المقالات
24 سبتمبر 2023
سلطان الكلمه فى الكنيسه الاحد الثانى من توت
الاحد الثاني من شهرتوت المبارك بيركزعلى ان التلاميذ رجعوا من الكرازه بفرح ان الناس قبلت الكلمه اللي بشروهم بها وكان انعكاس هذاعلى ربنايسوع تهلل يسوع بالروح القدس وقال اشكرك ايها الاب رب السماء والارض لانك اخفيت هذاعن الحكماء والفهماء واعلنتها للاطفال نعم ايها الاب لانة هوذا صارفى المسره امامك خط روحي من قراءات الكنيسه احبائي لابدان ندركة لاجل ان نفهم فكرالكنيسه الكنيسه تؤمن احبائي ان المنجليه هي فم المسيح الفصل اللي بيقرا لسان المسيح الذى يعلم في الكنيسه كأن ربنايسوع المسيح لازال يقف امام الجموع ويفتح فاة ويعلمهم الكنيسه بتؤمن ان الراعيه وربنايسوع والمعلم هوربنايسوع المسيح والذبيحه هي ربنايسوع والكاهن هوربنا يسوع المسيح الكنيسه بتاعته كلما يفعل بهاويفعل فيها يفعل به فتعليم الكنيسة هومن ربنايسوع المسيح عشان كده لازم نعرف الكنيسه عايزه تقول لناايه بلسان المسيح هنجد ان كل يوم فى الكنيسة تقراعلينا فصول والفصول دي لية؟؟؟ده اللى المسيح عاوزيقولوا لك النهارده ده التعليم اللي المسيح عاوز يثبته في قلبك النهارده وكل يوم بتبان عن المرة اللي قبلها وكأن يتدرج فيك من البدايه للنهايه البدايه التوبه والنهايه المجئ الاحاد الاخيره من شهرمسرى والاحدالاخيرالاثنين كانوابيتكلموا عن المجئ الاحدالاول والاحدالثاني بيتكلم عن قبول الكرازه فى شخص المسيح يبقى الاول اقبل الكرازه توصلني للدرجه انه انا استعد للقبول في النهايه اذا في خط روحي الكنيسةعاوزنى اعرفة وهوالتوبه ومعرفه المسيح الحياه من اجل المسيح الحياه بحسب المسيح توصلني للنهايه الى الاستعداد جوة لمسيح الكنيسه احبائي الخط الروح فيهاخط متكامل وبنسمي الكتاب اللي بنقرامنه اسمه..قطمارس..قطا يعني حسب مارس نصيب . كل مره تسمع فيها قطمارس دةفي نصيب اليوم نصيب اليوم من الكتاب المقدس اونصيب اليوم من تعليم المسيح اوماذاسيقول للمسيح اليوم وكان الكنيسه كل مره المؤمنين جايين فيهامنتظرين وجبة دسمه ياكلوا ويشبعوا بها اكلها واشبع بها عشان كده وجبه القطمارس هي الوجبه اللي بتهيئني للتناول بتهيئك للعجل المثمن بتهيأ للذبيحه الحقيقيه تملي نقول لك تحضر القراءات عشان تتناول ماينفعش تتناول وانت ماحضرتش القراءات لانها الوجبه اللي بتاخذها اللي بتهيئك وبتغزيك وبتسندك عشان كده بنقول ان الخط فيها متكامل تلاقي الكنيسه عامله قراءات لكل يوم كل يو م في قراءه أثناء الايام مختلفه عن ايام الاحاد اثناء الايام القراءات متركزه حوالين قديس اليوم وكأن الكنيسه عاوزه تقول لك احنا النهارده هنفرح بالقديس بتاع اليوم يعني احنا النهارده لوما كناش يوم احد كنا قرانا قراءه الملائكه النهارده تذكارالملاك 12 توت كل يوم 12 من الشهرالقبطى بيبقى تذكار الملاك فالنهارده الاحد نقول له لا مانقدرش امال يبقى ايه يبقى حوالين محور تدبيرالخلاص الاحد له قراءات مختلفه عن باقي الاسبوع ايام الاسبوع بتتركزعلى قديس اليوم لكن يوم الاحد بتركزعلى تدبير الخلاص عمل ربنا يسوع المسيح الخلاصي بيتسمى يوم الاحد ده يوم كامل اليوم الثامن يوم البدايه الجديده يوم الثامن ده اللي هو يوم الخلاص احيانا الاباء بيسموه يوم الابد فالنهارده ده يوم الابد اليوم الثامن تقرا في قراءات تخص شخص ربنا يسوع المسيح وتعليمه وتدبيره للخلاص كل يوم عاوز يقول لك ايه نبتدي معاك بالتوبه التوبه تودينا لمعرفه المسيح معرفه المسيح تودينا للتمتع بنعمتة توبتة معرفتة اخذتة نعمتة بعد كده اخذت روحه والقدوس فأظهرت فأستعديت دي السنه كلهاعلى بعضها تلاقي كل شهرله قصد احياناالاباء القديسين يقول لك عشان بدل ماتتلخبط ممكن عباره كلنا حافظينها هي دي قراءه يوم الاحد محبه الله الاب ونعمه الابن الوحيد وشركة وعطيه الروح القدس يوم الاحد بتمثل التدبيرالخلاصي للانسان اللي عمله الله ليتمتع بة الإنسان مححبه الله الاب نشوفها في قراءات يوم الاحد نشوف مبادراته للانسان نعمه الابن الوحيد تلاقيه معجزه الشفاء تلاقي عطايا الله للانسان حب الله وعطف الله للانسان كل ده بنشوفه يوم الاحد شركة وعطيه الروح القدس عمل الروح القدس في الانسان هوده الخط الروحي بتاع يوم الاحد عشان المؤمن يجي يوم الاحد يبقى مشتاق للحداللي بعده الكنيسه هتقول لي ايه هاخد الكلمه وادخلها جوه قلبي تثمر وتعالا اسبوع ورا اسبوع الكنيسه القراءه فيها احبائي مش مجرد كلام الكنيسه القراءه فيها كلمه حيه فعاله تدخل القلب تستقرجوايا تعمل مفعولها لماتحضرالكنيسه وقت قراءة الانجيل ده اصغى وانصت وهيء ذهنك وقلبك واخضع للكلمه وصلي من اجل الكلمه تثمر في حياتك عشان كده اللي يحضرالقداس وهومتجاوب مع فكرالقداس يبقى متلزز ونلاقي ان البوليس مع الكاثيليكون مع الابركسيس مع الانجيل بيمثلوا خط متكامل لوحده متكامله فتلاقي البولس يركزعلى عمل النعمه البولس عمل الله في الانسان الكاثيليكون بيركزعلى دورالانسان في افتبال النعمه قرات البولس ابتدالي بالبولس الاول ابتدالى بالنعمةالاول يقول لي خلي بالك النعمه مش هتقدر تعمل حاجه غيرلما انت تعمل قرأ البولس وبعدما الكاثيليكون يقولك دورك انت ايه في اقتبال هذه النعمه وعلى قد ما تكون امين في دورك على قد ما النعمه تبقى فعاله فيك البولس النعمة الكاثيليكون الجهاد دورالانسان والاثنين بيكملوا بعض ماحدش ابدا يقول ان جهاد من غير نعمة يصلح ولا احد ابدا يقدريقول ان النعمه بدون جهاد تصلح الاثنين تملي الاباءالقديسين يقولوا لنا ان النعمه تزكي الجهاد والجهاد يدين النعمه بمعني لما اجاهد النعمة ترفع الجهاد بتاعى يجعل النعمه مستمره دةالبولس والكاثيلكون البوليس والكاثيلكون يفرزه الابراكسين الابراكسيس اللي هو ايه ثمره تجاوب النعمه مع الجهاد ده عمل الروح قدس في الانسان الابركسيس اعمال الرسل ده كله مجاش من فراغ جاء من نعمه وجهاد فأثمروا عطيه الروح القدس عشان كده تلاقي الرسل بيتكلموا بسلطان وتلاقى اعملهم عمل قوي وربنا بيسند كلمتهم مؤثره وناس كثيربتتوب ده ايه ده ده عمل الروح القدس البولس مع الكاثيليكون مع الابركسيس يعملك فاصل يقولك هنشرحلك نموذج عملي اللي هوايه السنكسار شوف الراجل ده والقديسه دي والشهيد ده ده تجاوب مع النعمه جاهد وتفاعل مع عطية الروح القدس فصارقديسا فأحتكرمناهج العالم فأقبل على الاستشهاد بسرور ترك غناة فترك منصبه ازاي مايجيش من فراغ جاي من انسان اخذ نعمه وجاهد واستحق عطية الروح القدس فتاجر واصبحت عشان لما تقرأ السيره من غيرماتفهم اللي قبل منها تشوفها صعبه ازاي الواحد يعمل الكلام ده كله زي القديسين دول متعجب ما تتعجبش لان دول عايشين الانجيل . الانجيل سندهم الانجيل قواهم الانجيل هواللي صنع منهم قديسين فالكنيسة تقرأ لناالسنكسار تأتى بعد ذلك الكنيسه تختم بالمزمور والانجيل صوت الله للانسان في هذااليوم الكنيسه عاوزه تخبرني بة النهارده الايه اللي صنعت قديس الايه اللي قربتنا من ربنا الفكره اللي استقطبت كياني وفكري سرتقديسى سر حياتي ونموي وثباتي هوكلمه الانجيل علشان كده لما ربنا يسوع المسيح راجعوا الية التلاميذ وقالوا له ان الناس قبلت الكلمة بفرح تهلل يسوع بالروح اية يارب اللي يخليك تتهلل الناس تجاوبك مع كلامي لماربنا يسوع المسيح يلاقي فينا نفوس تائبة نفوس مقدسه نفوس اتفطمت من محبه العالم وشهوات ومسرات العالم واعلنت ان محبتها فية زلذتها فيه وعشقها له واوقاتها لة ساعتهايقول لك تهلل يسوع بالروح احمدك ايها الاب لان هذا قد صار بالمسرة امامك اخفيت للاطفال هذاعن الحكماء واعلنتة للاطفال الصغارلان الناس المتعالية بفكرهم واللى بيرفضوا كلمة ربنا اللي يقول لك ده كلام بتاع عصره واللي يقول لك متكبرودة اناني هذا تخفى عنة الكلمه الكلمه تبقى قدامه بس مخفيه عن عينيه مفعولها وقوتها وسحرها وجاذبيتها مش لة يعلنها لمين للاطفال الصغار المتواضعين البسطاء الل يبيقبلوه الكلمه بفرح اللي بياخذ الكلمه ويخبيها ويجعلها سراج لحياته ده اللي هوايه ده اللي قالك اخفيتها عن الحكماء واعلنتها للاطفال اعلنتها للبسطاء والمتواضعين تلاقي كده الذى يصغى للانجيل باتضاع الانجيل ينسكب امامه القديس اغسطينوس قرأ الانجيل اكثرمن مره لكن للاسف لما كان يقرا الانجيل كان يقراه عشان هو يقيم الانجيل عشان يقول رايه في الانجيل بيقراها عشان يشوف الكلام ده كويس ولا لا الكلام ده مناسب ولا مش مناسب كان بيقراهاعشان يقول رايه في الانجيل ماكانش بيستفيد فبيقول لك بعد لما ابتدى يتوب ويعرف يقول لك الانجيل كان بيصدنى وكانه بيكرشني كانه بيقول لي امشي اطلع بره لكن لما ادركت خضعت لاياغروري وغباوتي التي حجبت حكمتك عني انا لما كنت باقرا بتعالى ماكنتش افهم لما قراته دلوقتى بانسحاق ابتدات اكتشف اسرار عشان كده اقدراقول لك اخفيت هذا عن الحكماء واعلمتها للاطفال تأتى الكنيسة وانت خاضع وكل كلمه بتتقال تقول له امين يارب اعطينى ان اسحق ان اسمع واعمل اناعاوز انفذ الايه دي عايزاخذالايه بتاعه النهارده اسمع واعمل واخدها بقلب طفل وبساطه وبطاعه وخدوع بثقه مش قادر اعملها اقولة اعطيني انت نعمه عشان اعملها اعطيني انت قوة دى اكبرمني اصل انا طفل اصل انا ما باعرفش يا سلام على النعمه ياسلام على النعمه اللى ربنا يعطيها للبسطاء دول عشان كده الحكماء الكتبة والفريسيين كانوا بيسمعوا عظات ربنا يسوع المسيح ولايتاثروا بشيءابدا لدرجه ان يسوع فرحان ويقول لهم ده انتم طوبى للعيون التى تنظر وانتم نتظرون وانبياء اشتهوا ان يروا وانتم ترون ولم يروا يسوع متهلل جدا واحد طلع له عشان يجربه وسال وقال له اذ ناموسى قام ليجربة وقال ايهاالمعلم ماذااصنع لارث الحياه الابديه ده وقت تسأل بتحدي؟! ده ربنا يسوع متهلل جدا بالاستجابه اللى شفها. بس ده مش من البسطاء ولامن الاطفال واقف بيسمع الكلام ده كله لكن بيسمعة مش من اجل الاستفادة بيسمعوا لاجل ان ينقدالمسيح بيسمع عشان يجربوا قالة اعمل ايه لاجل ان ارث الحياة الأبدية قال له ماهوالمكتوب في الناموس عاوزيقولة انت حافظ انت عارف يرجع يساله كيف تقرأ هي الحكايه حكايه حفظ؟!الحفظ ده ممكن يكون اللي منعك ان انت تاخذ خطوه للحاله الابديه قال له انت لازم تكون عايش الكلام ده ومتجاوب معه بقلبك وفكرك انت بتقرا ازاي بتقرا كده وخلاص قرأءة بلسان الحكايه مش حكايه مجرد قراءة معرفه.. لما اقول لك قول الوصايا ترصهم لا كيف تقرا السؤال ده ربنا يسوع المسيح بيقولوا لكل واحد فينا كم ايه احنا حافظينها كم ايه احنا بنرددها بتلاوه سريعه جدا خبزنا كفى فينا اعطينا اليوم كل شويه بنقولها طيب كيف تشعربها واثق ان ربنا يسوع بيعولك؟! بتقول خبزنا كفافنا كما في السماء كذلك على الارض هل عندك الثقه دي حافظها وبتعملها كيف تقرا؟! هنا ربنا يسوع المسيح بيسال السؤال ده وبيقول لك حاجات كثيره عرفتها وحاجات كثيره قراتها وحاجات كثيرمش بس عرفتها وقراتها لكن حفظتها لكن في فجوه فى فجوة احبائي بين الانجيل وحياتنااول ما بنقرا بالروح بنخضع بالروح وهنلاحظ نفسنا ان مانقرا نفعله ومانفعله هو ماقرءناة جميل جدا الانسان احبائي ان يصيرالانجيل بالنسبه له حياه حتى ما تصيرحياته انجيلا ان يصيرالانجيل بالنسبه له حياه حتى ماتصيرحياته انجيلا يعني ايه يعني انت نفسك آيه انت نفسك شهاده انت نفسك كرازه بدل ما نكلم الناس كثيربكلام نكلمهم بحياه كيف تقرا ازاي الايه تدخل جوة وجدانى ومشاعرى وتختلط بى فتفعل فى سلوكي وتظهرعلى حياتي كيف تقرا بتقرا ازاي اجابه وقال له تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك حافظ كل ده فربنا يسوع المسيح قال له بالثوب اجبت قال له شاطررغم انك حافظ انا بسالك باقول لك ماذا افعل لارث الحياه الابديه قال له هتقول لي ايه المكتوب سمعني قال له في حاجه مهمه جدا افعل هذا فتحيا فجوه بين المعرفه والحياه فجوه بين ما اقرب والسلوك الاباءالقديسين يقولك جهادالانسان كله هو لتضييق هذه الفجوه ما يجب ان افعله ومافعلا افعله جهاد لتقليل المسافه بين المفروض والواقع الواقع بتاعي انى بعيد والمفروض حاجه ثانيه المفروض جهادى اعمل ايه؟اقلل المسافه بين المفروض والواقع بين مااقراه وما افعله قرب المسافه افعل هذا فتحيا تعال كل واحد فينا يفكر ايه اول خطوه اعملهاعشان ابتدى اعمل الكلام الي بسمعه اقعد مع نفسك راقب سلوكك اول حاجه هل هذا سلوك يتفق مع روح الله يتفق مع الانجيل يتفق مع التعليم اللي انت بتسمعه مع ماترجوا لنفسك؟؟ تقولى ابدا اناحاسس انى وحش خالص اقول دى اول خطوه خطوه جميله طب حسيت ان انت وحش المفروض تعمل ايه الذى يعرف انة مريض يروح للدكتور .يكتب له دواء يكتب له تحاليل اكتشفنا ان احنا بعيد يلا نقرب افعل هذا فتحيا خذ خطوه فعلية لاتكتفي ابدا بالمعرفه بل اجعل المعرفه محرك لك هنا قال لة ان تحافظ كويس بس ماتحفظش بس افعل هذا فتحنا جميل جدا جميل جدا الكنيسه تصلى لنا اوشيه مخصوص قبل الانجيل عشان تصلى وترفع قلبنا بعمق وحرارة ان نستحق ان نسمع ونعمل يلانسمع ويلانحفظ لكن بنعملش ايه اللي يَسرقلبك يارب ان انت تعمل اللي يسر قلبي ان انت تعمل والذى يعلن انك بلحقيقه تلميذليا وبهذايعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعضكم نحوبعض شهاده لعمل الله انه عمل قوي ومقتدر الناس اللي تشوفك تلاقي سلوكك اتغيرفيخروا ساجدين ان الله بالحقيقه فيك ليه ربناغيرك غيرك على مستوى سلوكك اللي كان الاول انسان بيكذب كان الاول انسان بيشتهي مال غيرة ..اللى كان وكان خلاص دة اتغير بقى حاجه ثانيه افعل هذا فتحيا كلمه ربنااحبائي مقتدره كلمه ربنا فيها قوه مفعول حياه عامله بالضبط كده زي البذره شكلها كده ان هي جماد لكن هي حيه في جواها حياه تخترق تربه وتخترق قشره وتخرج من الظلم الى النوركلمه ربنا كده عشان كده اقدراقول لك كلمه ربنا محبة افعل هذا فتحيا.. عشان كذا انسان يحضرمعجزه ربنا يسوع وشايف عمل وللاسف يكون هوفي قلبه بيدين يسوع اوهوفي قلبه ينقض الفعل اويقول لك هوليه عمل كده فى سبت انت المفروض الفعل اللي انت شفته ده يكون لمس قلبك وغير كيانك وفرحك ازاي انت بتفكرالتفكيرده وانت جالس فى الكنيسه ارفع قلبك وشوف نفسك انظرالى نفسك فى ضوءالنعمه وضوء الذبيحه وضوءعمل الله تلاقي نفسك في جهاد كثيرمنتظرك في نعمه كبيره منتظراك المسيح يريد أن يفرحك وعاوزيغنيك عشان كده اقدراقول لك المسيح عاوزيتهلل بالروح لمايشوف فينا الثمار واللى يفرح قلب ربنا يسوع المسيح هى توبتنا وقبولنا للكلمه وتفاعلنا مع الكلمة والسلوك بحسب الكلمه والثماربالكلمه عشان كده الكنيسه كل يوم محضرنا ايه واثنين وعشره بتقول لك خذ وعيش لغايه ما الانجيل يبقى بالنسبه لك منهج يبقى بالنسبه لك سلوك وحياه ربنا قادريجعلنا ان نسلك بحسب الانجيل افعل هذافتحيا ربنا يكمل ناقصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهناالمجد الى الابد امين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
23 سبتمبر 2023
إنجيل عشية الأحد الثاني من شهر توت ( لو ٤ : ٣٨ - ٤١)
ولما قامَ مِنَ المُجمَع دَخَلَ بيت سمعان. وكانت حَماةُ سِمعان قد أخذتها حُمَّى شَديدَةٌ. فسألوهُ مِنْ أجلِها.فوقَفَ فوقها وانتَهَرَ الحُمَّى فتركتها! وفي الحال قامت وصارَتْ تخدمُهُمْ. وعِندَ غُروبِ الشَّمس، جميع الذينَ كانَ عِندَهُمْ سُقَمَاءُ بأمراض مُختَلِفَةٍ قَدَّمُوهُمْ إِلَيْهِ، فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وشَفاهُمْ. وكانت شياطينُ أيضًا تخرُجُ مِن كثيرين وهى تصرخ وتقول: أنتَ المَسيحُ ابن الله فانتَهَرَهُمْ وَلم يَدَعَهُمْ يتكَلَّمُونَ، لأَنَّهُمْ عَرَفوهُ أَنَّهُ المَسيحُ ".
شفاء حماة سمعان :
هذا الفصل من الإنجيل وضعته الكنيسة في صلاة الغروب في صلوات السواعي في الأجبية لكي نصليه كل غروب شمس لما فيه من منفعة في حياة أولاد الله، فنهاية النهار وغروب الشمس يشير إلى قرب حلول الظلام ومع الظلام المخاوف والمتاعب والأوهام والأمراض ولنا أن نجد المسيح عند غروب الشمس فتهرب كل هذه الأمور المخيفة. فإذا كان لنا المسيح معنا وفي بيتنا فلن تغيب شمسنا الشمس المادية تغيب وتطلع قانونها هـو الـدوران الدائم صباحًا ومساءً لا يمكن أن تدوم على حال، هـــي دائمة الدوران وعنها تنتج الدورات الكثيرة في الحياة ليل ونهار، صيف وشتاء حر ،و برد بداية اليوم ونهايته بداية الأسبوع ونهايته، ثم الشهور والسنون، ولكنها تدور كدورات عقارب الساعة. لا تهدأ ولا تسكت ولا ترجع إلى الوراء ومع دورانها تطوي أجيالاً جيل يأتي وجيل يذهب ومع دورانها يأتي وقت لنقطة تحتل القمة ونقطة أخرى تكون في القاع. ولكن دوام الحال من المحال فالقمة لا تبقى لأحد فعندما تدور الدورة تنزل النقطة العالية في طريقها إلى أسفل. هذا حال الزمن ومسكين من يقع تحت وطأته!! أما المسيح شمس البر فليس عنده تغيير ولا شبه ظــــل دوران شمس دائمة نور من نور لا ينقطع ولا يتغير ولا يتبدل ولا يعتريه التغير بل هو أزلي أبدي دائم لا يحتويه مكان ولا زمان... هو غير الزمنى ، غير المبتدئ.العالم إن رفع فهو إلى زمان سل الذين احتلوا يوما مكان القمة وماذا كان نهاية الأمر !!. قد تصل قوة الجسد إلى القمة في الشباب في العنفوان في الافتخار بالجسد وصحة الجسد وجمال الجسد وشهوة الجسد ولكن هذا لا يدوم تدور الدورة فيضمحل الجسد ويذبل جمال منظره مثل العشب كقول يعقوب الرسول وتخمد شهواته كقول الحكيم لأن الجسد راجع إلى التراب حين تظلم النواظر وتضعف كل القوة. وهكذا الذين احتلوا المراكز العالية حين رفعهم العالم ومجدهم الناس لم تدم لهم الكراسي طويلاً، بل تركوها لغيرهم وكثيرون انقلبت بهم الدوائر فنزلوا مـن علــى الكراسي وذاقوا المذلة بعد العز (راجع تسبحة العذراء القديسة مريم). وهكذا الذين اقتنوا الغنـى المــادي غيـر اليقيني حيث يأكل السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون. هذا هو غروب الشمس عند الذين ارتبطوا وربطوا مصائرهم بشمس هذا العالم الذي يزول ويتغير هذا هو غروب الشمس لكل الذين جعلوا رجاءهم في الجسد والتراب والعالم ومجد العالم وأحبوا هذا العالم. ولكن يا لسعدنا نحن الذين ارتبطنا بمسيح الحياة الأبدية وشمس البر والشفاء في أجنحتها. "كان عند غروب الشمس كل الذين عندهم مرضى بأنواع أمراض كثيرة يقدمونهم إليه وكان يضع يديه علــــى كل واحد ويشفيهم". هذا هو رجاؤنا في ساعة الغروب نتقدم إليه ليلمسنا، ويشفي سائر أمراضنا لسنا نعتفي مــن المرض فطبيعتنا مائلة إلى الفساد لا نستحي أن نكشف أوجاعنا فهو فاحص القلوب ومختبر الكلى كل من يأتي إلى المسيح ينال شفاء جميع الذين نظروه استناروا ووجوههم لم تخجل.لمسة واحدة من يد المسيح الحانية قادرة أن تزيل الآلام والهموم، فلماذا لا يكون هذا هو نصيبنا في كل غروب شمس؟!.
لما سألوه من أجل حماة سمعان وهي راقدة محمومة،جاء إليها ووقف فوقا منها وانتهر الحمى لماذا يقف إيماننا هكذا ضعيفا؟ لماذا لا نثق بالمسيح ثقة كاملة وبيقين شديد أنه قادر أن يقيم من الأموات؟ انتهر الحمى فأطاعت انتهر البحر فسكت والريح أيضا استمعت إلى كلمته لسنا نقترب إلى المسيح لأجل حاجات الجسد فقط، وإلا حصرنا عمل المسيح الخلاصى لحساب الجسد وهذه خسارة جسيمة المسيح مُخلِّص نفوسنا وفادي حياتنا من الموت الأبــدي والفساد الأبدي الذي يطلب المسيح، من أجل حاجات الجسد فقط يهين المسيح ويهين صليبه الذي به أقامنا من موت وعفن ونتن الخطية.
يا ليتنا عند غروب الشمس نقدم للمسيح ليس فقط نفوسنا بل وكل من نحبهم ونرى أنهم مرضى وسقماء بكل أنواع الخطايا نقدمهم إليه بسؤال الصلاة والطلبـة والتضرع الواثق بعمل المسيح أنه يلمسهم ويشفيهم وتنتهي الحمى ويطرد المرض إلى خارج علامة شفاء حماة سمعان هي الخدمة. خدمة المسيح وتلاميذ المسيح في الحال قامت و خدمتهم" لقد عادت صحيحة قادرة بنعمته على عمل الخدمة. "وكانت شياطين تخرج من كثيرين وهى تصرخ وتقول: أنت هو المسيح ابن الله الحي الشياطين فزعت لما عرفته وصرخت وولت هاربة وهل تقدر الظلمة أن تتراءى أمام الشمس ؟ هيهات هكذا أرواح الظلمة فرت هاربة صارخة. "لا يظن أحد أن الشيطان كان يشهد للمسيح وللاهوته بقوله أنت هو المسيح ابن الله الحي. فالمسيح لا يقبـــل شهادة الشيطان حتى لو كانت صادقة فهو عن اضطرار يقول والمسيح لا يقبل كلامه بل انتهره قائلاً: اخرس فكان" ينتهرهم ولا يدعهم ينطقون".إياك وكلام العدو الشيطان حتى لو بدا أنه يقول الحق فهو بعيد كل البعد عن الحق ولا يعرف الحق فلا تخدعك حيل الشياطين ولا أقوالهم لا من قريب ولا من بعيد، ولا تقبل من فم الشيطان كلمة لأنه كذاب وأبــو الكذاب.تمسك بالمسيح شمس حياتك اسلك في النور لأنه هو النور الحقيقي وأنت مولود منه .جميعكم أبناء نور وأبناء نهار.أما أعمال الظلمة غير المثمرة فلا تشتركوا فيها بل بالحري وبخوها".
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
22 سبتمبر 2023
امائة درس وعظة ( ٣٢ )
معاً في المسيح لشركة
وجـمـيع الذين أمنوا كانوا معاً ، وكان عندهم كل شيء مشتركا » ( أع ٢ : ٤٤) .
أولا : جذور حياة الشركة
١- شركة الأقانيم : نحن نؤمن بإله واحـد مـثلث الأقانيم نؤمن بالجوهر الواحد ، ونؤمن بالذات الإلهية الواحدة عندما نقول : « الأب والابن والروح القدس ، هو تعبير عن هذه الشركة فإن كلمة « الأب » ( وهي كلمة غير عربية ) ومعناها الأصلي هو المحب والابن المحبوب ، فالروح القدس روح الحب ، لذا يقال إن مسيحيتنا كلها تختصر في عبارة : « الله محبة • شـركـة الأقانيم- في الذات الإلهية الواحدة هي أول تعبير عن المشاركة.
۲- شركة الأسرة :
الأسرة المسيحية تتكون من ثلاثة هو وهي والمسيح ، وهذا الرباط المقدس الذي يربطهم يكون هذه الوحدة أو هذا الكيان هذه الشركة التي تكون الأسرة هي بداية الحياة . عندما تضع الكنيسة الإكليل ( التاج ) في سر الزيجـة على رأس العريس ، تريد أن تقول له : إن هذا التاج هو أن تحمل زوجتك وأبناءك على رأسك ، وعندما تضع التاج على رأس العروسة يكون بالمثل .
۳- شركة الكنيسة
الكنيسة في جسد المسيح ونحن اعضاء في هذا الجسد هذه هي الكنيسة التي تجـاهد على الأرض وتنتظر أن تنضم إلى الكنيسة المنتصرة في السماء في شركة . كلمة الشركة ، تذكر كثيراً في صلواتنا ، لهذا السبب يوجد في كنائسنا حامل الأيقونات الذي يحمل ملامح القديسين والقديسات الذين سبقونا إلى السماء صلواتنا هي شــــــــركـة مع السمائيين ، عندما تطلب صلوات القديسين أو شفاعاتهم إنما هذا نوع من الشركة .
ثانيا : طريق الشركة :
١- قبول النفس : كما قال القديس مارإسحق : « اصطلح مع نفسك تصطلح معك السماء والأرض .. احرص أن تكون من داخلك راضياً غير متذمر أول خطوة في حياة الشركة لتكون عضواً فعالاً في كنيستك ، في مجتمعك في حياتك ، في أسرتك هي خطوة التوبة وتقبل ذاتك . الوحدة إنما تبني على أساس قوى من توية كل فرد فيها .
٢- الصدق مع النفس
خطية اليهود المشهورة هي الرياء ، فابتعد عن الرياء والأقنعة عيش الصدق في حياتك .
٣- الشركة مع الآخر :
التسابيح الكنسية تخاطب المسكونة والخليـقـة كلـهـا لكي مـا تشترك وتقول : « سبحوه وزيدوه علوا« عالم الأنانية ضيق يقسم الناس ، أما عالم المحبة واسع يضمهم جميعاً . وكما قال القديس أغسطينوس : « حب الكل فيكون لك الكل ».
٤- حضور المسيح :
اجعل إيمانك بالسيد المسيح حاضراً وقوياً ولا تنس وعده : ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهرة مت ۲۰:۲۸ ) اول اسم يدعى به ربنا يسوع اسمه عمانوئيل الذي تفسيره : الله معنا » ( مت ١ : ٢٢ ) ، عش هذا الإيمان لا تعتقد أن الإيمان مـوضـة قديمة ، ولا تنس أن الاختراعات التي على الأرض وتبهرنا هي نتاج العقل الذي خلقه الله ثق أن الله لازال يعمل وسيظل يعمل إلى نهاية الدهور.
٥- الاحتماء بالكنيسة:
الكنيسة كيان سماوي ، المسيح قال عنه : « على هذه الصخرة ابني کنیستی ، ( مت ١٦ : ١٨ ) عش في هذا الكيان.
المزيد
21 سبتمبر 2023
شخصيات الكتاب المقدس أوربانوس الرسول
أوربانوس: إسم لاتينى معناه ظريف أو مؤدب (رو16: 9).اوربانوس عاون بولس كثيراً، أسقف علي مكدونية، نال إكليل الشهادة
رو 16: 9 سلموا على اوربانوس العامل معنا في المسيح وعلى استاخيس حبيبي.وهو عاون القديس بولس الرسول فى عمله الكرازى ثم ذهب إلى روما (فى بعض الترجمات يعنى هذا الاسم قاطن مدينة) . و هذا الرسول صار اسقفاً على مقدونية وبشر فى مدن كثيرة ونالته شدائد ومضايقات كثيرة ورد الكثيرين إلى الايمان بالسيد المسيح وقد كان سبباً فى انتشار الكرازة فى مكدونية.
المزيد
20 سبتمبر 2023
الطموح
الإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله، والله غير محدود، لذلك فالإنسان - مع أنه محدود- يحمل في داخله اشتياقًا إلى اللامحدود ومن هنا جاء اشتياقه إلى الخلود والحياة الأبدية ومن هنا كان أيضًا اشتياقه للكمال، وبسبب هذا وجدت مشاعر الطموح عند الناس الإنسان الخامل ليس على صورة الله أما الإنسان الذي له الصورة الإلهية، فهو يقول كبولس الرسول "أنسى ما هو وراء، وامتد إلى قدام" وهذا طموح روحي يسعى فيه الإنسان نحو الكمال الروحي. وأمام مثالياته الكاملة، يرى كل ما وصل إليه مهما سما، كأنه لا شيء، فينساه ويمتد إلى قدام ومن هنا نشأ تواضع القديسين، وتعبهم في الجهاد ومن هنا نشأ أيضًا النمو في حياة الروح وهذا الطموح كله، مقبول، ومطلوب، وروحي، ويعتبر لونا من الفضيلة، ولا يعترض عليه أحد على أن هناك طموحًا رديئًا في الماديات مثل طموح الغني الغبي الذي قال "أهدم مخازني وأبني أعظم منها وأقول لنفسي لك خيرات كثيرة لسنوات عديدة".
فما هي عيوب الطموح المادي؟
1- العيب الأول، هو تعلق القلب بالماديات، تعلقا يتملك الشعور والوقت، ويقتل كل رغبة روحية أخرى.
2- والعيب الثاني، هو دخول الإنسان في منافسات تفقده محبته للآخرين، وتغريه بأن يبنى مجده الخاص على أنقاض الناس وعلى الاصطدام بهم وهدمهم مثل من يطمح أن يكون الأول والرئيس، فيعمل على التخلص من كل منافسيه..
3- والعيب الثالث، هو أن يتحول الطموح إلى نوع من الطمع والجشع الذي لا يكتفي مهما أخذ ومها نال.
4- والعيب الرابع، أن تكون الوسيلة إلى الطموح وسيلة خاطئة وغير روحية ن يهدم فيها الإنسان بعض مثالياته وروحياته، لكي يصل إلى غرضه..
5- وقد يمتد الطموح إلى السلطة، فيتحول الإنسان إلى طاغية يحطم كل من يقف في طريق نفوذه..
6- وقد ينسى الإنسان أبديته في كل هذه الألوان، وتصير اتجاهاته دنيوية بحتة..
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
19 سبتمبر 2023
الشمامسة والخدمة الكنسية الإبدياكون و الدياكون
كنسيتنا ملتزمة تماماً بروح الإنجيل ولذلك فهى تحتفظ بالرتب الكهنوتية الثلاث : الاسقفية، والقسيسية، والشماسية ونحن نجد نصوصاً إنجيلية كثيرة وهامة، تؤكد هذه الرتب،ودروها في الخدمة الكنسية ، وهذه مجرد أمثلة : -
١- الأسقف
صادقة هي الكلمة، إن ابتغى أحد الأسقفية ، فيشتهي عملاً صالحاً »لاحظ أنه يبتغى الأسقفية أي يقبلها كتكليف إلهى ولكن ما يشتهيه ليس الرتبة ولكن العمل الصالح، وما عمل الأسقفية إلا الصلاة وخدمة الكلمة ، بكل ما تحتاجه الرعاية من ذبائح وجهاد ) « ويجب أن يكون الأسقف بلا لوم ، بعل امرأة واحدة ( أنسب الموجود في ذلك الوقت حيث ساد تعدد الزوجات وتكرار الزواج والطلاق ...) صاحباً، عاقلاً، محتشماً، مضيفاً للغرباء ، صالحاً للتعليم ...»( ١تى١ ٣-٧) يجب أن يكون الأسقف بلا لوم ، كقول الله، غير معجب بنفسه، ولا غضوباً ... ( تيطس ٧:١-١٠).احترزوا إذن لأنفسكم، ولجميع الرعية، التي أقامكم فيها الروح القدس أساقفة ، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه » (أع ٢٠ : ٢٨ ) .
٢ - القس
أرسل (بولس) إلى أفسس واستدعى قوس الكنيسة» (أع١٧:٢٠) لا تهمل الموهبة التي فيك ، المعطاة لك بالنبوة، مع وضع أيدى القسيسية ( اتى ٤ : ١٤ ) [ أنظر النسخة البيروتية ذات الشواهد ] .من أجل هذا تركتك في كريت ،لكى تكمل ترتيب الأمور الناقصة ، وتقيم في كل مدينة قسوساً، كما أوصيتك» ( تيطس ٥:١). «أما القسوس المدبرون حسناً، فليحسبوا أهلاً لكرامة مضاعفة » ( اتي١٧:٥)
٣- الشماس
يجب أن يكون الشمامسة ذوى وقار، لا ذوى لسانين لهم سر الإيمان بضمير طاهر إنما هؤلاء أيضاً يختبروا أولاً، ثم يتشمسوا ، إن كانوا بلا لوم » (۱تی ۳ : ۸ - ١٣)
بولس وتيموثاوس إلى جميع القديسين الذين في فيلبي، مع أساقفة وشمامسة » ( في ١ : ١ ) .
دور الشمامسة ومساعديهم:-
۱ - درجة الابذياكون (مساعد الشماس ) :-
درجة كبيرة لها كرامة ومسئولية خطيرة، إذ المساعد الشماس بأن يساعده في مهمتين أساسيتين :-
أ - حفظ نظام وأبواب البيعة .
ب- افتقاد الأرامل والأيتام والمحتاجين.
وهذا طبعاً بجوار الخدمات المتضمنة في الدرجات السابقة وهى:
خدمة التسبيح والذبيحة(الأبسالتس ).
خدمة التعليم والكلمة( الأغنسطس ) .
لهذا يوصيه الأب الأسقف قائلاً ( راشماً جبهته بابهامه، دون وضع يده على مثال الثالوت ) : تكون تابعاً للشماس ، وتساعده في عمل الخدمة، كما هو أيضاً تابع للقسيس تحرس أبواب بيت الله ، وتلمس الأواني المقدسة » .
٢ - درجة الشماس ( الدياكون ) : درجة هامة وكبيرة، يلزمها التكريس والتفرغ الكامل، وفيها وضع يد، وصاحبها يلتزم بضوابط الزواج لدى الآباء الكهنة ، فإن كان متزوجاً لا يتزوج ثانية إذا ترمل، وإلا سقطت عنه الرتبة ، وإن كان غير متزوج يبقى بتولاً .ويوصيه الأب الأسقف قائلاً: «إذ أنت معدود من أولاد استفانوس أول الشهداء، تفتقد شعب الرب، الأرامل والأيتام والمتضايقين، وتعين من تقدر أن تعينه، وتسد فاقتهم، وتكون لهم مثالاً، لكي ينظروا أعمالك الحسنة، ويحسدوا (أى يغبطوا ) طريقك، وتكون تابعاً للأسقف والقسيس ، وتعرفهم بالمتضايقين ليفتقدوهم وتكرم الذين هم أعلى منك » .والشماس الكامل، إذ كان متفرغاً، كان يرتدي زياً خاصاً ، هذا لم يكن غريباً أن يقوم بما يلى :-
۱ - يفتقد الشعب ويهتم باحتياجاتهم .
٢ - يسبح في الهيكل ويخدم الذبيحة .
٣- يتلو معانى الكتب المقدسة على أسماع الشعب.
4- يحمل الكأس الإلهى (أى يساعد الكاهن في توزيع الدم المقدس ) .
ه - هو عين الأسقف ويده بمعنى أنه يزور الشعب في بيوتهم، بمعاونة مساعديه ، ويعرف الأسقف والكاهن بظروف الرعية لیزورهم، ويوصل إليهم محبة ورعاية وتقدمات الآباء الروحية والمادية .
رتبة جليلة نتمنى أن نرى ثمارها فيمن أخذوها ، وأن يختار الرب آخرين ليأخذوا بركتها لحياتهم، ولتثمر خدماتهم في كنيسة الله.
نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
عن مجلة الكرازة العدد الثالث عشر عام ١٩٨٩
المزيد
18 سبتمبر 2023
كيف نحبّ الآخرين ؟ المحبّة الثابتة
«من يثبت في المحبة يثبت في الله، والله فيه » ( ١يو ٤ : ١٦) المحبة الحقيقية تكون ثابتة، فلا تتزعزع على الإطلاق. لأن مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفىء المحبة، والسيول لا تغمرها » نش ۷:۸) ومن المعروف أن المحبة كثيراً ما تتعرض للعواصف ولكن ليبها لا يمكن أن ينطفئ المحبة السطحية تنمو سريعاً ، ثم لا تلبث أن تجف . وقد شرح ذلك السيد المسيح حينما تكلم عن مثل الزارع الذي خرج ليزرع ، وفيما هو يزرع سقط بعض على مكان محجر، حيث لم تكن له تربة كثيرة، فنبت حالاً إذ لم يكن له عمق أرض. ولكن لما أشرقت الشمس إحترق، وإذ لم يكن له أصل جف. هؤلاء هم الذين حينما يسمعون الكلمة يقبلونها للوقت بفرح . ولكن ليس لهم أصل في ذواتهم بل هم إلى حين. فبعد ذلك إذا حدث ضيق أو إضطهاد من أجل الكلمة، فللوقت يعثرون (أنظر مر٥:٤، ٦ ، ١٦ ، ١٧).
المحبة ينبغى أن يكون لها عمق ، فلا تتأثر بالعوامل الخارجية .هي عطية من الله لا يستطيع العالم بكل ثقله أن يسحقها ، وهى نار إلهية لا يستطيع الشيطان بكل عواصف تجاربه أن يطفئها .هذه المحبة المنسكبة في القلب بالروح القدس، تختلف تماماً عن كل محبة أخرى في العالم. لقد رأينا هذا النوع من الحب فى السيد المسيح - المثل الأعلى في المحبة الذي تهتز محبته حينما صوبت نحوه سهام الكراهية بل صلى لأجل صالبيه ملتمساً لهم العذر وطالباً لهم الغفران. ولم تهتز محبته لبطرس حينما أنكره أمام الجارية والخدام، بل نظر إليه معاتباً حتى أن بطرس خرج خارجاً وبكى بكاءاً مراً ( أنظر مت ٢٦ : ٧٥ ) .
المحبة تتعرض للتجارب :
لا يمكننا أن نتصور أن لا تتعرض المحبة للتجارب ، بل تختبر مثل الذهب الذي يجرب بالنار... في محبتنا الله ينبغى أن تكون ثابتين غير متزعزعين، وفى محبتنا لإخوتنا أيضاً ينبغى أن تكون ثابتين، فلا نتقلب في محبتنا لهم . المحبة المتقلبة غير الثابتة تفشل في إثبات أصالتها .لأن برهان المحبة الحقيقية هو فى ثباتها وعدم تقلبها . والمحبة الأصيلة لا تحتج بأى علل تبرر عدم ثباتها ... وأمامنا مثال يوسف الصديق فى محبته الله وفى محبته لإخوته .
مثال يوسف بن يعقوب :
لقد حسده إخوته لسبب محبة أبيهم له ـ وكان مستحقاً لهذا الحب ولكنه ظل ثابتاً في محبته لإخوته الذين حسدوه وذهب باحثاً عنهم ليفتقد سلامتهم . وحينما أبصروه قادماً تآمروا ليقتلوه ، ثم ألقوه في البئر. وبعد ذلك باعوه إلى الإسماعيليين... ولكنه ظل ثابتاً في محبته لهم ولم ينطق بكلمة واحدة تدل على عدم المحبة. وقد ظهرت هذه المحبة جلية واضحة في مسامحته لهم حينما إقتادهم إلى التوبة بعد أن صار سيداً في أرض مصر.أما في محبته الله فبالرغم من الأحلام المقدسة التي أعلنها له الله ، فقد عصفت التجارب بهذه المحبة حتى وصل به الأمر إلى السجن فى مصر متهماً بأبشع الخطايا وهو الذي كان أميناً في كل شيءولكن كانت محبة الله في قلب يوسف أقوى من ظلام التجربة الدامس فبقى ثابتاً فى محبته وحينما إجتذبته المرأة الخليعة إلى السقوط قال بكل ثبات «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطىء إلى الله » ( تك ۹:۳۹) - كان يوسف رائعاً فى هذا القول لأنه لم يشك في محبة الله بالرغم من التجارب المريرة التي سمح الله بأن يجتازها ، حتى صار عبداً منفياً بعيداً عن أبيه الذى أحبه وعن إخوته الذين باعوه لم يعتبر أن سكوت الله فى وقت التجربة مبرراً لكي يخطىء في حقه قال ذلك لأنه أحبه من كل القلب لم يستطع الشيطان أن يقنعه بأن الله قد نسيه، لكى يجتذبه بذلك إلى نسيان وصايا الله بل كانت المحبة في قلب يوسف ترجو بإستمرار أن يتدخل الرب لإنقاذه من الشرور التي أحاطت به، ويعيده إلى كنف أبيه لكى يعبد الله في وسط إخوته « أخبر بإسمك إخوتى فى وسط الجماعة أسبحك » (مز ۲۲ : ۲۲ ) كانت الأحلام التي رآها تراود مخيلته، وتهتف فيه بمشاعر الرجاء فظل ثابتاً في محبته إلى النهاية فليكن لنا فى يوسف الصديق مثالاً ودرساً وعبرة لحياتنا لكى نكون ثابتين في الحب .
نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة
عن مجلة الكرازة العدد الثالث عشر عام ١٩٨٩
المزيد
17 سبتمبر 2023
أعظم مواليد النساء
الأحد الأول من السنة القبطية يوافق تذكار إستشهاد القديس العظيم يوحنا المعمدان لذلك يقرأ علينا إنجيل معلمنا لوقا بفم ربنا يسوع المسيح الطاهر عندما قال ﴿ أقول لكم إنه بين المولودين من النساء ليس نبي أعظم من يوحنا المعمدان ﴾ ( لو 7 : 28 ) لماذا يا الله ؟ لماذا جعلت يوحنا المعمدان أعظم شخص رغم أنه يوجد أبرار كثيرين وقديسين كثيرين ؟ لماذا يوحنا المعمدان بالأخص أعظم مواليد النساء ؟ يقال عن يوحنا المعمدان أنه الجسر الذي يربط بين العهدين القديم والجديد هو حلقة الوصل بين العهدين كل الأنبياء تنبأوا عن ربنا يسوع أما يوحنا المعمدان فرأى وتنبأ كل الذين تنبأوا لم يروا لكن يوحنا تنبأ ورأى في أوشية الإنجيل نقول ﴿ إن أنبياء وأبرار كثيرين إشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا ﴾ تنبأوا عن أمور لم يروها يوحنا المعمدان رأى ربنا يسوع مشتهى كل الأمم رآه بل وشهد عنه وإن كان كل الأنبياء قد تنبأوا عن ربنا يسوع لكن عمل يوحنا المعمدان كان بمقدار جميع الأنبياء لأنه كان يعد للرب لمجيئه المباشر وكأنه يريد أن يقول كل ما سمعتموه من الأنبياء سترونه الآن كل ما تعلموه عن المسيا سترونه الآن هذا سر عظمة القديس يوحنا المعمدان أعظم مواليد النساء لم يتنبأ فقط بل تنبأ وشهد ورأى كنا ندرس في سفر العدد الذي يقول أن البعض ذهب ليتجسسوا أرض الميعاد واحد من كل سبط أي ذهب إثني عشر رجل ليتجسسوا ويروا ما هي طبيعة الأرض وطبيعة سكانها وثمارها وقال لهم موسى النبي إحضروا من ثمار هذه الأرض لكي يرى الشعب ويفرح ويتعزى بأن هذه الأرض تفيض لبن وعسل بحسب قول الرب فذهبوا وتجسسوا وأحضروا معهم عنقود عنب كبير جداً ولكي يحملوه حملوه على عصا خشبية الآباء يقولون عندما تأملوا هذا المنظر أن الخشبة هي الصليب والعنقود هو المسيح له المجد كان عنقود العنب ثقيل جداً ولكي يحمل على الخشبة كان يجب أن يحمله مجموعتان مجموعة من الأمام ومجموعة من الخلف والعنقود محمول على الخشبة في الوسط المجموعة الأمامية التي تحمل العنقود يحملون لكنهم لا يرونه نعم هم يحملون الخشبة على أكتافهم لكن لايرون العنقود لأنه خلفهم بينما المجموعة الخلفية يحملون العنقود بالخشبة على أكتافهم وهم يرون العنقود أمام عيونهم هكذا يوحنا المعمدان تنبأ ورأى مثل المجموعة الخلفية بينما كثيرون تنبأوا ولم يروا مثل المجموعة الأمامية – فرق كبير – نحن أولاد العهد الجديد نرى * طوبى لعيونهم لأنها تبصر * لذلك عندما تكرم الكنيسة السيدة العذراء تقول من ضمن ألقابها – لو فهمنا الإنجيل – * الحاملة عنقود الحياة * هذا هو العنقود لذلك يوحنا المعمدان أعظم أنبياء العهد القديم إن قيل عن موسى النبي أنه كليم الله وإن كان إليشع النبي أكثر الأنبياء عمل معجزات وإن كان أشعياء النبي تنبأ عن تفاصيل ميلاد ربنا يسوع وصليبه وإن كان دانيال النبي قيل عنه أنه المحبوب من الله وأنه صديق الملائكة كل هؤلاء لكن يوحنا المعمدان هو أعظم لذلك الكنيسة تضع يوحنا المعمدان بعد السيدة العذراء مباشرةً تطلب شفاعة السيدة العذراء والملائكة ويوحنا المعمدان وتطلب صلوات سائر القديسين عندما تقول |iten ni`precbi`a * أي بشفاعة * تقولها للعذراء والملائكة ويوحنا المعمدان بينما تقول |iten nieuxh * أي بصلوات * للقديسين والشهداء والنساك و كيف يوضع يوحنا المعمدان مع السيدة العذراء والملائكة ؟ كيف وهو بشر مثل سائر البشر ؟ لكن الكتاب المقدس يقول هو أعظم مواليد النساء أحياناً في بعض الأيقونات الطقسية يُرسم يوحنا المعمدان بأجنحة لماذا ؟ يقول لأنه يمكن أن يوضع مع الطغمات السمائية وهكذا وضعته الكنيسة في هذا المقام أعظم مواليد النساء في مجمع القداس يوضع يوحنا المعمدان بعد السيدة العذراء نتكلم عن يوحنا السابق الصابغ والشهيد لماذا ؟ تقول الكنيسة لأن هذا مكانه الحقيقي لماذا الكنيسة متحمسة ليوحنا على أنه أعظم مواليد النساء ؟ لأن مقاييس ومفهوم العظمة عند الناس هي أن يكون الشخص ذو جاه كبير ومال كثير ويسكن القصور وإن وضعنا يوحنا المعمدان بحسب هذه المقاييس نجده غير عظيم بل سيظهر مسكين ليس له ما يرتديه أو يأكله يعيش في قفار هل هو عظيم ؟ نعم عظيم بل أعظم مواليد النساء لأن مفهوم العظمة عند الناس غير مفهوم العظمة عند الله نحن العالم جعلنا نقيس بمكياله وهذا لا يليق بمقاييس الله إن كنا نقيس بمقاييس العالم سيكون ربنا يسوع المسيح ليس عظيم فهو مولود في مذود تربى في بيت فقير نشأ في أسرة بسيطة عاش حياة بسيطة في مجتمع فقير مظهره بسيط فهل ربنا يسوع ليس عظيم ؟ لاعظيم جداً لذلك لابد أن يدخل أذهاننا مفهوم جديد للعظمة ولكي تستوعب هذا المفهوم الجديد للعظمة إفهم يوحنا المعمدان لكي تعرف ما هي العظمة هل تريد أن تكون عظيم ؟ تمسك بيوحنا المعمدان الذي رأى والعنقود أمام عينيه وأعد طريق الرب عظمة يوحنا المعمدان لها مجالات كثيرة جداً لو تكلمنا عن عظمته في الخدمة نحتاج سلسلة فهو أعد طريق الرب عصره كان عصر مظلم جداً في المعرفة والتقوى كان عصر شرير وربنا يسوع قصد أن يفتقد البشرية ويأتي لها وهي في قمة جهلها عندما أتى ربنا يسوع ليلاً لم يكن يقصد الليل في حد ذاته فهو كان يمكنه أن يسهل الأمر ويأتي بالنهار ولكن قصد أن يولد في الليل ليعرفنا أنه ولد في أحلك ظلمة مر بها العالم ولننتبه أن ليل شهر كيهك ظلامه دامس والمسيح ولد في 29 كيهك ومع ذلك نوراً أشرق في الظلمة فمن الذي يستطيع أن يعد الطريق في هذه الظلمة ؟ قد يكون الناس في عصور قبل ذلك أكثر تمهيداً يوحنا المعمدان أتى ليعد طريق الرب ﴿ لكي يهيئ للرب شعباً مستعداً ﴾ ( لو 1 : 17 ) ﴿ توبوا ﴾﴿ أعدوا طريق الرب إصنعوا سبله مستقيمة ﴾ ( مت 3 : 2 ؛ 3 ) كان يوحنا يعمد بمعمودية التوبة وبالآف كانوا يعمدون من يوحنا عظيم كان يوبخ الكتبة والفريسيين كان الكتبة والفريسيين في حرفية شديدة جداً عندما تواجهوا مع ربنا يسوع يوحنا وبخهم ولم يخافهم الكتبة والفريسيين وصلوا لدرجة من الحرفية والجهالة في أمور الشريعة إلى قمتها قد كانوا في عصر موسى النبي عندما إستلم الشريعة غير متشددين مثلما كانوا في عصر ربنا يسوع كلما قدمت الشريعة كلما تمسكوا بحرفيتها ونسوا روحها حتى أنهم عشروا النعناع والشبث( مت 23 : 23 ) في أيام موسى النبي مع بداية الشريعة لم يفعلوا ذلك لكن كلما إزدادت الحرفية كلما إزدادوا في الشكلية ﴿ لأن الحرف يقتل ولكن الروح يحيي ﴾ ( 2كو 3 : 6 ) تخيل يوحنا المعمدان دخل وسط هذه الحرفية وخدم إن قلت لآخر تكلم عن السيد المسيح وسط هؤلاء يقول لا أستطيع أن أكلمهم عن المسيح لأنهم رافضون وقلوبهم مغلقة وبدلاً من أن يتوبوا سيلوموني أنا وبالفعل لاموا يوحنا المعمدان عظيم في خدمته عظيم في حياته عظيم في شهادته للحق يقف ويوبخ الملك الناس كلهم صامتون لكن يوحنا يوبخ الملك وكما قال يوحنا ذهبي الفم ﴿ يوحنا المعمدان فضَّل أن يكون بلا رأس عن أن يكون بلا ضمير ﴾ – فضَّل أن يكون بلا رأس – الناس تعرف أن هذه الأمور خاطئة لكنهم صامتين لأن قوة الحق التي فيهم لا تستطيع أن تصعد إلى هذه الدرجة من الإعلان عنها تجرد يوحنا المعمدان كان إنسان متجرد قيل عن زكريا الكاهن عندما علم بقتل أطفال بيت لحم دون السنتين أنه خاف لأن يوحنا كان من ضمن هؤلاء الأطفال الذين كان يجب قتلهم حسب أمر الملك فماذا فعل ؟ سأل الرب وأتته فكرة أن يضع الطفل يوحنا في الهيكل وتركه إن قبضوا عليه وقتلوه فهذه إرادة الله وإن حفظه الله فهذه أيضاً إرادة الله فأتى ملاك الله وخطفه إلى البرية وهو إبن دون السنتين إلى حين ظهوره وظل تقريباً ثمانية وعشرون سنة في البرية هذا إن قلنا أنه ظهر في عمر الثلاثين كيف تربى ونشأ وعاش ؟ تربى بعناية سماوية كانت الملائكة تقوته لما ظهر كان شكله مختلف كان شخص العالم بالنسبة له لا يساوي شئ الأكل والشرب والملبس بالنسبة له شئ مختلف ومحتقر يقول لك تعال عيش معي يوماً واحداً في البرية أنا الله أعالني في البرية وأنت تتكلم عن إني لا أعرف أن آكل وأشرب لا تشك في قدرة الله وعمله تعال إختبر معي وعش معي أسبوع أو شهر في البرية لترى كيف يعولني الله لذلك كان يوحنا المعمدان قوي شديد عظيم الله أعده في مدرسة البرية لكي يكون شخص عظيم يعد له طريقاً كان متجرد كان يرتدي ملابس غريبة كان يرتدي وبر الإبل ويأكل جراد وعسل بري عندما إنتهت فترة البرية كان يوحنا محروم من الأكل والشرب لكنه الآن فليأكل ويشرب كما يشاء لكنه قال سأظل كما أنا فكان يأكل أبسط الأطعمة ويرتدي أبسط الملابس لم يغير من مظهره هذه عظمة يوحنا المعمدان عظيم في تجرده مشكلة الناس كما يقول الكتاب أن ماذا نأكل وماذا نلبس( مت 6 : 31 ) يوحنا لم يهتم بماذا نأكل وماذا نرتدي كان يأكل أبسط الأطعمة ويرتدي أبسط الملابس الأكل شهوة واحتياج وغريزة وحق إنساني إن إمتنع مجموعة في سجن أو أي مجتمع عن الطعام يهيج العالم لأنه أمر خطيرالأكل احتياج يوحنا غلب شهوة البطن ولنتذكر أن عدو الخير عرف أنه من أكثر إحتياجات الإنسان هو الطعام لذلك تجاسر وحارب ربنا يسوع بشخصه القدوس وقال له إن كنت تريد أن تأكل فقل للحجارة أن تصير خبز ( مت 4 : 3 ) أراد أن يدخل لربنا يسوع من ثغرة الطعام وشهوة البطن جيد هو الإنسان الذي يغلب في داخله شهوة البطن حتى أن الآباء يقولون أن البطن سيدة الأوجاع إن عانى الإنسان من أوجاع كثيرة فليعلم أن البطن سيدة هذه الأوجاع أمها البطن بداية شهوات كثيرة وتحرم الإنسان من عطايا كثيرة وتعبر عن أنانية الإنسان يوحنا المعمدان كان طعامه بسيط ولا ننسى أن الإنسان طُرد من الفردوس وباع الفردوس من أجل شهوة الأكل حتى أن القديسين تكلموا كثيراً عن كيف يضبط الإنسان بطنه وأكله حتى أنه يوجد تعبير في كتب الآباء عن الشخص الذي يحب الطعام يقولون عنه أنه حنجراني ما معنى * حنجراني * ؟ يقولون أن الطعام كل لذته تكون في جزء من الثانية عندما يمر على منطقة الحنجرة بعدها كل الأطعمة تتساوى داخل البطن لذلك الذي يستمتع بهذه الثواني القليلة يسمى حنجراني أي يريد أن يتلذذ بحنجرته ولو لحيظات يوحنا المعمدان غلب شهوة البطن التجرد عند يوحنا المعمدان كان سر عظمة داخلية وليس أمر خارجي ربما الكلام عن الطعام يظهر كأنه فوق قامتنا لكن أقول لك لا تكن مثل القديسين في درجة نسكهم الشديد لكن على الأقل لا تكن مستعبد ولا تكن لك طلبات كثيرة بل كن بسيط كان المتنيح أبونا بيشوي كامل يمكنه أن يأكل مرة واحدة في اليوم وأبسط الأطعمة يمكن أن يتخيلها في أي مكان يمكن أن يقول أنه يريد أن يأكل نحن لا نستطيع أن نقول لأحد هذا الطلب حتى لا نكلفه أكثر من طاقته أبونا بيشوي يسأل ماذا عندكم ؟ يقولون كذا وكذا و فيختار صنف واحد فقط وأبسط صنف مثلاً البعض الذين عاصروا أبونا بيشوي يقولون أنه قد يذهب إلى زيارة أحدهم حوالي الساعة السادسة مساءً ولم يكن قد تذوق الطعام بعد ويقولون له عندنا أطعمة كذا وكذا و ثم ماذا ؟ فيتعجبون هل كل هذه الأطعمة لا تعجبه فماذا يطلب إذاً ؟ ثم يسألهم هل لديكم فاكهة ؟ فيقولون نعم فيطلب ثمرة واحدة فقط من أحد أصناف الفاكهة الموجودة يسألوه هل تكفيك ؟ يجيب نعم لا أريد أكثر من ذلك لكي أكمل يومي هذا الأمر تعلمه من سيده ربنا يسوع الذي لما جاع ماذا فعل ؟ ذهب إلى شجرة التين ( مت 21 : 18 – 19) هل إنسان جوعان يذهب لشجرة تين ليأكل ؟ نحن تعودنا أن يكون الأكل عبارة عن مجموعة أطعمة وبكميات لا هو مر على الشجرة ليأخذ منها ثمرة تين أو ثمرتين ويشكر الله أبهذه البساطة ؟ نعم وهكذا علم تلاميذه ففي أحد المرات جاع التلاميذ ومروا على حقل ووجدوا بعض السنابل فأخذوا من هذه السنابل وأكلوا ( لو 6 : 1) ناس تأكل زروع بسيطة إنسان يهتم بما يأكل وبما يشرب وإنسان إرتفع فوق هذا الأمر هذا غير أن الطعام هو الذي غيَّر مصير البشرية فغلبوا الأكل لذلك الكنيسة علمتنا أن نقوت الجسد ونربيه وعلمتنا أيضاً أن نضبطه .
يوحنا المعمدان عظيم في تجرده يعيش في البرية فماذا تجد في البرية ؟ لا يوجد شئ يُشتهى القديس مارإسحق يقول ليتنا نتمتع بالنظر في البرية نجيبه ماذا نجد في البرية هل بها مباني شيك أو سيارات قيِّمة أو ؟ لا أريدك أن تتمتع برؤية البرية لماذا ؟ ﴿ لأن النظر إلى البرية يميت الشهوة من النفس ﴾ قفار يوحنا المعمدان تربى من صغره على ذلك فماتت شهواته وليس لديه طلبات يطلبها من أخطر المشاكل في عصرنا هذا مع التطورات الشديدة ومع الإبتكارات ومصارعة الأسواق على تسويق ما هو ضروري وما هو غير ضروري صرنا لا نرى شئ ونستطيع أن نقول له لا ولو درسنا في الأسواق العالمية نجد أن المجتمع يستهلك أمور كثيرة جداً لا فائدة لها في العالم كله وأنه مهما ساد الكساد فإن الناس لا تستطيع أن تضبط أمر الإقتناء رغم ضعف الدخل المادي هذا يعني أنه يوجد ضعف داخلي زائد الإنسان الشبعان داخلياً وإن كان يعيش في قفر لا يمكن إصطياده الشخص السهل إصطياده لابد أن يكون له نقطة ضعف تمسكه منها يوحنا المعمدان الذي كان يحيا في القفار لماذا هو فقط الذي وبخ هيرودس ؟ لأن قوة الحق داخله ولأنه أيضاً لا تربطه شهوة ولا يوجد شئ يستطيع هيرودس أن يربطه به لكن الذي يحب العالم وشهواته يقول ماذا أقول لهيرودس ؟ أنا أعلم أنه مخطئ لكن إن كلمته قد يحرمني من كذا أو كذا أو يفعل معي كذا الذي يخاف على شئ لا يستطيع أن يشهد للحق لذلك وبخ كتبة وملك لأنه لا مال ولا مركز ولا زوجة ولا يخاف عليه لذلك قال القديس يوحنا ذهبي الفم ﴿ لا يوجد شئ يستطيع أن يؤذيك ما لم تؤذي نفسك أولاً ﴾ لا يوجد ملك يستطيع أن يؤذيك لا شئ يؤذيك إن لم تؤذي نفسك أنت ضعفت داخلياً فتغلب من الخارج حتى وإن كنت ذاهب إلى الموت لا يستطيع الموت أن يؤذيك إلا إن كنت أنت خائف الموت فتكون أنت من آذيت نفسك يقال أنك لو ألقيت طفل رضيع عمر شهر في الماء فإنه يسبح إذاً ما الذي يجعل شخص يغرق في الماء ؟ خوفه من الماء يغرقه لا يستطيع أحد أن يؤذيك ما لم تؤذي نفسك هذا هو القديس العظيم يوحنا المعمدان شخص غير متعلق بشئ يستطيع أن يوبخ ملك بل والعالم كله يشهد للحق ويقول لا يحل لك ( مت 14 : 4 ) نعم إن العالم مبهر ومملوء مغريات لكن الشخص الذي يرى المسيح أمامه دائماً تهون عليه مغريات العالم وبقدر ما يختفي ربنا يسوع عن عيوننا بقدر ما تزداد المغريات قيمة في عيوننا – وهذا خطأ – القديس يوحنا المعمدان مثال لنا في التجرد والكتاب المقدس يقول ﴿ إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتفِ بهما ﴾ ( 1تي 6 : 8 ) يقال عن معلمنا بولس الرسول أنه تم القبض عليه فجأة ووضع في السجن وكان الطقس بارد جداً والشتاء قد إقترب فماذا يفعل ؟ كتب رسالة لتلميذه تيموثاوس نسمعها كثيراً في الكنيسة يقول له فيها ﴿ الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس أحضره متى جئت ﴾( 2تي 4 : 13) لأني أشعر بالبرد فإحضر العباءة معك لماذا ؟ لأنه لا يملك غيرها لذلك قال﴿ تعلمت أن أكون مكتفياً بما أنا فيه تدربت أن أشبع وأن أجوع وأن أستفضل وأن أنقص ﴾( في 4 : 11 – 12 ) الذي يتعب الإنسان رغباته الذي يجعل الإنسان غير مستريح رغباته الإنسان الشبعان بالمسيح وعقله مسبي بمحبة المسيح يصير العالم له تافه ويعلم أنه مهما أخذ من العالم لن يفرح العالم غير مشبع وغير مفرح العالم خداع ويستنفذ عمر الإنسان كله دون أن يشبعه وكأنه يعطيه سموم وهو يأكلها فيموت رغم أنه يأكل منها بلذة يحكى عن فأر وجد نقطة دماء على طرف سكين فلعقها وكان كلما لعق الدماء كلما إزداد الدم وهو يزداد في لعق الدم دون أن يعلم أنه يلعق دمه هو حتى نفذ دمه ومات هكذا العالم يجري الإنسان وراء شهوات تجعله يخسر خلاصه وهو يجري ولا يشبع ولا ينتهي إلا بهلاك نفسه كيف ؟ لذلك يقول الكتاب ﴿ لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم ﴾ ( 1يو 2 : 15 ) ليتنا نتشفع بإبن الموعد يوحنا المعمدان ونتمثل بصفاته وعظمته وقوته وتجرده ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
16 سبتمبر 2023
إنجيل عشية الأحد الأول من شهر توت( مت ١١ : ١١ – ١٩)
الحَقَّ أَقولُ لكُم لم يَقُمْ بَينَ المَوْلُودِينَ مِنَ النّساء أعظَمُ مِن يوحنا المعمدان، ولكن الأصغر في ملكوت السماواتِ أعظَمُ مِنهُ. ومن أيّام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت السماوات يُغصَبُ والغَاصِبونَ يَحْتَطِفونَهُ. لأنَّ جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا. وإِنْ أردتُمْ أنْ تقبلوا ، فهذا هو إيليا المُزمِعُ أَنْ يأتي. " مَنْ لهُ أُذُنان للسَّمْعِ فَلَيَسمَعْ . وبمَنْ أَشَبِّهُ هذا الجيل؟ يُشبه أولادًا جالسين في الأسواق يُنادون إلى أصحابهم " ويقولون : زَمرنا لكُمْ فلم ترقُصوا ! نحنَا لَكُمْ فلم تلطموا !لأَنَّهُ جَـاءَ يوحنا لا يأكُلُ ولا يَشرَبُ، فيقولون: فيه شيطان. جاءَ ابنُ الإنسان يأكُلُ ويَشرَبُ، فيقولون: هوذا إنسان أكول وشريب خمرٍ، مُحِب للعشارين والخطــاةِ. والحِكمَةُ تَبَرَّرَتْ مِنْ بَنيها ".
صوت صارخ في البرية
يقع عيد استشهاد القديس يوحنا المعمدان ثاني يوم عيد النيروز، أي اليوم الثاني من شهر توت. لذلك رتب الآباء هذه القراءة في الأحد الأول. وإنجيل العشية فصل من حديث الرب يسوع عن يوحنا المعمدان الحق أقول لكم إنه لم يقم من بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان،ومن أيــام يوحنــا المعمدان إلى الآن ملكوت السموات يغصب والغاصبون يختطفونه".والتدبير هنا بديع للغاية، حيث تتوافق المناسبتان، مناسبة بداية عام قبطي جديد، ومناسبة شهادة يوحنا المعمدان كارز التوبة والصراخ في برية العالم كله ورجل الاستقامة والنسك وحياة التجرد. فإن كنا في بداية السنة دائمًا نرجو إصلاح سيرتنا وتتحرك فينا دائمًا حواس التوبة والرجوع إلى الله وأن نبدأ بدءًا حسنا.نحتاج إلى يوحنا المعمدان قائماً في وسطنا وصوته الصارخ يهز كياننا من جديد ويوقظ فينا الروح الذي اعتمدنا به وله منذ زمان ولكن تاه عنا الصوت أو ابتعدنا عنه بإرادتنا إلى الوراء نطلب ما للعالم والجسد بل صرنا أهواء الهوان اليوم يتجدد لنا الصوت لأنه إن مات فهو يتكلم بعد حاجتنا اليوم شديدة إلى فعل الروح الناري، روح إيليا وقوته لكي تستقيم أرجلنا مرة أخرى في طريق الخلاص. لقد تعوّجت بنا المسالك حتى صرنا إلى التيه في برية العالم الموحش وارتفعت بنا تلال الكبرياء وطرحتنا إلى انخفاض الانكسار فارتفعنا وانطرحنا بين الارتفاع والانخفاض. تاهت عنا السهول ومسالك الخلاص المستقيمة وعرفنا الغش والكذب واللف والدوران واستحسان طرق العالم وأساليب الخداع وعدم الصراحة وعدم المحبة مع الرياء، واستلطاف النجاسات وكل ما يخدم الجسد والجسدانيات.
أين ملامح المسيح ونوره الحقيقي؟ أين ملامح المسيحيين في الأمانة والحب الصادق وطهارة السيرة والسريرة؟.
لقد تفرقنا وتمزقنا إلى شيع وأحزاب وفرق كثيرة. وقبلنا مجد الناس ومدح الناس، بل مدحنا أنفسنا حين قسـنا أنفسنا إلى أنفسنا ولم نقس حياتنا إلى القديسين مــن كــل الفئات الذين برهنوا بحياتهم أنهم كانوا صادقين في المحبة،صادقين في الإيمان. و مادام الحال هكذا صرنا نحتاج إلى بوق الله، وصراخ يوحنا المعمدان ملاك العهد، قبل أن يدركنا بوق القيامة ونحن على حالنا من الكسل والتواني والتفريط والبرودة في الروح.يوحنا يصرخ أعدوا طريق الرب، قوموا سبله مستقيمة. كل تل الكبرياء وأكمة التعالي تنخفض الاتضاع هـو سبيل الخلاص. المسكنة والانكسار أمام الله يرفـــع الإنسان يرفع البائس من المزبلة، والكبرياء يحــط الإنسان إلى أسفل الجحيم. نحتاج أن نأخذ الأمر بجدية لتغيير الحياة من جذورها والبداية هي الإصغاء إلى صوت الصارخ ليزلزل أساسات الشر في داخل النفس، ويهدم كل علو وكل تعال علـــى هذا يصير قول الرب إنه ليس من بين المولودين مــن النساء أعظم من يوحنا لقد صار بالنسبة للتائبين والسامعين والراجعين عن طرقهم الردية، أعظم من البشر لأن من يقود إلى التوبة وتغيير الحياة وينقذ النفس من الهلاك، هل يوجد إنسان أعظم منه؟. على أن الأمر يحتاج إلى أكثــر صـحـو فكثيرون سمعوا يوحنا المعمدان يكرز بالتوبة والرجوع ولكن رفضوا مشورة الله من جهة أنفسهم غير معتمدين منه بينما كثيرون أقبلوا إليه كصوت إنقاذ ونجاة وإذ سمعوا منه عملوا فقادهم إلى المسيح وأرشدهم إلى حمل الله. القديس يوحنا المعمدان هو الذي قدم المسيح للعالم كحامل خطية العالم وهو الذي يُعمد بالروح القدس والنـ صوت المعمدان يقود إلى المسيح حيث الحياة الأبدية. ملكوت الله يُغصَب ما أعجب قول الرب، إنـــه مــــن أيام يوحنا المعمدان، صار الملكوت يُغصب ويختطف والغاصبون يختطفونه فالملكوت أصلاً ليس من حقنا، فنحن خطاة فإن حصل أحد عليه فقد أغتصبه اغتصابًا واختطفه. فالأمر إذن يحتاج إلى هذا الجهاد العجيب، كيف تغتصب الملكوت؟ كيف تختطفه ؟ وإلا فلا نصيب في الملكوت.الجهاد المسيحي ليس سهلاً، ولا يوجد فيه تدليل للنفس ولا استهتار ولا رخاوة ولا تكاسل هو اغتصاب ملكوت الله، وبعبارة أخرى قالها الرب كل واحد يغصب نفسه إليه" لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد. فالذين يعيشون بالروح يعيشون حياة التغصب، أقمع جسدي واستعبده بالأصوام والصلوات والجهادات والأسهار. إن أعثرتك عينك اقلعها هذا فعل تغصب. يتدرب الإنسان عليه... أن يكف عينه عن الشر بكل جهاد وقوة. إن أعثرتك يدك اقطعها واغصب نفسك إلى الملكوت... كف لسانك عن الشر ... كفوا عن فعل الشر، تعلموا فعل الخير كقول داود النبي: "من كل طريق شر منعت رجلي"(مز ١١٩ : ١٠١).
أجاهد ليس كمن يلاكم الهواء تعلمت أن أكون مكتفيًا بما أنا فيه لماذا الطمع ؟ أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني.يا ليت روح يوحنا المعمدان يتجــدد لنا، ونسمع صوته من وراء الأزمنة يصرخ اصنعوا أثمارا تليق بالتوبة".فالتوبة ليست صراخا ودموعًا ونـدما على الخطايا وحسب، بل هى ثمار وأعمال وحركة تجديد للحياة كلها وتنقية للقلب الذي منه مخارج الحياة.
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد