المقالات
03 يوليو 2023
الخادم وعلاج الإحباط
كمـا ذكرنا أن أسبـاب الإحباط متداخلة ومتشابكـة ونادراً ما ينجو
منها أحد ولكـن مـا نـود أن نركز عليه هو كيف نجعل جميع هـذه الإحباطات
تدعو الخادم بالأكثر أن يئن متوجعاً يارب لا تتركني يناجـى ويعاتب قائلا تعبنا الليل كلـه ولم نمسك شيئاً يا معلم أما يهمك أن نهلك ؟؟؟
أحبائـي يـجـب أن ندرك أنـه قد يسمـح الله لنا بالفشل لنفرط في تدابيرنا وإمكانياتنا وندرك أننا بدونه لا نستطيع أن نفعل شيء.لابد أن ندرك أن حجم الضعـف والإحباط والفشل في حياتنا وفي خدمتنا هو نفسه حجم إحتياجنا للصلاة في حياتنا وخدمتنا .كثيراً ما تجـد المخدومين منصرفين عـن الإهتمامـات الروحية ولا يحتملـون التعليم الصحيح فلا يجعلك هذا تتراجع أو تسكت ولنتذكر معلمنا بولس الرسول حين ذهـب إلى مدينة كورنثوس ووجد جماعة من اليهود يرفضونه ويقاومون ويجدفون نفض ثيابه وقال لهم" دمكم على رؤوسكم! أنا بريء. من الآن أذهب إلى الأمم فقال الرب لبولس برؤيا في الليل لا تخف، بل تكلم ولا تسكت، لأني أنا معك، ولا يقـع بـك أحد ليؤذيك، لأن لي شعبا كثيرا في هذه المدينة».( أع ١٨)ورغـم عظمة القديس بولس إلا أنه عانى من شعور الخادم بالرفض وعدم القبول بل وقالوا عنه هذا المهذار وكثرة الكتب حولتك للهذيان وفي كل هـذا كان الله يسند ويشجع ويقوى بولس بنعمة وافرة جداً كانت تلهيه عن أي إحباطات أحبائي الخدمة هي عمل الله وما نحن إلا أدوات وشهود على عمله قد يكون الإحباط جزء من تدبير إلهي لنعترف بفضل الله وننسب النجاح اليه ولابد أن نضع التحديات في توقعاتنا لئلا يصيبنا روح الفشل عند مواجهتها لأن الله لم يعطنـا روح الفشل بل روح القوة علينا أن نصمت في ثقة أنه سيأتي إتياناً وإن تأخر.
فكيـف لشخص محبـط أن يفرح من حولـه أو يدعو لجهـاد أو يجذب نفوس أو يهب رجاء أو يشدد متراخين ولنلق بخبزنا على وجه المياه ونثق أننا سنجده بعد أيام كثيرة ولنتمسك بالرجـاء والإنتظـار الواثق لوعود الله مهمـا كان الظلام منتشراً لأن ساعات الظلمة لن تدوم وأن الفجر لابد مشرق وأن الشمس خلـف الغيمة فهو صاحب مفتاح الأبـواب المغلقة الذي يفتح ولا أحد يغلق ويغلق ولا أحد يفتح لنتواضع تحت يد الله ونتعلم أن نردد وإن كانت آثامنا تشهد علينا فاعمل من أجل إسمك.
القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
عن كتاب الخادم ولكن ... الجزء الاول
المزيد
02 يوليو 2023
الإدانه الأحد الرابع من شهر بؤونة
الاحد الرابع من شهر بؤونة تقرأ علينا الكنيسة فصل من بشارة معلمنا لوقا اصحاح (6):
جزء من تعاليم ربنا يسوع المسيح الذي علمنا على الجبل عندما قال لهم: احبو اعدائكم، أحسنوا الى مبغضيكم، باركو لاعينكم، صلوا لأجل الذين يطضهدونكم جزء مهم يجب ان نركز عليه اليوم من هذه المقولة المقصودة يقول لهم: فلتكونوا رحماء كما أن اباكم ايضاً رحيم ولا تدينوا فلا تدانوا ولا تقضوا على أحد فيحكم واغفروا فيغفر لكم كونوا رحماء لأن اباكم ايضاً رحيم: من أكثر الآيات يا احبائي التي ركز عليها الكتاب المقدس هي الرحمة، الرحمة بأخوتنا والشفقة عليهم والرحمة ايضاً كعطاء لهم لدرجة انه أحد من القديسين يقول لنا ليس شيء يجعلنا متشبهين بالله بقدر أعمال الرحمة لا شيء يجعلنا نشبه الله بقدر اعمال الرحمة لماذا؟ لأن الله مصدر الرحمة وخلق العالم بالرحمة واوجد كل الموجودات بالرحمة ضل ينظر الى ما يحتاجه الانسان ولا شيء يحتاجه الانسان لا يلبيه الله، وعندما وجد الله ان الانسان قد اخطئ ماذا فعل؟ لقد خلصنا بالرحمة، الان يرانا الله نخطئ ماذا يفعل غير ان يغفر لنا بالرحمة وبالرحمة يفيض علينا بالبركات حتى وان كنا لا نستحقها. و لأجل ذلك يقول على مدرسة الرحمة هي مدرسة تعلم الفضائل لأن من غير الرحمة قد يحسب الانسان نفسه انه ليس انساناً , فالله اعطى للإنسان ان يتزين بالفضيلة الجميلة لان هذه الفضيلة تجعل الانسان متشبه بالله و أنظر الى احتياجات الناس لترحم الناس لان هذه الاحتياجات تجعل الانسان نقي و يجعل الانسان لا يرى مساوئهم لكن يرى احتياجاتهم لأجل ذلك يقول القديسين على عمل الرحمة انها تحل القيود و تبدد الظلمة و تطفئ النار و تنزع صرير الاسنان و كل هذه هي اعمال الرحمة , و يقول لك الانسان الرحيم على اخوته تنفتح له أبواب السماء بضمان اعمال الرحمة و يقول لك ايضاً المتزين بأعمال الرحمة يدخل كالملك الذي يفتح له الحجاج كل الأبواب , فالأنسان المزين بأعمال الرحمة تفتح امامه كل الأبواب بضمان عظيم كملك يدخل و لا يسأل احد الحجاج على الباب من انت لا احد يقدر ان يسال الملك عند دخوله من انت بل يستقبله الكل في الحال فيقولون ان الرحمة ملكة جميع الفضائل و تجعل البشر متشبهين بالله لها اجنحة تجعل الانسان يصعد الى فوق , لأجل ذلك باب مهم جداً للإنسان و يجب ان يكون معه مفتاحه فوق عمل الرحمة , و يقولو ان احد كان فعل شيء خاطئ فاستدعاه الملك لكي يحاكمه فكان خائف من الذهاب فطلب ان يعرف من هم الأشخاص المقربين من الملك فقال لأرى هذا الشخص فانه مقرب من الملك و قال له انا لدي مشكلة و الملك استدعاني فلتاتي معي فقال له سوف أتي معك و لكن سوف اوصلك الى باب القصر فقط فقال له الرجل ليس هذا الذي اريده فرد عليه و قال له انا أخاف من القدوم معك و قال له سوف اتي معك و اقف عند باب غرفة الملك فذهب الى احد اخر و قال له ليس لدي مانع ان أتي معك و ادخل معك غرفة الملك و لكن سوف أضل صامت لأني لا اعرف الموضوع الذي استدعاك الملك لأجله , ثم ذهب الى احد رابع و قال له اخبرني ما هو الموضوع فاخبره الرجل فقال له سوف اذهب معك الى القصر و سوف ادخل معك الى غرفة الملك و سوف تضل انت صامتاً و انا من سيتكلم يقولون ان عمل الرحمة هذه هي الصديق الرابع , من الممكن فضائل أخرى ان توصلنا للباب ( باب القصر) و ممكن فضائل أخرى توصلنا لباب غرفة الملك و ممكن فضائل أخرى تدخلنا داخل غرفة الملك لكن ما هي الفضيلة التي تدخلني غرفة الملك و تجعلني اصمت و تتكلم هي عمل الرحمة , لذلك فلتحذر ليس من السهل فالأنسان الرحيم تكون لديه مجموعة من الفضائل فهذه تكون مجموعة من المحبة مخلوطة بالاتضاع ممزوجة بالصلاح و ممزوجة بأخلاء الذات ممزوجة بمحبة الأخر , أذن من لديه رحمة و لديه رحمة بالأخرين فيدخلنا على الأخرى كونوا رحماء كما ان اباكم رحيم , هل لديك القدرة لتعلم الرحمة فلتأخذها من الينبوع الأصلي لها فأن ابانا الذي في السموات رحيم فيبقى الانسان يقول ان فلان يستحق فلان الاخر لا يستحق لكن الله ليس كذلك فالله يعطي الجميع بسخاء فالله رحمته للجميع لا يقوم بتوزيع رحمته لمن يستحق و لمن لا يستحق الذي يطلب الرحمة يأخذها جميعنا نقول رحمتك يا رب و ليس كخطايانا فيقول لك عندما تصبح رحيم مثل اباك الذي في السماء سوف تجد نفسك تقتضي الفضيلة الثانية و هي الأهم التي هي لا تدينوا لئلا تدانوا الذي لديه رحمة بالآخرين لا يأتي بسيرتهم و الذي لديه رحمة لا يضل يتأمل في أخطاء الناس لأننا نفعل الكثير من الخطايا في هذه اللحظة من دون ان نشعر , نذكر سيرة الأخرين في جميع جلساتنا و نتكلم عن أخطاء الناس و الأخطر من ذلك عندما نجلس نتكلم عن أخطاء أناس لا نحبهم و الأخطر و الأخطر من ذلك ان تتكلم عن تشيع السلبيات و تقلل من شأن الشخص الذي تتكلم عنه , من أجل ذلك علمنا الإباء كيف ان ندقق في كلامنا لدرجة ان يخبرك ان لا شيء يغضب الله الا الإدانة و الإدانة هي بمعنى ان تنزع الأخطاء عن مرتكبيها و ترفع رحمته عنه حتى اذا ترفق بأخيه , فاذا كان الله يرحم الناس كيف لي ان لا ارحمهم و اذا كان الله يلتمس اعذار للناس فكيف لي انا ان لا التمس اعذار للناس , من اجل ذلك الانسان ينشغل بخطايا اخواته و لا ينشغل بخطاياه هو و مشغول بضعاف الاخرين هذا فعل و ذاك قال و هذه هل رأيت ماذا فعلت ويستمر في قول هذه الأشياء و عندما الله يسمع هذا الكلام ماذا يكون ؟ ينزع نعمته الإلهية و ينزع رحمته ايضاً و يقول الله انا ارحمك و اغفر لك كيف لك ان لا ترحم اخوتك و تحفظهم , احد من القدسين يدعى الانبا بيمن يقول: عندما يكون عند الشخص متوفى هل ينشغل بمتوفي اخر ام ينشغل بالذي توفي عنده كمثال يقولون له ان فلان توفى فيجيب ان و الدي قد مات ليركز كل احد بالميت الذي عنده و عندما يكون الانسان مملوء بالحقد و مملوء بعدم المحبة و الكبرياء , كيف أتكلم عن الناس و انا ملئ بالكثير من الضعافات , لذلك يقول لك اذا لم تكن لديك القدرة على اصلاح نفسك كيف نتطلع على الدوام لأصلاح الأخرين لأجل ذلك يحزن الرب لأنه يقول انك تعري اخاك لأنه عندما يستر الله انسان و انا أقوم بإدانته فهذه تعتبر إهانة لذلك من الخطأ ان أقول اني لا أرى سوى الخطأ الذي فعله هذا الانسان و من المشين ان انظر للإنسان من الخطأ الذي فعله , و لنفترض ان احد فعل شيء خطأ فلنتذكر اية جاءت في سفر التكوين و هي: لاوريا الحثي ابر مني , فلتتذكروا شخص اسمه يهوذا كان لديه ولد متزوج من زوجة و بعد ذلك مات هذا الشاب من دون ان ينجب أي نسل فالبنت يكون عندها رجاء في العهد القديم ان تقوم بأنجاب نسل لاعتقادها ان من نسلها سوف يأتي المسيح , فقالو لهذه الفتاة ان تأخذ اخاه و العرف يقول ان الشخص الذي يموت من دون انجاب فأن اخاه يقترب من امراته و ينجب منها طفل و يسمى على اسم اخاه الذي توفى , فأخاه الأول الأقرب له قام بالرفض فيهوذا أب الأولاد قال لها لا استطيع فعل شيء لك اذا كنتي تريدين لدينا اخ صغير فانتظريه و لكن عليها ان تنتظر 20 او 30 سنة و كان اسم هذه الفتاة ثامار و هي كانت مشتاقة للأنجاب فماذا فعلت سامار ؟ قامت بالوقوف على رأس الطريق فقام يهوذا بالمرور و أراد ان يخطئ معها فهي قبلت بعمل هذه الخطية لأنها كانت تريد انجاب نسل و يكون هذا يهوذا هو اب زوجها و هي كانت تريد انجاب نسل من يهوذا على اسم زوجها و بحسب تفكيرها رأت ان هذا تفكير صالح , و بعد مدة من الوقت و في يوم الذي عملت فيه هذه الخطية قالت له انا اريد منك تذكار قال لها ماذا تريدين قالت له اريد العصا و العباءة التي لديك فأخذتهم و بعد مدة من الوقت ذهبوا اليه جماعة و قالو له احذر فأن زوجة ابنك أخطئت و هي الان حامل فقال لهم: تُحرق بالنار و تُرجم فذهبوا و قالوا لها ان عليك حُكم بالحرق و الرجم فقالت لهم ليس لدي مانع ولكن انا اريد ان اخبره بشيء اريد ان ارسل له عصاه و عباءته فعندما رأى هذه الأشياء قال: هي أبر مني , لماذا ؟ لأنك انت يا يهوذا حكمت عليها بالموت فأنت ايضاً تعتبر زاني و لكن احذر لأنها تعتبر امام الله ابر منك لأنك زنيت بغرض الزنا و لكن هي فعلت كذلك بهدف انجاب نسل و لذلك اكرمها السيد المسيح و اتى من نسلها ثمار من ضمنها ثلاث نساء موجودين في نسل ربنا يسوع المسيح و هم (رحاب و ثامار و التي لاوريا الحثي) و الثلاث معروف عنهم انهم كانوا اشرار و المسيح قبل ان يضع على نفسه ثقل هذا النسب الخاطئ لكي ما يبررنا، هي ابر منك، لماذا؟ لا تحكم على احد بحسب الظاهر , قال لنا معلمنا بولس الرسول في رومية لا تحكموا حسب الظاهر لا تدينوا فأنت الذي تدين الاخرين تفعل هذه الأمور نفسها , فلنرى سوياً ما هي الأشياء التي ندين الناس عليها: المظاهر و نحن نحب المظاهر , يحبون المقتنيات فنحن نحب المقتنيات , يتحدثون كثيراً فنحن نتحدث كثيراً , يفعلون اعمال خاطئة فنحن نفعل اعمال خاطئة فيقول لك انت الذي تدين الاخرين لا تدينهم لأنك تفعل مثلهم فلندين انفسنا أولا فالأنسان الذي يركز على خطاياه فالأنسان المتضع يرى كل الناس ابرار, فالله يعلم الخفايا و الله يعلم الدوافع و دائماً حاول ان تقول ان هذا الشخص أبر مني يقول أحد الرهبان قصة عن رجل فقير يكون لديهم استعداد لبيع أولادهم و بناتهم كعبيد و كانوا في سفينة كبيرة و لديه ابنتين توأم معروضين للبيع فجأت اسرة تقية محبة لله زوج و زوجة فقرروا ان يأخذوا الفتاة و يقوموا بتربيتها تربية محُبة لله فاخذوا الفتاة و بدأوا بتعليمها الصوم و الصلاة و الصدقة و الذهاب الى الكنيسة و التسابيح و سيرة القديسين و من وقتها حلة عليهم البركة و كانت الفتاة لا تعرف هذه الأمور فقاموا بتعليمها الصلوات و القديسين و يلبسوها ملابس محتشمة , و في نفس السفينة ايضاً بيعت الأخت الأخرى لأسرة تقوم بعمل الحفلات و الرقص و الفجور و الشر فهذا يدل انهم اشتروا الفتاة لكي يعلموها اعمال قبيحة و هي ما زلت طفلة و علموها كيف تزرع الشر بجميع انواعه فيقول لك هل الله سوف يحكم على الفتاتين بنفس المقياس الذي نحكم نحن نحكم به على الناس .
أمور كثيرة لا يعلمها الا الله وحده , ذاك الانسان شرير و لكن هل تعلم انت لماذا هذا الانسان شرير من لديه الحق ان يقول عنه شرير من له الحق ان يدينه , هل لي الحق ان اقف في قاعة المحكمة و اخبر القاضي ان لا يتكلم و ان هذا الشخص مذنب و يستحق الحبس و الإعدام و السجن و ليس لي الحق ان أقول شخص اخر برأه , لذلك يقول لنا معلمنا بولس الرسول: لماذا تدين عبد غيرك , عندما أكون املك محل و الرجل المجاور لديه محل ايضاً و الشاب الذي يعمل لديه شقي و لا يعمل و لا ينظف و يعامل الناس بطريقة بشعة ليس لي الحق ان احكم عليه لأنه عبد غيري و الذي لديه الحق في ان يحاسبه هو مولاه , لماذا نحن نحكم على بعض , و يوجد ترنيمة تقول لك: المرأة التي أُمسكت بذات الفعل جاؤوا كل الناس لكي يدينوها و يرجموها فقال لهم المسيح انا موافق ان ترجموها و لكن من منكم بلا خطيئة فليرمها بأول حجر و قام بسترها , فيقول ان كان المسيح لم يُدين هذه الخاطئة فكيف لي انا الخاطئ أن أُدين فالمسيح الذي هو كامل القداسة لم يدين فكيف لي انا الخاطئ ان ادين الاخرين و أقول ان هذه المرأة سيئة السمعة و أقوم بإدانتها , فالأنسان يجب ان يعرف ان الإدانة تكون بيد الله فقط لأنه هو الوحيد الذي يعرف أمور كثيرة لا يعرفها الا هو فلا تتسرع في الحكم و لا تحكم حسب الظاهر فالله يعلم الاسرار و الله طويل الاناة فالله متأني على كل احد و يعرف خلاص كل احد من اجل ذلك نقول ان الانسان الذي ينشغل عن أمور نفسه و ينشغل بأمور الاخرين فيكون هذا الشخص يقف على طريق خطأ و يكون بأعماله يعلن امام الله انه لا يستحق مراحمه , من اجل ذلك قال لنا معلمنا بولس الرسول: انت بلا عذر أيها الانسان , لا تدين لأنه كما تدين تحكم على نفسك لأنك انت الذي تُدين تفعل تلك الأمور عينها , فلنحذر يا احباء من الجلسة التي تكون التي تكون فيها النميمة على الاخرين و الإدانة و هذه الاحاديث لا تنتهي و المواقف كثيرة فكل هذه الأمور و الاحاديث تُجرد القلب و تُهرب النعمة و كل هذه الاعمال تحكم على نفسي و تعظم الكبرياء و كل هذه الأمور تشوه صورة الاخرين لذلك فلتحذر عند الحكم على الاخرين لان لهم من يُدينهم و ليس انت , (من اقامك قاضياً) لذلك قال لهم الديان من منكم بلا خطيئة فليرميها بأول حجر بمعني يريد ان يخبرهم انا اعلم انها خاطئة و لكن يفترض بالإنسان الذي يحكم عليها يكون انسان بلا خطيئة فليس من المعقول ان نأتي بإنسان خاطئ و نقول له احكم و من اجل ذلك نقول ان الانسان الذي يحكم على غيره هو انسان لا يرى ضعفاته فذلك الانسان يوصل نفسه الى الحكم عليه قبل يوم الحكم الأخير لان ذلك الشخص يكون يدين وضع الناموس نفسه لأنه يضع نفسه مكان القاضي فلذلك نقول للرب اذا كنت للآثام راصداً يا رب من يثبت , فكيف نكون نحن راصدين لآثام الناس جالسين نرى ماذا فعل هذا و ذاك و من اجل هذا قال لنا: لا تحكموا اغفروا يغفر لكم و بشرط معلمنا متى فقال انت تدين غيرك فلتنظر لما تزيل القذى في عين اخيك و لا تزيل الخشبة التي في عينك انت , فأنت لاحظت القذى التي في عين اخيك و لم تلاحظ الخشبة الكبيرة التي في عينك فالأنسان الذي يركز على ضعفاته و على خطاياه يرحم الناس و لا يدين احد و يعرف انه اول الخطأة و الانسان المشغول بخطاياه يجلس مع الرب و يقول له يا رب طهرني من آثامي و خطاياي الخفية و الظاهرة و يارب اكشف لي اخطائي فيعتبر هذا الانسان غير مشغول بخطايا الاخرين لذلك نستطيع ان نقول انه كلما كان تركيز الانسان على خلاص نفسه و يرى ضعفاته بشكل تلقائي لا يرى ضعفات الاخرين و في شريعة الكتبة و الفريسين انه اذا مر شخص من امام حقل يحق له ان يأكل من هذا الحقل فكل الذي فعلوه تلاميذ السيد المسيح انهم تناولوا بعض من سنابل القمح فقالو ليسوع تلاميذك يفعلون ما لا يصح فعله في يوم السبت فا ماهي عظيمة قدرتهم على حفظ الشريعة و الناموس فكان عندما يفعل يسوع معجزة يوم سبت يقولون فعل ما لا يصح يوم السبت , فقد وصلوا الى مرحلة كبيرة و متقدمة من حفظ الناموس و يا ليت انكم تفعلون الناموس كما هو مكتوب فعلاً و لكن للأسف يدققون على التلاميذ الذين اكلوا من الحقل يوم السبت و لم يدققوا على كل افعالهم الغش و الخداع التي يقومون بها فهم يحللون لأنفسهم أي شيء مثل الغش في الميزان و يغشون في المواد و المكيال , يأكلون مال اليتيم و العلة انهم يكثرون من الصلوات يمسكون فقط في الأمور الشكلية الصغيرة التي يفعلها الناس , انا و انتم محبين للرشوة و دعوة الارملة لا تصل اليكم و رغم كل هذا و بكبرياء تحكموا على الناس لذلك اعاطهم ربنا يسوع المسيح الويل , لذلك يا احباء قصة ان نحكم على الأشخاص هذه و احذر ايضاً عن تقديم النصيحة وان ان تقدمها بكبرياء لأنه عندما تنصح يجب ان تحذر انك تحت نفس الضعف لذلك قال لنا معلمنا بولس لا تكونوا معلمين كثيرين , احد من القدسين قال اياك ان تعيب احداً و اياك ان تتكلم على احد بالسوء لئلا يبغض الله صلاتك , و القديس الانبا انطونيوس قال الذي يدين غيره فقد هدم سوره بنقد معرفته و الانسان الذي يطلق لسانه على الناس بكل ما رديء لن يؤهل لنعم الله أذن احبائي الانسان الذي يضل مشغول بخطايا الناس فهو انسان ضعيف والقدسين علمونا ان من ينشغل بخطايا الناس فسوف تسقط في هذه الخطايا نفسها فلو بقيت تدين الناس التي تكذب سوف تصبح كاذب مثلهم فلذلك حاول ان تتجنب فكرة ان تعطي لنفسك حق ان تدين الاخرين فليعطينا الرب ان نكون رحماء كما ان ابانا رحيم ولا ندين فلا ندان ربنا يكمل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا كل المجد أبدياً أمين.
القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
المزيد
01 يوليو 2023
انجيل عشية يوم الأحد الرابع من شهر بؤونة
تتضمن الحث على تجنـب الحلـف بـالله وتعالى . مرتبة على قوله تعالى : " لا تحلفوا البتة ( مت ٥ : ٣٤-٤٨ ) إذا كان الذين يتجاسرون على الحلف برأسا لملك الأرضي ، الـذى نهايتـه الفساد والإضمحلال يعاقبون ويهانون . فما بالنا نحن نتجاسر على الحلـف بـخـالق الكل الذي هو ملك الملوك وسلطان السلاطين . وليس اننا نحلف به صادقین فقط بل احيناً كثيرة نكون كاذبين وحانثين . وإن كنت ياهذا غافلا عن عظم جسـارتك هذه . فاسمع قول سيدنا : لا تحلفوا بالسماء ولا بـالأرض ولا بأورشليم . لأن هـذه المخلوقات كلها منسوبة إلى الخالق . فإذا كان قد أمرك أن لا تحلف بالكرسي ولا بالمدينة المنسوبين اليه . فكيـف تجسر أنت على الحلف بذاته . وذلك ليس حينما تكون صادقاً أو مضطراً إلى الحلـف بل في معرض الهزل واللعب والمجون . و فإن قلت فلماذا أباح الحلف به للإسرائيليين . أجبتك الامم قبـل الشـرائع كانوا يحلفون بالاصنام فنقلتهم شريعة العدل إلى الحلف بالله . ثـم : نقلت شـريعة الفضل إلى ترك الحلف مطلقاً اعتماداً على صدق المؤمنين . فإن قلـت وإذا كـانت السنتنا قد الفت المبادرة إلى الحلف من غير قصد . فما السبيل إلـى نقـص هـذه العادة ؟ قلت انك بقوة الله وصدق عزيمتك تستطيع أن تحول لســانـك عـن عـادتـه الردية ؟ أم سمعت ما قيل عن أهل هلاط انه كان منهم أناس يلثغون فـى كلامـهم ولكثرة القراءة وعناية المعلمين رجعوا عن اللثغة إلى صحة اللفظ . وأنـاس كـانوا يرفعون أكتافهم عن المشى ويحركونها تحريكاً شنيعاً . فأمر أصحاب السياسـة أن يوضع على كتف كل واحد منهم سيف مجرد حتى إذا ارادوا أن يرفعـوا أكتافـهم على عادتهم المألوفة يخافون خطر السيف فلا يحركونها إلى ان ثبتوا علـى هـذه العادة وتركوا تلك . فإن قلت هل يمكن أن ينصب بأزاء اللسان سيف . أجبتك نعـــم . ولكن ليس ذلك السيف المعتاد . بل بأن تجعل لك وسائط أخرى تقوم مقاومة . وذلـك أن توصى زوجتك وأولادك وعبدك وجارك . بأنه متى رآك أحد منهم عازماً علـى الحلف ينبهك على الامساك عنه . وليس عليك في ذلك مشقة ولا كلفـة . إذ ليـس يلزمك غرامة ولا مقاومة ولا تعب . فإن قلت وما الحاجة إلى ان يكلـف الانسـان الدخول تحت هذه الضيقات كلها في النهي عـن الحلـف وحـب المـال واللـذات والمراتب العالية وبقية الوصايا . وفي الأمر بإحتمـال المشـقات . مثـل أن تحـب الاعداء . وتحول خدك للطم . وتبذل مالك للمحتاج وخــــبزك للآكـل وأمثـال هـذه التكاليف الصعبة . أجبتك إن الله تعالى اخرجك إلى هذه الارض ليجربك . هل تكـون مطيعاً لاوامره أم مخالفاً لها ليجازيك في الآخرة . ولا توجد تجربة أعظم من الامـر بترك المحبوبات والدخول في المكروهات . انظر كيف جعل ابراهيم وإسحق مثـالا للطائعين . إذ قال لابراهيم خذ ابنك الحبيب وارفعه قرباناً على الجبل . ولمـا أطلـع على إخلاصه قلبه ومبادرته إلى ذبح ولده . الذي امتزج حبه بصميـم قلبـه . امـره بترك ما عزم عليه وجازاة مجازاة تقصر الالسن عن وصفها . لانه جعل نسله مثـل النجوم والرمل . وأقام الرسل والانبياء والملوك من بنيه . ومن ذريته ظهر المسـيح بالجسد . ووعد من يدخل دار النعيم السموى بالجلوس في أحضانه . فسبيلنا أن نحارب أهوآنا البشرية . ونحافظ على العمل بمشيئة ربنا . الذي لـه المجد إلى الابد . آمين .
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
30 يونيو 2023
مائة درس وعظة ( ٢٠ )
اسهروا
اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة . أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف ، ( مت ٢٦ : ٤١ ).
تأمل كلمة « اسهر » من سفر الرؤيا:-
سفر الرؤيا هو الذي يختم الكتـاب المقدس وتسميه سفر الخروج للأبدية نقراءه في ليلة أبوغالمسيس نقراه ليلا ونخرج إلى صباح جديد الذي يمثل الأبدية الجديدة . سفر الرؤيا مكون من أربعمائة وأربعة آيات ، وهو مكتوب بطريقـة رمـزيـة يـحـتـوى على ثلاثمائة رمز تقريباً ، صعوبته في شيء بسيط أن أحداثه متتالية ومتوالية ( بترتيب ومن نسيج واحد ) . سفر الرؤيا يبدأ بالوصية : طوبي للذي يقرأ وللذين يسمعون أقوال النبوة ويحفظون ما هو مكتوب فيها ، لأن الوقت قريب ( رؤ ١ : ٣) ، وهذه التطويبـة لقـراءة الكتاب المقدس وهي مبنية على أربع مراحل في علاقة الإنسان بالوصية
۱- اقرا : اقرأ باستمرار وبوعي ويفهم.
۲- اسمع : أطع الوصية .
٣- احفظ احفظها في حياتك.
٤- استعد : للأبدية.
فبداية سفر الرؤيا ترسم لنا بداية الطريق إلى السماء .آخر آية في هذا السفر : « يقول الشاهد بهذا : نعم ! أنا آتي سريعا ، أمين تعال أيها الرب يسوع . نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم أمين ، ( رؤ٢٠:٢٢-٢١ ) فانتظار المجيء الثاني هي شـهـوة قلب كل إنسان لذلك نتجه في صلواتنا إلى الشرق ، ونقول في قلوبنا دائما : « امين تعـال أيهـا الرب يسوع ، نحن في انتظارك. اسهر ، من أهم كلمات سفر الرؤيا ليس المقصود هو السهر المادي فقط رغم أنه مناسب للوجود في حضرة الله لهدوئه ، ولكن المقصود السهر بالمعنى الشامل . - نتأمل في حروف هذه الكلمة من خلال معانی آیات سفر الرؤيا:
( أ ) استعداد عقلى : أن يكون عقلك منتبها في حالة يقظة دائمة « كن ساهراً وشدد ما بقی » ( رؤ ٣: ٢ ) .
( س ) سلام القلب : ( هدوء القلب ) « ها أنا آتي كلص طوبى لمن يسهر ويحفظ شبابه ( رؤ ١٦: ۱۵ ) سلام القلب يجعل الإنسان يجتاز الحروب الروحية في ثبات.
( هـ ) همة الجسد : ( الجسد النشيط ) بلا شك الجسد هو معين لنا في حياتنا الروحية : « فاذكر كيف أخذت وسمعت واحفظ وتب ، فإنك إن لم تسهر ، أقدم عليك كلص ، ولا تعلم أية سـاعـة أقـدم عليك ( رؤ ۳ : ۳ ) ، من إحدى مسببات الخطية الغفلة أو الاستهانة.
( ر ) رؤية الملكوت : « الرؤية القلبية الداخلية ، ( رؤية الهدف لتجعل للحياة طعماً ) رؤية الملكوت تداعب مشاعرك متى سوف أرى القديسين متى أرى المكان الذي أعده الله لي ؟ متى اتمتع بمعية الله ؟ رؤية الملكوت تعطى للإنسـان الـحـافـز والحنين للأبدية.
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
29 يونيو 2023
شخصيات الكتاب المقدس أرسطوس الرسول
أرسطوس: إسم يونانى معناه محبوب (أع19: 22) (2تى4: 20).
ارسطوس واحد من رفاق بولس الرسول، رسم أسقف علي أورشليم
رو 16: 23 يسلم عليكم غايس مضيفي ومضيف الكنيسة كلها.يسلم عليكم اراستس خازن المدينة وكوارتس الاخ.
2تي 4: 20 اراستس بقي في كورنثوس.واما تروفيمس فتركته في ميليتس مريضا.
هذا القديس كان من السبعين رسولا وقد حل عليه نعمة الروح القدس المعزي مع التلاميذ في علية صهيون وتكلم معهم باللغات وخدم مع التلاميذ ثم كرز ببشارة الملكوت. ونال الآم كثيرة. فرسموه بعد ذلك أسقفا علي أورشليم فعلم فيها وفي غيرها. وقد صنع الله علي يديه آيات وعجائب كثيرة ومنها انة وجد عين مياه مالحه فصلي عليها هذا القديس فصارت حلوة، وانبت أخشابا يابسة وجعلها تثمر وشفي مرضي كثيرين باسم السيد المسيح وقد أرسله الرسول بولس برفقة القديس تيموثاوس الي مكدونية (اع 19: 22).وقيل انه بقي في كورنثوس بعد أن تركها بولس للمرة الأخيرة (2 تي 4: 20). كما انه هو اراستس خازن المدينة في كورنثوس وقد وجد نقش في خرائب كورنثوس علي البلاط يذكر ان اراستس هو الذي رصف المدينة علي نفقته الخاصة لكي تنشط الخدمة والتبشير علي يد الرسل.وجاهد مع بولس الرسول في سياحاته العديدة حيث كان خدمًا له، وهو الذي ورد ذكره في الإصحاح التاسع عشر من سفر أعمال الرسل.وبعد ان وصل الي سن الشيخوخة تنيح بسلام وتعيد الكنيسة القبطية تحت اليوم التاسع والعشرون من شهر برمودة.
السنكسار، 29 برمودة.
نياحة أراستس الرسول (29 برمودة)
في مثل هذا اليوم تنيح القديس أراستس الرسول كان هذا القديس من السبعين رسولا وقبل نعمة الروح المعزي مع الرسل في عليه صهيون. وتكلم معهم باللغات وخدم وكرز وتألم معهم مرارا كثيرة ثم وضعوا عليه اليد ورسموه أسقفا علي أورشليم. وقد علم فيها وفي غيرها وأجري الله علي يديه آيات كثيرة منها تحويل المياه المالحة إلى عذبه وجاهد مع بولس الرسول في رحلاته العديدة حيث كان خادما له وهو الذي ورد ذكره في الإصحاح التاسع عشر من سفر أعمال الرسل. وبعد أن بلغ سن الشيخوخة تنيح بسلام. صلاته تكون معنا. آمين
المزيد
28 يونيو 2023
الخادم الروح
هناك سؤال يجول في نفس وفي أعماقي أحقًا نحن خدام؟ سهل أن يرتئي الواحد منا فوق ما ينبغي (رو3:12) ويظن أنه خادم الله!! بينما الخدمة في أعماقها الروحية لها مقاييس عالية، ربما نحن لم نصل إليها أو ربما نكون قد بدأنا كخدام روحيين، ولكننا لم نحتفظ بهذا الطابع طول الطريق فلنبحث إذن معًا من هو الخادم؟
الخادم الروحي هو لحن جميل في سمع الكنيسة، وأيقونة طاهرة يتبارَك بها كل من يراها وهو سلّم يصل إلى السماء دائمًا، يصعد عليه تلاميذه إلى فوق هو جسر ينقل غيره من شاطئ العالميات إلى شاطئ الروحيات، أو ينقلهم من الزمن إلى الأبديةهو صوت الله إلى الناس وليس صوتًا بشريًا، بل هو فم يتكلم منه الله، ينتقل إلى الناس كلمة الله.
الخادم الروحي هو نعمة إلهية أرسلت من السماء إلى الأرض هو زيارة من زيارات النعمة، يفتقد بها إلهه بعضًا من شعبه يقدم لهم مذاقة الملكوت وطعم الحياة الحقيقية.
الخادم الروحي هو إنجيل متجسد، أو هو كنيسة متحركة هو صورة الله أمام تلاميذه هو نموذج للمثل العليا، وقدوة للعمل الصالح، ووسيلة إيضاح لكل الفضائل.
الخادم الروحي يشعر بالدوام أنه في حضرة الله وتكون الخدمة بالنسبة إليه كمذبح مقدس، وعمله فيها رائحة بخور مهمة الخادم الروحي هي إدخال الله في الخدمة وهو يردد في قلبه قول المرتل في المزمور "إن لم يبني الرب البيت، فباطلًا تعب البناءون" (مز1:126) .
الخادم الروحي له باستمرار شعور الانسحاق وعدم الاستحقاق يشعر أنه فوق مستواه أن يعمل على إعداد قديسين، وأن يهيئ للرب شعبًا مبررًا (لو7:1)، مدركًا تمامًا أن تخليص النفوس البشرية أمر أعلى منه إنه عمل الله وإن اشتراكه مع الله في العمل، وشركته مع الروح القدس في بناء الملكوت وفي تطهير القلوب، كلها أمور لا يستحقها ولكنه على الرغم من شعوره بعدم الاستحقاق، فلا يهرب من الخدمة، بل يدفعه هذا الشعور إلى مزيد من الصلاة، حيث يقول للرب باستمرار هذه الخدمة يا رب هي عملك وليس عملي وأنت لابد ستعمل بي أو بغيري وأنا مجرد متفرج أتأمل عملك وأفرح وأسر (يو29:3) حقًا "ليس الغارس شيئًا، ولا الساقي شيئًا لكن الله الذي ينمي" (1كو7:3) فأعمل يا رب عملك، وفرّح قلوب أولادك ولا تمنع عنهم نعمة روحك القدوس بسبب أخطائي أو ضعفاتي أو تقصيري وهكذا بلجاجته في الطلب، ينال الخادم نعمة من الله وعندما تنجح الخدمة، يعطي مجدًا للرب الذي عمل العمل كله
الخادم الروحي هو باستمرار رجل صلاة بالصلاة يخدم أولاده وبالصلاة يحل مشاكل الخدمة وتكون الصلاة بالنسبة إليه كالنفس الداخل والخارج، كما قال الآباء بعض الخدام يظنون أن غاية الإخلاص للخدمة، هي أن يعملوا أما الخادم الروحي فيرى أن غاية الإتقان هي أن يعمل الله ليس معنى هذا أن يكسل ولا يعمل!! كلا، بل هو يعمل بكل جد وبكل بذل، ولكن ليس هو، بل الله الذي يعمل فيه كما قال القديس بولس الرسول "لكن لا أنا، بل نعمة الله التي معي" (1كو10:15) وكما قال أيضًا "لكي أحيا لا أنا، بل المسيح الذي يحيا فيّ" (غل20:2).
الخادم الروحي هو شعلة متقدة بالنار هو غيرة ملتهبة لخلاص النفس يقول مع داود النبي "لا أدخل إلى مسكن بيتي، ولا أصعد على سرير فراشي، ولا أعطي لعيني نومًا، ولا لأجفاني نعاسًا إلى أن أجد موضعًا للرب (في قلب كل أحد) (مز131).
الخادم الروحي هو رائحة المسيح الذكية (2ك 15:2) يشتم منه الناس رائحة المسيح، لأنه رسالته المقروءة من جميع الناس هو محرقة رائحة سرور للرب (لا1)، تشتعل فيها النار الإلهية، نار تتقد ولا تطفأ، حتى تحولها إلى رماد.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
27 يونيو 2023
من معالم الطريق الروحي الصلوات المتنـوعـة
الصلوات سمة أساسية في الحياة الأرثوذكسية، واستجابة مستمرة لنداء الرب : « أسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة » (مت ٢٦ :٤١). وتتسم حياة العبادة في كنيستنا بالسمات التالية :
١ ـ السمة التكريسية :
بمعنى أن هدفها الأساسي تكريس قلوبنا للسيد المسيح ، وتقديم كل طاقات حبنا للرب ، مصدرها الأصلي. وفي هذا يكمن خلاص الإنسان وسعادته ونموه ، وإمكانية أن يكون خادماً للملكوت . لهذا تطول العبادة في كنيستنا وتتنوع فنجد مثلاً :
أ ـ الافخارستيا :
قمة الصلوات الكنسية ، التي فيها يتحد الإنسان بالرب يسوع رأس الكنيسة ، و بالسمائيين أعضائها التي خرجت من الجسد، وبالمؤمنين إذ تأكل من جسد واحد ، خبزة واحدة ، ونشرب من دم واحد ، وكأس واحدة. الإفخارستيا هي فرصة الشبع بالرب ، والاتحاد بالمخلص المحبوب . إنها أقدس فرصة على الأرض ، فيها يعطينا الرب من حبه ونعمته وروحه ، و يأخذ عنا ثقل خطايانا بالتوبة والاستعداد، ونحيا معنى الكنيسة ، عروس المسيح، وجماعة المؤمنين .
ب ـ المزامير :
حيث توحدنا الكنيسة بالرب في أحداث حياته المتعددة ، ففي باكر تأخذ قوة قيامته ، وفي الثالثة تأخذ فعل روحه ، وفى السادسة نتحد بصليبه المقدس ، وفي التاسعة نميت معه حواسنا الجسمانية، وفي الحادية عشرة تنسحق أمام جسده النازل من على الصليب فداء عنا ، وفي الثانية عشرة ندفن خطايانا معه في القبر، وفى نصف الليل نستعد ونشتاق لمجيئه الثاني !! أناجيل هادفة ،وقطع وضعها آباؤنا القديسون ، ومزامير هي عصارة داود النبي وغيره من رجال الصلاة ، وفرصة رائعة للمثول المتكرر أمام الله ، بل حتى لوعظ النفس من خلال هذه الكلمات الإلهية المقدسة .
ج ـ الصلوات السهمية :
وفيها تنادي الرب بصلوات قصيرة مثل : « ياربي يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطيء » أو « اللهم ألتفت إلى معونتي . يارب اسرع وأعنى » ... وهي صلوات قبطية عريقة ، نصح بها القديس أنطونيوس تلاميذه . وكانت ولا تزال خير عون للمجاهدين في طريق الملكوت ، يتلونها سراً وبكثرة في كل مكان ، وزمان ، وموقف . إنها صلوات كالسهم، يخترق حجب السماء ، و يستقر أمام الله في مقادسه العليا ، فيستجيب قلب الله الحاني، للإنسان المحتاج .
د ـ الصلوات التلقائية :
والكنيسة تطلب منا أن نتحدث مع الله بقلب مفتوح وبساطة تامة، لكي يتحنن علينا برحمته، ويسكب علينا نعمته ، و يتدخل في كل شئون حياتنا المتنوعة ، لتختبر يمينه القدوس وقدرته اللانهائية في تسيير أمورنا بكل زواياها ، وفى سد احتياجاتنا بكل نوعياتها .
٢ - السمة الجماعية :
فكلمة ليتورجيا معناها عبادة شعب « لى - لاوس = شعب ، ارج = عمل ) ... من هنا تكون عبادتنا ذات صبغة جماعية لأننا كنيسة ( اككليسيا = جماعة ) ، ومن هنا كانت مردات القداس الجماعية : « بشفاعة والدة الإله ... أنعم لنا بغفران خطايانا » ... «آمين آمين آمين بموتك يارب نبشر» ... « نسبحك نباركك نشكرك ... »إلخ . والمسيحى الأرثوذكسى لا يحس أنه فرد مستقل ، بل عضو في الجماعة المؤمنة والجسد المقدس، فنحن » أعضاء بعضنا لبعض »(رو۱۲: ه).
۳۔ السمة الطقسية :
فالعبادة في كنيستنا لها طقس ( = نظام ) ، « وحسب ترتيب » ( اکو١٤ : ٤٠). فالقداس كما هو في مصر وفى المهجر، والقراءات ، والألحان ، والمناسبات ، والأعياد ، كنيسة واحدة ، نظام واحد ، وهذا جوهره أن نحيا إحساس الجماعة المتحدة بالروح .فلندخل معاً إلى العبادة الأرثوذكسية ، طريقنا إلى الشبع الحقيقي بالرب ، والاتحاد الكامل بالجسد المقدس.
نيافة الحبر الجليل الانبا موسى أسقف الشباب
المزيد
26 يونيو 2023
الخادم والإحباط
الإحباط خطر شديد يهدد الخادم والخدمة هو شعور مؤلم يصيب
الإرادة بالضعف والحماس بالشلل والغيرة بالتهاون وكثيراً ما يؤدى إلى الشعور بالعجز واليأس والفشل وقد يرجع الإحباط إلي شعـور الخادم أنـه مسؤلا عن النتائج وليس الأمانـة والجهاد والتعب والمحبة.
توقعات الخادم أو القادة بالنتائج المبهرة.
إستعجال الثمر والنتائج.
التركيز على السلبيات فقط.
المقارنة بخدمات أخري.
عدم إستجابة الخدام وسلبية البعض.
إنصراف المخدومين عن الحضور والمشاركة. ضعف الإمكانيات البشرية والمادية.
كثرة الإنشغالات.
أحياناً بعض الصراعات الداخلية.
وبالنظر إلى كل هـذه الأسبـاب فـنـادراً ما تجد خدمة تخلو منها تماماً.
وربمـا قد يكون هناك أسباب داخلية للإحباط أيضاً لا يشعر بها إلا الخادم نفس نفسه مثل الكبرياء المفرط وعدم الإلتزام الروحي والسقوط المتكرر.أو تحديات شخصيـة في الأسرة أو العمـل أو الدراسة مما يؤثر على النفس ويثقل الضمير كل هـذا يـؤدي بالخادم إلى الإنسحـاب الذي يأخذ أشكال متعددة مثل: الذهاب إلى الخدمة بـروح اليأس والفشل فيحضر إلى الخدمة بشعور المتفرج أو عدم الذهاب لفترة وبالتالي عدم التفاعل مع أي نشاط وعدم التفكيرفى إحتياجات الخدمة والمخدومين وعـدم وضع رؤية وإشتياقات
للمستقبل كل هذا يؤدى إلى قرار بالإنسحاب الكامل من الخدمة.لا نتعجـب إن أصابنـا الإحباط فهو شعور بشـری طبیعی تعرض لـه الأنبياء والرسـل والمبشرين مـن قبلنا فهو أحـد أهـم أسلحة العدو الفتاكة فـإن كان إيليا النبـي الناري الـذي كان يهدد بكل شجاعة بالله الحـى الذي هو واقف أمامه ألا يكون طل ولا مطر إلا عند قوله إيليا هذا أصيب بالإحباط بعد أن قتل أنبيـاء البعل فسار في البرية وجلس تحت رتمة وطلب الموت لنفسه وقال كفي الآن يا رب، خذ نفسـي لأني لست خيرا من آبائي
( امل ١٩: ٤) ولكـن مبارك الله الذي لم يترك إيليا ولا أي خادم هكذا بل أرسل له ملاكه ولمسه وأيقظه ليقوم ليأكل وفعل هذا مرتين وبقوة تلك الأكلة سار أربعين يوماً وأربعين ليلة إلى جبل الله حوريب وقال له ما لك ههنا يا إيليا وأخرجه من دائرة يأسه وفشلـه وإحباطه وأعلمه أنه أبقى لنفسه سبعة آلاف ركبة لم تجث بعد للبعل وإن كان داود النبـي مـعـلـم القتال والحرب يشكو نفسه لماذا أنت منحنية يا نفسي ولماذا تئنين فى، إرتجي الله لأني بعد أحمده لأجل خلاص وجهه وبولس الرسول الذي تعلمنا منه صلابة الإرادة والتمسك بشدة قوة الـرب رأينـاه يتضايق ويتثقل فـوق الطاقة في آسيا حتـى فقد الرجاء في الحياة.أحبائي لابد أن نعلم أن إحباط الخادم هـو ضربة شيطانية عنيفة ليس لشخص الخادم فقط بل للخدمة كلها كمـا تحدثنا عن الخـادم والإحباط فلابد أن نتحـدث عن الخادم وعلاج الإحباط.
القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
عن كتاب الخادم ولكن ... الجزء الاول
المزيد
25 يونيو 2023
اجعلوا الشجر جيد والثمرة جيدة
يحكي لنا إنجيل هذا الصباح المبارك معجزة من معجزات ربنا يسوع المسيح التي أظهر بها قدرته وقوته وسلطانه على مملكة عدو الخير إنجيل معلمنا متى يعلن مملكة الله في كل المجالات أتوا إليه بإنسان سيطر عليه الشيطان في كل الأمور﴿ أحضر إليه مجنون أعمى وأخرس فشفاه ﴾( مت 12 : 22 ) إنسان سيطر عليه عدو الخير وعلى كل حواسه وهذا ما يفعله عندما يملك على الإنسان يجعله أعمى فلا يرى الأمور الغير مرئية ولا يرى الأبدية ولا السماويات يصاب بالعمى الروحي لا يرى الله أيضاً يجعله مجنون أي مختل العقل عقله غير متزن الذي يسيطر عليه عدو الخير تصير أفكاره غير متزنة يبيع الغالي بالرخيص ويجعله أيضاً أخرس أي إنسان لا ينطق الذي يسيطر عليه عدو الخير لا يعرف كيف يقول ولو كلمات قليلة مع الله لا يعرف كيف يسبح مثلما يقول المزمور ﴿ ليس الأموات يباركونك يارب ﴾ ( مز 115 : 17) عندما أتى هذا الرجل لربنا يسوع شفاه فبدأ يتكلم ويبصر واتزن عقله فدهش الجميع وقالوا﴿ ألعل هذا هو ابن داود ﴾ ( مت 12 : 23 ) هناك فئات من الأشخاص هناك من يرى المعجزة فيفرح بالله ويشكره ويسجد لعظمته وهناك آخرين مثل الفريسيين يقولون ﴿ هذا لا يُخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين ﴾ ( مت 12 : 24 ) هنا بدأ ربنا يسوع يتكلم مع الفريسيين وقال كيف ؟ لأن كل مملكة تنقسم على ذاتها تخرب لماذا تكون نظرتكم للأمور بها عدم تصديق وعدم إيمان ؟ فأنا عندما أخرج الشياطين فهذا معناه أن مملكتي أقوى وإني أخرج الشياطين بإصبع الله أو بروح الله أو بعمل الله من هنا قال لهم أنا أرى أنكم أناس تجدفون على الروح القدس أي تنكرون عمله وترفضوه وكل تجديف يغفر إلا التجديف على الروح القدس رفضكم لعمل روح الله الدائم وإصراركم على ذلك لن يغفر لكم كل الخطايا تغفر إلا رفضك لسلطان الله وعمله لا يغفر ثم في النهاية قال لهم إن أردتم أن تعرفوا أصل الحكاية من أين سأقول لكم إن أصل هذا الأمر من داخلكم ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً أو إجعلوا الشجرة ردية وثمرها ردياً ﴾( مت 12 : 33 ) شكل الشجرة التي لكم جيدة لكن الثمر ردئ يا ليت الشجرة التي لكم يكون شكلها ردئ وثمرها ردئ لكنكم تناقضون أنفسكم وتقيمون أنفسكم أصحاب سلطان وتقيمون أنفسكم أصحاب مبادئ أعلى من مبادئي أنا أنا سأقول لكم ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً أو إجعلوا الشجرة ردية وثمرها ردياً لأن من الثمر تعرف الشجرة ﴾ ولتروا أنتم ماذا تقولون ما تقولوه يعلن أن الشجرة داخلكم ثمرها ردئ قد يكون لكم شكل جيد أمام الناس لكني أقول إن أردنا أن نعرفكم جيداً نعرفكم من الثمر ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ حقيقةً هذه كلمة نريد اليوم أن نأخذها لأنفسنا إسأل نفسك ما هو ثمر شجرتك ؟ ما هو الثمر في حياتك ؟ عندما يقول الكتاب أن ثمر الروح هو ﴿ محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف ﴾ ( غل 5 : 22 – 23 ) عندما أبحث عن هذا الثمر في حياتي وما هو مقداره هذا الثمر يعرفني الشجرة التي لي وما هي أخبارها من الداخل هل تريد أن تعرف شجرتك ؟ إبحث عن ثمرها تعال إختبر إنسان في المحبة تعال إختبر إنسان في كرامته وجِّه لإنسان نقد أو لوم ولترى ما هي مشاعره تعال نختبر محبتنا التي بلا مقابل هل هي محبة حقيقية أم لا ؟ نراها من الثمر هل تريد أن ترى ثمرك ؟ لترى أصل شجرتك ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ حقيقةً نحن الثمر فينا ضعيف جداً نختبر أنفسنا على مستوى الخارج نجد أنفسنا جيدين جداً نعرف الله ونقرأ الإنجيل ونحفظ الآيات يقول من يكمل هذه الآية ﴿ ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله ﴾ ؟ نجد الناس كلها تقول بفم واحد ﴿ وخسر نفسه ﴾( مت 16 : 26 ) كلنا نحفظها لكن من منا يعمل بها ومن منا يأخذها موضع تنفيذ ؟ من يضع أمامه أنه لو ربح العالم كله وخسر نفسه ماذا يستفيد ؟ نختبر الناس في آية أخرى قل من يكمل هذه الآية﴿ لا تحبوا العالم ﴾ ؟ تجدهم يجيبون ﴿ ولا الأشياء التي في العالم ﴾ ( 1يو 2 : 15)﴿ العالم يمضي وشهوته ﴾ ( 1يو 2 : 17) ﴿ الذي يصنع مشيئة الله ﴾ يجيبون ﴿ فيثبت إلى الأبد ﴾ جيد لكن هل تفعل بها ؟ هل تخسر العالم كله لتربح نفسك ؟ هل تعمل بأن هيئة العالم تزول ويعمل داخلك ثمر حقيقي لهذا الكلام أنك إنسان محب للبذل والعطاء وتشتاق أن تنقل مقتنياتك للسماء ؟ هل أنت زاهد في مقتنيات العالم أم هذه الأمور موضع شهوة وصراع وقد تخسر أعز أصحابك وإخوتك من أجل شبر أرض ؟ حقيقةً يا أحبائي ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ صراع في الإنسان من داخل ومن خارج يحسمه عمل نعمة الله كلما إقترب الإنسان من نعمة الله كلما وجدت أن خارجه مثل داخله وداخله مثل خارجه لا يوجد به إنقسام يحكى عن القديس يحنس القصير أنه في أحد الأيام كان جالس يعلم أولاده ومر أحد الأشخاص فوجد كثيرون يلتفون حوله فغار منه وقال له كلام جارح جداً قال له أنت تجمع كثيرين حولك بغش وخداع مثل الساحر الذي يجمع الناس حوله بسحره أنت مثل إمرأة بطالة تجمع حولها كثيرين قيل أن القديس يحنس القصير أجابه إجابة عجيبة جداً قال له﴿ أنت قد رأيت الخارج فماذا كنت تقول لو رأيت الداخل ؟ ﴾أي هذا ما تراه خارجاً أما الداخل فأردأ من ذلك بكثير فإغتاظ تلاميذه جداً لأنه كيف يهان معلمهم وأرادوا أن يثأروا له فقالوا له لماذا لم ترد عليه بمثل كلامه ؟ لماذا سكت عنه ؟ ثم سأله أحدهم لن أسألك لماذا صمت لكني أسأل سؤال ليتك تجيبني عليه بأمانة نحن رأيناك هادئاً وأنت تهان فهل كنت من داخلك هادئ أيضاً أم كنت مختلف عن هدوء الخارج ؟ فقال لهم القديس ماذا رأيتم من الخارج ؟ قالوا هدوء أجابهم ﴿ كما رأيتم الخارج هكذا الداخل أيضاً ﴾﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ لذلك نسأل ما هي الفضائل ؟ من أين أتت كلمة * فضائل * ؟ فضائل أي شئ يفضل عن شئ فضيلة معناها إني إمتلأت محبة من داخلي ففاضت من داخلي وبدأت تظهر في الخارج فصارت سلوكياتي بمحبة إنسان يلهج في ناموس الله ليلاً ونهاراً فصار كلامه كله كلام مملح كلام إلهي من الإنجيل ﴿ سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي ﴾ ( مز 119 : 105) من أين ؟ من شبع داخلي ففاض من الخارج إبدأ من الداخل وانتهي بالخارج من هنا كلم رب المجد يسوع الفريسيين ونحن أيضاً لأننا لسنا أفضل منهم كثيراً ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ راقب شجرتك جيداً الشجرة من الداخل أدخل أعماقها واكتشف أمراضها واسأل نفسك لماذا لو كان بها ثمر يكون ثمرها خارجي لكن من الداخل ليس له جذور ؟ وقفة الصلاة هل لها لذة هل لها وقت لها عشرة مع الله ؟ هل عندما تقف لتتكلم مع الله تجد كلام يخرج من داخلك بتدفق ؟ هل تحب أن تقف مع الله كثيراً ؟ هل أنت بك محبة حقيقية تجاه كلمة الله وتتلذذ بكلامه ؟ هل لك ثمار تليق بالتوبة ؟ هل أنت بالفعل كما يقول سفر النشيد ﴿ قد دخلت جنتي يا أختي العروس قطفت مري مع طيبي ﴾ ( نش 5 : 1) ؟ هل يدخل الله جنة نفسي ليرى الثمر ؟ هل سيجد ثمر أم لا ؟ هو يريد أن يرى داخلي ثمر بر ثمر فضيلة حقيقي ويجد به لذة شهي لنفسه يشبع ويغذي﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ ركز على الداخل الإنسان لا يسقط إلا من داخله أولاً لا يسقط في شهوة أو عدوانية أو غضب إلا لو سقط من الداخل أولاً وإن أراد أن يقوم لن يقوم إلا من داخل نفسه أولاً من هنا راقب الشجرة ماذا تحتاج ولنرى لماذا ليس بها ثمر وإن كان بها ثمر نجده ضعيف معرض للسلب والنهب لنرى الشجرة ماذا بها وأي مرض إعتراها .
ماذا تحتاج الشجرة ؟
تحتاج تربة جيدة تحتاج ماء للري تحتاج متابعة دائمة
1- التربة المناسبة :-
ما هي التربة ؟ هي الوسط المحيط الذي تعيش فيه لابد أن أختار لنفسي تربة جيدة وأنقي نفسي يوجد فكر يعادي فكر الله فليس هناك داعي أن أجلس أمام التليفزيون ووسائل الإعلام وألوث فكري وأجعل التربة التي أعيش فيها تتشبع بأمور رديئة لأنها لو تشبعت بأمور رديئة ستدخل هذه الأمور للشجرة لأن الشجرة تتغذى من التربة قد يقول شخص أنا مجرد إني أتسلى أقول لك أنت مثل الجذر داخل التربة دون أن تشعر تدخل هذه الأمور دون أن تشعر داخلك وداخل قلبك وفكرك وتجد أفكار عالمية وأفكار دنس وملوثة أين الثمر ؟ وبدلاً من أن تجد ثمر جيد ستجد ثمر ردئ من أين ؟ من التربة قد يقلد إنسان أشخاص مضرين ومعثرين له ولا يأخذ موقف هذه تربة التربة أو الوسط المحيط يقال عن بني إسرائيل أنهم عند خروجهم من أرض مصر في طريقهم لأرض كنعان للأسف تركوا﴿ اللفيف الذي في وسطهم ﴾ أي مجموعة صغيرة تخيل أن هذا اللفيف أو المجموعة الصغيرة هي التي جعلتهم يشتاقون للرجوع لأرض مصر أيضاً هم الذين أشاروا على بني إسرائيل أن يعبدوا الأوثان وأشاعوا مذمة في الأرض كم هم أضروا بالشعب كله ؟
قد يقول شخص هذه أمور بسيطة أستطيع أن أسيطر عليها أقول لك لن تستطيع أن تسيطر عليها﴿ اللفيف الذي في وسطهم إشتهى شهوة ﴾ ( عد 11 : 4 ) إحذر أن يكون في حياتك لفيف وأنت صامت عنه ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾إنتبه للتربة التي تتغذى منها الشجرة كي تجني ثمر جيد .
2- الماء :-
ما هو الماء ؟ هو ينابيع الروح عمل نعمة الروح القدس تنمي الشجرة أين أنت من ينابيع الروح المتدفقة ؟ أين أنت من نشاط الروح داخلك ؟ أين أنت من وسائط النعمة ؟﴿ فيكون كالشجرة المغروسة على مجاري المياه ﴾ ( مز 1 : 3 ) متى تعطي الشجرة ثمرها في حينه ؟ عندما تغرس على مجاري المياة كلمة الله أنهار الروح والتعزيات وقفات الصلاة عمل نعمة الله داخل الإنسان لا يمكن أن نثمر بدون عمل نعمة الله داخلنا لكن كي تعمل نعمة الله داخلنا نحتاج أيادي مرفوعة يقول القديس أوغسطينوس ﴿ إن نعمة الله تجول داخلك تبحث عن خلاصك إن النعمة مستعدة دائماً تتودد إلى الإنسان بل وتترجاه وتتوسل إليه أن قف إنحني إرفع قلبك إرفع يدك هآنذا ﴾ النعمة تريد أن تعطيك وتتوسل إليك وتفيض عليك تخيل راعي لديه قطيع غنم يشتاق ويجاهد ليغذيهم ويرويهم وهم يلهون ويلعبون ماذا يحدث لهم ؟ سيموتون ويضمرون تخيل إنسان غير راغب في الطعام والشراب يموت لأنه غير راغب في الحياة أحياناً نكون غير راغبين في الحياة الروحية غير راغبين في قراءة الإنجيل أو الصوم وقد أصوم لكن بثقل كل هذه الأمور الروحية أجدها ثقيلة على نفسي أقول لك أنت بذلك غير راغب في الحياة الروحية أنت بذلك تموت روحياً وتكون حي بالجسد فقط وتعيش لاهتمامات الجسد والكتاب يقول﴿ إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون ﴾( رو 8 : 13) هذا هو عمل الروح نعمة الله مجاري المياة التي لابد أن نكون مغروسين حولها إحذر أن تعطي وقت لكل شئ ولا تعطي وقت لله إنتبه هذا موت إحذر أن تحفظ الكلمة دون أن تعمل بها إنتبه هذا موت حتى لا تسمع الكتاب يقول ﴿ لك إسماً أنك حي وأنت ميت ﴾( رؤ 3 : 1) إنتبه إجعل الشجرة جيدة وثمرها جيد يوجد إرتباط بين الشجرة والثمر كلما إهتم الإنسان بالشجرة كلما فرح بعمل الثمر .
3- المتابعة :-
لا يمكن أن تنمو شجرة من ذاتها لابد من رعاية ومتابعة وأنقب حولها وأضع لها سماد لابد أن أخاف عليها وأحميها وأراقبها متابعة حياتنا الروحية تحتاج منا إهتمام ويقظة أن يراقب الإنسان نفسه دائماً ويتساءل هل يا الله أنا أتقدم أم أتأخر ولماذا ؟ إن كنت أتقدم إذاً أشكرك يا الله لأنك إقتلعت من قلبي جذور خطايا عديدة أشكرك يارب لأن حياتي الآن صار لها إهتمام روحي وبدأت أشعر بسرور وفرح بالإهتمامات الروحية أقول لك أنت الآن بدأت تعيش في مملكة الروحانيين لكن قد تجد نفسك في إتجاه عكس ذلك تجد أن الأمور الجسدية تلذذك والأمور الروحية ثقيلة عليك جداً إذاً أنت مازلت إنسان جسداني راقب من أين دخل هذا المرض هل من الإستهتار أم من الكسل ؟ أم من أنك تأخذ الحياة بأمور غير جدية وصمت على المرض فكبر ونمى حتى تملك ؟ لكن توجد نعمة الله وروح الله الله أعطانا روح قداسة وروح تطهير أعطانا معونة نستطيع أن نغلب بها أي تيار شر داخلنا هيا إرفع يدك واطلب رحمة ومعونة وانتبه وراجع نفسك وتابعها وتابع الشجرة داخلك لا يوجد إنسان يعرف أن عنده مرض خطير ويصمت الحياة الروحية كما يقول الآباء ﴿ ملكوت الله لا يؤخذ براحة ﴾ لا يمكن أن نأخذ الفضائل والأمور التي تعطينا خلاص ونحن مستلقين على ظهورنا أبداً بل بجهاد ومشقة وتعب وأصوام لكن صدقوني الثمر لذيذ عندما يشعر الإنسان أن الثمر بدأ يعمل في قلبه يفرح جداً لا يوجد إنسان يزرع شجرة إلا ويشتاق أن يرى بها ثمر هكذا إرادة الله فينا الله أوجدنا لكي يتمتع بثمارنا ويقترب إلى أشجار حياتنا ويشتهي أن يأخذ منها ثمر جيد وكلما أعطت الشجرة صاحبها ثمر جيد كلما سرت قلبه واعتز بها أكثر وأكرمها هذا هو الله الله يقترب إلى كل واحد منا وكل من وجد فيه شجرة جيدة بثمر جيد يقول هذه إرادتي هذه هي مسرتي أن هذا الإنسان يحقق قصدي ويمجدني في خليقتي أن هذا الإنسان يعلن عمل نعمتي داخله أن هذا الإنسان غالب للعالم هذه فرحة الله﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ لابد أن يراقب الإنسان نفسه أنظر التربة التي أنت بها والماء وينابيع الروح والمتابعة تابع الشجرة ستجد ثمر يفرحك محبة فرح سلام من المؤشرات التي تعرف الإنسان إن كان يعيش مع الله أم لا أن يكون داخله فرح مهما كانت الضيقات لابد أن يشعر بفرح داخله الله في العهد القديم عمل لهم أعياد كثيرة وذبائح كثيرة لماذا ؟ يقول لأني أريد أن يكون أولادي فرحين دائماً قال ﴿ لا تكون إلا فرحاً ﴾ ( تث 16 : 15) بولس الرسول يقول ﴿ إفرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً إفرحوا ﴾ ( في 4 : 4 ) ما هذا ؟ الإنسان الذي يحيا مع الله دائماً يكون في فرح لماذا ؟ لأن سلام الله يملك عليه ورضى الله يملأه وإن كان في تجارب وضيقات وأحزان فهذا كله من الخارج معلمنا بولس الرسول يتكلم عن الفرح في رسالة مثل رسالته لأهل فيلبي خمسة عشر مرة رغم أنه كان في السجن هل يوجد إنسان يتكلم عن الفرح وهو في السجن ؟ نعم لأن الفرح الروحي غير مرتبط بالجسد نحن فكرنا أن الفرح مرتبط بالجسد إن أكلت أفرح وإن ذهبت للمصيف أفرح وإن إشتريت شئ جديد أفرح صدقوني الفرح غير مرتبط بالجسديات قد يعيش إنسان في سجن ويفرح وآخر يعيش في قصر لكنه حزين الأمور الروحية تعطي فرح لأنها أمور تنمي إرتباط الإنسان بإلهه فتعطي فرح ومسرة عندما يعمل الإنسان عمل ويشعر أنه يرضي إلهه يشعر بغمرة سعادة داخله لذلك عندما يعيش الإنسان في كآبة وغم وضيق أقول لك لأنه لا يعيش مع الله تقول كيف وسط هذه الأمور كلها يفرح ؟ أقول لك كما يقول معلمنا بولس الرسول ﴿ كحزانى ونحن دائماً فرحون كفقراء ونحن نغني كثيرين كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء ﴾ ( 2كو 6 : 10) * كحزانى * أي قد نظهر للناس حزانى قد نكون مضطهدين ومتألمين ونحيا في فقر في الشكل لكن داخلنا فرحين كأن لا شئ لنا ونحن نملك كل شئ هذا هو الثمر﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾راقب الشجرة داخلك وتابعها واسهر عليها راقب الثمرلا يمكن لإنسان يراقب الشجرة ويتعب إلا ويفرحه الله بثمرها ﴿ الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالإبتهاج ﴾ ( مز 126 : 5 ) الله يعطينا ثمر يفرح قلوبنا ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين.
القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
المزيد