهناك شعار جميل من يتبعه يستريح أن لا يطلب كل واحد منكم ماهو لنفسه بل ماهو للآخر أيضاً • (علينا واجبات وليس لنا حقوق ) • عدم الإدانة : مرة طلب من تلميذه يقرأ له الجوابات الواردة فلاحظ تلميذه إن فيه جواب جاى لسيدنا به سب وقذف لسيدنا فامتنع عن قراءته وقال له :حاللنى ياسيدنا أقطعه . قال له لا ياابنى إقرأ .. لعل الله ينظر الىٌ ويرحمنى . كان لما يأتى له كاهن يشكو من أسقف رغم مهاجمه هذا الأسقف للبابا كان يرفض أن يتكلم مع الكاهن ويفضل أن يذهب يستسمح أسقفه الأول بُولِس الرَّسُول يَقُول كَانَ مُمكِنْ يَكُون لَنَا كرامة لَكِنَّنَا رفضناهَا .. لأِنَّ الَّذي يطلُب الكرامة تهرب مِنْه وَالَّذِي يهرب مِنْهَا تأتِي إِليه وَلنرى كرامة البابا كِيرلُس فِي السَّماء وَعَلَى الأرض رغم إِنَّه كَانَ يهرب مِنْهَا عَلَى الأرض .. لَوْ كَانَ أحب الكرامة عَلَى الأرض كَانَ سينالها لِفِترة مُؤقتة قَصِيرة وَيَا لِلخُسارة يَا ليتهُ مَا طلبهَا جَيِّد أنْ يحتفِظ الإِنسان بِإِتِضاعه وَهُوَ فِي منصِب .. دَاوُد النَّبِي عِندما إِنتصر وَمَلك بدأ روح الغرُور يملأه وَبدأ يَتَمَشَّى عَلَى السطح وَنظر وَاشتهى وسقط وَعِندما أرادَ أنْ يِدَارِي خَطِيته أتى بِأورِيَّا الحِثِّي وَعِندما رفض أُورِيَّا الرجُوع لِبِيته أسكره فرفض أيضاً رجوعه لِبِيته فَأرسله دَاوُد لِلحرب وَبِيده خِطاب موته لِيضعوه فِي الصفُوف الأُولى فِي الحرب فَيَموت .. دَاوُد الَّذِي قَالَ عَنْ نَفْسه إِنَّه كلب مَيِّت عِندما مَلك تَكَبَّر أجمل شِئ أنْ يَكُون الإِنسان فِي كرامة وَلاَ يطلُبهَا وَيِحافِظ عَلَى إِتِضاعه وَالَّذِي يشتكِي لَهُ عَلَى آخر لاَ يقبل مِنْه كَلِمة كَمَا كَانَ يفعل البابا كِيرلُس السَّادِس لأِنَّ [ مُشِيعُ المَذَمَّةِ هُوَ جَاهِلٌ ]( أم 10 : 18) .. لَمْ يَشِع مذمَّة بينَ النَّاس بَلْ أشَاعَ السَّلام وَالمحبَّة بينَ شعبه وَلَمْ ينقِل كَلِمة مِنْ أحد عَلَى آخر وَيَقُول لَهُمْ أنَّ الله لاَ يُحِب مُشِيعِي المذمَّة لأِنَّهُ أرادَ أنْ يرفع أولاده لِمراتِب رُوحِيَّة عالية وَكَانَ يِعالِج الأُمور بِحِكمة وَلَمْ يراه أحد أبداً فِي إِحساس عَظَمِة البطريرك .. لَمْ يرتدِي مَلاَبِس ثمِينة لأِنَّهُ كَانَ يشعُر أنَّ كُلَّ مجد إِبنة المَلِك مِنْ دَاخِل ( مز 45 : 13 ) لاَبُد أنْ لاَ تعبُر علينا درُوس حياته لِكي تنتقِل لَنَا فَضَائِله لأِنَّ هذِهِ هِيَ الكَنِيسة وَهؤلاء هُمْ آباءنا رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

دروس من حياة البابا أثناسيوس الرسولى

أثاناسيوس الرسولى القديس أقامه الله ليكمل شهاده الرسل بالإبن وتألم مثلهم لذلك لقب بالرسولى لقد كانت محبته للسيد المسيح وتقواه ويقينه من صلاح الله ومحبته للبشر هما سر فهمه للاهوت والدفاع عن الحق وغسم اثاناسيوس معناه الخالد وقف ضد بطاركه واساقفه وأباطره لمده سته وأربعون عاماً وهنا نرى أن المسيا الذى غلب على الصليب لايزال يغلب كل جيل ساهراًعلى كنيسته كاسراً قوه الموت ولد فى الاسكندريه حوالى سنه 297وكلنا يذكر قصه صفولته وهو يقوم بتمثيل طقس المعموديه مع اصدقائه من الصبيه أعجب به البابا الكسندروس ورسمه شماساوصار سكرتيرا خاصا به عاش عصر الإستشهاد وعرف العديد من الشهداء والمعترفين ويقال أنه حضر إستشهاد لبابا بطرس خاتم الشهداء وسمع الصوت الآتى من السماء قائلاً آمين حين تضرع أن يكون دمه هو آخر دم يسفك شهادة للمسيح وإستلم منهم معنى الجهاد والحب الحقيقى لله وفى شبابه قضى فترة تحت إرشاد العظيم أنطونيوس ذهب إلى مجمع نيقيه 325م كان يملك الحقيقه فى قلبه لا فى عقله ولسانه يتكلم بمشوره الروح القدس شاب له وجه ملائكى أرعب أعداء الكنيسه دافع عن لاهوت الإبن ووضع عباره هومو أوسيوس أى واحد مع الآب فى الجوهر او من ذات جوهر الآب .إختاروه لبطريركيه أما هو فهرب عند معلمه أنطونيوس فى البريه وأخذوه للرسامه وخلف الكسندروس قضى معظم حياته يقاوم هرطقه آريوس رغم حرمه إلا أنه إستمر فى عناد دبروا ضده مكايد وأقنعوا قسطنطين أن ينفيه إلى فرنسا ثم إلى روماوكان سبب بركه للغرب ثم نفى إلى صحراء مصر أتت إمرأه وإدعت فى وسط مجمع ليحاكمه أته أفسد عفتها وطلبت الأساقفه أن يرد على الإتهام فصمت وبدأ تلميذه تيموثاوس يرد على الإتهام هل تقابلت معكى هل دخلت بيتك فقالت نعم أنت هو وهكذا بطلت المحاوله رعى الكنيسه لفتره 46عاما قضى منها 17 سنه منفيا أطلق عليه ضد العالم أبو الارثوذكسيه عندما نمدح اثاناسيوس نمدح الفضيله وديع ولطيف لاهوته ممذوج بالروحيات إذا وجدت كلمه لاثاناسيوس ولم تجد ورقه لتكتبها أكتبها على قميصك تجسد الكلمه كتبه وعمره حوالى 25 سنه _ضد الاريوسيين حياة انطونيوس تهافت العالم على جسده غربا وشرقاً نقل إلى القسطنطينيه وفرنسا وأسبانيا وأحضره البابا شنوده إلى مصر فى 1973 الطريق الذى يتكلم أنا هو إسم الله فى العهد القديم اهيه ا،ا الوجود الاعظم ليس لى شبيه اكون الذى اكون انا الاله اصل الوجود عله المعلولات الطريق هو المعالم والعلامات يمكن ان تصل به لانك داخله كما حدث فى الصعلك حملتكم على اجنحه النسور وجئت بكم الى ود اتحدبه لتصل فالق النفصال عن المسيح يضيع اى صوم او وسيله دن المسيح ضلال الحق البر القداسه المطلقه يحيا الحق الامانه الصدق النور الالهى يشرق على الذهينير الذهن والقلب ن ف الحياة هو انفاسنا به نحيا ونتحرك ونوجد يعطى الحياة الروحيه هو القائد وليس الجسد يعطى حياة ابديه وهناك لنا منازل كثيره

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل