المقالات
27 أكتوبر 2023
مائة درس وعظة ( ٣٧ )
تركنا كل شيءوتبعناك « الترك » « فتركت المرأة جرتها » ( يو ٤ : ٢٨ )
من مبادئ الحياة : -
"الأمانة" ولها قوانين تنظمها .
مساعدة الآخره فكل أحـد يجب أن يساعد الآخر .
الترك وهو له وجـهـان التـرك بإرادة أو بغير إرادة . الإنسان يقع في خطايا كثيرة مثل : خطيـة حب القنيـة ، التملك والأنانيـة والبحث عن النصيب الأكبر ... المرأة السـامـرية كـانت تضع كل أحلامها في جرتها تحملها يوميا وتملأ بها الماء ، وهذا كان كل عالمها ولم يتعد عالمها سوى الشرب من الجرة وفي المقابل السيد المسيح على الصليب عندما قال : « أنا عطشان ، فهو كان عطشاناً لخلاص البشر أي خلاص كل أحد ، والمرأة السامرية كانت عطشانة ولم تكن شبعانة ، مثل العالم الذي يقدم كل يوم ، ولكن الإنسان لا يشبع إلا بعمل الله في قلبه ، ونتيجة لعدم شبع الإنسان تحدث الحروب حيث إنه غير قادر على محبة أخيه ، وهذه المرأة عندما صارت في مواجهة مع شخص السيد المسيح وبدأت تشعر أنه هو الماء الحي تركت جرتها .. وهنا رسالة : إنك لا تستطيع أن تبدأ حياة جديدة ما لم تترك شيئاً . شكراً لك أيتها المرأة السامرية لأنك وضعتينا على الطريق ، فأول الطريق هو الـتـرك ( لكي تتـزوج يجب أن تتـرك - تترهب يجب أن تتـرك ) ، والحـيـاة بنيت على هذا المبدأ : مبدأ الترك .
أولا : الترك الإرادي :
۱- من أجل العائلة من يترك أباه وأمه ويلتصق بامرأته ، فهو يترك من أجل تكوين عائلة .
٢- من أجل تكوين الشخص :
ففي مراحل الإنسان يتـرك لتنمو شخصيته ، مثال : عندما يفطم.
٣- من أجل عشرة المسيح:
وهو يسمى في الحـيـاة الـرهـبـانـيـة ب" الفقر الاختياري " ، أي يترك ما لديه من أجل المسيح.
٤- من أجل طاعة المسيح :
ونجد فيه مثال أبينا إبراهيم عندما أتي إليه أمر بترك أرضه .
٥- من أجل حياة مادية أفضل :
مثل قرار الهجرة لتحسين المستوى بحثاً عن حياة أفضل : مادياً ، اقتصادياً .. إلخ .
ثانياً : الترك الإجباري:
١- التهجير:
مثل تـهـجـيـر السكان في البـلاد المنكوبة ، ومـثـل أحـداث السـبي في الكتاب المقدس.
٢- الموت :
الترك عند الموت ، فالإنسان بالموت يترك كل شيء
ثالثاً : التخلى والتحلي والنجلي :
توجد 3 كلمات في اللغة العربية مرتبطة بموضوعنا وهي التخلي والتحلي والتجلي
١- حياة التخلي:
التخلي عن الأرضيات التخلي عن العلاقات الأرضية ( الخطايا والقيود ) والتخلي عن الفكر المرتبط بالأرض ( المرتبط بالتراب ) .
۲- حياة التحلى:
التحلي بالفضائل والسلوكيات زين حياتك بالفضائل ، وكأنك تعيش هواية جمع الفضائل.
٣- حياة التجلي :
التجلي في السماويات وهي أمـر مرتبط بالسمائيات وتعنى أن الإنسان عندما يدخل إلى أعماق الصلاة والتمتع بالعـشـرة مع المسيح والصلوات والتسابيح ، تكون حياته فيها نوعا من التجلى ، حـيـاته مشغولة بالسماء والملكوت والنصيب السمائي.
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
26 أكتوبر 2023
شخصيات الكتاب المقدس بروخورس الرسول
بروخورس الشماس: إسم يونانى معناه قائد فى جوقة المرتلين وهو أحد الشمامسة السبعة (أع 6).
بروخورس شماس، خدم مع يوحنا الحبيب، أصبح أسقف علي نيقوميدية، تنيح بسلام
اع 6: 5 فحسن هذا القول امام كل الجمهور فاختاروا استفانوس رجلا مملوّا من الايمان والروح القدس وفيلبس وبروخورس ونيكانور وتيمون وبرميناس ونيقولاوس دخيلا انطاكيا.هو أحد السبعين رسولاً الذين دعاهم السيد المسيح وأرسلهم ليكرزوا باسمه وأعطاهم موهبة الشفاء وإخراج الشياطين، ولما كان مع التلاميذ في العلية امتلأ من نعمة الروح القدس المعزي. ثم انتخبه الرسل بين السبعة الشمامسة الذين شهدوا عنهم أنهم مملئون من الروح القدس والحكمة (أع6: 5).ثم صحب الرسول يوحنا وطاف معه مدنًا كثيرة، ووضع يوحنا اليد عليه وأقامه أسقفًا على نيقوميدية من بلاد بيثينيا، فبشر فيها بالسيد المسيح ورد كثيرين من اليونانيين إلى الإيمان وعمدهم وعلمهم حفظ الوصايا. وبعد أن نى لهم كنيسة ورسم لهم شمامسة وقسوسًا خرج إلى البلاد المجاورة لها فبشرها وعمد كثيرين من أهلها كما علم وعمد كثيرين من اليهود، وقد احتمل ضيقات كثيرة بسبب التبشير بالمسيح.ولما أكمل سعيه تنيح بشيخوخة صالحة مرضية للسيد المسيح.وتعيد له الكنيسة القبطية تحت اليوم العشرون من شهر طوبة المبارك
نياحة القديس بروخورس أحد السبعين رسولا (20 طوبة)
في مثل هذا اليوم تنيح القديس بروخورس أحد السبعين رسولا، الذين دعاهم السيد وأرسلهم ليكرزوا باسمه، وأعطاهم موهبة الشفاء وإخراج الشياطين. ولما كان مع التلاميذ في العلية يوم الخمسين امتلأ من نعمة الروح القدس المعزي. ثم انتخبه الرسل من السبعة الشمامسة الذين شهدوا عنهم، انهم ممتلئون من الروح القدس والحكمة. ثم صحب الرسول يوحنا الثاؤلوغوس، وطاف معه مدنا كثيرة، ووضع يوحنا اليد عليه وأقامه أسقفا علي نيقوميدية من بلاد بيثينيا. فبشر فيها بالسيد المسيح ورد كثيرين من اليونانيين إلى الإيمان وعمدهم وعلمهم حفظ الوصايا. وبعد ان بني لهم كنيسة ورسم لهم شمامسة وقسوسا، ذهب إلى البلاد المجاورة فبشرها وعمد كثيرين من أهلها، كما علم وعمد كثيرين من اليهود. وقد احتمل ضيقات كثيرة بسبب التبشير بالمسيح. ولما اكمل سعيه تنيح بشيخوخة صالحة مرضية ونال النعيم الأبدي. صلاته تكون معنا امين.
المزيد
25 أكتوبر 2023
التلمذة
التلمذة تبدأ في حياة الإنسان، ولكنها لا تنتهي وهذه التلمذة تأخذ في حياة الإنسان ألوانًا متعددة، تتنوع بحسب مراحل العمر التي يجتازها فمرحلة الطفولة تمثل التلمذة التي تصدق كل شيء التلمذة التي تطلب التعليم، وتسأل وتريد أن تعرف وتقبل كل شيء بلا جدل، وتلتقط بالاقتداء أشياء كثيرة وفى المرحلة الابتدائية والإعدادية مرحلة أخرى من التلمذة التي تفهم وتستوعب وفي المرحلة الثانوية التلمذة التي تناقش وتجادل وتختزن المعلومات بعد فحصها أما في المرحلة الجامعية، فنوع آخر من التلمذة التي تشترك في البحث وتحضير المعلومات، وتعتمد بعض الشيء على نفسها وبعد المرحلة الجامعية، تبدأ مرحلة أخرى من التلمذة على الحياة، حينما يدخل الشخص في خضم الحياة العملية مرحلة لا تحدد فيها المناهج، ولا تحدد مواعيد للامتحان، إنما يمتحن الإنسان عمليا في أي وقت، في أي شيء بلا سابق تحضير ولا استعداد وانتم تحتاجون أن تستعدوا لاختبارات الحياة ويمكنكم التلمذة على خبرات غيركم، وكذلك التلمذة على الكبار، على المرشدين والآباء الروحيين وكذلك يمكنكم التلمذة على الكتب يحتاج الإنسان أن ينهل من كل منابع المعرفة، بشيء من الحكمة والحرص والفحص وغربلة المعلومات تحتاجون أن تتعلموا الحياة وتعرفوا كيفية التصرف، وكيفية التعامل مع الناس ومع الرؤساء، وكيفية الكلام متى يتكلم الشخص، وكيف يتكلم، ومتى يكون حازما، ومتى يتساهل، ومتى يدقق، ومتى يعاقب، ومتى يسامح بل إن مُحِب التلمذة، يتتلمذ على كل شيء يتعلم النشاط من النملة، ويتعلم الإيمان من العصافير التي لا تزرع ولا تحصد ولا تخزن وأبوكم السماوي يقوتها سعيد مَنْ يعيش تلميذًا طول عمره يتعلم أكثر مما يعلم غيره ويزداد كل يوم علمًا ومعرفة ويكون له التواضع الذي يقبل به التعليم من كل أحد ومن كل شيء.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
24 أكتوبر 2023
حقائق الإيمان المسيحى
٣- نؤمن بلاهوت المسيح
السيد المسيح ليس إنسانا يقول عن نفسه إنه الله ولكنه في ايماننا هو الله ظاهرا في شكل إنسان، ولهذا هتف الرسول بولس قائلاً: عظيم عو سر التقوى الله ظهر في الحسد (اتر ١٦٢) وقد اثبت السيد المسيح لاهوته أثناء تجسده علی الأرض من خلال.
١- قداسته المطلقة. فهو الذي لم يعرف خطية ( ۲کو٥: ٢١ ١بط۳ :۲۲) وقد تحدى اليهود قائلا "من منکم يبکتنی علی خطية" (يو٤٦:٨) فانسدت الأفواه وأنعقدت الألسنة ومعروف أنه ليس هناك إنسان واحد بلا خطيئة وقديما قال باسكال" إن وجدنا إنسانا بلا خطية فهذا هو الله أخذا شكل إنسان بالفعل كان الرب يسوع بلا خطية، مما يؤكد الوهيته المجيدة .
2- سلطانه المطلق على الموت حينما أقام الموتى حتى وهو ميت على الصليب مت ٠٥٢:٢٧
على المرض حينما شفي أعتى الأمراض المستعصية مت ١٨:٩-٢٦
على الخلق حينما خلق عينا من الطين وحول الماء إلى خمر يو١:٩-٣٤ ،يو١:٢-١١
على الافكار حينما عرف أفكار اليهود والتلاميذ دون أن يخطروه لو ٢٤:٢٢
على المستقبل حينما انبأ بخراب اورشلیم وصلب بطرس مت ۲۳ :۳۹،۳۷
على الغفران حينما غفر مفلوج والزانية لو ٣٦:٧ يو٢:٨-١١.
على الشيطان حينما أخرجه بكلمة، وحتى بدون كلمة لو ۱۷ :۱۸ مر ۲۹:۷
على الطبيعة حينما انتهر الرياح والموج، ومشي على الماء وجعل بطرس يمشي عليه أيضا مت٢٦:٨، ٢٨:١٤-٣٢
على النبات حينما لعن التينة فيبست من الأصول مت٩:٢١ مر ۲۰:۱۱
على الحيوان حينما سمح للشياطين بدخولالخنازير، لو ۱۸:۱۷. على الجماد حينما "بارك الخبزات واشبع الألوف" مت ١٤: ١٩.
٣- قيامة المجيدة:-
فهو قد قام بقوته الذاتية وقام بجسد نورانی ممجد. كما أنه قام ولم يمت ولن يموت إلى الأبد لهذا نؤمن بلاهوته المتحد بناسوته في طبيعة واحدة من طبيعتين بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير، ولا يوجد إنسان في الوجود اقام نفسه بنفسه او قام ولم يمت أو قام بجسد نوراني وحده السيد المـسيح هو الذي فعل ذلك لان الله المتجسد لأجل خلاصنا.
نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
23 أكتوبر 2023
كيف نحب الآخرين ؟ المحبة - لاتتفاخر ولاتنتفخ
تكلمنا فى المقال السابق عن المحبة التي لا تتفاخر ولا تنتفخ ، ونورد الآن بعض أقوال الآباء القديسين التي تؤكد هذا المعنى قال أنبا إيليا «أى منفعة للمحبة حيث تكون الكبرياء » ومعنى قوله هذا : إن الكبرياء لا تجتمع مع المحبة الحقيقية وقال شيخ : «إذا لم يأت علينا قتال، حينئذ ينبغى أن نتضع جداً عالمين أن الله لمعرفته بضعفنا رفع عنا القتال، وإن افتخرنا يرفع عنا ستره فنهلك» وقيل أيضاً : « ليس هناك شفاء لوجع المفتخر. لأنه بقدر ما يتعالى بأفكاره بقدر ما ترتفع معرفة الله عن نفسه، وإلى عمق الظلمة يهبط » .أليس هذا هو نفس المعنى الذي ذكره الرب عن الشيطان الذي أظلمت معرفته عن الله لسبب كبريائه إذ قال عنه في سفر حزقيال « أفسدت حكمتك لأجل بهائك » ( حز ۲۸ : ۱۷ ) قال شيخ : «إن أردت أن تنجح في إطفاء الغضب والرجز، فإقتن الإتضاع ولتكن لك طاعة ورجاء في كل أحد، لأن الغضب والرجز يسوقان الإنسان إلى الهلاك، ويبعدانه عن الله أما الإتضاع فإنه يحرق الشياطين والطاعة هي التي جاءت بابن الله وسكن فى البشرية (أى سكن بين البشر)، والإيمان خلص الناس، والرجاء لا يخزى وأما المحبة فهي التي تدع الإنسان لا يسقط ولا يبتعد عن الله الذى يريد أن يخلص ، عليه أن يقطع هواه في كل شيء، ويقتنى الإتضاع، وليكن الموت بين عينيه » . وقال شيخ آخر «أريد أن أكون مغلوباً بإتضاع، أفضل من أن أكون غالباً بافتخار». وقيل أيضاً : «لو كنا حكماء ونجعل أنفسنا جهالاً ، فإننا نستريح ونتنيح » وقال القديس برصنوفيوس : « لا تحسب نفسك شيئاً ، وأنت تتنيح . جاهد أن تموت من كل الناس ،وأنت تخلص قل لفكرك : إني قدمت ووضعت في القبر، فماذا لي مع الأحياء ، وبذلك لن يقدر شيء أن يحزنك إن الطاعة مطفئة لجميع سهام العدو المحماة، أما المحبة فهى المزود العظيم الذي يشد كل استرخاء، ويشفى كل الأمراض».قال أنبا موسى الأسود : «حب الاطراء من شأنه أن يطرد المعرفة » وقال أيضاً: «على مثال الصدأ الذي يأكل الحديد ، كذلك يكون مديح الناس الذى يفسد القلب إذا مال إليه. وكان يلتف اللبلاب على الكرم فيفسد ثمره، كذلك السبح الباطل يفسد نمو الراهب إذا كثر حوله » . وقال شيخ : « من مدح راهباً بحضرته، فقد أسلمه بأيدى
أعدائه » وقال أنبا موسى : « تمجيد الناس يولد للإنسان البذخ وتعظم الفكر » وقيل عن الأب ألينوس إنه كان مرة يخدم والأخوة جالسون عنده يمدحونه ، وهو لا يجيبهم البتة، فقال له إنسان منهم : «لماذا لا تجيب الآباء وهم يسألونك ؟». فقال «لو أجبتهم نصرت مثل من يقبل المديح » من أقوال الآباء عن الإتضاع قال شيخ : « إن خاتم المسيح الظاهر هو الصليب، وخاتمه الباطن هو الإتضاع، فهذا مثل صليب الرب، وذلك مثل خلقه » . وقال آخر : «الإتضاع هو شجرة الحياة التي لا يموت آكلوها » وقال أنبا موسى الأسود « تواضع القلب يتقدم الفضائل كلها، والكبرياء هي أساس الشرور كلها » فمن كل ما تقدم ذكره فى المقال الحالي والمقال السابق نرى أن المحبة الحقيقية تمنع الإنسان من أن ينشغل بذاته، لأنه ينجذب بالحب نحو الله وهو بهذا يتحرر من الأنانية ومن سلطان الذات، وبالتالي يتحرر من الكبرياء ويقتنى الإتضاع الحقيقي في تعامله مع الله ومع الناس إن ينسى ذاته من فرط محبته.
نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة
عن مجلة الكرازة العدد العشرون عام ١٩٨٩
المزيد
22 أكتوبر 2023
الدخول إلى العمق
تقرأ علينا ياأحبائى الكنيسة فى هذا الصباح المُبارك فصل من إنجيل مُعلمنا لوقا البشير عن معجزة صيد السمك مع معُلمنا بطرس الرسول وكلّنا نعرف القصة أنّ مُعلمنا بطرس الرسول بيشتغل صيّاد وليس صيّاد عادى ولكن صيّاد مُحترف وهو قد أمضى الليل كلّه فى رحلة صيد فاشلة ومن النادر أنّ صيّاد ماهر لم يصطاد ولا سمكة ففى هذا الليل كان مُعلمنا بطرس الرسول فى منتهى الإحباط لأنّه لم يصطاد شيئاً ووجدنا أنّ ربنا يسوع يقول له " ابعد إلى العُمق وألقوا شباككم للصيد " دعوة من رب المجد يسوع للدخول إلى العُمق أنا أريد أن اتكلّم معكم اليوم فى موضوع " الدخول إلى العُمق " فالإنسان على السطح لم يستطع أن يتمتّع بأن يمسك شيئاً فى الصيد فيوجد شيئاً من الخطورة أنّ الإنسان يأخذ كل شىء بسطحية ولكن دعوة اليوم هى دعوة للدخول إلى العُمق0وهى دعوة مهمة جداً لنا كلّنا أحب أن أتكلّم معكم اليوم بنعمة ربنا فى ثلاث نقط وهم :-
1- أهمية العُمق :-
إنّ السطح من الخارج غالباً غير مؤثّر لشىء أبداً العُمق هو المؤثّر دائماً السطح بإستمرار مُجلب لليأس ولكن العُمق مُجلب للفرح توجد خطورة أن نقضى زمن طويل مع ربنا فى السطح فتكون حياة ليس فيها تعزية ولا يوجد فيها ثمر فيملّ الإنسان ويتضايق فتوجد أمور كثيرة جداً فى حياتنا الروحية لو قسناها سنجد أنفسنا بنفعلها بطريقة سطحية وتكون حياة غير مُفرحة وممكن أنّ الإنسان يشعر أنّ الحياة مع ربنا غير مُجدية وخطورة السطح أنّ الإنسان لا يتمتع مع ربنا بحياة لذيذة أبونا بيشوى كامل كان يقول أنّ الحياة مع ربنا مثل الثمرة فلو الإنسان أكل موزة بقشرتها سيكرهها ولو أكل برتقالة بقشرتها سيجد طعمها مُر وغير لطيفة وغير لذيذة فسيكرهها ولكن لكى يحبها لابد أن يدخل للعُمق فالحياة مع ربنا لها قشرة من الخارج فلو أنا تخطيت هذه القشرة سأجد أنهّا حياة لها طعم ولو لم أتخطى القشرة سأجد أنّ القداس ثقيل والصلاة غير محبوبة فالدخول إلى العُمق هو الحل ولا أخذ بالأمور الخارجية كمقياس نهائى فلو صبر الإنسان سيجد أنّ السفينة ستغرق من كثرة الثمر كما يقول لنا الكتاب " حتى تقولوا كفانا كفانا " ، تخيلّوا أننا لو دخلنا إلى العُمق سنجد أنّ طاقتنا لم تحتمل وتقول كفاية أنا لم أحتمل فنحن نحتاج فقط أن ندخل إلى العُمق فحتى الطلبة نلاحظ أنهم يحّبوا أن يذاكروا أشياء فعندما تُقدّم لطالب كتاب كبير يذاكرة يقول لك أنت تريدنى ان أذاكر كُل هذا الكتاب ؟! هات لى عدة ورقات بسيطة لكى أذاكرهم فقط فى حين أنّه عليه أن يقرأ كُتب خارجية إلى جانب الكتاب الأصلى حتى يوسّع ذهنه ويحاول أن يوسّع معرفته فلا يوجد شىء غالى أو ثمين إلاّ وتجده فى عُمق فمثلاً الثروات والبترول والفحم والذهب لا يوجد ابداً على السطح فهى توجد فى بطون الجبال فالحياة مع ربنا هكذا خارجها لا يوحى أبداً أنّه يوجد ثمر وممكن يجعل الإنسان ينفُر منها فأنظر لإنسان يعيش مع ربنا فإن شكله سوف لا يعجبك فى حين أنّ الإنسان الذى لا يعيش مع ربنا ممكن يكون شكله مُغرى فأنظر لصورة واقعية للأنبا أنطونيوس فستجد واحد شكله ضعيف ، نحيف ، يرتدى جلباب قديم ولكن سنجد فى قلبه نور الله وسنجد قلبه مملوء سلام وفى داخله سماء وتسابيح وتماجيد هكذا الحياة مع الله لابد أن ندخل إلى العُمق حتى نجد أنّ الحياة مع ربنا مُفرحة و مُشبعة وذلك لأنّ الإنسان وجد ذهب وإبتدأ يجد كنز ففى العهد القديم خيمة الإجتماع وهى مكان حضور الله وهى مبنى كبير جداً مُغطى من الخارج بشىء شكله غير لطيف أبداً وهو جلود غنم مخيّط فالذى يحب أن ينظر لهذا المبنى فسيجد أنّ الوجهة من الخارج ليست حلوة ولكن تعال إدخل فى داخل الخيمة فستجد عيدان خشب جميلة جداً وقماش كتّان نقى وألوان جميلة جداً من القُرمز والرجوان والأسمانجوانى وندخل فى الداخل أكثر فأكثر فسنجد قُدس الأقداس مصنوع من الذهب الحياة مع ربنا هكذا خارجها غير مُشجّع أبداً ولكن لو دخلنا سنجد كنوز، ففى البداية ستأخذ الجلد ثم تأخذ الفضة والذهب النقى ففى حياتنا مع ربنا سنجد بركات بتنتظرنا ولكن لماذا يارب سمحت بذلك ؟ لماذا وضعت فى الخارج القشرة ؟ فلماذا لم تُشجعنّا من البداية فيقول لك لا ، أنا الغالى عندى لابد أن أخفيه ولكى أصدّ كل من لا يرغب فى الحياة معى أنا أريد أن أتأكد انّ هذه الناس تحبنى أنا أريد دليل على المحبة وهو أنّ القضية ليست سهلة فلماذا فى الحياة مع ربنا أجد التعزية بصعوبة لأنّ لابد أن نُقدّم أمامها جهاد ربنا له قصد أن يجعل إنجيله يكون له كنوز لكى الذى يجتهد أكثر يأخذ الكنوز والصلوات لها أعماق لكى الذى يجتهد ويتعب يستطيع أن يدخل إلى عُمقها وحلاوتها فالحياة مع ربنا تحتاج لجهاد القديس أبو مقار يقول " يا أولادى ها أنّ البئر عميقة ، ولكن ماءها طيب عذب ، الباب ضيق والطريق كربه ولكن المدينة مملوءة فرحاً وسروراً " لو الإنسان تعب قليلاً فسيقول أنّ الماء حلووصحيح أنّ مع ربنا ممكن أن يكون بابها ضيق ولكن المدينة التى سنذهب إليها هى مملوءة أفراح وسرورفنتعب لكى نتمتع بجمال المدينة إُدخل إلى العُمق لكى تأخذ كنوز وأعماق وتعرف التعزيات التى بتنتظرك إُدخل لأنّ السطح كُلّه عبارة عن سلوك يجعلك لا تستمر0
2- مقاييس العُمق :-
أريد أن اعرف نفسى أنا فى أى عُمق !!
فتوجد مقاييس فهل أنا إختبرت عُمق الصلوات هل أدركت الكلام الذى أقوله ؟! مُعلمنا داود النبى يقول " من الأعماق صرخت إليك يارب " من الداخل فهو كلام خارج من الأحشاء فيوجد كثير من صلواتنا تكون بالشفتين فقط فماذا سيستفيد الإنسان من هذه الصلوات ؟! فلا يجب أن تكون صلواتنا صلاة الشفتين فإُسجد أمامه وإرفع عقلك وإرفع قلبك له وإرفع يديك لكى تختبر لذّة الصلوات فلو أنا فرحت بالثمر سأتلذذ و أتشجّع فالتفاعل مع كلمات المزامير والتنهّد والأنين أثناء الصلاة هو عُمق الصلاة فالقديس أوغسطينوس يقول عبارة جميلة جداً " أنّ المزامير فيها كُل المشاعر وفيها فرح شديد جداً وحُزن شديد جداً فيها شُكر لربنا وعِتاب مع ربنا فهو يقول لك حينما تُصلّى المزامير تنهّد مع المُرنّم حينما يتنهّد وإحزن معه حينما يحزن وإفرح معه حينما يفرح وبارك الله معه شكّل روحك بكلام المزمور إلى أن تصير أنت نفسك مزمور تفاعل مع الكلام فهو ليس مُجرد كلام " مُعلمنا بولس الرسول يقول " الله الذى أعبده بروحى " هو يُصلّى بالروح وبالذهن أبتدأ أخاطب إلهى الحى الواقف أمامه الآن وإبتدأت أشعر بحضرة ربنا فعلاً0وإبتدات أُقدّس وقت الصلاة فلماذا الصلاة صارت واجب ؟! لأنى لم أدخل إلى إعماقها ولم أمارسها بالروح أمور كثيرة لابد أن نذوق عُمقها الكتاب المُقدس هل تذوقت عُمقه ؟ هل تلذذت بكلمة ربنا ؟! هل فرحت بالكلمة ؟ هل شعرت أنها كلمة ربنا الفعّالة ؟! هل دخلت حياتى ؟ هل شعرت أنها كلمة ربنا التى تتّوب وتنقى ؟ هل ذقتها هل فرِحت بها إبتدأت أعطيها وقت وجهد عن أى إهتمامات أخرى ليس لها معنى وأعطيها ساعة وساعتين فيوجد عُمق فى الإنجيل لابد أن تدخل فيه هل لىّ رفع قلب وإنسجام وفهم لكل حركة فى الكنيسة هل أشعر أنّ القداس هو سر حياتنا فالغفران كُلّه والقوة كُلّها بنأخذها فى القداس فهل أشعر برهبة وبقيمة الجسد والدم الذى أتقدّم إليه ؟!
فيوجد عُمق فى العقيدة فهل أنا فاهم مسيحيتى التى هى أغلى شىء فى حياتى وهل أنا من داخلى مُقتنع بعقيدتى فهذا الأمر يحتاج إلى معرفة ويحتاج إلى سعى ويحتاج إلى قراءة فهل بأخذ هذا الأمر من الخارج فقط ؟!
فإن كنت بتقضى حياتك كُلّها وأنت بتحضر قداسات فهل لا يحتاج منك أن تقرأ كتاب مرة واحدة عن القداس فستجد عُمق فى الفضائل وفى معرفة ربنا عُمق فى المحبة0فيوجد إنسان يحب الذى يحبه فقط ويوجد واحد يحب أعداءه فلو أنا بحب الذين يحبوننى فقط فهل يليق أن أظل فى مرحلة واحدة فقط ! لابد أنّ هذه الدائرة تتسع تتسع إلى أن يقول لك " باركوا لاعنيكم إحسنوا إلى مُبغضيكم صلّوا لأجل الذين يُسيئون إليكم "التسامح هل عندى عُمق فى التسامح ؟! هل أسامح بسهولة ؟! وهل عندى مغفرة أم التسامح ملغى فيوجد واحد عنده التسامح بشروط وواحد عنده التسامح بلا حدود0
العطاء لابد أن يكون عندى عُمق فى العطاء فيوجد واحد عنده العطاء ملغى وواحد عنده العطاء خوف أو فرض لئلاّ يحدث له ضررولكن يوجد عطاء أجمل فنقول له يارب هذا قليل من يدك أعطيناك فهذه مقاييس العُمق ولابد أن ندخل فى أعماق جديدة لكى نأخذ ثمار0
3- كيف ندخل إلى العُمق :-
لابد أن يكون فى رغبة جديدة ومثابرة وإجتهاد فالصلاة تحتاج إلى جهد والإنجيل يحتاج إلى جهد فلو أنا وجدت صعوبات لا أسكت فلابد أن اُثابر وأستمر وارفع قلبى وأقول له إنت يارب علّمنى وإن وجدت آية لم أفهمها أقولّه إنت يارب فهمنى وعلّمنى أن أسمع صوتك فالحياة مع ربنا غالية وتستحق التعب والجهد فليس لأنى أُصلّى وأسرح أختم ! لا أختم ولكن أحاول وأجمع حواسى لكى أقف أمام ربنا بكيان كامل فالحياة مع ربنا تحتاج إلى جهد لدرجة أنّ القديسين يقولوا " أعطى دماً لكى تأخذ روحاً " أعطى دماً أى أعطى جهد فكثرة القراءة تُعطى إستنارة نظّم وقتك لكى تدخل إلى العُمق فليس من السهل الدخول إلى العُمق فالإنسان الذى دخل إلى العُمق عنده تقديس على فكرة وعلى قلبه وعنده تقديس لوقت الصلاة0وكل هذا يحتاج إلى جهد ولكن الأفراح التى سيأخذها ستُغطّى على الجهد وسينسى الإنسان التعب وستجعل الإنسان لا يُبالى بالتعب الحياة مع ربنا صدقونى صدقونى تُنسينا التعب ، فى سفر الجامعة يقول " أنّ الله ملهيه بفرح قلبه " ، الحياة مع ربنا ستجعلنا ننسى أى أتعاب وأى جهاد قدّمناه ولذلك الترنيمة تقول " لو دخلنا العُمق هنشاهد جماله " ، فلو دخلنا العُمق سترى الملك منتظرنا فلكى تدخل العُمق تحتاج إلى مثابرة الله ينتظر أتعابنا ليكافئنا حتى وإن كُنّا غير ناجحين ولكن الله بينتظر منّا خطوة فإثبت فى صلواتك فهذه خطوة ثقوا أنّ ربنا سوف لا يُضيّع أجر وقفة صلاة ولا الإشتياق إلى الوصية ولكن هو يحتاج مننا مُثابرة تعالوا نعيش مع ربنا الفرحة الحقيقية التى تُنسينا ضغوط العالم تعالوا نرى مجد السماء فسنجد أنّ قلبنا إبتدأ يذوق لمحة من أفراح السماء ربنا يسوع يذوّقنا العُمق ونحن متكلين على كلمته وكلمته لا تخيب ولإلهنا المجد دائماً أبدياً أمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
21 أكتوبر 2023
إنجيل عشية الأحد الثاني من شهر بابه (مت 17 : 24 - 27 )
ولَمّا جاءوا إِلَى كفرناحومَ تقَدَّمَ الذين يأخُذونَ الدَّرْهَمَينِ إِلَى بُطرس وقالوا أما يوفي مُعَلِّمُكُم الدرهمين؟ قالَ: بَلَى فَلَمّا دَخَلَ البَيتَ سَبَقَهُ يَسوعُ قائلاً ماذا تظُنُّ يا سمعان؟ مِمَّنْ يَأخُذُ مُلوكُ الأَرضِ الجباية أو الجزيَةَ، أمِنْ بَنيهِمْ أم مِنَ الأجانب؟. قالَ لهُ بطرُسُ مِنَ الأجانب قالَ لَهُ يَسوعُ فَإِذَا البنونَ أحرار ولكن لنلا نُعثرَهُمُ اذهَبْ إِلَى البحر وألقِ صِنَارَةً، والسَّمَكَةُ التي تطلع أولاً خذها، ومَتَى فتحت فاهـا تجد إستارًا ، فخذهُ وأَعطِهِمْ عَني وَعَنكَ ".
لئلا نعثرهم
لم يجسر جامعو الجزية أن يتقدموا إلى الرب فيسألوه عن دفع الجزية ولكنهم تقدموا إلى بطرس وسألوه هكذا قائلين: "أما يوفي معلمكم الجزية؟".
السؤال ينطوي على نوع من الامتحان وإن كانوا في قرارة أنفسهم يعرفون أنه ليس مفروضا على المواطنين أن يدفعوا لمستعمر جزية أو خراجًا، ولكنه الظلم السائد فـــي العالم وقانون القوة وليس قانون الحق فالقوي هـو صاحب السلطان والسطوة، والضعفاء يخضعون سواء كانوا أصحاب حق أو لا لم يرد القديس بطرس من نفسه، ولم يجب الرب لا السائل ولا أجاب بطرس ولكن عندما دخل البيت ســـــأل الرب بطرس قائلا ماذا" تظن يا سمعان ممن يأخذ ملوك الأرض الجزية أو الجباية أمن بنيهم أم من الأجانب؟" أجاب بطرس من الأجانب، فقال له يسوع: "إذن البنـــون أحرار تجنب الرب الحديث في العلن في هذا الأمر، وهو أمر سياسي اجتماعي لئلا يفهم أن المسيح قائد ثورة اجتماعية أو خارج على النظام السائد ولئلا يصير هذا الموضوع شغل الجماعة الشاغل، فيفهم من الناس أن هذا هو مســيا الخلاص من الاحتلال الروماني وأنه قائد ثورة التحرير والتمرد د على السلطات وعدم دفع الجزية وقد سئل يسوع مجربا لكي يزجوا به في حلقة السياسة قائلين هل يجوز أن تدفع الجزية لقيصر أم لا؟ فقال الرب: "ائتوني بدينار"، وهو العملة السائدة آنذاك، ثم سألهم عن الصورة والكتابة قالوا: "لقيصر"، فقال الرب : أعطوا" ما لقيصر لقيصر وما لله لله أما ما أسره الرب لبطرس فهو القاعدة التي أرســـــى الرب عليها كثيراً من التصرفات التي يجب أن يحياها أولاد الله. لم يكن مفروضا على المواطنين أن يدفعوا الجزية، فهم أحرار في وطنهم وليسوا مستعبدين. فمن حق بطرس أن لا يدفع... وأن يعصي هذه الأوامر المجحفة والقوانين التي جانبت الحق والصواب ولكن من هؤلاء الجباة الصغار الذين يطالبون؟ هم أداة تنفيذ ليس إلا وهم ليسوا واضعي قوانين فماذا يكون إذا أُعثر هؤلاء الصغار؟ ماذا يرون في هذا المعلم الذي اختشوا أن يسألوه؟ هـل يخضع للقانون أو يتمرد عليه؟
هكذا انحصر الأمر في عثرة هؤلاء الصـغار ، وهذا ما جعل الرب يقول لبطرس أن يلقي صنارته في البحر والسمكة التي تطلع أولاً تكون قد أتت بالأستار فـــي فمها فقال الرب لبطرس "ادفع عني وعنك" وهذا عجب العجب في تدبير الرب، ومن هـذا نلمــح بعض الأمور الجديرة بالتأمل:- أن الرب الذي أرسل تلاميذه بلا كيس وبلا مزود لــم يكن أيضا يقتني شيئا من ذلك غاية في الاتضاع والتجرد والمسكنة.
قدرته الإلهية تفوق الوصف والإدراك فالخليقة كلها تطيعه البحر والسمك والعالم المادي أليست هـــي صنع يديه؟!
من سخرك ميلاً لا تكتفي بما سخرك به، بل امش معه اثنين ضعف ما طلب ليس قسراً ولا قهرا ولا مذلة ولا شيء من هذه السلبيات، بل بكامل الإرادة والحريةوالعطاء والسخاء الإلهي والبذل والتنازل الإرادي.
من لطمك على خدك حول له الآخر، من طلب ثيابك تنازل له عن الرداء هذا منهج المسيح الذي غلب به العالم لم ينازع العالم ولا مملكته تنازعت مع مملكة العالم لأن ملكوته فوقاني وليست مملكته أرضية مادية، ساعية إلى خير هذا العالم الزائل ولا طامعة فيه. أشياء كثيرة نفعلها طوعًا لئلا نعثر الآخرين القديس بولس الرسول تبع هذا القانون عينه في رسالته إلى أهل كورنثوس في موضوع ما ذُبح للأوثان فهو وإن كـــان لا يعتد مطلقا بوجود الأوثان ولا يعترف بها كأنها شيء ويستطيع أن يأكل لحما مهما كان الأمر وحتى لو كان قــــد ذبح للوثن، فضميره واثق أن الأكل في ذاته ليس شيئًا ينجس الإنسان المسيحي،حتى لو ذبحوا للوثن نفسه وكان حيوانا ولكن هناك الأخوة أصحاب الضمير المرهف الضعيف فلأجلهم قال القديس بولس الرسول: "لو كـــان أكل اللحم يعثر أخي ما أكلت لحما طول حياتي" فلأجل الآخرين الضعفاء نسلك بهذا التنازل الإرادي عمــا يكــون حتى لنا الذي يشغل بالنا هو ليس ما لنا، بل ما للآخرين، كيف نربحهم فرابح النفوس حكيم وكيف لا نعثرهم لأنهم أعزاء لدينا فإن كان الرب قد رسم منهجاً للحياة المسيحية في أمر إعطاء الجزية رغم أنها غير مفروضة على البنين ولكـــن لكي لا يعثرهم جعل بطرس يدفع هذا كان هـو السلوك المسيحي تجاه الغرباء (جامعي الضرائب) فكـم يكون السلوك تجاه الإخوة في المسيح!! أعتقد أن الذين يسلكون بحسب هذا القانون يصير المسيح ظاهرا فيهم ويستطيعون بنعمته أن يربحوا حتـــى الوثنيين والجاحدين لأن من لا يتحرك قلبه حينما يُعمل بهذا الأسلوب الإلهي الفائق حقا مغبوط هو العطاء أكثرمن الأخذ بقي أن نشير إلى أن فصل إنجيل القداس في هذا الأحد هو معجزة صيد السمك الكثير وهى الآية التي جعلت القديس بطرس الرسول يسجد عند قدمي يسوع ويقول: "اخرج من سفينتي يارب فإني رجل خاطئ" ومن هذه الساعة قال الرب لسمعان "من الآن تصير صيادًا للناس" فتحول مجرى الحياة من صيد السمك المــادي إلى صيد النفوس بشبكة الإنجيل لحياة الخلود فإن أشار إنجيل العشية إلى صيد السمكة الخاصة الحاملة إستاراً في فمها فهى تضاف إلى الخبرات ذات الطابع الخاص الذي لا يُنسى في حياة سمعان بطرس محترف الصيد.فهذه أصبحت حادثة فريدة له تحمل ذكريات تصحيح المنهج نحو السياسة والغرباء والعثرة والسعي إلى الميـــل الثاني وفي تفرد هذه الحادثة حفرت في ذاكــرة القــديس بطرس الرسول تعاليم المعلم الإلهي وتلك السمكة المُعدة لهذا العمل وكأنها حوت يونان أعدها الرب لمأمورية خاصة وكثيرا ما يعد الرب مثل هذه، فلما تحول سمعان إلى صيد الناس صارت عينه فرازة و ذهنه متوقد كمثل هذه السمكة التي تأتي وفي فاها خير جزيل، ولعلـه صــادف المئات من النفوس المُعدّة لخدمة المسيح بل الألوف ذات الإمكانيات الخاصة، والمواهب الفريدة لعمل تكميل إرادة المسيح وقصده هذا غير كثرة السمك الروحي التي صادفها في أول محاولة لإلقاء شبكة الإنجيل على الذين اجتمعوا حول الرسل في يوم الخمسين، وحين جذبها وإذا بها ثلاثة آلاف نفس شيء مهول وأشار إلى زملائه أن يساعدوه حتـــى يجذبها إلى شاطئ الأبدية فمع كثرة السمك هذه توجــــد السمكة الواحدة ذات المواصفات الخاصة والمرسلة خصيصا لخدمة خاصة فريدة.ليكن الرب العامل فينا ومعنا هاديًا لطريقنا مصححا لمنهجنا مالئًا شباكنا بصيد الروح بعد ما تعبنا الليل كله تلفنا ظلمته وبرودته ولم نصطد شيئًا.
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
20 أكتوبر 2023
مائة درس وعظة ( ٣٦ )
سعادتي في العطاء « البذل »
مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ » ( أع ٢٠ : ٣٥ ) فكرة البذل أسسها السيد المسيح عندما قال : « مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ ، ( أع ٢٠: ٣٥ ) .
أولاً : معان للبذل :
١- العطاء : آدم لم يكن سعيداً لأنه كان وحيداً فأوجد الله له معيناً نظيـــره ، لكي يبـذل من أجل هذا المعين النظير فيكون أكثر سعادة.
٢- النضوج : الذي يبذل أكثر هو الأكثر نضوجاً ٣- الآخر أولا : « مقدمين بعضكم بعضاً في الكرامة » ( رو ١٢: ١٠ ) .
ثانياً : عوائق البذل :
١- الكسل : الإنسان الذي يحب الراحة أو الكسل أو الحياة السهلة . نسـبـة الانـتـحـار في المترفهة أكثر من البلاد الأخرى .
٢- الكرامة : محبة الكرامة تقف حـاجـزا أمام الإنسان أن يعطى أو يقدم خدمة أو يشترك مع الآخرين.
٣- الذات : الشخص المعـتـد بذاته .. العنيـد .. غير المعترف بخطئه الذي لـم يبـذل لم يعرف الحب بعد ، والسيد المسيح قال : من أراد أن يتبعني ينكر ذاته ، ليستطيع أن يحمل صليبه .
ثالثاً : طريق البذل :
١- علم نفسك : أن تترك شيئاً من أجل الله.
۲- علم أولادك : أن يتـركـوا من أجل الله .
۳- روح العطاء : ليس المقصود العطاء المادي فقط ، بل روح العطاء .
رابعاً : أمثلة حية :
١- أبونا إبراهيم : ترك أرضـه وعشيرته وباركه الله .
٢- الآباء الرسل : « قد تركنا كل شيء وتبعناك » ( مت ١٩ : ٢٧ ) .
٣- متى العشار : ترك كل شيء وتبع السيد المسيح.
٤- بولس الرسـول : « من أجله خسرت كل الأشياء ، وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح ، ( فی ٣ : ٨ )
ه الأرملة والفلسين : أعطت كل شيء ، أعطت كل معيشتها .
٦- طفل الـخـمـس خـبـزات والسمكتين : بسبب تقدمته حلت عليهم بركة الله ، فأشبعوا خمسة آلاف من الرجـال مـاعـدا النساء والأولاد .
٧- أرملة صرفة صيدا : قدمت بإيمان ما تملك من دقيق وزيت .
8- الشـهـداء : قدموا حياتهم فـصـاروا صـورة حية جميلة للكنيسة.
٩- أصـدقاء المفلوج : كانوا صورة رائعة للبذل . الإنسان الذي يبذل يجب أن يترك شيئاً « وأنتم باذلون كل اجتهاد قدموا في إيمانكم فضيلة » ( ۲ بط ١ : ٥ ) . اسال نفسك كل يوم : مـاذا قدمت ( بذلت ) من أجل المسيح ؟ هل وقتاً أم صحة أم مالأ أم فكراً أم تعباً أم عملاً خيرياً ، أم ... ؟ فجاءت أرملة فقيرة وألقت فلسين ، قيمتهما ربع . فدعا تلاميذه وقال لهم : « الحـق أقول لكم : إن هذه الأرملة الفقيرة قد ألقت أكثر من جميع الذين القوا في الخزانة ، لأن الجميع من فضلتهم القـوا وأمـا هذه فـمـن إعـوازها ألقت كل ما عندها ، كل معيشتها (مر٤٢:٢٢-٤٤).
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
19 أكتوبر 2023
شخصيات الكتاب المقدس برنابا الرسول
برنابا الرسول: إسم آرامى معناه أبن الوعظ
برنابا / يوسف قدم بولس للرسل، زميل بولس في الخدمة، استشهد في قبرص مسقط رأسه ويوسف الذى دعى من الرسل برنابا الذى يترجم أبن الوعظ، وهو لاوى قبرصى الجنس إذ كان له حقل وأتى بالدراهم ووضعها عند أرجل الرسل (أع 4: 36 - 37).اسم برنابا فى بعض الترجمات معناه ابن الوعظ وفى ترجمات اخرى ابن العزاء، كما فى اللغة السريانية، اللاتنية القديمة.اما المعنى الحرفى لبرنابا فمعناه " ابن النبوة " وربما دعى ابن الوعظ لان الوعظ كان من اعمال انبياء العهد الجديد (أع 15: 32).وكان اسمه أولاً يوسف فدعاه ربنا له المجد عند انتخابه رسولا باسم برنابا الذي يترجم في الإنجيل بابن الوعظ.كان من سبط لاوي وقد نزح كبار عائلته المتقدمين منذ زمن بعيد عن بلاد اليهودية وأقاموا في جزيرة قبرص، لكن كان له اقرباء فى اورشليم منهم القديس مارمرقس الذى دعاه الرسول بولس ابن اخت برنابا (كو 4: 10).ودعاه الرسول بولس رسولاً بين الرسل نظيرة ووضعه كوضع بولس تماماً. وقد نال نعمة الروح المعزي في علية صهيون مع التلاميذ وبشر معهم وكرز باسم المسيح، وكان له حقل باعه واتى بثمنه ووضعه عند أرجل الرسل (أع4: 36-37)، الذين كانوا يجلونه لكثرة فضائله وحسن أمانته. ولما آمن الرسول بولس بالسيد المسيح قدمه هذا الرسول إلى التلاميذ في أورشليم بعد اعتناقه الإيمان بمدة ثلاث سنين، وحدثهم عن كيفية ظهور السيد المسيح لشاول بالقرب من مدينة دمشق، ثم شهد له أمامهم بغيرته حتى قبلوه في شركتهمن وقال الروح القدس للتلاميذ: "افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه" (أع13: 2).فقد اعطته الكنيسة الاولى يمين الشركة. (1 ع 14: 4، 14) (كو 6، 9: 5)، (غل2: 9) وكان اسمة العلمانى يوسف وقد داعه الرسل برنابا.وفى المرة الأولى يقدمه لنا القديس لوقا فى صورة مشرقة فى سفر اعمال الرسل كواحد ممن باعوا ممتلكاتهم من اجل صالح الجماعة (ا ع 4: 36 , 37).
ومرة ثانية يقول عنه انه كان رجلا صالحاً ممتلئا من الروح القدس والايمان (أ ع 11: 24) وبحكم كونة تلميذا من التلاميذ واحد السبعين رسولاً كانت له مكانة خاصة فى كنيسة اورشليم وانطاكية عندما جاء الى سمعها ان الامميين فيها قبلوا كلمة الله (1 ع 11: 22).وهو الذى قدم بولس الرسول الى الرسل والكنيسة فى اورشليم وادخل الطمأنينة الى انفسهم. خدم القديس برنابا الرسول فى مدينة انطاكية ولما وجد الحقل متسعاً ويحتاج الى اخرين معه ذهب الى طرسوس واحضر شاول. حيث خدما معا سنة كاملة فى انطاكية (1 ع 11: 22 - 26) وفى اثناء هذه السنة صعدا معاً حاملين معهما تقدمات مؤمنى انطاكية الى اخوتهم فقراء اليهودية. وفى عودتهما الى انطاكية اخذا معهما مرقس (1 ع 12: 25).وبناء على ارشاد الروح القدس رافق بولس فى رحلته التبشيرية الاولى الى قبرص موطن اسرتة. ولاشك ان اختيار مرقس ليصحبهما يرجع السبب فيه الى برنابا. ثم عادا ثانية الى انطاكية وبعد ذلك حضرا مجمع اورشليم موفدين من قبل الكنيسة فى انطاكية للنظر فى موضوع تهود الامم. وبعد انتهاء المجمع حملاً قراراتة. لكن برنابا ترك بولس وافترقا فى رحلته التبشيرية الثانية لان برنابا اصر على ان ياخذ معة مرقس وهذا الامر لم يستحسنة بولس فاخذ بولس سيلا بدلا من برنابا (1ع 15: 36 - 40) ثم ابحر الى قبرص ومعة مرقس وبعد ذلك لا يعود سفر الاعمال يذكر عن برنابا شيئاً وكل ما نعلمه انة حتى سنة 57 م وهوتاريخ كتابة الرسالة الاولى الى كورنثوس كان فى ميدان الكرازة والخدمة.ومما لا شك فيه ان برنابا كان شخصية هامة ومعروف فى صدر المسيحية فقد اشار اليه القديس بولس فى رسائلة الى أهل كورنثوس وكولوسى كشخصية معروفة لديهم فى بلاد اليونان واسيا.وقد طاف الرسولان بولس وبرنابا معًا بلادًا كثيرة يكرزان بالسيد المسيح، ولما دخلا لسترة وأبرأ الرسول بولس الإنسان المقعد ظن أهلها أنهما آلهة وتقدموا لكي يذبحوا لهما، فلم يقبلا مجد الناس بل مزقا ثيابهما معترفين بأنهما بشر تحت الآلام مثلهم.
أستشهاده
بعد أن طاف مع بولس الرسول بلادًا كثيرة انفصل الرسولان عن بعضهما، فأخذ الرسول برنابا معه القديس مرقس ومضيا إلى قبرص وبشرا فيها وردا كثيرين من أهلها إلى الإيمان بالسيد المسيح ثم عمداهم، فحنق اليهود وأغروا عليهما الوالي والمشايخ فمسكوا الرسول برنابا وضربوه ضربًا أليمًا ثم رجموه بالحجارة، وبعد ذلك أحرقوا جسده بالنار فتم بذلك جهاده ونال إكليل الشهادة. وبعد انصراف القوم تقدم القديس مرقس وحمل الجسد سالمًا وفه بلفائف ووضعه في مغارة خارج قبرص.أما مرقس الرسول فإنه اتجه إلى الإسكندرية ليكرز بها.وقيل ان اليهود قامواعليه ورجموه جسدة وم يحترق فدفنوه فى قبرة سنة 61 م..وقيل انه كشف فيما بعد جسده بموجب رؤيا اعلنت لاسقف المكان فى القرن الخامس. وتعيد له الكنيسة القبطية تحت اليوم الحادى والعشرون من شهر كهيك.
السنكسار 21 كيهك.
نياحة القديس برنابا أحد السبعين رسولا (21 كيهك)
في مثل هذا اليوم ستشهد القديس برنابا أحد السبعين رسولا وهو من سبط لاوي، وقد نزح مقدمو عائلته منذ زمن بعيد من بلاد اليهودية، وأقاموا في جزيرة قبرص، كان اسمه أولا يوسف فدعاه رينا له المجد عند انتخابه رسولا باسم برنابا الذي يترجم في الإنجيل بابن الوعظ، وقد نال نعمة الروح المعزي في علية صهيون مع التلاميذ، وبشر معهم وكرز باسم المسيح، وكان له حقل باعه وأتى بثمنه ووضعه عند أرجل الرسل (أع 4: 36 – 37)، الذين كانوا يجلونه لكثرة فضائله وحسن أمانته، ولما آمن الرسول بولس بالسيد المسيح، أحضره إلي الرسل في أورشليم وحدثهم كيف ابصر الرب في الطريق وانه كلمه وكيف جاهر في دمشق باسم يسوع (أع 9: 27) وشهد له أمامهم بغيرته حتى قبلوه في شركتهم، وبعد ثلاث سنوات خرج برنابا إلي طرسوس ليطلب شاول ولما وجده جاء به إلي إنطاكية (أع 11: 25)،، وقال الروح القدس للتلاميذ: " افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه " (أع 13: 2). وقد طاف الرسولان بولس وبرنابا معا بلادا كثيرة يكرزان بالسيد المسيح، ولما دخلا لسترة وأبرا الرسول بولس الإنسان المقعد، ظن أهلها انهما آلهة ة تقدموا لكي يذبحوا لهما، فلم يقبلا مجد الناس، بل مزقا ثيابهما معترفين بأنهما بشر تحت الآلام مثلهم (أع 14: 8 - 18)،و بعد إن طاف مع بولس الرسول بلادا كثيرة انفصل الرسولان عن بعضهما، فاخذ الرسول برنابا معه القديس مرقس ومضيا إلي قبرص، وبشرا فيها وردا كثيرين من أهلها إلي الإيمان بالسيد المسيح، ثم عمداهم، فحنق اليهود وحرضوا عليهما الوالي والمشايخ، فامسكوا الرسول برنابا وضربوه ضربا أليما، ثم رجموه بالحجارة، وبعد ذلك احرقوا جسده بالنار، فتم بذلك جهاده ونال إكليل الشهادة، وبعد انصراف القوم تقدم القديس مرقس وحمل الجسد، ولفه بلفائف ووضعه في مغارة خارج قبرص، أما مرقس الرسول فانه اتجه إلي الإسكندرية ليكرز بها،صلاة هذين الرسولين تكون معنا، ولربنا المجد دائما أبديا آمين.
المزيد