المقالات

09 أكتوبر 2024

أبديتك

غالبية الناس يفكرون فقط في حياتهم على الأرض، كل رغباتهم مركزة في هذه الحياة الأرضية وكل تعبهم وجهادهم هو من أجله أما أبديتهم لا تخطر لهم على بال إن حياتك كلها على الأرض لا تساوى طرفة عين إذا ما قورنت بالأبدية التي لا نهاية لها وحياتك على الأرض ما هي إلا إعداد وتمهيد لتلك الأبدية، وحياة الخلود ربما تمسك بكرامة أرضية يضيع عليك كل الكرامة التي ينالها القديسون في المجد الأبدي ومع ذلك فأنت ما تزال تتمسك بهذه الكرامة الأرضية. وتضحي في سبيلها بأبديتك وكأنك لا تعي!! وربما تمسكك ببعض الملاذ الأرضية الوقتية والزائلة يفقدك كل النعيم الأبدي وسعادة الخلود عليك إذن أن تقتنع بأهمية الأبدية وتضعها باستمرار أمام عينيك ويصبح كل شيء رخيص إلى جوارها ما أجمل قول القديس بولس الرسول لأهل كورونثوس: "غير ناظرين إلى الأشياء التي ترى بل التي لا ترى لأن التي ترى وقتية أما التي لا تُرى فأبدية" (2كو4: 18) حقًا، في هذه النظرة يتجلى الفارق الأساسي بين الإنسان الحكيم والإنسان الجاهل الجاهل نظرته قصيرة لا تتعدى المرئيات والحياة الأرضية أما الحكيم ينظر إلى بعيد إلى ما بعد الموت ويظل يفكر: ماذا سيكون مصيري بعد أن أخلع هذا الجسد؟ أين سأذهب؟ وماذا سأكون؟ وأنت أيها الأخ، بماذا أنت مشغول..؟ وأين وضعت قلبك؟ هنا أم هناك..؟ لأنه حيث يكون قلبك يكون كنزك أيضًا إن الحكماء يشعرون أنهم غرباء على الأرض، ولا يركزون آمالهم في الأرض بل "ينتظرون المدينة التي لها الأساسات، التي صانعها وبارئها الله" (عب11) والذي يهتم بأبديته يرتفع فوق مستوى الأرض والأرضيات ولا يستهويه شيء مما في هذا العالم العالم كله خلفه، وليس أمامه. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
08 أكتوبر 2024

واعطنى الآن حكمة

البحث عن الحكمة ... بحث المفكّرون منذ القدم عن الحكمة . وتميزت حضاراتنا الشرقية منذ أمد طويل بالحكماء. وكان الهدف من هذا البحث هو المعرفة ، وان يتصرف الناس بفطنة وحنكة لينجح الإنسان في حياته ، وتكون له المعرفة بالخالق والعالم والأخلاقيات والسلوك الحسن . واتخذت مساعي البحث عن الحكمة في بلاد اليونان قديماً منحىً نظريًا فلسفيًا للبحث في حقيقة وجوهر الأمور، وعندما أسبغ على سقراط لقب الحكيم أجاب : انه ليس حكيماً بل محباً للحكمة "فيلو " باليونانية محب ، " صوفيا " تعني الحكمة وفي العهد القديم نجد إن الحكمة صفة لله وهو وهب الحكمة ، وتميز رجال الاستقامة والصلاة ومحبة الله بالحكمة. فنجد أن يوسف الصدِّيق تميَّز بحكمة من الله جعلته يفسر أحلام فرعون وأحلام جميع عبيده فقال فرعون لعبيده : " هل نجد مثل هذا رجلاً فيه روح الله ، ثم قال فرعون ليوسف بعدما أعلمك الله كل هذا ليس بصير وحكيم مثلك " تك 41 : 37 – 39 . كما تميز موسى النبي بالحكمة والحلم مهذبا أولا بحكمة المصريين ثم بالتأمل في حياته في البرية والصلة بالله ومعرفته لله . نما موسي النبي في الحكمة وأصبح مقتدراً في الأقوال والأعمال واستطاع أن يقود الشعب قديماً للتحرر من العبودية ، وقادهم في البرية بنعمة وحكمة من الله كما يقودنا الرب يسوع في برية هذا العالم عندما نطيعه ونسترشد بحكمته ونعمته ، ليعطينا حكمة ليست من هذا العالم ويصل بنا إلى السماء أما سليمان فطلب من الله عندما تراءى له الرب وسأله ماذا أعطيك فطلب سليمان الحكمة " فأعطني ألان حكمة ومعرفة لأخرج أمام هذا الشعب وادخل لان من يقدر أن يحكم على شعبك هذا العظيم . فقال الله لسليمان من اجل أن هذا كان في قلبك ولم تسال غنى ولا أموالا ولا كرامةً ولا أنفس مبغضيك ولا سألت أياما كثيرة بل إنما سالت لنفسك حكمة ومعرفة بهما تحكم على شعبي الذي ملكتك عليه . قد أعطيك حكمة ومعرفة وأعطيك غنى وأموالا وكرامةً " 2 أخ 1 : 10-12 . وفاقت حكمة سليمان حكمة كل بني المشرق وحكمة كل مصر 1مل 5 : 9 هذه الحكمة تجلّت في حسن قيادته وتصريفه للأمور وفي تبصّره وتميّزه . الحكمة المسيحية والفلسفة .... الحكمة المسيحية تهدف إلى معرفة الله ، وصفاته وملكوته وخلقه للعالم ومخلوقاته والنفس البشرية والفضيلة والسلوك الحسن، والإيمان الذي يجعل الإنسان مميزاً للخير والشر سالكاً في وصايا الله . والفلسفة تهدف إلى تكوين رأي صحيح عن الكون وخالقه والنفس البشرية ومعايير الفضيلة عن طريق أعمال العقل والتفكير ، ومع اعتراف الفلسفة بمحدودية العقل فان الفلسفة لا تضاد ولا تناقض الحكمة المسيحية والوحي الإلهي ومع هذا فنحن لا نطمئن لكل رأي للمفكرين والفلاسفة ، بل يجب دراسة هذه الآراء لمعرفتها ، لان الناس ومنهم المفكرين والفلاسفة مختلفون باختلاف بيئتهم وملكاتهم الفكرية وتجاربهم وظروفهم الاجتماعية وثقافتهم السائدة واتجاهاتهم ، فان ذلك يودي إلى اختلاف النتائج التي يتوصلوا إليها في بحوثهم ولهذا يجب أن يكون لنا التميز والبصيرة الروحية للتمييز بين الحكمة والفلسفة التي تؤكد وجود الله ومحبته أوالتى تلحد به في غرور وكبرياء . إننا كمسيحيين لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله ، لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله والتي نتكلم بها أيضا لا بأقوال حكمة إنسانية بل بما يعلّمه الروح القدس ، لأنه من عرف فكر الرب فيُعلّمه أما نحن فلنا فكر المسيح . الحكمة المسيحية وديعة روحية مملوءة رحمةً وأثمارًا صالحة عديمة الريبة والرياء يع 3 : 17 .إننا بالوحي المقدس وبالإيمان بالله يكون لنا التمييز والمعرفة لنميز بين السفسطة والفلسفات الكاذبة وبين البحث الجاد للوصول للحقيقة والارتقاء بالفكر. مصدر الحكمة الحقيقية... الله هو كليّ الحكمة والمدخر فيه كل كنوز الحكمة والعلم واهب الحكمة وهو الذي يعطي الإنسان قلباً قادرا على التمييز بين الخير والشر " عنده الحكمة والقدرة والمشورة والفهم " أي 12 : 13 وفي حثه لنا لاقتناء الحكمة يقدمها لنا ويطوِّب الساعين إليها " طوبى للإنسان الذي يجد الحكمة وللرجل الذي ينال الفهم لان تجارتها خير من تجارة الفضة وربحها خير من الذهب الخالص ، هي أثمن من اللآليء وكل الجواهر لا تساويها في يمينها طول الأيام وفي يسارها الغنى والمجد ، طرقها طرق نعم وكل مسالكها سلام . هي شجرة حياة لممسكيها والمتمسك بها مغبوط " أم 3: 13 ،18،أم8: 11 والسيد المسيح هو اقنوم الحكمة المتجسد ،هو العقل الإلهى ، الذي يهب الحكمة للمؤمنين به الساعين إلى الكمال والحكمة والمعرفة ، وهو الذي دعانا أن نكون به حكماء ونتعلم منه " ملكة اليمن جاءت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان وهودا أعظم من سليمان هاهنا " مت 12 : 42 . وقدّم الرب يسوع نفسه بان الحكمة التي كانت تنادي في العهد القديم من يريدها أن يأتي إليها ليرتوي " إن عطش احد فليقبل إلي ويشرب " يو 7 : 37 . ولنكتشف انه حكمة الله خالق العالم الذي به كل شيء كان وبغيره لم يكن شيء من كان فيه كانت الحياة والحياة كانت نوراً للناس والنور أضاء في الظلمة. ويطالبنا الله أن نسير في النور والحكمة لهذا نجد الأشرار يسلكون في الظلام ويهربوا من النور لئلا توبخ أعمالهم والروح القدس هو روح الله واهب الحكمة والفهم والمشورة والمعرفة ومخافة الرب . الروح القدس يعطي الاستنارة لعيون أذهاننا وهو قائد الكنيسة عبر تاريخها الطويل ومعطي الحكمة التي لا يستطيع العالم أن يقاومها أو ينقضها. كونوا حكماء ..... انها دعوة الله لنا أن نكون حكماء ، وإذ نريد الحكمة ونجدّ في أثرها علينا أن نسلك بالحق والاستقامة ونجدّ حياة التوبة " أن الحكمة لا تلج النفس الساعية بالمكر ولا تحلّ في الجسد المسترق بالخطية " مك 1 : 14 . علينا أن نعرف الله ونحفظ وصاياه ونسلك بها " يا ابني إذا رغبت في الحكمة فأحفظ الوصايا فيهبها لك الرب " سير 1 : 33 ليست الحكمة علم الشر وحيث تكون مشورة الخطاة فليست هناك فطنه ، إننا إذ ابتعدنا عن الله وحكمته يظلم فكرنا " إن الذين أهملوا الحكمة لم ينحصر ظلمهم لأنفسهم بجهلهم الصلاح لكنهم خلفوا للناس ذكر حماقتهم بحيث لم يستطيعوا كتمان ما زلوا فيه " مك 10 : 8 التواضع والتعلم من المسيح وحياته وتعاليمه وممارسة أسرار الكنيسة في وداعة تمنح حكمة حتى للجهلاء " تأتي الكبرياء فيأتي الهوان ومع المتواضعين حكمة " أم 11 : 2 نعم إننا في وداعة وتواضع الأطفال المتكلين على أبيهم السماوي الطالبين عونه نأخذ منه حكمة " في ذلك الوقت أجاب يسوع وقال أحمدك أيها ألآب ربّ السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال . نعم أيها الأب لأنه هكذا صارت المسرة أمامك كل شيء قد دفع إلي من أبي. وليس احد يعرف الابن إلا الأب ولا احد يعرف الأب إلابن ومن أراد الابن أن يعلن له . تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلموا مني . لأني وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم. لان نيري هيّن وحملي خفيف " مت 11 : 25 – 29 إننا مطالبون بالصلاة الواثقة في محبة الله ، لنأخذ منه حكمة كيف نتكلم ونسلك في مختلف المواقف " فان كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطي له ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة " يع 1 : 5،6 كلما كانت لنا مخافة لله ، ونكرمه كاب لنا ونظهر بنوتنا له بحرصنا على إرضائه " مخافة الرب رأس المعرفة أما الجاهلون فيحتقرون الحكمة والأدب " أم 1 : 7 . إننا نتعلم من الحكماء والمعلمين الروحيين ومن كتب الآباء المتصفة بالروحانية والسلوك المستقيم وسير الآباء القديسين، فعندما سئل الأنبا انطونيوس الكبير عن ما هي أعظم الفضائل قال انه الإفراز أي التمييز والحكمة، ليعرف الإنسان ان يميز بين الخير والشر فالحكمة تتخلل كل فضيلة وسلوك لتجعله فاضلاً، الحكمة تجعلنا نسلك في اعتدال دون تطرف وأعمال الفكر وطلب العون من روح الله ، ليكون لنا دقة التعبير وسلامة التدبير وعدم التسرع ودراسة الأمور من جوانبها المختلفة ومعرفة آراء الدارسين والمرشدين للخروج بأفضل الحلول لمواجهة مشكلات الحياة وإيجاد الوسائل السليمة لحل المشكلات إن التأمل والدراسة لمعرفة حقيقة الأشياء لا الأخذ بظواهرها مع طلب قيادة روح الله يجعلنا نسلك في حكمة " أعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت ملآنة الأرض من غناك " مز 104 : 24 . النجاح في الحياة العملية .... إننا في بحثنا عن الحكمة وصلواتنا إلى الله من اجلها ، نسعى إلى تطبيق الحكمة في سلوكنا العملي ، وفي أقوالنا وتصرفاتنا لنصل إلى الحياة الناجحة التي ترضي الله وتجعلنا نوراً في العالم وملحاً في الأرض. فيكون لنا فطنة وتمييز في علاقتنا مع العالم والمجتمع وأنفسنا والله. وتكون لنا النظرة الفاحصة، نعرف التميز بين الغث من السّمين . لا نشترك في أعمال الظلمة . نعرف النفس البشرية ودوافع تصرفات الآخرين ونسلك بنا على معرفتنا وإيماننا في اعتدال وفي أدب وتواضع وبر ، ونستلهم من الكتاب المقدس كيف نسلك بحكمة من جهة كل احد " من هو حكيم وعالم بينكم فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة ، ولكن إن كان لكم غيرة مُرّة وتحزّب في قلوبكم فلا تفتخروا وتكذبوا على الحق . ليست هذه الحكمة نازلة من فوق بل هي أرضية نفسانية شيطانية ، لأنه حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكل أمر رديء. وأما الحكمة التي من الله فهي أولا طاهرة ثم مسالمة مملوءة رحمة وأثمار صالحة عديمة الريبة والرياء " يع 3 : 13 - 17 . بالحكمة والتمييز نعرف متى نتكلم ومتى نصمت كما يعلمنا قداسة البابا شنودة الثالث المعلم الحكيم حسب الحكمة المعطاة له من الله ، وعندها نتكلم بكلام حكمة وعزاء ومنفعة للآخرين، نعرف متى نكون ودعاء نتعامل في طيبة قلب ، ومتى نكون حازمين في مواجهة الأخطاء. متى تكون الطيبة ليس مدعاة للتسيب والتراخي ، ومتى يكون الحزم والشدة ليس ضد الرحمة والحب ، إن الطبيب الماهر يعرف متي يستخدم العلاج والمسكنات ومتى يستخدم المشرط للبتر والاستئصال ، فالحياة الروحية ليس قوانين عمياء بل هي حياة روحية منقادة بالروح في محبة الله ، هدفها السعي إلى نقاوة القلب والقداسة والاتحاد والشركة مع الله لنصل إلى النجاح في الحياة والملكوت السماوي . الحكمة تجعلنا نحيد عن التطرف ونسير باعتدال ، مما يبعدنا عن التطرّف اليميني والمغالاة في أمور نظنها حميدة ، أو بالتطرف يساراً بالاستسلام للكسل وحياة الرخاوة والخطية والهلاك الأبدي. الحكمة إذا سراج النفس الساعية للكمال للمعرفة والفضيلة. إن شاول أول ملوك إسرائيل اظلم عقله وفقد الحكمة ولم يصغ لصوت الطاعة فظنَّ انه بتقديم عمل جيد وهو ذبيحة لله يسلك بحكمة فهلك ونُزع منه الملك في تمييز وحكمة تعطى كل جوانب حياتك حقها ، أعطِ لروحك حقّها في الصّلاة والصوم ومحبة الله والفضيلة ، وأعطِ لعقلك حقّه في القراءة والاطلاع والتأمل ، ولجسدك حقه في التغذية والتقوية والنمو فلا يمرض ولا يتمرد عليك تعطي الله حقه في العبادة ، وللآخرين حقهم في الاحترام والتعاون ، ولأهلك حقهم في الخدمة والبذل ، ولنفسك حقها في النمو والخلاص. وللمجتمع والعمل حقه في الأمانة والأخلاص والسعى لراحة الأخرين وأسعادهم فى حكمة ودون تصارع أو منافسة غير شريفة. يجب أن نحترس من حكمة أهل العالم ووسائلهم التي تتميز بالمكر والدهاء والكذب أو الخداع والبعد عن الله ، كما خدعت الحية قديما أبوينا " تكونان كالله عارفين الخير والشر " تك 2 : 5 ، " فقد توجد طريق تبدو للإنسان مستقيمة وعاقبتها طريق الموت " أم 14 : 12 . لقد سلكت الملكة إيزابيل قديما طريق المكر والكذب لكي ينال زوجها حقل نابوت اليزرعيلي فدبرت حيلة استولى بها على الحقل وادعت كذبا انه جدَّف على الرب ، فتمّ رجم نابوت ظلماً فجاءها صوت الرب على يد إيليا النبي بالهلاك لها ولزوجها ( أمل 21 : 5 – 15 ) . إن العالم في حكمته المرضية لم يعرف ، فصلب رب المجد. واما الرب يسوع المسيح فانه بتواضعه وبذله خلّص العالم بجهالة الصليب فلنفحص أفكارنا ونتوب عن خطايانا وأخطائنا ونطلب في إيمان حكمة من الله ، لنعرف كيف نسلك بتدقيق كحكماء وليس في جهل مفتدين الوقت لان الأيام شريرة " لا تشاكلوا هذا الدهر . بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة " رو 12 : 2 لا نكون حكماء عند أنفسنا بل حكمتنا هي من الله وقيادة روحه القدوس واهب الحكمة للجهلاء ومقوّي الضعفاء ورافع البائسين ، محرّر المأسورين ، والذي يقودنا في كل حين في موكب نصرته . هبنا حكمة ونعمة البركة والمجد والكرامة لك يــــــــا رب الحكمة والقدرة والبركة لألهنــــــــــــــا المدخر فيه كل كنوز الحكمة والعلــــــم معطي الحكمة للمتواضعين والودعـــــاء هبنا الحكمة من عندك يا أبا الأنـــــــوار وأعطنا قلبا حكيمًا لمعرفة وصايــــــــاك لنسلك في أحكامك باســـتقامة وبـــــــــر روحك القدوس يمنحنا الحكمة والإفـراز لنعرف الأشياء الموهـــــوبة لنــــا منك ونســــــــير كأبناء النــــــــور والـــحق حررنـــــا مــــن أخطــــــائنا وخطايانا لنتصــــــــرف حسنا في وداعة الحكمة وتكـــــون لنــــــــــــــا الثمار الصالحة والقداســــــــــة ونقـــــــــاوة القلــــــب بهما نحيـــــــا معـــــك ونعايــن مجدك القمص افرايم الأنبا بيشوى
المزيد
07 أكتوبر 2024

اطلالة على المجتمع الغربي بعين راهب قبطى

كانت فرصة اقامتي في الولايات المتحدة ، ككاهن لكنيسة مارجرجس والأنبا شنوده بجرسی ستی ، وكطالب للدكتوراه في احدى جامعاتها الكبرى، مجالا للبحث والدراسة والمقارنة ، بين الثقافتين الشرقية والغربية ، وتأثير كل من المجتمعين على الشباب بصفة خاصة وليس من اليسير التعرف على اتجاهات الشباب العميقة ، وطرق تفكيره الداخلية، وبخاصة إذا كان الشرقي يعيش في دائرة محدودة الاتصالات والتفاعلات مع المجتمع الجديد ولكنه من حسن الحظ أنه على الرغم من وجودى في بيئة قبطية مصرية تماماً ، وهي شعب الكنيسة ، إلا أن إقامتى بعض أيام الأسبوع في الجامعة ، أعطاني فرص الحوار والدراسة والتحليل والمقارنة والذي تمرس في البحث العلمي ، لا يستطيع أن يقول من أول وهلة ان مجتمعنا الشرقي أفضل من الغربي ، أو أن الغربي أفضل لأن المقارنة يجب أن تكون وفقاً لمعايير وتجارب ودراسة عميقة وإلا كانت الأحكام سطحية لا تفيد كثيراً وإذا كان الإنسان خاضعاً للقوى الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وإذا كان جانب كبير من حياته ، تشكله ظروف المجتمع الذي يحياه ،أدركنا أن كل ما نراه من عادات وطبائع الشباب الغربي ، له أصوله ومصادره في البيئة التي يحياها لأجل هذا يلزم أن تكون الأحكام موضوعية غير متحيزة . بين الروحانية الغربية والشرقية : أول ما استرعى نظرى أن روحانية الشباب الأمريكي تختلف جذرياً عما ألفناه في بلادنا فالشاب المتدين الأمريكي لا يرفض التدخين أو شرب قليل من الخمر بين الحين والحين . كما أنه يتخذ له صديقة يستريح لها ،وتستمر العلاقة العاطفية بينهما ، وتنتهى في أغلب الأحيان بالخطبة أو الزواج . وهو لا يمانع في اتخاذ جميع القرارات المصيرية في حياته ، دون اللجوء الى الكبار وأخذ مشورتهم بينما كل هذه المظاهر تعتبر في بلادنا من الأخطاء ،وقد ينظر إلى بعضها كأخطاء جسيمة يضاف إلى هذه أن المجتمع الرأسمالى مجتمع فردى ، يقوم على حرية الفرد ، وإطلاق كل رغباته وطاقاته ، وعدم تقييده . وليس للسلطة أن تتدخل في الحياة الشخصية ، وإنما هدفها فقط الحماية من طغيان هذه الحياة على حريات الآخرين وقد يكون لهذه الأنماط أثرها على اللاهوت الغربي ، كما أنه قد يكون للاهوت الغربى أثره في تشكيل أنماط حياة الناس فاللاهوتيون الغربيون لا يركزون على موضوع الخطية والسقوط والعقوبة والدينونة ،وانما يعطون الأهمية لمحبة الله ولطفه ومغفرته لضعفات الانسان واللاهوتيون الغربيون لا يركزون كثيراً على القيامة ، بقدر اهتمامهم بالتجسد الإلهى . وقد انعكس هذا على أعيادهم . فعيد الفصح لا تشعر به إطلاقاً في كل بلاد الغرب ، بينما عيد الميلاد ( الكريسماس ) له بهجته وروعتة ، وإن كان غالباً ما يأخذ الطابع الإنساني [ بابا نويل - هدايا - زيارات - حفلات - مهرجانات ] فالغربي يقدس الانسان والانسانية، والتجسد الالهى أعطى للانسان والانسانية مركزا ساميا . ولهذا يعتز الشاب الغربي بانسانيته ولا يوافق كثيرا على أن خطية آدم تورث ، أو حتى الضعف البشرى ينحدر من جيل إلى جيل بل على العكس يعتز ببشريته ، ويفتخر بانجازاته . واللاهوت يخدم اعتزازه هذا ، ويشجعه على هذا النمط من التفكير أما القيامة فهي مرتبطة بإنهاض المائت الساقط . وهو لا يرى في القيامة إلا مزيداً من تدعيم إنسانية الإنسان والمجتمع الغربي مجتمع الرفاهية ، والسعى نحو اسعاد الانسان بكافة وسائل الراحة المادية ، لهذا لا تجد للنسك مكانا في كل كتب اللاهوت الغربية حتى إنى لم أسمع من أحد أساتذة اللاهوت كلمة صلب الذات ، أو الفقر الاختيارى ، أو الأصوام الطويلة ، أو الإماتات ، أو الصمت ،أو التذلل ، أو الدموع ... الخ هذه كلها فضائل شرقية ، ليس لها مدلول عند الذين يدخلون الكنيسة نيفاً وساعة في الأسبوع، ويسرون بالكورال الكنسى، والعظة الشيقة المرتبة منطقياً ، والجو الاجتماعي، والأنشطة غير الروحية التي التي ترتبها الكنيسة الغربية لشعبها . بين الحرية الغربية والشرقية : يعتز الغربي بحريته بكافة أبعادها والحقيقة أنه ليست هناك حرية بمعناها الحقيقى الا فى اطار قيود تحددها وقد تكون هذه القيود دينيه أو اقتصادية أو ثقافية أو اجتماعية . ولكن المجتمع الرأسمالي ، وإن كانت تتحكم فيه قيود كثيرة ، أهمها المضاربات والمنافسات ، وسيطرة رجال رأس المال على الفكر الإنساني بوسائل الدعاية والإعلام ، إلا أن الغربى يشعر شعوراً مختلفاً عن شعور المواطن في المجتمع الشيوعي مثلا فالغربي يستطيع أن يحاكم نيكسون على الرغم من أنه قد يوجد كثيرون أسوأ من نيكسون يفلتون من الحكم والإدانة والغربي يستطيع أن يكتب ما يريد ، وينشر ما يشاء ، ويعبد بالطريقة التي تريحه وعندما سالت المصريين في استفتاء علمى ، وجدت أن نفسية الشرقي تستريح الى الحرية المضبوطة أكثر من الحرية التي بلا قيود فالشرقي يحب أن يكتب بحرية . ولكنه لا يحب أن يرى كتابة تطعن في قيم مجتمعه السائدة . والشرقي يحب أن يعبد ، ولكنه لا يحب أن يجد من يجاهر باحتقار دينه لقد كنت أجد الأطفال الأمريكان ، بل والأقباط في أمريكا ، يناقشون ويعترضون وهذه ظاهرة صحية تأخذ بها بلادنا الآن ، مع أخذها بوجوب استخدام السلطة لاحترام حرية الآخرين .كذلك فإن تشجيع الجو الديني للشباب على الحوار والدراسة والبحث ، وإقامة تدينه على أسس من الحرية الشخصية ، أمر واجب . النظرة إلى الحياة في المجتمعين : يعتز الشاب الغربي بواقع حياته ، ويقبل على يومه برضى ، مهما كانت المعوقات وقد يرجع هذا إلى غنى البلاد وتقدمها المادى ، وتنافس الحكومات في تسهيل سبل الحياة للمواطنين ، وتركيز اللاهوت على الفضائل الاجتماعية ولكن يعيبه أن الغالبية لا يفكرون في الحياة الأبدية حتى المتدينون منهم ، يقولون إننا نستطيع أن نقابل الله ونتمتع به في ظروف حياتنا اليومية أما الشاب الشرقي فإنه يعتز بالأبدية والحياة الأخرى ولها آثارها الكبرى على حضارته وتفكيره وتدينه . ولكنه يحتاج إلى أن يستدين من الغربي كيفية مواجهة يومه بإيجابية وفرح وشكر . كما يحتاج الغربي إلى أن يستعير من الشرقى اهتماماً بالأمور التي لا ترى لأنها أبدية . نيافة الحبر الجليل مثلث الرحمات المتنيح الانبا بيمن أسقف ملوى وأنصنا والاشمونين عن مجلة الكرازة العدد الحادى الثلاثون عام ١٩٧٥
المزيد
06 أكتوبر 2024

الأحد الرابع من شهر توت

.تتضمن تبكيت النساء على التزين بحلى الذهب والاعراض عن التجمل بالأعمال الصالحة مرتبة على فصل الخاطئة ( لو ۷ : ٣٧-٥٠ ) إلا تنظرين ايتها المرأة إلى سيرة النساء اللواتي كن في القديم وكيف اجتهدن في تحصيل زينة النفوس الناطقة لا الأجسام البالية حتى استحقت بعضهن بذلك أن تمسك قدمى سيدنا له المجد لكنى أقول لكن أيتها الحاضرات إن أنتن فعلتن جميع ما ينبغى بحب ونشاط نلتن أعظم مما نالته غيركن لأنكن إذا أخذتن من السرائر المقدسة باستحقاق فقد وصلتن إلى أعظم المواقف السماوية وليس هذا فقط بل وستنظرن المخلص أتيا بذلك المجد الذى لا يوصف وتسمعن صوته الفرح القائل: "تعالوا يا مباركي أبى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم" فالأليق بك أيتها اللابسة حلى الذهب أن تضمى قونك وتتزيني بحلى أولئك إذا لا منفعة لك في أن تلبسي ثيابا فاخرة وتعلقى في عنقك الجواهر النفيسة وتتخذى الأساور ليديك والأقراط الذهب لأذنيك. وأشياء اخر كثيرة تتحلين بها مما لا تدعو الضرورة. فإن قلت أن النفس تسر بذلك وتطرب قلت إني لا أسأل عما يسر النفس الحيوانية ويطربها بل عن الضرر الحاصل بسبب لك الزينة اللحمية لأنه لا شئ في العالم أشد على النفس العاقلة من التشاغل بالأمور الفانية والاغتباط بها والتمسك بشدة عليها لأن السرور بالزائلات هو تعبد لها وإذا كنا إلى الآن تؤثر الفانيات على الباقيات فمن نوجد رافضين لها وضاحكين على المتهاتفين عليها ؟ لأن المقيمين في السجون إذا وجدوا متلذذين بحالهم تلك فكيف يكرهون المقام فيها ؟ ويتحايلون على الخروج منها وهل يطلب البقاء بها إلا الاراذل من الناس والاشقياء الذين لا بيوت لهم ولا مستقر ولكن الذين يعلمون أن لهم بيوتا مشيدة مزينة ويرون أنفسهم في السجون فإنهم يبذلون أموالهم ويصانعون الولادة والحكام ليبرروا خروجهم من هناك. يأمروا برجوعهم إلى منازلهم. وقد علمت أن الدنيا هي سجن المؤمن فكيف يجوز للعقلاء الالتذاد بالسجون إلا إذا أهملوا ذواتهم وأخربوا المنازل التي كانت لهم هناك مهيأة. فأخبريني الآن أيتها المرأة ما هي فائدة اتخاذك الحلى هنا ونحن مقيمون في السجون؟ فإن قلت أفعل هذا لكي أفوز وأظفر بالكرامة من الناظرين لي قلت وهذه علة لفساد آخر فضلا عن التشامخ والتفاخر والاعجاب وانكسار قلوب المقلين. لان الأصحاب والأقارب من النساء يتشوقن إلى مثل ذلك. فيحزن ويندبن ويشوشن بيوتهم ويرتكبن شرورا كثيرة لا نهاية لها. ويكلفن رجالهن جميع الاموال من غير وجوهها. ويحملنهم على السرقة والظلم وسائر الشرور الردية. فها قد سألتك عن المنفعة الصالحة فأجبتنى بمضرة تستلزم شرورا كثيرة تنتج من ذلك. ولقد خرجت من حين الانسانية وصرت كالنسور الطائرة نحو السماء. أو مثل الكلاب والخنازير الذين يبحثون في الأرض. ويتهافتون على الأوساخ ورمم الأموات وعظامهم. فإن قلت إنني عند المضى إلى الكنيسة أجوز بالطرق فأريد أن أكون عند الناس بزى الوقار . قلت وهذه أعظم الحالات شرا. ولهذا السبب بعينه ما كان ينبغي لك أن تلبسى ذهبا ولا حريرا لتميلي إليك أبصار الفاسقين. وتسرع اليك نواظر الزناة والاشقياء والمتنعمين فتصيرين مشهدا وملعبا . بل وتفتحين أفواه الكثيرين من الناس باللعن والسب على الأهل والأقرباء. وبناء على ذلك قد حصلت عوضا على العز على الهوان والخسران وحينئذ تدخلين الكنيسة وتخرجين بأوزار لا يحصى عددها. وتكسبين أعظم خسرات اسمعى قول الله على لسان أشعياء النبي: "من أجل أن بنات صهيون يتشامخن ويمشين ممدودات الاعناق وغامزات بعيونهم وخاطرات في و غازات مشيهن ويشخشخن بأرجلهن يصلع السيد هامة بنات صهيون ويعرى الرب عورتهن ينزع السيد في ذلك اليوم الخلاخيل والضفائر والأهلة. والحلق والأساور والبراقع والعصائب والسلاسل والمناطق. وحناجر الشمامات والأحراز. والخواتم وخزائم الأنف. والثياب المزخرفة والعطف والأردية والأكياس. فيكون عوض الطيب عفونة وعوض المنطقة حبل وأرجوهن جميعا أن يسمعن قول بولس الرسول الموجــه لهن وهو : كذلك أن النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل. لا بضفائر أو ذهب أو لآلئ أو ملابس كثيرة الثمن. بل كما يليق بنساء متعاهدات بتقوى الله بأعمال صالحة فلا يجوز استعمال حلى الذهب والفضة مطلقا في بيت الله ومجامع المؤمنين. لأنه ينسب لصاحبها الجفاء وقلة الانسانية. إذ أنه يكسر قلوب البائسين والملقين وأمثالهم. ويورث صلف النفس وعلوها. ويجلب الفساد والهلاك. فانظرى يا هذه كم كنت تشبعين بهذا المنظر الكاذب من بطون الجياع؟ كم كنت تسترين من أجسام العراة؟ كم كنت تطلقين من المأسورين والمعتقلين؟ كم كنت تفرحين به عن المتضايقين؟ لأنه أفضل لك كثيرا أن تنظرى في مصالح البائسين من أن تتقبى الآذان وتعلقى عدة من الأقراط مما لا يحتاج اليها. فإن كنت إنما تتخذين ذلك للمدح والشرف فانزعيها الآن واصرفيها فى مصالح المحتاجين. وانظرى كم من المديح تتقبلين من الله والناس. وكيف يتناقل شكرك بالأخبار والسير وتتشرفين وتزيدين علوا. ولو قارنوك إذ ذاك بمن لبس كثيرا من حلى الملوك لكان جمالك عند الحاضرين أكثر. لكنك والحالة هذه أنت مهيأة لكل هجو. وقد صرت سبيا لأحزان كثيرين لأنه لو سقطت لؤلؤة من عقدك على الأرض أو بين الجموع كيف كنت تشوشين بيعة الله؟ وكم يلحق الآخرين من الحزن والكآبة؟ وكم من الرجال يتعبون؟ وكم من النساء يتهمون بسببك؟ وحينذاك تكثر الضجات والمخاصمات والمحاكمات واللعنات التي لا يحصى عددها. وياليتك يا هذه لا تقولين إنك جئت لتقتربى إلى المسيح وأنت متزينة بما يأباه ويبغضه. معرضة عما يرضيه ويسره لانه لا يقدر اللابسون مثل هذه أن يدنوا عن علو مجده لأن أصل الذهب وما يتبعه إنما هو التراب وهو عائد اليه بطبعه فلا يجوز والحالة هذه الافتخار بالأرضيات. لكن إن أردت الدخول إلى الكنيسة المقدسة والاقتراب من السيد القوى. فألبسى حلل أولئك النساء الطاهرات أعنى الرحمة والمحبة والاتضاع وخشية الله والعفاف والطهارة وأمثال هذه. ولست أقول هذا لتسمع النساء فقط. بـــــل وليسمع أزواجهن أيضا ويخاطبوهن كما ينبغى. وإذا كان الافتخار بالزينة العالمية غير لائق بالنساء. فبالأحرى أن يكون بالرجال عارا وخزيا. فسبيلنا أذن أن نبتعد عن الزينة الفانية ونحافظ على التجمل بالباقيات لنفوز بملكوت ربنا يسوع المسيح الذى له المجد دائما. آمين القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
05 أكتوبر 2024

مؤهلات دخول السماء

الله أوجدنا لِكى نكُون معهُ فِى مجده ،قصد خلقتِهِ لنا أنْ نكُون معهُ فِى مجدهِ ،مُنذُ خلقِتنا وَهُوَ ينتظِرنا فِى الأبديَّة وَمُنذُ الأزل ،إِذاً فنحنُ مُواطِنيِن سمائيين وَ السَّماء هى بيتنا الإِنسان دائِماً يُرِيد الرِجُوع لِبيتِهِ لِيسترِيح،هكذا القديسين أحبُّوا السَّماء لأنّها الموطِن الأصلِى ، وَداوُد النبِى يقُول [ ويل لِى لأنّ غُربتِى قَدْ طالت علىَّ ]( مز 119 مِنْ مزاميِر الغرُوب ) ، وَالسيِّد المسيح قال [ أنا أمضِي لأُعِدَّ لكُمْ مكاناً حيثُ أكُونُ أنا تكُونُون أنتُم أيضاً ] ( يو 14 : 2 – 3 ) إِذاً الله لَمْ يخلِقنا لِكى نهلك لاَ بل لِنُشارِكهُ مجدهُ وَسُكناه ، وَما أجمل أنْ نكُون معهُ ، وَما أمجد أنْ نكُون معهُ وَنسكُن معهُ عِندما ندخُل الكنيسة وَنجِد المذبح مفتُوح يفرح قلبِنا ، إِذا كان منظر هكذا على الأرض يفرّحنا فما بال السَّماء !! البعض يقُولُون أنّ صُورة السيِّد المسيح تُثيِر نِفُوسهُمْ وَتُفرّحهُمْ فكم تكُون الحقيقة وَالمجد السَّماوِى عِندما نراه كما هُوَ ، سنتمتَّع بِالله نَفْسَه ، إِذا كان مُوسى النبِى عِندما رأى لمحة مِنْ مجد الله مِنْ وراءه أصبح وجههُ يلمع حتَّى أنّهُ لبس بُرقُع ، إِذا كانت لمحة مِنْ مجد الله فعلت فِى مُوسى النبِى هكذا فما بال لمّا تكُون معهُ وَ ترى مجده بِالحقيقة إِذا كان بُطرُس وَيعقُوب وَيُوحنا على جبل التجلِّى رأوا مجد الله قالُوا [يارب جيِّد أنْ نكُونَ ههُنا ] ( مت 17 : 4 ) ، لمحة مِنْ مجده تجعلنا نظِل معهُ ، هذا هُوَ المجد الّذى سنكُونُ فِى هيئتِهِ كما يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول [ الَّذى سيُغيّرُ شكل جسدِ تواضُعِ لِيكُونَ على صُورةِ جسدِ مجدِهِ بِحسب عمل إِستطاعتِهِ ] ( فى 3 : 21 ) ، سنكُون بِجسدٍ مُمّجد ، [ متى أُظهِر المسيحُ تظهرُون أنتُمْ أيضاً معهُ فِى المجدِ ] ( كو 3 : 4 ) ،الّذى نأخُذهُ هُنا هُوَ عربُون لِكنْ فِى المجد سيظهر وَسنظهر معهُ مُعلّمِنا بولس الرسُول فِى رِسالِة كورنثُوس يقُول [ ناظِرِين إِلَى مجد الرّبّ بِوجهٍ مكشُوفٍ ] ( 2 كو 3 : 18 ) ، أىّ بِدُون بُرقُع أوْ رمُوز ، المجد السَّماوِى أمر لابُد أنْ نُفّكِر فِيهِ ،الله لاَ يُرِيد أنْ يهلك أحد [ الَّذى يُرِيدُ أنّ جميِع النَّاسِ يخلُصُون وَإِلَى معرِفةِ الحقِّ يُقبِلُون ]( 1 تى 2 : 4 ) ، [ لأنّ هذِهِ هى إِرادة الله هى قداستُكُمْ ] ( 1 تس 4 : 3 ) ،لكِنْ الإِنسان بِذاته هُوَ الّذى يمنع نَفْسَه أراد الله أنْ يرُد الإِنسان إِلَى رُتبتهُ الأولى ، قال لابُد أنْ أُخلّصهُ وَأرُدّه مرّة أُخرى [ لأِنَّ إِبن الإِنسانِ قَدْ جاء لِكى يطلُبَ وَيُخلِّصَ ما قَدْ هلك ] ( لو 19 : 10 ) ، الله يهِمّه أنْ لاَ تهلك يهِمّه خلاصك وَيحزن لِهلاكك ، كما يقُول أحد القديسين[ الّذى ليس عِنده خِسارة سِوى هلاكنا ] ، الله ليس عِنده خِسارة وَإِنْ جاز تعبيِر أنّ الله عِنده خِسارة ستكُون الخِسارة هى هلاكنا 0 مؤهِلات دخُول السَّماء :- 1- الإِيمان بِالمسيِح :- لاَ أحد يدخُل السَّماء أبداً إِلاّ الّذى عِنده إِيمان بِالمسيِح الفادِى وَ المُخلّص ، مهما نقُول أنّ هذا الإِنسان صالِح لكِنّهُ لاَ يعرِف المسيِح فهُوَ لاَ يدخُل السَّماء ، لابُد أنْ يكُون لهُ إِيمان وَإِيمان عامِل بِالمسيِح وَليس إِيمان نظرِى بِدايِة القائِمة فِى الممنُوعُون مِنْ دخُول السَّماء هُمْ غير المؤمنيِن ، المُهِمْ الإِيمان بِالمسيِح إِبن الله الفادِى وَالمُخلِّص [ وَليس بِأحدٍ غيرِهِ الخلاصُ ] ( أع 4 : 12 ) ، لَنْ نخلُص بِدُونه ، لَنْ ندخُل السَّماء بِدُون إِيمان عامِل وَليس إِيمان نظرِى مرّة سأل تُوما السيِّد المسيِح قائِلاً كيف نخلُص وَنعرِف الطرِيق ؟ أجابهُ السيِّد المسيِح [أنا هُوَ الطرِيق وَالحق وَالحيوة ليس أحد يأتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي ] ( يو 14 : 6 ) ،إِذاً الباب هُوَ المسيِح ، لاَ أحد يدخُل السَّماء بِدُون الله [ الّذى يؤمِن بِالإِبن لهُ حيوة أبديَّة وَالّذى لاَ يؤمِنُ بِالإِبنِ لَنْ يرى حيوةً بل يمكُثُ عليهِ غضبُ اللهِ ] ( يو 3 : 36 )0 ليس دخُول السَّماء بِالفضائِل فقط لاَ لأنّهُ فضيلة وَبِر بِدُون المسيِح تكُون فضيلة بشريَّة وَالبشريَّة طبيعة فاسدة وَالفاسِد لاَ يلبِس عدم فساد وَلِكى يلبِس عدم فساد لابُد أنْ يكُون غير فاسِد كيف ؟ بِالإِتحاد بِالمسيِح ، مادام الإِنسان خارِج المسيِح فهُوَ فاسِد وَ لاَ يستطيِع أنْ يلبِس عدم فساد ، إِذاً أول شرط لِدخُول السَّماء هُوَ الإِيمان العملِى بِالمسيِح ،لابُد أنْ يتجدّد الإِنسان فِى طبيعتهُ أىّ يُصبِح خليقة جدِيدة ، لو أنا طبيعتِى مُتكّبِر فِى المسيِح أُصبِح مُحِب وَحنُون وَمُتواضِع ، وَبِذلِك أُصبِح مُمهّد لِكى أكُون إِنسان سماوِى ، لابُد أنْ تتغيّر طبيعتنا [ فَمِنْ ثمَّ يقدِرُ أنْ يُخلِّص أيضاً إِلَى التمامِ إِذْ هُوَ حىّ كُلّ حِينٍ لِيشفعَ فِيهُمْ ] ( عب 7 : 25 ) ، مَنْ هُوَ الّذى يُخلِّص ؟ المسيح ، حتَّى متى ؟ إِلَى التمام ، فِى القُدّاس الكيرُلُسِى نقُول [ لاَ تقُل يارب إِنِّى لاَ أعرِفكُمْ ] ، إِنْ هُوَ حىّ كُلّ حِين يشفع فِينا معرِفة السيِّد المسيِح هى الإِيمان الحىّ الفعَّال الّذى يُثّبِتنِى فِيهِ هُوَ أهم شرط لِدخُول السَّماء كما قال [ بِدُونِى لاَ تقدِروُن أنْ تفعلُوا شيئاً ] ( يو 15 : 5 ) ،[ وَمهما سألتُمْ بِإِسمِى فذلِكَ أفعلُهُ ] ( يو 14 : 13 ) ، فِى الصلاة الرّبانيَّة نُزِيد فِى النِهاية كلِمة [ بِالمسيِح يسُوعَ ربِنا ] لِماذا ؟ لأنّ طِلباتها صعبة علينا ، لكِنْ لِكى ننال هذِهِ الطِلبات ننالها بِالمسيِح يسُوعَ ربِنا ،أىّ الصلاة لاَ تتم إِلاّ بِقوّتك ، وَالكنيسة تقُول هذِهِ الكلِمة فِى نهايِة القُدّاس بِنغمة لأنّها أحبّت هذِهِ الكلِمة فأرادت أنْ تُبرِزها لأنّنا بِدُونه لاَ ندخُل السَّماء [ الّذى يؤمِنُ بِهِ لاَ يُدانُ وَالّذى لاَ يؤمِنُ قَدْ دِينَ ] ( يو 3 : 18 ) فِى سِفر الرؤيا يقُول لاَ يدخُلها دنس وَ لاَ رجس بل المكتُوبِين فِى سِفر حياة الخرُوف أىّ المسيِح ، أىّ أنّ لو سيرتِى وَحياتِى فِى سِجل المسيِح مكتُوبة لِكى أدخُل السَّماء مُنذُ الآن وَأسماءنا تُكتب فِى سِجل الخرُوف المذبُوح لأنّهُ فصحُنا مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول فِى رِسالة رُومية 10 عِندما وجد النَّاس يؤمِنُون إِيمان شكلِى ، وَمُشكِلة الخِتان كان لها تأثيِر فِى تلك الفترة فقال لهُمْ [ لأنَّكَ إِنِ إِعترفت بِفمِك بِالرَّبِّ يسُوعَ وَآمنتَ بِقلبِكَ أنَّ اللهَ أقامهُ مِنَ الأمواتِ خلصْتَ ] ( رو 10 : 9 ) البرُوتوستانت إِستخدِمُوا هذِهِ الآية وَقالُوا لاَ أسرار لاَ هذِهِ الآية هى مدخل الإِيمان [ لأِنَّ القلب يُؤمِنُ بِهِ لِلبِرِّ وَالفم يُعترفُ بِهِ لِلخلاصِ ] ( رو 10 : 10 ) ، لأنّ الكِتاب يقُول [ كُلّ مَنَ يُؤمِنُ بِهِ لاَ يُخزى ] ( رو 9 : 33 ) ، وَنحنُ مغرُوسيِن فِى الإِيمان وَليس لنا فضل فِى ذلِك ، لِذلِك مسئولِيتنا أكبر [ فَكيف ننجُو نحنُ إِنْ أهملنا خلاصاً هذا مِقدارُهُ ] ( عب 2 : 3 ) لِذلِك الكنيسة دائِماً تصنع ذِكرى آلام المسيِح وَتُحِب أنْ يعترِف أولادها بِقصتِهِ وَيُعيّشهُمْ إِياها فِى القُدّاس مِنْ التجسُّد وَحتَّى الدينُونة وَالكنيسة كُلّها تصرُخ " آمين أؤمِن " ، الكنيسة لَمْ تضع قانُون الإِيمان فِى القُدّاس بِلاَ هدف بل وضعتهُ مدخل لِلإِيمان وَبعده السِر يُقام ينفتِح علينا وَندخُل إِلَى جُزء الصعيِده ، لَنْ ندخُل هذا الجُزء إِلاّ بِقانُون الإِيمان لِماذا ؟ لابُد أنْ نُرّدِدهُ مِنْ القلب لأنّهُ يُعّبِر عَنْ إِيمان قوِى فِى أعماقِى ، لِذلِك لابُد أنْ نُصلّيه بِحرارة ، لمّا نقُول " تجسّد " نتذّكر التجسُّد ، وَلمّا نقُول " صُلِب عنَّا " نتذّكر صلبِهِ ، الكنيسة أرادت بِهِ أنْ تُثبِّت إِيمانُنا السيِّد المسيِح فِى إِنجيل يُوحنا 17 [ وَهذِهِ هى الحيوةُ الأبدِيَّةُ أنْ يعرِفُوكَ أنت الإِلهَ الحقيقِيَّ وحدك وَيسُوعَ المسيِح الّذى أرسلتهُ ] ( يو 17 : 3 ) ، لابُد أنْ يكُون لنا عِشرة معهُ وَتداخُل معهُ وَمَعْ تجسُّدِهِ وَصلبِهِ وَقِيامتِهِ تلمسنِى وَإِيمانه عامِل فىَّ ، مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول يقُول [إِيمان إِبن اللهِ الَّذى أحبَّنِي وَأسلم نَفْسَهُ لأِجلِي ] ( غل 2 : 20 ) كُلُّنا عِندنا إِيمان لكِنْ إِحذر أنْ يكُون إِيمان شكلِى يُحسب عليك وَليس لِحِسابك ، لِذلِك لابُد أنْ تعرِفهُ أولاً معرِفة عقليَّة ثُمّ تعرِفهُ بِقلبِك وَمشاعرك ثُمّ تنمو فِى المعرِفة إِلَى معرِفتِهِ معرِفة الإِختبار ، وَأخِيراً معرِفة إِتحاديَّة وَالثبات فِيهِ 0 2- وِلادة الرُّوح :- كيف يدخُل الإِيمان إِلَى حياتِى عملياً ؟ كيف أثبُت فِيهِ ؟ كيف آخُذ مِنهُ فِعل موتهِ وَقيامتِهِ ؟ بِالولادة بِالرُّوح ، إِذاً لابُد أنْ نموت وَنحيا كيف ؟ بِالرُّوح كيف ؟ بِماء المعموديَّة لاَ يوجد أحد على الأرض بِدُون وِلادة مِنْ أُم وَأب ، كذلِك لاَ يدخُل أحد السَّماء بِدُون وِلادة المعموديَّة ، إِذاً هذِهِ وِلادِة الرُّوح لِلحياة فِى السَّماء وَ إِلاّ يُصبِح الله كاذِب وَحاشا لله أنْ يكُون كاذِباً ، بل مواعيده صادِقة لَنْ يدخُل السَّماء إِلاّ المولُود مِنْ الرُّوح ، لِذلِك نحنُ نتأمل كثيراً فِى هذا السر الّذى أخذناه ، وَليس لأنّ الكنيسة أحبّتنا كثيراً فعمّدتنا وَنحنُ صِغار على إِيمان آبائنا أنْ نستهتر بِهذا السر لاَ بل هى أرادت أنْ تمتّعنا بِالمسيِح مُنذُ صُغرِنا حتَّى لاَ نهلك مِثل أب وجد إِبنه ذاهِب لِمكانٍ بعيِد وَخاف عليه فكتب لهُ شيِك بِقيمة كبيرة ،هذا ما فعلهُ السيِّد المسيِح معنا أراد أنْ يُعطِينا رُوح مُتجّدِد حتَّى لاَ نقع تحت سُلطان الزمن لأنّهُ فِعل رُوح لاَ ننسى المعموديَّة وَ لاَ نشعُر أنّنا فقدنا فِعل المِيلاد بِالرُّوح لأنّهُ فِعل مُستمر فِى حياتنا ، [ لأِنَّ كُلَّكُمْ الَّذينَ إِعتمدتُمْ بِالمسيِح قَدْ لبِستُمُ المسيِح ] ( غل 3 : 27 ) ، نحنُ لابِسيِن المسيِح أىّ نحنُ مؤهّلِين لِلسَّماء لأنّنا مولودِين مِنْ الرُّوح ، [ لكِنِ إِغتسلتُمْ بَلْ تقدَّستُمْ بَلْ تبرَّرتُمْ بِإِسمِ الرَّبِّ يسُوعَ وَبِرُوحِ إِلهنِا ] ( 1 كو 6 : 11 ) 0 3- حياة الفضيِلة وَالبِر :- بِالتأكيِد المؤمِنْ بِالمسيِح وَمولُود مِنْ الرُّوح هُوَ إِنسان رُوحانِى وَبِالتالِى حياته كُلّها حِفظ وصايا ، بل إِتقان حِفظ الوصايا ، لابُد أنْ نحيا لهُ ، تخيّل لو إِبن عصى أبوه كَمْ يكُون حُزن هذا الأب ؟ هكذا نحنُ فِى كُلّ خطيَّة نعصى الله وَنضربهُ بِحربة جدِيدة ، فَكَمْ يكُون حُزنهُ ،لأِنَّنا وَلِدنا مِنهُ فَلاَبُد أنْ نُثمِر لهُ الحياة المسيحيَّة ليست مُقاومة سلبيَّة فقط بل لها ثِمار ، أىّ ليس لأِنِّى لاَ أُحِب فُلان أختصِره لاَ بل أُحاوِل أنْ أُحِبّه وَأسامحه ، لأنّ المسيحيَّة هى مُقاومة سلبيات وَعمل إِيجابيات ، لابُد أنْ أسامِح وَ أحِب مِنْ أهم المؤشِرات فِى حياتِى الرُّوحيَّة أنْ يكُون لِى ثمر بِر[ كُلُّ شجرةٍ لاَ تصنعُ ثمراً جيِّداً تُقطعُ وَتُلقى فِي النَّارِ ] ( مت 7 : 19 ) ، شرط أنْ ندخُل السَّماء أنْ نُثمِر لها ، لِذلِك تقُول الكنيسة [ يأتِى الشُهداء حامِليِن عذاباتِهِم وَيأتِى الصدّيقُون حامِليِن فضائِلهِم ] ( طِلبة مِنْ الأبصلموديَّة ) ، نحمِل ثمر بِر وَوداعة وَإِتضاع وَنسلُك بِالرُّوح [وَالقداسة التَّى بِدُونِها لَنْ يرى أحدٌ الرَّبَّ ] ( عب 12 : 14 ) ، حياة القداسة ليس معناها إِنِّى لاَ أُخطِىء بل أكُون كارِه لِلخطيَّة ، وَإِنْ أخطأت أتوب عَنْ خطيتِى 0 كيف أكُون قديس ؟ بِبُغض الخطيَّة وَمُقاومتها وَإِنْ سقطت أتوب عنها ، الله يُرِيدنا مِنْ قبل تأسيِس العالم أنْ نكُون قديسيِن وَ بِلاَ لوم ، قديسيِن فِى كُلّ أمور حياتنا فِى الشارِع فِى العمل فِى البيت ، لاَ يوجد فِى حياتنا إِنقسام ، نحنُ شخصيَّة واحدة فِى كُلّ مكان ، وَالقداسة أصبحت فِى دمِنا وَفِى صِفاتنا ، وَإِذا كانت شخصيتنا مُنقسِمة يكُون فِى حياتنا رِياء وَنحتاج إِلَى عِلاج بِدُون إِتحادنا بِالمسيِح القُدّوس لَنْ نرى القدُّوس ، وَلِكى نعرِفهُ وَنعيِش معهُ لابُد أنْ نكُون قديسيِن ، صعب أنْ تجعل إِنسان يذهب لِبلدٍ لاَ يعرِفها وَ لاَ يعرِف لُغتها ، بِالتأكيِد يتوه فِيها ، لِذلِك لابُد أنْ نكُون كُلّ يوم نأخُذ خطوة جدِيدة فِى القداسة ، وُكُلّ هذا مُسجل لنا فِى سِجل الخرُوف تخيّل ذلِك !!! السَّماء تطلُب مِنك مواظبة على أُمور رُوحيَّة وَوسائِط رُوحيَّة وَ إِلاّ لَنْ تدخُلها ، وَالملائِكة تُسجِل لك صلواتك وَأصوامك وَجِهادك وَكَمْ عِشت وَكَمْ فعلت بِر ، لِذلِك لابُد أنْ نُتقِن عمل الفضيلة ، مادام الموسم موجُود فَلاَبُد أنْ نُتاجِر ، وَمادام الوقت جاهِد وَتُب وَحِب الله وَقدِّم لهُ أشواق وَأشواق لِكى يقُول لك [ تعالوا يا مُباركِي أبِي رِثُوا الملكُوتَ المُعدَّ لكُمْ مُنذُ تأسيِس العالمِ ] ( مت 25 : 34 ) ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين 0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
04 أكتوبر 2024

مائة درس وعظة ( ٤٨ )

سمات كنيسة الرسل "صورة بهية" (وكان عندهم كل شيء مشتركاً ) (أع ٤٤:٢) السيد المسيح أسس الكنيسة بنفسه واختار التلاميذ والرسل التلاميذ عددهم ۱۲ وكلهم من اليهود ودعوا تلاميذ وحواريين ورقم ۱۲ يشير إلى أسباط اليهود الـ ١٢ وأرسلهم إلى اليهود. الرسل عددهم ۷۰ وهم من اليهود والأمم وأرسلهم إلى الأمم. الآباء الاثنا عشر هم أقدم مجتمع مسیحی ظهر على الأرض، وقد تسموا بالآتي: رسل لأنهم نقلوا رسالة. تلاميذ لأنهم تعلموا من السيد المسيح. حواريون لأنهم كانوا في حوار دائم مع المسيح ليس بالآذان فقط بل بالعين والمشاعر والخبرة أيضاً . صورة الآباء الرسل صورة بهية، نراجع أنفسنا عليها باستمرار. سمات كنيسة الرسل أولاً: سلموا اختبار القيامة للبشرية أصبحت مسئولية كل مسيحى أن يشهد لقيامة المسيح، فالآباء الرسل سلموا للأجيال ما رأوا بالعيان لتعيشه الأجيال وتختبره بالإيمان فشهدوا للمسيح المصلوب الذي قام ليس هوههنا ، لكنه قام (لو ٦:٢٤). فنجد القيامة في حياة الكنيسة تظهر في الآتي: ١- خليقة جديدة: إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً (۲كوه : ۱۷). ٢- فرح دائم تعيد الكنيسة بالقيامة في كل يوم في صلاة باكر، وكل أسبوع يوم الأحد وكل شهر يوم ۲۹ من الشهر القبطى، وكل سنة في فترة الخمسين المقدسة، فنور القيامة يشع في حياتنا جميعاً. ٣- رجاء ثابت نقول في قانون الإيمان "وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي آمين" وهذه هي الحقيقة التي نراها بالرجاء فنصلى في اتجاه الشرق، لأنه الموضع الذي يأتي منه المسيح، فيصير اشتياق كل واحد منا متى ستأتى يارب؟ ثانياً: نالوا قوة من الأعالي ١- أعطاهم موعداً : الرسل كانوا بسطاء اختارهم السيد المسيح من على ضفاف البحيرة، أو مكان الجباية، وليس من الهيكل. ولكن عند اختيارهم أعطاهم موعداً إنهم يلبسون قوة من الأعالي (لو ٤٩:٢٤). ٢- أعطاهم قوة لو نظروا لإمكانياتهم لما تركوا فلسطين ولما نظروا للعالم كله على أنه حقل خدمة، فما الذي حرك مار مرقس ليجيء إلى مصر وحرك توما الرسول ليذهب إلى الهند؟ وحرك القديس متى ليذهب إلى إثيوبيا؟ وبولس الرسول ليذهب إلى روما بالرغم من أن إمكانياتهم البشرية ضعيفة جداً. قوة الروح القدس كملت فيهم كل ضعف وصار روح الله يلهب قلوبهم، فنرى بطرس وحده يساوى صفراً .. فقد أنكر سيده ولكنه بعدما تصالح مع المسيح نال قوة الروح القدس فاشتعل ناراً ووقف أمام الجموع يوم الخمسين وألقى عظة نارية فنال الإيمان أكثر من 3 آلاف. ٣- أعطاهم علماً من أين أتوا بهذا العلم فيكتب متى هذا الإنجيل الرائع ولوقا الطبيب يسجل إنجيله وسفر الأعمال في أدب وبلاغة ومار مرقس يكتب قصة حياة المسيح ومعجزاته ويوحنا الحبيب يكتب إنجيله المرتفع والسامي. ثالثاً: صنعوا معجزات وآيات ١- للكرازة: وفيما أنتم ذاهبون اكرزوا قائلين: "إنه قد اقترب ملكوت السموات اشفوا مرضى طهروا برصاً. أقيموا موتى أخرجوا شياطين مجاناً أخذتم. مجاناً أعطوا"( مت ۷:۱۰-۸)، مثل شفاء بطرس ويوحنا للمقعد عند باب الهيكل. ٢- المجد الله:لم تكن المعجزة للشهرة أو المظهرية، ولم يكن الآباء الرسل ينسبون المعجزة لأنفسهم بل لتأييد كلماتهم "لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضاً"(مت ٢٤:٢٤) . ٣- للاحتياج: كان لهم معجزات كثيرة فبطرس يقيم طابيثا من الموت. رابعاً: كرزوا بالإنجيل ١- البشارة المفرحة كانت الكنيسة تكرز بالبشارة المفرحة فكان كل بيت يعيش بالإنجيل ويهتم به. ٢- البشارة للجميع كانوا يقدمون الفرح لكل أحد "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها " (مر ١٥:١٦). ٣- الخبرة الشفاهية اعتمدت الكنيسة الأولى على الخبرة الشفاهية، فلم يكن هناك إنجيل مكتوب، فحياتهم هي الإنجيل الذي يعيشونه. خامساً: أسسوا كنائس أسسوا كنائس عن طريق ١- الإيمان: كانت الكنيسة تتأسس بمجموعة من المؤمنين الذين يؤمنون بالمسيح ليس ببناء الكنيسة تلمذوا جميع الأمم (مت ۱۹:۲۸). ٢- التعليم القديس مارمرقس أنشأ مدرسة الإسكندرية اللاهوتية للتعليم والتسليم وحفظ الإيمان. ٣- الافتقاد كانوا يؤسسون الكنائس بالحقيقة من نفوس المؤمنين، ثم يفتقدونها كما كان يفعل بولس الرسول. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
03 أكتوبر 2024

بدعة السيمونية

بدء فكرة السيمونية Simony "ولما سمع الرسل الذين في أورشليم أن السامرة قد قبلت كلمة اللَّه، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا". [14] القديس يوحنا الذي سبق فطلب مع أخيه يعقوب من رب المجد يسوع أن يرسل نارًا ليحرق قرية سامرية (لو 9: 25 الخ)، هو نفسه الآن ينطلق مع القديس بطرس، منتدبين من الكنيسة في أورشليم، لمساندة القديس فيلبس في خدمته في السامرة. ذهبا الآن لكي تنزل نار الروح القدس الذي يجدد القلوب ويسكب المحبة الإلهية فيها، ويشَّكل النفوس لتصير العروس المقدسة للسيد المسيح إذ قبل السامريون الكلمة بأعداد كبيرة صار العمل يحتاج إلى أيدٍ أخرى للعمل بجانب القديس فيلبس. إنها أول حركة كنسية جريئة من أورشليم، أن تبعث رسولين إلى خارج اليهودية لخدمة السامريين، لينضم سامريون إلى العضوية الكنسية إرسال بطرس ويوحنا إلى السامرة من قبل الكنيسة في أورشليم يؤكد العمل الكنسي الجماعي، ودور الكنيسة في أورشليم القيادي، وأنه لم يكن بين الرسل رئيس، بل كان الكل متساوين في السلطان الرسولي. لا يحمل القديس بطرس رئاسة ليرسل رسلاً، بل في تواضعٍ وحبٍ وشركةٍ أطاع صوت جماعة الرسل الذين أرسلوه مع القديس يوحنا للعمل بحكمة. اختار الرسل القديس بطرس المعروف بغيرته واندفاعه ومعه القديس يوحنا المعروف بهدوئه ورقته؛ وقد حدث انسجام بينهما مع اختلاف سماتهما، إذ شعر كل منهما محتاجًا للآخر. فاختلاف السمات أو المواهب علامة صحية للكنيسة مادام الحب مع التواضع يعملان في حياة الجماعة "اللذين لمّا نزلا صلَّيا لأجلهم، لكي يقبلوا الروح القدس". "لأنه لم يكن قد حلّ بعد على أحدٍ منهم،غير أنهم كانوا معتمدين باسم الرب يسوع". "حينئذ وضعا الأيادي عليهم،فقبلوا الروح القدس". كان المؤمنون قد نالوا سرّ العماد، الآن وضع الرسولان بطرس ويوحنا الأيادي ليحل الروح القدس عليهم. وقد تسلم الأساقفة هذا التقليد أو التسليم: "وضع الأيادي"، وقد دُعي سرّ المسحة" أو "سرّ الميرون" حيث يسكن الروح القدس في أعماق النفس، ويقدس حياة المؤمن، ويقوده لكي يحمل أيقونة المسيح، وسأتحدث عنه في ملحقٍ خاص به في نهاية الحديث عن هذا الإصحاح لقد سبق فأوصى تلاميذه ألا يدخلوا مدينة للسامريين (مت 10: 5)، الآن بعد صعوده وإرسال روحه القدوس فتح أبوابها لهم ليكرزوا ويعمدوا قام القديس فيلبس بتعميدهم باسم الرب يسوع، فلماذا لم يضع يده عليهم ليحل عليهم الروح القدس؟ يرى البعض أن موضوع قبول الأمم للإيمان ونوالهم سرّ العماد وحلول الروح القدس كان أمرًا غاية في الخطورة، لم يكن ممكنًا لليهود المتنصرين في البداية أن يقبلوه. فلو تم ذلك خلال فيلبس وحده لأخذ اليهود المتنصرين منه موقفًا متشددًا، وربما حسبوا عمله باطلاً. لهذا قام بالكرازة والعماد، وجاءت كنيسة الختان ممثلة في شخصي بطرس ويوحنا تثبت صحة العمل بوضع الأيادي ليقبلوا الروح القدس. فما فعله الرسولان لا يقلل من شأن القديس فيلبس، ولا يضعه في موقف العجز عن وضع اليد لقبول الروح القدس، إنما كان بخطة إلهية لتأكيد وحدة العمل جميعًا في فتح باب الإيمان للأمم كان قبول الروح القدس في بداية الكرازة يختلف من حالة إلي أخرى حسب ما يراه الروح من أجل ظروف الكنيسة القديس كيرلس الأورشليميفي قال: " أيام موسى كان الروح يُعطي بوضع الأيدي (عد 11: 29)، وبوضع الأيدي يعطي بطرس الروح. " "ولما رأى سيمون أنه بوضع أيدي الرسل يُعطى الروح القدس، قدّم لهما دراهم". ظن سيمون أنه قادر أن ينال سلطان الرسل في صنع الآيات والعجائب بدفع دراهم للرسل، ولم يدرك أن الرسل أنفسهم تمتعوا بها كنعمةٍ مجانيةٍ، مُقدمة لهم من الله نفسه؛ وأن هؤلاء الرسل قد باعوا كل ما لهم ليتبعوا المصلوب. فما أراد أن يقدمه لهم سيمون ليس له موضع في قلوبهم ولا في فكرهم مع أن سيمون قد قبل الإيمان المسيحي، لكن قلبه كان لا يزال أسيرًا لعمل أمور فائقة خلال السحر، ولعله ظن في السلطان الرسولي أنه نوع من السحر، ولكن بطبيعة أخرى غير التي مارسه قبل الإيمان إنه مثل بلعام، قدم مالاً ليقتنى الموهبة، فكانت غايته نوال مكاسب مادية وراء هذا العمل أخيرًا فإن تصرف سيمون يكشف عما في قلبه من كبرياء واعتداد بالذات القديس أغسطينوس قال: " أحب سيمون الساحر سلطان المسيحيين أكثر من البرّ. ""قائلاً: أعطياني أنا أيضًا هذا السلطان، حتى أي من وضعت عليه يدي يقبل الروح القدس".يرى القديس ايريناؤس أن سيمون الساحر ظن أن ما يمارسه الرسل من عجائب هو عن معرفة أعظم للسحر وليس بقوة الله، لذلك أراد اقتناء هذه الموهبة بدراهمٍ، لكشف السرّ له. لقد أظهر رغبته في التعرف على أسرار أعظم للسحر عوض إيمانه بالله وتوبته العلامة ترتليان يقول: " لا يقدر أن يرجو ملكوت السماوات من يفسد السماء بإصبعه وعصاته السحرية (أي باستخدامه النجوم في السحر)." القديس إيريناؤس يقول: " إذ تقبلت الكنيسة العطايا مجانًا من الله تخدم الآخرين مجانًا. " القديس كيرلس الأورشليمي يقول: " لم يقل: "أعطياني أنا أيضًا شركة الروح القدس" بل قال: "هذا السلطان"... لقد قدم مالاً لمن ليس لهم مقتنيات، مع أنه رأى الناس يقدمون ثمن الأشياء المُباعة ويضعونها عند أرجل الرسل. " القديس أغسطينوس يقول: " عندما رأى سيمون ذلك ظن أن هذه القوّة هي من البشر، فأراد أن تكون له هو أيضًا. ما ظنّه أنه من البشر، أراد أن يشتريه من بشر. " "فقال له بطرس: لتكن فضتك معك للَّهلاك، لأنك ظننت أن تقتني موهبة اللَّه بدراهم" كشف له القديس بطرس عن جريمته، وهي اعتقاده أنه قادر أن يقتني المواهب الإلهية التي لا تُقدر بثمن بدفع دراهمٍ يؤمن القديس بطرس أن محبة المال مدمرة للنفس، فإن كان قلب سيمون مرتبطًا بهذه الرذيلة إنما يهلك مع ما لديه من فضة، التي حتمًا تزول وتتبدد، بل والأرض كلها تزول. لقد ربط نفسه بما هو زائل فينحدر مع ما ارتبط به ظن سيمون أنه قادر أن يشتري من الله إحساناته الإلهية وعطاياه السماوية بالمال؛ وهو بهذا يهين الله الكلي الحنو "ليس لك نصيب ولا قرعة في هذا الأمر، لأن قلبك ليس مستقيمًا أمام اللَّه". "نصيب": تستخدم في توزيع الميراث حيث ينال كل شخص نصيبه منه. فإذ كان قلب سيمون غير مستقيمٍ لم يعد يُحسب ابنا لله القدوس، وبالتالي ليس من حقه أي نصيب في الميراث. وكأن ما يشغل ذهن المسيحي ليس نواله النصيب من الميراث، مهما بلغت قيمته، وإنما التمتع بالبنوة لله، والثبات فيها، عندئذ ما يناله من مواهب في هذا العالم، أو من ميراث في الحياة الأبدية، هو ثمر طبيعي للبنوة الفائقة. "قرعة": كانت تستخدم حين تتحقق نصرة جيشٍ ما، فيجمع الغنائم وتُستخدم القرعة في توزيعهما. ليس من حق سيمون أن يتمتع بالقرعة، لأنه عزل نفسه عن جيش الله، ولم يعد بالجندي الصالح الذي يهدم حصون إبليس ويسحقه بالنعمة تحت قدميه، فأي قرعة تعمل لحسابه؟ أخيرًا، فإن علاج الموقف ليس مجرد التراجع عن طلب الموهبة بدراهمٍ، بل التحول من الاعوجاج أو عدم استقامة قلبه إلى الاستقامة والقداسة والإخلاص في محبته لله لقد آمن سيمون واعتمد، لكنه أصر على الاعوجاج وعدم التمتع بالحياة الجديدة التي في المسيح يسوع. فالله يراه حسبما يكون قلبه عليه، لأنه فاحص القلوب والكلي تُنسب السيمونية لسيمون الساحر الذي ظن أنه قادر أن يقتني مواهب الروح القدس بدراهمٍ، إما لمكسبٍ مادي أو لنوال كرامةٍ زمنيةٍ. تناقض السيمونية عمل الروح، لأن مواهب الروح تقدم لمن باعوا العالم وصلبوا الذات مع الشهوات من أجل المجد السماوي. فمن كان نصيبه السماء لا ينتظر مكاسب مادية أو مجدًا زمنيًا. جاء في إبيفان Epiphan [قال سيمون عن نفسه أنه الابن، وأنه لم يتألم حقيقة، بل بدا لهم هكذا.] [وأنه جاء بنفسه بين اليهود بكونه الابن، وبين السامريين الآب، ولبقية الأمم بكونه الروح القدس.] في دفاعه الموجه إلى أنطونيوس بيوس كتب الشهيد يوستينوس [كان يوجد سيمون السامري من قرية تدعى Gitton في أيام حكم كلاديوس قيصر في روما مدينتكم الملكية، هذا صنع أعمالاً وسحرًا، وذلك بواسطة الشياطين العاملة فيه. لقد حسبوه إلهًا وكُرم بينكم بعمل تمثال له، حيث أقيم في نهر التيبر بين جسرين، وحمل هذا النقش "Simoni Deo Sanceto" الذي هو "سيمون، اللَّه القدوس."] وذكر القديس إيريناؤس والعلامة ترتليان ذات القصة. القديس كيرلس الأورشليمي قال: " سيمون الساحر هو مصدر كل هرطقة، هذا الذي جاء عنه في سفر أعمال الرسل أنه فكَّر أن يشتري بمالٍ نعمة الروح القدس، فسمع القول: "ليس لك نصيب في هذا الأمر" الخ.، وعنه أيضًا كُتب: "منا خرجوا، لكنهم لم يكونوا منا، لأنهم لو كانوا منا لبقوا معنا" (1 يو 19: 2). هذا الإنسان بعدما طرده الرسل جاء إلى روما، حيث استمال إليه زانية تدعى هيلين Helene. وقد تجاسر بفمه المملوء تجديفًا أن يُدعي أنه هو الذي ظهر على جبل سيناء كالآب، وظهر كيسوع المسيح بين اليهود، ليس في جسدٍ حقيقيٍ بل كان يبدو هكذا، وبعد ذلك كالروح القدس الذي وعد المسيح أن يرسله كمعزٍ لقد خدع مدينة روما حتى أقام له كلوديوس تمثالاً نقش عليه من أسفل بلغة الرومان: Simoni Deo Sancto، وهى تعني "إلى سيمون اللَّه القدوس"القديس ايريناؤس قال: " اشترى سيمون من صور، وهي مدينة فينيقية، زانية معينة تدعى هيلين، اعتاد أن يأخذها معه، معلنًا أن هذه السيدة هي أول إدراكات ذهنية، وأنها أم الجميع، بواسطتها أدرك منذ البداية خلقة الملائكة ورؤساء الملائكة. كشف له الرسول عن سمات شخصيته الخفية وهي "عدم استقامة قلبه"؛ فجريمته تكمن في أعماقه، ولا تقف عند ما نطق به أو سلك به. فهو في حاجة إلى تجديدٍ داخليٍ للقلب. إنه يحمل فكرًا عالميًا ماديًا، أو طبيعيًا، لا يقبل ما لروح لله، فكيف ينال مواهب الروح؟ "فتبْ من شرِك هذا، وأطلب إلى اللَّه، عسى أن يغفر لك فكر قلبك".قدم له الرسول العلاج وهو "التوبة"، فقد آمن واعتمد، لكن لم يرجع إلى الله بالتوبة... متى قدم توبة يمكنه أن يرفع عينيه إلى الله، فيراه غافر الخطايا، مهما كان جرمها. فالصلوات والطلبات والتضرعات لن تُقبل بدون التوبة. "فكر قلبك": إنك محتاج ليس فقط إلى التوبة عن تصرفك بطلب مواهب الله المجانية بدراهم، وإنما أيضًا عن فكر قلبك الذي تخفيه في داخلك، لكنه ظاهر أمام الله طالبه أن يحول نظره عن المال الذي بين يديه، أو الذي يتوقع نواله، كما يحوله عن حب السلطة والكرامة، ليتطلع إلى أعماقه ويكتشف ما بلغه قلبه من فسادٍ ونجاسةٍ ويصرخ إلى الله مخلصه ليغفر له خطاياه مع قوله: "لتكن فضتك معك للهلاك"، بمعنى دعْ سيدك في جيبك لدمارك، يفتح له باب التوبة: "تب من شرك هذا" "لأني أراك في مرارة المرْ، ورباط الظلم". "مرارة": تشير الكلمة هنا إلى السائل الأخضر باصفرار الذي يوجد خفية في الكبد، فإن الخطية تفيض في داخل النفس سائلاً مرًا، يُفقد القلب سلامه، والنفس فرحها، ليعيش الإنسان مرْ النفس، أحيانًا بلا سبب خارجي. نال سيمون شهرة عظيمة، حسده الكثيرون عليها، وظنه الكثيرون من أسعد الناس وأقواهم، أما القديس بطرس فرأى مرارته الداخلية، وقيود نفسه التي تكبله وتحبسه داخل الظلمة "لأني أراك في مرارة المر ورباط الظلم" أدرك القديس بطرس كيف دخل الشيطان بسيمون إلى الكنيسة ليفسدها، فقد كان لعمله هذا أثره على الشرق والغرب إلى قرابة ثلاثة قرون. بل ولازال عدو الخير يبذل كل الجهد لإفساد كنيسة الله بالسيمونية. إنه لا يزال يثمر سيمون علقمًا وأفسنتينًا (تث 29: 18). يفضل البعض ترجمتها: "مرًا وأفسنتينا". "رباط الظلم" الأصل اليوناني معناه "قيود الشر". كان الرسول بولس يطالبه بالتوبة والرجوع إلى الله، وهو يراه مقيدًا بقيود الشر. القديس يوحنا الذهبي الفم قال: " لماذا لم يضرباه بالموت كما حدث مع حنانيا وسفيرة؟ فإنه حتى في الأوقات القديمة الذي جمع الحطب في يوم السبت قُتل (رجمًا) ليكون عبرة للآخرين (عد 15: 32)، ولم يحدث هذا بعد في الأمثلة التي بعد ذلك، هكذا في المناسبة الحاضرة لقديس يوحنا الذهبي الفم قال: " هذه كلمات تحمل سخطًا شديدًا. لكنه لم يعاقبه، حتى لا يكون الإيمان بالإكراه، ولكي لا يبدو الأمر فيه قسوة، لكي يفتح باب التوبة، فإنه يكفي لإصلاح أمره أن يقنعه ويخبره بما في قلبه حتى يجتذبه إلى الاعتراف بخطئه. فإن قوله: "أطلبا أنتما إلى الرب من أجلي" هو اعتراف أنه ارتكب خطأً تًمثل الخطية هنا بالمرارة، السم القاتل، الحرمان من الفرح، هذه كلها من عمل الخطية بكونها مدمرة لكل ما هو صالح، كما تُمثل أيضًا بقيود العبودية والحرمان من حرية الحركة والعمل، والتمتع بالبرّ الإلهي (مز 116: 16؛ أم 5: 22؛ رو 7: 23- 24) "فأجاب سيمون وقال: أطلبا أنتما إلى الرب من أجلي، لكي لا يأتي عليّ شيء مما ذكرتما".اظهر سيمون انزعاجًا شديدًا بسبب اللعنة التي حلت عليه، لكن يبدو أنه لم يكن جادًا في توبته. لقد طلب الرسول بطرس منه أن يتوب وأن يصلي، لكي ما يكشف الله عن خطاياه كما يكشف له عن نعمة الخلاص، حيث ينال مغفرة خطاياه ويتمتع بالبركات الأبدية، أما سيمون فيبدو أنه لم يكن يشغله خلاص نفسه، بل يشغله ما تحل به من إهانات وفقدان للكرامة، أي عقوبة الخطية. لهذا لم يطلب من الرسولين أن يسنداه بصلواتهما لأجل توبته، بل لكي لا تحل به العقوبة. حسن أن نطلب صلوات الآخرين عنا، على أن تكون سندًا لنا في صلواتنا؛ نطلبها في شعورٍ حقيقي بالحاجة إلى التوبة، لا بالخوف من العقوبة الإلهية أمام الناس لقد تمثل سيمون بفرعون في طلبه من موسى الصلاة عنه (خر 8: 28، 32)، وأيضا يربعام (1 مل 13: 6). هكذا يطلب أحيانًا الأشرار الصلاة من أجلهم، مع تشبثهم وإصرارهم على ممارسة الشر. "ثم أنهما بعدما شهدا وتكلّما بكلمة الرب، التاريخ والسيمونية ذكر يوسابيوس القيصرى: عن سيمون الساحر. 1 - إذ ذاع الآن الإيمان بمخلصنا وربنا يسوع المسيح بين كل البشر دبر عدو خلاص الأنسان خطة للإستيلاء على المدينة الإنبراطورية، لذلك دفع سيمون السابق ذكره وساعده فى فنونه المضللة، وضلل الكثيرون من سكان روما، هكذا جعلهم فى سلطانه. 2 - هذا ما قررة يوستينوس، وهو أحد كتابنا البارزين، عاش بعد عصر الرسل بوقت قصير، وسأتحدث عنه فى المكان المناسب خذ أقرأ كتابة هذا الرجل الذى فى أحتجاجه الأول الذى ألقاة أمام انطونين دفاعاً عن ديانتنا كتب ما يلى. 3 - " وبعد صعود الرب غلى السماء دفعت الشياطين رجالاً معينين قالوا أنهم آلهة، ولم يسمحوا لهم فقط بأن يظلوا غير مضطهدين، بل أعتبروا أيضاً مستحقين الأكرام، كان أحدهم سيمون، وهو سامرى من قرية جتو (Gitto - أحدى قرى السامرة) وفى عهد كلوديوس قيصر أجرى فى مدينتك الأمبراطورية بعض أعمال السحر العجيبة بفعل الشايطين التى كانت تعمل فيه، وأعتبر إلهاً، وكإله أكرمته بتمثال أقيم فى نهر التيبر (يعنى الجزيرة القائمة وسط نهر التيبر، وهى تحت الفاتيكان بمسافة قصيرة) بين القنطرتين ونقشت عليها الكتابة باللاتينية Simoni Deo Sancto أى (سيمون الإله القدوس) 4 - " وصار كل السامرين تقريباً، وقليلون حتى من الأمم الأخرى يعترفون به ويعبدونه كالإله الأول، وجالت معه أمرأة فى ذلك الوقت أسمها هيلانة (تحدث عنها بنفس المعنى كل من إيناوس وهيبوليتس وترتليانوس وأبيفانيوس.. ألخ)، وكانت سابقاً عاهرة فى مدينة صور من أعمال فينيقية، وهم يدعونها الفكرة الأولى التى برزت منه " 5 - وقد روى هذه الأمور يوستينوس، وأتفق إيريناوس فى الكتاب الأول من مؤلفه " ضد الهرطقات" حيث تحدث عن هذا الرجل وعن تعاليمه الفاسدة، وتعتبر من باب تحصيل الحاصل سرد روايته هنا، لأنه من السهل لمن يريد معرفة أصل المهرطقين الذين أتبعوه وحياتهم وتعاليمهم الكاذبة، ومعرفة العوائد التى مارسوها كلهم، أن يجدها مفصلة فى مؤلف إيريناوس السابق الإشارة إليه 6 - ونحن نعلم أن سيمون هو منشئ كل بدعة، ومنذ عصره إلى الوقت الحاضر نرى أن كل الذين أتبعوا هرطقته قد تظاهروا بفلسفة المسيحيين الوقورة المتزنة، المعروفة للجميع بسبب طهارة الحياة التى تنادى بها، على أنهم مع ذلك رجعوا ثانية لخرافات الأوثان التى تظاهروا بأنهم نبذوها وصاروا يخرون أمام صور وتماثيل سيمون نفسه، وهيلانة السابق ذكرها التى رافقته، ويتجاسرون على عبادتها بالبخور والذبائح والسكائب. 7 - على أن تلك الأمور التى يحتفظون بسريتها أككثر من هذه، والتى يقولون عنها أن المرء لدى سماعها عنها لأول مرة يندهش، بل "يرتبك" (حسب العبارات المسجلة كتابة المألوفة بينهم) هى فى الحقيقة مليئة بالمدهشات وبالجنون والحماقة، لأنها النوع الذى يستحيل أيضاً على إناس محتشمين مجرد التلفظ بها بشفاههم بسبب إنحطاطها المتناهى وفجورها المتزايد. 8 - لأنه أيه سفالة يمكن تصورها أدنى من أسفل السفائل، تلك التى برز فيها أولئك السفلة الذين يلهون ويعبثون بالنساء التعيسات اللاتى إنغلبن من كل انواع الرزائل.
المزيد
02 أكتوبر 2024

الحكمة

كل فضيلة تخلو من الحكمة، ليست فضيلة فالمحبة مثلا يجب أن تكون محبة حكيمة، وإلا تنحرف إلى التدليل، والعطف الضار والحديث أيضًا والوعظ، يجب أن تندمج فيه الحكمة، فتعرف ماذا تقول ومتى تقول وكيف والحكمة كانت صفة يجب توافرها في جميع الخدام، وليس فقط في الكبار كالأساقفة بل حتى في الشمامسة، إذ قال الآباء الرسل "اختاروا أنتم أيها الأخوة سبعة رجال منكم مملوءين من الروح القدس والحكمة، فنقيمهم نحن على هذه الحاجة" (اع6: 3). الحكمة تمنح صاحبها بصيرة روحية واستنارة في الفهم تؤدى إلى الإفراز والتمييزوقد سئل القديس الأنبا انطونيوس عن أعظم الفضائل فقال هي الإفراز لان الفضائل بدون الإفراز قد تهلك أصحابها وهناك حكمة نازلة من فوق (يع3)، كإحدى مواهب الروح القدس (1كو12) والذي تعوزه حكمة فيطلبها من عند أبي الأنوار. وليطلبها عند الآباء والشيوخ والمرشدين الروحيين الذين وهبهم الله الحكمة والفهم وقد يحصل الإنسان على الحكمة نتيجة الخبرة، والاستفادة من أخطائه ومن أخطاء غيره. وقد يحصل على هذه الحكمة نتيجة المداومة على القراءة النافعة، ونتيجة معاشرة الحكماء والتلمذة على أساليبهم الحكيمة في الكلام والتصرف إن سليمان لم يطلب من الله غنى وسلطة، وإنما طلبه كان حكمة لتدبير الشعب فطوبه الله ومنحه الحكمة. وما أجمل ما قاله سليمان: "الحكيم عيناه في رأسه، أما الجاهل فيسلك في الظلام" والحكمة تستلزم التروي والتفكير، والنظر إلى الأمر من جميع زواياه واستعراض كل نتائجه قبل فعله. وعدم التصرف في حالة انفعال وغضب لو لمجرد السماع والحكمة تحتاج إلى ذكاء، واتساع في الفكر ولا تتفق مع العناد والغرور والتشبث بالرأي. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
01 أكتوبر 2024

حديث المحبة بين الإنسان والله

لى اسرة صديقة سافر ابنهم الى أمريكا وبُعد عن أسرته واهله وتأثر الاهل كثيرا بسفر ابنهم البكر الذى كان يملأ جنبات البيت بالمحبة وحتى الضجيج والصياح والاهتمام والافراح والسعادة . انه ابنهم وفلذة كبدهم ولقد اشترت الاسرة كمبيوتر لتتواصل مع ابنها الغائب كبقية الاسر التى تعانى غياب ابنائها بعيدا ، ولكن الابن مع زحمة الاحداث أوالعمل او لظروف لا نعرفها اصبح لا يتصل باهله الا نادرا وكم تاثرت لدموع اهله وصلواتهم من اجله . لقد نقلتنى ظروف هذه الاسرة الى علاقتنا بالله الاب الصالح وحديثنا المتبادل معه { فان كنتم وانتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري ابوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسالونه }(مت 7 : 11). الله الذى شبه نفسه بالام الحنون { كانسان تعزيه امه هكذا اعزيكم انا } (اش 66 : 13). كم يريد الله ان نتحدث اليه ونحكى معه همومنا وامالنا ، احزاننا وافراحنا؟. كم يريد ان نسكب قلوبنا ومشاعرنا وصلواتنا نحوه لا كفرض وواجب ولكن كحب غامر ؟ كابناء يتحدثوا مع ابيهم الصالح أو كبنت تفتح قلبها وتصادق أمها هكذا يناجينا الله قائلا رغم بعدنا وخطايانا. انه يريد ان نتفاهم معه ونسمعه صوتنا ويسمع اصواتنا {هلم نتحاجج يقول الرب ان كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج ان كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف} (اش 1 : 18). انه كاب يريد ان يزيح عن قلوبنا ثقل الخطية ويبيض صفحات ماضينا السوداء ويهبنا سلام المحبة والمصالحه معه { ليتك اصغيت لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر} (اش 48 : 18). تعثرنا فى البعد عن الله .. اننا فى البعد عن الله وعدم الحديث معه او معرفتنا لارادته نتعثر لاننا نبتعد عن مرجعيتنا الصادقة وعن يقظة الضمير وارشاد روح الله القدوس وعن مصدر السلام والسعادة فنفوسنا المخلوقة على صورة الله لن تجد راحة الا فيه { يا بني اصغ الى كلامي امل اذنك الى اقوالي} (ام 4 : 20). { يا ابني احفظ كلامي واذخر وصاياي عندك} (ام 7 : 1). لقد تعثر شعب الله قديما وعبدوا الاوثان وعاشوا لشهواتهم واعتمدوا فى الخلاص من الاعداء على التحالف مع الاشوريين أو على قوة جيش مصر بمركباته والتحالف معه فكان ذلك مصدر حزن لله الغيور على شعبه الذى يريد منا ان نثق فيه ونلتجأ اليه والذى يريد ان الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون . لقد عاتب الله قديما شعبه كما يخاطبنا اليوم بالرجوع اليه والحديث معه والاتكال عليه وهو يشفى ارتدادنا ويعلن لنا محبته الابوية { ارجع يا اسرائيل الى الرب الهك لانك قد تعثرت باثمك. خذوا معكم كلاما وارجعوا الى الرب قولوا له ارفع كل اثم واقبل حسنا فنقدم عجول شفاهنا. لا يخلصنا اشور لا نركب على الخيل ولا نقول ايضا لعمل ايدينا الهتنا، انه بك يرحم اليتيم. انا اشفي ارتدادهم احبهم فضلا لان غضبي قد ارتد عنه} (هو 1:14-4). فان كانت هذه دعوة الله فى العهد القديم فكيف لنا كابناء العهد الجديد وغنى نعمة الله ان نحيا فى الاثام والله يدعونا للرجوع اليه مقدمين صلواتنا كذبائح مقدسة { فاطلب اليكم ايها الاخوة برافة الله ان تقدموا اجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية }(رو 12 : 1). اننا نتقدم اليك يا الهنا وقلوبنا مملوة محبة وافواهنا شكرا وتسبيحا ، نعترف لك { وان تكن اثامنا تشهد علينا يا رب فاعمل لاجل اسمك لان معاصينا كثرت اليك اخطانا }(ار 14 : 7) . من اجل اسمك القدوس الذى دُعى علينا يا سيد اصفح عن ذنوبنا وخطايانا وارحمنا وخلص شعبك مباركا كنيستك جاعلا ايها تسبحةً ونوراً فى وسط الارض لكى نحبك ونعرفك ويعلن مجدك فى كل الارض { لانهم كلهم سيعرفونني من صغيرهم الى كبيرهم يقول الرب لاني اصفح عن اثمهم ولا اذكر خطيتهم بعد }(ار 31 : 34). يا سيد اصفح عن اثامنا ولا تذكر خطايانا ولتدركنا رحمتك كل الايام . ياتى ويخلصكم ... اننا نثق فى وعود الله الصادقة والامينة { ها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين} (مت 28 : 20). وحتى ان كان لنا فى العالم ضيق فنحن نثق انك نعم الرفيق وانه قادر ان يقودنا فى موكب نصرته { قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام، في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33). فلتتشدد قلوبنا ولا نخاف بل لنطرح مخاوفنا وقلقنا سواء على حاضرنا أو مستقبل بلادنا واولادنا او حتى قلقنا على مستقبلنا الابدى لدى الاب السماوى بالصلاة والدعاء والشكر ولنتقوى فى الإيمان { قولوا لخائفي القلوب تشددوا لا تخافوا هوذا الهكم ، الانتقام ياتي جزاء الله ، هو ياتي ويخلصكم }(اش 35 : 4). ولنسبح الله القدوس العامل عبر التاريخ والاحداث من اجل خلاص ونجاة شعبه من كل ضيقة ونهتف مع الثلاثة فتية القديسين { باركوا الرب يا حننيا وعزريا وميشائيل سبحوا وارفعوه الى الدهور لانه انقذنا من الجحيم وخلصنا من يد الموت ونجانا من وسط اتون اللهيب المضطرم ومن وسط النار} (دا 3 : 88). ولندعو الرب فهو قريب ولنصلى اليه وهو كاب صالح يستجيب {انا دعوتك لانك تستجيب لي يا الله امل اذنك الي، اسمع كلامي} (مز 17 : 6). فلناتى الي الله ونرفع شكوانا اليه ونصلى له من كل القلب ونستمع الى كلامه نطيع وصاياه وهو يريحنا ويعلمنا ويهبنا حكمة وقوة ورجاء ولنسمع صوته القائل { تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم. لان نيري هين وحملي خفيف} (مت 28:11-30). القمص أفرايم الانبا بيشوى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل