المقالات

28 مارس 2019

بارتيماوس الأعمى

يوجد خمسة أنواع من العمى ممكن تصيب أي إنسان: ⁃ فهناك الأعمى عن الطبيعة والخليقة وجمالها. ⁃ وهناك الأعمى عن قيمة الخلاص الثمين الذي صنعه الرب. ⁃ وهناك الأعمى عن الإنجيل. ⁃ وهناك الأعمى عن الكنيسة وجمالها كما نصلي اذا ما وقفنا في هيكلك المقدس نحسب كالقيام في السماء. ⁃ وهناك الأعمى عن محبة الآخرين وخدمتهم. أن الحل هو أن يصرخ الانسان لله كما صرخ بارتيماوس ليشفيه الرب من أي نوع من العمى. كما أوضح قداسته أن السيد المسيح اختبره وسأله ماذا تريد أن افعل لك؟ وقال هناك ثلاث ملاحظات: ⁃ انتهز الفرصة. ⁃ احذر المعطلات. ⁃ اشكر الله قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
27 مارس 2019

مابالكم خائفين

الانسان يقضى سنوات عمره فى الصوم مع اسئلة الله والسؤال يقيم مسيرتك الروحية معجزة اليوم: اسكات البحر ، الامواج ، الريح العظيمة السؤال (ما بالكم خائفين ، كيف لا ايمان لكم) المعجزة فى شمال فلسطين المكان له ثلاث القاب فى بحيرة طبرية ، بحر الجليل ، بحيرة جيناسرت معناها جنة السرور ذكرت فى البشائر متى ومرقس ولوقا مرقس قال ان المسيح نزل ونام على الوسادة الوحيدة المنفردة بتلك التفاصيل لما حدث الموج تقليد يهودى قديم يقول (الشيطان يسكن فى مياه البحر) والسفن كانت بدائية وبدأوا يشعرون بالخوف الخوف منه ما يلازم او يصاحب حياة الانسان هؤلاء خافوا فى السفينة والخوف يتحول الى قلق واضطراب ويتحول الى هرمونات يصل الى ان القلب يقف (ايقظوا المعلم فجأة الا يهمك اننا نهلك) المسيح معهم فى الكنيسة كما هو معك فى كنيستك وفى بيتك اسكت الريح وقال لهم وما بالكم خائفين ، كيف لا ايمان لكم ؟ • هذا يقودنا الى ان الايمان طاقة تفوق العقل ويستحضر الله دائماً ويرى الله فى كل شئ وموضع لكن غياب الايمان يولد الخوف والقلق والشك وهذا (ضد الايمان) مهم يكون عندك ايات تحفظها تذكرك بموضوع الايمان • الغير مستطاع عند الناس مستطاع عند الله • ان كان لكم ايمان مثل حبة الخردل تقول للجبل ينتقل فينتقل لماذا تعيش خائف من الغد ومتوتر، فهذا يعنى انك ليس عندك ثقة قوية فى يد الله، لماذا لا تقول فلنشكر صانع الخيرات، وتقول انت ضابط الكل فى كل قداس يقف الكاهن ويصرخ ويقول اين هى قلوبكم (هى عند الرب) هذا تعبير عن الايمان الجميل هل تضع قلبك فى يد الله مثل اثناسيوس الرسول لما وقف امام بدعة اريوس (قوة البابا اثناسيوس فى جهاده ضد العالم لايمانه فى قلبه هو فى يد الله) لا يوجد سلام الا فى شخص السيد المسيح من خلال ايمانك العاصفة والامواج مثل الاخبار والاحداث والمواقع وفى الاشخاص المزعجة (تضعف ايمان الانسان) ابعد عن الامور المزعجة ثق فى وعود الله (انجيلك اقوى مصدر لتقوية ايمانك) الله وعد ادم وحواء ان نسل المرأة سيسحق رأس الحية وتحقق الوعد وقصة ابراهيم وسارة التى لم تكن تثق فى الوعد وضحكت واليصابات وزكريا الايمان يحدث لك بركات وليس يحميك من الخوف فقط مثل معجزة السمك الذى صار يخرق الشبك من كثرته ايام ايليا النبى وقت المجاعة ، الرب ارسل امراة صرفة صيدا واحد واثق فى الله الله يدير العالم ويضبط العالم الشهداء عبر التاريخ ماذا كان ياتى بهم فى ثبات امام الذى يضطهدهم لان عندهم طاقة ايمان السيد المسيح معهم فى السفينة لكن فى لحظة نسوا ان المسيح معهم عندما القوا همهم عليه وسلموه زمام الامر صار هدوء فى البحر الله هو صاحب التدبير ويهتم بنا ما بالكم خائفين؟ ضابط الكل ، كيف حفظتكم كل هذه السنين ، غدا وبعد غد فى ايدى ، الله يعطى سلام وطمأنينة لا خوف فى المحبة لانها تطرد الخوف للخارج كلمة الرب معك لا تستهين بها فهى قوية جداً وهو ساكن فى قلبك تدرب على الثقة بالله ووعوده الصلاة القصيرة : ياربى يسوع المسيح ارحمنى انا الخاطئ هذا تعبير قوى يعطيك انطباع داخلى انك معه قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
26 مارس 2019

هل تتبعني حقاً؟

إنجيل هذا المساء يُقدِّم لنا سؤال، يسأله السيد المسيح لنا: “هل تتبعني حقاً؟”، ونرى ثلاث مشاهد لثلاث أشخاص تقابلوا مع السيد المسيح في أوقات متفاوتة لا يوجد بينهم رابط زمني أو مكاني، ولكن القديس لوقا حدَّثنا عن هذه الثلاث مشاهد لكي يُقدِّم لنا إجابة على إخلاص الإنسان في تلمذته وتبعيته لربنا يسوع المسيح، قدَّم لنا ثلاث مشاهد بثلاث أسئلة. ونُقدِّم لك الثلاث أشخاص: الأول إنسان له مشاعر ولكنه لم يُفكِّر جيداً. الثاني إنسان فكَّر ولكن بلا مشاعر. الثالث عنده فكر وعنده مشاعر ولكنه سقط في مشكلة التَّردُّد أو التأجيل. الشخص الأول: تقابل مع السيد المسيح وتعلَّق به نُسميه الصديق الأول، و قال له: أتبعك أينما تمضي، كانت له عاطفة مُتدفقة ولكنه لم يُفكِّر، لأن العاطفة ﻻ تكمل الطريق هى دائماً مُتغيِّرة، وأجابه المسيح: “للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار أمَّا ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه”، هذا الشخص لم يُفكِّر جيداً، وقرارات الإنسان المصيرية تحتاج أن يُفكِّر فيها. ودائماً نقول عندما تأخذ قرار إعتمد أولاً على ربنا، ثانياً على عقلك، ثالثاً على عاطفتك ( التي ممكن أن تكون مُتغيِّرة )، فتأخذ قرارك بطريقة صحيحة. الصديق الأول: كان صاحب مشاعر، ولم يكن صاحب فكر، لذلك يبدو أنه إنصرف ولم يتبع المسيح. الصديق الثاني: المسيح قال له اتبعني، وكان شرط هذا الشخص أن يأذن له المسيح أن يذهب أولاً ويدفن أبيه. عندما تأتي دعوة المسيح لك فهى لحظة فارقة وفرصة ذهبية فى حياة الإنسان، هذا الشخص أضاع هذه اللحظة الفارقة ليعمل عمل إنساني نبيل، ولكن المسيح أجابه: دع الموتى يدفنون موتاهم، وكان قصده: دع الموتى بالروح يدفنون الموتى بالجسد، الموتى بالروح هو إنسان كل فكره في التراب. أحيانا الإنسان ينشغل بأمور تضيع منه فرصة مُهمة ويظل القرار أمامه معوقات والمعوقات تبدو للعقل إنها مقبولة. الشخص الثالث: تقدَّم للمسيح وقال له أتبعك أينما تمضي، ولكن إذن لي أولاً أن أودِّع الذين في بيتي، هذا الشخص رُبَّما تنكسر عاطفته أو ينكسر فكره بخطية اسمها خطية التَّردُّد، وقد تمتد خطية التَّردُّد إلى التأجيل. وكما تعرفون التأجيل لص الزمان حتى في التوبة، ويظل التأجيل ليضيع الحرارة الروحية فى داخلك، وهذا ما نسميه في تحليل نصف الليل: تسويف العمر باطلاً، وكانت إجابة المسيح عليه: ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت اللَّه والكتاب المقدس يُقدِّم لنا نماذج حية لتبعية المسيح، وكانت هذه نماذج سلبية، ونرى أيضاً نماذج إيجابية جميلة نقرأ في ( متى 9 : 9 ) عبارة: “اتبعني” وهذه العبارة قالها ربنا يسوع المسيح للاوي عشار وكان يجلس مكان الجباية، فقام وتبعه وصار متى رسول، فلو كان متى أجَّل القرار هل سيصبح متَّى كاتب البشارة الأولى، وتلميذ المسيح؟ هل كان سيُشاهد معجزات السيد المسيح؟ دعوة أخرى: هى دعوة بولس الرسول، وهو كان إنسان بعيد عن المسيح ويوم أن ظهر له المسيح نجد أن مُجرَّد رؤية المسيح وحديثة معه ( كانت بمثابة دعوة )، وقال له بولس يارب ماذا تريد أن أفعل؟ بسبب هذه العبارة صار بولس الرسول سفيراً لاسم المسيح وصار شهيداً وصار كاتباً لـ 14 رسالة وصار مُعلِّما ولاهوتياً وفليسوفاً. نموذج آخر: بطرس الرسول، وهو كان صياداً يُقابله المسيح ويسأله وتكون إجابة بطرس الرسول: يارب قد تعبنا الليل كله ولكن على كلمتك ألقي الشبكة، لحظة قرار، وعندما رمى الشبكة وإمتلأت عَرِفَ أن المسيح هو الذي يُكلِّمه، قال: ها قد تركنا كل شيء وتبعناك، وصارت تبعية المسيح حتى لما أخطأ خطية الإنكار نجد المسيح يُعاتبه برقة فرجع يكمل طريقه إن تبعية المسيح في حياتنا اليومية تكون في قرارتنا واختيارتنا تحتاج أن يكون الإنسان في كل الوعي، وأن يكون مُستيقظ لأنه في وقت مُعيَّن عندما يرسل اللَّه دعوته يجب أن يكون الإنسان مُستعد للإستجابة وليست له حُجَّة أو تردُّد أو تأجيل وتسويف. مِثال آخر: القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة، كان جندياً وثنياً، ولكن عندما شاهد أهل إسنا وهم يُقدِّمون فضيلة إضافة الغرباء، وعرف أنهم مسيحيون، قال: “إن رجعت من الحرب سالماً سأكون مسيحياً”، ورجع وبدأ طريقه الروحي، وبدأ يتبع المسيح ويتكرَّس ويصير راهباً وناسكاً ويؤسِّس حياة الشركة في الحياة الرهبانية، ويصير قديس في الكنيسة توجد أوقات نجد فيها اللَّه يفتقد الإنسان بنعمته ويدعوه في قلبه، وعندما يستجيب الإنسان بفكره بعقله وبمشاعره بقلبه وبإيمانه ويتخذ القرار ولا ينظر إلى الوراء ويضع يده في يد المسيح وينادي بملكوت السموات تكون حياته كلها مُتَّجِهة نحو السماء لأن الإنسان أساساً مخلوق سماوي فهو خلق من السماء. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
25 مارس 2019

تأملات في الأسبوع الرابع من الصوم الكبير

تقابل في الطريق وجهًا لوجه بين النفس البشرية المراوغة (السامرية) وبين رب المجد يسوع. النفس البشرية تبحث عن السعادة وتخيلت أن تجدها في الإكثار من شهوات العالم حتى إلى خمسة أزواج. اللقاء مع يسوع سجل حقيقة هامة "إن النفس البشرية التي تعيش في شهوات العالم ليست شبعانة ولكنها عطشانة " الموجهة مع الله لابد أن تكون بالاعتراف. اعتراف المرأة أعطاها بركة الحصول على الماء الحي الاعتراف يفضح مراوغة النفس السامرية. الاعتراف يكشفه للنفس قذارتها في ضوء الروح القدس وبعد الاعتراف الارتواء . لابد في الصوم أن نرتوي من تيار الماء الحي. التأمل في كلمة الله ينبوع ماء حي متدفق ! الصلاة ينبوع متدفق، محبة المسيح ينبوع. لتشرب وتفيض وتجرى من بطوننا ينابيع ماء حية وبعد الاعتراف والارتواء السجود بالروح والحق. والكنيسة في رحلة الصوم تكثر من السجود. والسجود يحمل الانسكاب والخضوع لملكية المسيح فلنسجد كثيرًا في فترة الصوم وبعد السجود الكرازة فالسامرية كارزة لحساب المسيح. ونحن كذلك يجب أن نتحول لكارزين للقاؤنا مع الرب يسوع وسجودنا أمامه. السائرون في رحلة الصوم هم كارزون صامتون بعبادتهم واتضاعهم وانسحاقهم يقع هذا الأسبوع بين أحد الابن الضال وأحد السامرية في وسط هذا الأسبوع يشمخ الصليب، راية رحلة الصوم المقدس، يبرزه النبي إشعياء كشرط أساسي للسائرين في الطريق كقول ربنا يسوع: "مَن أراد أن يكون لي تلميذا ً فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني" (لو 14: 27) وقبل أن يتحدث النبي عن ذبيحة الصليب، يعلن في نبوات يوم الاثنين من هم المستحقون لبركات الصليب في آيات بسيطة: "وترعى أبكار المساكين و يربض البائسون بالأمان" (إش 30:14) "إن الرب أسس صهيون وبها يحتمي بائسو شعبه " (إش 14: 32) ألم تكن هذه هي الوصية الأولى في موعظة الجبل - بداية رحلة الصوم بعد العماد والتجربة "طوبى للمساكين بالروح فإن لهم ملكوت السموات" (مت 5: 3). أما المتكبرون فكيف يقبلون بركات الصليب فهو "لليهود عثرة ولليونانيين جهالة" (1 كو 1: 24)، "إذا كان العالم في حكمة الله لم يخلص الله العالم بالحكمة بل بجهالة الكرازة" (1 كو 1: 21) والعجب الشديد أن هذه النبوة عينها تقال في ختام نبوات هذا الأسبوع.
المزيد
24 مارس 2019

الابن الشاطر

الصوم هو استمرار لفعل التوبة، والتوبة تعنى القيام المستمر والارتماء في حضن الآب... حيث نكتشف قلب الله غير المحدود في المحبة، لذلك تقرأ الكنيسة لنا هذاالأسبوع عن الابن الضال... حيث أقوم وأرجع إلى أبي. نحن نتذمر على الله ونعتب ونقول ربنا تركنا والحقيقة نحن الذين نذهب إلى كورة الخنازير وعندما نرجع نكتشف حقيقة أبدية: إن محبة الله لا يمكن أن ت نقص، بل على العكس يزداد تعمقنا في اكتشافها ما أجمل حضن الآب، ما أجمل قبلاته، وعدم تأففه من قذراتي... هذه أجمل مشجع لي طول رحلتي وأثناء سقوطي... من أجل ذلك أسير بخطوات قوية في التوبة لأن أبي ينتظرني وقبلاته تشجعني، ودمه يطهرني والحلة الأولى تنتظرني والقصد من التوبة هو التعمق في اكتشاف أبعاد حب الله واتساع قلبه . فأنا بذرت أمواله التي أعطاني إياها من مواهب وعلم وصحة ومال... الخ وأسرفتها في العالم... كيف سيقابلني أبي، إنه يركض ويقع على عنقي ويقبلني... ما هذا الحب!!!والقصد من التوبة هو اكتشاف غنى بيت الآب ، غنى الكنيسة. فيها الحلة الأولى (المعمودية)، فيها الخاتم علامة الشركة الدائمة مع الآب، وفيها العجل المسمن- هذه وليمة الألف سنة (جسد الرب ودمه الدائم على المذبح) ومن أجمل مميزات التوبة الفرح ... وهذا الفرح أكبر مشجع في الرحلة... فرح أولاد الله التائبين بأبيهم حول المائدة السماوية (المذبح) فرح لا ينطق به ومجيد. إنها طبيعة الكنيسة التائبة. التي تعيش دائمًا في الفرح الدائم، والفرح بالمسيح هو زاد الكنيسة في رحلة صومها وجهادها المقدس. ينتهي هذا الأسبوع بقصة رجوع الابن الضال: وقصة الابن الضال لها ثلاثة أركان: الأول : حنان الآب- وإشعياء يشير إليه بوضوح. الثاني : خطايا الابن- وقد تحدث عنها إشعياء. الثالث : توبة الابن- وسفر إشعياء هو سفر التوبة. 1- أبوة الله لنا: يبدأ حديث إشعياء في أول أيام الأسبوع عن هذه الأبوة: "هاأنذا والأولاد الذين أعطيتهم الآب " (إش 8: 18) فقصة الابن الضال هي بالأكثر تكشف عن قلب الآب المحب وشوقه لرجوع ابنه، "وإذ كان لم يزل بعيدًا رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله" (لو 15: 20). 2- الخطية: "وإذا قالوا اطلبوا إلى أصحاب التوابع العرافين.. ." (إش 8: 19). "فيعبرون فيها مضايقين وجائعين. ويكون حينما يجوعون أنهم يحنقون... وينظرون إلى الأرض وإذا شدة ظلمة قتام الضيق وإلى الظلام هم مطرودون" (إش 8: 21، 22) "الجالسون في أرض ظلال الموت الشعب السالك في الظلمة" (إش 21، 22). أليست هذه هي تصرفات الابن الضال: بدل أن يسأل أباه سأل أصدقاءه الأشرار الذين قادوه للعرافين... كأن ليس له أب أو إله. الأرض التي ذهب إليها يقول عنها إشعياء أنها أرض ضيقة وجوع وظلام ويعيشون فيها غرباء (مطرودين)، وهذه نفس أوصاف ربنا عن أنها كانت أرض الخنازير، وكان يشتهي أن يملأ بطنه منها وهو في حالة جوع هذه هي ثمار الخطية وصفها لنا إشعياء النبي في أسبوع الابن الضال. 3- التوبة: 1- التوبة هي رجوع وخضوع للآب والتلمذة له: فيقول النبي: "صرَّ الشهادة اختم الشريعة بتلاميذي" (إش 8: 16). فاشعياء يكشف لنا أن التوبة هي تلمذة لوصايا ربنا يسوع وهي في ذات الوقت شهادة (صر الشهادة) فالشخص التائب هو أكبر شاهد لعمل نعمة المسيح فيه، والعصر الذي تعيش فيه الكنيسة اليوم يتوقف على قوة التوبة فيها، فكنيسة ليس فيها توبة مستمرة هي كنيسة جامدة، أما كنيسة تعيش أفرادها حياة التوبة فتكون شاهد لعمل المسيح وتجذب إليها ا لآخرين. 2- والتوبة هي "مخافة الرب وحياة القداسة": فيقول إشعياء: "قدسوا رب الجنود فهو خوفكم وهو رهبتكم". (إش 8: 13) فكثيرون هذه الأيام يتحدثون عن التوبة بمنتهى البساطة إن التوبة هي دموع وتسمير مخافة الله في القلب كقول داود النبي: "سمر خوفك في لحمى" (مز 118). والقداسة هي ثمرة مخافة الرب، أما الاستهتار في التوبة وتسهيلها يؤدى إلى عدم المخافة وسرعة العودة للسقوط. 3- والتوبة هي السير في نور السيد المسيح: "الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا ً عظيما ً . الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور" (إش 9: 2) هل يوجد تعبير للتوبة أجمل من تعبير إشعياء، أي أنها الانتقال من الظلمة للنور ومن الموت للحياة "لأن ابني هذا كان ميتا ً فعاش وكان ضالًا (في الظلام) فوجد (في النور)" (لو 15: 24)... 4- والتوبة فرح: "عظمت لها الفرح، يفرحون أمامك كالفرح في الحصاد كالذين يبتهجون عندما يقتسمون غنيمة" (إش 9: 3). فدموع التوبة دموع مفرحة، وتعب الرجوع لحضن الآب ينتهي بفرح الأحضان والقبلات وذبح العجل المسمن، وقد قال الآب: "ينبغي أن نفرح" (لو 15: 23). "إنه فرح الملائكة" (لو 15: 7، 10)، " وفرح الجيران" (لو 15: 6)، وفرح الآب نفسه وفرح الابن (لو 15: 23- 25)، إن أفراح التوبة هي ثمرة الروح القدس العامل في الكنيسة- لذلك كنيسة بلا توبة في حياة أفرادها هي كنيسة بلا فرح، والعكس صحيح لأنه ليس هناك مصدر لفرح الروح القدس في الكنيسة إلاَّ توبة أولادها- فهيا بنا يا إخوتي في فترة الصوم نفرح الآب والسماء والملائكة والقديسين والكنيسة، ونفرح نحن بفرحهم. 5- والذين يلجئون لغير الله فليس لهم فخر (إش 8: 19): الذين لم يرجعوا عن الطلب إلى أصحاب التوابع والعرافين... وأي شيء آخر غير الله- أي لم يتوبوا- فليس لهم فجر ولا حياة في النور مع السيد المسيح. 6 - أخيرا ... ليست التوبة فقط هي البعد عن الخطية ولكنها هي أيضا الحياة الإيجابية مع السيد المسيح. وهذا أروع ما كتب عنه إشعياء في نهاية نبرات يوم الاثنين: " ويولد لنا ولد ونعطى ا بنا ً وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيب ا مشيرا ً إلها ً قديرا ً أبا ً أبديا ً رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية" (إش 9: 6) هذه الآية هي ختام لنبوة يوم الاثنين، حيث يبدأ أسبوع التوبة (الابن الضال) الذي هو صفة الصوم كله. وليتك تتأمل الربط العجيب بين الحديث عن الابن الضال ونبوات هذا اليوم التي تنتهي بالقول: "والسلام لا نهاية له لأنه ولد لنا ولد و أعطينا ا بنا ً هو ملك السلام". يومي الثلاثاء والأربعاء: نبوات هذين اليومين تتحدث عن معوقات التوبة وهي: 1 - البر الذاتي والكبرياء: إحساس الإنسان إ نه غير محتاج للتوبة لأنه بار في عيني نفسه فيقول: " لأنه قال بقدرة يدي صنعت وبحكمتي لأني فهيم" (إش 10: 13) ولعل هذا هو إحساس الابن الضال عند خروجه من بيت أبيه "أنه فهيم" وحكيم في عيني نفسه، وأنه سيصنع أمورا ً عظيمة بالأموال التي أخذها من أبيه، ويقول: "بقدرة يدي صنعت وبحكمتي لأني فهيم" اسمع ماذا يرد عليه الله الآب في نفس نبوة يوم الثلاثاء: "هل يفتخر الفأس على القاطع بها أو يتكبر المنشار على مردده...!" (إش 10: 15). 2- قسوة القلب: من كثرة ارتباكات، وانشغالات، وشهوات، وماديات هذا العالم يتقسّى القلب فيقول النبي: "والشعب لم يرجع إلى ضاربه ولم يطلب رب الجنود" (إش 9: 13). ويأتي الوقت- من كثرة قسوة القلب- تضيع فرص التوبة ولا يحس الإنسان بمقاصد الآب الذي يريد خلاصنا- "الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين" (رو 8: 32) وهذه القسوة تؤدى حتما ً في النهاية إلى " الفجور ، والتمادي في الشر الذي يحرق صاحبه كالنار" (إش 9: 18). ثم يحول الإنسان "من الحق إلى الباطل والجور، وسلب حق الضعفاء والأرامل والأيتام" (إش 10: 1، 2). 1- ولكن ما السبب في هذه القسوة؟ أولًا : هموم هذا العالم الفاني، وكثرة شهواته وعثراته وأخطرها الثعالب الصغيرة "خذوا لنا الثعالب الثعالب الصغار المفسدة الكروم" (نش 2: 15). وهذه الثعالب الصغيرة هي الخطية في بدايتها التي تبدأ صغيرة، نهملها ونستهتر بها تكبر وتقسي القلب، وحينئذ يصعب التخلص منها. ويكون ذلك سببه التهاون وعدم محاسبة النفس باستمرار. ثانيًا: يقول النبي إن: "مرشدو هذا الشعب مضلين" (إش 9: 16). والمرشد في حياة الإنسان هو البيت الأول (الأب والأم)، خادم مدارس الأحد، الكاهن والمعلم... فقلة التوجيه والتعليم والتوبيخ تولد هذه القساوة. ب- وكيف الرجوع إلى الله؟ الحل الوحيد هو الرجوع لكلمة الله "إلى الشريعة إلى الشهادة إن لم يقولوا مثل هذا القول فليس لهم فج ر " (إش 8: 30) " فكلمة الله تعلم الجهال"، وكلمة الله تنقى القلب "أنتم أنقياء من أجل الكلام الذي كلمتكم به" (يو 15: 3) وكلمة الله تلين القلب وتذيب قساوته وتعلم الاتضاع والمسكنة والتوبة والبحث عن خلاص النفس. يومي الخميس والجمعة: أما نبوات الخميس والجمعة فتتحدث بدقة عن موضوع رجوع الابن الضال لأبيه: يتحدث في (الإصحاح 11) عن الحياة الجديدة مع المسيح، حياة الابن الضال بعدما عاد إلى أبيه- وهذا ما تسميه الكنيسة بالمُلك الألفي "فعاشوا وملكوا مع المسيح ألف سنة" (رؤ 20: 4). حيث يعيش المؤمنون مع المسيح لا مُلكا ً أرضيا ً زمنيا ً بل يعيشون مُلكا ً روحيا ً معه. ويحل عليه- على السيد المسيح كممثل لنا وكتائبين- روح الرب، روح الحكمة والفهم، وروح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب، ولذته تكون في مخافة الرب... ويكون البر منطقه متينة والأمانة منطقة حقويه" (إش 11: 2- 5) وتتميز الحياة مع السيد المسيح بالسلام الكامل: أ- "فيسكن الذئب مع الخروف" (إش 11: 6). "ها أنا أرسلكم كحملان في وسط ذئاب" (لو 10: 3). ب- "ويلعب الرضيع على سرب الصل ويمد الفطيم يده على صخر الأفعوان" (إش 11: 8). "كونوا حكماء كالحيات، وبسطاء كالأطفال " (عن مجلة مرقس). "والأرض تمتلئ من معرفة الرب" (إش 11: 9). فالابن الضال لم يعرف محبة أبيه ولم يدرك مصلحته إلاَّ بعد التوبة. "ويكون أصل يسى راية للشعوب إياه تطلب الأمم" (إش 11: 10). فالكنيسة التائبة تخرج منها رائحة المسيح التي تكون راية للشعوب ومنارة، فيطلبون الرب من أمم غريبة. ومن أروع ما يشير به إشعياء إلى أن التوبة هي دعوة اقتناء الله لأولاده: أ- "ويكون في ذلك اليوم أن السيد يعيد يده ثانية ليقتنى بقية شعبه... من كل مكان" (إش 11: 11). ب- "ويجمع منفي إسرائيل (إسرائيل ابنه البكر)، ويضم مشتت يهوذا" (إش 11: 12). فالابن الضال ابن مشتت. والنفس التائبة نفس فرحة مسبحة للرب . وهذا ما سجله إشعياء في نبوة هذا اليوم: "ويقول: أحمدك يا رب لأنه إذا غضبت علىَّ ارتد غضبك فتعزيني (تعزية التوبة)" (إش 12: 1). فواضح أن غضب الله كان من أجل رجوع النفس وتوبيخها، ومن هنا كان غضب الرب هو سبب التعزية.لذلك (فالإصحاح 12) يتحدث عن غضب الرب اللازم للتأديب والتوبة "هوذا يوم الرب قادم قاسيًا بسخط وحمو غضب ليجعل الأرض خرابا ً ويبيد منها خطاتها" (إش 13: 9) فالتوبة تحمينا من غضب الله والتوبة تملأ القلب بالاطمئنان وتملأه بالترنيم والتسبيح "هذا الله خلاصي فأطمئن ولا أرتعب لأن يا ه يهوه قوتي وتسبحتي وقد صار لي خلاصا ً " (إش 12: 2).
المزيد
23 مارس 2019

اليوم السادس من الأسبوع الثالث من الصوم الكبير

حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟» قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ لِذلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا مَلِكًا أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ فَلَمَّا ابْتَدَأَ فِي الْمُحَاسَبَةِ قُدِّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ بِعَشْرَةِ آلاَفِ وَزْنَةٍ وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي أَمَرَ سَيِّدُهُ أَنْ يُبَاعَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَأَوْلاَدُهُ وَكُلُّ مَا لَهُ، وَيُوفَي الدَّيْنُ فَخَرَّ الْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ، وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ وَلَمَّا خَرَجَ ذلِكَ الْعَبْدُ وَجَدَ وَاحِدًا مِنَ الْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ، كَانَ مَدْيُونًا لَهُ بِمِئَةِ دِينَارٍ، فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلاً: أَوْفِني مَا لِي عَلَيْكَ فَخَرَّ الْعَبْدُ رَفِيقُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ فَلَمْ يُرِدْ بَلْ مَضَى وَأَلْقَاهُ فِي سِجْنٍ حَتَّى يُوفِيَ الدَّيْنَ. فَلَمَّا رَأَى الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُ مَا كَانَ، حَزِنُوا جِدًّا. وَأَتَوْا وَقَصُّوا عَلَى سَيِّدِهِمْ كُلَّ مَا جَرَى فَدَعَاهُ حِينَئِذٍ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ، كُلُّ ذلِكَ الدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ لأَنَّكَ طَلَبْتَ إِلَيَّ.َفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضًا تَرْحَمُ الْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟وَغَضِبَ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْمُعَذِّبِينَ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ فَهكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلاَتِهِ» والمجد لله دائمًا. نعمة الله الاب تكون مع جميعنا آمين. زي ما تعودنا في اجتماعات الصوم المقدس الصوم الكبير ان احنا بناخد يوم من أيام الأسابيع وبنجعله هو مسار او مجال التأمل وبنخلي فيه الأسلوب اللي ابتدينا فيه من ست سنين ان انجيل القداس في أيام الصوم بيطرح علينا سؤال قد يكون السؤال بصيغة مباشرة وقد يكون بصيغه تلميح وقد تكون فقرة الانجيل اجابه على هذا السؤال احنا السنه دي السنه رقم سته اخدنا اليوم السادس اللي هو السبت بدأنا يوم الاثنين والنهاردة التأمل بتاعنا والجزء اللي قرأته في انجيل معلمنا متى الاصحاح 18 هو انجيل يوم السبت اللي جاي او سبت الأسبوع الثالث للصوم والسؤال المطروح علينا هو سؤال واضح جداً سألة واحد من التلاميذ وسأله للمسيح مباشرة ووجد إجابة ووجد شرحاً وتفسيراً مش اجابه وبس ومثل واستنتاج نهائي للإجابة على السؤال وده من اصحاح 18 وفى ايه 18″ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ” اللي بيتكلم عن سر الكهنوت اللي أتكلم فيه قبل كده في متى 16 بطرس الرسول، والسؤال بسيط بحسب الفكر اليهودي ” يارب كم مرة يخطئ إلي أخي وأنا أغفر له؟! الفكر اليهودي كان بيقول ان المسامحة 3 مرات فقط 3 مرات في العمر اما اجابه المسيح كانت غير متوقعه ولكنها اجابه تكشف حياة المسيحية فأجاب اجابه جميلة “لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ. “ودي مش للعمر دي لكل يوم يعنى 490 مرة في اليوم لكن إجابة مذهله لان هذا يكشف طبيعة المسيحية طبيعة المسيحية كده وده جعل المسيح يروح على طول مجاوب ويبدأ يقوله لذلك يشبه ملكوت السموات ارجوك لازم تأخذ بالك من السؤال للأجابة لما بطرس سأل سؤال المسيح أجاب أجابه وبعد كدة ربط الإجابة بالسماء يبقى ده سؤال حياتي للإنسان سؤال مهم، يعنى ان المسيحية ليست مجرد شعارات او كلمات المسيحية وصيه معاشه لها هدف نهائي وهو حياة السماء طيب اشمعنا 7؟ رقم 7 في الفكر اليهودي يرمز للكثرة والوفرة وابتدأ السؤال لما بيقوله كام مرة.وهنا كلمة أخي هنا ليس المقصود بها القرابة الجسدية ولكن المقصود بها القرابة الإنسانية فكل أنسان اخ لك في الإنسانية علشان كدة مش المقصود بها الاب او الام او الأخ او الأخت او الزوجة المقصود بها كل انسان دون النظر للاختلافات بين كل واحد والتانى دون النظر للغة او اللون او الجنس الاعتقاد او الدين العرق أي اختلاف؟اغفر لأخي ده أزاي فيأتي المسيح يكشف له ان الغفران لا يعرف العدد ويبدأ المسيح يقوله على مثل مهم جدا للشرح ان واحد كان عليه عشرة الاف وزنه وواحد تانى كان عليه مئة دينار الوزنة اعلى عملة والعشرة الاف وزنه يساوى حوالى 6 الاف دينار والأخر عليه 100 دينار خدوا بالكم من الفرق يعنى كدة النسبة 600:1 راح الراجل اللي عليه 10 الاف وزنه مديون بها راح لسيده قاله انا معنديش فقاله العقاب ان تباع انت ومراتك واولادك لتسدد الدين اللي عليك والراجل المديون بكل بساطة سجد لسيده موقف صعب قاله يا سيد تمهل عليا واوفيك الجميع ،قاله اديني فرصه المفاجأة والنظرة المسيحية ومايريد المسيح ان يعلمه لنا بمجرد ما قاله اعطنى فرصة تمهل عليا والإجابة كانت “فتحنن عليه فخر العبد وسجد له قائلا: يا سيد، تمهل علي فأوفيك الجميع. فتحنن سيد ذلك العبد وأطلقه، وترك له الدين”.هذه نسميها رحمة السيد العجيبة فعلاً حاجه عجيبة ده كل أحلامه تديله فرصه لكن انت تديلة اكتر واكتر تحنن سيد ذلك العبد وأطلقه وترك له الدين وعايز يقولنا ان غفران المسيح لنا هو بلا حدود أتقدم واطلب رحمته يغفر لك وبنفول كده دايما في الصلاة الربانية واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نجن أيضا للمذنبين الينا وده بيعلمنا ان كل خطية نرتكبها هي دين علينا امام الله والضمير هو افضل مراجع حسابات اللي بيأنب علشان كده دين الخطية كبير ودايما الانسان الخاطئ او الخطأة مفلسون وعاجزون عن السدادهذه الصورة اللي قدمها لنا المسيح في المثل هي بتقدم رحمة السيد العجيبة امام الانسان .وهنا أجابه السيد المسيح العشرة الاف وزنه تساوى الانسان بالعشرة الاف خطية ، لو فرضنا كده حياة الانسان عمل فيها 10000 خطية افتراضا ده معناه انه مديون للمسيح بهذا العدد الكبير ودايما الانسان الخاطئ ماذا ستصنع بها . انت نلت هذه الرحمة العظيمة ماذا ستصنع بها؟؟ الصورة الاخري يقولنا “ولما خرج ذلك العبد وجد واحدًا من العبيد رفقائه كان مديونا له بمئة دينار تقابلها العشرة الاف دينار في المثل الاول فامسكه واخذ بعنقه قائلًا اوفني ما لي عليك. فخر العبد رفيقه على قدميه وطلب إليه قائلًا تمهل علي فأوفيك الجميع. فلم يرد بل مضى وألقاه في سجن حتى يوفي الدين، مراتك وعيالك والسجن ونسى نفسه رغم ان الله رحمه وهذا نسميه قسوة العبد المخالفة الأولى رحمة السيد العجيبة ، ودول اثنين أصحاب يمسكوا بقسوة واحد ويقولنا اخذا بعنقه نوع من العنف نسمى ده ايه شخص خطيته بنرمز بها بالعشرة الاف وزنة والسيد يرحم ويطلقه بعيدا واخوه اللي في نفس الموقف واقل منه بكثير كان الدين كثيرا ولكن العبد كان قاسى علي رفيقه والقسوة شر ودايما بنصلي في نص الليل ودى مأخوذة من رسالة يعقوب و ليس رحمة في الدينونة لمن لا يستعمل الرحمه وده الل بيخلينا نرتل في فترة الصوم طوبى للرحماء على المساكين ونرتلها باستمرار العبد الذى رحمه الله كثيراً ولكنه سقط في خطيه اذلال رفيقه بغطرسه وبكبرياء في حين ان المحبة اساس كل العلاقات والرحمة هي أساس كل العلاقات الإنسانية واليومية ولكن كثيراً ” مبنعرفش نقول انا سامحتك بتبقي كبيرة وممكن تكون في مشكلة ومش محتاجه غير كلمة انا سامحتك” كلمه سهله وحروفها معدودة ولكنها تحتاج الى طاقة كبيرة وتبقى الحكاية ثلاثية الله وانت والأخربتعمل ايه في الاخر ما تصنعه مع الاخر يصنعه الله معك رفقائه حزنوا جدا واتوا وقسوا على سيدهم كل ما جرى، فالسيد لما عرف ما فعله العبد فلما رأى العبيد رفقاؤه ما كان حزنوا جدًا وأتوا وقصوا على سيدهم كل ما جرى فدعاه حينئذ سيده جاب هذا العبد الاولانى وقال له أيها العبد الشرير في حين الأول لم يقل له شرير له أيها العبد الشرير كل ذلك الدين تركته لك لأنك طلبت إلى” إفما كان ينبغي أنك أنت أيضًا ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا” . ودي الآية 33 لب القصيدة الخلاصة بتاعة اجابه السيد المسيح على السؤال. إفما كان ينبغي أنك أنت أيضًا ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا. ومفيش اجابه هيقول ايه وغضب سيده وسلمه إلى المعذبين حتى يوفي كل ما كان له عليه. فهكذا أبى السماوي يفعل بكم أن لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لأخيه زلاته.هنا غضب السيد ووبخ العبد على قسوته وقدملنا تحذير “احذر عدم مسامحة الاخرين وعدم الغفران للأخرين” ونفضل نحطها قدامنا في 4 أفعال رئيسيه ارضيتها المحبة اذا كنت تحب الاخر فأنت تستطيع ان تغفر له وانت تسالمه وتسامحه وأخيراً ان تنسى له وخد بالك السيد لما قال للعبد الاولانى خلاص العقاب هشيلة وترك له الدين ونسى العقاب فعندما نتقدم الى الله من اجل توبتنا وخطايانا يغفر الله لنا لأنه يحبنا ويسامحنا وينسى لنا كل هذه الضعفات ، علشان كده فترة الصوم المقدس من أجل هذه الأفعال احذر لئلا يكون عند عدم غفران وقلبك قاسى وهذا الزمن بصفه عامه صار قلبه قاسيا وزمان من 50 سنه كان قلوب الناس بها حنان عن تلك الأيام ومن كثرة الاثم تبرد محبه الانسان ويبرد الانسان يبقى قاسى وقسوة الانسان تحرمه من الملكوت وقت الصوم الكبير بكل ما فيه من ممارسات كنسية بنعملها يمكن ان نقول انه وقت لكى ما يحنن قلبك يجعل قلبك رحيماً ” تحنن سيد ذلك العبد وتمتلك القلب الرحيم ويبان في معاملاتك اليومية شيء مهم ان ما يرتكبه الاخر في حقي هو قليل جدا امام ما ارتكبه انا في حق الله يعنى كل واحد مديون امام الله كثيراً لكن تنظر الله في ذات الوقت يتحنن عليك ويتركك ولكن بشرط ان تصنع نفس الامر مع الاخرين فترة الصوم علشان نراجع نفوسنا ولا يليق فيها انك تخاصم حد وذلك لأنها للمسامحة وتمتلك هذه القوة لان الصوم يعطى قوة إدارة وبننتظر القداس وطول اليوم بنمارس أيامنا العادية هذه الإرادة استخدمها اكثر في مسامحه الاخر انتهز الفترة فترة الصوم انتبه أيها الحبيب والى كام مرة اغفر لآخى وده رقم بلا حدود الغفران المسيحي ليس له حدود وقضايا كثيرة ما نحتاج الكلمة نسامح ولكن الذي يرغب ان يكون له نصيب في السماء ان يغفر للأخر ويسامحه اعرف ان أحد نواتج الخطية ان لا تستطيع ان تغفر للأخر ولا تستطيع ان تسامحه حط سؤال النهاردة قدامك وراجع عليه نفسك احنا يوم الاحد الجاى هيبقى أحد الابن الضال يعنى في 3 أسابيع عدوا من الصوم. وفي 3 أسابيع عدوا من الصوم والصوم كله 8 أسابيع فيعنى الصوم بيجرى خد بالك اقعد ويا نفسك قابل اب اعترافك وارجع علاقتك واعرف ان تستطيع ان تسامح بنعمه المسيح الاخر ليس سبع مرات ولكن سبع سبعين ولإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
22 مارس 2019

اليوم الخامس من الأسبوع الثالث من الصوم الكبير

“وَكَانَ يُخْرِجُ شَيْطَانًا، وَكَانَ ذلِكَ أَخْرَسَ. فَلَمَّا أُخْرِجَ الشَّيْطَانُ تَكَلَّمَ الأَخْرَسُ، فَتَعَجَّبَ الْجُمُوعُ. وَأَمَّا قَوْمٌ مِنْهُمْ فَقَالُوا:”بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ”. وَآخَرُونَ طَلَبُوا مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ يُجَرِّبُونَهُ. فَعَلِمَ أَفْكَارَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ:”كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تَخْرَبُ، وَبَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى بَيْتٍ يَسْقُطُ. فَإِنْ كَانَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا يَنْقَسِمُ عَلَى ذَاتِهِ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ لأَنَّكُمْ تَقُولُونَ: إِنِّي بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَأَبْنَاؤُكُمْ بِمَنْ يُخْرِجُونَ؟ لِذلِكَ هُمْ يَكُونُونَ قُضَاتَكُمْ! وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ بِأَصْبعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ. حِينَمَا يَحْفَظُ الْقَوِيُّ دَارَهُ مُتَسَلِّحًا،تَكُونُ أَمْوَالُهُ فِي أَمَانٍ. وَلكِنْ مَتَى جَاءَ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ فَإِنَّهُ يَغْلِبُهُ، وَيَنْزِعُ سِلاَحَهُ الْكَامِلَ الَّذِي اتَّكَلَ عَلَيْهِ، وَيُوَزِّعُ غَنَائِمَهُ. مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ مَتَى خَرَجَ الرُّوحُ النَّجِسُ مِنَ الإِنْسَانِ، يَجْتَازُ فِي أَمَاكِنَ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ يَطْلُبُ رَاحَةً، وَإِذْ لاَ يَجِدُ يَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ. فَيَأْتِي وَيَجِدُهُ مَكْنُوسًا مُزَيَّنًا. ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ، فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ، فَتَصِيرُ أَوَاخِرُ ذلِكَ الإِنْسَانِ أَشَرَّ مِنْ أَوَائِلِهِ!”. أحب أتأمل في هذا الإنجيل وهو إنجيل قداس يوم الجمعة من الأسبوع الثالث من الصوم. كل فقرة تطرح سؤالًا وفقرة أخرى تجيب على السؤال. والسؤال الذي تطرحه الفقرة هو كلمه الله للإنسان لكي يقيس نفسه خلال فترة الصوم. والشاطر من يستفيد ويتبع هذه الأسئلة لكي يرى نفسه يسير صح أم خطأ وسؤال اليوم “من ليس معي فهو علي ومن لا يجمع معي فهو يفرق فهل تجمع معه؟!كان السيد المسيح يسير وأحضروا له شخص أخرس وهذا في مفهومهم في العهد القديم أن به شيطان ويجب أن تعلم أن الخطية تحرم الإنسان من القدرة علي مخاطبة الله. وعندما حدثت المعجزة كان يوجد مواقف مختلفة من الناس. وأقول لك علي 5 أسباب تجعل الإنسان لا يستطيع أن يجمع .. 1- الإنسان الملتوي وصاحب الأغراض الخبيثة:- وهو لا يستطيع أن يجمع لذا نصلي: “قلبًا نقيًا أخلق فيَّ وروحًا مستقيمًا جدد في أحشائي”. 2- من يحب الشائعات والأكاذيب:- هو لا يجمع وغاوي كلام غلط ..!! 3- الإنسان صاحب النظرة السوداوية:- وهو من لا يستطيع أن ترى عيناه شيئًا جيدًا وهو لا يستطيع أن يجمع مع المسيح. 4- الشخص المعاند:- يوجد من يعاند نفسه وبيته ومجتمعه ولا يقدر أن يجمع. 5- من ليس له معية وفارغ ليست له حياة مع المسيح. ضع دائما أمامك: ” من لا يجمع مع فهو يفرق.” يجب أن تكون ايجابيًا وليس سلبيًا واسأل نفسك هل أنت تجمع ولا تفرق ؟ يوجد 5 أشياء تساعدك في التجميع 1-التوبة:- الخطية أحد أفعالها إنها تشتت خيال الإنسان ولو زاد التشتيت يصل إلى صراع نفسي. لهذا فالتوبة هي العلاج، دون أعذار وتبريرات ولو عشت في مشاعر التوبة ستجمع ذاتك. ولكن التوبة تحتاج إلى الهدوء. 2- المصالحة:- أي تصنع سلام بين الناس فهل تستطيع صنع السلام بين الناس وتقرب وجهات النظر؟ يوجد إنسان بكلمة يفرق ويخلق نزاعًا وآخر بكلمة يصنع مصالحة. 3- القراءة:- القراءة تساعد في تجميع العقل ووسيلة جيدة ويوجد في القداس جزء تعليمي وهي القراءات ولهذا لا تهمل قراءة الإنجيل والكتب الروحية فبدون القراءة عقلك يكون مشتّتًا. 4- الخدمة:- وهي في مفهومها الواسع هي جمع النفوس و الإتيان بها عند الصليب. 5- الأنشطة:- والأنشطة الجماعية تنجح الإنسان جدًا لأنها تجمع وتجعلنا في فكر المجموعة. الخلاصة: الابن الضال في يوم قسم البيت وتركه حزين “الخطية تقسم”. والأب ظل ينتظر وعندما عاد أعطى له هدايا وجمع البيت. ولكن يأتي الابن الكبير ويعلم بعودة أخيه ويرفض الدخول ويقسم البيت مرة أخرى ولكن ينصحه أبوه وتنتهي القصة ولا نعلم إذا كان قد تاب أم لا. فهل تجمع أفكارك والأسرة و العائلة وفي الخدمة وهل تستطيع أن تجمع في عملك ومجتمعك؟. يوجد قادة جمعوا شعبهم .. لهذا صنع السلام وتجميع البشر هي مسؤلية وفي أيام الصوم اسأل نفسك هل تجمع معي ؟! ولإلهنا المجد الدائم آمين. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
21 مارس 2019

اليوم الرابع من الأسبوع الثالث من الصوم الكبير

أما نبوات الخميس والجمعة فتتحدث بدقة عن موضوع رجوع الابن الضال لأبيه: يتحدث في (الإصحاح 11) عن الحياة الجديدة مع المسيح، حياة الابن الضال بعدما عاد إلى أبيه- وهذا ما تسميه الكنيسة بالمُلك الألفي "فعاشوا وملكوا مع المسيح ألف سنة" (رؤ 20: 4). حيث يعيش المؤمنون مع المسيح لا مُلكا ً أرضيا ً زمنيا ً بل يعيشون مُلكا ً روحيا ً معه. ويحل عليه- على السيد المسيح كممثل لنا وكتائبين- روح الرب، روح الحكمة والفهم، وروح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب، ولذته تكون في مخافة الرب... ويكون البر منطقه متينة والأمانة منطقة حقويه" (إش 11: 2- 5) وتتميز الحياة مع السيد المسيح بالسلام الكامل:- أ- "فيسكن الذئب مع الخروف" (إش 11: 6). "ها أنا أرسلكم كحملان في وسط ذئاب" (لو 10: 3). ب- "ويلعب الرضيع على سرب الصل ويمد الفطيم يده على صخر الأفعوان" (إش 11: 8). "كونوا حكماء كالحيات، وبسطاء كالأطفال " (عن مجلة مرقس). "والأرض تمتلئ من معرفة الرب" (إش 11: 9). فالابن الضال لم يعرف محبة أبيه ولم يدرك مصلحته إلاَّ بعد التوبة. "ويكون أصل يسى راية للشعوب إياه تطلب الأمم" (إش 11: 10). فالكنيسة التائبة تخرج منها رائحة المسيح التي تكون راية للشعوب ومنارة، فيطلبون الرب من أمم غريبة ومن أروع ما يشير به إشعياء إلى أن التوبة هي دعوة اقتناء الله لأولاده:- أ- "ويكون في ذلك اليوم أن السيد يعيد يده ثانية ليقتنى بقية شعبه... من كل مكان" (إش 11: 11). ب- "ويجمع منفي إسرائيل (إسرائيل ابنه البكر)، ويضم مشتت يهوذا" (إش 11: 12). فالابن الضال ابن مشتت. والنفس التائبة نفس فرحة مسبحة للرب وهذا ما سجله إشعياء في نبوة هذا اليوم "ويقول: أحمدك يا رب لأنه إذا غضبت علىَّ ارتد غضبك فتعزيني (تعزية التوبة)" (إش 12: 1) فواضح أن غضب الله كان من أجل رجوع النفس وتوبيخها، ومن هنا كان غضب الرب هو سبب التعزية لذلك (فالإصحاح 12) يتحدث عن غضب الرب اللازم للتأديب والتوبة "هوذا يوم الرب قادم قاسيًا بسخط وحمو غضب ليجعل الأرض خرابا ً ويبيد منها خطاتها" (إش 13: 9) فالتوبة تحمينا من غضب الله والتوبة تملأ القلب بالاطمئنان وتملأه بالترنيم والتسبيح "هذا الله خلاصي فأطمئن ولا أرتعب لأن يا ه يهوه قوتي وتسبحتي وقد صار لي خلاصا ً " (إش 12: 2).
المزيد
20 مارس 2019

اليوم الثالث من الأسبوع الثالث من الصوم الكبير

عدو الخير الشيطان عندما تقابل مع ادم الاول وحواء ادخلهم فى تجربة وسقطوا وطردوا وتعاقبوا، ادم الثانى ربنا يسوع المسيح دخل فى التجربة (والكتاب يذكر لنا ثلاث تجارب او ثلاث نوعيات من التجارب) ولكنه انتصر، المسيح انتصر ليس لنفسه بل لنا فانتصار المسيح فى التجربة على الجبل صار بمثابة كنز نصرة نأخذه نحن فى التجارب التى نتعرض اليها الكتاب المقدس يصف الشيطان انه كذاب وابو الكذاب والمضل والذى يهوى هلاك الناس، لهذا يعبر عنه الكتاب تعبير قوى يقول “كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ” عدو الخير طول الوقت يحاربنا، لانه يهوى اسقاط البشر، ويعمل فى النفوس الضعيفة، ويصنع تجارب عديدة، ولانه خبيث وكذاب دائما ينوع التجربة التى يدخل فيها الانسان، اول شىء اريدك ان تعرفها ان الشيطان لا يمل من محاربتنا، وينتهز كل فرصة ان يقع بك، ومن هنا جاءت اهمية فضيلة اليقظة الروحية وجاءت فضيلة السهر وليس المقصود السهر المادى لكن المقصود السهر على حياتك، الامر الثانى احب انك تنتبه له: ان تجارب عدو الخير متنوعه، مرة تخص الجسد، مرة تخص العقل، مرة تخص النفس، مرة تخص العاطفة، حسب السن. الامر الثالث احب انك تعرفها وتضعها امامك ان المسيح انتصر لحسابنا، التجربة على الجبل ليست مجرد قصة نسمعها ونقرأها، لكن الثلاث تجارب عبارة عن مخزن او رصيد للنصرة. من هنا جاءت الصلاة السهمية التى نقول فيها (ياربي يسوع المسيح ارحمنى انا الخاطى او ياربي يسوع المسيح اسندنى فى هذه التجربة) كأنى بفتح الحساب واخذ من رصيد النصرة التى اعطاها لي المسيح، بصورة قريبة العبارة التى نصلي بها فى مزمور الراعى “أَيْضًا إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي” وهذا هو المعنى الجميل لانتصار المسيح ودحره للشيطان، الامر الرابع ان السلاح الاوحد والاول والاكثر فاعلية هو الكتاب المقدس نحن نقرأ الكتاب ليس من اجل المعرفة او للمتعة الروحية او العقلية او يقرأ فى الكنيسة لمجرد انه نظام كنسي، ابدا، نحن نقرأ الكتاب المقدس فى كل اسفاره لان هذا هو سلاحنا، هو الذى به نهزم عدو الخير ” كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ.” وهذا هو السبب ان عدو الخير يوقعنا فى احد الخطايا وهى اهمال كلمة ربنا التجربة الاولى: شهوة الجسد: عدو الخير يحارب باول شئ سهل وهو شهوة الجسد، شهوة الجسد لا تعنى كلمة واحده ولكنها تعنى (شهوات) الجسد ولكن اكثر شهوة فى الجسد هى شهوة الطعام، وهنا ياتى التحذر (احذر عبودية البطن!) او عادات، يمكن ذكرت فى مرة سابقة لكم عن خطية (البطن) وهى محبة امتلاء البطن، وهناك خطية الحنجرة وهى محبة الاصناف فى الاطعمة، واحيانا فى خطية (لها شكل مرض) وهى السمنة لانك تاكل اكثر من احتياجك ويمكن اخر يكون محتاجه، وهناك بعض المجتمعات فى الخارج اشهر مرض فيها هو السمنة، الله لا يخلق انسان دون ان يوجد له طعام، فالله ضابط الكل، ولكن انانية الانسان وطمعه وبطنه تجعله ياخذ نصيبه ونصيب غيره ومن هنا ياتى العجز الغذائى والمجاعات. احذر عبودية البطن، نحن فى الصوم (خصوصا الصوم الكبير) نصوم فترة انقطاعية عن الطعام لاثبت لذاتى ان شهوة البطن لا تتحكم في، “لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ” التجربة الثانية بحسب نص الانجيل : شهوة العين: “اعطيك هذه جميعها ان خررت وسجدت لي” تجربة بيقع فيها الكثرين حتى ناس يفترض فيهم الفهم والعلم، عدو الخير اللى زمان قال للمسيح اعطيك هذه كلها يقول لنا اليوم نفس الكلام ولكن بصورة مختلفة، شهوة الطمع هذه شهوة نفسية النوع الثالث : شهوة البر الذاتى والعظمة: ياخذك على جناح الهيكل (موضع وموقع مهم) الناس كلها تنظر اليك، “إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ” ، شهوة العظمة والبر الذاتى تدخل تحت العاطفة والذات، فى العصر القديم كان يوجد ايوب الصديق وكان يتفاخر بنفسه ويقدم ذبائح عن نفسه وعن اولاده ويقدم عبادات، فالله يجرده من هذه ويقف امام الله يشتكى واصدقائه يعزوه وياتى له شاب يكشف له ان خطيته انه واقع فى خطية البر الذاتى وترى انك افضل من من هم حولك ووقعت فى خطية من خطايا الكبرياء وعندما بدأ ايوب يتوب ويرجع الى نفسه ويفوق قال الاختبار الجميل “بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي.” اى نعمة فى حياتى مادية او معنوية هى بك يارب وانا دونك لست شئ الخلاصة يا اخوتى احب ان تهتموا بها وتعرفوها ان التجارب كلها تمت فى البرية، البرية مدرسة لنضوج الانسان اولا البرية مدرسة نضوج لشخص الانسان، انت عندما تقرأ اختبارات اباء البرية وانت تحيا فى العالم شخصيتك تنضج روحيا، القديس الانبا بولا عاش حياته سائحا لا نعرف منه سوى عبارة واحده قالها (من يهرب من الضيقة يهرب من الله) هل هناك اختبار اجمل من هذا، قس على هذا عبارات كثيرة، عندما يتكلم القديس ارسانيوس معلم اولاد الملوك يقول (كثيرا تكلمت وندمت واما عن صمتى فلم اندم قط) البرية نحتاجها جميعا، هى مدرسة نضوج فى البرية نتعلم ايضا فن الاتكال على الله، ليس لنا سواه، حياة التسليم،يتعلم الانسان ايضا فى البرية حياة الانضباط وفن الاتكال على الله واعرف ان حياتى فى يدك يارب وانت تدبرها، مثل انبا انطونيوس اب جميع الرهبان يوم ماخرج البرية لم يكن يفكر ماذا يحدث بعد سنة او بعد عشرة ولكنه كان متكل على ربنا، لهذا نصلي فى القداس نقول الاديرة والساكنين فيها والساكنين بايمان الله، اعتمادهم على ايمانهم بربنا ايضا فى البرية يكسر فى الانسان فكرة الذات، يتعلم الانسان شكل من اشكال الاكتفاء ذاته لا تتكبر ولا تتضخم مثل ايوب الصديق فى البرية الانسان يستطيع ان يعرف ما هى رسالة الله له، من اختبارات القديسين تستطيع ان تكتشف فى البرية عاشوا الكلمة المقدسة واختبروا الانجيل واختبروا مقاطع كتيرة فى حياتهم وعلموا اولادهم وعلموا اجيال واجيال ونحن حتى اليوم مازلنا نتعلم منهم. وهذا هو السبب الذى يجعلنا بعد ما نرسم اب كاهن جديد نجعله فى البرية اربعين يوم فهذه الاربعين معظم الاباء ان لم يكن كلهم يقولوا عنها انها لا تعوض الخلاصة ان هل تعرف تجاربك، هل منتبه لما يجربك به عدو الخير اذا كانت التجارب التى ذكرت فى البرية هى مجرد اشارات انتبه ان عدو الخير يتفنن كل يوم يعطينا مسيحنا هذه النصرة فى حياتنا لالهنا كل مجد وكرامة الى الابد امين قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل